هـجوم وحـشى على معرض التشكيلى محمد حمزة ..

Forum Démocratique
- Democratic Forum
إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

الأستاذ الكريم عاصم الصويم

أولا، شكرا على اهتمامك الدؤوب بتنويرنا بمجريات الأحداث فيما يخص هذه المسألة المؤثرة والهامة.
أتابع باهتمام هذا الخيط، ويدفعني توق لقراءة التداعيات التي تلت، وستتلو الحدث في حد ذاته.

لك أجزل الشكر على إنزال توضيح دار الأمة، الذي -في رأيي يبين موقف واضح (مافيه لف ولا دوران)؛ إدانة - محاسبة - اعتذار - وتوضيح مواقف.

و قد شكل مجلس محاسبة لهم لتوقيع العقاب اللازم لما إقترفا من عمل مشين لا يمت لخلق و مثل هذه المؤسسة التى دأبت على إحتضان كل عمل يمت إلى الثقافة و الآداب و الفنون و الرياضة و توفير الجو المناسب له و ما رعاية وإشراف الحبيب الإمام الصادق المهدى الشخصية و إهتمامه الزائد بها إلا دليل صدق لما نقول.

فى الختام أصالة عن نفسى و نيابة عن إدارة دار الأمة نتقدم إلى الأخ الصديق و الفنان المرهف الحبيب محمد حمزة و كل من تضرّر أو تأذى من ذلك الفعل المشين بأسفنا العميق و عزائنا أن فى أمتنا بعض الذين لم يرتقوا لهم مكنون و أهمية مثل هذه الأشياء.


ياريت كل البيانات تأتي بهذا الوضوح... بقول الكلام ده وفي بالي بيان قرأته اليوم صادر عن "المنظمة السودانية لضحايا التعذيب" يلف ويدور ولا يرمي بأي مباشر ويشير إلى كيف تقدر المنظمة منظمة العفو الدولية!!! وجدتني أتساءل: كيف يسمى البيان بياناً إن كان جل مايرمي به هو ترميز لا يود أن يخدش أحدا، ويأمل أن يقرأ الناس فيه شيئا مابين السطور؟

أعذرني لربط الموضوع بقضية أخرى تملأ الساحة هذه الأيام، لكن خليني أقولها: كده البيان ولا بلاش. هو أساساً سموه بالعربي (بياااااااان)، فعليه أن يكون مبيناً.

شكرا يا إدارة دار حزب الأمة. فهذه خطوة تستحق الإشادة، في طريق تسمية الأشياء بأسمائها؛ لأنه في نظري الغول واحد، إن كان هوساً أو فساداً أوغيرهما.

الغول في نظري هو كل مانجبن عن مواجهته.



مع تحياتي واحترامي
إيمان
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

حسن موسى

ناس حزب الأمة خصوم أيديولوجيون فعلا لكنهم ايضا خصوم يحيون في نفس العالم الذي نحيا فيه و هم ( مثلنا) قابلون للتطور و معرضون لكافة الإنمساخات التي نتعرض لها كلنا سلبا و إيجابا.و في هذا المشهد المحدد، مشهد حادثة معرض محمد حمزة، فالقوم قد وقفوا موقفا مشّرفا بإدانتهم لمن اعتدى على آثار محمد حمزة


صاح

أيمان أحمد

شكرا يا إدارة دار حزب الأمة. فهذه خطوة تستحق الإشادة، في طريق تسمية الأشياء بأسمائها


صاح
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

الدكتور حسن موسى
والأحباء هنا
تحية واحتراماً
النص المنقول من رؤى حزب الأمة حسب ما نقل الدكتور حسن موسى :

".." القسم الثاني: قضية الدين و الفن.
الجمال من مقاصد الكون لأنه موجود بكثرة بحيث لا تفسره الصدفة.و متحرر من الوظيفة بحيث لا تفسره الضرورة.إنه مقصود لذاته.".." القرآن استخدم كل فنون البلاغة و الموسيقى و التصوير الفني.
".."أحاديث تحريم الغناء و السماع مجروحة جرحها في القديم ابن حزم و ابن القيسراني في" كتاب السماع"و في العصر الحديث د. محمد عمارة في كتابه " الاإسلام و الفنون الجميلة.
كذلك الصور و التماثيل فإنها محرمة إذا وجدت شبهة وثنية، اما إذا كانت للجمال و للزينةأو لأي منفعة حياتية و لتنمية المشاعر الإنسانية فلا حرمة.كذلك جاء في الكتاب:" يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل و جفان كالجواب و قدور راسيات اعملوا آل داؤود شكرا"(سورة سبأ 13).
".." القسم الثالث:
نحو مشروع قومي تشكيلي:
الفنون التشكيلية هي الفنون الجميلة المرئية: تلوين ، تصوير رسم، نحت، عمارة،خزف، تصميم داخلي،نسيج و ازياء، تصميم صناعي، خط عربي، طباعة ، تصميم أماكن،تخطيط مدن و تزيينها.".."
[b]المدارس التشكيلية السودانية تعيد انتاج ازمة الثقافة السودانية بين التأصيل المنكفئ و التحديث المستلب.إن الحل على مستوى الثقافة كلها هو في نهج التأصيل الصحوي الذي يستصحب التعددية الثقافية، و الإنفتاح نحو العصر الحديث أو التحديث المؤصّل الذي يتطلع للعولمة و يستصحب الخصوصيات الثقافية. و في إطار هذع الرؤية تتاخ الحرية و يمكن الإبداع من العطاء دون وصاية"

نعود لما أسلفنا من حديث ، عن إيراد تفاسير الجلالين أو منشور المهدي ، وما أثار صاحبنا حسن حتى أخرج " النبي نوح " من أضابير العجب ، ليسأل لمصلحة من استدعينا التاريخ ؟
نبدأ :
نعلم أن لحزب الأمة تاريخ ، ولديه متحزبون يناصرونه ، من طائفة الأنصار ومن أعضاء حزب الأمة ، ولديهم وفق تاريخ الديمقراطية ( النسخة السودانية ) الثالثة أكبر المقاعد البرلمانية :(101) والاتحادي الديمقراطي كان له (68 ) مقعداً والجبهة القومية الإسلامية كان حصيلتها( 50 ) مقعداً والحزب الشيوعي كان له (3) مقاعد ...الخ
أيقف ما أوردنا من نصوص ضد الأمة كحزب يمثل كثير من رؤى الأغلبية التي ذكرنا ماضيها ولا نعرف ما صار إليه الحاضر ؟
أيمكن مجرد إيراد نصوص تسهم في توسيع وعاء المعرفة وتاريخ معروف أن يُسهم في استقطاب حملة ضد الحزب ؟ ليتساءل الدكتور حسن ( لمصلحة مَنْ ) !
إن الحادث أن قللنا من شأنه يصبح في مُحصلة ( باركُوها) :
(تصرف أعضاء عاديين و ليسوا قياديين وسوف يُحاسبهم الحزب ببيانه الناصع الذي عرفناه . )
ولكن أ هذا كل الأمر؟ .
نعرف الحزب ورؤاه الإسلامية الديمقراطية ، ونعرف الكثير عن التجديد الإسلامي الذي يبشر به الحزب .
لكن أحُسمت قضية الفنون بحق في أدبيات الحزب أم لم تزل تنتظر ؟
نعرف كثيراً من أحزاب السودان تتوجس من الجسد الآدمي ، ونحن بالمباشرة نرغب أن نعرف الحدود النظرية والعملية لتجديد الحزب و تطوره الذي تحدث عنه الدكتور حسن :
أهو كسوة الجسد البشري ، وإلى أي مدى يمكن تعريته. هذا إن بسطنا الفنون التشكيلية كناقل و بسطنا الخلق الإبداعي الذي هو أمر أكثر صعوبة ليس لأدبيات حزب الأمة بل لجمهرة سيخيب ظننا فيهم أن تمت تعرية رؤاهم الثقافية ؟
سؤالنا عن المناطق التناسلية وما حولها ، مناطق الرضاعة ، الأفخاذ والسوق ..؟
10% ، 20% 30 % .....الخ
يحتاج الخطاب المتقدم للحزب إلى لائحة تفصيلية توضح بالتفصيل أي درجات التعري يمكن للحزب بيمينه ويساره أن يتفق عليه حتى يتسنى لفنان تشكيلي أن يقيم معرضاً يُناسب تطور الحزب وقدرات طائفة الأنصار ، لا أن يصاب الكثيرون بالإحباط ، ويصبح المردود ردة ثقافية تضر بتوجهات الذين يطورونه ، أو يقول قائل أن جُرعة الفنون إباحية ومجون .
إن الذي أثار عضوين من أعضاء الحزب ، ليس حدثاً عابر ، وأرى أن من يُحقق معهم في حاجة لرصيد مُتماسك من الفهم الديني ، والوثيقة التي تحدث عنها الدكتور حسن والآية التي ذُكرت لم ترد اعتباطاً بل هي من مرجعية الدين في كل شيء ، وهي آية التماثيل قبل ( شريعة المنع ).
نعرف أن طبيعة أحلاف الديمقراطيين أن يقبلوا حلفاءهم على عللهم ، والجميع لديهم علل هنا وهناك ، فمؤسسة القهر مستشرية في مساكن الذين يدعون للحرية عامة ولحرية المرأة خاصة !!
فهل نستحق من بعد ذلك التوضيح وساماً " كالنبي نوح " ؟!


[/color]
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مصلحتنا

مشاركة بواسطة حسن موسى »

عبد الله بيكاسو الشقليني الفنان الرسام و الأديب العارف بعمارة الكلمات
سلام
ياخي لو عبارتي التي استدعي فيها " النبي نوح" عكننت عليك فأنا أسحبها حالا. لكن يا " باش مهندس"(شايف" باش مهندس" دي كيف؟ و السن بالسن..)أنا ما قلت " لمصلحة من؟" زي ما بفهم من كلامك " ليتساءل الدكتور حسن موسى (لمصلحة من)". و أنما عبارتي كانت " فما مصلحتنا، يا شقليني، ان نشهر في وجوههم شرح الجلالين او رأي الإمام المهدي في " حظر النساء؟"و الفرق بين مرامي العبارتين كبير لا تخطئه حساسية شاعر من طينتك.و بالمناسبة ضمير الجماعة في " مصلحتنا" يتجاوز الجماعة اليسارية الراهنة التي ننتمي إليها أنت و أنا و آخرين لغاية مولانا " بابكر بدري" الأنصاري المقاتل الذي لم يأبه كثيرا برأي الإمام المهدي في حظر النساء حين انبرى لتعليم الفتيات في مطلع القرن الماضي. شايف؟
ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã
مشاركات: 46
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:59 am

مشاركة بواسطة ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã »

كل محبة و تقدير لكل المشاركين و المتابعين لتطورات هذا "البوست" ..

أرجو قبول إعتذارى عن عدم إكمال الحوار مع الفنان التشكيلى محمد حمزة، و ذلك يرجع لأسباب خاصة به من بينها إنشغالاته المتعدّدة و التى على رأسها تجهيزه للمعرض الذى قدمه اليوم الثلاثاء 16/9/2008 بمركز (كواتو)، و كذلك ترتيبات سفره للإمارات لإقامة معرض هناك، و لكنه وعد وعداً قاطعاً بإكمال الحوار لاحقاً .. رغم أنه لا يميل إلى الحوارات و يفضل الرد عملياً من خلال تقديم تجربته ..
و كذلك تعذر إنزال مقاطع الفيديو نتيجة لمواجهة بعض المشاكل التقنية، و سأحاول معالجة هذه المشكلة لاحقاً .. لذا وجب الإعتذار ..

أما بخصوص ما ورد من مداخلات، فإنه من المعلوم أن تحليل أى ظاهرة سياسية / ثقافية أو غيرها أن المنهجية المتبعة تحتم ضرورة الرجوع إلى أصول الظاهرة و جذورها، من هذا المنطلق فإن ما إستند عليه الأخ عبد الله الشقلينى من مرجعية تاريخية و أسانيد يعد مقبولاً من الناحية التحليلية للظاهرة .. و لكن فى هذه المرحلة ليس بالضرورة الإلتفات إلى الوراء لأن الموقف لن يظل ثابتاً فى ظل الحراك و المتغيرات و لأن طبيعة الأشياء تستجيب لقانون التطور بمعنى (الإنتقال من طور إلى طور أرقى منه)، فلا يمكننا أن نحاكم الموقف الذى بدر قبل أكثر من مائة عام و نستدعيه الآن فى القرن الواحد و عشرين، لذا علينا الإعتراف بالتغيير الإيجابى لإطروحات حزب الأمة على مستوى المبادرات الثقافية.

و عليه ليس من المنطق عقد مقارنة بين ما أنتجته العقلية الثائرة لمحمد أحمد المهدى فى ظل ظروف تاريخية / سياسية / إقتصادية و إجتماعية فى القرن 19 مع أجتهادات و مبادرات حفيده فى القرن الـ21 . و بالتالى فإن المشروع الثقافى المطروح من قبل السيد الصادق المهدى، و كذا فتح أبواب دار الأمة للأنشطة و الفعاليات الثقافية المختلفة التى تجتذب جمهور يختلف نوعياً عن ذلك الجمهور المداوم على الأنشطة الأخرى بالمراكز الثقافية الأجنبية بالعاصمة، يستوجب الإعتراف بهذا الحراك الإيجابى و تشجيعه و دعمه إن أمكن، لأن فى ذلك تقارب بين ما يطرحه حزب الأمة (ثقافياً) و قوى التحديث و التجديد.

و بناءاً على ما تقدم، فإن ثقافة الإعتذار و أهمية ممارستها على مستوى الأنظمة و المؤسسات السياسية و المدنية تصبح ضرورة ملحة لولوج مرحلة التحول الديمقراطى المضمنة فى المواثيق و المعاهدات و الإتفاقيات، و منها (نيفاشا) التى تنادى إلى ضرورة كفالة حقوق الإنسان و بدولة المواطنة. و نخص هنا ما ينتج عن ذلك من إرتباط بالثقافة و الإبداع و الفنون، مما يجعل حتمية الإعتراف بحرية التعبير و صونها و الدفاع عنها ركيزة من الركائز الفعلية للتحول الديمقراطى، و أنه ليس ببعيد علينا ما طبق من تجارب فى كلٍ من (جنوب أفريقيا / المغرب / شيلى)، التى إنطلقت من الإعتراف و المصارحة و التسامح و تمليك الحقائق و الكشف عن ملفات إنتهاكات حقوق الإنسان و المحاسبة و العقاب و تعويض المتضررين ..

و رغماً عن ذلك، فإن ما حدث فى دار الأمة للفنان التشكيلى محمد حمزة يكشف عن مؤشرات بينة، من بينها التناقض الواضح بين أطروحات القيادة و قاعدة الحزب فى المجال الثقافى، و هنا نتساءل إن كان ما حدث قد بدر من عضوين عاديين فما هو دور القطاع الثقافى لحزب الأمة فى تنوير عضويته و ردم الهوة ما بين قمة الهرم و أسفله، ثم أن المنبر "الحر" للثقافة و الآداب و الفنون، هذا الكيان الناشط ثقافياً بدار الأمة، يفترض فيه أن يكون من أكبر المدافعين عن حرية التعبير كما يُشير بذلك إسمه. إن الإزدواجية و التعارض ما بين نمطين للتفكير داخل حزب الأمة (عقلية تنحى نحو الحداثة و التجديد و أخرى جامدة و ساكنة تتمسك بقيم طرحت قبل أكثر من مائة عام) يُعد معوّقاً أساسياً لشيوع الديمقراطية داخل هيكل الحزب قبل مساهمة الحزب فى عمليتى البناء و التحول الديمقراطى. لأن الديمقراطية تستدعى بالضرورة تغيير العقلية و نمط تفكيرها لتترجم فى سلوك حقيقى ينبع من الإختلاف و الإقتناع به، بإعتبار أن الصراع / السياسى / الإجتماعى و الثقافى لا يمكن أن يولّد قيمة و حكم متماثلان نتيجة للتنوع و التعدّد و إختلاف الرؤى و المفاهيم.

و إن كانت هذه الإشكالية تخص حزب الأمة بتركيبته المتناقضة، فإننا كنا نتوقع رد فعلٍ إيجابى من قبل الجماعات الثقافية التى تنادى فى برامجها و أهدافها بصون كرامة المبدعين و الدفاع عن حقوقهم فى التعبير الحر و إشاعة الديمقراطية و حقوق الإنسان ... و خاصةً الإتحاد العام للفنانين التشكيليين، لآن ما مسّ أحد الفنانين التشكيليين يعتبر مساساً مباشراً بالإتحاد .. و الله أعلم !

و على هذا الأساس، أنه يجب تثمين مبادرة د. عمر أحمد عمر مدير دار الأمة، و البيان التوضيحى من جماعة القصر التشكيلية لشجاعتهما و جرأتهما فى التعامل مع الحدث بشفافية عالية و خطوهما على طريق الممارسة الديمقراطية فى جانبها الثقافى.


الأستاذ عادل السنوسى .. لك تحياتى ..

تتساءل عن جدوى إقامة معرض تشكيلى فى بلادٍ نبتها عُشر و طلح ! و صيدها ضبع و ذيب !

إذا لم تُشرف على أرضك و تفلحها و تُبذر فيها البذور فإنها لن تورق و لن تُزهر و لن تُثمر، و أعتقد أن اللذين يعرضون معارضهم فى بلادٍ نبتها زهرٌ و وردٌ و عنبر لم يرثوها حدائق و جنان غنُاء تحلّق و تغرّد فيها العصافير، بل كدّوا و كافحوا و صادموا و زرعوا ثم حصدوا، فصادوا الأطايب و المشتهيات .. فالجرأة و المبادرة و الفعل و الصدام أكثر إيجاباً من ممارسة الفُرجة .. (و أن توقد شمعةً خيرٌ من أن تلعن الظلام) .. و تصبحون على وطن ..
ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã
مشاركات: 46
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:59 am

مشاركة بواسطة ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã »

صورة

صحيفة "أجراس الحرية" الثلاثاء 16/9/2008

تفاصيل أوفى لاحقاً ..
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

ننقل ما ورد ببنان الأستاذ عاصم :

[color=green]
السيد إدريس البنّا يتخطى اللوحة مثار الإشكال بسلام بعد إطلالته عليها
***
و رغماً عن ذلك، فإن ما حدث في دار الأمة للفنان التشكيلي محمد حمزة يكشف عن مؤشرات بينة، من بينها التناقض الواضح بين أطروحات القيادة و قاعدة الحزب في المجال الثقافي، و هنا نتساءل إن كان ما حدث قد بدر من عضوين عاديين فما هو دور القطاع الثقافي لحزب الأمة في تنوير عضويته و ردم الهوة ما بين قمة الهرم و أسفله، ثم أن المنبر "الحر" للثقافة و الآداب و الفنون، هذا الكيان الناشط ثقافياً بدار الأمة، يفترض فيه أن يكون من أكبر المدافعين عن حرية التعبير كما يُشير بذلك اسمه. إن الازدواجية و التعارض ما بين نمطين للتفكير داخل حزب الأمة (عقلية تنحى نحو الحداثة و التجديد و أخرى جامدة و ساكنة تتمسك بقيم طرحت قبل أكثر من مائة عام) يُعد معوّقاً أساسياً لشيوع الديمقراطية داخل هيكل الحزب قبل مساهمة الحزب في عمليتي البناء و التحول الديمقراطي. لأن الديمقراطية تستدعى بالضرورة تغيير العقلية و نمط تفكيرها لتترجم في و رغماً عن ذلك، فإن ما حدث في دار الأمة للفنان التشكيلي محمد حمزة يكشف عن مؤشرات بينة، من بينها التناقض الواضح بين أطروحات القيادة و قاعدة الحزب في المجال الثقافي، و هنا نتساءل إن كان ما حدث قد بدر من عضوين عاديين فما هو دور القطاع الثقافي لحزب الأمة في تنوير عضويته و ردم الهوة ما بين قمة الهرم و أسفله، ثم أن المنبر "الحر" للثقافة و الآداب و الفنون، هذا الكيان الناشط ثقافياً بدار الأمة، يفترض فيه أن يكون من أكبر المدافعين عن حرية التعبير كما يُشير بذلك اسمه. إن الازدواجية و التعارض ما بين نمطين للتفكير داخل حزب الأمة (عقلية تنحى نحو الحداثة و التجديد و أخرى جامدة و ساكنة تتمسك بقيم طرحت قبل أكثر من مائة عام) يُعد معوّقاً أساسياً لشيوع الديمقراطية داخل هيكل الحزب قبل مساهمة الحزب في عمليتي البناء و التحول الديمقراطي. لأن الديمقراطية تستدعى بالضرورة تغيير العقلية و نمط تفكيرها لتترجم في سلوك حقيقي ينبع من الاختلاف و الاقتناع به، باعتبار أن الصراع / السياسي / الإجتماعي و الثقافي لا يمكن أن يولّد قيمة و حكم متماثلان نتيجة للتنوع و التعدّد و اختلاف الرؤى و المفاهيم. سلوك حقيقي ينبع من الاختلاف و الاقتناع به، باعتبار أن الصراع / السياسي / الإجتماعي و الثقافي لا يمكن أن يولّد قيمة و حكم متماثلان نتيجة للتنوع و التعدّد و اختلاف الرؤى و المفاهيم.

الأحباء
تحية واحتراماً
إنه لأمر يستحق الإشادة أن ينهج الكتاب هنا توسيعاً لمواعين الحوار وجلباً للأسانيد ، وما جلبنا الغليظ من التُراث إلا ليكون الحوار على بينة معلومة تُذكِّر الجميع بالمراجع التي يتعين أن نقف عندها للاستنارة ونعرف الحدود التي يقف فيها الخطاب الظاهر و تتبُع النهج النائم الذي أيقظته لوحة أو عدة لوحات من سبات ليس بعميق.
ربما يكون الحوار هنا أطيب ، عندما نُجُر التاريخ من آذانه ، ليس من رغبة لجر المُطورين لرؤى حزبهم للتمترُس بقيم الماضي ، بل لنعرف إلى أي حد ابتعد الخطاب من الغلظة إلى معاملة الفنون والبشر بروح الديمقراطية .
إني أرى المُجدد الشيخ بابكر بدري استثناء ، حين بدأ ثورته التعليمية منذ أول القرن ، إذ أننا نعرف كيف كانت عليه الجزيرة أبا قبل 1969 م بلا مدارس بنات ، رغم أن الإمام الراحل الهادي المهدي كان إمام الجزيرة أبا وحاكمها الفعلي ولا يوجد مركز شرطة ، وقد تخرج هو من غردون التذكارية ، وكان قبلها يدرس في كلية فيكتوريا في الإسكندرية !!
نعلم أن هنالك صراعات بين الحزب وطائفة الأنصار ، أو بين رؤى التجديد والرؤى السلفية ، ولسنا بصدد تناول ما يخرج من الموضوع ، ولكن مراجع التطوير والتحديث كانت النصوص الدينية ، فالخطاب الذي يُجدد رؤى الحزب تجاه الفنون بمراجع الدين ، وليس لدينا مأخذ من انتهاج الحزب ما يشاء من مصادر : من تطوير الاجتهاد أو التأويل أو المجاز ، ولكن ليخرج علينا المُجددون جسداً واحداً يتعامل مع حَملة الريشة الثورية الناعمة، من الذين يساهمون بحق في نقل الوعي لمنطقة أكثر رحابة .


**[/color]
آخر تعديل بواسطة عبد الله الشقليني في الأربعاء سبتمبر 24, 2008 7:36 am، تم التعديل مرة واحدة.
ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã
مشاركات: 46
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:59 am

مشاركة بواسطة ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã »

صورة

فى بداية حفل (كواتو) تحدّث الفنان التشكيلى إلى الجمهور

صورة

بعدها جلس يرسم "بورتريه" لأحد الشخصيات بينما الجمهور يراقب من خلفه

صورة

ثم صعد الفنان شرحبيل أحمد بعد تقديمه و أخذ يدوّزن قيثارته

صورة

و بعدها صَدَحَ: "ستّار يا ليل"

صورة

التشكيلى محمد حمزة يواصل رسم الـ"بورتريه" بينما يغنّى الفنان شرحبيل

صورة

جمهور الحفل يتابع بإهتمام

صورة

ثم إستبدّ الحماّس بأحد تشكيليىّ جماعة (كواتو) فصعد خشبة المسرح و أخذ يرسم "بورتريه" لشرحبيل أحمد و سط هَرَج و تشجيع الجمهور، فى الوقت الذى ندّت فيه إبتسامة من شرحبيل أثناء غنائه:

فكرى يوم قال لىّ مين أحلى من فوزية ..
بت خالتك الفى بحرى بتحبّك من بدرى ..



عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الأستاذ عاصم إدريس الصويم

تحياتي

إن الإزدواجية و التعارض ما بين نمطين للتفكير داخل حزب الأمة (عقلية تنحى نحو الحداثة و التجديد و أخرى جامدة و ساكنة تتمسك بقيم طرحت قبل أكثر من مائة عام) يُعد معوّقاً أساسياً لشيوع الديمقراطية داخل هيكل الحزب قبل مساهمة الحزب فى عمليتى البناء و التحول الديمقراطى.


برغم أني اتفق معك في مجمل رأيك إلا أنه يتراءى لي أن وصفك للصراع الداخلي في حزب الأمة بالتناقض المُعَوِّق فيه مجافاة لقانون التطور نفسه. لا بد من طرفي نقيض في أي مؤسسة أو حزب يقوم بينهما تنافر وصراع وشدًّ وجذب من أجل بزوغ مواقف جديدة ربما يكون أولها تنازلات وحلول وسط وتستمر هذه العملية لتكتمل ثقافة الديموقراطية المنشودة. هذه مسيرة بدأت بالمعرض الذي رعاه المنبر "الحر" للثقافة و الآداب و الفنون, المنبر الذي قفز قفرةً في الاتجاه الصحيح وثناها الإعتذار. ولا بد من أن أروقة حزب الأمة ستناقش هذا الحدث وما استتبعه على كافة المستويات وهوعين ما سيؤدي لشيوع الديموقراطية . لا يوجد تناقض. توجد وجهات نظر متباينة ستتحاور ديموقراطيا, وقد بدأ الحوار الذي سيستمر زمنا طويلا لأن التأطير الفكري لهذا الأمر يلزمه مراجعة النصوص التاريخية وإعادة قرائتها وفق منهج جديد لا يلفظ التراث ولكن يستلهم منه ويعيد النظر في اجتهادات العصور الخالية بما يتناسب ومعطيات العصر.

مودّتي
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã
مشاركات: 46
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:59 am

مشاركة بواسطة ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã »

الأستاذ / عبد الماجد تحياتى وإحتراماتى لأسهاماتكم المقدرة .

لتوضيح ما عنيت فى الفقرة التى إقتبستها أعلاه أود أن أشير إلى الآتى :

ما عنيته بالإزدواجية هو الثنائية التى ينبنى عليها تنظيم الأمة (هناك الحزب بالمفهوم السياسى ثم الطائفة بثقلها الدينى والقبلى) مع ملاحظة أن الحزب (أى حزب) لديه أيديولوجيا تعبر عن طبقة يدافع عنها وتنتمى إلى برنامجه، فهل هذا ينطبق على حزب الأمة من حيث المنتمين إليه لتحقيق (مصالحهم) جميعاً ؟ هناك "كمبرادورات" ومستنيرين وتحديثيين يطرحون الديمقراطية منهجاً و يبتغونها نظاماً للحكم، و فى الجانب الآخر قاعدة كبيرة من المسحوقين و المهمشين يحكمهم الولاء للطائفة و القبيلة و الجهوية .

هذا الوضع ينتج عنه ما عنيت به التعارض (التعارض فى المصالح و التعارض فى إعتماد الديمقراطية كمنهج لمعالجة القضايا ...) مع العلم أن أى فرد / طبقة / حزب يناضل من أجل تحسين وضعيته الإجتماعية، فمن أجل ماذا يناضل الأتباع والطائفة ؟ هل لأجل تحقيق مصالحهم الذاتية أم لأجل مصالحهم و مصالح السادة معاً ؟ هذا التعارض يُنتج الكثير من الإشكالات التى (تعوّق) سريان مبدأ الديمقراطية فى معالجة قضايا الحزب مثل الحق فى الترشح للقيادة الحزبية (الجمع بين زعامة الحزب و إمامة الطائفة) و المساواة فى حق الإعتراض على القرارات الحزبية و المشاركة فى رسم و وضع البرنامج الحزبى، و من الذى يتحكم فى تسيير شؤون الحزب العقلية السياسية أم العقلية الطائفية ؟

إن الإعاقة لا تشل الحركة، بل تحد من حريتها، تبطئها، تقلل من فعّالية و آلية إشتغالها (الطبيعية)، لذا فإن التفاوتات المختلفة داخل حزب الأمة من حيث الدرجة السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و كذا الجهوية، تجعل من تعارض المصالح بين أولئك اللذين إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا أتباعاً لسادة يتحكمون فى مصائرهم و حيواتهم لا يشكلون نقيضاً ثورياً داخل مؤسستهم الحزبية، و لهذا نجد أن ظاهرة تأسيس الحركات الجهوية مؤخراً دليلاً واضحاً على أن الدفاع عن قضاياهم و مصالحهم لا يمكن تحقيقه من خلال الإنتماء إلى المؤسسات الحزبية التقليدية.

لقد ذكرت فى مداخلتك بأننى وصفت الصراع الداخلى فى حزب الأمة (بالتناقض المعوّق)، و الحقيقة أننى ذكرت أن الأزدواجية و التعارض يُعدّان معوّقاً أساسياً لشيوع الديمقراطية داخل الحزب .. فى حين أنك أوردت فى فقرةٍ لاحقة من مداخلتك بأنه (لا يوجد تناقض، توجد وجهات نظر متباينة ستتحاور ديمقراطياً.). إن وصف الصراع داخل حزب الأمة فى وجهات النظر بالتباين يُعد أقل توفيقاً من وصف الصراع الذى يحتد فى بعض الأحيان إلى درجة التعارض.

لأن (الإعراض) عن الشىء هو الصدُّ عنه. و (إعترض) الشىء صار (عارضاً) كالخشبة (المُعترضة) فى النهر يقال (إعترض) الشىء دون الشىء أى حال دونه. و (إعترض) فلان فلاناً أى وقع فيه. و (عارضه) أى جانبه و عدل عنه. و (العارض) السحاب يعترض فى الأفق ..

و (النُقاضة) بالضّم ما نُقض من حبل الشَّعْرِ. و (المُناقضة) فى القول أن يتكلم بما (يتناقض) معناه .. و (الإنتقاض) هو الإنتكاث .. {و هذا حسب مختار الصحاح}.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

صراع الحداثات

مشاركة بواسطة حسن موسى »

صراع الحداثات




الأعزاء
شكرا لكم كونكم قعدّتم هذه المناقشة في مقعدها المناسب( الطبيعي؟) من حيث هي مناقشة في مسألة صراع الحداثات ( الطبقيات) في السودان اكثر منها مناقشة في حالة حادثة اعتداء فردي على حق فنان في التعبير.و رغم ان حادثة الإعتداء " الوحشي" على معرض التشكيلي محمد حمزة قد حصلت في دار حزب الأمة إلا ان هذا النوع من الأحداث قابل للتكرار في دور العديد من مؤسساتنا السياسية الأخرى التي ما تزال ـ لأسباب متنوعة ـ تعافر و تفاوض بسبيل تعريف موقف واضح من قضايا الحريات الأساسية . وحين اقول " مؤسساتنا السياسية" فأنا لا استثني المؤسسات التقدمية الفاعلة في ساحة السياسة السودانية وفي طليعتها حزب الشيوعيين السودانيين الذي لن ينسى بسهولة ندوب جرح سياسي قديم اسمه " حادثة طالب معهد المعلمين"،و رغم ان الرأي العام قد توصّل لتصنيف " حادثة طالب معهد المعلمين" في باب تراث الإفك السياسي الأسلاموي، إلا أن التحسّب المفرط من مخاطر استفزاز ذاكرة التقليد العربسلامي في السودان قد بلغ بدوره مبلغ الاستفزاز في حق حركة الإستنارة العلمانية. فالمتابع لأدبيات حزب الشيوعيين السودانيين يملك ان يتحسس بسهولة حرص بعض قادة الرأي الشيوعيين على التمسّح بمسوح التقليد الديني ضمن مسلك أيديولوجي( براغماتي) يداهن العواطف الدينية لطائفة من ابناء و بنات الطبقة الوسطى العربسلامية على زعم سياسوى فحواه ان" التطبيق الخلاق للماركسية" يدمج الدين الإسلامي بين آليات التغيير الثوري و الله أعلم.و لست هنا بصدد فتح هذا الباب العويص: باب " الأسلام و الماركسية في السودان "فالريح تأتي منه و هو مسدود على كل حال، و لكني بصدد المساهمة في تقعيد مناقشتنا ضمن مشهد جيوبوليتيك الثقافة الحديثة في السودان.

و قد فرحت بتطور مسار المناقشة نحو" نسخة حزب الأمة" من نزاع الحداثات في السودان، كون هذا الحال يتيح وضع النقاط على حروف إلتواءات الحداثة السودانية التي تبذل نفسها في صيغة متعددة الوجوه. و أول النقاط هي ان أهل السودان على اختلاف اعراقهم و ثقافاتهم ضالعون بالقوة ـ قوة التناقض بين العمل و رأس المال ـ في منطق حداثة رأس المال و إن غاب هذا الواقع عن خواطر البعض. يعني بالعربي كلنا حديثون و لو شئت قل: نحن حداثة الحداثة الماوراها حداثة. كوننا نقيم من حداثة السوق في ذلك الموضع الحرج الذي تنكر فيه نفسها و تتنكّر في ثياب التقليد الفلكلوري المصنوع اعتباطا . يقول السيد عبد الرحمن المهدي في مذكراته التي تمثل سجلا قيما لتاريخ صراع الطبقات في السودان:" ان علاقة الدائرة مع عمالها دائما تقوم على أسس أبوية محضة، حيث ألتزم أنا بسد حاجات العمال بغض النظر عن انتاجهم، فتعطي الدائرة للعامل المشتغل و العاجز ما يكفيهما من غذاء و كساء و ضروريات أخرى. و رأيت أن أغيّر هذا النظام في السنوات الاخيرة و أن أعطي العامل المشتغل في الحواشة 40 في المئة على أساس مشروع الجزيرة، و هذا النظام الجديد يكلف الدائرة أقل من النظام السابق حسب دفاتر الحسابات.." ( ص 58). أنظر " محاولات سودانية في تملّك الحداثة السير عبد الرحمن .. " في
https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... a0522a5658


. و ثاني النقاط هي ان الفرز الإجتماعي بين الفرقاء السودانيين إنما يحصل في مقام نزاع الحداثات بين حداثة رأس المال و نقيضها التقدمي الإنساني .و قيل رد فعلها. و لا يضير حركة الحداثة التقدمية كونها تأسست على مبدأ رد الفعل المعارض لفاعلية حداثة رأي المال. فإنسانيتها إنبنت و تطورت على مبدأ المعارضة ،معارضة شرع الغاب و نقده و تحجيمه و تحييده و إلغائه و تجاوزه و هيهات.. إلى آخر كلامات الشعراء.


أقول : إن التعارض القائم بين استجابة القياديين في حزب الأمة و أستجاية القاعديين لحادثة الإعتداء على معرض محمد حمزة هو في الحقيقة تعارض بين موقفين حداثيين من سؤال التعبير الفني. فالقياديون ادانوا الإعتداء على المعروضات و اعتذروا للفنان و للجمهور و وعدوا بمحاسبة ، بل و بمعاقبة ، المسؤولين عن ال" الجريمة". و في موقفهم حصافة سياسية و بعد نظر حداثي محمود كونهم وعوا قيمة الثقل النوعي لحركة الفن التشكيلي الحديث في مشهد العمل العام في السودان. و هي حركة متأصلة في الفضاء الثقافي و امتداداته السياسية بفضل مؤسسات قديمة و حديثة نشطة و بفضل تقليد طويل في العمل العام مسنود بأدب و فصاحة و وعي سياسي نقـّاد. و"القاعديون" في حزب الأمة عملوا بمبدأ من رأي منكم منكرا فليغيره بيده و فعلوا، لكنهم حرصوا على احتواء فعلهم المادي في حدود المناسب و المعقول. و حدود " المناسب و المعقول" هي حدود متحركة وفق مواصفات المسلك ال" بوليتيكلي كورريكت" الذي يرضاه" الذوق العام" أو " الحس السليم" او " الأخلاق السودانية". و" الذوق العام السليم السوداني" آلية سلوكية متغيرة باستمرار لكنها تملك في بعض المواقف ان تتكشف عن سلطة حقيقية أقوى من سلطة التقاليد و حتى أقوي من سلطة الدين نفسه.ذلك ان الدين، في الفهم الشائع وسط اغلب الإسلاميين ، يحرّم التصاوير و يجعل من المصورين " اشد الناس عذابا يوم القيامة". فمن صادروا حق محمد حمزة في التعبير اعترضوا على الأعمال الفنية التي تمثل صور الإناث العاريات فقط و لم يعترضوا على مبدأ تمثيل " كل ماله ظل" حسب المفهوم الشائع للمنع الديني للتصاوير.

و من جهة أخرى فلو فحصنا حادثة الإعتداء على معرض محمد حمزة على ضوء استجابة طرفي النزاع ، داخل هذه المؤسسة السياسية الحديثة المسماة " حزب الأمة القومي"، فمن الضروري التذكير بأن الأطراف المتعارضة داخل حزب الأمة إنما اختلفت على مستوى وجهات النظر حول مضمون المعرض و ليس في مبدأية المعرض نفسه كوسيط اتصال جماهيري حديث و كأسلوب مستجد في العمل بين ناشطي حزب الأمة.ذلك ان المعرض كوسيط إتصال جماهيري إنما انطرح في تاريخ السودان كشكل ثقافي حديث استنبتته دولة الإستعمار كونه يتميز بقدرته على ان ينطرح، في نفس الوقت ،كغاية جمالية ثقافية جذابة و كوسيلة سياسية عالية الكفاءة.فأول المعارض التي عرفها السودانيون كانت هي معارض المدارس الأولية ايام الإستعمار،و التي كانت تنظم في مناسبة " يوم الآباء" غالبا بغرض عرض المدرسة الحديثة للأهالي و تشجيعهم على تسجيل ابنائهم في المدارس.في ذاك الوقت كان المعرض المدرسي وسيلة بروباغاندا غايتها دعم المدرسة الحديثة و من وراء المدرسة مجمل نظام الإلتواءات الأيديولوجيى الذي اورثتنا إياه الحداثة الإستعمارية.و حديث المعرض طويل يستحق مساحة مستقلة فصبرا.

الصديق الفنان عبدالله الشقليني، في مداخلته يمنبر " سودان للجميع" ( 14 سبتمبر 08) أقر لحزب الأمة بإنخراط في الحداثة بما يعرف عن" رؤاه الإسلامية الديموقراطية" و " التجديد الإسلامي الذي يبشر به". لكن الشقليني يطمح لأن يحسم الحزب ما اسماه بـ " قضية الفنون" في أدبياته و يطالب بـ " لائحة تفصيلية توضح بالتفصيل أي درجات التعرّي يمكن للحزب بيمينه و يساره ان يتفق عليه حتى يتسنى لفنان تشكيلي ان يقيم معرضا يناسب تطور الحزب و قدرات طائفة الأنصار .."
و فيما وراء المطالبة التعجيزية الظاهرة يكشف كلام الشقليني عن نظرة في سوسيولوجيا السياسة تعارض بين " تطور الحزب" و " قدرات طائفة الأنصار" فكأن ممثلي الحداثة الحضرية في الجهاز السياسي في حال مواجهة " حضارية" ضد ممثلي التقليد البدوي قبل الرأسمالي في الطائفة ، و في هذا جور مستتر على أهل الطائفة كون الشقليني يعرف ان " هؤلاء الناس" الذين اعتدوا على معروضات محمد حمزة لم يتصرفوا باسم طائفة الأنصار و إنما باسم " الحس الأخلاقي " لطائفة محافظة من أبناء الطبقة الوسطى الحضرية ممن اعتبروا ذواتهم مرجعا يحتذي في مشهد السلوك الحضري القويم."هؤلاء الناس" لو خرجوا من العاصمة( المثلثة؟) و توغلوا بين أنصار البوادي في غرب البلاد لهالهم ان قطاعا كبيرا من جماهير الأنصار الأقحاح لا يستفزهّ كثيرا واقع الأنصاريات الأميات اللواتي يمشين في البوادي و في أسواق الحواضر و هن كاشفات الوجوه و النحور و الصدور.و ذلك ببساطة لأن هؤلاء الأنصار الأماجد لا يصدرون ـ في نظرتهم لجسد الأنثى ـ عن نفس المرجعية النفسية و الإيروسية الآثمة التي تكبّل نظر ذكور الحواضر لجنس النساء على الإطلاق. و البحث في عواقب النظر الآثم لذكور الحواضرـ و إن لم ينتموا لطائفة الأنصار ـ فولة أخرى تنتظر كيّالها في غير هذا المقام.( أو قل ـ كان الله رفع القلم ـ في مقام "جيوبوليتيك الجسد"، في خصوص" النظرة الثانية في كشف الحال و كيد الرجال").

المهم يا زول
يهمني هنا التأمل في مشروعية هذا المفهوم السوسو/سياسي الذي يعارض " الحداثيين" في جسم الحزب بالـ " تقليديين" في جسم الطائفةو ما يترتب عليه من استنتاجات سياسية و فكرية أقلها الزعم بان الطائفة تحيا في صفاء عزلة التقليد المجيدة التي تحميها من الانمساخات الثقافية لحداثة رأس المال.و أي مراقب للحياة السياسية السودانية يعرف ان طائفة الأنصار التي انخرطت في الصراع السياسي بأشكاله منذ فجر الإستقلال قد تعلمت ـ بسبيل البقاء ـ ان تتصرف في المسرح السياسي السوداني كجماعة حديثة.و كوادرها التي صقلتها التجارب لا تجهل واقع الانخراط النهائي للطائفة في منطق الحداثة و عواقب هذا الواقع على مجمل الخيارات التي يتخذها الأفراد المنتمين لها( كالمطالبة بمزيد من الديموقراطية داخل المؤسسة السياسية من طرف انصار كـ" بكري عديل" و آخرين).


و قد لاحظت ميلا متفائلا مشتركا في كلام الأخ عبد الماجد و الأخ عاصم الصويم لإعتبار ان القيادة الحزبية في حزب الأمة ـ من خلال إختبار معرض محمد حمزة على الأقل ـ تجهد من أجل بزوغ شمس الديموقراطية في الحزب. فقد كتب الأخ عبد الماجد:
"و تستمر هذه العملية لتكتمل ثقافة الديموقراطية المنشودة ..".."و لا بد من أن اروقة حزب الأمة ستناقش هذا الحدث و ما استتبعه على كافة المستويات و هو عين ما سيؤدي لشيوع الديموقراطية."
و يرى الأخ عاصم الصويم إن قيام " القطاع الثقافي لحزب الأمة " بـ " ردم الهوة ما بين قمة الهرم و أسفله" يمكن ان يساعد على تجاوز " الإزدواجية و التعارض ما بين نمطين للتفكير داخل حزب الأمة"و يستنتج عاصم الصويم أن التناقض بين :" عقلية تنحى نحو الحداثة و التجديد و أخرى جامدة و ساكنة تتمسك بقيم طرحت قبل أكثر من مائة عام." " يعد معوقا أساسيا لشيوع الديموقراطية داحل هيكل الحزب ..". و الصويم ،لا يقل تفاؤلا عن عبد الماجد حين يتصور ان " شيوع الديموقراطية " أولوية قصوي ضمن المشروع الإصلاحي المتخلّق حاليا داخل حزب الأمة. ذلك لأن إنخراط الحداثيين المسيطرين على المؤسسة السياسية في واقع الحداثة لا يعني بالضرورة انهم سيقودون "حزب الأمة القومي" المحدّث نحو الديموقراطية. و ذلك لسبب بسيط يتلخص في كون الممارسة الديموقراطية قد تؤدي بهم لفقدان الحظوة الرمزية و المادية و السياسية التي بنوها عبر العقود بذريعة امتيازهم الإلهي "الطبيعي" كأشخاص من سلالة الأب المؤسس. و أغلب الظن ـ ظنـّي الآثم المشروع ـ ان المشروع الإصلاحي المطروح داخل المؤسسة الحزبية لا يرمي لأكثر من ترميم الواجهة الحزبية ببعض المحسنات الديموقراطية التي تفرضها" السماحة السودانية " و الحس السليم العام" وغيرذلك من أدب" أبناء الدفعة " المصطلح عليه في اوساط الطبقة الوسطى الحضرية.

بيد ان تقرير الأخ عاصم الصويم الذي يصف بنية المؤسسة السياسية لطائفة الأنصار كنوع من كيان ازدواجي قوامه ، من جهة حزب حديث " لديه آيديولوجيا تعبر عن طبقة يدافع عنها و تنتمي إلى برنامجه" إنما ينفتح على تساؤل آخر مهم في طبيعة الموقف الطبقي و المصلحة الطبقية لقاعدة " المهمشين" الذين " يحكمهم الولاء للطائفة و القبيلة و الجهوية" " فمن أجل ماذا يناضل الأتباع و الطائفة؟هل لأجل تحقيق مصالحهم الذاتية أم لأجل مصالحهم و مصالح السادة معا؟"و في تساؤل الصويم إضمار بتعارض اصيل بين مصالح " السادة " و مصالح " الأتباع". و هو إضمار يجد سنده في واقع سياسي مستجد يسميه الصويم بـ " ظاهرة تأسيس الحركات الجهوية ". و أكاد اقرأ بقية تساؤل الصويم في ماهية الأسس الطبقية للحركات الجهوية؟ من يوجهها و لمصلحة من؟ و هذا باب للريح يتستحق أن نتصدى له بأدوات النظر النقاد حتى يتسنى لنا فرز تشابك المصالح و المطالح في صراع السادة و الأتباع الذي دخل علينا من باب صالة عرض تشكيلي في دار حزب الأمة فتأمّل..


أقول: هذا المفهوم الذي يعارض الحزبيين بالطائفيين في أدبيات السياسة السودانية ربما نفع اليوم كوسيلة تحليل في تعريف حدود طبقية تفرز بين الطبقات الشعبية في الأرياف و البوادي و اهل الطبقة الوسطى الحضرية القابضين على مقاليد السلطة و الثروة في المراكز الحضرية.. و الفرز الطبقي يفرض نفسه اليوم ضمن ملابسات القطيعة الإجتماعية الكبيرة المتنامية بين مجتمع المهمشين في البوادي و مجتمع أهل الحظوة الإقتصادية و السياسية في مدن يسيطر عليها تحالف الرأسمالية الطفيلية و المتعسكرين ألمستفيدين من امتيازات الدولة و الزعماء الدينيين.. .ترى هل يفي هذا التحليل المستعجل بالتركيب السوسيو/سياسي الكبيرالماثل في الإنمساخ الفكري و البنيوي لحزب الأمة و لغيرة من الأحزاب التي بنت بأسها السياسي على قاعدة الولاء الطائفي؟ مندري؟ لكن فهم الإنمساخات الفكرية و السياسية الحاصلة في المؤسسات السياسية السودانية يحتاج منا لتحليل أكثر عمقا لواقع التحولات الطبقية في المجتمع السوداني. و هذه فولة تحتاج لفريق بحاله من الكيالين البواسل و الله ما شق حنكا ضيّعه..
سأعود
....
....
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »


الأخ حسن موسى

دي ما قادر أصبر عليها كلو كلو:


حيث ألتزم أنا بسد حاجات العمال بغض النظر عن انتاجهم، فتعطي الدائرة للعامل المشتغل و العاجز ما يكفيهما من غذاء و كساء و ضروريات أخرى. الإمام عبدالرحمن


هاي ولّد المهدي دا كان شيوعي مسلم وقبّلّ خلّاها ولا شنو. دي زاتها كانت حداثة إلا ماني عارف وِصِل ليها كيف؟!!
و رأيت أن أغيّر هذا النظام في السنوات الاخيرة و أن أعطي العامل المشتغل في الحواشة 40 في المئة على أساس مشروع الجزيرة،


يعني خلاس الإنجليز بقّوه تاجر؟ ودي حداثة تانية خلع فيها توب شيوعية المساواة بين العامل العامل والعاجز؟

حداثة حجبت حداثة.

وهكذا لا مفر من التغير الإيجابي ولو كان ركوبه اضطراريا بسبب سطوة الرأسمال الموجه سياسيا. ولمّا عريبي ود حلتنا كان ببهتف: " خليك مع الزمن" ما كانت مجرد نصيحة من شاء عمل بها ومن شاء رفضها: لعله كان يقول "الزمن غلاب = الحتمية ... ولا حَسَنْتَكْ وغصباً عنّك [size=24]
".
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

حداثة حجبت حداثة؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »

عبد الماجد
سلام جاك ..
الحداثة الأولانية بتاعة " ولد المهدي" كـ " شيوعي مسلم" أدخل في باب " الشيوعية البدائية". و مفهوم الشيوعية البدائية في منظور المجتمع الإنساني قديم طالما استدعى فكرة اليوتوبيا الأولى،أو" الفردوس المفقود". حيث كانت الثروة المادية حق مشاع بين الجميع و حيث لم تكن الملكية الفردية لوسائل الإنتاج قد انمسخت بعد حقا طبيعيا (إقرأ : حقا إلهيا) للملاك و الملوك. و يقول المؤرخون أن الشيوعية البدائية التي لا تعرف الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج كانت سائدة كنمط تنظيم إجتماعي بين " ما قبل التاريخ" حتى العصر النيوليتيكي و هي فترة تعادل حوالي 90 في المئة من عمرالإنسانية.لكن أهل الإنثروبولوجيا يرفضون فرضية المشاعية المطلقة على زعم أن أي مجتمع يحتاج لحد أدنى من بنية سلطة و تقسيم للعمل و بالتالي يعض التفاوت في الحقوق و الواجبات.
في منظور المجتمع المهدوي المجاهد الذي يحلم انصاره بالموت استشهادا في سبيل الله كانت الملكية الخاصة لمتاع الدنيا الزائل أمرا محتقرا.و كانت القاعدة هي المشاركة و التكافل الشامل لأفراد المجتمع المتضامن الماثل على صورة الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى.ضمن هذا المشهد كان على الراعي ان يتكفل بسد حاجات افراد الرعية " بغض النظر عن انتاجهم " كما جرت عبارة السيد عبد الرحمن المهدي.طبعا المشكلة هي ان هذا النوع من التدابير " ما بخارج" في حساب السوق.سوق رأس المال الحديث الذي استقر فيه الراعي كرجل اعمال وسط دائرة من العمال الزراعيين الذين بايعوه على ما هو أشد وطأة من مجرد عقد العمل المتعارف عليه في قانون العمل الحديث.و لهذا أعاد الراعي كتابة عقد البيعة ( بيعة قص الرقبة) " على اساس مشروع الجزيرة" وفق النظام الجديد او كما قال
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »


موضوعة الحداثة والشيوعيين والدين:

سلام لجميع المشاركين هنا والمشاركات والقارئين والقارئات.
يقول حسن موسى فى باب تراث إفك الإسلام السياسى السودانى ومشهد " حادثة طالب معهد المعلمين" ان الشيوعيين السودانيين أفرطوا فى التحسّب من مخاطر استفزاز ذاكرة التقليد العربسلامى فى السودان. ودا بدخل فى باب رؤية الماضى بعين ناقدة مبدعة. لكن أود أن اسوق النقاش فى هذه الأطروحة الغميسة خطوة صغيرة الى الأمام. أعتقد أن جذور ذلك التحسّب نجدها فى معالجة قادة الشيوعيين (والتقدميين عموماً ؟) لمسألة الدين عموماً والإسلام السياسى خصيصاً (بل وكل الموروثات السلفية سواء كانت دينية أوثقافية أوعرقية أوقبلية). كان يشوب تلك المعالجة عدم الوضوح والتعامل مع موضوع جذرى بهذا القدر من الأهمية ببراغماتية وتكتيك "الحيلة الذهنية" Mental trick(استلف هذه العبارة من نقاش تلفونى مع الصديق عبدالله بولا حول موضوع مشابه)وهى حيلة لا تخلو من إستهبال فكرى.
أصاب حسن موسى حين قال:
فالمتابع لأدبيات حزب الشيوعيين السودانيين يملك ان يتحسس بسهولة حرص بعض قادة الرأي الشيوعيين على التمسّح بمسوح التقليد الديني ضمن مسلك أيديولوجي( براغماتي) يداهن العواطف الدينية لطائفة من ابناء و بنات الطبقة الوسطى العربسلامية على زعم سياسوى فحواه ان" التطبيق الخلاق للماركسية" يدمج الدين الإسلامي بين آليات التغيير الثوري و الله أعلم.


وصحة هذا الزعم يثبتها مقتطفان أحدهما للزميل محمد ابراهيم نقد:

الاسلام هو طريقنا حتى لتطوير المادية الجدلية.


ورد فى مجلة النهج عدد 1986؟)وآخر للامين العام للحزب الشيوعى التونسى فى منتصف الثمانينات بنفس المعنى مما يعنى أن مباصرة المسألة الدينية بالحيل تتجاوز "حادثة طالب معهد المعلمين" وهى أكثر ثباتا وتواتراً وحضوراً فى الفكرالتقدمى السياسى.
اذا اتفقنا مع سمير أمين فى كون الحداثة (كقطيعة تاريخية مع أفكار مافوق الطبيعة والتى عرفتها أوروبا فى عصور النهضة والتنوير) تقوم على مبدا أن البشر هم الذين يصنعون تاريخهم، وعلى أساس هذا المبدأ تشكلت الديموقراطية بمفهومها العالمى عبر قرنين من الزمان من خلال الصراع الطبقى القادر على أن يطوّر وعياً مستقلاً عن الثقافة المحلية ، وقدرة على الإبداع بعيداً عن التقيد بالموروثات السلفية والهويات الأخرى من دين أو ثقافة أو عرق أو قبيلة(الأهالى عدد 1359). اذا سلمنا بهذا الفهم للحداثة فان المنطق السليم للشيوعيين هو الإهتمام ب"الصراع الطبقى القادر على أن يطوّر وعياً مستقلاً" عن الدين وتوسيع مواعين هذا الصراع الطبقى ومواصلة الإبداع بعيداً عن الدين. (ويدخل فى ذلك الباب عدم محاورته عبر الآيات والحديث والسنة بل بالرجوع لمواقف التاريخية المحدّدة) . أعتقد انه اذا اهتم الشيوعيون بهذا المنطق سنتجنّب الخدعة البيّنة فى تصريح نقد ونقفل الطريق امام خطاب الأصوليين الإسلاميين ووهم امكانية التحديث من خلال العودة للأصول. والله أعلم.

الفاضل الهاشمى
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الأعزاء

اليست هذه الأديان مكونا مؤثرا في مسيرة الإنسان سواء كانت متنزلة أو مخترعة. وإذا كانت الإجابة بـ "نعم" فهل يصح تجاوزها وهل يمكن - عمليا - أن يتجاوزها الناس بلا مباصرة.
إن السياسة وإن ضاق ماعونها عما يفيض من العقل االنظري تعد أكفأ آليات التغيير وهي لا تستمد هذه الكفاءة إلا من قدرتها على المباصرة. ومن لا يباصر لا يمكن أن يكون سياسيا ناجحا (قادرا على إحداث تغييرات نسبية تكون الأساس لتغييرات مستقبلية تقترب من الهدف).
إن التجاذب بين الساسة والمفكرين (البحت) شيئ حتمي وطبيعي ولكنه يحتاج لمعادلة دقيقة تيسر لكل منهما أن لا يضيق ذرعا بأخيه. السياسي الماهر إذا ضاقت به الدنيا بسبب كشف الحال سينتهي - في نظري - إمّأ إلي معتزل وإما إلى طاغية.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã
مشاركات: 46
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:59 am

مشاركة بواسطة ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã »

سلام للجميع ..

هل المشكلة فى الدين نفسه أم فى إستغلال الدين و توظيفه لخدمة مصالح طبقية و إجتماعية معينة ؟ ضرورة التفريق هنا واجبة فى نظرى، إذ أنه لا يمكن تجاوز و إلغاء موروث إجتماعى إكتسب مشروعية تاريخية و شكّل سنداً روحياً و وجدانياً لدى الكثيرين من اللذين يعتنقونه، و بالتالى صار حقاً فى ممارسة حريتهم الشخصية و معادلاً لتوازنهم و إنسجامهم مع حياتهم ... إن منطق حداثة رأس المال فى تحويله لقوة العمل كسلعة فى السوق و إستغلالها لا يختلف عن منطق اللذين يخوّلون لأنفسهم إستغلال الدين كورقة لتحقيق مآربهم و مطامعهم، و هذا يصب فى سياسة حرية السوق بمعناها الحالى (العولمة) التى عرّفها صادق جلال العظم بأنها تسليع كل ما يمكن تسليعه ..

و أخيراً ألا يمكن التعايش بين الحداثة و الإيمان ؟

و تحية ..
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

الأعزاء عبدالماجد وعاصم
مودة ورحمة
لأأرى اختلافاً كبيراً بين ماذهبت اليه وماذهبتا اليه فى التحليل النهائى.

لا أشك اطلاقاً فى أن الإسلام والشعوب الأسلامية لها تاريخها،مثل بقية الشعوب، والذى يمتلئ بالتفسيرات المختلفة للعلاقات بين العقل والإيمان، وبالتحولات والتغييرات المتبادلة للمجتمع وديانته تماما كسمير أمين. الزاوية التى أنطلق منها هى زاوية الأولويات وموضع الدين من المسائل الإجتماعية واهتمامى بمسألة الوعى الطبقى.
أكرر لبقية القراء لست فى محل نكران للإيمان فى قلوب أصحابه محفّزا للإبداع ومنطلقاً للإخلاق بل لست منحازاً ضد عرق عربى أو اللإسلام كدين ولذا لزم التنويه للآخرين حتى لا افهم خطأ ضمن خطاب حقوق الإنسان الذى التزم به كاملاً غير متناقض.

مودة أخرى
الفاضل الهاشمى
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã
مشاركات: 46
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 05, 2008 12:59 am

مشاركة بواسطة ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã »

الأساتذة و القراء و كل المتابعين ..

تحية و ود ..

أعود هنا لمواصلة ما أقترحه الأستاذ عبد الله الشقلينى فى مداخلته حول توسيع الحوار و معرفة حدود الخطاب الظاهر الذى يجدد رؤى الحزب (الأمة) و سأورد مقتطفات من دراسة قدمتها الاستاذة رباح الصادق بعنوان (نساء أمدرمان أثناء فترة المهدية)* ذلك أن مقدمة الورقة تعتبر واحدة من قياديى الحزب الذين يمثلون حداثيى حزب الأمة.
تقول فى مقدمة الورقة : (ظلت مشاركة النساء فى الحياة العامة و تفاصيل حياتهن مغمورة ، وبالرغم من مساهمتهن فى شتى المجالات على طول وجودهن بالقطر السودانى لكن المؤرخين ورواة التراجم المحليين بل المجتمع السودانى كله ظل يغمط المرأة حقها ويقول الأستاذ الطيب محمد الطيب لا إزدراء لها و لا تبخيساً لقدرها بل حرصاً عليها وصوناً لذاتها . وقد تختلف الآراء حول الأسباب المذكورة فذلك الصون الذى ربما فسرناه بالنظر إليها كعورة يجب سترها يضعها فى مراتب النقص و فقدان الأهلية أن يعلو صوتها و يشيع ذكرها . و مهما يكن من أمر ذلك الغمط و أسبابه أهى لدونيتها أم لخصوصيتها و حساسية الدور الذى تلعبه فى المجتمع ، فإن فى مجتمعنا و نظرته تجاه المرأة إشراقة بالنسبة لمثيلاته من البلدان العربية و الإسلامية فقد كانت المرأة تتمتع بمركز ممتاز عند القبائل التى أخذت بنظام الأمومة أو الخؤولة مثل قبائل البجة و العبابدة و البشاريين و النوبة و بعض قبائل كردفان و دارفور ، وقد هيأ رسوخ هذا النظام مكانة عالية للمرأة و مهد لها أن تلعب أدواراً متباينة فى الحياة السياسية بصفة خاصة ، ويرجع البعض ذلك إلى التأثير الإفريقى فمنذ المملكة المروية (750 ق.م _350 م ) عرفوا بإحترام النساء و قيل أنهم ربما
إنحدروا من قوم كانوا يعظمون النساء و يولوهن تنظيم الوراثة بينهم مثلما عرف عند الشعوب الإفريقية التى ظلت ترعى مثل هذا التقليد حتى وقت قريب .. ولعل فى موروثات المجتمع السودانى الحديث صدى لتلك التقاليد المروية ، فى السلطنة الزرقاء – مثلاً – وجدت نساء اثرن على المجتمع و كانت البنت فى مملكة سنار تأخذ نصيبها من العلم و المعرفة حتى نبغ بين النساء عدد غير قليل وكانت المرأة تشتغل بالتصوف حتى أن الفقيه أبو دليق خلّف إبنته عائشة مع أن له ولد غيرها ، أما فى مملكة الفور فقد كانت المرأة تشارك فى جميع الأمور المهمة ما عدا الحروب العظيمة حتى قيل و لولاهن ما إستقام لأهل دارفور شئ .. إن البحث فى تاريح المرأة السودانية ومحاولة نفض غبار التعتيم و الإسقاط مهم فى إطار تنمية الدراسات السودانية لتفهم الماضى والحاضر و التخطيط للمستقبل النسائى الأفضل فى السودان.

نعالج فى هذا المقال وضع نساء أمدرمان أثناء فترة المهدية و هذا الموضوع مهم من ناحيتين : فالمهدية تمثل حلقة مهمة فى تاريخ السودان ، ولكن دور و وضع القطاع النسوى فى تلك الحلقة ظل غامضاً. إن تبيان أحوال النساء فى أمدرمان المهدية يلقى ضوءاً على ذلك الدور هذا من ناحية ، ومن الناحية الأخرى فإن أحكام المهدية تجاه النساء وموقف المهدى الشخصى منهن ظلا خطان يصعب على مفكر القرن العشرين الربط بينهما ، إن فى إيضاح الظروف التى تم فيها إصدار تلك الأحكام و النظر إلى تفسير المهدى نفسه لهى إنصاف لتلك العقلية الفذة.

إن أمدرمان صنيعة مهدوية ليس فى ذلك شك ، وقد سبق تكوين أمدرمان فترتى الدعوة والتعبئة ثم الثورة . وللحديث عن نساء أمدرمان فى فترة المهدية يجب إبراز دور المرأة – إن وجد – فى الدعوة و الثورة ، كما يجب إلقاء الضوء على الموقف الأيديولوجى للمنظر الأول للمهدية – الإمام المهدى – تجاه المرأة .. ذلك الموقف الذى لا يمكن تفهمه إلا إذا وضع فى الإطار الآنى لسودان القرن التاسع عشر وذلك بمعرفة وضع النساء والمجتمع فى تلك الفترة
).

لأهمية المقدمة أوردتها كما هى.

وفى فقرة المعالم الفكرية للمهدى تجاه المرأة تقول الأستاذة رباح الصادق:

( إبان القرن التاسع عشر كانت آراء الفقهاء قد تجمدت فى المذاهب التى قفل باب الإجتهاد فيها منذ القرن الرابع الهجرى ، وتحجرت ولم تعد تستجيب للواقع بشئ ، وكان التصوف قد إنجرف عن كونه رحلة فى سبيل الكشف الغيبى والتنور بالنور الإلهى إلى كونه هروب عن واقع مظلم وغرق فى الخرافة والدجل.

لقد قاد الإمام المهدى حركة صحوة تمثلت فيها حركات الإصلاح فى عصره قدمت أساساً للتصدى الفكرى والنضالى للتحدى الحضارى لأمتنا بجناحيه : التخلف العثمانى و الإستعمار الغربى ، فقد كانت حركة تجديدية سلفية دعا إمامها إلى إسقاط ترهات " فايت الزمان " وإلى إتباع كلام الله فى القرآن.

يقول عبد الودود شلبى عن المهدى : كان أشبه بالرادار الذى يرصد كل ما يحوم حوله فى الأفق ولم يكن يفرق فى رصده ، أقول كان راداراً شدىد الحساسية والتمييز ويظهر تميزه من خلال معالجته لقضية المرأة . وقد عاش الرادار فى هذا الجو فإلتقط .. وإن كانت دعوته سلفية ونشأته صوفية وبيئته سودانية فقد خلط كل تلك الروافد ليخرج برؤية إصلاحية معينة ولن نحتاج هنا أن نؤكد أن الأفكار التى طرحها المهدى ليست أفكاراً مطلقة صالحة للأداء وقادرة على العطاء فى كل زمان ومكان ، ولكنها أفكار مرتبطة بواقع تاريخى معين وإن رؤيتها خارج إطار ذلك الواقع قد يلقى عليها غموضاً كثيفاً أو يجنح بنا إلى رفضها رفضاً مطلقاً ذلك أن المهدى نفسه كان على وعى بفلسفة الحركة فى الإجتهاد تبعاً للزمن و قد قاد ثورة عنيفة ضد التحجر فى لحظة زمنية سابقة و أعرض عن المتجمدين المتعبدين بالنصوص قائلاً : "ولا تعرضوا لى بنصوصكم عن الأقدمين ، إنما لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال".
ولذلك فأنه لايجوز لأنصار المهدية أن يفترضوا قفل الإجتهاد بنهاية القرن التاسع عشر مع ما أمروا به من إنفلات عن الجمود ، ولايجوز لخصومها أن يفهموا تلك التعاليم مجردة من ظروفها و خلفياتها .. كأن الماضى يمكن أن يقاس بمقاييس الحاضر
) .

و فى ملمح صورة المرأة عند المهدى تتطرق الأستاذة رباح الصادق إلى الصورة المشرقة للنساء فى عقلية المهدى و الحميمية التى يكاتب بها بعضهن و تورد أن أول خطاب وجهه فى الفترة الإصلاحية التى سبقت إعلانه المهدية بشأن الهجرة إليه كان إلى إمرأة و مع أن الخطاب مرسل لها و إلى آخرين ذكور لكن إسمها يرد فى مقدمتهم: (إلى حبيبتنا فى الله الحاجة آمنة ... إلخ)، ثم خطابه إلى أحبابه الصادقين خصوصا الحاجة زينة بنت الشيخ صالح و آخرين و الذى فيه الكثير من الحميمية و المواساة و التقدير يضعنا أمام علاقة فيها ما فيها من الرأفة و اللطف ... كما أنه هزم فكرة (دفن البنات من المكرمات) فى الرواية التى تقول بأن كان مسرعاً لسماعه أن إحدى زوجاته فى حالة مخاض حتى عثرت قدمه فرأته إمرأة و أخبرته أنه لا داعى للعجلة فالمولود كان أنثى فرد عليها قائلاً: (و البت ما لها، بتلدى الفارس من بطنها و بتجيبه من بطن قبيلته، إن شاء الله يدينى ميّة بت أفدى بيهم القبايل).

(و فى وجه الفقه الذى يعتبر المرأة كائناً منحطاً نجساً بسبب الحيض، قرر أنها كائن مؤمن لا يصيبه الإنحطاط لآى طارىء و يروى أنه طلب من إحدى نسائه مناولته مصحفاً فإعتذرت بأنها نجسة فقال لها ناولينى المصحف المؤمن لا ينجس).

أما فى ملمح الحجاب تذكر الأستاذة رباح: (لقد كانت مخاطبته الأولى شبه خالية من مفهوم الحجاب و إستمر ذلك حتى عام 1884مـ إذ أصدر فى 16 مارس من تلك السنة منشور الحجاب التام و منع المشى فى الطرقات مع الرجال و قال و مادام أن طلب الله هذا معلوم، و أن أكثر ناس هذا الزمن لا يقفون إلا بالحجر و الحجاب وجب علينا أن نحجر جميع النساء بالخروج و المشى بطرقات الرجال الذين لا عصمة لهم و لهن إلا بهذا الحجر ... صحيح أن المهدى إستشهد ببعض الأحاديث لمنع الإختلاط وفرض الحجاب، و لكن ذلك لم يكن أصلاً شرعياً فى رؤياه فتفسيره المباشر للحجاب مربوط بوضع آنى، كما أنه وضع قاعد للحركة فى فقه الأحكام بقوله: لكل و قتٍ و مقام حال و لكل لزمان و أوانً رجال هذه المقولة تبنى على تفسيره لفرض الحجاب لتدعنا نرى المصلحة الماثلة فى فرض الحجاب فى ذلك الوقت.)

و فى ملمح الزواج: "الجيزة نسوانية" .. "إتفاق روحى"

(... و تأكيداً على أن الزواج يكون برضى الزوجة، و أن الإجبار مبطل للعقد فقد غير المهدى صيغة الزواج التى كانت سائدة من مجبرتى إلى موكلتى فصار نص العقد الذى يلتزم به الأنصار دون سواهم "نصرة للسنة النبوية القائلة بأن الزواج يكون بالرضى لا الإجبار، و نصرة للمرأة ككائن له حقه فى تقرير المصير!": زوجت موكلتى "فلانة" من فلان، أو من موكل فلان فلان "الأولى للموكل و الثانية للزوج").

و فى حرب العادات: (... حارب عادات المأتم بأنه أمر أن تترك النياحة على الأموات و أن يترك الفراش على الميت و الإجتماع عليه و منع متابعة النساء للجنائز و قد شدد على ترك الحداد و أنه لا يجوز لأى حال أن تحد المرأة على أى شخص أكثر من ثلاثة أيام إلا زوجها فتحد عليه مدة العدة فقط، كما منع التبرك بزيارة قبور الأولياء و منع كتابة الحجب و التمائم و إعتبر فيها شركاً، و بالطبع فقد منع الزار حتى أن نشاطه توقف تماماً أثناء فترة المهدية و لم يعاود نشاطه إلا بدخول كتشنر كما حارب المهدى العادات التى كانت تؤدى إلى الظلم كعادة مال الخلع فرفع بذلك الغبن عن النساء).

و تضيف رباح الصادق: (... يجب الإعتراف بأن تنظيرات الإمام المهدى الخاصة بكمال إنسانية المرأة و إيمانيتها، و الخاصة بحقها فى إجازة الزواج و رفضه و ما إليها من بقع مشرقة متناقضة مع الواقع السودانى الذى يكاد يجمع على إضطهاد المرأة حين التحدث بلسان الدين و العادات العربية و متناغمة مع ذلك الواقع الذى يعمل على إحترامها حين التعبير عن تقليد إجتماعى متأثر بتيارات محلية قديمة هذه التنظيرات ظل تأثيرها محدداً لأن التناقض "أغنى بلسان و أصلى بلسان" ظل موجوداً و كان المنتظر أن تختلف لغة الدين العربى العامى "و هو الدين كما رآه جمهور الفقهاء المنطلقين من عقلية عربية جاهليتها تئد البنات" و تطابق مع الدين كما رآه المهدى "و هو ينطلق من عقلية السودانى الذى جاهليته كانت تسوّد البنات كما ذكرنا فحتى العرب الذين أتو السودان غالباً ما تأثروا بلون بشرة أهله فى جلدتهم و بلون ثقافتهم فى عاداتهم" و يطابق القراءة الصحيحة للدين كما نزل على سيدنا محمد "ص"، و يطابق ضميرنا السودانى الأصيل، إن هذه التنظيرات ظلت حبيسة قراطيسها، فقد ظلت ممارسات إعطاء المرأة أدواراً حساسة متناقضة مع عقلية كان فاس ما بتقطع رأس ! .. شىء واحد بقى حياً فى أعراف الأحوال الشخصية وسط الأنصار و هو الإعتراف بأن الجيزة نسوانية، فقد ظلت عقود الأنصار للزواج حتى اليوم تتم بصيغة زوجت موكلتى).

و كما ترى يا أستاذ الشقلينى و تأكيداً لما ذهبت إليه فى مداخلتك حول الإستناد على غليظ التراث، ها هى حفيدة المهدى تكشف عن الجانب المستنير فى خطاب المهدية و تُعيد قراءته من منظور حداثى تجديدى و نامل أن يتطابق هذا الخطاب مع ممارسة الحزب لآن التعارض لا زال قائماً ما بين "مطوّرى" رؤى حزب الأمة و قاعدة الحزب، فالإشكال ليس فى وجود "تراث غليظ" و تراث مستنير و "مطوّرين" يعيدون قراءة هذا الخطاب حداثياً و إنما التعارض القائم بين هؤلاء و قواعد حزبهم هو عين الإشكال، و هذا ما يدفعنا إلى التساؤل عن ما مدى أصالة حداثة خطاب "مطوّرى" رؤى حزب الأمة ؟!

و سأعود لمناقشة ما أقترحه د. حسن موسى حول الحركات الجهوية.

و تحية ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هامـش:

* ورقة قدمت إلى ندوة نساء أمدرمان، مركز محمد عمر بشير، جامعة أمدرمان الأهلية، من 28-30 يناير 1995. نشرت بمجلة كتابات سودانية العدد السادس سبتمبر 1995.
آخر تعديل بواسطة ÚÇÕã ÅÏÑíÓ ÇáÕæíã في السبت أكتوبر 18, 2008 12:41 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

الدكتور إدريس البنا والمعرض وتجربة الفنان التشكيلي محمد حمزة

( نعتذر للأحباء القراء بتقديم المقال أعلاه مُعدلاً وقد حاولت التعديل أكثر من 20 مرة وفشلت )
ونرجو تفضل الإدارة بسحب المقال السابق )

نبدأ بشكر كل الأفاضل الذين أثروا هذا الملف ، فلم يزل ينتظر الدراسة .
ونواصل :

الدكتور إدريس البنا طويل القامة بادي البشائر . هو من ورثة أهل فن الشعر الغنائي و وثيق الصلة بما اصطُلِح عليها بحقيبة الفن التي ابتدعها الإعلامي الباهر : الشاعر الغنائي ابن الشاعر أحمد محمد صالح .

عندما تجلس قرب ( إدريس البنا )وهو يقرأ ترجمته الإنجليزية لأحدى قصائد أغنية من أغنيات الحقيبة ، ويتغنى من بعد قراءته كورال جامعة الأحفاد ومغني على موسيقى ناعمة متداخلة التراكيب ، تُدرك أنك في صحبة منْ لا يشبه أبناء جيله ،تتعرف أنت على مصباح من المصابيح التي ترى فن الغناء بلون وطعم آخرين ، وإن كان تاريخ غنائنا حافلاً بدروب شائكة ،غريبة الأطوار و لم يستطع الكثيرون استجلاء تاريخ إنسان تلك الأيام ، فمن بين ثنايا تاريخ الغناء نافذة يستطيع الباحث الغوص في تاريخ المجتمع غير المُدون ، وملاحقة الروايات الشفهية لتكون الصورة أكثر دقة حول كيف كان المجتمع آنذاك : ثقافته وتعليمه وعاداته ونشاطه الاقتصادي و دور الأجناس التي تقطن السودان وأثرها على شعر وغناء ( الحقيبة ) ، وتنافر أو انصهار أو تداخل صراع خفي بين كل ذلك والمستعمر ودوره في الأغنية سلباً وإيجاباً ، وهو تاريخ لم يكتمل جمعه وغير مُحقق . أما المخفي منه في الكهوف المظلمة فهو غني بالتناقض والغموض والثراء والإبداع ، وعنف المجتمع ، وذلك استطراد منا ويحتاج لملف كامل وقد أفدنا كثيراً من ملف الدكتور حسن موسي حول الجسد في الفكر المستعرب والمتأسلم ( الطبعة السودانية المتنوعة ) .

على ضفاف كل تراث أبناء البنا: الشعراء الغنائيين منهم ، وشعراء العربية منهم ،فللدكتور ( إدريس البنا تاريخ ) أجداد وأعمام وآباء وأشقاء وأبناء لهم سيرتهم مع فن الغناء الفصيح والعامي ونسيج لغة البطانة وأشعار أهلها ومساديرهم ولغة أم درمان آنذاك وفي الحاضر أيضاً. ولا أعتقد أن الصدفة قد تخيرت الدكتور إدريس البنا لافتتاح معرض الفنان التشكيلي ( محمد حمزة ) وأعماله موضوع الإعسار الذي ألمَّ بالشق اليمين من جسد حزب الأمة ،بل هو عضو مجلس رأس الدولة أيام ما اُصطُلح عليها بالديمقراطية الثالثة وهو ذو باع في السياسة ، قل فيها الكيل أو زاد ، و له باع في الإبداع و تذوق الشعر الغنائي ، ومن حق حزب الأمة أن يفخر بتقدم أمثاله لافتتاح المحافل و دور العروض الفنية عامة ، وخاصة التي تَعِبتْ كثيراً حتى تم لها الإفلات من ( الصورة والكلب) الذين تُنفر منهما الملائكة ولا تدخل البيوت .

البنا من أكثر القادة السياسيين في حزب الأمة تفهماً لقيم الفن فهو شريك يعُب من خمر الإبداع ، لذا من حقنا أن نعرف من الذين حضروا الافتتاح وصف كيف مرَّ ( سيدنا الدكتور ) على اللوحات مثار الجدل ، أهو مُرور الكرام على عجل ، أم توقف يُعلق ؟ . أ ظهر التاريخ الثري الذي تحدثنا عنه أم تَخفى ذلك التاريخ في جُلباب ( سيدنا ) .
ونذكر هنا الاقتطاف الآتي :

{السيد إدريس البنّا يواصل إستعراضه لبقية لوحات المعرض بينما تبدو اللوحة مثار الإشكال فى الخلفية و هى باقية فى مكانها.}
لأهل الفن التشكيلي حديث مهم :

عندما استباح الفنان التشكيلي ( محمد حمزة ) نخلات الجسد الآدمي ، يُمسك السعف بملمس خياله الوثاب وأصابعه الرشيقة ، وتندلق المشاعر والعواطف وخيل الخلق ترقص في ذهنه وهي تتعدى الحواجز ، أ يحق لنا أن نتفحص هذا المعروض ونقيمه ؟

نعلم أن رسم الجسد الآدمي قديم ، ودراسة التشريح للكائنات الحية قديمة أيضاً : العظام والعضلات والحركة : جلوساً أو وقوفاً أو ركضاً أوحين يدخل مُعاركه جميعاً.تلك قطعت مرحلة كُبرى منذ عصر النهضة كدراسة تشريح معمقة ، وسبقها تاريخ أكثر قدماً منذ الإنسان الأول ، ومن يتفرس في آثار الحضارات مثل أثينا وبيزنطة يعرف الكثير .
وفي الدراسة التقليدية في كلية الفنون على عهد الرعيل الأول حسب علمنا ، كانت مؤسسة ( المعرفة بالنقل ) هي المدرسة الأولى بالانتباه ومنها يبدأ ( الإستِل لايف ) و ( الأوبجِكت ) و ( الفِقَر ) و ( اللاندسكيب ) لتنمية مهارات النقل والنظر العميق والمعرفة المُتأملة وفق قواعد رسم المنظور . ثم الدخول بعمق في تاريخ الفن وإعادة النظر في الكائنات وفق أسس بصرية جديدة و التي هي قص مُضيَّع كما يقول الروائيون .

نعود مرة أخرى :
لم اعتقدنا جازمين أن معضلة الملف :
( عري يُعرض في دارٍ فكر أهلها " الإسلام وتجديده في الفكر وفي الثقافة وفي السياسة " وتوقفنا هنا ولم ندلف لِمَ تخير الفنان التشكيلي هذا البناء الفني القديم بالذات؟)
أهي لإعادة تجديده برؤية أخرى أم يرى أنه لم يستنفد أغراضه بعد ؟
أهي إعادة بوصلة لغشاوة الأعيُن التي أظلمت في ظل غول المنع والبتر ومؤسساته ، بعد استراحة من بعد " نيفاشا " وارتخاء قبضة الغول المُحكمة وأغلاله تكبل مؤسسات الثقافة والفن ؟
أهو رسم جسد وفق نظم جديدة ؟
لِمَ اختار الفنان التشكيلي يا تُرى الوجه المُدبر ولم يختار المُقبل إلا بعد أن تجنب الكساء في مواضع " العورة بلغة الدين السائد عندنا " ؟
أكان في قاع الذاكرة مكان للاستراحة على التراث ، حيث يسترخي الفنان التشكيلي للخضوع دون تفكُر و السير في عادات مجتمع تصوره و تسربت بعض رؤاه ولمست بنان الفنان الخلاق ، وأمسك هو بلجام الحُرية العُظمى يمنعها الانطلاق ؟
أهي مرحلة من مراحل الرسم انتهت بقدوم تكنولوجيا نقل التصوير منذ أكثر من قرن ودورها في نقل الواقع بدون جهد ؟

نذكر نحن منذ أكثر من قرن كيف انفتح المبدعون للرسم في الهواء الطلق ، يجربون اللون في ضوء الشمس ، و كيف تم تفتيت المادة المرئية وإعادة تشكيلها من جديد ، وثارت المدارس الفنية على هياكل النقل و دور عبادته ومتاحفه ونبتت انطباعية وتجريداً وتكعيبية وسريالية ...الخ من المدارس .

ففي أثينا القديمة أجساد منحوتة منذ تمددت حضارتها أيام (الإسكندر ذو القرنين)، فيها من تقنيات المعرفة بالأجساد الكثير ،فماذا تبقى لنا من مؤسسة النقل ، حتى تنهض رسوم فناننا المُبدع تعيد الماضي منهاجاً ولو برؤى جديدة تحتاج التوضيح ؟

نعرف مشاعر إخطبوط الخلق ، ونعرف أن الإبداع تهديم مُنظم للقديم ، بل ربما تهديم خلاق حقيقي ، وليس كما يدعي مَاكِري السياسة اللعينة في الطرف الآخر من بحر الظلمات .

للفنان التشكيلي الفخم أسئلة تنتظر وتجربة ثرية تستحق الإشادة بأصابعه المُتدربة وهي ترسم رسماً مباشراً ، فلمسات بنانه باهرة من واقع الصور الضوئية التي شاهدناها هنا في مدونة ( سودان فور أول ) ، فما بالنا لو شاهدناها حقيقة ؟

إن الملف ثري بإبداعات الأحباء هنا جميعاً ، ويحق للمرء أن يشيد بالدفق الثري للمادة المطروحة هنا من السادة الأفاضل ومشاركة الجميع ، ونأمل ليس في تناول أمر هجوم الجناح المُتزمت من حزب الأمة وربما أيضاً في أنفس بعض من أحزاب أخرى والتي لم تزل حية تعمل ، بل تساؤلنا في التقائها قولاً وعملاً مع الجهل النشط المؤسسي الذي يتحرك بقرون استشعار أمنية تُلاحق إضاءة الإبداع بمنهجية : ( سد الذرائع ) ! ، ولذلك الجهل النشط خميرته يدسّها في بطون الأحزاب لتفعل فعلها في الوقت المناسب !!

وإلى عودة ، مع المحبة لشركاء القلم والواقفين على همّ المنتدى ألف تحية وألف سلام .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

شكر وتقدير لإدارة سودان فور أول

كتبت هنا موضوعاً ، ولم أتمكن من تعديله ، وقد كتبت في المقال ( المُعدل ) أنني لم أستطع التعديل ، ورجوت من الإدارة سحب الملف ، وذلك تذكيراً للقارئ ، حيث كنتُ أنوي الكتابة عن طريق الماسنجر أو البريد الالكتروني بطلب السحب ، ولكني أحسست بأن الإدارة عينها أبصر مما تصورت ، وهذه شهادة أن الإدارة تقرأ كل ما يُكتب وفي زمن قياسي ، وتنظره بعين فاحصة ، وتلك ميِّزة ، ولكننا نعلم أن العالم أكثر ضيقاً ، والوقت صار من الذهب اللامع إن لم يكن من الدُر .
فكيف تسنى الوقت للإدارة اللحاق بكل صغيرة وكبيرة ؟
إن لذلك أثر على الوقت الممنوح من الطبيعة للذين يحملون الهم الثقافي ونشر وعي الجمعية السودانية للدراسات والبحوث في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية ، فصار وقت متابعة أمر المنتدى إدارياً وفنياً دون شك عبئاً فوق الاحتمال ، مع ما نعرف من أن اليوم المعروف بساعاته لا يتسع بقدر ما نُحب إلا في حالة تجني أمرٌ على أمر ، أو زمان العمل العام في المنتدى من قبل الإدارة على الوقت الخاص ، وأعتقد أنه دون شك تضرر ...
رفقاً بالحياة الخاصة ، نرجو أن يكون الوقت المُخصص للإدارة بالقدر الذي لا يؤثر سلباً على الحياة الخاصة للقائمين والقائمات بأمر الإدارة ، وهو تثمين لأيلولة عمل المنتدى كعمل طوعي مُقدم على غيره ، فتستحق الإدارة تكريماً خاصاً ، وشكر جزيل وكثير العرفان لهذا الانتباه ، وما تولون لما نُقدم هنا كثير اهتمام .


.
أضف رد جديد