دعوا النواح أيها الرفاق ولتكتبوا أغنيةً أخرى

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي عبد الله حسين،
أصدق تحياتي وأحر تعازيَّ،

أقدّر حزنك الحميم وشعورك الفاجع بالفقد الكبير، وأشاركك إياهما تماماً.
وقد زلزلتني حكاية صديقك الكيني، وأكدت عندي المعنى "الرمزي" والواقعي لكينونة وصيرورة جون قرنق أحد المنارات العالية في تاريخ حركة "التحرر الديمقراطي" في إفريقيا وسواها من أقاليم العالم التي مازالت شعوبها تتطلع للانعتاق من عقابيل الكولونيالية القديمة والجديدة، ومن نيِّر وربقة الكولونيالية العولمية. وكل ما أردت قوله في هذا البوست هو أن جون "ليس وحده"، في معنى أنه ليس ظاهرةً مُُنبتَّةً، ليس رائداً وقائداً عقيماً تنتهي فاعلية مساهمته ب"رحيله". كما أنه لم يهبط علينا من السماء في معنى كونه مثلنا "جميعاً" وريث نضالات حركة التحرر الوطني والعالمي (وأنت والمتابعات والمتابعين تدركون وتدركن ما أعنيه ب"الجميع" هنا، فهي ليست طلقيت بالطبع). كما أنني لا أنفي دور مواهبه الكاريزمية وفاعليتها المؤكدة، بل أراها تنويعاً بديعا، ومبدعاً، في لحنٍ أساسي، ومنحنىً أساسياً في سياقٍ شامل.
ولذا يا عزيزي عبد الله فإننا لسنا أيتاماً بعد موت قرنق، وسوف نَقْدَر، ولا سبيل لنا إلا أن نَقْدَر على تفكيك قوائم غول العنصرية والخيلاء والمظالم. وهذا هو ما كرس جون له حياته، وتقديرنا ومحبتنا له "يلزماننا" بأن نجعل من مساهمته عنصراً حياً في تكريس القيم والأهداف والمُثل التي كانت مصدر إلهام نضاله. مع اعتذاري عن كلمة "تلزمنا" الجافية لأن أحياء سيرته ومساهمته فينا ليس "إلزاماً" وإنما هو طاقة حياة ومتعةٍ ومحبة. وأرجو المعذرة عن هذه اللغة التي أخشى ما أخشى أن تكون وعظيةً سمجة.

لك كل مودتي
بــولا
عمر التجاني
مشاركات: 228
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm

مشاركة بواسطة عمر التجاني »

صديقي الأنسان بولا
أتمنى أن تتواصل ففي هذا الحوار ما يفيد ويساهم في درء (الفتنة)
كمال قسم الله
مشاركات: 158
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:29 pm

مشاركة بواسطة كمال قسم الله »

يا أبا عزّة العزيز

النهر مابستأذن الصخر المرور

والنجم مابستأذن الطلع الظلام

السؤآل عن المهام التى أمامنا وكم عددها , لا أظنك تختلف معى فى أنها, تحرير وحرية وطعام .

كما قال محجوب شريف.

أوريك الزبلعة المستشكلة, مو الزبلعة الساكت.


عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

عزيزي بولا

صديقي الكيني ويدعى ناكنسون أوساري وشهير بإسم أوجي هو من اليسار الطفولي أو الرومانسي وهو بالمناسبة يغضب مني عندما أطلق هذا الوصف على حركتهم الماركسية التي تكونت وسط الطلبة في الجامعات الكينية في الثمانينات ويعتقد أنها كانت حركة ثورية فعلا.
من جهة أخرى أتفق معك في مجمل ماطرحته في ردك على مداخلتي وأود أن أحي لغتك الرصينة العميقة السامقة والبعبدة كل البعد عن الوعظ.

أخيرا فإن ما قصدته بكلنا أيتام هو شعور الذات تحت وقع الصدمة والخسارة على المستوى الشخصي وليس على المستوى الموضوعي أي خارج وعي الذات وهذا يعود إلى قصوري في التعبير. شكرا يا بولا على تأكيد أن نكون بحجم التحديات التي يطرحها هذا الظرف الحرج من تاريخ بلادنا وكلنا جون قرنق.


مع فائق ودي واحترامي
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي صلاح،
تحياتي ومعَزَّتي،
أنا سعيد جداً ببوستاتك ومداخلاتك النضرة العامرة بالمعلومات والأفكار المشعَّة، والقضايا الملهمة، في هذا البوست وغيره.
ومن ذلك إثارتك الحذرة المتحفظة، لموضوع "المفاضلة" الشائعة في أوساط "القوى الحديثة الديمقراطية" على سعتها، والمقاتلة منها بالذات، أو تياراتها وفصائلها التي تدعو إلى حمل السلاح وإن لم تحمله في الواقع، وبين "ثقافة الانتفاضات السلمية (على طريقة ثورتي أكتوبر ومارس /أبريل)"التي، "لا زالت مسيطرة تماما على الثقافة النضالية" على حد تعبيرك، وثقافة "ميادين الحرب" إذا جاز لي التعبير، باعتبارها البديل الآخر المؤكد الفاعلية، "في ظل متغيرات في تركيبة هذه القوى (...) ونوعية النظام الذي كانت تناضل (...) لإزالته ".
وأرجو أن لا يزعجك، وأن لا يزعج "القوي الديمقراطية التي كانت تحمل السلاح"، تعبيري عن أنني قلباً وقالباً مع "ثقافة الانتفاضات السلمية (على طريقة ثورتي أكتوبر ومارس /أبريل)". أعني مع تكريسها أصلاً وقاعدةً للتطور والتغيير الاجتماعيين والسياسيين في بلادنا (وفي كافة بلدان العالم). وكم كنت أتمنى، وأعمل على، أن لا تضطر القوى الديمقراطية إلى حمل السلاح. سوى أنني على قناعةٍ راسخة، في هذا الخصوص بالذات، بأن نيل المطالب لا يكون بالتمني، ومن ثم فقد تُضطر هذه القوى، تحت ضغط وشُحِّ هذا الظرف أو ذاك، إلى حمل السلاح. وأتمنى أن نكون قد خلفنا مثل هذه "الضرورات" وراءنا الآن، بعد حرب الخمسين عاماً.
وفي اعتقادي أن حمل السلاح والنضال "السلمي" خياران مشروعان لا تستقيم المفاضلة بينهما، في لحظات معينة، وظروف تاريخيةٍ محددة، على أن تكون الانتفاضات السلمية هي التقليد، والمبدأ الأساسي الراسخ، والمثمر، والباقي، كما في كل البلدان والمجتمعات الديمقراطية، وإن لم يكن من مثالٍ أعلى في هذا الصعيد، وليتنا نَكُونَه أو نقاربه.

كما أتمنى أن لا يكون "أشجع بنات وأبناء شعبنا" من الآن فصاعداً،
هم الذين [واللاتي] أسسوا و[أسسن] لجماليات الاستشهاد
[واللاتي] والذين تحملوا وتحملن "التعذيب في بيوت الأشباح".
وأنا بذلك لا أعارض وجهة نظرك النبيلة، وإنما أطمح لأن أضيف إليها هوامش من الرجاء على متنٍ أصيل.
عوفيت يا صديقي، وعوفي زملاؤك وزميلاتك الذين لم يبخلوا علينا بأرواحهم حين عَرَّضوها لاحتمال لموت، أو قدموها بالفعل، فداءً لوطنٍ يسع الجميع ويليق بالجميع. ولا أريد أن أقول "وعلى رأسهم جون قرنق" فليس في هذا المقام من مجالٍ لمفاضلةٍ، وتقديمٍ وتأخير، وذيلٍ ورأس.

أنضر مودتي،

بــولا
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الخميس أغسطس 18, 2005 4:17 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي عمر،
تحياتي ومحبتي،

أواصل يا سِيْدِي على الرغم من كل العوائق، ولعلني أصقعك، إذا ما صارحتك بأن أعظم هذه العوائق هو "وسواس اليأس" من انصلاح حال الإنسان أصلاً في بعض الأحيان. ولذا فقد توقفتُ طويلاً أمام عبارتك "صديقي الأنسان بولا"، متسائلاً، كعادتي طوال السنوات العشر الأخيرات، بل وقبلها بعهدٍ طويل، "ما ومن، هو "الإنسان"؟ وماهي قيمته؟ إذا ما وقفنا مليَّاً أمام حقائق تاريخنا وعالمنا الراهن، الواقعية الصاعقة من استشراء الظلم، والشر، والكذب، والضغينة، والأنانية، واللامبالاة، وضيق الأفق، كصفاتٍ مسيطرةٍ، لا يمثل الخير والخيرون والخيرات إلى جانبها سوى هامشٍ ضئيل"؟؟!! وهو وسواسٍ أقاتله قتالاً ضارياً وأسعى لأن أضيق عليه المداخل. سوى أنه يظل ماثلاً لأسباب عديدة ليس هذا مجال التفصيل فيها. وهذه معطياتٌ ذات صلةٍ حميمةٍ بموضوع نقاشنا في تقديري. وربما كانت ذات صلةٍ خاصة بمداخلتي أعلاه تعقيباً على مداخلة الصديق صلاح، في جوانبها المتصلة بمصطلحه الشاعري المزلزل: "جماليات الاستشهاد" ومنها "استشهاد" قرنق، ربما.

بــولا
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الأربعاء أغسطس 17, 2005 1:57 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي عبد الله حسين،
أصفى المودة،
صديقك الكيني أسماؤه ظريفة جداً وحافلة بموسيقى السواحيلية وبالتنوع: (ناكنسون أوساري وشهير بإسم أوجي). إلا أمره أخف كثيراً في هذا الخصوص من محسوبك "عبد الله أبو بكر الصديق، المشهور ب "أبو قحافة، وبابكر، وصدِّيق"، وأخيراً "بولا" الذي جَبَّ كل الأسماء السالفة.
وهو ياخي، إنسانٌ معافى، فيما يبدو لي من وصفك إياه، فلا هو "من اليسار الطفولي" ولا شي. "رومانسي"؟ معقولة إذا كنتَ تقصد بذلك أنه قويُّ العاطفة. وفي اعتقادي أن "اليساري العلموي"، شحيح العاطفة هو أصل البلاوي التي حاقت بمشروع التحرر الإنساني السامي الجميل الرقيق، ووقفت به عند عتبة البيروقراطية التكنوقراطية. وقد وصف صديقنا وأخونا اليساري "الرومانسي"، العظيم الشهير ب "عِريق" (بإمالة الياء)، هذا المنحى العلموي (وليس العلمي فالعلم إبداع وهو في مستوياته الكبرى "فنٌ عظيم" كما يعبر أنشتاين في دعاوى اليسارية) بأنه منهجٌ "ناشف زي عرقي العيش هرى كبادنا". وسأحكي لكم سياق وتفاصيل ذلك مرة أخرى.
وسوف يكون بوستي هذا قد أخطأ مرماه، وخاب فألُهُ، إذا فُهم منه أنني أدعو إلى التعامل مع فجيعة شعبنا وبلادنا في قرنق "برؤيةٍ علمية".

مع كل محبتي
بـــولا
Norani Elhasan
مشاركات: 10
اشترك في: الثلاثاء يوليو 12, 2005 10:40 pm

الاعزاء مرة اخرى

مشاركة بواسطة Norani Elhasan »

الاعزاء

اعترف اننى احسست بالورطة حين استجاب الاستاذ بولا بذاك الرد الرصين على مداخلتىا لقصيرة والمخلة في ان مما جعلنى اطبظ وارسل رسالة خاصة كرد - الفكرة الاساسية التى وددت ايضاحها هى ضعف القوى الديمقراطية الذاتى. وان كان ذلك غير صحيح اوضحوا لى.

الحرب الكريهة فرضها نظام كريه-استطاع ان يوقع مع الحركة على اتفاق يعفيه -مؤقتا على الاقل من الجرائم التى ارتكبها-لا لسبب الا لضعف القوى الديمقراطية وعجزها عن التوليف بين اشكال النضال المختلفة

فى كثير من النقاشات مع رفاق فى الحركة الشعبية انهم يرون الى القوى الديموقراطيةا- اقصد المعنى السياسى المباشر فى السياسة السودانية أى اليسار عموما- فى هذه الحوارات، كثيرا ما اتهمت هذه القوى بانها تركز عملها السياسى فى الشمال الجغرافى فحسب وانها لاتهتم بالمهمشين وقضاياهم-m5 رغم ان اليسارـواشيوعيون تحديداـ هم اول من ساهم فى بناء تنيمات للمهمشين فى دارفور،الانقسنا، جبال النوبة والبجاـ ولكننا لم نتمكن من ربط نضال المهمشين بنضال جماهير المدن المدربة على اسلحة الاضراب السياسى والاتفاض السلمى. وفى غياب هذا الربط بالذات فشلت تجربة العمل المسلح فى الجبهة الشرقية فى ان تفرض التجمع الديمقراطى كرقم يصب تجاوزه وتجاوز برنامجه . ولذا جاء التفاوض الثنائى ذى العنوان الرئيسى العجيب قسمة السلطة والثروة هل ادى او سيؤدى هذا الاتفاق الى الحرة والعداة والمساواة?- ليس فى غيبة عمل جماهيرى
<
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي كمال،
محبتي بالمكيال الكبير،
(ولعلك تذكر زمان في بربر كنا نقول، أيام الخريف، "كيل يا مكاييل بالمِدَّ الكبير") فليته يكيل لنا بالمد الكبير من "عاطفة السلام والإخاء".
أما يا كونَك زُبُلعي دي مي دايرالا كلام. زُبُلعياً ما تنغلب رقبتك.
،أما من حيث كون إن السؤال (دي لغة أُمحُمَّد ود يوسف ود السُندُس) عن المهام التي أمامنا وكم عددها؟ فأرجو أن تظن أنني قد أختلف معك في أنها، "تحرير وحرية وطعام، كما قال محجوب شريف". دحين أكان ماك زُبُلعي "كما قال دي لزوما شنو؟"

مع كل مودتي لك ولمحجوب.
بــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي النوراني،
أصدق تحياتي،
يا زول "لا حولةً عِلا بالله" ( المرجع: حبوبة اللالا بت عبد الرحمن)، مالك على روحك مظنِّبا قدُر دا؟


اعترف اننى احسست بالورطة حين استجاب الاستاذ بولا بذاك الرد الرصين على مداخلتى لقصيرة والمخلة في أن مما جعلنى اطبظ وارسل رسالة خاصة كرد - الفكرة الاساسية التى التى وددت ايضاحها هى ضعف القوى الديمقراطية الذاتى.


ورطة شنو يا نوراني؟ حاشاك من الورطة والطُبيظ. فملاحظاتك سائغة، ومتماسكة، وتنطوي على قدرٍ كبيرٍ من الحقائق الأساسية. كما أنها تُعبر عن مشاغل ذهنٍ مهمومٍ بحق بقضايا الوطن الكبرى، والمشكلات الكبرى التي "تعيق" فاعلية جهود القوي الديمقراطية، ولنقل بعبارةٍ أدق "قوى اليسار الديمقراطي" في أن تحقق وجوداً جماهيرياً عريضاَ في بلادنا وعلى وجه الخصوص في المناطق "المهمشة". ولا سبيل لإنكار أن قوى ومؤسسات اليسار الديمقراطي تعاني من جوانب ضعفٍ ذاتي، قعدت بها طوال ما يتجاوز الخمسين عاماً عن أن تتجاوز صفة الأقلية النشطة، الحاذقة الباسلة، على الرغم من القبول الشعبي الذي حظي به اليسار في فترات طويلةٍ متلاحقة في تاريخنا السياسي والثقافي الحديث. وهو لا يزال يُحظى بقدرٍ متميزٍ من الاحترام والثقة لا أشك في كونهما مستحقان. ولكن (؟!). ولتعذرني وليعذرني المتابعون والمتابعات، إذا قلت إنني لن أستطيع الخوض بصورةٍ معمقةٍ في هذا الأمر مع آلام الظهر الفظيعة، والعمل الشاق. وسأكتفي بالقول بأن مشكلة "عجز" اليسار عن الانتشار الواسع على المستوى الجماهيري، وفي "المناطق المهمشة" التي أشرتَ إليها في مداخلتك، على وجه التحديد، تتمثل ـ إلى جانبِ وقبل "القصور" عن ابتداع الصيغ التنظيمية المتنوعة الخلاقة ـ في تحرير حركة الفكر من صنوف الدوغما، وسوء ظن الدوغما وحماة الدوغما، لإنتاج فكرٍ وخطابٍ قائمين على البحث المتفرغ الدقيق في البنيات الاجتماعية الثقافية والذهنية في "المناطق المهمشة" (وفي غيرها)، ينقب في جذورها عن عناصر الوعي النظري النقدي والتنظيمي، القادر على النمو والتواؤم مع الثقافات المحلية، وعلى الصعود إلى مواقع الندية لما قد نسترشد به من التراث الإنساني للتحرر والتضامن والإخاء. وهذا التيار المبدع الخلاق موجودٌ في اليسار، إلا أنه كان، ما يزال ضعيفا،ً شديد الخوف من الإعلان عن نفسه بصورةٍ سافرةٍ في مواجهة حراس الدوغما، وحراس حراس الدوغما، المدججين بالشكوك (المستحقة وغير المستحقة)وبالاتهامات. وأحب أن أوضح أنني لا أعني بحراس الدوغما القيادات بإطلاق. بل هم في غالبيتهم "شرائح" محدودة من الكوادر الوسطية الأفندوية "الوصولية"، التي تنمو وتنتعش في ظروف العمل السري بالذات. وأنا لا أعمم ب"الطبع". لأن التعميم من الذي لا تدعمه قرائن قطعية من شواهد الواقع منهج فاسد، ولا أعتقد أن في شواهد واقع اليسار ما يدعوني لأن أرتكب مثل هذا التعميم المجحف الشائع بين جملةٍ من نقاد اليسار، الجادين أحياناً، للأسف.
أما بخصوص ما أخبرتَ عنه من أنه:


فى كثير من النقاشات مع رفاق فى الحركة الشعبية انهم يرون الى القوى الديموقراطية، أقصد المعنى السياسى المباشر فى السياسة السودانية أى اليسار عموماً، فى هذه الحوارات، كثيراً ما اتهمت هذه القوى بأنها تركز عملها السياسي فى الشمال الجغرافى فحسب وأنها لا تهتم بالمهمشين وقضاياهم.


فأعتقد أنه من حق الإخوة والأخوات في الحركة الشعبية، وفي كل الحركات المسلحة، والتي كانت مسلحة إلى مدى قريب، في مناطقنا المختلفة، أن ينتقدوا وينتقدن أداء اليسار "الشمالي" في "مناطقهم/هن" (وهي في رأيي مناطقنا جميعاً، على أن لا ينسوا وينسين، دور هذا اليسار التنويري الأساسي في الحركة السياسية والثقافية والاجتماعية والمطلبية السودانية، بما فيها حركات "المناطق المهمشة". (ومن هذا معنى قولي إن "قرنق لم يهبط علينا من السماء" فهو ابنٌ شرعي وفي لهذا التراث التنويري).
وقد أجبت أنت بنفسك على جانبٍ من السؤال بسدادٍ كبيرٍ تمثل في قولك:


رغم ان اليسارـوالشيوعيين تحديداًـ هم أول من ساهم في بناء تنظيمات للمهمشين في دارفور، والانقسنا، وجبال النوبة والبجا.


وهناك فرقٌ شتى بين أن يقال إن في أداء اليسار في هذا الشأن مواطن ضعفٍ و"قصور"، وبين القول بأن قوى اليسار "لا تهتم بالمهمشين وقضاياهم".

ثم استدركتَ محقاً:


ولكننا لم نتمكن من ربط نضال المهمشين بنضال جماهير المدن المدربة على أسلحة الإضراب السياسي والانتفاض السلمي.

ومع أنني مقرٌ بأنه ليس من سبيلٍ لإنكار هذا الوجه من أوجه القصور في أداء اليسار، فسألاحظ، وأدعو "اللائمين" إلى أن يلاحظوا، أن من ضمن "جماهير المدن المدربة على سلاح الإضراب السياسي" (الذي ابتدعه اليسار وأسس له في حياتنا السياسية منذ أكتوبر 1964)، قطاعاتٌ واسعة، وقياداتٌ مرموقة، من أبناء وبنات "المناطق المهمشة"، لعبت دوراً هاماً في يقظة الوعي في مناطقها، إلى جانب آخرين كثر من خارج دائرة اليسار الديمقراطي المباشرة. إلا أنني لا أكتفي بهذه القرينة وحدها لدفع حجة القصور في أداء اليسار في هذه المناطق. ولا أرغب أصلاً في دفع هذه الحجة، الصائبة في تقديري. سوى انني أرغب في المساهمة في وصفٍ دقيقٍ للمشكلات. فطرح المشكلات الدقيق هو في تقديري عنصرٌ هام جداً في حلها، إن لم يكن أهم العناصر.

وأواصل
مع كل مودتي،

بــولا
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الأربعاء أغسطس 17, 2005 2:47 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني
تحياتي،
آسف لن أتمكن من المواصلة اليوم في هذا الموضوع الشائك. فقد ضاع مني الجزء الثاني منه أثر معضلة فنية. وأورثني ذلك غماً وحزناً على العَلَي. نشوف بكرة. إلا أن هذا قد لا يمنع من مواصلة المناقشة في الجزء الأول. وقد يساعدني ذلك في إعادة كتابة الجزء الثاني بصورةٍ أفضل.
من جانبٍ آخر، أقترح إفساخ براحٍ أكبر للمناقشات التي تدور في بوستاتي، ومختلف بوستات المنبر (إن جاز لي ذلك)، بتطوير منهج الحوار الذي أصبح تقليداً متبعاً في "المنافشات الإسفيرية"، من تركيز المداخلات حول نصوص، وتعقيبات صاحب/صاحبة البوست وحده/وحدها، وأن يحتكر/تحتكر، هو وحده/هي وحدها، حق التعقيب و"الرد" (مع تحفظي على كلمة "رد" لما تحمله من إيحاءات الحرابة كما سبق لي أن قلتُ مراراً). على أية حال في بوستاتي البساط احمدي، والباب مفتوح للمشاركين والمشاركات للتحاور فيما بينهم/بينهن حوال الموضوع المطروح من جانبي، دونما حاجةٍ إلى توسطي.
تالتاً عندي ليك سؤال يَنَغمش لي ليه كذا يوم: دحين نحن اتلاقينا وين بالتحديد في القاهرة؟ وكم مرة لو بتتذكر؟ وهل حضرت ندوتي عن المثقف في مركز الثقفات السودانية في القاهرة؟ لأني فيما يبدو لي، ملخبطك مع زول تاني، مغروض جداً في إني أعرفه وين.

مع أجمل مودتي

بـــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني
تحياتي،
آسف على التأخير والانقطاع. الواقع أنني، بالإضافة إلى آلام الظهر، كنت أحث عن وثائق أوضح وأسند بها حجتي عن أن القول بأن اليسار "لايهتم بالمهمشين وقضاياهم"على صفة الإطلاق، غير دقيق، إن لم أقل إنه غير صحيح.
إلا أنني لم أجد في مكتبتي في "صحن الدار" (تفادياً لأ اقول الصالون فيتوهم القراء أنه صالون صفوة بالجد، على صغره وعَشْكَبَته)، وربما كان ينبغي النزول إلى المخزن للبحث في الكراتين، وهذا مما لا طاقة لي به في وضعي الصحي الراهن. وقد شاءت محاسن "محض الصدفة الموضوعية" أن أقع بالأمسن في جريدة الصحافة الإلكترونية، على تلخيصٍ (جيدٍ في تقديري) لوقائع ندوة حول دورالأستاذ حسن سلامة في دفع اليسار، الحزب الشيوعي على وجه التحديد إلى بذل المزيد من الاهتمام ب "الهوامش"، تحدث فيها الصديق البروفيسور عبد الله على ابراهيم. وأنا أفكر الآن في إنزالها هنا. ولم أحسم أمري بعد. مع إنني، ونجاة، حائزان تقريباً على إذنٍ من عبد الله بإنزال كتاباته في منبرنا وأبواب موقعنا التخصصية الأخرى، من غير حرجٍ يمكن أن يتأتى من اعتبارات حقوق المؤلف التي نحرص عليها كل الحرص. وسوف أتدبر أمري مع الأخ الأستاذ عصام الدين ميرغني الذي أعد التلخيص بجدارة. وأنا شديد التفاؤل بأنه سوف يتفهم ويتقبل اعتذاري. كما أرجو أن يتقبل تدخلاتي القليلة في النص بالحذف، وبتصويب العدد القليل من أخطاء الطباعة الواردة فيه، وتعديل بعض مواقع الترقيم.
مع كل مودتي لك وللمتابعات والمتابعين.

بـــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني والمتابعات والمتابعين،
تحياتي مرَّه تانيه،

هذا هو الجزء الأول، حسب ترتيبي أنا، لا ترتيب الأخ الأستاذ عصام الدين، ويبدو أنني تدخلتُ في النص بأكثر مما كنت أتصور، فأرجو المعذرة يا أستاذ عصام مرةً ثانية:

الندوة الشهرية لرابطة الكتاب السودانيين ..
«حسن سلامة: هندسة الهامش والمركز»
الصحافة 16 ـ 8 ـ 2005

حسن سلامة: يجب ان يفهم الناس ان الحركة الوطنية لم تكن مجرد (تسليم وتسلم)
د. عبدالله علي ابراهيم: حسن سلامة له القدح المعلى [في] إلغاء نظام (السخرة) بالريف
د. محمد المهدي بشري: حسن سلامة مفكر منسى لم نعطه حقه
أقيمت الندوة الشهرية لاتحاد الكتاب السودانيين بمسرح صحيفة المشاهد ليلة السبت 13 أغسطس وجرى التداول هذه المرة عن تجربة الأستاذ حسن سلامة.

"هندسة الهامش والمركز "

حضور غفير أم المكان في إشارة واضحة لعودة الروح للراهن الثقافي ومداولاته .. قدم الاستاذ عبدالله شابو رئيس الرابطة الدكتور عبدالله علي ابراهيم في كلمة ضافية.. وقد أضاف في حديثه المختصر إن الأستاذ حسن سلامة يعتبر من المفكرين المتميزين في السودان والذين أسهموا في خضم الثقافة بصورة ايجابية.
المتحدث الرئيسي د. عبد الله علي ابرهيم قال انه أتاحت له الظروف أن يلتقي الأستاذ حسن سلامة في عام 1960م، بحي المسالمة: "حيث قدمني له الاستاذ مكي وكان سلامة حينذاك قد انفصل عن الحزب الشيوعي. والمرة الثانية التي التقى فيها به كانت أثناء تحضيرات الاحتفال بالذكرى الثانية لمؤتمر الخريجين. والثالثة وكما يقال (الثالثة واقعة) [حين] أتاح لي بعض الإخوان أن التقى به في حلقات لا سجل حيوات وخبرات أولئك التقدميين ، وأضاف نحن نتحدث الآن عن العزة بالجهل والتجاهل لأربعين سنة. (...) وكنت أفكر حين عودتي وقبلها أن أنظم ندوة عن الأستاذ حسن سلامة وقد كلل الله المساعي اليوم بالتوفيق. وكذلك في خاطري شيبون وعبد الخالق، وغيرهم. ويجب أن يكون لنا رباطة الجأش في زمن الهرج، والتمسك بالمعاني ما أمكن.
ثم قدم د. عبد الله علي ابراهيم نبذة عن الأستاذ حسن سلامة الذي ولد في العباسية بأم درمان في عام 1924م، ووالده درس في كلية غردون. وكان حسن يرافقه في تجواله عندما كان صغيراً. ومن هنا بدأت روابطه بالريف وهموم الريف.
تربي في حي العصاصير الذي كتب عنه علي المك وخلده في كتاباته. وهو يقع بين شارعي مكي وابوروف. التحق بالأحفاد الأولية وتوقف تعليمه عند هذه المحطة عام 1939م، دخل مع الأخوان المسلمين ناس صادق عبد الماجد وفر منهم بعد اجتماعين فقط لا غير. في ما بين عام 41 - 1943م، نشط في الجمعيات الأدبية المحاضرات وتعليم الإنجليزية. وصار عضواً بحزب الأشقاء ثم انشق عنهم بسبب مكيافيلية يحيى الفضلي. وأعقب ذلك تكوين حزب الأحرار من قبل حسن الطاهر زروق وعوض عبد الرازق وغيرهم.
كان حسن سلامة العقل المدبر لصحيفة الأحرار في بداية الأربعينيات وكانت تطبع ثلاثة آلاف نسخة وتنفد من الأسواق جميعها... انخرط في الحزب الشيوعي وكان عضو اً للجنة المركزية حتى عام 1960م.
بعد ذلك انتقل د. عبد الله علي ابراهيم للحديث حول ثلاثة محاور: "لماذا لم تأخذ قضية الهامش بتلابيب وعقل الحزب الشيوعي؟"؛ والحديث عن "عشوائية قيام الحزب الشيوعي"؛ "ولماذا لم يتفهم الحزب قضية الهامش"؟ (...) وفي معرض حديثه عن الهامش مستحضراً في ذاكرته حسن سلامة. استدل بمقولة "النار بتقوم من الأطراف"، والتي استقاها من حوار تم بين حسن سلامة وسجين (ربَّاطي) التقاه إبان سجنه في كوستي بعد مظاهرات 1952م. فكان النقاش يدور [حول] أن التغيير لا يجب أن يبدأ من الوسط. ألتقط حسن الفكرة وروج لها في أضابير الحزب وفتح حواراً حول الاهتمام بالريف والهامش منذ ذلك الأوان، وأضاف أن جيل حسن سلامة كانت لهم مواقفهم ضد قضايا التهميش والعرق. ولهم مواقفهم الصلبة في مجابهة نظام السخرة المتفشي تلكم الأيام وهو نظام استعماري معروف استمرأه البعض هنا. الحزب آنذاك قاومه في مروي وديار الجعليين ومناطق الغلفان (...) وخرجوا بمظاهرة تشيد بحزب الحرية مما أدخل نظام الأجر المستحق في القيام بالأعمال، وأصبح شيئا راسخاً وامتد حتى جبال النوبة. ودفع ثمن ذلك حسن سلامة ورفاقه بالسجن لتأليبهم الأهالي. وتم سجنهم في الدلنج. وأطلق سراحهم بعد فترة واستطاعوا تجنيد تسعة من المشايخ والزعماء المحليين للتنظيم هذا مع احتفاظهم بأنصاريتهم.
(...) واعتقد د. عبد الله علي ابراهيم أنه "لمن المؤسف أن تغيّب هذه الحقائق من الأجيال اللاحقة وتغذيتها بأنهم ـ أي هؤلاء ـ من (أدمنوا الفشل).
وفي الحديث عن محور لماذا لم يتفهم الحزب قضية الهامش - وما زال الحديث منسابا من لدن عبد الله علي ابراهيم، أوضح أن حسن سلامة، هو كادر ديمقراطية الريف، كما كان الشفيع كادر العمال وغيرهم. لكن لماذا لم يجد كادر الريف منبره؟ هذه نقطة جددت مآلات الإشكالات والمتاعب. [وقال إن] حسن سلامة بتجربته في الريف، وبعد أن جند المشايخ وزعماء العشائر، كما ذكرت، طلب منهم مركز الحزب دخول الانتخابات البرلمانية كشيوعيين. وكان رأيهم أن ينزلوا مستقلين. وهنا حدث خلاف. واستطاعوا أن يترشحوا للبرلمان كمستقلين، مما جعل مركز الحزب يعود ويطلب منهم الانضمام له وهذا ما لم يحدث وكان ردهم (يفتح الله) وهذا جزء من النظرات غير الثاقبة للريف.. انظر الى المشاكل التي تبدأ الآن من هناك، إن ما استوعبه حسن سلامة عن الريف لم يستوعبه غيره لذلك أصبح التعامل مع المركز بالقوة.
اكتفى بهذا. وأمامكم الآن حسن سلامة الخاتي ملامة.
وقفه وتصفيق.
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الخميس أغسطس 18, 2005 4:19 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
صورة العضو الرمزية
ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ
مشاركات: 3
اشترك في: الخميس مايو 12, 2005 11:28 am

مشاركة بواسطة ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ »

العم بولا
تحياتي

تعرف يا عمي الوجعة الدخلتنا اصلها ما بتمرق بي هينة
بس نسال الله يجبر كسرنا
فقد انهد مرق البيت
ولقد شهدت والدتي الحاجة زينب بت حسن بشير وهي تبكي قرنق
وتقول ( يا ولدي والله زولكم لي حسع ما شبعنا من نضمو)
وينضم اليها في البكاء بعض الأخوات الجنوبيات
كسر المرق مو ساهل يا عمي
لكن نحاول نسند البيت بي شعبة الصبر ومواصلة البناء من اجل
سودان جديد

طبعا يا عم انا كنت في السودان خلال يوليو واغسطس
وقد شهدت الأفراح في يوليو والأحزان في اغسطس
وبجيك راجع بي نضما كتير
وخبارات ناس بربر
وحوش ناس احمد بشير

لك احترامي
عمر التجاني
مشاركات: 228
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm

مشاركة بواسطة عمر التجاني »

الإبن المبارك أحمد حنين
والله سلامات أولا حمد الله على وصولك للمنبر وقد كنت أحسب انك ضارب طناش ولكن بعد أم وصلني خبر بأنك في بربر قلت الحمد لله المهم . أتمنى أن تكتب عن انطباع الناس العاديين عن الحادث المؤلم في السودان خاصة وقد عرفت أنه في بربر تم افتتاح مكتب الحركة وقد وجدت أقبالا منقطع النظير أرجو أن تحدثنا عن ذلك
وكيف اننا سنجتاز المحنة إلي رحاب البناء والتعمير ودفع الحركة الديمقراطية إلي الأمام من أجل سودان الجميع
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عوووك! ود اخوي حتة واحدة؟
أمانة ما كنتَ كايس لك كواسه عاد.
فهذه يا ابن أخي فرحةٌ مركَّبة: فرحة دخولك أولاً في هذا المنبر، ثم في هذا البوست، ثم فرحة موضع هذه المداخلة الشيقة، الحية، الحيوية "المُحييَة:


ولقد شهدت والدتي الحاجة زينب بت حسن بشير وهي تبكي قرنق
وتقول ( يا ولدي والله زولكم لي حسع ما شبعنا من نضمو)
وينضم اليها في البكاء بعض الأخوات الجنوبيات


لا شك في أن "كسر المرق مو ساهل" كما قلت. كما لا جدال في أن "الوجعة الدخلتنا (...) ما بتمرق بي هينة". ودعني أقول أن مثل هذه الوجعات الكبرى "لا تمرق أصلاً". بيد أن "المرق"، في تقديري، لم "ينهد"، بل ربما جاز القول بأنه صعد، صعودا،ً كان متوقعاً في أي لحظة، من حيز الحس إلى حيز المعنى.
وأنا أفضل مجاز الركيزة لا المرق. وهذا في معنى قولي بأن "قرنق لم يهبط علينا من السماء"، كنايةً عن كونه "ابن حشا" نضالات شعبنا، ونضالات حركة التحرر الوطني الإفريقية والعالمية، كما أنه ابن النضالات "الإنسانية الدهرية" الأكثر سعةً والأعمق معنىً: نضالات ومرارات وأحلام المقهورين والمظلومين في كل زمانٍ ومكان من أجل عالمٍ معافىً من الاستغلال والاضطهاد والاستبداد والاغتراب. ومن أجل إنسانيةٍ متآخية.
ففي مجاز الركيزة متسعٌ لركائز أخرى قائمة، وأخرى قادمة، وأخرى ممكنة. فقد عرفت حركة التحرر الوطني، والاجتماعي، والثقافي، في بلادنا ركائز كثيرة من النساء والرجال، في مختلف المجالات والتكوينات السياسية والثقافية والنضالية، لا يجوز أن تدفعنا مرارة فجيعة قرنق لأن نغمطهم نصيبهم المستحق من العرفان بمجاز "المرق" و"الرمز الأوحد". وهو مجازٌ ما كان قرنق ليقبله أو يسعد به.
هذا وقد أثبتت ربيكا أنها ركيزةٌ أخرى. وسيسعدني غاية السعادة أن يجسد كل رفاقه ورفيقاته مجاز الركائز المتعددة، ويجسدوه ويجسدنه واقعاً وطنياً وإنسانياً جلَّياً وجليلاً. وأعتقد أنهم وأنهن قد أثبتوا وأثبتن، حتى الآن أنهم/أنهن أهلٌ لهذا الرجاء الكبير.
قرأتُ بالأمس مقدمة قرنق لرسالة الدكتوراه. فانكشف أمامي في إضاءةٍ ساطعةٍ جانب العالِم والمثقف المناضل المذهل المبدع في ساحة المعرفة والتنمية والتقنية. وهو الجانب الذي غلَّبنا عليه دائماً، في سلَّم القيم، جانب المناضل السياسي "البطل". ولستُ أرمي من ذلك إلى التقليل من جانب المناضل السياسي، وإنما رميتُ إلى اعتبار جوانب أخرى من سيرة قرنق، وسيَر كل "رموزنا" و"أبطالنا" و"بطلاتنا" السوامق، لا تقل جدارة بالاعتبار عن الجانب السياسي. ولا يتحقق استحقاق العلو والسموق في الجانب السياسي نفسه، من دون الاحتفاء بها ووضعها في مكانها اللائق، العالي، في سلم القيم.
وأنت بالطبع لا تقول بغير ذلك. سوى أنني أردتُ الاستفادة من مداخلتك الندية النيرة. لأنبِّه إلى هذا الخلل في تقييمنا لمساهمة قرنق، ومساهمات غيره من مناضلينا ومناضلاتنا البواسل في كافة المجالات وكافة الحقب.
سأظل متشوقاً نافذ الصبر، لروايتك عن "الأفراح في يوليو، والأحزان في أغسطس،
وخبارات ناس بربر، وحوش ناس احمد بشير".

ولك كل محبتي وتقديري.

بـــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني والمتابعات والمتابعين،
أصدق تحياتي،

راجعتُ بقية نص تلخيص ندوة "اتحاد" الكتاب، المنشور في صحيفة الصحافة بتاريخ 16 ـ 8 ـ 2005، الذي وعدتُ بمراجعته وإنزاله هنا تحت مسمى" الجزء الثاني" من تلخيص وقائع الندوة المذكورة. وتسمية الجزء الثاني ليست في الاصل بل هي من عندي، نزولاً على مقتضيات أحوالٍ كثيرة منعتني بالأمس من مراجعة "الجز الثاني" من النص وإنزال المقتطفات المتعلقة منه بموضوع هذا البوست. إلا أنني للأسف وجدتُ أن في هذا الجزء من تلخيص الندوة مشكلاتٍ جمة في التنصيص والترقيم، نجم عنها اختلاطٌ وتداخلات بين بعض الفقرات من أقوال المتحدثين والمتداخلين بصورةٍ لم أتمكن من فرزها. ولذا فقد اقلعتُ عن فكرة إنزاله هنا. وقد أستنجد في ذلك، لاحقاً، بالصديق البروفيسور عبد الله على ابراهيم عند عودته من الإجازة إلى مقر عمله بجامعة ميسوري، أو بالأستاذ عصام الدين البشير إذا ما وجدتُ إلى ذلك سبيلاً. وهذا مما يؤسفني إذ أن النص يحتوي على قضايا ورؤس مواضيع، وومضات تنير الطريق لبحثٍ دقيق في هذا الشأن سوف يتأخر نشرها في هذا البوست.

مع كل مودتي

بــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

أحمد حنين وين ياخي انت؟
عمك العجوز ومتابعات ومتابعو البوست في انتظار روايتك كشاهد عيان لأخبار
البلد. ومن جانبي وجانب عمر التجاني، وربما آخرين وأخريات، أخبار "بربر العتيقة المحروسة" أيضاً.

عليك الله لا تتوخر.

مع كل محبتي
بـــولا
صورة العضو الرمزية
ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ
مشاركات: 3
اشترك في: الخميس مايو 12, 2005 11:28 am

مشاركة بواسطة ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ »

استاذي وسيدي عمر التجاني
وعمي الفنان بولا

سلامي الكتير المو خمج
واشواقي بلا حدود

نأسف للتأخير
ونشكو من ان هذا الموقع لا يفتح معانا احيانا
وما عارف المشكلة شنو
مثلا الأن في المكتب صباحا وظهرا بكون شغال كويس
وبعدين المسا في البيت ما بشتغل
وماعارف السبب شنو ،، رغم انو ما في اي اختلاف غير مزود خدمة
الأنترنت
والمصيبة الصور والخبارات كلها موجودة في البيت

اها يا ناس الكمبيوتر شوفو لينا حلل
صورة العضو الرمزية
ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ
مشاركات: 3
اشترك في: الخميس مايو 12, 2005 11:28 am

مشاركة بواسطة ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ »


العم بولا

اها جيتك تاني والظاهر انو المشكلة اتحلت والموقع اشتغل

دحين

اسمح لي ابدا بما كتبه صديقي عارف الصاوي في الصحافة
عن الغنا وسط الأحزان وهو في جوبا

نقلا عن الصحافة
من جوبا.. قرنق ، لانبكيك ولكنا نغني لك

جوبا : عارف الصاوي
صبايا : الغناء والدموع
قبل ان تهبط الطائرة التي تحمل جثمان الفقيد قرنق قادمة من بور مسقط رأس الفقيد «وهي طائرة امريكية» كانت مجموعة الصبايا في قمة حماسهن يغنين اغنيات تمجيدية للسلام ورافضة للحرب واغنيات اخري تعلق على قوة الحركة الشعبية وقوة سلفاكير.
لكن الاغنيات في غالبها كانت «تمجد شعار الوحدة» وكان فاقان اموم الذي لم يهدأ مطلقا متجولا على امتدد المطار في حركة دؤوبة يقف في معظم الاوقات بجوار فرقة الصبايا وكأنه يثمن الاغنيات بطريقته الخاصة فرقة الصبايا ، كانت حماسية للغاية وانفعالية للغاية ومنسجمة في الغناء والاداء والاختيار.
ورغم الغناء الحزائني الا ان الارتياح كان باديا على وجوههن ، وفي رأيي انه التعبير الخلاق يسعدك وجدانيا ولكنه يطغي علي الوجوه حزناً عميقا .. وعندما يتمكن الارهاق منهن .. تسقط احداهن على الارض في نحيب مستمر وصراخ عميق.
على امتداد اكثر من ساعتين كان الغناء مستمرا والدموع مستمرة في التدفق.
نظرا لارتفاع درجة الحرارة والانتظار الطويل كان الارهاق باديا على الجميع باستثناءات قليلة فاقام اموم مثلا كان حماسيا والطيب ابراهيم محمد خير تحرك كثيرا .
وبيدور اسود مسؤول الاستخبارات العسكرية لم يهدأ لحظة لكنهم جميعا كانوا في حالة حزن ما ان تقترب من احدهم حتي تشعر بالحزن قريبا من عيونهم وفي نظراتهم بالذات اسود الذي كان دائما مرافق قرنق الاول والمتواجد بقربه في كل الاماكن والمواقع.
في المطار لم يكن هناك حشد كبير ، بعض من الناس والضيوف والاعلاميين لكن عندما تخرج من المطار ستجد الشوارع مليئة حتي قبل ان يخرج الجثمان من المطار خرجنا بسيارة تابعة للامم المتحدة وعلى طول الطريق كانت الجماهير متسلقة على اسوار المنازل والاشجار وعلى الارض لن نبالغ لو قلنا انهم اما يبكون بصوت عال او صامتون ينظرون فقط الى بعضهم بحسرة قبل ان نصل الى الكنيسة الكاتدرائية التي ستقام فيها مراسم الصلوات رأينا14 حالة اغماء والمشهد الغالب هو الدموع في خدود الجميع.
من على الحافلة التي تقلنا كانت صبية تصرخ وتتمرغ على الارض وثلاثة من متطوعي الصليب الاحمر يحملونها وهي لا تهدأ ابدا اقتربت من امرأة كانت صامتة واجمة والدموع تنهمر من عينيها حاولت ان اعزيها ببعض الكلمات مدت يدها فقط وتناستني سألتها ان تهدأ فلم تعرني اهتماماً.
قلت لصحفي يرافقني هل تعتقد انها تعرف قرنق جيدا ... فقال : «وهل تعتقد ان تلك الصبية المحمولة على رقاب رجال الاسعاف تصدق ان قرنق مات» ؟؟

* العالم في جوبا ... الآن

الوقت التاسعة صباحاً بالضبط من يوم امس الاول . والمكان أليف للجميع .. هي جوبا او هكذا يعرفها الناس القادمون اليها للتو من اماكن متفرقة . مدينة لم تسلم من جو الحرب فأخذت طابعا امنيا جعلها تتعامل مع الحزن بحذر «والحذر مألوف» كانت الصورة في الصباح الباكر «مختزنة» في كاميرات الصحافيين والمراسلين وكان الزي اسود ودرجة الحرارة تفوق الـ 40 او تنقص قليلا .. وفي هذا الهجير كان الجميع ينتظر ان تصل جثمان القائد قرنق.
بدا على المشهد وكأنه اسطورة يجادل الناس انفسهم لتصديقها لان الناس في اللحظة عبر المناسبة تجدهم يغنون ويحملون الورود ثم فجأة يسترجعون الذاكرة ويتذكرون ان هذا الرجل الممدد في صندوق يحمله الناس كان بالامس قريبا من الحلم وقريبا من النفس وقريبا من المكان ، فيسقطون صرعى لحزنهم الداخلي.
المطار كان مسرحا للحزن باجراءات امنية لا تستطيع ان تحبسه ، ولكنها تحاول ان تجعله معقولا لكنه في الغالب كان يخرج عن الخطة فيتساقط الناس بعد ان لفهم الوجوم والدهشة والتعبير الصامت وبسرعة فائقة يتصدى للمهمة ذوي جلابيب بيضاء كتب عليها بخط اسود (splai) «رجال الاسعاف».
وعندما بدأت مؤشرات الساعة تشير الى العاشرة سرى انطباع تحول الي استفهام ابعد العالم من هذا الحدث في ذلك الوقت بالضبط كانت طائرتان تابعتان للامم المتحدة تحملان الدفعة الاولى من الضيوف الي مطار جوبا وبعد ذلك مباشرة كان كيباكي في المدرج برفقة ثمانية من كبار مستشاريه ووزرائه على المدرج قادمين من كينيا ثم جنوب افريقيا برئاسة الرئىس مبيكي فعمرو موسي من الجامعة العربية بطائرة مصرية فصفوت الشريف من مصر فهيلدا جونسون من النرويج وثلاثة وزراء من السويد فزيناوي من اثيوبيا وبدون ضوضاء جاء دانيال اراب موي يرافقه الجنرال لازاراس سيمبويو وطائرة امريكية كتب عليها (united stad of america) نزلت علي مقربة من نهاية المدرج.
كان الجميع يذهب مباشرة الى (هناك) والمقصود قاعة صغيرة في مطار جوبا استقبلت الجميع كنا نحن الصحافيون في الخارج نكتب اسماء القادمين (فقط) ثم نكمل الانطباعات التي تظهر على وجوههم حينما يبدأون في الهبوط من سلم الطائرة .. لم نجد شيئا غير الحزن الذي هو مختلف عن اى حزن آخر.
كان الحضور افريقي الملمح مع قليل من المزيج الاوربي والامريكي وكان خفيفا واستثنائىا عربيا وبمثل ما كان المفكر المصري حنا مينا الذي تربطه علاقة صداقة بالحركة الشعبية يري ان مصر لم تفهم استراتيجية التعامل مع الجنوب او على الاقل لم تتقن تطبيق هذه الاستراتيجية البديهية يعمم اللوم على مجمل الخريطة العربية.
لم يصل الي جوبا رئىس عربي واحد وباستثناءات قليلة لم نر طائرة عربية تنزل في مدرج جوبا.
هذه المرة لم يعلق احد من الحركة الشعبية علي الغياب العربي لكن اذكر انهم كانوا مستائىن من الحضور العربي الضعيف لحفل التوقيع في نيروبي في التاسع من يناير الماضي.
وبينما كان العالم الافريقي والاوروبي والامريكي في جوبا يشاهد هذه الدموع كانت اوراق الصحافيين تنتبه الي الآتي :
ـ مجموعة من القيادات اليسارية جاءت الى مطار الخرطوم في الرابعة صباحا بعينهم محمد ابراهيم نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني ليجدوا الطائرة التي يفترض ان تقلهم الي جوبا قد غادرت وانتظروا طويلا طائرة بديلة .. لكن في النهاية عادوا ادراجهم ولم يتمكنوا من المشاركة .
ـ اوفد حزب الامة ممثلين عنه كان من بينهم عبد النبي علي احمد وسارة نقدالله تساءل الجميع عن غياب الصادق المهدي ؟؟؟
ـ غاب تمثيل المؤتمر الشعبي او على الاقل لم يظهر ممثلوه على المسرح .. هل حرية التنقل مازالت مضروبة على الترابي ؟
مولانا محمد عثمان الميرغني غاب وسط دهشة الجميع باعتباره حليفا وصديقا لقرنق وقد اوفد موفده الدائم لقرنق الدكتور جعفر عبد الله .
تعليقات برزت في ساحة المطار ان الذي منع مولانا الميرغني من حضور التشييع الشديد القوي ؟ وقد بدا لي ان الحضور سيدفعون «ربع» عمرهم ليعرفوا «السبب».
كل الرؤساء والضيوف كانوا يرتدون ملابس سوداء بدلة + قميص وكانت هيلدا جونسون اكثرهم سوادا .
سلفاكير ارتدي زيا من غرب افريقيا قيل انه هدية من ربيكا قرنق.

* عودة جيشوا
عندما عبر سيدنا موسي ببني اسرائىل البحر متجها الى ارض الميعاد مات النبي موسي قبل الوصول الى ارض الميعاد فانبري للمهمة نائبه جيشوا قائد الجيوش ورئىس اركان حربه واستطاع ان يخوض حروبا صعبة وقاسية انتهت بوصوله الى ارض الميعاد مع بني اسرائىل.
هكذا تحدث (الكتاب المقدس) وهكذا استدعى مطران الكنيسة الكاتدرائية في جوبا القس وهو يصلي علي جثة قرنق.
وقد قام المطران بمقاربة شبه سلفاكير ميارديت بجيشوا الذي مهمته الوصول الى «ارض الميعاد».
حدثت المقاربة حماسة في الوجدان الديني لمعظم الحضور في صيوان العزاء وطالما ان قرنق بدأ المشوار بالطبع يصبح اخلاقيا من واجب سلفاكير اكمال المهمة ليصل بشعب جنوب السودان الى ارض الميعاد او الى احلامهم السعيدة ومبتغاهم ، لكن كانت الاشارة من سلفاكير ان ارض الميعاد تسع للجميع وانهم سيكونون سعداء هناك.
المؤمنون انتهوا الي حقيقة جديدة اذ بدأت المقاربة مطمئنة جدا والعقلانيون ايضا (صدقوا) ان سلفا سيقود الناس الى المكان الذي كان يقصده قرنق بالضبط.
وجه الشبه بين جيشوا وسلفاكير في انهما يشبهان بعضهما في طبيعتهما العسكرية ولعل الملمح الابرز ان قرنق مات بعد سريان الاتفاقية مباشرة.
الرب اعطي والرب اخذ شعار تردد كثيرا داخل الكنيسة الكاتدرائىة في جوبا.
بعد كلمة المطران بدأت ثقة الكثيرين تعود في سلفاكير .
اظهرت الحركة الشعبية سلفاكير كقائد حوله اجماع جنوبي ولديه تأىيد شعبي.
فباقان اموم الذي قدمه ليلقي كلمته بوصفه رئىس الحركة الشعبية وقائد الجيش الشعبي سلفاكير ميارديت اظهر قدرا كبيرا من اجتذاب الاهمية للقائد الجديد.


* ماما ربيكا قرنق .. تجاوزت بالناس المصيبة
لا يختلف اثنان ان ربيكا وحدها كانت استثنائىة في تشييع قرنق.
فعندما جاءت مرافقة جثة قرنق الى مطار جوبا نزلت من الطائرة بالباب الخلفي للطائرة وبرفقة عدد من قيادات الحركة سارت سريعا على ارض المطار لا تنسوا انها جنرال في الجيش الشعبي.
وقيل انها تدخلت لانهاء الجدل الذي كان دائرا حول العلم الذي كان مغطى به الجثمان لصالح (العلم السوداني) بدلا من علم الحركة الشعبية.
ثم خرجت مع الضيوف الي ساحة المطار مرة اخري لتشهد خروج موكب الجثمان من المطار الى الكنيسة، واجهت ربيكا المشهد الحزين بشخصية قوية ، وفي كلمتها قالت انها فخورة بهذا الرجل الذي يرقد امامها الآن.
وتوجهت الى البشير وسلفاكير ببعض النصائح (القومية) ، قالت قدما السعادة للناس ، حسنوا حياة الناس ، حاربوا الفقر ، واقضوا على الجوع ، واهتموا بالمهمشين ، وحاربوا الفساد.
ثم قالت انها عادت الى جوبا التي شهدت فيها حياتها الاولى .
ربيكا باجماع الحضور كانت قوية واظهرت «شيئا من قرنق» قوة الشخصية ، الافق الواسع ، الحماسة وجذب الناس باريحية.


* لن ننسى اياما مضت

في كل لحظة يتعاهد رجال الجيش الشعبي بأنهم متمسكون بالمبادئ ، الصبايا في المطار كن يرددن قرنق رئىس بتاعنا والشعارات المكتوبة في لافتات المطار تبدأ على الدرب نمشي وللشهيد ذكري فينا حتي صور قرنق كانت تعبر عن تمسك بالقيم ، ربيكا قبل ان تصل جوبا كانت تقول لو اردتم قرنق فهاهو جثة هامدة امامكم .. وان اردتم المبادئ التي كان يحملها فهي في قلوبكم جميعاً.
باقان اموم قال ان التنصل عن المبادئ التي كان يحملها قرنق خيانة للرجل وعندما حمل ثمانية ضباط عظام اربعة من الحركة واربعة من القوات المسلحة الجثمان في المطار كانت فرقة سلاح الموسيقي تتقدم الموكب وهي تعزف : لن ننسى اياما مضت.
وفي الاحتفال الذي اقيم بالكنيسة للصلوات والتعازي كان معظم الحديث عن تماسك الحركة وعن مبادئ قرنق الوحدة ، المساواة ، الحقوق اعطاء الناس حقها في الحياة الكريمة.
حدثني قيادي في الحركة الشعبية ان قرنق في ايامه الاخيرة كان يتحدث معهم عن تحويل الاتفاقية الى واقع يلامس حياة الناس ، تحسين الدخول ، الحريات ، وقال في اكثر من مرة «لو لم يصدق الناس السلام فذلك يعني اننا فشلنا في تغيير حياتهم.

انتهي

وفي ذات اللحظة ووسط الدموع اهديك صورة خاصة عن يوم استقبال د قرنق
في الساحة الخضراء،، والتي ادخلها لأول مرة ومعي كمرة ،، حيث رأيت هنالك
شئيا لا يتكرر ابدا ،، وحشودا لا توصف ،، وامالا عظاما يحملها هؤلاء البسطاء
والمسحوقين

هذة الصورة تم التقاطها من خلف المنصة الرئسية





يا اخوان عووك نرجو المساعدة في اظهار هذة الصور
واشرحوا لينا كيفن بتعملوها؟؟

كدي نحاول تاني

د نجاة
اشكرك علي الأيضاح ،، فقد كان هنالك خطا في الصورة المقصودة
وقد تم ازالة تلك الروابط
ارجو منك ان تشرحي لي كيفية رفع الصور في المنتدي
تحياتي
آخر تعديل بواسطة ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ في الثلاثاء أغسطس 23, 2005 12:42 pm، تم التعديل مرة واحدة.
أضف رد جديد