دعوا النواح أيها الرفاق ولتكتبوا أغنيةً أخرى

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني
تحياتي،
آسف لن أتمكن من المواصلة اليوم في هذا الموضوع الشائك. فقد ضاع مني الجزء الثاني منه أثر معضلة فنية. وأورثني ذلك غماً وحزناً على العَلَي. نشوف بكرة. إلا أن هذا قد لا يمنع من مواصلة المناقشة في الجزء الأول. وقد يساعدني ذلك في إعادة كتابة الجزء الثاني بصورةٍ أفضل.
من جانبٍ آخر، أقترح إفساخ براحٍ أكبر للمناقشات التي تدور في بوستاتي، ومختلف بوستات المنبر (إن جاز لي ذلك)، بتطوير منهج الحوار الذي أصبح تقليداً متبعاً في "المنافشات الإسفيرية"، من تركيز المداخلات حول نصوص، وتعقيبات صاحب/صاحبة البوست وحده/وحدها، وأن يحتكر/تحتكر، هو وحده/هي وحدها، حق التعقيب و"الرد" (مع تحفظي على كلمة "رد" لما تحمله من إيحاءات الحرابة كما سبق لي أن قلتُ مراراً). على أية حال في بوستاتي البساط احمدي، والباب مفتوح للمشاركين والمشاركات للتحاور فيما بينهم/بينهن حوال الموضوع المطروح من جانبي، دونما حاجةٍ إلى توسطي.
تالتاً عندي ليك سؤال يَنَغمش لي ليه كذا يوم: دحين نحن اتلاقينا وين بالتحديد في القاهرة؟ وكم مرة لو بتتذكر؟ وهل حضرت ندوتي عن المثقف في مركز الثقفات السودانية في القاهرة؟ لأني فيما يبدو لي، ملخبطك مع زول تاني، مغروض جداً في إني أعرفه وين.

مع أجمل مودتي

بـــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني
تحياتي،
آسف على التأخير والانقطاع. الواقع أنني، بالإضافة إلى آلام الظهر، كنت أحث عن وثائق أوضح وأسند بها حجتي عن أن القول بأن اليسار "لايهتم بالمهمشين وقضاياهم"على صفة الإطلاق، غير دقيق، إن لم أقل إنه غير صحيح.
إلا أنني لم أجد في مكتبتي في "صحن الدار" (تفادياً لأ اقول الصالون فيتوهم القراء أنه صالون صفوة بالجد، على صغره وعَشْكَبَته)، وربما كان ينبغي النزول إلى المخزن للبحث في الكراتين، وهذا مما لا طاقة لي به في وضعي الصحي الراهن. وقد شاءت محاسن "محض الصدفة الموضوعية" أن أقع بالأمسن في جريدة الصحافة الإلكترونية، على تلخيصٍ (جيدٍ في تقديري) لوقائع ندوة حول دورالأستاذ حسن سلامة في دفع اليسار، الحزب الشيوعي على وجه التحديد إلى بذل المزيد من الاهتمام ب "الهوامش"، تحدث فيها الصديق البروفيسور عبد الله على ابراهيم. وأنا أفكر الآن في إنزالها هنا. ولم أحسم أمري بعد. مع إنني، ونجاة، حائزان تقريباً على إذنٍ من عبد الله بإنزال كتاباته في منبرنا وأبواب موقعنا التخصصية الأخرى، من غير حرجٍ يمكن أن يتأتى من اعتبارات حقوق المؤلف التي نحرص عليها كل الحرص. وسوف أتدبر أمري مع الأخ الأستاذ عصام الدين ميرغني الذي أعد التلخيص بجدارة. وأنا شديد التفاؤل بأنه سوف يتفهم ويتقبل اعتذاري. كما أرجو أن يتقبل تدخلاتي القليلة في النص بالحذف، وبتصويب العدد القليل من أخطاء الطباعة الواردة فيه، وتعديل بعض مواقع الترقيم.
مع كل مودتي لك وللمتابعات والمتابعين.

بـــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني والمتابعات والمتابعين،
تحياتي مرَّه تانيه،

هذا هو الجزء الأول، حسب ترتيبي أنا، لا ترتيب الأخ الأستاذ عصام الدين، ويبدو أنني تدخلتُ في النص بأكثر مما كنت أتصور، فأرجو المعذرة يا أستاذ عصام مرةً ثانية:

الندوة الشهرية لرابطة الكتاب السودانيين ..
«حسن سلامة: هندسة الهامش والمركز»
الصحافة 16 ـ 8 ـ 2005

حسن سلامة: يجب ان يفهم الناس ان الحركة الوطنية لم تكن مجرد (تسليم وتسلم)
د. عبدالله علي ابراهيم: حسن سلامة له القدح المعلى [في] إلغاء نظام (السخرة) بالريف
د. محمد المهدي بشري: حسن سلامة مفكر منسى لم نعطه حقه
أقيمت الندوة الشهرية لاتحاد الكتاب السودانيين بمسرح صحيفة المشاهد ليلة السبت 13 أغسطس وجرى التداول هذه المرة عن تجربة الأستاذ حسن سلامة.

"هندسة الهامش والمركز "

حضور غفير أم المكان في إشارة واضحة لعودة الروح للراهن الثقافي ومداولاته .. قدم الاستاذ عبدالله شابو رئيس الرابطة الدكتور عبدالله علي ابراهيم في كلمة ضافية.. وقد أضاف في حديثه المختصر إن الأستاذ حسن سلامة يعتبر من المفكرين المتميزين في السودان والذين أسهموا في خضم الثقافة بصورة ايجابية.
المتحدث الرئيسي د. عبد الله علي ابرهيم قال انه أتاحت له الظروف أن يلتقي الأستاذ حسن سلامة في عام 1960م، بحي المسالمة: "حيث قدمني له الاستاذ مكي وكان سلامة حينذاك قد انفصل عن الحزب الشيوعي. والمرة الثانية التي التقى فيها به كانت أثناء تحضيرات الاحتفال بالذكرى الثانية لمؤتمر الخريجين. والثالثة وكما يقال (الثالثة واقعة) [حين] أتاح لي بعض الإخوان أن التقى به في حلقات لا سجل حيوات وخبرات أولئك التقدميين ، وأضاف نحن نتحدث الآن عن العزة بالجهل والتجاهل لأربعين سنة. (...) وكنت أفكر حين عودتي وقبلها أن أنظم ندوة عن الأستاذ حسن سلامة وقد كلل الله المساعي اليوم بالتوفيق. وكذلك في خاطري شيبون وعبد الخالق، وغيرهم. ويجب أن يكون لنا رباطة الجأش في زمن الهرج، والتمسك بالمعاني ما أمكن.
ثم قدم د. عبد الله علي ابراهيم نبذة عن الأستاذ حسن سلامة الذي ولد في العباسية بأم درمان في عام 1924م، ووالده درس في كلية غردون. وكان حسن يرافقه في تجواله عندما كان صغيراً. ومن هنا بدأت روابطه بالريف وهموم الريف.
تربي في حي العصاصير الذي كتب عنه علي المك وخلده في كتاباته. وهو يقع بين شارعي مكي وابوروف. التحق بالأحفاد الأولية وتوقف تعليمه عند هذه المحطة عام 1939م، دخل مع الأخوان المسلمين ناس صادق عبد الماجد وفر منهم بعد اجتماعين فقط لا غير. في ما بين عام 41 - 1943م، نشط في الجمعيات الأدبية المحاضرات وتعليم الإنجليزية. وصار عضواً بحزب الأشقاء ثم انشق عنهم بسبب مكيافيلية يحيى الفضلي. وأعقب ذلك تكوين حزب الأحرار من قبل حسن الطاهر زروق وعوض عبد الرازق وغيرهم.
كان حسن سلامة العقل المدبر لصحيفة الأحرار في بداية الأربعينيات وكانت تطبع ثلاثة آلاف نسخة وتنفد من الأسواق جميعها... انخرط في الحزب الشيوعي وكان عضو اً للجنة المركزية حتى عام 1960م.
بعد ذلك انتقل د. عبد الله علي ابراهيم للحديث حول ثلاثة محاور: "لماذا لم تأخذ قضية الهامش بتلابيب وعقل الحزب الشيوعي؟"؛ والحديث عن "عشوائية قيام الحزب الشيوعي"؛ "ولماذا لم يتفهم الحزب قضية الهامش"؟ (...) وفي معرض حديثه عن الهامش مستحضراً في ذاكرته حسن سلامة. استدل بمقولة "النار بتقوم من الأطراف"، والتي استقاها من حوار تم بين حسن سلامة وسجين (ربَّاطي) التقاه إبان سجنه في كوستي بعد مظاهرات 1952م. فكان النقاش يدور [حول] أن التغيير لا يجب أن يبدأ من الوسط. ألتقط حسن الفكرة وروج لها في أضابير الحزب وفتح حواراً حول الاهتمام بالريف والهامش منذ ذلك الأوان، وأضاف أن جيل حسن سلامة كانت لهم مواقفهم ضد قضايا التهميش والعرق. ولهم مواقفهم الصلبة في مجابهة نظام السخرة المتفشي تلكم الأيام وهو نظام استعماري معروف استمرأه البعض هنا. الحزب آنذاك قاومه في مروي وديار الجعليين ومناطق الغلفان (...) وخرجوا بمظاهرة تشيد بحزب الحرية مما أدخل نظام الأجر المستحق في القيام بالأعمال، وأصبح شيئا راسخاً وامتد حتى جبال النوبة. ودفع ثمن ذلك حسن سلامة ورفاقه بالسجن لتأليبهم الأهالي. وتم سجنهم في الدلنج. وأطلق سراحهم بعد فترة واستطاعوا تجنيد تسعة من المشايخ والزعماء المحليين للتنظيم هذا مع احتفاظهم بأنصاريتهم.
(...) واعتقد د. عبد الله علي ابراهيم أنه "لمن المؤسف أن تغيّب هذه الحقائق من الأجيال اللاحقة وتغذيتها بأنهم ـ أي هؤلاء ـ من (أدمنوا الفشل).
وفي الحديث عن محور لماذا لم يتفهم الحزب قضية الهامش - وما زال الحديث منسابا من لدن عبد الله علي ابراهيم، أوضح أن حسن سلامة، هو كادر ديمقراطية الريف، كما كان الشفيع كادر العمال وغيرهم. لكن لماذا لم يجد كادر الريف منبره؟ هذه نقطة جددت مآلات الإشكالات والمتاعب. [وقال إن] حسن سلامة بتجربته في الريف، وبعد أن جند المشايخ وزعماء العشائر، كما ذكرت، طلب منهم مركز الحزب دخول الانتخابات البرلمانية كشيوعيين. وكان رأيهم أن ينزلوا مستقلين. وهنا حدث خلاف. واستطاعوا أن يترشحوا للبرلمان كمستقلين، مما جعل مركز الحزب يعود ويطلب منهم الانضمام له وهذا ما لم يحدث وكان ردهم (يفتح الله) وهذا جزء من النظرات غير الثاقبة للريف.. انظر الى المشاكل التي تبدأ الآن من هناك، إن ما استوعبه حسن سلامة عن الريف لم يستوعبه غيره لذلك أصبح التعامل مع المركز بالقوة.
اكتفى بهذا. وأمامكم الآن حسن سلامة الخاتي ملامة.
وقفه وتصفيق.
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الخميس أغسطس 18, 2005 4:19 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
صورة العضو الرمزية
ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ
مشاركات: 3
اشترك في: الخميس مايو 12, 2005 11:28 am

مشاركة بواسطة ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ »

العم بولا
تحياتي

تعرف يا عمي الوجعة الدخلتنا اصلها ما بتمرق بي هينة
بس نسال الله يجبر كسرنا
فقد انهد مرق البيت
ولقد شهدت والدتي الحاجة زينب بت حسن بشير وهي تبكي قرنق
وتقول ( يا ولدي والله زولكم لي حسع ما شبعنا من نضمو)
وينضم اليها في البكاء بعض الأخوات الجنوبيات
كسر المرق مو ساهل يا عمي
لكن نحاول نسند البيت بي شعبة الصبر ومواصلة البناء من اجل
سودان جديد

طبعا يا عم انا كنت في السودان خلال يوليو واغسطس
وقد شهدت الأفراح في يوليو والأحزان في اغسطس
وبجيك راجع بي نضما كتير
وخبارات ناس بربر
وحوش ناس احمد بشير

لك احترامي
عمر التجاني
مشاركات: 228
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm

مشاركة بواسطة عمر التجاني »

الإبن المبارك أحمد حنين
والله سلامات أولا حمد الله على وصولك للمنبر وقد كنت أحسب انك ضارب طناش ولكن بعد أم وصلني خبر بأنك في بربر قلت الحمد لله المهم . أتمنى أن تكتب عن انطباع الناس العاديين عن الحادث المؤلم في السودان خاصة وقد عرفت أنه في بربر تم افتتاح مكتب الحركة وقد وجدت أقبالا منقطع النظير أرجو أن تحدثنا عن ذلك
وكيف اننا سنجتاز المحنة إلي رحاب البناء والتعمير ودفع الحركة الديمقراطية إلي الأمام من أجل سودان الجميع
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عوووك! ود اخوي حتة واحدة؟
أمانة ما كنتَ كايس لك كواسه عاد.
فهذه يا ابن أخي فرحةٌ مركَّبة: فرحة دخولك أولاً في هذا المنبر، ثم في هذا البوست، ثم فرحة موضع هذه المداخلة الشيقة، الحية، الحيوية "المُحييَة:


ولقد شهدت والدتي الحاجة زينب بت حسن بشير وهي تبكي قرنق
وتقول ( يا ولدي والله زولكم لي حسع ما شبعنا من نضمو)
وينضم اليها في البكاء بعض الأخوات الجنوبيات


لا شك في أن "كسر المرق مو ساهل" كما قلت. كما لا جدال في أن "الوجعة الدخلتنا (...) ما بتمرق بي هينة". ودعني أقول أن مثل هذه الوجعات الكبرى "لا تمرق أصلاً". بيد أن "المرق"، في تقديري، لم "ينهد"، بل ربما جاز القول بأنه صعد، صعودا،ً كان متوقعاً في أي لحظة، من حيز الحس إلى حيز المعنى.
وأنا أفضل مجاز الركيزة لا المرق. وهذا في معنى قولي بأن "قرنق لم يهبط علينا من السماء"، كنايةً عن كونه "ابن حشا" نضالات شعبنا، ونضالات حركة التحرر الوطني الإفريقية والعالمية، كما أنه ابن النضالات "الإنسانية الدهرية" الأكثر سعةً والأعمق معنىً: نضالات ومرارات وأحلام المقهورين والمظلومين في كل زمانٍ ومكان من أجل عالمٍ معافىً من الاستغلال والاضطهاد والاستبداد والاغتراب. ومن أجل إنسانيةٍ متآخية.
ففي مجاز الركيزة متسعٌ لركائز أخرى قائمة، وأخرى قادمة، وأخرى ممكنة. فقد عرفت حركة التحرر الوطني، والاجتماعي، والثقافي، في بلادنا ركائز كثيرة من النساء والرجال، في مختلف المجالات والتكوينات السياسية والثقافية والنضالية، لا يجوز أن تدفعنا مرارة فجيعة قرنق لأن نغمطهم نصيبهم المستحق من العرفان بمجاز "المرق" و"الرمز الأوحد". وهو مجازٌ ما كان قرنق ليقبله أو يسعد به.
هذا وقد أثبتت ربيكا أنها ركيزةٌ أخرى. وسيسعدني غاية السعادة أن يجسد كل رفاقه ورفيقاته مجاز الركائز المتعددة، ويجسدوه ويجسدنه واقعاً وطنياً وإنسانياً جلَّياً وجليلاً. وأعتقد أنهم وأنهن قد أثبتوا وأثبتن، حتى الآن أنهم/أنهن أهلٌ لهذا الرجاء الكبير.
قرأتُ بالأمس مقدمة قرنق لرسالة الدكتوراه. فانكشف أمامي في إضاءةٍ ساطعةٍ جانب العالِم والمثقف المناضل المذهل المبدع في ساحة المعرفة والتنمية والتقنية. وهو الجانب الذي غلَّبنا عليه دائماً، في سلَّم القيم، جانب المناضل السياسي "البطل". ولستُ أرمي من ذلك إلى التقليل من جانب المناضل السياسي، وإنما رميتُ إلى اعتبار جوانب أخرى من سيرة قرنق، وسيَر كل "رموزنا" و"أبطالنا" و"بطلاتنا" السوامق، لا تقل جدارة بالاعتبار عن الجانب السياسي. ولا يتحقق استحقاق العلو والسموق في الجانب السياسي نفسه، من دون الاحتفاء بها ووضعها في مكانها اللائق، العالي، في سلم القيم.
وأنت بالطبع لا تقول بغير ذلك. سوى أنني أردتُ الاستفادة من مداخلتك الندية النيرة. لأنبِّه إلى هذا الخلل في تقييمنا لمساهمة قرنق، ومساهمات غيره من مناضلينا ومناضلاتنا البواسل في كافة المجالات وكافة الحقب.
سأظل متشوقاً نافذ الصبر، لروايتك عن "الأفراح في يوليو، والأحزان في أغسطس،
وخبارات ناس بربر، وحوش ناس احمد بشير".

ولك كل محبتي وتقديري.

بـــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني والمتابعات والمتابعين،
أصدق تحياتي،

راجعتُ بقية نص تلخيص ندوة "اتحاد" الكتاب، المنشور في صحيفة الصحافة بتاريخ 16 ـ 8 ـ 2005، الذي وعدتُ بمراجعته وإنزاله هنا تحت مسمى" الجزء الثاني" من تلخيص وقائع الندوة المذكورة. وتسمية الجزء الثاني ليست في الاصل بل هي من عندي، نزولاً على مقتضيات أحوالٍ كثيرة منعتني بالأمس من مراجعة "الجز الثاني" من النص وإنزال المقتطفات المتعلقة منه بموضوع هذا البوست. إلا أنني للأسف وجدتُ أن في هذا الجزء من تلخيص الندوة مشكلاتٍ جمة في التنصيص والترقيم، نجم عنها اختلاطٌ وتداخلات بين بعض الفقرات من أقوال المتحدثين والمتداخلين بصورةٍ لم أتمكن من فرزها. ولذا فقد اقلعتُ عن فكرة إنزاله هنا. وقد أستنجد في ذلك، لاحقاً، بالصديق البروفيسور عبد الله على ابراهيم عند عودته من الإجازة إلى مقر عمله بجامعة ميسوري، أو بالأستاذ عصام الدين البشير إذا ما وجدتُ إلى ذلك سبيلاً. وهذا مما يؤسفني إذ أن النص يحتوي على قضايا ورؤس مواضيع، وومضات تنير الطريق لبحثٍ دقيق في هذا الشأن سوف يتأخر نشرها في هذا البوست.

مع كل مودتي

بــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

أحمد حنين وين ياخي انت؟
عمك العجوز ومتابعات ومتابعو البوست في انتظار روايتك كشاهد عيان لأخبار
البلد. ومن جانبي وجانب عمر التجاني، وربما آخرين وأخريات، أخبار "بربر العتيقة المحروسة" أيضاً.

عليك الله لا تتوخر.

مع كل محبتي
بـــولا
صورة العضو الرمزية
ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ
مشاركات: 3
اشترك في: الخميس مايو 12, 2005 11:28 am

مشاركة بواسطة ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ »

استاذي وسيدي عمر التجاني
وعمي الفنان بولا

سلامي الكتير المو خمج
واشواقي بلا حدود

نأسف للتأخير
ونشكو من ان هذا الموقع لا يفتح معانا احيانا
وما عارف المشكلة شنو
مثلا الأن في المكتب صباحا وظهرا بكون شغال كويس
وبعدين المسا في البيت ما بشتغل
وماعارف السبب شنو ،، رغم انو ما في اي اختلاف غير مزود خدمة
الأنترنت
والمصيبة الصور والخبارات كلها موجودة في البيت

اها يا ناس الكمبيوتر شوفو لينا حلل
صورة العضو الرمزية
ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ
مشاركات: 3
اشترك في: الخميس مايو 12, 2005 11:28 am

مشاركة بواسطة ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ »


العم بولا

اها جيتك تاني والظاهر انو المشكلة اتحلت والموقع اشتغل

دحين

اسمح لي ابدا بما كتبه صديقي عارف الصاوي في الصحافة
عن الغنا وسط الأحزان وهو في جوبا

نقلا عن الصحافة
من جوبا.. قرنق ، لانبكيك ولكنا نغني لك

جوبا : عارف الصاوي
صبايا : الغناء والدموع
قبل ان تهبط الطائرة التي تحمل جثمان الفقيد قرنق قادمة من بور مسقط رأس الفقيد «وهي طائرة امريكية» كانت مجموعة الصبايا في قمة حماسهن يغنين اغنيات تمجيدية للسلام ورافضة للحرب واغنيات اخري تعلق على قوة الحركة الشعبية وقوة سلفاكير.
لكن الاغنيات في غالبها كانت «تمجد شعار الوحدة» وكان فاقان اموم الذي لم يهدأ مطلقا متجولا على امتدد المطار في حركة دؤوبة يقف في معظم الاوقات بجوار فرقة الصبايا وكأنه يثمن الاغنيات بطريقته الخاصة فرقة الصبايا ، كانت حماسية للغاية وانفعالية للغاية ومنسجمة في الغناء والاداء والاختيار.
ورغم الغناء الحزائني الا ان الارتياح كان باديا على وجوههن ، وفي رأيي انه التعبير الخلاق يسعدك وجدانيا ولكنه يطغي علي الوجوه حزناً عميقا .. وعندما يتمكن الارهاق منهن .. تسقط احداهن على الارض في نحيب مستمر وصراخ عميق.
على امتداد اكثر من ساعتين كان الغناء مستمرا والدموع مستمرة في التدفق.
نظرا لارتفاع درجة الحرارة والانتظار الطويل كان الارهاق باديا على الجميع باستثناءات قليلة فاقام اموم مثلا كان حماسيا والطيب ابراهيم محمد خير تحرك كثيرا .
وبيدور اسود مسؤول الاستخبارات العسكرية لم يهدأ لحظة لكنهم جميعا كانوا في حالة حزن ما ان تقترب من احدهم حتي تشعر بالحزن قريبا من عيونهم وفي نظراتهم بالذات اسود الذي كان دائما مرافق قرنق الاول والمتواجد بقربه في كل الاماكن والمواقع.
في المطار لم يكن هناك حشد كبير ، بعض من الناس والضيوف والاعلاميين لكن عندما تخرج من المطار ستجد الشوارع مليئة حتي قبل ان يخرج الجثمان من المطار خرجنا بسيارة تابعة للامم المتحدة وعلى طول الطريق كانت الجماهير متسلقة على اسوار المنازل والاشجار وعلى الارض لن نبالغ لو قلنا انهم اما يبكون بصوت عال او صامتون ينظرون فقط الى بعضهم بحسرة قبل ان نصل الى الكنيسة الكاتدرائية التي ستقام فيها مراسم الصلوات رأينا14 حالة اغماء والمشهد الغالب هو الدموع في خدود الجميع.
من على الحافلة التي تقلنا كانت صبية تصرخ وتتمرغ على الارض وثلاثة من متطوعي الصليب الاحمر يحملونها وهي لا تهدأ ابدا اقتربت من امرأة كانت صامتة واجمة والدموع تنهمر من عينيها حاولت ان اعزيها ببعض الكلمات مدت يدها فقط وتناستني سألتها ان تهدأ فلم تعرني اهتماماً.
قلت لصحفي يرافقني هل تعتقد انها تعرف قرنق جيدا ... فقال : «وهل تعتقد ان تلك الصبية المحمولة على رقاب رجال الاسعاف تصدق ان قرنق مات» ؟؟

* العالم في جوبا ... الآن

الوقت التاسعة صباحاً بالضبط من يوم امس الاول . والمكان أليف للجميع .. هي جوبا او هكذا يعرفها الناس القادمون اليها للتو من اماكن متفرقة . مدينة لم تسلم من جو الحرب فأخذت طابعا امنيا جعلها تتعامل مع الحزن بحذر «والحذر مألوف» كانت الصورة في الصباح الباكر «مختزنة» في كاميرات الصحافيين والمراسلين وكان الزي اسود ودرجة الحرارة تفوق الـ 40 او تنقص قليلا .. وفي هذا الهجير كان الجميع ينتظر ان تصل جثمان القائد قرنق.
بدا على المشهد وكأنه اسطورة يجادل الناس انفسهم لتصديقها لان الناس في اللحظة عبر المناسبة تجدهم يغنون ويحملون الورود ثم فجأة يسترجعون الذاكرة ويتذكرون ان هذا الرجل الممدد في صندوق يحمله الناس كان بالامس قريبا من الحلم وقريبا من النفس وقريبا من المكان ، فيسقطون صرعى لحزنهم الداخلي.
المطار كان مسرحا للحزن باجراءات امنية لا تستطيع ان تحبسه ، ولكنها تحاول ان تجعله معقولا لكنه في الغالب كان يخرج عن الخطة فيتساقط الناس بعد ان لفهم الوجوم والدهشة والتعبير الصامت وبسرعة فائقة يتصدى للمهمة ذوي جلابيب بيضاء كتب عليها بخط اسود (splai) «رجال الاسعاف».
وعندما بدأت مؤشرات الساعة تشير الى العاشرة سرى انطباع تحول الي استفهام ابعد العالم من هذا الحدث في ذلك الوقت بالضبط كانت طائرتان تابعتان للامم المتحدة تحملان الدفعة الاولى من الضيوف الي مطار جوبا وبعد ذلك مباشرة كان كيباكي في المدرج برفقة ثمانية من كبار مستشاريه ووزرائه على المدرج قادمين من كينيا ثم جنوب افريقيا برئاسة الرئىس مبيكي فعمرو موسي من الجامعة العربية بطائرة مصرية فصفوت الشريف من مصر فهيلدا جونسون من النرويج وثلاثة وزراء من السويد فزيناوي من اثيوبيا وبدون ضوضاء جاء دانيال اراب موي يرافقه الجنرال لازاراس سيمبويو وطائرة امريكية كتب عليها (united stad of america) نزلت علي مقربة من نهاية المدرج.
كان الجميع يذهب مباشرة الى (هناك) والمقصود قاعة صغيرة في مطار جوبا استقبلت الجميع كنا نحن الصحافيون في الخارج نكتب اسماء القادمين (فقط) ثم نكمل الانطباعات التي تظهر على وجوههم حينما يبدأون في الهبوط من سلم الطائرة .. لم نجد شيئا غير الحزن الذي هو مختلف عن اى حزن آخر.
كان الحضور افريقي الملمح مع قليل من المزيج الاوربي والامريكي وكان خفيفا واستثنائىا عربيا وبمثل ما كان المفكر المصري حنا مينا الذي تربطه علاقة صداقة بالحركة الشعبية يري ان مصر لم تفهم استراتيجية التعامل مع الجنوب او على الاقل لم تتقن تطبيق هذه الاستراتيجية البديهية يعمم اللوم على مجمل الخريطة العربية.
لم يصل الي جوبا رئىس عربي واحد وباستثناءات قليلة لم نر طائرة عربية تنزل في مدرج جوبا.
هذه المرة لم يعلق احد من الحركة الشعبية علي الغياب العربي لكن اذكر انهم كانوا مستائىن من الحضور العربي الضعيف لحفل التوقيع في نيروبي في التاسع من يناير الماضي.
وبينما كان العالم الافريقي والاوروبي والامريكي في جوبا يشاهد هذه الدموع كانت اوراق الصحافيين تنتبه الي الآتي :
ـ مجموعة من القيادات اليسارية جاءت الى مطار الخرطوم في الرابعة صباحا بعينهم محمد ابراهيم نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني ليجدوا الطائرة التي يفترض ان تقلهم الي جوبا قد غادرت وانتظروا طويلا طائرة بديلة .. لكن في النهاية عادوا ادراجهم ولم يتمكنوا من المشاركة .
ـ اوفد حزب الامة ممثلين عنه كان من بينهم عبد النبي علي احمد وسارة نقدالله تساءل الجميع عن غياب الصادق المهدي ؟؟؟
ـ غاب تمثيل المؤتمر الشعبي او على الاقل لم يظهر ممثلوه على المسرح .. هل حرية التنقل مازالت مضروبة على الترابي ؟
مولانا محمد عثمان الميرغني غاب وسط دهشة الجميع باعتباره حليفا وصديقا لقرنق وقد اوفد موفده الدائم لقرنق الدكتور جعفر عبد الله .
تعليقات برزت في ساحة المطار ان الذي منع مولانا الميرغني من حضور التشييع الشديد القوي ؟ وقد بدا لي ان الحضور سيدفعون «ربع» عمرهم ليعرفوا «السبب».
كل الرؤساء والضيوف كانوا يرتدون ملابس سوداء بدلة + قميص وكانت هيلدا جونسون اكثرهم سوادا .
سلفاكير ارتدي زيا من غرب افريقيا قيل انه هدية من ربيكا قرنق.

* عودة جيشوا
عندما عبر سيدنا موسي ببني اسرائىل البحر متجها الى ارض الميعاد مات النبي موسي قبل الوصول الى ارض الميعاد فانبري للمهمة نائبه جيشوا قائد الجيوش ورئىس اركان حربه واستطاع ان يخوض حروبا صعبة وقاسية انتهت بوصوله الى ارض الميعاد مع بني اسرائىل.
هكذا تحدث (الكتاب المقدس) وهكذا استدعى مطران الكنيسة الكاتدرائية في جوبا القس وهو يصلي علي جثة قرنق.
وقد قام المطران بمقاربة شبه سلفاكير ميارديت بجيشوا الذي مهمته الوصول الى «ارض الميعاد».
حدثت المقاربة حماسة في الوجدان الديني لمعظم الحضور في صيوان العزاء وطالما ان قرنق بدأ المشوار بالطبع يصبح اخلاقيا من واجب سلفاكير اكمال المهمة ليصل بشعب جنوب السودان الى ارض الميعاد او الى احلامهم السعيدة ومبتغاهم ، لكن كانت الاشارة من سلفاكير ان ارض الميعاد تسع للجميع وانهم سيكونون سعداء هناك.
المؤمنون انتهوا الي حقيقة جديدة اذ بدأت المقاربة مطمئنة جدا والعقلانيون ايضا (صدقوا) ان سلفا سيقود الناس الى المكان الذي كان يقصده قرنق بالضبط.
وجه الشبه بين جيشوا وسلفاكير في انهما يشبهان بعضهما في طبيعتهما العسكرية ولعل الملمح الابرز ان قرنق مات بعد سريان الاتفاقية مباشرة.
الرب اعطي والرب اخذ شعار تردد كثيرا داخل الكنيسة الكاتدرائىة في جوبا.
بعد كلمة المطران بدأت ثقة الكثيرين تعود في سلفاكير .
اظهرت الحركة الشعبية سلفاكير كقائد حوله اجماع جنوبي ولديه تأىيد شعبي.
فباقان اموم الذي قدمه ليلقي كلمته بوصفه رئىس الحركة الشعبية وقائد الجيش الشعبي سلفاكير ميارديت اظهر قدرا كبيرا من اجتذاب الاهمية للقائد الجديد.


* ماما ربيكا قرنق .. تجاوزت بالناس المصيبة
لا يختلف اثنان ان ربيكا وحدها كانت استثنائىة في تشييع قرنق.
فعندما جاءت مرافقة جثة قرنق الى مطار جوبا نزلت من الطائرة بالباب الخلفي للطائرة وبرفقة عدد من قيادات الحركة سارت سريعا على ارض المطار لا تنسوا انها جنرال في الجيش الشعبي.
وقيل انها تدخلت لانهاء الجدل الذي كان دائرا حول العلم الذي كان مغطى به الجثمان لصالح (العلم السوداني) بدلا من علم الحركة الشعبية.
ثم خرجت مع الضيوف الي ساحة المطار مرة اخري لتشهد خروج موكب الجثمان من المطار الى الكنيسة، واجهت ربيكا المشهد الحزين بشخصية قوية ، وفي كلمتها قالت انها فخورة بهذا الرجل الذي يرقد امامها الآن.
وتوجهت الى البشير وسلفاكير ببعض النصائح (القومية) ، قالت قدما السعادة للناس ، حسنوا حياة الناس ، حاربوا الفقر ، واقضوا على الجوع ، واهتموا بالمهمشين ، وحاربوا الفساد.
ثم قالت انها عادت الى جوبا التي شهدت فيها حياتها الاولى .
ربيكا باجماع الحضور كانت قوية واظهرت «شيئا من قرنق» قوة الشخصية ، الافق الواسع ، الحماسة وجذب الناس باريحية.


* لن ننسى اياما مضت

في كل لحظة يتعاهد رجال الجيش الشعبي بأنهم متمسكون بالمبادئ ، الصبايا في المطار كن يرددن قرنق رئىس بتاعنا والشعارات المكتوبة في لافتات المطار تبدأ على الدرب نمشي وللشهيد ذكري فينا حتي صور قرنق كانت تعبر عن تمسك بالقيم ، ربيكا قبل ان تصل جوبا كانت تقول لو اردتم قرنق فهاهو جثة هامدة امامكم .. وان اردتم المبادئ التي كان يحملها فهي في قلوبكم جميعاً.
باقان اموم قال ان التنصل عن المبادئ التي كان يحملها قرنق خيانة للرجل وعندما حمل ثمانية ضباط عظام اربعة من الحركة واربعة من القوات المسلحة الجثمان في المطار كانت فرقة سلاح الموسيقي تتقدم الموكب وهي تعزف : لن ننسى اياما مضت.
وفي الاحتفال الذي اقيم بالكنيسة للصلوات والتعازي كان معظم الحديث عن تماسك الحركة وعن مبادئ قرنق الوحدة ، المساواة ، الحقوق اعطاء الناس حقها في الحياة الكريمة.
حدثني قيادي في الحركة الشعبية ان قرنق في ايامه الاخيرة كان يتحدث معهم عن تحويل الاتفاقية الى واقع يلامس حياة الناس ، تحسين الدخول ، الحريات ، وقال في اكثر من مرة «لو لم يصدق الناس السلام فذلك يعني اننا فشلنا في تغيير حياتهم.

انتهي

وفي ذات اللحظة ووسط الدموع اهديك صورة خاصة عن يوم استقبال د قرنق
في الساحة الخضراء،، والتي ادخلها لأول مرة ومعي كمرة ،، حيث رأيت هنالك
شئيا لا يتكرر ابدا ،، وحشودا لا توصف ،، وامالا عظاما يحملها هؤلاء البسطاء
والمسحوقين

هذة الصورة تم التقاطها من خلف المنصة الرئسية





يا اخوان عووك نرجو المساعدة في اظهار هذة الصور
واشرحوا لينا كيفن بتعملوها؟؟

كدي نحاول تاني

د نجاة
اشكرك علي الأيضاح ،، فقد كان هنالك خطا في الصورة المقصودة
وقد تم ازالة تلك الروابط
ارجو منك ان تشرحي لي كيفية رفع الصور في المنتدي
تحياتي
آخر تعديل بواسطة ÃÍãÏ Íäíä ÌÚÝÑ في الثلاثاء أغسطس 23, 2005 12:42 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

الأخ أحمد حنين
كيف حالك
وألف مرحب بك في دارك.

أظن أن هناك خطأ، حيث يبدو أن الصورة التي تحاول إنزالها ليست هي الصورة المقصودة.

الصورة الموجودة في الرابط أعلاه لطفل أو طفلة:


صورة

.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني والمتابعات والمتابعين،
تحياتي مرَّه تالته،
والمرة دي قوية جداً ومعاها اعتذار كبير عن الغيبة الطويلة.
ثم "إنو" من الواضح أن دعوتي لإصلاح نمط الحوار الإسفيري بالخروج على النموذج الذي أصبح سائداً: نموذج صاحب البوست المتحكم في الحوار، وأعني الذي يقود الحوار وحده ويتولى التعقيب، بصورة ثنائية بينه وبين كل مداخلةٍ ومتداخلٍ على حِدَه، لم "يُكتب" لها النجاح. فبغيابي توقف النقاش في جملة القضايا الهامة التي طرحها متداخلون ومتداخلات متعددين، كان بإمكانهم أن يتحاوروا أيضاً فيما بينهم من دون حاجةٍ لوجودي.
هذا وما أزال أحتفظ بدعوتي هذه ورجائي في نفاذها، "إلى آخر السكباج" على حد تعبير أستاذنا عبد لله الطيب دامت ذكراه.
ومن أجل مواصلة ما انقطع من أمر موضوع "اليسار وقضايا الهامش"، أكتفي في هذه المداخلة العاجلة بالقول بأن المقتطفات التي أنزلتُها هنا بتصرف من ندوة الصديق البروفيسور عبد الله على ابراهيم، ب("رابطة الكتاب")، عن دور الأستاذ حسن سلامة كرمزٍ لأحد التيارات المنادية بمزيد من الاهتمام بقضايا "الهوامش"، أو بتركيز الاهتمام عليها، في اليسار، وفي الحزب الشيوعي على وجه التخصيص، ليس بمثابة نهاية أرَبي في التقصي والإخبار في هذا الخصوص. وسوف أعود في مداخلةٍ قادمة لحديثٍ عن مساهمة اليسار في الاهتمام بقضايا "الهوامش"، بصورةٍ أحسبها أعمق، وأوسع، وأبلغ تأثيراً.

فإلى حين ذاك لَكُنَّ/لكم كل مودتي.

بـــولا
Norani Elhasan
مشاركات: 10
اشترك في: الثلاثاء يوليو 12, 2005 10:40 pm

العزيز بولا والمتابعات والمتابعين:

مشاركة بواسطة Norani Elhasan »

اعتذر عن الانقطاعة غير المقصودة بسبب من سفرى ف اجازة قصيرة-

لكنى متابع واحزننى عدم تمكنك من اتمام التلخسص الهام للندوة عن دور حسن سلامة(كرمزٍ لأحد التيارات المنادية بمزيد من الاهتمام بقضايا "الهوامش"، أو بتركيز الاهتمام عليها، في اليسار، وفي الحزب الشيوعي على وجه التخصيص)
برغم ادراكى التام لمشاغلك -وانا اعرف انك تشارك فى اكثر من حوار واحد -وفى اكثر من موفع فى ان وصراحة تدهشنى الفدرة- امسك لك خشبة-
ولكنى ارجوك ان تحاول جهدك ان تكمل نشر اتبقى للعلاقة الوثيفة بموضوع الحوار-
وبمناسبة احوار- اقترح ان يكون الاساس اوالمتحكم هو الموضوع وليس الشخص المؤسس(طبعا هذا لا يمنعه\ا من لتداخل)
مثلا: دعوا النواح--اثارت عدة محاور للنقاش بالاضافة للموضوع الاساسى- مانناقش من الاهتمام بقضايا الهامش- ثم تصنيم واسطرة القادة من روادنا- الخ-
هذه المحاور يمكن ترقيتها الى بوستات مستقلة لبلورة الحوار حولها- وبذلك نحرر الشخص المؤسس من ضرورة التواجد الدائم مع حفظ حقه او حقها الادبى
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »



عزيزي أحمد ود اخوي حنين،
أعز تحياتي،
وأرجوك تعذر عمك اليومين ديل بلخبط لخبطه شديدة في التعقيبات والمداخلات.
أولاً أشكرك كثيراً على إهدائي مقالة الصاوي الجميلة الصادقة. قولْ لُه قال لك عمك بولا براوه عليك.
وثانياً ننتظر بتشوق شديد روايتك بشهود العيان للأحداث المؤسفة وللأوضاع مما جميعو.
وسبب اللخبطة في يتأتى هذه الأيام من واقع كوني عُدتُ لوضعية "طالب الحقوق"، كوني أراجع، وبعبارةٍ أدق أُذاكر، منذ عامين، مع ابنتي "الكبرى" فاطمة التي تدرس الحقوق بجامعة نانتير الشهيرة، التي انطلقت منها ثورة الطلاب والشباب والعمال عام 1968، ومثلت وما تزال، أحد العناصر الرئيسية في "الثورة" الفكرية والثقافية في أواخر الستينيات في الغرب كله، و"خرجت من تحت معطفها" تيارات الحداثة الطليقة و"ما بعد الحداثة"، وهي في تقديري، حركة نقد تيارات "الحداثة" الرائدة السائدة، حداثة المركزية "الغربية" البرجوازية و"البرجوازية الصغيرة"، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ومراجعتها عن أنانيتها وغرورها، وتجاوزها إلى حداثةٍ أرحب آفاقاً. وهذه الحداثة الأرحب آفاقاً هي بعض ما نعالجه في هذا الموقع وفي هذا البوست وفي سواهما، والذي هو في واقع أمره العميق، نظرٌ في جهالة، وضيق أفق، وعبثية، شأن من نصبوا أنفسهم حكاماً علينا منذ الاستقلال، و"الإنقاذيون" منهم على وجه الخصوص (إنقاذ في عينكم تنقذونا من اختيارنا للديمقراطية؟!!!) الذين ساموا مقدرات شعبنا وآماله صنوفاً الانتهاك والإزراء واللامعقولية، تشيب لها نواصي من لم يولدوا ومن لو يولدن بعد. وقد شابت لها نواصي الولدان بالفعل، لينتهي بهم الأمر بعد خمسين عاماً إلى التفاوض و"التصالح"، و"الاعتراف" بأن "الآخر" إنسانٌ ومواطن. عليكُن/كَن الله هل كانت مثل هذه الحقيقة الأولية البسيطة بحاجةٍ إلى درس عصر طول دا؟!!! وهذا هو الدرس الذي تلقيتُه، أو ل ما تليقيته، في ميعة الصبا وريعان الشباب، من فاطنة بت حبيب الله ود احمد عبد الرحمن، ( أحمد كرارات "شيخ العرب" العبَّادي ابن نوفل بن قصي بن كلاب في رواية خالي ابراهيم ود حبيب الله، الذي لا تنفع فيه المراجعة حول صحة نسبه القرشي هذا). ومع ذلك فقد كان ذهن فاطنه ووجدانها خاليين تماماً من سخائم الاستبداد والإقصاء والتمييز بين البشر. وأشهدُ أنني لم أسمعها يوماً قط، ولا حتى من باب "سقطات اللسان"، وهي تتفوه بكلمةٍ، أو عبارةٍ تحمل نأمةً من دلالات التعالي والخيلاء على أحد. وكان سلوكها وتعاملها آيةً في معاني التضامن، وعلى وجه الخصوص مع بنات وأبناء "هوامش" الغبائن المتعددة. فلم يكن بدُ من أن أسمي عليها ابنتي "الكبرى" عشماً في أن تنال قبساً من سيرة تلك المرأة الباسقة. ومن هذا كان خيار فاطمة الحفيدة لدراسة "الحقوق" في معناها النقدي الجذري. وقد أبيت على قلمي أن يسمي فاطمة الجَدَّة "امرأةً فريدة". فما أبأس أن يكون مثل هذا العلو حالةً "فريدة" في مجتمعاتنا وثقافاتنا. ولعلمي أن في مجتمعاتنا المتعددة الثقافات كثيراتٌ مثلها، أخبرت عن وجودهن بصورةٍ ساطعةٍ في الأسابيع الأخيرة ربيكا قرنق. وأخبرت قبلها، في كل مراحل تاريخنا (مثل غيرنا من الأمم)، كوكبةٍ من النساء السوامق البواسل. وفي هذا المعنى فإن ربيكا هي الأخرى، وليس جون وحده، لم تهبط علينا من السماء. ومع ذلك، وربما بسبب ذلك، فمن هول المفارقة التي ينبغي أن نلتفت إليها في هذه المرة لفتةً حازمة، أنه في كل مرةٍ تنهض وتنتفض فيها غالبية شعبنا الساحقة لإعادة رتق صدع الجسر، تخرج علينا عصبةٌ من المستبدين والسفهاء والجهلاء، لينصبوا أنفسهم قادة على شعبٍ لا يحسنون قراءة تاريخه، ولا يملكون المؤهلات الفكرية والأخلاقية لإدارة شئونه. ولا يدركون ما ينطوي عليه تعدد ثقافاته وتراثه السياسي والاجتماعي، من الخصوبة والغنى.
مع كل محبتي،
وأرجو أن تنقل أحر تحياتي لوالدتك التي هزني موقفها من فقد قرنق وطمأنني في ذات الوقت، ولكل آل حنين وآل كلمون، الذين يقدمون في اعتقادي نموذجاً فريداً لثراء لتركيب، شعبنا، الثقافي والعرقي. وعلى وجه الخصوص تركيب مدينتنا الأسطوري، الذي أتمنى أن أتوفر على مجرد فتح الباب لدراسته بصورةٍ تليق بجلاله في معني الاحتفاء بالتعدد الثقافي و"العرقي" في بلادنا كقيمةٍ ديمقراطيةٍ وإنسانيةٍ أساسية. والذي أنتظر أن تقدم لنا مقاطع بهيةٍ منه في هذا البوست.

بـــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني،
أحر تحياتي،
فأعود إلى مواصلة ما انقطع من أمر موضوع "اليسار وقضايا الهامش". وأعود في هذه المداخلة على وجه الخصوص إلى إكمال النصف الثاني من محاضرة الصديق البروفيسور عبد الله على ابراهيم الذي عبرت عن حزنك على عدم تمكُني، أو بعبارة أدق عن صرفيَ النظر عن إنزاله، واعتذاري عنه، للأسباب التي أوضحتُها في مداخلةٍ سابقة تتعلق بهذا الشأن. وقد وقعتُ اليوم على مقالةٍ لعبد الله في جريدة الصحافة يتناول فيها نفس موضوع الجزء الثاني. وأحب أن أوضح للمتابعات والمتابعين، مرةً أخرى، أنني لا أتعامل هنا مع نص عبد الله (ولا نصوص أي أحدٍ بمنهج اللفح والاستيلاء، فقد أذن لنا الصديق عبدالله مسبقاً بإنزال نصوصه المكتوبة في الصحف). كما أحب أن أوضح أيضاً أن إيرادي لمقالة عبد الله (أو غيره) في هذا السياق ليست من قبيل الكلمة النهائية، لا من وجهة نظري ولا من وجهة نظر عبد الله في مسألة "اليسار وقضايا الهامش". وإنما على اعتبار أنها مساهمة تلقي الضوء على بعض جوانب هذه المسألة الكبيرة الواسعة والمتعددة الوجوه والجوانب. هذا وأنا بصدد البحث في اللحظة الحاضرة عن وثائق تتصل بهذا الموضع في أكوام الأوراق، والملفات، والكراتين، التي تزحم الدار والمخزن. وأتمنى أن أوفق إلى العثور عليها حتى أتمكن من الإدلاء بآراءٍ موثقة في هذا الموضوع الشائك، أو إنزال شواهد ووجهات نظر أخرى. فإلى مقالة عبد الله.


حسن سلامة الخاتي الملامة
د.عبد الله علي ابراهيم
الصحافة 6 ـ 9 ـ 2005

قلت للرفيق يونس الدسوقي في القاهرة، إنني ربما قدمت محاضرة عن الزميل حسن سلامة متى قدمت للخرطوم. صمت هوناً وقال: «حسن سلامة الخاتي الملامة». وصمت مرة ثانية. وهذا بعض ما قلته عن هذا الإنسان الوسيم في محاضرة محضورة بدار صحيفة «المشاهد» نظمها عزيزنا الشاعر شابو ورابطة الكتاب السودانيين، فلهم والحضور من قدامى الأصدقاء والمحاربين معزتي.
كان ميلاده بحي العباسية بأم درمان في 1924 لوالد مهندس من خريجي غردون. واتاح عمل الوالد بمصلحة المساحة كثير الترحال لحسن أن يرى بقاعاً شتى في السودان. وتربى حسن بحي العصاصير الواقع بين شارعي مكي وأبي روف. وغشي الخلوة واقتصر تعليمه على أولية الأحفاد.
بدأ بالالتحاق بالأخوان المسلمين نحو عام 1939م بدعوة من صادق عبد الله عبد الماجد ومحمد فاضل التقلاوي وعوض عمر من أصدقائه ونفر منهم، بعد اجتماعين أو ثلاثة لفرط عنايتهم بالعلم الديني بدلاً عن استخدام المستحصل منه لحرب المستعمرين. وهذه عقيدة في الممارسة التي تأخذ من التربية حظاً ولا تجعلها محطة انتظار طويلة لا يعرف أحد متى تنتهي، ليبدأ النضال لتغيير الواقع. واتجه حسن ينشط في الجمعيات الأدبية ما بين 1941-1943، حيث المحاضرات (يلقيها محمد أحمد محجوب عن الحرب العالمية الأولى ووزير الثقافة العراقي عن النازية) وحلقات محو الأمية وتعليم الانجليزية. وقد تمخض نشاطهم عن قيام المكتبة الوطنية بدار المرحوم عبيد عبد النور على ميدان البوستة. وكانت الدار تحتشد بالحضور حتى تفيض إلى شارع الشنقيطي تسمع عبر المكبرات للمحاضرين. ثم صار عضواً بحزب الأشقاء بحكم علاقته الوثيقة بأعضائه الذين كانوا أصلاً أعضاء الجمعية الأدبية لحي السوق أي جيرانه. ثم انقسم بين جماعة (عبد الرحيم شداد وسنجاوي ومحيي الدين البرير) على الأشقاء بسبب من ميكافيلية المرحوم يحيى الفضلي «الذي لا يتورع عن اقتناص أية فرصة في اي اتجاه وبأية وسيلة». وكون مع المنشقين حزب الأحرار الاتحاديين. ولم يحظ الحزب بحظ معلوم في عملية الدمج التي تمت للكتل الاتحادية في لقاءات مصر التي رعاها محمد نجيب في 1952م، ورد حسن سلامة ذلك إلى بروز اتجاههم اليساري. وقد تمثلت هذه الطاقة الجذرية في صحيفة «الأحرار» الأسبوعية (1943-1944) التي كان صاحب رخصتها المرحوم سنجاوي، بينما كان حسن سلامة عقلها المدبر. وكان حسن الطاهر زروق، عضو الأحرار، أحد كتابها. وكذلك أحمد عبد الله المغربي وحسن محمد الأمين وعوض عبد الرازق وكاتب القصة طه عبد الرحمن. وكانت تطبع ثلاثة آلاف نسخة تنفد لوقتها. وكان لهذه الطاقة اليسارية وجودها أيضاً بين الأشقاء مثل حسن أبو جبل وخضر عمر وحسن أبو الحسن وميرغني علي مصطفى. يرد حسن سلامة خروجه من الأحرار إلى تنامي السخط على مواقف الأحزاب من القضية الوطنية. وقد غذى فيه هذا السخط أحمد محمد خير وعفان (على أنه لم يكن يساري الميول) وحسن أبو جبل. وجرى اتفاق بين الحزب الشيوعي والأشقاء على بداية نشاط سياسي بين المزارعين. والتزم الأشقاء بتوفير السكن لحسن سلامة المبعوث من الحزب لهذه الغاية. ولم يوف الأشقاء بالتزامهم ولقي سلامة العنت بما في ذلك المبيت في دار الأشقاء والاستيقاظ مبكراً حتى لا يكتشف، والترحل سراً وسيراً على الأقدام. وقد ركز سلامة العمل على بحث قضايا المزارعين وتسليط الضوء عليها بدلاً عن المسائل الفلسفية. وعليه فقد توافر على دراسة مجال نشاطهم من حيث جغرافيته واقتصاده وتكويناته القبلية والطائفية. وبنى الحزب جسوراً للمزارعين بواسطة كادر مجند من بين مفتشي الغيط والعمال الزراعيين والمدرسين. وترك حسن الجزيرة «منقولاً» إلى كردفان ودارفور في نحو آخر 1955م ليقود عمل الحزب بهما. وخلفه بالجزيرة الأستاذ كامل محجوب.
لما كان مسؤولاً عن منطقتي دارفور وكردفان، اجتمع في أبي جبيهة بجبال النوبة بجماعة من الرعاة. ورأى احدهم من قبيلة الحوازمة يفك صرة في امتعته ويخرج له منها جريدة «اللواء الأحمر» الشيوعية. واتضح أنه أمي اشتراها من أحدى القرى. وقال إنه يفهم بعضها حين يقرأها له قاريء والذي لا يفهمه يعافر فيه ويجتهد.
كان يقضي مدة سجن بسجن الأبيض في 1953م، واتفق مع زملائه للتفرق بين المساجين لاكتساب معارف. وتداخل حسن مع جماعة من الهمباتة ومنهم كباشي اسمه العوني. وكان يضرب الرمل، وقال إنه لم يضرب الرمل يوماً وخاب، وإنه لا يسرق قبل استخارة الرمل. وسأل العوني حسن سلامة عن سبب دخوله السجن، وشرح له حسن دعوتهم الوطنية والعدلية الاجتماعية. فسأله عما أعد لذلك من رباط الخيل والسلاح. فلما أجاب حسن إنه لا يملك منها شيئاً قال العوني: يا حسن النار بتقوم من وين؟ حسن: لا أعرف. العوني: هل حدث أن شبت النار من وسط الموقع؟ حسن: لا أعرف. العوني: يا حسن يا خوي النار بتقوم من الأطراف دحين يا خوي إنتو قاعدين في الوسط ومكربين نصكم وتمدو ايدكم للحيطة تلقوا الموية وتلقوا النور، فهل ديل راجيهم يسووا ليك ثورة؟ يا حسن يا خوي احسن تخلي الكلام الفارغ البتعمل فيهو ده. أنا بمرق من السجن وتعال لي في الكبابيش والله ان داير عمدة بسويك وان داير تبقي تاجر رقيق أنا بسرق ليك إنت بيع. والبتدني ليه ادني ليه. وإن داير تبقي تاجر ساكت أنا بديك رأسمال وعلى ضمانتي، والله البرشك باللبن أرشو بالدم. وقال له إن لديه 5 جمال عند مأمور المركز ليست داخلة في السرقة التي دخل السجن من أجلها، وصودرت عن طريق الخطأ. قال إنه سيأخذ جمله منها ويهبه البقية. وطلب منه أن يقبل الهبة لأنهم لا يسرقون من المسكين بل من صاحب الحق، وأنه يصرف من ما يسرق لإعالة أسر من المساكين. وقد جاء العوني يوماً إلى منزل سلامة بأم درمان حسب وصف تلقاه منه في السجن. وقال حسن إن خطة الهمباتي كانت هي خطة الحزب آنذاك الذي دعا إلى الكفاح المسلح لهزيمة الاستعمار. وعلى هدي كلمة الهمباتة رفع حسن سلامة تقريراً إلى الحزب عن فتح جبهة الأرياف. وبعد تداول التقرير استدعاه عبد الخالق وطلب منه أن يكون مسؤولاً عن مديريتي كردفان ودارفور. ومما أغراه بهذا التكليف أنه عمل بالأبيض موظفاً. وقد بث التنظيم بين الرحل بما يطابق حياتهم، وقال إنه وجد «عند اولئك القوم استعداداً غريباً للتعاطي التلقائي مع الفكر الشيوعي، لأن نمط حياتهم كان منسوجاً من قماشته».
قال حسن إنه كان بجبال النوبة يوم جاء اليها المرحوم يوسف عبد المجيد، الشهير بكمرات (الرفيق بالفرنسية) ولم يزل طالباً. مر يوسف بقبيلة الغلفان وقد تجمعت فرق منها لبناء راكوبة كبيرة مساحتها عشرات الكيلومترات بمناسبة قدوم المرحوم عبد الله خليل، رئيس الوزراء، للمنطقة. فأبلغ سلامة بالواقعة فذهبا وأخذا معهما أحد شباب الغلفان ويدعى حامد عبد الله لتعبئة واسعة بين الأهالي ضد هذه السخرة. خاطب سلامة ورفيقاه الفرق الغلفانية بحضور ناظرها كندة كربوس وطلبوا منهم الانصراف، لأن عبد الله خليل لا يستحق أن يبنوا له منزله بالسخرة. وكان لحديثهم فعل السحر فرمى كل منهم ما بيده وانصرفوا هاتفين بحياة حزب الحرية. وكانوا يعلمون أنهم شيوعيون. ولما بلغوا الدلنج تم القبض عليهم وأرسل لهم الحزب محامين شابين هما المنشاوي وعلي الطويل، وقد التحما مع مفتش المركز حول فساد مطلب الحكومة من مواطنيها. ولما رأت الحكومة أن القضية خاسرة حاولت قتلها وأطلقت سراح الثلاثة. ورفض سلامة ورفاقة أن يطلق سراحهم قبل أن يلغى قانون السخرة. وقد فعل مدير المديرية ذلك بعد حملة قادها الشيوعيون في ليالٍ سياسية في الابيض وكادقلي والدلنج وأبي جبيهة لوقف بناء منازل الحكومة عن طريق السخرة. وطرحت الحكومة يوماً عطاءً لبناء ما ودفع سلامة تاجرين لتقديم عطاءاتهما فإذا رسى العطاء لأحدهما استخدم أبناء النوبة بالأجر. وهذا ما حدث بالفعل. وقد فتحت هذه السياسة الأبواب مشرعة لنفوذ الحزب، وسموا الحزب حزب الحرية. والتفت الحزب إلى ضريبة الدقنية فألغاها. وقصدوا الغاء ضريبة القطعان، غير أنهم نجحوا في تخفيضها لا غير. وتم عن طريق هذا النشاط تجنيد تسعة من المشائخ والعمد والنظار في صفوف الحزب الشيوعي. ولم يتخل أي من هؤلاء عن أنصاريته مع ذلك.
وللحديث بقية.. نتوسع فيها يوماً قريباً.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

أعزائي وعزيزاتي (الترتيب الجندري حسب الكَتَره. وترتيب الأسماء حسب تاريخ المدا خلة):
صلاح الأمين، محمد على موسى، ود بت الروضة (وِان ماطريت بت الروضه في إسمك الكلام ما بيقع لي)، كمال قسم الله، ود الحوض الطويلة، الحوض العالية، الحوض الباهية، هالله هالله (تصور دي ناس جريدة الخرطوم مسحوها من شكري ليك في سلسلة المقالات إياها)، نوراني الحسن، عبدالله حسين، عاشه المبارك، إيمان احمد، أحمد حنين، وأخريات وآخرين قد يأتون وقد يأتين،
أنتظر مساهماتكم في الموضوع الرئيسي: "كون المناضل العالي جون قرنق لم يهبط علينا من السماء". و"المَعَنَى" التأسيس له في حركة النضال الوطني السياسي والاجتماعي والثقافي والحقوقي في بلادنا. وعلى وجه الخصوص القضايا والأسئلة التي أثارها النوراني عن اليسار وقضايا "الهامش". وأنا لا أنتظر ولا أتوقع باالطبع أن تكون المساهمات حول دور اليسار في هذا المجال سُكُر أو دفاع بل قراءات، أو حتي ملاحظات نقدية تتوخى الدقة والإنصاف إلى جانب الحزم النصوح.
ففي انتظاركن/كم.

مع عامر مودتي

بـــولا
ãÍãÏ Úáí ãæÓì
مشاركات: 71
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:21 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ Úáí ãæÓì »

أخى وحبلى السرى الرابط بين الماضى والحاضر والمستقبل،
بولا كما أشتهرت ..
بابكر أحمد البشير-بشير-
بابكر ولد أخوى أحمد كما كانت حبيبتك بت الروضة تبشرنا بزياراتك الولوفة التى ما زالت عبقة لن ننس ذكراها..
ود فرح كما ورد فى السيرة!!
وكثرة الأسماء تدل على زبلعة المسمى وحيرة الخلق فى وصفه..
لك التحية والحب الجاى من أعماق كل من ذكرت أنت وما ذكرت أنت من ناسنا الفاتو وما فاتو وبلادنا وآمالنا فى كتاباتك الشيقة المؤنسة والمحفّزة للهمم..
ما ذكرتك يا بابكر أو قرأت لك إلا دعوت دعاءا حارا لأحمد بشير ولبت الروضة ..وما ذكرتك أوقرأت لك إلا لعنت الإغتراب والبعد بادئا بالنميرى وزمانه البائس المبئس المستمر الآن ببشاعة أكثر..
لو بقينا هناك رغم أنف الطغاة ولو لم تيسر سبل الخروج ربما كان الدور أكثر فعالية ولكان ديكنا عوعايا أكثر..
لا تمل من عدم لحاقنا بالمساهمات ولا تحتار فنحن هنا..
لنجاة وللبنيات سلاما وشوقا شديدا..
ولمنبر الحوار الديمقراطى الأستمرار والقوة لإزالة السلبى فينا وبناء الإيجابى..
أضف رد جديد