اشكاليات الجمالية الأوروبية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مداخلة الأستاذ الخير

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى الأستاذ الخير
السلام عليكم ورحمته وبركاته،
أشكرك على التصحيح، فقد اختلطت على آيتان، الأولى هى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)54 البقرة و الآية : ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )94 البقرة. فجزاك الله خيراً على التصحيح ولفت النظر.
أوافقك الرأى بكثرة الأمثلة القرآنية الى تحض على العلم والمعرفة. مع ذلك فتحديد رأى قاطع حول أطروحة العلم والمعرفة هنا مهم جداً، ذلك أن فيها فرضيات تقال ولأول مرة فى مطلق التاريخ البشرى.
أرجو مراجعتها والإفادة؟
ولك كل شكرى ومودتى.

الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

-----------------
آخر تعديل بواسطة الخير محمد حسين في الأحد نوفمبر 02, 2008 12:41 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


بسم الله مجراها ومرساها
والصلاة والتسليم على من داس حجب الأنوار وحجب الأسرار وبقدميه وطاها
من اجتاز سدرة المنتهى ـ ذاتاً وحقيقة ـ فقاس منّا وبينه وإليها خطاها
وعلى صحابته الميامين ، وآل بيته الكرام الطيبين نورنا ودليلنا فى المتاهة
وعلى كل من واجه العقبة، وبهمة وعزم وحزم تخطاها
صلاة تنجينا مما نحن فيه من حضرة الوضاعة والسفاهة
بعد :
ندخل بعون الله وحوله وقوته الى الباب الثانى من مشروع كتاب( علم الجمال : الأصل والفصل). وهو الجزء الأخير مما يصفه أخى الأستاذ نادر السمانى بكلمة : خيط ، قمت بتخصيصه لفحص جزئية ( اشكالية الجمالية الأوروبية) فى هذا المنبر المنيف ، وهو فى حقيقته (قيدومة) أتخذها كعمل للفصل ما بين (علم الجمال) على عمومه وبين ما يندرع فيه من حبل ( المعرفية الجمالية السائدة).
ولتقعيد علم الجمال وتنفيضه من كثير مما يلحق به من غبار ذاتية معرفيتنا، فإنه يتوجب علينا تجويد تصحيح الصحيح من الأمر، وذلك بالفرز ما بين النظر بخصوصية معرفيتنا الذاتية عمّا هو (علم) لا تعتور صحة موضوعيته أى نسبية معرفية ذاتية.
وعلم الجمال تعتوره إشكالية أساسية أنه لا يمتلك أى مكانة غير منسوبة للذات. وهذه إشكالية دقيقة كل الدقة، وبالغة التمنع، أنها ليست موضوعية مطلق الموضوعية، إلا بوصف هذه الموضوعية هى فى نفسها ذاتية. لكنها ـ ويا لتعقيدها ـ ذاتية لمشروع كائن موضوعى، هو فقط مشروع شاء الإنسان أن يأخذ به فيرفع انسانيته الى مشروع بشريته فيصير الى بنى آدمى ذو(أنا) جديدة فى موضوعية نوعيتها. أو يختار البقاء فى (أنا) الذاتية الخام الأولية.
فهذه نار للذات..... وتلك جنة لها.
والنبا هو نبأ العلم من قوله جل وعلا: (عمّ يتساءلون * عن النبأ العظيم * الذى هم فيه مختلفون * كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون * ألم نجعل الأرض مهادا * والجبال أوتادا *وخلقناكم أزواجا * وجعلنا نومكم ثباتا * وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا * وبنينا فوقكم سبعاً شدادا * وجعلنا سراجاً وهاجا * وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا * لنخرج به حباً ونباتا * وجنات ألفافا * أن يوم الفصل كان ميقاتا) من الأية 1 الى الآية 17 سورة النبأ.
وهى نفسها الآية : (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) 2 الحج.
وهى نفسها الآيات : ( يوم يفر المرء من أخيه * وأمه أبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه * وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة * ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة * أولئك هم الكفرة الفجرة ) من الآية 34 الى 42 عبس.
فالإنسان يا إخوتى يعيش مقام التناقض ما بين مشروع البنى آدمى الذى يدعوه الى سبل الفلاح وسبل الصلاح بين الحيوان بممارساته الحيوانية الغليظة فى أسفل سافلين، تبدأ باستعبادهم إخوتهم فى الإنسانية الى ما هو أرقى قليلا من ذلك كما هو سلك الجماليين البصريين ، فالإنسان مدعو الى جنة العلم المبينة فى قوله جل وعلا : ( كلا ) فى رباطها مع قوله ( سيعلمون ) من نفس الآية فى معرض الإجابة على سؤال ما هم مختلفون فيه من النبأ العظيم.
و مشروع البنى آدمى هو ما تم تسخير كل هذه الحياة بتقلباتها الطبيعية والمجتمعية لتكون خاضعة له وموصلة إليه. فهو فى صورة من صوره مشروع (فرقان) أو (مشروع فصل) بين (يوم كان ميقاتاً) فى تمييز كل من يعبرة ليصير حاضر فى حضرة العلم.
وذلك يا إخوتى مكان يتمنع على الصعاليك (خاصة الصعاليك الفكريين) حتى يتزاحموا بصعلكتهم الفكرية هذه على أبوابه وهيهات. إذ أن الشاهد أنهم يفرون منه كما تفر الحمر المستنفرة : أنظر لباهر بيان ذلك فى قوله جل وعلا : ( فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة * بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة * كلا بل لا يخافون الآخرة * كلا انه تذكرة * فمن شاء ذكره * وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة) 49 الى الآية 56 المدثر. ذلك أنهم لا ينظرون الى هذه الدنيا إلا بعد أن يؤمنوا فيها موقع (الأنا ) من ذواتهم. فأين تقع ذواتهم هو غاية مطلبهم وغاية مناهم. فقد سأل أحدهم المصطفى عن غاية ما تتمناه نفسه فى سؤال لا يبدو أن له غير إجابة واحدة. وهى إجابة يجب أن تكون على قدر عقل المتسائل. وعلى ذاكرتى فقد كان سؤاله تتمحور فكرته حول مدى شبابية زوجته فى الجنة، مع واقع كونهما عجوزين هى وهو على آخر أيامهما. فقال له المأمور بمخاطبة الناس على قدر عقولهم ـ أصلى عليه أكمل وأفضل الصلاة و أتم وأوجب التسليم ـ ما معناه أنكم ونساءكم ستبعثون فى الجنة شباباً.
ولنفس وأنا الإنسان هذه ـ مع مشروعية وجودها كمسلك وحيد لا يتم إلا عبره الترقى ـ فى مرقى جمالى يبدأ مما صنفناه كجمالية فى طفولة النشأة الإنسانية، أو شئت فقل فى حيوانيتها، الى جمالية حكيمة بخبرة عالية التصنيف المعرفى فى سلم الخيارات الحضارية المتميدنة، وذلك مخالف بالطبع لمجمل المناظير السياسية لمنظومة المعرفة السياسية الأوروبية فى كولونياليتها، أو ان شئت فقل معرفة حداثتها المغتصبة من نزوع انسانى للترقى والتحديث، فإن غاية هذه الجمالية الإنسانية الحكيمة هى تزويد الفرد منا ببصريات تتحدى ذاكرتنا البصرية فى تنويع أو تجديد مصادرها الجمالية. ولهذا حد قريب هو حد البصر، خاصة عندما تتوقف البصريات، مهما كانت جدتها وفرادتها، بفعل (فرامل) الإعتيادية وضعف القدرة على الإدهاش. وذلك استناداً الى شبع بصرى جمالى يمكنه أن يتجاوز كل حدود توقعات معالجات الجمالية البصرية.
وما أود إضافته فى هذه النقطة بالذات ينبع من خبرة شخصية بالجمالية البصرية, فهى كما ذكرت جمالية تخالف جمالية السمع كما دفعت به فى مقدمة هذا المبحث. حيث جمالية السمع يتبعها إصغاء، والإصغاء مهابشة للدواخل. أما التأمل البصرى ففيه نزوع للخروج، أى البحث فى الخارج. فهل هو بحث عن ضائع؟ وهل الجمالى البصرى ضائع خارجى مبحوث عنه؟ نعم ... هذا أكيد. لذلك لا تصير ملكية الجمالى إلا بعد الإستئناس الذاكروى ومن ثم الإستيعاب الى حصيلة الذاكرة الجمالية. يعنى بالعربى الفصيح رزق الجمالية البصرية هو رزق (تلاقيط) من الخارج.
وأتساءل ما سر عبادة الأصنام كممارسة انسانية جعلها الإنسان واحدة من مستأنسات الصورة عنده؟ و ما هو أصل الإيقونة؟
حسناً ، فهذا سؤال له إجابة بداهة مريحة تفرّق ما بين عبادة الأصنام فى طفولية النشأة البشرية وبين ما يحدث فى معاصرتها من تقدم فى عصريتها التى فارقت العبادة الجسدية المباشرة لأصنام او لغيرها.
لكن فلا ندع هذا الإنسان المعاصر المكّار يزوغ بحقوقنا البحثية استناداً الى معاصرته المفارقة لطفولة الدين فى طفولة حياته وحيوانيته. فالمنطق منطق والحق حق والحساب ولد. فقد يبدو ما يواكب الظن فى ظاهر مفارقته، لكننا عند التمعن فى حقيقته نكتشف تلاعباً بالألفاظ سببه عدم الوعى بحقيقة النزوع بعيداً عن العبادة الجسدية الى لهاث خلف بصريات متشتة للنفس الى خارجها. وحينها فإن ما يرى بصورة من صوره هى نفسها لهاث إنسان يبحث عن آلهته فى خارجه كما هى عبادة الأصنام فى طفولة النشأة الإنسانية. وهو نفس البحث، فالتأمل فى الخارج هو بصورة من الصور صلاة فى محراب جمال لا يمثل سوى نفس مشتتة خارجها، مبحوث بلا طائل عن انتظام جمالى يقع خارجها قد لايغنى ولا يسمن جوع دواخلها.
وما هى الصلاة إن لم تكن نزوعاً أو محجة؟
وما هو أصل البصرى دون أن يكون نزوعاً وبحثاً عن ضائع؟.....إنه لا شيئ.
نواصل

إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

الأستاذ عمر الأمين

تحيتي واحترامي

وآمل أن يتسع صدركم لما يلي من حديثي، إذ وجدت متابعة كتابتكم تزداد صعوبة ويصعب علي الإمساك بالخيط الأصلي من الخيوط المتشعبة التي تلتف حوله.

At first, I found it much easier to decipher your writings, and disagree with some of them

!Now, I am picking a problem that I wanted to alert you to, if you allow me

You tend to make statements that your readers may agree with you on, yet, the way you venture out to justify or defend those statements is a bit tricky. I also find that your writings lean heavily on specific religious texts - namely Quranic verses- and uses them as a means of explaining your theory. To me, if I may say, this excludes a number of your readers and turns them away from what would come next - supposedly the conclusion

Let me explain why I think so: Because the mere presence and holiness of the abovementioned texts is contested by some people

And if we agree on their presence, as well as holiness, again there are lots of disagreements on the interpretation

!Over and above, someone may basically challenge the approach itself

مع خالص تحياتي واحترامي

إيمان
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

الى إيمان مع حبى ومودتى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الإبنة العزيزة ايمان،
انت لا تحسين بمدى سعادتى بما تثيرينه فى وجهى من اعتراضات أو تنبيهات.
فما تثيرينه وليس غيره هو ما يجعلنى ألتفت الى مخاطبة قطاع هام يرى نفسه فى قطاع بائن ضد الدين وضد روحانياته، ومع العلم و تجريبيته.
مع ذلك فتحذيرك إياى أننى سأفتقد هؤلاء بحسب أن موقفهم لا يحتمل ( the tricky approach )، الذى سيحملهم خارج أطروحاتى لأنى أقحمهم فى ما هو مختلف حوله معتقداًَ أو تفسيراً ، فلو حدث ذلك فهو مما يحزننى كثيراً. لأن ما تفهمينه يا إيمان عن الدين يظل عندك أشبه ما يكون بالمقدس، وهو عندك ك (التابو) أو على أقله (دوغما) تحمليها كل حنقك بلا أدنى اعتبار لأنها مما يمكن أن توضع فى سياق النقد والجدل والحوار.
وأعلم يا بنيتى العزيزة أن ذلك موقف ينبع فى غالبه من مواقف ملموسة، وربما مرارات ضد المقدس وضد الدينى. ولذلك أسباب غير منكورة. لكنى فى كل أطروحاتى أنحى بالدين الى ما يمكننا أن نرى فيه نفس المعاناة من الإنسانى، بما يلقيه عليه من تبعات هى ضمن مجمل ما توافقنا عليه ـ حسب تعبيرك ـ ضمن الجدل المعرفى. فالدين الذى أتحدث عنه، و يقع تحت فرضية أنكم كلكم ـ من المتدينين أو من اللا دينيين ـ لم تفهموه ولم تخبروا مقاصده ومراميه. وبالتالى فلم تستوعبوا ما دعاكم إليه بلسان حالة ولسان مقاله المصطفى وخلفاؤه من آل بيته الأبرار، ومن تبعهم من أهل الله، فبذلوا لأجله كل غال ونفيس ، بما في ذلك حياتهم رخيصه. فهل فى هذا يا بنيتى دعوة للمقدس؟ أم دعوة لما لم نألف من عقل؟
وحسبك يا بنيتى، فإنى لم ألجأ مطلقاً الى الإقناع عبر تقديس النصوص. فهذه كثيرة علىّ يصعب بلعها بعد كل ما بذلت من جهد ثابرت فيه بشدة الى الإنحياز ناحية مجادلة ( العقل/الذهن) فاحترمته فى مجادلتى أياه أيما احترام. ولم أورد فى كل أطروحتى نصوص القرآن كدليل منطقى أجادل به ك(دوغما) مقدسة. وحاشاى إن فعلت من لوم لا يسأل عنه القرآن مطلقاً. بل تحاشيت ذلك كليةّ. فقد أوردت النصوص بعد نفاذ الأطروحة من محاوراتها، فجاءت النصوص كعلامات مصاحبة ومرافقة للجدل، وذلك للتدليل فقط على أن هذا الطرح موجود ويسير فى موازة وصحبة لمعارفنا و لذهنياتنا دونما ملاحظة منا لذلك.
ولا أذيعك سراً يا إيمان أن من أطروحتى هذى، أن ما ترينه أنت من علم تجريبى، فهو قد كان تنطعاً وتهويماً بلا هدى ولا كتاب منير. خاصة المعرفة التى كان تنسب للمعلم (أرسطو) فتم تصحيحها تماماً وتعديل مسارها فى القرن السادس الميلادى لتستعدل طريقاً سيؤدى بها الى العلم. و أول هذا الطريق يا بنيتى كان مقترحاً إلهياً ـ وهذه بالتأكيد كما هى هكذا حسب ما أمر صاحبها بتبليغها ـ وحقيقتها فهى عنده، وتقع عندنا ضمن ما ذكر التشكيلى الفذ الأخ حسن موسى ـ أنها من علوم الذوق لا تحيط بها لغتنا المنطوقة المكتوبة هذه ـ مع ذلك فهى فى كمال علمويتها ـ إقرأى يا إيمان ـ عقلانيتها، بحكم أنها علوم ذوق، لا تسلّم بقناعاتها الأذهان إلا بعد (ضواقتها) أى ذواقتها بالعربى الفصيح.
والتصحيح العلمى الذى صحح به ـ دون أن يلعن أبو خاش ما يستحق اللعن من الأرسطية كتياراستعمله أهل عصور الظلام الأوروبية لتضليل المعرفية الإنسانية ـ معرفية أرسطو، فهو تزويد الإنسان بآلية التصنيف الكمى، ثم ما يتبعها من آلية للتصنيف الكيفى، كانت هى أساس المدرسة التى تظنين يا إيمان أنها هى مدرسة التجريب العلمى. فهى التى انطلق منها (روجر بيكون )و(فرانسيس بيكون) و(ديكارت) و (ايمانويل كانط) وجهابذة النهضة الأوروبية كما هو العبقرية غير المفهومة الى يومنا هذا ويصفونها بالجنون: (ليوناردو دافنشى).
ومثل (دافنشى) يا بنيتى حملة أسرار كثيرون، ما كان بامكانهم أن يفعلوا غيرما فعلوا أمام سطوة محاكم تفتيش تلك العهود. هم إخوتنا فى مشروع العلم. ويمثلون سدنة مجمل مناظير النهضة الأوروبية الملوية الأذرع ممن أخاف أن أذكر أسمائهم فينتبه إليهم من بإمكانه أن يطمس معالم الطريق الى معارفهم. وهم كثير يمثل جاليليو فقط ما يظهر من جبل الجليد من وجودهم. فأمسكوا الخشب، أخوكم مسك راس الخيط ، والله يكفينا شر قوى الظلام.
وبالمناسبة هل قرأت رواية (دافنشى كوود)؟ فما رأيك؟
عموماً ـ بنيتى إيمان ـ فقد أجبرتنى مداخلتك الى أن أقطع ما آليت أن أقوم به وهو أن أطل أسبوعياً. وأظن أنى سأخصم هذه من استحقاقات الأسبوع القادم.
لك حبى ومودتى ، ولكل الإحباب المتابعين، وما تتأخرى على من أى أسئلة أو اعتراضات أو حتى توجيهات.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة لما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


بسم الله واتمها بالله والصلاة والسلا م على رسول الله وعلى آل بيته وصحبه ومن والاه.
وبعد،
فقد تعرض جهازى الكمبيوترى لهجوم شرس لا قبل لى به، ولا قبل لتكنولوجيى ورقميى مركز الخدمات الرقمية بجامعة (أيوا) العريقة به. فقد ضرب جهازى (فايروس) هو أحدث نسخة من فيروس (حصان طروادة) المعروف. ولم يأبه هذا (الحصان) بكل أسلحة المقاومة من (الأنتى فايروس) و (الآنتى سبام) و (الأنتى انترودرز) و (الفاير وولز)الخ الخ. ولم يتوقف إلا بعد (فرمتة) الجهاز بكل محتوياته. وقد احتفظ لى خبراء الرقميات المذكورين أعلاه بكل أوراقى التى كانت بالجهاز قبل حادثة الهجوم هذه مقفولة ومجمدة لحين بروز طريقة لمعالجة هذا الدخيل.
لذلك فقد تعطل عملى كله ولجأت الى أجهزة مكتبة الجامعة لأداء واجباتى الأكاديمية اليومية فقط دون التمكن من مواصلة إطلالتى عبر هذا المنبر الإلكترونى المبجل.
لذلك فأرجو المعذرة على تأخير معاودة إطلالتى الأسبوعية والتى كان يفترض أن تتم الإثنين أو الثلاثاء الماضى،
وقد تراكمت على مداخلات شتى لا بد لى من المرور عليها واحدة واحدة ومن ثم مراجعاتها
وأواصل هنا ما انقطع من حبل مبحث الجمالية.
فقد توقفنا عند الحديث حول مردود التأمل البصرى وما فيه من بحث للجمالى خارج الذات. ثم تساءلنا عن سر العلاقة بين الإستغراق البصرى والذى هو فى الغالب مطابق للإستغراق التأملي والصلاة، فقادنا ذلك التساؤل الى سؤال مباشر : وكيف تكون الصلاة أن لم تكن هى نفس هذا الإستغراق البصرى؟
وهذا موقف سيقودنا لا محالة الى تفكيك ـ كما يحلو للحداثيين قولها ـ أو الى تأويل ـ كما يحلو لى قولها ـ لظاهرتى الصلاة من ناحية وظاهرة الإستغراص البصرى من ناحية أخرى.
وسبب ميللى الى التأويل أنه معنى بتأويل الظواهر أى بارجاعها الى أوليتها الصرفة أو بساطتها التى ربما لا تكون مضمونة فى (المُفكك) أكثر ما تكون مضمونة فى حالة الأولية البسيطة اللازمة لرؤية تشابكات خيوط الظاهرة فى حالة كونها (عنصرية) أى مكونة من عناصر غير تركيبية التكوين، أى فى أبسط أشكالها الخالية تماماً من كل أشكال التعقيد ويشمل التعقيد البسيط أو ربما الإزدواج التكوينى.
وهذا خيط (منهجية التأويل) الذى آمل أن أنزله بعد الفراغ من الجمالية وتوابعها.
أما تفكيك/تأويل ظاهرة الصلاة فهى فى شكلها الأولى البسيط (صلة) بين العبد وربه. أى هى وسيلة توصيل الى مبتغى الوصول. وذلك يعنى انها أشبه ما تكون بخيط يمتد من النقطة (أ) التى تمثل مكان المصلى الى النقطة (ب) التى تشكل مبتغى الوصول، أو قبلته ـ وتعنى المكان المتوجه إليه بالنزوع. وهى نفسها المحجة.
ويقولون عادة : ( الصلاة لله) وهذه عبارة حمالة أوجه بالغة المغادعة لذوى الفهوم الغضة الطرية ممن لا يعرفون حقائق وجودهم ولا حقائق مبعثهم. فهى عبارة تحمل أهل الفهوم الغضة الى الخوف مما يخافونه من مجهول يسلمون له بدلاً عن مواجهته بحسن الإتباع وحسن الإقتداء. ففى غياب تأويل / تفكيك عبارة (الصلاة لله) نرى ـ ويا لخيبة الرؤيا ـ كأنما الحق ـ جل وعلا ـ هو ذو احتياج الى صلاتنا التى ستكون هى ما نهديه إياها فيسود ظن أنها تسد فجوة الإحتياج هذه . واستغفر الله بدءً وختماً من جهل به يستبطن هذا المفهوم. فالله هو الغنى خاصة عن عباده. فهو لا يحتاج لصلاتهم فى وقوعها لتسديد ما تعالى عنه من احتياج. بل هى صلاة لنا من بدايتها الى نهايتها. ويختص مردودها بتسديد مقابل لاحتياجات نفوسنا الخربة المتنطعة التائهة بلا قبلة أو منار هدى. وبالطبع فما يراد لنا أن نتعرف عليه هو أن هذه الصلاة هى صلة (لله فينا) فتكون العبارة على حقيقتها البسيطة الأولية كالآتى: ( الصلاة هى لله فينا). وقد قال جل من قائل : ( ما وسعتنى أرضى ولا سمائى ولكن وسعنى قلب عبدى المؤمن) أى الذى يُهيي له مكان إقامنه فينا بهذه الصلاة الصلة (له/لنا) ومفعولها يؤدى الى بحث عما فى قلوبنا من وسع له.
لذلك فقد قال أحد سادة العارفين مما أورده الشيخ ابن عربى فى فتوحاته المكية ما يلى من الأبيات:

توضأ بماء الغيب أنه كنت ذا سر
إن لم تجد فتيمم بالصعيد أو الصخر
وقدم إماماً كنت أنت إمامه
وصلى صلاة الصبح فى أول العصر
فتلك صلاة العارفين بربهم
فإن كنت منهم فامزج البر بالبحر

وذلك فهم للصلاة أنها إصغاء لنداء الحق ـ جل وعلا ـ فى دواخلنا. وهو نداء شفيف وخفيف وحفيف. لا يمكن أن تستمع إليه قلوب مغلقة الأقفال أو آذان صماء أو عيون ذات عمى و ذلك كقول سيديى النابلسى وابومدين الغوث:

جرى طمعى فى حب ليلى فى الفؤاد بما جرى
وليلى توارت عن عيونى فى الورى
سألت عسى ألقى الخيال الذى سرى
قالت نساء الحى تصمع أن ترى
بعينيك ليلى مت بداء المطامع

رثت نساء الحى لحالى فى نيل قربها
وقلن اصطبر ما انت ممن تنبها
وهاهى عنك الجسن تستر والبها
وكيف ترى ليلى بعين ترى بها
سواها وما طهرتها بالمدامع

هى السر سر السر عنك تسترا
وهيهات تلقاها ولو كنت فى الكرى
وتلتذ منها بالحديث وقد جرى
حديث سواها فى خروق المسامع

لذلك ففى الصلاة افساح للمجال لإطراق يؤدى إليه الغاء للبصر دون تغميض العيون رغم انها تظل مفتوحة، لكنها منكسة فقط بالنظر موضع السجود.
وحتى فى سيرنا فى قارعة الطريق فقد أمرنا بغض البصر وتنكيسه حتى يصير سيرنا على الطريق هو أشبه ما يكون بالصلاة.
لذلك فالصلاة التى هى لنا. وهى تجميع لشتات نفوسنا . واتجاهه نحوالداخل.أما البصر فهو إلهاء لهذه النفسوصرفها عن اصغائها لهذا النداء الداخلى.
وهذا هو أصل من أصول للعبارة الشهيرة: (النظرة سهم من سهام ابليس) توضع عادة فى مقابل الإصغاء الذى يكون فى غالبه مربوط بنداء الحق ـ جل وعلا ـ الحفيف.

صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة ما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



ونواصل ما انقطع من حبل التواصل الفكرى، الذى كان عند مفرق تأويل/تفكيك الصلاة ، كخطوة يقابلها أمر تفكيك الجزئية المقابلة ، ألا وهو التأمل البصرى باعتباره لا يخرج هو نفسه عن كونه صلاة هو الآخر حسب المعنى التأويلى التفكيكى للمصطلحم مما تصافقنا عليه أعلاه.
ومما سقناه فى بداية ولوجنا حقل التعرف على ممارسة التأمل البصرى، أنه يقوم على نزوع الى خارج النفس، حيث يُظن بوجود الجمالى فيه، فيحدث ما يمكن تسميته بحالة لا تتوافق مع جمعية هذه النفس التى لا تتحقق إلا فى تأمل أو فى صلاة يُغض خلالها البصر، تمكيناً لحالة إصغاء الى عميق مناداة من دواخل لا يتوفر لها أداء دورها إلا عبر تركيز لا يساعد عليه أى تشتيت ناتج عن بحث فى خارجها.
وما أراه أن الأمر يحتاج للمزيد من التأويل/التفكيك لظاهرة التأمل البصرى أو إن رمت فقل التملّى البصرى الذى يحتوى ضمن محتوياته على استكشاف أو استكناه الجمالى.
وأود أن أمر على أمثلة بصرية تمكننا من فحص حالات متعددة لاستجابات جمالية تبعاً لتعدد حالات المبصر. وأرجو أن أجمل ذلك فى الآتى :
1 / أسد هصور يطل على سهل سندسى الإخضرار، ترعى عليه غزلان صفراء فاقع لونها لا تسر الأسد الناظر إليها وحسب، وبل ويسيل لعابه لمجرد رؤيتها.
ولذلك الأسد وهو ينظر لتلك الغزلان خيارات جمالية واضحة ومحددة وذات غرض يعزز جماليتها عنده فيدفعه الى تخيّر ما يرى أنها الأكثر جذباً من سواها.
2 / رجل سودانى مدينى مهذب ومتحضرمن أوسط نماذج التمدين السودانى المتوسط كما هم أهل مدينة ودمدنى أو كوستى أو الأبيض أو الدامر أو بربر أو كسلا الخ الخ .
يجلس ذلك الرجل بجلبابه الأبيض الناصع البياض، الحسن المكواة (سيف) وعلى رأسه طاقية بيضاء أو حمراء أو خضراء كيفما يكون لونها. ويجلس الى بضع من قرنائه بنفس الهيئة والزى متحولقين حول (صينية فطور) فضية اللون على ( تربيزة نصف ) من خشب (المهوقنى) المصقول فى صباح يوم جمعة صبوح، لا تفارق شفاههم الملح والطرائف والضحكات المتنوعة الشدّة والتردد ( frequency ) وتتحرك أيديهم وهى تتابع نظراتهم الى تلك (الصينية) الممراحة، التى تحتوى على صحنين ل (عصيدة) ذات لون عاجى يميل الى شيئ قليل من الشفافية، علي إحداها (ملاح روب) أبيض ( zink white ) وعلى الأخرى (ملاح شرموط نعيمية) لونه بنى ( burnet sienna ) ما خمج.
هذا غير صحون (الشيّة) بنوعيها وبلونيها المميزين، وصحن (السلطة) الذى يشكل لوحده وجوداً بصرياً متفرداً من (عجّور) أخضر ( crome green) مخفف، وطماطم حمراء تتنوع ما بين ال (vermilion red ) و ال ( scarlet ) و (الجرجير) الزمردى الإخضرار ( emerald green ) الذى يسر الناظرين.
أى خيارات بصرية هذه؟ وما مدى جماليتها؟
3 / رجل يتفحص صوراً لنساء عاريات كى يتخير أى مومس منهن هى الأجمل مما يتوافق مع خياراته الآنية.
أو صورة أخرى مطابقة لهذا الرجل، أتذكرها من توثيقات المخرج السينمائى الإيطالى الشهير (فيلّينى) فى فيلمه شبه التوثيقى (روما فيلّينى)، أن ذلك الرجل ربما كان ينظر الى مومسات (روما) اللاتى كان يتم استعراضهن فى (فترينات زجاجية دوّارة). فتتغير الصورة من نظر الى صور نساء عاريات الى مشاهدة مباشرة لأجساد حيّة معروضة.
ما مدى جمالية تلك الصور الفوتوغرافية أو الحيّة؟
4 / رجل أو امرأة، واقف/ة فى دهش واستغراق، وهو/ى ي/تطل وهو/ى مأخوذ/ة بجلال المشهد المطل على شلالات (نياجارا) أو (شلالات تبستى) بالقرب من مدينة (بحردار) فى (اثيوبيا) الجارة الحبيبة الشقيقة.
أى جمالاية تسبب كل ذلك الدهش؟
5 / رجل مسيحى بسيط يجلس داخل كنيس تطل عليه صورة معبرة ل(ستنا مريم العذراء عليها السلام) وهى تتبعة بناظرتين تنظر إليه من المواجهة نظرة تخترق ناظريه مباشرة، وسيدنا عيسى (عليه السلام ) على نفس شاكلة والدته من النظر من الجانب الآخر من الكنيس. فيكاد الرجل أن يدخل (فى ضفوره) من التصاغر ومن الخجل من نفسه جراء جلوسه العارى من الغطاء لأفعال طفولية مخجلة ما كان يظن حينها أنها ستنكشف حتى فى مثل حالته نلك.
ما هو مدى جمالية هذه الصورة (الآيقونة) الكشّافة.
6 / ناظر مطل فى متحف اللوفر الى الموناليزا.
وكما يقول الكاريكاتيرست الضخم فى سبعينات القرن الماضى فى صحيفة (روز اليوسف) المصرية المرحوم الأستاذ (ليثى) يرحمه الله رحمة واسعة بقدر ما راوحت نفوسنا عناء مكابدة السياسى على ضرورة التمرد فى طفولتنا السياسية الباكرة، فلم ترتاح إلا على ذكاء كبسولاته الكاريكاتيرية البسيطة المظهر الحاشدة المعانى.
فأتمثل هنا تعليقه الحاشد فى كاريكاتيراته الأكثر احتشاداً فأقول : (دون تعليق)
وهل تخرج أى جمالية بصرية عن هذه الحالات؟
أترككم للمزيد من التفكير فى هذا السؤال فى هذا الموقف العظيم. فإجابة عليه تقطع ربما أكثر من نصف الطريق المؤشر الى الجمالية العقلية. إذ يصير أمر التداخل مهلكاً وماحقاً لتفرد العقل حين التفريق بين الذاتى والموضوعى، أو العلمى والمعرفى، أو العقلى والذهنى.
وأتمنى بحق فى هذه النقطة شحذ الهمم الفكرية مما يمكن من التوسع الأفقى للأطروحة عبر محاورات.... و ما أظننى أستنكف عن طلب العون بالتداخل.
لكن ومع طمعى القاتل فيه، يظل أمامى احتمال معاقرة الصمت المعرفى المطبق مفروضاً على تقبله، فأمضى فى إلقاء شهاتى لله وللحق وللأمانة العلمية.
ونواصل حتى نلتقى إن شاء الله على دروب الحق لا نلوى على شيئ سواه.
لكم كل حبى ومودتى.

آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 6:59 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



زيارة خاطفة

(1)القطف الأول :

ثم إنى ممن ترك الرسم والتلوين منذ العام 1990م واتجهت فقط الى تدريسهما

(2) القطف الثاني :

اشكاليات الجمالية الأوروبية

(3) القطف الثالث :

إشكالات أساسية في الجمالية الأوروبية

(4) القطف الرابع :

/1 :الوجهة الأولى
1/1/1 : أوروبا كمصطلحية نعنى بها: وجوداً تاريخياً متكاملاً منذ ما قبل أثينا واسبرطة الى راهن دولة الإتحاد الأوروبى . ونعنى بها كذلك جغرافيا مضافة كأمريكا الشمالية بشقيها و أستراليا و اليابان ونمور آسيا. عموماً نعنى بها ما يسمى بالعالم الأول الذى يتمثل فى أصحاب إمتيازات فعاليات الحضارة المعاصرة.

(5) القطف الخامس :

1/1/2 : أما جماليتها كمصطلحية فنعنى بها : جمالية سائدة آنياً فى المشروع الإنسانى تمت موضعتها قسراً فى عالمنا العاصر. فقد أصبح وأمسى انتشارالجمالية المعاصرة تسويغاً لوضعها كمعيارية للجمالى بعد أن استعمرت أوروبا العالم وصاغت صورته السياسية المعاصرة بناء على فرضياتها السياسية الخاصة بها، ثم فرضت جماليتها تبعاً لذلك. وقد أدت تلك الموضعة الى واقع جمالى معاصر ابتسرت فيه الجمالية البصرية فقط داخل إطار اللوحة أو المنحوتة، والسماعية مقصورة شكل تمظهراتها فى الفنون الإستعراضية، و المقروءة مقصورة على تلازم شكل الكتاب كمستند حامل للرواية أو الأقصوصة أو القصيدة الخ.
ــــــــــــــــــ
العزيز الدكتور عمر الأمين

تحية طيبة لك وكثير من الود لك ولأضيافك الكرام .

قطفنا من ورودك ما يجمع مزهرية من مقدمة المبحث ، لتكن المدخل على أمل أن نجد الزمان الذي يسع أن نكتُب أكثر .

إشكالية التوقف عن ممارسة الإبداع :

إن توقف الممارسة في مجال الفنون الإبداعية ، والاكتفاء بالتدريس والنقد هو أزمة حقيقية للمرء الذي كانت يده تفعل أكثر مما تتطلب الحياة المُعتادة ، واليد التي يُقابل فيها أصبع الإبهام مجموعة السبابة والأوسط والخنصر والبنصر يدٌ أسهمت كثيراً في تطور البشرية ، واليد التي تتوقف عن الممارسة الإبداعية تخف مهارتها ، وتقل مواكبتها حقل التطور ، وعندما تعود للعمل الإبداعي من جديد تبدأ من حيث انتهت ، أي تبدأ من تاريخ قديم ، ويتهيب المُعلم أن تهتز موهبته وقد هجرها لأسباب عديدة . فالفعل بدون الممارسة يزوي .

طلبت سيدي الرأي حول المبحث ، ولكنني توقفت كثيراً في العنوان :

(اشكاليات الجمالية الأوروبية)

وظننتها بُهار غواية وبهرج جاذبية أردتَ بها سيدي أن ندلُف داخلين ،
ومن ثم نجلس لقهوة الضيافة قبل أن نلج عُسرة الفِكر النضيد ، ورجّ الصندوق الذي نحمله بين أكتافنا ، ونُعيده للتفكُر الجاد حول المفاهيم والقيم ، لكني قرأت التعريف : أوروبا كمصطلح ، وجماليتها كمصطلح كما اقتطفنا أعلاه ، وأحسست بأني أدلف لعالم كبير وفضاءه بمساحة كل الدُنيا ، عدا آسيا بدون نمورها وإفريقيا ويرتفع تاريخاً من قبل أثينا واسبرطة وإلى الحاضر المعاصر.

سألت نفسي أيصلُح هذا الصندوق الخُرافي الذي تتمدد مساحته بهذه الضخامة ويرتفع تاريخاً يمتد أكثر من خمسة ألف عام أن يكون كُتلة مُتماسكة لنقيم عليها مبحثاً ؟

فخطرت لي أبيات من قصيدة الشاعر الحسين الحسن :

و هوَّمتُ حتى تَبدى أمامي .. ظلام رهيب .. كثيف السترْ
وَقفتُ عليهِ .. أدقُ الجدار .. فما لان هوناً .. ولم ينشطرْ


وتذكرت المُعضلة التي وقفتها أمام مبحثٍ صغير طُلب منا منتصف أيامنا في الجامعة واخترت دراسة عن ( قبة الصخرة ) كجسد وتاريخ إنشائي و معماري وكساء وزُخرف ونحت وفسيفساء وأردية حضارية منذ أيام عبد الملك بن مروان وإلى تاريخ المبحث ، ونقبتُ كثيراً في التاريخ ولكنني تهوّمت كثيراً وأنا أبحث عن المُبدعين الحقيقيين الذين صمموا ونفذوا هذا الإرث الضخم في زمن سطوة دولة أدهشتها حضارة دمشق التي سبقت الدولة الإسلامية بأكثر من خمسة ألف عام ، ولم يتسع زمن المبحث لأكثر من عشرون صفحة ، وتأكد لي أنني لن أعثر على المصممين الحقيقيين ، وظروف خدمتهم هذه التحفة العملاقة ، وما تُحيط بها من قصص وفلكلور وكثير من آداب الشعوب ونسيج الحكاوي ، وكيف خلق هؤلاء النحوت وأشكالها بما يُرضي السلطان الغالب ، وغسلوا أيديهم من جريرة تنفيذ هذا الصرح ونُسب لعبد الملك بن مروان ونسيهم التاريخ !

إني أرى أنه ليس من العدل للمبحث أن ننظر لهذا الجسد الخرافي كعملاق واحد : له جسد واحد و ذهن واحد وروح
واحدة

ونواصل إن تيسر .

عبد الله الشقليني
27/11/2008 م




صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مرحباً فى سوح الجمالية

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى الأستاذ عبداللة الشقلينى
سلام كتير، ومحبة نامية تضيف كل يوم بادرة جديدة، عسى أن تنمو فتملأ (فرقات كبيرة) تحتاج للرتق، منذ العام 1975م الى يومنا هذا.
ومرحباً بك فى سوح مبحث الجمالية الأوروبية.
ما وددت أن أجعلك تطيل الإنتظار عند مدخل البحث، مع أنى مزنوق والله (زنقة كلب) على قول الأخ الدكتور حسن موسى. وليس لى من زمن أداخل به حتى يوم 8 ديسمبر. إذ أن على اعداد كتيب صغير للفصل الدراسى ( concepts of drawing ) ، ثم تسليم بحث صغير فى نهاية فصل دراسى فى تاريخ الفنون بعنوان: (Seminars : Who killed Gothic Art ) والمبحث الذى سأتقدم به يقع تحت عنوان : كيف ولد الفن القوطى وكيف ترعرع وكيف مات لوحدة ؟ وهو بحث كما ترى سيسد لى فجوات كبيرة فى مبحث الجمالية الأوروبية، وقع لى من السما، فتطابقت معلوماته بشكل مدهش مع مبحثى، وأرانى الكثير مما كان مغطى أمام ناظرىّ.
وأبشرك من ناحية ثانية أنى قد مارست الرسم لفصل دراسى كامل. وسأمد الأخوة فى هذا المنبر عند تصوير العمل لأجل إخراج الكتيب الذى ربما أرسله هو أيضاً (أونلاين) أيضاً بعد الفراغ منه. ورغم أن اليد ما زالت (معسّمة) لكن (انشالله) تتفك.
انت الآن ولجت باب مبحث الجمالية الأوروبية بنجاح وامتياز. فقد دخلت دخلة (مجيّهة). ذلك أن اعتراضك على المصطلح قضية جوهرية. وحصافة منك أن تتوقف عنده. لأنك لو تجاوزته، فذلك يعنى قبولك به. ولو اعترضت ولم تتوقف لأضعفت جدليتك وقللت من احترامها لمثل هذا الإعتراض الكبير.
وبالطبع فمما هو بديهى فى أطروحتى أنى أجعل لأوروبا محدات ذات ترابط كمى وكيفى، يؤدى بسهولة الى ملاحظة سلوك حضارى تاريخى ذى ايقاع يسوده انسجام فى مكوناته؟
لذلك فلى استفسارات بسيطة عمّا تراه من أوروبا مما لا ترى امكانية تجميعه فى صندوق: أتراه تاريخاً متفرقاً متباعداً، أم هو جغرافيا متباعضدة، أم هو مؤسسات لا رابط بينها و لا يمكن الإشارة إليها كظاهرة ذات ترابط نوعى؟

وكم أود أن يتداخل الأخ الأستاذ محمد حسبو فيدلى برأيه فى هذا الإعتراض المصطلحى توسيعاً لدائرة التفاكر حوله، ولكى يقصر مدة إنقطاعتى التى ستزيد قليلاُ عن العشرة أيام.
لكم كل حبى ومودتى.

آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 7:05 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

أين أنت يا باشمهندس الشقلينى؟

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى الأستاذ الباشمهندس ذرب اللسان والقلم عبدالله الشقلينى:
أولاً كل عام وانت وكل الإخوة الحاضرين والغائبين بخير. حياكم الله جميعاً وأبقاكم ذخراً للخير والمحبة والسلام.
انتظرت اطلالتكم طويلاً وفضلت ألا أواصل إلا بعد توضيح أوجه اعتراضاتك على أخذ أوروبا كنموذج مباحثى. وهذا افتراض يرى أوروبا خلال جمالية بعينها تميزها، مما يعرضها للنقد والتقييم كوحدة جمالية ذات حدود واضحة المعالم.
فموقفكم من أوروبا موقف يهمنى جداً مباينته بشئ من التوضيح.
وهاأنذا أمد المهلة أسبوعاً آخراً بكامله رغبة فى رفقة مباحثية أنيقة وراقية.
كما أرجو مخلصاً أن تخلى سبيلى عن وصفى بلقب دكتور . أنا والله (فقير) ساكت ، أحسن ما أتزين به هى ألقاب الأخوة.
ولك وللجميع حبى ومعزتى.

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



العزيز عمر ، وفق ما رغبت في مخاطبتكُم .
تحية طيبة ،وعيد مُبارك وغيبة أكثر مما ينبغي ، فقد حدثتنا أن تغيب الثلث الأول وها أنت تأتي الثلث الأخير من ديسمبر .. كلنا لا نستطيع الوفاء ، ولكني غالبت هوى على حساب أوليات أحسب أني كسبت خيراً كثيراً بمحاولة الرد وأنا أنزع وقتي من فكٍ لا يرحم .
نعود :
1/
إني كتبت :
{إني أرى أنه ليس من العدل للمبحث أن ننظر لهذا الجسد الخرافي كعملاق واحد : له جسد واحد و ذهن واحد وروح واحدة .}
و إني كتبت :
سألت نفسي أيصلُح هذا الصندوق الخُرافي الذي تتمدد مساحته بهذه الضخامة ويرتفع تاريخاً يمتد أكثر من خمسة ألف عام أن يكون كُتلة مُتماسكة لنقيم عليها مبحثاً ؟
فخطرت لي أبيات من قصيدة الشاعر الحسين الحسن :
و هوَّمتُ حتى تَبدى أمامي .. ظلام رهيب .. كثيف السترْ
وَقفتُ عليهِ .. أدقُ الجدار .. فما لان هوناً .. ولم ينشطرْ

2/
أذكر حادثة لها ما بعدها بشأن تضخم المادة التي تفضلتُم بنشرها هنا بعد التوسيع ، وتقديمها قبلاً في محاضرة وعقب عليها علماء أفاضل :

{أذكر مرة كنتُ وسيطاً جمع الدكتور عبد الله الطيب المجذوب والدكتور جعفر ميرغني و أخي الأصغر (خالد )وكان حينها قد أكمل سنة المعادلة قبل مبحث الماجستير بعد أن أكمل دراسة اللغة العربية بجامعة القاهرة فرع الخرطوم قبل تحويلها لجامعة النيلين ، وكان يرغب حينها التجهيز لمبحث في علم ( الإعراب ) وقد اختار مادته
( سورة البقرة ) وكان أول اعتراض من الدكتور عبد الله الطيب :
ـ لماذا تختار مادة كبيرة الحجم ، وكان يمكنك أن تختار أجزاء من ( جزء عم ) وتبحث في مباحث أساطين الإعراب ، كيف كانت آراؤهم وكيف اختلفوا وكيف اتفقوا ، وما هو الرأي المُرجح ولم كان الترجيح ، وما موقفك أنت كباحث ، وكيف تفاضل بين الآراء وكيف تختار وتدافع عن اختيارك .
كنتُ ساعتها حاضراً كشاهد ليس له غير السماع لاختلاف الاختصاص }
3/
ذكرت لك سيدي وجه اعتراضي على المصطلح إذ أنه يُفضي لمادة بحث تترُك الباحث يتجول التاريخ بحجم أكثر من خمسة آلاف سنة شمسية وتضم بلداناً شملت أوروبا وأمريكا واليابان والآسيان ، بل واشتملت المادة كل أنواع الفنون : ( فهو في محصلته مادة ضخمة تشمل كل مناحي المزرعة الإبداعية ، فلم تترُك أنت رقصاً أو رسماً أو نقشاً ..الخ) . هنالك اختلافات تواريخ وثقافات وأراضٍ وأنفس وشعوب اضطركَ أنت لتطرح لنا من كل ( نبعٍ قطرة ) وتعذر وفق ما أرى أن نتلمس بوصلة لكل الكم الهائل من السرد الذي تفضلت به . ولست أرى لذلك من سبب إلا ضخامة المادة موضوع المبحث .
4/
لقد تلمست إعسار كل الذين حاولوا تتبع المبحث ، وعلى سبيل :

نقطف من رد حسن موسى :
{ يا عمر سلام جاك و قعد معاك
يا زول كلامك ملولو لولوة كبيرة و فرزه داير ليه قعدة و انا و الله مزانق في امور العيشة ام قدود (زنقة كلب ) لكن "الحاسوب ولد" كما يقول المثل غير المعروف.}

نقطف من رد الأستاذ عبد الماجد محمد عبد الماجد :
{ الأستاذ عمر الأمين
لك التحية
موضوع بحثك مهم و (ختري). مهم بالنسبة لي شخصيا (لعلي من أحوج الناس له). لكن الله غالب: ما قدرت الملم أطراف حديثك تب. يا ربي أنا مخي تِخٍنْ ولا شنو؟ ما أظن إلا أن كتابتك - بصراحة - محشوة شديد علاوة على صعوبة في تراكيب الجمل}

إيمان أحمد :
الأستاذ عمر الأمين
{ تحيتي واحترامي
وآمل أن يتسع صدركم لما يلي من حديثي، إذ وجدت متابعة كتابتكم تزداد صعوبة ويصعب علي الإمساك بالخيط الأصلي من الخيوط المتشعبة التي تلتف حوله.}
5/
الرأي :
فإني أرى أنه يكفي في أثينا أيام أفلاطون وأرسطو أن نكتُب مبحثاً ضخماً عن أثر الأسطورة في صنع التماثيل أو أثر الأسطورة في هيكلة وإنشاء المعابد . ويكفي في ذات التاريخ وفي أثينا نفسها كتابة مبحث عن الرقص ، أما أن نأخذ أوربا وفق تعريفك لما تشمل من مواقع ، وبتاريخ يصل لخمسة آلاف عام فإن سردك لوقائعه ناهيك عن تناوله بمنهاج هو أمر عسير عليك ناهيك عن عسرته على القُراء ، وأرى أنه يوضح إشكالية اختيار المادة وإشكالية اختيار العنوان ، وإشكالية وجود روابط بين الوقائع والأحداث والتواريخ ، فأنت الذي تحدثت عن مبحثك في الفن القوطي نشأته وتدهوره ، فما الذي يحدث يا تُرى وأنت تجمع تاريخ ما لا يمكن جمعه في مبحث !!
أني لم أزل أرى أن مادة موضوع المبحث أضخم من كل الموسوعات ، في كل ضروب المعرفة ، بل و كل العلوم المتوفرة لدينا ، ولذا تعسر الكثيرون هنا في التنقل في أرجاء السرد ، وعسرتهم في التقاط آراءك المختبئة من وراء السرد حتى وصلت ( الخاتمة ).فطوراً تعود للتعريفات والمصطلحات وطوراً تدخل في سرد الوقائع ، وتنتقل رأسياً في التاريخ وتنتقي المواقع انتقاءً .
أما عن الخاتمة فلتلك قصة أخرى .

ويقول المثل المنقول عن قول الرسول الكريم : { زُر غِبَّاً تزدد حُبَّاً }
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

كن منهجياَ يل شقلينى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى العزيز الباشمهندس الكبير عبدالله الشقلينى
سلام وتحايا زاكيات
كنت اتحسب لما هو أكثر منهجية. وأتوقع حصاراً جدالياً تخر له الجباه من عميق احتجاج يدافع عن حقوق أوروبية فى تمظهر جماليتها كفيما يمكن رؤيتها من كيفية.
وقد يطيب للبعض المطالبة بأحقية أوروبا فى اختيار تمظهر جماليتها رغم ما هو مدفوع به إزاءها من شكلانيتة منعي عليها الوقوع فى أحضان حيوانية أو ربما طفوليةأو يفاعة فكرية. وهذا دفع قريب من دفوعات الأخوين الأستاذ محمد عبدالرحمن بوب والأخ الصديق
الدكتور أحمد الصادق فى الندوة التى أقيمت مارس الماضى بالمجلس القومى للفنون والثقافة بالخرطوم. وهو دفع له ما يقابل ويواجه منطقه الذى يحتمل الأخذ والرد.

أما الدفع بوسع اوروبا عن الحصر الزمانى والمكانى بحيث يصعّب من مهمة لملمة اطراف البحث أو متابعته، فهذا مما لا أجد له منطق مما يمكن الإستناد إليه.
وهو عندى استناد الى (حيطة مايلة) أنظر لهذا النص للبروفسير روبرت بورك استاذ تاريخ العمارة بجامعة (أيوا):
)in Spain, the churches got big and simple, as at Palma and eventually Gerona, while in England the first half of the fourteenth
century saw the increasing use ofcomplex

ter textural ornament and virtuosity, as at Exeter and then Ely. This so-called Decorated Style went out of fashion in England after 1350,
but it went on to influence
Gothic on the Continent for another two centuries.(
وترجمة النص هكذا:
" تمثل كنيسة (بالما) فى اسبانيا نموذجاً كبيراً فى حجمه وبسيطاً، وكذلك كنيسة (جيرونا).فى حين أنه فى انجلترا فقد شهد النصف الأول من القرن الرابع عشر استعمال
اسلوب مركب من زخرفة ذات ملمس محسوس وذات اتقان وبراعة فى التنفيذ. وقد ظهر وانتشر هذا الأسلوب والذى صار (موضة) فى انجلترا فى كاتدرائية (إكستر)
و كنيسة (إلى) وسمى بالأسلوب الديكورى فى العام 1350م، لكنه مع ذلك فقد عم تأثيره كل القارة الأوروبية وانتشر فيها لمدة قرنين كاملين."
وقد سقت هذا المثال القريب والذى يعالج ظاهرة جمالية فى بحث أكاديمى محترم لكل أوروبا لمدى قد يصل لثلاثة قرون.
ولو راجعت رابط هذا البحث فى موقع جامعة (أيوا) وهو كالآتى:

https://icon.uiowa.edu/d2l/orgTools/ouH ... group&d2l_

لاكتشفت أن البحث يغطى كل القارة الأوربية فى تاريخ الفن القوطى الذى بدأ مع بدايات التحول الأوروبى من الوثنية الى المسيحية فى القرن الرابع الميلادى
الى أن بلغ مداه فى القرن السادس عشر بعد أن اغتالته أنوار مدرسة النهضة الأوروبية فى ذلك التاريخ. بل وتمتد معالجات البروفسير روبرت بورك لتاريخ الفن القوطى مما يمكن تتبعه فى هذا الرابط الى المستند الأوروبى الكبير أثينا وروما. وتمتد دراسات البروفسير روبرت بورك ورصفائه من الأكاديميين فى علوم التاريخ فى مدرسة أكاديمية حديثة قصدها مراجعة علوم التاريخ ونقدها وتقويمها. وقد أجترح لهذه المدرسة فى أوروبا علماً حديثاً معاصراً باسم علم ال (Historiography ) وهو علم عرفته موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية كالآتى :
Broadly speaking, historiography examines the writing of history and the use of historical methods, drawing upon such elements such as authorship, sourcing,
interpretation, style, bias, and audience.
وترجمته كالآتى:
علم (الهيستريوغرافيا) يعنى بصورة علمة بكيفية كتابة التاريخ وباستعمال المنهج التاريخى لمراجعة تأليف الإصدارات والمراجع التاريخية وطرق الترجمة واسلوب الكتابةو الحياد فى ايراد الحقائق التاريخية وطريقة التلقى.
ومما هو معلوم بالضرورة العلمية التاريخية الثابتة أن مدرسة الحداثة ( Modernity ) هى مدرسة أوروبية الأصل والمرجعية ولدت ونمت وترعرعت وشبت عن الطوق فى أوروبا. وهى عند كثير من مؤرخى تيارات الحضارة البشرية بدأت بواكيرها منذ المدرسة (الرومانطيقية) فى أواخر القرن الثامن عشر. والمدرسة الرومانطيقية لها جمالية خاصة بها يمكن النظر إليها فى نسق متجدد ومسافر عبر التاريخ منذ أبولو وأفروديت وكيوبيد. وليس تأثير هذه الآلهة الأوروبية يقف عند حد الرومانطيقية وحسب، بل يمتد تاريخهم الى المدرسة العملية المعاصرة المعروفة بمدرسة البراقماتيزم، فقط أنظر لطريقة اختيار ملكات الجمال فى مسابقات الجمال البشرى الأوروبية.
أها يا شقلينى ... كفاك ولا أزيدك.

آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 7:11 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

البحر ما بيابا الزيادة

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الأخ الباشمهندس الشقلينى
السلام والتحايا الزاكيات
رأيت أنه من الأفضل أن ازيد الأمر توضيحاً
وشأنى فى هذا التوضيح هو شأن من لا يرفض أوروبا كوجود بقدر ما يرفض مشروعها الجمالى كونه مؤسس على قواعد ضعيفة. أشمل ما يمكن أن توصف به هذه الأساسات هو استنادها الى تعال و روح ناتجة عن (الثيموس الأوروبى) الذى يعزى أصول فعالياته المجتمعية للأسطورة، وهذا سبب يحيل رؤاهم عن الظاهرة الجمالية الأوروبية الى ظاهرة متبتة عن الإرث الإنسانى الجمالى التاريخى.
ورغم أن طريق البحث يغرينى فى هذه النقطة بالذات نتيجة لوجود تقاطع تفضى إحدى جاداته الى مبحث الكولينيالية واستناده الى قواعد تمرد (ثيموسى) قديم ضد الثقافى ولصالح الحضارى، فإننى قد تمالكت نفسى وصنت مبحث الجمالية لخصوصيته.
والشاهد أن تأصيل الكولينيالية الأوروبية ينبئ عن عن داء عضال سكن مفاصل المبادلة المجتمعية لأوروبا منذ ما قبل دولة مقدونيا. ومن ذلك التاريخ الموغل يستمد الأوروبى كولينياليته عياناً بياناً، فنابليون بونابارت كان يتمثل الإسكندر الأكبر وهو يقوم بأول غزو قارى فى دولة ما بعد الحداثة للدولة المصرية، وكان يذكر ذلك فى خطابه دون مواربة. راجع ذلك فى كتاب للمؤرخ البريطانى (ألان مورهيد) النيل الأزرق وفى مكى شبيكة فى كتاب تاريخ شعوب وادى النيل.
لكن مع ذلك فقد (صنت) مبحث الجمالية (عمّا يدنس ثقافيتها) من ورود لحوض المتشابهات المباحثية وما فيه من مواجهات ضارية قد تفضى الى نبش قبور تاريخ ( الثيموس) الأوروبى ودوافعة الخبيئة. وكل ذلك رغبة فى تفريد خيط الجمالية.
لكنى أراك (تلم البيض والحجر) كما (تلم الإنتاية) المباحثية (مع الضكر) فى احكامك. إذ تتناول الجمالية كما هى ابحاث الإعراب فى اللغة العربية. ولكأنى بك وانت تفعل ذلك تسعى للمقاربة ما بين حلاوة نغمات أغنية (ضنين الوعد) فى مزاوجتها بين حلاوة شعر الحسين الحسن و تلحين وغناء الفنان عبدالكريم الكابلى وبين بحث أثر الجفاف والتصحر فى ظاهرة السكن العشوائى. وهذا ما لا أرضاه لرجل ذى تدقيق فى النظر مثلك.
فالظاهرة الجمالية قد تقيّم بداهة فى حق فنان فرد، أو فى حق مدرسة فنية قد ترتبط فى ظاهراتيتها بنسق أسلوبى متسلسل ومتحرك عبر التاريخ.
ومما هو معلوم بالضرورة المعرفية البسيطة مما لا يحتاج للقيل والقال وكثرة السؤال، أن صناعة (العناقريب ) مثلاً ، ففى تاريخ جماليتها التصميمية ما يمكن ارجاعه الى (نبتة) أو (مروى). أو صناعة (الجبنة) ـ بتاعة كبى الجبنة يا بنية فى ضل الضحاوية ـ ففيها ما يمكن أن يؤشر لروابط تصميمية جمالية تعود بها الى حضارة منطقة (الشهيناب) مثلاً.
وفى هذا الصدد فإنى أحيلك الى كتاب البروفسير والمؤرخ فى مجال الفنون الأمريكى جورج كوبلر فى كتابه ( The Shape of Time ) الذى يقول فيه : (:” The oldest surviving things made by men are stone tools. A continuous series run from them to the things of today. The series has branched many times, and it has often run out into dead ends. Whole sequences of course ceased when families of artisans died out or when civilizations collapsed, but the stream of things never was completely stilled. Everything made now is either a replica or a variant of something made a little time ago and so on back without break to the first morning of human”
وترجمة بتصرف فذلك هو كما يلى :
إن أول ما صنعه الإنسان هى الآلات الحجرية. وهنالك استمرارية لسلسلة سارية منذ ذلك التاريخ الى اليوم. وقد يكون لهذه السلسلة فروع فى أوقات متعددة، وقد تموت إحدى هذه الفروع فى نهاية أمرها. وقد يختفى تيار معتبر فى حالة موت عائلات الصناع المهرة لهذه الآلات أو كنتيجة لسقوط حضارات أو موتها، لكن سريان تيار مثل هذه الخبرت فإنه لا يتوقف بالمرة. فكلما نصنعه فهو إما نموذج مستنسخ من نموذج كان يسبقه بزمن قليل، أو مضاه أو مخالف له، وهكذا بلا أى انقطاعات منذ شروق فجر الإنسانية.
وللبروفسير جورج كوبلر فى كتابه هذا ما يأخذ الألباب فى شرحه لتتابع الظاهرة الجمالية، فقد استحدث ونجر مصطلحاً لا أجد له مثيلاً فى تمتيله و توصيفه لتقلبات الأساليب ( مما يمكن ترجمته ب (الساعة الثقافية) فقد نعى على الذين يظنون بانقطاع الظاهرة الجمالية (كذا) بعدم المامهم بالحركة الإنتقالية من ساعة ثقافية الى أخرى. ودفع بأن أسلوباً جمالياً بعينه ( STYLES ) قد يظل كامناً فترة كمون طويلة مما قد يظنه البعض انقطاهاً وهو فى حقيقته ليس كذلك، إذ تختلف ساعته الثقافية فى تقويم مختلف.
عموماً فهذا الكتاب المفيد قد صدر من: ( .NEW
HAVEN AND LONDON: YALE UNIVERSITY PTRESS )
وصدرت له ترجمة بالعربية تحت عنوان (نشأة الفنون الإنسانية ، ترجمة عبدالملك الناشف نشر بالإشتراك بين مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر نيويورك والمؤسسة الوطنية للطباعة والنشر بيروت طبعة العام 1965م )

ولا أظنه خاف عليك يا أخ شقلينى تصانيف تتحدث عن فن أفريقى أو عن فن أوروبى. مع ذلك فإنه يصعب أن نقول ب (فن آسيوى) لتمايزات هناك بين الفنون الصينية والهندية عن بعضها البعض وعن الفن العربى ذو الأصول الآسيوية أو الفن الفارسى كظاهرة تاريخية لها خصوصيتها وتفردها. وهذا بالطبع مما لا يمكن جمعه جغرافياً ولا تاريخياً ضمن ظاهرة واحدة تعرضها للبحث والتنقيب فى جمعيتها. وهذا يقودنا الى تقرير أن هنالك ما يجمع فى ظاهرة الفن الأفريقى أو الأوروبى من جغرافيا وتاريخ مع وجود تمايزات فى فنون القارة الآسيوية يصعب من جمعها فى (صندوق واحد). ولا يمكننا بالطبع أو بالتطبع يا أخ شقلينى أن نتحدث عن فنون (استرالية) رغم أن استرليا جغرافياً وتاريخياً هى قارة ملء السمع والبصر فاسمع واعتبر.
لا أختم مداخلتى إلا بعد إيراد مثالين من مباحث التاريخ الكبيرة المحترمة. الأول هو بحث موسوعى صدر باسم (قصة الحضارة) للمؤرخ الكبير (ويل ديورانت). والثانى هو كتاب (قصة الفنون ) للمؤرخ الكبير (ارنست قومبردج) وهما كتابان مرجعيان تستند إليهما المؤسسة الأكاديمية على نطاق كوكبى. أنا أظن أنه عيب كبير أن نعترض على اعتبار (أوروبا) وجود مباحثى أكبر مما يمكن جمعه جغرافياً أو تاريخياً مع وجود هذين السفرين الكبيرين الهامين. ويمكن بالطبع على أيامنا هذه قرائتهما والإطلاع عليها بنقرة صغيرة على (ماوس) يؤشر لمؤشر البحث (قوقل).
مع ذلك فالإعتراض ب(اللولوة) كما هو فى مداخلة د.حسن موسى، أو بصعوبة التراكيب والحشو وكثرة الإستطرادات كما هو فى مداخلة الأخ الأستاذعبدالماجد الذى طالب بالتبسيط والتسهيل، أو بصعوبة المتابعة للتطاول والتعقيد كما هو فى مداخلة الأستاذة ايمان فذلك مما لا يمكن جمعه فى قالب احتجاجى واحد لاختلاف مقاصد أى من المتداخلين الثلاثة، فكل متداخل منهم يغنى على ليلى تختلف عن ليلى المتداخل الآخر.
ومن ملا حظاتى التى أتحدث عنها دائماً، وهى مما أراه داء حداثى دفين يحتاج للكثير من العمل لنبشه وتقليبه لأجل محاوله فهمه. وهو داء حب أوروبا وتبرير حتى عمايلها. وهذا أمر يحتاج للطافة خاصة فى التعامل معه.
وأعرف قصة فيها حكمة عظيمة لأحد شيوخ مدينة أم درمان الكبار الذى ابتلى بأن يلتحق ابنه بزمرة كان يطلق عليها آنذاك (الصيّاع)، وكان ذاك إبان فورة اجتياح (الحداثة) الغنائية السودانية بعد تأسيس إذاعة أم درمان. وقد كان هنالك شاعراً وعراباً للغناء والمغنيين الأمدرمانيين وملحناً عاصر عهد غناء (الطنابرة) ثم عهد (وهبة وكرومة) ثم عهد (الكاشف وحسن عطية). وكان منزل ذلك الشاعر مجمعاً لمجالس الغناء وما يصاحب ذلك من ممارسات كان ينظر إليها مجتمع ما بعد هزيمة كررى فى امدرمان شذرا.ً وكان ذلك المنزل وصاحبه الشاعر الملحن ملجأ للذين يلحتقون بمجموعة (الصياع) وتنطلق حنجرتهم من راديو إذلاعة أم دررمان ويخافون فى نفس الوقت مواجهة أسرهم. حيث كانت غالب أسر أم درمان تفضل أن يقال لها أن إبنك مات من أن يقال لها أن ابنك يغنى فى اذاعة أمدرمان. وكان ذلك العرّاب قد أقنع أحد الشباب وهو ابن لذلك الشيخ الأمدرمانى، وكان حسن الصوت، أن يغنى فى الإذاعة وجهز له أغنية هى الآن مما يتحرك عقيرة أى منا بغنائها بمجرد سماع أول كلمتين منها. وتابعه الشاب حتى حدث (المحظور حينها) وغنى أغنيته، وشاع خبره فى القرى والحضر. فما كان من ذلك الشيخ إلا وقد زار دار الشاعر وحيا ابنه وأرجعه الى بيته معززاً مكرماً وهو يردد قائلاً: أخير لى ولدى يبقى غناى وبس من يبقى غناى ويصير مصيره كمصير كثير من مرتادى بيت ذلك الشاعر.
قال لى من روى لى تلك القصة من الأصدقاء الأمدرمانيين: والله أكان سمعت ..... (والنقط تشير لاسم ذلك المغنى ) يتلو فى القرآن، والله إلا تقوم تهز فيهو.
والحمد لله فى وجود رجال فى حكمة وحلم وسعة أفق شيخنا الأمدرمانى الكبير من الذين هزموا بسماحتهم كثير من سيئ الطباع التى دخلت علينا مع الترك والإنقليز مما لم يكن معروفاً فى سوداننا الحبيب.
للجميع حبى وتقديرى،
وسأعود للمواصلة ان شاء الله.
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 7:25 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


العزيز عمر الأمين

تحيات زاكيات
والشكر الجزيل لكل ما تفضلت به من إيضاح وتفصيل ليكون الحوار ثرياً بالمعارف المُتبادلة ، وغنياً في اتجاه المباحث ومناهجها . والشكر الجزيل أن أوليت مداخلاتي كل هذا الزخم ، فقدمت من النماذج ما يدعم الحوار ويبين أوجه الخلاف ، على أمل أن نتباحث في الاختلاف لا الاتفاق . وذلك كي يكون الحوار دوماً مدفوعاً للأمام . وسوف أتأنى الرد إذ أني في السبيل لاسترداد بعض الأسفار من السودان !!! . وهي التي ستُعين في الرد على ما تفضلت به رغبة في ثراء السجادة السماوية بما يتيسر .
فقد قفزنا إلى المهاجر منذ ثلاثة عشر عاماً ولم نعُد !
وقفزنا كما تقفز الفئران من الحريق إلى البحر .
إن نقاط خلافنا حسب ما أرى تتلخص في الآتي ، وأرجو تصحيحي إن تجاوزت .
-1-
إن نهج الوصف للرقعة المكانية تشمل وفق تعريفكم ( أوروبا + أمريكا وكندا +اليابان والآسيان ) هي في نظري أكبر من سعة المبحث ، لأن هنالك فرضيات يأخذها الباحث ويطرحها للاختبار توطئة لمعرفة المُشتَرك الذي بنيت عليها بُنيانَك من أوصاف اشتركت فيها تلك التي سميتها في عنوان المبحث ( جماليات )
_2_
اختلفنا على التسمية إذ أن العنوان اسماً حقيقياً للمبحث ، واختلفنا أنه جماليات أدخلت أنت في متنها الرقص حيناً والرسم والنقش وزخرُف العمارة أحياناً .. وربما أنواع وأشكال من الفنون تنتوي توضيحها فيما بعد ، أي أنك ذهبت إلى أنواع من ضروب الإبداع وأقمت لها خيمة سميتها ( جماليات ) ، وتخيرت لها موطناً هو ذاك الذي أشرنا له
-3-
اختلفنا على الزمان في المبحث فهو يمتد وفق توصيفك ربما يصل لخمسة آلاف عام ، وأنا أرى أنه أضخم مما ينبغي ، ويصعب أن تجد من وسط حفرياته نسقاً تتفق عليه ما دعوتها أنت بالجمالية الأوربية ، ونعتقد أنها محاولة تجميع ما لا يمكن تجميعه ، وأنت قد ضربت لنا الأمثال عن كيف تمت أوصاف متعلقة بأوربا جمعاء في مباحث على جانب كبير من الرصانة والدقة العلمية .
وسنعود كل ذلك فيما بعد فقد حفزتنا أن نعود المتون مرة أخرى ونُلقي بظلال تجاربنا الحياتية ، إذ نحن في مواجهة من شمر عن ساعد الجد ، ونحن من قبل ومن بعد لم نتعامل مع النص إلا بالجدية التي رغبت ، فما ذكرنا كيف (تهوّمت حتى تبدى أمامي ظلام رهيب ) ونحن نُشبِّه بلاغياً كيف يمكننا الغوص في بحر ذلك المبحث الذي تفضلت بعرضه علينا بمادته بضخامتها الخُرافية .
امنحنا سيدي زمناً لنطلع على المبحث الذي تحدثت أنت عنه ، ونرجو تفضلاً أن تقودنا للوصال المباشر لموضوع ، بروفيسور" روبرت بورك" فلم أتمكن من الوصول إليه بعد .

وإلى لقاء من بعد أن نطلع على المواد التي تفضلت بإيرادها أنتَ لاحقاً .
تقبل الشكر وجزيل التقدير .
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مراجعة المصطلحية لصالح افستاذ شقلينى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أحى الأستاذ الباشمهندش الشقلينى:
لك الحب والسلام والمودة.
وأشكر لك اهتمامك بالأمر والتشمير عن ساعد الجد . فهذا مما يثلج صدرى.

قلت عن المصطلح أوروبا وجماليتها الآتى:

* أوروبا كمصطلحية نعنى بها: وجوداً تاريخياً متكاملاً منذ ما قبل أثينا واسبرطة الى راهن دولة الإتحاد الأوروبى . ونعنى بها كذلك جغرافيا مضافة كأمريكا الشمالية بشقيها و أستراليا و اليابان ونمور آسيا. عموماً نعنى بها ما يسمى بالعالم الأول الذى يتمثل فى أصحاب إمتيازات فعاليات الحضارة المعاصرة.

* أما جماليتها كمصطلحية فنعنى بها : جمالية سائدة آنياً فى المشروع الإنسانى تمت موضعتها قسراً فى عالمنا العاصر. فقد أصبح وأمسى انتشارالجمالية المعاصرة تسويغاً لوضعها كمعيارية للجمالى بعد أن استعمرت أوروبا العالم وصاغت صورته السياسية المعاصرة بناء على فرضياتها السياسية الخاصة بها، ثم فرضت جماليتها تبعاً لذلك. وقد أدت تلك الموضعة الى واقع جمالى معاصر ابتسرت فيه الجمالية البصرية فقط داخل إطار اللوحة أو المنحوتة، والسماعية مقصورة شكل تمظهراتها فى الفنون الإستعراضية، و المقروءة مقصورة على تلازم شكل الكتاب كمستند حامل للرواية أو الأقصوصة أو القصيدة الخ.

وذلك يعنى الآتى:
أن هنالك أجزاء من عالم اليوم التحقت التحاقاً كاملاً بأوروبا. فدولة كاليابان أو كالصين فقد نفضتا عنهما ثياب خصوصيتهما الثقافية والتحقتا بالحضارة الأوروبية المعاصرة، بل وصارتا فى بعض مناحيها أوروبية أكثر من أوروبا نفسها فى عمرانها وبنياتها المجتمعية الفوقية والتحتية. ناهيك عن أمريكا واستراليا اللتان واجهتا حالة تطهير إثنى وثقافى لا مثيل أو شبيه له فى التاريخ، فأصبحتا بواقع حالهما فى يومنا هذا امتداداُ جغرافياً وتاريخياً لأوروبا.
ولم تنج دولة فى العالم فيما بعد منتصف القرن التاسع عشر من استعمارها أوروبياً. وكل المنظومات السياسية بما في ذلك نظام الدولة الوطنية القطرية ، فهذه من مستنزلات تلك الفترة الإستعمارية الأوروبية للعالم.
أما تحديد إطار للفنون التى تذخل فى مباحث علم الجمال فهى بداهة الفنون البصرية والفنون السماعية وفنون الأدب الشعرى أو النثرى ملقى أو مغنى ومختلطاتها الحديثة مثل المسرح والسينما والتلفزويون.
واتفق معك أن ذلك مركباً صعباً لا يمكن ركوبه بسهولة ويسر، بل يحتاج الى (تسليك). لكن ركوبه لا يواجه حالة استحالة، فقد خاضه بنفس شروطى التى خضته بها كثير من الفلاسفة الأوروبيين منذ افلاطون الى مدرسة فرانكفورت. ولك أن ترى أن قامتى لا يمكنها أن تتطاول لمقام ذلك البحث، ويمكنك أن ترفض بحثى لهذا السبب. أما سوى ذلك فلا كبر موضوع البحث الزمانى أو المكانى يمكنه أن يقف حائلاً دون ذلك.
أما عن مباحث البرفسبر الجليل روبرت بورك، فإذا لم تستطع الدخول خلال الرابط فيمكنك عبر (قوقل) الدخول الى موقع فى جامعة (أيوا) يسمى (icon).
ثم :
Seminars : Medeavial Art
Who Killed Gothic Art
لك وللجميع كل تحياتى ومحبتى الزائدة.

صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة ما انقطع من المبحث الأصلى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



لا أظن ان هنالك ضير من العودة الى (الحَجْرة) مع الأخ الأستاذ الباشمهندس عبدالله الشقلينى بعد أن خضنا فى (المغرق) و(الموية فاتت الركب ... أو وصلت لى الصُرّة). ذلك لحسن الصحبة فى (العوامة) ولأن البحر (غدّار) وما مأمون و(عزّال) خاصة للبعومو منفردين.
لكن لا بأس من الرجوع لما توقفنا عنده من موقف والإستمرار منه الى الأمام، عسى أن يتحرك الأخ الباشمهندس ويلحق بنا (سدّارى). وهذا رجاء لى منه أن يتحرك من موقف المصطلح الى لب الأطروحة، خاصة محورها الأساسى : متلازمة المنهج والعقل والعلم فى مقابل متلازمة الذهن والمعرفة. فالجمالية الأوروبية شأنها فى هذا المبحث هو شأن نموذج ذى إيضاحية عالية لمفاصل أطروحة العقل والعلم فى خروجها من أرضية الذهن / المعرفة.
و تتحرى هذه الأطروحة من مراجعة وفحص صورة الجمالية الأوروبية توسلاً الى توضيح منجز الحضارة الأوروبية عند تأسيسه كمشروع انسانى اعتمد على قاعدة غير مكتملة العناصر. وقد توصلنا الى ذلك من خلال مراجعتنا للبعد التأسيسى للمجتمع الأوروبى ، فلاحظنا الى أن تأسيسه كان مقصوراً فقط فى دائرة تنسيق فعالياته المجتمعية، فوصمنا تأسيسه مشروعه المجتمعى بفقدان العنصر التكوينى الأساسى الأولى فى عملية البناء المجتمعى الطبيعية. فالمجتمع الأوروبى لم يضع العنصر الثقافى ضمن ركائز أو أعمدة تأسيسه.
وفى الجمالية الأوروبية ـ خلا طفوليتها ـ نصادف نموذجاً حسن الإيضاحية لتنكب معارف التاريخ الأساسية. وقد استعذت بأستاذين جليلين أوروبيين هما البروفسيران الجليلان ارنست قومبردج وجورج كوبلر. حيث لا يجدان حظاً من إضاءة على أطروحاتهما بسبب تسليطهما أضواء باهرة على ما يعمد المؤرخون الأوروبيون ستر عورته الظاهرة وهيهات. و أقصده من تسليطى أضواء على مباحث البروفسرين الجليلين الى لفت الإنتباه الى اعتبار الظاهرة الجمالية الأوروبية، خاصة فى مجالات النحت والتصوير والعمارة كظاهرة منبتة، متى ما اعتمدنا على تخريجات المؤرخين الأوروبيين الذين لا يرجعون ( أثينا واسبرطة ومقدونيا) كحضارات تمثل أصول ومرجعية الحضارة الأوروبية المعاصرة الى ظواهر تاريخية ملموسة. بل يرجعونها الى بعد اسطورى لا يمكن تحويله أو حتى تحويره الى واقع مادى ملموس كشأن أى أساس مادى لأى منجز مجتمعى انسانى سواء أكان متحضراً أم ما يزال يرزح تحت ركام البدائية وسذاجتها الأولى.
وقد سرنا بمبحثنا الى تفكيك/تأويل الخبرة البصرية كمقابل يشكل بديلاً عن الصلاة ذات البحث المختلف عن البصرى، بحسب البحث البصرى هو بحث عن ضائع جمالى خارج النفس فى حين أن الصلاة ليست هى أكثر من إطراق لسماع نداء حفيف ينبع من دواخل عامرة بجمال يقع فى داخلها لا فى خارجها إذ يقود البحث الخارجى غالباً الى تشتتها وبشتنتها.
وقد دفعت بخمس عيون منظورية ذات خلفيات جمالية مختلفة بدءً من الحيوانى الصرف والذى تمثل فى منظور الأسد لسهول خضراء مليئة بالظباء الى مختلف تعاملات عيون منظورية انسانية مع حالات للرؤية فى مختلف الدوافع والحاجات البصرية وباختلاف ـ بالتالى ـ الجمالية التى تعترى أى من هذه العيون.
وقد لا يخفى أن فى اختلاف الدوافع المنظورية جدلية قوية مع البعد الذاكروى الذى قسّمنا بسببه العيون المنظورية الى ثلاث حالات فى هذا البحث أعلاه. فباختلاف مردود المعاصرة الجمالية للحضارية المعاصرة، والتى أدت الى تذوق جمالى أكثر تقدماً من جمالية الهامش الحضارى المتخلفة نسبياً ، وتلك فى مختلف تجلياتها الجمالية كان مركبها هو المنجز المعمارى، فإن مجمل جمالية المناظير السالفة تربض فى حقل الذاكرة الطفولية الحيوانية الجسدانية بعياً عن شريحة الجماليين البصريين التى انتقلت ومعها عدد لا يكاد يذكر من قلته ممن انتقلوا معها من خارج هذه الشريحة.
وقد كان انتقال شريحة الجمالية البصرية الى مرحلة الحكمة. وهذا الإنتقال يمثله علو كعب المجربين الجماليين الحكماء ليكونوا فى مقدمة ركب المجتمع معرفياً ويشكلون أحسن فرصة يمكنها أن تقود عبر تصوراتهم الحكيمة مجتمعهم الإنسانى الى خارج حالة الطفولة الفكرية التى تعترى جل مفاصله مما قاده إليها مرغماً فعاليات الجمالية الجسدانية الأنسانية الأوروبية الخام وما يعتورها من التباس بالحيوانية إبان فترة استعمارهم العالم.
وأظن أنى هنا قد وصلت الى آخر الجزء الأول من الخيط، ويمثل الجزء الثانى والأخير الجمالية العقلانية، والتى اتمنى أن لا يزيد مقامى ثلالثة أيام كى أفتح الصفحة الأولى فى مبحثها، ما لم ترد لى ما يجعلنى أعيد تجوالى فى نطاق الجمالية الذهنية نتيجة محاورات أو مداخلات طمعى فى ورودها قليل بواقع الحال.



رسالة خاصة :

أخى التشكيلى الفذ حسن موسى

ان شالله معايش الدنيا ام قدود الله فرجا شوية،
وأكان ما فرجا تكون بعت حمارك وفرجتها على نفسك
لأنى ما زلت منتظر وعد توضيح (لولوة الكلام) فى هذا البحث ولسان حالى يردد مع (الفلاتية):

قدمتا الحبيب
ترارام
للسكة الحديد
تررام
فراقك صعيب ما حضرتا ليالى العيد يالله
يجوا عــــــاي.....

تحياتى ومحبتى الفائقة لك وللأخت الدكتورة باتريشيا ولإبننا ميمان ولأخته الجميلة التى تسرب اسمها من الذاكرة.
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 8:37 pm، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

اللولوة

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا عمر و كل عام و أنتم بخير..
شكرا على اهتمامك بأمور دنياي ذات القدود لكن فرز لولوة كلامك محتاج لقعدة و أنت أدرى.
لكن قول خير..
أولا بالتبادي:
إنا شايفك بتعارض في أوروبا من داخل التقليد الأوروبي المحافظ الذي يعقلنها ككيان مفرد خارج التاريخ. فماذا تعني بـ " أوروبا؟" وأين تقف أنت من هذه المفهوم الذي تغطيه عبارة "أوروبا"؟و إن كنت تقف خارجها فأين تقف؟ و بعدين يا زول كلامك في تعريف الجمالية ما واضح فاشرح و فصّل مثلا في حكاية " المؤرخين الأوروبيين".. فمن هم " المؤرخون الأوروبيون"؟؟..
و ثانيا :
أنا لم أفهم العلاقة التي أقمتها أنت اكثر من مرة بين عمل الفنانين و التحولات في مسار الحقب الحضارية زي كلامك الأخيرعن إنمساخات العمارة القوطية. و ثالثا يا عمر إنت تخرّج في المصطلحات دون أن تزود القارئ بتعريف أو شرح يعينه على الإمساك بفكرتك و هذا الأمر يغرق الحوت في لجة الثرثرة و لا يؤدي بالمناقشة لحيث المنفعة العامة.
عاشرا:
ياخي أعمل معروف جيب لينا شغلك الأخير خلينا نشوفك بتعمل في شنو في حتة التشكيل و قد فهمنا أنك عدت للرسم بعد سياحة طويلة في شعاب الفكر الديني، و بالمناسبة أنا أعني بـ " حتة التشكيل" جملة مناشطك التشكيلية بما فيها الرقص الذي عرفنا لك براعات فيه، ذلك الذي يسميه أهلنا المغاربة بـ " الشطح" ، فما رأيك دام فضلك؟.

سأعود
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

حدد الكلام يا حسن

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



اخى حسن موسى سليل أكابر البديرية الدهمشية
تلك الهوية التى لا يؤثر فيها عندنا كونك أخذت أم لم تأخذ الجنسية الفرنسية.
وبعد،
حقيقة تمنيت لو كنت خليتك لغاية ما تلقا ليك فضوة من الدنيا ام قدود، وتقرا الموضوع بى مهلة، وبعد داك تفرز (اللولوة) بى مهلة، عشان كلنا نستفيد، أصلوا زى ما انتا عارف فى مجال المعرفة، إنك تكون بتفيد وبتستفيد، فدا مطلوب ولا غبار عليه، مش زى ما فى مجالات أخرى لا داعى لذكرها.
ورغم أنى كنت انتظر طعناً فى قلب الأطروحة، إلا أنى مع ذلك أقدر حالة انشغالك الحالي، واتمنى أن نتخلص من حالة تطاول المعايش البتقدد فى أيامنا دون أن تمنحنا ولا حتى هنيهات لقضاء حوائجنا المعرفية.
وتقديراً لمجاملتك المقدرة عندى بدخلتك (الولاعليك فيها دى) فسأحاول أن أجعلها دخلة على مستفيد فى كل الأحوال.
سألت أولاً عن موقفى أهو من داخل أوروبا أو من خارجها، وذلك بعد أن قررت أنى أعارض أوروبا من داخل التقليد الأوروبي المحافظ الذي يعقلنها ككيان مفرد خارج التاريخ. ثم تساءلت: " فماذا تعني بـ " أوروبا؟" وأين تقف أنت من هذه المفهوم الذي تغطيه عبارة "أوروبا"؟و إن كنت تقف خارجها فأين تقف ؟ "
وأظن أنه يصلح لجزء معتبر من مجموعة أسئلتك هذه أن أكرر ما سبق لى اختطاطه رداً على باشمهندس الشقلينى حينما قلت أعلاه:
قلت عن المصطلح أوروبا الآتى:
"أوروبا كمصطلحية نعنى بها: وجوداً تاريخياً متكاملاً منذ ما قبل أثينا واسبرطة الى راهن دولة الإتحاد الأوروبى .
ونعنى بها كذلك جغرافيا مضافة كأمريكا الشمالية بشقيها و أستراليا و اليابان ونمور آسيا. عموماً نعنى بها ما يسمى بالعالم الأول الذى يتمثل فى أصحاب إمتيازات فعاليات الحضارة المعاصرة.
وقد كنت قبلها بمداخلة واحدة قد قلت ما يلى:
"رأيت أنه من الأفضل أن ازيد الأمر توضيحاً
وشأنى فى هذا التوضيح هو شأن من لا يرفض أوروبا كوجود بقدر ما يرفض مشروعها الجمالى كونه مؤسس على قواعد ضعيفة. أشمل ما يمكن أن توصف به هذه الأساسات هو استنادها الى تعال و روح ناتجة عن (الثيموس الأوروبى) الذى يعزى أصول فعالياته المجتمعية للأسطورة، وهذا سبب يحيل رؤاهم عن الظاهرة الجمالية الأوروبية الى ظاهرة متبتة عن الإرث الإنسانى الجمالى التاريخى.
ورغم أن طريق البحث يغرينى فى هذه النقطة بالذات نتيجة لوجود تقاطع تفضى إحدى جاداته الى مبحث الكولينيالية واستناده الى قواعد تمرد (ثيموسى) قديم ضد الثقافى ولصالح الحضارى، فإننى قد تمالكت نفسى وصنت مبحث الجمالية لخصوصيته."
والشاهد أن تأصيل الكولينيالية الأوروبية ينبئ عن عن داء عضال سكن مفاصل المبادلة المجتمعية لأوروبا منذ ما قبل دولة مقدونيا. ومن ذلك التاريخ الموغل يستمد الأوروبى كولينياليته عياناً بياناً، فنابليون بونابارت كان يتمثل الإسكندر الأكبر وهو يقوم بأول غزو قارى فى دولة ما بعد الحداثة للدولة المصرية، وكان يذكر ذلك فى خطابه دون مواربة. راجع ذلك فى كتاب للمؤرخ البريطانى (ألان مورهيد) النيل الأزرق وفى مكى شبيكة فى كتاب تاريخ شعوب وادى النيل.
لكن مع ذلك فقد (صنت) مبحث الجمالية (عمّا يدنس ثقافيتها) من ورود لحوض المتشابهات المباحثية وما فيه من مواجهات ضارية قد تفضى الى نبش قبور تاريخ ( الثيموس) الأوروبى ودوافعة الخبيئة. وكل ذلك رغبة فى تفريد خيط الجمالية.
فالظاهرة الجمالية قد تقيّم بداهة فى حق فنان فرد، أو فى حق مدرسة فنية قد ترتبط فى ظاهراتيتها بنسق أسلوبى متسلسل ومتحرك عبر التاريخ.
أن هنالك أجزاء من عالم اليوم التحقت التحاقاً كاملاً بأوروبا. فدولة كاليابان أو كالصين فقد نفضتا عنهما ثياب خصوصيتهما الثقافية والتحقتا بالحضارة الأوروبية المعاصرة، بل وصارتا فى بعض مناحيها أوروبية أكثر من أوروبا نفسها فى عمرانها وبنياتها المجتمعية الفوقية والتحتية. ناهيك عن أمريكا واستراليا اللتين واجهتا حالة تطهير إثنى وثقافى لا مثيل أو شبيه له فى التاريخ، فأصبحتا بواقع حالهما فى يومنا هذا امتداداُ جغرافياً وتاريخياً لأوروبا."
وتكملةً لإجاباتى على الأسئلة أضيف:
وهكذا فكما ترى ـ أخى حسن ـ فإن المفهوم الذى اتنبناه حول المصطلح أوروبا فهو مفهوم وجودى متكامل لا يترك لها شاردة ولا واردة، يعنى جغرافيا تاريخ وحاضر ومشروع.
و موقفى من المفهوم الذى تعطيه العبارة، فهو موقف التوضيح لهذا الكم الوجودى فى كل أبعاده التى ذكرتها، من الجغرافيا لغاية المشروع. وأما عن موقفى من وجود أوروبا الفعلى ـ ودا طبعاً غير وجود أوروبا المفهومى كما يختلط فى سؤالك، فالموقف يختلف عندى من الوقوف ـ فأنا كنت حقيقة أقف داخل حدود المشروع الأوروبى كواحد من قطيع الحداثة اليسارى الكبير، مأخوذ ومبهور بأطروحات ومنجزات الحداثة المعاصرة. لكنى والحمد لله شفيت من داء (القطيع اليسارى). والآن لسان حالى يردد مع سيدى الشيخ أبى مدين الغوث منشداً:

إن لله رجالاً فطنــــا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنــا
عاينوها فلمــا رأوا أنها ليست لحى وطنــــــا
جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا

أو لسان حال شاعر مدينة الهلالية الشهير (ود احمودى) حينما قال:

دقسوا التيها
وزهدوا الدنيا بالمافيها
المدسوسة عرفوا الفيها
محروم وشقى البنكر فيها.

مع ذلك فلا أذيعك سراً إن قلت أن سادتى قد رفضوا لى رفضاً باتاً أى انعزال أو ابتعاد . فقد قال لى من أبلغنى برفض طلبى للإنعزال والخلوة: "وتخليها لى منو؟ والبعرف ليها متلك منو؟ هو انت قايل خليناك مشيت لغاية حصلتا حتتك البعيدة ديك ساكت من غير عناية؟ تكون غلطان ، لأننا ما سمحنا ليك إلا لأنو أبواتك عارفين انهم محتاجين ليك لى زى الشغلانة دى."
ومن داك اليوم أنا شغال وظيفتين:
أولاً : (كسّار) شايل معولى وقاعد أكسر فى أى مبانى مفاهيمية لأطر مدارس الحداثة النظرية المتهالكة الأساسات.
ثانياً : (طُلبة) أجهز فى الطوب والمونة و أحفر فى الأساسات عشان فى (أسطواط) و مهندسين مكلفين ببناء أساسات كما كان ينبغى أن يقوم عليها البناء المجتمعى. فإذا ما كنت(طُلبة) و ليس مهندساً ولا (أسطى)، فيمكنك حينها يا أخى أن تحرز أين يقف هذا الطُلبة, فهو قطعا ليس خارج أوروبا بمعنى اعتزالها، لكنه ليس داخلها بمعنى أنه يتخذها كانتماء ووطن.
الشيئ التالى هو سؤالك عن تعريف الجمالية بقولك : "و بعدين يا زول كلامك في تعريف الجمالية ما واضح فاشرح و فصّل مثلا في حكاية " المؤرخين الأوروبيين".. فمن هم " المؤرخون الأوروبيون"؟؟"
وأظن أنه ينبغى أن تكون هنالك نقطة وقف بين كلمة (فاشرح) وكلمة (وفصّل) كى تتحولا الى جملتين فتكونا مفيدتين. لأنى لا أرى مسوغاً لربط شرح الجمالى بمثال المؤرخين الأوروبيين. ولا أظن أن مثال (المؤرخين) يمكن أن يقع ضمن متفرعات شرح تعريف الجمالية حتى يتم بناء السؤال عنهما بهذه الكيفية.
بناءً عليه فسأجيب عنهما منفردين.
اولاً للمرة الثانية:
انتا كان عارف ليك تعريف قالو الفلاسفة الأوروبيين عن الماهية الجمالية كدى ورينى ليهو.
أنا شخصياً لم أصادف تعريفاً يبحث مباشرة فى ماهية الجمالية ويصدر عنها تعريفاً مباشراً . كل التعريفات التى تتحدث عن الجمالية هى تعريفات شكلانية تقريرية لم تتطرق الى الماهية. مثلاُ تعريف (موسوعة ويكيبيديا) الذى أراه كملخص لتعريفات الموسوعات غير الإلكترونية مثل (الإنسايكلوبيديا بريتانيكا) وموسوعة (العالم الأمريكية) وموسوعة (ويبستر) الخ. قالت (ويكيبيديا):
Aesthetics or esthetics is commonly known as the study of sensory emotional values, sometimes called judgments of sentiment and taste.[1] More broadly, scholars in the field define aesthetics as "critical reflection on art, culture and nature."[2][3] Aesthetics is a sub discipline of axiology, a branch of philosophy, and is closely associated with the philosophy of art.[4] Aesthetics studies new ways of seeing and of perceiving the world .
وترجمتها كالأتى:
( علم الجمال معروف بأنه دراسة لقيم الأحاسيس والمشاعر، وتسمى احياناً أحكاماً للشعور والذوق. وبصورة أوسع يصنف الأكاديميون المختصون فى هذا الحقل علم الجمال كمثل انعكاس نقدى عن الفنون والثقافة والطبيعة. وعلم الجمال هو تفرع جانبى ل(علم القيم) وهو من فروع علم الفلسفة، الذى هو قريب من فلسفة الفنون. وعلم الجمال يدرس الطرق الجديدة لرؤية واستيعاب العالم.) أهـ
وذلك كما ترى يا أخى تعريف إجرائى تقريرى لم يتطرق للماهية الجمالية. إذ لا تصير الظاهرة جمالية و يكون هنالك احساس بها (طلقيت ساااااكت كدى) خارج النفس الإنسانية. فماذا يحدث عند الفعل الجمالى وما هى حقيقته؟ يا هو دا السؤال الجمالى الجد البجيب الموية.
لذلك فقد توكلت على الله وشمّرت عن ساعد الجد، وعلى ضوء مناقشة تلخيص لجان بول سارتر عن قراءات مبكرة لمجلته (مواقف) وقراءات ل (ارنست فيشر) فى كتابه عن ضرورة الفن . ومناقشات عن إصدارة د. مصطفى عبدو (علم الجمال الإسلامى). أوردت ضمنه التعريف التالى:
(ومن أجل تقعيد الأمر الى الوهيطة، أرجو أن أدفع بتعريف يطال أصل ظاهرة الخطاب الجمالي خارج ذاتية ظاهرة (الأنا) فأقول : لا تكون الظاهرة جمالية إلا بعد اقتحامها حصن الذاكرة ومن ثم ابطال عمله و توقيفه جراء ورود ما تستحق أن تتوقف عنده اندهاشاً من جدته كمعلومات أو فرادتة كمشاهد أو معان مركبة أو مسامع تتلاعب بمخزونات هذه الذاكرة . و يتوجب علينا أن نعتبر هذه الهنيهات التوقيفية هى مجرد معالجة ذاكروية تعمل على استئناس الوافد الذاكروى المدهش الجديد، كى تدخله بتؤدة وتمهل ضمن اعتيادية حصيلتها التصويرية أو التنغيمية الخ الخ من ضروب العمل الخلاق.
لكن وللمزيد من شقائنا بها فلظاهرة (الأنا) وجود موضوعى لا نكاد تعتبر به كواقع، فيبدو الحديث عنه ميّال فى غالبه الى الإستئناس بالذاتى كالقول : (نعمل شنو، نحنا لقينا روحنا كدى) أو عند بعضهم (الله خلقنا كدى) وهذا انسحاب تكتيكى ماكر ومخادع لا يكون مقبولاً من متشدقين بالمواقف النقدية الرنانة ممن يضربون لنا الأمثال وينسون انفسهم كأمثلة مضروبة عن نفسها ولنفسها فى نهاية أمرها. ويساعد على ذلك كون الجمالية الأوروبية كنموذجية تحتوى على وفرة من التخليط ما بين ذات أو نفس (الأنا) وبين (أنا النفس) فتقدم لنا أكثر النماذج مواتاة للفحص و التأمل.
ثم أضفت لاحقاً هذا الجزء:

(كيفية الجمالية الأوروبية مرة أخرى:
فإذا ما اتفقنا على تعريف سابق عن هويتها وتصافقنا على أنها عبارة عن إقتحامات ذاكروية، فلى فى هذا الموقف انطباع غير ملزم، أظن أنه لا سبيل غير أخذه فى الإعتبار. يذهب هذا الإنطباع الى صياغة فرضية أن هذه الإقتحامات فى الذاكرة هو نفسه انطباع. والإنطباع بواقع الحال ذو سمت و أصل تصويرى سواء أكان بصرياً أم سماعياً، وهذا ما يجعله ذو كيفية تصويرية، أى يتخذ شكل المحفوظات التصويرية كيفما تكون مادته الخام بصرية هى أم سماعية. وهذه سمة مأخوذة من طبيعة الذاكرة فى الذهنية البشرية، تلك التى تربط مدخلات الذاكرة بالصورة سماعية كانت أم بصرية.
وأظن أن لهذا الإنطباع أصول فى الذاكرة الجمعية للجماعة التشكيلية السودانية التقدمية، حيث كنت حيناً من الدهر شيئاً مذكوراً فى حضرتها. فقد كان ضمن مصطلحيتنا ما نطلق عليه (الذاكرة الفوتوغرافية) ونعنى بها ذاكرة جمالية تقريرية عاطلة عن انتاج ما يوازى حصيلتها من إضافات جمالية للواقع التصويرى العادى. وأظن أن من سبك ذلك المصطلح كان استاذنا الدكتور عبدالله بولا.
وأظن أن ذلك المصطلح كان يعنى أكثر ما يعنى العناية التصويرية من خلال الرسم دون ما حدود تؤطر تلك التسمية فتبعدها عن اللون بحسب أن لفوتوغرافية الذاكرة اللونية مصطلح آخر هو (الطباشيرية)، وأضع نفسى عرضة لأى تصحيح مصطلحى لهاتين المسبوكتين، فما أورودته من توضيح ليس محل اتفاق بقدر ما هو ما فهم خاص.
خفة الفرضية الصورية لمدخلات الذاكرة (كقيمة بحثية) يقضى بنا تحميلها حملاً خفيفاً، فالصورة السماعية تقتضى فى واقع أمرها غض الطرف و الإطراق، ومن ثم توجيه النظر فى غالب الأمر الى الداخل حيث منبع الصورة السماعية حتى ولو كان مصدرها الأولى خارجياً. لذلك فالصورة السماعية هى صورة جمعية لنفس المتلقى.
أما الصورة البصرية فهى خلاف ذلك تماماً فهى تتم عبر النظر الى الخارج. ويتبع ذلك بطبيعة حال التركيز البصرى. وتقتضى هذه الحالة خروج نفس المتلقى ووقوعها فى حالة استغراق بصرى تفحصى موجه نحو الخارج قد تنسى فيه نفس المتلقى المبصر حتى موقع أقدامها.
وتلخيصاً لذلك فالسماع فيه تجميع للذات الى الداخل، أما الرؤية التصويرية فهى على العكس إخراج لها للخارج. وفى ذلك تحيل الجمالية البصرية النفس الى كم ربما هو محايد أوغيرى أو كلاهما فى أن واحد.
فإذا كانت الصورتان (السماعية والبصرية) تساوقان مادة الذاكرة الصورية فى بعديها السماعى والتصويرى . إذا ما كان الإندهاش غالباًَ ما يتم عبر عملية مضاهاة تبتز النموذجية الذاكروية المحفوظة لصالح وافدات ذاكروية باحثة عن الإستئناس. وإذا ما كانت تقع مجاورة لهذه المضاهاة ، (تدافر وتعافر) من قمم أمانى شاهقة، متكونه فى الغالب من متطلبات نفس قد لا تحدها حدود من الرضا والقنوع بما فى يدها. نفس طمّاعة كلما صعدت لقمة من التمنى و توطنت فيها وصارت ضمن ملك يمينها الذاكروي، زال سحرها كما زال سحر نور خافت يراه (جاتسبى) فى الضفة المقابلة للشاطئ البحرى كما هو فى رواية (جاتسبى العظيم) للروائى الأمريكى (سكوت فيتزجرالد)، ثم ترنو النفس الى مصدر سحرى آخر فى قمة أخرى أكثر علواً وشموخا.ً
هذا التصاعد اذا ما تم تفعيله فى الجمالى فيمكن أخذه كتصاعد ذوقى ، وهو تصاعد رأسى وأفقى فى أن واحد ، يطال الفرد والجماعة متضامنين ومنفردين، إذ لا نتبين أى غضاضة فى تذوق جماعى يتخلل بنية المجتمع بصورة جماعية، فيخرج فى شكل خطوط بيانية مجتمعية أفقية. بنفس القدر الذى يطال فيه الفرد فى أخص خصائص ذاتيته فيصدر بناء عليه بيانية ذاتية جمالية متصاعدة.) أهـ
وهذا أخى لا يشكل بديلاً عن تتبع وقراءة الأطروحة بصورة متكاملة.
مع ذلك فلقد بلغت معك السعى، فإذا كنت ولا بد متسائلاً المزيد من التساؤلات فأرجو حصرها وتفصيل أين يكون مسها للأطروحة البحثية.
أما فى شأن ذكرأسماء المؤرخين الأوروبيين، فلا أظن أن هنالك مؤرخاُ أروبياُ يخرج عن تصنيف مدرسة (الكولينيالية) إلا القليل الذى لا يذكر. وقد يخرج من هذا السلك مؤرخو (أثينا وروما) بحكم وقوعهم خارج دائرة الوعى بالتاريخ كمعرفة. لكن أقصدهم كلهم منذ مؤرخى عصر النهضة كما هو الآتية اسماؤهم

1. Lerenzo Ghibrti (1378-1455)
2. Antonio Di Tuccio Manetti (1423-1491)
3. Antonio Filarete (1400-1469)
4. Leone Battesta Alberti (1404-1472)
ثم من هؤلاء الى استاذ علم المصريات الأول الفرنسى شامبليون
ومنه الى الآتية اسماؤهم واصداراتهم:

[align=left]Be]ozerskaya, Marina.
His book: "The Legacy of Vasari." In .Rethinking the Renaissance, ed. Be]ozerskaya, Marina, 7-46. Cambridge: Cambridge University Press, 2002.

[align=left]Wim Swaan
His book: (Medieval Architecture, The Gothic Cathedral, London, Omega. 1988)

Panofsky, Erwin:
His Renaissance and renascences in Western art. Publisher: Harper & Row. Year: 1972

Will Durant
His Encyclopeadea: The Story Of Civilization,. New York: Simon and Schuster. 1935, Read the first five volumes

Burckhardt, Jacob.
His book: "Fall of the Humanists in the Sixteenth Century." In .The Civilization ofthe Renaissance in Italy, ed. Burckhardt,
Jacob, 162-170. New York: Phaidon, 1945
[align=right]

[align=right]

بعدين والله ياخى انا ما خليت لى مصطلح وارد فى الدراسة إلا وشرحتو ، خاصة المصطلحات الأساسية كأوروبا و الجمالية والمعرفة والعلم والعقل والذهن والثقافة والحضارة. واظن انو ما فاضل غير التراكيب من هذه المصطلحات مثل (جمالية الحضارة المعاصرة.) ودى معروف طبعاً أنها مصطلح تركيبى يسهل الوصول لتعريفه من خلال تجميع تعريف المفردات. ودى لازم انتو تتعبوا فيها معاى شوية. أما مصطلح (الثيموس) فدا ما حقى. دا حق الكاتب والمحلل الأمريكانى السوسيوبوليتيكى (فرانسيس فوكويايما) ويقصد به (تقدير النفس لذاتها) ببساطة يعنى. عموماً اذا بتشعر انو فى مصطلحات محتاجة للشرح فحقو تتساءل عن ما اقصده منها مباشرة.
باقى شوية وجاييك ليهو بكرة ان شاء الكريم

.
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 8:45 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

تكملة إجتباتى على أسئلة دكتور حسن موسى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى حسن
وعبرك الخطاب موصول ـ عملاً بسنة استاذنا الدكتور عبدالله بولا ـ الى إخوات وإخوة هذا المنبر الرحيب.
سلامى وترحابى
يعم وما يفرز حد
الرضيان والمابى
وبعد،
أعود وفاءً بوعد قطعته بالإجابة على كل تساؤلاتك، عسى أن ترضى وتحن، وتدينا من (وقتك) شوية.
وقد تساءلت ثالثاً بما يلى:
(أنا لم أفهم العلاقة التي أقمتها أنت اكثر من مرة بين عمل الفنانين و التحولات في مسار الحقب الحضارية زي كلامك الأخيرعن إنمساخات العمارة القوطية)
والإنشغال بأمور معايش الدنيا ام قدود ظاهر فى بناء هذا السؤال. وأكثر ما جال بخاطرى أن هذا السؤال يحوى فرضية تشير لمسألة ضعف توضيح يعترى أطروحاتى، يبين فى ضعف القدرة على الإمساك بخيط رئيسى. حيث تضيع بكثرة الإستطرادات و المتداخلات قدرات المتابعين للأطروحة. وقد واجهت هذا الإتهام قبلاً من صديقى العزيز الناقد الأدبى الحصيف نادر السمانى الذى يدفع امامى باتهام أنى أكتب متناسياً تماماً أن هنالك قراء غير متابعين لأطروحاتى يفقدون المداخل المناسبة، تلك التى يدفع بأنى أكتب معتمداً على أن الجميع بالضرورة يعرفونها ويلمون بمضمونها.
وأنا الآن أعترف أمام الجميع بهذه الخطيئة التبيينية الكبيرة. ولكنى مع ذلك فلم آلو جهداً فى اصلاحها. الأمر الذى يدعونى لقراءة أطروحاتى بعين الناقد. وبى طمع أن ينبرى من يفند أطروحاتى بشي من التفصيل بما يحوى إضافة الى تفنيد لب أطروحة فى شأن جدلية العلم والمعرفة الى بيان هذه التداخلات والإستطرادات فى أمثلة من النص بما يرى أنه يعيق خيط الأطروحة الرئيسى.
أما انمساخات العمارة القوطية فهذه والله لم ترد فى خاطرى الى الآن. أقول ذلك بحسب فهمى للإنمساخات فى المصطلح الذى يعنى المسوخ أى المشوهات(Metaphoric). والتعبير الأصح الذى ورد فى أطروحاتى كلها عن العمارة القوطية هو مصطلح (الإستنساخ) أو (.Replication ) باللغة الإنجليزية.
الإستنساخ فى العمارة القوطية ورد ضمن ورقة تقدمت بها رداً على المجرى العام لكورس الدراسات فوق الجامعية فى شعبة تاريخ الفنون بجامعة (أيوا) وعنوانة معرّباً هو كالآتى:

سمنارات فى تاريخ فنون العصور الوسطى:
من قتل الفن القوطى؟

كل أرواق ذلك الكورس ومداخلاته من الطلاب والبروفسير المشرف عليه وهو المؤرخ الكبير فى تاريخ العمارة (روبرت بورك) قد تشكل شعبة من شعاب بحث الجمالية الأوروبية. وقد قدمت فى ذلك الكورس ثلاث أرواق حول كتابات بعض المؤرخين. ثم ورقة نهائية جامعة بعنوان:
هل قتل الفن القوطى؟
بالأمس القريب وردت لى مداخلة من أحد اساتذة تاريخ الفنون الشباب فى الجامعة و كان يشاركنى ذلك الكورسى واسمه (قاريت نوب). وهى مداخلة تحوى اعترافات مثيرة وصريحة بعملية الإستنساخ. ولا أستطيع للأسف نشر كل مداولات الكورس لأنى أعتمده مبحث ثانوى يحوى فرضيات تاريخية هامة وكبيرة، أن أهالى منطقة حلفا واسمها منطقة (بطن الحجر) كان لهم القدح المعلى فى بناء (أثينا) و(روما)، أما العمارة القوطية فكان بناتها هم الأتراك والمغاربة والمورسكو ونوبيو شمال الشلال الرابع. وما زلت أتتبع خيوطاً دقيقة فى مجالات فنية بالغة الدقة مثل انتقال معارف علم الإظهار المعمارى التقنى والبصرى من مصر وكيفية وروده الى مصر ذاتها من النوبة العليا والسفلى. وأعتمد فى هذا البحث غالباً على الحرفية فى أسلوب الرسم والتلوين.( The Style . )
وذلك عبرعمل مقارنات دقيقة بين أسلوب العمارة النوبية التى تحوى شواهد ما زالت حية وحرفية الإظهاريين المعماريين فى أثينا وروما من محفوظات لكنوز أولئك الإظهاريين. وطبعاً كما تعلمون فأسلوب الحرفية يشكل (بينة ظرفية) تحتاج لتعضيد من وقائع تاريخية ما زال بعضها محفوظ بشواهد واثباتات مدهشة. فامسكوا الخشب.
بالمناسبة فهذه الأطروحة تتكامل وتسير مع جماع أطروحاتى عن التمرد الأوروبى التاريخى الحضارى ضد الثقافى.
وكل ما أرجوة هو التوفيق من المولى والمعونة على عمل الخير.
لكنة مع ذلك فيمكن نشر الجانب الذى يختص بمداخلاتى وورقتى الأخيرة ومداخلة الأستاذ (قاريت نوب) الذى ذكرت ورودها الى أعلاه حول استنتساخ العمارة القوطية، فإذا كنت تروم ذلك فسأنشره فى بوست مصاحب كى لا يشوش على خيط مبحث الجمالية.
نعم قد عدت لممارسة الرسم. وسأقوم بارسال أعمالى حالما أحصل على تصوير لها مناسب. فقد فشلت تجربة تصويره الفائتة. المهم أن عملى محصور الآن فى مجال الرسم, واليد معسّمة والحمد لله، وهابشت العود مع الأخوين الموسيقارين عبدالله محمد عبدالله وخالدة الجنيد، ولقيت التعسيمة أكبر وأشد، أما الرقص فإنى أفضل مصطلح الإخوة المغاربة بس بشرط ناخدو بمعناه المعروف فى أدب المتصوفة. أما الرقص الذى تقصده فذلك قد فارقته (فراق الطريفى لى جملو). ورغم أن الطاقة موجودة والحمد لله، وأكان شفتنى فى حلقة (الذكر) يمكن ما تعرفنى إلا بعد تدقيق شديد، وستتعجب وتقول : ياربى داك عمر اللمين الكنتا بعرفو، وطبعاً لأن فى مخيلتك بتتذكر (شيطان مكة). فما فارقته تماماً هو (الإستعراض)، فدا بقيت أخاف منو عدييييييييل كدى، زى خوفى لمن أكون نايم وحلمان إنى ما زلت شيطان مكة وأقول فى حلمى : (ياربى كيف الخلاص من هذه الورطة). شايف يا حسن يا خوى، المسألة بقت بالحدة دى.
مع ذلك فلا أنكر على الراقصين الإستعراضيين استعراضهم، ولا الممثلين تمثيلهم ولا المثالين منحوتاتهم.
خلاصة هذا الأمر أنى استشرف من الفنون أفقاً لمعرفة الداخل، ذلك الكم الذى أهملناه لاستشرافنا لفن الخارج. شايف يا خوى
حبى ومودتى، والسخّاك لينا يسخى لينا استاذنا الدكتور بولا، حاكم هو زاتو صاحب وعد يجعله مشمولاً داخل أغنية (عشّة الفلاتية).

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الأخ الموسيقارخالدة الجنيد

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا عمر
يا زول أخد راحتك و واصل و جيب باقي الكلام و أنا متابع و مستمتع و وعدي بفرز تفاكيرك من مشهدي الشخصي قائم.
أنتظرأشغالك التشكيلية الأخرى سواء كانت أشغال تصاويت أو أشغال تصاوير أو حتى أشغال " تحاريك" لأني أرى فيها محط هذا الأمر الغميس الذي يمكن أن نطلق عليه "ماهية الفعل الجمالي".و " ماهية " الجمالية تستعصي على وسيلة الفلسفة كون الفلاسفة و المؤرخين يصلون أرض القتال بعد إنقضاء المعركة. معركة الخلق الجمالي. و جل ما في وسعهم هو توصيف اللهيب كمعكوس الرماد و توصيف الموت كمعكوس الحياة.و أنا يا صاح أتوجس من فلسفة علم الجمال كما أتوجس من فلسفة علم التاريخ و كلاهما وجه من وجوه التعبير الأدبي. والأدب مخاطرة لاهوتية كبيرة لا قبل لي بتحمل عواقبها. وأنا يا صاح رجل زاهد في الإيمان و غاية طموحي أن أصون نفسي عن الخوض في ماء الأدب ما استطعت لذلك سبيلا. جاء في الأثر، أثر الفلاسفة، أن" الفلسفة تعلّمنا كيف نقبل الموت" ( سيسيرون). و أنا أعقلن الممارسة الإبداعية كشأن حياة ،في معنى حياة الحيوان المقيم عند تقاطع الأن و الهنا و هذا من أسباب ريبتي بأدب الفلاسفة ، بل و هذا من أسباب ركوني الغريزي للصناعة الإبداعية. و أناأعني "الصناعة" كموقف من الوجود: صناعة الوجود.و لو شئت قلت : صناعة الحياة في تداخل أبعادها المادية و الرمزية.أهي دي " ماهية الجمالية" العميانين منها الأدباء الفلاسفة(و هي أيضا " فلسفة" في التخليل النهائي و سيك سيك معلق فيك).
ياخي الأخ الموسيقار عبدالله ود السجانة دا عرفناه لكن " الأخ" الموسيقار خالدة الجنيد دا منو؟
مودتي حتى أعود
.
أضف رد جديد