اشكاليات الجمالية الأوروبية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

أخى عمر الأمين لك سلامي ولك تحيتي وأيضا للأستاذة نفيسة الجنيد

اقتباس
أما قولك عن المعرفة وعلاقتها بالإفلاطونية
أنا لم أصدر قولا يفهم منه تعويلا علي المعرفة وعلاقتها بأفلاطون. ورد هذا فى كلام هكسلي حيث رأي إن فلسفة أفلاطون المسكين حول الوجود هي التي حجبت عنه حقيقة الوجود ,تلك الحقيقة التى تجلت لهكسلى- في وردته المتوهجة بفضل نورها الداخلى.أوردت أنا هذا إذ حسبت انه يتفق معك حين يرى أن الفلسفة-المعرفة- تحجب حقيقة الوجود ولا تفسره. وحسبت أن تلك الوردة العجيبة تستحوذ عليك ولو قليلا, وتنسيك أفلاطون تماما, خاصة وقد عرض بهاؤها الرهيب في صيغة لتكشف تنكب أفلاطون مسالك الحقيقة.

[size=24][[بحث في جلسات التصوف]
[عالمي أم لا؟]

ما دام العقل عندك- عزيزى عمر- يعني حالة الكشف واللذة الصوفية أرى أن نركز النقاش بل البحث حول التصوف.
وفيه أرى أن نكثف الوصف لما يجري في جلساته من ممارسات والقيام بعملية مضاهاة بين مناهجه بقصد وضوح حول عالميته من جانب-يعنى عالمي أم لا؟- ووضوح حول تباين أو تطابق ممارساته فى التصوف الإسلامي نفسه. اى أنى لا أرى أن المسار الذى اقترحته أنت هو الأنسب .حيث اقترحت أنت أن نبدأ بدراسة في علم الأديان المقارن بل وأنت تريد أن نعبر بالرجوع إلى هيجل وكانت وكروتشيه وسارترتلك الكتابات التى فقدت كثيرا من فعاليتها,نحن فى غنى عن ذلك فلنبق كل أو اغلب وقتنا فى مكان الحدث نفسه مع تجارب التصوف الإسلامية والتجارب الأخري بدلا من استفتاء الفلسفة التى ستصل متأخرة بعد انفضاض المعركة. وكل مقترحي هذا مستوحى من تلك الانتباهة البليغة لصديقنا حسن موسى.
دعنى افصل قليلا في كيفية التناول
مبدئيا يا اخى عمر أريد رأيك فيما يلي
هل يمكن أن نقول إن الجلسة الصوفية تتكون من مرحلتين على الأقل حيث تبدأ بقاعدة عقائدية ثم تكون ذروتها فى تلكم الحالات ا لوجدانية بلذاتها وكشوفها والتي قد تختلف كثيرا عن المدخل العقائدي نفسه.(مثل ليس في الجبة الا الله)؟
هل يمكن أن تجري المضاهاة بين التجارب المختلفة بهذا النهج يعني نلاحظ في كل تجربة مدخلها العقائدي وأدواتها, ونرصد فى كل تجربة ذروتها.ثم نعود نلاحظ التباين في ماذا والتطابق في ماذا؟
هل تتفق تلك التجارب جميعها بأنها بحث عن وحدة الذات مع الوجود. وان ذروة كل جلسة هو تحقق تلك الوحدة؟
هذا البحث يحتاج زمنا, لذا ستكون الفرصة لك وللمتداخلين الأعزاء حتى عودة.ولي في هذا البحث مآرب آخري, فأشكرك جدا عزيزي عمر.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

عبد الماجد والشقلينى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



الأخ الأستاذ الكبير عبدالماجد محمد عبدالماجد
سلام وتحايا زاكيات
أزعل منك؟
و دى بتجى كيف ...؟
أنا يا اخوى ما بخوفنى أكثر من الشديدى التواضع زيك كدى،
ديل يا خوى بخاف منهم خوف راسو عديييييييل .

أحكى ليك قصة؟

عند أهلنا الصادقاب (مَقَدّم نجيض) اسمو حسين اسحاق (يرحمه الله رحمة واسعة).هذا المقدم أصله يعود الى منطقة فى أقصى جنوب كردفان. جاء الى (البنية الصادقاب) بحثاً عن أخ له سمع أنه شوهد فيها، وهى بالمناسبة مقر خلافة الطريق القادرى فى السودان وتقع فى قلب جبال الفاو فى الطريق بين القضارف وودمدنى. ولما جاء المقدم حسين اسحاق وقابل خليفة السادة الصادقاب الشيخ أحمد البدوى، وجد حلاوة من الشمايل غلبه أن يفارقها، فنسى ذلك الرجل مهمته وطاب له المقام، فمكث هو الآخر، وتزوج وأنجب ذرية صالحة الى توفاه الله قبل ما لا يزيد عن الست سنوات.
وليس هذا بغريب عند السادة الصوفية على اختلاف مشاربهم أو اختلاف مضاربهم، فهذا هو مما يجرى عندهم كالعادة. ولقد نما حسين اسحاق واخضوضر سوقه صوفيا حتى صار من أهل الحضرة. ومن خاصة الخاصة لشيخه، وصاحب معارف وتجاريب يتلمس ودها ويطلب التقرب من حضرتها اكابر الشيوخ العارفين. ومن عادة المقدم حسين اسحاق أنه يسير منكس الراس، وعلى وجهه ابتسامة بيضاء لا تفارق وجهه شديد الصفاء حتى وهو يرسل دميعاتة ويشتتها كأنما هى حبيبات ماء يهش بها متوضئون على وجوههم النضيرة. ويسلم على الجميع وهو مطأطئ لرأسه. خاصة المشايخ، فهى يسلم عليهم وهو يكاد يحبى على الأرض ، ويقبل أكفهم، ويهم ـ لولا أن الشيوخ تمنعه ـ بتقبيل أقدامهم، حتى ليظن مستجدو الشياخة من أمثالنا كأنما هو يستجديهم الإقتداء والتبرك. فى حين أنهم فى واقع الأمر يحتاجون لخبرته ورسوخ قدمه أكثر مما يحتاجهم هو
كان المقدم حسين اسحاق يسير دائماً حافى القدمين، رأيته هكذا فى المندرة قلب سهل البطانة فى الزيارة السنوية التى يقيمها السادة الصادقاب لجدهم الأكبر الشيخ محمد الهميم ود عبد الصادق فى ألأسبوع الأول من نوفمبر، وهذه فترة تغطى فيها منطقة المندرة (ضريسا تقد البوت). لذلك يعتمر القوم عن بكرة أبيهم نعلاتهم إلا حسين اسحاق والقليل من أمثاله. مع ذلك (فمشباح) قدم المقدم حسين اسحق من النوع الذى لا يجارى حتى للمتنعلين من أمثالنا.
شايف يا خوى (المشباح والضريسا)كيف؟ عشان كدى يا خوى رووق المنقة ....... فنحن كلانا فى الهم والآمال شُرقُ.



أخى الباشمنهدس عبدالله الشقلينى

عفيت منك يا خوى
والله وجع الجمالية دا ما بداويهو غير زى الجاغريو أو بلدياتو ود الرضى أو ود الفراش.
وانا ميت فى الأخير دا.

و أكان للغناء كمّلو ود تميم وقعد يشوشى:

كدى قوم يا صاحبا
جيب ناقة طيبة
جميلة المحقبا
سناما أنصبا
للفوت مناسبة
شدلى واحقبا
لعلى اركبا
وبالشعر أطربا
تشد وتقربا
كسراعة الظبا
لضريح المجتبى
تبلغنى مرتبا

من قاملو فقط هجين سارح وراكبا

فيردد الجميع وعيونهم مغرورقة بدمع المحبة والشوق:

نبى الله المجتبى
شمس الكواكبا
من قاملو فوق هجين
سارح وراكبا

أو الشيخ الدسيس وهو يشاشى بأبيات ابشريعة مترنماً:

قام الراوى بالليل يرعا
بى غنماً كبار الضرعا
موسومات بعقرة وفرعة
من تيلاد ابوهو الورع

لى سيد برعة ...... شوقى اللييييييييييلة

فيردد المحبون الولهون

قوم يـــــا ماشى لى سيد برعة ...... شوقى اللييييييييييييلة

فيعقب المادح فى وصف الراعى لأغنامه وقد استبد به الشوق فخرج الغناء فى نداوة الطل وطراوته:

ما بتمرق تضر البسعا
وعند الغيبة تجى منقصعة
تلد الواحدة فوق التسعة
ونحلبا فى البدن والقصعة
لى سيد برعة ..... شوقى اللييييييييييييييييييلة

قال لى والدى: ابشريعة بسرح بى غنم الصلاة على الرسول

.... أى مفردات هذه يا أخى الشقلينى. والله انى اخاف عليها من الشرح، فربما يشرخها شرحى بدلاً عن أن يشرحها. فهل تشرحها نيابة عنى يا أخى.

صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

هاك يا حسبو

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى الأستاذ محمد حسبو
وانت كمان بخير فيهم الثلاتة الهجرى والجريجورى الغربى المعدل الجريجورى الشرقى الزى ما هو من يومو داك لى يومنا هذا.
أرى أن أمر العلم عندك يختلط بالمعرفة حتى لا يكاد يبين بينهما من فارق. فانت والأوروبى فى ذلك واقعان فى ذات الإشكال الكبير، تواضعتما أم تكبرتما.
ولأزالة هذا الإلتباس فلا بد لكما من تعريف أولى ومباشر وصريح لكليهما منفردين العلم والعرفة. وأظن فى هذا الشأن أنه لا ينبغىأن يحجبك نقد اخطائى من تقديم ما تراه من تعريفات صحيحة فى عبارات اثبات مباشرة المعنى جنباً الى جنب عبارات النفى الناقدة.
فالمعرفة قبل أن تعرّف من خلال موضوعيتها أم ذاتيتها تحتاج لتقعيد بتوضيح معناها عندك وعند أوربا صاحبتك دى.
أما عندى فالمعرفة هى عمل فى نهاية أمره. بل ولها علاقات انتاج بين معاملين هما الإنسان وربما الحيوان من ناحية والواقع الطبيعى والمجتمعى من ناحية أخرى. ومن ثم يمكن التوصل لناتج علاقات الإنتاج المعرفى فى جدل هذين المعاملين ألا وهو الفكر وسنامه الحكمة أو ما يطلق عليه أعمامك المفكرون الأوروبيون الفلسفة.
لذلك فالمعرفة عرضة للقياس، صعوداً بصعود حصيلة العمل والتجريب الإنسانى، أو وقوعاً فى البدائية والتخلف تبعاً لبدائية وتخلف العمل الإنسانى أو تخلف تجريبيته. لذلك فالمعرفة يعتريها التخلف أو البدائية أو الطفولية أو التقدم أو المعاصرة الخ قبل أن تكون ذاتية أو موضوعية، فحالة المعرفة هى مما نوسمها به بصورة أولية قبل أن نقوم بتصنيفها كموضوعية أم ذاتية.
وهذه الجزئية لوحدها تدخل أوروبا بمعارفها كلها فى (حيص بيص) وطبعاً ستدخل أنت معها بالمزيكة. إذ نطالبكما بتعريف المعرفة الذاتية المتقدمة أو المعرفة الموضوعية المتخلفة. والمسألة ستذهب لمشاكل متلتله أبعد من ذلك عندما ينطبق مفهوم المعرفة عندكما مع العلم أو الصدق أو الحق فتأتى مطالبتنا لكما بتنيين كيفية الرقى والتقدم أو التخلف والبدائية مع العلم والصدق والحق. وبالعربى الواضح المافاضح ، وبدون أى تكبر، إذا قبلنا بوجود معرفة متخلفة، وأن العلم يتطايق مع المعرفة الموضوعية ومع الصدق ومع الحق، فما هو العلم المتخلف. وماهو الصدق الموضوعى المتقدم ، وما هو الحق الموضوعى البدائى.
أظن يا أخى هذه (سَلَطَة فكرية) لم يدر فى خلد النازى الألمانى (هيزينبرج) أنه سيواجه فى يوم ما صعوبة تركيبها وهو يعمم عدم قدرته التحقق من سرعة الإلكترون لضعف قدرة الإلتقاط الآنى للسرعة عند نقطة الوصول ونفسها للسرعة عند نقطة التحرك، فلجأ لمعامل الخطا، وألجأته معرفته (الطفولية) عبر هذا التجريب الفيزيائى للتعميم فى مفاهيم حارج حقل الفيزياء البحتة وذلك اقتداءً بطفوليات أسلافه ديكارت وايمانويل كانت الخ الخ من محتقبى منهج الشك الطفولى المعرفة.


أما العلم فى تعريفى، وهو غض النظر عن امكانيتنا المطلقة أو المقيدة فى التعرف عليه، فهو معرفة القوانين فى ناموسيتها، أى خارج نطاق عملنا المعرفى، أى بالعربى الفصيح ،خارج تجريبيتنا. يعنى الناموسية هى كل قانون حيوى أو طبيعى سارى وليس هو من صنعنا ويعنى أيضا ما زى قوانين الإقتصاد كمثال لمعرفيتنا. إذن فالعلم هو التعرف على ما هو موجود فى أصل وجود عالمنا ـ الأرضى أو الكونى. كالطاقة الكهربائية، المغناطيسية، الضوء، قوانيبن تكوين ونشوء المادة الحية الخ الخ. فهذه كقوانين موجودة وفاعلة علمنا بها أم لم نعلم. دى دايرا ليها صدق ولا كضب.
وعلاقة الحق بيها شنو؟

هل اطلعت يا أخى محمد حسبو على آخر ما توصلت إليه هيئة اليونسكو من تعريف للعلم؟
المسألة ساهلة جداً وبتلقاها عند أى استاذ فى مناهج البحث العلمى فى أى من كليات التربية المنتشرة فى ربوع عاصمة بلادنا الحبيبة. وفى مكتباتها أيضاً.
وتلقاها فى دار اليونسكو بالقرب من المركز الثقافى الفرنسى وجريدة الصحافة.
المهم الداير أقولو ليك أن هؤلاء الرجال قد أخرجوا مادة الرياضيات عن تعريف العلم الذى حصروه داخل حدود فيزياء وكيمياء المادة الجامدة، وكيمياء فيزياء المادة الحية. أما الرياضيات فقد توصلوا بعد جهد جهيد الى أنها آلية لمقايسة ومعايرة هذه العلوم.وليست هى علماً فى ذاتها.

نحن قبيل شن قلنا ..... ما قلنا الطير بياكلنا

أطن أنه فى الحق فأنت تحتاج لقراءة أخرى متأنية. ولتصميم أسئلة استفسارية عن الأطروحة تمكن من تدارسها بمقارنة متأنية، حتى تخرج لنا باعتراضات منهجية أقوى. أنا مقتنع بأن ذلك سيحدث. وقد تجاوزت هنا وهناك من أجل الأهم. فأنا ورا اوروبا والزمن طويل.
سأنتظر عودتك
تبقت لى الأستاذتان ايمان ونجاة
وسأعود إليهما غدا الإثنين ان شاء الله
للجميع حبى وسلامى.

آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 18, 2009 7:22 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

البقر المجنون في المسيد كالثور الأرعن في مستودع الخزف

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


الأخ العزيز عمر

و الله قرأت كلامك منذ قليل و ترددت، أواصل وللا لا؟ و ترددي دا سببو أمرين: أوّلهما خشيتي على حوارنا هذا من منهج الخم، قلت لنفسي مولانا عمر صوفي غير قنوع، ما راضي يمايز بين المعارف و الكشوف الصوفيّة (و مناهجها إن وُجدت و هيهات) و بين المعارف العلميّة الموضوعيّة (و مناهجها القائمات)، داير يلمِّهن الاتنين بالكوار، يخرّب دا و يلتق من خلايا داك (الجذعيّة)، و إيه كمان، شايفك في نص الكلام زدت زوادة المعرفة الذاتيّة المتقدِّمة و المعرفة الموضوعيّة المتخلِّفة، أي ما يُعادل الحدس الخلّاق (قصاد الذاتيّة) و النظريّات أو النماذج التي تمّت تخطئتها في لغة العالمين (قصاد الموضوعيّة المتخلِّفة)، بس شيخ عمر داير يجي من الشباك دا يفتح الباب لإدخال ما يتجلّى للصوفي في مقاماته و حضراته و يجعله لـ"نا" علما و نحن لا نشارك هذا الناسك لا الحضرة و لا الحال، يتناسى مولانا عمر أنّ الحدس الخلّاق في مجال العلم تنتج عنه فرضيّات ثم نظريّات ثم يُختبر و يُجرّب و هو على طول الخط قابل للنقض، بينما شطحات أهله "الواصلين" و ما ينجلي لهم سيبقى دون قابليّة للفحص

و لم سُمِّي أبو بكر الصديق صدِّيقا؟
لأنّه صدّق مُحمّداً حين كذّبه الآخرون -في حادثة الإسراء (و المعراج؟)-،
و هل اختبر أبو بكر ما قاله النبي مُحمّد ثمّ صدّق به؟

لا و ما كان له، و لو كان تصديقه قد جاء بعد اختبار لما استحق لقب الصدِّيق و لما كان أفضل من هرقل الروم أو حمّالة الحطب و لو بدرجة، و لذلك جاء في الكتاب: "و الذي جاء بالصِّدق و صدّق به أولئك هم المتّقون" الزُمَر، (مرّة أخرى أحيلك إلى الإمام جعفر في هذه الآية في حديثه عن فضل أبي بكر المعنيّ بالقول)، فالمجالين متغايرين أخي عُمر، الحدس الخلّاق (و هو ميتافيزيقيا قطع شك) (اعتذر عن استخدام هذه الكلمة المقعّرة مما لا أحب و لكن مضطرّا غير باغٍ) يتم استكماله بالوسائل العلميّة و جلبه لميدانها، مثلما حدث مع آينشتاين أو جاليليو أو ديكارت، فقد أُلهموا حلولا لمشاكل عجزت الممارسة العلميّة اليوميّة عن إبتداعها، و لكن كان عليهم صياغة هذه الحلول في شكلٍ تقبله لغة "التقليد العلمي"، فلا يكفي جاليليو أن تبرق في ذهنه فكرة أنّ الأرض هي التي تدور حول الشمس، و هي فكرة في منتهى الغرابة حينها و ما كان له تحصيلها مهما اجتهد -ضمن ما أسماه كوهن بـ- النموذج الإرشادي السائد حينها، أي الذي يرى في مركزيّة الأرض أمرا مقدّسا و له دلالات دينيّة، تسنده الآلاف من الشواهد التجريبيّة اليوميّة، لذا نقول عن مثل هذه الفكرة الغريبة و الناشزة إنّها حدسٌ خلّاق، سمّه معرفة ذاتيّة متقدّمة، شرط خضوع هذه المعرفة (أو الكشفة مؤنّث الكشف) من بعد لمنطق العلم الموضوعي، و هذا ما فعله آينشتاين و اجتهد في فعله حينما حوّل البارقة (الفذّة في التأريخ) التي خطرت له عن الزمان و المكان و هو جالس هناك يتعبّد في غار/ مكتب براءات الاختراع، إلى مقال (يصلح للنشر) قدّمه للسيّد ماكس بلانك، و لربما أظن بالغيب أنّ آينشتاين استغرق في صياغة ما أُلهِم زمنا ليس بالقصير، كي يُصبح حدسه صالحا للمشاركة مع آخرين، و لو كان مات قبل إتمام هذا المقال لما كان بوسع أحد أن يفكِّر في النسبيّة إلّا كجنون، أو شطحة غنوصيّة ليهودي، مهما تحدّث آينشتاين عنها لخاصّته..

هذا هو الحدس الخلّاق، الذي يغرف من "بحر" الميتافيزيكس "العذب" و يسقي نبتة العلم المُر، و هو ما أقبل أن نسميه معرفة ذاتيّة متقدِّمة، و بسبقها هذا لما هو سائد يصبح ما هو سائد بالذات (حال نفيها له) معرفة موضوعيّة متخلِّفة، مثل الإيمان بأنّ الأرض ثابتة و مسطّحة و هي مركز الكون، فهذي معرفة موضوعيّة متخلِّفة الآن، مصيرها ليس أفضل من مصير عنصر الفلوجستون الذي قبره لافوازييه بحدسه الخلّاق المتقدّم.

استطرادي هذا ما قمت به إلّا لدرء و استباق مشروعك لتوطين شطحات أهلك الصوفيّة -و أنت على رأسهم نار- ضمن وعاء المعرفة الذاتيّة المتقدّمة، لأنها ستبقى خبرة ذاتيّة حتى لو صدّقها آخرون لعامل ولائهم للعارف الشيخ الذي في مقام الرضى، أو لعامل استلذاذهم بحلاوة "منطقها" مثل لذّة تهاريف ابن عربي عن تقابل حروف اللغة العربية مع مراتب الوجود، و لذا تراهم يجعلونها أسرارا يخصّون بها من يشاءون من السالكين، دعك من ابن عربي و السادة السمّانية و لنرتق للأعلى، فحتى الإسراء و المعراج، و ما تلقّاه فيهما النبي من معارف مفترضة، لا يسعك وصفها بالمعرفة الذاتيّة المتقدّمة إلّا توقيراً غير ملزم لسواك، فليس بوسع أحد نشر هذه الرحلة في السموات و ما رودنا عنها من أحاديث في مجلّة ماكس بلانك..

منهج الخم دلّني عليه التفافك يا مولانا على الاسئلة، رغم أنّ الاسئلة اجتُرِحت من صلب مقالك، فأنت وضعت تعريفا للعلم تحدّثت فيه عن البرهنة و التأكّد، قلنا لك أنّى لك التأكد يا مولاي؟ و هذا سؤال يستحق أن تُجيب عليه لتضمن سريان تعريفك للعلم، أو فتراجع عن هذا التعريف و نقّحه، أنا لا اتشدد في هذه النقطة عبثا، فلي فيها مآرب ضدّ كلامك و أرجو أن تجيبني كيف تعرف أنّك حزت عِلما؟ و سألحُّ عليك بالسؤال أو فلك أن تقول إنّنا –أبداً- لا نعرف أنّنا نملك علماً. و للتذكير فهذا تعريفك (للعِلم) مكرّراً لعنايتك مقتطفاً من موضعين:


وهو فى أدنى صوره معرفة مميزة لكونها تم الثبت منها بأن تم اختبارها والبرهنة على صحة مقولاتها ومن ثم تعميمها كمعلومات صحيحة لا يلتبث إليها الشك ولا يعتورها خوف من الخطأ.

عليه يكون العلم مصطلح لما نتأكد من بلوغ أمر صحته درجة اليقين، ويستند الى براهين غير ذات التباس مما هو موضوع بمعزل عن تجريبيتنا كعلوم الكيمياء و الفيزياء و البايولوجيا مثلاً، تلك التى لا تكتسب مشروعية وجودها بحكم أنها عمل ومعرفة بشرية، فهى كاملة الوجود بمعزل عنا ، علمنا بها أم لم نعلم.


هل لي أن أرجوك رجاءً خاصّاً –كما تقول بعض الأستاذات- أن لا تخمّني و تقف و تشرح هذا الكلام الذي قلته يا شيخنا عمر؟..

لم أطّلع –كعادتي- يا سيّدي على تعريف اليونسكو للعلم، و لا أعرف ما حجيّة مثل هذا التعريف؟ و لكن إن كنت مُحتجّا به على شيء فأورده لنا نتدبّره معك..

موضوع الرياضيات (و مطابقها المنطق) و تصنيفها كأداة تحليل للعلوم ما فهمتك فرحان بيه ليه؟ و إنت قلت شنو قبيل؟

و في ختام تعليقي على الأمر الأول (قبيل شن قلنا) و هو أمر خشيتي من الخم فقد حسمت ترددي بأن لا أترك له المجال، و أن لا أبرم من مثل توجيهك لي لإجراء قراءة متأنيّة.

أمّا الأمر الثاني، من أسباب ترددي في الرد، فهو أن أمر التعامل مع التفكير الصوفي المتداعي على السجيّة و سد الثقوب التي يسيل منها، يتطلّب مع الصبر وقتا، و أنا عندي امتحان في الكليّة الأسبوع المقبل هو قبل الأخير إن شاء الله، و لعل هذه سانحة لاعتذر عن تراجع أدائي الكتابي خلال العام المنصرم و نصف هذا العام لانشغالي بقراءة أكل العيش، و هي أزرط من القراءة المتأنيّة يا عمر، و كلّي أمل أن أفرغ منها قبل منتصف هذا العام فأجد سبيلا إلى الوعود المعلّقة في عاتقي منذ شهور، فيرى أستاذي عادل البدوي غزلا و يقبل تقديري بعدها إن شاء..

لكن الأمر التاني دا برضو حسمتو، بخلق ليك وكت يا مولاي الهميم، فأنا ماخدك يا سيدي عمر الأمين على محمل الجد لما أراه عندك من جهد و بصيرة قوية، توجههما لنهب محصول الممارسة البشريّة لفهم قوانين الوجود و المسمّاة علماً، أي نعم، و ناوي أقنعك تقبل بأصول لعبة العلم العلماني دي بلا كوار و مكاوشة، فتعود صوفيتك أدراجها موقّرة و على العين و الرأس تسرح و تمرح في الملكوت دا، و زول يغالطك مافي، كيفن يغالطك و في شنو؟ هسة زول زي مولانا ابن عربي دا يقول إنو مراتب الوجود هي أحرف اللغة (العربيّة المقدّسة دي) و كل حرف يديه معنى و يشيل ديل يقسمهن لي أربعة و يسميهن كيف شاء و يقول في فرق بين الله و الألوهة ثم يجعل لي كل مرتبة حد و مطلع فيكون الوجه بتاع المرتبة دي الفاتح على الفوقها له معنى غير بتاعها الفاتح على الدونها و كل المعاني جنان، كيف يمكن مغالطته في هندستو الجميلة دي؟ أها إنت بصيرتك ما هينة و عندك تأمّلات ممكن نجي نقراها في مسيدك هناك كما نقرأ للسادة و أهل الحضرات، و من ضمنها تتكلم عن العلم كما وصفته كشيء يتنزّل لنا بمقدار و كليّاته يعلمها الله الخ الخ دون أن يعترضك معترض فهذه جملة لا سبيل لنقضها أو إثباتها، هي إيمان. هذه حريّة تفكير و اعتقاد، المهم، أن لا تظنّها علما، أو منهجا في العلم، أو معرفة موضوعيّة، فتتشابه عليك و علينا الأبقار، و بقر أوروبا عندو الجن و لهم عليك ذنب و المثل السرّي يقول: بقرة مجنونة في أوروبا و لا مستودع الخزف في المسيد..

معليش إن كترت الهنّات في مداخلتي دي، و الله كاتبها بالقطاعي و الاحتيال، أرجو ما يكون فيها ما لا يليق.
.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

لإيمان ونجاة مع تقديرى وأكان ما خايف أقول ومحبتى كمان

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الإبنة العزيزة إيمان (كيتن [كيّة] على حسن موسى)
بالطبع هذا منبر مفتوح للمناقشة. وفيه افتراض بوجود أطروحات جديدة تحتوى ربما بالضرورة المعرفية على فرادة لا يتأتى معها وجود أخرين يشاركون صاحبها نفس الفهم. وليس فى ذلك عيب، وليس فيه كذلك ما فهمتيه من اقصاء و (أنا) و (آخر)، متى ما كان القصد هو التواصل الفكرى. فالتفرد الفكرى أو الأفكار السائدة وسط مجموعات، فهى حالات لا تحتمل موصوفات الإقصاء المعروفة ضمن أطروحات العرق، مثل احتجاجهم على الوصف ب(الآخر) وما تحتويه من إشارة الى من هو خارج دائرة الإنتماء الإثنى. فأى انتماء فكرى، جماعى أو فردانى، فهو خيار مكفول ومفتوح ومضمون، لا تعتوره بالضرورة أى حالة من سوء قصد. ولا يستثنى من ذلك حتى الفكر النازى أو الفاشى فى جانب كونهما مطروحان للتداول الفكرى. فهما كفكر فذلك غير كونهما كآيديولوجيا. إذ أن الآيديولوجيا أداة. و يمكنها أن تحتوى على إقصاء، خاصة إذا امتلكت آلية للفعل.
وأنا يا بنيتى أهرب من الآيديولوجيا ومن آليات تنفيذها كهروب الحمر المستنفرة.
عموماً ألاحظ فى حديثك لهجه تنم عن عدم الرضا. وربما الزعل. وهذا يحزننى أشد الحزن، أن تؤول آلية الإدهاش الفكرى الى إلية تستجلب الحزن. وقعدت أفكر فى هذا المآل، فهل أمسك بعض ما أود طرحه حتى لا أغضب من كانت يتمتع بقراءة أطروحتى فى بداياتها؟ هو خيار صعب، لكنى أفكر فيه بجدية. فالتفهيم عندى مقدّس ، وآلياته تلوى لها اعناق الحقائق لتستجيب للحقيقة الكبرى، الإنسان الذى يفهم الكلام. ولو فشلت فى هذا الإختبار، فيا لخيبة المسعى، ويا لخيبة المآل.
عموماً ليس سهلاً على الإجابة الآنية على وجهة نظرك التى وردت حول المقدس والتابو، ولا ما يحمله الآخرون من فهم، ولا حتى ما تحمليه انت من فهم للدين. وكل ما أستطيع إضافته الآن هو كلمة بسيطة. الدين يا بنيتى ظاهرة قديمة قدم الإجتماع البشرى. وهى غير كونها تلمسنا كبشر لمساً مباشراً سواء فيه أن كنا مع أم ضد ما تعارف عليه مجتمعياً، فهى لا تحرم أينا من تكوين رأى فى الدين، وهو حق مكفول بلا أى منقصات. لكن مع ذلك فالدين كظاهرة فهو قابل للتفكيك والفهم العلمى والتقييم، وهذا ما أحاول القيام به. وأظن أنى أجتهد فى ذلك.
وأعلم يا بنيتى أن كثيرين يحنقون على جراء تكسيرى ما كانوا يعتبرونه مسلمات. أنا نفسى كنت واقعاً تحت تأثير ما كنت أظنه مسلمات فى أطروحات الحداثة الأوروبية. والغالب من الحداثيين قلبهم مع أوروبا، ويتمنون لو يمتلكون ما يسكتوننى به. لكنى أعلم وأحس من كليمتين كتبتيهن فى هذا البوست، أنك معافية تماماً من هذا الداء. وأنك تستمعين وتناقشين بلا أى حواشى أو متون دوغمائية.
أصبر علىّ شوية سأعود بتعقيب على حديثك أكثر تركيزاً سيرضيك عنى إن شاء الله.
وما يقال عنك نفسه يقال مكرراً للأخ الأستاذ محمد حسبوـ فما أرجوه هو أن يمهلنى قليلاً كى أقوم بترتيب وتبويب اعتراضاته، الرئيسى منها والفرعى، ثم الدفع بتعقيب مركز.
للجميع خالص حبى وتقديرى
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

تلحيق بنفس العنوان السابق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الأخت الأستاذة نجاة محمد علي:

شكيتك على البقدرو عليك
أتاريكى ... أنا مراتين كوركتا يا بو مرووة ..... وما لقيت غير الطناش
يا ربى دا كان جزء من اللبدة زاتا، ولا شنو.
وانت رايك شنو فى ظاهرة لباسة الدهب.
ورايك شنو فى التزيين والزينة.
كدى خلى (الحريش) فى الكليمات الصغيرة دى .... انتى قريتى مقال سبق أن نزل لى فى باب (مفاكرة الجمعة) فى صحيفة الصحافة عن الحديث النبوى الشريف (النساء ناقصات عقل ودين)؟ أها أكان قريتى رايك شنو؟
بس فى حاجة بسيطة. باب الجمالية الأوروبية دا ما بيحمل الصراع الجندرى، وأكان وقع، فحقو نفرزو.
للجميع محبتى وتقديرى الزائدين
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

معادة لحدسث الأستاذ حسبو

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الأخ الأستاذ محمد حسبو
وعبرك الحديث موصول الى ابنتنا الأستاذة ايمان
فلكما مشترك فيما بختص بعلاقة العلم فى عالمنا المعاصر بالدين، وفيما تعتبرانه خاصية ذاتية فى التصديق الدينى، مع تمايز موقف الأستاذة ايمان المحايد من المعتقد الدينى الذى لا يتضح عندك لأسباب موضوعية مقنعة. كذلك هنالك تمايز ظاهر وواضح بين الأستاذين فى استناد مداخلة الأستاذ محمد حسبو على اعتبار الكشف الصوفى والشطحات تقع فى نقطة البداية لمبتدأ المعرفة الذى أسنده عند (آينشتاين) الى حدس ذو أصول (ميتافيزيقية) ومعناها بحسب معارفى المصطلحية المتواضعة هو (حدس يأتى مما وراء الطبيعة) وأسماه (الحدس الخلاق).
والى هذا الحدس يرجع الأستاذ حسبو البديات المعرفية (الفيزيقية) و (الميتافيزيقية). إذ يتجهان عنده الى اتجاهين مختلفين فيصيران عنده متحركين، يتجه المتحرك الأول والأهم وهو (الفيزيقى) نحو البرهنة حيث يتم استكماله بعد جلبه الى ميدان الوسائل العلمية.
ونموذج هذا (الحدس) عند حسبو هو (جاليليو) وما ظلم، فهذا هو مبلغ معلوماته عن متحرك التجريب العلمى الذى هو عندى مغتصب أو مسروق كبير. ولى مقابل هذا الفهم الحداثى رؤية لا يغطيها ركام عن رؤية مرابط أفراس هذا التضليل. وأكثره جرأة هو سرقة متحرك الفهم التجريبى المعرفى ثم نسبته زوراً وبهتاناً الى (جاليليو) أو (روجر بيكون) أو (ديكارت) فهذه (بلفة) أوروبية أكبر من بلفة (ناس الشاعر العبادى) فى غنائيته (سايق الفيات) لفتيات (مُشرع الشلال) الغريرات.
ولى فى هذا الصدد محاولات للعكوف لتجويد الشواهد على هذه السرقات التى تتغطى تحت ركام انجازات الحداثة المعاصرة، أو إن شئت فقل (حصان طروادة) الإنحراف الأوروبى الحضارى الكبير للدخول الى حصون الثقافة المجتمعية التى تستعصى على الإختراق الحداثى بما فيه الإختراق السياسى الديمقراطى. وبالطبع فذلك مما يدير روؤس شبابنا فى مواجهة (سلطوات) سياسية وطنية حاكمة لا تمثل ثقافتنا، بقدر ما تمثل نماذج أوروبية مستنسخة هى نفسها مما يقع ضمن التضليل والبلفة الأوروبية المعتبرة .
وهنالك بالطبع متحرك آخر لم يتعبنا الأستاذ حسبو كثيراً فى استنتاجه، بحسب ملاحظتنا لضرورة وجوده فى قوله : (استطرادي هذا ما قمت به إلا لدرء و استباق مشروعك لتوطين شطحات أهلك الصوفيّة - و أنت على رأسهم نار- ضمن وعاء المعرفة الذاتيّة المتقدّمة، لأنها ستبقى خبرة ذاتيّة حتى لو صدّقها آخرون لعامل ولائهم للعارف الشيخ الذي في مقام الرضى.).
وضرورة معرفتنا بالمتحرك الثانى تنبع من إلزام وضعه ابننا الأستاذ حسبو فى اعناقنا كى نستنتج أن وجود الجانب العملى التطبيقى كما هو مطروح عنده فى نموذجى (جاليليو وآينشناين) فذلك وجود مَجَازى فى (الميتافيزياء) أى علوم ما وراء الطبيعة، إذ أنه متحرك من الميتافيزياء الى الفيزياءالمعاصرة التى لا يتحقق وجودها المعاصر دون (آينشتاين وجاليليو واسحق نيوتن الخ ). وذلك وجود غير أصيل لحراك من حالة الميتافيزياء الى حالة الفيزياء. وعدم الأصالة تكمن فى كون الفيزياء هى بالضرورة نفى للميتافيزياء، مع ذلك يشتركان عند حسبو معاً كمتحركين فى نقطة انطلاق (الحدس الخلاق). وهذه نقطة طريفة جعلتنى أقلب احتمالات متحركاتها واستعجب مما لم يدر فى خلدى قبلها فى هذه النكته ذات المنطق الشكلى الإفتراضى الذى يجمع ظروف وملابسات الإنتاج المعرفى مع الكشوفات الصوفية. ففرضية (الحدس) هذه، ووفق هذا البناء النظرى، فهى فكرة واهية وضعيفة درجة أنها تتكسر بين أصابعنا قبل أن نحسن تقليبها. أذ يعترى ضعف التحقق التجريبى للمعارف ذات الطبيعة (التصديقية)، كالتجريب الذى يعتبره الأستاذ حسبو تجريباً صوفياً بنفس درجة الصعوبة فى التحقيق فى (الحدس الخلاق). فالثانى نفسه يعانى من ضعف امكانية تحديد ما إذا كانت تجريبية ما هى خلاّقة أم تكرار لتجريب آخر ربما لم نطالع مصدره. إذ قد يصير ما نسميه (الحدس الخلاق) حينها ليس سوى سرقة لا يعتبر من إدعاها بسوى أنه مدع غير خلاق. وتلك فرضية لها قوتها. فصعوبة سبر غور (الحدس) فرضية جائزة تمنع من أخذه ضمن التجريب وتتحفظ ً على وصفه بالخلاق. لذلك فالقبول بالحدس سلاح ذو حدين، لا يصلح لتعضيد فرضية متحرك العلمى التجريبى، ويعتبرة علماء مناهج البحث بما فى ذلك الأوروبيين من وسائل ما قبل التفكير العلمى التجريبى، ويختص به (أرسطو) الذى ما جاء المنهج العلمى التجريبى إلا على رفاة منهجه الحدسى الإستنباطى.
وفى هذه النقطة فربما لا تطال جاليليو بالتحديد اتهام بالسرقة وبالإدعاء بأنه خلاق، وذلك لأنه لم يمنح الفرصة الكافية للدفاع عن فكرته أما محاكم التفتيش. ولم تم اعطاؤه هذه الفرصة لما تجرأ بالقول أنه ناقل لمنطق (كوبرنيكيس) ولا منطق (جوردانو برونو) أمام سطوة محاكم التفتيش التى أدانتهمالا بالهرطقة و أحرقتهما. لكن جاليليو لم يكن يمتلك مثل شجاعتهما العلمية، فانكسر وانفنس أمام المحكمة، ويا روح ما بعدك روح. فقد قبل أن يلحس تجريبيته، فنفاها بخط يده واصفاً إياها بالتخرصات او التهيوئات التى لا تمت الى الحقيقة بصلة.
لذلك فجاليليو ليس مدع أنه أول من نطق بالقول بكروية الأرض. فقد قالها قبله رجال تلقوا علومهم كلهم عن بكرة أبيهم تحت رعاية (آل مديتشى) سر النهضة الأوروبية الباتع الذى لا يزال مطموراً أكثر من طمر أسرار ليوناردو دافنشى، تلميذهم وتلميذ أل بيت المصطفى النجيب. ولعلمك يا استاذ حسبو فجاليليو قد نهل من مدرسة (ليوناردو دافنشى) المدعى بكونه مجنوناً فى حين يحار الأوروبيون فى عبقريته واكتشافاته العلمية وأسراره التى يعمدون بكشفها هذه الأيام، مع تخفية وتعتيم أنه كان تلميذاً نجيباً لآل بيت المصطفى ـ عليهم أفضل وأزكى الصلاة وأتم وأوجب التسليم ـ فقد أخرج جاليليو معظم براهينه الفيزيائية من تجريبيات (دافنشى) الذى عاش فى الفترة 1452 _ 1519م. و جاليليو عاش فى الفترة 1564 – 1642مـ وكلاهما ـ كوبرنيكيس 1473 – 1543م وجوردانو بروبو 1648 -1600 م ـ فكوبرنيكيس وجوردانو برونو وجاليليو كلهم من تلاميذ ليوناردو دافنشى ربييب (آل مديتشى) المقرب. وكلهم بمن فيهم سدنة (آل مديتشى) فهم تلاميذ للشريف الحسن الأدريسى الذى ولد العام 1100م بمدينة سبته بشمال أفريقيا ثم عمل بجزيرة صقلية و بالأندلس وتوفى بها العام 1166م والذى يعد معلم أوروبا الأول لعلم الجغرافيا الحديث، وأول من رسم خارطة للعالم على كرة معدنية.
وبالمناسبة ومن أجل تقعيد هذة المعلومات واعادة ترتيبها لنخرجها من تشويش وتضليل فى مناهج تعليمية صنعت خصيصاً للعالم العربى الإسلامى، فإن جاليليو ليس أكثر من تلميذ كرر معلومات اساتذته بالترتيب الذى ذكرناه أعلاه.
و أرجو مراجعة خارطة الشريف الحسن الأدريس المنشورة أدناه لمراجعة مسألة كروية الأرض. ثم الرجاء الإتصال بصحيفة الصحافة فى آرشيف (كتاب فى جريدة) لمطالعة كتاب كامل للحسن الإدريسى وبعض الكتابات والإعترافات الأوروبية عنه.
رابط الخارطة :
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/c ... ld_map.JPG


أما رابط النمعلومات عن الشريف الحسن الإدريس فهى هنا:
https://en.wikipedia.org/wiki/Muhammad_al-Idrisi

مع ذلك فهذه شغلانة اعتراضية لا تدخل فى نقاشنا إلا بصورة طرفية فى مجادلتنا. لكنى فى الجانب الرئيسى الذى نتجادل فيه فلا زلت احتاج لترتيب الأساسى والثانوى فى مداخلاتك حتى لا تقع ضحية (للخم) بواسطتى، ولا حتى أنا نفسى (للخم) بواسطتك. (فالخم) ما فى أى زول دايرو وما فى داعى ليهو مهما كانت الظروف ومهما كانت شدة قوة سريان التحجج.
حسناً قول بسم الله مرة تانية:
اعتراضك الأساسى أنك تتهمنى أننى أعمل على إدخال (الشطح الصوفى) داخل حظيرة العلم. وأقوم من أجل هذا بالترقيع والتخليط كما فى قولك :"قلت لنفسي مولانا عمر صوفي غير قنوع، ما راضي يمايز بين المعارف و الكشوف الصوفيّة (و مناهجها إن وُجدت و هيهات) و بين المعارف العلميّة الموضوعيّة (و مناهجها القائمات)، داير يلمِّهن الاتنين بالكوار، يخرّب دا و يلتق من خلايا داك الجذعية" أهـ. وأضفت: " منهج الخم دلّني عليه التفافك يا مولانا على الاسئلة، رغم أنّ الاسئلة اجتُرِحت من صلب مقالك، فأنت وضعت تعريفا للعلم تحدّثت فيه عن البرهنة و التأكّد، قلنا لك أنّى لك التأكد يا مولاي؟ و هذا سؤال يستحق أن تُجيب عليه لتضمن سريان تعريفك للعلم، أو فتراجع عن هذا التعريف و نقّحه،" أهـ
أولاً : هنا فى اعتراضك هذا فأنت توصع نفسك فى إشكالات منهجية أساسية كالآتى:
أ : أنت تخلط خلطاً بيناً بين نقد الأطروحة العلمية وبين تطلب الإثبات الوارد فى نص الأطروحة للمقولات العلمية. والمقولات العلمية التى تحتاج للإثباتات هى بداهة مما تضيف قيمة خبرية جديدة. مثلاً إذا ما قلت أن الماء لا يتكون من عنصرى الأوكسجين والهايدروحين، فإنك سنقول لى حينها مباشرة : وما هى اثباتاتك؟ وعلىّ مباشرة أن أبرهن على صحة مقولتى، أى أثبت للآخرين بالدليل العملى صحة ما أقول. إذ أن الحقيقة العلمية ما هى إلا خبر يثبت أو ينفى حقيقة استقرت فى الفهوم عبر تثيت وبرهنة عملية. وهذا بالطبع يسرى على حقائق النفى والإثبات للمستقرات من المعلومات المرصوصة فى شكل نظريات.
ب : للمفاهيم أساليب تختلف فى التحقق المعرفى. ولا يقال أثبت هذا المفهوم أو برهن عليه إلا ويقع الطالب للبرهنة والإثبات فى تشويش يخلط بين النظرية والمفهوم. وهذه من ابجديات علوم مناهج البحث. والحديث الذى تصر وتلح على باثباته هو مفهوم عن العلم، يمكن أن يؤدى ـ بلغتكم المعرفية ـ الى تأسيس (فلسفة للعلم) تخالف ما تعارفت عليه الأوساط الأكاديمية ومراكز البحث المعرفى من مفاهيم. وهو كالآتى: "والعلم فى أدنى صوره معرفة مميزة لكونها تم الثبت منها بأن تم اختبارها والبرهنة على صحة مقولاتها ومن ثم تعميمها كمعلومات صحيحة لا يلتبث إليها الشك ولا يعتورها خوف من الخطأ.
عليه يكون العلم مصطلح لما نتأكد من بلوغ أمر صحته درجة اليقين، ويستند الى براهين غير ذات التباس مما هو موضوع بمعزل عن تجريبيتنا كعلوم الكيمياء و الفيزياء و البايولوجيا مثلاً، تلك التى لا تكتسب مشروعية وجودها بحكم أنها عمل ومعرفة بشرية، فهى كاملة الوجود بمعزل عنا ، علمنا بها أم لم نعلم".
فإذا ما طالبتنى باثبات هذا المفهوم بقولك : وكيف تثبت قولك هذا؟ فهذا هو التحجج فى غير مكانه تماماً. والصحيح ليس مطالبة بالتحقق والإثبات، إنما اعتراضات وجر لأمثلة من الواقع التركيبى للأطروحة التى تدعم هذا المفهوم مما يتوصل بواسطته لاستنتاجاته التى تستمد صحتها لا من (نظرية) جديدة يُتثبت منها، بل من (فلسفة) تعبر عن بنائيةمتراصة من مقدمات ونتائج بحيث يصير بناء الأطروحة صحيحاً فى ترتيب المقدمات والنتائج أو لا يصير. ومعروف أن المفهوم يُنتقد فى بنائيته فيقال أن بناء هذا المفهوم مستقيم أو هو غير مستقيم.
كذلك فهنالك طريقة خرى لنقد المفاهيم تختلف عن نقد بنية المفهوم. وهى أن تقدم أطروحة ذات مفاهيم مضادة تصادم المفهوم المراد دحضه وتنجح فى ازالته عن موقعه الصحيح.
لذلك يا أخى فقد طالبتك بالقراءة المتأنية ، ومن ثم ترتيب أفكارك ثم قلت لتكون اعتراضاتك أكثر منهجية. وأظن أن فى هذا الطلب حالة تخفيف من القول فيه الكثير من التعاطف مع أطروحتك وصل حد السماحة وما يزال.
ج : مصطلح (العلم) ومصطلح المعرفة كلاهما يواجهان اشكالات كبيرة خاصة عندما تم استعمالهما لمواجهة حمولة التحول الأوروبى الكبير من عصور الظلام الى عصر التنويرالذى بدأت ارهاصاته الأوروبية فى القرن السابع عشر الميلادى. مع ذلك فقد شكل انتصار الثورة الفرنسية فى القرن الثامت عشر أرضية لتحولات من قيم التجريب التنويرية. ومما هو معلوم بالضرورة أن المهمة التنويرية على نطاق التجربة الإنسانية فهى تقع تحت القيادة الأوروبية المباشرة ابتداءً من القرن التاسع عشر الذى استعمرت فيه اوروبا كافة أرجاء العمورة وأنشأت مراكز للتعليم على نموذجيتها الأكاديمية. وغض النظر عن نجاح الخبرة المعرفية الإنسانية من فشلها فى الإمساك بالمنهج الصحيح، فأنها ما زالت مشتتة لم تلملم أطرافها بموضوعية لا يعتورها الذاتى الأوروبى. وذلك الطبع يقع ضمن شرخ مقومات للتجريب الإنسانى فى ظروفه الذاتية والموضوعية. إذ ما زالت كثير من العلوم/المعارف التجريبية واقعة فى الخلل العلمى الأوروبى الكبير بحسب الضعف المنهجى الذى يعتريه. وبالطبع يصير منطقياُ أن تتنكب المعارف وتضل طريقها لا تصل بعد الى حالة توفيق أوضاعها المعرفية على مناهج واضجة لا تعتورها اشكاليات أوروبا الذاتية والموضوعية . فالمعارف الأوروبية على عمومها حارج حالة الوعى بذاتيتها العلمية، أى معتقديتها العلمية، أو فلسفتها ناهيك عن معرفتها كيفية تعيين المنهج الصحيح الذى يصلح لها لتسيير شئونها. ولأقدم مثالاً لضعف وعى العلوم الإنسانية تحت قياد أوروبا بذاتيتها. فعلوم العمارة مثلاً، فقد ظلت منذ تاريخ سحيق من عمر البشرية تمارس تجريبيتها بحسب أن النشاط المعمارى البشرى يندرج تحت النشاطات الإنسانية الضرورية التى فرضتها على المجتمعات البشرية ضرورة حيوية لاتخاذ المساكن كوقاية من البرد أو من الحر أو من مهددات أخرى. فالبشرية لم تنتظر العلم كى يقود عملها التجريبة بل سبقته بمعرفية تستند الى حاجاتها الأساسية. وربما قيل أن العمل المعمارى قد قاد الحضارة فى كثير من مناحيها الى تجريب معرفى راق. إذ نلاحظ أن فجر العمارة المرصودة فى التاريخ القديم ارتبط بظهور الكتابة. بل وكان النشاط العمرانى هو مستند هذه الكتابة والتى هى بلا شك ساهمت فى تطور ونضوج اللغة، بالتالى تطور ونضوج الأشكال والنظم المدنية والحقوقية والسياسية. تلك التى أدت الى نجاح أوائل النماذج الحضارية البشرية
بل ومعلوم أن العمارة المصرية القديمة هى أم الهندسة ( GEOMETRY ) والتى هى أم علم المنطق وترجمتها المباشرة : علم مقايسات الأرض.
مع ذلك فلم يشفع هذا السجل التجريبى الباهر لعلم العمارة المعاصر الذى ما زال يبحث عن هويته فيما بين أطر العمارة التقليدية والعمارة التاريخية وعمارة الحداثة. وتستطيع أن تلاحظ حالة ارتباك شديدة إذا ما ظهرت حاجة لترميم إحدى العمارات التقليدية أو التاريخية. إذ لا يمتلك المعماريون المعاصرون (شعراً) لمثل هذا (الرقيص) إذ يقع عبء ترميم المبانى التقليدية والتاريخية فى الغالب على (النحاتين). فالعمارة ما قبل القرن الثامن عشر فقد كانت جزء أصيلاً متكاملاً مع فن النحت. وهاكم مثالاً بسيطاً لمثل هذه المبانى فى هذا الرابط:
https://images.google.com/images?hl=en&r ... a=N&tab=li

أو هذا الرابط:
https://images.google.com/images?q=notre ... a=N&tab=li

كذلك يتبرم المعماريون على أيامنا هذه من هجمة شرسة على فن التصميم المعمارى بما يسمونه (العمارة الكمبيوترية) التى قضت حتى على ورقة توت القدرات الجمالية لمعماريي ما بعد القرن التاسع عشر.
وعلى العموم الأمر فكل هذه التجريب العلمى المحترم مما كان يفترض أن يتم ترصيصه كى يساهم فى تكوين وعى معمارى منهجى سليم. لكن المنهجية تراجعت كلياً وحل بدلاً عنها منطق السوق : ( أمسك لى وأقطع ليك) فكيف يتنزل بربك وعياُ علمياُ بالذات فى هذا الشتات.
ولو تتبعت هذا البحث منذ بداياته، للاحظت بسهولة أن من ضمن الإشكالات الذاتية لمصطلح علم هى اشكالية ترجمة لغوية. فأنت لا تمتلك فرصة أن تخاطب الأوروبى بمصطلح (علم) من خلال صيغة تصريفات الفعل ومشتقات الأفعال إلا و (شرد) منك مصطلح علم الى مصطلح معرفة أو الى تربية. فقد قلت فى أعلى هذا البحث::" وقد ظللت ملحاح الطلبات لأستاذنا طويل الباع اللغوى الدكتورعمر شاع الدين صاحب عمود (فذاذات وجذاذات) بصحيفة الصحافة السودانية، أن يفتى لنا فى الأصول و الجذور اللغوية لمصطلح (علم) فى اللغة العربية، ومدى تقابله أو مجاراته مع مصطلح ( science ) فى اللغة الإنجليزية. إذ ينتابنى ما لا أستطع تجاهل قوة منطقه، أن مصطلح (علم) فهو كامل التوهط ليس فى اللغة العربية وحسب، بل و فى حوش الثقافة العربية الواسع الشاسع المترامى الأطراف. فهو يتحرك داخل حيز يمتلك فيه كامل الحرية فى التصريف اللغوى فى اللغة العربية. فهو فعل بسيط تتصل جذوره بالعملية التى يعبر عنها، ثم يتصاعد الى تكوين مصطلح بالغ التعقيد. فتصريف الأفعال من الماضى و المضارع الى فعل الأمر فى كلمة (علم) فهى كاملة و تامة ومنطقية التشكيل. ثم يأتى مصدر الكلمة الى بقية التصريفات من أسماء للفعل و أسماء للمفعول الخ. وذلك يقودنا الى القول بكل ثقة أن مصطلح (علم) مولود ولادة عربية طبيعية فى أجواء أمومة للثقافة العربية، فتمت تنشأته وتربيته وشب عن الطوق فى الثقافة الإسلامية.
لكننا نتفاجأ عندما نطل نفس الإطلالة على المصطلح المقابل فى اللغة الإنجليزية. فالمصطلح ( science ) يبدو أنه يقف عارياً ووحيداً كشأن اللقطاء، محدود حيز حراكه اللغوى، غريب بحكم أنه مستلف لا يمتلك أرضية يقف عليها. وما أضافوه إليه مجبرين من تصريف فقد جاء مفتعلاً بإضافة حروف الى آخره كما فى المصطلح ( scientist ) و معناها (عالم) أو ( scientific ) و يحتاج الى إضافة كالقول ( scientific method ) و معناها (منهج علمى). لكن لا يقع فى هذا المصطلح بأى صورة من الصور تصريفات ( فعل) كما فى اللغة العربية (علم يعلم) إلا و ينتقل المصطلح الى حقل مصطلحى آخر متحولاً الى مصطلح ( knowledge ) بأفعاله (عرف يعرف) لتكوّن بديلاً للأفعال(علم يعلم) ذات الجذر اللغوى المختلف المميز تمام التمييز فى اللغة العربية. والشاهد أننى أجد نفسى مع كثيرين يتصرفون فى فضاء مصطلحى مااااااااهل وواااااااسع. مثلاُ فى مصطلح علم فيمكننى أن أقول كما يقول إخوة لى : (قمنا بعلمنة هذه المقولات) حيث الإصطلاح علمنة هو (شغل نجارة عديل كدى) لا أظن أنه حسب رأيي اللغوى المتواضع مشمول فى الفضاء (التفعيلوى) شايفين التفعيلوى دى؟ أما فى اللغة الإنجليزية وبالتالى الأوروبية فحتى استخراج تصريفات أفعال تستحيل فى هذا المصطلح فإذا أردت أن تستخرج منه فعل على صيغة(علّم يعلّم) فالكلمة الإنجليزية تهرب الى مصطلح تربية كما هو الفعل الأنجليزىeducate ) ) .
ولذلك وبناء عليه فوجود مصطلح (علم) بكامل أهليتة فى البيئة الأوروبية هو وجود مريب بائنة غرابته المصطلحية فى الإنجليزى وبالتالى الأوروبى درجة انه يمكننا ان نقرر أن مصطلح (علم) لا شأن له باللغات الأوروبية ويشكل وجوده المعاصر داخلها إضافات تلحيقية لا أكثر ولا أقل . وذلك ليس كمصطلح (معرفة) الذى يبدو أنه يتوهط البيئتين ـ العربية والأوروبية ـ فيخرج مولودين متشابهى القسمات يحتويان على مقاربات تمكن من إجراء المقارنات بينهما فى سهولة ويسر.
ولا أود أن أذكر لك أن مصطلح ( science ) فذلك لم تتعرف عليه أوروبا إلا ابتداء من القرن الثامن عشر. وكان يطلق عليه (the mannerism) وهو نتاج المدارس التى انتشرت فى أوروبا فى القرن الثانى عشر وكان يقوم فيها بالتدريس العرب الأندلسيين كالشريف الحسن الإدريسى . وهاك نموذجاً لهذا المدارس ولاحظ لأستاذها العربى ذو العمامة. أنظر لهذه المدارس فى هذا الرابط:
https://en.wikipedia.org/wiki/File:Laure ... na_001.jpg

مع ذلك يا أخى فمصطلح العلم فى اللغة العربية قد جاء فى القرآن فى وضوح ونصاعة وتجريد. بل وكان فى بداية التنزيل كأساس تدور حوله سورة العلق مطلع التنزيل الحكيم . وهاك أمثلة أيضاً لمصطلح العلم ذكر فى القرن العقد الأول من القرن السابع الميلادى:
" ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين" 145 البقرة
" هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب" 7 آل عمران.
" لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما" 162النساء.
" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" 85 الإسراء.
" قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا" 107 الإسراء.
" وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون" 56 الروم.
" ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور" 28 فاطر.
أها فى كلام تانى؟
عموماً سأعود مرة أخرى بالمزيد من التوضيح لإشكالية التخليط بين العلم والمعرفة. وكذلك لحديث حول ما تراه من علوم التصوف وما تعتبره تجارب ذاتية لا سبيل لتعميمها إلا عبر الصديقية. ولى بمناسبة الصديقية كمقام حديث آخر.
وتحتاج الأستاذة إيمان كذلك لمعاودة خاصة بها مرة ثانية. وبى هناك أخونا الفاضل البشير يتاوق عشان يشوفنى هبشت كلامو الأخير ولا لا.
جاييك يالفاضل يا خوى، بس إمّهل لى شوية.
وإذا سخت الأستاذة نجاة وخلت اللبّيد، فيمكنها انزال هذه الصور من هذه الروابط لتعميم الفائدة.
للجميع حبى وتقديرى.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

أتاريكى ... أنا مرتين كوركتا يا بو مرووة ..... وما لقيت غير الطناش
يا ربى دا كان جزء من اللبدة زاتا، ولا شنو.

ما لقيت "غير الطناش"؟
طيب منو الصلّح ليك هذا البوست الذي كان "مشروراً" ولا يمكن للقارئ متابعته إلا بجر الصفحات ذات اليمين وذات اليسار؟
وبرضو مطنشة؟ وعلى الرغم من ردي عليك بالإيميل في هذا الخصوص؟
أما عن إنزال الصور، فقد أنزلت لك عدداً منها من قبل حينما سمح وقتي. وأستطيع المساعدة في ذلك بقدر ما يتوفر لي من الوقت. لذا أرجو ممن يسمح له وقته، أن يمد يد العون للأخ عمر في إنزال الصور التي اشار إليها أعلاه.

وللجميع تحياتي

نجاة

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

Re: مراجعة المصطلحية لصالح افستاذ شقلينى

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

عمر الأمين كتب:


أما عن مباحث البرفسبر الجليل روبرت بورك، فإذا لم تستطع الدخول خلال الرابط فيمكنك عبر (قوقل) الدخول الى موقع فى جامعة (أيوا) يسمى (icon).
ثم :
Seminars : Medeavial Art
Who Killed Gothic Art
لك وللجميع كل تحياتى ومحبتى الزائدة.


العزيز عمر الأمين

لم أعثر على أي من الموضوعات ،
ما أعرفه أن تفتح لي الموضوع ، وتنقل لي ( اللنك ) أعلى الملف وتنقله هنا وأنا بذلك أطلع عليه مباشرة :
النموذج : ( عيد العُمر ) :
https://sudanray.com/Forums/showthread.p ... 4#post7174
صورة العضو الرمزية
عباس محمد حسن
مشاركات: 521
اشترك في: الاثنين أكتوبر 09, 2006 12:39 am
اتصال:

مشاركة بواسطة عباس محمد حسن »

الاستاذ عمر الامين
تحياتي لك وللجميع

هذه محاولة للمساعدة في انزال بعض الصور من الروابط المذكورة ارجو ان تكون هي ما تريده كما ارجو ان تشاهد صور لشجرة التبلدي في (اعجب نخلة في العالم ) :




صورة

صورة

صورة

صورة
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

للأخ الأستاذ عباس محمد حسن مع جزيل الشكر والتقدير

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الأخ عباس محمد حسن
فى البدء أحب أن أشكرك شكراً جزيلاً على ما تفضلت به من مد ليد العون لأخيك فى موضوع انزال الصور.
وتلك مناسبة نتذكر فيها ابننا ولاء الأمين بله، ونتمنى أن يكون غيابه عن المنبر لخير.
أتابع مداخلاتك الثرية فى شأن وصف نشأة الكون فيزيائياً، وذلك جهد مقدر. وأتمنى من كل قلبى إطلالتك علىّ فى الجمالية الأوروبية التى أشدت بمبحثها هناك. وهى بصورة من الصور تسوّق لأفكار تصادم رؤى وأفكار مدرسة فرانكفورت وتصادم فلسفتها النقدية. وقد سبق لى أن كتبت 4 مقالات عن رؤى وأفكار الدكتور هشام عمر النور وصديقه الحاج وراق اللذين يعتبران نفسيهما ناطقين بأفكار (هابرماس) ونظريته النقدية. ويمكن الوصول لهذه المقالات بآرشيف صحيفة الصحافة على الرابط:
https://www.alsahafa.sd/Search_Result.aspx?ser=&type=2
وهو رابط البحث فى آرشيف صحيفة الصحافة ومنه للعدد:
الجمعة 2 مارس 2007م، 13 صفر 1428هـ العدد 4926
والأعداد التى تليه

أما حول الصور التى انزالتها فهى تحوى على نفس اشكالية الصور التى قمت بإنزالها مسبقاً، إذ زادت حجم مساحة الصفحة عى المقاس المناسب لتصفحها فى جهاز الكمبيتر. مما يصعب مهمة الإطلاع على النصوص. ويمكن للأستاذة نجاة أن تساعدنا فى هذا الشأن متى ما وجدت وقتاً يمكنها من ذلك. لكنى أرى أن مجرد رؤية الصور من الرابط فذلك خير من جهجه الصفحة بزيادة حجمها.
كذلك هناك ملاحظة أخرى أن صورة خارطة العالم التى رسمها الشريف الإدريسى نزلت مقلوبة رأساً على عقب
لك كل حبى وتقديرى.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

للأخ الباشمهندسعبدالله الشقلينى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى باشمهندس الشقلينى
سلام وتحايا جامدات، أى كبيرات الحجم.
للأسف اكتشفت أن الموقع (ICON ) لجامعة (أيوا) لا يمكن الدخول أليه إلا بالهوية وبكلمة المرور الجامعية وتسميان ال ( HAWK ID ). وقد كنت أظنه موقعاً يمكن دخوله للأغراض التعليمية العامة.
وحتى محتويات الموقع فهى محصنة ب( acrobat reader ) يمنع عنها النسخ تماماً. وحتى طباعة المحتويات تحتاج ل( pass ) جامعى خاص.

لم أجد طريقة تمكننى من تزويدك بأبحاث البروف روبرت بورك إلا عبر الإيميل. أرجو مدى بعنوان بريدك الإلكترونى، وارسله الى الإيميل الأتى لى إذا كنت ترغب فى مدك بهذا المادة":
[email protected]
وهو عرض مفتوح لكل من يود أن يقرأ ابحاث بروف روبرت بورك فى التاريخ الجمالى الأوروبى.
أنظر للبروف بورك فى هذا اللنك:
https://www.uiowa.edu/admissions/campus- ... _bork.html

وصيحة النجدة ما زالت تتردد للأستاذ عباس والإستاذة نجاة. فالتصفح ما زال صعباً

لك وللجميع حبى وتقديرى.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

لك الشكر الجزيل
أيها العزيز عُمر الأمين

بريدي الإلكتروني :
[email protected]
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

اخى عزيزي عمر الأمين والأعزاء المشاركين سلامي وتحيتي.
عفوا للمكابسة ,لكن قصدت أن أكون قريبا من ردك على محمد حسبو, وقريبا من الروابط التي وضعتها لموضوع جاليليو و أبو عبد الله محمد الإدريسي. وقريبا من معرض الصور الذى أخرجه عباس محمد حسن عن نفس الموضوع..


فهي اقتباسات اربعة وملاحظات عليها.

اقتباس-1-من حوارك مع حسبو
(وهاك نموذجاً لهذا المدارس ولاحظ لأستاذها العربى ذو العمامة)
سؤالي هل قراءة هذه الصورة تبدأ بالعمامة أم بالمؤسسة والإرادة التى تربط وترعي الأطراف –المعلم والمتعلمين-؟ ومن جهة اخرى ألا نقرا فيها قدرا كبيرا من احترام وانتباه وحب متبادل بين الطرفين؟


اقتباس-2- من تعقيبك على معرض عباس محمد حسن

(...كذلك هناك ملاحظة أخرى أن صورة خارطة العالم التى رسمها الشريف الإدريسى نزلت مقلوبة رأساً على عقب)
--اخى عمر,إذا دققنا فى الصورة وأسماء الأماكن سنري إنها ليست مقلوبة. أيضا هناك تنبيه لنا من ويكبيديا نقراه يقول لنا-لاحظوا أن الجنوب موضوع اعلي الخرطة-.




اقتباس-3- من حوارك مع حسبو
(...وأرجو مراجعة خارطة الشريف الحسن الأدريس المنشورة أدناه لمراجعة مسألة كروية الأرض...)
--اخى عمرهذه الخارطة لدائرة و ليست لكرة, فالأرض لازالت مسطحة حتي ذلك التاريخ1160, لاحظ بنفسك دائرة الماء الزرقاء داير ما يدور, لاحظ أنها تشمل كل البلدان التي تعرف عليها ذلك العالم الفذ .



اقتباس-4- من حوارك مع حسبو

(والذى يعد معلم أوروبا الأول لعلم الجغرافيا الحديث، وأول من رسم خارطة للعالم على كرة معدنية).
--اخي عمر هذه ليست كرة معدنية إنما هو قرص معدني.

اخى عزيزي عمر, إن إطلاعك لنا بمصدر معلوماتك دليل علي براءتك من تهمة تعمد التزييف لكن تبقى مسالة دقة الباحث في بحثه و لا شك انك ستتصدى لها بطريقة ما. لكن سبق لك كما ذكرت أنت أن نشرت هذا في جريدة الصحافة. لا ندرى إن كانت هذه المعلومات من ضمنه أم لا. فنسال ما مصير الآلاف الذين ربما تبنوا هذا التزييف؟
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة لما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


بسم الله ولاتمها بالله ولاحول ولا قوة إلا بالله
والصلاة والسلام تامين كاملين مكملين على أفضل خلق الله
وعلى كريم صحبه وجميع آل بيته ، صلاة تشمل من أحبه و والاه
وبعد:
للأخت الأستاذة نجاة:
نحن والله ما بتقدر على جزاك، ألبدى لينا على كيفك، نحن والله مش راضيانين باللبدى وبس، والله أكان لتختينا عديل ما بنقول حاجة، إلا بالهظار. والأخوان عادة مرة مرة بهاظروا أخواتم، ما لى أى حاجة إلا عشان بس يشوفوهم زعلانين، لأنو زعل الأخوات بشوفوا فيه زعل أماتهم، أصلوا نحن يا حليلنا فيها، وين أماتنا البتزعل مننا وتشاكلنا وتنهرنا، مع ذلك فهن كعباتنا التى لا نمل الطواف حولها.
لذلك فلك العتبى حتى ترضى.

للإبنة الأستاذة إيمان:
وعبرها للأستاذ حسبو:
فى نظرتنا الى الدين لا تختلف كثيراً عن بعضنا البعض، فالدين عندنا كلنا كبشر هو وسيلة أو مركب لعبور أزمة الوجود. وهى أزمة معرفة ملازمة تتجلى فى مختلف تجليات الذات الإنسانية كقيمة فردية أو نوعية تتداخل مع أطوار هذه الفردية والنوعية فى مراحلهما الثلاثة.
مثلاً فنحن كأفراد يرتبط الدين بمراحل نُموّنا الذهنى الفردى كأطفال، ثم نحن نعيش مرحلة النضوج، ثم فى كهولتنا. ونفسها جارية علينا كنوع، فللإنسان طفولة فى انسانيته ثم له فيها مرحلة نضوج ثم كهولة. وفى كل هذه الحالات يكون تعاملنا مع الدين من أجل الخلاص الذاتى الفردى والذاتى النوعى فيما يتصل بالسؤال الملحاح عن سر الوجود. لكن فللدين شأن كشأن أى ظاهرة انسانية تقضى بنا أن ننظر إليها ككم له وجود خارج الذات، أى ننظر إليه ليس عبر ما يخص ذواتنا من سر الخلاص، بل وفق نظرة موضوعية لا تهتم كثيراً بشأننا كأفراد، حتى نخرجه من دائرة ما نحب وما لا نحب الى دائرة ما نفهم وما لا نفهم.
وجهدى هذا فكله يسير ضمن جهد قرأنى بدأ سريانه من القرن السابع الميلادى الى يومنا هذا، يدعونا الى علمنة الدين وعقلنته لأجل فهم ظاهرة الوجود وذلك من خلال وعى عقلانى بأنا المتكلم الباحث عن أصل هذا الوجود، وغالباً هو بحث فى خارجه. أنظرى لقول سيدنا ابراهيم : (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين) 77 سورة الأنعام ـ والنظر بدلاً عن ذلك الى الداخل، أنظرى لقوله جل وعلا : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) 21 سورة الداريات.
وضمن ضلال طرق ومناهج البحث المعاصر، أنها لم تدخل الى يومنا هذا فى كافة أرجاء المعمورة الى خانة الوعى بموقع أقدام الباحث من الظاهرة التى يراد بحتها. وهى بهذا تفقد شرطاً أولياً وأساسياً لازماً ينسحب أمر فقدانه على ضعف صحة المنهج ابتداء.فإذا حدث أن وقعت أقدام باحثين فى موقع صحيح من ظاهرة معرّضة للبحث أو الفحص، فإن ذلك يتم دون قصد وترتيب، أو كحالة مصادفة عفوية أوطبيعية، تحدث إذا ما كانت الظاهرة المعرضة للبحث فى صغر قامة الإمساك اليدوى المعملى. أما إذا ما كانت الظواهر المراد فحصها كبيرة ومحيطة، فعدم الوعى بمكان أقدام الباحث تعرضه للتنطع المباحثى. وهذه ادعاءات على مكانة من العظم والضخامة درجة أنها تضع المعرفة البشرية برمتها فى خانة التنطع والسير بلا هدى أشبه ما يكون بالإحتطاب الليلى، أو كما سبق للأخ الدكتور حسن موسى أن وصف حالة مثل هذه ب(دفن الليل أب كراعاً برة).
ولى جهد فى هذا الصدد أود مخلصاً أن أنزله هو الآخر فى هذا المنبر حول أزمة مناهج البحث المعاصرة. يقع ضمن مبحثى هذا مقترح لمنهج جديد قديم، طازج ومعتق فى آن واحد، ألا وهو (منهج التأويل). وهو منهج نزلت بسببه سورة الكهف كاملة مسلمة لا شية فيها. وقيل أن هذا الكهف يا بنيتى هو نفسه كهف قديم ومعتق، وكلنا نمتلكه ملكية كاملة غير متنازع عليها، مع ذلك فلم نتذوق حلاوة التجوال فى ربوعه أو مجرد التعرف علي معالمه.
وقد كنت أرجو أن تتوجهى الى مناقشة هذا العقلنة وهذه العلمنة للدين فقط كقيمة فكرية مطروحة لا تخل بما نحمله بين جوانحنا من تدين، وذلك بالطبع لغة ومصطلحات ومفاهيم يمكن القبول بها أو معارضتها دون حساسية. ودراستى هذه تمهيد لذلك، فلا أميل الى التكفير ولا الى التبخيس ولا الى التنجيس. فكل هذه الظواهر التى ينفر منها المؤمنون ذوى التفكير الأولى البسيط، تأتى فى وفق فهم مختلف، فللكافر فهم وللنجس فهم وللبخيس فهم. وهى فهوم تتجاوز الظواهر الى المعانى. مثلاً فالنجاسة القلبية هى شر النجاسات، إذا أنها ليست أصيلة الوجود ولا تحدث مصادفة بقدر ما هى فعل مصطنع، أى من صنع ايدينا.
لذلك فما أوده فعلاً أن تتحررى من كافة العقد الفكرية ـ مع الدين أو ضد الدين ـ وتعالى بقلب وفكر مفتوحين وصافين لا تحدهما حدود من الجدل، واعترضى ما تشائين على الفهوم الدينية، ولك أن تراسلينى على ايميلى أعلاه مباشرة إذا ما كنت لا تودين نشر ما تودين قوله.
وبالمناسبة ، أنا نفسى انطلقت من قاعدة إلحادية ركينة. لكنى أراها فى أيامى هذه فى عبارة قالها شيخى ومعلمى وصاحب أمرى سيدى الشيخ الطيب الشيخ على المرين إجابة عن سؤال عن ما حل بى وجهه إليه أخى الشيخ الدكتور أحمد عبدالعال ـ رضى الله عنهما وارضاهما ـ فى جلسة صفاء جمعت ثلاثتنا فقال: (أخوك دا نقلناه نقله واحدة من الظلمات الى النور).
أين أنت يا أخى الباشمهندس عبدالله الشقلينى. أظنك لقيت بروف روبرت بورك ورقدتا بيهو، بس (دلجة ولقت ليها فكى)
جاييك يا الفاضل البشير، بس صبراً (يبل الآبرى)
للجميع حبى ومودتى
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

أخيراً جيتك يالفاضل

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى العزيز الفاضل البشير
السلام ورفع التمام
لى أبواتك الزينين الهمام
أعذرنى فى التأخير فى الرد، فقد ظل ما تداخلت به دين محسوب لك لا أستطيع التصرف فى مالى دون تسديده. وهو دين ينم عن المتابعة الشديدة اللصيقة، أثبت لى حقيقة جوهرية، أننى فى هذا الخيط أفتقد الصديق المعاون، خاصة عندما تشتد سخونه النزال ويدق التصويب. ولو كان له مثله لشاركنى مدارقه السهام، وتقاسم معه المدافعة والمعافرة، خاصة أن المدافعة أمام ما أثرته من مداخلات فهى ليست صعبة ولا (عويصة) ولا تتطلب سوى النية والهمة و التشمير.
والصحبة والمعاونة أمنية عزيزة لا تفتأ تراودنى من حين لآخر، فمما أتمناه دائماً أن ينبرى معى من يحس بقربه من مواقع أطروحاتى. تمنيتها كثيراً وأنا أنظر لطول مكوث مداخلتك فى هذا الخيط فأردد : يا لله معاون .... يا الله مساعد. والحمد لله على منته ، نرجوه الرضا، فليس غيره ما يسكت مواء قطط النفس الأمارة بسوء التمنى عليه، إنه هو السميع العليم.

أولاً ودون ترتيب يجارى ترتيبك للملاحظات، فقد أصبت فى واحدة. فالحق معك وانت تقرر أن الخارطة التى رسمها الشريف الحسن الإدريسى ليست مقلوبة. فهو فى غالب الأمر فقد رسمها بهذه الشاكلة. وهو ليس بمخطئ فى تقديراته للإتجاهات التى أوضحها بالكتابة فجعل الجنوب فى أعلى الخارطة. ومكمن الخطأ يقع فى قراءتى الخاصة للخارطة التى تفهم الإتجاهات من خلال وضع الإتجاهات فى بينات وإيضاحات المعارف الجغرافية المعاصرة، تلك التى تتفق فى وضعها الشمال أعلى الخارطة. وأظن ظناً تعتورة شكوك كبيرة، أن الشريف الحسن الإدريسى يتأثر بقبلة نظر محجتها تجاه الجنوب، فى حين تتأثر قبلة الجغرافيين الأوروبيين الأوائل بعقيدة البوصلة التى تشير الى شمالية أوروبا المطلقة على اليابسة. عموماً فهذه نقطة جانبية لا يستحسن أن نكثر حولها الدوران وأنهيها باعتراف غفلة فى النظر توصلت أنت إليها بفطنة وبداهة، فلك الفضل على يا أخى فى تصحيحك هذا.
ثانياً: كيف نقرأ صورة المدارس الأوروبية الأولى:
ومع عدم اعتراضى على طريقتك فى القراءة التى تتجه الى استنطاق الإحترام والود المعرفيين المتبادل حسب ما جاء فى مداخلتك كما يأتى :
"سؤالي هل قراءة هذه الصورة تبدأ بالعمامة أم بالمؤسسة والإرادة التى تربط وترعي الأطراف –المعلم والمتعلمين-؟ ومن جهة اخرى ألا نقرا فيها قدرا كبيرا من احترام وانتباه وحب متبادل بين الطرفين؟" أهـ
ولا أظن أن قراءتى تنفى القراءة التى اقترحتها، بل تعززها، وتعزز صورة المعلم العربى المسلم التأسيسية للمدارس المعرفية الأوروبية. وذلك ما ينكره الأوروبيون. ولو لا (البحتى الشديد) لما عرف الناس خاصية الأستاذية العربية للمعارف الأوروبية. وهذه فعلة تزويرة مقصودة كان يمكن السكوت عليها قولاً : (على كيفهم ) .... لكن الكلام (دخل الحوش) فقد صارت هذه التزويرية أرضية قامت عليها أساسات و مبانى معارف عقلية الحداثة الفكرية عندنا.
وبالمناسبة فقد أرانى أخى الفقيد الدكتور الشيخ أحمد عبدالعال ـ رضى الله عنه وأرضاه ـ من مكتبته الخاصة صورة للإجازة العلمية للفيلسوف الأوربى الكبير (ايمانويل كانط) وفى أعلاها مكتوب بحط عربى جيد النسخ عبارة العبارة : ( بسم الله الرحمن الرحيم). وقد تواعدنا باستنساخها واستعمالها ضمن ورقة كنت قد تقدمت بها ضمن فعالية ذكرى رحيل المفكر السودانى الكبير محمد أبوالقاسم حاج حمد بعنوان : (أهى اسلامية للمعرفة أم اسلامية للعلم؟)
لكن وعلى العموم وفى خلاصة الأمر فلا أرى أى وجه للتعارض بين ما تراه من قراءة لهذه الصورة وما أطلبه من قراءة لها.
ثالثاُ: ولو راجعت موسوعة ويكيبيديا أخى الفاضل حول الشريف الحسن الإدريسى فلن تحتاج أن تبحر كثيراً فى التنقيب لتكتشف أن الشريف الإدريسى قد رسم خارطة بالحفر على كرة فضية جاءت كما هو عليه تصورنا الحالى للكرة لأرض. فعل ذلك استجابة لطلب ملك صقلية جورج الثانى. ولو واصلت فى قراءة أكثر ( غماسة) لأكتشفت أن الشريف الإدريسى هو أول من كتب يصف امتداد الأرض غرب المحيط الأطلطنى بعلمية وواقعية ليس فيها أى قدر من التهويمات الأسطورية كالهاوية السحيقة وما شاكلها. اقرأ كتاب (نزهة المشتاق لاكتشاف الآفاق) وكدى شوف العنوان دا زاتو عشان تشتاق تتعرف على الكتاب الذى كتب فى القرن الثانى عشر الميلادى وأشرت لك لطريقة سهلة للحصول عليه ضمن منشورات (كتاب فى جريدة) طرف الأستاذ عادل الباز رئيس تحتير صحيفة (الأحداث) السودانية. ولو تصفحته لاكتشفت أن البربر يعرفون أمريكا من عصور سحيقة. فقد حوى الكتاب وصفاً موضوعياً لرحلة أحمد بن عمر القائد البحرى للأمير المغربى الأندلسى الشهير يوسف بن تاشفين فى القرن الحادى عشر الميلادى عبر الأطلنطى فأحسن قراءتها فوصف فيها الهنود الحمر بدقة وذلك قبل اكثر من اربعمائة علم من رحلة كولومبس الشهيرة. وفيها ستعرف أن سكان جزر (مثلث برمودا) يعرفون البربر ويتحدث بعضهم العربية. ومنهم مملكة هى فى الغالب (تاهيتى) أو أى من جزر (فيجى) من ذوى المعارف الجغرافية والصلات مع عرب غرب الصحراء، حيث أسروا أعضاء فريق رحلة القائد التاشفينى وأرجعوه الى سواحل البربر الأفريقية بعد أن علموا بأنهم عرب ومن دولة الإدارسة التى خلفتها الدولة التاشفينية.
أها كفاك ولا أزيدك فى كشف المستور؟ عموماً أعرف يا أخى أن ما أمسك عن الحديث عنه يحتاج للمزيد من جمع الحقلئق والبرهنة الوقائعية لا تجد فيه التحججات بالبينات الظرفية ما تبتغ من التعضيد. لكنها حقائق مهولة تشقلب المعارف فترفع ما بالقاع الى السطح بعد أن تبين أن ما فى السطح من المعارف والرؤى، فهو خداع وتزييف ليس إلا.
أما من الناحية أخرى لاعتراضاتك فقد زدت على من تنكيدى أخى الفاضل وانت المصمم الصناعى العريق الذى لا يبعد كثيراً عن المعارف الإيضاحية فتتجاهل كل ذلك حتى يصير شأنك فى ذلك كشأن ذوى الأمية التشكيلية ممن لا حظ له يكافئ ما عندك من المعارف والإيضاحات التصميمة، فلا ترى فى رسم خارطة الأرض على قرص تعبير ذو بعدين لما يمكنه أن يكون إيضاحاً لا سبيل لإيضاح غيره لمجسم كروى ذى ثلاث أبعاد. فما لك كيف تحكم الأمور يا أخى؟

رابعاً وأخيراً : من هم المزورون للحقائق؟
وكيف طالنى الإتهام فتحولت من مدع الى مدعى عليه يطاله الإتهام بالتزوير حتى تتثبت من براءتى بكشفك عن كشفى لمصدرى المعلوماتى؟

أرجو يا أخى أن تقعد لى فهمك لصحيفة الإتهام التى لا أملّ من ترديدها فى شأن تهمة تزوير الحقائق التاريخية موضحاً بوضوح من تراهم متهمين ونوع الجريمة المرتكبة وفى حق من؟
هذه ثلاث استيضاحات هامة ستمكننى من حسن التعاطى مع هذه الجزئية الهامة من مداخلتك على الأطروحة؟
لك شكرى وتحياتى، ومثلها للسادة الغبش على عمومهم. ولأبناء البشير كافة وخاصة أخى الأكبر أبوالشيماء عبدالماجد.
كذلك لأبناء عمومتهم استاذنا الزاهد المتبتل صلاح الخير واستاذنا ألمعمارى الضليع الدكتور عثمان الخير.

الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

سلامي وتحيتي لك وللاستاذة نفيسة الجنيد
الاخ عزيزي عمر سلامي الحار القلبي لك وانا اعاونك على قدر استطاعتي القليلة كما ترى في هذه المهمة الضخمة والمسئولية الشاقة التى تضطلع بها انت .انا ادعي لنفسي باني اسخى من عاونك لان هدا القليل الدي اقتربت به من صرحك العملاق هو كل ما عندي , ادعي بل اجزم اني الاقرب اليك وجدانيا وبيننا عشرة لا تنسي.

اقتباس
(فلا ترى فى رسم خارطة الأرض على قرص تعبير ذو بعدين لما يمكنه أن يكون إيضاحاً لا سبيل لإيضاح غيره لمجسم كروى ذى ثلاث أبعاد.)

اخي عمر اين هذا القرص واين هذه الخرطة .ما يوجد امامك وامامي في هدا الصدد هو كلمات,ونص مكتوب, انت اشرت الي ان اطلع عليه ففعلت فها هو-
Roger II of Sicily had his world map drawn on a circle of silver weighing about 400 pounds. The works of Al-Idrisi include Nozhat al-mushtaq fi ikhtiraq al-afaq .

و ضمن هذا الاقتباس هاهي ترجمتك ل circle of silver
(ولو راجعت موسوعة ويكيبيديا أخى الفاضل حول الشريف الحسن الإدريسى فلن تحتاج أن تبحر كثيراً فى التنقيب لتكتشف أن الشريف الإدريسى قد رسم خارطة بالحفر على كرة فضية جاءت كما هو عليه تصورنا الحالى للكرة لأرض. فعل ذلك استجابة لطلب ملك صقلية جورج الثانى)
يعني سهوا منك, وانا اصر واجزم ان هذا كان سهوا منك وللباحث الحق ان يسهو ,سهوت انت و ترجمت
circle of silver
الي كرة فضية
واعتقد ان الخلط حدث من هداالمصطلح الاخر planisphere
. فكلمة SPHERE تعني كرة
. لكن الكلمة كاملة تعني شيئا اخر من ابداعات العبقرية الميكانيكية والفلكية لعالم الانسانية الفد الادريسي
A planisphere is a star chart analog in the form of two adjustable disks that rotate on a common pivot
A star chart is a map of the night sky.
اقتباس
(أها كفاك ولا أزيدك فى كشف المستور؟)
بعد افاضتك في تعريفي بمنجزات العالم الادريسي.ختمت لي بهذا السؤال(أها كفاك ولا أزيدك فى كشف المستور؟)بكل الحق ,جدا اكتفيت وتاكدت ان هذا العالم انجز انجازا لا يقل خطورة عن اكتشاف كروية الارض.لكن ماهو المعيار لذك؟ ما المعيار لمقارنة اكتشاف باكتشاف؟ في راي هو بتتبع النقلة النوعية التي قفزت بمعارف ومنجزات المجتمعات البشرية التي تلقفت تلكم الاكتشافات لحقب متطاولة.مثلا,فقط مثلا خريطة الادريسي التى استخدمت لسبعمائة عام.

نقاط اخري بدون التوسع اللازم.
1-هل اسقاط حجية كروية الارض عن الادريسي يضعف البحث برمته؟ لااعتقد.فهناك وفرة وافرة من الاكاذيب في المعرفة الاوروبية هذه واحدة لك مني وانت ادري مني كثيرا فى هذا المضمار
Hitler and the Secret Societies تجده تحت عنوان
حيث سنرى تحت هذا العنوان انها جمعيات عديدة وليست واحدة وليس هتلر وحده هو الذي اعتنق العنصرية. وهناك بلافاتسكي وهي باب كامل وحدها فى العنصرية والخرافة,فهي الشريرة التي صنفت بجراة الناس الى اريين-لااريين واختارت بتفاهة قبل ان يدعي هتلر اختياره لهذا الرمز النازي الموغل بدوره في الغموض والاسطورية .
The texts said that man once was pure spirit without a body, but had fallen down to base matter, darkness and chaos. She then was initiated into magical practicing, using esoteric symbols which learnt how the human race once again would rise into pure spirit. She claimed she was in current telepathic contact with Hidden Masters, who taught her the occult history of the human race.
Blavatsky was taught that the most powerful symbol of these esoteric ones was the Swastika. She wrote there were 7 stages of evolution – she named them “route races”. The race which should rise again to true spirit she named Aryans
https://www.illuminati-news.com/hitler-occult.htm
فى البدء درست بلافاتسكى المخطوطات و تعلمت منها ان الانسان قد كان روحا محضا بلا جسد. ثم انحط بعد الى درك المادة والظلام والفوضى. بعد دراسة المخطوطات جرى تاهيل بلافتسكى لتكون ساحرة مستخدمة الرموز الخفية التى اظهرت ان مرة اخرى سيرتفع الانسان روحا محضا.ادعت انها كانت على اتصال تلباثي متصل بارباب خفيين حيث اعلموها بالتاريخ السحري للعنصر البشري.
بين تلك الرموز اعلموها ان الاسوستكا-الصليب المعقوف, لكن ليس دقيقا ان يعرف بالصليب المعقوف لانه شكل قائم بذاته وقديم جدا-اعلموها انه هو الرمز الاشد قوة.ثم كتبت تقول كان هناك سبعة مراحل من التطور اسمتها عناصر المسار. وان العنصر الذي سيصعد روحا حقا مرة اخرى هو العنصر الاري.
هذه الشريرة بتواصل تلباثي وهوخرافة داخل خرافة اعدت لهتلركل شئ حتى الشعار.
2-هناك شخص فى قبرص جهز ادواته للغوص في المتوسط ليثبت وجود اطلانطس .هل هذا سيضعف البحث لو تم هذا الكشف؟ لا اعتقد.
https://www.discoveryofatlantis.com/pres ... st_bio.htm
اطلانطس,حتى لو اكتشفت فقد كانت قبل افلا طون ب9000 سنة عندما اختفت فكيف تستقي او تستلهم منها اية معرفة.

3-لا اعتقد اني اعترض علي اسقاطك لنزال التيموس مفتاحا يفسر العنف المفرط فى الداخل الاوروبي و الهجمة الاستعمارية للخارج ومثالنا الواضح فيه ابادتنا فى كرري.هذا الاسقاط كان ادبا بارعا جدا منك فى رايي .
لكن اعتقد ان تناول الثيموس كموضوع للبحث هو نفسه, يتطلب طرح اسئلة تمهد للوضوح حوله.وفي نظري هي-
Thymos
ا-هل هو نزعة اثبات الذات في النفس البشرية التي تبدو ضرورية لاشباع الروح الانساني؟. حسب تحليل افلاطون للنفس البشرية..
ب-هل تفتقد ثقافاث الشعوب الاخرى ظاهرة او روح التيموس جميعها. كيف وصل ترهاقا حتى سوريا.كيف تمددت الامبراطوريات الاخري-الفرس او المغول.وطارق بن زياد بمراكبه المحروقة؟
ج-هل هو لعب له قواعد و يحضره جمهور؟ لان نظرية هاوزنقا انسان اللعب تدعي ان حروبا باكملها تنشا كنوع من اللعب. يعني لا يبتغي من ورائها شئ من حطام الدنيا.
Homo Ludens - Johan Huizinga
فهو قريب للعب بهذه الخاصية, خلوه من المقاصد المادية.كما ان هيقل يثني عليه من هذا الجانب.

اقتباس
فمما أتمناه دائماً أن ينبرى معى من يحس بقربه من مواقع أطروحاتى) )
اخي عمر لماذا لا ترى اني شريكك بجهدي الضئيل جدا جدا جوار صرحك الضخم هدا. يبدو لي انك لا تلاحظ حجم العمل الجبار الذي انت تتحمل مسئوليته وحيدا فيما يبدو ومنفردا كالسيف.
الادعاء خطير جدا-حول تغلغل الاسطورة والاكذوبة فى ثقافة اوربا وحضارتها. وبالتالي ثقافة من شايعهم-وانا اول من يرشحك ويزكيك للاستمرار في هدا البحث.هذا لو كنت انا مؤهلا لهدا الشرف, شرف ترشيحك.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

عدلت

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


تم تعديل هذا المادة باضافتها للمادة أدناه حتى تسهل مطالعتهما معاً
.
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في السبت مارس 07, 2009 12:19 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

كروية الأرض والإدريسى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى الفاضل البشير
والحديث حول الصديق المعاون يمتد عبرك ليشمل الأخ الأستاذ عبدالماجد محمد عبدالماجد.
أرجو أن تعذرنى أخى الفاضل الفاضل، جراء ما أصاب ذاكرتى فجعلها خربة يسكنها مرض الزهايمر. فقد نسيت أنك وأنت تدافع عن الكثير من الأطروحات، فذلك لا يعنى أنك تقف معها، بل عرفنا عنك الدفاع عن أطروحات ترى أنها لم تأخذ ما يكفيها من التوضيح والتبيين، فتقوم أنت بذلك الجهد دون أدنى صلة لك فى كثير من الأحيان بفحوى تلك الأطروحات. أذكر لك ذلك الموقف فى أول جمعية عمومية تعقدها اللجنة التنفيذية لاتحاد طلاب كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بعد دورة ناشذة فازت بها الوحدة الأساسية لسيئ الذكر الإتحاد الإشتراكى، تلك النسخة المايوية سيئة الإستنساخ لحزب النظام الناصرى الإتحاد الإشتراكى العربى. فقد انبريت تشرح فى تمثيل الأخ الفقيد صالح التوم لما يفعله المايويون بكلية الفنون الجميلة بالمثل الصينى (الكونفوشيوسى) الشهير ( لا تطعمنى سمكة بل علمنى كيف اصطادها)، فحولت ذلك المثل البعيد المرامى ليكون قريباً من فهوم الطلاب بتنسيب ذلك المثل لممارسات التزلق المايوى الإستقطابى بفتح ميزانيات غير محدودة جعلت من تلك الوحدات الأساسية قى كثير من الأحيان أكثر قدرة على الإنفاق من إدارة الجامعة نفسها.
ولا يغيب عن خاطرى تحجيم ذلك الخروج المايوى للمنبر الطلابى بكلية الفنون الذى عرف بقوة تحرره من الخضوع السياسى الرخيص، وذلك بفعل خطاب مثل ما تفضلت انت به يومها شحذاً لوعى طلاب كانوا يشكلون حينها مشروع التشكيليين السودانيين الكبير. فقد انكسر المايويون أمام عاصفة العودة للحق، فهربوا عن الجمعية العمومية فى نهاية ذلك العام وتركوا رئيس اتحادهم ـ خوجلى ـ وحيداً يواجه العاصفة ، فوقّع بيده على محضر رفض الطلاب لخطاب الدورة واسقاطه. ولم يتمكنوا النزول بعدها فى قائمة انتخابية، وفاز اتحاد الأخ صلاح سيد احمد حيث غادرنا الكلية وتركناه يمسك بزمام الأمور بكل قوة وجلد وعزيمة..
أين هو الأخ صلاح سيد أحمد الآن؟ وهل هنالك توثيق لمجمل نضالات اتحاد طلاب كلية الفنون المتفردة أنذاك خاصة فى زمن الإنكسار السياسى السودانى المايوى الكبيرحينها؟ يا أخ صلاح حسن أنا والله قايل (الرك) عليك انت وحدك؟
انت أخى الفاضل قدها وقدود. ولست مرشحاً فقط لتقييم ما أتفضل، بل تشاركنى فيه بالحق ولا على كيفى. وذلك نزولاً عند حكم وحدة المصدر فى تجريبنا الحياتى السياسى الفكرى التنظيرى. وفوق كل ذلك وحدة الأصول والمرجعية الثقافية. لذلك فطبيعى أن تحتج أننى ـ ولبلادة حسى ـ لم أشعر بهذا القرب والتآخى والتمازج. لذلك فلا بد أن اعتذر عن غلاظة حس كهذه هى طبع فى جوانحى أتمنى من الله ومن إخوتى ـ كشأنك فيما فعلت أعلاه ـ اعانتى على التخلص منها.
ولا أغادر هذه النقطة حتى استوثق من إزالة الأذى والحيف فى حق أخ كريم لم يبخل على بالمعاضدة (الإسفيرية) عندما شحذ بعضهم نصاله من أجل أن (يقف على حلقى)، ألا وهو الأخ الأستاذعبدالماجد محمدة عبدالماجد. فقد قام (بالمدارقة والمكاتلة) معى يداً بيد وساعداً بساعد ، فأحسست أن ظهرى محمى ومغطى ، فقاتلت من كان يقف أمامى مدفوعاً بكل قوة المدافعة ، خاصة بعد الإحساس بالأمان على الظهر.
حقاً فلم ألتق الأخ الأستاذ عبدالماحد وجهاً لوجه. ولو التقيته فلن أحس به غريباً عنى ألتقيه لأول مرة. بل سيكون لقاؤه لقاء معرفة عتيقة بأخ كريم موطفأ الأكناف ومأمون على الحواشى والمتون. فله منى ألف اعتذار أن خدشت بكائيتى على الأخ الصديق المعاون مقامه المستحق هذا.
سأعود للمواصلة اللاحقة بالتأكيد. الى حينها فلكما كل الحق فى المضى قدما بالموضوع الى حيثما تشاءان. فالراية رايتكما قبلى ولا أملك منها إلا المساعدة فى أعباء الحمل.
أما عن الشريف الحسن الإدريسى فهذه نقطة يهمنى جداً إزالة كل الغموض حولها:
أكتب على محرك البحث (قوقل) باللغة العربية (الحسن الإدريسى)، ثم انتقل الى (الإدريسى) العالم بعد تجاوز مجموعة صغيرة من حملة الإسم. وأظن ما أقصده يقع فى الخانة (3) من أعلى. عموماً ستتحصل على أكثر مما وقع اختيارى عليه مما هو منشور أدناه:


( الإدريسي

أبو عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الله بن إدريس الصقلي أو الشريف الإدريسي عالم عربي ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي وفاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله، ومن هنا جاء لقبه بالشريف لنسبه لرسول الله صلى الله عليه وسلّم .

أحد كبار الجغرافيين في التاريخ ومؤسسين علم الجغرافيا، كما أنه كتب في التاريخ ، والأدب ، والشعر ، والنبات ودرس الفلسفة ، والطب ، والنجوم ،في قرطبة.

ولد في مدينة سبتة في المغرب الأقصى عام 493 هـ (1100 ميلادية) و مات عام 560 هـ (1166م) . تعلم في البيلق و طاف البلاد فزار الحجاز و مصر . وصل سواحل فرنسا و إنكلترا . سافر إلى القسطنطينية وسواحل آسيا الصغرى . عاش فترة في صقلية ونزل فيها ضيفا على ملكها روجر الثاني ، تركها في أواخر أيامه ، ليعود إلى بلدته سبتة حيث توفي .

استخدمت مصوراته و خرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوربية . حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والمرتفعات والبحيرات ، وضمنها أيضًا معلومات عن المدن الرئيسية بالإضافة إلى حدود الدول.
[عدل]
أعماله
اختار الإدريسي الانتقال إلى صقلية بعد سقوط الحكومة الإسلامية ، لأن الملك النورماني في ذلك الوقت "روجر الثاني" كان محباً للمعرفة . شرح الإدريسي لروجر موقع الأرض في الفضاء مستخدمًا في ذلك البيضة لتمثيل الأرض ، شبه الإدريسي الأرض بصفار البيضة المحاط ببياضها تماما كما تهيم الأرض في السماء محاطة بالمجرَّات
.

أمر الملك الصقلي روجر الثاني له بالمال لينقش عمله خارطة العالم والمعروف باسم " لوح الترسيم " على دائرة من الفضة. في إحدى المرات قدم وصفًا عن وضع السودان ، وعن حالة مدن مثل " المواقع بدقة متناهية تماماً ، كما هي على أرض الواقع ، مع أنها كانت فقط من خلال الاستماع إلى بعض القصص والكلمات . استخدم الإدريسي خطوط العرض أو الخطوط الأفقية على الخريطة والكرة الأرضية التي صنعها ، استخدمت خطوط الطول من قبله إلا أن الإدريسي أعاد تدقيقها لشرح اختلاف الفصول بين الدول . دُمِّرت تلك الكرة خلال اضطرابات مدنية في صقلية بعد وفاة الملك " روجر الثاني " .

حدد الادريسي مصدر نهر النيل ، ففي موقع معين وضع نقطة تقاطع نهر النيل تحت خط الاستواء ، وهذا هو موقعه الصحيح . قبل دخول مصر تلتقي روافد نهر النيل في الخرطوم عاصمة السودان ، يتشكَّل نهر النيل من نهرين هما النيل الأبيض والنيل الأزرق ، يجري هذان النهران عبر أراضي السودان ويلتقيان في الخرطوم التي تقع تحت خط الاستواء . إن تحديد موقع نهر النيل يُلغي نظرية بطليموس أن مصدر نهر النيل هو تلة في القمر.


[عدل] مؤلفاته

--------------------------------------------------------------------------------

ألف الإدريسي كتابه المشهور (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) والمسمى أيضاً (كتاب رجار) أو (الكتاب الرجاري) وذلك لأن الملك رجار ملك صقلية هو الذي طلب منه تأليفه كما طلب منه صنع كرة من الفضة منقوش عليها صورة الأقاليم السبعة، ويقال أن الدائرة الفضية تحطمت في ثورة كانت في صقلية، بعد الفراغ منها بمدة قصيرة، وأما الكتاب فقد غدا من أشهر الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد المشرق، كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض أقسامه إلى مختلف لغاتهم.

في السنة التي وضع فيها الإدريسي كتابه المعروف، توفي الملك رجار فخلفه غليام أو غليوم الأول، وظل الإدريسي على مركزه في البلاط، فألف للملك كتاباً آخر في الجغرافيا سمّاه (روض الأنس ونزهة النفس) أو (كتاب الممالك والمسالك)، لم يعرف منه إلا مختصر مخطوط موجود في مكتبة حكيم أوغلو علي باشا باسطنبول. وذكر للإدريسي كذلك كتاب في المفردات سماه (الجامع لصفات أشتات النبات)، كما ذكر له كتاب آخر بعنوان (انس المهج وروض الفرج).

ينظرالأوروبيون إلى ما يسمى بالعصور الوسطى من ناحية الأهمية التاريخية باعتبارها مرحلة لا قيمة لها، هذا إن لم تكن سلبية. بل إنهم يدعون هذه الحقبة من الزمان أيضاً "العصور المظلمة". ومثلما يوحي هذا الاسم، غالباً ما يمر الباحثون مرور الكرام عليها حين يتعلق الأمر بدراسة التطورات المهمة التي شهدتها. إلى حد كبير يمكن تبرير وجهة النظر هذه، غير أن العصور الوسطى لم تكن حقبة من الظلام المطبق كلها.

حين كانت القارة العجوز تعاني في معظمها من الركود الفكري، كانت الأراضي الواقعة إلى الجنوب منها مسرحاً لحركة بحثية علمية ومنهجية نشطة جداً. ولعل من الأمثلة التي تستحق الذكر على ذلك هي صقلية النورماندية (جزء من إيطاليا حالياً) التي استفادت كثيراً من الحضور العربي المباشر فيها ذلك الوقت. فقبل أن يستولي النورمانديون على صقلية، كان العرب هناك يعملون بجد كبير على تطوير المعارف العلمية الإغريقية والفارسية. وقد أدرك النورمانديون أهمية هذه الجهود العلمية وأبدو دعمهم العلني لها. وفي مثل هذا الجو، أصبحت مدينة باليرمو في صقلية مركزاً مهماً للتطور الفكري والفني. وفيها وجد الإدريسي، وهو العالم العربي الذي لعب دوراً مهماً في تحقيق هذا التطور، الدعم المطلوب لإنجازاته في ذلك الزمن الذي عرف بالعصور المظلمة.) أهـ

المعلومات المنشورة أعلاه منسوخة طبق الأصل من موسوعة ويكيبيديا بما فيها الصلاة على المصطفى وبتلك الصيغة دون أى إضافة منى. وتلاحظ يا أخى الخلط بين تعبير (كرة فضية) و(قرص) من الفضة. فكلمة قرص كلمة لا تعبر حقيقة عما قام بعمله الشريف مما تم الإعتراف به أحياناً ضمنياً و بوضوح أحياناً أخرى. لذلك فقد اشرت لك لمراجعة كتاب (نزهة المشتاق فى ارتياد الآفاق) فى صحيفة الصحافة أو طرف الأستاذ عادل الباز,
على العموم هذه المعلومات محولة للأخ الأستاذ محمد حسبو، وللأخت الأستاذة إيمان، ولكل من كان يظن أن (جاليليو) كان هو صاحب (نظرية) كروية الأرض!!!!
أها كفاكم ولا أزيدكم؟
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

شايفين يا ايمان يا حسبو

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


[size=24]
بسمه تعالى ـ يا استاذة ايمان واستاذ حسبو ـ ندخل قلب الأطروحة ولبها.
وكونه دخول فى نهايتها فهذه مفارقة أشبه ما تكون بالنكتة. ووجه النتكيت والمفارقة أنها (تنكت) ثم (تفارق) فى آن واحد ، فهى أشبه ما تكون ب ( تمر الفكى الشايلو ومشتهى) من ناحية، مع ذلك فهى لا تشبهه. ذلك أن (الفكى) الشايل التمر هنا لا يعرف حقيقة ما يحمله حتى يشتهيه. لذلك فالخطاب للفكى وما ليهو فى آن واحد، فالفكى مطالب بأن يتعلم ويتعقل عبر مقود تربوى يمر بما يشتهيه فى ذهنيته التى تمثل (طور طفولة ذهنية ) لمحمول العقل الذى لا يعرفه. فالفكى يقرأ كل يوم: " إقرأ بسم ربك الذى خلق،*خلق الإنسان من علق* إقرأ وربك الأكرم* الذى علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم". مع ذلك فهو لا يدرى أنه لا يدرى.
والنكتة كذلك أن الفكى ظل يردد ضمن هذه المعانى أكثر من معطى للعقل بما هو محمول فى هذا البهاء المصطلحى لمصطلح (العلم) الذى تنزل كمصطلح كامل التكوين منذ القرن الثامن الهجرى ، مع ذلك فلم يدخل المتفلسفون ـ أوروبون أو غيرهم ـ بهاء حضرة العلم حتى بعد ظهوره المصطلحى عندهم فى القرت التاسع عشر. فى أوروبا . فأوروبا من أقصاها الى أدناها لم تعرف أى وجود لمصطلح العلم إلا فى بدايات القرن التاسع عشر.
ومما هو معروف عندكما بالطبع مما لا يحتاج منى للتذكير مسألة ارتباط (ظهور) المصطلح بحالة الوعى أو الإعتبار به.
ونحن ندخل حضرة الجمالية العقلية الموعودة، فتظهر بطريقة (أوتوماتيكية) جنة لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ولذلك بالتحديد ينبغى أن يكون دخولنا عليها (بشيش بشيش)، ذلك أنه دخول الى مكان لم يسبق لنا تفحصه ولا تصفح أو تقليب حتى معارفه بحكم وبحسب (صعلكتنا الفكرية). فهو دخول جديد على جديد لم نكن ندرى أنه على غير ما نعرف من (ذهنية)، مع ذلك فهو دخول قديم على قديم.
وقد سبق لأستاذنا الشهيد محمود محمد طه القول أن الله قد أدخر للبشرية من كمال حياة الفكر وكمال حياة الشعور ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أو كما قال. والآن فلم يستدر الزمان دورة صغرى ولا كبرى كى نكتشف أن ما تراءى لمفكرنا الشهيد إنما هو مشهده الخاص. وهو مشهد يقع فى قمة (الذهن) من نهايات رباط الحكمة أو إن شئت فقل نهاية النظر الفلسفى. أما عقلاً فإنه بحسب تمنع وتفلت مطروحات العقل حتى على شهيدنا الكبير فذلك أن أمانته لم يحن حينها الأوان لفضها.
وهل حان الآن؟ وهل يمثل شيخ عمر صاحب أمانة العلم والعقل المزعزمة ؟ وهل هو مأذون له بفضها؟
لا .... الأمر ليس كذلك. فشيخ عمر مأذون له بنقض عرى، أو إن شئت فقل تفكيك لبنات المعرفة الذهنية. فهو مجرد لبنة ينتظر صاحب الأمر ومهندس البناء العقلى. فهو عندما يأتى أوانه باكتمال اشتراطات ظهوره، فسيكون شيخ عمر حاضراً بوصفه خادم تلك الحضرة الشريفة. مع ذلك فإن حضور شيخ عمر حينها فهو ليس حضور (أناته)، إنما هو حضور ستكون له موصوفات تخرج هذه (الأنا) خروج الشعرة من عجين العلم والعقل. وهذه مسألة فى غاية الوضوح بشرط إلا ينظر إليها من رتاج (الأنا). فأنا عمر (مثلا)ً سأكون موجوداً وجوداً كاملاً لكنه ليس وجوداً (أنوياً) بأى حال من الأحوال. وذلك يشير مجرد إشارة الى أن أكبر حجاب لهذه الحضرة الشريفة هو حجاب هذه (الأنا) . مع ذلك فالغريب فى هذا الشأن أن أى نظر لهذه (الأنا) لا يقر أنها حاملة لهذا للعقل فهو نظر يعرض خارج الحلبة، فالعقل لا بد أن يكابد للخروج من هذه (الأنا). وفى ذلك يرد معنى قوله (جل وعلا): " يا أيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه"
وتمثل إشكالية الجمالية الجمالية الأوروبية فقط خيار يسهل منه توضيح تنطع هذه (الأنا). ذلك أن ظاهرة (علم الجمال) ما زالت تتمنع على الوضوح مع كثرة ما دلق عليها من مداد التفلسف الأوروبى المتنطع. مع ذلك فلم يستطع المتقلسفون الأوروبيون على مختلف ألوان طيفهم الى يومنا هذا من مماسسة حرم هذه الجمالية المصون. كذلك فما أسهل ما يكون نفى العقل وتفريده عن مجرد الظهور داخل المنظومة (الذهنية ) الأوروبية.
أقول هذا الحديث بمثابة نقر اباب حضرة العقل الشريفة، وحضرة العلم.
ومن أجل الدخول (بشيش) أقلل المدفوع به للنظر فأتوقف هنا أملاً فى نقرة أخرى للباب.
للجميع ـ المعاى فى الكلام دا والمامعاى ـ محبتى وتقديرى.
[
/size]
أضف رد جديد