كادوس للتشكيليين السودانيين
-
- مشاركات: 935
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
- مكان: هاملتون-كندا
كادوس للتشكيليين السودانيين
هي تحية واجبة لكل التشكيليين السودانيين مبعثها الغبطة الملعلعة التي أصابتني
في محيا وأنا أشاهد أعمالهم على هذا الموقع الجديد.
نمت على فراش من مطارف العرفان
ثم
ذهبت في فراسخ التوقع
حتى بلغت المدينة التي يقيم بها الشاعر القاص يحيى فضل الله فوجدت عنده نفس الفكرة:
أن نحيي التشكليليين على جليل نعمائهم البصرية علينا...
قبل أن يكل أولاد العين.
لكننا لم نقدر على بلورة الفكرة لان كأساتنا لم يبق فيها من البللور سوى ذلك
الذي أصطحبني معلقا على زجاج السيارة الأمامي!
لقد فتنت بعمل أو أثنين لحسن موسى ولعبدالله أب سفة صديقييّ من سنى السبعينات
الماضية ولأيمان شقاق... وجه جديد علىّ وضرب ريش حذق!
لكنني لم أكمل!
ساّتي عليهم جميعهم
برذاذ الهوى في ائتلاق الصباح!
ولعل يحيى يذكر بعض أطراف حماسنا لهذا التكريم.
مصطفى مدثر
في محيا وأنا أشاهد أعمالهم على هذا الموقع الجديد.
نمت على فراش من مطارف العرفان
ثم
ذهبت في فراسخ التوقع
حتى بلغت المدينة التي يقيم بها الشاعر القاص يحيى فضل الله فوجدت عنده نفس الفكرة:
أن نحيي التشكليليين على جليل نعمائهم البصرية علينا...
قبل أن يكل أولاد العين.
لكننا لم نقدر على بلورة الفكرة لان كأساتنا لم يبق فيها من البللور سوى ذلك
الذي أصطحبني معلقا على زجاج السيارة الأمامي!
لقد فتنت بعمل أو أثنين لحسن موسى ولعبدالله أب سفة صديقييّ من سنى السبعينات
الماضية ولأيمان شقاق... وجه جديد علىّ وضرب ريش حذق!
لكنني لم أكمل!
ساّتي عليهم جميعهم
برذاذ الهوى في ائتلاق الصباح!
ولعل يحيى يذكر بعض أطراف حماسنا لهذا التكريم.
مصطفى مدثر
- نجاة محمد علي
- مشاركات: 2809
- اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
- مكان: باريس
- سيف اليزل الماحي
- مشاركات: 366
- اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:00 pm
( كـادوك ) التشكيليين السودانيين
( كـادوك ) التشكيليين السودانيين
قرأت ما كتب الاخ مصطفى تحت عنوان (كادوس للتشكيليين السودانيين) وقد خيل الي أو زين لي أن أقرأها عدة مرات (كادوك) لقناعة ما أن للتشكيليين السودانيين كادوك لا محالة اقعد بأحوالهم وأمانيهم وتطلعاتهم سنينا على المستوى العام والخاص نكاية في الانتماء لحركة التشكيل السوداني ... ربما كان هذا الكادوك مدفونا في فناء كلية الفنون أو بين جنبات مبانيها ... او تحت جدران قاعاتها المتآكلة ... من يعلم؟ ماذا نقول عندما تتمنع أحلام أبنائها في أن يروا نهضة هذا الصرح وتطوره ، وتتراجع في كل صباح المشاريع الفنية الكبيرة والصغيرة وتموت الأفكار المبدعة وتذهب معاني قيم الحق والخير والجمال من بين الأصابع الخيرة سدىً ... في ظل تقلبات هذا الواقع الكريه رغما عن المثابرة والنضال والكد والمبدئية ..الخ ، والحال كذلك فلا شك ان أمر الكادوك واقع وتتبدى هذه الفكرة أكثر وضوحا لو نظرنا للتالي:
1/ تراجع كلية الفنون الجميلة وتدهورها وتخلفها وانحسار مبانيها يوما بعد يوم.
2/ كلما تنادى التشكيليون لقيام إتحادهم العام وجدوه حلماً لايستقر ولايستمر.
3/ كلما منحوا أرضاً لأكاديمية للفنون وجدوها سرابا بفعل غول التخطيط الحكومي الجائر او وجدت نهبا لاي وزارة في اي حكومة.
4/ آفة إعتزال العمل التشكيلي .
فعلى أقل تقدير يمكن القول أنه لو إجتمع نفر من ديناصوري التشكيل السوداني على أن يصنعوا كادوكاً فقطع شك لن تقوم للتشكيليين قايمة ... لكننا نحمد الباري أن فينا من تمتعوا بخاصية المناعة الإبداعية.
اللهم أجعل هذه الخاطرة خير ... اللهم قد بلغت فاشهد
ورغما عن ذلك يحق للأخ مصطفى وغيره الاحتفاء بالتشكيليين السودانيين برذاذ الهوى في ائتلاق الصباح! أو كما قال.
مع تحياتي
سيف اليزل
[b][/b]
قرأت ما كتب الاخ مصطفى تحت عنوان (كادوس للتشكيليين السودانيين) وقد خيل الي أو زين لي أن أقرأها عدة مرات (كادوك) لقناعة ما أن للتشكيليين السودانيين كادوك لا محالة اقعد بأحوالهم وأمانيهم وتطلعاتهم سنينا على المستوى العام والخاص نكاية في الانتماء لحركة التشكيل السوداني ... ربما كان هذا الكادوك مدفونا في فناء كلية الفنون أو بين جنبات مبانيها ... او تحت جدران قاعاتها المتآكلة ... من يعلم؟ ماذا نقول عندما تتمنع أحلام أبنائها في أن يروا نهضة هذا الصرح وتطوره ، وتتراجع في كل صباح المشاريع الفنية الكبيرة والصغيرة وتموت الأفكار المبدعة وتذهب معاني قيم الحق والخير والجمال من بين الأصابع الخيرة سدىً ... في ظل تقلبات هذا الواقع الكريه رغما عن المثابرة والنضال والكد والمبدئية ..الخ ، والحال كذلك فلا شك ان أمر الكادوك واقع وتتبدى هذه الفكرة أكثر وضوحا لو نظرنا للتالي:
1/ تراجع كلية الفنون الجميلة وتدهورها وتخلفها وانحسار مبانيها يوما بعد يوم.
2/ كلما تنادى التشكيليون لقيام إتحادهم العام وجدوه حلماً لايستقر ولايستمر.
3/ كلما منحوا أرضاً لأكاديمية للفنون وجدوها سرابا بفعل غول التخطيط الحكومي الجائر او وجدت نهبا لاي وزارة في اي حكومة.
4/ آفة إعتزال العمل التشكيلي .
فعلى أقل تقدير يمكن القول أنه لو إجتمع نفر من ديناصوري التشكيل السوداني على أن يصنعوا كادوكاً فقطع شك لن تقوم للتشكيليين قايمة ... لكننا نحمد الباري أن فينا من تمتعوا بخاصية المناعة الإبداعية.
اللهم أجعل هذه الخاطرة خير ... اللهم قد بلغت فاشهد
ورغما عن ذلك يحق للأخ مصطفى وغيره الاحتفاء بالتشكيليين السودانيين برذاذ الهوى في ائتلاق الصباح! أو كما قال.
مع تحياتي
سيف اليزل
[b][/b]
مـن الآن فصاعدا يجـب التمـني بقـوة !!
- يحيى فضل الله
- مشاركات: 183
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:22 pm
صديقي مصطفي مدثر و كل المتواجدين هنا
من ضمن تفاصيل زيارتكم الخاطفة الجمال ان ادخل الي بوابة التشكيل هنا و يدخلني ذلك الدفق الجمالي المتنوع مما حرضني علي الاحتفاء بلوحات هولاء التشكيليين و التشكيليات و لي تصور لذلك الاحتفاء هو ان نخبر و نختبر تذوقنا للوحة التشكيلية خارج صرامة النقد وهي صرامة ضرورية و لكن ما اقصده ان نكتب عن اثر اللوحة فينا و هو اثر نحتاج ان نعلنه ويحتاج التشكيلي ان يعرفه و لحسن حظنا ان معنا هنا كتيبة من مبدعي و مبدعات هذا الفن الرفيع وكي نبدإ ذلك التصور نحتاج ان نختار لوحة و نعرضها هنا في المنبر و نبدأ في كتابة اثرها علينا ويخيل لي ان ذلك قد يساهم في كسر مفهوم العزلة بين اللوحة و المتلقي
الاخت الاستاذة نجاة محمد علي
احتاج ان انسق معك حين احدد واختار لوحة لاكتب عنها وذلك لوضعها اولا علي المنبر ومن ثم فليتداخل من يرغب في المداخلة واطمع طبعا في دخول اهل الحقل المتمرسين والخبيرين بعلائق و علاقات اللوحة من امثال عبد الله بولا و حسن موسي وكل التشكيلين و التشكيليات هنا
و اشهد انني قد مسني طرب شفيف كثيف
ولي قدام
من ضمن تفاصيل زيارتكم الخاطفة الجمال ان ادخل الي بوابة التشكيل هنا و يدخلني ذلك الدفق الجمالي المتنوع مما حرضني علي الاحتفاء بلوحات هولاء التشكيليين و التشكيليات و لي تصور لذلك الاحتفاء هو ان نخبر و نختبر تذوقنا للوحة التشكيلية خارج صرامة النقد وهي صرامة ضرورية و لكن ما اقصده ان نكتب عن اثر اللوحة فينا و هو اثر نحتاج ان نعلنه ويحتاج التشكيلي ان يعرفه و لحسن حظنا ان معنا هنا كتيبة من مبدعي و مبدعات هذا الفن الرفيع وكي نبدإ ذلك التصور نحتاج ان نختار لوحة و نعرضها هنا في المنبر و نبدأ في كتابة اثرها علينا ويخيل لي ان ذلك قد يساهم في كسر مفهوم العزلة بين اللوحة و المتلقي
الاخت الاستاذة نجاة محمد علي
احتاج ان انسق معك حين احدد واختار لوحة لاكتب عنها وذلك لوضعها اولا علي المنبر ومن ثم فليتداخل من يرغب في المداخلة واطمع طبعا في دخول اهل الحقل المتمرسين والخبيرين بعلائق و علاقات اللوحة من امثال عبد الله بولا و حسن موسي وكل التشكيلين و التشكيليات هنا
و اشهد انني قد مسني طرب شفيف كثيف
ولي قدام
التشكيليون حزب سياسي " و أشياء شيّقة أخرى "
مصطفى
سلام جاك وأكل عشاك و قعد معاك
و لعلك بخير أنت و آلك و عيالك و أم عيالك و خلافه (و في خلافه يمكنك ادراج كل من يسألك عن أحوالنا و " نحن نغير بلدا ببلد كما نغير حذاءا بحذا" على حد العبارة الجبارة المنسوبة لمولانا " برتولد بريشت").
شكرا على تقريظك لبعض تصاويري و نظرك الحديد نعمة علينا "كلنا" رغم ارتيابي الكبير بمخاطر الجور الكامن في ضمير الجماعة التشكيلية ( جماعة خشوم بيوت من الاشتباهات الآيدولوجية و لحم راس من الهموم الفنية و" أشياء شيقة أخرى" على حد قول الشاعر ).
مصطفى
كلمتك في حق التشكيليين أفرحتني بشهامتهاـ شهامتك انت ـو خطر لي أن ألفت انتباهك الى أن التشكيليين في السودان ، في نظري الضعيف على الأقل، هم جماعة سياسية من الذوات الجمالية المتفردة التي لا يجمعها أي رابط بخلاف الرابط السياسي حتى و لو ادعى" البعض "التزامهم بالبيان الجمالي الفلاني أو الفلتكاني( هو ياخي انحنا متين فضينا و رسينا لمسائل علم الجمال؟).و أظن ـ و بعض الظن اثم ـ أن الرابط السياسي هو الذي سوّغ لأشخاص من خارج اقليم الصناعة التشكيلية أن يندمجوا في الفاعلية التشكيلية السودانية بعفوية كبيرة. نعم يا صاح التشكيليون في السودان حزب سياسي بلا تنظيم لكنه حزب له تاريخ معروف و له مشروع اجتماعي و رؤية سياسية طوباوية فداحتها ظلت تكسب التشكيليين حساسية سياسية مميزة كماظلت تفتن المتكلمين في السياسة السودانية من كل المشارب (و المآكل) و تجذبهم لمنطقة الضوء التشكيلي كمايجذب اللهب الفراش في بهيم الليل و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
مصطفى يا أخانا الذي في البلاد ( انت وين يازول ؟)
كنت أنوي أن أرد عليك السلام والشكر على كلمتك الكريمة و لكن رسالتي طالت و لا مناص من العودة فلك المودّة حتى نلتقي
حسن
سلام جاك وأكل عشاك و قعد معاك
و لعلك بخير أنت و آلك و عيالك و أم عيالك و خلافه (و في خلافه يمكنك ادراج كل من يسألك عن أحوالنا و " نحن نغير بلدا ببلد كما نغير حذاءا بحذا" على حد العبارة الجبارة المنسوبة لمولانا " برتولد بريشت").
شكرا على تقريظك لبعض تصاويري و نظرك الحديد نعمة علينا "كلنا" رغم ارتيابي الكبير بمخاطر الجور الكامن في ضمير الجماعة التشكيلية ( جماعة خشوم بيوت من الاشتباهات الآيدولوجية و لحم راس من الهموم الفنية و" أشياء شيقة أخرى" على حد قول الشاعر ).
مصطفى
كلمتك في حق التشكيليين أفرحتني بشهامتهاـ شهامتك انت ـو خطر لي أن ألفت انتباهك الى أن التشكيليين في السودان ، في نظري الضعيف على الأقل، هم جماعة سياسية من الذوات الجمالية المتفردة التي لا يجمعها أي رابط بخلاف الرابط السياسي حتى و لو ادعى" البعض "التزامهم بالبيان الجمالي الفلاني أو الفلتكاني( هو ياخي انحنا متين فضينا و رسينا لمسائل علم الجمال؟).و أظن ـ و بعض الظن اثم ـ أن الرابط السياسي هو الذي سوّغ لأشخاص من خارج اقليم الصناعة التشكيلية أن يندمجوا في الفاعلية التشكيلية السودانية بعفوية كبيرة. نعم يا صاح التشكيليون في السودان حزب سياسي بلا تنظيم لكنه حزب له تاريخ معروف و له مشروع اجتماعي و رؤية سياسية طوباوية فداحتها ظلت تكسب التشكيليين حساسية سياسية مميزة كماظلت تفتن المتكلمين في السياسة السودانية من كل المشارب (و المآكل) و تجذبهم لمنطقة الضوء التشكيلي كمايجذب اللهب الفراش في بهيم الليل و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
مصطفى يا أخانا الذي في البلاد ( انت وين يازول ؟)
كنت أنوي أن أرد عليك السلام والشكر على كلمتك الكريمة و لكن رسالتي طالت و لا مناص من العودة فلك المودّة حتى نلتقي
حسن
-
- مشاركات: 935
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
- مكان: هاملتون-كندا
الأعزاء سيف ونجاة ويحيى وحسن موسى وكل المتداخلين
ربما أفاد سيف اليزل من خطأ ورد في عنوان البوست فانتقل الى منطقة الشكية من حال
التشكيل وهو بذلك لم يقترف سوي ذنب الوصول الى محطة أبعد في ما ابتغيته من نقاش تكون فيه
المناقبية الايجابية هي مرتكز أساسي.
فلقد قلت كادوس للتشكيليين والصحيح هو كودوسkudos بضم كل الحروف عدا السين
والكلمة دارجة في الحديث عند الأغراب الذين اعتبروني منهم دون أن يعملوا حساب كوني:
أنا سوداني أنا
أنا سوداني أنا!
انهم الاخوة الكنديون!
ولقد أورد يحيى بعض ما تناولناه سويا من ضرورة أن نعيد النظر في حال التذوق.
أقول ما دفعني لرفع هذا الكودوس وهو لا يرفع الاّ للتقريظ أن نقد الابداع عندنا
مفتون بذلك الاحتمال الوهمي بأن يكون هو نفسه ابداع أي أن بعض نقادنا يمارسون
لعبة كراسي المعجين مع أصحاب الريدرشب الاصليين ألا وهم المبدعون.
هؤلاء النقاد ينكرون أي دور لهم في التنوير.فاما أن تفهم جارقنهمJargon أو لايهم!
ولذلك فهم يتخذون من الابداع النصي المكتوب محطة وسطى لهم تنطلق منها بكاسي
كتاباتهم في اشكالها السيمانتيكية الفجة.
نريد من يقول انظروا لهذه اللوحة ويعرف كيف يرد عندما نقول له: ننظر لها كيف؟
أما حزب التشكيليين السياسي يارعاك الله ياحسن فلا تنسى أن له كوادره السرية
التي لا نجد حرجا
في كشفها بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على زخم أيام السبعينيات!
خذ عندك أنا واحد منهم!!!
مصطفى مدثر
ربما أفاد سيف اليزل من خطأ ورد في عنوان البوست فانتقل الى منطقة الشكية من حال
التشكيل وهو بذلك لم يقترف سوي ذنب الوصول الى محطة أبعد في ما ابتغيته من نقاش تكون فيه
المناقبية الايجابية هي مرتكز أساسي.
فلقد قلت كادوس للتشكيليين والصحيح هو كودوسkudos بضم كل الحروف عدا السين
والكلمة دارجة في الحديث عند الأغراب الذين اعتبروني منهم دون أن يعملوا حساب كوني:
أنا سوداني أنا
أنا سوداني أنا!
انهم الاخوة الكنديون!
ولقد أورد يحيى بعض ما تناولناه سويا من ضرورة أن نعيد النظر في حال التذوق.
أقول ما دفعني لرفع هذا الكودوس وهو لا يرفع الاّ للتقريظ أن نقد الابداع عندنا
مفتون بذلك الاحتمال الوهمي بأن يكون هو نفسه ابداع أي أن بعض نقادنا يمارسون
لعبة كراسي المعجين مع أصحاب الريدرشب الاصليين ألا وهم المبدعون.
هؤلاء النقاد ينكرون أي دور لهم في التنوير.فاما أن تفهم جارقنهمJargon أو لايهم!
ولذلك فهم يتخذون من الابداع النصي المكتوب محطة وسطى لهم تنطلق منها بكاسي
كتاباتهم في اشكالها السيمانتيكية الفجة.
نريد من يقول انظروا لهذه اللوحة ويعرف كيف يرد عندما نقول له: ننظر لها كيف؟
أما حزب التشكيليين السياسي يارعاك الله ياحسن فلا تنسى أن له كوادره السرية
التي لا نجد حرجا
في كشفها بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على زخم أيام السبعينيات!
خذ عندك أنا واحد منهم!!!
مصطفى مدثر
- نجاة محمد علي
- مشاركات: 2809
- اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
- مكان: باريس
- يحيى فضل الله
- مشاركات: 183
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:22 pm
تشكيليون ضد صالة العرض
===================
نقلا عن الرأي العام - الملف الثقافي - الجمعة 13 مايو2005
==============================================
استطلاع: اجراه محجوب كبلو
جاء بيان جماعة الحديقة التشكيلية مشككا بقوة في احدى مسلماتنا الثقافية تلك المسلمة التي تطرح اسلوب صالة العرض كوسيلة مثلى ان لم تكن الوحيدة لعرض الناتج التشكيلي.
ولقد جاء في افادة للرائد التشكيلي ابراهيم الصلحي ما يعزز هذه المسلمة ان كانت تحتاج الى تعزيز في الحوار الذي اجراه معه الناقد احمد يونس على صفحات «الرأي العام الثقافي» بتاريخ 29/4/2005 الذي يقول فيه:
«ان عدم توافر دور العرض ومتحف الفنون من اهم عوامل ضعف الذائقة وسوء العلاقة بين الناس والتشكيل.»
وهذا المقتطف من افادة الصلحي يصادم بقوة ما يذهب اليه بيان الحديقة التشكيلية من عدم جدوى صالة العرض في هذه المرحلة من وعينا التشكيلي الذي يتضمن استدراكا صائتا ضدها:
« ليس امامنا سوى ان نفكر بطريقة جانبية مختلفة، وان نهتدي لفكرة تخرجنا من اسار ابهة صالونات العرض ضيقة الآفاق.. لقد ظللنا نقدم « بها» هذه الحلوى الفاخرة عبر لوحة الحامل محدودة التأثير، التي لم تعد وحدها مناسبة وقادرة على سد رمق القطاعات العريضة في بلادنا، لذا ندعو الى استبدالها بلوحة الوسط، والتي يعتبر فيها الفضاء كله، اللوحة والمنحوتة والآنية الخزفية وصالة العرض والطريق المؤدي اليها والمدينة كلها موضوعا للعمل الفني».
لفك هذا الاشتباك التشكيلي قمنا باستطلاع آراء بعض الفنانين التشكيليين حول هذه الاشكالية الجديدة اشكالية صالة العرض التي تتضمن تلقائيا شاغلة فضاء العرض الرئيسية: لوحة الحامل او لوحة الاطار.
التشكيلي علي الامين :
مع التقدير الكبير لوجهة نظر الاستاذ علاء الدين الجزولي « رئيس جماعة الحديقة التشكيلية» ولتوجهات بيان الحديقة، لانطلاقهم من اهتمام صادق في ان يتاح لعامة الجمهور ان يشاهد على نحو واسع ما ينتجه المبدعون من اعمال فنية، وهذا ما لا تتيحه الصالة الا في حدود ضيقة تقتصر على المهتمين من الفنانين والنقاد والدارسين، والصالة في هذا الاداء تقوم بدور شبيه بدور التجربة المعملية التي تؤدي بعيدا عن سياق العام ثم بعد التأكيد منها تطرح على الملأ وهي بهذا ليست كافية ولكنها ضرورية على كل حال، اذ انها تتيح ادارة الحوار بين المبدع وهذا الجمهور المتميز بغرض التيقن من العمل وتلمس مدى مستويات جمالياته التي تتيح له مستقبلا السيطرة على الفضاء العام الذي يأمله كل الفنانين.
ولذا نرى ان تسير عملية العرض في الصالة وخارجها بتلازم وعلى كل المستويات في المنازل والشوارع والميادين والى المركبات.
ولا اعتقد ان جماعة الحديقة تدعو الى الغاء صالة العرض قبل ان ندرك مرحلتها بعد.. ان رسالة الفنان، لا شك تحتاج الى توصيلها لمن تستهدفه بوسائل متعددة.
التشكيلي حاتم بابكر كوكو:
تقوم الفكرة على ان الصالة قد حدت من تفاعل الناس مع الفنون التشكيلية، لكن اعتقد ان الاشكال اقدم تاريخا من الصالة لان المعارض الاولى قامت على المحمي سلطويا الهرم، القصر « القلعة» على نقيض الابنية الدينية، ولنلاحظ تحولات مفردة مسجد الى الجامع بظلال المفردة المنفتحة.
ولا يختلف السياق المعاصر فقد ارتبطت الصالة عندنا بالعابر، الفندق.. ومن هو هذا العابر؟ هو باني الفندق، المستعمر.. السلطة. ولم ينفلت الوريث الوطني عن الطيف السلطوي رغم الاسترداد الاجتماعي للفندق من خلال استثماره كخلوة بديلة لسكن « النسيبة» ادراجا له في مشروع الالفة الزواجي، وذلك لعدم جدوى وظيفته الجوهرية كمأوى في تجمعنا المدني/ الرعوي المضياف .
وتنعكس على المقهى الذي احتضن صالة العرض لفترة ما ذات شروط الفندق الذي كانت ترتاده فئة محدودة من عناصر السوق الذين يعانون من عدم توافر المكان من المثقفين الي المياومين من العمال.
وقد تم استثناء الانثى في هذه الفعالية من صالات المقهى بدرجة مطلقة رغم انها هي الملهم شبه الاوحد للحساسية المسيطرة على عروض المقهى تماما كمشروع الغناء في تلك المرحلة «الحقيبة»، ويؤكد عزلة المقهى اجتماعيا وبالتالي كصالة عرض الرأي السلبي السائد: في القهوة ما جلاس.!
كمنابزة مغنيي الحقيبة وشعرائها «بالصياع».
ولنلاحظ هنا عزلة النساء عن الناتج التشكيلي مقروءة مع دورها الحاسم في التربية.. ان الفنان التشكيلي لم يرث الصالة بهذا المعنى البرئ ليفعل ما يشاء بل هو محكوم بالمعطيات السلطوية السالبة بكل ما سبق، ووجد اما جمهوراً لم يسهم في تشكيله لقد انتج ابداعا ولم ينتج عادات تشكيلية للجمهور على نقيض السينما التي وطنت بنجاح تقاليد ارتيادها التي لم تنقطع رغم صعود وهبوط مستويات الناتج.
ان جل ازمات التشكيل ومن ضمنها سؤال الصالة تتطلب شرطين للجواب على سؤال ازمتها:
الشرط الاول الاستمرار كماً ونوعاً في استخدام كافة الوسائل ابتداء من صالة العرض وانتهاء بالمتحف التشكيلي.
اما الشرط الثاني فهو استمرار هدير خطوط الانتاج الفاعلة لدى التشكيليين على المستويين النظري والعملي.
التشكيلي تاج السر خليفة
تلاحظ وسط التشكيليين محدودية الجمهور من رواد صالات العرض التشكيلية اذا الغالب ان الرواد لهذه العروض هم التشكيليون انفسهم اضافة الى ثلة قليلة من ذوي الاهتمام من خارج دائرة التشكيليين ويعود ذلك الى سبب رئيسي مبعثه التشكيليون انفسهم وذلك بما يقدمونه من عمل منفصل عن الرؤية الجمالية لدى الجمهور المتلقى « العادي» وقد نشأ هذا الحاجز من اغتراب المناهج التي تدرس في كلية الفنون وقد فرض هذا الاغتراب عدم وجود مرجعية بحثية في هذا المضمار على مستوى الثقافة العربية بصورة شاملة خاصة في علم الجمال وليس ذلك وقفاً على الثقافة العربية فحسب بل يمتد الى كل الثقافات التي تشكل «الآخر» للثقافة الغربية المهيمنة، مع وضعنا في الاعتبار ان هذه الثقافة الغربية هي الوارثة لكل هذه الثقافات.. فقد استلهمت الرومانسية الشرق الاسلامي، والانطباعية الشرق الاقصى واستلهمت المدرسة التكعيبية روح النحت الافريقي.
اضافة الى ذلك ليست المشكلة في الصالة- بل ان مفهوم الفن الخالص لم يرسخ في وعي المتلقي الذي يطالب اللوحة بمضامين ادبية خارج الوظيفة البصرية، رغم استيعابه لمفهوم الفن الخالص في التعامل داخل ثقافته المادية: الملابس الاواني والاثاثات وخلافه ونستدرك ان هنالك تقدما نسبيا وان كان بطيئا لدى المتلقي السوداني الذي وصل اخيرا الى مرحلة اقتناء اللوحة بمؤشر بياني يعلو على السابق مما يعني ان هنالك ضوءاً في آخر النفق.
سهل الطيب فضل.. خطاط تطبيقي
اعتقد ان صالة العرض هي المستوى الناضج والاخير لكل التشكيليين تماما مثلما اصدر كتاباً او ديوان شعر في حالة الكتاب، فكل مبتدئ في التشكيل له وسائله التي تسبق مستوى العرض في الصالات مثل الذين يعروضون اعمالهم في الحدائق والاماكن العامة وهذا في حد ذاته درجة من التطور سبقها العرض للزملاء في الفصل الدراسي او الحي.
ان صالة العرض هي اداة محايدة، وان الذي يجذب الجمهور هو العمل او المنتج ذو القيمة الفنية العالية
وبالتاكيد هنالك فجوة بين عبقرية الفنان ومستوى التلقي عند الجمهور وهذه الفجوة لا يمكن ردمها الاّ برفع مستوى الجمهور بالتربية الفنية وترقية الحس الفني لديه وذلك من خلال المناهج التربوية والنشر الابداعي المكثف، وبغير ذلك تنقطع الصلة بين المبدعين الذين يستمرون في تطورهم ولكن بعيدا عن اعين الغالبية من الناس.
سليمان الجمري «مثقف»
انفلقت مفردات الحداثة التي على رأسها اغانيم السلطة ممثلة في الدولة والادارة والجيش والشرطة والمستشفى والسجن.. الخ وفي المجتمع: المسكن الحديث والادوات الحديثة والنادي ..الخ ايضا، اقول انفلقت الى قسمين في صيرورة «عملية» توطينها قسم منها تم استيعابه بسرعة لطبيعته الكونية الشاملة وقسم تبطئ الثقافة الموطنة في هضمه بسرعة وذلك لخصوصيته للثقافة التي هاجر منها، اعتقد ان صالة العرض من هذا الصنف الاخير، لا يستحيل استيعابها بل يتم ذلك في بطء.
===================
نقلا عن الرأي العام - الملف الثقافي - الجمعة 13 مايو2005
==============================================
استطلاع: اجراه محجوب كبلو
جاء بيان جماعة الحديقة التشكيلية مشككا بقوة في احدى مسلماتنا الثقافية تلك المسلمة التي تطرح اسلوب صالة العرض كوسيلة مثلى ان لم تكن الوحيدة لعرض الناتج التشكيلي.
ولقد جاء في افادة للرائد التشكيلي ابراهيم الصلحي ما يعزز هذه المسلمة ان كانت تحتاج الى تعزيز في الحوار الذي اجراه معه الناقد احمد يونس على صفحات «الرأي العام الثقافي» بتاريخ 29/4/2005 الذي يقول فيه:
«ان عدم توافر دور العرض ومتحف الفنون من اهم عوامل ضعف الذائقة وسوء العلاقة بين الناس والتشكيل.»
وهذا المقتطف من افادة الصلحي يصادم بقوة ما يذهب اليه بيان الحديقة التشكيلية من عدم جدوى صالة العرض في هذه المرحلة من وعينا التشكيلي الذي يتضمن استدراكا صائتا ضدها:
« ليس امامنا سوى ان نفكر بطريقة جانبية مختلفة، وان نهتدي لفكرة تخرجنا من اسار ابهة صالونات العرض ضيقة الآفاق.. لقد ظللنا نقدم « بها» هذه الحلوى الفاخرة عبر لوحة الحامل محدودة التأثير، التي لم تعد وحدها مناسبة وقادرة على سد رمق القطاعات العريضة في بلادنا، لذا ندعو الى استبدالها بلوحة الوسط، والتي يعتبر فيها الفضاء كله، اللوحة والمنحوتة والآنية الخزفية وصالة العرض والطريق المؤدي اليها والمدينة كلها موضوعا للعمل الفني».
لفك هذا الاشتباك التشكيلي قمنا باستطلاع آراء بعض الفنانين التشكيليين حول هذه الاشكالية الجديدة اشكالية صالة العرض التي تتضمن تلقائيا شاغلة فضاء العرض الرئيسية: لوحة الحامل او لوحة الاطار.
التشكيلي علي الامين :
مع التقدير الكبير لوجهة نظر الاستاذ علاء الدين الجزولي « رئيس جماعة الحديقة التشكيلية» ولتوجهات بيان الحديقة، لانطلاقهم من اهتمام صادق في ان يتاح لعامة الجمهور ان يشاهد على نحو واسع ما ينتجه المبدعون من اعمال فنية، وهذا ما لا تتيحه الصالة الا في حدود ضيقة تقتصر على المهتمين من الفنانين والنقاد والدارسين، والصالة في هذا الاداء تقوم بدور شبيه بدور التجربة المعملية التي تؤدي بعيدا عن سياق العام ثم بعد التأكيد منها تطرح على الملأ وهي بهذا ليست كافية ولكنها ضرورية على كل حال، اذ انها تتيح ادارة الحوار بين المبدع وهذا الجمهور المتميز بغرض التيقن من العمل وتلمس مدى مستويات جمالياته التي تتيح له مستقبلا السيطرة على الفضاء العام الذي يأمله كل الفنانين.
ولذا نرى ان تسير عملية العرض في الصالة وخارجها بتلازم وعلى كل المستويات في المنازل والشوارع والميادين والى المركبات.
ولا اعتقد ان جماعة الحديقة تدعو الى الغاء صالة العرض قبل ان ندرك مرحلتها بعد.. ان رسالة الفنان، لا شك تحتاج الى توصيلها لمن تستهدفه بوسائل متعددة.
التشكيلي حاتم بابكر كوكو:
تقوم الفكرة على ان الصالة قد حدت من تفاعل الناس مع الفنون التشكيلية، لكن اعتقد ان الاشكال اقدم تاريخا من الصالة لان المعارض الاولى قامت على المحمي سلطويا الهرم، القصر « القلعة» على نقيض الابنية الدينية، ولنلاحظ تحولات مفردة مسجد الى الجامع بظلال المفردة المنفتحة.
ولا يختلف السياق المعاصر فقد ارتبطت الصالة عندنا بالعابر، الفندق.. ومن هو هذا العابر؟ هو باني الفندق، المستعمر.. السلطة. ولم ينفلت الوريث الوطني عن الطيف السلطوي رغم الاسترداد الاجتماعي للفندق من خلال استثماره كخلوة بديلة لسكن « النسيبة» ادراجا له في مشروع الالفة الزواجي، وذلك لعدم جدوى وظيفته الجوهرية كمأوى في تجمعنا المدني/ الرعوي المضياف .
وتنعكس على المقهى الذي احتضن صالة العرض لفترة ما ذات شروط الفندق الذي كانت ترتاده فئة محدودة من عناصر السوق الذين يعانون من عدم توافر المكان من المثقفين الي المياومين من العمال.
وقد تم استثناء الانثى في هذه الفعالية من صالات المقهى بدرجة مطلقة رغم انها هي الملهم شبه الاوحد للحساسية المسيطرة على عروض المقهى تماما كمشروع الغناء في تلك المرحلة «الحقيبة»، ويؤكد عزلة المقهى اجتماعيا وبالتالي كصالة عرض الرأي السلبي السائد: في القهوة ما جلاس.!
كمنابزة مغنيي الحقيبة وشعرائها «بالصياع».
ولنلاحظ هنا عزلة النساء عن الناتج التشكيلي مقروءة مع دورها الحاسم في التربية.. ان الفنان التشكيلي لم يرث الصالة بهذا المعنى البرئ ليفعل ما يشاء بل هو محكوم بالمعطيات السلطوية السالبة بكل ما سبق، ووجد اما جمهوراً لم يسهم في تشكيله لقد انتج ابداعا ولم ينتج عادات تشكيلية للجمهور على نقيض السينما التي وطنت بنجاح تقاليد ارتيادها التي لم تنقطع رغم صعود وهبوط مستويات الناتج.
ان جل ازمات التشكيل ومن ضمنها سؤال الصالة تتطلب شرطين للجواب على سؤال ازمتها:
الشرط الاول الاستمرار كماً ونوعاً في استخدام كافة الوسائل ابتداء من صالة العرض وانتهاء بالمتحف التشكيلي.
اما الشرط الثاني فهو استمرار هدير خطوط الانتاج الفاعلة لدى التشكيليين على المستويين النظري والعملي.
التشكيلي تاج السر خليفة
تلاحظ وسط التشكيليين محدودية الجمهور من رواد صالات العرض التشكيلية اذا الغالب ان الرواد لهذه العروض هم التشكيليون انفسهم اضافة الى ثلة قليلة من ذوي الاهتمام من خارج دائرة التشكيليين ويعود ذلك الى سبب رئيسي مبعثه التشكيليون انفسهم وذلك بما يقدمونه من عمل منفصل عن الرؤية الجمالية لدى الجمهور المتلقى « العادي» وقد نشأ هذا الحاجز من اغتراب المناهج التي تدرس في كلية الفنون وقد فرض هذا الاغتراب عدم وجود مرجعية بحثية في هذا المضمار على مستوى الثقافة العربية بصورة شاملة خاصة في علم الجمال وليس ذلك وقفاً على الثقافة العربية فحسب بل يمتد الى كل الثقافات التي تشكل «الآخر» للثقافة الغربية المهيمنة، مع وضعنا في الاعتبار ان هذه الثقافة الغربية هي الوارثة لكل هذه الثقافات.. فقد استلهمت الرومانسية الشرق الاسلامي، والانطباعية الشرق الاقصى واستلهمت المدرسة التكعيبية روح النحت الافريقي.
اضافة الى ذلك ليست المشكلة في الصالة- بل ان مفهوم الفن الخالص لم يرسخ في وعي المتلقي الذي يطالب اللوحة بمضامين ادبية خارج الوظيفة البصرية، رغم استيعابه لمفهوم الفن الخالص في التعامل داخل ثقافته المادية: الملابس الاواني والاثاثات وخلافه ونستدرك ان هنالك تقدما نسبيا وان كان بطيئا لدى المتلقي السوداني الذي وصل اخيرا الى مرحلة اقتناء اللوحة بمؤشر بياني يعلو على السابق مما يعني ان هنالك ضوءاً في آخر النفق.
سهل الطيب فضل.. خطاط تطبيقي
اعتقد ان صالة العرض هي المستوى الناضج والاخير لكل التشكيليين تماما مثلما اصدر كتاباً او ديوان شعر في حالة الكتاب، فكل مبتدئ في التشكيل له وسائله التي تسبق مستوى العرض في الصالات مثل الذين يعروضون اعمالهم في الحدائق والاماكن العامة وهذا في حد ذاته درجة من التطور سبقها العرض للزملاء في الفصل الدراسي او الحي.
ان صالة العرض هي اداة محايدة، وان الذي يجذب الجمهور هو العمل او المنتج ذو القيمة الفنية العالية
وبالتاكيد هنالك فجوة بين عبقرية الفنان ومستوى التلقي عند الجمهور وهذه الفجوة لا يمكن ردمها الاّ برفع مستوى الجمهور بالتربية الفنية وترقية الحس الفني لديه وذلك من خلال المناهج التربوية والنشر الابداعي المكثف، وبغير ذلك تنقطع الصلة بين المبدعين الذين يستمرون في تطورهم ولكن بعيدا عن اعين الغالبية من الناس.
سليمان الجمري «مثقف»
انفلقت مفردات الحداثة التي على رأسها اغانيم السلطة ممثلة في الدولة والادارة والجيش والشرطة والمستشفى والسجن.. الخ وفي المجتمع: المسكن الحديث والادوات الحديثة والنادي ..الخ ايضا، اقول انفلقت الى قسمين في صيرورة «عملية» توطينها قسم منها تم استيعابه بسرعة لطبيعته الكونية الشاملة وقسم تبطئ الثقافة الموطنة في هضمه بسرعة وذلك لخصوصيته للثقافة التي هاجر منها، اعتقد ان صالة العرض من هذا الصنف الاخير، لا يستحيل استيعابها بل يتم ذلك في بطء.
-
- مشاركات: 1027
- اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm
أمتعني وجود هذا الجمع من التشكيليين و"الكوادر السرية لحزب التشكيليين".
شكراً الاخ العزيز مصطفى على كلماتك في حق اعمالي .
عن التذوق ومشاهدة الاعمال، اذكر عندما كنا طلبه ( سيف اليزل ان شاء الله تكون متذكر) لما كنا نرسم في شوارع الخرطوم يسألنا الناس عن، ماذا نرسم ؟... فنشير اننا نرسم الشارع أمامنا والمباني والناس! كنت استغرب لأن اغلبهم يستعصى عليهم "الشوف" ، وفي برنامج الكلية لمناطق السودان المختلفة، تحس ان الناس اكثر انفتاحاً على التجارب الجديدة فيراقبوا بصبر. وإذا سألتهم ماذا ارسم يوصفوا لك كل تفاصيل العمل، وممكن يضيفوا اشياء ويقولو "انتي رسمتي بيت ناس فلان وفلانه شايلة الموية في راسا، وشفع ناس فلان بيلعبوا ، وحمارة علان واقفة هناك"!
شكراً على الموضوع الممتع
ايمان
شكراً الاخ العزيز مصطفى على كلماتك في حق اعمالي .
عن التذوق ومشاهدة الاعمال، اذكر عندما كنا طلبه ( سيف اليزل ان شاء الله تكون متذكر) لما كنا نرسم في شوارع الخرطوم يسألنا الناس عن، ماذا نرسم ؟... فنشير اننا نرسم الشارع أمامنا والمباني والناس! كنت استغرب لأن اغلبهم يستعصى عليهم "الشوف" ، وفي برنامج الكلية لمناطق السودان المختلفة، تحس ان الناس اكثر انفتاحاً على التجارب الجديدة فيراقبوا بصبر. وإذا سألتهم ماذا ارسم يوصفوا لك كل تفاصيل العمل، وممكن يضيفوا اشياء ويقولو "انتي رسمتي بيت ناس فلان وفلانه شايلة الموية في راسا، وشفع ناس فلان بيلعبوا ، وحمارة علان واقفة هناك"!
شكراً على الموضوع الممتع
ايمان
-
- مشاركات: 839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
- مكان: Berber/Shendi/Amsterdam
الاخ مصطفي مدثر...شكرا للتحية...وللغتك الناصعة...ولكني حتي بعد (التصحيح) لم ادرك تماما ما ترمي اليه بكلمة :(كودوس) وارجو انها ما تكون (كادوك) وسوف لن.. ولكن ان كنت تقصد :kudos بمعني (مجد)...للفنانين التشكيليين ...فشكرا لك مرة اخري فهم-التشكيليون-يستحقون ذلك..والمجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام وبالناس المحبة...وسلام وتحية الي اخوانا التشكيليين الذين (كما يقول الاخ حسن موسي) في مهاجرهم واولها بلادهم...السودان...وبعد ذلك الجهات الاربع...
عادل بدوي السنوسي....روتردام ..المملكة المنخفضة.
عادل بدوي السنوسي....روتردام ..المملكة المنخفضة.
آخر تعديل بواسطة عادل السنوسي في الخميس مايو 19, 2005 11:52 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
- طلال عفيفي
- مشاركات: 124
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:19 pm
العزيز مصطفى ..
سلام ..
شكراً على الإشاره ..
كم أحب بحق أن أنوه بحبي وإمتناني العميق للتشكيليين في السودان وكل العالم ..
لقد أضافوا إلى روح هذه الدنيا الكثير من الجمال والمشاعر ..
طوال عمري , كان التشكيل والألوان من أكثر الأشياء الموحيه والتي تراكم من
حبي لهذا العمر ..
تمنيت , ولا أزال , أن أكون واحداً من هؤلاء الناس .. لكن الله وحكمته إكتفيا بي
في صفوف المتفرجين ..
لا بأس , على كل حال ..
على سيرة التشكيل , والسودان للجميع , تقف أمامي الآن صورة " حسين شريف "
الذي بصم على قلبي بألوانه وسحره الإنساني ..
كم أتمنى يا مصطفى أن يأتي اليوم الذي يأخذ فيه التشكيليون والفنانون موقعهم في
صياغة الأرض والحياه ..
مرة أخرى :
تحياتي وإمتناني الشديد وحبي لكل هؤلاء الأنبياء الكبار ..
ولك ..
...
طلال
_________________
* أعلى الكلام : باب قديم
من "مالي " .
-
- مشاركات: 1027
- اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm
شكراً أستاذ يحيى فضل الله على إيرادك هذا الاستطلاع
اظن الكاتب قد خلط بين أسم البيان وأسم الجماعة التشكيلية.. حيث أن اسم الجماعة هو "جماعة النافورة" والبيان مسمى ببيان الحديقة التشكيلية .
يمكن الاطلاع عليه في هذه الوصلة
http://sudanartists.org/a8.htm
اظن الكاتب قد خلط بين أسم البيان وأسم الجماعة التشكيلية.. حيث أن اسم الجماعة هو "جماعة النافورة" والبيان مسمى ببيان الحديقة التشكيلية .
يمكن الاطلاع عليه في هذه الوصلة
http://sudanartists.org/a8.htm
- سيف اليزل الماحي
- مشاركات: 366
- اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:00 pm
شكرا لمصطفى ... ولبقية المتداخلين
ويا بت شقاق ... والله مشتاقين ... اذكر ذلك ودائما ما كنت احتاج لمن يقول لي ان ذلك حدث!! ... ولو تذكري رحلة الدفعة الى منطقة جبل مرة .. في منطقة (قولو) حين تآمرنا باليل انا وصديقي الشافعي دفع الله وبعض فرد الدفعة على برنامج سير الرحلة واخترنا الذهاب الى تلك المنطقة وبعدها الصعود الى قمة جبل مرة، في تلك المنطقة الجميلة الوديعة تعرفنا على الصبي عبد الله الذي كان هميما بدعوتنا الى منزل أسرته فذهبنا ، لو تذكري كنا نادرا ما نرفض دعوة أحد ولو كان في عمر عبد الله هذا حيث لم يتجاوز الاثنتي عشر ربيعا ... في قرية كــلنج وجدنا انفسنا في ضيافة أسرة عبد الله الصغير اكرمونا طيلة ايام تواجدنا في تلك البلاد وكنا شاكرين لهم طيلة ايامنا العجولة بينهم وللآن ... ذات يوم ونحن خروجا من منزل أسرته دعانا لمنزله الصغير على مقربة من منزل والديه، طلبنا اليه ان نؤجل الزيارة الى يوم آخر .. طفرت دمعة على خديه وخشينا ان نبكي معه سوء تقديرنا لكريم دعوته فذهبنا معه .. الفيناه يسبقنا الى مدخل البيت على مكان مرتفع قليلا دخلنا على حوش صغير من الطين في وسطه قطية بنيت بمهارة تعينها على الصمود طويلا .. عليها باب صغير علقت عليه طبلة خضراء لا يظهر عليها اسم البلد المنتج، اخرج صديقنا عبد الله مفتاحا من مخبأ ما وفتح الباب ودلف امامنا عجلا تستحسه رغبة إكرامنا ويسبقه شوقا لاصدقاء جدد، قام بترتيب بعض اغراضه ... فدخلنا ... في الوسط سرير مشدود من الحبل وعلى جانبه صندوق خشبي وطاوله صغيرة من الخشب ... بعد ان اجلسنا فتح الصندوق واخرج صحنا كبيرا عليه برتقال ومانجو وضعه امامنا ... حكى الينا كيف تمكن من بناء منزله بمعاونة رفاقه ووالده وكيف فرح حين اكتمل البناء ... واضاف ان المشكله انه لا توجد مدرسة هنا ... فقط هناك استاذ واحد يفتح فصل لتدريس اللغة العربية والقرآن لكنه لا يتوفر طيلة العام الا في فترات صغيرة موسميه ... لكنه اضاف انه سعيد بوجودنا ويرجو ان نبقى لفترة طويلة وبعدها نعود الى اهلنا او كما قال ... شكرناه ولم نستطع فاسقط في يدنا ما حفظنا من عبارة شكرا جزيلا!!! وعند وداعه عاد الى الصندوق واخرج قارورة عطر ودعانا واحدا واحدا فتعطر القلب منا وتخاطفنا القارورة كعادة مشاكساتنا ومعنا بعض حسناوات الدفعة ... عاد عبد الله معنا الى المعسكر ... رجعنا صامتين وقلوبنا عامرة بالف معنى... عند مغادرتنا قرية كــلنج كان عبد الله على راس مودعينا وكنا قد خصصنا له بعض الهدايا واوصلناها لبيته دون ان نحرج كرمه واعتزازه بذاته ... حين خروجنا بكى متوجعا يدرك من يراه انه قد استوثق انه لن يصادفنا مرة اخرى اصابنا بحزن فراقه زمانا .. وتساءلنا جميعا كيف نطمئن عليه.
ما أود الاشارة اليه ان الاحتفاء بالتشكيليين واعمالهم ليس وقفا على أهل المدن ومثقفيها ... واعجبتني اشارة ايمان الى المفارقة بين الرسم في وسط الخرطوم وتلك المناطق البعيدة حيث لا يسأل الناس هناك لماذا ترسمون!! مع ان اهل الريف موسومون بالسؤال عن الغريب!! فمثلما كنا ندهش لطبيعة المكان وسحره كانوا يندهشون بفرح ويتابعون برغبة مفتوحه على كل الاحتمالات لكنهم يجدوا مبتغاهم بالمتعه والكشف عن ان منزل احدهم يطل على مساحة من الورق ... لكأن المدينة حين استوحشت إستوحش على أهلها فعل الرسم فليس عجبا ان يقف بجانبك شخص في وسط الخرطوم ثم يدخل يديه في جيوبه ويطلق عبارة ماذا ترسمون؟؟
اعتقد ان مساهمات الاستاذ يحيى فضل الله هنا تفتح الباب لحوار حول التذوق الفني على هامش دعوته للإحتفاء بالتشكيليين السودانيين .
مع تحياتي للجميع
سيف اليزل
ويا بت شقاق ... والله مشتاقين ... اذكر ذلك ودائما ما كنت احتاج لمن يقول لي ان ذلك حدث!! ... ولو تذكري رحلة الدفعة الى منطقة جبل مرة .. في منطقة (قولو) حين تآمرنا باليل انا وصديقي الشافعي دفع الله وبعض فرد الدفعة على برنامج سير الرحلة واخترنا الذهاب الى تلك المنطقة وبعدها الصعود الى قمة جبل مرة، في تلك المنطقة الجميلة الوديعة تعرفنا على الصبي عبد الله الذي كان هميما بدعوتنا الى منزل أسرته فذهبنا ، لو تذكري كنا نادرا ما نرفض دعوة أحد ولو كان في عمر عبد الله هذا حيث لم يتجاوز الاثنتي عشر ربيعا ... في قرية كــلنج وجدنا انفسنا في ضيافة أسرة عبد الله الصغير اكرمونا طيلة ايام تواجدنا في تلك البلاد وكنا شاكرين لهم طيلة ايامنا العجولة بينهم وللآن ... ذات يوم ونحن خروجا من منزل أسرته دعانا لمنزله الصغير على مقربة من منزل والديه، طلبنا اليه ان نؤجل الزيارة الى يوم آخر .. طفرت دمعة على خديه وخشينا ان نبكي معه سوء تقديرنا لكريم دعوته فذهبنا معه .. الفيناه يسبقنا الى مدخل البيت على مكان مرتفع قليلا دخلنا على حوش صغير من الطين في وسطه قطية بنيت بمهارة تعينها على الصمود طويلا .. عليها باب صغير علقت عليه طبلة خضراء لا يظهر عليها اسم البلد المنتج، اخرج صديقنا عبد الله مفتاحا من مخبأ ما وفتح الباب ودلف امامنا عجلا تستحسه رغبة إكرامنا ويسبقه شوقا لاصدقاء جدد، قام بترتيب بعض اغراضه ... فدخلنا ... في الوسط سرير مشدود من الحبل وعلى جانبه صندوق خشبي وطاوله صغيرة من الخشب ... بعد ان اجلسنا فتح الصندوق واخرج صحنا كبيرا عليه برتقال ومانجو وضعه امامنا ... حكى الينا كيف تمكن من بناء منزله بمعاونة رفاقه ووالده وكيف فرح حين اكتمل البناء ... واضاف ان المشكله انه لا توجد مدرسة هنا ... فقط هناك استاذ واحد يفتح فصل لتدريس اللغة العربية والقرآن لكنه لا يتوفر طيلة العام الا في فترات صغيرة موسميه ... لكنه اضاف انه سعيد بوجودنا ويرجو ان نبقى لفترة طويلة وبعدها نعود الى اهلنا او كما قال ... شكرناه ولم نستطع فاسقط في يدنا ما حفظنا من عبارة شكرا جزيلا!!! وعند وداعه عاد الى الصندوق واخرج قارورة عطر ودعانا واحدا واحدا فتعطر القلب منا وتخاطفنا القارورة كعادة مشاكساتنا ومعنا بعض حسناوات الدفعة ... عاد عبد الله معنا الى المعسكر ... رجعنا صامتين وقلوبنا عامرة بالف معنى... عند مغادرتنا قرية كــلنج كان عبد الله على راس مودعينا وكنا قد خصصنا له بعض الهدايا واوصلناها لبيته دون ان نحرج كرمه واعتزازه بذاته ... حين خروجنا بكى متوجعا يدرك من يراه انه قد استوثق انه لن يصادفنا مرة اخرى اصابنا بحزن فراقه زمانا .. وتساءلنا جميعا كيف نطمئن عليه.
ما أود الاشارة اليه ان الاحتفاء بالتشكيليين واعمالهم ليس وقفا على أهل المدن ومثقفيها ... واعجبتني اشارة ايمان الى المفارقة بين الرسم في وسط الخرطوم وتلك المناطق البعيدة حيث لا يسأل الناس هناك لماذا ترسمون!! مع ان اهل الريف موسومون بالسؤال عن الغريب!! فمثلما كنا ندهش لطبيعة المكان وسحره كانوا يندهشون بفرح ويتابعون برغبة مفتوحه على كل الاحتمالات لكنهم يجدوا مبتغاهم بالمتعه والكشف عن ان منزل احدهم يطل على مساحة من الورق ... لكأن المدينة حين استوحشت إستوحش على أهلها فعل الرسم فليس عجبا ان يقف بجانبك شخص في وسط الخرطوم ثم يدخل يديه في جيوبه ويطلق عبارة ماذا ترسمون؟؟
اعتقد ان مساهمات الاستاذ يحيى فضل الله هنا تفتح الباب لحوار حول التذوق الفني على هامش دعوته للإحتفاء بالتشكيليين السودانيين .
مع تحياتي للجميع
سيف اليزل
مـن الآن فصاعدا يجـب التمـني بقـوة !!
- Elnour Hamad
- مشاركات: 762
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
- مكان: ولاية نيويورك
[color=darkblue][]الأخ العزيز مصطفى وجميع زائري هذا الخيط
أولا شعرت بسعادة غامرة لمجرد أنني وجدت الفرصة للتواصل من خلال هذا الموقع مع زملائنا التشكيليين الذين تتلمذنا عليهم، والذين زاملانهم في كلية الفنون في حقبة السبعينات وما تلاها. وما أسعدني أكثر هو التعرف على بعض من الأجيال التي توافدت من بعدنا على كلية الفنون، ثم على الساحة التشكيلية أثر ذلك. وأكثرية هؤلاء لم نتعرف عليها إلا من خلال بعض الاثار التشكيلية المودعة في الموقع الرائد "غاليري التتشكيليين السودانيين" في شبكة المعلومات الدولية الذي يقف وراءه كل من الأخوين إيمان شقاق وأحمد المرضي. ويبدو أن الفضاء السايبيري قد بدأ في إصلاح ما أفسده الدهر الغشوم. بعبارة ـ كما يقول حسن موسى ـ من تدبير عبد الوهاب البياتي.
لم يحلو لي في يوم من الأيام تناول حالة اليتم والضياع التي عانتها الحركة التشكيلية السودانية التي أخذت تتخلق في أطوار سريعة عقب الإستقلال، بمعزل عن حالة الفشل السياسي الذي لازم الحقبة الإستقلالية في مجملها. فالأكاديميا السودانية في عمومها قد أخذت تتراجع بخطى مضطردة وفي تناغم غريب مع ارتفاع موجة الإسلام السياسي وإحناء الساسة لهاماتهم في وجه تلك العاصفة الإسلاموية وما ظلت تحدو به قافلة الإرتداد نحو التبسيط و"الهرجلة" و "الكلفتة".
أردت من هذه المساهمة المقتضبة أن اشير إلى المحارو التي يمكننا من خلال طرقها الإلمام بتشعب الأزمة التشكيلية المزمنة. وكما تفضل حسن فإن التشكيليين السودانيين قبائل وطرائق قددا. ولا مجال لوضعهم في سلة واحدة. فالدولة كانت على الدوام هي الراعية للفنون, والدولة كانت عبر التاريخ المتهم الأول في كل ما يصيب بني البشر من بلاوي. ومن التشكيليين رجال كثيرون استظلوا بعباءة الدولة ورضوا دور الهتيفة والمطبلاتية، ومنهم من عض على جمر القضية ـ كما يقولون ـ وانتهى به الأمر إلى المنافي.
فالسلطة منذ حضارات سومر وبابل، ومصر الفرعونية ونوبيا القديمة وغيرها من أمهات الحضارات كانت حريصة على إبقاء الفنانين والحرفيين تحتى جناحها. وكذلك فعلت الشيوعية الدولية التي ظنت بنفسها أنها قد أتت بفتح جديد به يخرج الفن من خدمة القابضين على مفاتيح الثروة والسلطة، ليصبح في خدمة سواد الناس. غير أنها قتلت الفن والفنانين بصبهم في قالب "الواقعية الإشتراكية" "التافه الضيق الأفق" ـ في عبارة من تدبير ترجمات المرحومة دار التقدم بموسكو ـ وفي قالب "الرومانسية الثورية" الصينية الأكثر "تفاهة وضيق أفق".
وربما أصبحت "الخصخصة" مخرجا. ولكن هل هي مخرج بالفعل؟ فهاهو الفن في الغرب قد أصبح مجلى من مجالي اقتصاد السوق، بل وسلعة نخبوية طبقية ألحقت بتجارة المجوهرات مما لا تعرف مصطلحاته واتيكيتاته سوى الأوساط المخملية البالغة الترف. أما خلق الله المسحوقين في العالم الأول والعالم والثالث فقد خلقوا لنفسهم عالما فنيا موازيا لا يكترث بما يدور في أضابير الأكاديمية ومؤسساتها الربحية وسيدتها الممسكة بعنانها "الأوساط المخملية الدولية العابرة للقارات". وقام النقاد الدهاقنة بتوصيف ذلك السوق الشعبي الفني "الميري" الموازي بـالـ pop Art . والقصة هي نفس القصة. والسامسرة هم نفس السماسرة سواء كانوا في Wall Street ، أو كانوا تجار "جلابة إسلاميين" من تجار "الفحم والعيش" في جخانين الخرطوم العطنة الغبرة. المهم مشكلتنا كبيرة يا جماعة. فنحن بين سندان العالم الثالث وهرجلته وبين مطرقة العالم الأول الذي يريد أن يضع كل قيمة إنسانية عض عليها المرهفون في كل أركان الأرض بالنواجذ، وماتوا في سبيلها، في علبة سلعه التي لا تشبع من البيع ومن مراكمة الأرباح.
ثم التربية الفنية في المدارس ذلك الشيء الذي لم يلتفت إليه أحد!! فأخذ يتآكل حتى قضى نحبه. فـمن أية الطرق يأتي مثلَكَ الكرمُ؟ أليست التربية الفنية هي قاعدة بناء الوعي بالفنون وبدروها في الحضارة الإنسانية وفي بلورة الوعي الجمالي عند بني البشر؟ فكيف تقف الفنون على قدميها في "حواضر الجلابة" وهي لا تقف أصلا على أي بنية تحتية، من أي نوع، خاصة في حقل التعليم؟
ما من شك أن التدهور الذي أصاب الفنون في العقدين الأخيرين كان الأعظم في حقبة ما بعد الإستقلال. الخطاب الإسلاموي الذي ظل يصعد منذ الستينات في حقبة الديمقراطية الأولى، ظل يستهدف الفنون والكتابة الإبداعية. حتى وصل الأمر إلى تحطيم تمثال غاندي، واختفاء تمثال بابكر بدري، والإزراء بالحضارة النوبية في متحف السودان، وتكسير تماثيل كلية الفنون، وحل اتحاد الكتاب السودانيين، والقضاء على كلية الفنون وعلى معهد الموسيقى، وإحكام الرقابة على الدراما وإخضاعها لمعايير جامعة القرآن الكريم.
لن تقوم للفنون قائمة حتى تنتهي هذه اللوثة الإسلاموية. وحين تنتهي فسيكون هناك خراب كثير سيتستغرق إصلاحه أمدا من الدهر، نرجو ألا يطول. وسوف أعود.
[/][/color
أولا شعرت بسعادة غامرة لمجرد أنني وجدت الفرصة للتواصل من خلال هذا الموقع مع زملائنا التشكيليين الذين تتلمذنا عليهم، والذين زاملانهم في كلية الفنون في حقبة السبعينات وما تلاها. وما أسعدني أكثر هو التعرف على بعض من الأجيال التي توافدت من بعدنا على كلية الفنون، ثم على الساحة التشكيلية أثر ذلك. وأكثرية هؤلاء لم نتعرف عليها إلا من خلال بعض الاثار التشكيلية المودعة في الموقع الرائد "غاليري التتشكيليين السودانيين" في شبكة المعلومات الدولية الذي يقف وراءه كل من الأخوين إيمان شقاق وأحمد المرضي. ويبدو أن الفضاء السايبيري قد بدأ في إصلاح ما أفسده الدهر الغشوم. بعبارة ـ كما يقول حسن موسى ـ من تدبير عبد الوهاب البياتي.
لم يحلو لي في يوم من الأيام تناول حالة اليتم والضياع التي عانتها الحركة التشكيلية السودانية التي أخذت تتخلق في أطوار سريعة عقب الإستقلال، بمعزل عن حالة الفشل السياسي الذي لازم الحقبة الإستقلالية في مجملها. فالأكاديميا السودانية في عمومها قد أخذت تتراجع بخطى مضطردة وفي تناغم غريب مع ارتفاع موجة الإسلام السياسي وإحناء الساسة لهاماتهم في وجه تلك العاصفة الإسلاموية وما ظلت تحدو به قافلة الإرتداد نحو التبسيط و"الهرجلة" و "الكلفتة".
أردت من هذه المساهمة المقتضبة أن اشير إلى المحارو التي يمكننا من خلال طرقها الإلمام بتشعب الأزمة التشكيلية المزمنة. وكما تفضل حسن فإن التشكيليين السودانيين قبائل وطرائق قددا. ولا مجال لوضعهم في سلة واحدة. فالدولة كانت على الدوام هي الراعية للفنون, والدولة كانت عبر التاريخ المتهم الأول في كل ما يصيب بني البشر من بلاوي. ومن التشكيليين رجال كثيرون استظلوا بعباءة الدولة ورضوا دور الهتيفة والمطبلاتية، ومنهم من عض على جمر القضية ـ كما يقولون ـ وانتهى به الأمر إلى المنافي.
فالسلطة منذ حضارات سومر وبابل، ومصر الفرعونية ونوبيا القديمة وغيرها من أمهات الحضارات كانت حريصة على إبقاء الفنانين والحرفيين تحتى جناحها. وكذلك فعلت الشيوعية الدولية التي ظنت بنفسها أنها قد أتت بفتح جديد به يخرج الفن من خدمة القابضين على مفاتيح الثروة والسلطة، ليصبح في خدمة سواد الناس. غير أنها قتلت الفن والفنانين بصبهم في قالب "الواقعية الإشتراكية" "التافه الضيق الأفق" ـ في عبارة من تدبير ترجمات المرحومة دار التقدم بموسكو ـ وفي قالب "الرومانسية الثورية" الصينية الأكثر "تفاهة وضيق أفق".
وربما أصبحت "الخصخصة" مخرجا. ولكن هل هي مخرج بالفعل؟ فهاهو الفن في الغرب قد أصبح مجلى من مجالي اقتصاد السوق، بل وسلعة نخبوية طبقية ألحقت بتجارة المجوهرات مما لا تعرف مصطلحاته واتيكيتاته سوى الأوساط المخملية البالغة الترف. أما خلق الله المسحوقين في العالم الأول والعالم والثالث فقد خلقوا لنفسهم عالما فنيا موازيا لا يكترث بما يدور في أضابير الأكاديمية ومؤسساتها الربحية وسيدتها الممسكة بعنانها "الأوساط المخملية الدولية العابرة للقارات". وقام النقاد الدهاقنة بتوصيف ذلك السوق الشعبي الفني "الميري" الموازي بـالـ pop Art . والقصة هي نفس القصة. والسامسرة هم نفس السماسرة سواء كانوا في Wall Street ، أو كانوا تجار "جلابة إسلاميين" من تجار "الفحم والعيش" في جخانين الخرطوم العطنة الغبرة. المهم مشكلتنا كبيرة يا جماعة. فنحن بين سندان العالم الثالث وهرجلته وبين مطرقة العالم الأول الذي يريد أن يضع كل قيمة إنسانية عض عليها المرهفون في كل أركان الأرض بالنواجذ، وماتوا في سبيلها، في علبة سلعه التي لا تشبع من البيع ومن مراكمة الأرباح.
ثم التربية الفنية في المدارس ذلك الشيء الذي لم يلتفت إليه أحد!! فأخذ يتآكل حتى قضى نحبه. فـمن أية الطرق يأتي مثلَكَ الكرمُ؟ أليست التربية الفنية هي قاعدة بناء الوعي بالفنون وبدروها في الحضارة الإنسانية وفي بلورة الوعي الجمالي عند بني البشر؟ فكيف تقف الفنون على قدميها في "حواضر الجلابة" وهي لا تقف أصلا على أي بنية تحتية، من أي نوع، خاصة في حقل التعليم؟
ما من شك أن التدهور الذي أصاب الفنون في العقدين الأخيرين كان الأعظم في حقبة ما بعد الإستقلال. الخطاب الإسلاموي الذي ظل يصعد منذ الستينات في حقبة الديمقراطية الأولى، ظل يستهدف الفنون والكتابة الإبداعية. حتى وصل الأمر إلى تحطيم تمثال غاندي، واختفاء تمثال بابكر بدري، والإزراء بالحضارة النوبية في متحف السودان، وتكسير تماثيل كلية الفنون، وحل اتحاد الكتاب السودانيين، والقضاء على كلية الفنون وعلى معهد الموسيقى، وإحكام الرقابة على الدراما وإخضاعها لمعايير جامعة القرآن الكريم.
لن تقوم للفنون قائمة حتى تنتهي هذه اللوثة الإسلاموية. وحين تنتهي فسيكون هناك خراب كثير سيتستغرق إصلاحه أمدا من الدهر، نرجو ألا يطول. وسوف أعود.
[/][/color
-
- مشاركات: 228
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm
كادوس للتشكيليين السودانيين
الأستاذ مصطفى
اتمنى أن تكون بخير وعافية والسادة المعقبين كمان هم بخير
رغم انني لا أنتمى لقبيلة الفنانين التشكليين، ولا أي قبيلة أخرى من قبائل الفن السبع ولكني قريب الفن حيث أن بعضة يسكن في قلب شقيقتي زينب لذا أحبب التشكيل جدا.
أذكر مرة أن صديقي الأستاذ علاء الدين الجزولي الله يطراهو بالخير كتب مقالا شيقا عن القبح بالخرطوم بصحيفة الصحافة . والموضوع رمى إلي البحث في اسباب انشار القبح في الخرطوم وعدم الإنسجام والتناسق في الشكل العام للمدينة و توصل إلي أن أحد الأسباب هو تغييب التشكيلي.
كنت أرى أنه من الضروري البحث في ضعف التذوق للفنون التشكيلية عندنا اسبابه أما نتائجة أي ضعف التذوق عندنا فظاهرة عيان بيان في القبح المستشري في بلدنا البيوت مركبة بطريقة مؤذية للنظر بدأ من شكلها مرورا بالألوان المتنافرة . وياريت لو الصديق علاء الدين الجزولي يعيد نشر مقاله بسودان للجميع
مرة أخرى تحياتي لمصطفى ولسودان للجميع وللمتداخلين جميعا بدون فرز
اتمنى أن تكون بخير وعافية والسادة المعقبين كمان هم بخير
رغم انني لا أنتمى لقبيلة الفنانين التشكليين، ولا أي قبيلة أخرى من قبائل الفن السبع ولكني قريب الفن حيث أن بعضة يسكن في قلب شقيقتي زينب لذا أحبب التشكيل جدا.
أذكر مرة أن صديقي الأستاذ علاء الدين الجزولي الله يطراهو بالخير كتب مقالا شيقا عن القبح بالخرطوم بصحيفة الصحافة . والموضوع رمى إلي البحث في اسباب انشار القبح في الخرطوم وعدم الإنسجام والتناسق في الشكل العام للمدينة و توصل إلي أن أحد الأسباب هو تغييب التشكيلي.
كنت أرى أنه من الضروري البحث في ضعف التذوق للفنون التشكيلية عندنا اسبابه أما نتائجة أي ضعف التذوق عندنا فظاهرة عيان بيان في القبح المستشري في بلدنا البيوت مركبة بطريقة مؤذية للنظر بدأ من شكلها مرورا بالألوان المتنافرة . وياريت لو الصديق علاء الدين الجزولي يعيد نشر مقاله بسودان للجميع
مرة أخرى تحياتي لمصطفى ولسودان للجميع وللمتداخلين جميعا بدون فرز
-
- مشاركات: 935
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
- مكان: هاملتون-كندا
أهلا بايمان وسيف والنور وعمر التجاني
ويااااااااه
لم يخطر ببالي أن فكرة صادقة يمكن أن تتيح كل هذا التواصل.
(ولا يمكن لكادر سري أن يكون سببا في لم الناس طبعا ياحسن موسى!!!!)
ولكم في هذا البوست ما شئتم من التفريعات!
فهناك ما أورده سيف ووصفته بالشكية غير ساخر.
وها نحن أمام طرح الاستاذ النور الذي أورد رأيه فيما عرف بأوهام الشيوعيين
وحدثنا بعدها حديثا شيقا عن التربية والفنون
و...و...و..
كله جميل!!
لكن أود أحتفظ بأصل الحديث وهو أن النقد السوداني عاجز عن أن يتناول
أعمال التشكيليين لأسباب عديدة أهمها أنه لا يقنع بدوره التنويري
المتمثل في ابراز جماليات التشكيل. كيف نراه والى ماذا ننظر فيه.
وأن نقد الأبداع عندنا انحصر في أشكاله المكتوبة
لأنه مجال خصب يمارس فيه "النقاد" قدراتهم اللغوية وهي متوفرة لديهم
ولا يتورعون عن ايراد الأشكال الأكاديمية لكتاباتهم على ظنين
أحدهما أن القارئ حتى الوثيق الصلة بالأدب سيفهمهم وثانيهما أنه ان لم
يفهمهم فالأقرب أن يرى فيهم سمت المبدعين أنفسهم!
أي أن محاولة سرقة شخصية المبدع تبدو واضحة عند بعضهم!!
المعارك النقدية الحالية تستثني التشكيل.
لماذا؟
ومرحبا بمزيد من التشكيليين وأحبابهم
مصطفى مدثر
ويااااااااه
لم يخطر ببالي أن فكرة صادقة يمكن أن تتيح كل هذا التواصل.
(ولا يمكن لكادر سري أن يكون سببا في لم الناس طبعا ياحسن موسى!!!!)
ولكم في هذا البوست ما شئتم من التفريعات!
فهناك ما أورده سيف ووصفته بالشكية غير ساخر.
وها نحن أمام طرح الاستاذ النور الذي أورد رأيه فيما عرف بأوهام الشيوعيين
وحدثنا بعدها حديثا شيقا عن التربية والفنون
و...و...و..
كله جميل!!
لكن أود أحتفظ بأصل الحديث وهو أن النقد السوداني عاجز عن أن يتناول
أعمال التشكيليين لأسباب عديدة أهمها أنه لا يقنع بدوره التنويري
المتمثل في ابراز جماليات التشكيل. كيف نراه والى ماذا ننظر فيه.
وأن نقد الأبداع عندنا انحصر في أشكاله المكتوبة
لأنه مجال خصب يمارس فيه "النقاد" قدراتهم اللغوية وهي متوفرة لديهم
ولا يتورعون عن ايراد الأشكال الأكاديمية لكتاباتهم على ظنين
أحدهما أن القارئ حتى الوثيق الصلة بالأدب سيفهمهم وثانيهما أنه ان لم
يفهمهم فالأقرب أن يرى فيهم سمت المبدعين أنفسهم!
أي أن محاولة سرقة شخصية المبدع تبدو واضحة عند بعضهم!!
المعارك النقدية الحالية تستثني التشكيل.
لماذا؟
ومرحبا بمزيد من التشكيليين وأحبابهم
مصطفى مدثر
- تماضر شيخ الدين
- مشاركات: 356
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
- مكان: US
- عالية عوض الكريم
- مشاركات: 358
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:50 pm
- نجاة محمد علي
- مشاركات: 2809
- اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
- مكان: باريس
رسالة من الصديق الفنان التشكيلي صلاح حسن عبد الله
الصديق مصطفى مدثر
وجميع الأصدقاء المشاركين،
تحية طيبة
وصلتنا، عبر إيميل الموقع، هذه المشاركة من الصديق الفنان التشكيلي صلاح حسن عبد الله، أقوم بإضافتها إليكم هنا، وأتمنى أن يتمكن صلاح، وهو عضو بمنبر الحوار الديمقراطي، من إضافة مساهماته مباشرةً إلى المنبر.
هذه هي مساهمة صلاح التي كتبها تحت عنوان "القلوب شواهد":
القلوب شواهد
الأخوة : نجاة، بولا، حسن موسى أو بالعكس، إذ لم ادر كيف أرتب ثلاثيتكم. فالأحاديث التى إبتدرت فى إفتتاحية المراسلات حملت فى طياتها الكثير من التحايا للتشكيليين. وإذا تتبعنا منطق هذه التحايا على الساحة التشكيلية فمن الممكن جداً القول بانَّ بولا وحسن موسى (معروفان لدينا) كما يقول موظفو البنوك عند الضرورة. ولكن نجاة محمد على ستكون فى هذه الحالة مظلومة ظلم الحسن والحسين، فهى التى تكبدت كثير من مشاق الإتصال حتى يكتمل تأسيس الموقع، وبصماتها ليست خافية فى ترتيب وإدارة العمل اليومى للموقع. ولكل منا ان يسأل نفسه: ماذا لو أخذ أى منا على عاتقه عبء أن يتحمل إدارة العمل اليومى لموقع فى حجم المسئولية التى إختارها موقع (سودان للجميع)؟ وعلى كل حال فالتحية لنجاة محمد على وعبدالله بولا وحسن وموسى ولكل الذين ساهموا في تأسيس الموقع : احمد المرضى، إيمان شقاق، المهندس انور فتح الرحمن، الأستاذ عادل عبد عبد العاطى، صلاح سليمان، الإبن محمد قسم البارى وللهيئة الإستشارية بأركانها الثمانية . والشكر موصول لكل الذين توجهوا بتحاياهم للتشكيليين.
يأتى فى مقدمتهم الأخ مصطفى مدثر وهو صديق قديم للتشكيليين، يليه الأستاذ يحيى فضل الله ، شكراً لهم كلماتهم الممتلئة بكل هذا الود. إستوقفنى بشكل خاص إقتراح الأخ يحيى فضل الله فى أن نجتمع على لوحة لقراءتها. فقد كان ذلك موضوع للمساجلة بمنتدى إشراقة بامدرمان قبل حوالى الأسبوعين، دعيت لها كمتحدث منبرى ومركزى. حاولت فيها إستخدام المنبر نفسه لرد السطلة المنبرية كونها تغيب الحضور الذي يفترض أن يسجله الآخرون. كما إستوقفتنى أيضا كلمات الأخ مصطفى مدثر عن إيمان شقاق. فإذا كانت إيمان شقاق يا مصطفى إن كانت إيمان شقاق هي وجه جديد بالنسبة لك. فلابد أنَّك ستكون في حاجة للتعرف على شخص يستحق التعرف عليه. والحق يقال أنّها من أصغر التشكيليين والتشكيليات ممن وردت أسماؤهم وأسماؤهن سناً ، بمعنى آخر فهي ليست من جيل السبعينات (جيلى وجيلك). فهي قد تخرجت في كلية الفنون الجميلة بالخرطوم في 1996 . ولكنها خلال سنواتها العشر هذه، ومنذ تخرجها، قدمت ماهو جدير بالتقدير والإحترام. وذلك باستحداثها لأول موقع يهتم بالتشكيل في السودان على شبكة الإنترنت (قاليرى السودان للفنون الشكيلية sudanese arists gallery )
بعد إطلاعى على معظم الرسائل والمساهمات على الموقع وجدت أنَّ مساهمتي، وبعض المساهمات التشكيلية لعبد الله محمد الطيب وراحيل العريفى وزينب التيجانى وسناء الطيب، هى المسـاهمة (الأدبية) الوحيدة تقريباً لتتشكيلى من داخل السودان.
يا لفداحة الأمر فبعد فراغى من كتابة العبارة السابقة تحديداً عاودت الإطلاع على الموقع لتكملة بعض الأجزاء من كلمة الأخ يحيى فضلا الله فوجدت موقع (سودان للجميع) قد سبقنى فى نشره للإستطلاع الذى أعده الأخ محجوب كبلو (جريدة الرأى العام) مع بعض التشكيليين تعقيباً على ندوة قدمها الأخ علاء الدين الجزولى بمقر الإتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين بشارع الجامعة. وأثار الإستطلاع ما ليس بالقليل من الجدل وسط قطاع كبير من المهتمين. كنت قد أعددت تعقيباً على استطلاع الأخ محجوب كبلو، دفعت به جريدة الرأى العام لكى يصدر صباح غداً. وقد منيت نفسى بان يكون التعقيب هو فاتحة لمساهمتى على الموقع . ولكن (خلاص) الفاس وقع فى الرأس أو كما يقولون (القلوب شواهد) . ويقول الأخ كبلو أنَّ التعقيب سيصدر مع بعض من ملاحظاته هو على الخطاب التشكيلى ككل. ويضيف الأخ كبلو أنها ملاحظات ستدفعني، لاشك ، كما تدفع آخرين من التشكيليين، بما فيهم حتى البعيدين خارج السودان، للخوض بكل جحافلهم في مساجلة يبدو أنَّ حسابات ختامها ربما يتمدد إلى زمن ليس بالقصير .
المعذرة لإدارة الموقع ولصلاح سليمان واحمد المرضى والنور حمد لأنَّ نشر الإستطلاع على موقع ( سودان) للجميع قلَّب كثير من حساباتى فى كيفية مساهمتي على الموقع وإذا كان المرضى بقول ( الكحة ولا صمة الخشم. فأخير نفتح الخشم عديل) . بهذا أكتفى. لكى أقوم بإعداد التعقيب لإرساله إليكم كما أود أن أسهم معكم أيضاً بمقال آخر تمَّ نشره قبل حوالي الأسبوعين بصفحة تشكيل التي يصدرها الإتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين وهو يتناول المحاولة التي تمت لتقليص كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالخرطوم . والكادوك يا سيف اليزل ليس هو كادوك خاص بالتشكيليين بل هو كادول لكل السودان والسودانيين . قرار تقليص كلية الفنون يبدو انَّه قرار قديم تمت صياغته ضمن قرارات اللخبطة والعجن التى انتظمت السودان خلال الستة عشر عاماً السابقة، وحاولوا تنفيذه فئ الزمن الضائع. ولكنهم لم يفلحوا.
وجميع الأصدقاء المشاركين،
تحية طيبة
وصلتنا، عبر إيميل الموقع، هذه المشاركة من الصديق الفنان التشكيلي صلاح حسن عبد الله، أقوم بإضافتها إليكم هنا، وأتمنى أن يتمكن صلاح، وهو عضو بمنبر الحوار الديمقراطي، من إضافة مساهماته مباشرةً إلى المنبر.
هذه هي مساهمة صلاح التي كتبها تحت عنوان "القلوب شواهد":
القلوب شواهد
الأخوة : نجاة، بولا، حسن موسى أو بالعكس، إذ لم ادر كيف أرتب ثلاثيتكم. فالأحاديث التى إبتدرت فى إفتتاحية المراسلات حملت فى طياتها الكثير من التحايا للتشكيليين. وإذا تتبعنا منطق هذه التحايا على الساحة التشكيلية فمن الممكن جداً القول بانَّ بولا وحسن موسى (معروفان لدينا) كما يقول موظفو البنوك عند الضرورة. ولكن نجاة محمد على ستكون فى هذه الحالة مظلومة ظلم الحسن والحسين، فهى التى تكبدت كثير من مشاق الإتصال حتى يكتمل تأسيس الموقع، وبصماتها ليست خافية فى ترتيب وإدارة العمل اليومى للموقع. ولكل منا ان يسأل نفسه: ماذا لو أخذ أى منا على عاتقه عبء أن يتحمل إدارة العمل اليومى لموقع فى حجم المسئولية التى إختارها موقع (سودان للجميع)؟ وعلى كل حال فالتحية لنجاة محمد على وعبدالله بولا وحسن وموسى ولكل الذين ساهموا في تأسيس الموقع : احمد المرضى، إيمان شقاق، المهندس انور فتح الرحمن، الأستاذ عادل عبد عبد العاطى، صلاح سليمان، الإبن محمد قسم البارى وللهيئة الإستشارية بأركانها الثمانية . والشكر موصول لكل الذين توجهوا بتحاياهم للتشكيليين.
يأتى فى مقدمتهم الأخ مصطفى مدثر وهو صديق قديم للتشكيليين، يليه الأستاذ يحيى فضل الله ، شكراً لهم كلماتهم الممتلئة بكل هذا الود. إستوقفنى بشكل خاص إقتراح الأخ يحيى فضل الله فى أن نجتمع على لوحة لقراءتها. فقد كان ذلك موضوع للمساجلة بمنتدى إشراقة بامدرمان قبل حوالى الأسبوعين، دعيت لها كمتحدث منبرى ومركزى. حاولت فيها إستخدام المنبر نفسه لرد السطلة المنبرية كونها تغيب الحضور الذي يفترض أن يسجله الآخرون. كما إستوقفتنى أيضا كلمات الأخ مصطفى مدثر عن إيمان شقاق. فإذا كانت إيمان شقاق يا مصطفى إن كانت إيمان شقاق هي وجه جديد بالنسبة لك. فلابد أنَّك ستكون في حاجة للتعرف على شخص يستحق التعرف عليه. والحق يقال أنّها من أصغر التشكيليين والتشكيليات ممن وردت أسماؤهم وأسماؤهن سناً ، بمعنى آخر فهي ليست من جيل السبعينات (جيلى وجيلك). فهي قد تخرجت في كلية الفنون الجميلة بالخرطوم في 1996 . ولكنها خلال سنواتها العشر هذه، ومنذ تخرجها، قدمت ماهو جدير بالتقدير والإحترام. وذلك باستحداثها لأول موقع يهتم بالتشكيل في السودان على شبكة الإنترنت (قاليرى السودان للفنون الشكيلية sudanese arists gallery )
بعد إطلاعى على معظم الرسائل والمساهمات على الموقع وجدت أنَّ مساهمتي، وبعض المساهمات التشكيلية لعبد الله محمد الطيب وراحيل العريفى وزينب التيجانى وسناء الطيب، هى المسـاهمة (الأدبية) الوحيدة تقريباً لتتشكيلى من داخل السودان.
يا لفداحة الأمر فبعد فراغى من كتابة العبارة السابقة تحديداً عاودت الإطلاع على الموقع لتكملة بعض الأجزاء من كلمة الأخ يحيى فضلا الله فوجدت موقع (سودان للجميع) قد سبقنى فى نشره للإستطلاع الذى أعده الأخ محجوب كبلو (جريدة الرأى العام) مع بعض التشكيليين تعقيباً على ندوة قدمها الأخ علاء الدين الجزولى بمقر الإتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين بشارع الجامعة. وأثار الإستطلاع ما ليس بالقليل من الجدل وسط قطاع كبير من المهتمين. كنت قد أعددت تعقيباً على استطلاع الأخ محجوب كبلو، دفعت به جريدة الرأى العام لكى يصدر صباح غداً. وقد منيت نفسى بان يكون التعقيب هو فاتحة لمساهمتى على الموقع . ولكن (خلاص) الفاس وقع فى الرأس أو كما يقولون (القلوب شواهد) . ويقول الأخ كبلو أنَّ التعقيب سيصدر مع بعض من ملاحظاته هو على الخطاب التشكيلى ككل. ويضيف الأخ كبلو أنها ملاحظات ستدفعني، لاشك ، كما تدفع آخرين من التشكيليين، بما فيهم حتى البعيدين خارج السودان، للخوض بكل جحافلهم في مساجلة يبدو أنَّ حسابات ختامها ربما يتمدد إلى زمن ليس بالقصير .
المعذرة لإدارة الموقع ولصلاح سليمان واحمد المرضى والنور حمد لأنَّ نشر الإستطلاع على موقع ( سودان) للجميع قلَّب كثير من حساباتى فى كيفية مساهمتي على الموقع وإذا كان المرضى بقول ( الكحة ولا صمة الخشم. فأخير نفتح الخشم عديل) . بهذا أكتفى. لكى أقوم بإعداد التعقيب لإرساله إليكم كما أود أن أسهم معكم أيضاً بمقال آخر تمَّ نشره قبل حوالي الأسبوعين بصفحة تشكيل التي يصدرها الإتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين وهو يتناول المحاولة التي تمت لتقليص كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بالخرطوم . والكادوك يا سيف اليزل ليس هو كادوك خاص بالتشكيليين بل هو كادول لكل السودان والسودانيين . قرار تقليص كلية الفنون يبدو انَّه قرار قديم تمت صياغته ضمن قرارات اللخبطة والعجن التى انتظمت السودان خلال الستة عشر عاماً السابقة، وحاولوا تنفيذه فئ الزمن الضائع. ولكنهم لم يفلحوا.