مشهديات في فضاءات ابوي و صاحبي الفاضل سعيد ( ! )

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
يحيى فضل الله
مشاركات: 183
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:22 pm

مشهديات في فضاءات ابوي و صاحبي الفاضل سعيد ( ! )

مشاركة بواسطة يحيى فضل الله »

مشهديات في فضاءات ابوي و صاحبي الفاضل سعيد ( ! )
===============================================
يحيى فضل الله
=================
برلوج
--------
كيف احصي خساراتي وهذا النشيج ؟
يا وليف الفكرة والحلم الهميم
لماذا تلاحقني التساؤلات و تقذف بي في دوامة البديهيات ؟
هل علي ان انقي البداهة - بداهة كالموت مثلا - من فجيعة سطوتها علي الروح ؟
لماذا اراهن علي الروح و انا اثق في وجودها في التمظهرات التي تشئ بحيوية الجسد ؟
تري هل اراهن علي خفقة في القلب تجافي الخلود و تتحالف مع العدم ؟
ما الذي افعله بعدك بكل هذا الكم الهائل من التفاصيل ؟
يا أليفي في التفاصيل
لم يكن بمقدورك ان تختم المشهد الاخير من عرض - الحسكنيت -
و لم يكن بمقدور بروجكترات الاضاءة علي مسرح الثغر ان تمنحك اظلامها وفضلت ان يكون رحيلك و هي مضاءة حد التوهج ، التوهج الذي منحته للموت كشرط حتمي للغياب
واي غياب هذا يا صاحبي ؟
اي فراغ هذا الذي اتحسسه في تفاصيل المشهد ؟
انه فراغ شاسع بمعيار من المتاهة و الهذيان
غاب - العجب - و لن نراه مرة اخري و هو يمارس جدله الساخر مع سبل كسب العيش في سودان العجائب
غابت - بت قضيم - و سيرن الموبايل الذي اشتراه لها ابنها الضارب في الغربة و الهجرة دون ان ترد عليه مستنكرة - ( آبيت )
غاب الشيخ - كرتوب - دون ان يعلن وصيته الاخيرة
غاب العم - صابر - وهو بين الدخول و الخروج من و الي خشبة المسرح
كل ذلك حدث بغيابك انت المتعدد الحضور ايها المتوغل في فضاء المسرح حد الافراط في التأويل وحد التعب و انت تسعي نحو الاحتراف و المؤسسة
و يخصني يا صاحبي وتر قديم
كي اخصب كثافة المشهد
و يخصني جدا
ما يخص ضرورة المسرح ف "" مسرحي شعري و شعري مسرحي""
و يخصني حتما ان انقي المراثئ من خيبتها العاطفية كي امنح غيابك حضورك و حضورك غيابك ذروته الدرامية بمنهج إقتفاء الاثر
و يخصني ما يخص علائق الممثل مع النص
و يخصني و بالضرورة بهاء مسيرتك وانت تجترح الضحكة من بين التعب و الجهد و الكد و المثابرة و تزرعها في قلوب الملايين متنقلا في كل بقاع السودان
و يخصني بالفة في المكان كل الكواليس التي وقفت خلفها و انت تتهيأ للدخول الي الخشبة ، الخشبة التي لم تتخلي عنها حتي الرمق الاخير
و يخصني با صاحبي ان اعلن انحيازي اليك كبهرة ضوء فاعلة و متفاعلة و منفعلة في مشروع التنوير
ويخصني جدا و حتما و بالضرورة ان اكتبك و تكتبني في جمال الآثر و ان اطقس غيابك بالحضور
=================================================
مشهدية اولي
==============

كانوا طيبيين وساخرين
لا يعرفون الرقص والمزمار إلا
في جنازات الرفاق الراحلين
كانوا يحبون النساء
كما يحبون الفواكه والمبادئ والقطط
كانوا يعدون السنين بعمر موتاهم
وكانوا يرحلون إلى الهواجس
ماذا صنعنا بالقرنفل كي نكون بعيده?
ماذا صنعنا بالنوارس
لنكون سكان المرافئ والملوحة في هواء يابس ;
مستقبلين مودعين ?
كانوا سليقة كل نهر لا يفتش عن ثبات
يجرون في الدنيا لعل الدرب يأخذهم
إلى درب النجاة من الشتات
ولأنهم لا يعرفون من الحياة سوى الحياة كما تقدمها الحياة
لم يسألوا عما ورا مصيرهم وقبورهم . ما شأنهم بعد القيامة?
ما شأنهم إن كان إسماعيل أم إسحاق شاة للإله?
محمود درويش
===================================================
عزلة
========
وحدي الذي اعرف ذلك
سيحدق بي ( كبير ) الافغاني بغضب واضح يشع خلف نظارته السميكة و يحذرني من مغبة التأخير عن زمن الوردية ، يتراجع الي الخلف تاركا لي جهاز الكمبيوتر الذي يتحمل عبء هذا الجهاز الاولية فهو فعلا ( حاسوب ) حسب التعريف اللغوي بالعربية ، سيلومني ( كبير ) بعنف ملغز بالاشارات ، بعدها يبدأ يمارس معي تمارينه علي التحدث بالانجليزية و يحكي عن ( إسلام باد ) التي جاء منها الي كندا ، قبل اكثر من ثلاث سنوات ، أسمعه و لا أسمعه ، اتركه يثرثر و أنتبه اليه يصمت عند وقوف مشتري امامي و يعود الي الحكي حالما يذهب المشتري و انا منه و من حكاياته شارد و ألوي علي شئ من بكاء كثيف في الدواخل و لاني وحدي الذي اعرف ذلك أحس بالهوة الشاسعة بيني و بين ( كبير ) المسئول عن تدريبي في هذه الوردية الليلية علي تفاصيل إدارة متجر ( ماكس ) ، Macs ، في تقاطع شارع ( يورك ) - مع شارع ( كنق ) - بمنطقة ( دنداس ) - dandas- غرب مدينة (هاملتون)- hamilton- ، (كبير ) وصلت به حكايته الي إدانة الافراط في الحرية في كندا فأعود انتبه اليه و أسأله عن ( طالبان ) النموذج المضاد لهذا الافراط الذي يشكو منه وقبل ان يرتب حصيلته من الانجليزية كي يحكي عن ( طالبان ) و ما أدراك ب ( طالبان ) ستصل ( جيني ) و تقف امامي بعريها المسموح به في الصيف الكندي و ستشتري بطاقتين من ( اللوتري ) و سيصمت ( كبير ) ، ( جيني ) ايضا لا تعرف ، وحدي انا الذي اعرف ، ستذهب ( جيني ) و يحذرني ( كبير ) من مغبة نسيان ان اقول للزبون المشتري
- Good night , see you again-
- طابت ليلتك و اشوفك تاني -
و لن ينسي ( كبير ) ، طبعا ، ان يتذوق تعليقه علي عري ( جيني ) و لكن هذه المرة بتحريف ذو مصدر قرأني ، هي كلمة واحدة ينطقها بكل حصانة دينية
- حرامي -
يقصد ( كبير ) هنا الكلمة - حرام - و ليس معني لص
ساتظاهر بالاستماع الي حكايات ( كبير) و اتوغل في شرودي المتحالف مع البعد و الفقد و الاحزان و ابكيني في الدواخل مبتسما لكل مشتري عبر داخلي الباكي واتمني له ليلة طيبة و حتما سيذكرني ( كبير) [انني لم اقل لرجل الشرطة ( توني ) المتجول في المنطقة ليلا ، لم اقل له - see you again- و هذا خطأ كبير لا تسمح به شركة ماكس لان ( توني ) زبون دائم و عادة ما يمر بالمتجر كل ليلة وسيذكرني بانني ادخلت حساب اللبن الذي اشتراه احدهم مرتين داخل الكمبيوتر و يطالبني بالضغط علي مربع طبع الفاتورة علي الشاشة الما غشاشه و تخرج الفاتورة مصحوبة بذلك الصفير المنغم كي تنقذني من تهمة ( كبير ) المحرضة من قبل خوفه من اخطائي المحسوبة علي ورديته و طبعا سيتجاهل ( كبير ) بقصد متعمد ان بعتذر لي فهو من يقوم بتدريبي و بين كل هذا النسيج من التفاصيل اجدني اعرف انني وحدي الذي اعرف
( كبير ) لا يعرف
( جيني ) لا تعرف
( توني ) رجل الشرطة لا يعرف
الداخلين و الخارجين من و الي متجر ( ماكس ) لا يعرفون
جاءت الشاحنة المحملة بعبوات جديدة لكل المشروبات التابعة لشركة البيبسي و لكن سائقها ( اوردرادو ) البرتغالي لا يعرف
سيحط طائر النورس علي كتف تمثال الملكة ( فيكتوريا ) بوسط مدينة هاملتون و سيطلق صرخته في فضاء اصوات المدينة و يطير نحو بحيرة ( اونتاريو ) منمحيا مع مجموع النوارس المحلقة فوق البحيرة و لكنه لايعرف و لا حتي البحيرة تعرف
ستمنح البيرة المختلفة الانواع شاربيها نشوة ليلة الجمعة علي بارات قرية ( هيس )
- Hess- ولكنها لاتعرف و لا شاربيها يعرفون
سيقبل شاب فتاته تحت مظلة محطة الاتوبيسات الصاعدة الي جبل هاملتون، هو لا يعرف و هي لا تعرف و الجبل لايعرف
سترن اجراس عربة الايسكريم مستهدفة اطفال شارع (موهوك ) - Mohawk-
و ( إيزبيلا ) سائقة العربة لا تعرف ، الاطفال لا يعرفون
سيصحو العمال مبكرين و ينتظرون البصات كي تقلهم الي مصانع ( بيرلنتون )- Birlinton - و هم لا يعرفون
سيزعج السنجاب الرمادي قمرية ذات طوق من نوع ( الدباس ) فتطير مطلقة نغمات رفرفة جناحيها حد الصفير الحاد و ساسمع قمرية اخري تقوقي و لكن القماري هنا لاتعرف ، حتي العصافير التي اعرفها بعلائق الوطن و المواطنة من امثال ( ود أبرق ) لا تعرف ، ( ود أبرق ) هنا لا يعرف و لا حتي ( عشوشه )
سيحتشد سماء هاملتون بقوافل الاوز قبيل الغروب و الاوز لا يعرف و لكن قد تعرف السماء و قد لا تعرف
سيوزع المهاجرون الجدد صناديق البيتزا علي المنازل ، هم لا يعرفون و المنازل لا تعرف
ستوصل التكاسي سكاري المدينة في ليلة الجمعة الي منازلهم ، لا التكاسي تعرف و السكاري يعرفون
سيأخذ جاري الايطالي العجوز كلبه الصغير في جولة علي شارع ( أبر اتاوا ) - Upper Ottawa - ، لا جاري يعرف و لا الكلب يعرف
سيضع ساعي البريد حزمة من الرسائل و التي هي في الغالب فواتير يجب علي دفعها علي صندوق البريد ، لاهو يعرف ، لا الفواتير تعرف و لا حتي صندوق البريد
كل هذا النسيج من التفاصيل التي اعايشها هنا و تعايشني لا تعرف
وحدي الذي اعرف هذا الخلل الكوني الكبير
وحدي الذي اتحمل هذا العبء الكبير
ستمضي وردية هذه الليلة الجمعة 10 يونيو بين تعاملي مع المشترين في متجر
( ماكس ) و حكايات ( كبير ) الذي يخلق من كل تفصيلة تدريب حكاية و سيأتي الكاتب المسرحي العراقي المتميز ( عبد الامير الشمخي ) في السابعة صباحا لاستلام
ورديته و ساهرع اليه و هو داخل المخزن يغير ملابسه و يدخل في زي المتجر الكحلي و افجر امامه نبأ الخلل الكبير الذي اصاب الكون في صباح امس الحمعة 10 يونيو 2005م
- عبد الامير ، في صباح الامس ، مات الفنان المسرحي الكبير السوداني الفاضل
سعيد -
وسينظر الي ( عبد الامير الشمخي ) بعينين خبرت حد الحرفة كثافة تفاصيل الحزن العراقي و سيقول لي
- احذرك من إدمان المراثئ -
و سيخرج ليقف امام حاسوب المتجر و سانزع عني القميص الكحلي ، قميص العمل ، و ارتدي قميصي و اخرج من المتجر ، انحشر داخل عربة ( كبير ) مستسلما الي حكاياته المتناثرة في نسيج الموسيقي الهندية المنبعثة من راديو العربة
سيوصلني ( كبير ) الي وسط المدينة لاخذ البص 22 الي تقاطع شارع ( ابر اتاوا
مع شارع ( إ ستون جيرج ) و لكن سائق البص لا يعرف ، الركاب لا يعرفون ، البص لا يعرف ، وحدي الذي كنت اتذوق معرفتي بهذا الخلل الكوني الكبير
لقد مات الفاضل سعيد.

فلاش باك
=========
كنت قد عدت من ورديتي الليلية في متجر ( ماكس ) في حوالي الثامنة صباحا من يوم الجمعة العاشر من يونيو وداهمتني ( هادية ) كعادتها و هي تجهز تفاصيل خروج (داليا) و ( حسن) و( مصطفي ) الي المدرسة ، داهمتني بحكاية غريبة و هي انها سمعت في ما يقارب الساعة الرابعة صباحا صوت دوي ايقظها من النوم مفزوعة لتكتشف ان ذلك الصوت هو صوت سقوط الكتب العربية من علي المنضدة ذات الادراج المتواجدة في الدور الارضي من البيت و الذي اسميه القبو و به مكتبي و مكتبتي الصوتية و المقروءة وبكل تعب ورديتي الليلية هرعت الي القبو لاجد الكتب متناثرة علي الارض فقد تخلت المنضدة عن احد رجليها و مالت مما دلق الكتب علي الارض و كان من ضمن ما اندلق فايل احتفظ فيه بكل نصوص مفكرة الاحد التي كنت اكتبها لجريدة الخرطوم ايان صدورها بالقاهرة ، لاحظت ان هذه القصاصات متناثرة علي الارض وهي مقلوبة عدا قصاصة واحدة كانت هي المفكرة التي كتبتها عن الفاضل سعيد بعنوان ( موبايل بت قضيم ) ، لملمت هذه القصاصات ووضعتها علي مكتبي مؤجلا تنظيم الكتب المتناثرة علي الارض بعد ان رفعتها عنها و اثناء هذا الفعل رتبت في ذهني ان اتصل بالفاضل سعيد لاكمل معه ما نخططه سويا للعرض المسرحي الذي كتبته و هو نوع من اعادة كتابة لمسرحية ( رحلة حنظلة ) التي اعاد كتابتها الكاتب المسرحي السوري الراحل سعد ونوس كاعادة كتابة عربية لنص الكاتب الالماني بيتر فايس الموسوم ب ( كيف تخلص السيد موكينبوت من آلامه ) وقد اعدت كتابة هذا النص المميز سودانيا بعنوان ( الفكت منو ) وهذه الفكرة بيني و بين الفاضل سعيد كمشروع مسرحي مشترك و قد قمت بارسال النص و تحدثنا عن المهم من التفاصيل عبر الهاتف ، تركت الكتب لفوضاها و صعدت الي الغرفة كي انام لأهيا جسدي المتعب الي وردية ليلية اخري
و يرن جرس التلفون فيما بعد الثالثة ظهرا ملحاحا و لوحوحا و يأتيني صوت الصديق العميد مهندس معاش عبد الحليم جاويش
البركة فيكم يا يحيي ، الفاضل سعيد مات
موبايل بت قضيم
================
و يرن جرس الموبايل ، يرن و يرن و يرن و يأتيني صوت ( بت قضيم ) متذمرة و ترفض ان تردعلي هذا الجرس الملحاح و تصيح و ترد علي تلك الرنة - ( أبيت )
بهذا المدخل الدرامي يدخل الاستاذ الفاضل سعيد في اداء منلوج عن الموبايل ، كنت سعيد الحظ في ان التقي الاستاذ الصديق الفاضل سعيد و ايامي قد اصبحت قليلة في القاهرة ، اقول اسعدني جدا ان اودع هذا الفنان المسرحي الكبير فجمعتني به ليلة حميمة في شقته بمدينة نصر - رابعة العدوية - ، اظن انا لا احتاج ان اقول إن الفاضل سعيد و ناس عظيم
كنا كرعينا بنختفا
بالزيارة نتم الوفا
هسه بالموبايل كفا
حالة طول عمري بشنفا
و من زمان ياني الخايفا
هي ( بت قضيم ) اميز الشخصيات التي يؤديها هذا الممثل العظيم ، ( بت قضيم ) ترفض الموبايل و تحن الي لقاءات حارة مع ابنها الذي اشتري لها هذا الجهاز الغريب ، قد يبدو انه - الموبايل - للتواصل ، لكنه في حالة ( بت قضيم ) هو لا تواصل ، بل هو عجز في التواصل مع فلذة كبدها الذي اكتفي ان يتواصل مع امه عبر الصوت ، لكنها تريد تواصلا حميما مثلما كان في السابق قبل الموبايل .
الاستاذ الفاضل سعيد يتقمص ( بت قضيم ) من خلال عدد من المنلوجات تلك التي ضمها شريط كاسيت ، اعترف و انا استمع لهذا الشريط و يجلس امامي و بألفة واضحة استاذنا الفاضل سعيد ، اعترف انني قد دخلت في نوبة من الضحك و السبب في ذلك هو اداء هذا الفنان الكوميدي الكبير لهذه المنلوجات فهو يمتلك صوتا مرنا ، صقلته التجربة ، هذا اضافة الي الحس الساخر ، الفاضل سعيد يعرف تماما كيف يوظف السخرية .
الموبايل سبب الجفا
مرة تفتح مرة تغلق
و من ماتمسي و لما تشرق
و مرة تنبح بيه تلغلغ
انت في ضحكك معلق
الشمار بقي ليك منطق
و ندخل بعد ذلك في حوار عميق حول فن المنلوج و دوره المؤثر في طرح المشكلات الاجتماعية و يلوذ الفاضل سعيد بالفنان الساخر رائد هذا الفن في السودان و هو عبد الكريم بلبل و يحكي الفاضل سعيد عن كيف ان منلوج ( البلامه ) بضم الميم ، الذي كان يؤديه هذا الفنان في بيوت الاعراس و في الحفلات المسرحية و الغنائية في الخمسينات ، كيف ان هذا المنلوج الذي كان يسخر من ( البلامه) - و هي ما تغطي به المرأة في ذلك الوقت وجهها فلا تبين منه سوي العيون - قد استطاع ان يقود تحول اجتماعي خطير فبسبب سخرية ( بلبل) بدأت النساء يتخلين عن هذه ( البلامه) خوفا من مغبة تلك السخرية اللاذعة .
كتب الصديق الاستاذ صلاح يوسف في احدي مفكراته بعد عودته من اجازته في السودان عن موجة السخرية التي سادت المجتمع السوداني عبر الاستماع لشرائط كاسيت تضم نكات و منلوجات يستمع اليها الناس حتي في البصات و المركبات العامة و يبدو ان الفرق الشبابية مثل ( الهيلا هوب ) و ( مجازفات ) قد لجأت الي توظيف فن المنلوج و اصبح ذلك التوظيف بمثابة محرض اساسي للاستاذ الفاضل سعيد كي ينتج هذا الشريط الذي استمتعت اليه و الفاضل سعيد عرف كممارس لفن المتلوج و له فيه اجتهادات مثل منلوج ( الحد ) بكسر الحاء ، و هو منلوج يعتمد علي الحوار بين الزوج و الزوجة
الزوجة - يا راجل مالك و مالي
انا كيفن ما احد علي خالي
و الحد انا كان فكيتو
ناس الحي ما بكشفو حالي

الزوج - يا وليه مالك سجمانه
و الحد خلاك شحتانه
و الناس ما يقولوا كان قالوا
شن غرضك بفلان و فلانه
و المنلوج الشهير ( الاكروبات ) و هو احتفاء بظهور فرقة الاكروبات السودانية
اتحدي اتخن ود صيني
او ود قزاز حتي يا عيني
يجلد بمبر
او يمشي ياخد كورس في بربر
يجلد بمبر و يعمل لي بالابرة وقايات
ما هي الاكروبات
و اتحدي اتخن بت صيني
تعمل لي قراصة فيني
او تعمل حلومر تسقيني
او تمشط مرة لو كوفات
بس تلاتة شعرات
ما هي الاكروبات
و منلوج (البلدية) الشهير الذي يسخر من اداء هذا المرفق الحكومي
يا مواطن حي البلدية
و مجد اعمالا الثورية
دوام تلقي الجمهور في حيره
مهمل و حالة البلدة خطيره
تلقي الناموس عامل سيره
و كفاح الباعوض جمكسين
مرة سكنت في بيت في امبده
جاهو خريف و الخور إنسده
و السيل رحل لينا العده
سقفنا مرق في حي العمده
و مرقو اولادي الصيادين
تلقي برك في نص الشارع
في وسط السوق بيبعو كوارع
مهما تبقي شجاع او بارع
بالليل ما بتشق الشارع
غير آية الكرسي و ياسين
وهكذا يعود الفنان المسرحي الفاضل سعيد الي فن المنلوج عبر هذا الشريط الذي استصحب فيه الات موسيقية مختلفة بقيادة الاستاذ الماحي سليمان و كورسا من البنات و يتخلل كل هذا النسيج الصوتي صوت ( بت قضيم ) و صوت ( العجب ) و هذه ميزة جديرة بالاهتمام اذ ان الفرق الشابة مثل (الهيلاهوب) مثلا تفقد هذه الخاصية ذات المرجعية في ذاكرة الجمهور ، فهل يا تري اذ وجد فعلا سوق لمثل هذا النوع من شرائط الكاسيت ، هل سينحاز الجمهور لهذا الفنان الكبير عبر هذا الشريط ؟ ، هل سيكون الفاضل سعيد بمثابة افعي موسي تلك التي ابتلعت ثعابين السحرة ؟
و اذكر ان الاستاذ محمود سراج ( ابو قبوره ) قد إحتج علي دخول الفاضل سعيد هذا المجال و اعتبره دور لايليق به و لكن ما الذي يضيراذا كان الفنان المسرحي الفاضل سعيد مقدرة ان ينافس هولاء الساخرين الجدد ؟ ، علي كل هي تجربة جديرة بالاهتمام ان يعود الفاضل سعيد الي فن المنلوج و شكرا لاستاذي الفاضل سعيد و الله يديهو العافية .
-----------------------------------------------------
إرتبك الكون بعد سماعي نبأ رحيل الفنان المسرحي الفاضل سعيد و حملت حزني الصامت اجادل به تفاصيل مدينة هاملتون و في طريقي الي متجر ( ماكس ) في مساء الجمعة العاشر من يونيو 2005م و داخل البص 22 إنفجرت فجأة في بكاء بدأ صامتا و اكتفي بدمع العين و من ثم انفجرت في بكاء صارخ ، بكاء حارق ، ارتبك ركاب البص و واوقف السائق البص و لم استطع ان اعلن عن سبب بكائي الذي تخليت عنه كي تستمر رحلة البص و اكتفيت فقط بجدل الدموع بينما تشع في ذاكرتي حيوية الفاضل سعيد وهو يرقص مع الممثل الصديق نبيل متوكل في مسرحية ( اكل عيش) .
صورة العضو الرمزية
Mohamed Fadlabi
مشاركات: 111
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:19 pm
مكان: النرويج - أوسلو
اتصال:

مشاركة بواسطة Mohamed Fadlabi »

لماذا يخرج الترابي من السجن و يموت الفاضل سعيد

اللهم إننا لا نسألك رد القضاء و لكنا ..
صورة العضو الرمزية
ÕáÇÍ ÇáÃãíä ÃÍãÏ
مشاركات: 52
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 7:21 pm

مشاركة بواسطة ÕáÇÍ ÇáÃãíä ÃÍãÏ »

الاستاذ يحيى
نعم كل ا لذين ذكرتهم
لا يعرفون
لكننا كلنا نعرف .

رحم الله الاستاذ الفاضل سعيد
الذي يعرفه الكل في وطننا
تعرفه حبوبتي وامي
وايضا يعرفه طفلي
وسيعرفه حفيدي .
صورة العضو الرمزية
Ãíãä ÍÓíä
مشاركات: 342
اشترك في: الخميس مايو 26, 2005 11:27 pm

مشاركة بواسطة Ãíãä ÍÓíä »

عزيزي يحيى

أشتاق إليك كثيرا
لما قرأت لك الآن ثارت لدي ذكريات كثيرة جميلة

سؤال تاريخي لماذا لا نطبع؟
ما المشكلة
ãÍãÏ ÇáÌÒæáí
مشاركات: 329
اشترك في: الأحد مايو 15, 2005 10:06 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÇáÌÒæáí »

.. .. .. .. ..
ياااااااااااااااه يايحيى ..



.. .. .. .. ..
تخريمه ..
( الماعندو محبه ماعندو الحبه .. والعندو محبه ماخلى الحبه )
أضف رد جديد