اشكاليات الجمالية الأوروبية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة ما انقطع

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

بعد السلام ورفع التمام
نعود للمهابشة .......وفى بدايتها نحيي أخانا وليد ونقول ليه تسلم من كل بليّة. فأنت تستحق أن تقبل يديك كلتاهما وكمان قدميك .... على الأقل على هذه السماحة فى تقعيد المعانى أو ضبطها. وخليك من بركة راجياك من أبواتك السمانية أوالتجانية.
عبيد عبدالرحمن و أبوالقاسم الشابى شاعران مكانهما القلب، والله ما قصروا معانا فى تزويدنا بما يستحق التزود به من كريم المعانى والحكم. فتصحيحك لرائعتيهما قد نزل عندى منزلة عظيمة لا تمكنك من رفض لقب الأستاذية، على الأقل وظيفيته، وهذا لا يبدل نوع البساط المفروش الممتد بيننا فى أحمديته الحقة.
لك على دين مستحق فى مداخلتى للأستاذ محمد جميل، فقد تقدمت هناك بمداخلة عظيمة عملت فيها على طرح ما يقرّب بين وجهتى نظرنا من خلال أطروحات (هابرماس). لكنها مداخلة جاءتنى فى أيام مغالبة المرض، فتأخرت فى مهابشتها. لكن وكما يقولون: الدين فى الكتوف، والأصل معروف. وهذه عبارة ماكرة تطلب التأجيل وهى تطعن فى أكثر من جهة، أصل الدين و أصل المدينين والدائنين، فتحذرهما كلاهما فى التلاعب إما باطلب تعجيل السداد أو المماطلة فى التسديد.
حديثك عن العقل يمثل حفراً معرفياً على درجة عالية من الأهمية. فهو يحتوى على إثراء للحوار كنت احتاجه بشدة و حاحيت كتير عشان الأخوان تدخل على فيهو قبال ما نخش على معضلة العقل عند النساء. لكن الله غالب، والمقدر واقع على بنيتى الجسمانية الضعيفة هذه الأيام ، عسى أن يكفينى ربى شر مواجهة ما حذرنى منه أخى حسن موسى مما لا قبل لى به مما سأضطر لمنافحته لوحدى بعد هروب حسن المبكر فى قولته الحاسمة: الله لا حضرنا ليهو.
و فولة العقل عند النساء هى أمر مقدر وواقع لا يمكننى مواصلة الهروب من كيلها الى الأمام. لذلك فهى فولة أرجو أن أتمكن من كيلها فى المقال الذى يلى هذا المقال تماما. وقبلها نمد لها من حبال التمهيد بما يقعدها عند مقامها المعتمد من أطروحة متلازمتى العقل والعلم. فقد توقفت عند مرجعية الحياة وتمثلها فى الميلاد الذى يتمظهر أكثر ما يكون تمظهره فى الطفولة والموت الذين يتمثل أكثر ما يكون تمثله فى الشيخوخة، أو على تعبير أهلنا أدباء الشام فى قولهم (خريف العمر). كما فى قول الشاعر و أظنه ميخائيل نعيمة ولا ما صاح يا استاذنا الغنائى وليد:
فإذا ما أقبل الفصل المخيف برعوده
ما الذى يبقى من الفرع النضير غير عوده
إن للعمر ربيعاً وخريف فى وجوده
وقد قال الشاعر قولته وهو غير عابء بما يحمله السودانيون من تقدير للخريف
كما فى قول شاعر البطانة الشهير

قليعات الزرق راتعات دعولهن ماطرة
وحمريبن فتق ريحة الفرير الباترا
كان ما..........................فاترة
تلقى العافية من غير بنسلين ودكاترة
(النجدة يا عثمان عطبرة)
وقد أشرت الى تلازم الحيوى مع الطفولى حتى فى صور البض النضيض ذات الطابع الجنسى، فسايكولوجية مردود لا وعى الحياة والموت الشرطى منه والذى يلازم الوعى كلاهما ينزعان الى تراكم خبرة خارج نطاق التفكير من شدة تمركزها كمسلمات مزود بها الكائن الفرد ومسلح بها تحد دوافعه الغريزية علم بذلك أم لم يعلم. فهى سايكولوجية ذات مكون أولى بسيط ومعطى يقع خارج الجدل كما هو التعامل الغريزى مع الحرارة الزائد عن حد الإحتمال.
وآسف لترديد مصطلح سايكولوجية والذى أعنى به (نفسانية) أو بتعبير أكثر إيغال (أنوية) رجوعاً الى (الأنا) من النفس.
والأمر عندما يتصل بالذاكرة الجمالية يصير عرضة للإصابة بداء التعقيد. وهو تعقيد قد يعمل فى كثير من الأحيان على تخفية أصول (الأنوية) أى سايكلوجيتها. مثال على دخول صور خارج الذاكرة الحيوانية الأولية البسيطة. فقد توجهت بسؤال الى طلابى حول الطابع اللونى والبيئوى للأماكن التى يحبونها. ففى حين اتفق أهل شمال السودان من أهل بيئة شبه الصحراء أن الخضرة ولونها ولون الماء والبيئة التى تجمعهما كلاهما هى الأكثر تفضيلاً ، رأى طلابى من جنوب الوطن أن البيئة الخضراء بيئة مخيفة تخفى الحيوانات والزواحف المتربصة. والماء والبللل قيمتان غير محبوبتان عندهم ويفضلون عليهما لون الشمس وامتداد الأرض فى الصحراء.
وقد تذكرت أن لوحة زيتية صغيرة على ورق الكانفاس للطالب حينها الأخ حسن موسى كانت تحتوى على شمس صفراء مشرقة على سهل صحراوى ضيق . ولا أظن تلك اللوحة أكبر من 18×24سم. وقد كانت تصاحبنا فى رحلة الى شرق افريقيا العام 1974 وشاركتنا معارضنا حيث كانت أكثر اللوحات جذباً لجمهور المعرض من طلاب جامعة ماكررى بيوغندا أو جامعة كنياتا بكهاوا بما فى طلاب الفنون. فقد كانوا يتوقفون لهنيهات ويتأوهون أمام ما يرونه جمال باهر فى حين نراه نحن صحراء قاحلة لا حياة فيها.
ولمثل تلك التعقيدات البيئوية تعقيدات أخرى. مثلاً ما يراه الأطفال الرضعاء من شكل وملبوسات امهاتهم اللائى يمثلن لهم كل ما يعرفونه من حب فى هذه الحياة، ورويداً رويداً يتداخل مع آفاق محبتهم آبائهم وإخوانهم. والطفل يعرف خالته بالملامح ويحبها كذلك كصنو لأمه لأنها تبذل تجاهه نفس ما تبذله أمه إلا قليلاً. وأذكر فى طفولتى الباكرة أننى لم استصغ كون عمنا (ابراهيم أبّو) سيقوم بترحيل خالتى (حرم) الى مشروع الجزيرة. فقد كانت محبتى لخالتى لا تقل عن محبتى لوالدتى. وأذكر أننى فرحت لخبر وفاة إحدى حبوباتنا البعيدات لأننى علمت أن خالتى (حرم) ستأتى مساء ذلك اليوم الذى قضيته مترقباً لظهورها.
وكما ذكرت فالأطفال يدخلون رويداً رويداً الى داخل حظيرة محبتهم التى كانت محتكرة الى عهد قريب بواسطة امهاتهم فيضيفون ابائهم وإخواتهم وأخوانهم وخالاتهم وخيلانهم وعماتهم وأعماهم، وكل ذلك يشكل كماً معرفياً مجرباً بما يتطابق من صور هولاء وصورة الأم فى المخيلة. انعاكاسات هذا الصور تعمل فى كل المجالات المنتجة للذاكرة الجمالية أولية أو ذات قدرمن التعقيد، فقد قيل أن الأمر يصير الى أن كل فتاة بأبيها معجبة. وهى مقولة ربما تصحح الكثير من إيغال أحادية الأصول الذاكروية فى الجنسية عند فرويد، بما لا يلغى صحة مآخذه وربما الكثير من استنتاجاته التى تحتاج الى معالجة احاديتها العلمية بتزويدها ببسيط ومعقد (الأنوية). حينها فلا بد أن يشكل الأصل الجنسى عنصراً مؤثراً لكنه لا يمثل كل القول الفصل كما هو عند سيجموند فرويد. وكذلك وبالتالى وبناء عليه تصير مقبولة مقولة اختزان صورة الأم فى الذاكرة لفتاة أحلام الصبية. وربما هى سبب مباشر لغيرة الأم على زوجات ابنائهن. فليس كل فتاة بأبيها معجبة وحسب ، بل وكل فتى بأمه معجب، ويتشاكل أو يتباعض المردود الجمالى فى صور فارس الأحلام وفتاة الأحلام. تلك الصور التى شكلت وما زالت تشكل أكبر زاد ووقود لانتاج المخيلة الشعرية لعنصرى الأحلام المتجندرين المرابطين خلف حصون صور الأمهات والآباء فى الذاكرة البسيطة أو ذات التعقيد.
وما يجدر بنا ملاحظته أن الحياة والموت كمخيلتين يحيطان إحاطة تامة بجمالية هذه المخيلة فلا مهرب لها من مواجهتهما مواجهة صريحة. النفس الأمارة بالسوء تمتلك الأنوية وتحسن التعبير عن خطاب ماكر مخادع نيابة عنها يخفى بالكاد ثابت حقيقة الهروب من الموت كغفلة وتجاهل كما فى قول امهاتنا: والله صغير وجاهل، هو قدر الموت الزى دا. فى حين كنا حينها شيب الذقون والشوارب
وقد قالتها فى حقى حبوبة لى من قبيلة أهلنا السادة الركابية الصادقاب كانت زوجة لجدنا المقدم (أمحمد ود عبدالعال) كان يطلق عليها عادة اسم (بت اب شوارب) يرحمها الله رحمة واسعة. هذه الحبوبة كانت محتجة أشد الإحتجاج على دخولى خلوة السادة الصادقاب الصمدية بقولها: هو صلاح دا ود متين؟ ما صغير وجاهل.
وصلاح هذا بالمناسبة هو اسمى المعتمد فى العائلة وعند ناس الشيخ. حمانا الله واياكم من المعتمد والمعتمدية.
ما شغلتنا نعود لى ذاكرتنا الجمالية. ونتذكر هنا الفصل الأول من هذا البحث كى نعاود قرأءته كى نرى هذه الذاكرة فى ثلاثية وجودها، كذاكرة طفولية حيوانية، وكذاكرة معرفية أى ذاكرة الخبرة البصرية الرجولية المجربة، وآخرها الذاكرة المدخورة للبنى آدمية .... الذاكرة العقلية التى نشهد إطلالات عهدها على البرية بمقدم النبأ العظيم الذى نتساءل عنه ونحن نردد: القيامة متين؟؟؟!! ما قرّبت؟؟؟!!!
ويخاطبنا المصطفى عليه وعلى آله أفضل وأزكى الصلاة وأتم وأوجب التسليم وهو يجيب على تساؤلاتنا:
وماذا أعددتم لها؟؟؟؟؟!!!!!
ولكأنما يضيف: كلمتى ( من عقول) لهذا التساؤل. فهل سيعيش أهل الجنة على الجهل بحقيقة الحق الذى يرونه رأى العين؟
أم هل تستوعب (أنواتهم الغريرة) بهاء العلم الذى يقتضى أول ما يقتضى قتل هذه الأنوات؟؟؟!!!!
ناس كيّش بشكل؟؟؟؟؟!!!!!!
أظن أن المواجهة قد حانت ساعتها. وقبلها أقول ـ حتى لا يشمل العراك الأخضر واليابس ـ أرجو أن ترعوى إخواتى الحق والمنطق الذى يقتضيه حسن التحاور، ويكن عادلات فى أحكامهن حتى ولو على أنفسهن.
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

عفوا لقطع تسلسل الافكار لك وللمشاركين عزيزى اخى العزيز عمرتزايدت مشغولياتي.لكن كان لابد اقول لك- كفارة وسلامتك وشرك مقسم على الدقشم .
اسال ان كنت قد طالعت تعليقى على لوحة خماشات حسن موسي في بوسته بعنوان
ART PARISتصاويري في
حيث استندت على بعض من اطروحتك .
ربما تتفق معى في قراءتي لك هناك وربما تختلف معي ذاك الاختلاف الذى يعمق الود بيننا.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة لما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

اخى الفاضل الفاضل
تحضر انشالله وما تغيب،
أيوة قريت تعليقك. لاكين يا خوى ما جرجرتا اساتذة كبار زى عبدالماجد وايمان شقاق وقعدتهم فى مقام الحيران. والإتنين ديل لا موصوفين بالمتحورين ولا بالمتحيّرين ولا المتغيرين كما فى قول السودانيين وربما المصريين : ما يتحيّر إلا مغيّر. لاكين يا خوى فى شأن استعمالك لكلام جدهم، انا ما بخالفك في طريقتك فى تفعيلو، بس دى حقتك اكتر مما تكون حقتى، هو أنا يالله الله ازحزح فى معالجة الذهن والمعرفة عشان أقرا بيهم الكلام الفهمو عديييييييييل ويمكن حسابو، تقوم تستعمل المفهوم زاتو لفهم معالجة حسن موسى للفنان (كورينا) بتاع الفرنسيين داك البتلقط بنتاو فى الزهور. ودى والله ما يقدر يرد عليك فيها إلا (شيطان مكة) ومش رد ساكت، لكن يجر معاهو معجم السفاهة والبطالة بتاعة( الشيد) وميز شارع تلاتة إياها البتعرفا براك ديك.
يا حليل باردوس، كنتا لما أغلب حيلة أفك ليهو راس الخيت. وهو أريتو فى يمينك، يتمها كلام شى تفهمو وشي ياكلو مع ضحكو البياكل بيهو روسين الناس داك.
عموماً أعود لأطروحة الجمالية العقلية الأظننى بلغت منها السعى.

تشطيبات :

كل نتاج تطوراتنا الذهنية عن هو فى نهاية أمرها ـ وكما رآه دهاقنة نقاد وفلاسفة علم الجمال مما اعتبروه بحثاً عن جمال ضائع، فهو فى واقع الأمر بحث عن الحقيقة المتخفية أشد الخفاء على كافة تصوراتنا الذهنية. لأن تصوراتنا الذهنية هى دائماً فعل ماضوى. أى يقع فى الماضى. كيف؟
لحظة الفعل الذهنوى وهى المدى الزمانى لوضع معالجاته حتى لموضوع مرئى يتم عادة بعد عملية معقدة من تسليط النظر يعقبه تحريك صور خبرات المعرفة فى الذاكرة لتفسير أو على الأقل سير غور ما يتم تسليط الضوء عليه. هذه للمفحوصات المرئية آنياً ونفسها تلك التى يعمل فيها النظر لسبر غورها ثم يأتى الذهن بعد ذلك لتقليبها من أجل معالجتها على خبرة المعارف السابقة فهى والحال هذه فعل ماضوى.
والخلوة الصمدية سادتى من أوجب واجبات مشروعيتها هى الخروج من رتاج الماضوية ألى آنية التحصيل المعرفى. وهذه هى أول مراقى النظر العقلى. وتحتاج الى تدريب أول عتباته مرمغة أنف هذه الأنا فى التراب، أى قتلها. فهى التى تجرنا الى ماضيها المظلم.
وهذه هى العلة التى يطلق بسببها على السير فى العمل المعرفى المقصود به معرفة الحق ـ جل وعلا ـ فى المصطلح القرآنى : بالذكر. إذ أنه رغم كونه تسبيح آنى إلا أنه يتم وفق ألية استحضار المعانى الذهنية أو الحضور والتى هى مطابقة شكلاً ومحتوى لإستحضار التجاريب المعرفية آنفة الذكر فى الفقرة أعلاه.
بناء عليه فالعقل لا يعمل إلا فى الحاضر ..... وقد أسماهو البعض ... حضرة الديوان، قال مادح السادة العركيين عليهم السلام:

الآن الآن قلبى مشتاق لى ليم أهل الديوان

ويقول الحق جل وعلا فى كتابه العزيز لبنى اسرائيل:
{ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } 44 البقرة.
ومعنى هذه الآية من جانبه فى يمين معانيها أنها تنعى على بنى اسرائيل أسر عقولهم فى أذهانهم .. وأمر آنيتهم التى كان يفترض عليهم ارتيادها بعقولهم تحولت الى ماضوية معرفية فى أى شكل أو أى صورة ترى بها هذه الماضوية من طرائق تفكيرهم.
والأمر لا يقتصر على بنى اسرائيل لوحدهم بل يشمل أمة المسلمين (الغثائية) من المحيط الى الخليج. ويشمل أوروبا من أقصاها الى أدناها, فكلهم يعيشوت فى ماضيهم الخاص. ليس كذلك وحسب بل ويصرون على هذه الماضوية ويعضوا عليها بالنواجذ.
ولو كان لى من حق فى التشريع لوسعت من حديث المصطفى ـ عليه وعلى آل بيته أفضل وأكمل الصلاة وأتم وأوجب التسليم ـ الذى يقول فيه : ( النساء ناقصات عقل ودين ) الى قول مرادف هو : ( الأوروبيون من نساء ورجال ناقصو عقل ودين)
أشرح يا ديجانقو.
حاضر بالكم على شوية.
أبحث عن مقال سبق لى كتابته فى باب مفاكرة الجمعة بصحيفة الصحافة العام 2008م. وكان فى شكل خطاب للدكتور حسن الترابى كان عنوانه : (بل النساء ناقصات عقل ودين يا دكتور حسن الترابى). فإذا عثرت عليه فسأنزلة ثم أزيد عليه، إما إذا لم اتمكن منه فسأبدأ فى معالجته مرتنا القدمة.

للجميع حبى ومودتى
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

إلاّ شيطان مكة

مشاركة بواسطة حسن موسى »

" إلا شيطان مكة"
ما أصل هذه الصفة يا شيخ عمر؟
يا عمر الفنان الفرنسي العملت على أثره صورتي " الخمّاشات" أسمه" ميّيه"
[ انطقها MI Yaiو ليس "كورينا"
كما ورد عندك.[ و ليس "دومييه " كما ورد عند الباقر موسى " المستفز"]
لا بد انكماتعانيان [ و قيل تعاينان] من عواقب النقاهة فكفارة ليك او كما قال المعني " سوري كفارة لي أنا "
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

عودة على وعد

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

بسم الله
هبشك الماشرّاك ولا ضرّاك
أحيراً حن على آرشيف الصحافة بعد تمنعه على ليومين رغم التحانيس والمحاحا، فأخرجت( مفاكرة الجمعة) العدد5200 بتاريخ الجمعة 21 مارس 2008م وعنوانه: ( بل النساء ناقصات عقل ودين يا دكتور حسن الترابى).
وقد يجد القارئ الكريم بعض قليل إجمال لما تم انزاله هنا بصورة أوسع فى خيط الجمالية هذا وفى خيط ( آل بيت المصطفى ومتلازمة العلم والمنهج العلمى). لكن انصب أخذهما على توضيخ ما أرمى إليه من ضحد لتصورات شيح حسن وعقليته ذات الطابع الأوروبى الغريب على مفهوم العلم حسبما جاء فى التنزيل الإلهى الحكيم على مختلف تنزلاته وتم ختمه فى الرسالة الخاتمة.
الموضوع يحتاج الى مزيد من التحجج والتوضيح، لكنها ضربة أولى نقد بها عين الشيطان والبقية تأتى ومرحباً بمختلف الآراء والتقديرات الفكرية. فالى مضابط المفاكرة:

بل النساء ناقصات عقل ودين يادكتور حسن الترابي

1 /مدخل : اعتباران لابد من وضعهما فى الحسبان عند قراءة هذا التداخل مع طرائق تفكير الشيخ الدكتورحسن للترابى، أقدمهما كى أباعد بقدرالإمكان ما بينى وبين الاستهداف أو محاولات قتل الشخصية مما هو سائد من أساليب سياسية غير مقبولة عندى إطلاقاً فى مجال المجادلة بالفكر. فما يهمنى هو تبيين رؤاى بلا أى تلوين أو تذويق، واضعاً نصب عينيى مهمة ربط الفكر والمعرفة الفكرية ــ قدر الإمكان ــ بالعلم. وذلك بالطبع لا يتعدى مجال الفكر الى أية مجالات أخرى خاصة المجال الشخصى.
1/1 : الأعتبارالأول إن أخانا وشيخنا المرحوم بإذن الله الشيخ طه الشيخ الباقر قد سبق له الاحتجاج أبان دراسة سابقة أجريتها عن أفكار سبق أن أدلى بها الشيخ الدكتور حسن الترابى حول العودة العيسوية و إمامة المرأة، فكتبت عنها تحت عنوان (احتجاجات أهل العرفان على تخريجات الشيخ الدكتور)، منتقداً رؤاه ومشبهاً الشيخ الدكتور بصياد ماهر لطرائد خبيثة الطويّة كما هى الضباع المعطوبة التى لا تخرج إلا فى الظلام. وقد كان متوقعاً أن استمر بها لثلاث حلقات، لكن احتجاج المرحوم بإذنه تعالى الشيخ طه، على التشبيه الذى وصفه بفظاظة ذكر أنها ليست من صفات أهل العرفان، وقال بأنى لا أحتاجها خاصة إذا ما التزمت بالموضوعية، فقد قبلت حينها توجيهاته واعتذرت وأوقفت المواصلة فى الموضوع رغم أن المرحوم الشيخ طه لم يعترض على أفكارى و مبدأ طرحها للتداول، إنما فقط على ما يرى أنها فظاظة تكتنف طريقتى فى عرضها.
ورغم ذلك فما كنت أرى فى ذلك التشبيه أية فظاظة بقدر ما أرى فيه من مقاربة لكيفية التقاط الشيخ لشوارد يبطل أمامها دون ما أسباب مناهج التحقيق المتعارف عليها عند جماعة المسلمين حتى يبدو فى منهجه الكثير من المياه مما يجرى أسفله. إذ أن تلك الشوارد هى فى غالبها محل إجماع عليها من كافة الفرق والطوائف الإسلامية كعودة سيدنا عيسى الدنيوية، أو اتفاق أمة المسلمين على اختلاف فرقها وطوائفها على عدم جواز إمامة المرأة. وذلك إجماع على ثوابت من الكتاب والسنة بحسب وروده بحديث ثابت عن المصطفى ــ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ــ فى قوله: (لاتجتمع أمتى على ضلال).
1/2 : الاعتبار الثاني وما أقدمه هو فى واقع الحال مساهمة نقدية، معروف عندى شأن مواجهتها لإشكالية مصطلحات، خاصة فيما يختص بمصطلح ذهنية ومصطلح عقلانية. ولأنى على أبواب تقديم دراسة تعيد فحص ما تعارف علي تسميته بنظرية المعرفة فى راهننا، فإن العقل والذهن سيردان فيها فى شكل مصطلحى جديد وقديم فى آن واحد، أحاول جاهداً وصف مختلف تجلياته. لذلك فما هو مأمول أن يعاد تعريف هذين المصطلحين ويعاد كذلك فحص مجالات عملهما بحيث نرى تمايزاتهما بوضوح. وسيكون الوسط الذى ستجرى عليه هذه الدراسة هو الذهنية الأوروبية كنموذج صالح لبيان هذا التمايز بحسب فرضية تذهب الى تقرير ينفى وجود العقل فى نمط التفكير الأوروبى، فينفى بالتالى وجود العقلانية فيه ويثبّت وجود الذهنية. كذلك ضمن ذلك الجهد سأعمل على تمييز ثنائية اصطلاحية لم تفك بعد متشابكاتها فى مصطلح المعرفة ، أهو مقصور على ما يعرف بالإبستمولوجيا؟ أم يشمل المعرفة المشار إليها فى المصطلح ( نوليدج)(Knowlge) فى اللغة الإنجليزية؟ لذلك فقد ترددت أن أؤخر نشر هذه المساهمة النقدية الى ما بعد تقديم الدراسة. لكن مع تزايد وتيرة انتاج ذهنية الشيخ الدكتور و بالتالى تزايد أثرها فقد ارتأيت أنه من الأوفق أن أبدأ بعرض هذه المساهمة النقدية علها تساهم بجهد تنويرى يلجم هذا التسارع، ويساعد فى سبر غور ظاهرة اغتراب فكرى مما يساعد فى انجاز الدراسة الأصل استناداً على نموذج طبق الأصل لذهنية أوروبية عند الشيخ الدكتور حسن الترابى. 2
: أية تخريجات؟
حملت زيارة الشيخ الدكتور حسن الترابى للدوحة أخباراً عن ندوة ألقاها فى ملتقى (الجسرة) للفتيات، جاء منها خبر ملخص طالعته فى صحيفة الصحافة العدد 5253 الصادر يوم 26 محرم 1429 الموافق 2 فبراير 2008م قال فيه ( المرأة ليست ناقصة عقل ودين)، و ذلك ضمن مجموعة آراء أنزلها فى تلك الندوة.
وأبتدر حديثى حول هذا الفهم للشيخ الدكتور بموقفين أقول عن أولهما :
لا أظن أنه من الأوفق إجراء مناقشة فقهية، فهى ليست السبيل الأمثل لمجابهة مثل تخريجات الشيخ الدكتور، بل يفترض إجراء فحوصات أكثر جذرية تطال منهج و منطق أطروحاته ، حيث تزداد قناعتى بالتشبيه الذى سبق أن تقدمت به لكونه يفى ببيان غرابة تخريجات الشيخ تبعاً لغرابة المورد الذى ينهل منه، ألا وهو الذهنية الأوروبية بائنة الغرابة على المنهج و العقل الإسلامى.
ثانيهما أن الشيخ يضع احتمالا تصير بعده الاحتمالات التى تتبادر الى الذهن أن أطروحاته الفكرية مقابلة لحديث المصطفى ـ أصلى عليه وعلى آله الى أن أموت ، صلاة لا تنعد ولا تنهد ولا تنقض ــ الذى يقول فيه : ( النساء ناقصات عقل ودين). و يصل أمر جرأة الشيخ الدكتور الى محاولات لتصحيح المفاهيم الواردة فى الحديث. ذلك أن الشيخ لم يدفع بقول يرفض فيه ورود الحديث عن المصطفى ــ عليه وعلى آل بيته أفضل الصلاة وأتم التسليم ــ استناداً على ما تم التعارف إليه عند التعامل مع مثل هذه الحالات التى تتناقض فيها المفاهيم والأفكارمع صريح ما هو وارد من حديث، فيُدفع ويُقال بتضعيف الحديث. و بعدم ورود ذلك فى تصريحات الشيخ الدكتورفإنى أعوذ بالله من تعديد ما يمكن أن يستخرج منه من مفتريات أيسرها هو وقوع المصطفى ــ عليه وعلى آله أفضل و أزكى الصلاة وأتم و أوجب التسليم ـ فى أخطاء فكرية تنتظر الدكتور الشيخ حسن كى يصححها.
ولو كان للشيخ الدكتورأقل قدر من المعرفة خارج إطار الذهنية الأوروبية التى تتملكه، لاتهم نفسه التى بين جنبيه وحملها على درب معرفى متبصر على أنها لم ترتق فكرياً بما فيه الكفاية للإحاطة بحديث المصطفى ــ عليه وعلى آله أفضل و أزكى الصلاة و أتم و وجب التسليم ـ خاصة كلمتى (العقل ) و(الدين).
3/ تصحيحات للشيخ الدكتور
ولو عنّ لى أن أقرب المعنى الذى أقصده لصار حديثه ــ عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ــ يقرأ نفسه بصيغة تقول: (الأوروبيون ناقصو عقل ودين) فهم فى هذه الحالة مع النساء لم يبلغوا بعد مناط العقل السليم كما هو معنى ومقصود الحديث النبوى الشريف، حتى ليصير هذا الوصف يوحد ما بين النساء والأوروبيين من ناحية وقوعهما خارج نطاق العقل والدين إلا قليلا. فما هو العقل وما هو الدين؟.
وأبدأ باسمه جل وعلا و بالصلاة على نبيه وآل بيته بتعريف الدين، و أجمع وأفصح وأقوَم تعريف للدين هو الإسلام حسبما جاء فى التنزيل الحكيم ( إن الدين عند الله الإسلام). إذ أن نزول الإسلام على أولويته الصرفة هو نزول الدين الى أرض البلاغ، وهو نفسه نزول العلم كما فى قوله ــ جل وعلا ــ (إقرأ) ثم تعزيزه بقوله (إقرأ وربك الأكرم * الذى علم بالقلم * علم الآنسان ما لم يعلم) ثم ورود قوله (ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا واق). و على هذه الأرضية من الفهم فلا بد من إعادة تعريف العلم ومن ثم تعريف المعرفة، والتى هى ليست سوى نشاط انسانى فى حقيقته التجريبية، تقود الى التعلم عن طريق الخطأ والصواب. و المعرفة مترقية وفق هذا الفهم متصاعدة الى أعلى إذا اعتبر الإنسان بأخطائه فتبصرها ولم يكررها مرة أخرى حتى تصل المعرفة فى تعاليها وتصاعدها الى الحكمة التى من إمكاناتها طرح مشاريع حضارية على درجة عالية من الكفاءة و الصلاحية. أما على خلاف ذلك، فلا تنفك المعرفة عن أصولها الأصيلة فتظل ملتصقة بالتجربة الإنسانية كيفما كانت ، حتى نلاحظ هيئتها وشكلها السائل الذى يتشكل كيفما كان الإناء المجتمعى، فنقول بمعرفة متخلفة و معرفة بدائية أو معرفة طفولية أو معرفة معاصرة الخ الخ.
و قبل أن أدلف الى شرح مصطلح علم، فلكى أقارب الأطروحات المتشابهة لأجل مزيد من التفهيم أقوم بتقديم تعريف (الذهن والذهنية) كمصطلح بحسب أنه يتماشى ويتساير مع مصطلح (المعرفة) قبل مصطلح (العلم ) المتماشى المتساير مع مصطلح (عقل وعقلانية). فالذهن هو مكان التفكير و التفسير والتوضيح، ومن ثم التفكر فى المجردات من معان و دلالات مما هو متاح استخراجه عن طريق المعرفة الاستنباطية الحسية. لذلك فالذهن صديق ومصاحب دائم ورفيق بالبشر يتصاعد متى ما تصاعدت الرؤى والأفكار، ويتواضع حيثما تواضعت. لذلك فالذهن ذو حركة تصاعدية أو تنازلية تبعاً للتجريب وما يستخرج منه من معارف. لكنه فى الغالب مكان الإنطلاق الإنسانى التفكيرى بلا أية محددات أو كوابح للرؤى والأفكار كما هو حال سيدنا إبراهيم ــ عليه السلام ــ لما رأى القمر بازغاً ثم رأى الشمس بعد ذلك، فليس هنالك من كابح لذهنيته أن يرى فى أيهما إلهه، كما يرينا القرآن الكريم بوضوح، فنرى كيفية تحديد واتخاذ الآلهة تبعاً للخيارات الذهنية التصويرية. و الخيارت الإلهية هى فى واقع الأمر قمة من قمم الخيارات المعرفية البشرية لتحديد الأصول والمرتجعات البشرية، والتى هى فى غالب ذهنيتها يتخذ الإنسان بواستطها إلهه و يكون فى الغالب تبعاً لهواه.
وكل البشر بالطبع ذهنيون، ولهم الخيار أن يرتموا فى أحضان هذه الذهنية فيستأنسوا بها وينطلقوا فى حياتهم التجريبية كيفما شاءوا كحملان (الجروف) المتنطعة التى تسابق فراشات الحقل ظناً منها أنها نباتات متزاوغة منها تود الإمساك بها لأكلها. و كذلك الأوروبيون والنساء، فمكوث الأوروبى فى منطقة التجريبى هو مكوث اختيار. وذلك غير النساء اللائى جبلن بحكم تكوينهن الوظيفى الطبيعى أن يكون طابع رؤى وأفكارهن مرتبطا بالحيوى وبمدى سداد تجريبيته الحيوية تلك، وهذه مهمة فيها سماح جليل للنساء لا ترتقى فى الغالب الى درجته إلا قمم نسائية تعد بأصابع اليد الواحدة، رغماً عن ذلك فهن غير مؤاخذات إلهياً أوإن شئت فقل دينياً أو علمياً أو عقلياً مما نؤاخذ به نحن الرجال بالغى الخشونة، غير المترفق بذهنيتنا حتى نكون محاسبين فيها على مقدار فلق الشعرة من العقل، أى من تربيط هذه الذهنية و تكتيفها منعاً لها عن ورود حياض التهلكة من التأله والتنطع. لذلك فقد قال من لا ينطق عن الهوى ــ أصلى عليه وعلى آل بيته الى أن أموت، صلاة لا تنعد ولا تنهد ولا تنقض ــ (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وإن أعوج شئ فى هذا الضلع أعلاه) فاعوجاج هذا الضلع هو فى واقع الأمر انحراف عن السير الى اكتمال العقل، ألا وهو اكتمال ( التكتيف والتربيط ) مما لا يليق بجلال الأمومة المسقط عنها كل تساؤل واحتجاج حتى لتكاد تعبد ويسجد لها كما يسجد للإله وهيهات. فالمرأة هى منتهى أمرها أم ، وهى بصفتها تلك كعبة نطوف حولها وندلق عليها قدر غير قليل من التأليه، أما الرجل فلا نطوف أو نتدور حوله مكعب لا يمتلكه كما هى المرأة صاحبة البيت، ولا ندفع تجاهه بأى قدر من التقديس،لكن ينتهى أمره الى كتاب يطمح الى أن يكون مبيناً، فنقرأه ونتدبره تدبر التكتيف والتعقيل الصرف بلا أدنى شفقة أورحمة تجاه أية زوغانات عقلية أوتكتيفية.
بناء عليه، يصير تعريف العقل سهلاً ميسوراً متى ما رأينا كيفية تطابق معطياتنا مع خيارات المعطيات الأوروبية المصطلحية، فالمخ عندنا يقابل عندهم ال (BRAIN) وهو الجهاز الفيسيولوجى. كذلك عندنا مكان التفكير التجريبى المنطلق ألا وهو الذهن الذى يتوافق مع المصطلح ( MIND) الإنجليزى الأوروبى. ونتفرد نحن العرب تماماً بمصطلح العقل الذى لا يتطابق مع أى مصطلح أوروبى. إذ أن فعله يعتمد على تقييد وتكتيف انطلاقة الذهن الى مقود دينى /علمى إلهى حيث يقع الذهن فى ويتقيد بالخبر الآتى من أعلى الى أسفل. وذلك بداهة ما تعطيه مصطلحية العقل الذى هو القيد أو الرابط المكتِّف المقيِّد ــ بكسرة على الباء فى الرابط و التاء فى المكتف و الياء فى المقيّد ــ مع ذلك فليس هى حرية مطلقة للذهنية التجريبية النسائية، بل هى متقيدة و(معقولة) بعقال خفيف يسمح بمساحة أكبر للتحرك التجريبي، بحيث لا يتحرك فعل هذا العقال إلا ليحفظ النساء من الوقوع فى براثن تجريبية حيوانية كما هى المرأة الأوروبية فى تحررها من قيود الفطرة البشرية السوية الى سوائمية متنطعة.
و العلم كذلك هو مصطلح لما نعنى أنه يبلغ فى أمر صحته درجة اليقين، ويستند الى براهين غير ذات التباس مما هو موضوع بمعزل عن تجريبيتنا كعلوم الكيمياء و الفيزياء و البايولوجيا مثلاً، تلك التى لا تكتسب مشروعية وجودها بحكم أنها عمل ومعرفة بشرية، فهى كاملة الوجود بمعزل عنا ، علمنا بها أم لم نعلم. فهى فعل ناموسى لا نمتلك إزاءه سوى تلقي الأخبار أو التشرف للتعرف عليه من خلال ارتفاع قامتنا الى مقامه.
و شكلانية العلم فهى ليست كالماء المتكيف مع شكل الإناء كما هى المعرفة، بل هو متقولب ومتعال يصحح المعرفة ويحكمها و يقيدها الى قوانينه الكونية الناموسية. ومكانه بالطبع العقل فهو طبيقه المترفق به صحبة واستئناساً.
والعلم منه سهل ميسور و مبذول للمرأة منه ما للرجل من حقوق وواجبات نتلقاها ولو كانت فى الصين. لكن منه ما يقتضى قتل النفس من علوم لا تتحقق إلا بمجاهدة للنفس وقتلها أحياناً كثيرة. وتقع المرأة هنا خلف الرجل حتى تصير ضمن ولايته. فهى لا تتطوع فى العبادة إلا بإذنه وفى ذلك صيانة لما هو مأمول من تفعيل ذهنيتها التجريبية و منع تقييدها . فالنساء هنا وظيفياً مما هو من إحسان الحق ــ جل وعلا ــ وتلطفه أن صارت كاملة الذهنية ناقصة العقل والدين. و الأمر يحتاج للمزيد من تكثيف الطرح وتجويده ، وتجويد المناقشة والله ورسوله أعلم و إليهما رد الأمرإذا بلغ مرتبة التنازع. والله من وراء القصد وعليه التوكل، إنه نعم المولى ونعم النصير.
انتهى المقالو سأعود لأجلالمزيد من التوضيح ان شاء الله
وجاييك يا حسن، بس صبراً يبل الآبرى.
للجميع محبتى ومودتى.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

Re: عودة على وعد

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

عمر الأمين كتب:بسم الله
بل النساء ناقصات عقل ودين يادكتور حسن الترابي

1 /مدخل : اعتباران لابد من وضعهما فى الحسبان عند قراءة هذا التداخل مع طرائق تفكير الشيخ الدكتورحسن للترابى، أقدمهما كى أباعد بقدرالإمكان ما بينى وبين الاستهداف أو محاولات قتل الشخصية مما هو سائد من أساليب سياسية غير مقبولة عندى إطلاقاً فى مجال المجادلة بالفكر. فما يهمنى هو تبيين رؤاى بلا أى تلوين أو تذويق، واضعاً نصب عينيى مهمة ربط الفكر والمعرفة الفكرية ــ قدر الإمكان ــ بالعلم. وذلك بالطبع لا يتعدى مجال الفكر الى أية مجالات أخرى خاصة المجال الشخصى.
1/1 : الأعتبارالأول إن أخانا وشيخنا المرحوم بإذن الله الشيخ طه الشيخ الباقر قد سبق له الاحتجاج أبان دراسة سابقة أجريتها عن أفكار سبق أن أدلى بها الشيخ الدكتور حسن الترابى حول العودة العيسوية و إمامة المرأة، فكتبت عنها تحت عنوان (احتجاجات أهل العرفان على تخريجات الشيخ الدكتور)، منتقداً رؤاه ومشبهاً الشيخ الدكتور بصياد ماهر لطرائد خبيثة الطويّة كما هى الضباع المعطوبة التى لا تخرج إلا فى الظلام. وقد كان متوقعاً أن استمر بها لثلاث حلقات، لكن احتجاج المرحوم بإذنه تعالى الشيخ طه، على التشبيه الذى وصفه بفظاظة ذكر أنها ليست من صفات أهل العرفان، وقال بأنى لا أحتاجها خاصة إذا ما التزمت بالموضوعية، فقد قبلت حينها توجيهاته واعتذرت وأوقفت المواصلة فى الموضوع رغم أن المرحوم الشيخ طه لم يعترض على أفكارى و مبدأ طرحها للتداول، إنما فقط على ما يرى أنها فظاظة تكتنف طريقتى فى عرضها.
ورغم ذلك فما كنت أرى فى ذلك التشبيه أية فظاظة بقدر ما أرى فيه من مقاربة لكيفية التقاط الشيخ لشوارد يبطل أمامها دون ما أسباب مناهج التحقيق المتعارف عليها عند جماعة المسلمين حتى يبدو فى منهجه الكثير من المياه مما يجرى أسفله. إذ أن تلك الشوارد هى فى غالبها محل إجماع عليها من كافة الفرق والطوائف الإسلامية كعودة سيدنا عيسى الدنيوية، أو اتفاق أمة المسلمين على اختلاف فرقها وطوائفها على عدم جواز إمامة المرأة. وذلك إجماع على ثوابت من الكتاب والسنة بحسب وروده بحديث ثابت عن المصطفى ــ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ــ فى قوله: (لاتجتمع أمتى على ضلال).
1/2 : الاعتبار الثاني وما أقدمه هو فى واقع الحال مساهمة نقدية، معروف عندى شأن مواجهتها لإشكالية مصطلحات، خاصة فيما يختص بمصطلح ذهنية ومصطلح عقلانية. ولأنى على أبواب تقديم دراسة تعيد فحص ما تعارف علي تسميته بنظرية المعرفة فى راهننا، فإن العقل والذهن سيردان فيها فى شكل مصطلحى جديد وقديم فى آن واحد، أحاول جاهداً وصف مختلف تجلياته. لذلك فما هو مأمول أن يعاد تعريف هذين المصطلحين ويعاد كذلك فحص مجالات عملهما بحيث نرى تمايزاتهما بوضوح. وسيكون الوسط الذى ستجرى عليه هذه الدراسة هو الذهنية الأوروبية كنموذج صالح لبيان هذا التمايز بحسب فرضية تذهب الى تقرير ينفى وجود العقل فى نمط التفكير الأوروبى، فينفى بالتالى وجود العقلانية فيه ويثبّت وجود الذهنية. كذلك ضمن ذلك الجهد سأعمل على تمييز ثنائية اصطلاحية لم تفك بعد متشابكاتها فى مصطلح المعرفة ، أهو مقصور على ما يعرف بالإبستمولوجيا؟ أم يشمل المعرفة المشار إليها فى المصطلح ( نوليدج)(Knowlge) فى اللغة الإنجليزية؟ لذلك فقد ترددت أن أؤخر نشر هذه المساهمة النقدية الى ما بعد تقديم الدراسة. لكن مع تزايد وتيرة انتاج ذهنية الشيخ الدكتور و بالتالى تزايد أثرها فقد ارتأيت أنه من الأوفق أن أبدأ بعرض هذه المساهمة النقدية علها تساهم بجهد تنويرى يلجم هذا التسارع، ويساعد فى سبر غور ظاهرة اغتراب فكرى مما يساعد فى انجاز الدراسة الأصل استناداً على نموذج طبق الأصل لذهنية أوروبية عند الشيخ الدكتور حسن الترابى. 2
: أية تخريجات؟
حملت زيارة الشيخ الدكتور حسن الترابى للدوحة أخباراً عن ندوة ألقاها فى ملتقى (الجسرة) للفتيات، جاء منها خبر ملخص طالعته فى صحيفة الصحافة العدد 5253 الصادر يوم 26 محرم 1429 الموافق 2 فبراير 2008م قال فيه ( المرأة ليست ناقصة عقل ودين)، و ذلك ضمن مجموعة آراء أنزلها فى تلك الندوة.
وأبتدر حديثى حول هذا الفهم للشيخ الدكتور بموقفين أقول عن أولهما :
لا أظن أنه من الأوفق إجراء مناقشة فقهية، فهى ليست السبيل الأمثل لمجابهة مثل تخريجات الشيخ الدكتور، بل يفترض إجراء فحوصات أكثر جذرية تطال منهج و منطق أطروحاته ، حيث تزداد قناعتى بالتشبيه الذى سبق أن تقدمت به لكونه يفى ببيان غرابة تخريجات الشيخ تبعاً لغرابة المورد الذى ينهل منه، ألا وهو الذهنية الأوروبية بائنة الغرابة على المنهج و العقل الإسلامى.
ثانيهما أن الشيخ يضع احتمالا تصير بعده الاحتمالات التى تتبادر الى الذهن أن أطروحاته الفكرية مقابلة لحديث المصطفى ـ أصلى عليه وعلى آله الى أن أموت ، صلاة لا تنعد ولا تنهد ولا تنقض ــ الذى يقول فيه : ( النساء ناقصات عقل ودين). و يصل أمر جرأة الشيخ الدكتور الى محاولات لتصحيح المفاهيم الواردة فى الحديث. ذلك أن الشيخ لم يدفع بقول يرفض فيه ورود الحديث عن المصطفى ــ عليه وعلى آل بيته أفضل الصلاة وأتم التسليم ــ استناداً على ما تم التعارف إليه عند التعامل مع مثل هذه الحالات التى تتناقض فيها المفاهيم والأفكارمع صريح ما هو وارد من حديث، فيُدفع ويُقال بتضعيف الحديث. و بعدم ورود ذلك فى تصريحات الشيخ الدكتورفإنى أعوذ بالله من تعديد ما يمكن أن يستخرج منه من مفتريات أيسرها هو وقوع المصطفى ــ عليه وعلى آله أفضل و أزكى الصلاة وأتم و أوجب التسليم ـ فى أخطاء فكرية تنتظر الدكتور الشيخ حسن كى يصححها.
ولو كان للشيخ الدكتورأقل قدر من المعرفة خارج إطار الذهنية الأوروبية التى تتملكه، لاتهم نفسه التى بين جنبيه وحملها على درب معرفى متبصر على أنها لم ترتق فكرياً بما فيه الكفاية للإحاطة بحديث المصطفى ــ عليه وعلى آله أفضل و أزكى الصلاة و أتم و وجب التسليم ـ خاصة كلمتى (العقل ) و(الدين).
3/ تصحيحات للشيخ الدكتور
ولو عنّ لى أن أقرب المعنى الذى أقصده لصار حديثه ــ عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ــ يقرأ نفسه بصيغة تقول: (الأوروبيون ناقصو عقل ودين) فهم فى هذه الحالة مع النساء لم يبلغوا بعد مناط العقل السليم كما هو معنى ومقصود الحديث النبوى الشريف، حتى ليصير هذا الوصف يوحد ما بين النساء والأوروبيين من ناحية وقوعهما خارج نطاق العقل والدين إلا قليلا. فما هو العقل وما هو الدين؟.
وأبدأ باسمه جل وعلا و بالصلاة على نبيه وآل بيته بتعريف الدين، و أجمع وأفصح وأقوَم تعريف للدين هو الإسلام حسبما جاء فى التنزيل الحكيم ( إن الدين عند الله الإسلام). إذ أن نزول الإسلام على أولويته الصرفة هو نزول الدين الى أرض البلاغ، وهو نفسه نزول العلم كما فى قوله ــ جل وعلا ــ (إقرأ) ثم تعزيزه بقوله (إقرأ وربك الأكرم * الذى علم بالقلم * علم الآنسان ما لم يعلم) ثم ورود قوله (ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا واق). و على هذه الأرضية من الفهم فلا بد من إعادة تعريف العلم ومن ثم تعريف المعرفة، والتى هى ليست سوى نشاط انسانى فى حقيقته التجريبية، تقود الى التعلم عن طريق الخطأ والصواب. و المعرفة مترقية وفق هذا الفهم متصاعدة الى أعلى إذا اعتبر الإنسان بأخطائه فتبصرها ولم يكررها مرة أخرى حتى تصل المعرفة فى تعاليها وتصاعدها الى الحكمة التى من إمكاناتها طرح مشاريع حضارية على درجة عالية من الكفاءة و الصلاحية. أما على خلاف ذلك، فلا تنفك المعرفة عن أصولها الأصيلة فتظل ملتصقة بالتجربة الإنسانية كيفما كانت ، حتى نلاحظ هيئتها وشكلها السائل الذى يتشكل كيفما كان الإناء المجتمعى، فنقول بمعرفة متخلفة و معرفة بدائية أو معرفة طفولية أو معرفة معاصرة الخ الخ.
و قبل أن أدلف الى شرح مصطلح علم، فلكى أقارب الأطروحات المتشابهة لأجل مزيد من التفهيم أقوم بتقديم تعريف (الذهن والذهنية) كمصطلح بحسب أنه يتماشى ويتساير مع مصطلح (المعرفة) قبل مصطلح (العلم ) المتماشى المتساير مع مصطلح (عقل وعقلانية). فالذهن هو مكان التفكير و التفسير والتوضيح، ومن ثم التفكر فى المجردات من معان و دلالات مما هو متاح استخراجه عن طريق المعرفة الاستنباطية الحسية. لذلك فالذهن صديق ومصاحب دائم ورفيق بالبشر يتصاعد متى ما تصاعدت الرؤى والأفكار، ويتواضع حيثما تواضعت. لذلك فالذهن ذو حركة تصاعدية أو تنازلية تبعاً للتجريب وما يستخرج منه من معارف. لكنه فى الغالب مكان الإنطلاق الإنسانى التفكيرى بلا أية محددات أو كوابح للرؤى والأفكار كما هو حال سيدنا إبراهيم ــ عليه السلام ــ لما رأى القمر بازغاً ثم رأى الشمس بعد ذلك، فليس هنالك من كابح لذهنيته أن يرى فى أيهما إلهه، كما يرينا القرآن الكريم بوضوح، فنرى كيفية تحديد واتخاذ الآلهة تبعاً للخيارات الذهنية التصويرية. و الخيارت الإلهية هى فى واقع الأمر قمة من قمم الخيارات المعرفية البشرية لتحديد الأصول والمرتجعات البشرية، والتى هى فى غالب ذهنيتها يتخذ الإنسان بواستطها إلهه و يكون فى الغالب تبعاً لهواه.
وكل البشر بالطبع ذهنيون، ولهم الخيار أن يرتموا فى أحضان هذه الذهنية فيستأنسوا بها وينطلقوا فى حياتهم التجريبية كيفما شاءوا كحملان (الجروف) المتنطعة التى تسابق فراشات الحقل ظناً منها أنها نباتات متزاوغة منها تود الإمساك بها لأكلها. و كذلك الأوروبيون والنساء، فمكوث الأوروبى فى منطقة التجريبى هو مكوث اختيار. وذلك غير النساء اللائى جبلن بحكم تكوينهن الوظيفى الطبيعى أن يكون طابع رؤى وأفكارهن مرتبطا بالحيوى وبمدى سداد تجريبيته الحيوية تلك، وهذه مهمة فيها سماح جليل للنساء لا ترتقى فى الغالب الى درجته إلا قمم نسائية تعد بأصابع اليد الواحدة، رغماً عن ذلك فهن غير مؤاخذات إلهياً أوإن شئت فقل دينياً أو علمياً أو عقلياً مما نؤاخذ به نحن الرجال بالغى الخشونة، غير المترفق بذهنيتنا حتى نكون محاسبين فيها على مقدار فلق الشعرة من العقل، أى من تربيط هذه الذهنية و تكتيفها منعاً لها عن ورود حياض التهلكة من التأله والتنطع. لذلك فقد قال من لا ينطق عن الهوى ــ أصلى عليه وعلى آل بيته الى أن أموت، صلاة لا تنعد ولا تنهد ولا تنقض ــ (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وإن أعوج شئ فى هذا الضلع أعلاه) فاعوجاج هذا الضلع هو فى واقع الأمر انحراف عن السير الى اكتمال العقل، ألا وهو اكتمال ( التكتيف والتربيط ) مما لا يليق بجلال الأمومة المسقط عنها كل تساؤل واحتجاج حتى لتكاد تعبد ويسجد لها كما يسجد للإله وهيهات. فالمرأة هى منتهى أمرها أم ، وهى بصفتها تلك كعبة نطوف حولها وندلق عليها قدر غير قليل من التأليه، أما الرجل فلا نطوف أو نتدور حوله مكعب لا يمتلكه كما هى المرأة صاحبة البيت، ولا ندفع تجاهه بأى قدر من التقديس،لكن ينتهى أمره الى كتاب يطمح الى أن يكون مبيناً، فنقرأه ونتدبره تدبر التكتيف والتعقيل الصرف بلا أدنى شفقة أورحمة تجاه أية زوغانات عقلية أوتكتيفية.
بناء عليه، يصير تعريف العقل سهلاً ميسوراً متى ما رأينا كيفية تطابق معطياتنا مع خيارات المعطيات الأوروبية المصطلحية، فالمخ عندنا يقابل عندهم ال (BRAIN) وهو الجهاز الفيسيولوجى. كذلك عندنا مكان التفكير التجريبى المنطلق ألا وهو الذهن الذى يتوافق مع المصطلح ( MIND) الإنجليزى الأوروبى. ونتفرد نحن العرب تماماً بمصطلح العقل الذى لا يتطابق مع أى مصطلح أوروبى. إذ أن فعله يعتمد على تقييد وتكتيف انطلاقة الذهن الى مقود دينى /علمى إلهى حيث يقع الذهن فى ويتقيد بالخبر الآتى من أعلى الى أسفل. وذلك بداهة ما تعطيه مصطلحية العقل الذى هو القيد أو الرابط المكتِّف المقيِّد ــ بكسرة على الباء فى الرابط و التاء فى المكتف و الياء فى المقيّد ــ مع ذلك فليس هى حرية مطلقة للذهنية التجريبية النسائية، بل هى متقيدة و(معقولة) بعقال خفيف يسمح بمساحة أكبر للتحرك التجريبي، بحيث لا يتحرك فعل هذا العقال إلا ليحفظ النساء من الوقوع فى براثن تجريبية حيوانية كما هى المرأة الأوروبية فى تحررها من قيود الفطرة البشرية السوية الى سوائمية متنطعة.
و العلم كذلك هو مصطلح لما نعنى أنه يبلغ فى أمر صحته درجة اليقين، ويستند الى براهين غير ذات التباس مما هو موضوع بمعزل عن تجريبيتنا كعلوم الكيمياء و الفيزياء و البايولوجيا مثلاً، تلك التى لا تكتسب مشروعية وجودها بحكم أنها عمل ومعرفة بشرية، فهى كاملة الوجود بمعزل عنا ، علمنا بها أم لم نعلم. فهى فعل ناموسى لا نمتلك إزاءه سوى تلقي الأخبار أو التشرف للتعرف عليه من خلال ارتفاع قامتنا الى مقامه.
و شكلانية العلم فهى ليست كالماء المتكيف مع شكل الإناء كما هى المعرفة، بل هو متقولب ومتعال يصحح المعرفة ويحكمها و يقيدها الى قوانينه الكونية الناموسية. ومكانه بالطبع العقل فهو طبيقه المترفق به صحبة واستئناساً.
والعلم منه سهل ميسور و مبذول للمرأة منه ما للرجل من حقوق وواجبات نتلقاها ولو كانت فى الصين. لكن منه ما يقتضى قتل النفس من علوم لا تتحقق إلا بمجاهدة للنفس وقتلها أحياناً كثيرة. وتقع المرأة هنا خلف الرجل حتى تصير ضمن ولايته. فهى لا تتطوع فى العبادة إلا بإذنه وفى ذلك صيانة لما هو مأمول من تفعيل ذهنيتها التجريبية و منع تقييدها . فالنساء هنا وظيفياً مما هو من إحسان الحق ــ جل وعلا ــ وتلطفه أن صارت كاملة الذهنية ناقصة العقل والدين. و الأمر يحتاج للمزيد من تكثيف الطرح وتجويده ، وتجويد المناقشة والله ورسوله أعلم و إليهما رد الأمرإذا بلغ مرتبة التنازع. والله من وراء القصد وعليه التوكل، إنه نعم المولى ونعم النصير.
انتهى المقالو سأعود لأجلالمزيد من التوضيح ان شاء الله
وجاييك يا حسن، بس صبراً يبل الآبرى.
للجميع محبتى ومودتى.




الدكتور / عمر الأمين تحية طيبة ،
قد لا نتفق مع الدكتور الترابي في الأصول أو في الفروع أو في مسلك حربائية السياسة والتديُن ، ولكني بقراءة ما تفضلت بكتابته سيدي الدكتور عُمر ، فقد أقمتَ أنتَ للمرأة صليباً ، وربطتها عليه ، وأطلقت الرُصاص واللعنات عليها وأنت تتخير راجمات المحبة لغة ...

وسنعود إن نزعنا أنفسنا من طين الواقع .


الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

ان اكثر ما يخفف من وقع هدا الصلب اخى الشقلينى هو ان هده المراة ليست موجودة. لا هي ولا الواقع ولا الفكر المتشابكان معها. المراة الموضوع . المراة الموضوع الساكن الدى يتجادل حوله الفحول.سواء اعطوه 10 من 10 او صفر من10, انقرضت كديناصور
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مرحبا

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

مرحباً بالأخ الشقلينى بعد غيبة طويلة عن سوح الجمالية الذى كان سيداً وحصوراً فيه
وقد تواصينا على عدم التنابذ بالألقاب، فما الذى جد حتى تفسخ عقد التواصى،
أرجو العودة الى صريح ومباشر ما بيننا دون أى تلوين يا شقلينى
أما قضية الصلب التى ذكرتها فهى احتجاج لا يليق بك أن ترسله هكذا لوحده. فهو فى هذا الحالة يتم التعامل معه كبكائية لا أكثر ولا أقل.
ولو كنت أشاركك الرأى أن فى أطروحتى صلب للنساء لكانت هذه البكائية مدعاة للقبول لما هو معترف به مما تراه انت جريرة وربما لا أراه كذلك بالفهم السلفى للعدل الإلهى. لكن هذا لا يحدث إلا فى الأذهان السلفية بمفهوم السلفية السلبى المعاصر الذى يذعن للإرادة دونما منطق. فما أراه أننى أخالف المنهج السلفى وانحو ناحية تأسيس خطاب يقوم على الدفع بمعقولية الأسباب، حيث العدل ليست قضية ذاتية، بل هى من صلب الحق المطلق. لذلك فما أراه حقاً هو أننى أحرر النساء والرجال كليهما معاً من صليب الحيوانية.
بناء عليه فإنه يتوجب عليك بالتالى أن تشمر عن ساعد الجد وتترك النواح وتقبض على متلبساً بجريرة الصلب بالوقائع المنشورة وهاهى دونك.

هل تتذكر بيتاً من الشعر الجاهلى وأظنه لطرفة يقول فيه:

كـأنها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض وأما جلدها فصليب

يا فاضل: النساء العارفات بنقص عقلهن ودينهن لم ينقرضن، لأنهن قليلات أصلاً يشح بهن الزمان. وما يأتى منهن فقد أصبح مجرد وعد يأتى ضمن الخبر اليقين. فاهنأوا بنساء الحداثة المنطلقات خارج منظومة التدين وخارج تكبيل الذهن وتربيطه وعقله.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



في الرد على المرأة ناقصة عقل ودين


لست أدري من أين أبدأ . بسم الله نبدأ ، علنا نُزيل غمامة غبار سوداء ، رأى فيها الدكتور عمر الأمين أننا أغلظنا القول ونقضنا عهدنا معه ، وأنا أعد ألا أكون إلا بجانب التأدب وحُسن معاملة شركائنا في نهضة الوعي إن كان هذا هو الهم المشترك الذي يجمع كل من جعلوا مما تيسر من أمر الكتابة في ورق السماء مساهمة في تطويرنا وتوسيع دائرة الوعي بالعام وبالخاص .
ومن هنا نعتذر للدكتور أننا ربما أغلظنا في الحُكم القاسي على ما تفضل به من رؤى ، وهذا لا ينفي أنا قصدنا الفكرة وليس صاحبها ، فمقولة : ( المرأة ناقصة عقل ودين ) مثلها مثل مقولات كثيرة ثبتت أمراً حسمه الزمان والمكان بل أن التاريخ قد اهتزت أركانه منذ زمان سحيق وكانت المقولات التي تنال من المرأة جسداً وروحاً ، كُنا نرى أن الكون و مسيرته قد حجبت مثل تلك الرؤى ، ولسنا هنا بصدد المناظرة التي نراها تقع خارج التاريخ .
فلسنا من المشككين في أصل الأحاديث ، لنأتي بالردود المناسبة من أمثال :
( خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء )أو نذكر الصحابية التي كانت تُقاتل مُدافعة عن رسول الله في " أُحد" ، ولكنا نتعجب من أن رؤى بمثل تلك القسوة الظاهرة والباطنة تأخذ طريقها ببنان مُخضب بالكتابة ويستند إلى العلم والمعرفة ، وهو يتطلع لتأسيس المعرفة العلمية على رؤى غير ما أراد السياسيون والفلاسفة أن ينسبوا رؤاهم للعلم .
أعرف أنني تفاجأت كثيراً وأنا اقرأ ما تفضل به الدكتور عمر الأمين ، وكنتُ أحاول أن أجد العذر فزلة البنان وزلة القلم أمر قريب من السهل تصحيحه .
لن نقول الكثير في الأمر ، والحديث عن نقض الفكرة أقل كثيراً مما في طموحنا ، وكنا في السبعينات أيام الشباب ناسف لانخفاض الحوار ليس من لغته ، بل ومن الحصيلة المعرفية .
ومن هنا فلست بصدد الحوار بشأن النص : (المرأة ناقصة عقل ودين ) . لأني لستُ بصدد تخفيض مكونات الحوار وتفكيكه لعناصر كنتُ أحسب أن الدنيا بتطور ساكنيها قد مشوا بخطوات غليظة على مثل تلك الرؤى .
عذراً سيدي الدكتور ، كل ما أستطيع قوله الآن :
( إن لتعقيد حياة الأنثى في مجتمعاتنا والظلم الكبير الذي لحق ولم يزل يلحق بها في كل منعطف من منعطفات الحياة هو حافز للنظر بعمق في ذلك الجرح المفتوح على تراث مجتمعنا وآلامه التي لم تلق ما يستحق من الهمة للعمل الجاد لتغييره.)

أيصلح هذا النص الديني أن يصف خطو الأنثى بالكتف مع الرجل ؟ :

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35

والشكر لك سيدي الدكتور عمر الأمين من قبل ومن بعد ، ولكل القراء . والقول الفصل فيه موقف لا يقبل الالتفاف عليه .

أخوك عبد الله الشقليني


آخر تعديل بواسطة عبد الله الشقليني في الأربعاء يونيو 10, 2009 5:23 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

لم أستطع تعديل الخطأ الإملائي ,هنا النص :
عبد الله الشقليني كتب:

في الرد على المرأة ناقصة عقل ودين


لست أدري من أين أبدأ . بسم الله نبدأ ، علنا نُزيل غمامة غبار سوداء ، رأى فيها الدكتور عمر الأمين أننا أغلظنا القول ونقضنا عهدنا معه ، وأنا أعد ألا أكون إلا بجانب التأدب وحُسن معاملة شركائنا في نهضة الوعي إن كان هذا هو الهم المشترك الذي يجمع كل من جعلوا مما تيسر من أمر الكتابة في ورق السماء مساهمة في تطويرنا وتوسيع دائرة الوعي بالعام وبالخاص .
ومن هنا نعتذر للدكتور أننا ربما أغلظنا في الحُكم القاسي على ما تفضل به من رؤى ، وهذا لا ينفي أنا قصدنا الفكرة وليس صاحبها ، فمقولة : ( المرأة ناقصة عقل ودين ) مثلها مثل مقولات كثيرة ثبتت أمراً حسمه الزمان والمكان بل أن التاريخ قد اهتزت أركانه منذ زمان سحيق وكانت المقولات التي تنال من المرأة جسداً وروحاً ، كُنا نرى أن الكون و مسيرته قد حجبت مثل تلك الرؤى ، ولسنا هنا بصدد المناظرة التي نراها تقع خارج التاريخ .
فلسنا من المشككين في أصل الأحاديث ، لنأتي بالردود المناسبة من أمثال :
( خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء )أو نذكر الصحابية التي كانت تُقاتل مُدافعة عن رسول الله في " أُحد" ، ولكنا نتعجب من أن رؤى بمثل تلك القسوة الظاهرة والباطنة تأخذ طريقها ببنان مُخضب بالكتابة ويستند إلى العلم والمعرفة ، وهو يتطلع لتأسيس المعرفة العلمية على رؤى غير ما أراد السياسيون والفلاسفة أن ينسبوا رؤاهم للعلم .
أعرف أنني تفاجأت كثيراً وأنا اقرأ ما تفضل به الدكتور عمر الأمين ، وكنتُ أحاول أن أجد العذر فزلة البنان وزلة القلم أمر قريب من السهل تصحيحه .
لن نقول الكثير في الأمر ، والحديث عن نقض الفكرة أقل كثيراً مما في طموحنا ، وكنا في السبعينات أيام الشباب ناسف لانخفاض الحوار ليس من لغته ، بل ومن الحصيلة المعرفية .
ومن هنا فلست بصدد الحوار بشأن النص : (المرأة ناقصة عقل ودين ) . لأني لستُ بصدد تخفيض مكونات الحوار وتفكيكه لعناصر كنتُ أحسب أن الدنيا بتطور ساكنيها قد مشوا بخطوات غليظة على مثل تلك الرؤى .
عذراً سيدي الدكتور ، كل ما أستطيع قوله الآن :
( إن لتعقيد حياة الأنثى في مجتمعاتنا والظلم الكبير الذي لحق ولم يزل يلحق بها في كل منعطف من منعطفات الحياة هو حافز للنظر بعمق في ذلك الجرح المفتوح على تراث مجتمعنا وآلامه التي لم تلق ما يستحق من الهمة للعمل الجاد لتغييره.)

أيصلح هذا النص الديني أن يصف خطو الأنثى بالكتف مع الرجل ؟ :

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35

والشكر لك سيدي الدكتور عمر الأمين من قبل ومن بعد ، ولكل القراء . والقول الفصل فيه موقف لا يقبل الالتفاف عليه .

أخوك عبد الله الشقليني


آخر تعديل بواسطة عبد الله الشقليني في الأربعاء يونيو 10, 2009 5:24 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة لما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى شقلينى:
لقد قلت فى جزء من اعتذاريتك:
( إن لتعقيد حياة الأنثى في مجتمعاتنا والظلم الكبير الذي لحق ولم يزل يلحق بها في كل منعطف من منعطفات الحياة هو حافز للنظر بعمق في ذلك الجرح المفتوح على تراث مجتمعنا وآلامه التي لم تلق ما يستحق من الهمة للعمل الجاد لتغييره ) أهـ
ولست فى مكان يمكننى من فحص ( ظلم المجتمع ) كى أقرر أنه ظلم مخصص للنساء لوحدهن أم أنه ظلم لضلعى المجتمع نساء ورجال لا يقوم به المجتمع استناداً الى جذوره الثقافية، بل ينهض كنتيجة لاستسلام المجتمع مع سارقين تاريخيين لمقدرات فعالياته، خصوصاً فى دائرة تكوين النخب التاريخية. وهذه تشكل واحدة من اشكالات حالة الإنتقال غير السلسة من البداوة الى انحرافات عتيقة فى شروط التمدين.
ودى فولة دايرا ليها مكاييل تانية ستنحرف بباب نقد الجمالية الأصلو تعبان من تداخلات فعاليات التمرد التاريخى العتيق على الثقافة.
لكن هذا لا يمنع من تفكيك مقولة الظلم الذى تعانى منه جنس النساء مما ذكرته أعلاه مقروءاً مع ترتيبات أطروحة العقل والدين. فمجبورة خادم الفكى على الصلاة
وكأنك تقول أن نقص العقل الذى أقول به يعنى لك أن النساء لا يفكرّن أى يتصرفن دون تفكير، وهو يعنى كذلك أنهن لا شأن لهن فى الحكمة والمعرفة. وهذه قراءة خارج النص لا تلتزم بأى قدر من احترام للأطروحة بالوقوع فى ما حذرت منه خاصة ضعف ترجمة مصطلح العقل التى تمثل فى حقيقتها مصطلح الذهن الموجود لوحده فى بنية الذهن الأوروبى حيث أوضحت كيفية افتقادهم للعقل إصطلاحاً و معنى بجهد تفكيكى لغوى لا يمكن تجاهله والقفز من فوقه كى نقرر أن مقولة نقص العقل عند النساء والأوروبيين ـ مع فارق مسببات الحالتين ـ هو ظلم وصلب للنساء. وربما هو عندك صلب للأوروبيين أيضاً.
وهذه حالة شجب غير نقدية لا نرضاها فى حق مفكر فى قامتك، كنا نرجو منه تفنيداً لمقومات الأطروحة بدلاً من ارتكاب المواقف (العقيدية) غير القابلة للتفكيك المفاهيمى.
والزعل فى الفكر ممنوع ومرفوع كما فى قولك : (ولكنا نتعجب من أن رؤى بمثل تلك القسوة الظاهرة والباطنة تأخذ طريقها ببنان مُخضب بالكتابة ويستند إلى العلم والمعرفة ، وهو يتطلع لتأثيث المعرفة العلمية على رؤى غير ما أراد السياسيون والفلاسفة أن ينسبوا رؤاهم للعلم.) خاصة إذا كان الزعل من وجود الفكرة الواضحة الأركان البتحتاج للتقليب الفكرى.
وأتفق معك أن الفكرة فى أصلها بائنة الغرابة. أنا والله زاتى لما أقراها مرات مرات تبدو لى غرابتها ـ الماحقتى ـ حتى أقول : يا سبحان الله كم نحن جهلاء، وكم هو قليل ما أوتينا من علم.
العقل يا أخى الشقلينى لا يعنى نقصه أى قدر من نقصان الملاحظة أو الإستنباط أو تقليب الفكرة فى ذاكرة العارف، أو شحذ الذهن لحل المعضلات الحيوية المتشابكة أو حتى تراكم الحكمة أو اتخاذ صفة الفيلسوف. فهذا كله مبذول فى خانة مكفولة للإنسان لتدبير شئون حياته وهذا ما سميته بالمعرفة الذهنية، وأرجو مخلصاً منك مراجعته وسبر أغواره. لكن فلا بد لهذا الذهن أن يتوقف عند الإجابة على أسئلة الوجود الكبرى وملحقاتها، خاصة هضم ما فى حالة الموت من أفول للحياة.
وهذه تقتضى حالة اتصال خاصة بالناموس يطلب فيها من الذهن التأدب والكف عن التفكير والإستسلام حتى يؤخذ بمقود المتفكر الى خارج ذاته حتى ينظر إليها كما ينظر لأى ظاهرة كوجود خارجي غيرى أى بصورة قد لا تعنيه فى نفسه أو فى ذاته بل تعنيه فى مطلق وجوده خارج هذه النفس. وديدن هؤلاء قول سيدى الشيخ ابن عطاء الله السكندرى الشهير : ( أحسن التدبير هو أن تحسن تدبير أن لا تدبر فى الأمر شيئاً ) أى تعيش مستسلماً للمشيئة وتبطل الفرفرة الما جايبا حقها دى. و أول التدبير هو تربيط وتكتيف وزجر الذهن كى يخرج العقل بسلام. وهو لا يخرج إزاء أى حالة اهتزازات أو توترات ذهنية، بل فى سكوت وخفوت ذهنى تام، وخلوة من النفس حتى ليصير السمع والبصر ليس كما هو سمعنا وبصرنا الذى نتعود على إجالتهما، بل يصيران حاستان مختلفتين تماماً. يبدآن من دحول حضرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وينتهيان الى حضرة الأنس العظيم وذلك فى بدايات مراحل الإنتظام لدخول الحضرة المحمدية العظمى، حضرة كمال العلم وكمال العقل.
والنساء غير مطالبات بالتكتيف والتربيط والتعقيل، بل هن مترفقات بهن يدخلن هذه الحضرة بما هو أهون وأسهل من ذلك، فقط أن يقصرن كيدهن بالطاعة وعدم المشاققة، وفقط بتأديب النفس الأمارة بالسوء أكثر من قتلها. ومن ثم فالنساء جاهزات لكى يكن معبودات المجتمع برجاله وشبابه وأطفاله.
لذلك فعبارة نقص العقل هى عبارة دقيقة المعنى وناجزة لا نتوصل إليها بالتعاطف والإنحياز العاطفى بل بنصب الموازين العلمية الدقيقة التى تكيل بالقسط والعدل.
ما هو نقص الدين.
وقبل أن أدلف على هذه النقطة فحالة من العجب تعترينى إذا عانى أهل الحداثة من اتهام فى هذا الجانب من المقولة. فنساء الحداثة فى أصلهن متمردات على الدين ودرجة عدم قبول بصريح النص القرآنى. قال حسن موسى: (غايتو يا زول أنحنا الرجال خلينا لكن في المنبر دا في نسوان (ناقصات دين) كان مرقن عليك بعقولهن( الله لا حضّرنا). و الله يطلعن دينك ضحى) وفى هذا اعتراف صريح بنقصان الدين.
الدين هو حال الكائن الإنسان الحى الذى يقوم على اعتراف انه لا يملك من حياته شيئاً أكثر من كونها (دين) عليه ممن يمتلك ناصيته حياةً وموتاً. لذلك نجد أن إحدى تسميات الإله واهب هذه الحياة اسم (الديّان):
قال الشاعر أحمد شوقى مخاطباً النيل:
دين الأوائل فيك دين مروءة لم لا يؤله من يقوت ويرزق
لو أن مخلوقاً يؤله لم تكن لسواك مرتبة الأوهة تخلق
دانوا ببحر بالمكارم ذاخر عذب المشارق مده لا يلحق
لذلك فعلاقة المدين بالديان هى علاقة العبد بسيدة. لذلك سميت ممارسة الدين بالعبادة أو التعبد، أو ممارسة حقوق الربوبية على العبد.
وقد تطور الدين فى سيرورته التاريخية من عبادة الأشياء والكائنات الحية، الى عبادة الذات المتعالية على التاريخ وعلى الطبيعة، أى على الزمان والمكان، فسادت عبادات التوحيد الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام. وهذه هى الأديان الثلاثة ذات الأصول الإبراهيمية تستند الى الإسلام فى معناه النهائى اى السلام مع النفس ومع العوالم الطبيعية والمجتمعية نزولاً الى مقام الفطرة البشرية السليمة من الحق والخير والجمال.
والجنان جنتان، جنة دنوية للأفعال الحسية تتحق بالسلام المجتمعى، أى بملء الأرض عدلاُ بعد أن ملئت جوراً. وجنة أخروية حيث البعث والنشور. وكلاهما صورتان لا نعقلهما و تنوء تصوراتنا لهما بطفولية مضحكة.
والتدين هو أن تحمل على عاتقك انجاز مهام تكليف إلهى فى طريق تحقيق الجنتين، وهى مهمة لا تشديد على النساء فى حرفية الإلتزام بها بحسب مسئولية تكفى النساء شر ( المجاهدة) بالسيف أو حتى تخفيف الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس لصالح حملها هموم استمرار النوع البشرى بما تبذله من أمومة. لذلك فمبرر نقص تدينهما الغير مقبول من الرجال مهما كانت المبررات.
قالت سيدتنا أم المؤمنين (أم سلمة) مخاطبة سيدتنا عائشة: عليهن رضوان الله وسلامه ومعترضة خروجها على أمير المؤمنين سدينا على عليه السلام فى واقعة حرب الجمل الشهيرة : ( واعلمى أن عمود الدين لا يقوّم بالنساء وإن كبر اعوجاجه) حتى قالت : ( جهاد النساء ليس بالخروج وشهر السيوف، إنما جهادهن لملمة الأطراف واسدال الذيول) أو كما قالت رضى الله عنها. راجع ابن عبد ربه الأندلسى ، العقد الفريد، الجزء الخامس.
والخصوصية النسائية تبدو فى كل المناشط التى تمارسها المرأة مقارنة ببمارسة الرجل لنفس المناشط كما فى الرياضة مثلاُ. ولو أردت تعضيد ذلك لأوافيك بكيفية استوصاء الرياضيين خيراً بالنساء وأريك إياه مدعوماً بالشواهد والحقائق. وبالمناسبة كاتب هذه السطور عمل مدرباً للفريق القومى النسائى السودانى للكرة الطائرة العام 1984م. وقام فى العام 1986م بالمشاركة فى تدريس كورس تأهيل المعلمين والمعلمات فى ولاية كردفان فى حاضرتها الأبيض كى يعملن مدربات مدرسيات للعبة الكرة الطائرة فى المدارس المتوسطة والثانوية ضمن خطة الولاية. وأستطيع فى هذا الشأن أن أجهز على قول كل خطيب لا يؤمن بنظرية الإستوصاء بالنساء خيراً من الواقع الحياتى العملى.
أخيراً أحب أن اوضح أننى مبسوط 24 قيراط من مداخلتك. وهى بالغة من التأدب أجمله. لكنى عاتب فقط على التنابذ بالألقاب. لذلك أرجو أن تخاطبنى بأخى عمر لا بأى لقب آخر، وحتى إذا عن لك أن تستعمل ألقاباً فأن لقبى الذى أحاطنى به أهلك السادة الصادقاب هو أكثرها قبولاً عندى، وأجمل من لفظة الشيخ أن يقال لى يا (فقير)، فتخير ما أحب من الألقاب جزاك الله خيراً وفقهك فى الدين وعلمك التأويل.
انت عملت العليك أين هن الزميلات؟ عوووووووووووووووك
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

https://sudanray.com/Forums/showthread.php?p=15593#post15593
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

عدّل المداخلة يل شقلينى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

أخى الشقلينى
لا أظن أن البقر تشابه عليك لدرجة لا تجعلك تفرق بين خيط الجمالية و خيط (ماذا نفعل مع المسلمين مـ...... ) فما يحمله الرابط أعلاه عن المصريين أحسبه رد على مقولتى بخيط ( ماذا نفعل ) التى تقول بوحدة تاريخية بين (المصريين و النوبة والأقباط وبنى اسرائيل والبجا السودانيين والعرب).
لا أستطيع بالطبع اقحام هذا الموضوع مع أطروحات الجمالية, لكنى آمل منك تعديله أى سحبه من هنا وتثبيته هنالك حتى استطيع أن أدلى فيه بدلوى، ولك كل شكرى وتقديرى على مداومة التداخل المثرى للحوار.
للجميع حبى واقديرى
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة لما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

بعد البسملة والسلام الكتير
والشوق لى زيارة البشير

وما زلت عند موقف التبيين لنقص العقل والدين عند النساء. وهو نقص لا ينقص بالضرورة مقدّراتهن التفكيرية لكنه، ويا للعجب، يزيدها بعدم (تكتيف) الذهن أى منعه أو تقييده. قال المصطفى لإعرابى وهو يتحدث له حول ناقته: ( أعقلها وتوكل) وبهذا المعنى الواضح، تصير معنى الكلمة (أعقلها) لا تعنى بأى حال من الأحوال إعمال لأية آلية بل تبطيل لهذا الإعمال وتوقيف له.
وقد وقع مفكرو ما بعد دولة الحداثة، أى الذين نالوا تأهيلهم الأكاديمى فى المدرسة الغردونية، وهم كل طلاب المدارس الحديثة فى السودان منذ مطلع العام 1905 م، وقعوا فى إشكال فى ترجمة خطأ تخلط ما بين العقل والذهن. فانطمس المفهوم العربى الصحيح تحت ركام هذه الأخطاء الترجمية، ثم ما طفق القوم يبنون مفاهيمهم على هذه المصطلح الخاطى الذى لا يقوى على الوقوف أما أقل جهد تفكيكى لغوى صحيح.
والحال هذه فلا بد من انطمار معانى القرآن الكريم والحديث النبوى الشريف ومعهما كل ما صاغته اللغة العربية فى مجمل تاريخها الثقافى الباهر، تحت هذا الركام من سوء التراجم حتى يصبح نقص العقل يعنى نقص المقدرة على إجراء التفكير بدءً من الإستقراء والإستنباط والقياس واجراء المقارنات الذهنية ، الى سبك المفاهيم والنظريات.
فى حين أن كل ذلك مكفول للنساء مقروءاً مع حسن التجريب الذى يستفاد منه بتكراره مع تحاشى تكرار التجريب الخطأ وهو موقف يقع فى قمة فى التفكير الذهنى الإنسانى ويسميه البعض بالفلسفة وتعنى حب الحكمة. وهذا كله مبذول للمرأة تعب منه ما تشاء وتتمثله دون أى نقص أو دفع بعدم الكفاءة.
والمرأة هى فى نهاية أمرها كما أسلفت الذكر هى أم. والأم فوق الوزن والتقييم والمقارنة. فهى معبودة كيفما تكون، وشكلما تكون. والحق يقال ـ يا أخ حسن ـ فتلك الصورة هى ما فقع مرارتنا وجعلتنا مطأطئى الرؤوس أمام أمهاتنا لا نكاد نستطيع أن ننظر الى وجوههن، هى صورة (أصل العالم) التى أبتذلت فيه الأمومة المقدسة المعبودة وتم حشرها ـ بلا خجلة ـ فى ألة الجنس. وهى صورة لا تنسب تأدباً الى الأمومة بل ننزها عنها، ثم ننتسب اليها نحن مقطوعى الطارى دون أن نكون مطالبين بأن ننظر إليه. سُئل الشيخ فرح ودتكتوك عن أصله فقال:
أصلى منى
مزروعة فى مكاناً شنى
كان ما حكم ربى الغنى
شيتاً عفن ما بدنى
وقال أحد العارفين عن أصله حديثاً نسيت نصه لكنه أشبه ما يكون بالآتى:
أنا نطفة مذرة
أصير الى جثة قذرة
وبين هذا وذاك أحمل العذرة
المهم فى الأمر، فإن أى أنثى هى فى نهاية أمرها مشروع أم، وهى بهذا مشروع آلهة تعبد، وكعبة مقدسة نطوف حولها. فالمعبود يكون مطلوق الصراح ولا يتم تقييده بأى قيد كان، والعقل قيد غليظ.
فما رأيكم دام سعدكم؟ للجميع حبى وتقديرى
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة ما مضى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

بسم الله نواصل من حيث كان وقوفنا الأول قبل الدخول فى شرح كمال ذهنوية النساء الذى يستدعى نقصان العقل.
وقد يسيئ الى النساء ـ حسب مفهومى الخاص ـ ربطهن بنقصان ذهن الأوروبيين نساء ورجال. إذ أن ذلك لا يشابه النقصان النسائى عند نسائنا لأنه نقصان فى مكان وزيادة فى مكان آخر لأغراض وظيفية بحتة. أما عند الأوروبى فهو نقصان ناتج عن اختلال وظيفى نسائى ورجالى أوروبى كبير وذلك نتيجة لخلو المكون الثقافى فى المجتمع الأوروبى من كافة موجباته خلواً كاملاً مسلماً لا شية فيه. فالثقافى قد عاش ضائعاً فى أوروبا قبل أثينا وروما، ثم (راح) وتم فقدانه تماماُ منذ عصور الظلام، فعاشت أوروبا نهضتها على استعمار واستحمار واستعباد بقية العالم فكانت نهضتها نهضة يمكن قبول تشييدها على أى أساس إلا على أسس انسانية كان وما يزال يفتقدها المحتمع الأوروبى تماماً.

عودة الى ذهنية مجيهة ومخالفة لذهنية التنطع الطفولى الأوروبى:

قلنا أن الذهن يعمل ـ بحسب ارتهانه على مقاربات فى غالبها ذاكروية ـ فى ماضوية ممعنة فى ماضويتها. ذلك أن أى إعمال الفكرلا يوقف زمن الفعل المراد تفحصه. وعند اكتمال صورة الفكرة فى الذهن يكون الفعل قد انسحب فعلاً وصار فعل ماضى.
عليه: تعمل إذهاتننا فى ماضوية تفكيرية قد نستشرف بها مقاربات يمكنها أن تصير تنبؤات أو قل مقترحات للحاضر والمستقبل كليهما معاً.
لذلك فتحديد نطاق العمل الذهنوى ربما يعيننا على فعل مضارعة الفكرة للحاضر. وهو شأن ينفيها كفكرة ويصيرها (حال) فى الآن أو نبوءة فى المستقبل. معاى
الموضوع داير ليهو مباصرا..... عشان كدى بنمشى فيهو بشيش بشيش.
سأعود غذاً ان شاء الله
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة لما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


بسم الله،
واتمها بالله،
فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأصلى من الصلاة أفضلها وأكملها ومن التسليم أوجبه وأتمه على حبيب الله،
وعلى آل بيته أهل العزم الحزم و النهى والجاه،
وبعد:
قضيت عشرة أيام و أنا غير قادر على الدخول لتنفيذ وعد قطعته بمعاودة الموضوع فى تالى أيام آخر رسالة أرسلتها وهو يوم 8 من هذا الشهر. وقد كان سبب التأخير أنه قد ضرب جهازى (هكر) إحتار من (تحكره) فى قلب جهازى المسكين خبراء الرقميات هنا. وقد قال لى أحد هؤلاء ، وهو من الإخوة السودانيين : " غيّر رقم اشتراكك فى (الميديا كوم) " وهى الشركة صاحبة (السيرفر) الذى يمكننا من الدخول للإنترنت. وقد استسلم جهازى للحكم بالإعدام ربما كعلامة احتجاج على (ملاوة ومعافرة) الأخ خبير الرقميات لهذا الهكر الذى قال عنه: " والله زى دا أنا ما شفتو؟ يبدو أنه صنع خصيصاً"
والآن هذا جهاز جديد وصلنى كهدية من أحد الإخوة الكرام كتضامن ضد ما لحق بجهازى.
ما علينا... نواصل:
توقفنا عند حدود يمكن بعدها تبيين الحقيقة التالية: الجمالية الذهنية ـ بحكم سيادة الذاكرة التصويرية ـ يمكن إجمالها فى وصف الجمالية البصرية. وذلك لأنها أحسن ما يمكن مقابلة الوصف الذى لا بد لنا من إنزاله لوصف الجمالية العقلية بالجمالية البصيروية.
والبصر هنا فى هذا التعريف أعلاه ينبغى أخذه كممثل لبقية الحواس الخمس.وذلك نفسه شأن البصيرة التى ربما تكون بصيرة سماعية أو ربما هى بصبرة من يرى فيتبصر.
ويجول بالخاطر مؤلف قيم أهدانى إياه الأستاذ الإذاعى المعروف صلاح الدين الفاضل ضمن فصل كان يدرسنا فيه جماليات السمع. عنوان ذلك الكتاب القيم (الرؤية بالأذن). وقد استعمت لتمثيل ذلك السفر الهام فى أستديو صوتى أداره الكاتب وهو مطفأ الأنوار لأجل جلاء السمع دون تشويش. وكانت بالنسبة لى تجربة ظاهرة الإدهاش، سمّاها الأخ الشاعر المفوه الأخ الأستاذ قاسم أبوزيد الذى كان زميلاً ضمن ذلك الفصل: "رسم صوتى للجغرافيا فى الدراما الإذاعية" (إقرأ السماعية).
فإذا ما كانت بداهة هذه الجمالية البصرية لا تنفك ترتبط بالذاكرة البصرية، فهى كما هى وسيلة العمل الذهنوى (جمالية قياس) على أبعاد الذاكرة الجمالية ، أو إن شئت فقل: الخبرة المتراكمة من الكم الجمالى المختزن. وهى كما الذهن ماضوية لا تنفك عن ماضويتها، ولا تفارقها قيد أنملة الى أرض بكر الجمالية لا تكاد تعرف الأذهان شيئاً عن ملامحها. وليس ذلك إلا بسبب خلو مخزون الذاكرة عن مقبلات وآنيان رؤى سابقة للإستيعاب الذاكروى.
إقرأ الآيات الكريمات: ( إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالاً فهى الى الأذقان فهم مقمحون * وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً وأغشيناهم فهم لا يبصرون"
وأتساءل ويكاد يقتلنى التساؤل حيرة، هل هى نفسها (الأذقان) عند تأويلها هى (الأذهان) ...... واللهم أنت ورسولك وآل بيته أدرى.
فإذا كان ذلك كذلك : (على حد تعبير الأخ الصديق كمال الجزولى) فإن العقل فى مبدأ معرفة كيفية إعماله هو ترك القياس. إذ كيف يتسنى مقايسة ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟؟!! فالعقل لا يعمل إلا وهو محرر تماماً من أى فعل أو رد فعل قياسى أو استنباطى، وهذا هو مجمل ما تعرّفنا له عباداتا مجتمعة، أن استمعوا لما يوحى إليكم من ربكم، وخذوا أمركم طازجاً من مصدره وذلك بتنظيف مواعين استيعابكم من ترهات الماضى وإباطيله، ومن شيطانية القياس وأفاعيلها، فأنتم لا تحتاجون لكل ذلك بعد أن وفر وذلل لكم ربكم طريقاً سالكاً الى نبع العلم الصافى، الى مناط الروح التى لم تؤتوا من علمها إلا القليل، فتعالوا و هلم إلى لتتعرفوا عليها كما هى على حقيقتها، فتعرفون أنفسكم لا كما تظنون معرفتها فيما ظللمتم من تضليل ذهنياتكم الأسيرة لماضويتها.
لذلك فالصلاة هى إطراق لا يتأتى إلا بتنكيس البصر الى موضع السجود، وترك الخيالات الخبالات بحسن التعبد فى رؤية موضع السجود، موضع إذلال النفس وزجرها وتأديبها بوضع هامتها ورمز شموخها وأنفتها الزائفة فى الثرى.، أن اسكتى وأطرقى ولا توسوسى ولا تتخنسى. إستنطى الى ما يتلى عليك أو ما يوحى من آيات أو من كتاب ربك.
أقول قولتى هذه ونتذكر قول الحق جل وعلا مخاطباً نبيه الكريم: (واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا * واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً).
ويقودنا التذكر الى أية سورة النور الجليلة : ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب )
وأظن أمثله العزوف عن صعوبة الإلتزام والمرابطة على مرابط العقل كثيرة وعلى قفا من يشيل، فهى فعل إنسانى لا يكل المولى جل وعلا يدعونا كل حين وأن الى رؤيتها فى حقيقتها ثم التخلص منها كطفولية لا تليق ، تؤدى كل الطرق لبيان يفاعتها وخفة وزنها وحيوانيتها وجسدانيتها كما هى الجمالية الأوروبية والتى هى اليوم قوام الجمالية على نطاق كوكبى، لبست كل الجماليات التى كانت ذات خصوصية وتفرد أزياءها وتمخطرت بها وتوجتها ـ بوعى منها أو بدونه ـ كسيدة للجماليات الإنسانية. ورغم أن الجمالية الأوروبية تعانى الآن من نضوب وجفاف شديدين فى مصادرها ومناهلها، لكنها وجدت فى نضوج ثمار القطف السياسى الأوروبى ، إثر استواء عملية استزراع نبتتة التمرد الحضارى الأوروبى العتيقة (الدولة الوطنية القطرية) فى كافة أركان المعمورة، ورعايتها بمبيدات المحاصيل الأخرى خاصة محاصيل الثقافة الوطنية، فإن الجمالية العالمية اليوم قد أضحت هى المزوّد الذى يسد فراغ نضوب المناهل الأوربية وذلك ضمن عسف الدخول الى حيز الإستعراضى ذو المقابل النقدى، وكمقوم من مقومات منظمة التجارة العالمية، سلعة تباع وتشترى وتحتكر وتتعرض لتلاعب النخبة بحكم أمزجتها التسويقية . لكننا نحسن ونجيد الهروب عن التكليف فنظل قابعين فى انسانيتنا المتناقضة غير عابئين بنداء الى ارتفاق الى قامة بشريتنا الذى يصيح فينا أناء الليل وأطراف النهار كل يوم خمس مرات، أن هيا الى الصلاح ، وهيا الى الفلاح.
وأظن ظناً يشوبه القليل من الشك، أن ظاعن الإملاء قد وصل بنا أو كاد الى منتهاه. وقد أحتاج للرجوع لبيان بعض الأمثلة، أو توضيح بعض ما غمض.
لا أطمح فى معارضة واضحة وصريحة، فمدرسة الجمالية الأوروبية ومن يقفون على شئون فلسفة أطروحاتها فى غالبهم نافرون عن دخول معمعة المواجهة مع هذه الأطروحة ولسان حالهم يقول ،كما عبر لى أحد الأخوة المهمومين بأطروحاتى: "خلوهو ينبح براهو، بعد شوية بيزهج ويسكت ولا يزهج منو الناس وينصرفوا" ورغم ثبات قراء هذا الخيط وتوارد ورودهم الذى يثلج صدرى، فإننى أرجو أن يقيض الله لهذه الأطروحة منهم من يحمل كلها حتى يمكننى من فتح نوافذ وأبواب أخرى تحتاج لمن يحفر ما تركم على جوانب مبانيها من ركام، حتى يمر الهواء على رواقاتها المقفلة الموحشة، أو دخول جاداتها و تنظيف الطريق وربما تعبيده لأجل تسهيل دخول آخرين عليها أكان صحت التجارة.
أخيراً أرجو أن يمكننى الله من تكملة هذا السفر فى كتاب ربما يحمل نفس عنوان هذا الخيط أو يزيد قليلاً بإضافة أطروحة الصراع التاريخى بين الحضارة المعاصرة والثقافة. وآمل كذلك فى بذل جهد فى ترجمة أطروحة الجمالية هذه كى يطالعها الأوروبيون، والباب فى هذا الجانب مفتوح للمشاركة، فقط بعد الإتصال بى لأجل التشاور فى كيفية انجاز العمل بحكم ما أود إضافته أو حذفه من هذا الخيط مما يجعله صالحاً ليكون سفراً مكتوباً.
ليس هذا بوداع لأنى سأعود لاحقاً لعمل ختمة تليق. وأرجو قبلها من الإخوة الذين واعدونى بالعودة للتعليق أو التحاور أن لا يتأخروا على بذلك. وللجميع حبى وتقديرى

صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

الختام

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


ختام الجمالية الأوروبية:
وهو ما أرجو أن يكون ختاما مفتاحياً لبابين كبيرين. أولهما باب إعادة النظر فى أسس وتشرطات الجمالية البشرية التى سلمت قيادها لحادى ركبها الجمالى ، فأصبح الأوروبى وأمسى هو صاحب الصيغ الجمالية التى تسَوق وتسّوق لجمالية بشرية مقطورة رواحلها خلف هذا الحادي.
ثانيهما أن مبحث الجمالية، بحسب موضعته كتجربة معرفية انسانية، فذلك يمكن من النظر إليه فى صياغ وسياق ـ إذا ما صح أمر سباكة التعبيرين اللغويين ـ آفاق هذه المعرفة ومشارعها ـ من مشرع ـ .
ورغم أن الباب الأول مربوط بثراء التجريب الجمالى الإنسانى بوصفه حقوق جمالية مكفولة، فإنه من باب أولى أن يكون مكفولاً أن ننظر كناقدين لمسلكنا الحر هذا. إذ أن الحرية هنا قيمة خدّاعة ومضللة فى كثير من جوانبها. ووجه خداعها أنها موضوعة فى غير موضعها الصحيح والحقيقى فى غالب أمرها. فالحرية البصرية هى ـ كما خبرتها شخصياً ـ لا تخرج عن كونها حرية (مزاج) والذى هو فى نهاية أمره ( شغف شخصى ممعن فى هذه الشخصانية بفعل ما)، وهى فى مجال البصريات محاولة للقفز أعلى مما هو مشمول داخل أطر الممنوعات البصرية التاريخية. ولو جنحنا ناحية (حصر) هذه الممنوعات البصرية فلن يصمد أمام تاريخانية هذه الحواجز التصويرية سوى ظاهرة التعرى الجسدى. هذه قضية ليست سهلة التناول، إذ أنها تستحوذ على جل المنتوج الجمالى البصرى الأوروبى ، لذلك فهى من أكبر القضايا التصويرية التى ينعكس فى مرآتها ما أسميته ( بالمزاج التصويرى)، إقرأ (المزاج البصرى).
إشكالية التعبير الجمالى الجسدانى ، أن ممنوعاتها مركبة بالغة التركيب ما بين المزاحية البصرية وتقييم هذه المزاجية الناقد لمعرفيتها من ناحية، وقضيا الحرية (المزاجية البصرية)من ناحية أخرى. وعند هذا المخاض الإشكالى (تبين الكوكة ) التى يخجلون ويتحاشونها كأطروحة، رغم أنها مطروحة عليهم بقوة فى جوانب متعددة متصلة. ودون ما حاجة للتفصيل الممل، فإن الممنوع معترف به على نطاق واسع، وهو اعتراف يحملنا فى كثير من الأحيان الى سلوك تربوى نأتى به تجاه أبنائنا كى نجنبهم زلل بعض المزاجيات المهلكة. فإنه ومما هو متفق عليه على نطاق واسع، هو درء التجريب الجنسى لمن هم فى مرحلة الطفولة. ويعتبر مثل هذا التجريب من أبشع الجرائم فى الغرب ، إذا ما مارسة بالغ عمره 18 أو 19 أو20 سنة مع من لم يبلغ بعد هذا العمر أى 17 أو 16 أو 15 رغم ضعف الفارق العمرى وعدم وجود مفارقة تفاوت فى الخبرة والمعرفة والقدرة على التجريب. لذلك فالسلوك التربوى المتعارف عليه يتجه فى الغالب الى تجنيب (الفتاة ) ضرر إنجاب غير (مخطط) له تخطيط جيد وواعى، وهذه فى الغالب مهمة الأمهات تجاه بناتهن، وتجنيب الفتيان مغبة الإنسياق غير المضبوط الذى قد يصل درجة التعدى.
وقد يلاحظ الملاحظ خلو قائمة التعدى على فتيان دون ال18 سنة أى فى عمر 17 و 16 و 15، مع كثرتها الواضحة ضد الفتيات. وليس هنالك من سبب يجعل نساء بالغات ـ ربما فوق الثلاثين ـ فى منجاة من مثل هذا النوع من التعديات، لكن وما يلاحظ أن هذا النوع من التعديات مسجل فقط على رجال، وغالباً فى مراحل التعليم قبل المدرسية.
ولا ينكر منكر أن مثل هذا السلوك الجنسى لليافعين سلوك ينبغى تجنبه ومنعه، ومن هنا جاء تقييمه كواجب تربوى نلجأ فى غالب الأمر الى أن نجنب أبناءنا مغبة الوقوع تحت طائله.
كذلك هنالك سلوك كشف عنه النقاب عند حادثة (تسونامى) حول ولع بعض السياح (الجنسيين ) اليونان بسياحة فى تلك المنطقة التى ضربتها عاصفة تسونامى، فكشفت أن ضحايا (يونان) راحو فى تلك العاصفة البحرية الكبيرة، كانوا هناك يمارسون سياحة خاصة بمن لهم فى ولع خاص بممارسة الجنس مع أطفال نظير مال يدفعونه بسخاء قصاد تلبية رغبات هذا الولع المسكوت عنه. وهذا مزاج نتفق على أنه مزاج منحرف لا يستحق ولا يقوى على الخروج الى دائرة الضوء.
قصدت من هذه الأمثلة توضيح أن هنالك اتفاق معروف ضمنياً، أنه ما كل (المزاجات ) ينبغى سربلتها ومدها بحرية التجريب. لذلك فهو مبرر وجود قائمة ممنوعات تربوية و قانونية تضع كم مقدر من هذه المزاجيات فى قائمة المهلكات بل والممنوعات. لذلك وبناء عليه فإنه مبرر طلب الفحص لهذه المزاجات للتأكد من عدم تجاوزها لما هو متعارف عليه كفعل منكر. وليس التعرى الجسدى الذى تمارسه الجمالية البصرية الأوروبية فى مجمل تاريخها مما يفترض فيه أن يكون خارج هذه الفحص والتقييم لمجرد أن (المزاجية) البصرية هى مما لا يجوز تحديده وتكبيله بالعراقيل. ولنا فى الصراع ما بين الأخ الفنان التشكيلى حسن موسى والكنيسة الفرنسية الذى يجرى متزامناً مع نشر هذا الختام المباحثى لإشكاليات لجمالية الأوروبية خير مثال لمثل إختلافات الرأى حوله حتى داخل حوش الجمالية الأوروبية فى شأن مزاجيتها التنشكيلية أمام المؤسسة الدينية هناك.
وهناك إشكاية مصاحبة لا بد من التعرف عليها وإعطائها حقها من الإعتبار المباحثى. وهو وجود (مسالب) معترف بها لحرية (المزاج) كقيمة مضافة للحرية المعتقدية، عانى منها الإنسان الأوروبى الذى فرضت عليه وصاية كاملة (مزاجية) و(معرفية) و (عرفية) و(قانونية) بواسطة السلطة الدينية درجة تفتيش الضمير كما هى (محاكم التفتيش) فى عصور الظلام الأوروبية فى العصور الوسطى. وكذلك مثله ما فرض على الضمير المسلم فى مجمل تاريخ السلطة الإسلامية إلا قليلاً، وذلك بعيد انتقال المصطفى ـ عليه أفضل الصللاة وتم التسليم ـ الى الرفيق الأعلى. وهنا يختلط الحابل بالنابل. فالمزاجية (اليافعة) التى تقتضى المعالجة التربوية، والتى قد تتصل كثيراً بسلطة تقديرية لنظم الثقافة المجتمعية، غالباً ما تتضافر جهود التخلص من (تكبيلها) مزاج (التغيير الثورى) للمجتمع ، وهو فى الغالب مصوب ناحية البنى الفوقية المتحكمة بقوة القانون بالمجتمع، فيتم توجيهه فى نفس الوقت تجاه الممسكين بعصا مايسترو قياد اوركسترا المجتمع لعزف توليفة الثقافة المجتمعية. والسلطة هنا تقديرية ( للأب ) الذى يحمل قائمة من الممنوعات المرفوضة مجتمعياً، وموجب الخلط أن عرف النمجتمع يتحول عند هذه الفرضية الخاطئة الى سلطة (تقديرية ) متحكمة لا يتم التفريق بينها وبين السلطة السياسية:
أنظر لشاعرنا الكبير الأخ الصديق محمد المكى ابراهيم حينما يقول ـ وهو فى فورة الصبا ـ وفى ديوانه (أمتى) ناعياً هذه السلطة الأبوية التقديرية:
كم ذا لعنت قنوعكم وخنوعكم وقعودكم ضرعى على أجداث من سلفوا وما تركوا لكم
إلا قصور ذواتهم عن قمة الفرح المؤشب والحياة

وما هى أوجه هذا القصور الذاتى؟
أنظر إليه وهو يقول فى نفس قصيدته هذه :

فى ظلمة (التابو) تسلقنا نحاس البوق وانفتحت مسالكنا الى رحم الحياة وطيبات عطائها
أنثى من اللحم الصقيل توهجت خصباً وضج النسل فى أعضائها
ومواسماً دفء الربيع مواسماً طفح النبيذ سرى
تذوقنا حلاوة أن نعيش الرعب والحمى ونصمد للجليد

وبالطبع ـ وكما قال لى الأخ الحبيب وصديقنا المشترك الجنرال أحمد طه، أن أخانا وحبيبنا الأستاذ محمد المكى ابراهيم قد تجاوز هذا المحطة بقصيدته مدينتك الهدى والنور. لكننا ما زلنا نطمح منه مزيد من هدى مدينة الهدى والنور مما لا نشك فى مخزون معرفته التى طغت على كل الحوامل المعرفية الحداثية فصارت لسان حال ذكاء بصرى فاق الكبار والقدرو، تمثل فى مقولته (أكتوبر الأخضر) كرمز اخضرار فاقع الإحمرار، مثلته فى مقال سابق باخضرار الطماطم.
لذلك فقد صار اللجوء لتقييم (المزاجية البصرية) لازماً كى يتم فرز هذا التشابك. ومن ثم وضع أى بذور فى حقلها التى نبتت فيه، فلا يختلط حابل الثقافة مع نابل السلطة والسياسة، ولا يختلط حابل السلطة الدينية التقديرية التحتية بالسلطة السياسية الحقوقية الفوقية، ولا يختلط كذلك النضال الثقافى بنضال الحرية السياسية.
خلط هذه البذور ، ومن ثم زراعتها فى غير حقولها المخصصة، فذلك لا يتوافق مع حسن التنظيم المطلوب بشدة. والمسائل هى كلها و فى كل حالاتها عرضة للبحث والجدل والتحاكم المعرفى. لكن (قعيد المسائل) هو ما يجب أن يكون، وذلك لكى نتأكد من حسن التقييم، والذى يقود لحسن التصنيف وجودته ثم لحسن التسعير وحسن البيع لبضاعة نظيفة غير مغشوشة ولا مضروبة.
لذلك وبناء عليه، فإن انقطارنا خلف قطار الجمالية الأوروبى يقع فى اشكاليتين، ذاتية وموضوعية. الذاتية تتصل بشكلانية الخيارات البصرية للجمالية الأوروبية فى وقوعها وراء مادة التعبير الجمالى للجسد البشرى المتعرى، وما فى ذلك من ضعف فى مزاجية هذا الخيار. أما الموضوعية فكون الجمالية الأوروبية تحتل مكانتها ضمن ذاكرة اليفاعة والطفولة البشرية كما سبق لنا تفحصه فى هذا البحث مما يخرج مثل هذا الترتيب الجمالى البصرى تماماً من حضرة جمالية عقلانية علمية يؤهل الإنسان نفسه إليها بارتفاقه الى مقام العلم ومقام العقل عند باب الخروح من مشروع (انسانيتنا) المتساوقة ما بين الحيوان والإنسان الى أن نصير (بشراً سوياً) فى نهاية مطاف (رجوعنا انقلاباً) الى ربنا.
أتوقف هنا عند عتبات الدخول فى الباب (ثانياُ ) من هذا الختام، بوعد معودة فحص موقع هذا التصنيف الجمالى من سياق المعرفة الإنسانية وصياغها. فهو فى هذه الحالة نهاية وبداية فى آن واحد. فما انطرح فى ثنايا هذا البحث من رؤوس مواضيع لم تنل حظها من البحث والتقصى فسيفنى عمرى دون تكملة غرفة (دواية) واحدة من مداد كلماتها.
للجميع حبى وتقديرى.
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »


الأخ الكريم عمر الأمين

عاطر التحايا لك، ولآل بيتك، وسائر أهل مدينة "أيوا سيتي" الكرام.

وبعد،

لا أراك خرجت كثيرا، عبر هذه المطولة، على منظومة الفكر الإسلامي "التبريري"، و"الإعتذاري"، الموروث، الذي يريد أن يقول إن كل ما قاله النبي الكريم، لا تلحق به صفة المرحلية، وإنما هو حي، وفاعل، في كل مكان، وفي كل ظرف، مهما اختلفت الأمكنة، ومهما اختلفت الظروف. هذه البنية المفهومية الجامدة، تثبت ثابتا أوليا، لاتحيد عنه، وهو أن كل ما قاله النبي، وكل ما جاء به القرآن، ثابت لا يتغير!! وفق هذه البنية المفهومية، لا يهم الإختلاف بين الأمكنة والظروف. الذي يهم ، هو أن نصوص القرآن، صالحة جملة وتفصيلا، لكل زمان وكل مكان، وأن أحاديث النبي الكريم هي الأخرى، صالحة لكل زمان ومكان ولا تلحق بأي منها صفة المرحلية. وما من شك عندي، أن هذا هو نفس الترديد الذي ظل الفقه العثماني، يبثه في عقول أهل الشرق العربي عبر القرون الأربعة الأخيرة. فالفقه العثماني، هو الذي أغلق باب الإجتهاد، وظل يبث وبإلحاح، في عقول العامة، أن "الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان". ومن هنا ظل من ينافحون عن الإسلام، لايأتون بغير التبريرات الفجة.

ليس كل ما جاءت به الجمالية الأوروبية باطل. وما يجب أن ننزلق في تبرير قصورنا الفكري والحقوقي القانوني بالزعم بأننا، حين نفعل ذلك، إنما ننأى بأنفسنا عن مرجعيات الجمالية الأوروبية، وعن فكر الحداثة. كثير مما جاءت به الجمالية الأوروبية، وما جاء به فكر الحداثة، ذي سمات كوكبية universal، ولا ينفع معه التخندق وراء مزاعم الخصوصية، ودعاوي التأصيل القاصرة، فكريا، ومنهجيا.

تقول فيما كتبت، وأنت تعترض على قول الدكتور حسن الترابي، بأن المرأة "ليست ناقصة عقل ودين": ((فإنى أعوذ بالله من تعديد ما يمكن أن يستخرج منه من مفتريات، أيسرها هو وقوع المصطفى ــ عليه وعلى آله أفضل و أزكى الصلاة وأتم و أوجب التسليم ـ فى أخطاء فكرية تنتظر الدكتور الشيخ حسن كى يصححه)) ـ هكذا وردت في نصك: "يصححه" وليس "يصححها" ـ. فبالله عليك، ماذا أبقيت في اتباع نهج تملق السائد والقائم، وفي نهج التخويف الرادع الذي ينتهجه وعاظ المساجد، في تأليب العامة على العلماء والمفكرين، وفي القمع الاستباقي لمحاولات التجديد؟! فعلى الرغم من اختلافي مع الدكتور حسن الترابي ونهجه المعروف، في لبوس مختلف الألبسة، لمختلف المناسبات، وفقدانه الإتساق، والإنسجام في الطرح، وفي المواقف، إلا أني أرى أن في نفيه "نقصان العقل والدين" عن النساء، على إطلاق العبارة، بلا مراعاة لفروق الأزمنة، والأمكنة، نفي صحيح.

وأعود لموضوع مرحلية بعض أقوال النبي الكريم، وهو أمر سبق أن عالجه بتوسع كبير، الأستاذ محمود محمد طه، في معرض أحاديثه الكثيرة عن الفرق بين الشريعة والدين، والفرق بين السنة والشريعة. فلكي يدلل الأستاذ محمود على مرحلية بعض أقوال النبي الكريم، ظل يورد في كتبه،ومحاضراته، أحاديث مثل: ((كنت قد نهيتكم عن زيارة المقابر، ألا فزوروها)). وقول النبي الكريم، أيضا: ((كنت قد نهيتكم عن إدخار لحوم الأضاحي، ألا فادخروا)). في هذه الأحاديث نهى النبي الكريم عن أمور مثل، "زيارة المقابر"، و"إدخار لحوم الأضاحي"، ولكنه عاد بعد فترة وغير الحكم المتعلق بها، من المنع، إلى الإباحة. فعل ذلك حين انتفت حكمة المنع في شأنها. إذن، الزعم بأن أقوال النبي الكريم أقوال صالحة كلها، لكل زمان ومكان، زعم باطل، شديد البطلان. فالنبي في حياته نفسها، غيَّر بعض الأحكام، وذلك حين اختلف الظرف، واقتضت الحكمة أن يغير النص. كذلك يورد الأستاذ محمود، كثيرا، الحديث القائل: ((نحن معاشر الأنبياء، أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم)). وعقول الناس في العصر الواحد تختلف، كما تختلف عبر العصور بقدر أكبر.

نقص عقل ودين النساء المذكور في الحديث نقص مرحلي. ما في ذلك أدنى ريب. والسبب هو نقص التجربة. لقد كان المجتمع في ذلك الوقت مجتمعا ذكوريا بأكثر مما هو عليه اليوم. لقد كان مجتمعا حربيا، وكانت الفضيلة فيه، حينها، للعضل، وليس للعقل، ولا نزال نحن اليوم نعيش أخريات مرحلة فضيلة "العضل" هذه. ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنقوا من أموالهم)). تم تفضيل الرجال بقوة عضلهم وبقدرتهم على الإنفاق على النساء. وفضيلة الإنفاق في ذلك الزمان، جاءت نتاجا طبيعيا لفضيلة العضل، التي لم يكن الكسب المادي ممكنا بغيرها، آنذاك. الشاهد، أن عهد فضيلة العقل المطلقة لم يدخل في الوجود بعد. لم تُعط المرأة في الماضي فرصة التجربة، وفرصة الاحتكاك، وفرصة التعليم، ولذلك لم تتح لها فرصة أن تكمل، في حين أتيحت كل الفرص للرجال. وما من شك، أن العقل المحبوس في الخباء لا يجد فرص الإحتكاك والتجربة التي تعينه على الإكتمال. العقل لا يكمل إلا باتاحة فرص الحرك والتقلب في مسارات الحياة اليومية. فنحن اليوم نعيش أخريات مرحلة "المجتمع الذكوري" ونستقبل تباليج فجر حقبة "المجتمع الإنساني"، التي تنمحق فيها فروقات الجندر، فيما يتعلق بالكفاءة العقلية والخلقية، وتنداح فيها دوائر المساواة أمام القانون، إلى غير حد.

سمعت الأستاذ محمود يعيب على الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي، قوله، وهو يخاطب محبوبته: ((فكَمْ عَهِدَتْ ألا تحولَ، وأقْسَمَتْ، وليسَ لمخضوبٍ وفاءٌ بأيْمانِ)). وأضاف الأستاذ محمود، في هذا الصدد، ((إن إبن عربي، على جلال قدره، لإبن وقته، أيضا))!

لقد أورد الصديق، عبد الله الشقليني، الحديث النبوي القائل: ((خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء)). كان إيرادا موفقا جدا. فهذا الحديث يأمر الرجال، المفترض فيهم "كمال العقل" أن يأخذوا نصف دينهم من إمرأة! وهي كإمرأة ـ لو نحن طبقنا عليها الحديث، بحرفية ـ تتسم مثل بقية النساء بـ "نقصان العقل". فكيف يتفق إذن أن يأخذ الرجال نصف دينهم من إمرأة. ألا يوجب هذا الوضع إعمالا للفكر؟ ألا يوجب علينا، على الأقل، أن نباعد بين أنفسنا وبين الانجرار وراء متحفيات الفقه العثماني التي لا تحفل بغير التبرير للعقيدة البسيطة التي ترى أن أقوال النبي،كلها، صالحة لكل زمان ومكان؟

كملت النساء في الماضي في أعداد قليلة، وهن سوف يكملن في المستقبل في أعداد مستفضية. جاء في الحديث الشريف: ((كَمُلَ من النساء اثنتان: مريم إبنة عمران، وآسيا زوجة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء لكثير)). إذن كمال النساء ممكن، بل هو قد حدث فعلا! إذن "نقص العقل"، و"نقص الدين"، ليسا صفة ملازمة لجنس النساء، وإنما هما سمتان مرحليتان سببها أن الحياة نشأت في الغابة، وظل قانونها هو قانون الغابة، حيث الفضيلة للعضل. وحين تخرج الحياة من "الغابة" إلى " المدينة" وتتراجع فضيلة "العضل" وتحل محلها فضيلة "العقل والخلق"، ينفتح الباب للنساء لكي يكملن، بأعداد مستفيضة.

أخي عمر، ما تقول به من "دوام نقص عقل ودين النساء"، أمر تترتب عليه فروق قانونية، تمس حقوق المرأة في الدستور وفي القانون. جاء في القرآن الكريم: ((واستشهدوا شهيدين من رجالكم، فإن لم يكونا رجلين، فرجل وامرأتان، ممن ترضون من الشهداء، أن تضل إحداهما، فتذكر إحداهما الأخرى)). الشهادة في الشريعة أمرأتان مقابل كل رجل واحد. والسبب هو: ((أن تضل إحداهما، فتذكر إحداهما الأخرى)). يرى الأستاذ محمود محمد طه أن هذه الآية آية فروع، وحكمها حكم مرحلي. فحين تتعلم المرأة، وتصبح رشيدة، ومدركة، وناضجة، يجب أن تصبح شهادتها مساوية تماما لشهادة الرجل. أكثرمن ذلك، يقول الأستاذ محمود أننا حين نقول بدوام حكم هذه الآية ندخل أنفسنا في تناقض فظيع. فنحن اليوم، ندخل البنات كلية القانون اليوم، فيتخرجن قاضيات، وبعضهن يحرزن نتائج أفضل من نتائج الأولاد. القاضية حين تجلس على منصة القضاء تقوم بتقييم شهادات الشهود، من الرجال والنساء. ويمكنها، وفقا لتأهيلها، أن ترفض شهادة أي رجل، إن رأت شهادته معيبة. يقول الأستاذ محمود: هل يستقيم عقلا، أو دينا، أن نرفض شهادة هذه القاضية، حين تجيء شاهدة في قضية، ونطالبها بأن تأتي معها بقاضية أخرى، لكي نقبل شهادتها، في حين نقبل شهادة الرجل الأمي، لمجرد كونه ذكرا؟

مما تقدم في موضوع الشهادة، يتضح أن بعض النصوص القرآنية نفسها مرحلية، فما بالك، إذن، بالأحاديث النبوية، التي هي أقل في الحجية من النص القرآني؟. وأختم مداخلتي هذه بتقديم سؤال لك، وهو: هل ترى وفقا لوجهة نظرك أن شهادة المرأة يجب أن تظل على الدوام على النصف من شهادة الرجل؟ وهل بناء على فهمك، تعترض على أن تصبح المرأة قاضية؟ ولو كنت توافق على أن تكون قاضية، فكيف يستقيم توليها للقضاء وهي لا تصلح أصلا، وفق النص القرآني، أن تكون شاهدا كاملا؟


((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

أى تبريرات؟

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى العزيز الدكتور النور محمد حمد
السلام ليك ولزوجتك الكريمة بنت الكرام وللأبناء ولكافة الأصحاب والأحباب.
طلتك على تسعدنى إذ تعيدنى دائماً الى أيام خضراء خوالى كانت حبلى،
وأظن أخى أننا ونحن ملزمين بتربية مواليدها، نخشى الوقوع تحت طائلة تحذير الشاعر الحردلو، أننا لو ولدنا (المحن) فلا بد أن (نلولى) صغارها. والمحن هنا هى محن فكرية، حمانا الله جميعاً من أن (نلولى) صغارها.
سأحاول أن أنظم استيعابى لما طرحته أعلاه، وأرتبه حسب فهمى كى أرتب أفكارى التى لم تطاوعنى فتستأنس به مثلما كانت تستأنس بسابق محاوراتنا. إذ يغلب على ما طرحته هذا المرة ـ فيما يبدو لى ـ ضيقاً وتبرماً بأطروحتى يصعب تخفيته، إذ يظهر واضحاً بين ثنايا ما دفعت به أعلاه بوصفك إياها ب(المطولة). والضيق بأطروحاتى شأن قد لا يزعجنى إذا جاء ممن لا أثق فى أناته وصبره المعرفى، لكنه إذا ما جاء من موضع ثقة فهو بالغ الإزعاج. مع ذلك فيستحسن بى لإن لا أبادله ضيقاً وتبرماً بضيق وتبرم مضاد، ولا أظننى سأستسلم له، لكنى سأقاومه وأدافعه وأدافره حتى يعود لى أخى كما عرفته، متفتح القريحة، لماح ومتقد الذكاء، يملك موهبة قياد التفاكير الى ما لا يلحظ مداخلها ومخارجها سواه.
لك اعتراض أساسى وشامل، يقوده سؤال واضح يأتى كما يلى:
هل يعتبر الخطاب القرآنى وخطاب السنة النبوية الشريفة خطابان ثابتان لا يتغيران حسب تغير الظروف الزمانية والمكانية والبيئوية، أم هما خطابان لا ثبات ينبغى أن يضفى عليهما إذ يجب مضاهاتها وفق هذه المتغيرات التى قد تنسخ بعضها وتغير من فهمنا للبعض الآخر؟
وبالطبع أخى قصدت من لملمة المتغيرات كالزمان والمكان والبيئة إجمال يتجاوز المتغيرات الثانوية كالتاريخ والثقافة التى تشمل العادات والتقاليد، والحضارة التى تشمل النظم والقوانين من معاملات ومعالجات للشأن التحضرى التمدينى
وأعلم أخى أن هذا الحديث هو مربط فرس (الرسالة الثانية من الإسلام) لشهيدنا محمود محمد طه، وهو طرح أوجب علينا شهيدنا مناقشته بوضوح بحكم شهادته التى وضع تبعاتها علينا كلنا. وقد سبق لى أن قلت أنى أحضر فى نفسى للرد ومناقشة هذا الطرح بمسئولية كى أحدد موقفى الذى لا يمكن قبول مجافاته عن هذا الشهادة وذلك لتحديد موقف واضح، إما القبول بها كلها أو رفضها جملة وتفصيلاً أو طلب التعديل لبعض ما ورد فى متنها مما يحتاج للتعديل. لذلك فما تقود إليه مداخلتك من وضع لها فى مواجهة فكر شهيدنا فهو ـ مع القبول به ـ فهو على مقولتين. الأولى هو احتياج أطروحة الرسالة الثانية من الإسلام الى مواجهة شاملة وليست جزئية لها منطقها الخاص. وهذا الفهم يقود الى القول بأن أى مواجهة جزئية قد تأتى بها مواجهة فطيرة لا تأخذ حقها من النضج والوضوح. أما المقولة الثانية فهى تتصل باشكالات أعتراضاتك الحالية بما لا يماسس بالضرورة أى نقد للأطروحة الأم. وهذا ما يجب توضيحه ومن ثم المضى قدما فى بيان ما لا اتفق على صلاحية وروده فى حق مفكر فى قامتك أخى الدكتورالنور.
أولاً : شأن الفكر التبريرى ضد الحداثوى:
من فهمى لما دفعت به مما جعلك تسبغ صفة التبرير على مقولات الجمالية الأوروبية هو حديث خطابى يخلو خلواً تاماً من أى تسبيب يسد احتياج منطق الدفع بتهمة التبرير هذه. إذ أن التبرير ـ كما هو مفهوم ـ يحوى صفة الدفاع غير (المبرر) وهو فى الغلب دفاع مختلق لا يليق بحكم ضعف بياناته الى الأخذ به كأسباب حقيقة معترف بمنطقها وبتأثيرها المباشر على وقوع وقائع ما، بما فى ذلك الأفكار كوقائع تحتاج الى منطق وقوع وتثبت ذو أركان قوية.
والتبرير يأتى فهمه من قولك : " ليس كل ما جاءت به الجمالية الأوروبية باطل. وما يجب أن ننزلق في تبرير قصورنا الفكري والحقوقي القانوني بالزعم بأننا، حين نفعل ذلك، إنما ننأى بأنفسنا عن مرجعيات الجمالية الأوروبية، وعن فكر الحداثة. كثير مما جاءت به الجمالية الأوروبية، وما جاء به فكر الحداثة، ذي سمات كوكبية universal، ولا ينفع معه التخندق وراء مزاعم الخصوصية، ودعاوي التأصيل القاصرة، فكريا، ومنهجيا. " وهذا يأتى بعد أن تقول : "لا أراك خرجت كثيرا، عبر هذه المطولة، على منظومة الفكر الإسلامي "التبريري"، و"الإعتذاري"، الموروث، الذي يريد أن يقول إن كل ما قاله النبي الكريم، لا تلحق به صفة المرحلية، وإنما هو حي، وفاعل، في كل مكان، وفي كل ظرف، مهما اختلفت الأمكنة، ومهما اختلفت الظروف. هذه البنية المفهومية الجامدة، تثبت ثابتا أوليا، لاتحيد عنه، وهو أن كل ما قاله النبي، وكل ما جاء به القرآن، ثابت لا يتغير!! وفق هذه البنية المفهومية، لا يهم الإختلاف بين الأمكنة والظروف. الذي يهم ، هو أن نصوص القرآن، صالحة جملة وتفصيلا، لكل زمان وكل مكان، وأن أحاديث النبي الكريم هي الأخرى، صالحة لكل زمان ومكان ولا تلحق بأي منها صفة المرحلية. وما من شك عندي، أن هذا هو نفس الترديد الذي ظل الفقه العثماني، يبثه في عقول أهل الشرق العربي عبر القرون الأربعة الأخيرة. فالفقه العثماني، هو الذي أغلق باب الإجتهاد، وظل يبث وبإلحاح، في عقول العامة، أن "الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان". ومن هنا ظل من ينافحون عن الإسلام، لايأتون بغير التبريرات الفجة."
ما هو وجه التبرير هناّّّ؟! وأين هو الفكر التبريرى؟! وأى اختلاق أود أن أبرر به.
وأرى، وربما كان تقديرى معتلا، أن هذا الموقف يصعب وصفه بالتبريرى بل الأقرب هو وصفه بالجمود الفكرى، فهو ليس تبريراً لأى وقائع القول بأن حديث المصطفى صالح لكل زمان و مكان. وعدم القبول بالوصف بالتبرير كتحجيج هورفض لاعتلال فى التوصيف. لذلك فالقبول بالاتهام بالجمود الفكرى والتحجر وعبادة النصوص والعيش خارج العصر وخارج الحضارة ربما الرجعية أو السلفية هو وصف يناسب أهل طريقة الثفكير التى تقول بنسخ ومرحلية حديث المصطفى ـ أصلى عليه وعلى آلا بيته الى أن أموت، صلاة لا نتهذ ولاتنعد ولا تنقض ولا تنفض ـ إذ يقدمونه كصحيفة اتهام صالحة أكثر من الدفع باتهام التبرير.
وهذا ضعف لا يليق ـ أخى ـ بتاريخ أطروحاتك الناضجة القوية.
ثانياً : التحجج بالعالمية أو الكوكبية:
ليس هذا الضعف مصادفة اتفق حدوتها ملتصقة بعدم مواتاة تهمة التبرير، بل هو ظاهر فى اركان عديدة فيما طرحت. أنظر لقولك : " ليس كل ما جاءت به الجمالية الأوروبية باطل. وما يجب أن ننزلق في تبرير قصورنا الفكري والحقوقي القانوني بالزعم بأننا، حين نفعل ذلك، إنما ننأى بأنفسنا عن مرجعيات الجمالية الأوروبية، وعن فكر الحداثة. كثير مما جاءت به الجمالية الأوروبية، وما جاء به فكر الحداثة، ذي سمات كوكبية universal، ولا ينفع معه التخندق وراء مزاعم الخصوصية، ودعاوي التأصيل القاصرة، فكريا، ومنهجيا." وهل يمكن الدفع بصحة منطق أطروحة ما أو وقائع من مجرد كونها أصبحت عالمية ؟؟؟؟!!!
فما هو رأيك فى عالمية وكوكبية ظاهرة الإتجار فى البشر؟؟؟!!!!
وما هو رأيك فى كوكبية الإتجاه لوضع (الثقافة) كبند من بنود حرية التجارة تحت وصاية منظمة التجارة العالمية ؟؟!!!
وما هو رأيك فى عالمية وكوكبية (السياحة الجنسية)؟؟؟!!!
فهل ترى من مسوغ قبول بهذه القيم لمجرد كوكبيتها أوعالميتها؟؟؟!!!
قد تقول ـ على سبيل المثال ـ أن الديمقراطية صارت قضية كوكبية، لكن هل تبرر هذه الكوكبية الديمقراطية كممارسة أصبحت طاغية كخيار عالمى كوكبى ، لكن هل ذلك ناتج عن كوكبيتها أم نتيجة لمنطق الديمقراطية الخاص؟؟؟!!!
إنى لا أربا بك ـ أخى ـ الوقوع تحت طائلة مثل هذه التعميمات المهلكة لزرع وحرث ونسل الفكر، ولكنى أحتار فى كيفية وقوعها، أهو استعجال فى خدمة الأطروحة ؟ أم ماذا أخى ؟ ... رسينى بالله عليك على بر آمن رسّاك الله على بر السكينة والأمان.
ثالثاُ : وهذا هو الأهم فيما أراه من ضعف واضح فى خدمة الطرح. اعتراضك على مقولتى فى القبول بمطلق حديث المصطفى ـ أصلى عليه وعلى آل بيته الى أن اموت، صلاة لا تنهد ولا تنعد ولا تنفض ولا تنقض : :(المرأة ناقصة عقل ودين) فهل طالعت أطروحتى أخى النور واستوعبت مضمونها؟
إنى أشك فى ذلك.
ولو فعلت لما تساءلت عن رأيى فى تعيين إمرأة كقاضية أو القبول بشهادتها وتركت لب الأطروحة وأساسها التى تقوم عليه بنائيتها ألا وهو ما دفعت به من فهم لكلمتى (العقل والدين ) خاصة كيفية فهم مصطلح العقل وعلاقته بالعلم ومصطلح الذهن وعلاقته بالمعرفة. وقد استوعب ردى على الأخ الباشمهندس عبدالله الشقلينى الحديث عن مقدرات المرأة التفكيرية، وهل التفكير نتاج عقلى أم ذهنى؟ وهل التعقل هو انطلاق تفكيرى أم هو تقييدله.
ومع القبول بالتساؤل حول أهلية شهادة النساء مقروءة مع حديث : (خذوا نصف دينكم ) ففى ذلك تحججاً يخرجه من حسن النظر والبحث الرصين المتأنى المقارن لجوامع كلم من لا ينطق عن الهوى: ـ عليه أفضل وأكمل الصلاة وأتم وأوجب التسليم ـ . ويمكن استعماله بسهولة لبيان تهافت القول بمرحلية حديث صاحب جوامع الكلم التى لا يعتبر بأكثر من قصور قامة فكر الذين يرونه مرحلياً ، وإلا لما كان جوامع كلم، فانظر وتأدب لا تخويفاً، فطلب التأدب لا يخوف به بقدر ما يلفت به النظر الى العماء فى رؤية الأمور فى حقيقتها وفى جلاءها العلمى، خارج أطر ذهنية العصر والعالمية والكوكبية الى ذهنية الحق والتحقيق والنظر الفاحص فى ثنايا الظواهر لا فى مظاهرها وشكلانيتها.وآسف على هذه الخطابية غير المبررة بغير ضيق وقتى الحالى والتى أعد بأن أعود لتفصيلل أركانها. وقد أعود كذلك الى بيان كيفية أن حديث خذو (نصف) هو أكثر ما يبين فيه هذه الخصوصية النسائية فى شئون الدين والعقل. وكيف أن فى ذلك بيان كمال لا يراه من يرون كمال النساء فى شكلانية (الدخول لكلية القانون ) ومن ثم (التأهيل لتولى وظائف القضاء) فى دولة الحداثة. وما هى كلية القانون ؟ وما هى دولة الحداثة؟ أنك يا أخى تجعلهما مرجعية للإنسانية دون أن تقودنا ال تسبيب مقنع أن نترك ثقافتنا ونفقدها جراء نماذج فطيرة ربما يأتى يوم ننعى فيه على أنفسنا اللإنقياد خلفها. فالدولة ليست مسلم به انسانياً ولا الحداثة كذلك،. فهما لا يعدوان أن يكونا أطروحتين لا تحتويان على أى قدر ولو أقله من المسلمات، إنما فقط موضوعات للحوار والنقاش قد يُرى فى كثير من جوانبها أنها مواجه باتهامات متلتلة، و أنها لا تمثل أكثر من اختراقات مخصصة لهدم حصون الثقافة لصالح (حداثة) جل مواردها ومناهلها مشبوهة وغالب هذه المناهل مكسو بالوحل والطين و الأوساخ العالقة بالتجربة البشرية.
مع ذلك فلى آمل أن تتمكن من قراءة أطروحتى ـ المطولة ـ بتمعن إذا كنت تنوى فعلاً أن تتداخل وتناقش قضايا العصر ونقصان عقل النساء. و أرجو كذلك أن لا يطول انتظارك لما أنوى أن أدفع به من طرح فى شأن شهيدنا الأستاذ محمود وحمد طه. ومجمل أطروحاته.
وتفضل بقبول فائق آيات شكرى وتقديرى على طلتك على التى أرجو مخلصاً أن لا تنقطع.
ملجوظة : الضمير فى (كى يصححه ) راجع الى المصطفى ـ ـ أصلى عليه وعلى آل بيته الى أن اموت، صلاة لا تنهد ولا تنعد ولا تنفض ولا تنقض ـ وليس الى الأخطاء.
وللجميع حبى وتقديرى.

صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

[color=indigo]الأخ عمر الأمين
شكرا على التعقيب
ولدي تعقيب سأوافيك به قريبا، إن شاء الله[/color]
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
أضف رد جديد