الجندر في علم اللغة والجندرة في غيره

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

الجندر في علم اللغة والجندرة في غيره

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

[الجندرة: ارتبطت بالتأنيث والتذكير (وهو ليس دقيقا كا سنرى وأفضل كلمة جنس لاستخدام في البطاقات وجوازات السفر أو الخطاب السياسي. أما جندرة في اللغة فأقدِّر أن أفضل منها كلمة "جندر" (بفتح فاء الفعل) (بدون تاء مربوطة) تحسبا لمغبة الخلط بين ما هو لغوي و ليتلاءم مع نظام الصوت في العربية كما في هيثم و عقرب وثعلب (فعلل) إذ ليس في العربية صائت يتوسط ما بين الفتحة والكسرة على المستوي العميق إلا عندما تنقل الكلمة للدراجة وعندئذ فقط يمكن لنطق بالعامية أن يحتوي على هذا الصائت الواقع بين الانفتاح والإغلاق: الفتح والكسر و فنسمع بيت(‘beit) و الطريفي(treifi) وهو في –الحقيقة- تحقيق فزيائي ظاهري لصوتين هما الياء المفتوحة (وهي من مخرج الكسرة) فيتم تصالح في منطقة وسط بين بين وهي ما عرف في العربية بالإمالة.وعليه سأستخدم كلمة "جندر" مؤقتا في بقية هذه المشاركة لأنها أوسع من التأنيث والتذكير (ولا ضير أن اتسع معناها هنا أكثر من معناها في اللغات الأروبية (تصير أشمل وأعم) وأعرض عن كلمة "جنس" لأنها – أيضا - لا تغطي المسائل التي تندرج في هذا المشكل (مشروع بحث فتحتموه).

وهو (الجندر بون تاء مربوطة) ظاهرة كونية لا تخلو منها أي لغة طبيعية وإن اختلفت اللغات في اختياراتها. فمن اللغات ما يصل فيها التقسيم الجندري للأسماء لاثنين وعشرين (ولك الحق أن تقول اثنتين وعشرين قسما بحسب مقاييس النحو العربي وقد يتنطع لغوي تقليدي فيخطئكَِ فلا تعبأ/ئي) ومنها ما ليس فيه تقسيم جندري (صيغة واحدة لكل أقسام الأسماء فيضطرون للتوضيح بكلمة مثل ذكر وأنثي (ولا أدري كيف يدللون على ما هو حي ولكنه ليس بعاقل (أتصور – وهو من - عندي أن توجد لغة تطلق لفظا واحدا للدلالة على "بقرة" و "ثور" كأن تقول س(X) بضرع و س بغير ضرع. وهذا إذا كان اللغة ليست ذات جندر نحوي (من الجندر ما هو محكوم نحويا ومنه ما هو غير ذلك) لجنس الإنسان, أما إذا كانت تقسم الأسماء لجندرين اثنين بحسب التذكير والتأنيث المحددين للبشر فقط فقد تسمع/ين بقرة رجل وبقرة إمرأة, وسمعت مثله قبل أيام في الفضائية السودانية بث على الهواء من ملكال في مقابلة مع بعض الأسر في حي الملكية لما تحدثت إحداهن عما يقدم في مهورهم عادةً: "36 غنماية راجل و 36 غنماية مرة" لاحظ أن ما نطلق عليه تاء التأنيث في الفصحي نقل برمته لهذه اللهجة الملكالية فلم يفد في التمييز شيئا وإلا لما قالت لما اضطرّت لابتداع راجل ومرة, ولعله المقابل الحرفي في لغة المتحدثة. والعربية فيها بقايا من مثل هذا ومنه ما ورد في قصيدة لأستاذنا د. محمد الواثق في ديوانه "أم درمان تحترق":


من كل ماكرة في زي ظاهرة في ....في ثوبها يستكنّ الحية الذكر

والشاهد في لفظ "الحية" الذي ألغت فيه العربية التمايز في جندر التأنيث والتذكير، كما ورد في القواميس. وألاحظ أن الواثق أوغل في تمكين التمييز الذي قصد، وذلك باستخدام ياء المضارعة في الفعل"يستكن" ومثله قول الشاعر: "شيطانه أنثى ... وشيطاني ذكر" ويخطئ من يرى فيه تحقيرا لشأن المرأة ولهن أن يسعدن بمخالفة الشاعرين لمعظم ما عرف عن ثقافات القرون الأولى من إسناد الشر المغلظ للنساء فقط!

إذن الجندر النحوي في اللغات ليس للتدليل على الذكورة والأنوثة التناسليتين فقط، وإن استدل به على ذلك في معظم الأحيان. ويمكن الاستدلال بالعربية (طالما أن ملكة اللغة تتساوى عند الناس جميعا وهو رأي تشومسكي وآخذ به وهو يعتبر الاختلافات بين اللغات اختلافات سطحية وأن بُناها العميقة محكومة وراثيا في بني البشر وكأن القرآن صرّح بها في آية الروم 22 (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) والدليل هو أن الإجماع على سطحية لون البشرة يحتم على الناظر المنطقي أن لا يجوّز عطف عميق (الألسنة) على سطحي (اللون).

والدليل من العربية هو ما ورد عند النحاة من جواز إسقاط تاء التأنيث من الفعل إذا فُصِل يبن الفعل والفاعل في مثل "دخل على القاضي امرأةٌ " ويتوجب إثبات التاء في حال عدم الفصل كما في قولكَِ: " دخلت على القاضي إمراة".

وفي اعتقادي أن هذا دليل على أن الجندر هنا نحوي صرف لأنه محكوم بقاعدة التجاور كما في قولهم: " هذا جحرٌ ضبٍٍ خربٍ"، ولو لم يكن نحوا صرفاً لأمتنع وجازت صيغة الرفع فقط لأن الموصوف بالخراب هو جحر الضب وليس الضبّ: .... "جحرٌ .....خربُ". والنتيجة المنطقية هي الوصول لنتيجة يصعب تقبلها بالكلية حتى لكاتب هذه الأسطر وهي أن ظاهرة التأنيث والتذكير في العربية هي من عناصر غير مركزية في النحو وتستمد شيوعها من الملكة الذهنية المسؤولة عن تصنيف الواقع الخارجي للمدركات الحسية ثم تندرج في النحو في طبيعة ثانوية. وكثير من جوانب اللغة يتعلم تعلما ويستذكر استذكارا ومنه جميع الألفاظ التي لا تلعب أدوارا في جانبي المنطق والمعاني مثل حروف الجر والظروف والعطف والتعريف (وهي قليلة ولكن عظمها يكمن في دورها في الفهم والاستدلال والتصنيف ومجمل العلاقات المنطقية القائمة بين الأشياء). وحتى لا نشتط نكتفي بالقول أن جندر التذكير والتأنيث قي العربية ليس بذي ثقل عالٍ (يتحقق بنسبة مئوية يقع على الدارسين مسؤولية متابعتها مستقبلا وهو مجال عسر لا يتجشمنه إلا أولو بأس).ويجدر التذكير بأني ابتعدت عن طرائق الاستنتاج والبرهنة التي يتبعها النحاة التجريبية لاخياري بأن يكون هذا مدخل لمن يريد التعمق في هذا المجال.

نكون إذن قد تحققنا من متانة الجندر النحوي أما الجندر الآخر (الاجتماعي) فقد ألحقنا بمتانته شكّا، ولا مزيد.
ومن صميم الجندر الاجتماعي مسألة تأنيث القمر أو الشمس في هذا البوست. وهو أمر يعتمد على وجهة المجتمع اللغوي (وحتى الأفراد) في نظرتهم للمسميات (أتعمد أن لا أقول الأشياء أو الكائنات وما إلى ذلك). ولا غرابة أن المتعلق بالأب أو الفتوة والعضلات أن يشبه محسوسا ما بما علق بذهنه فيسند إليه نحوا أداة تفيد التذكير أو التعظيم ( ويشبهه إلحاق نون الجماعة بسم الجلالة :"إنا نحن نزّلنا الذكر.." وتطاول البشر لمثله: "نحن فاروق ملك مصر والسودان". ويعتمد العكس في حالة الإعجاب والافتنان بالأنوثة التناسلية وما ارتبط بها من عطف ورعاية الخ وأمثلته كثيرة في الأساطير القديمة. ولخلو معيني من أساطير العرب (أعتقد أن ثورة ثقافية أعلنت إعدامها في أول عصور الإسلام: تلك الثورة التي حطمت 365 تمثالا – بعدد أيام السنة الشمسية – كانت منصوبة حول الكعبة). أما اللاة والعزى ويعوق ونسرا فيحتاج تفسيرها جندرها لبحث. وإن كان المفسرون واللغويون قد حسموا أمر التاء في "اللاة" باعتبارها ليست تاء تأنيث ودّوها لتاء أصيلة في جذر الكلمة أصلها من "لتّ يلُتُّ" لأنه كان صالحا يلت العجين والخبز للفقراء في قحط الشتاء فلما مات ألهوه(أُثِر عن شيخ من أصحاب القباب في الجزيرة أنه كان يعلم أن الناس كانوا يختلفون لقريته ليس للبركة وإنما للعيش فقال " كان ما عجيني منو البجينيّ!" وبقي التذكير برغم تحول التاء إلى مربوطة كتابةً.
وإن فكرت لمَ تذكر العرب البدر والهلال وتؤنث القمر وهي بعض من بعاض، ربما لاح لك أن النظرة يوجهها عامل نفسى , لا سيما وأن الهلال نحيف محدودب (صفة رجل ونحن نصفالرجل الكتمل بالجدع والضكر والجنب الخ بالأحدب) وليس هركولة فنق درم ….. الأمر سيقود إلى تفكير من هذا النحو.
وإذا اختارت الأنجليزية الفصل بين ما تحدده البيولوجيا فقط وبين بقية ألأشياء بإدخالها جندر الحياد فإن العربية اختارت إسناد جندر التأنيث لكل ما هو غير عاقل ولو كان عظيما: كما في "خرّت الجبال" "وحيّته الملائكة" فمجموع الجبال أنثى ومفردها ذكر. وإلحاق الجندر الجنسي على الملائكة – كما هو معلوم – ينافي عقيدة العرب، وبرغم ذلك أدخل جمع الملائكة – جندرة نحوية فقط – في عداد الإناث.
يبدو – كما نوّهت أن عنصر الجندر – ليس مركزيا في لغة البشر التي تكاد تتساوي في تقسيم الأسماء (بالاستعداد الوراثي المسبق) وتختلف عميقا في الجندر، كما سنرى من مثال فيه 4 جنادر فقط (ولا أقول جندرات لأني احتفظت بكلمة جندرة للسياسة وما يرتبط بها فقط) يفتح باب بحث عريض لاختصاصي علم الاجتماع ودارسي علم نفس الشعوب (لعله لا يوجد ولكني أقترح إنشاءه). نأخذ النموذج من لغة الزاندي، فانظروا:

صورة

وبرغم أن الزاندي ذات معيار جندر أوسع من العربية والإنجليزية إلا أن هذا لا يعني أنه خال من مشاكل إسناد جندر: يتراءى لي أنهم لا أيضا لا يفرقون بين عزة ومعزة (غنماية راجل؟) ذلك أن صفة التأنيث مقصورة فيها على البشر ، في ما يبدو. (لست متأكدا).
اما إسناد الجندر لأسماء المعاني فهو جانب لا تحتاج له الإنجليزية ولا أعرف كيف عولج في لغة الزاندي. وهو أمر حسمته العربية بجعل الخيار للمتكلم بيتن تذكير وتأنيث " إحسان عبدالقدوس وإحسان رفيقة الدرب؟ وهو مما انكشف لي أثناء عملى في التدريس ولم اعثر عليه في كتب النحو العربي.
وهكذا يخرج بنا مبحث لغوي لمبحث اجتماعي. وبه قال الكسائي كلمةً باقية:
من بعج علما انبعجت له سائر العلوم : ترابط المعارف.


عبدالماجد محمد
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

[b]* the study of grasmmatical issues is shifting from mere stylistics to logic. I hpoed this topic will ignite something that may help reform the ways we look at things[/b.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
عمر التجاني
مشاركات: 228
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm

مشاركة بواسطة عمر التجاني »

الصديق عبد الماحد
حتى لا نضيع في الزحمة والإرهاق فقد ارهقنا في زمانا الفائت ولكن الحياة سمضي . ربما أعود أن كان في العقل بقية. أنا مصر على حكاية في العقل بقية.
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الصديق عمر التجاني
والاعزاء القراء والقارئات

كنت اعتقد أن هذا البوست سيتمدد ويلد شيئا (ولو بالتداعيات) ولكن لم يحظ بالتفات, وتحيرت : لماذا لم يؤبه للمشاركة؟ هل هي ضعيفة؟ هل رقض خارج الحلبة؟ هل خطرفة أم هي من مادة عفا عليها الزمن؟ مش عارف

وشرف البوست بمداخلة الصديق عمر التجاني
ولكن - بصراحة يا صديقي عمر - لم استوعب مداخلتك. كأنك تريد أن تقول كلاما تفضل الإشارة إليه عن الإفصاح. وضاع مني اللمح؟ لعلي لست بليب؟!

أرجو التعليق ولو بكلمة من نوع:
الناس وين والحسانية وين!
إنت راكب غلط.
اصحو اصحو
أأنا حساني زمانه؟
ولذلك توقفت عن مواصلة الكتابة في هذا الموضوع الذي كنت اكتبه مطية فقط لمقاصد أخرى
(بالإمالة)
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
خالد الطيب
مشاركات: 300
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:33 pm
مكان: أديس أبابا

مشاركة بواسطة خالد الطيب »

الأستاذ عبدالماجد

ليس من السهل فهم هذا الموضوع , فعلاوة علي ان قواعد اللغة العربية و نحوها و صرفها , صعبة بطبيعتها , الا أن عدم وضوح فكرة البوست , علي الأقل بالنسبة لي " قد زاد من تعقيد الامر مما استصعب علي فهم الكثير مماورد أعلاه .. أعتقد أن كلمة " جندر أو " جندرة " مقطوعة الأصل في اللغة العربية كونها التعريب المباشر للكلمة اللاتينية Gender ..
تحسبا لمغبة الخلط بين ما هو لغوي و ليتلاءم مع نظام الصوت في العربية كما في هيثم و عقرب وثعلب (فعلل) إذ ليس في العربية صائت يتوسط ما بين الفتحة والكسرة على المستوي العميق إلا عندما تنقل الكلمة للدراجة وعندئذ فقط يمكن لنطق بالعامية أن يحتوي على هذا الصائت الواقع بين الانفتاح والإغلاق: الفتح والكسر و فنسمع بيت(‘beit) و الطريفي(treifi) وهو في –الحقيقة- تحقيق فزيائي ظاهري لصوتين هما الياء المفتوحة (وهي من مخرج الكسرة) فيتم تصالح في منطقة وسط بين بين وهي ما عرف في العربية بالإمالة.


الحديث الذي ذكرته مبينا داخل " الكوت" يجعلني أتخبط و أتشكك في بعض الاشياء الأساسية و أعتقد أن كلمات مثل هيثم و عقرب و ثعلب ليست هي علي وزن " فعلل" و أن كانت كذلك رجائي أن تصحح لي ذلك بمزيد من الشرح , كما أن خيالي لم يسمح لي بفهم علاقة الانفتاح " الفتح" و الاغلاق " الكسر" بكل من بيت و الطريفي ..
معذرة استاذ عبدالماجد ان اضطررناك للعودة الي هذا البوست , لكني في واقع ألامر أخذت اهتماما كبيرا بهذا المبحث و أردت توضيح بعض الالتباسات ..
ولك كل الحب و التقدير

خالد
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

عزيزي خالد الطيب

كتّر خيرك

الحق عليّ. نعم، اعترف بأن هناك أرضية في تشكك، فقد كتبت الموضوع من الذاكرة وبدون مسوّدة مما أوقعني في مسألة (فعلل). ولعل ذلك من باب الالتفات. ولا ينفي أنه غلط. هي فعلل بمعنى أنني سحبت ما تستحقه الأسماء على الأفعال. واضح أن "عقرب" و "هيثم" من باب الاسم الجامد وهما ليستا مما يعالجه اشتقاق. فالمعذرة. وبرغم ذلك هناك وجه الشبه بين " جندر" (بفتح وسكون ثم فتح) وبين "عقرب وهيثم". وجلى أني قد اجترأت على اللفظ الأجنبي وأخضعته لصرف العربية، ولك أن لا تقبل هذه الجراءة، ولكنها في أسوأ الأحوال ليست أقل شأنا من ذيوع كلمة جندرة التي أدخلها الساسة والمفكرون في استخداماتهم الرسمية اليومية. وقصدوا بالكلمة المستلفة التدليل على مسائل تتعلق بشؤون المرأة وحقوقها ....الخ. ولعله لم يدر في خلد أيِ منهم (وهو طبيعي) أن للفظ المعني مدلولا في باب اللغة الإنسانية يختلف عن المدلول الذي يقصدون وأن مجالها في علم النحو يتعدى مجالها في دائرة السياسة والاجتماع لأنها في اللغة تشمل طيفا من التباينات والاختلافات اكبر من ثنائية مجالها الآخر وهو الذكورة مقابل الأنوثة.
ثم بدا لي أن العربية نفسها لا تلتزم هذا التقسيم الثنائي دائما (وهو أمر قاد عددا من المشاركين والمشاركات في مثل هذا المنبر إلى نوع من العسف (أو القل المشقة) في توجيه الخطاب (خشية الانحياز لأيِّ من الزوجين!).
و قصدت تعريب اللفظ مع اجتناب معضلة الحركة التي تعقب حرف الجي (G) أي الإي (e) وهو كما تري يتوسط بين الكسر والفتح. وهو حرف (صوت) لا تحتمله العربية إلا في صورها العامية وهو منقلب فيها عن فتح يليه ياء ساكنه كما في "بَيت" أو "الطّرَيفي). ولئن استقام استخدام هذا الصائت الوسط في الدارجة في المثالين، فهو لا يستقيم في كلمة "جندر" لأن ما يليه ليس بياء (يليه دال). باختصار أردت أن أوقف مسبقا نطق الكلمة المستلفة بشكلها المنطوق قبل الاستلاف. (لعله من باب الحرص الزائد).
ويجب أن أنبه إلى أن هذا المبحث الأولي لم يكن معنيا بالعربية بقدر ما هو معني بالنحو في إطلاقه.

وأقر لك بأن هناك صعوبة ظاهرية في النحو. ظاهرية لأنه - حسب اعتقادي من أسهل الأبواب - ولكن يصعبّه أساتذته ومعلموه: مصطلحهم صعب وطريقة عرضهم أصعب. (والعيب هنا كما يقول أهلنا لسي في الزاد ولكن في صاحبه).
آمل أن أكون قد بيّنت لك بعض ما عسر فهمه (وبعض العيب مني، فاعذرني ).
وقد أعود


عبدالماجد
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
أضف رد جديد