ماذا نفعل مع المسلمين؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة لما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

بسم الله
هبشك الماضراك ولا شرّاك
الكلام قصرو يا حسن يا خوى، أنا ما نوبنتا ولا سودنتا الإسرايليين، لكن سودنم ونوبنم تاريخم المقروء قراية تتم بعيون متفتحة وبصيرة بمناطق الدغمسة التى تطال قصة (النوبة) كمتمدينيين فى مقابل (البجا) أو البدو ممن يعيشون حياة البداوة من رعى للسائمة والإسترزاق بها والعيش بين مناطق ساحل البحر الأحمر كامتداد للمنطقة التى تمتد من أعالى نهر الدندر الموسمى الى سهوب سهل البطانة.
ومما لا بد منه أن تتم قراءة لاحقة للبدو من جهة تسميتهم ب(العرب) وعلاقة أصولهم بهذه المنطقة مما يوسع هذا البحث ويجعله ممتد الأطراف يصعب متابعته حيث نكتفى هنا بالإشارة لهذه الحقول المتصلة ثم نواصل فى مهمتنا.
ومنطقة سهل البطانة التى يتبادل فيها فصلى الجفاف و الأمطار المتوسطة، فهى تمثل المهرب الطبيعى من أعلى نهر الدندر والهضبة الأثيوبية، ثم منها الى نهر النيل كملجاء متوازن البيئة وذو اتصال ببسهل البطانة. هذه المنطقة بكل تاريخها وجغرافيتها تقف كمنطقة مؤهلة وصالحة لاحتضان حياة الإنسان الأول وقيادته للخروج من حالة القطيع الحيوانى الى حياة البداوة الأولى ثم حياة التمدين حيث تأخذ حضارتا كرمة والشهيناب فيه قصب السبق التاريخى. وهنالك بالطبع معلومات وافرة و كثيرة (مدغمسنها) تحتاج للتحريك لأجل التدليل بشواهد شديدة القوة لوجود حياة الإنسان الأول فى هذه المنطقة بالتحديد. ومن ثم ربطها بحسب منطق التاريخ والجغرافيا بشواهد استصحاب الحيوان للإنسان فى ارتحالهما الموسمى فى هذه المنطقة بالتحديد. إقرأ مسدار شاعر البطانة الشهير الحردلو عن هذا الإرتحال الحيوانى الموسمى.
ويزودنا التاريخ بشواهد إضافية منها ما هو منتظم فى شأن تتابع ظاهراتيته الى راهن واقح حياتى النوبة والبجا اللتان ما زالتا ماثلتين لم يمسسهما كثير التغيير. مثلاً يعتبر الأقباط هم من النوبة الذين ضربوا بتمدينهم أقصى شمال الوادى. وهم يختلفون عن بنى اسرائيل الذين عبروا الى ( الجزيرة العربية) وليس سيناء كما هو مزعوم فى شأن الدغمسة التاريخية الشهيرة التى تكذبها الجغرافيا ويكذبها التاريخ كما يكذب نشأة سيدنا ابراهيم ـ عليه السلام ـ فى العراق مع زواجه من أمنا هاجر القبطية وإسكان أولاده فى وادى مكة، والله دى أكان عندو طيّارة ما يقدر يعملا. هذا غير عطالة منطقة ما بين الرافدين فى ما قبل ال 3500 عام قبل الميلاد من تماثيل فى حجم يمكن من تعليق الفأس على رأسها، إلا يقولو عديل كدى إنو (النوبة) سافروا منطقة العراق الحالية وعملوها.
ومما أود سوقه من لاحق الحقائق الشاهدة التى تدعم نسبة (النوبة) الى التمدين أن كافة النوبة الحاليين والأقباط واليهود على جماع تكويناتهم فهم يمثلون اليوم وجوداً مدينياً يقود فعاليات التمدين الإنسانى العالمى بعيداً عن البداوة والترييف. فالمزاج النوبى المصرى القبطى اليهودى هو مزاج مدينى صرف على مر تاريخه واينما كانت جغرافيته.

والشاهد أن التحول الذى طرأ فى حياة بنى اسرائيل من البدو أو (البجا) الى (النوبة) أو المصريين سكان الأمصار أى الحضر، فإن قصة سيدنا موسى لا تقف كشاهد تاريخي تعضيدي وحسب، بل وتحوى ما يخزى عين كل مدغمس لحقائل التاريخ بباهر تثبيتها ل (نوبية) و (مصرية) و(سودانية) و (عروبة) أصل بنى اسرائيل مما يجمع النوبة ومصر والسودان و العرب الى وحدة تاريخية وجغرافية ذات تطابق تام وناجز فى المعنى والدالة.
وهذا مبحث أتمنى أن يمدنى الله بما يعيننى على أعادة تنزيلة بتفصيل ومعلومات أكثر تكريباً ومدعومة بما احتفظ به من الكثير من الشواهد التاريخية والجغرافية الملموسة.
نعود لقصة سيدنا موسى الذى تم تحقيق توافقها بواسطة المؤرخين مع حادثة غرق الفرعون رمسيس فى البحر الأحمر، ثم تطابق التسجيلات التاريخية الفرعونية مع ما جاء فى التنزيل الحكيم. وقصة سيدنا موسى تمثل واحدة من شواهد التاريخ التصحيحية لعيون (المادية التاريخية) بوجود التوراة وحملتها من اليهود من بنى سيدنا اسرائيل وتواتر تاريخهم القريب مع تاريخ التدوين المحقق كى نقرر أن الرسالات السماوية بكتبها الأربعة الكبيرة المتنزلة هى مقود خارج وسابق للوعى التاريخى الآنى للإنسان بما يضع الفكرة وذهنيتها كسابق للمادة لا نتاج لها.
ما شغلتنا دا كلام بفتح ليهو خيط تانى براهو.
الشاهد أن سيدنا موسى و الفرعون رمسيس تربيا وشبا عن الطوق فى قصر واحد هو قصر الفرعون والد رمسيس. وهو بالطبع يقع حيث مكان دارت القصة ما بين (مصر رمسيس) التى تقع بين منطقة أبوسمبل فى الحدود السودانية المصرية الحالية وبين منطقة وادى حلفا التى كانت مسرحاً يقع الى الجنوب من ( مصر رمسيس ) فى منطقة النوبة التى ضمت ابناء سيدنا اسرائيل الى منظومتها. ودليلنا الى ذلك قصة (التابوت) التى وضعت فيه أم سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ وليدها خوفاً على حياته حينما قررالفرعون قتل كل المولودين لبنى اسرائيل نتيجة نبوءة أن نهاية حكمه ستكون على يد أحدهم. وبالطبع كان وضع التابوت وعليه الوليد سيدنا موسى حيث تم التقاطه فى قصر فرعون. وهذا يدلل على سكن أم سيدنا موسى وقومها الى الجنوب من ابوسمبل لأن تيار النهر ينقل اشياءه من الجنوب الى الشمال لا العكس. وتواجه كافة مناطق المحس والسكوت حالة اتهام أنها كانت مقام بنى اسرائيل بما فى ذلك الجزر الكثيرة المنتشرة كجزيرة صاى وجزيرة ارنتا إذ تشكل مدينة عبرى أكثر ما يواجه مباشرة مقاصد المعانى التاريخية حيث يتحقق فيها كثير من الفرضيات كمقام لبنى اسرائيل.
أها يا حسن يا خوى رايك شنو فى النوبنة والسودنة؟
للجميع حبى وتقديرى وباقى لى بس أجمّع كلامى فى ختام هذه المداخلة المتشعبة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

جيناك تانى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

\

أخى حسن،
السلام جاك .... ورجاك ما خلاك ...
عشان ما تفوت القدامك وتمشى للوراك.
وأنا ما عاتب ، لكن شفقان عليك، إنك قبال ماتنجض حلتك بتاعة البتفعلوا مع المسلمين ومع حماس، ونضوق سبكتا، تقوم تبدا ليك حلة جديدة عن فعايل النصارى ؟؟؟؟؟!!!!!!!. دى والله ما بتذكرنى إلا حلل المرحوم صالح التوم، يرحمه الله رحمة واسعة ـ البسميها (القطر قام ) والبكب فيها أى حاجة تجى فى يدو، لذلك فأرجو أن تطلع حلة النصارى طاعمة و مسبكة زى حلل المرحوم صالح التوم.
نحنا بس علينا ننتظر ونضوق، أكان عجبتنا بندخل إيدنا، حتى لو بتعمل فينا عمايل حلل الأخ المرحوم صالح التوم البتصبحنا هردبيس. العندو دسنتاريا بتظهر، والعندو قارديا كذلك، والماعندو تصبحو زى طه القرشى.
لكنى شخصيا ما قنعتا لى هسى من موضوع ماذا نفعل مع المسلمين ماذا نفعل مع حم... واللى إتمطط حتى وصل عندى : وماذا نفعل مع اليهود كذلك،
و الصراع العربى /الإسلامى اليهودى، هو صراع ذو غماسة تاريخية لا تتأتى ضواقتها من زى حلل المرحوم صالح التوم، البشترى لحمتا وخدارا من ناس البيع بالكوم. لكنها تحتاج لحلل خاصة وضواقة خاصة وضواقين خاصين أيضاً. وأول هذا الأمرـ أخى حسن ـ يبدأ من تحسين قراءتنا الحالية للتاريخ. فنحن قد نقرأه وننتقده، لكننا لا نلاحظ نقد المنهج الذى اتبعه هؤلاء المؤرخون فى قراءتهم وكتابتهم له ورأيى أنه ولمجرد ورود تهمة أنه منهج مسكون بالكولينيالية، فذلك يكفى كى يضعنا أما مسئواية حسن النظر والتدقيق فى مكوناته الرئيسية.
وقد تعدى حيز الظنون عندى حتى وصل مرحلة اليقين، أن الكولينيالية فى منهجيتها تمثل إلتفافاً ما يزال يلقى بظلاله على تمحور الذات الأوروبية حول مركزية تتراءى لهذه الذات أنها مركز الدائرة الإنسانية الكونية. وهى حالة أظن أخى حسن ظناً لا يزايله أى شك أنكم لا تحسون بوجودها وحسب، بل وتعون سعتها المعاصرة من ذلك الداء الأوروبى التاريخى العتيق.
المفارقة فى القراءات بعماء عيون الكولينيالية الأوروبية قد تبدو أحياناً أشبه بالنكت المضحكة كحكاوى حمودة حلاق الجامعة الشهير الذى أجبرته ظروف تصاريف الحياة الصعبة وخطه العاثر فى ممارسته واحدة من مقومات مهنيته وهى الحكى للزبائن أثناء حلاقة رؤوسهم. ومشكلته أنه لم يحاول أن يتعلم الحجامة على ظهور اليتامى فيستعرض إلتقاطه الذكى للخطاب الجامعى الفخيم فى بسطاء من أمثاله. ولكن لحظه العاثر مارس هذه الهواية مع أهل الخطاب أنفسهم، فأوقع نفسه فى تهلكة تبكيت وتندر الطالب الجامعى حتى صار حمودة حلاق الجامعة عندهم كالببغاء الذى يحمل عقله فى أذنيه. أقول قولى هذا وأنا أتذكر النكتة فى حملة اكتشاف منابع النيل التى نطلقت إثر استيلاء الإمبراطور الفرنسى نابليون بونابرت على مصر فى القرن الثامن عشر. ونحن ما زلنا الى اليوم نتغالط ، هل مكتشف منابع النيل هو ليفنجستون أم جيمس بروس، أم أحد القساوسة الفرنسيسكان الذى يظن أنه هلك وهو يحول النزول الى شلالات تبستى فى مخرج النيل الأزرق من بحيرة تانا؟ الشاهد أننا نتغالط ونحن على يقين من أننا نقرر حقائق حول تأريخ اكتشاف منابع النيل التى كان يجهل بها وحدهم الأوربيون. فى حين أن النوبة من أثيوبيين و دناقلة و ربما مصريين و بنى اسرائيل، فهم كانوا على علم بحقائق منابع النيل قبل أكثر من على أقل ما نعرف اربعة آلاف سنة، وربما أكثر من ذلك بالعشرات. والشاهد أيضاً مما يجرى كدليل على قولى هذا وعلى غشامتنا فى نسيان أمر معارف التاريخ إلا من جهة كونها تتبع للمركزية الأوروبية، أن الشريف الحسن الإدريسى كان قد تشر تقريراً جغرافياً مفصلاً يحوى على حقائق جغرافية بالغة الدقة وخارطة مفصلة عن منابع النيل وذلك قبل أكثر من ستمائة عام على الحملة الأوروبية لاكتشاف منابع النيل التى ما كانت اكتشافاً على إطلاقها بقدر ما كانت تصحيحاً لمعلومات أسطورية أوروبية عنه، و إزالة للأمية الجغرافية الأوروبية إذا ما توخينا الدقة العلمية والتاريخية والمنهجية فى مقولاتنا.
والغريب المريب فى أمر سريان غشّة الكولينيالية التاريخية الأوروبية باكتشاف منابع النيل على فهومنا الغضة وعلى غشامتنا الفكرية والمنهجية، فكلاهكما (ليفنجستون و جيمس بروس) وجدا على ضفاف بحيرتى فكتوريلا وتانا ممالك قايمة ومنتظمة. أحدهما والتى تقع حول بحيرة فكتوريا عاصمتها (غندكرو) وهى مملكة اسلامية كاملة التكوين، وأخرى على ضفاف بحيرة تانا و عاصمتها (قندار) ومليكها (ثيودور) وهى مملكة مسيحية أرثوذوكسية كاملة لا شية فيها. مع ذلك فلم يعلن اكتشاف المملكتين ولا اكتشاف أثيوبيا أو غندكرو، ولم يلتفت لمعرفة هؤلاء بهذه البحيرة وبحقيقة أن النيل الأزرق لا ينبع من تانا بل يدخلها من جهة ويخرج منها الجهة الأخرى دون أن نتختلط ماؤه بماء البحيرة الساكن. مع ذلك تتجاهل المركزية الأوروبية هذه الحقائق لتقرر عن كون إزالة جهلها بحقيقة منابع النيل يعد نقطة اكتشاف علوم الجغرافيا البشرية لهذه المنابع.
ويبدو ـ أخى حسن ـ أن حملة نابليون على مصر ممثلة ممتازة لتجاوزات منطق مناهج التاريخ جرياً وراء كولينيالية الذاتية الأوروبية. ففيها تمت صياغة وتدشين منهج التاريخ الأوروبى إثر نجاح عالم التاريخ الفرنسى (شامبليون) فى فك طلاسم (حجر رشيد) ، ومن ثم قراءة اللغة الهيروغلوفية عبر ترجمة وثيقة (حجر رشيد) المكتوبة باللغتين إياهما. وقد أحسن بعدها شامبليون ـ وهو مرجعية علم المصريات الأوروبى الحديث ـ سبك علوم التاريخ بحسب أسطورة منبع الحضارة من جزيرة (أطلانطس) المتنازع بين كونها كانت فى البحر الأبيض المتوسط أم فى المحيط الأطلنطى. وهى الفرضية التى تم سبكها على كون الحضارة جاءت الى مصر مهاجرة من الشمال، أى من أوروبا.
وأظنك ـ أخى حسن ـ تعرف تماماً كيف رفضت جامعة السوروبون أطروحة الدكتوراه التى قدمها الشيخ السنغالى الشهير (انتا ديوب) وهو ينافح فى دعاوى مدرسة المصريات الأوروبية. وكيف ترك بعدها تلك المؤسسة الأكاديمية الأوروبية وهى تلعق فى جراح على عجيزتها من يومها الى يومنا هذا جراء باهر ما ساقه ضد معتقديتها التاريخية من حجج بالغة الصحة العلمية، فى مقابل ما أتت به تجاهه من نكوص عن حياض الشرف الأكاديمى العلمى حتى صار بعدها دعاوى أكاديمية أوروبية زائفة لا تجد من يحترمها أو يعضدها.
وليس من قبيل التشفى ـ أخى حسن ـ أن نتملى بهذه الروح الحادة فى نقديتنا للأكاديميا الأوروبية، لكن فهو من سبيل الإشارة الى مليكنا العريان. فالكولينيالية ما زالت ضاربة بأطنابها فى مضارب المركزية الأوروبية وهم متمسكون بها بحذاقة ومكر وإخفاء لا يليق بالأمانة العلمية. لذلك فالمنهجية الأوربية لن تنفك تواجه هذا الإتهام ما لم تحسن مواجهته بالإعتراف الصريح به، ومن ثم معالجته معالجة تزيل أسبابه، وذلك لأجل ترك العلم ينمو حراً بدلاً من لى ذراعه لصالح نرجسية مركزية الذات الأوروبية المكعوجة.
علاقة مدرسة التاريخ الأوروبية بتاريخ الصراع العربى الإسلامى اليهودى هى علاقة يمكن قراءتها ليس من نوافذ التاريخ فقط، لكن من رواق السياسة الذى لا تفتح أبواب ونوافذ مدارس التاريخ إلا منه وإليه. وسنعود لتبيين كيف تشوهت أطروحة نشأة الأصول المجتمعية لأقاليم وادى النيل الثلاثة العليا والدنيا والسفلى بفعل الفعل السياسى المطابق لتصورات الكولينيالية فى علاقتها بالأجندة السياسية المعاصرة فى أقاليم وادى النيل، وأثرها على السودانيين الذين يتفرعون الى منظومات البجة والنوبة والأقباط والعرب وبنى اسرايئل من ناحية، أو بين البدو والمتمدينين من الناحية الأخرى بمن فيهم المسلمين واليهود.
تاريخ بنى اسرايئل يمدنا بذخيرة حية وشاهد شهادة وناضحة بمفاهيم وحدة الأصول التاريخية، من ثم صراع الهوية الثقافى السودانى الذى حدث إثر تحرر بنى اسرايئل من عبوديتهم إثر الإختيار الإلهى لهذه المجموعة لتعبيد طريق عبادة التوحيد وترك رجس عبادة الوثن.
أتوقف هنا أملاً فى دخول قريب لتكملة تفكيك الأجندة التاريخية لليهود والمسلمين خاصة الذى لا يعضد تاريخانية وجودهما الحالى إلا ضمن خبالات مدرسة الكولينيالية الأوروبية.
للجميع حبى وتقديرى.

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

كان غلبك سدّها..

مشاركة بواسطة حسن موسى »

عمر يا أخانا الذي في الولايات
سلام جاك
يا زول امر حِلل العالم المعاصر عجيب. و لو كان في حيلتي تسبيك حلة واحدة بشكل نهائي لاخترت حلة الرسم و ارتحت، لكن المويات متمازجة في حلة العولمة الكبيرة و فرزها لا يكون و لا ينبغي، و لا مفر من طموح النظر إليها كلها في آن واحد و و هذه مهمة تقتضي سعة في عين البصر و سعة اكبر في عين البصيرة و سبعين هيهات..
واصل و سأعود في أول سانحة
مودتي
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

.....وسّع قدها

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى حسن
بعد السلام ورفع التمام
لوطنا البإسمو كتبنا ورطنا
كقول أخى الشاعر المفوه محجوب شريف
وبعد .....
الثقافة يا أخى حسن ـ هكذا معرفة بالألف واللام ـ لا تتأثر كمصطلح بالإستلافات اللغوية التى تستفيد من معناها الذى تستمده من طبيعة وجودها المعرفى، لكى تساعد فى سبك مفاهيم أخرى . لكن، ينبغى أن تظل هذه الإستلافات غير مؤثرة على لب المصطلح. أقول قولى هذا وأنا ألاحظ وجود استعمالات قد تبدو أحياناً غريبة ومريبة لمصطلح (الثقافة) بما قد يبدو سالباً لأصوله المفهومية . وهذا ما يلخبط العجين. فإذا ما كانت (الثقافة) فى أصل بنيتها المفهومية عبارة سُبكت كى تحيط بمعنى (التكوين) الإبتدائى الأولى للمجتمع، بحسب أن التثقيف لغة يعنى التعديل والتسوية كما جاء فى الحفر اللغوى للشهيد محمود محمد طه والذى قطع بقوله قول كل خطيب فى هذا الشأن، فإن عبارة (ثقافة العنف) مثلاً ، برغم مشروعية الإستلاف اللغوى فيها ، تشير الى أنها استلاف فسِل يمحق المعنى المصطلحى المباشر حتى ليبدو أنه تعريف بالثقافة من خلال اللاثقافة. فإذا ما كان مجتمع حداثة ما بعد العولمة ـ مثلاً ـ قد يجنح نحو تأسيس ثقافة تعنى بالفنون ـ كالرسم والتلوين مثلاً ـ وذلك ضمن مشروعها لإعادة ترسيم محدادت الهوية المجتمعية، فإن ذلك يعنى محق الثقافة على عينك يا تاجر لصالح نموذج لم يأخذ حقه من التبصر الديمقراطى البسيط للتنوع البيئوى المجتمعى، شأن ما كانت الوجهة التى نظرت إليه منها، جغرافية كانت أم تاريخية أم فى أصولها التكوينية النوعية كالإثنية مثلاً.
ورغم وحود شبهة الإعتراض فى حديثى هذا على مقترحك التشكيلى الهام فى خيط ماذا نفعل مع النصارى برفد الثقافة المعاصرة بالفنون كمشروع مقابل ل(عين سخط ) كنائس النصارى. ولو كان لأعترضت عليه هناك ضمن خيطه، فما أود أن يُعرف أنه وإن كان اعتراضاً ، إلا أنه اعتراض شكلانى لا يماسس رفض فكرة موضعة الفنون ضمن مقترح (ثقافة الإنسان المعاصر) كمشروع مقترح لا يملك كائن من كان وضع محددات له خارج (ثقافة التجريب) والحوار الذى يدور حولها. فالشاهد أن الزبد لا يمكث فى الأرض بل يروح جفاءً ويبقى ما ينفع الناس من حوار وثقافة التجريب. لذلك .... أحب لك التدقيق بالقول أن المقترح هومقترح لمشروع الثقافة الخاص بالإنسان المعاصر، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
للأمر علاقة مقيمة بماذا نفعل مع اليهود وما فيه من لخبطة للعجين المباحثى للثقافة. و نطل هنا على (معتمل حياتى) تعتمل فيه (أجندات اللخبطة السياسية) حتى لا يكاد يُرى أى فرق بين حابلها ونابلها. وأقول (معتمل) وعينى ترنو نحو قولة (معمل)، وأكاد أقولها وأتراجع خوفاً من مكر إلهى غير مرئى فى باطنها. وقد قيل أن من خاف سلم.
وفى البدء آتى على حقل لخبطة العجين المباحثى الثقافى (غائراً) بعكاز الربّاط، ثم أدلف بعد ذلك على ماذا نفعل بلباس الباحث التاريخى المفترض فيه التدقيق وتحاشى إلقاء القول على عواهنه .
الثقافة ست الإسم ـ أخى حسن ـ لا تفتعل، ولا ترتهن على المزاج السياسى، ولا تفرض بقوة وجبر الأنظمة الحاكمة، ولا تباع ولا تشترى من سوق (الملجة) السياسى. وكلما تفعله (الدولة)، بوصفها أداة فعل سياسية، فلا يتعدى أمرتخريبها غير العمل بحكمة (أبوالعفين) التى تقول: سهر الجداد ولا نومو. إذ أن من أولويات (الثقافة) وابنتها اللصيقة بها (الهوية الثقافية) هى الطبيعية. وهى طبيعية (تحتية) يملكها المجتمع وتنتقل بين مفاصله بسلاسلة ضمن السلامة المجتمعية وحقوق المجتمع الطبيعية فى أن يستلف من الأشكال الثقافية ما يتوافق مع خياراته. والمجتمع بالطبع يفترض فيه جدلاً أنه يملك أيضاً (الدولة) التى تساعده فى تسيير شئون فعالياته، وذلك قبل أن يتحول الأمر بفعل قوى التمرد الحضارى على الثقافة (من دولة مساعدة) الى (دولة حاكمة) ومن (يملكها) الى (تتملكه وتتحكم فيه) وذلك تمريراً لتحكم (النخبة) فى زى (الحكومة). ومن هنا جاءت مسألة (دِخّيل) الدولة يدها للعبث بالثقافة لصالح (محكوميتها). والأمثلة المعضدة لإغتراب (الدولة) الثقافى على قفا من يشيل. مع ذلك تسير الثقافة لوحدها وتنتشر بين البشر بكل سلمية وطبيعية، ولو منعت الحكومة مجتمعا من الظهور بأى أزياء أو رموز ثقافية، فالناس يظاهرونها شكلاً ، لكنهم يميلون قلباً لما مالت إليه نفوسهم طواعية، ولا ينتظرون إلا أفول هذا الحكومة، ومن ثم يخرجون فى أزيائهم الثقافية التى اختاروها بمحض اختيارهم وأحبوها، لتكتشف حكومات التعدى الثقافي أن تحولاً ثقافياً حدث أن تسرب من بين أيديهم وهم لا يستطيعون أن يفعلوا إزاءه شيئاً فأصبح واقعاً جديداً لا يمكن القفز فوق حواجزه.
ومن شاكلة التبادل الثقافى السلمى مثال انتشار (الجلابية) الرجالية البيضاء السودانية والثوب النسائى السودانى، وكلاهما جاءا ضمن اختراع أمدرمانى شهير يوائم ما بين الزى الذى اختارته طائفة الختمية السودانية و جناح أم جكو الزى الإنصارى السودانى الشهير الذى قيل أن أمر انتشاره فى فترة المهدية ارتبطت بمهنة النساجة السودانية التقليدية بمنطقة قرية (ودرحوم) بسهل البطانة بأواسط السودان. عبقرية الترزى الأمدرمانى (بعد الكتلة) باختراعه هذين الزيين المعتبرين اليوم أزياء قومية سودانية منشرة فى كافة بقاع السودان على اختلاف إثنياته، هى من نوع تجبير الكسور المجتمعية، فهو يحتوى على قبول بالزيين معاً، لكن فما كان ممكناً أن تنجز عبقرية الترزى الأمدرمانى لوحدها هذه الوحدة الوطنية الثقافية الكبيرة إلا عبر انتقال سلس وسلمى وطبيعى لهذا المكون الثقافى السودانى الهام دون أى تداخلات سياسية. فجناح أم جكو التى كانت زياً مفروضاً فى فترة حكم المهدية صارت الى زوال لا يحفل بها إلا ذوى العقيدة السياسية الأنصارية فى يومنا هذا. أما الجلابية والثوب الأمدرمانيين فقد تمكنا من المزاجية الثقافية السودانية على اختلاف موروثها من تنوع فى الأزياء. وقد طفق أمر انتشار الزيين حتى فاق حدود السودان الوطن الثقافى الأم الى أوطان ثقافية أخرى ذات تداخل ثقافى، فكان أن تعدى ذلك الإرتحال الحدود بعيداً الى تشاد وأفريقيا الوسطى ومالى والكاميرون ونيجريا وموريتانيا والسنغال والصومال وأثيوبيا وأريتريا، وذلك على سبيل التعداد لا الحصر. كلها انتقالات تمت وفق خيارات شعوب لا دخل للحكومات بها.
علاقة الثقافة بالهوية الثقافية هى علاقة صيرورة ينبغى أن ينظر إليها ضمن الحقوق الإنسانية الأساسية. فالهوية الثقافية نموذج انسانى مقترح من حق أى مجموعة انسانية أن يكون هذا النموذج هو خيارها الثقافى الهويوى. ومن حق العالم أيضا أن ينمو هذا الخيار الذى يضيف الى ثراء التجريب الثقافى فيمكن العالم أن ينظر إليه ويختبره وربما يعالج مكونات بنيته الثقافية لامتصاصها ضمن نموذج آخر ذو تفاعل ثقافى. ومن حق أى نموذج ثقافى أن يختار الشكل والمحتوى الثقافى الخاص به. ولا يفترض فيه شئ خارج الخيار إلا إفتراض أن لا يحتوى هذا الخيار على أى قدر من التعديات الثقافية التى تضع الآخر لآى شكل ارتهانى لنموذج آخر. وهذا هو الذى يصيب هؤلاء الذين يودون التحكم فى هذا العالم ومن ثم حكمه بالمرض. وهؤلاء ـ أخى حسن ـ ليسو غير رجال العولمة. ودى دايرا ليها نظر وتفكيك تانى، خاصة إذا ما لاحظت الى قولى هنا الى قولى عن اصحاب رغبة التحكم فى العالم مع قول آخر فى خيط آخر قررت فيه حيوانية الأوروبى وعنفه وميله الى المصارعة والمقاتلة جرياً وراء (الثيموس) كما يطرحه مفكر العولمة الأمريكى (فرانسيس فوكوياما) فى أطروحته ( نهاية التاريخ وخاتم البشر). إذ كيف للمصارع الحيوانى التخطيط والتفكير بحذاقه للتحكم فى العالم ومن ثم حكمه ؟؟؟!!!! ودى خليها شوية بجيها تارى مرة تانية.
البهمنى هنا الوضوح هى رؤية ما يجوز وما لا يجوز فى حق إخوتنا اليهود الإسرائيليين. وأبدأ بملاحظة يمكن نكون كلنا ما شايفنها كويس. أن هؤلاء اليهود لم يتخلوا عن زيهم الثقافى الكانوا بيتزأوا به منذ أن كانوا ـ حلفاويين ـ أو إن شئت فقل ـ دناقلة ـ يعيشون تحت قهر حكم رمسيس الثالث عشر. وانت تحدثت عن احتكار الهوية اليهودية المزعلا بعض علمانيي اليهود.
أولاً أمر احتكار اليهود للهوية اليهودية حقيقة مسلم بها. فهم لا يعترفون بيهودية اليهودى إلا بعد التأكد من أنه مولود لأم يهودية. هذه ثقافة نوبية سودانية تاريخية مسلمة لا شية فيها. فاليهود رغم قيادهم لعالم الحداثة وما بعدها، ورغم تأثيرهم السياسى الطاغى على العالم الأول مما يجعلهم قادة حضاريين معتبرين، هذا إذا لم يكونوا هم القادة الفعليين لركب الحضارة المعاصرة وفق بعض الرؤى السياسية. مع ذلك فهم ثقافياً شايقية أكثر من الشوايقة، وجعليين أكثر من ابناء دار جعل، ودناقلة حلابى تيس كمان. فتمسكهم الثقافى بالهوية اليهودية هو مكون تاريخى ما بيربط مع صواميل العولمة، فالعولمة (سنّتها ناعمة) أما اليهودية فالربط بتاعا قبال إختراع (القلووز) عشان كدى رباطهم (برشام) معقود منذ ما قبل (نبتة ومروى ).
هنالك حقوق تمظهر ثقافى لا ينكرها على اليهود إلا مكابر. ومن ذلك حقوقهم فى التمظهر الثقافى الهويوى كما يحبون أن يكون من خلال الأم. وكذلك حنينهم للعودة لوادى النيل، موطن نشأتهم الأولى. ورغبتهم فى إعادة ملكية الأهرامات لهم. دى كلها ما مشكلة.
طيب المشكلة شنو؟ المشكلة فى علاقة السلطة بالسياسة، وعلاقة السياسة بالقوة. ودى ليست من ضمن الثقافة اليهودية، بل هى دخيلة عليهم. ودا ما أود مناقشته فى تالى تفاكرنا.
أها رايك شنو،القد وسع ولا لا؟ لكن مهما كان وسعهو إنشالله قدها وقدود، بنسدوا يعنى بنسدو، و أنا بالذات وراهو والزمن طويل.
وللجميع خالص محبتى وتقديرى.


صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

لا بد من سد القدود

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى حسن
السلام جاءك يسعى من الولايات مرة أخرى،
وهو سلام لك ولكل الأحباب المتابعين ...... البطلو علينا والمانعيننا من طلتم البهية.
وصلنا الى أمر توصيف هوية أخوتنا اليهود، فوجدنا أنها لا يمكن تمييزها إلا عبر أصلها السودانى. وليست هى مبالغة القول أن الهوية اليهودية شايقية أكثر من الشوايقة وجعلية أكثر من الجعليين ودنقلاوية تضع اليهود بلا أى فرز (هويوى) ضمن (حلابى التيوس)، والذين هم الدناقلة الأماجد. وقبل أن أعزز تحججى بسودانوية الهوية اليهودية، فأننى أود أن اتشرّط على إخوتى المتابعين لهذا الخيط، وتشرّطى لا يخرج عن كونه مطالبة أن يقرأ هؤلاء المتابعون هذا التحجج بذهن مفتوح. وأول درجات الإنفتاح التى أطالب بها أن يعاد النظر الى ما سبق لى التحجج به، كون الثقافة، هكذا معرّفة بالألف واللام، فهى المكون المجتمعى الأولى الملازم لدوام المجتمع كمجتمع ـ أى معبرة عن حالة اجتماع بشرية أولية ـ وذلك قبل أن يطرأ على ذلك المجتمع أى خيارات يأخذها بصفته مجتمع. وهى خيارات لاحقة لوجوده التكوينى والذى يتمتع وجوباً بثقافة تكوينية أولية تلازم هذا الوجود التكوينى. وبالضرورة تكون أى أضافات هى لاحقة لوجوده كما هى مختلف فعالياته التى ربما تساعده لاحقاً فى مزيد من التوصيف لكينونته ربما بموضوفات تمدينية أو حضارية لاحقة. فى حين تظل الثقافة ملتصقة، يفقد المجتمع كينونته ووجوده إذا ما فصم عراها فلا يكون مجتمعاً بل شيئاً آخر.
واتمنى أن يمسك توصيفى النظرى هذا بتلابيب خلط العجين المباحثى الثقافى، فالمكون الإقتصادى ، مثلاً ، والذى تعتبره نظرية المادية التاريخية هو المكون الأولى للحراك المجتمعي الذى يحمل لوحده منطق التحولات المجتمعية واتجاهها الى تفكيك بنية ( الإستغلال الطبقى )، فذلك منظور لا بد أن يكون واقعاً ضمن العجين المباحثى الملخبط ، بشرط أن تلاحظ ذهنيتنا المتفتحة النظر لوقوع المكون الإقتصادى فى موقع خارج المكونات الأولية للمجتمع، أى مكون لاحق لوجود المجتمع، بما يمكن نظرياً من القبول بوجود مجتمعات يكون من أوجب خياراتها هو عدم التمسك بأى صورة تمدينية. والتمدين ـ أخى حسن ـ يتبع له بالطبع الخيار الإقتصادى وهو خيار فعاليوى لاحق لا يبرر سطوته على المجتمعات التى اختارت التمظهر من خلاله، أن يمدد حتى يشمل تنظيره مجتمعات ما تزال فى عنفوان نقائها الثقافى كمجتمع منطقة (هضبة التبت) مثلاً.
الخروج من لخبطة العجين المباحثى تبدأ من الدعاء على ( ساس يسوس) صاحبة هذه اللخبطة. فالخروج من حبايل مكايدها ـ ولو بأضعف الإيمان ـ تجعلنا متمكنين من أدواتنا ونحن ننظر الى ماذا نفعل بالمسلمين وماذا نصنع مع حماس. إذ تزودنا بزاد هام من جلاء الرؤية ـ غير الملخبطة سياسياً ـ مع السؤال المصاحب: وماذا نفعل مع اليهود؟ إذ أن الفعل مع حماس لا يكون فعلاً إلا بالنظر ما يفعلون باليهود وما يفعلون بالمؤمنين كليهما معاً. ومن أوجب واجبات هذا اللخبطة هى التحجج بعدم (ديمقراطية) قفل الهوية اليهودية على ذوى الأمهات اليهود. ومن حيث لا يتضرر الغرقان من البلل، فكون هذا السؤال يأتى من (يهود علمانيين) فتلك هى (الخواضة فى الطين زاتو) وخليك من العجين الأصلو لخبطتوا لا حِكت لا بقت. فمن باب الهوية الثقافية، وربما على مضض القبول ب(ديمقراطيتها) فهى بصفتها خيار ثقافى أولى ، فهى لا بد أن تمثل حق لليهود، لا يملك كائن من كان أن يطالب بزحزتهم منه، أو حتى اتهامهم بالعنصرية، إلا بعد حشر اليهود فى كستبانة ـ حجوة أم ضبيبينة ـ أهل التمرد الحضارى، الدولة الديمقراطية. والتطير عيشة الثقافة الماجايبا حقها فى سوق النخاسة السياسية دا.
وهنا فانى ادفع بتحذير مجانى، أن أهل التمرد الحضارى ربما يكونوا هم انفسهم فى غالب الأمر منساقين خلف أجندة خفية مجهولة المصدر ـ بحكم جودة التموية والتخفية ـ حيث أن المتمردين الحضاريين، رغم عدائهم الغريزى المستحكم لأصول الثقافة المجتمعية الوضيئة لصالح طفولية وحيوانية مناظيرهم ، فإنهم قد يلاحظ براءتهم من قتل وسحل الثقافة. وإن فعلوها فهم لا يدرون أبعاد ما أتوا به، إذ أنهم منساقون مثلما تم تمرير صلب سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ على غشامة حيوانيتهم. عشان كدى، أكان تم نكران جريمة سحل الثقافة ومكوناتها الأولية، فلا يظنن المنظرون السياسيون أنهم يومها سيكونون فى منجاة من المسئولية. فإنهم وبرغم كون ولوغهم فى الجرم لا يتعدى الوقوع فى حبائل لخبطة العجين المباحثى، لكن وجوب التحذير، أن هذه الجريمة التى قد تبدو صغيرة، ربما تؤدى الى قول (ياليتنى كنت تراباً ) عندما تنصب موازين الثقافة الوضيئة. وهى موازين العقل المطمور بفعل انسياقنا رواء طفولية ذهنية (الأنا) وربما (الهنا ) يا أخى حسن.
للثقافة ـ أخى حسن ـ موازينها التى لا تحتمل وزن قيم الحضارة. فموازين الثقافة توزن عادة ما هو أقل وزناً مما توزنه موازين الذهب. بينما موازين الحضارة تعتبر بالنسبة إليها الموازين القبانية الكبيرة ـ من طن وما هو أعلى ـ موازين ذات خفة شديدة. مع ذلك فموزونات الثقافة ب(صنج) قد تقاس بكسر عشرى من الألف من الجرام، فهذه لا يمكن شراؤها بكل البضاعة المعروضة فى سوق النخاسة السياسية، أو كما سميته أنت بسوق العولمة، والذى هو سوق المشروع الحضارى المعاصر. مثال على ذلك: لا يستطيع كل أهل أوروبا، بمن فيهم الإسبان، أن يستعيدوا أو يستعيضوا بعض ما فقدهوه، مما كان بإمكانهم الإحتفاظ به من ثقافة (المورسكو)، إذا ما كانوا حينها يمتلكون ولو مثقال حبة من خردل تقدير أهمية تعايش الثقافات والحفاظ عليها من غول التمدد الحضارى. نفس الشيئ يقال للأمريكان عند الحديث عن ثقافة الهنود الحمر. مع ذلك، فما اتاح الذهن الأروبى الى يومنا هذا أن توطن بكائية لا بد سيقيمها يوماً ما ـ تبدو خجولة على أيامنا هذا ـ جراء فقدانه تلك الثقافة الأوروبية الأندلسية. ورغم أن الأمريكان قد بدأو بكائيتهم قبل أهل أوروبا عن فقدانهم ثقافة الهنود الحمر، لكنها بكاتية تحتاج للمزيد من ( المنيّع بالقرع ) و(الردحى) و(كتيح التراب) و(لبس القنجة) وممارسة (الحِد) الذى إن كان سيوازى وضاءة ما فقدوه من ثقافة، فإن ما تبقى من حياة البشرية قد لا يكفيهم لمكافأة ما فعلوه بالهنود بالتوبة والندم.
مع ذلك ـ أخى حسن ـ فالنظر بمناظير متحررة من لخبطة العجين المباحثى الثقافية، فسيعيد تنظيم ما يجب ليكون (قبل) ما يستوجب (اللاحقة). وحماس واليهود والمسلمين كلهم ـ يومئذ ـ (شاةً معلقة من عصبتا) والحساب ولد.
سؤال فى منتهى البراءة: كيف لا تبدوا للعالم ـ إذا ما افترضنا غير عماء ذهنيته ـ هذه الهوية الثقافية اليهودية فى جلاء سودانويتها؟ وكيف له أن يستسيغ طعم (احتكار الهوية) وسط اليهود، ويقبل بهم فى بناء عولمة ديمقراطية فى وقت يشتط فى مطالبة عرب السودان بالإنفتاح الهويوى؟؟!!! أو دون أن يؤدى ذلك للنظر الى اليهود بعين سودانوية هويتهم؟؟؟!!!
قالت قبائل الدينكا: نحن جعليون. وقال الجعليون: بالله كيف يكون هذا؟ وقال الخبر الثقافى اليقين: نعم الدينكا من قبائل الجعليين الأكثر من جعلية أهل ديار جعل زاتا. بل الدينكا فى آصل أصل تمظهراتهم الثقافية، فهم عرب أقحاح، متى ما تخلصت مناظير الثقافة من لخبطة العجين المباحثى الذى يغذيه المتمردون الحضاريون.
سأعود ففى النفس شيئ من حتى سودانوية اليهود وعروبة الدينكا, وكذلك المزيد من النظر الى ثقافة السودانيين من نوبة وقبط ومصريين واثيوبيين بدو ومتمدينين كنماذج يعمل فى حاضرنا بدأب على تغييب معالمها. (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
رأيك أخى حسن فى الكلام دا ياهو ولا ما يا هو أمرعلى درجة عالية من الأهمية.
للجميع حبى وتقديرى.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

شايقية الأحباش

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


حول المزيد من معالجات أطروحة وحدة الأصول السودانية ننظر اليوم لمكون شايقى هام عند الأحباش. وبعد داك نشوف علاقة الأحباش باليهود، خاصة (الأمهرا).
شايقية الأحباش فى هذا الرابط:
:


https://www.youtube.com/watch?v=4AGRNMyb ... 7&index=77\

سأعود
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

أخونا عمر الأمين
لا إعتراض لي أن تبحث في تاريخ اليهود والنوبة والجعليين والدينكا، وتخرج بنظرية جديدة عن الهوية ولكن سؤال حسن يبقى في مكانه ولم تجاوب عليه: ماذا يفعل بالمسلمين وحماس؟
يا عزيزي وأنت سيد العالمين لكل مقام مقال! فلو أثبت نوبية اليهود أو جعلية الدينكا أودينكاوية الجعليين، السؤال يبقى هو هو!
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مزيد من التعمق فى الأصول الثقافية

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


بسم الله
هبشك الماضراك
وما مشى فات عقبو الثقافى وخلاهو للهلاك.

أخى صدقى كبلو

نحمد لله على مثل هذه الطلات المنبرية، برضو أخير من عدما.

اعتراضك (مقبول)، لكنه ـ بحسبما أرى ـ يحتوى على ما يتوجب فرز ما يبدو فيه من (دغمسة سياسية) لست مسئولاً أنت شخصياً عنها. ورغم معرفتى أنك لا تتحصن خلفها وذلك لمعرفتى بسلامة طويتك المعرفية كمنظر سياسو/اقتصادى ماركسى لا يشق له غبار، لكن ـ ولخبث فى طويتى المعرفية تجاه السياسى وخاصة ذو المناظير الإقتصادية منه ـ فلا أفارق هذه السوانح حتى أهتبلها الى آخرها ـ بمكر ودهاء مباحثى شديد ـ أحتاجه لبيان أطروحاتى. عشان كدا اعتراضك وقع لى فى جرحاً سياسى منوسر ومغور. جاييك ليهو فى طلتى الجاية. فأرجو أن تصبر على شويتين.

رجوعاً لشايقية الأثيوبيين:
يبدو أن ما يسمونه (بالمركز الثقافى) فى إشارة للخبطة (المركزية) كمصطلح ذى طعم وهوية سياسية مسيخة وممصمصة مع مصطلح (مركز إشعاع ثقافى) الذى يشير لمعان أخرى ربما يتوفر معظمها فى مصطلح (أمومة ثقافية) حيث التغذية بالغذاء الوفير إرضاعاً من أثداء الثقافة الحلوبة، فإن ثراء عملية التغذية الثقافية لها مصادرها ومناهلها الخاصة، وبالتالى قوانينها التى تختلف عن قوانين ـ أمسك لى وأقطع ليك ـ بتاعة المركزية والتمركز السياسيين.
مع ذلك رجوعا لملاحظة تغلغل (روح شايقية أصيلة) عند الأثيوبيين، قد لا يكون بديلاً عن النظر الى مناهل الثقافة الأم، تلك التى زودت الأثيوبيين بهذا المنهل الذى يتراقصون حوله فى حبور وانشراح لا يمكن وصفه إلا بكونه رغبة لمبادلة الحب و الإمتنان لأثداء مناهل هذه الثقافة الوضيئة.
والأم الثقافية تتأثر بالطبع. إذ لا بد من أن تعاقر ما يجعلها (تدر) إرضاعا صالحاً ربما (بشايقيته المجيهة) لخليط من الرضعاء من حلفاويين ومن (أهل العوض) فى وسط السودان ومن دناقلة يبدو واضحين فى ما سيأتى فى الرابط أدناه، ربما تكون منهمن (ذات الصون العفاف) تلك تغطى وجهها بأطراف ثياب الحياء السودانى سمح الخصال والسجايا. كل ذلك يمكن النظر إليه كجانب من مكون ثقافى هام واسع وعريض وسمح، وناطق يمكن من الإستماع الى حديث (ديمقراطية وسلمية الثقافة ) فى متونه وحواشيه. وهو ما يلقم جور أهل (ساس يسوس) أحجارا ربما تجعلهم يرعوون (كثيران جامحة) فى مستودع خزف الثقافة المتقن الصنع.
وأظن أن دى قيدومة ما بطالة لما سيأتى من رد على اعتراضك يا أخ صدقى كبلو.

الرابط:



https://www.youtube.com/watch?v=_QEupoNS ... re=related


للجميع حبى وتقديرى.
\
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

ونظرية الهوية ما لا؟

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


أخى صدقى كبلو
السلام ليك ولكل الأخوان والأحباب
وبعد:
رغم ايمانى بسلامة طويتك المعرفية إلا أننى عندما فكرت فى اعتراضك، والذى هو كالآتى :

" أخونا عمر الأمين
لا إعتراض لي أن تبحث في تاريخ اليهود والنوبة والجعليين والدينكا، وتخرج بنظرية جديدة عن الهوية ولكن سؤال حسن يبقى في مكانه ولم تجاوب عليه: ماذا يفعل بالمسلمين وحماس؟
يا عزيزي وأنت سيد العالمين لكل مقام مقال! فلو أثبت نوبية اليهود أو جعلية الدينكا أودينكاوية الجعليين، السؤال يبقى هو هو! " أهـ.

فلم يهدنى تفكيرى لأى استنتاج مقنع يعيننى فى فهم كيفية أن البحث فى هوية اليهود والعرب خارج موضوع التساؤل ؟؟؟!!!. فإذا ما غضضنا النظر عن معظم مآلات الصراع السياسى المعاصر وهو يتطرق بإصرار لفتح اشكالات الهوية فى عالمنا المعاصر، فعلى أقل من ذلك، فاعتراضك يخالف النصوص قطعية الدلالة فى ورودها عن الأخ حسن موسى صاحب هذا البوست وصاحب التساؤل المطلوب الإجابة عليه، ويخالف كذلك الإجماع والقياس الذى سار به هذا البوست من تعقيبات أصحاب حسن موسى أومداخلات عموم السلف المعرفى الصالح بحديث متواتر ما زال منشوراً فى متن هذا البوست.
ولنراجع هذه النصوص ثم الحديث المتواتر معاً
أولاً : النصوص: وهى هنا ـ كما أسلفت ـ تابعة لتنصيص صاحب الأطروحة وهو الأخ حسن موسى. فهو يقول:
" احترت قبل اختيار هذا العنوان لأن الفكرة الأولى في خاطري كانت ماذا نصنع مع حماس؟" .و بما أن تجربة" حماس" وحدها لا تسع التركيب الذي بدا لي في الأشكالية المتكنزة وراء العنوان جازفت بفرصة " ماذا نفعل مع الإسلاميين؟ " و هذا الصباح تأملت في عنواني الثاني فلم تطقه التفاكير التي استدعاها النظر في سؤال الإسلاميين الذين يشغلون المشهد السياسي و الإعلامي بأساليب شتى، مشروعة و غير مشر وعة ، فحزمت أمري على صيغة " ماذا نفعل مع المسلمين؟" وأشحت وأنا آخذ صيغة ما ذا نفعل مع المسلمين؟ بمعانيها العديدة" عن اليهود و النصارى و البوذيين و اللينينيين و من لف لفهم من الموحدين حتى إشعار آخر"
الى أن يقول : " ذلك ان المسلمين المعاصرين الذين صارواـ عند مفترق دروب الحداثات ـ يتساءلون عن مصيرهم و عن طبيعة دورهم في عالم رأسمالي متعولم يجدون أنفسهم اليوم في حال عسر وجودي غير مسبوق "
أها انتا داير شنو أكتر من كدا من صريح التصريح الذى يفتح الباب على مصراعيه للتاريخ وللجغرافيا وللثقافة . وأن سؤال التاريخ والجغرافيا والثقافة فهو ليس سؤالاً سياسياً بريئاً من سؤال الهوية.!
فإذا كان الكلام كما تفضلت، فإنك تضفى على حسن موسى ما يكفى من اللؤم والتواطؤ الماكر مع (الحيرة). إذ قام بدغمسة الملاحق فى غير صالح اسئلة السياسى التى تتطلب ـ حسب استنتاجك ـ الإبتعاد بالبحث عن أى نظرية للهوية حتى ولو كانت تبحث فى أصول اطراف النزاع ، كاليهود مثلاً. إذ ذلك كموضوع يقع خارج الإجابات المعترف بها عندك كإجابات، والتى هى بحسب أن لكل مقام مقال، يجب تجنب لخبطته مع كيمان الصراع السياسى. وهذه وجهة للحديث غير ما تفضل به الأخ حسن موسى من شحذ لهمم الحراك المعرفى الصحيح.
كدى خلى دا كلو ،انت ليه ما اعترضت على الأستاذ وليد ، وهو من أول المتداخلين عندما قال لحسن : " الشئ الذي سيقود بدوره الي سلسلة لا نهائية من الأسئلة الحائرة، منها علي سبيل المثال سؤال له علاقة مباشرة مع موضوعنا وهو هل بمقدورنا عملياً وفي ظل مشهد التحولات المجتمعية والسياسية في مسيرة تقلبات دولاب الزمان الهائل أن نتربع في مكان معين ونتأمل من خلال نافذة باطنية هذه الحركة الجدلية الناتجة عن عمليات جزئية وموزعة تجري علي التوازي تترابط بشكل عجيب تارةً وفي أخري تتنافر علي نحو أعجب ثم تعود وتترابط ثانياً بحيث ينتج عنها كلّ متماسك ومتناسق، هل بمقدورنا تحديد موقف ما من مجمل هذه الحركات دون الوقوع في مكامن الحيرة ؟ دون عملية هدم للأنساق والبني الداخلية ؟ دون أنحراف للسياقات ؟ كل ذلك بغرض التوصل لموقف برئ يسل الشعرة من العجين ويتركنا علي المحجة البيضاء بليلها الذي كنهارها ولا يزيغ عنها الا الهالك، وأنت ياكا ذاتك و"لد المسلمين" وفي نفس الوقت ولد "الحداثة" وسجين بنيتها الرأسمالية ولا فكاك والشكية لي اب يداً قوية." الى أن قالها عديل وبلا مواربة : " وانت يا حسن موسي قمت أيضاً بتلخيص وتحليل وصفي دقيق وموسع لنسيج "الحيرة" من عدة نواحي وجوانب تارجحت مابين تعريفات مفهوم الهوية الذاتية ذو التركيب والتعقيد العاليين وموقعهما من الإعراب في المشهد العالمي وصيغ تصورات الحداثة ودولة المؤسسات وافضي بك التلخيص والتحليل الي التساؤل الحائر ماذا نفعل مع .....؟ لتظل الحيرة في كل الأحوال هي القاسم المشترك الأعظم بين مختلف الرؤي والمداخل."
أها رايك شنو فى علطة أستاذ وليد الكبيرة دى؟؟؟!!!!
وبعدين وليد ما براهو ، فى زول تانى كان عليك الاعتراض عليه ألا وهو الأستاذ محمد جميل وهو يتداخل بقوله :
" منبع الحيرة في هذه القضية حاصل من تقاطعات وتشابكات متصلة بالكثير من العوامل والفاعليات التاريخية والمعاصرة التي جعلت من القضية الفلسطينية على هذا النحو من التركيب والتعقيد ؛ على نحو يجعل من صراع الأطراف فيها أكثر من مجرد صراع سياسي.، "الى أن قال : " هكذا نجد الحيرة ليست فقط فيما خص (أبناء المسلمين) بل هي نسيج يخترق كل الأطراف المشتبكة في تأسيس مشكلة الشرق الأوسط ، وإن كان بالطبع أن أقسى نتائج عدم إدارك تلك الحيرة هي التي تقع على الفلسطينيين وعلى العرب بالطبع نتيجة لمأزقهم التاريخي . هكذا سنجد أن الحيرة تتصل بالمأزق الأخلاقي للغرب ، والمأزق التاريخي للعرب والمأزق الوجودي لإسرائيل وعلى نحو إشكالي عميق.
والتأمل الذي يستدعي التفكير هو حول هذه المعادلة الغريبة التي تبعث بذاتها على الحيرة : أي في الإصرار على وجود دولة تعيش بشروط العالم الحديث في قلب العالم القديم."
وهل يحتوى حديث الأخ الأستاذ محمد جميل هذا على سؤال غير سؤال الهوية ؟؟؟؟!!!!!
وهذا هو أكثر ما شجعنى لمحاولة طرح موضوع الهوية فى هذا البوست لأنه لا بد سيساعد فى إزالة تركيبية الأسئلة الأساسية التى طرحها المتداخلون على عموم مواقفهم النظرية فقلت:
" فالأمر يقتضى فهماً يستوعب الظاهرة فى ذاتيتها، هل نحب حماس أم نكرهها؟ ولحبنا لحماس من ناحية تمثيلها لوجود يقف وحيدا فى وجه زيف آيديولوجية العالم الأول ولا انسانيتها. ولذلك أكثر من وجه يستمد منه وجاهته و معقوليته. فالإنتماء له معنى هنا ضد أو مع ما تمثله حماس بالنسبة لفهمنا لهويتنا الماعارفين ليها جي دى. "
ثم طلبت الإذن صراحة من صاحب البوست لتوسيع طرح مفهوم الهوية بمقالات سابقة النشر، وقد قام صاحب البوست مشكوراً ضمن رده على مداخلات المتداخلين بالموافقة على طلبى فقال:
" الأعزاء سلام و شكرا على القراءة. منعتني ملابسات عن تناول ملاحظاتكم الرشيدة بالتعقيب.لكني عائد لا محالة.
يا عمر البساط الذي بيننا أحمدي فهات ما عندك و أنت لا تحتاج لإذن.
مودتي. "
ويتواصل التداخل أخذاً وردا حتى وصل عند حسن موسى الى نقطة بعيدة فى شأن الهوية .... الى نقطة علاقة الدين بالهوية. أنظر لقوله : " طبعا تركيب مسألة تاريخانية الدين يتأتـّى من كون دوائر هذا الدين الفالت من وعي التاريخ تملك ان تتداخل ـ بطريقة أو بأخرى ـ مع أشكال الوجود التي يتلبسها الدين التاريخي بأشكاله. بما فيها الأشكال العلمانية للإعتقاد الديني.(كالإعتقاد في السودانوية او الإيمان بنادي الهلال) الى أن قال : " و حين يبادر نفر من أولاد المسلمين الحداثيين بتنظيم انفسهم ـ داخل المجتمع المسلم ـ ضمن شكل تنظيمي يسمّونه " الأخوان المسلمين" أو " الجماعة الإسلامية" أو " التيار الإسلامي " فهم يفرزون جماعتهم من " أمة محمد" التي لم يساورها الشك يوما في حقيقة هويتها كجماعة على دين آبائها بقوة التقليد. و ضمن موقف الفرز المفهومي ـ الذي هو فرز إجتماعي ـ يصون مفارقو دين الآباء " مسافة نقدية" تمكنهم من إعادة إختراع الدين على مقاس ضروراتهم الطبقية و هم آمنون في علياء المشروع الإصلاحي. "
ثم يقول عن محاورة دارت مسبقاً فى فى بوست آخر: "هذه المحاورة تنبهنا لضرورة تعريف نوع الدين الذي نحن بصدده. فمن اللحظة التي تنبه فيها أولاد المسلمين في بداية القرن التاسع عشر لضرورة " الحفر" في الدين حتى يواكب متغيرات حداثة المجتمع الرأسمالي تفرقت بالمسلمين سبل تحديث الدين حتى لم يعد أحد يعرف أين يبدأ الدين المعلمن و أين تنتهي العلمانية المتديونة، و قد صرنا اليوم في موقف " الحفـّار "يملا شبكته، بيد ان جمهور الحفارين لم يعد يقتصر على أولاد المسلمين وحدهم، لأن أولاد النصارى و بناتهم و أولاد اليهود و أولاد البوذيين وأولاد الهندوس وأولاد بمبا مما جميعو ، كل زول شايل كَدَكّايته و جاي يحفر يطلّع دين ديننا، و كل بأجندته الخاصة " و الموت واحد."
يا " شيخ "عمر لا بد من عودة متأنية للسوح في متاهة هذا الحفر المتكاثرة يوما بعد يوم."
وقد حدث أن أثار مستوى الطرح والتداخل الذى ساد بين محتلف المتداحلين أخونا الأستاذ أبيوبكر الأمين الذى شهد شهادة قيمة فى حق هذا الخيط فقال :
" الأعزاء الكرام
هذا خيط عظيم النفع لأنه يرقع المعارف الشحيحة بفيض غزير من الأفكار
اتابع بمتعة وكمان مشينا لكتاب جون ميرشهايمر و ستيفن والت القالو حسن نكمل لوحنا
فقط اطالب بعنقريب صغير من طراز هبابي أو بنبر"
ولمزيد من التداخل مع أحفوراتى فى مسألة الهوية عقب الأخ حسن بالأتى :
" ياشيخ ديجانقو
أفرز
شايفك بهناك وعدتنا بشرح كيف تكون النساء ناقصات عقل و دين و بي هنا قمت على اليهود نوبنتهم و بعد داك عنيت الإسرائيليين سودنتهم بالقاضية الفنية و أنحنا قاعدين نراعي ساكت و أما أصحابنا اليهود الذين يعارضون إحتكار دولة اسرائيل لهوية التهويد فالجماعة ديل كان قروا كلامك دا بيزعلوا بالجد. "
وفى أخر مداخلة، ورغم أنه عنونها ب (كان غلبك سدها )، فقد وعد بالتداخل بعد تشجيعى على المواصلة.
وهذا كله يشير الى اتفاق عام أن الحفر فى مسألة ( الهوية ) هو حفر فى صلب السؤال وليس خارج الموضوع.
ولو كانت اعتراضك يتحدث عن تباطؤ فى الإجابة وتمطيط الخيط، فقد كان من الممكن أن يكون مبلوعاً ويمكن قبوله، لكن أن يعتبر أن مقولات الهوية خارج موضوع الصراع العربى الإسرائيلى، فدى غريبة لا يُستأنس بها نصاً ولا إجماعاً ولا قياساً ، ولا يمكن القبول بها حتى لو تسربلت بمرجعية عمل أهل (مدينة) يحترف أهلها السياسية ولا ينظرون إليها إلا بمناظير ناس (تيم نبلوك) ولا منو ما عارف من ذوى (الحوَص) المعرفى من الذين يرون الممارسات الثقافية فيتعاملوا معها كما تعامل ( الأحوص) الذى دخل المطعم وطلب (فول ) وقعد فى تربيزة ياكل فى (كباب) جارو.
وبى رغبة فى تفكيك (الحوص السياسى) للإجابة على سؤال هام يحوص فى داخلى حول هذا الإعتراض الغريب المريب، فيطنطن فى أذنى بكلام مثل: وما لو كلام عمر اللمين، هو براهو البتكلم فى الهوية والثقافة، ولا كلامو هبش خوف سياسى ذو اتجاه معرفى واحد، إنو الصراع الثقافى سيسحب البساط من تحت الصراع الطبقى ويخلى الجماعة، كمليكنا فرعون وقلة عقله، يتبخترون مع كونهم عريانين نظرياً؟
ومع رغبة شديدة فى تنزيه الأخ صدقى من (الحوص) السياسى فإنى أرجو أن يكون هنالك خطأ ما إما فى التعبير أو فى فهم هذا التعبير.
للجميع حبى وتقديرى.
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

الأخ العزيز عمر الأمين
بعد السلام عليكم:
تابعت هذا البوست منذ أن بدأ بلهفة شديدة، منتظرا أن أقرأ قبل أن أساهم فيه، فأنا مثل الصديق حسن مهموم حقيقة بقضية بنات واولا د المسلمين في حركة التحرر الوطني في زمن العزلمة الرأسمالية والتي عندي هي ظاهرة مركبة تتسم بالتالي:
1- شركات عابرة للحدود الوطنية تبحث عن الأسواق، وعن مجالات جديدة للاستثمار تتسم بمعدلات ربح أعلى، وقوى عاملة أرخص، ورقابة اجتماعية أضعف على البيئة ومتطلبات حمايتها ومصادر للطاقة والمواد الخام أكثر وفرة وأقل تكلفة.
2- سوق أوراق مالية عالمية وتدويل لسوق النقد يسهل انتقال رؤوس الأموال عبر الحدود الوطنية ويصبح أداة وميكانيزم لحسم المنافسة بين الاحتكارات العالمية المدعومة بدولها وتحجيم المؤسسات الوطنية والتحكم في التنمية الاقتصادية في بلاد العالم المختلفة عن طريق خلق الأزمات في سوق الأوراق المالية المحلية وأسعار العملات الوطنية.
3- نظام عالمي للرقابة على السياسات المالية والنقدية، يجرد الدولة الوطنية وبنوكها المركزية من السلطات السيادية في تقرير سياستها الاقتصادية والمالية والنقدية والأسعار التبادلية لعملاتها الوطنية، يمارس هذا النظام العالمي نفوذه عن طريق صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي ونادي باريس، ويفرض خصصة مؤسسات القطاع العام، وتسليع الخدمات وحرية تداول النقد الأجنبي وحرية الاستثمار الخاص الأجنبي والمحلي وإنشاء أسواق للأوراق النقدية والأسهم وضمان ذلك الاستثمار ضد التأميم والمصادرة وضمان تحويل أرباحه وأصوله.
4- نظام عالمي للتجارة الحرة يهدم الحدود الوطنية الجمركية أمام السلع التي تنتجها الشركات المتعددة الجنسية فيمهد لإغراق الأسواق الوطنية بالسلع الصناعية والزراعية الرخيصة المنتجة في البلدان الصناعية المتقدمة ويسمح لهذه البلدان بالحصول على المواد الخام ومواد الطاقة والغذاء بأرخص الأسعار وهذا النظام تحرسه منظمة عالمية لحرية التجارة.
5- تكتلات إقتصادية إقليمية تهدف لتحسين فرص منافسة الدول أعضاء التكتل الاقتصادي بالاستفادة من ميزات الاقتصاد الكبير في توسيع الأسواق وجذب الاستثمارات وتخفيض التكلفة والاتفاقات التي تنشئها هذه الكتل مع دول بعينها أو مجموعات دول أو كتل أخرى مثل الاتفاقات التي أنشأها الاتحاد الأوربي مع الدول الآفروكريبية باسفيكية (اتفاقية لومي) أو مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط أو التي تجري مناقشتها مع الدول الآسيوية
6- حروب أهلية ومحلية وإقليمية محدودة تساعد في انتعاش تجارة وصناعة الأسلحة التقليدية، وإعادة تقسيم الأسواق وموارد المواد الخام والطاقة وتساعد في التراكم البدائي لراس المال بتجريد المواطنين في هذه المناطق من وسائل معيشتهم بالذات وخلق سوق عالمي للعمل يتم تنظيمه والاختيار والانتقاء فيه عبر قوانين للهجرة واللجوء السياسي.
7- نظام عالمي للمعلومات يسمح بجعل العالم سوق عالمي واحد ويسمح بانتقال أدق المعلومات عبر شبكات الإنترنت والأقمار الصناعية.
8- نظام عالمي جديد للإدارة السياسية والإقتصادية يحاول السيطرة على إتخاذ القرارات في العالم عن طريق مجلس الأمن الدولي أو تجاوزه تكون السيطرة الأساسية فيه لدول الثمانية عبر إجتماعاتها الدورية منذ عام 1975
9- أيديولوجية جديدة تقوم أساسا على ما يسمى بما بعد الحداثة والتي ينكر تيارها اليميني المعرفة العلمية ويشكك في إمكانية معرفة العالم ويشكك في إمكانية تغيير العالم بإعتبار أن الليبرالية هي نهاية التاريخ.
وبالتالي لم أكن أبحث عن مناقشة سياسية أو دينية أو إقتصادية أو ...ألخ بل أبحث عن كيفية يجد بنات وأبناء المسلمين، وحماس ليس إستثناءاً، نفسهم في هذا التعقيد وأي منهج فكري يتخذون لفهمها لبناء مواقفهم قبل أن
"يندمجوا في منطق السوق على هدي قوانين منظمة التجارة العالمية(بالتي هي أحسن أو بالتي هي أزرط) ،و لو اقتضى الحال فستتولى آلات الإفتاء المأجورة التابعة لمؤسسات السلطات " المتأسلمة" تسويق إسلام جديد يتماشى مع متطلبات مجتمع اسلامي " معتدل"و ممتثل و مندمج مع واقع النسخة الأمريكية من العولمة الرأسمالية." كما قال صديقنا حسن موسى في رده على الأستاذ وليد.
وكنت ظننت، ويبدو أن بعض الظن مازال إثما، أنك عندما وعدتنا " هنالك مادتان سبق لى انزالهما بمفاكرة الجمعة بصحيفة الصحافة العام 2004 والعام 2006. الأولى بعنوان: (الدولة الدينية والدولة الوطنية وجحر الضب). والثانية بعنوان : ( الإختراق الحداثى الديمقراطى : أهو وجه لمؤامرة تاريخية كبرى.؟ و أتمنى أن أتمكن من تنقيح الدراستين ومن ثم انزالهما، ويمكن أن يكون ذلك فى خيطك هذا إذا ما سمحت لى بذلك؟"
أنك لا شك داخل في الحوار من تلك الزاوية.
فعدت أنت وإخترت أن تنزل علينا مادة أخرى بعنوان " موت الثقافة وانسانها الخاتم" وكانت تلك قد نشرت من قبل بجريدة الصحافة وكنت قد تابعت معظمها في تلك الصحيفة بشكل راتب. وقد أعجبني حينها بشكل خاص إشارتك ل" الأستاذ حيدر المكاشفى يصرخ فى عموده الشفاف بهذه الصحيفة (بشفافية) الثلاثاء الماضى العدد (4619) بأعلى صوته : (يا هووووو...... العالم يتغير)" زظننت مرة أخرى، أن صديقنا عمر الأمين قد أمسك الثور من قرنيه، وأستمتعت بإعادة قراءة المقالات وظننت أنها إسهاما في مناقشة الموضوع الذي يثيره الأستاذ حسن موسى. ولكن بعدها إنفلت الخيط وأصبح على حد قولك " لكنى شخصيا ما قنعتا لى هسى من موضوع ماذا نفعل مع المسلمين ماذا نفعل مع حم... واللى إتمطط حتى وصل عندى : وماذا نفعل مع اليهود"
المسالة يا أخي ليس أن ما تكتبه لا يفيد، فهو موضوع لنقاش منفرد، المسألة هي كيف يواجه أبناء وبنات المسلمين المتغيرات التي إحتفيت بها عند المكاشفي، ما هو منهجهم لفهم تلك المتغيرات، هل هو التأويل كما تكرمت في مقابلة التفكيك، هل هو رفض مادية منهج أنجلز (وطبعا ماركس والديلكتيك مشمولان هنا حتى لو لم تذكرهما؟). قد تقول لي أن يدركوا ذاتهم وأن يدركوا هوياتهم، طيب كيف يفعلون ذلك؟ هل تريد كمن يعطي الشحاذ سمكة أم أنك ستعلمه الصيد؟
من جانبي لدي دعوى أعمل على صياغتها كلما سمح لي تشتت إهتماتي بالعام وهي أن أزمة أبناء المسلمين أنهم لا يملكون نظرية للمعرفة وللتاريخ والإقتصاد والإجتماع أومنهج يوصل لتلك النظرياتز وأنهم لذلك ما زالوا محبوسين عند المعرفة عند إعادة تفسير القرآن وتأويله والبحث عن صحيح الحديث وضعيفه على المستوى المعرفي، أما على المستوى العملي فهم يلاحقون رزق اليوم باليوم تحت لافتات مبهمة مثل "هي لله لله" أو"الجهاد" أو "التكفير" ويتسوقون ويستخدكون إنتاج العلم الذي يكفرونه وبعضهم لا يعرف أنهم يخدمون رأسمالية جديدة تسعى بكل السبل على إندماجها في السوق العالمي حالمة بأن تأخذ نصيبا من الكيكة أكبر مما تتيح لها قوانين السوق العالمي!
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

توضيحات

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الأخ العزيز المفضال صدقى كبلو:

مرحباً بالحوار المجيّه، ومرحباً بالجدل، ومرحباً بالصراع الفكرى الذى يفضح الأفكار وويفضح طرق التفكير. فعز الفكر افتضاح وذيوع أمره، فهو دائماً مفضوحاً كى يراه ويتملى فيه الغاشى والماشى. وإلا فلا يكون فكراً ، خاصة إذا ما كان مسكوتاً عنه أو متكتماً عليه.

وهو مفهوم عندى ـ خاصة بعد تعقيبك الضافى ـ أن تكون مهوماً بمصير أبناء المسلمين، وبما ينبغى عليهم الوقوف عنده من موقف، وما يتوجب عايهم أن يتخيروه من تسليح معرفى، خاصة الصيغة المنهجية اللازم عليهم التمنهج بها.

وليس بمستغرب عندى قولك : ( من جانبي لدي دعوى أعمل على صياغتها كلما سمح لي تشتت إهتماتي بالعام وهي أن أزمة أبناء المسلمين أنهم لا يملكون نظرية للمعرفة وللتاريخ والإقتصاد والإجتماع أو منهج يوصل لتلك النظريات. وأنهم لذلك ما زالوا محبوسين عند المعرفة عند إعادة تفسير القرآن وتأويله والبحث عن صحيح الحديث وضعيفه على المستوى المعرفي. ما على المستوى العملي فهم يلاحقون رزق اليوم باليوم تحت لافتات مبهمة مثل "هي لله لله" أو"الجهاد" أو "التكفير" ويتسوقون ويستخدمون إنتاج العلم الذي يكفرونه وبعضهم لا يعرف أنهم يخدمون رأسمالية جديدة تسعى بكل السبل على إندماجها في السوق العالمي.)اهـ.
واتجاوز هنا عن عدم مقدرتى لملمة أطراف إصطلاحيتك التى تقصدها وانت تتحدث عن العلم والمعرفة، لكن يصعب على تجاوز الأمر عند مربط مصطلح المنهج حيث يبدو أن المفارقة لا يكشفها فقط تعميم غير متفق عليه بيننا كمتحاوريْن، لكن لأنك تحدد مشكلة أبناء المسلمين فى فقدانهم للمنهج. فما هو تعريفك للمنهج؟ وما هو علاقته عندك بالفكر؟ وهل يعنى قولنا: (الفكر الماركسى) نفسه قولنا (المنهج الماركسى.)؟
أوافقك الرأى أن ماركس والدياكتيك كتكنيك منهجى مشمولان فى المنهج المادى جدلياً كان أم تاريخياً، فهل تعتبر المنهج (ظاهرة) شأنه شأن الفكر. وهل يتطابق المنهج مع الموقف الفكرى درجة إمكانية القول أن فلان هذا منهجه ماركسى حينما أود أن اتحدث عن موقفه الفكرى أو آيديولوجيته.
وأظن أن وضوح الرؤيا فى هذا المصطلح ربما يجنبنا كثير من المداد المدلوق بلا محددات. ويقودنا لإعمال مفرزة تجعلنا نتجنب التعميمات ونلجأ الى حصر نقاط الإختلاف والإتفاق الجدلي اللازم.
وأحب كذلك أن استوضح محدداتك حول هذه الإصطلاحات، فهل تقبل المحددات التى تقبل بها المؤسسة الأكاديمية أم ترفضها وتقف منها موقف المعارض غير القابل (بعسف) تشرطات هذه المؤسسة حول العلم والمعرفة والمنهج؟
سأعود للتعقيب التفصيلى بعد وصول هذه الإستيضاحات.
للجميع حبى وتقديرى
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

مرحب يا عمر
طبعا لن أستطيع أن أعطيك كرتا أبيضا بقبول تعريفات مدرسية دون أن تذكرها فالمدارس كثيرة والتعريفات الأكاديمية متعددة، وليس هناك كتاب مدرسي واحد للرجوع إليه.
أما المنهج فهو عندي بسيط هو طريقة معرفة العالم من حولنا سواء كان طبيعيا أم إجتماعيا أم ثقافيا. ومنهجي الذي أتبع هو منهج ماركس من المجرد للمحدد.
وعندما أسأل أبناء المسلمين عن منهجهم فأنا أسأل كيف يتعرفون على العالم الذين يعيشون فيه؟ كيف يتعرفون على الطبيعة والمجتمع وقد مات النبي وإنقطع الوحي؟ بل وكيف يتعقلون أو يستعملون عقولهم كمل يأمرهم القرآن؟ بل وكيف حتى يتأملون؟ هل يكتفون بفسير من سبقهم؟ ماذا يفعلون مع القضايا المعاصرة؟ بالطبع هم يفعلون الكثير، فهل فعلهم يتم على أساس معرفة وفقا لمنهج متناسق؟
وسأعود لأسئلتك الأخرى إذا توفر وقتا قريبا.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

كمّلما بدأته كىأحسن فهمك

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »



أخى صدقى

سلام

يا خوى نحنا ما ساكانا حاجة. كمّل بى راحتك، وأحسن لى انتظرك عشان أفهمك بصورة أحسن.

لك ولجميع القراء الشكر والتقدير

صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

جيتك تانى

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

أخى الأستاذ صدقى كبلو
رمضان كريم،
اعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات.
أرجو أن أدفع ببعض مما هو متفق عليه بين مختلف مدارس الأكاديميا المعاصرة حول المنهج العلمى وآلياته، وذلك رغبة فى الدفع بحوارنا الى الأمام ومواصلته بصورة مفيدة.
أولاً : هنالك مسافة واضحة بين المنهج العلمى والمدرسة أو المذهب الذى يستعمل هذا المنهج لكى يصيغ بواسطته ما يراه نتاج فكرى أو معرفى. والمنهج الماركسى لا يتطابق بالضرورة مع المعارف الماركسية، بل وما ادعى ماركس وانجلز علموية نظرياتهما حول الطبيعة والتاريخ إلا بكونهما يستندان الى ضلعى المنهج العلمى وهما الطريقتان الرئيسيتان الإستكشافية (explicative) و الوصفية (descriptive) . ثم ويستعملان فى ذلك آلية (التحليل ) analysis. وذلك لكى يزيلا تعقيد مركبات الظواهر الطبيعية والتاريخية.
وبالطبع تتشارك الماركسية فى استعمال هذه المناهج و آلياتها جنباً الى جنب علوم الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا والجغرافيا وعلوم الإجتماع وعلوم الإقتصاد الخ الخ، دون أن نسميها منسوبة إليها فنقول عن المنهج التحليلى هو منهج الجغرافيا أو أن المنهج الوصفى التاريخى هو منهج علوم الإجتماع كما يقال كثيراً بمصطلح (المنهج الماركسى). والملاحظ أن السياسيين لا يتحرجون القول أن منهج الماركسية هو المنهج المادى أو كما ذكرت (من المحدد الى المجرد). فى حين يسخر الأكاديميون ـ على اختلاف مدارسهم ـ من هذا الفهم الذى يلخبط عجين المذهب والمعتقد مع المنهج.
ثانياُ : مما تعارف عليه مختلف المدارس الأكاديميّة أن تعريف المصطلحات هو عملية إجرائية ملزمة فى مدخل أى بحث. ولا يُستثنى من ذلك حتى ولو كانت تعريفات بحث ما هى تعريفات مطروقة ومتداولة ومتفق عليها. إذ يكون الخلاف والإتفاق المصطلحى سابق حتى لطرح المنهج وآلياته ومجدداته البحثية التى يود أن يتبعها أى باحث.
والى يومنا هذا، هناك نقاش معلق لم يتم التوصل حوله الى نتائج نهائية ملموسة، أن هنالك نقدا للآلية التحليلية، دون التطرق بكثير تعديل للجزئين الأساسيين للمنهج. وقد بدأ هذا النقد الوطنيون الألمان كالعالم اللغوى الأوروبى (دو سوسير) ثم انطلق بعد ذلك عبر (البنيويون) فى صراعهم ضد دوغما النظرية الماركسية. ويعجبنى كثيراً جهد الفرنسى (جاك دريدا ) خصوصاً (دو سوسريته ) الخلاقة التى توصل بها الى وجود تعقيدات تركيبية ملموسة وظاهرة فيما تعتبره الماركسية ظواهر تم تحليلها ومن ثم رؤية تعقيداتها، زاعماً أن الكثير مما رآه الماركسيون ذو بساطة تركيبية بعد أن اعملوا فيه آلية التحليل فذلك وهم لا يمثل الحقيقة التركيبية الصحيحة لتلك الظواهر.
لذلك فقولك أن أبناء المسلمين لا يمتلكون المنهج الذى يمكنهم من صياغة نظريات عن واقعهم المعاش مما جعلهم عرضة للإستغلال الطبقى العولمى الرأسمالى المعاصر، فذلك قول رغم أنه يصيب كبد الحقيقة، إلا أنه يصيبها بسهم طائش، لسببين. أولهما هو هذا الضعف المنهجى فى فهم المنهج العلمى زاتو، مما يسبب تخليطاً بينما تعنونه بالمنهج وبين المواقف الفكرية والمعرفية.
والثانى أن المنهج العلمى المعاصر فى ذاته يعيش أزمة هوية منهجية متلتلة ومعتبرة، تبدو واضحة فى انزواء الحوار أحادى الجانب بين البنيويين والماديين إثر ملاحظة هجرة (تفكرية ومعرفية) كبيرة نحو لا علموية المدرسة البراقماتية وانتهازيتها المعرفية التى لا تتناطح حولها عنزتان.
فالشاهد أخى صدقى أن الحيرة لم تعد خاصة بأبناء المسلمين فقط، بل تمددت حتى شملت كافة تفرعات (أولاد الحلال) و( أولاد بمبة) الملاعين مما جميعو.
وقد شملت الحيرة حتى أهل العلوم المعملية الدقيقة. فقد قرأت ترجمة لكتاب عالم بيولوجيا جليل ـ للأسف فقد نسيت اسمه ـ وعنوان كتابه (منطق العالم الحى) وأرجو شاكراً من كافة الإخوة القراء إذا ما تعرفوا على هذا الكتاب إفادتى بكيفية الوصول إليه. يلخص هذا العالم البيولوجى الشهير المتخصص فى ابحاث الإستنساخ وابحاث الحمض النووى فى النبات، أن الكشف عن الحمض النووى وعن خصائصه قد أحال العلوم والعلماء الى حالة من التشتت والحيرة لدرجة يصعب وصفها. فالحمض النووى هو سائل يصعب توصيف كينونة حياته أو حيويته للتفريق بين حالته الحيوية وحالته التى يبدو فيها محايدا كأنما هو سائل (جماد ) ليس إلا. ويقول البروفسير العالم الجليل أن هذا السائل غير المسبور غور كونه جهازاً، فهو مع ذلك يحتوى على شفرة كافة التخلقات الحيوية للكائن الحى درجة أنه يمكنه أن يتحول الى شعر أو ظفر أو جزء من الجلد أو جزءً من أى جهاز داخلى أو خارجى وفق (الصورة) المعروفة المسبقة لكل تلك الأجهزة. كيف يكون ذلك وما هى الكيفية التى يفكك بها مجرد سائل هذه الشفرة؟ فذلك تحد يقف العلم والعلماء مشدوهون أمام كيفية حلحلة إشكالاته. إذ يقول البروفسير أن ابحاث الحمض النووى، فقد وصلت الى فحص عالم بلغ درجة من التصاغر جعلت إجهزة التكبير الإلكترونى تصل الى تكبير هذه الأجسام مئات الآلاف من المرات، فأصبح من شبه المستحيل إيجاد ما يمكنه العمل من الآليات تحت هذه الدرجة، غير الممكن عملياً التصرف فيها معملياً فى ذاك. وتوصل ذلك العلم الجليل الى حقيقة علمية هى من الضخامة بمكان. أن أصل حقيقة الوجود المادى والحيوى محجوبة تماماً عن كمال الإحاطة بها. نفس هذه الأزمة بحذافيرها يعيشها عالم مختبرات الفيزياء والكيمياء، ألا وهى كيفية إيجاد الآليات التى تمكن العلم من سبر غور الظواهر الحيوية.
مع ذلك، فما أراه وأدافع عنه باستماته، هى حقائق علمية ثابته يتزاوغ عنها العلماء المعاصرون الراضعون من أثداء هذه اللخبطة العلمية والمنهجية. أن المنهج العلمى هو ذو أصول علمية اسلامية قلباً وقالباً. ولا أملك شهادة البحث بتاعتو وحسب، بل وشهادة الجنسية بالميلاد، وشهادة الميلاد زاتا باليوم والشهر والسنة. وما شوّه هذا المولود وبوّظ تربيته إلا فاقدتى الهوية الثقافية، انسان الحداثة المعاصر ، ذلك الذى لا لون ولا طعم ولا رئحة له غير رائحة ولون وطعم (رأسمالية العولمة ) القلت انت براك فيها الكلام الماياهو. ويشكل اليهود حالة فريدة من حالات التمسك بالهوية والتمسك بالإصول التاريخية الثقافية، مع ذلك فهم يقودون العالم للإنضواء تحت ألوية اللاهوية الرأسمالية العولمية الخايفين انتو مهنا دى. ولست لوحدى من أزعم مدى تعقيد الصراع العربى الإسرائيلى ومدى تداخله مع موضوع الهوية والتاريخ بل كل المتداخلين فى هذا البوست. أما أراه مما يتمايز من فهوم بقية الإخوة، أن من لم يفهم تعقيد ظاهرة الهوية مع أطروحات العولمة فى هذا الصراع، فهو خارج حلبته لا بعرف يجدع ولا بقدر يجيب الحجار.
أرجو أن أكون قد أوضحت نفسى قليلاً والدور الجايى عليك.
للجميع حبى وتقديرى.

صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

أتاريهو عمروخالد ما براهو ..(!!)

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

عمر الأمين كتب: والشاهد أن التحول الذى طرأ فى حياة بنى اسرائيل من البدو أو (البجا) الى (النوبة) أو المصريين سكان الأمصار أى الحضر، فإن قصة سيدنا موسى لا تقف كشاهد تاريخي تعضيدي وحسب، بل وتحوى ما يخزى عين كل مدغمس لحقائل التاريخ بباهر تثبيتها ل (نوبية) و (مصرية) و(سودانية) و (عروبة) أصل بنى اسرائيل مما يجمع النوبة ومصر والسودان و العرب الى وحدة تاريخية وجغرافية ذات تطابق تام وناجز فى المعنى والدالة.
وهذا مبحث أتمنى أن يمدنى الله بما يعيننى على أعادة تنزيلة بتفصيل ومعلومات أكثر تكريباً ومدعومة بما احتفظ به من الكثير من الشواهد التاريخية والجغرافية الملموسة.
نعود لقصة سيدنا موسى الذى تم تحقيق توافقها بواسطة المؤرخين مع حادثة غرق الفرعون رمسيس فى البحر الأحمر، ثم تطابق التسجيلات التاريخية الفرعونية مع ما جاء فى التنزيل الحكيم. وقصة سيدنا موسى تمثل واحدة من شواهد التاريخ التصحيحية لعيون (المادية التاريخية) بوجود التوراة وحملتها من اليهود من بنى سيدنا اسرائيل وتواتر تاريخهم القريب مع تاريخ التدوين المحقق كى نقرر أن الرسالات السماوية بكتبها الأربعة الكبيرة المتنزلة هى مقود خارج وسابق للوعى التاريخى الآنى للإنسان بما يضع الفكرة وذهنيتها كسابق للمادة لا نتاج لها.
ما شغلتنا دا كلام بفتح ليهو خيط تانى براهو.
الشاهد أن سيدنا موسى و الفرعون رمسيس تربيا وشبا عن الطوق فى قصر واحد هو قصر الفرعون والد رمسيس. وهو بالطبع يقع حيث مكان دارت القصة ما بين (مصر رمسيس) التى تقع بين منطقة أبوسمبل فى الحدود السودانية المصرية الحالية وبين منطقة وادى حلفا التى كانت مسرحاً يقع الى الجنوب من ( مصر رمسيس ) فى منطقة النوبة التى ضمت ابناء سيدنا اسرائيل الى منظومتها. ودليلنا الى ذلك قصة (التابوت) التى وضعت فيه أم سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ وليدها خوفاً على حياته حينما قررالفرعون قتل كل المولودين لبنى اسرائيل نتيجة نبوءة أن نهاية حكمه ستكون على يد أحدهم. وبالطبع كان وضع التابوت وعليه الوليد سيدنا موسى حيث تم التقاطه فى قصر فرعون. وهذا يدلل على سكن أم سيدنا موسى وقومها الى الجنوب من ابوسمبل لأن تيار النهر ينقل اشياءه من الجنوب الى الشمال لا العكس. وتواجه كافة مناطق المحس والسكوت حالة اتهام أنها كانت مقام بنى اسرائيل بما فى ذلك الجزر الكثيرة المنتشرة كجزيرة صاى وجزيرة ارنتا إذ تشكل مدينة عبرى أكثر ما يواجه مباشرة مقاصد المعانى التاريخية حيث يتحقق فيها كثير من الفرضيات كمقام لبنى اسرائيل.
أها يا حسن يا خوى رايك شنو فى النوبنة والسودنة؟
للجميع حبى وتقديرى وباقى لى بس أجمّع كلامى فى ختام هذه المداخلة المتشعبة .

. .

حسن موسى كتب:إنتو الوجوه الضاحكة دي ما بتتكبّر.
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

أخونا الفنان عمر
سلام جاك من قدامك لوراك
أنا جاييك بس مشغول حبتين بتم في حاجة ليها مواعيد تسليم وبجيك بإستفاضة، دحين بل الآبري وأصبر.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

الآبرى النسيناهو مبلول

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

أخى الأستاذ صدقى كبلو
كل سنة وانت والجميع بخير وعلى أتم صحة وعافية
أنا والله ما داير أفوتك بى صمة خشمك، ومقدر مشغولياتك. خاصة إنك ما زى البقولو انتظرونا جاينكم راجعين فى القريب ويزوغوا من المواجهة لى بوستات تانية. فمما يبدو واضحاً أنك فى حالة غياب شاملة عن كل اركان هذا المنبرالمنيف.
لذلك تجدنى صابراً على الإنتظار رغم أن (الآبرى) البليناهو سوا (خمّر) وبقا (شِربوت) مرة واحدة.
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »


اخانا الشيخ عمر الأمين
عيد سعيد وشكرا للصبر الذي قد بل الآبري حتى خمر كما قلت فتذكر ما كثيره مسكر فقليله حرام.
ها قد جئنا لك نبدأ نقاشا، عله يقود لتوضيح الآراء فنحن لا نطمع بتغيير الآراء


تقول:
وما ادعى ماركس وانجلز علموية نظرياتهما حول الطبيعة والتاريخ إلا بكونهما يستندان الى ضلعى المنهج العلمى وهما الطريقتان الرئيسيتان الإستكشافية (explicative) و الوصفية (descriptive) . ثم ويستعملان فى ذلك آلية (التحليل ) analysis. وذلك لكى يزيلا تعقيد مركبات الظواهر الطبيعية والتاريخية.

ما تقوله غريب علي، فمعرفتي بمنهج ماركس وأنجلز لا علاقة له بالاستكشاف والوصف، وعلاقته بالتحليل مرتبطة بالتركيب، ورغم أن ماركس كأكاديمي في مجال الفلسفة يعرف المنطق الأرسطوطاليسي ويعرف مناهج الDeduction وال Induction ولكنه إختار أن يطور كل ذلك بمنهج هيجل في الديالكتيك وبالتحديد عملية التجريد والمحدد، والتى رأى فيها هيجل عملية يخلق خلالها أو يوجد المحدد، بينما ماركس رأى أنها عملية عقلية يتم فيها إعادة إنتاج المحدد مفهوميا، وان ذلك أقرب تقريب معرفي للمحدد الواقع، وبالتالي ليس صحيحا ما يقال عن نظرية التطابق أو الإنعكاس والتي هي نظرة ميكانيكية وغير ديالكتيكية، ولا تعطي معنى لعملية التجريد والتحليل والتركيب إعادة إنتاج المحدد مفهوميا. وغرض ماركس وأنجلز لم يكن كما تقول إزالة "تعقيد مركبات الظواهر الطبيعية والتاريخية" بل كشف ذلك التعقيد من حيث النفوذ لطبيعة العلاقات بين ما يشكل الواقع الطبيعي او الحدث التاريخي.




وتقول
[
quote]). والملاحظ أن السياسيين لا يتحرجون القول أن منهج الماركسية هو المنهج المادى أو كما ذكرت (من المحدد الى المجرد). فى حين يسخر الأكاديميون ـ على اختلاف مدارسهم ـ من هذا الفهم الذى يلخبط عجين المذهب والمعتقد مع المنهج.

ولا أدري لم إخترت السياسيين من بين الذين يدعون أن منهج ماركس مادي؟
وثانيا أنا لم أقل أن منهج ماركس من (المحدد غلى المجرد) بل قلت أنه من المجرد للمحدد وهو إختلاف جوهري عما ذهبت له فماركس يقول بوضوح بإستحالة معرفة المحدد (الكل، الواقع الملموس) فقط بوصفه كما تقول، المحدد أكثر تعقيدا من أن يفهم بالوصف، والتجريد عن ماركس هو مثل التفكيك عند بعض المحدثين، ولكن الفرق الأساسي أن ماركس لا يجرد فقط فالمعرفة عنده لا تقف عند المجرد بل يعيد بناء المحدد مفهوميا، والمحدد المفهوم هو التقريب للمفهوم الحقيقة، التفكيكيون يفككون دون إعادة تجميع، يفككون أحيانا بدون هدف واضح من التفكيك. بينما يبدأ ماركس بالتجريد ثم إعادة بناء المحدد مفهوميا، ماركس يرتبط عنده التحليل والتركيب وفي تقديري هذا هو المنهج العلمي الذي تستخدمه كل العلوم الآن، فالكيمياء مثلا تسعى لعزل العناصر، لدراستها ولكنها لا تكتشف خواصها إلا بتعريضها لعلاقة مع عناصر أخرى، بل أن تلك الدراسات سمحت بصناعة مواد غير موجودة في الطبيعة وقد لاحظت من قبل وأنا أناقش الثورة العلمية والتقنية أن إمكانية التجريد قد زادت بتطوير "تكنلوجيا المعامل التي تسمح بعزل العناصر وإعادة تركيبها خاص ما عرف بتكنلوجيا النان nantechnology تعالج العناصر المتناهية الصغر molecular ولكن تلك التكنلوجيا تعتمد بشكل أساسي على تطور علوم الفيزياء والكيمياء والكيمياء الحيوية والعضوية. إن تطور العلوم سمح بصناعة عناصر مادية لا توجد بشكل مستقل في الطبيعة لها صفات وخصائص تسمح بإستعمالها في التكنلوجيا الحديثة خاصة في تكنلوجيا المعلومات. ولعل الثورة الحالية في علوم الأحياء والكيمياء الحيوية والعضوية التي طورت علوم الجنات والوراثة والخلايا تنبئ بثورات علمية في مجال الطب وعلوم الأمراض والصيدلة والإنتاج الزراعي والحيواني."

تقول
لذلك فقولك أن أبناء المسلمين لا يمتلكون المنهج الذى يمكنهم من صياغة نظريات عن واقعهم المعاش مما جعلهم عرضة للإستغلال الطبقى العولمى الرأسمالى المعاصر، فذلك قول رغم أنه يصيب كبد الحقيقة، إلا أنه يصيبها بسهم طائش، لسببين. أولهما هو هذا الضعف المنهجى فى فهم المنهج العلمى زاتو، مما يسبب تخليطاً بينما تعنونه بالمنهج وبين المواقف الفكرية والمعرفية

أولا انا ليس لدي ضعف منهجي أو ضعف في فهم المنهج الذي أراه علميا، وقد يكون هناك إختلاف حول فهمنا لما هية المنهج العلمي ولكنه ليس ضعف فهم أو ضعف منهج فأنا أعرف ما أتحدث عنه واطبقه في دراستي، وأنا غير محتار وإن كنت لآ أنفي حيرة البعض، وفي تقديري أن سؤال حسن عماذا يفعل مع المسلمين ليس نتاج حيرة كما اقترح وليد، بل هو سؤال إستنكاري أكثر!
لهذا فسهمي ليس طائشا وجميل على أي حال أن تعتقد أن ذلك السهم رغم طيشه يصيب كبد الحقيقة.
أما توصل له عالمك البيولوجي الذي نسيت اسمه عن:
"أن أصل حقيقة الوجود المادى والحيوى محجوبة تماماً عن كمال الإحاطة بها."

فالمسألة هي مسألة وقت وكل يوم يحقق العلم نصرا في معرفة الوجود الموضوعي سواء في مجال المادة العضوية أو الفيزيائية. العالم ممكن المعرفة هذه هي الحقيقة المطلقة الوحيدة بينما المعرفة نفسها نسبية.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

ما يخالف

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

أخى الأستاذ صدقى كبلو
كل سنة وانت والجميع بخير وطيبين.؟
والحلاك من زنقتك يحل زنقتنا، ويمرقنا من البلد الطيرا عجمى دى، ويعيدنا لديارنا سالمين غانمين.
حقيقة بيناتنا خلاف أولى حول المصطلح وتعريفاته. ودا ما خلاف فكرى، انما خلاف إجرائى لا يرتقى الى مقام التنازع. إذ أنك تمتلك كل الحقوق لتفسر المنهج بالطريقة التى ترى أنها مفيدة لحمل ما تود أن تدفع به من معان. ولك الحق فى رفض كل التخريجات، بما فى ذلك تخريجات الموسوعات اللغوية والمصطلحية. وفى هذه الحالة علينا مراعاة أسلوب كتابة مباحثك متوخين متابعة طريقتك فى ضبط ما تأخذ به من اصطلاحات، وذلك كى نحسن فهم أطروحاتك. لذلك فقط كان سؤالى فى البدء عن مدى التزامك بالمناهج على مستوى تخريجات الأكاديميا. والأكاديميون يستخدمون أسلوب التصنيف والترتيب والتجميع وذلك من أجل توحيد المناهج واصطلاحاتها حتى يتجنبوا التخليط والتكرار غير المفيد. وأحسبك ممن يقولون ويؤمنون بذلك.
فى كراسة الأستاذ محمد ابراهيم نقد ( حول النزعات المادية فى الفلسفة العربية الإسلامية ) والتى حاول فيها بجد ومثابرة منهجية معتبرة لجم مناطحة المؤرخ المرحوم حسين مروة التى أوهت قرونه كى يقول بارهاصات ولادة جنين الفلسفة العربية (كعلم) يتبع للفلسفة المادية. ذلك الإشكال المعرفى العميق الذى قابله بنجاح ـ حسبما أرى ـ أستاذنا نقد، فانتقد تحقيب حسين مروة ووصمه بالتساهل وضمضمة التاريخ. أما تصنيفاته فيراها فى تضييقه حسين مروة لواسع مصطلح (فلسفة). وقد قعدها استاذ نقد كى يشمل الحكمة والنظر العقلى ووضع الأسئلة الكبيرة، وهى متوفرة فى البيئة العربية منذ الجاهليتين، لكنها وفرة ظلت خارج التحقيب المدرسى. وقد استهوتنى فى تلك الكراسة القيمة إضمار لسخرية لاذعة فى خطاب لمّاح ينعى فيه محاولات الدكتور زكى نجيب محمود لسد ثغرات عدم وجود فلسفة ضمن الإنتاج المعرفى العربى. واوضح كيف انو دكتور زكى قرب يقول : انتو ليه ما عندكم لا (أرسطو) لا منطق زى منطقو. والقالو استاذ نقد ضمناً إنو دا فهم يخلى الواحد (يخجل) لدهاقنة المدرسة (الغردونية) فى السودان أو باقى العالم العربى (التعبيرات فى السطر الأخير دا من عندى، لكنه يعبر عن فهمى الخاص لكراسة الأستاذ نقد.
أوضح نفسى اكثر فى موضوع المنهج كمصطلح. وهو لغة يعنى الطريق أو المسلك. ومعناه المباشر لدى الأكاديميين على اختلاف مدارسهم: انها الجادة التى يتم سلوكها لتحديد المسائل ـ من الكلمة اسئلة ـ البحثية وكيفية الأجابة عليها عبر وضع فرضيات معدة خصيصاً للإجابة على تلك المسائل بطريقة مباشرة ودون توهان أو توسيع للحقول البحثية خارج هذه المسائل.
وقد تمت تسميتها مؤخراً بمناهج البحث العلمى. و هى غير المعتقدات، أو المذاهب أو الفلسفات أو الآيديولوجيات. وقد تم تصنيفها فى بدايات القرن العشرين الى اربعة مناهج فقط لاغير هى فى الأصل اثنتين هما الإستكشافية ( explictive ) وتتصل بالعلوم ذات البراهين المحسوبة أو المادية الملموسة المحسوسة، ثم الوصفية ( discriptive) وتتصل بالعلوم الإنسانية على عمومها. وقد أضيفت اليهما مؤخراً المنهج التحليلى والمنهج التاريخى. وسأحاول فى قادم مداخلتى شرح (عناقريب) هذه المناهج أريتو يجيب مريسة تامزينو.
أزف وقت (المكتبة) الشغال فيها، وللموضوع مواصلة قريبة ان شاء الله
للجميع حبى وتقديرى.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مواصلة لما سبق

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

]
أخى أستاذ الأساتيذ الدكتور صدقى كبلو
السلام والشوق والمحبة ، ونواصل:
أما فيما يختص بشقى التصنيف الأكاديمى، فذلك لاحق لمحاولات البنيويين الفرنسيين والألمان لصياغة قواعد علم مناهج البحث. وهى محاولات فعلت فعلاً تلحيقياً على علوم دراسة التاريخ وفلسفته، وبالطبع منها ما اتجه الى نقد فلسفة التاريخ فيما سمى بعلم الهيستريوغرفيا ( historiography)، وهو إحدى النوافذ الهامة التى ولج منها علم مناهج البحث العلمى. ويعد (كلود لفي شتراوش) من اساطين هذا العلم وسط اليوروبيان، ذلك إضافة الى بقية عقد البنيويين أمثال جاك دريدا وميشيل فوكو و رولان بارت الخ. وتأكيداً جازماً فالبنيوية تعد منهجة معتبرة لطرائق البحث العلمى الأوروبى خاصة فى شأن قراءة صيغ الترابط والتنافر التكوينى لمكونات الحدث التاريخى ومكونات المفاهيم التى تحيط به، وتلك لعمرى صيغة لا يمكن تجاهل كونها متحررة من قيد منطق المسلمات الذى يعترى ما سبق من محاولات منهجة، خاصة منهج التحليل الذى لا يحقق من كثير نجاح إلا فى حقل المنهجية الإستكشافية التى تتصل بمباشرة التجريب فى مجال المعرفة المعملية ذات البراهين العملية الملموسة.
التلحيق فى شأن منهجة سابق ما تم انتاجه من فلسفة ومعرفة، هو الذى جعلك تقول : (ما تقوله غريب علي، فمعرفتي بمنهج ماركس وأنجلز لا علاقة له بالاستكشاف والوصف). فما صار معلوماً بضرورة منهجة البحوث اللاحقة ، أن أى باحث أو مدقق، فهو لا يخرج عمله أن يكون تابعاً لإحدى الوسيلتين المنهجيتين. فهو إما أن تكون طريقة نفاذه لفهم الظاهرة موضوع البحث من خلال موصوفاتها المقارنة بموصوفات ظواهر أخرى، أو مستكشف لقانون هذه الظاهرة من خلال الفحص النافذ للخصائص المادية الملموسة أو المجردة للظاهرة موضوع الفحص.
ولم تعد هنالك من كثير مسلمات بعد ثورة المدرسة النبوية على مدرسة الديالكتيك. لذلك فإن لنظرية التطابق والإنعكاس مجالات عملها، وبمثلما كانت ميكانيكية النتائج غير مبررة ديالكتيكياً حسب قولك، ففى عنصر الديالكتيك ميكانيكية لا ينفك خلاصاً منها، وإلا صار أى شيئ آخر غير الديالكتيك. فالتصاعد الكمى مثلاً لأى آلية ديالكتيكية يمر عبر شكلانية فيها شيئ من التكرار الكمى أو الكيفى، حتى يكوّن محصلة ذات نسق منتظم يمكن حساب قانون انتظامه. وهذه ميكانيكية صرفة لا خلاص له منها.
خلاصة الأمر ، وللخروج من هذا النفق النظرى المظلم وصولاً الى باحة الضياء المفاهيمى المباشر، فالخلاف حول المناهج لا يوقف التحاور حولها. وما عهدته فيك لا يمت بصلة للتوهان المباحثى، بل أحمد لك وضوحاً مفاهيمياً لا تشوبه شائبة الجهل المنهجى. فخبرتك السياسية العريضة وحدها تكفيك هم الإبحار فى علوم مناهج البحث (البايخة السغيلة دى). لذلك فمقبول أن نتجاوز هذه البركة (خوادة ساكت ). لاكين يا خوى عشان نشوف أولاد المسلمين ما ليهم وما عليهم، أحسن نبعد قولة انعدام المنهج عندهم ونستبدلها بأى وصف مثل (فقدان بوصلة الإتجاهات)، أو (التوهان الآيديولوجى)، أو( فى طفولة فكرية أو معرفية) الخ الخ مما يمكن أن نضيفه نظرياً لفهمنا لعالم اليوم المتسارع التغييروموقف ابناء المسلمين منه.
وللجميع حبى وتقديرى، ونواصل.
أضف رد جديد