ابو غسان يكتب عن رحيل قرنق.الطقس وج الاماتونج ام ايدى خفيه..

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ÞÇÓã ÇáãåÏÇæí
مشاركات: 45
اشترك في: الاثنين يونيو 27, 2005 1:59 am
مكان: cairo
اتصال:

ابو غسان يكتب عن رحيل قرنق.الطقس وج الاماتونج ام ايدى خفيه..

مشاركة بواسطة ÞÇÓã ÇáãåÏÇæí »

رحيل زعيم محبــوب..
جون قرنق: من القاتل، الطقس وجبال الإيماتونج.. أم أيدي خفيــة؟؟؟
«ناضل من اجل قضايا عادلة.. ومن أجل السودان الجديد واحد وعشرين عاماً..

ومكث في السلطة واحد وعشرين يوما فقط»

**********

الدكتور جون قرنق دي مابيور .. لوحة لمناضل وقائد ثوري
عصام الدين ميرغني «أبوغســـان»
سياسي وباحث سوداني

بداية التراجيديـــأ
بعد ظهر يوم السبت الموافق الثلاثين من يوليو، حضر نائب الرئيس اليوغندي في القاعدة العسكرية المجاورة لمطار عنتبي مراسم وداع دكتور جون قرنق دي مابيور.. زعيم جنوب السودان، والرجل الذي قاد أطول الحروب الأهلية في تاريخ أفريقيا. كان الدكتور قرنق في طريق عودته لمركز قيادته الرئيسي في شرق الاستوائية بجنوب السودان.. أما وسيلة الانتقال فكانت طائرة مروحية (هليكوبتر) تابعة للحكومة اليوغندية، وهي طائرة رئاسية يستخدمها الرئيس اليوغندي يوري موسفيني في تنقلاته الداخلية. لم تصل تلك الطائرة إلى وجهتها في مهبط (نيو سايت) حيث توجد قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان.. وتلاحقت الأحداث، وللتحول لمأساة كبيرة سيتأثر السودان ودول جواره بها لسنوات قادمة، وتحول مقتل الزعيم السوداني إلى لغز كبير، يحتاج إلى جهد كبير لفك طلاسمه.



كان الزعيم السوداني المحبوب في زيارة ليوغندا، للالتقاء بصديقه وزميل دراسته ، ومسانده طوال الحرب الأهلية في جنوب السودان الرئيس يوري موسفيني.. وهي الزيارة الأولى له بعد تنصيبه في التاسع من نفس الشهر رئيساً لحكومة جنوب السودان، ونائباً لرئيس جمهورية السودان. طوال سنوات الحرب الأهلية ظل الرئيس موسفيني المناصر الأول للحركة الشعبية لتحرير السودان، وشكلت يوغندا للحركة الشعبية القاعدة الخلفية للاتصال الخارجي، والعمل السياسي والدبلوماسي، والمعبر لمعظم إمدادات القتال. لم يكن خافياً استخدام د. جون قرنق كثيراً لطائرات يوغندا في تنقلاته من وإلى جنوب السودان، حيث لا تملك الحركة الشعبية إمكانيات الحركة الجوية. كانت تلك هي الرحلة الأخيرة لزعيم ثورة السودان الجديد.



منذ مساء يوم الأحد الحادي والثلاثين من يوليو ظلت حكومة السودان، بعد تلقيها إخطار فقدان الطائرة في حالة ارتباك كامل، فقد صدرت منها تصريحات متناقضة، ومن الواضح عدم شروع المسئولين الفوري في وضع وتنفيذ خطط إدارة أزمة قومية كبيرة.. فتح ذلك القصور الباب واسعاً للشائعات.. وقاد ذلك لاحقا،ً عند تأكيد وكالات الأنباء العالمية لمقتل الزعيم السوداني المحبوب في صباح اليوم التالي، إلى إندلاع أعمال عنف وشغب هي الأسوأ في تاريخ السودان الحديث، حيث قتل أكثر من مائة وثلاثين مواطناً، وجرح المئات في العديد من المدن السودانية، ودمرت ممتلكات ومنشئات تقدر قيمتها بملايين الدولارات.



ماذا حدث بعد ظهر يوم السبت الثلاثين من يونيــو؟؟
جاء تسلسل الأحداث متضارباً.. وفقاً لتصريحات المسئولين في يوغندا والسودان.. وأيضاً تصريحات بعض قادة الحركة الشعبية:

أقلعت طائرة الهليكوبتر الرئاسية، التي أقلت الزعيم قرنق من القاعدة العسكرية المجاورة لمطار عنتبي بعد الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم السبت 30 يوليو، وقد أنقطع اتصالها ببرج المراقبة في مطار عنتبي بعد ساعة من مغادرتها.
لم تصل الطائرة إلى وجهتها في مهبط (نيو سايت) في شرق الاستوائية حتى حلول الظلام، وقد كان العميد جيمس كوك، وهو أحد قادة الحركة الشعبية في انتظار وصول قائده.. وعندها بدأت الاتصالات بين مختلف الأطراف في شرق أفريقيا وجنوب السودان، والقوى الراعية لاتفاق سلام السودان.
ذكرت حكومة السودان لاحقاً، عدم علمها بفقدان الطائرة إلا عند التاسعة من مساء اليوم التالي الأحد 31 يوليو، حيث تلقى الفريق عمر البشير اتصالا هاتفياً من الرئيس اليوغندي يوري موسفيني أبلغه فيه بفقدان الطائرة المقلة لقرنق.. وإن يوغندا قد أخطرت دول الجوار والقوى العظمي لمساعدتها في أعمال البحث والإنقاذ. قال د. مصطفي عثمان وزير خارجية السودان في تصريح صحفي أوردته معظم وكالات الأنباء: «بالرغم من إن الطائرة الرئاسية الأوغندية التي كانت تقل الدكتور جون قرنق قد فقدت منذ الساعة الخامسة مساء السبت الماضي 30 يوليو، إلا أن أوغندا أخطرت الحكومة السودانية بذلك بعد اكثر من 24 ساعة وتحديدا في تمام الساعة التاسعة مساء يوم الأحد 31 يوليو. وخلال هذه الساعات القليلة، ما بين إبلاغ الحكومة بفقدان الطائرة والتأكد من الوفاة، أجرت الحكومة السودانية العديد من الاتصالات بالأمم المتحدة ودول من بينها الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا لتقديم المساعدة المطلوبة للعثور على الطائرة».


العثور على حطام الطائرة..
تضاربت المعلومات حتى الآن عمن عثر على حطام الطائرة.. ومن وصل إلى موقعها أولاً.. فقد أكدت الأمم المتحدة عثورها على الطائرة أولاً.. ودعمت ذلك بنشر فيلم تلفزيوني لوكالات الأنباء يظهر فيه جنود القبعات الزرقاء على متن طائرة البحث والإنقاذ.. ويظهر فيه أيضاً حطام الطائرة على الأرض وقد انشطرت إلى ثلاث أجزاء رئيسة متباعدة في مسافات غير قريبة. أما الحركة الشعبية لتحرير السودان.. فقد جاء على لسان العميد جيمس كوك في تصريح لتلفزيون السودان: «إنهم استنفروا قوات الحركة الشعبية في قاعدة نيو سايت والمعسكرات القريبة، وقد خرجت ثلاث مجموعات في اتجاهات مختلفة.. وقد تمكنت إحداهما من العثور على حطام الطائرة».



فور فقدان طائرة د. جون قرنق بدأت الولايات المتحدة التي أخطرتها الحكومة اليوغندية في استخدام أقصى قدرات التقنية المتيسرة لكشف مكان الطائرة، وكشف أسباب الحادث. «وعلى ذات الاتجاه أكدت مصادر رفيعة في قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان لـ(الاتحاد) أن فريقا من مشاة البحرية الأميركية وصل منذ الثلاثاء الماضي إلى موقع تحطم مروحية العقيد جون قرنق قادما'' من مدينة ممبسا الكينية وان إجراءات أمنية مشددة ضربت على المكان وبدأ الخبراء في دراسة الحطام».



نظرية المؤامرة؟
بل شك إن تأمين سلامة وأمن د. جون قرنق كان الهاجس الأكبر لكل أركان قيادة الحركة الشعبية طوال السنوات الماضية، فهم يدركون إن العديد من الأطراف ترغب في رؤية الزعيم السوداني خارج مسرح الأحداث.. وهم يدركون أيضا،ً إن الدكتور هو الزعيم القائد لمشروعهم الكبير في الوصول للسودان الجديد، والعمود الفقري لتماسك ونجاح نضالهم الطويل. كان أن بدأت نظريات المؤامرة فور الإعلان عن مقتل د. قرنق. أجتهد الكتاب والمعلقين، وطفت على السطح عدة سيناريوهات:

الرواية الرسمية من الحكومتين اليوغندية والسودانية، وعززتها جهات عديدة أخرى عزت الحادث للأحوال الجوية السيئة، مما أدى إلى اصطدام الطائرة بجبال الإيماتونج. التقارير المتوفرة حتى اليوم تؤكد إن الطائرة اصطدمت بأحد الجبال نتيجة لظروف الطقس وضعف الرؤيا. من المعروف في جنوب السودان إن شهر يوليو هو أقسى شهور فصل الخريف الاستوائي، وفيه تسجل أكبر المعدلات في مقاييس الأمطار الغزيرة، ويتميز بالعواصف الرعدية والسحب الكثيفة وتقل درجات الرؤية كثيراً. «كانت الأحوال الجوية في ذلك اليوم سيئة بالفعل.. وآخر محادثة أجراها قائد الطائرة بالمطار في رومبيك، قال انه لا يستطيع الرؤية ـ باقان أموم، القيادي البارز في الحركة الشعبية».


أما السيناريو الثاني الذي أجتهد فيه البعض، فقد رجح إن الحادث من تدبير المليشيات الجنوبية المناوئة للحركة الشعبية. هنا يجب أن نشير لحقيقة يدركها معظم المتابعين للشأن السوداني الجنوبي، وهي إن كل مناطق شرق الاستوائية، وعلى طول مسار الرحلة الجوية التي سلكتها الطائرة المنكوبة تحت سيطرة قوات الحركة الشعبية، ولا توجد أي مليشيات جنوبية مناوئة لها في تلك المناطق.


أجتهد بعض الكتاب والمتحدثين في الفضائيات في نسب الحادث لقوات جيش الرب المعارض للحكومة اليوغندية، والتي يقودها جوزيف كوني، وتنتشر وتقاتل قواته في الحدود المشتركة بين البلدين، وإن الطائرة قد تكون أسقطت بقذيفة صاروخية خفيفة، من النوع الذي يطلق من على الكتف، ودعموا حجتهم بما تشهده الساحة العراقية من تلك العمليات. حقيقة.. إن هنالك فلول من قوات جيش الرب اليوغندي في المنطقة الحدودية التي قطعتها الطائرة في رحلتها إلى جنوب السودان.. ولكن تلك القوات (أي جيش الرب) ذات تسليح بدائي وغير متطور، ولا تملك أي قدرات لإسقاط الطائرات، ولم تتمكن من إسقاط أي طائرة يوغندية منذ بدء نشاطها.


وأخيراً: أنفجر السيناريو الأكثر قتامة.. والأكثر إفرازاً على مستقبل السودان، وعلى كل الشرق الأفريقي، وهو أن يكون الحادث بسبب خلل فني متعمد ألحق بالطائرة، أو قنبلة زرعت داخلها في القاعدة الجوية التي أقلعت منها، وقد يكون ذلك بتدبير من أجهزة استخبارات أجنبية، أو عناصر تسعى لإزاحة د. قرنق من مسرح الأحداث.. أو إن المستهدف كان الرئيس يوري موسفيني، وراح ضحية المؤامرة الزعيم قرنق. كانت بعض الصحف اليوغندية قد أشارت لذلك المنحى، إذ أوردت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في صباح يوم السبت 6 أغسطس ما يلي: «كانت صحف أوغندية قد ذكرت أن بعض الأيادي عبثت بالطائرة الرئاسية في محاولة لقتل الرئيس الأوغندي، متهمة دولة مجاورة هي رواندا بأن لها عملاء في سلاح الجو الأوغندي، ولمحت الصحف إلى أياد عبثت بطائرة موسيفيني لقتله لكن قرنق كان الضحية «الفرنسية» على حد قولها. لكن وزير التعاون الدولي الأوغندي وصف التقارير بـ (الغبية)، قبل أن يقول إن موسيفيني استقل المروحية ذاتها في اليوم نفسه لحضور زواج كما سافر بها إلى عدة مناطق في أوغندا في الأيام الأخيرة. يستبعد بعض الخبراء فرضية الانفجار إما من الداخل أو نتيجة إصابة بصاروخ. ولو تعلق الأمر بالاحتمال الأول فإن أجساد راكبيها تتمزق حسب رأي الخبراء، لكن جثث ركاب طائرة قرنق عثر عليها بدون تشويه كبير وأمكن التعرف عليها جميعا. كانت صحيفة (ريد بيبر) الأوغندية قد نشرت في يوم 5 أغسطس تقريرا صحفيا قالت فيه إن الاستخبارات العسكرية رصدت اكثر من محاولة للنيل من الرئيس موسفيني عن طريق تخريب طائرته ونشرت الصحيفة تقريرا عسكريا أعده العقيد ليفي موقياني من سلاح الطيران الأوغندي أكد فيه أن التحقيقات أكدت اختفاء جانب من اسبيرات طائرة الرئيس (MI-17-2) في العام 2002 كما كشف التقرير أن كل المستندات المتعلقة بالطائرة المنكوبة اختفت منذ العام 2003، وأشارت الصحيفة إلى أن الاتهامات تحوم حول دولة رواندا حيث تشهد العلاقات بين موسفيني والرئيس الرواندي بول كيقامي حالة من العداء والتوتر منذ فشل غزوهما إلى دولة الكنغو المجاورة، وأكدت الصحيفة إن جهات أمنية أوغندية ظلت منذ العام الماضي تتابع نشاط بعض العناصر ذات الصلة بالاستخبارات الرواندية داخل سلاح الطيران الأوغندي والذي يشرف على الطائرة المنكوبة وترجح التحقيقات أن تكون طائرة موسفيني قد تمّ تخريبها ولكنها محاولة أخطأت الهدف».



لقد عزز من تلك الفرضية تصريح واضح للرئيس اليوغندي موسفيني في عصر يوم السبت الماضي عندما وصل إلى مدينة ياي السودانية لإلقاء نظرة الوداع على صديقه الراحل: «قال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني أمس في مدينة ياي الجنوبية، على الحدود مع أوغندا، إن تحطم المروحية التي كانت تقل الراحل قرنق قد لا يكون ناجما عن حادث. وقال أمام تجمع لآلاف السودانيين جاءوا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان النائب الأول السابق للرئيس السوداني: يقول البعض انه حادث، قد يكون الأمر كذلك وقد يكون شيئا آخر، مضيفا (كل الاحتمالات واردة). وأكد موسيفيني: قررنا تشكيل لجنة تحقيق دولية في السودان مؤلفة من أوغندا وكينيا والولايات المتحدة وكندا وروسيا. إن المروحية كانت مجهزة جيدا، أنها مروحيتي التي كنت أتتنقل بها دائما لكني لا استبعد آي احتمال. وأضاف: قد يكون الطيار أصيب بالذعر، وربما كانت الرياح جانبية أو أصيبت أجهزة قيادة المروحية بخلل، آو إن هناك سببا خارجيا. مؤكداً: إن التحقيق سيشمل كل هذه الاحتمالات».


هل سقطت الطائرة بسبب عدم صلاحيتها للطيران؟
إن الطائرة المنكوبة مروحية حديثة نوعاً ما، وهي من طراز (MI-17-2) روسـية الصنع، وهي طائرة رئاسية خاصة بصديق ورفيق نضال قرنق الرئيس موسيفيني، ويقودها طاقم رئاسي موثوق به. هنالك العديد من التقارير التي وجدت طريقها لبعض الصحف والفضائيات، والتي تتحدث عن سوء الحالة الفنية للمروحية الرئاسية التي أودت بحياة الزعيم قرنق. «أبدت صحيفة (ذا نيو تايمز) الرواندية شكوكا حول صلاحية المروحية الرئاسية اليوغندية للطيران وقالت طبقا لمصدر مقرب من الحرس الرئاسي اليوغندي أشترط عدم ذكر اسمه إن المروحية الرئاسية اليوغندية (MI-17-2) الروسية الصنع التي أقلت نائب الرئيس السوداني ثم تحطمت به ، غير صالحة للطيران وتعرضت لـ(6) حوادث تحطم خلال الثمانية اشهر الماضية كانت آخرها في (بوتاتو غاردن) بمقاطعة ويكيسو وكان على متنها الرئيس اليوغندي موسيفيني، لكن الناطق بلسان الجيش اليوغندي شعبان بانترايزا نفى ذلك قائلا أنها محض إشاعات، كما نفى أن تكون المروحية قد استنفدت الساعات المخصصة لها للطيران مؤكدا صيانتها قبل شهر فقط».



نفت الحكومة اليوغندية بشدة التقارير التي تحدثت عن عدم الصلاحية الفنية للطائرة في تقرير رسمي صدر من الرئاسة اليوغندية عن الحادث، وورد فيه ما يلي:

«كان على متن الطائرة الرئاسية (MI-17-2) المخصصة لكبار الزوار طاقم قيادة ومراسم يوغندي يتكون من: العقيد بيتر نياكايرو كبير طياري الرئيس ، والنقيب باول كيمبا مساعد الطيار ، ورئيس المراسم بالقصر الرئاسى صوميل باكويا ،والملازم جون مونانورا ومهندس الطيران الرائد باتريك كيغوندو، والمضيفة ليلان كاباجى والمساعد حسن كيزا.. أن الطائرة المروحية المعنية ظلت في خدمة الرئاسة اليوغندية لمدة ثمانية سنوات، وقد تم تحديثها في الآونة الأخيرة، وتجهيزها بأحدث المعدات القادرة على تحديد الارتفاع عن الأرض باستخدام الراديو التاميتر، وجهاز باروميتر لتحديد الارتفاع عن سطح البحر، وهي مجهزة برادار الطقس الاستشعاري للغيوم والضباب وسلاسل الجبال على بعد 100 كيلومتر. وكذلك نظام خارطة للحركة متطور لتحديد مكان تواجد الطائرة في آي وقت، ونظام لمنع حدوث الاصطدام بالأشجار وكافة الأجسام التي تعيق الهبوط، كما يوجد بالطائرة نظام إنذار صوتي في حالة الاقتراب من الجبال، والمروحية أيضا مجهزة بمانع الصواعق ، ووفقا لافاده الشركة المصنعة للطائرة أنها تستطيع الطيران في الليل كما في النهار» ـ من البيان الرسمي الصادر من جمهورية يوغندا في يوم 1 أغسطس 2005.



الغموض والتوجس.. حتى أشعــار آخـر
أوردت صحيفة (مونيتور) اليوغندية « إن خبراء طيران من يوغندا وكينيا والسودان عثروا على الصندوق الاسود للطائرة بالقرب من مكان الحادث وهم يدرسون الآن أد وات التحقق من الوضع الميكانيكي للطائرة قبيل تحطمها. وقال احمد بوسلوا من هيئة الطيران المدني اليوغندية انهم سوف يستخدمون الصندوق الأسود كعامل رئيس في التحريات ،والتعرف على حقيقة ما جرى في الدقائق الأخيرة قبل اصطدام الطائرة بجبل قرب نيوسايت».



جاء رحيل الزعيم السوداني دكتور جون قرنق في فترة حرجة من تاريخ السودان، وفي وقت كان فيه كل الشعب السوداني يتطلع لجني ثمار السلام، وتحقيق التنمية الاقتصادية والرخاء وتحسين الأحوال المعيشية. رحل الزعيم السوداني الكبير، وخلف الحزن والتوجس، والخوف من ضياع الحلم الكبير.. حلم السودان الموحد الذي يتسع للجميع. يقولون إن الأحداث الجســام قد تغير مسار التاريخ، فهل سيكون في رحيل الزعيم الوحدوي الكبير تداعيات على مستقبل السودان؟ وهل ستتمكن القوى السياسية السودانية من الحفاظ على اتفاق السلام السوداني.. وتعزيز خيارات الوحدة الطوعية.. والعبور إلى السودان الموحد بعد المرحلة الانتقالية؟ إنها أسئلة مشروعة، ولكن مؤجلة حتى إشعار آخــر.

********



الدكتور جون قرنق دي مابيور .. لوحة لمناضل وقائد ثوري


ولد جون قرنق دي مابيور في عام 1945 في قرية مبيور لأسرة مسيحية ميسورة قرب مدينة بور بولاية جونقلي في أعالي النيل في جنوب السودان، وهو ينحدر من قبيلة الدينكا، أكبر القبائل النيلية.



كان من الأطفال القلة في جنوب السودان الذين تمكنوا من الذهاب إلى مدرسة ابتدائية في عهد الإدارة البريطانية، ثم واصل دراسته في مدرسة رومبيك الثانوية، وأكملها في مدرسة بيوغندا بعد إغلاق مدرسته بعد انتشار الحرب الأهلية الأولى في جنوب السودان، ثم التحق بجامعة دار السلام بتنزانيا زميلاً للرئيس اليوغندي موسفيني. تحصل على دراسة فوق الجامعية في كلية جرنيل بولاية آيــوا في الولايات المتحدة الأمريكية. عاد إلى السودان في العام 1970 بعد أن رفض منحة دراسية من جامعة بيركلي في ولاية كاليفورنيا، مفضلا حمل السلاح، وليشارك في الحرب الأهلية مع حركة أنانيا الجنوبية ضابطاً في قيادة الجنرال جوزيف لاقـو قائد الحركة، شارك قرنق في الوفد الجنوبي المفاوض للتوصل إلى اتفاق السلام في أديس أبابا في عام 1972. بعد اتفاقية أديس أبابا للسلام، استوعب في الجيش السوداني برتبة النقيب، ثم أرسل في العام 1974 لبعثة دراسية عسكرية في كلية فورت بننج بولاية جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية.



أوفد العقيد قرنق مجددا في العام 1977 إلى الولايات المتحدة، في منحة للحصول على الدكتوراه في الاقتصاد في جامعة ايوا، وقد حصل عليها في العام 1982 وكانت أطروحة تخرجه عن قناة جونغلي في جنوب السودان. بعد عودة الدكتور قرنق من الولايات المتحدة ترقى إلى رتبة العقيد وعين نائباً لمدير فرع البحوث العسكرية، وعمل كمحاضر زائر وأستاذ للاقتصاد الزراعي في جامعة الخرطوم.



في 15 مايو من عام 1983 تزعم العقيد د. قرنق تمرد الوحدات الجنوبية، بعد إعلان حكومة جعفر النميري إعادة تقسيم ولايات الجنوب، الأمر الذي اعتبره الجنوبيين تنصلا عن اتفاقية السلام الموقعة في أديس أبابا، وزاد من دافع الثورة إعلان الحكومة تطبيق قوانين إسلامية فرضت على جميع نواحي البلاد. شكل العقيد قرنق نواة الجيش الشعبي لتحرير السودان، الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان، وفي خلال ثلاثة أعوام نجح في حشد عشرة آلاف مقاتل في حركة منظمة ومجهزة بشكل جيد. في بداية التسعينات تنامت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان، وأصبحت تفوق السبعين ألف رجل، وتمكنت من تحرير مساحات واسعة من أرض الجنوب السوداني، ومناطق أخرى في جبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان.





طوال مدة الحرب الأهلية في السودان، وعلى مدى واحد وعشرين عاماً شارك د. قرنق في كل محاولات الوصول إلى تسوية عادلة لمشكلة جنوب السودان، ومحاولة الوصول لسودان جديد يتسم بالعدالة والمساواة والمشاركة الكاملة في السلطة والثروة. في العام 1986 وقع قرنق على وثيقة كوكادام مع الأحزاب السودانية لوضع مبادئ للحل العادل، ثم أتلى ذلك بتوقيع مبادرة السلام السودانية مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه السيد محمد عثمان الميرغني. في العام 1991انضمت الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى التجمع الوطني الديمقراطي المعارض، وأصبح نائبا للرئيس وقائداً لقوات التجمع. اثبت د. قرنق طوال سنوات الحرب الأهلية انه سياسي محنك، عبر معالجته للخلافات في الحركة والصراعات القبلية، حتى عندما هدد الانقسام والاقتتال سيطرته على الجيش الشعبي لتحرير السودان، كذلك وضحت قدراته العظيمة في كسب الأصدقاء في النطاقين الإقليمي والدولي، وتشكيل التحالفات السياسية التي تدفع بمشروع السودان الجديد .



استمرت الحركة الشعبية في التفاوض مع حكومة السودان طوال حقبة التسعينات، حتى تم توقيع بروتوكول مشاكوس في 12 يوليو 2002، والذي منح مواطني جنوب السودان حق تقرير المصير عبر استفتاء يجري في نهاية فترة حكم انتقالية مدتها 6 سنوات تبدأ بعد توقيع اتفاق السلام. مهد بروتوكول مشاكوس للعديد من الاتفاقيات اللاحقة في قضايا السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وغيرها، حتى تم توقيع اتفاق السلام السوداني الشامل في العاصمة الكينية نيروبي في التاسع من يناير 2005.



دخل د. جون قرنق الخرطوم في يوم 8 يوليو 2005 حيث استقبلته الملايين من جموع الشعب السوداني مستبشرة بقدومه طي صفحات الحرب وبدأ مسيرة السلام والتنمية. في اليوم التالي التاسع من يوليو أدى د. قرنق قسم اليمين نائباً أول لرئيس جمهورية السودان، ورئيسا لحكومة جنوب السودان.. وهي المناصب الدستورية التي تقلدها لمدة واحد وعشرين يوماً قبل رحيله المأساوي المفاجئ «كان رحيله صدمة أشبه بزلزال على السودانيين.. بل كان تسونامي سودانية»..



متزوج من السيدة ربيكا قرنق، وهي برتبة القائد في الجيش الشعبي لتحرير السودان. لديه ابنان، مبيور وشول يدرسان في الولايات المتحدة، و أربع بنات يدرسن في المراحل الابتدائية والثانوية.
سلام بحجم البلد واشواق بكتره اهلنا الغبش الطيبين
أضف رد جديد