بين الشمس والبحر نبوءة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

تصفين البوست بانه بديع ..انت يا امانى ...وتقولى برضو عوارض؟؟

لا انها العوارض ...ودخلت بردا وسلاما ....فانا اثق فى تقييمك وحسك النقدى..

راجياك..

واللهم لا عوارض
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

إيه يا خناس
وأنا لست بناقد وربما أكون ممن يتذوق بقدر
هذه الفصيدة كتاب ولك أن تقوليأكثر من ذلك
أراك تعتنقين مسائل الكون الكبرى: القدرية والدوران والإصرار ومسائل النفس من عشق وطموح ومشاعر خيبة وخذلان لا تؤثر في ذوي الرؤى الكاملة المستديرة
تطلع الشمس وتغيب وأنا أنا
استمددت من كلماتك قوة واستشعرت جمالا
كان أستاذنا شيخ الدين علمنا من بين ما علمنا أن نقف في شموخ وأن نذكر أن السوف تشرق مجددا كل يوم وأن تلك هي اللحظة المهمة
كنا نستمع من مذياعه لصوت الثوار
أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق
وكان معنا النور وكان وكان وكان يصلى من القلب كما تكتبين من القلب ولا اختلاف في جوهركما إلا سطحيا
معليش لم استطع الفصل بين العمل الفني وقطع من نفسي لم يمحها الزمن

أنت بنة ابيك{MESSAGE}
ايمان شقاق
مشاركات: 1027
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm

مشاركة بواسطة ايمان شقاق »

سلامات يا تماضر،
عندي سؤال لي استاذ عادل عثمان.... حول استعماله للتأنيث مع كلمةsun في ترجمته، هل هذا الاستعمال شائع؟ حسب قرأتي الشمس مذكر في الانجليزية.
في هذا المقطع.

everytime her narrative climbs the hills of anticipation,
and absorbs the history of darkness with a bright noon,
and the green dusk celebrates her coming,
she disappears.
she reminds me of the days set for cashing entitlements in my hometown!
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

https://www.drturi.com/files/Dr._Turi_-_ ... r_2005.pdf

غريبة يا ايمان كنت بقرا فى الكتاب ده اون لاين ..اسمه Moon Power


صفحة 18 فيها جملة بتقول عن القمر

The moon by herself is responsible for most of the world's and its poeple's fate.
لاحظى the world and "its" لكن للقمر by herself ..

مع انه السؤال موجه لعادل ..لكن ده استشهاد ممكن يساعد ...على بال ما ناس الترجمة يسمعوا بينا

اما يا عبد الماجد فالكواكب والبحر واصوات الكون هذه ..انا جزء لا يتجزأ منها ...اسكن فى مجرة بعيدة واجاور النجم وانام فى قيعان البحار...حتقول دى تهويمات ...لكنها حقيقة ...انا انتمى الى الكون ..وهذه التأملية فعلا ورثتها من ابى ..وعلى ذكره الطيب اشكرك على "ريحة الحبايب " وجيب سيرتو بالطيب..يسعدنى ان اعرف انك تعرفه وتتلمذت على يديه...فأنت اخى فى الجمال...
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.


إيمان وتماضر
كيف حالكن

وكان ممكن أكتب كيف حالكما. وهذه حالة من الحالات التي لا يمكن لأماني جندرتها بكتابة حالكما/نا.
لم أقرأ ترجمة عادل التي أنّث فيها الشمس. هل كانت ترجمة من العربية إلى الإنجليزية، أم العكس؟
المهم هو أن يلتزم المترجم بقواعد ومنطق اللغة المترجم إليها.
فمثلاً القمر في الفرنسية مؤنث. فهل سنكتب في ترجمة عربية "كانت القمر بدراً " أم "كان القمر بدراً". بالطبع سنكتب "كان القمر بدراً".
والشمس بالفرنسية اسم مذكّر، فهل سنكتب "توهّج الشمس"، لأن الشمس في الأصل الفرنسي مذكّر؟ بالطبع لا. ودي كلها أشياء دخلت للغات بصورة عشوائية. يعني ليس هناك سبب مقنع يجعل الكرسي مذكر والتربيزة مؤنث. ولكنها أشياء أتت بشكل عشوائي. وعشوائي هنا ليس فيها تهكم، ولكني أقصد إنها جاءت من باب الصدفة.

خليتكن عافية

نجاة


.
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

شكرا نجاة على المعلومة ..

بس الترجمة اهى قدامك ...عادل ترجم بين الشمس والبحر نبوءة موضوع البوست...

اديها نظرة...لو عندك زمن...
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

الشمس فى اللغة العربية اسم مؤنث. تقول اشرقت الشمس وغربت. وقال الشاعر:
ما التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال.
::::::::
ولآن الشمس مؤنثة فى لغة قصيدة تماضر، ولآننى على الدوام اعتبر الشمس، مانحة الحياة، أنثى. والانثى عندى، وعند نوال السعداوى، هى الآصل، لذا استخدمت الضمير المؤنث فى الاشارة اليها فى اللغة الانقليزية. حسب علمى الشمس فى اللغات الرومانية، مثل الاسبانية والفرنسية، اسم مذكر. بيد أن الشمس فى اللغة الالمانية اسم مؤنث. وفى اللغة الانقليزية الشمس ليست مذكر ولا مؤنث. هى جماد! ضميرها it . غير ان قواعد النحو الصارمة لا تلزم أحدآ.

أرجو أن أكون قد أجبت على تساؤل الاستاذة ايمان. وأؤمّن على مداخلة نجاة حول عشوائية جندرة الاسماء فى اللغات كافة.
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

القمر إمرأة والشمسُ رجلْ!

مشاركة بواسطة حافظ خير »

الأصدقاء والصديقات
سلام...
صحيح يا عادل أن الإنكليزية تتعامل مع الشمس والقمر على أنها "it" لكنها بالتأكيد "تجندرهما" ما دعت الضرورة الشعرية (إذا صح التعبير).
وحين تدعو تلك الضرورة ُ الشعرية ُ اللغة َ الإنكليزية َ لجندرة الشمس والقمر نجد أن الإنكليزية تقوم بتذكير الشمس وتأنيث القمر. فتقول مثلاً:

the Sun sends his children to the moon, and she teaches them magic

وإذا كنا نترجم من العربية للإنكليزية علينا أن نلتزم بمنطق الإنجليزية (الغير منطقي طبعاً!) في التأنيث والتذكير فنذكِّر الشمس ونؤنث القمر.
يبدو اختيار الإنكليزية لتذكير الشمس وتأنيث القمر غريباً (من وجهة نظر اللغة التي نتحدثها) ولكني أميل لرأي نجاة القائل بأن هذه مصادفة ليس إلا، ولا يحكمها منطق، ولكن قد يقول لنا الأستاذ ع.ع. الفكي شيئاً من علم اللسانيات يشرح اختيارات كل لغة لهذا النوع من التأنيث والتذكير.

p.s. * بالمناسبة، هنالك فيلم معروف باللغة الإنكليزية وعنوانه:
Brother Sun, Sister Moon
ح.خ

ملاحظة أخرى ، قرأت في مكان ما أن الشمس ظلت تؤنث في الإنكليزية حتى القرن الـ16 ثم أصبح(ـت) تـُعامل معاملة المذكر بعد ذلك وإلى الآن....


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

إلى تماضر بنت الشيخ الباسقة

تكتبين :
{ يطلع وجهك كل صباح مع الشمس في أفق من سكون }

ويهديك شاعرنا الفخيم محمد عبد الحي :

{ مرحى .. تُطِلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أُفقِ القَبول }

يد على الكتِف وأخرى على الخاصرة ، عناق رقصٍ ، بين الفكرتين ،
وكما قال شاعرنا حسين عثمان منصور :
رقصت خمرة العُشاق في الكأس وراحت تسكر الأرواح .
ونكتب لكِ :
تكتبين كأوراقٍ خضراء تلمع تحت ضُحى شمسٍ مُشرقة .
تلك من علامات الزمن الجميل ، تقفز الدهشة بين الأحرف ،
ويتسلل العِشق من البدن ويعلق بالروح .
لك سيدتي دروب مستعرة بين الشِعر وبين لغة كلماتها تصالح بعضها ,
وإن اختلفت المعاني .
أي العصافير ، تهبط نبعك اللغوي تشرب وتستريح .


صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

عبد الله الشقلينى..

ظللت اقلب كلماتك بين اصابع الخاطر مليّا ...

وفكرة الربط بين كلمات محمد عبد الحى وحسين عثمان منصور وهذا العناق وعلامات الزمن الجميل...



تكتبين كأوراقٍ خضراء تلمع تحت ضُحى شمسٍ مُشرقة .
تلك من علامات الزمن الجميل ، تقفز الدهشة بين الأحرف ،
ويتسلل العِشق من البدن ويعلق بالروح .
لك سيدتي دروب مستعرة بين الشِعر وبين لغة كلماتها تصالح بعضها ,
وإن اختلفت المعاني .
أي العصافير ، تهبط نبعك اللغوي تشرب وتستريح .



كنت اظنه متجهما لولا ها...

فدعك فى خط البصر..ليتراءى جميلا .... من هنا ....
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

إلى تماضر الباسقة
ود وتحية وكثير احترام .

وجدت العمل وقد سرقني من نفسي ، وتداعت الذكريات في خاطري .
وهوت عليَّ ، كأنها تُلاقي بعضها .بين الشخوص فرق السنون . تختلف
الرؤى والمعاني بينها ، اجتمعت في رقص رومانسي هاديء .
تسلل العشق من الجسد إلى الروح .
وكان ما كان .

يمكن لمن يصبر على قراءة نصك ،
يجد رؤى فلسفية ، شعرية باهرة ،
لا تُخاطب إلا الروح .

لقد سرقني نصك إلى عوالم جديدة :
كشاب يشهد شابة في مرقص ،
والدنيا بلا قيود ، يجد شيء يجمع رغم الإختلاف .
ويهوى نص محمد نصكِ ويتراقصان .

إن قلمك رائع ليفجر فينا كل ذلك ،
ويتركنا أشلاء من بعد .

ما يفجر تلك الخواطر إلا أهل الزمن الجميل .
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ
مشاركات: 481
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:38 pm
مكان: روما ـ إيطاليا

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ »

الأستاذة تماضر شيخ الدين
دعيني أنزع القبعة تحية وإجلالاً
من بؤسي أني لم أتعرف علي كثير من المبدعين/ت في سوداننا الحبيب إلا من خلال الفضاء الأثيري - هنا وفي مواقع أخري . وياله من سبات عميق !
شكراً لدفء الشمس وألق النجوم .
سيف الدين
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

عبد اله الشقلينى:

"يازول انت مصر على كلامك دة؟" هههههه...محمد عبد الحى مرة واحده ..وانا المسيكينة دى؟؟
اليست حياة كل انسان نص متصل؟..فلا مانع من انا تتقاطع النصوص حيث اننا نتنفس نفس الهواء ونطلع على نفس الشمس وذات القمر...فاذا احببنا بذات الهمة ونفرنا من الغرور والاستكبار بذات الاشمئزاز فان نصوصنا تتقاطع، لا مناص.

اتصور ان جاءت يوما مدينه فاضلة ما، وعم فى الارض السلام، ان تتناص الحكايات الجميلة كلها فى سيناريو جميل وطويل لليابسة "كما قال عاطف خيرى" وتصير الدنيا مرقصا جميلا لكل العشاق ..ومهبطا للملائكة ولوحة ساطعة اخيرة...بموسيقى تصويرية عبقرية تنطلق فيها حنجرة الكون العذبة بغناء لا منقطع ....ومشهدا مسرحيا ضليعا يؤكد قصة الجمال والاجيال والآجال والاكتشافات النهائية

اظن.

الاستاذ سيف الدين ابراهيم محمود:

ليس لدى قبعة لاخلعها ..لكنى ابادلك الاجلال والتحية..واشعر بنفس البؤس لأننى لم اتعرف عليك الا هنا..

ولماذا البؤس.على كل حال؟ الم نتواصل قبل الفناء..هنا.على الاقل . هذا وحده نجم سعد

اهديك واهدى "هنا" دفء الشمس وألق النجوم..

شكرا لقبعتك والاجلال والتحية.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

الأديبة الرائع قلمها
تماضر

لقلمك ألف تحية وألف سلام
يقولون : التواضع من شيم الكرام .
نحن نُسرِف فيه ، ونستعذبه فالأنفس بيضاء
من حليب دفء السودان ، وجهه الجميل . يسرق
من المبدعين حقهم في التكريم المُستحَق .
لو كُنتِ من دولة تجاور السودان ، لكان لكِ شأن .

مُدي يدك بقوة ، فقلمك يكبر بكبريائك ،
في أي أرض تختارين شُقي ترعة ، وانزفي نُهيراً .
ايمان شقاق
مشاركات: 1027
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm

مشاركة بواسطة ايمان شقاق »

سلام العزيزة تماضر،
وشكراً أستاذ عادل عثمان على الرد على سؤالي.. هي وجهة نظر "فلسفية" اذن في اختيارك التأنيث بعتبار ان الشمس مانحة للحياة.

تحياتي للجميع
صورة العضو الرمزية
Adil Abdelrahman
مشاركات: 73
اشترك في: الخميس مايو 26, 2005 3:34 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة Adil Abdelrahman »

عن السناجب :

كيف الحالُ أيّتها العصور الغابرة ؟
كيف الحال يا سمندل ؟ كيف حالُ حربِ النجوم يا أمريكا ؟
وشكراً لكِ - ما زال من شعبِ هيروشيما بقيّة !
كيف حالكنَّ أيّتها الأمهات ؟
هايْ ، كيف حالك يا صديقي الذي .. ؟
كيف حالُكم : يا جديَ الفهد ، يا عمّتي الفرا شة، يا أخي أيّها السنجاب ؟
من قصيدة : كيف الحال أيّهاالعالم -1986


عن الموت :

ذاكرة
_____
دائماً أحسّهُ يقبع لي في الظلام ،
يلبدُ لي خلفَ النواصي ،
على ذكراهُ من النومِ أصحو ،
عالقاً بإطار سيّارةٍ نجوتُ منه ألفَ مرّة ،
ربما يأتي غفلةً على هذار صديق ،
أو عنوةً من يدِ العدوِّ الموالي ،
أعرفُ انّكَ ستأخذني من تلابيبي ذات يومْ /
أيّها الموتُ المخاتلُ ، والعجيبْ .
مدني - 1987

عن العلاقة :

( .. ليسَ ما بيننا ثقةً -
بيننا عنقُ الوردةِ النازفة
بيننا تبدأ العاصفة
من عناصرها
فلأقلْ : أنّنا نتصافحْ ) .

سعدي يوسف

[/img]
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

عادل عبد الرحمن ...
عبد الله الشقلينى والاصدقاء المساهمين

اهديكم البحر والشمس...

صورة


حتى حين عودة...
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

صورة
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ
مشاركات: 267
اشترك في: الأحد مايو 22, 2005 9:57 am
مكان: كندا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚËãÇä ÏÑíÌ »

الاخت تماضر‘ اتقدم اليكم بقراءتى هذه ارجو ان تساهم فى طرح بعداً آخراً محتمل للنص "بين الشمس و البحر نبوءة".

يتوسل النص "بين الشمس و البحر نبوءة" الفقــــد كرمزية فضاءاً لنهوضه: حضوره/ثباته. و الفقد بحسب "المنظور" اللاكانى الفرويدى*; هو انفصال الطفل عن الام (الطبيعة/الحقيقة) و انخراطه القسرى فى اللغة/الاب/الآخر(الثقافى/الخيالى)**;. و لانه‘ اى الانفصال‘ لا يمكن "ترميمه" كما تستحيل العودة الى الام (الطبيعة/الحقيقة) يصير حالة فقد ابدى و بنية تتشكل ضمن اللاوعى و بالتالى يصبح هاجساً مقلقاً (رغبة لن تتحقق ابداً) لا تفتأ "الذات" التعبير عنه رمزياً (لغويا)‘ فى محاولة يائسة/متوهمة بتجاوزه.

و وفقاً لما ذكرنا اعلاه نحاول فيما يلى أن نقدم قراءة سريعة محتملة لهذا النص آمل ان تشكل اضافة اخرى.
(1)

"جاء" النص الكامل "خالِ" من العنوان‘ ليحل محله (افتراضاً) عددٌ من النقاط المتتابعة (عشر نقطة) و هى بمثابة الاثر (trace) لغياب العنوان (اى فقده). و ايضاً ليصبح هذا الغياب/الفقد فضاءاً محتملاً للنص‘ نستكشف فيه/به عريه (فضحه).
(2)

فالنبوءة الواردة فى عنوان النص (البوست) لا تفيد الزعم ب "استقراء المستقبل" و لكنها بمثابة تعبير يفيد الصراع (الرغبة الجامحة) من اجل تجسير فجوة فى الحاضر: حاضر الذات نفسها. و هذه الفجوة ليست سوى تلك الحالة الفقدية .

و لعل ارتباط النبوءة بطاقتى الحياة الكبرتين: الشمس و الماء (البحر) يؤكد زعمنا من ان الفقد هنا ليس فقدُ بسبب واقعة عيانية محددة و لكنه لربما يتوسلها (ان وجدت مثل تلك الواقعة العيانية) ليشف عن ذاك الفقد السرمدى.

كذلك نلاحظ ان النبوءة تنوجد فقط دلالياُ بين الشمس و البحر بالوكالة: (وكالة الظرفية "بين")‘ لتصبح تلك النبوءة بين البحر و الشمس مجرد زعم (فقد) لان الظرفية "بين" ليست الا أثراً يفضح هذا الزعم. فمكانياُ تنوجد النبوءة بعد الشمس والبحر و ليس بينهما!
(3)
نقول‘ ينهض المتن الرئيسى للنص فى فضاء الغياب و الفقد‘ ليس ذلك بحسبان غياب العنوان كما أسلفنا‘ و لكن ايضاً بدالتى الذهاب و الاختفاء الواردتين ضمن الفقرة الاولى للنص‘ من ناحية‘ و الانحسار فى الدالة "فانحسر" التى تتذيّل النص‘ من الناحية الاخرى. فبينما يفيد الاختفاء و الذهاب فقدان الشمس‘ يفيد الانحسار الفقد المرتبط بالبحر. و فى هذا الفضاء الغيابى/الفقدى ينتحل النص صور (اقنعة) عديدة (يحاول) التخفى تحتها لكنه يعجز عن اخفاء رمزية الفقد (هوية النص) التى تتلبسه و التى تتبدى فى:

الذهاب : كنت اعلم انك تذهب (و التأكيد فى كنت اعلم انما يفيد وقوع الذهاب اصلاً‘ اى الفقد)
الاختفاء: كلما تعتلى سيرتها ... تختفى
الفقر الطويل: تذكرنى بمواعيد صرف المستحقات...ثم يتأهب لفقر طويل
الطرد: قبل أن يلفظنى بحر عينيك
هذا بالاضافة للمضى‘
الهجر‘
الاندثار
الواردة بين ثنايا النص‘ فكلها تُحيل الى الفقد.


(4)

و بالاضافة لكل ذلك هناك صور اخرى للفقد تنوجد ضمن النص و ان كان وجودها ليس "مباشراُ".
تتجلى/تظهر تلك الصور بعد ان يمس الارتيابُ "حقائقَ" الكون فتفقد "هويتها" الكونية او المتفق عليها:

الشمس تفقد هويتها بوشيجة الريبة التى تربطها بالنص و ذلك فى القول "و لى تاريخ مريب مع الشمس"...الى "تختفى".

كذلك الاعتقاد فى "و لى تاريخ مريب مع الاعتقاد".
و حتى الموت لا يسلم من ذلك فى القول
"لى ماضى مريب مع الموت"

و لعل ارتباط الريبة مع الموت بالماضى اشارة الى الموت الذى انتجه ذلك الانفصال (الفقد) "الاصلى". و اخيراً يبلغ الفقد اقصى درجاته بأن يتمثل (يتقمص) مفقوده فى حالة اشبه بالتشكل (morphogenesis) و ذلك فى القول:

"حين يموت الصديق..." الى " يجئ الصديق".

فلما ان كان مستحيلاً ان يجىء الصديق بعد موته‘ فان هذا المجئ ليس سوى "هيمنة" هذا الفقد الشديد الذى يصاحب موت الاصدقاء مثلا‘ و الذى يتسربل به/فيه النص ولا يمكنه الفكاك عنه أبداً‘ فيصير هو هو.


محمد عثمان دريج

-----------------------
*نسبة الى المفكر و عالم التحليل النفسى الفرنسى جاك لاكان
** احياناً يستخدم لاكان مفاهيم اللغة‘ الآخر‘ اسم-الاب‘ قانون-الاب تبادلياً لتدلل على ذات البنية فى اللاوعى
صورة العضو الرمزية
تماضر شيخ الدين
مشاركات: 356
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:14 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة تماضر شيخ الدين »

عادل عثمان ...مرحبا بالسناجب اينما كانت..وهى لا تفتأ تستقر على موضع من شدة امتلائها بالحيوية والحياة ...شكرا على هذا الذى فاز بجذع شجرة ناضرة..


دريج: ها انت تلبس كتابتى هيبة النقد..وتستنطقها وتنفخ فيها روحا فيلسوفة جديدة بعد الذين سبقوك


انتبهت لنظرة الناقد الثاقبة للعمل بكتابتك هذه..

فقد أريتنى ذاتى "التى كتبت" فى ما بين سطورك عدة لحظات وانا اقرا..

رأيتها تهيم و ذاك الحزن الصابر فى وادى الفقد المحتوم ..عدة مرات وهى تنتحب فى صمت وتكتب..


شكرا لهذه الرؤى ...العميقة

وعلى "رفع القيمة" .والجهد
أضف رد جديد