في الماديّة الديالكتيكيّة و الماديّة التاريخيّة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

في الماديّة الديالكتيكيّة و الماديّة التاريخيّة

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »

.

هذا الكتاب "في الماديّة الديالكتيكيّة و الماديّة التاريخيّة" هو أحد أكثر الكتب فضلاً عليّ نظراً إلى المرحلة التي قرأتُه فيها. منذ فترة أفكّر في ما يشبه تقليد عرض الكتب، أي فتح خيط كلما تيسّر لعرض كتابٍ ما، على أمل أن يسهم ذلك في تحفيز البعض على قراءة الكتاب المعيّن بأنفسهم، و على أمل أن يؤدّي التداول حول أيّ كتاب إلى تعظيم فائدته، و ليس هذا مجال إثبات فائدة عرض الكتب فهو أمرٌ قد سبق.

لا ابتدئ بهذا الكتاب إلّا لفضله علي، رغم أنّ آخر عهدي بمراجعته قد طال و ولائي لكثير مما فيه قد تبدّل. كان هذا الكتاب هو المرجع الأساسي ضمن مهمة تقديم المحاضرات الخاصة بالفلسفة الماركسيّة للمرشحين لعضوية الحزب الشيوعي السوداني، و أحيانا في بعض مدارس تأهيل العضوية، بل إنّ النسخة القديمة من كورسات الترشيح لعضوية الحزب الشيوعي كانت عبارة عن تلخيص لهذا الكتاب في كتيّبين أحدهما حول الماديّة الجدلية و الآخر حول الماديّة التاريخية، و بذا فإنّ هذا الكتاب في نسخته الموجزة تلك، هو أيضا مرجع كثير من الشيوعيين السودانيين حول الفلسفة الماركسية، و لربما اكتفى بعضهم به و ما استزاد، لكن أظنّه قد سُحِب من مادة و منهج التأهيل النظريّ في الحزب اليوم. و لا أظن أنّ نسخاً كثيرة ما تزال متوفّرة من هذا الكتاب الأصل، فقد كان نادراً حتى وقتما استخلصته لنفسي في العام 1996م (لسوء حظي فإن زميلنا بخاري عثمان قد يميّز مصدر الكتاب)، و الاستخلاص هو اسم التقيّة للاستعارة الأبديّة للكتب.

الفلسفة الماركسيّة متاحة الآن في مصادر شتى، و ربما أصبح هذا الكتاب متخلّفا –بمقاييس اليوم- في عرضه لها، عدا عن طابعه المدرسي، لكن له أيضا قيمته كونه في مقام المرجع الرسمي للسوفييت في التعريف بالفلسفة الماركسيّة و جمعها رغم أنّ لجوزيف ستالين كتيّب سابق لهذا الكتاب و بذات الاسم. قامت بتأليف الكتاب مجموعة من المؤلفين (لم أجد أسماءهم، ربّما بسبب فقداني للورقة الثانية من مقدِّمة المؤلّفين) و يرجح ظنّي أنّهم فعلوا ذلك بتكليف من الحزب/ الدولة، و كذلك لم أجد تاريخ إصداره لكن أُقدِّر تأريخ كتابته بستينيات أو سبعينيات القرن الماضي، و قد ترجمته إلى العربيّة دار التقدّم.


صورة

يقع الكتاب في 461 صفحة من القطع الصغير، و هو قسمين، القسم الأول عن المادية الديالكتيكية و الثاني عن الماديّة التأريخيّة.

نبدأ بالقسم الأول، و فيه عشرة مباحث، هي:

1 المسألة الأساسية في الفلسفة
2 ثورة في الفلسفة
3 المادّة
4 المادّة و الحركة
5 المكان و الزمان
6 الوعي
7 قوانين الديالكتيك المادِّي
8 مقولات الديالكتيك المادِّي
9 التطبيق هو أساس المعرفة و معيارها
10 الطريق الديالكتيكي لمعرفة الحقيقة


ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

عزيزى ود حسبو
كل التحايا المنسابة
فى طريق الى نشر تلاخيص وقراءات وافادات عن كتب قرأتها اتمنى ان لاتنسى ذكر الدار الناشرة للكتاب , كما يمكنك مع هامش الحريات المفتوح الذى لم يستوعبه اهله ان تذكر الشباب القائمين على اعارة الكتب وبيعها واستبدالها وان كان فيها كتب ماركسية , ربما اقول ذلك لانى ارى البعض منها مفروش على الارض للبيع.
افكر ايضا انا ولى الان مكتبة ذاخرة بالكتب , الفكرية , النقدية, والروايات , بان انشر افاداتى عنها ,نقدا وتلخيصا ودعما لفائدة بذكر مافيها مماهو مرتجى الكتابات. الا اننى اجد نفسى ولضيق الوقت بعامل الدراسة الاكاديمة, اعود لكتاباتى انا ولقراءاتى عبر النت ودعم الموقع بالكوبى اند بيست
بالمناسبة احب لو انك راجعت بوست راشد مصطفى بخيت عن رحيل الطاهر وطار فقد انزلت فيه نقدا لجابر عصفور عن رواية الزلزال والتى تلامس فى نقدها لمصائر الحداثويين , بعض النقاشات والمعارك الفكرية التى تدور فى البورد وليتها كانت فى منتديات العاصمة
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

الوعي البشري هو الفكرة المدركة لنفسها بنفسها

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


البحث الأوّل:
المسألة الأساسيّة في الفلسفة:

يبتدر الكتاب بالتعريف بموضوعه، و موضوع الفلسفة الأساسي إجمالاً، فيوضح أنّ كل ما في الكون يمكن ردّه إلى أحد نوعين من الظواهر، أحدهما هو الظواهر الماديّة و فيها "جميع الأجرام و الأجسام المحيطة بنا و العمليات الميكانيكية و الفيزيائية و الكيميائية و الفسيولوجية الجارية فيها" و يُطلق عليها اختصاراً "المادّة"، و الآخر الظواهر المثاليّة أو الروحيّة و فيها "الانطباعات المتكوِّنة عن طريقا حواسنا الخمس ثم الأفكار التي تشغل أذهاننا دوماً" و يُطلق عليها اختصارا "الوعي". و إطلاق صفة مثالي كمقابل لما هو مادي له أصل في الفلسفة الأوروبية، و قد أخذ معناه من إثنين من قمم هذه الفلسفة، هما إفلاطون و هيجل.
"فما هو أصل الأصول؟ و هل انبثقت الظواهر المادية من الظواهر الروحية، أم العكس هو الصحيح؟ هل انبثقت المادة من الوعي أم الوعي من المادة؟ لمن الأولوية: للروح أم للطبيعة؟"
انقسم الناس في بحثهم عن إجابة السؤال إلى معسكرين، مادي يعتقد بأن الوعي ناتج عن العالم المادي، و مثالي يقول بأولوية الوعي و الروح الكائنين بغض النظر عن الطبيعة.

قبل أن يذهب الكتاب لمحاججة المثاليين، يعالج إجابة ثالثة يراها شيئاً من المثاليّة، هي إجابة "المؤمنين"، أي المؤمنين بالإله، حيث يصفها بكونها إجابة منبنية على "إيمان" لا سبيل إلى إثباته أو البرهنة عليه، و أنّ الإيمان مؤسس على ما يجهله العلم، أو على الجهل لا على المعرفة، و على الإنصياع الأعمى للمشاعر، يقتبس الكتاب قول المطران نيقولاي: "إن للعلم حدوده. فالعلم يعالج فقط ما يراه الإنسان و يلمسه، و ما يسمعه أو يحكم عليه ذهنيا مما يراه و يراقبه، و لكن هناك ميداناً آخر.. هو ميدان الإيمان، فبالإضافة إلى العالم المرئي، هناك العالم غير المرئي، و هو عالم ليس في متناول العلم، و لكنه في متناول يد الإيمان".
و في سبيل التمييز بين الإيمان و المعرفة، يقول جان بودان: "يمكن القول عن دارس الرياضيات الذي يصدّق النظريّة عندما يطرحها معلِّمه دون أن يفهمها إنه يتحلى بالإيمان دون أن يمتلك المعرفة. و لكنه حالما يدرك مغزى البرهان و يقتنع بصحّة النظريّة و يبلغ المعرفة يفقد الإيمان".
موقف الماركسيّة من الدور الاجتماعي للدين سيرد عند الحديث عن الماديّة التاريخيّة، لكن المهم هنا هو تأكيدها على أن موضوع الإيمان الديني يقع خارج نطاق العلم، بوصف قضيّة الإله قضية غير علميّة بالأساس، و الماركسية كفلسفة تشجع على التحلي بروح العلم و الفحص النقدي لكل ما حولنا.

الجزء الأفضل في الحوار بين المادية الجدليّة و المثالية ممثلة في مذهب هيجل (رغم الاختصار الذي تُعرض به أفكار هيجل)، فهيجل الذي طوّر آراء إفلاطون عن عالم المُثُل، يرى أن "جميع الظواهر الماديّة المستوعبة حسيّاً هي مظاهر خارجية لجوهر الأشياء المعيّنة"، يعني هذا الكلام أنّ المثلّث مثلا، أيّا كان شكله أو طول أضلاعه أو المادة التي يُصنع منها، إنّما هو في النهاية تمثيل لـ"مفهوم" المثلّث، "جوهر" المثلّث الذي هو شكله الهندسي المُغلق بأضلاعه الثلاثة، و هكذا فإن جميع المثلثات تشترك في جوهر واحد لا مادي، لا يُرى و لا يُتصوّر، و مثل المثلث ينطبق الحال على كل الموجودات، إذ كلٌ منها إنما هو تجلٍّ لجوهر (مفهوم) خالد، لا يظهر و لا يزول، فالمحسوسات هي التجلي المتناهي الفاني لتلك الأرواح الخالدة اللامتناهية. ثم إن هذه الجواهر المفردة، مثل جوهر المثلث و جوهر الإنسان و جوهر الكرسي، تصدر كلها عن جوهر مطلق، هو جوهر الجواهر، الروح الكونية، اللانهائية، كتب هيجل عن فلسفته "أنّها تصوير للإله بما هو عليه في جوهره الخالد قبل خلق الطبيعة و خلق أية روح نهائية مهما كانت".
ترد المادية بأن هذا هروب آخر من ساحة العلم، عودة ملتوية إلى الدين و الإيمان بالغيب، فالعلم أثبت أن كل أشكال الوعي تحتاج إلى حامل مادي، و إلى أن يثبت وجود فكرة أو مفهوم ما، دون شرط مادّي، يبقى على المثالية أن تأتي بالدليل.
.
النذير حجازي
مشاركات: 535
اشترك في: الجمعة يناير 11, 2008 7:27 pm

مشاركة بواسطة النذير حجازي »

العزيز محمد حسبو
تحية طيبة

شكراً على هذا البوست الموفق لمناقشة هذا الكتاب الثر، ومتابعين معكم

تحياتي
give me liberty or give me death
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

متابعين يا محمد حسبو ،واجمل ما في الموضوع هو أعادة سنة اولي أبتدائي، بالمناسبة سنة أولي دي أصعب مرحلة!! ودي ما فكر فيها زول ان يعيد سنة أولي وهو واعي بيها حالة كونها سنة أولي، عشان يعيد صياغة الأسئلة في بعدها الواعي الأبتدائي برضو، لا التعليمي التربوي، موضوعة موفقة.

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
ÃãÌÏ ÝÑíÏ
مشاركات: 253
اشترك في: الاثنين إبريل 12, 2010 12:06 pm

مشاركة بواسطة ÃãÌÏ ÝÑíÏ »

حسبو ازيك
في اطار اعادة الحلقة الاولى من مسلسل (سنوات الضياع) راودتني نفسي ان اسلم عليك و اقول ليك :
(أجي يا حسبو ؟؟؟!)
íÇÓÑ ÈíäÇæí
مشاركات: 10
اشترك في: الخميس يوليو 29, 2010 10:53 am
مكان: السودان

مشاركة بواسطة íÇÓÑ ÈíäÇæí »

متابعين محمد



خالص الود
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

متابع معاك يامحمد تلخيص الكتاب
ولو انت فى السودان الايامات دى فى طريقة القى الكتاب فى استعارة
لن تكن ابدية
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

إلى حين

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


الأخ ياسر زمراوي
مشكور على الاهتمام، و لدي صديق كان يملك نسخة أخرى من هذا الكتاب و سأرسل لك تلفونه إن كانت ما تزال لديه.

برضو مشكور يا نذير، سأواصل التلخيص.

مرحب يا وليد، هي سنة أولى لكن بتاعت الميلاد الثاني كما يقول أخوتنا في اتحاد الكتّاب، كونها سنة أولى ما بعد الرشد، الكتاب مبسّط و مُعَد لمبتدئ في الفلسفة (بس على قدر معقول من الإلمام العام بالعلوم). لكن تأثيره يستمر حتى مع تقدم العمر و المعارف، إن كان كمنهج للتفكير و موقف فلسفي أو كان ذلك في طريقة التعبير عن الأفكار كما ألاحظ، و قد رأيت أن لا أُكثر من تعليقاتي على جاء فيه حتى لا أغرقه بالتفصيلات، ربّما أخصص مداخلات منفصلة للتعليق على بعض ما فيه و لعلّه يمتد و يصبح حواراً حول الفلسفة الماركسية إجمالا و لو من هذا الباب العتيق.

أضف رد جديد