النهج الوحيد للأحزاب السودانية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

النهج الوحيد للأحزاب السودانية

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

النهج الوحيد للأحزاب السودانية
ياسر زمراوى محمد عثمان

يمكن القول و ليس جزافا انه هنالك بنية ذهنية واحدة تعمل على دفع الحركة السياسية و مسيرة العمل السياسي فى السودان و بذلك نخرج من الفكرة الكلاسيكية فى الفكر الماركسي المسماه بالوعى الطبقى التى تفترض أن هنالك وعى محدد لكل الأفراد فى الطبقة المعينة تشكل رؤاهم و تحدد مصائر تفكيرهم بحكم طبقتهم ليس إلا و للم تستطع الماركسية أن تجاوب جيدا على مسألة خروج أفراد من طبقة و سلوكهم الوعى المخالف و فسرت الماركسية ذلك بان هنالك أفراد من الطبقة تشكلت رؤاهم على حسب رؤية البوليتاريا من واقع معايشتهم و اقترابهم من وعى البوليتاريا الشئ الذى لا يفسر كثيرا من الأمر إلا أن هنالك بنية ذهنية تشكل وعى ثقافي عام يسود المنطقة أو الوحدة السياسية المعينة و بذلك تشكل ثقافة عامة تؤسس دخول الفرد و سلوكه إحدى طرق الوعى لدى الطبقة المعينة .
نقصد بالبنية الذهنية بنية التراكيب الفكرية المؤسسة للوعى و بنية النقل و الاستيعاب و المحو و الحذف و الإملاء و التشكل حسب أنساق فكرية تدلف بالفرد داخل سلوك مهنى و فكرى و اجتماعي يكون مقيدا لحد ما داخل الإطار التاريخي للحظة الراهنة من الحراك الاجتماعي و المؤسس تاريخيا لشكل الوعى لدى الطبقة و الذي لا نروم الوقوع فى فكرة تكامله و اكتماله عند الفرد على حسب طبقته و تكون بذلك فكرة الوعي الطبقة فكرة إيمانية تأخذ نصها من خلاص و خلو الدين من الشوائب و فكرة سمو الفرد داخل الدين المعين و كل ماعداها من الأديان الأخرى ناقص .
تفترض تلك النظرة وصول الوعى الطبقى الى سدة حكمه ونقصان ذلك عند الوعى الطبقى للطبقة المناقضة و هى طبقة البرجوازية وتكون الفكرة بذلك مثالية افلاطونية على حسب افلاطون الذى يفترض وجود مثال أعلى و فكر سامي يسعى البشر من خلاله الى الكمال و الانطلاق نحو الكمال الذهني و الفكري و الروحي المؤسس لمعنى وجوده, و افتراض وجود وعى طبقى متكامل فيه كثير من التحامل على الحراك التاريخى الذى يفترض إنشاء الوعى الطبقى المكمل نفسه من خلال الحركة الفكرية و الاجتماعيــــــة و بذلك يتعرض الوعى الطبقى للحذف و الإملاء و التشيأ ( و الاغتراب )
يمكن بدراسة السلوك السياسي للأحزاب السودانية افتراض اثر البنية الذهنية عليهم اذ ان كل هذة الأحزاب عادت الى الخندق الوحيد و هو خندق الدوغمائية و الفكر المتسلط الشئ الذى ادى الى الانشقاقات المتعددة لهذة الأحزاب فى فترة التسعينات و ساعد على و جود هذا الكسر ( الطق ) وجود نسق فى بنية الأحزاب السودانية و الذى يفترض كمال الحزب و اكتمال منهج تفكيره دونا على فتح هذا المنهج على أبواب الوعى التاريخى المؤسس لنقد البنيات الفكرية و السياسية لتلك الأحزاب إلا ان الخروج من كنف هذه الأحزاب لم يكون نافعا لوجود أسس البنية الذهنية لإفراد هذه الأحزاب المنشقة و التى عادت بالضرر عليها و ادى الى انقسامها هى نفسها .
و مثلا عملت هذه الأحزاب على تبعية المثقف لها و بنت على ذلك أسس دفاعها عن نفسها و أصبح المثقف بوقا للحزب يأتمر بأمره و كل ذلك مرده للبنيه الذهنية فى سلوك الحزب السياسي الغير مفتوح على بصيرة واسعة تفترض التغير و حدوثه على مسار الحركة التاريخية و الاجتماعية فى الســــــــــــــودان .
تبدو دكتاتورية هذه الأحزاب الداخلية و عدم قدرتها على إحداث التغيير مؤولة الى وقوعها فى البنية الذهنية للعقلية السودانية التى أدت الى ان تكون هذه الأحزاب جميعها فى مأزق تاريخي لم تفقه إليه و ادى الى حدوث الشرخ فى بنيتها و قواعدها الشئ الذى جعل الانشقاق و سيلة للمعالجة لكنه لم يرفد بفكرة أوسع لأسباب الانشقاقات نفسها و يكون التعويل على ان إحداث نظام الإنقاذ لهذه الشروخ كسبب و حيد فقط تعويلا خاطئا اذ ان هذه الأحزاب كانت تحمل بذرة انشقاقها فى داخلها بما فى ذلك الأحزاب العقائدية التى يفترض فيها و ضع مكانة واسعة لحركة الفكر المتجدد كل حين.
فاالاحزاب السودانية القديمة منها كانت وليدة تنازعات عامة فمنها من رأى خلاص البلد فى حل مشكلته الثقافية فكون احزابا تعمل على حل مشكلة الاثنية والقبلية , ومنها من عمل بنظامه الطائفى بفكرة جمع الامة على قول واحد
فلم تجتمع هذه الامة حتى الآن ومنها من رأى خلاص السودان فى حل مشكلته الطبقية اى مشكلة الفقر والتنمية فلم تتحقق التنمية لاغفال الموروث الدينة والاثر القومى زائدا على التفارقات الاثنية العاملة على تأجيل الصراع الطبقى عند اصحاب العمل بتلك النظرية , العمل كان بين تلك الاحزاب ليس من اجل الوصول الى قاعدة واحدة من الوعى بقضايا البلاد تؤسس لوجدان ثقافى واحد يكون ظهرا لدستور قومى يحميه افراد الشعب , بل كان الامر فى رمته بحثا عن المقاعد فى ازمنة الديمقراطية القليلة والتباكى عليها فى ازمنة العكسرتاريا , الشعب المؤسسة على انظمة ديمقراطية سليمة يكون السعى فيها لحقوق الافراد على حسب حجم الافراد فى التكوين العام للشعب بحيث يجب ان يكون التمثيل له فى الاجسام والتنظيمات كما المجالس النيابية مطابقا لحقيقة وجودهم , بينما يختلف الامر فى السودان , اذ تأخذ السياسة العفوية والمشى وراء سياسة العمل الجماعى الغير واعى او مايسمية البعض عنفا بوعى القطيع ولا احب انا هذه التسمية, الاحزاب السودانية يجب ان تراجع مسيرة عملها وطرق اضافة الافراد اليها وتثقيفهم واعدادهم من اجل العمل الحزبى ويتساوى فى ذلك كل الاحزاب بماذلك حزب المؤتمر الوطنى الذى يضم فى داخله كثير من الكوادر الغير مؤهلة اكاديميا يتم اضافتهم من خلال فترة دراستهم ودفعهم لترك الدراسة على عكس ماهى الممارسة السياسية فى بلاد العالم الاخرى اذ يتخرج لها الفرد من كلية هى فى الغالب كليه العلوم السياسية ,
على الاحزاب ان لاتكتفى بدراسة مسألة امر السودان فى انه من يحكم السودان وان تنتهى من الضائقة الاقتصادية والتى لن تنتهى بين ايام ولياليها ولو فى حالة ان سلمت سلطة الانقاذ الحكم الآن , العمل الساعى لرؤية ان الاخطاء من كافة الجوانب , يشترك فيها الاحزاب فى طرق ادارتها وطرق رؤيتها للمسألة عملا بفكرة ان العود المافيهو شق مابقول طق , يساعد ذلك كثيرا فى حل مشكلة السودان السياسية وعملية ادراك مستقبل للسودان.

المقال نشر فى صحيفة الاحداث اليومية السياسية المستقلة
أضف رد جديد