اشكاليات الجمالية الأوروبية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



العزيز عمر ، وفق ما رغبت في مخاطبتكُم .
تحية طيبة ،وعيد مُبارك وغيبة أكثر مما ينبغي ، فقد حدثتنا أن تغيب الثلث الأول وها أنت تأتي الثلث الأخير من ديسمبر .. كلنا لا نستطيع الوفاء ، ولكني غالبت هوى على حساب أوليات أحسب أني كسبت خيراً كثيراً بمحاولة الرد وأنا أنزع وقتي من فكٍ لا يرحم .
نعود :
1/
إني كتبت :
{إني أرى أنه ليس من العدل للمبحث أن ننظر لهذا الجسد الخرافي كعملاق واحد : له جسد واحد و ذهن واحد وروح واحدة .}
و إني كتبت :
سألت نفسي أيصلُح هذا الصندوق الخُرافي الذي تتمدد مساحته بهذه الضخامة ويرتفع تاريخاً يمتد أكثر من خمسة ألف عام أن يكون كُتلة مُتماسكة لنقيم عليها مبحثاً ؟
فخطرت لي أبيات من قصيدة الشاعر الحسين الحسن :
و هوَّمتُ حتى تَبدى أمامي .. ظلام رهيب .. كثيف السترْ
وَقفتُ عليهِ .. أدقُ الجدار .. فما لان هوناً .. ولم ينشطرْ

2/
أذكر حادثة لها ما بعدها بشأن تضخم المادة التي تفضلتُم بنشرها هنا بعد التوسيع ، وتقديمها قبلاً في محاضرة وعقب عليها علماء أفاضل :

{أذكر مرة كنتُ وسيطاً جمع الدكتور عبد الله الطيب المجذوب والدكتور جعفر ميرغني و أخي الأصغر (خالد )وكان حينها قد أكمل سنة المعادلة قبل مبحث الماجستير بعد أن أكمل دراسة اللغة العربية بجامعة القاهرة فرع الخرطوم قبل تحويلها لجامعة النيلين ، وكان يرغب حينها التجهيز لمبحث في علم ( الإعراب ) وقد اختار مادته
( سورة البقرة ) وكان أول اعتراض من الدكتور عبد الله الطيب :
ـ لماذا تختار مادة كبيرة الحجم ، وكان يمكنك أن تختار أجزاء من ( جزء عم ) وتبحث في مباحث أساطين الإعراب ، كيف كانت آراؤهم وكيف اختلفوا وكيف اتفقوا ، وما هو الرأي المُرجح ولم كان الترجيح ، وما موقفك أنت كباحث ، وكيف تفاضل بين الآراء وكيف تختار وتدافع عن اختيارك .
كنتُ ساعتها حاضراً كشاهد ليس له غير السماع لاختلاف الاختصاص }
3/
ذكرت لك سيدي وجه اعتراضي على المصطلح إذ أنه يُفضي لمادة بحث تترُك الباحث يتجول التاريخ بحجم أكثر من خمسة آلاف سنة شمسية وتضم بلداناً شملت أوروبا وأمريكا واليابان والآسيان ، بل واشتملت المادة كل أنواع الفنون : ( فهو في محصلته مادة ضخمة تشمل كل مناحي المزرعة الإبداعية ، فلم تترُك أنت رقصاً أو رسماً أو نقشاً ..الخ) . هنالك اختلافات تواريخ وثقافات وأراضٍ وأنفس وشعوب اضطركَ أنت لتطرح لنا من كل ( نبعٍ قطرة ) وتعذر وفق ما أرى أن نتلمس بوصلة لكل الكم الهائل من السرد الذي تفضلت به . ولست أرى لذلك من سبب إلا ضخامة المادة موضوع المبحث .
4/
لقد تلمست إعسار كل الذين حاولوا تتبع المبحث ، وعلى سبيل :

نقطف من رد حسن موسى :
{ يا عمر سلام جاك و قعد معاك
يا زول كلامك ملولو لولوة كبيرة و فرزه داير ليه قعدة و انا و الله مزانق في امور العيشة ام قدود (زنقة كلب ) لكن "الحاسوب ولد" كما يقول المثل غير المعروف.}

نقطف من رد الأستاذ عبد الماجد محمد عبد الماجد :
{ الأستاذ عمر الأمين
لك التحية
موضوع بحثك مهم و (ختري). مهم بالنسبة لي شخصيا (لعلي من أحوج الناس له). لكن الله غالب: ما قدرت الملم أطراف حديثك تب. يا ربي أنا مخي تِخٍنْ ولا شنو؟ ما أظن إلا أن كتابتك - بصراحة - محشوة شديد علاوة على صعوبة في تراكيب الجمل}

إيمان أحمد :
الأستاذ عمر الأمين
{ تحيتي واحترامي
وآمل أن يتسع صدركم لما يلي من حديثي، إذ وجدت متابعة كتابتكم تزداد صعوبة ويصعب علي الإمساك بالخيط الأصلي من الخيوط المتشعبة التي تلتف حوله.}
5/
الرأي :
فإني أرى أنه يكفي في أثينا أيام أفلاطون وأرسطو أن نكتُب مبحثاً ضخماً عن أثر الأسطورة في صنع التماثيل أو أثر الأسطورة في هيكلة وإنشاء المعابد . ويكفي في ذات التاريخ وفي أثينا نفسها كتابة مبحث عن الرقص ، أما أن نأخذ أوربا وفق تعريفك لما تشمل من مواقع ، وبتاريخ يصل لخمسة آلاف عام فإن سردك لوقائعه ناهيك عن تناوله بمنهاج هو أمر عسير عليك ناهيك عن عسرته على القُراء ، وأرى أنه يوضح إشكالية اختيار المادة وإشكالية اختيار العنوان ، وإشكالية وجود روابط بين الوقائع والأحداث والتواريخ ، فأنت الذي تحدثت عن مبحثك في الفن القوطي نشأته وتدهوره ، فما الذي يحدث يا تُرى وأنت تجمع تاريخ ما لا يمكن جمعه في مبحث !!
أني لم أزل أرى أن مادة موضوع المبحث أضخم من كل الموسوعات ، في كل ضروب المعرفة ، بل و كل العلوم المتوفرة لدينا ، ولذا تعسر الكثيرون هنا في التنقل في أرجاء السرد ، وعسرتهم في التقاط آراءك المختبئة من وراء السرد حتى وصلت ( الخاتمة ).فطوراً تعود للتعريفات والمصطلحات وطوراً تدخل في سرد الوقائع ، وتنتقل رأسياً في التاريخ وتنتقي المواقع انتقاءً .
أما عن الخاتمة فلتلك قصة أخرى .

ويقول المثل المنقول عن قول الرسول الكريم : { زُر غِبَّاً تزدد حُبَّاً }
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

كن منهجياَ يل شقلينى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى العزيز الباشمهندس الكبير عبدالله الشقلينى
سلام وتحايا زاكيات
كنت اتحسب لما هو أكثر منهجية. وأتوقع حصاراً جدالياً تخر له الجباه من عميق احتجاج يدافع عن حقوق أوروبية فى تمظهر جماليتها كفيما يمكن رؤيتها من كيفية.
وقد يطيب للبعض المطالبة بأحقية أوروبا فى اختيار تمظهر جماليتها رغم ما هو مدفوع به إزاءها من شكلانيتة منعي عليها الوقوع فى أحضان حيوانية أو ربما طفوليةأو يفاعة فكرية. وهذا دفع قريب من دفوعات الأخوين الأستاذ محمد عبدالرحمن بوب والأخ الصديق
الدكتور أحمد الصادق فى الندوة التى أقيمت مارس الماضى بالمجلس القومى للفنون والثقافة بالخرطوم. وهو دفع له ما يقابل ويواجه منطقه الذى يحتمل الأخذ والرد.

أما الدفع بوسع اوروبا عن الحصر الزمانى والمكانى بحيث يصعّب من مهمة لملمة اطراف البحث أو متابعته، فهذا مما لا أجد له منطق مما يمكن الإستناد إليه.
وهو عندى استناد الى (حيطة مايلة) أنظر لهذا النص للبروفسير روبرت بورك استاذ تاريخ العمارة بجامعة (أيوا):
)in Spain, the churches got big and simple, as at Palma and eventually Gerona, while in England the first half of the fourteenth
century saw the increasing use ofcomplex

ter textural ornament and virtuosity, as at Exeter and then Ely. This so-called Decorated Style went out of fashion in England after 1350,
but it went on to influence
Gothic on the Continent for another two centuries.(
وترجمة النص هكذا:
" تمثل كنيسة (بالما) فى اسبانيا نموذجاً كبيراً فى حجمه وبسيطاً، وكذلك كنيسة (جيرونا).فى حين أنه فى انجلترا فقد شهد النصف الأول من القرن الرابع عشر استعمال
اسلوب مركب من زخرفة ذات ملمس محسوس وذات اتقان وبراعة فى التنفيذ. وقد ظهر وانتشر هذا الأسلوب والذى صار (موضة) فى انجلترا فى كاتدرائية (إكستر)
و كنيسة (إلى) وسمى بالأسلوب الديكورى فى العام 1350م، لكنه مع ذلك فقد عم تأثيره كل القارة الأوروبية وانتشر فيها لمدة قرنين كاملين."
وقد سقت هذا المثال القريب والذى يعالج ظاهرة جمالية فى بحث أكاديمى محترم لكل أوروبا لمدى قد يصل لثلاثة قرون.
ولو راجعت رابط هذا البحث فى موقع جامعة (أيوا) وهو كالآتى:

https://icon.uiowa.edu/d2l/orgTools/ouH ... group&d2l_

لاكتشفت أن البحث يغطى كل القارة الأوربية فى تاريخ الفن القوطى الذى بدأ مع بدايات التحول الأوروبى من الوثنية الى المسيحية فى القرن الرابع الميلادى
الى أن بلغ مداه فى القرن السادس عشر بعد أن اغتالته أنوار مدرسة النهضة الأوروبية فى ذلك التاريخ. بل وتمتد معالجات البروفسير روبرت بورك لتاريخ الفن القوطى مما يمكن تتبعه فى هذا الرابط الى المستند الأوروبى الكبير أثينا وروما. وتمتد دراسات البروفسير روبرت بورك ورصفائه من الأكاديميين فى علوم التاريخ فى مدرسة أكاديمية حديثة قصدها مراجعة علوم التاريخ ونقدها وتقويمها. وقد أجترح لهذه المدرسة فى أوروبا علماً حديثاً معاصراً باسم علم ال (Historiography ) وهو علم عرفته موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية كالآتى :
Broadly speaking, historiography examines the writing of history and the use of historical methods, drawing upon such elements such as authorship, sourcing,
interpretation, style, bias, and audience.
وترجمته كالآتى:
علم (الهيستريوغرافيا) يعنى بصورة علمة بكيفية كتابة التاريخ وباستعمال المنهج التاريخى لمراجعة تأليف الإصدارات والمراجع التاريخية وطرق الترجمة واسلوب الكتابةو الحياد فى ايراد الحقائق التاريخية وطريقة التلقى.
ومما هو معلوم بالضرورة العلمية التاريخية الثابتة أن مدرسة الحداثة ( Modernity ) هى مدرسة أوروبية الأصل والمرجعية ولدت ونمت وترعرعت وشبت عن الطوق فى أوروبا. وهى عند كثير من مؤرخى تيارات الحضارة البشرية بدأت بواكيرها منذ المدرسة (الرومانطيقية) فى أواخر القرن الثامن عشر. والمدرسة الرومانطيقية لها جمالية خاصة بها يمكن النظر إليها فى نسق متجدد ومسافر عبر التاريخ منذ أبولو وأفروديت وكيوبيد. وليس تأثير هذه الآلهة الأوروبية يقف عند حد الرومانطيقية وحسب، بل يمتد تاريخهم الى المدرسة العملية المعاصرة المعروفة بمدرسة البراقماتيزم، فقط أنظر لطريقة اختيار ملكات الجمال فى مسابقات الجمال البشرى الأوروبية.
أها يا شقلينى ... كفاك ولا أزيدك.

آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 7:11 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

البحر ما بيابا الزيادة

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الأخ الباشمهندس الشقلينى
السلام والتحايا الزاكيات
رأيت أنه من الأفضل أن ازيد الأمر توضيحاً
وشأنى فى هذا التوضيح هو شأن من لا يرفض أوروبا كوجود بقدر ما يرفض مشروعها الجمالى كونه مؤسس على قواعد ضعيفة. أشمل ما يمكن أن توصف به هذه الأساسات هو استنادها الى تعال و روح ناتجة عن (الثيموس الأوروبى) الذى يعزى أصول فعالياته المجتمعية للأسطورة، وهذا سبب يحيل رؤاهم عن الظاهرة الجمالية الأوروبية الى ظاهرة متبتة عن الإرث الإنسانى الجمالى التاريخى.
ورغم أن طريق البحث يغرينى فى هذه النقطة بالذات نتيجة لوجود تقاطع تفضى إحدى جاداته الى مبحث الكولينيالية واستناده الى قواعد تمرد (ثيموسى) قديم ضد الثقافى ولصالح الحضارى، فإننى قد تمالكت نفسى وصنت مبحث الجمالية لخصوصيته.
والشاهد أن تأصيل الكولينيالية الأوروبية ينبئ عن عن داء عضال سكن مفاصل المبادلة المجتمعية لأوروبا منذ ما قبل دولة مقدونيا. ومن ذلك التاريخ الموغل يستمد الأوروبى كولينياليته عياناً بياناً، فنابليون بونابارت كان يتمثل الإسكندر الأكبر وهو يقوم بأول غزو قارى فى دولة ما بعد الحداثة للدولة المصرية، وكان يذكر ذلك فى خطابه دون مواربة. راجع ذلك فى كتاب للمؤرخ البريطانى (ألان مورهيد) النيل الأزرق وفى مكى شبيكة فى كتاب تاريخ شعوب وادى النيل.
لكن مع ذلك فقد (صنت) مبحث الجمالية (عمّا يدنس ثقافيتها) من ورود لحوض المتشابهات المباحثية وما فيه من مواجهات ضارية قد تفضى الى نبش قبور تاريخ ( الثيموس) الأوروبى ودوافعة الخبيئة. وكل ذلك رغبة فى تفريد خيط الجمالية.
لكنى أراك (تلم البيض والحجر) كما (تلم الإنتاية) المباحثية (مع الضكر) فى احكامك. إذ تتناول الجمالية كما هى ابحاث الإعراب فى اللغة العربية. ولكأنى بك وانت تفعل ذلك تسعى للمقاربة ما بين حلاوة نغمات أغنية (ضنين الوعد) فى مزاوجتها بين حلاوة شعر الحسين الحسن و تلحين وغناء الفنان عبدالكريم الكابلى وبين بحث أثر الجفاف والتصحر فى ظاهرة السكن العشوائى. وهذا ما لا أرضاه لرجل ذى تدقيق فى النظر مثلك.
فالظاهرة الجمالية قد تقيّم بداهة فى حق فنان فرد، أو فى حق مدرسة فنية قد ترتبط فى ظاهراتيتها بنسق أسلوبى متسلسل ومتحرك عبر التاريخ.
ومما هو معلوم بالضرورة المعرفية البسيطة مما لا يحتاج للقيل والقال وكثرة السؤال، أن صناعة (العناقريب ) مثلاً ، ففى تاريخ جماليتها التصميمية ما يمكن ارجاعه الى (نبتة) أو (مروى). أو صناعة (الجبنة) ـ بتاعة كبى الجبنة يا بنية فى ضل الضحاوية ـ ففيها ما يمكن أن يؤشر لروابط تصميمية جمالية تعود بها الى حضارة منطقة (الشهيناب) مثلاً.
وفى هذا الصدد فإنى أحيلك الى كتاب البروفسير والمؤرخ فى مجال الفنون الأمريكى جورج كوبلر فى كتابه ( The Shape of Time ) الذى يقول فيه : (:” The oldest surviving things made by men are stone tools. A continuous series run from them to the things of today. The series has branched many times, and it has often run out into dead ends. Whole sequences of course ceased when families of artisans died out or when civilizations collapsed, but the stream of things never was completely stilled. Everything made now is either a replica or a variant of something made a little time ago and so on back without break to the first morning of human”
وترجمة بتصرف فذلك هو كما يلى :
إن أول ما صنعه الإنسان هى الآلات الحجرية. وهنالك استمرارية لسلسلة سارية منذ ذلك التاريخ الى اليوم. وقد يكون لهذه السلسلة فروع فى أوقات متعددة، وقد تموت إحدى هذه الفروع فى نهاية أمرها. وقد يختفى تيار معتبر فى حالة موت عائلات الصناع المهرة لهذه الآلات أو كنتيجة لسقوط حضارات أو موتها، لكن سريان تيار مثل هذه الخبرت فإنه لا يتوقف بالمرة. فكلما نصنعه فهو إما نموذج مستنسخ من نموذج كان يسبقه بزمن قليل، أو مضاه أو مخالف له، وهكذا بلا أى انقطاعات منذ شروق فجر الإنسانية.
وللبروفسير جورج كوبلر فى كتابه هذا ما يأخذ الألباب فى شرحه لتتابع الظاهرة الجمالية، فقد استحدث ونجر مصطلحاً لا أجد له مثيلاً فى تمتيله و توصيفه لتقلبات الأساليب ( مما يمكن ترجمته ب (الساعة الثقافية) فقد نعى على الذين يظنون بانقطاع الظاهرة الجمالية (كذا) بعدم المامهم بالحركة الإنتقالية من ساعة ثقافية الى أخرى. ودفع بأن أسلوباً جمالياً بعينه ( STYLES ) قد يظل كامناً فترة كمون طويلة مما قد يظنه البعض انقطاهاً وهو فى حقيقته ليس كذلك، إذ تختلف ساعته الثقافية فى تقويم مختلف.
عموماً فهذا الكتاب المفيد قد صدر من: ( .NEW
HAVEN AND LONDON: YALE UNIVERSITY PTRESS )
وصدرت له ترجمة بالعربية تحت عنوان (نشأة الفنون الإنسانية ، ترجمة عبدالملك الناشف نشر بالإشتراك بين مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر نيويورك والمؤسسة الوطنية للطباعة والنشر بيروت طبعة العام 1965م )

ولا أظنه خاف عليك يا أخ شقلينى تصانيف تتحدث عن فن أفريقى أو عن فن أوروبى. مع ذلك فإنه يصعب أن نقول ب (فن آسيوى) لتمايزات هناك بين الفنون الصينية والهندية عن بعضها البعض وعن الفن العربى ذو الأصول الآسيوية أو الفن الفارسى كظاهرة تاريخية لها خصوصيتها وتفردها. وهذا بالطبع مما لا يمكن جمعه جغرافياً ولا تاريخياً ضمن ظاهرة واحدة تعرضها للبحث والتنقيب فى جمعيتها. وهذا يقودنا الى تقرير أن هنالك ما يجمع فى ظاهرة الفن الأفريقى أو الأوروبى من جغرافيا وتاريخ مع وجود تمايزات فى فنون القارة الآسيوية يصعب من جمعها فى (صندوق واحد). ولا يمكننا بالطبع أو بالتطبع يا أخ شقلينى أن نتحدث عن فنون (استرالية) رغم أن استرليا جغرافياً وتاريخياً هى قارة ملء السمع والبصر فاسمع واعتبر.
لا أختم مداخلتى إلا بعد إيراد مثالين من مباحث التاريخ الكبيرة المحترمة. الأول هو بحث موسوعى صدر باسم (قصة الحضارة) للمؤرخ الكبير (ويل ديورانت). والثانى هو كتاب (قصة الفنون ) للمؤرخ الكبير (ارنست قومبردج) وهما كتابان مرجعيان تستند إليهما المؤسسة الأكاديمية على نطاق كوكبى. أنا أظن أنه عيب كبير أن نعترض على اعتبار (أوروبا) وجود مباحثى أكبر مما يمكن جمعه جغرافياً أو تاريخياً مع وجود هذين السفرين الكبيرين الهامين. ويمكن بالطبع على أيامنا هذه قرائتهما والإطلاع عليها بنقرة صغيرة على (ماوس) يؤشر لمؤشر البحث (قوقل).
مع ذلك فالإعتراض ب(اللولوة) كما هو فى مداخلة د.حسن موسى، أو بصعوبة التراكيب والحشو وكثرة الإستطرادات كما هو فى مداخلة الأخ الأستاذعبدالماجد الذى طالب بالتبسيط والتسهيل، أو بصعوبة المتابعة للتطاول والتعقيد كما هو فى مداخلة الأستاذة ايمان فذلك مما لا يمكن جمعه فى قالب احتجاجى واحد لاختلاف مقاصد أى من المتداخلين الثلاثة، فكل متداخل منهم يغنى على ليلى تختلف عن ليلى المتداخل الآخر.
ومن ملا حظاتى التى أتحدث عنها دائماً، وهى مما أراه داء حداثى دفين يحتاج للكثير من العمل لنبشه وتقليبه لأجل محاوله فهمه. وهو داء حب أوروبا وتبرير حتى عمايلها. وهذا أمر يحتاج للطافة خاصة فى التعامل معه.
وأعرف قصة فيها حكمة عظيمة لأحد شيوخ مدينة أم درمان الكبار الذى ابتلى بأن يلتحق ابنه بزمرة كان يطلق عليها آنذاك (الصيّاع)، وكان ذاك إبان فورة اجتياح (الحداثة) الغنائية السودانية بعد تأسيس إذاعة أم درمان. وقد كان هنالك شاعراً وعراباً للغناء والمغنيين الأمدرمانيين وملحناً عاصر عهد غناء (الطنابرة) ثم عهد (وهبة وكرومة) ثم عهد (الكاشف وحسن عطية). وكان منزل ذلك الشاعر مجمعاً لمجالس الغناء وما يصاحب ذلك من ممارسات كان ينظر إليها مجتمع ما بعد هزيمة كررى فى امدرمان شذرا.ً وكان ذلك المنزل وصاحبه الشاعر الملحن ملجأ للذين يلحتقون بمجموعة (الصياع) وتنطلق حنجرتهم من راديو إذلاعة أم دررمان ويخافون فى نفس الوقت مواجهة أسرهم. حيث كانت غالب أسر أم درمان تفضل أن يقال لها أن إبنك مات من أن يقال لها أن ابنك يغنى فى اذاعة أمدرمان. وكان ذلك العرّاب قد أقنع أحد الشباب وهو ابن لذلك الشيخ الأمدرمانى، وكان حسن الصوت، أن يغنى فى الإذاعة وجهز له أغنية هى الآن مما يتحرك عقيرة أى منا بغنائها بمجرد سماع أول كلمتين منها. وتابعه الشاب حتى حدث (المحظور حينها) وغنى أغنيته، وشاع خبره فى القرى والحضر. فما كان من ذلك الشيخ إلا وقد زار دار الشاعر وحيا ابنه وأرجعه الى بيته معززاً مكرماً وهو يردد قائلاً: أخير لى ولدى يبقى غناى وبس من يبقى غناى ويصير مصيره كمصير كثير من مرتادى بيت ذلك الشاعر.
قال لى من روى لى تلك القصة من الأصدقاء الأمدرمانيين: والله أكان سمعت ..... (والنقط تشير لاسم ذلك المغنى ) يتلو فى القرآن، والله إلا تقوم تهز فيهو.
والحمد لله فى وجود رجال فى حكمة وحلم وسعة أفق شيخنا الأمدرمانى الكبير من الذين هزموا بسماحتهم كثير من سيئ الطباع التى دخلت علينا مع الترك والإنقليز مما لم يكن معروفاً فى سوداننا الحبيب.
للجميع حبى وتقديرى،
وسأعود للمواصلة ان شاء الله.
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 7:25 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


العزيز عمر الأمين

تحيات زاكيات
والشكر الجزيل لكل ما تفضلت به من إيضاح وتفصيل ليكون الحوار ثرياً بالمعارف المُتبادلة ، وغنياً في اتجاه المباحث ومناهجها . والشكر الجزيل أن أوليت مداخلاتي كل هذا الزخم ، فقدمت من النماذج ما يدعم الحوار ويبين أوجه الخلاف ، على أمل أن نتباحث في الاختلاف لا الاتفاق . وذلك كي يكون الحوار دوماً مدفوعاً للأمام . وسوف أتأنى الرد إذ أني في السبيل لاسترداد بعض الأسفار من السودان !!! . وهي التي ستُعين في الرد على ما تفضلت به رغبة في ثراء السجادة السماوية بما يتيسر .
فقد قفزنا إلى المهاجر منذ ثلاثة عشر عاماً ولم نعُد !
وقفزنا كما تقفز الفئران من الحريق إلى البحر .
إن نقاط خلافنا حسب ما أرى تتلخص في الآتي ، وأرجو تصحيحي إن تجاوزت .
-1-
إن نهج الوصف للرقعة المكانية تشمل وفق تعريفكم ( أوروبا + أمريكا وكندا +اليابان والآسيان ) هي في نظري أكبر من سعة المبحث ، لأن هنالك فرضيات يأخذها الباحث ويطرحها للاختبار توطئة لمعرفة المُشتَرك الذي بنيت عليها بُنيانَك من أوصاف اشتركت فيها تلك التي سميتها في عنوان المبحث ( جماليات )
_2_
اختلفنا على التسمية إذ أن العنوان اسماً حقيقياً للمبحث ، واختلفنا أنه جماليات أدخلت أنت في متنها الرقص حيناً والرسم والنقش وزخرُف العمارة أحياناً .. وربما أنواع وأشكال من الفنون تنتوي توضيحها فيما بعد ، أي أنك ذهبت إلى أنواع من ضروب الإبداع وأقمت لها خيمة سميتها ( جماليات ) ، وتخيرت لها موطناً هو ذاك الذي أشرنا له
-3-
اختلفنا على الزمان في المبحث فهو يمتد وفق توصيفك ربما يصل لخمسة آلاف عام ، وأنا أرى أنه أضخم مما ينبغي ، ويصعب أن تجد من وسط حفرياته نسقاً تتفق عليه ما دعوتها أنت بالجمالية الأوربية ، ونعتقد أنها محاولة تجميع ما لا يمكن تجميعه ، وأنت قد ضربت لنا الأمثال عن كيف تمت أوصاف متعلقة بأوربا جمعاء في مباحث على جانب كبير من الرصانة والدقة العلمية .
وسنعود كل ذلك فيما بعد فقد حفزتنا أن نعود المتون مرة أخرى ونُلقي بظلال تجاربنا الحياتية ، إذ نحن في مواجهة من شمر عن ساعد الجد ، ونحن من قبل ومن بعد لم نتعامل مع النص إلا بالجدية التي رغبت ، فما ذكرنا كيف (تهوّمت حتى تبدى أمامي ظلام رهيب ) ونحن نُشبِّه بلاغياً كيف يمكننا الغوص في بحر ذلك المبحث الذي تفضلت بعرضه علينا بمادته بضخامتها الخُرافية .
امنحنا سيدي زمناً لنطلع على المبحث الذي تحدثت أنت عنه ، ونرجو تفضلاً أن تقودنا للوصال المباشر لموضوع ، بروفيسور" روبرت بورك" فلم أتمكن من الوصول إليه بعد .

وإلى لقاء من بعد أن نطلع على المواد التي تفضلت بإيرادها أنتَ لاحقاً .
تقبل الشكر وجزيل التقدير .
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مراجعة المصطلحية لصالح افستاذ شقلينى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أحى الأستاذ الباشمهندش الشقلينى:
لك الحب والسلام والمودة.
وأشكر لك اهتمامك بالأمر والتشمير عن ساعد الجد . فهذا مما يثلج صدرى.

قلت عن المصطلح أوروبا وجماليتها الآتى:

* أوروبا كمصطلحية نعنى بها: وجوداً تاريخياً متكاملاً منذ ما قبل أثينا واسبرطة الى راهن دولة الإتحاد الأوروبى . ونعنى بها كذلك جغرافيا مضافة كأمريكا الشمالية بشقيها و أستراليا و اليابان ونمور آسيا. عموماً نعنى بها ما يسمى بالعالم الأول الذى يتمثل فى أصحاب إمتيازات فعاليات الحضارة المعاصرة.

* أما جماليتها كمصطلحية فنعنى بها : جمالية سائدة آنياً فى المشروع الإنسانى تمت موضعتها قسراً فى عالمنا العاصر. فقد أصبح وأمسى انتشارالجمالية المعاصرة تسويغاً لوضعها كمعيارية للجمالى بعد أن استعمرت أوروبا العالم وصاغت صورته السياسية المعاصرة بناء على فرضياتها السياسية الخاصة بها، ثم فرضت جماليتها تبعاً لذلك. وقد أدت تلك الموضعة الى واقع جمالى معاصر ابتسرت فيه الجمالية البصرية فقط داخل إطار اللوحة أو المنحوتة، والسماعية مقصورة شكل تمظهراتها فى الفنون الإستعراضية، و المقروءة مقصورة على تلازم شكل الكتاب كمستند حامل للرواية أو الأقصوصة أو القصيدة الخ.

وذلك يعنى الآتى:
أن هنالك أجزاء من عالم اليوم التحقت التحاقاً كاملاً بأوروبا. فدولة كاليابان أو كالصين فقد نفضتا عنهما ثياب خصوصيتهما الثقافية والتحقتا بالحضارة الأوروبية المعاصرة، بل وصارتا فى بعض مناحيها أوروبية أكثر من أوروبا نفسها فى عمرانها وبنياتها المجتمعية الفوقية والتحتية. ناهيك عن أمريكا واستراليا اللتان واجهتا حالة تطهير إثنى وثقافى لا مثيل أو شبيه له فى التاريخ، فأصبحتا بواقع حالهما فى يومنا هذا امتداداُ جغرافياً وتاريخياً لأوروبا.
ولم تنج دولة فى العالم فيما بعد منتصف القرن التاسع عشر من استعمارها أوروبياً. وكل المنظومات السياسية بما في ذلك نظام الدولة الوطنية القطرية ، فهذه من مستنزلات تلك الفترة الإستعمارية الأوروبية للعالم.
أما تحديد إطار للفنون التى تذخل فى مباحث علم الجمال فهى بداهة الفنون البصرية والفنون السماعية وفنون الأدب الشعرى أو النثرى ملقى أو مغنى ومختلطاتها الحديثة مثل المسرح والسينما والتلفزويون.
واتفق معك أن ذلك مركباً صعباً لا يمكن ركوبه بسهولة ويسر، بل يحتاج الى (تسليك). لكن ركوبه لا يواجه حالة استحالة، فقد خاضه بنفس شروطى التى خضته بها كثير من الفلاسفة الأوروبيين منذ افلاطون الى مدرسة فرانكفورت. ولك أن ترى أن قامتى لا يمكنها أن تتطاول لمقام ذلك البحث، ويمكنك أن ترفض بحثى لهذا السبب. أما سوى ذلك فلا كبر موضوع البحث الزمانى أو المكانى يمكنه أن يقف حائلاً دون ذلك.
أما عن مباحث البرفسبر الجليل روبرت بورك، فإذا لم تستطع الدخول خلال الرابط فيمكنك عبر (قوقل) الدخول الى موقع فى جامعة (أيوا) يسمى (icon).
ثم :
Seminars : Medeavial Art
Who Killed Gothic Art
لك وللجميع كل تحياتى ومحبتى الزائدة.

صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة ما انقطع من المبحث الأصلى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



لا أظن ان هنالك ضير من العودة الى (الحَجْرة) مع الأخ الأستاذ الباشمهندس عبدالله الشقلينى بعد أن خضنا فى (المغرق) و(الموية فاتت الركب ... أو وصلت لى الصُرّة). ذلك لحسن الصحبة فى (العوامة) ولأن البحر (غدّار) وما مأمون و(عزّال) خاصة للبعومو منفردين.
لكن لا بأس من الرجوع لما توقفنا عنده من موقف والإستمرار منه الى الأمام، عسى أن يتحرك الأخ الباشمهندس ويلحق بنا (سدّارى). وهذا رجاء لى منه أن يتحرك من موقف المصطلح الى لب الأطروحة، خاصة محورها الأساسى : متلازمة المنهج والعقل والعلم فى مقابل متلازمة الذهن والمعرفة. فالجمالية الأوروبية شأنها فى هذا المبحث هو شأن نموذج ذى إيضاحية عالية لمفاصل أطروحة العقل والعلم فى خروجها من أرضية الذهن / المعرفة.
و تتحرى هذه الأطروحة من مراجعة وفحص صورة الجمالية الأوروبية توسلاً الى توضيح منجز الحضارة الأوروبية عند تأسيسه كمشروع انسانى اعتمد على قاعدة غير مكتملة العناصر. وقد توصلنا الى ذلك من خلال مراجعتنا للبعد التأسيسى للمجتمع الأوروبى ، فلاحظنا الى أن تأسيسه كان مقصوراً فقط فى دائرة تنسيق فعالياته المجتمعية، فوصمنا تأسيسه مشروعه المجتمعى بفقدان العنصر التكوينى الأساسى الأولى فى عملية البناء المجتمعى الطبيعية. فالمجتمع الأوروبى لم يضع العنصر الثقافى ضمن ركائز أو أعمدة تأسيسه.
وفى الجمالية الأوروبية ـ خلا طفوليتها ـ نصادف نموذجاً حسن الإيضاحية لتنكب معارف التاريخ الأساسية. وقد استعذت بأستاذين جليلين أوروبيين هما البروفسيران الجليلان ارنست قومبردج وجورج كوبلر. حيث لا يجدان حظاً من إضاءة على أطروحاتهما بسبب تسليطهما أضواء باهرة على ما يعمد المؤرخون الأوروبيون ستر عورته الظاهرة وهيهات. و أقصده من تسليطى أضواء على مباحث البروفسرين الجليلين الى لفت الإنتباه الى اعتبار الظاهرة الجمالية الأوروبية، خاصة فى مجالات النحت والتصوير والعمارة كظاهرة منبتة، متى ما اعتمدنا على تخريجات المؤرخين الأوروبيين الذين لا يرجعون ( أثينا واسبرطة ومقدونيا) كحضارات تمثل أصول ومرجعية الحضارة الأوروبية المعاصرة الى ظواهر تاريخية ملموسة. بل يرجعونها الى بعد اسطورى لا يمكن تحويله أو حتى تحويره الى واقع مادى ملموس كشأن أى أساس مادى لأى منجز مجتمعى انسانى سواء أكان متحضراً أم ما يزال يرزح تحت ركام البدائية وسذاجتها الأولى.
وقد سرنا بمبحثنا الى تفكيك/تأويل الخبرة البصرية كمقابل يشكل بديلاً عن الصلاة ذات البحث المختلف عن البصرى، بحسب البحث البصرى هو بحث عن ضائع جمالى خارج النفس فى حين أن الصلاة ليست هى أكثر من إطراق لسماع نداء حفيف ينبع من دواخل عامرة بجمال يقع فى داخلها لا فى خارجها إذ يقود البحث الخارجى غالباً الى تشتتها وبشتنتها.
وقد دفعت بخمس عيون منظورية ذات خلفيات جمالية مختلفة بدءً من الحيوانى الصرف والذى تمثل فى منظور الأسد لسهول خضراء مليئة بالظباء الى مختلف تعاملات عيون منظورية انسانية مع حالات للرؤية فى مختلف الدوافع والحاجات البصرية وباختلاف ـ بالتالى ـ الجمالية التى تعترى أى من هذه العيون.
وقد لا يخفى أن فى اختلاف الدوافع المنظورية جدلية قوية مع البعد الذاكروى الذى قسّمنا بسببه العيون المنظورية الى ثلاث حالات فى هذا البحث أعلاه. فباختلاف مردود المعاصرة الجمالية للحضارية المعاصرة، والتى أدت الى تذوق جمالى أكثر تقدماً من جمالية الهامش الحضارى المتخلفة نسبياً ، وتلك فى مختلف تجلياتها الجمالية كان مركبها هو المنجز المعمارى، فإن مجمل جمالية المناظير السالفة تربض فى حقل الذاكرة الطفولية الحيوانية الجسدانية بعياً عن شريحة الجماليين البصريين التى انتقلت ومعها عدد لا يكاد يذكر من قلته ممن انتقلوا معها من خارج هذه الشريحة.
وقد كان انتقال شريحة الجمالية البصرية الى مرحلة الحكمة. وهذا الإنتقال يمثله علو كعب المجربين الجماليين الحكماء ليكونوا فى مقدمة ركب المجتمع معرفياً ويشكلون أحسن فرصة يمكنها أن تقود عبر تصوراتهم الحكيمة مجتمعهم الإنسانى الى خارج حالة الطفولة الفكرية التى تعترى جل مفاصله مما قاده إليها مرغماً فعاليات الجمالية الجسدانية الأنسانية الأوروبية الخام وما يعتورها من التباس بالحيوانية إبان فترة استعمارهم العالم.
وأظن أنى هنا قد وصلت الى آخر الجزء الأول من الخيط، ويمثل الجزء الثانى والأخير الجمالية العقلانية، والتى اتمنى أن لا يزيد مقامى ثلالثة أيام كى أفتح الصفحة الأولى فى مبحثها، ما لم ترد لى ما يجعلنى أعيد تجوالى فى نطاق الجمالية الذهنية نتيجة محاورات أو مداخلات طمعى فى ورودها قليل بواقع الحال.



رسالة خاصة :

أخى التشكيلى الفذ حسن موسى

ان شالله معايش الدنيا ام قدود الله فرجا شوية،
وأكان ما فرجا تكون بعت حمارك وفرجتها على نفسك
لأنى ما زلت منتظر وعد توضيح (لولوة الكلام) فى هذا البحث ولسان حالى يردد مع (الفلاتية):

قدمتا الحبيب
ترارام
للسكة الحديد
تررام
فراقك صعيب ما حضرتا ليالى العيد يالله
يجوا عــــــاي.....

تحياتى ومحبتى الفائقة لك وللأخت الدكتورة باتريشيا ولإبننا ميمان ولأخته الجميلة التى تسرب اسمها من الذاكرة.
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 8:37 pm، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

اللولوة

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا عمر و كل عام و أنتم بخير..
شكرا على اهتمامك بأمور دنياي ذات القدود لكن فرز لولوة كلامك محتاج لقعدة و أنت أدرى.
لكن قول خير..
أولا بالتبادي:
إنا شايفك بتعارض في أوروبا من داخل التقليد الأوروبي المحافظ الذي يعقلنها ككيان مفرد خارج التاريخ. فماذا تعني بـ " أوروبا؟" وأين تقف أنت من هذه المفهوم الذي تغطيه عبارة "أوروبا"؟و إن كنت تقف خارجها فأين تقف؟ و بعدين يا زول كلامك في تعريف الجمالية ما واضح فاشرح و فصّل مثلا في حكاية " المؤرخين الأوروبيين".. فمن هم " المؤرخون الأوروبيون"؟؟..
و ثانيا :
أنا لم أفهم العلاقة التي أقمتها أنت اكثر من مرة بين عمل الفنانين و التحولات في مسار الحقب الحضارية زي كلامك الأخيرعن إنمساخات العمارة القوطية. و ثالثا يا عمر إنت تخرّج في المصطلحات دون أن تزود القارئ بتعريف أو شرح يعينه على الإمساك بفكرتك و هذا الأمر يغرق الحوت في لجة الثرثرة و لا يؤدي بالمناقشة لحيث المنفعة العامة.
عاشرا:
ياخي أعمل معروف جيب لينا شغلك الأخير خلينا نشوفك بتعمل في شنو في حتة التشكيل و قد فهمنا أنك عدت للرسم بعد سياحة طويلة في شعاب الفكر الديني، و بالمناسبة أنا أعني بـ " حتة التشكيل" جملة مناشطك التشكيلية بما فيها الرقص الذي عرفنا لك براعات فيه، ذلك الذي يسميه أهلنا المغاربة بـ " الشطح" ، فما رأيك دام فضلك؟.

سأعود
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

حدد الكلام يا حسن

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



اخى حسن موسى سليل أكابر البديرية الدهمشية
تلك الهوية التى لا يؤثر فيها عندنا كونك أخذت أم لم تأخذ الجنسية الفرنسية.
وبعد،
حقيقة تمنيت لو كنت خليتك لغاية ما تلقا ليك فضوة من الدنيا ام قدود، وتقرا الموضوع بى مهلة، وبعد داك تفرز (اللولوة) بى مهلة، عشان كلنا نستفيد، أصلوا زى ما انتا عارف فى مجال المعرفة، إنك تكون بتفيد وبتستفيد، فدا مطلوب ولا غبار عليه، مش زى ما فى مجالات أخرى لا داعى لذكرها.
ورغم أنى كنت انتظر طعناً فى قلب الأطروحة، إلا أنى مع ذلك أقدر حالة انشغالك الحالي، واتمنى أن نتخلص من حالة تطاول المعايش البتقدد فى أيامنا دون أن تمنحنا ولا حتى هنيهات لقضاء حوائجنا المعرفية.
وتقديراً لمجاملتك المقدرة عندى بدخلتك (الولاعليك فيها دى) فسأحاول أن أجعلها دخلة على مستفيد فى كل الأحوال.
سألت أولاً عن موقفى أهو من داخل أوروبا أو من خارجها، وذلك بعد أن قررت أنى أعارض أوروبا من داخل التقليد الأوروبي المحافظ الذي يعقلنها ككيان مفرد خارج التاريخ. ثم تساءلت: " فماذا تعني بـ " أوروبا؟" وأين تقف أنت من هذه المفهوم الذي تغطيه عبارة "أوروبا"؟و إن كنت تقف خارجها فأين تقف ؟ "
وأظن أنه يصلح لجزء معتبر من مجموعة أسئلتك هذه أن أكرر ما سبق لى اختطاطه رداً على باشمهندس الشقلينى حينما قلت أعلاه:
قلت عن المصطلح أوروبا الآتى:
"أوروبا كمصطلحية نعنى بها: وجوداً تاريخياً متكاملاً منذ ما قبل أثينا واسبرطة الى راهن دولة الإتحاد الأوروبى .
ونعنى بها كذلك جغرافيا مضافة كأمريكا الشمالية بشقيها و أستراليا و اليابان ونمور آسيا. عموماً نعنى بها ما يسمى بالعالم الأول الذى يتمثل فى أصحاب إمتيازات فعاليات الحضارة المعاصرة.
وقد كنت قبلها بمداخلة واحدة قد قلت ما يلى:
"رأيت أنه من الأفضل أن ازيد الأمر توضيحاً
وشأنى فى هذا التوضيح هو شأن من لا يرفض أوروبا كوجود بقدر ما يرفض مشروعها الجمالى كونه مؤسس على قواعد ضعيفة. أشمل ما يمكن أن توصف به هذه الأساسات هو استنادها الى تعال و روح ناتجة عن (الثيموس الأوروبى) الذى يعزى أصول فعالياته المجتمعية للأسطورة، وهذا سبب يحيل رؤاهم عن الظاهرة الجمالية الأوروبية الى ظاهرة متبتة عن الإرث الإنسانى الجمالى التاريخى.
ورغم أن طريق البحث يغرينى فى هذه النقطة بالذات نتيجة لوجود تقاطع تفضى إحدى جاداته الى مبحث الكولينيالية واستناده الى قواعد تمرد (ثيموسى) قديم ضد الثقافى ولصالح الحضارى، فإننى قد تمالكت نفسى وصنت مبحث الجمالية لخصوصيته."
والشاهد أن تأصيل الكولينيالية الأوروبية ينبئ عن عن داء عضال سكن مفاصل المبادلة المجتمعية لأوروبا منذ ما قبل دولة مقدونيا. ومن ذلك التاريخ الموغل يستمد الأوروبى كولينياليته عياناً بياناً، فنابليون بونابارت كان يتمثل الإسكندر الأكبر وهو يقوم بأول غزو قارى فى دولة ما بعد الحداثة للدولة المصرية، وكان يذكر ذلك فى خطابه دون مواربة. راجع ذلك فى كتاب للمؤرخ البريطانى (ألان مورهيد) النيل الأزرق وفى مكى شبيكة فى كتاب تاريخ شعوب وادى النيل.
لكن مع ذلك فقد (صنت) مبحث الجمالية (عمّا يدنس ثقافيتها) من ورود لحوض المتشابهات المباحثية وما فيه من مواجهات ضارية قد تفضى الى نبش قبور تاريخ ( الثيموس) الأوروبى ودوافعة الخبيئة. وكل ذلك رغبة فى تفريد خيط الجمالية.
فالظاهرة الجمالية قد تقيّم بداهة فى حق فنان فرد، أو فى حق مدرسة فنية قد ترتبط فى ظاهراتيتها بنسق أسلوبى متسلسل ومتحرك عبر التاريخ.
أن هنالك أجزاء من عالم اليوم التحقت التحاقاً كاملاً بأوروبا. فدولة كاليابان أو كالصين فقد نفضتا عنهما ثياب خصوصيتهما الثقافية والتحقتا بالحضارة الأوروبية المعاصرة، بل وصارتا فى بعض مناحيها أوروبية أكثر من أوروبا نفسها فى عمرانها وبنياتها المجتمعية الفوقية والتحتية. ناهيك عن أمريكا واستراليا اللتين واجهتا حالة تطهير إثنى وثقافى لا مثيل أو شبيه له فى التاريخ، فأصبحتا بواقع حالهما فى يومنا هذا امتداداُ جغرافياً وتاريخياً لأوروبا."
وتكملةً لإجاباتى على الأسئلة أضيف:
وهكذا فكما ترى ـ أخى حسن ـ فإن المفهوم الذى اتنبناه حول المصطلح أوروبا فهو مفهوم وجودى متكامل لا يترك لها شاردة ولا واردة، يعنى جغرافيا تاريخ وحاضر ومشروع.
و موقفى من المفهوم الذى تعطيه العبارة، فهو موقف التوضيح لهذا الكم الوجودى فى كل أبعاده التى ذكرتها، من الجغرافيا لغاية المشروع. وأما عن موقفى من وجود أوروبا الفعلى ـ ودا طبعاً غير وجود أوروبا المفهومى كما يختلط فى سؤالك، فالموقف يختلف عندى من الوقوف ـ فأنا كنت حقيقة أقف داخل حدود المشروع الأوروبى كواحد من قطيع الحداثة اليسارى الكبير، مأخوذ ومبهور بأطروحات ومنجزات الحداثة المعاصرة. لكنى والحمد لله شفيت من داء (القطيع اليسارى). والآن لسان حالى يردد مع سيدى الشيخ أبى مدين الغوث منشداً:

إن لله رجالاً فطنــــا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنــا
عاينوها فلمــا رأوا أنها ليست لحى وطنــــــا
جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا

أو لسان حال شاعر مدينة الهلالية الشهير (ود احمودى) حينما قال:

دقسوا التيها
وزهدوا الدنيا بالمافيها
المدسوسة عرفوا الفيها
محروم وشقى البنكر فيها.

مع ذلك فلا أذيعك سراً إن قلت أن سادتى قد رفضوا لى رفضاً باتاً أى انعزال أو ابتعاد . فقد قال لى من أبلغنى برفض طلبى للإنعزال والخلوة: "وتخليها لى منو؟ والبعرف ليها متلك منو؟ هو انت قايل خليناك مشيت لغاية حصلتا حتتك البعيدة ديك ساكت من غير عناية؟ تكون غلطان ، لأننا ما سمحنا ليك إلا لأنو أبواتك عارفين انهم محتاجين ليك لى زى الشغلانة دى."
ومن داك اليوم أنا شغال وظيفتين:
أولاً : (كسّار) شايل معولى وقاعد أكسر فى أى مبانى مفاهيمية لأطر مدارس الحداثة النظرية المتهالكة الأساسات.
ثانياً : (طُلبة) أجهز فى الطوب والمونة و أحفر فى الأساسات عشان فى (أسطواط) و مهندسين مكلفين ببناء أساسات كما كان ينبغى أن يقوم عليها البناء المجتمعى. فإذا ما كنت(طُلبة) و ليس مهندساً ولا (أسطى)، فيمكنك حينها يا أخى أن تحرز أين يقف هذا الطُلبة, فهو قطعا ليس خارج أوروبا بمعنى اعتزالها، لكنه ليس داخلها بمعنى أنه يتخذها كانتماء ووطن.
الشيئ التالى هو سؤالك عن تعريف الجمالية بقولك : "و بعدين يا زول كلامك في تعريف الجمالية ما واضح فاشرح و فصّل مثلا في حكاية " المؤرخين الأوروبيين".. فمن هم " المؤرخون الأوروبيون"؟؟"
وأظن أنه ينبغى أن تكون هنالك نقطة وقف بين كلمة (فاشرح) وكلمة (وفصّل) كى تتحولا الى جملتين فتكونا مفيدتين. لأنى لا أرى مسوغاً لربط شرح الجمالى بمثال المؤرخين الأوروبيين. ولا أظن أن مثال (المؤرخين) يمكن أن يقع ضمن متفرعات شرح تعريف الجمالية حتى يتم بناء السؤال عنهما بهذه الكيفية.
بناءً عليه فسأجيب عنهما منفردين.
اولاً للمرة الثانية:
انتا كان عارف ليك تعريف قالو الفلاسفة الأوروبيين عن الماهية الجمالية كدى ورينى ليهو.
أنا شخصياً لم أصادف تعريفاً يبحث مباشرة فى ماهية الجمالية ويصدر عنها تعريفاً مباشراً . كل التعريفات التى تتحدث عن الجمالية هى تعريفات شكلانية تقريرية لم تتطرق الى الماهية. مثلاُ تعريف (موسوعة ويكيبيديا) الذى أراه كملخص لتعريفات الموسوعات غير الإلكترونية مثل (الإنسايكلوبيديا بريتانيكا) وموسوعة (العالم الأمريكية) وموسوعة (ويبستر) الخ. قالت (ويكيبيديا):
Aesthetics or esthetics is commonly known as the study of sensory emotional values, sometimes called judgments of sentiment and taste.[1] More broadly, scholars in the field define aesthetics as "critical reflection on art, culture and nature."[2][3] Aesthetics is a sub discipline of axiology, a branch of philosophy, and is closely associated with the philosophy of art.[4] Aesthetics studies new ways of seeing and of perceiving the world .
وترجمتها كالأتى:
( علم الجمال معروف بأنه دراسة لقيم الأحاسيس والمشاعر، وتسمى احياناً أحكاماً للشعور والذوق. وبصورة أوسع يصنف الأكاديميون المختصون فى هذا الحقل علم الجمال كمثل انعكاس نقدى عن الفنون والثقافة والطبيعة. وعلم الجمال هو تفرع جانبى ل(علم القيم) وهو من فروع علم الفلسفة، الذى هو قريب من فلسفة الفنون. وعلم الجمال يدرس الطرق الجديدة لرؤية واستيعاب العالم.) أهـ
وذلك كما ترى يا أخى تعريف إجرائى تقريرى لم يتطرق للماهية الجمالية. إذ لا تصير الظاهرة جمالية و يكون هنالك احساس بها (طلقيت ساااااكت كدى) خارج النفس الإنسانية. فماذا يحدث عند الفعل الجمالى وما هى حقيقته؟ يا هو دا السؤال الجمالى الجد البجيب الموية.
لذلك فقد توكلت على الله وشمّرت عن ساعد الجد، وعلى ضوء مناقشة تلخيص لجان بول سارتر عن قراءات مبكرة لمجلته (مواقف) وقراءات ل (ارنست فيشر) فى كتابه عن ضرورة الفن . ومناقشات عن إصدارة د. مصطفى عبدو (علم الجمال الإسلامى). أوردت ضمنه التعريف التالى:
(ومن أجل تقعيد الأمر الى الوهيطة، أرجو أن أدفع بتعريف يطال أصل ظاهرة الخطاب الجمالي خارج ذاتية ظاهرة (الأنا) فأقول : لا تكون الظاهرة جمالية إلا بعد اقتحامها حصن الذاكرة ومن ثم ابطال عمله و توقيفه جراء ورود ما تستحق أن تتوقف عنده اندهاشاً من جدته كمعلومات أو فرادتة كمشاهد أو معان مركبة أو مسامع تتلاعب بمخزونات هذه الذاكرة . و يتوجب علينا أن نعتبر هذه الهنيهات التوقيفية هى مجرد معالجة ذاكروية تعمل على استئناس الوافد الذاكروى المدهش الجديد، كى تدخله بتؤدة وتمهل ضمن اعتيادية حصيلتها التصويرية أو التنغيمية الخ الخ من ضروب العمل الخلاق.
لكن وللمزيد من شقائنا بها فلظاهرة (الأنا) وجود موضوعى لا نكاد تعتبر به كواقع، فيبدو الحديث عنه ميّال فى غالبه الى الإستئناس بالذاتى كالقول : (نعمل شنو، نحنا لقينا روحنا كدى) أو عند بعضهم (الله خلقنا كدى) وهذا انسحاب تكتيكى ماكر ومخادع لا يكون مقبولاً من متشدقين بالمواقف النقدية الرنانة ممن يضربون لنا الأمثال وينسون انفسهم كأمثلة مضروبة عن نفسها ولنفسها فى نهاية أمرها. ويساعد على ذلك كون الجمالية الأوروبية كنموذجية تحتوى على وفرة من التخليط ما بين ذات أو نفس (الأنا) وبين (أنا النفس) فتقدم لنا أكثر النماذج مواتاة للفحص و التأمل.
ثم أضفت لاحقاً هذا الجزء:

(كيفية الجمالية الأوروبية مرة أخرى:
فإذا ما اتفقنا على تعريف سابق عن هويتها وتصافقنا على أنها عبارة عن إقتحامات ذاكروية، فلى فى هذا الموقف انطباع غير ملزم، أظن أنه لا سبيل غير أخذه فى الإعتبار. يذهب هذا الإنطباع الى صياغة فرضية أن هذه الإقتحامات فى الذاكرة هو نفسه انطباع. والإنطباع بواقع الحال ذو سمت و أصل تصويرى سواء أكان بصرياً أم سماعياً، وهذا ما يجعله ذو كيفية تصويرية، أى يتخذ شكل المحفوظات التصويرية كيفما تكون مادته الخام بصرية هى أم سماعية. وهذه سمة مأخوذة من طبيعة الذاكرة فى الذهنية البشرية، تلك التى تربط مدخلات الذاكرة بالصورة سماعية كانت أم بصرية.
وأظن أن لهذا الإنطباع أصول فى الذاكرة الجمعية للجماعة التشكيلية السودانية التقدمية، حيث كنت حيناً من الدهر شيئاً مذكوراً فى حضرتها. فقد كان ضمن مصطلحيتنا ما نطلق عليه (الذاكرة الفوتوغرافية) ونعنى بها ذاكرة جمالية تقريرية عاطلة عن انتاج ما يوازى حصيلتها من إضافات جمالية للواقع التصويرى العادى. وأظن أن من سبك ذلك المصطلح كان استاذنا الدكتور عبدالله بولا.
وأظن أن ذلك المصطلح كان يعنى أكثر ما يعنى العناية التصويرية من خلال الرسم دون ما حدود تؤطر تلك التسمية فتبعدها عن اللون بحسب أن لفوتوغرافية الذاكرة اللونية مصطلح آخر هو (الطباشيرية)، وأضع نفسى عرضة لأى تصحيح مصطلحى لهاتين المسبوكتين، فما أورودته من توضيح ليس محل اتفاق بقدر ما هو ما فهم خاص.
خفة الفرضية الصورية لمدخلات الذاكرة (كقيمة بحثية) يقضى بنا تحميلها حملاً خفيفاً، فالصورة السماعية تقتضى فى واقع أمرها غض الطرف و الإطراق، ومن ثم توجيه النظر فى غالب الأمر الى الداخل حيث منبع الصورة السماعية حتى ولو كان مصدرها الأولى خارجياً. لذلك فالصورة السماعية هى صورة جمعية لنفس المتلقى.
أما الصورة البصرية فهى خلاف ذلك تماماً فهى تتم عبر النظر الى الخارج. ويتبع ذلك بطبيعة حال التركيز البصرى. وتقتضى هذه الحالة خروج نفس المتلقى ووقوعها فى حالة استغراق بصرى تفحصى موجه نحو الخارج قد تنسى فيه نفس المتلقى المبصر حتى موقع أقدامها.
وتلخيصاً لذلك فالسماع فيه تجميع للذات الى الداخل، أما الرؤية التصويرية فهى على العكس إخراج لها للخارج. وفى ذلك تحيل الجمالية البصرية النفس الى كم ربما هو محايد أوغيرى أو كلاهما فى أن واحد.
فإذا كانت الصورتان (السماعية والبصرية) تساوقان مادة الذاكرة الصورية فى بعديها السماعى والتصويرى . إذا ما كان الإندهاش غالباًَ ما يتم عبر عملية مضاهاة تبتز النموذجية الذاكروية المحفوظة لصالح وافدات ذاكروية باحثة عن الإستئناس. وإذا ما كانت تقع مجاورة لهذه المضاهاة ، (تدافر وتعافر) من قمم أمانى شاهقة، متكونه فى الغالب من متطلبات نفس قد لا تحدها حدود من الرضا والقنوع بما فى يدها. نفس طمّاعة كلما صعدت لقمة من التمنى و توطنت فيها وصارت ضمن ملك يمينها الذاكروي، زال سحرها كما زال سحر نور خافت يراه (جاتسبى) فى الضفة المقابلة للشاطئ البحرى كما هو فى رواية (جاتسبى العظيم) للروائى الأمريكى (سكوت فيتزجرالد)، ثم ترنو النفس الى مصدر سحرى آخر فى قمة أخرى أكثر علواً وشموخا.ً
هذا التصاعد اذا ما تم تفعيله فى الجمالى فيمكن أخذه كتصاعد ذوقى ، وهو تصاعد رأسى وأفقى فى أن واحد ، يطال الفرد والجماعة متضامنين ومنفردين، إذ لا نتبين أى غضاضة فى تذوق جماعى يتخلل بنية المجتمع بصورة جماعية، فيخرج فى شكل خطوط بيانية مجتمعية أفقية. بنفس القدر الذى يطال فيه الفرد فى أخص خصائص ذاتيته فيصدر بناء عليه بيانية ذاتية جمالية متصاعدة.) أهـ
وهذا أخى لا يشكل بديلاً عن تتبع وقراءة الأطروحة بصورة متكاملة.
مع ذلك فلقد بلغت معك السعى، فإذا كنت ولا بد متسائلاً المزيد من التساؤلات فأرجو حصرها وتفصيل أين يكون مسها للأطروحة البحثية.
أما فى شأن ذكرأسماء المؤرخين الأوروبيين، فلا أظن أن هنالك مؤرخاُ أروبياُ يخرج عن تصنيف مدرسة (الكولينيالية) إلا القليل الذى لا يذكر. وقد يخرج من هذا السلك مؤرخو (أثينا وروما) بحكم وقوعهم خارج دائرة الوعى بالتاريخ كمعرفة. لكن أقصدهم كلهم منذ مؤرخى عصر النهضة كما هو الآتية اسماؤهم

1. Lerenzo Ghibrti (1378-1455)
2. Antonio Di Tuccio Manetti (1423-1491)
3. Antonio Filarete (1400-1469)
4. Leone Battesta Alberti (1404-1472)
ثم من هؤلاء الى استاذ علم المصريات الأول الفرنسى شامبليون
ومنه الى الآتية اسماؤهم واصداراتهم:

[align=left]Be]ozerskaya, Marina.
His book: "The Legacy of Vasari." In .Rethinking the Renaissance, ed. Be]ozerskaya, Marina, 7-46. Cambridge: Cambridge University Press, 2002.

[align=left]Wim Swaan
His book: (Medieval Architecture, The Gothic Cathedral, London, Omega. 1988)

Panofsky, Erwin:
His Renaissance and renascences in Western art. Publisher: Harper & Row. Year: 1972

Will Durant
His Encyclopeadea: The Story Of Civilization,. New York: Simon and Schuster. 1935, Read the first five volumes

Burckhardt, Jacob.
His book: "Fall of the Humanists in the Sixteenth Century." In .The Civilization ofthe Renaissance in Italy, ed. Burckhardt,
Jacob, 162-170. New York: Phaidon, 1945
[align=right]

[align=right]

بعدين والله ياخى انا ما خليت لى مصطلح وارد فى الدراسة إلا وشرحتو ، خاصة المصطلحات الأساسية كأوروبا و الجمالية والمعرفة والعلم والعقل والذهن والثقافة والحضارة. واظن انو ما فاضل غير التراكيب من هذه المصطلحات مثل (جمالية الحضارة المعاصرة.) ودى معروف طبعاً أنها مصطلح تركيبى يسهل الوصول لتعريفه من خلال تجميع تعريف المفردات. ودى لازم انتو تتعبوا فيها معاى شوية. أما مصطلح (الثيموس) فدا ما حقى. دا حق الكاتب والمحلل الأمريكانى السوسيوبوليتيكى (فرانسيس فوكويايما) ويقصد به (تقدير النفس لذاتها) ببساطة يعنى. عموماً اذا بتشعر انو فى مصطلحات محتاجة للشرح فحقو تتساءل عن ما اقصده منها مباشرة.
باقى شوية وجاييك ليهو بكرة ان شاء الكريم

.
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 8:45 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

تكملة إجتباتى على أسئلة دكتور حسن موسى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى حسن
وعبرك الخطاب موصول ـ عملاً بسنة استاذنا الدكتور عبدالله بولا ـ الى إخوات وإخوة هذا المنبر الرحيب.
سلامى وترحابى
يعم وما يفرز حد
الرضيان والمابى
وبعد،
أعود وفاءً بوعد قطعته بالإجابة على كل تساؤلاتك، عسى أن ترضى وتحن، وتدينا من (وقتك) شوية.
وقد تساءلت ثالثاً بما يلى:
(أنا لم أفهم العلاقة التي أقمتها أنت اكثر من مرة بين عمل الفنانين و التحولات في مسار الحقب الحضارية زي كلامك الأخيرعن إنمساخات العمارة القوطية)
والإنشغال بأمور معايش الدنيا ام قدود ظاهر فى بناء هذا السؤال. وأكثر ما جال بخاطرى أن هذا السؤال يحوى فرضية تشير لمسألة ضعف توضيح يعترى أطروحاتى، يبين فى ضعف القدرة على الإمساك بخيط رئيسى. حيث تضيع بكثرة الإستطرادات و المتداخلات قدرات المتابعين للأطروحة. وقد واجهت هذا الإتهام قبلاً من صديقى العزيز الناقد الأدبى الحصيف نادر السمانى الذى يدفع امامى باتهام أنى أكتب متناسياً تماماً أن هنالك قراء غير متابعين لأطروحاتى يفقدون المداخل المناسبة، تلك التى يدفع بأنى أكتب معتمداً على أن الجميع بالضرورة يعرفونها ويلمون بمضمونها.
وأنا الآن أعترف أمام الجميع بهذه الخطيئة التبيينية الكبيرة. ولكنى مع ذلك فلم آلو جهداً فى اصلاحها. الأمر الذى يدعونى لقراءة أطروحاتى بعين الناقد. وبى طمع أن ينبرى من يفند أطروحاتى بشي من التفصيل بما يحوى إضافة الى تفنيد لب أطروحة فى شأن جدلية العلم والمعرفة الى بيان هذه التداخلات والإستطرادات فى أمثلة من النص بما يرى أنه يعيق خيط الأطروحة الرئيسى.
أما انمساخات العمارة القوطية فهذه والله لم ترد فى خاطرى الى الآن. أقول ذلك بحسب فهمى للإنمساخات فى المصطلح الذى يعنى المسوخ أى المشوهات(Metaphoric). والتعبير الأصح الذى ورد فى أطروحاتى كلها عن العمارة القوطية هو مصطلح (الإستنساخ) أو (.Replication ) باللغة الإنجليزية.
الإستنساخ فى العمارة القوطية ورد ضمن ورقة تقدمت بها رداً على المجرى العام لكورس الدراسات فوق الجامعية فى شعبة تاريخ الفنون بجامعة (أيوا) وعنوانة معرّباً هو كالآتى:

سمنارات فى تاريخ فنون العصور الوسطى:
من قتل الفن القوطى؟

كل أرواق ذلك الكورس ومداخلاته من الطلاب والبروفسير المشرف عليه وهو المؤرخ الكبير فى تاريخ العمارة (روبرت بورك) قد تشكل شعبة من شعاب بحث الجمالية الأوروبية. وقد قدمت فى ذلك الكورس ثلاث أرواق حول كتابات بعض المؤرخين. ثم ورقة نهائية جامعة بعنوان:
هل قتل الفن القوطى؟
بالأمس القريب وردت لى مداخلة من أحد اساتذة تاريخ الفنون الشباب فى الجامعة و كان يشاركنى ذلك الكورسى واسمه (قاريت نوب). وهى مداخلة تحوى اعترافات مثيرة وصريحة بعملية الإستنساخ. ولا أستطيع للأسف نشر كل مداولات الكورس لأنى أعتمده مبحث ثانوى يحوى فرضيات تاريخية هامة وكبيرة، أن أهالى منطقة حلفا واسمها منطقة (بطن الحجر) كان لهم القدح المعلى فى بناء (أثينا) و(روما)، أما العمارة القوطية فكان بناتها هم الأتراك والمغاربة والمورسكو ونوبيو شمال الشلال الرابع. وما زلت أتتبع خيوطاً دقيقة فى مجالات فنية بالغة الدقة مثل انتقال معارف علم الإظهار المعمارى التقنى والبصرى من مصر وكيفية وروده الى مصر ذاتها من النوبة العليا والسفلى. وأعتمد فى هذا البحث غالباً على الحرفية فى أسلوب الرسم والتلوين.( The Style . )
وذلك عبرعمل مقارنات دقيقة بين أسلوب العمارة النوبية التى تحوى شواهد ما زالت حية وحرفية الإظهاريين المعماريين فى أثينا وروما من محفوظات لكنوز أولئك الإظهاريين. وطبعاً كما تعلمون فأسلوب الحرفية يشكل (بينة ظرفية) تحتاج لتعضيد من وقائع تاريخية ما زال بعضها محفوظ بشواهد واثباتات مدهشة. فامسكوا الخشب.
بالمناسبة فهذه الأطروحة تتكامل وتسير مع جماع أطروحاتى عن التمرد الأوروبى التاريخى الحضارى ضد الثقافى.
وكل ما أرجوة هو التوفيق من المولى والمعونة على عمل الخير.
لكنة مع ذلك فيمكن نشر الجانب الذى يختص بمداخلاتى وورقتى الأخيرة ومداخلة الأستاذ (قاريت نوب) الذى ذكرت ورودها الى أعلاه حول استنتساخ العمارة القوطية، فإذا كنت تروم ذلك فسأنشره فى بوست مصاحب كى لا يشوش على خيط مبحث الجمالية.
نعم قد عدت لممارسة الرسم. وسأقوم بارسال أعمالى حالما أحصل على تصوير لها مناسب. فقد فشلت تجربة تصويره الفائتة. المهم أن عملى محصور الآن فى مجال الرسم, واليد معسّمة والحمد لله، وهابشت العود مع الأخوين الموسيقارين عبدالله محمد عبدالله وخالدة الجنيد، ولقيت التعسيمة أكبر وأشد، أما الرقص فإنى أفضل مصطلح الإخوة المغاربة بس بشرط ناخدو بمعناه المعروف فى أدب المتصوفة. أما الرقص الذى تقصده فذلك قد فارقته (فراق الطريفى لى جملو). ورغم أن الطاقة موجودة والحمد لله، وأكان شفتنى فى حلقة (الذكر) يمكن ما تعرفنى إلا بعد تدقيق شديد، وستتعجب وتقول : ياربى داك عمر اللمين الكنتا بعرفو، وطبعاً لأن فى مخيلتك بتتذكر (شيطان مكة). فما فارقته تماماً هو (الإستعراض)، فدا بقيت أخاف منو عدييييييييل كدى، زى خوفى لمن أكون نايم وحلمان إنى ما زلت شيطان مكة وأقول فى حلمى : (ياربى كيف الخلاص من هذه الورطة). شايف يا حسن يا خوى، المسألة بقت بالحدة دى.
مع ذلك فلا أنكر على الراقصين الإستعراضيين استعراضهم، ولا الممثلين تمثيلهم ولا المثالين منحوتاتهم.
خلاصة هذا الأمر أنى استشرف من الفنون أفقاً لمعرفة الداخل، ذلك الكم الذى أهملناه لاستشرافنا لفن الخارج. شايف يا خوى
حبى ومودتى، والسخّاك لينا يسخى لينا استاذنا الدكتور بولا، حاكم هو زاتو صاحب وعد يجعله مشمولاً داخل أغنية (عشّة الفلاتية).

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الأخ الموسيقارخالدة الجنيد

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا عمر
يا زول أخد راحتك و واصل و جيب باقي الكلام و أنا متابع و مستمتع و وعدي بفرز تفاكيرك من مشهدي الشخصي قائم.
أنتظرأشغالك التشكيلية الأخرى سواء كانت أشغال تصاويت أو أشغال تصاوير أو حتى أشغال " تحاريك" لأني أرى فيها محط هذا الأمر الغميس الذي يمكن أن نطلق عليه "ماهية الفعل الجمالي".و " ماهية " الجمالية تستعصي على وسيلة الفلسفة كون الفلاسفة و المؤرخين يصلون أرض القتال بعد إنقضاء المعركة. معركة الخلق الجمالي. و جل ما في وسعهم هو توصيف اللهيب كمعكوس الرماد و توصيف الموت كمعكوس الحياة.و أنا يا صاح أتوجس من فلسفة علم الجمال كما أتوجس من فلسفة علم التاريخ و كلاهما وجه من وجوه التعبير الأدبي. والأدب مخاطرة لاهوتية كبيرة لا قبل لي بتحمل عواقبها. وأنا يا صاح رجل زاهد في الإيمان و غاية طموحي أن أصون نفسي عن الخوض في ماء الأدب ما استطعت لذلك سبيلا. جاء في الأثر، أثر الفلاسفة، أن" الفلسفة تعلّمنا كيف نقبل الموت" ( سيسيرون). و أنا أعقلن الممارسة الإبداعية كشأن حياة ،في معنى حياة الحيوان المقيم عند تقاطع الأن و الهنا و هذا من أسباب ريبتي بأدب الفلاسفة ، بل و هذا من أسباب ركوني الغريزي للصناعة الإبداعية. و أناأعني "الصناعة" كموقف من الوجود: صناعة الوجود.و لو شئت قلت : صناعة الحياة في تداخل أبعادها المادية و الرمزية.أهي دي " ماهية الجمالية" العميانين منها الأدباء الفلاسفة(و هي أيضا " فلسفة" في التخليل النهائي و سيك سيك معلق فيك).
ياخي الأخ الموسيقار عبدالله ود السجانة دا عرفناه لكن " الأخ" الموسيقار خالدة الجنيد دا منو؟
مودتي حتى أعود
.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

قبل التعليق على موضوع الأخ الموسيقار

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى حسن
الكلام بعد السلام،
مداخلتك مهمة شديد وكلاما فيهو كلام كتير وداير ليهو تعليق.
وكمان موضوع الموسيقار خالدة فدا داير ليهو تعليق براهو. أنا بالمناسبة حرشت عليك صديقتا الأستاذة الدرامية مريم محمد الطيب ، وما عندى تلفون زميلتا الدرامية التانية تماضر شيخ الدين، أكان حرشتها عليك هى الأخرى، كان ورتك ليهو (مكشن بلا بصل). حاكم أصلها ما عاجبا موقفك من (أوباما)، تقوم تزيدو بى خالدة؟ أنا قايل يا حسن أحسن تمشى عديل، وأكان باتريشيا ما ورتك ليهو، سواتك دى بتوريك ليهو. وأنا برّة شغلانتك دى يا اخوى خلينى فى الجمالية الأوروبية، أصلو ما فى زول هنا جايب خبرى.
لكن وقبل تعليقى على كلامك فأرجو توضيح الغلطة المطبعية الآتية:
(و أنا أعقلن الممارسة الإبداعية كشأن حياة ، في معنى حياة الحيوان المقيم عند تقاطع الأن و الهنا) فهل المقصود تقاطع (الأنا) أم تقاطع (الآن). لأنها تفرق كتير فى الحالتين.
مع حبى ومودتى
آخر تعديل بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä في الأحد يناير 04, 2009 8:53 pm، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

أخوة الموسيقى

مشاركة بواسطة حسن موسى »

يا عمر صحّ مني العزم و الكيبورد أبى و المقصود " الآن" كما حدست أنت.
لكن برضو تقاطع " الأنا" و " الهُنا" ما بطّالة.. شايف؟
يا زول "الأخوان" مريم و تماضر و باتريسيا على العين و الراس بس خلينا في ماهية الجمالية( الأوروبية و غير الأوروبية)
سأعود.
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

التصوف

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

عزيزي آخى عمر أنا الفاضل البشير سلامي وتحياتي لك وللأستاذة نفيسة الجنبد
سأتناول فيما يلي ما يتيسر لي من بحثك فى إشكاليات الجمالية الأوربية واتجه مباشرة إلى( الذاتية الجمالية)وأقسامها الرئيسية الثلاثة فى الذاكرة .
1-جمالية عبر ذاكرة يافعة ووعيها فى بدائيتة التجريبية, فمستدركاته عاطلة عن معرفة بحقيقة حاملها أي حقيقة نفسها وذاتيتها التى تتعرف عليها عبر تجريبية طفولية غريرة. فهي الذهنية اليافعة.
2- الثانية هي فى مقام أعلى مما ترتاده الذهنية اليافعة فهى ذات جمالية مبصرة بها حكمة تقتضي ارتفاع قامة التجريب الذهنوي إلى درجة من المعرفة المؤهلة لانجاز مشاريع حضارية متقدمة بكفاءة عالية.
3-أما الجمالية الثالثة فهي جمالية عقلانية وهى مازالت تمثل مشروعا مقترحا صعب التحقيق تتقاصر دونه من حيث وقوعه خارج الذات المكبلة في رتاج الانا. وتتميز الجمالية العقلانية المقترحة عن كليهما الجمالية البسيطة والجمالية البصيرية من حيث اتصاف كليهما بكونهما جماليتين معرفيتين. أما الجمالية العقلانية فهي تتعالى عن المعرفي ويقتصر تطلبها فقط عبر العلمى.
ثم تنتقل أنت لتحديد المصدر الحقيقي الذى تتنزل منه هذه العقلانية.

أنا لا أستطيع آن أتناول طرحك نقطة بنقطة لان هذا يتطلب رجوعا لمعارف واسعة تبحث فى العقل والذاكرة مثل..
علم الأعصاب, علم النفس,علم الاجتماع وبحوثا واسعة في الفلسفة.
ولكن سأعرض عليك فيما يلي تصورين اعتقد أن احدهما قد ينطبق علي تصورك. وأوضح هنا أني احدد معالجتى لتكون حول مفهوم الذهنية والعقل فقط دون أن اتعرض للجمالية.
فلديك ثلاثة حالات هي الذهنية اليافعة , الذهنية المعرفية, العقل العلمى.
فهل تري في هذه الحالات التالية الثلاثة التي اعرضها عليك والتي صاغها عمك ايمانويل كانت الفيلسوف أي درجة من التطابق مع طرحك فهو يرى أن المعرفة تبدأ بالحدس أعلى منه ياتى التصور أعلى من التصور السبب. فهو يرى أيضا فى إدراك قريب مما ترى أنت, أن الحدوس وهي الحالة الأولى فى الحكم او المعرفة تكون عمياء بدون أن تقودها التصورات. ولكن أرى أن اختلافه الجوهري منك هو أن تدرجه المعرفي في حده الاقصي لا يطمح أن يدرك الأشياء في ذاتها. فالحدس لان أداتيه الزمان والمكان المقولتان محدودتان بحدود المظهر فلا يمكن الوصول للموضوع المدرك فى ذاته . لذا أري أن اعرض عليك تجربة يجزم صاحبها بأنها مكنته من الالتحام بالموضوعات في ذاتها فيما يحسب هو أنها المعرفة الحقة, متجاوزا بالكامل للتفكير المعتاد.
التجربة هى تجربة المتصوف هكسلى أنا اسميه المتصوف لأنه كان يحكى عن المتعة المحضة فى كتابه
THE DOORS OF PERCEPTION
https://www.mescaline.org/huxley.htm
بدا كتابه بنبذة وفيها قال

نبتة البيوت بالنسبة للديانات البدائية ولهنود المكسيك وجنوب غرب امريكا كانت صديقا لهم لأمد بعيد. فهم يأكلون جذورها ويقدسونها كالآلهة.
فهي تغير كفاءة الوعي بشكل عميق وهي فوق ذلك اقل ضررا من أي دواء لدى الصيدليات.
ثم حكى تجربته بعد تناول المسكلين
بعد أن وصف التصاعد المذهل لتأثيرات الألوان والمحسوسات أضاف
لكن هذا ليس كل شئ. أنا لم أكن فقط انظر إلى ترتيب مغاير لوضع تلك الزهور ,لكن كنت أرى ما رآه ادم لحظة خلقه ذاك الصباح المعجزة, لحظة بلحظة كنت ارقب و أري الوجود العاري.
إن التغيير الذى حدث فى ذلك العالم الذى دخلته لا شك كان ثورة.
ثم يحكى
عالجت فلسفة أفلاطون مشكلات الوجود لكن خطا أفلاطون كان وخيما عندما فصل الوجود عن سيرورته وطابقه بتجريدات الفكرة الرياضية. فلم يتمكن ذلك البائس المسكين من أن يرى باقة ورد تتوهج بفضل نورها الداخلي....
يواصل
الى جانب انحسار لأهمية المكان جرى بشكل اكبر انحسار لأهمية الزمان- يبدو لي أن ثمة وفرة من الزمن- تلك كانت إجابتي لمراقب التجربة حين سالني عما أحس تجاه الزمن
وفرة من الزمن . لكن كم بالضبط؟ لم يكن لهذا اى قدر من الأهمية بالنسبة لي. كان بوسعي النظر إلى ساعتي, لكن ساعتى كما علمت كانت فى كون آخر.
كانت تجربتي الحقة تجري في تعاقب غير محدد للزمن أو بالاحري كان حاضرا مستمرا لا ينقطع مبنيا من انهيارات متغيرة مستمرة.
جذب مراقب التجربة انتباهي إلى أثاثي . تربيزة مكتب صغيرة وسط الغرفة. خلفها كرسي وبعده درج. القطع الثلاثة تشكل نسقا مركبا من آفاق وارتفاعات وأوتار. نسق ليس مثيرا مطلقا كموضوع يدرك بمفردات العلاقات المكانية.
فالتربيزة والكرسي والدرج ترابطوا كموضوع لبراك أو جان قريس, طبيعة صامتة تنتمي بوضوح للعالم الموضوعي لكن تعرض نفسها بدون عمق-أي ببعدين فقط.بدون ادني ميل للواقعية الفوتوغرافية .
كنت انظر إلى أثاثي ليس كمستعمل له فالكرسي الآن ليس للجلوس والتربيزة ليست للكتابة لكن كجمال محض كل اهتمامي مركز على الاشكال وعلاقاتها عبر حقل المشاهدة ....

لكن وأنا انظر هذا الجمال المحض, عين المشاهدة التكعيبية التى بدأت بها أفسحت المكان إلى ما لا يمكن وصفه إلا كرؤية طقسية للواقع .لقد رجعت حين كنت انظر إلى الزهور لمشاهدة عالم كل شيء فيه متوهج بفضل نوره الداخلي, وكان مثيرا بلا حدود. أرجل الكرسي كمثال, طلاؤها كانت نعومته فوق الواقع. أمضيت دقائق عديدة – أو ربما قرونا؟ لم أكن فقط انظر إلى أرجل الخيزران تلك, لكن بالفعل كنت أكونهن-أو بالأحرى أكون نفسي فيهن-أو لأكون أكثر دقة-لأنني لم أكن أنا طرفا في تلك الحالة التى تجمعني معهن ولا هن كذلك- كنت أنا ما لست أنا في ال لست أنا وهو الكرسي.
اخى عمربناء علي المضاهاة بهذه التجربة اعتقد أن ما تسميه العقل, خاصة باستعصائه على امثالى وعلي العامة والكثيرين, وخاصة انه لم يكن سهلا عليك عرضه بنفس مفردات بحثك عن أوروبا مثلا, لا أراك إلا تعنى التصوف والكشف واللذة التى تتحقق به وبهذا الشكل الذى مارسه عمك هكسلي.

لي سؤال اخى عمر الأمين أنت سالت وكبيديا أو غيرها عن علم الجمال ولكن واضح انك كنت تنتظر ردا على سؤال آخر وهو ماهية الجمال. التحديدات لماهية الجمال موجودة عند أعمامك كانت وكروتشه وهيقل حتى لو كان لديك اعتراض عليها وأخفيت علمك بها, مثلما ذكرت دكتور مصطفي عبده مع احترامنا له وتناسيت تعريفات بولا وحسن التى كنت مشاركا وشاهدا عليها . المشكلة يا عمر إن اطروحات الجمالية ليست طويلة فعند (عمانويل كانت) هي موجزة فى النقاط الأربعة أما التطويل فياتى عندما يربطها بباقى نظامه الفلسفي. وهذا حال كروتشيه ايضا, صفحة او نصف صفحة وينشغل باقي الكتاب بباقي نظامه الفلسفي . ولكن أنا اذكر فقرة قرأتها في كتاب سارتر الذى ذكرته أنت, أراها كافية لإدراك موقفه الجمالى حيث قال
الكلمة, مثلا كلمة رجل تكون شفافة في استخدامها العادي تقول الرجل فتسقط الكلمة وتبقى صورة الرجل فى الذاكرة. إما في الشعر فتعرض الكلمة وزنها وثقلها الخاص بها كصوت على حساب المعنى المعتاد. . أليس هذا بكافي.؟
أما اذا كنت تنتظر أن تطلعك تلك الاجتهادات على مغزى داخل الجماليات المحضة فهذا سيرتد عليك ويشكك في تصوفك نفسه.
آخى عمر نعم آنت متصوف, لكن التصوف ليس ملكا لأحد وليس له أعداء بهذا الحجم الذى تفترضه. وأيضا ليس حكرا لدين واحد وليس حكرا للأديان فقط وليس له مدخل واحد.
أما خروجك لتهدم الحداثة فهو أيضا فيه مساس وخلط بقيمة في نهج التصوف. ان تصاعد وتدرج وتيرة الحضرة الصوفية سواء عندك أو عند عمك هكسلي هو الذي يفكك ويحطم الحضارة بأسرها وحتى الكرة الأرضية نفسها .فهو التحام بالوجود في ذاته مما ينفي كل الوجود الذى نعرفه. فقد انتقصت أنت من هذه القيمة الأساسية فى التصوف وحملتها محملا شكليا.
أما بحثك وتشكك فى مسار الحضارة الأوربية حتي لو قصد هدم ركائزها الفكرية فهو فى نظرى بحث جيد يعنى شغل فيه اجتهاد واضح. ومفيد لنا حميعا. التشكك في المسلمات دائما جيد.ويجب ان يدرس بصبر كمثل الصبر الذى صغته به. لكن أنا لا اعتقد أبدا انه ممكن التحامه بمركبة التصوف التى تجتاز في ثوان مجرتنا الشمسية.
أرجو اعتبارا لتجربتك فى التصوف أن تصف لنا بعضا بل كثيرا من دقائقه وصفا كمثل عمك هكسلي الذى أراد أن يهدى بوصفه من يحب, هذا ما لم يكن هذا مخلا ببعض آداب التصوف عندك. فقد سمعت مرة العبيد سويكت وهو من أساطين الشاشاية عند القادرية في كدباس وأم درمان , سمعته يزجر الذاكرين بعد الذكريقول
إياكم اوعكم تجوا للشيخ تقولوا وتلحوا عاوزين أسرار عاوزين أسرار عاوزين أسرار. الأسرار هنا بس في الذكر دا
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

تمساح كبير

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



بسم الله
هبشك الماضراك
الليلة بحر الجمالية الأوروبية الهايج جاب ليهو تمساح دميرة عشارى كبير
دا كان نايم وين وممتين يا الله،
كدى يا الفاضل البشير يا خوى حمدالله على السلامة ...... نحن والله مشتاقين ليك ولى شوفتك أو سماع صوتك الفارقناهم من منتصف التمانينات وتانى لا شفنا لا سمعنا. والله طلتك على أكان بقت وجه لوجه، غير نحر الجذور لا يكافؤها فعل. والجمالية فى ذات نفسها أن تحرك زول فى مقامك، فدا والله نجاح ليها ما بعدو نجاح.
أقول ليك الجد، والله انا ما كنت كنتظر لى نجاح قدر دا، والله يالفاضل يا خوى دا نجاحاً أخير لى من الدنيا وما فيها. حاكم أنا ظانى إنو شباب الأيام دى ما بعرفوك، لأنو لا سمعو بيك لا شافوك لا قرو ليك، وطلتك دى كسرت حاجزا كبيراً ـ إن شاء الله ـ تسعد هذه الجمالية السعيدة بمقدمكم الميمون.
كلامى دا يجد قياسه (الماخمج) فى دخولك على المبحث من المدخل الصحيح، ووصولك بأقل مجهود الى لب الأطروحة، والدفع بما (يهابش) هذا اللب.
ودى عادية عندك والله أنا خبرتها فيك خبرة محاككة فكرية ومعاشرة لما يقارب من عقد من الزمان. فكل استعمالاتى من روافع جانبية لرفع قيمة الأطروحة الأساسية قد امتصصته بحاسة الناقد الحصيف المنجض أدواته وروافعة، فلم تشغلك أو تلهيك عن الوصول اللب ومعالجته. واعترف أمام الجميع أنه قد مضى على زمن مقدر فارقت فيه مفكرين يمتلكون مثل هذه القدرات. لذلك فحق على أن احتفل بطريقتى الخاصة بهذ الحدث الضخم.
الصحاك يصحى لينا تمساحاً عشارى آخرتطاولت نومته. زيك كدى تستفزه الحفريات الفكرية العميقة مما يمكنه التجلى فى حضراتها. الأخ الباقر موسى. من لى بمن يديهو لكزة عشان يلتفت لينا شوية.
لى عودة بالطبع لمعالجة دفوعاتك المجيهة الماخمج. حقيقة خليتنى أفتش فى اسلحتى، وأنفض عنها الغبار.
هذا هو أوان التحدى الفكرى قد جاءك يسعى، فاثبت يا شيخ عمر وأرجا الراجياك.
سلامى للجميع ومحبتى.

عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الأِستاذ عمر الأمين
تحياتي

مافي زول جايب خبرك؟!!
هذا غير صحيح, متابعين باهتمام إلا أننا نجتهد في فرز ما لملمت وتلمس ما أضمرت ونحاول الاستعانة بقراءات أخرى تتقوم بها بعض آرائك
في عرضك, طريقة عرضك ومشباح قصاص أترك. لابس نعلات ونحنا حفيانين في الضريسة. بشويشك يا أخي, دروبك ليها كليوات.
واعتذر لو زعاتك.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

Re: تمساح كبير

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

عمر الأمين كتب:

بسم الله
هبشك الماضراك
الليلة بحر الجمالية الأوروبية الهايج جاب ليهو تمساح دميرة عشارى كبير



العزيز عمر الأمين وأضيافك الأعزاء ،
دعنا نأخذ استراحة من وهج بحر الجمالية للبحر الدمير الذي فاض عام 1946 م و" كَشَّف العَرايض : العجوز والبِكرة وهدّم القصور من مقال قديم لنا :

فيضان النيل 1946 م ـ للشاعر ( الجاغْريو)
كم هو رائع هذا الشاعر الفخيم : أحمد محمد الشيخ ( الجاغريو ) .
اسمه الكامِل : ـ
{ أحمد ود محمد ود الشيخ ود محمد ود عبدالرحمن ود محمد ود بركات ( أبوشرا) ود حمد ود الشيخ إدريس ود محمد الأرباب . }
إنه ملك من ملوك العيلفون في الأدب القومي ، صولجانه شِعره . تغنى له لفيف من الغنائيين منهم عبد الوهاب السودان الراحل ( احمد المُصطفى ) . وأكثر من تغنى له كان فنان الغناء الشعبي الطروب الراحل
( خلف الله حمد ) ، الذي تغنى بهذه الأغنية . تقلب الشاعر بأهوائه وهو يخُط دُرته ( فيضان النيل ) ، فعندما ارتج الكون وغضب سليل الفراديس و غمر الجزر والشواطئ ، كان الزمان هادئاً ، والبيئة وادعة . والدنيا تغتسل من جُرح الحرب العالمية الثانية الآسِن .
تعالوا أحبتي نقرأ هذا الكِتاب الشِعري الفخم لشاعر خضَّب فوارس مشاعرنا من تراثه البهِي ، وأضفى الرائع / خلف الله حَمد من ألحان إيقاع العَرضة الشجي الباهِر ، بلحن أقرب للمناحة :

فيضان النيل

البَحَر السَطيتْ غيرَكْ مَافي ذكْـــرَه
كَشَّفتَ العَرايضْ العَجوزْ والبِكْــرَه
وهَدّمتَ القِصورْ
الخَوْلي النَشيطْ صَارْ ما عِندُه فِكْــرهَ
وأصْبَحْ سَاهي حَايرْ وَالتْ عَقْلهُ سَكْرهَ
والأفْكارْ تَدورْ
مَا هَماكْ حَالُنْ ما فيش ليكَ شَكْــرَه
زَمّلوا لى رحَالُنْ عِرفوكْ نَاوي مَكـرهَ

خايضين للصدورْ
مَاكِر جيتنا سَايرْ ليلكْ كُلهُ تَسْـــرَى
دَمرتَ البَشايرْ وإتْعوضنَا حَسْــــرَه
وتَيَارَكْ يَفُورْ
كُلمَا تشوفْ زِراعهَ عَليها أخذْتَ كَسْرَه
تَنْهضْ لى صُرَاعَه كَاتِلْ ليكَ مَسْـــرَه
حُكمَكْ كُلهُ جُورْ
تَرْبالي وزَباينهُ يبكُو العَرَقْ الشَــــرَه
رَبيتْ الغَبَاينْ خَورَكْ ليهُ كَـــــرَّه
أصْلَكْ مَا بتَشُورْ
ظُلمَكْ جبتهُ بَايِنْ تَهَجِمْ كَرّه كَـــرّه
تَخْلعْ للمبَايِنْ إتْلقوكَ بَرَه
زي يوم النِشورْ الكَاسْحَه والمُنجَـــرّه
خَافتْ من أمــــورَكْ يالمَنَعْتَ الدَّرَه
ما بتدورْ أجُرْ
حَايرينْ في جنايتَكْ والأدْهَى وأمَـــرّ
التيرابْ تَلاشى وإنعَدَمْ بالمَــــــرّه
ما بِنفَعْ عُذُرْ
كَسّرتَ الطَواري البيكْ سوقَها حَـــرّه
غَفَروا ليكْ سَوّارِي إنتَ قَاصعَ الجَـــرّه
محَمّرْ في الخِدورْ
حِليلْ شُحَنْ اللَواري من الشَبْكَه ام غُـره
وأصواتْ البَواري والخَشَبْ المغَــــرَه
و ميَلانْ الحِدُورْ

هَددتَ الدَواب لي دَرَجةَ الـــــدّره
حُكْمَكْ ديكْتَاتوري في الكونْ كُلُه شَـرَه
مَا بحبسوكْ كجورْ
غَايتهُ بَلغَتَ غَايتَكْ بالإرادة الحَـــرَه
وينْ يا نيلْ عنايتَكْ مُزارعيكَ فَـــرَّه
كَايس للصَبُرْ
ـــــــــــــــ
شروح :ــ
هو فيضان النيل عام 1946 حيث دمر المنازل والمزارع بالعيلفون
العرايض : تعبير يطلق على النساء
الخولي : هو رئيس المزارعين
البشاير : أول ما يخرج من ثمار الزراعه
المسره : هي الصف من الزرع
تربالي : المزارع
المباين : المباني
الكاسحة والمنجره : هي المراكِب
لدره : إدرار الحليب
سوقها حره : أصبحت الطواري لكثرة احتياج الناس لها سوق رائجة
قاصع : الجره : أي أُفرقت كل ما عندك من ماء
الشبكه ام غره : كان البطيخ يُرحل بالشباك ، و هنالك البطيخة ذات اللون الأبيض توضع في الشبكة ولذلك تسمى الغُره
أصوات البواري : أصوات أبواق سيارات ترحيل الخضراوات وأيضاً معها أصوات خشب اللواري ، وهو يحدث صريراً عند سير السيارات
الدره : هو أصغر أنواع النمل

ملحوظة :
أورد الديوان البيت الثاني كالآتي : ـ
كَشَّفتَ العَرايسْ العَجوزْ والبِكْرَه
وأنا أزعم أن الشاعر قد كتبها ( العرايض ) ، وكتبتها وفق التعديل الآتي : ـ
كَشَّفتَ العَرايضْ العَجوزْ والبِكْرَه
. وأرى إن التعبير الدارج الشائع هو ( كشف العَرِض ) ، وربما لا تنطبق ( العرايسْ ) على العجوز وفق مفهوم ذاك المجتمع . لذا قُمت بمخالفة ما أورده الأستاذ على الفكي ، وأوردت التعديل في أصل النص وفق زعمي . ومن يخالفني الرأي يمكنه قراءتها ( العرايسْ ) . وهذا ما نراه من قبيل التذكير .

المرجع : عندليب الجاغريو
ديوان الشاعر أحمد محمد الشيخ
إعداد وتحقيق الأستاذ علي محمد عثمان الفكي

عبد الله الشقليني
18/04/2005
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

اقتصدت أوروبا و أسرف عُمر..

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


شيخنا عُمَر الأمين
كل عام –هجريّا كان أم جريجوريان- و أنت بخير

يا مولاي أقر في البدء إنّني لم أكمل قراءة مبحثك هذا، و ما استباقي هذا إلّا جنسٌ من طلاشة عُرِفتُ بها، و قدٌّ لِعَينِ التسويف..

تحدّثتَ عن رغبتك في تجاوز التخليط الأوروبي حول بعض المصطلحات، و منها المعرفة، فقلتَ يا عُمَر عن المعرفة:


المعرفة : و نعنى بها ذلك الكم المتحصل من المعلومات المستخرجة من ممارسات الإنسان و معايشته مع المجتمع و مع الطبيعة . و أسلوبها الأساسى هو الإستنباط المعلوماتى عن طريق الإلتصاق بالطبيعة وبالمجتمع. ومن ثم معالجة ذلك الكم المعلوماتى باختبارات عن طريق الصواب والخطأ المسمى ( trail and error ).
وتؤدى المعرفة فى أقل مقاديرها الى عدم تكرار الخطأ مرة أخرى. فى حين أنها إذا ما توفرت منها مقاديرغزيرة ومتنوعة، فربما يؤدى ذلك الى تراكم ربما يؤدى الى نجاح فى انجاز مشاريع على درجة عالية من الكفاءة.


ما أود ترميمه يا سيّدي –بجانب قصور ما لونه أحمر بالاقتباس- هو أنّه هناك -في "فقه أوروبا"- تفريقٌ بين المعرفة الذاتيّة و المعرفة الموضوعيّة –و سنام الفضل في هذا التفريق بعض ذروته هيزنبيرج الذي نبّهنا أن درسنا لبعض خصائص الأشياء (تُقرأ خصائص الجسيمات مثل تسارعها) لا يوصلنا لـ"معرفة" تامة الدقّة بموضوع الدرس و السبب هو اشتباكنا نحن بالمدروس، فاقترح لتلافي هذا العجز أن نعتبر مُعامِلاً لهذا اللايقين- و المعرفة الموضوعيّة بتعريفها هناك –في أروروباكـ- تنطبق على مفهومك للعلم هنا –في خيطك هذا-، إذ هي المعرفة بلا ذات عارفة، بغض النظر عن خصائص العارفين و حالاتهم، أو بلغة هيزنبيرج، بغض النظر عن حال المُلاحِظ..

و لكن هذا ليس هو المشكل، بل هي حين نقرن بين المعرفة عندك و العِلم، مع ما في تعريفك للعلم من تخليط و زيادة أبيتهما على أهل أوروبا و استأثرت بهما، أو فانظر قولك:


3
/2: العلم :
وهو فى أدنى صوره معرفة مميزة لكونها تم الثبت منها بأن تم اختبارها والبرهنة على صحة مقولاتها ومن ثم تعميمها كمعلومات صحيحة لا يلتبث إليها الشك ولا يعتورها خوف من الخطأ.


العلم هنا معرفة تمّ التثبّت منها، يزعم سيّدي عمر الأمين.
- كيف نتثبّت منها يا عُمر؟
- بأن "تمّ اختبارها و البرهنة على صحّة مقولاتها".

و ليته سكت، فقد كتب شيئاً يمت لعصر التفتيش و المحارق هو قوله

"ومن ثم تعميمها كمعلومات صحيحة لا يلتبث إليها الشك ولا يعتورها خوف من الخطأ."
..

ظلمتَ فلاسفة العِلم اليوروبيان يا عمر و ما أتيت بأفضل مما قالوا، لقد كان فلاسفة أوروبا (بمعناها الذي تستخدم) في خلاصة مذهبهم أكثر تواضعاً منك يا عمر، فنحوا تجاه تسمية العِلم بالحقيقة أو الصدق Truth و هي بالمناسبة -و بالقرآن- تعادل مفهومك للعلم (المتنزِّل/ المُتنزَّل) هذا (و القرآن يستخدم مصطلح الحق بهذا المعنى يريد به حقيقة الوجود = العِلْم بألف و لام العهد)، نعود لفلاسفة الفرنجة، كانوا أكثر تواضعاً يا عُمر لأنّهم آمنوا بأن العلم المُطلق و النهائي هو الحق (من ربِّهم؟) و لكنّ تلخيصهم لقناعتهم هذه كان أكثر حساسيّة تجاهها منك يا عُمر، إذ قالوا إنّ كلّ جديد يضيفونه بوسائل الكشف العلميّ (و من ضمنها التجربة) إنّما هو "اقترابٌ تقديريٌّ من الصدق"، و بهذا يكونون قد وضعوا الجهد البشريّ لسبر نواميس الكون في موضعه اللائق و الأمين، و هم بهذا قد عافوا مثل تقريرك أعلاه، و فارقوا الظنّ بأنّ هناك معرفة تصلح لتعميمها كـ "معلومات صحيحة لا يلتبث إليها الشك و لا يعتورها خوف من الخطأ" و إلّا انهدّت مشروعيّة المسعى و تعالت طرائق التعميم (الذي هو مفيد في حدود معيّنة).. فكيف تتحصّل هذا اليقين يا أخي عُمَر؟

و عُمر يُجيب على سؤالنا هذا أيضا، إجابة تزداد التباسا كلّما أمعن في الكلام، فهو يُعطينا صورة لعمليّة التثبّت و الاختبار و البرهنة، ألا و هي صورة التجريد. و ما كان أغناه لو اكتفى بما ضربه مثلاً للتجريد و هو "الرياضيّات" فهو هنا محقٌ لأبعد الحدود في "المثال"، فالرياضيّات سرّها باتع، و يزعم بعض خاصّة المتدبِّرين للكُتُبِ المقدّسة –زعماً له أساس- أنّها –أي الرياضيّات- في مُنتهاها هي عُلم الله الكُلِّي، أي أنّ كل قوانين الكون و أحداثه هي عند الله علوم رياضيات (مقادير و علاقات) و إحصاء (احتمالات و نسب)، و هي فرضيّة جديرة بالاعتبار لما فيها من منجاة من مغالطات الجبر و الاختيار، تجاهلتُها زمناً لظنّي بعدم مناسبة الرياضيّات لقياس ما ليس له نظام، و هو ظنٌ راجعَته الأيام، و هذا مقالٌ طويل يشرد بنا عن أصل حكاية شيخنا عُمر الذي يقول:


عليه يكون العلم مصطلح لما نتأكد من بلوغ أمر صحته درجة اليقين، ويستند الى براهين غير ذات التباس مما هو موضوع بمعزل عن تجريبيتنا كعلوم الكيمياء و الفيزياء و البايولوجيا مثلاً، تلك التى لا تكتسب مشروعية وجودها بحكم أنها عمل ومعرفة بشرية، فهى كاملة الوجود بمعزل عنا ، علمنا بها أم لم نعلم. فهى فعل إلهى ـ إقرأ ناموسى إذا ما كان يحلو لك ذلك ـ لا نمتلك إزاءه سوى تلقي الأخبار أو التشرف للتعرف عليه من خلال ارتفاع قامتنا الى مقامه والذى ليس كما هى المعرفة، بل متعال كمصحح وحاكم يقيدها الى قوانينه الكونية الناموسية.


أنّى لنا أن نتأكّد يا مولاي؟

في المقتبس أعلاه يبين اختلاط الفِكَر لدى مولانا عُمَر، و أرجو أن يغفر لي قولي، إنّ المقتبس أعلاه، يدلُّ، أشدّ الدلالة، على جفاء عُمر لما تم تأسيسه في مضمار فلسفة "العلم"، و جدل المدارس المختلفة حول مناهجه، فمولانا يريد أن يقول ببساطة –و قد قال مبعثراً ضمن جملة الكلام-، إنّ هناك حقائق أكيدة هي التي نشأ و يسير بمقتضاها الكون، أدركناها أم لم ندركها، أوتيناها أم لم يجئنا علمُها، و أنّ هذه الحقائق النواميس، هي العِلمُ الحق، علمُ الله، ينزله بمقدار، مقدارٌ وصفه الله بـ القليل "و ما أوتيتم من العلمِ إلّا قليلا". هذا هو مُراد مولانا عُمر لو سمح لي بتلخيصه (و لا يفوت على فطنة الفطن أنّه قولٌ إيمانيّ لا يُحاجج) و لكنّه ما احترس في بيانه، فلم يضع الخط الفاصل بين وجود هذه الحقائق المطلقة و بين اكتناهنا لها، إذ أجاز عُمر حصول يقيننا بامتلاكها إذا ما استوفت اختبارات معيّنة، كأنّما لم يعلم أنّ الفيزياء و الكيمياء و البايلوجيا (من جهتنا نحن المتحصِّلين بحسب منظوره) كلّها لا تعرف الكلمة الأخيرة مهما نجحت في الاختبار تلو الاختبار، و لا نسكن لها في يقين، و هل أعز من قوانين نيوتن للحركة مثالا؟. شيخنا عمر تنطّع حيث تواضعت أوروبا، و هنا موضع اتهامنا له بتكبّرٍ تطهّرت منه عقول أوروبا التي يبغي إدانتها و يهاجمها بعين سخط لا تنظر في "علومها" إلّا شذرا، و هذا باب في بخس الناس أشيائهم..

أمّا ما فات كلّه على مولانا عُمر، فهو لا علميّة كلامه كلّه، بأي تعريف للعلم شاء سوى أن يكون العلم هو جهلنا، و ما فات على مولانا عُمر هو عدم قابليّة كلامه كلّه للتمييز، القبول أو الدحض بوسائل العلم التي يجيزها، يعني، رجلٌ مؤمن بالله يقول إنّ الكون له خالق يحصي كل شيء في إمام مبين، و إنّ علم حقائقه يتنزّل لنا بمقدار قليل، و أنّ ما نجهله نحن يعلمه هذا الإله، يضع هذه كمسلّمات (تُقرأ إيمانيّات)، ثم يشرع في اقتناص ما يوافقها من القول المنسوب للإله، و هذا جهده، لكن لا علم فيه، بل ظن و اجتهاد، و الأهم، لا يمكن تخطئته أو تصويبه، فأنا لا استطيع مثلا، حتى لو كنتُ أشارك الدكتور عمر قناعته بالإله، ذات الإله، لا استطيع أن أحاججه على هدى معيار، و هذا عينه هو اختلاط المعرفة بالذات العارفة، فالمُستخرَجُ هنا هو كسبُ الذات و لا يتضمّن منطقاً للاختبار الموضوعي، و هذه هي مشكلة الصوفيّة و فلسفتها إجمالا، أن القول فيها سائب و مطلوق على عواهنه و لا سبيل للتحقيق فيه، فمن أين بربّك يا عُمر، يمكنني اختبار كلامك و إسناده إلى معيار؟ هي ظنوني و ظنونك، تأويلي و تأويلك، حدسي و حدسك و الحبل على الجرّار..

أما بشراك يا أخي عُمر، و على سيرة الإمام جعفر الصادق، فهي أنّي قد صادفتُ تأييداً لمذهبك في شأن الذهن و الفكر و المعرفة في مطلع "نهج البلاغة" للإمام عليّ، حيث يقول في "صفة خلق آدم عليه السلام":


ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِ الْأَرْضِ وَ سَهْلِهَا وَ عَذْبِهَا وَ سَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بِالْمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ وَ لَاطَهَا بِالْبَلَّةِ حَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْهَا صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍ وَ وُصُولٍ وَ أَعْضَاءٍ وَ فُصُولٍ أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ وَ أَصْلَدَهَا حَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ وَ أَمَدٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْ إِنْسَاناً ذَا أَذْهَانٍ يُجِيلُهَا وَ فِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا وَ جَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا وَ أَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا وَ مَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ الْأَذْوَاقِ وَ الْمَشَامِّ وَ الْأَلْوَانِ وَ الْأَجْنَاسِ


فهنيئا..
.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

الفاضل البشير سليل الغبش المغاوير

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



بسم الله
فالحق والعلم كلاهما من الله
وهما لا يتمان إلا بالله
و إلا بأفضل وأزكى الصلاة و أتم وأكمل التسليم لرسول الله
ثم وبالصلاة على خلفائه آل بيته الثقاة
أخى الفاضل البشير
سليل أهل الله (الغبش) المغاوير
بعد السلام عليك، هاك سراً كما طلبت، واحتفاءً بمقدمك الكريم كذلك.
وهو سر على شاكلة ما تحدث عنه العم (العبيد سويكت) والذى رغم أنه (سويكت) وتعنى تصغير (ساكت) فهو من (أساطين الشاشاتية)، وهذا فى حد ذاته من أسرار كدباس العتيدة ملجأ وملاذ العقيدة، اللهم أنفعنا به وبرجال كدباس، أحفاد سيدى الشيخ الجعلى شديد الباس.
وهو سر لا يهديه إلا من يحب الى من يحب، شأنه فى ذلك شأن هدية سيدى الشيخ المكاشفى معدن الأسرار فى القصيدة الشهيرة:

كن ذو فكر
أوعى الغرور أوعى الكبر
يا ذاكر

فيقول:

بالباء بديت نظماً عطر
بالسين وميم المنهمر
باسم الجلالة هاك سر
طه المشفع فى الحشر

وما أعظم به من سر، هو سر الإسرار، مضنون به على غير أهله، إذ إنه أعظم بما لا يقاس عن سر السر الذى عبر عنه سيدى الشيخ أبومدين الغوث فى قصيدته التى عالجناها أعلاه، أو تلك التى قالها سيدى الشيخ محمد عبدالكريم (سمّان المدينة) فى راتبه بقوله:

بسر سر السر بالعماء
بكنزك المخفى بالهباء
بالهاشمى المصطفى التهامى
بآله وصحبه الكرام

فالصلاة عليه وعلى آل بيته ـ يا فاضل ـ هى حمًالة أوجه، تختلف باختلاف مقامات من يقيمونها. ومقياس اختلافها يقاس بشطر الصلاة الثانى ألا وهو التسليم، فهو ما يجعلها صلاة عليه، أو مرتدة الأثر تحول صلاتنا له فتصير لنا، أي واصلة الى مبتغاها فتكون صلاة به أى نتوصل بها الى حوضه المورود. وانعم بصلاة مقام الوصول من صلاة و بمقام الورود من مقام، لا أصالة فيه ولا تقليد، بل هى فى مقام عبودية مربوطة العرى. لا أين فيها ولا حين ولا (نفس) تتغشاها ولا (أنا) تطاها، موصولة الى مقام لا يرمش فيه جفن إلا برمش الحضور فى الحضرة، حتى لا يأبه لسكين امتدت لجز عنقه، إذا لا مكر هنا أكبر من مكر القلب وهو موطوء ومفروش بافتراض أنه مهد طيب لمقام سيد واحد فقط. وهذا مقام ادعاؤه مهلك لمقابلته مباشرة لمكرأحسن الماكرين. وهى مقابلة دفع سيدى أبو منصور الحلاج فى مواجهة امتحانها (بقشيشاً) لجلاده وهو يهم بقطع يديه وقدمية من خلاف وهو يوصيه: (أحسن صنعتك تؤجر) فضرب مثلاً بتطلبه إحسان الصنعة فى قتله أى امكانية لحديث نفس مغشوشة دائماً وأبداً أمام المكر الإلهى. وأقل ما نفهمه من هذا البقشيش (المعتبر) أن سيدى الحلاج قد قفل بالضبة والمفتاح على (نفسه و أناته) كل محاججاتها وملاججاتها الممجوجة ولو بدفاع بسيط يطالب بإبقائها حيّة حتى ولو لمواصلة عملها فى النصح وارشاد العباد.
والآن على أيامنا نعرف من الصالب ومن هو المصلوب فى واقعة الحلاج، قالها بوضوح الشاعر الأديب صلاح عبدالصبور، و ما زال يشاشى بها كثيرون كالعم (العبيد سويكت) حتى يلهمونا بذكرى إنتصار الحلاج الباهر على نفسه الدنيئة بكيفية الإنتصار على نفوسنا الخربة، الخاربة علينا صلاتنا وصيامنا وقيامنا وأذكارنا، لذلك أخى فاضل وبناء عليه، فحجاب السر لا يمتلكه كائن من كان سوانا، ونفوسنا الخربة هذه هى أدنى حجاب علينا من حضرة الأسرار. يقول الحق جل وعلا مؤيداً قول عمنا (العبيد سويكت): (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) فافهم يا فاضل واعتبر.
وعند الحديث عن النفوس الدنيئة، يأتى الحديث عن الجمالية الأوروبية، فلا تفارق النفس دناوتها وهى تؤسس لجمالية تلهيها عما هو مرصود لها عن جمال خلف حجاب النفس. إذ أن هذا الحجاب هو العدو الذى سمّى صاحب جوامع الكلم ـ عليه أفضل وأزكى الصلاة وأتم وأوجب التسليم ـ مجاهدته بالجهاد الأكبر. لذلك فلا أقول بالعداء لأوروبا كما تفهمه انت مما يمكن التعبير عنه تحت لفظ العداء السياسى، ولكنى أقف من أوروبا موقف المدافع عن مشروع جمالى ثقافى مما يمنعها الدخول بننا وبينه خلال تسويقها مشاريعها السياسية عبر وكلاء حداثتها عندنا. وهى بالطبع تسّوق جماليتها ضمن مشروعها السياسى مما يمحق مشروعنا الجمالى الثقافى. وفى كل الحالات أنا (ما خاتى)، لأنى ما مشيت أوروبا واستعمرتها، هى الجاتنى واستعمرتنى وهى الفرضت على مشروعها المايل المتخايل، وعملت عبر مجهودات وافرة لاغتيال جمالياتنا واستبدالها بجمالية طفولية حيوانية أسهبت فى وصفها عاليه، فوجب علينا لصيانة مبادلتنا المجتمعية فى ارتباطها بالثقافة أن نقف جميعاً مدافعين عنها لا يجوز اتهامنا بالتعدى على أى حقوق للتمظهر الجمالى أياً كانت شكلانيته.
أما قولك أن التصوف مفتوح على الإنسانية بمعنى أنه أكبر من الدين وهو قول جاء كالآتى: (آخى عمر نعم آنت متصوف, لكن التصوف ليس ملكا لأحد وليس له أعداء بهذا الحجم الذى تفترضه. وأيضا ليس حكرا لدين واحد وليس حكرا للأديان فقط وليس له مدخل واحد.)

وأراك أخى الفاضل تستبطن فى معرض فكره تنزيه الصوفية من العداء لفكرة ما، كأنما هو العداء بالفهم السياسى المعاصر، والذى وهو بذاته منتوج أوروبى ماركة مسجلة. لكن وخارج المنظومة السياسة ذات الأصول والمرجعية الأوروبية ، فليس فى الفكر طرح لأى شكل من أشكال العداء، إذ لا يكون دحض الفكرة بالفكرة الأخرى أستعداء عليها، بقدر ما يكون تحججاُ عليها فقط. وبداهة فبقدر ما يكون الدحض فكرياً بقدر ما يكون بالضرورة خالِ تماماً من أى شكل انتقامى أو عدائى، وكذلك الجدل ليس فيه عداء أو ما شاكله.
ولو عنّ لى أن أكوّن حزباً لأجل هذا الطرح، إذن لجاز على قولك، وجاز عليك أن تتهمنى أنى أسّوّق التصوف لعداء كذا أو كذا. لأننى سأكون حينها فى قلب المنظومة السياسية، يجوز على كافة توصيفاتها بما فى ذلك ما تشتهر به من متاجرة بالأفكار. ولا أخفى عليم أنه قد أصبح من أشد ما يبكت علىّ هو المتاجرة بالفكر ومنه المتاجرة بالدين والمتاجرات الآيديولوجية والتى هى تسويق تجارى/سياسى للفكر ، ويكفيك من ذلك سقوط الجبهة الإسلامية والحزب الشيوعى السودانى كليهما سقوطاً مدوياً فى هذا المضمار. أفلا أعتبر؟
أما قولك: (أما خروجك لتهدم الحداثة فهو أيضا فيه مساس وخلط بقيمة في نهج التصوف. ان تصاعد وتدرج وتيرة الحضرة الصوفية سواء عندك أو عند عمك هكسلي هو الذي يفكك ويحطم الحضارة بأسرها وحتى الكرة الأرضية نفسها .فهو التحام بالوجود في ذاته مما ينفي كل الوجود الذى نعرفه. فقد انتقصت أنت من هذه القيمة الأساسية فى التصوف وحملتها محملا شكليا.)
وهذا نظر محمود إذا ما قورن بمناظير الحداثة. إذ أنه على أقله نظر أبناء لنا، تعودوا أن يديروا رؤوسهم كل حين وآن باحثين عن توليفات بينما ألفت نفوسهم معرفته من أطر الحداثة، وبين ما يشاهدونه فيلمسون قليلاً من حلاوة مذاق طعام أهل الحضرة. وهو ظن يبين فيه سليم وحسن النية فى الحاق ما يحبون لما يظنونه العقل. لكنّى من ناحية أخرى أرى نظراّ أشبه ما يكون بنظر العبادى وهو ينظر الى (الشدر الكبار) من خلال اللورى الفيات خاصة السيد عبدالرحمن المهدى، يرحمه الله رحمة واسعة، الذى كان يذرع بهم الأرض نهباً بالقرب من (مُشرع الرمّاش) وذلك مما تغنى به فى أغنيته الشهيرة (يا سايق الفيات) فمثل نظر العبادى هذا لا يليق بسليل (الغبش أبان مسوحاً مى) فالأخ الفاضل كحفيد مباشر لهولاء الرجال ، كان يفترض فيه أن يكون وارث لأدب الحضرة وعلومها حتى لا يخلط بين ذات (عمك هكسلي) وبيت (ذات) الحضرة، وهذا خلط بين الحقيقة المحمدية فى مقام (الأحمدية) وبين (ذات المفيعيص عمر اللمين) ذو الذات الخبيثة الأمّارة بالسوء، القايلة ليها روحا: ( يا دنيا ما فيك إلا أنا)، فى حين لا يعدو عمر اللمين غير إن يكون من غثاء السيل لا يعبأ الله به، يعنى ضبّانة ما نافع.
أخى سليل الغبش الأماجد الفاضل البشير، هذا حديث لا يقع من رجل فى مثل مقامك، فمقامات الحضرة المحمدية من العلم ليس فيها ما ينسجم مع ما يدير رأسك من ذاتية (هكسلى) هذا، فذلك هو طبق الأصل مقارنة مع جهد أبو الجعران واستحقاقه من (القمرة) فى فكرة الحجوة السودانية الشهيرة. والإلتباس نفسه يرد مع ما يتلبسك عن الدين والأديان اللذين يفسران عندك كما هو الحزب والأحزاب، وهذه وهدة عميقة تحتاج لوحدها (لبوست) آخر إن شئت فتحته لك بعد حين، أو إن شئت أنت فافتحه وستجدنى ـ إن شاء الله ـ أول داخليه لأجل النظر فى فكر مقارن بين الأديان وعلاقتها بأطر الحداثة، وبين التصوف الإسلامى وما يزعمونه كون أنه اتجاه عالمى وارد فى كل الأديان.
أما قولك عن المعرفة وعلاقتها بالإفلاطونية، ففى ذلك سأجمع ردى عليك مع ردى على الأستاذ محمد حسبو لتقارب موضوع الأطروحتين. وكذلك سأؤجل لوقوت قريب الحديث عن جمالية (كروتشة وهيغل وعمانويل كانت وسارتر). وبالمناسبة ديل ما أعمامى ولا أعمامك انتا. ديل يمكن يكونوا نسابتنا ساكت، ودى زاتا فيها ضعف، أصلو يوليوس قيصر كان معرس حبوبتنا (كيليوباترا) النوبية الخدرا وجاب منها جنا، لكن ناس (بروتس) وجماعتو أئتمروا عليه مخصوص لكى يخلى ما بينهم وبين وراثتهم للسلطة، تلك التى لم يدعوه زلم يدعو ابنه يتمتع بها ولو فى الجزء الذى ورثه عن أمه.
ويمكن النظر فى نسابتنا الغاليين (أجداد الفرنسيين الحاليين) خاصة بعد زواج الأخ حسن موسى منهم، خاصة أنهم انتقموا لنا من قتلة نسيبنا يوليوس قيصر حيث قاموا فى القرن الرابع الميلادى تحالفاُ مع ابناء عمومتهم الجرمان بتدمير روما ورقدوها هردبيس.
ودا كلام جد بالمناسبة ما هظار له ما بعده من التوضيح.
الأخوة عبدالماجد محمد عبدالماجد وعبدالله الشقلينى ومحمد حسبو،
أنا جاييكم واحد واحد ، بس أمّهلوا لى.
للجميع حبى ومودتى.

إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

السيد عمر الأمين

بعد اتخاذي القرار بعدم العودة للخيط لما لمحته من عدم استعدادكم للتعاطي مع رأيي الذي ليس بالضرورة يمثل "قناعاتي" وإنما وددت فيه لفت نظركم لقطاع من البشر قارئون مستمعون يعقلون ويفكرون، وجدت أنه لابد لي من العودة للرد -ليس على كل جوانب الحوار- ولكن على جزئية هامة تفضلت بها أنت هنا:

وأعلم يا بنيتى العزيزة أن ذلك موقف ينبع فى غالبه من مواقف ملموسة، وربما مرارات ضد المقدس وضد الدينى. ولذلك أسباب غير منكورة. لكنى فى كل أطروحاتى أنحى بالدين الى ما يمكننا أن نرى فيه نفس المعاناة من الإنسانى، بما يلقيه عليه من تبعات هى ضمن مجمل ما توافقنا عليه ـ حسب تعبيرك ـ ضمن الجدل المعرفى. فالدين الذى أتحدث عنه، و يقع تحت فرضية أنكم كلكم ـ من المتدينين أو من اللا دينيين ـ لم تفهموه ولم تخبروا مقاصده ومراميه. وبالتالى فلم تستوعبوا ما دعاكم إليه بلسان حالة ولسان مقاله المصطفى وخلفاؤه من آل بيته الأبرار، ومن تبعهم من أهل الله، فبذلوا لأجله كل غال ونفيس ، بما في ذلك حياتهم رخيصه. فهل فى هذا يا بنيتى دعوة للمقدس؟ أم دعوة لما لم نألف من عقل؟


يا أستاذ عمر الأمين
You are accusing and confusing
فحينما ذكرت أن هناك قطاعا من البشر لا يؤمن بتنزيل النصوص القرآنية التي أوردتها، تكرمت أنت بالتلميح بأن موقفي نابع من مرارات ضد المقدس والديني، رغم عن أني أوضحت لك في مكان سابق بأن "الدين" و"المقدس" عندي يتعدى نصوص القرآن بكثير ويذهب إلى البوذية والمسيحية والرقص أحياناً!!!!!!!!!! أها شن قولك؟ وليس لإيماني القاطع بكلها، لكن لوضعي لها في الاعتبار لأنها ديانات لبشر يعيشون معنا في الأرض. إذن دياناتهم موجودة كما الإسلام موجود. يعني موقفي نابع من اعتراف بأديان أخرى إضافة إلى الدين الذي تتخذه أنت لاستنباط "المعرفة".


أحب أن أخبرك بأني لا أميل إلى المرارات أصلاً، ولدي قناعة تامة بأن من يعيش في "المرارات" يضيع عمره هباءا. أيضا حينما قلت بأن "الدين الذي تتحدث عنه ويقع تحت فرضية أننا (لاحظ لاستخدام تعبير أنتم في مقابل نحن، والذي به تميز نفسك جيدا منا ككل في مقابلك) كلنا متدينين ولا دينيين لم نفهمه ولم نخبر مقاصده ومراميه. ولم نستوعب ما دعانا إليه ........... إلخ.

هنا توجد طبقات مما يجب مناقشته، منها:
1. أولاً: إفرادك لذاتك في مقابل الجمع الذي لم يفهم
2. افتراض عدم الفهم في الآخرين - متدينين ولادينييين سواء
3. اتخاذ موقف المفسر الذي يشبه لدي الدور "الرسالي" لمن أتى ليساعد العالم في فهم نصوص أوجدت منذ قرون، وقبلها البعض ورفضها الآخرون أيضا منذ قرون ، ومازال الجدال قائم حول عدة مستويات كما ذكرت أنا سابقا: من تلك المستويات: وجود الكتاب كمقدس! قدسية النصوص في مقابل الاحتمالات الأخرى - وبالمقدس هنا لا أعني تابو، وإنما أعنى holy or sacred.

أكتفي بهذا ولا أود الخوض في الجزء الخاص ب"علمية" أو "معرفية" ما ذكرته فيبدو لي أنك اتخذت حديثي عن التجريب على غير ماقصدته أنا، فاتهمتني باتخاذ من أتيت بهم كمثال ك"معرفة" جامدة غير قابلة للجدال، بينما أنا أتيت بهم كمثال لتبيان فكرة التجريب، ولا يضيرني إن ضحدت أفكارهم ، فذاك سلو الحياة: أن يأتي أحدهم ويضع مزاعم ، يحاول تدعيمها بقدر الإمكان .... ثم يدور الزمن ويأتي آخر لنقض تلك المزاعم. ماهي إلا دورة الحياة يا سيدي، وينتظرنا فيها المزيد من ذلك وغيره.


ختاما شكرا لك على تكبد عناء الرد، وأرجو ألا أضطر للعودة حتى لا "أقطع عليك تسلسل أفكارك" وأشغل زمنك المخصص للكتابة، ففهمي أن هذا منبر نقاش.

إيمان
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


الأخ العزيز عمر الأمين،
أطيب تحياتي

كتبت في ردك على حسن موسى

أنا بالمناسبة حرشت عليك صديقتا الأستاذة الدرامية مريم محمد الطيب ، وما عندى تلفون زميلتا الدرامية التانية تماضر شيخ الدين، أكان حرشتها عليك هى الأخرى.

أها أنا كمان حأحرش عليك مريم وتماضر وغيرهن، فقد كتبت في مداخلة لك موجهة للأستاذ أحمد آدم في هذا الخيط:
هنــــــــا
أولاً : أحمد لك هذه الإلتفاتة الى مكون سودانى مجتمعى هام كى ترفده بما تتمكن من بحثه وتنقيبه. وأمنياتى لك فى هذا الجهد الحفرى التنقيبى الوافر، أن تتوصل الى ما هو أكثر عمقاً من عروق الذهب السطحية، والذى هو زينة النساء، الى ما هو أعمق من الزمرد والألماس وأقيم و أنفس منهما، مما سمّاه أهل العرفان زينة للرجال.


الخط من عندي.
شفت لابدة ليك كيف؟

نجاة

أضف رد جديد