ثــرثــرة حـمـيـمــة ....

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

أسوأ ما يمكن أن يحدث لكاتب هو محاولته الدفاع عن ما يكتب ..
وإجباره على حمل لافتة كتب عليها إعلان رخيص بأنه في نهاية القصة يوجد تبرير لكل ما كتب فيها ...
ولماذا نبرر والواقع حولنا يبرر لنا ما كتبناه ؟؟!! ...

إذا كان هذا واقعنا فلماذا رفض الرقيب نشر قصة حكت اقل بكثير مما يدور ويجري تحت سمع وبصر الكل ؟؟!! ..
أهو منطق النعامة ؟؟!! ... أم هو الخوف من مواجهة الكلمة المكتوبة التي تبقى حتى بعد فناء من كتبها ؟؟!! ...
اهو النكران الغبي لحقائق لم تعد خافية على احد ؟؟!! ..

أتمنى في يوم ما أن أقابل هذا الرقيب الذي منع النشر لأساله كل الأسئلة التي تدور بعقلي ..
أتمنى لو عرفت اسمه وعنوانه حتى أرسل له ورقة صغيرة كتبت فيها بضعة اسطر نقلتها من إحدى روايات الكاتبة الجزائرية ( أحلام مستغانمي ) وخلاصتها :

لا تبحث كثيراً .. لا يوجد شئ تحت الكلمات ...
إن امرأة تكتب هي امرأة فوق الشبهات ..
لأنها شفافة بطبعها ..
إن الكتابة تطهرنا مما يعلق بنا منذ لحظة الولادة ...
ابحث عن القذارة حيث لا يوجد الأدب ...

وانتهى الحديث ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]من مدونتي ...

أحـــاســــيس .. معــبـــــأة ...


كان يا ما كان .. في قديم الزمان ... وسالف العصر والاوان .. عادة تدعى كتابة الرسائل ..
كانت تتم في ورق ابيض او ملون ...سادة او مسطّر ... بقلم أسود او أحمر او أزرق أو أخضر ...
في باطنها تتشكل مشاعر واحاسيس لتصبح كلمات ... كلمات تتمتع بخصوصية فريدة .. وتحمل ملامح من كتبها ...

أحبك ...
أشتاق إليك ..
انا غاضب منك ... انا حزين .. انا في قمة السعادة ...

كلمات تتحول من مجرد طبعة حبر على سطح املس .. الى ابتسامة .. او ضحكة .. او تقطيبة و دمعة ...
اجمل ما في الرسالة انها بعد القراءة الاولى تطوى بحرص .. وتحفظ في مكان امين .. واثناء طيها .. تطوى معها المشاعر التي ولدّتها لحظة قراءتها ...
بمرور الزمن .. تتعتق تلك المشاعر .. وتصبح لها رائحة .. وطعم .. يأتينا على عجل ما ان نعيد فض الورقة ...

في الزمن الحاضر .. اصبحنا نعبر عن مشاعرنا ببطاقات مليئة بالكلمات الجاهزة ..
ضغطة زر من فارة الكمبيوتر تعطيك الاف المواقع المتخصصة .. بطاقات معايدة .. بطاقات تعزية .. بطاقات تهنئة .. بطاقات مكتوبة بواسطة شخص غيرك ترسلها لمن تحب وتعبر له عن حبك وشوقك !!..

انه زمن زمن المشاعر المعبأة في بطاقات .. ومرسلة عن طريق رسالة هاتفية قصيرة ...
احاسيس (Ready Made) ...نظيفة .. لم تختبر معنى الاتساخ ببقع الحبر من قلم تعاطف مع الحرف حتى ادماه فسكب قطراته في اصابع مرتعشة من اللهفة او الخوف او الالم او الوجد ...

انه زمن الاحاسيس ( العابرة ) للمدن والقارات ..
ففي صباح مميز ... تقرر ارسال رسالة نصية من هاتفك الى شخص مقرب اليك .. تكتبها بمشاعرك لتعبر بها عن احساس خاص ... من استلم رسالتك يعجبه فحواها .. وبلا تفكير يعيد ارسالها الى آخر .. في بلد آخر ... و الذي بدوره قد يعيد ارسالها الى آخرين ... في بلاد اخرى ...وتفاجأ بعد ايام برسالتك تعود اليك من شخص غير الذي ارسلتها له !!! ... فلا تملك الا ان تتساءل : هل احس كل من استلم هذه الرسالة باحساسك لحظة كتابتها ؟؟!! ..
ولا تملك الا ان تحزن لان الرسالة التي اردت لها ان تكون خاصة .. قد تحولت الى احساس معلّب .. يتم تداوله بكل بلادة ...

هل انتهى زمن كتابة الرسائل ؟؟!!
ربما لا .. بدليل وجود المؤسسات البريدية في كل مكان ..
عن نفسي .. لم اجلس منذ زمن طويل لكتابة رسالة ... ليس عزوفا من جانبي ..
ولكن خوفا من تعليقات مستلم الرسالة من شاكلة : لا حولتن !! .. انتي لسة من زمن الجوابات ؟؟ ياخي انتي دقة قديمة خلاص ..
ما سمعتي باختراع اسمو بريد الكتروني ؟؟ رسائل نصية قصيرة .. دي حتى اسرع واوفر ...

نعم سمعت بالبريد الاكتروني واستخدمه بكثرة .. وكل يوم ارسل وأستقبل عشرات الرسائل النصية القصيرة على هاتفي ...

لكن ...

المشكلة أنني لا أجد فيهم عبق الورق المحمل بروائح من احبهم ... لا ابتسم وانا اقرا الخط المائل لاحدى صديقاتي .. او انتشئ باناقة خط الاخرى ...
لا استطيع الاحتفاظ بهم لعشرين سنة قادمة حتى لو احببت ..
وحتى لو قمت بطباعتها .. لن تكون الرائحة نفسها .. ولا الخصوصية نفسها .. وسوف تصبح عينة اخرى من الاحاسيس المعبأة ...


كم تشتاق يداي لملمس مظروف ياتيني عن طريق البريد .. افضه بفرح .. اقراه بنهم .. استنشق رائحته بشوق ... اتفاعل مع ما فيه بكل جوارحي ..
وعندما انتهي .. احفظه في مكان امين .. لاعود اليه ذات حنين ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
في قلب الضجيج .. كنت ...

لمدة ثمانية ايام وسبع ليال .. في قلب الضجيج كنت .. في قاهرة المعز ..
في هذه المدينة الصاخبة .. الضاجة .. التي تكره السكون .. وتخاصم النوم ..
مدينة نقلت اليّ عدواها .. فاصبت ايضا بارق عنيد قاوم كل محاولاتي المستميتة بالرجوع الى عادتي في النوم المبكر ...
واصبح التواصل بين جسدي والسرير في حالة نفور دائم ..
هل هو قلق التآلف مع مكان غريب ؟؟
ام هي وخزات الحنين الى اشيائي المعتادة التي فارقتها لفترة قصيرة .. ومؤقتة ؟؟!! ...

اثناء هذه المهمة القصيرة اكتشفت ان الفة الاماكن وآفة الاعتياد معطيات تتحكم في قدرتنا على التعامل مع المستجدات دائمة كانت ام مؤقتة ...
تعطل لغة التواصل ... وتجعل الاحساس بالمكان مبتوراً ...
اداركي بقدرة الانسان على التأقلم مع اي وضع يجد نفسه فيه طواعية او قسراً .. تعارض بشدة مع عدم قدرتي على التاقلم والتي وصلت الى حد الرفض المتطرف لكل شئ حولي .. للجو .. لرائحة الطعام ونوعه ... للاصوات ..
وبالمقابل .. احسست ان المكان ايضاً يرفضني ..
يملؤني يقين بان الاماكن ليست مجرد وعاء جامد لا يحس ولا يتفاعل ..
الاماكن كائنات حية بقرون استشعار شديدة الحساسية .. تستشعر بها الفتنا ونفورنا .. حبنا وكراهيتنا .. خوفنا وقلقنا ..
وتبادلنا الاحساس باحساس يشبهه ..
الاماكن لها رئة تتنفس .. وقلب يشعر ...
ربما لهذا لفظتني القاهرة هذه المرة .. لانها استشعرت ضيقي من زحامها المتزايد .. وضجيجها الذي لا ينقطع .. من لزوجة بعض قاطنيها .. والمادية القبيحة التي تحكم الافعال هناك ...
كنت اتفلت من صخبها كما الماء من بين الاصابع .. فيغزوني بوقاحة كما الريح من شقوق الابواب ..
كل شئ هناك يصرخ .. البشر ... السيارات .. الحيوانات ... والكل هناك لا يتقن لغة الصمت .. الا لسويعات قليلة تفصل بين عسعسة الليل وتنفس الصبح ..
سويعات نادرة يهدأ فيها الفوران .. تذوب فيها فوضى الاصوات في فضاء الصمت .. ويسود فيها سكون مترقب ...
هذه السويعات كانت زادي .. فيها اشحن بطاريات روحي التي استنزفت فيما عداها ..
وفيها اشاغب كل الكتب التي احضرتها معي او كانت نتاج جولاتي الطويلة على المكتبات هناك ...

ولي عودة ...



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]ثرثرة حميمة جداً ... وغير مترابطة ...

الآن ...

** الآن تداهمني اليه نوبات حنين مجنونة .. تلهبني بوقع خطاها النارية على حواسي الحائرة من المفاضلة بين امنيات تتربع على ارجوحة مربوطة بحبال واهية بين شجرتي الممكن والمستحيل ..

** الآن اغرق في خدر لذيذ يسرقني من عالمي الملئ بالظلال الى عالم آخر .. أغلق فيه الضوء ابواب العتمة .. ونبتت فيه ازهار على حواف قلبي ... وفُرش سطحه بعشب أخضر زاهي ...

** الآن يتمطى رهقي حتى يصبح بطول قامتي .. ويتلبسني من مفرق رأسي حتى قدمي .. استسلم له بيأس مريح بعد ان استنفذت كل قواي في محاربة اشباح الماضي .. وبناء سدود تقيني خطر فيضان ذكريات غير مرغوبة ..

** الآن أنا حبلى بافكار شتى .. أفكار تشكّل بعضها سفاحاً خارج شرعية عقلي المهووس بالحلال والحرام .. وبالخطا والصواب .. أفكار تمد لي لسانها وهي تحتل خلايا ( نافوخي ) العنيد الذي يحاول بتعنت ان يدحرها .. افكار تسخر من نظرتي ذات الاتجاه الواحد .. وتجبرني على اعادة التفكير في الاتجاهات الكثيرة التي تحفل بها الحياة .. أفكار تدهشني ... وتخيفني من تلك الثقوب السوداء التي تسكنني وتبتلعني داخلها احيانا ... فاغيب عن نفسي وعن عالمي المعهود ..

** الآن أصبحت أغض الطرف عن تفاهات الآخرين التي اتعثر بها في دربي .. كنت قد اعتدت على وطأها بقدمي .. سحقها وازاحتها .. لكن خلو الدرب اشعرني بالملل ... ونظافته اشعرتني ببرودة الموت .. لقد اكتشفت ان تفاهات الآخرين هي احدى علامات الحياة .. وهي باعث للحراك و محرض على الانتباه .. بدونها يصبح الدرب مضجراً ... ومثالياً أكثر مما يجب ...

** الآن اداري سوأة روحي .. واخصف من ورق تجاربي لاغطي عورة افكاري وانا العن شيطان القلم الذي وسوس لي بأن الكتابة هي دواء الروح وعلاج للجروح ..
وان الكتابة هي ضمان للخلود في ذاكرة البشر التي جُبلت على النسيان .. هذه الذاكرة التي تعمل كمرآة ملعونة تعكس ما تراه امامها من صور ظاهرية قد تكون مغايرة للصورة الحقيقية .. لذلك بت اخبئ افكاري عن هذه المرآه الكاذبة ... وأدثرها بلون لا تستطيع ان تعكسه ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
من مدونتي ...

عصر الانحطاط ....


هل نعيش الآن في عصر الانحطاط ؟؟!!
ما هو مفهوم الانحطاط ؟؟!!
وكيف ندرك اننا وصلنا الى هذا المستوى المتدني ؟؟!!

يؤكد المفكر الفرنسي روجيه جارودي أننا نعيش الآن عصر الانحطاط برغم التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل الذي تحقق فيه ، لأن التقدم العلمي والتكنولوجي لا يصنع حضارة إذا لم يرافقه تقدم في كل العلوم والآداب والفلسفات والفنون ...

فلنبدا بالعلوم ... هل يستخدم التطور العلمي الحالي لصالح البشرية ام لضررها ؟؟!!
العلم الذي اوصلنا الى القمة في مجالات كثيرة .. واستخدم لاكتشاف علاج لكثير من الامراض المزمنة والمستعصية .. هو نفسه العلم الذي استخدم للتلاعب بالجينات وعمليات الاستنساخ المثيرة للجدل .. هو نفسه العلم الذي استخدم لصنع فيروسات فتاكة واستخدامها كسلاح بايولوجي للقضاء على البشر .. هو نفسه العلم الذي استخدم لصنع القنبلة الذرية ...

التكنولوجيا .. اوصلتنا الى القمر وجعلتنا نلامس النجوم ... اختزلت المسافات والمساحات .. اختصرت الزمن وقلصت الكون ليصبح قرية صغيرة اذا عطس احدهم في اقصاها .. يسمعه الاخر في ادناها ...
التكنولوجيا ... اداة للتجسس والغاء لحرية الافراد والدول .. اداة لاختراق الخصوصية ومعرفة ادق الاسرار ... وسيلة مساعدة للكسل وتهميش العنصر البشري امام سطوة الآلة .. ومبعث للخوف من التصورات المستقبلية الخيالية عن عصر نصبح فيه مجرد عبيد للآلات ذات الذكاء الصناعي التي تفوقنا قدرة وعدداً ...

الفنون .. هل انقرض العظماء في مجال الفن ؟؟!! ...
على المستوى العالمي .. لماذا ما زلنا نعيش على امجاد موسيقى بتهوفن وموزارت وشوبان ؟؟!! ...
لماذا وصلت أسعار لوحات الرسامين الراحلين الى مبالغ فلكية ؟؟!! ..
وعلى المستوى الاقليمي والمحلي ... لماذا تحول الغناء الى صراخ مزعج برغم المحسنات التكنولوجية ؟؟!! ...
لماذا يعتمد أغلبية الفنانين الجدد على اغاني من سبقهم ويتوقف نجاحهم اذا ما حاولوا الاعتماد على انتاجهم الخاص ؟؟ ...

لماذا اصبح هندام الشباب عبارة عن ( هلاهيل ) بالكاد تستقر في منتصف المؤخرة وتظهر ما يجب ان يستر ؟؟...
لماذا تناقصت عبارات راقية مثل ( شكراً ) و ( آسف ) و ( من فضلك ) حتى شارفت على الانقراض ؟؟!! ...

لماذا اصبحت الاخلاق كلمة مطاطة تتمدد كل يوم لتشمل اشياء كانت بالامس القريب مرفوضة ومستهجنة ؟؟!! ...
لماذا اصبح كل جيل ياتي يترحم على الايام السابقة ويلعن الحالية ؟؟!! ...

هذا العصر حقاً غريب .. ملئ بالتناقضات المدهشة .. الانفلات و التزمت .. الاحترام والابتذال ... القبح والجمال .. الخيبات الكبيرة .. والآمال اللامتناهية ...

لكن هل هو عصر الانحطاط ؟؟!! ...
من يدري .. ربما يكون القادم اسوأ .. او احسن .. سنترك الحكم للاجيال القادمة حتى تحدد .. هل عصرهم هو الافضل .. ام عصرنا ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]تهويمات قلب محتقن ...

التهويمة الاولى ...


مـلامـحـك ...


ملامحك زي حلم مشتول في غيمة ..
منتظرة البرق يلمع عشان تنزل ...
تبرّد جوف .. حرقو الخوف ...
وعشعش فيهو نمل الزيف ...

ملامحك زي صحن حنة ...
معجونة بموية النور ...
فيها الفال .. وزغرودة ...
وغنوة ورقصة بشبال ...

ملامحك زي حنان نايم في حضن الليل ..
منتظر الشمس تطلع .. ويجيني بشيش ...
معبّي جيوبو بالافراح ...

ملامحك زي حنين دفاق ...
مشتتت في مراسي الشوق ..
يلوّح لي .. ينادي عليّ ...
ويبقى دليلي لدنياك ...

ملامحك فيها لون النيل ... وهمس الليل ...
ريحة المطرة ... طعم الريد ...
واحساس لمة بعد فراق ..



تهويمة تانية ..

اليه ...
منتظرة منك ..
بس إشارة لاحتمالات الوصول ...
يا معبري بين المتاهات والمخارج ...
يا صوت خطاي على الجسور ...
إتشكلّت بيك الفصول ...

مطرك هطل .. طرد المحل .. خضّر يباسي ...
سيلك كسر ...دفر الوجع... دمّر متاريس الوهن ...
بردك سرح .. هزم الرهق .. جمّد أطياف انكساري ...
صيفك سطع .. نورك لمع ... كشح الضلام ... غازل نسيمات الفرح ..
وردك فتح .. نوارو زيّن كل دروبي بألف لون ...

لمن لقيتك ... لمحت فيك طلة حلم خايف يقابل صحوتو ...
رميت همومي ...
وزرعت جواك ضحكتي .. خيال ملامحي .. وبهجتي ..
صالحت بيك زمني العنيد ...
راهنت على خاطر بعيد ..
انك قريب ...
اقرب شوية ... من الوريد ...

راجياك انا ...
ومنتظرة منك ...
بس إشارة لاحتمالات الوصول ...



تهويمة اخيرة ...

لما الهوا .. اصبح هواك ..

زازا بي حنيني ليك ...
مرجحني شوق ما ليهو حد ..
كسّر مجاديف الصبر .. غرقني فيك ..
وبقيت أشابي للهوا ..
لكن لقيت .. انو الهوا أصبح هواك ..
وعشان أعيش .. لازم أتنفس هواك ...

حردت روحي الشالتك ..
قبلت في كل اتجاه ..
فتشت في كل الزوايا ...
يمكن ألقى طوق نجاة ..

من بعيد وسط الضلام .... لمحت ضوء ...
جريت عليهو بلهفتي ..
لمن وصلت ...
لقيتك أنت منتظر ...
لقيت عيونك ... نور مضوي السكة لآخر العمر ...
لمسة أيديك ... خارطه طريق ...
وهمس صوتك .. موية بتطفي الحريق ...

يا بحر ريدي ...
معاك ... خاصمت الهوا ..
وفيك ... ما أحلى الغرق ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]وماذا .. بعد اعلان موت الحب ؟؟!! ...
قصاصة سرية من دفتر يوميات امراة ( كانت ) عاشقة ...



يا من كنت حبيبي ..
أود ان اسالك .. كم احتاج من وقت حتى استطيع محو بصماتك من روحي ؟؟!! ..
متى اتعلم كيف اعيش بدونك ؟؟...
وكيف استعيد ذاتي اللتي كنتها قبلك ؟؟!! ...
متى استعيد ذاكرتي وذكرياتي بلا ظلك الذي استعمرها ؟؟!! ...
حتى هذه اللحظة وانا اكتب لك هذه الكلمات الاخيرة ...
تخونني ذاكرتي وتعجز عن استعادة ملامحي قبل وجودك ...
وتعجز عن استعادة ذكرياتي قبل ان التقيك ...
فكل ما اذكره عن نفسي قبل ان التقيك ... انني كنت صفحة بيضاء ..لم تتذوق طعم الحبر .. لم تعرف شهوة الكتابة ... ولم تختبر اغراء اللون ...
قبلك ..
كنت صفحة عارية ... الا من بياضها ...
فاتيت انت .. ووضعت نقطة ..
ثم بدأت تكتبني وترسمني وتملأ فراغاتي بسطور العشق .. وايحاءات الشوق والحنين ...
كان حبرك يطهرني من لوني .. ويستر العرى الفاضح الذي كنت اعيشه قبلك ...
ومع كل حرف تضيفه في صفحتي .. ومع كل ضربة فرشاة ... كنت اتحول الى امراة اخرى ... امراة اصيبت بجنونك .. امراة وقعت في حبك ...
لم اقاوم ..
وكيف تستطيع اللوحة مقاومة اغراء فرشاة الرسام ؟؟!! ..
وكيف تستطيع الورقة البيضاء مقاومة اشتهاء قلم قرر ان يفرغ حبره فيها ؟؟!! ..
وهل استطاع يوماً بشر .. ان يقاوم القدر ؟؟!! ...

نعم ... كنت قدري ... أو هكذا ظننتك ...
كنت جنتي ... وناري ...
كنت ذاكرتي ..
وانمحى كل الماضي الذي عشته ولم تكن موجوداً فيه ...
معك .. تشكلت لدي ذاكرة جديدة .. مرتبطة بك ... بتفاصيلك الصغيرة ... بتفاهاتك ... وامنياتك ... ورغباتك ...
معك ... لم يعد البحر هو البحر ...
ولا السماء هي السماء ... ولا الشوارع هي الشوارع ...
معك ... اختلف الكون ...

حديث البحر قبلك وبعدك ...

معك ... لم يعد البحر هو المكان الذي احببته منذ طفولتي .. بل اصبح المكان الذي اعتدت على ملاقاتك فيه ..
وكلما ذهبت اليه الآن تصفعني ذكرياتنا معاً ..
فاقترب من الشاطئ بلهفة .. بحثاً عن آثار خطوات متأنية كسولة حفرناها سوياً وانا اتكئ عليك بشوقي ..
وذراعك تحيط خصري بامنيات سرية تفضحها لمعة عينيك الناعستين ...

بعدك ... البحر اصبح اكثر كآبة ... واقل ضجيجاً ...
ازوره بانكسار ... وتراقبني امواجه بحيرة لا تستطيع ان تستوعب وحدتي وتوهاني ...
بعدك ... اصبح البحر مصدر حزني .. ومثير وجعي ...
بعدك ... اعتزلت البحر ...

حديث الشوارع قبلك وبعدك ...

معك ... لم تعد الشوارع مجرد ممرات ومعابر توصلني الى هدفي ..
بل تحولت الى مراتع ذكريات لا تنسى ...
ففي ذلك المنعطف كان بيننا موعد ولقاء ... وفي تلك الاشارة مارسنا شقاوة الاطفال بقيادة سريعة كانت نتيجتها مخالفة من شرطي مغتاظ ..
وفي ذلك الشارع المزدحم اصابني النعاس ..
فغفوت على وقع لمساتك وهي تمسد راسي المتعب وتشعرني بامان الدنيا كله ...
وخلف هذا الشارع العريض ... فآجأتني مرة بكلمة (احبك ) ...

حتى الاعلانات المنتشرة على جانبي الطريق تآمرت مع ذاكرتي ضدي ...
على يميني يطالعني اعلان عطرك المفضل ...
انظر اليه بشغف وانا اكاد اشم رائحته المميزة التي كانت تاتيني مخلوطة برائحة تبغك ..
فترتجف اوصال الحنين بداخلي ...
على يساري ارى اعلان الساعة التي تزين معصمك ...
فتعود ذاكرتي الى لحظات شرودي النادرة معك وانا اعبث بها واخلعها منك لارتديها ...
اعلانات شفرات الحلاقة .. والنظارات الطبية ... والسيارات ...المطاعم ...
كل شئ يعيدني الى ذكرياتنا المشتركة ...
احيانا اتمنى ان امسح ذاكرتي ... بكل ما فيها ...حتى تعود الشوارع شوارع ... ويعود البحر بحراً ...

حديث الطقس والفصول ... قبلك وبعدك ...

قبلك ... كان الصيف حار ... والشتاء بارد .. الخريف ماطر ... ولا يوجد ربيع ...
وكان كل فصل ياتي في موعده ..

بعدك ..
اصبح صيفي ياتي مع لمسة يدك التي تحرق جلدي وتحيل دمي الى حمم منصهرة ..
وبات الشتاء يزورني لحظة غضبك فامتلئ برداً وريحاً عاصفاً ..
يزورني الخريف لحظات حزنك ...والربيع ساعة ضحكك ...

الآن ... كل الفصول تذكرني بك ...
فهل امحو الفصول من مجرى الزمن حتى امحوك معها ؟؟!! ...

قال الطوارقي الذي يدعّي كراهية النساء ( ابراهيم الكوني ) في كتابه الملئ بالايحاءات ( التّبر )
لا تودع قلبك في مكان غير السماء ... اذا اودعته عند مخلوق على الارض طالته يد العباد وحرقته ...
لماذا لم يعطونا خلاصة تجربة الكوني كمنهج في المدارس ؟؟؟
لماذا جعلونا نؤمن بان القلب له قطع غيار ويمكن استبداله اذا اصابه التلف ؟؟
لماذا اوهمونا بان القلب له قدرة على النسيان ؟؟
لماذا يرفض قلبي ان يتبنى قانون النسيان ؟؟؟
لماذا اصبح قلبي قطعة لحم صغيرة غير قابلة للرهن أوالبيع أو حتى تحويل الملكية ؟؟؟
لله درّك يا ابن الكوني ... ليتني عرفتك منذ زمان ...
ليتني عرفتك قبل فوات الآوان ...
لكنت تعلمت منك ان لا ارهن قلبي الا للسماء ...


الآن فقط ادركت ان نهاية قصة حب ليست هي اسوأ ما قد يحدث لنا ...
ما يتبع كلمة النهاية هو الاسوأ ...
الحيرة القاتلة في التعامل مع الاشياء والاحداث كفرد ... بعد ان اعتدت لفترة طويلة ان تتعاطى مع كل ما حولك كجزء من فرد ....
تحمل الآم العملية الجراحية المؤلمة التي تتم بلا بنج لفصل الذاكرة السيامية بينك وبين آخر لم يعد له وجود ...
صعوبة التخلص من متعلقات معنوية كنت تظن انك ستحتفظ بها ابد الدهر ...
اشياء تركها الآخر بداخلك قبل ان يغادر ..
المتعلقات المادية يمكن تمزيقها او حرقها او رميها في مكب الزبالة ...
لكن المتعلقات المعنوية هي ما يصعب تجاوزه ...
أقسى جزء هو تقبل التغيير الذي طرأ علينا وومعايشة مرارة التأقلم مع وجوده الدائم في ما تبقى من حياتنا ...
تغيير يماثل اجبارنا على النظر الى لوحة رسمها آخر بالوان لم تعد تروقنا ... او قراءة قصة لم تعد حروفها تؤثر بك ...

وانتهت القصاصة ...



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
توخى الحذر .. أمامك شخصية مزاجية ...


هل يوجد في حياتك شخص مزاجي ؟؟!!
وهل وجوده حتمي ومستمر .. أم عارض ومؤقت ؟؟!!
هل يضايقك أسلوبه ؟؟!!
هل تعرف كيف تتعامل معه ؟؟!!..
ومن هي الشخصية المزاجية ؟؟ ما هي سماتها ؟؟ وهل يمكن علاج الشخص المزاجي ؟؟ ...

منذ أيام اللعب بالطين وتشكيل الأحلام من الصلصال صادفتني بعض الشخصيات المزاجية .. لكن في تلك المرحلة المبكرة .. كان نزق الطفولة يصبغ كل شئ بلونه الزاهي ويجعله مقبولاً .. مع تدرج العمر .. وفي كل مرحلة كنت اصطدم بأشخاص مزاجهم كالبحر ... يتقلبون ما بين الهدوء والثورة .. الصفاء والعكران .. الوضوح والغموض .. الاستكانة والجموح .. هذه الشخصيات كانت ترهقني .. وتستنزف طاقتي .. تقتات من مخزون صبري ... وتصنع ثقوبا واسعة في خيمة تفكيري ..
فالتعامل مع الشخصية المزاجية أمر بالغ الصعوبة .. ويجعلني في حالة توتر دائم .. وتوجس .. وتوقع .. وتحفز ... لأنها شخصية غير ناضجة انفعاليا وليس لها رد فعل متوازن مع الموقف و لا تستطيع أن تتنبأ بسلوكها المستقبلي...

وبسبب مصادفتي لكثير من ( المزاجيين ) أثناء سيري في دروب الحياة ... حاولت أن اعرف أكثر عنهم لماذا هم هكذا ؟؟ !! ... وجدت أن هناك عدة عوامل تؤثر في تكوين المزاج العام للإنسان مثل الوراثة التي تلعب دور كبير .. إضافة للبيئة التي ينشا فيها .. الحالة الصحية .. والقناعات العقلية التي تساهم في بناء شخصية الفرد وتوجيهها ..
ومزاج الإنسان العادي قد يتبدل ويتقلب كالطقس .. ومن النقيض إلى النقيض ... ففي لحظة تغمره شمس الفرح بإشراقها .. وفي أخرى يغرق في عتمة الحزن .. وينتقل بين مربعات الهدوء والقلق .. والطمأنينة والخوف .. ثم يعود إلى وضعه الطبيعي دون أن يحمل معه أي رواسب من تقلبات مزاجه العرضية ..
أما الشخصية المزاجية فتدور في فلك التقلب بلا توقف .. ولا تستقر على مزاج واحد ثابت إلا فيما ندر ..
تتقافز بين المثالية واللطف والعدائية والقسوة .. بين التسامح المطلق والصرامة المفرطة .. بين الرفض الحاد والقبول غير المشروط .. بين السكون المميت .. والهيجان الإعصاري الذي يقتلع كل شئ بطريقه ..

تؤكد الدراسات أن الشخص المزاجي يعاني من فراغ داخلي يفقده بوصلته .. ويهز ثقته بنفسه وبكل من حوله ومن صفاته الواضحة الأخرى انه ملول لا يستطيع أن يستقر في مكان واحد أو على رأي ثابت .. منتقد لكل شئ حوله .. حساس بشكل مفرط .. انفعالي ... شكاك .. كئيب .. وكثير الشكوى ..
التعامل مع مثل هذه الشخصية يحتاج إلى حنكة وحكمة .. وهدوء وقدرة على المناورة وامتصاص ردود الأفعال المبالغ فيها .. والاهم من كل هذا .. الحصول على مساعدة من مختص نفسي لتخفيف حالته عن طريق العلاج النفسي الإدراكي السلوكي..

وعليه وفي حال اضطراري إلى التعامل مع احد المزاجيين مستقبلاً .. قررت إتباع احد سبيلين ...
أن أتفادى هذه الشخصية .. وارفض التعامل معها أن استطعت إلى ذلك سبيلاً ...
أو
أن امسك بيدها وأقودها إلى اقرب طبيب نفسي ..
فلم يعد في عمري ولا في صبري متسع لتحمل هذه مثل هذه التقلبات البشرية المؤذية ...

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

** عـطــر الأمـاكــن ... والحنيـن إلى أشيـاء تافهــة ....



من مدونتــي :


ما أجمل الحديث عن الروائح .. جميلها وقبيحها ... وتأثيرها السحري على حواسنا وذاكرتنا ... قدرتها على نقلنا من مكان إلى آخر ونحن لا نزال في نفس الموقع المادي ...
يقال أن الذاكرة الحسية هي الأقوى لارتباطها بذكرى تتجدد بتجدد أسبابها ...
أحيانا أكون في عجلة من أمري .. اسير في شارع عام ومزدحم ...تتسابق خطواتي مع الرصيف في آلية فرضتها علينا ظروف الحياة وإيقاعها السريع ...
فجأة .. ومن وسط زحام المتدافعين تغزو انفي رائحة عطر مألوف .. فتتثاقل خطواتي إلى حد التوقف التام وأنا ابحث بلهفة عن صاحبته .. تدور نظراتي بيأس في الجموع التي أصبحت تدور من حولي بعد أن تسمرت مكاني بفعل انجرافي مع ذكريات مكان آخر وزمان آخر كان فيه لهذا العطر حضور قوي ...
أفيق من جمودي وهدير ذكريات على دفعة قوية من عابر مغتاظ .. فأواصل طريقي تتبعني الرائحة ...وذكرياتها ...
الروائح تولّد بداخلي حنين إلى أشياء مبعثرة .. غير مترابطة ...

** أينما شممت رائحة ( المحلبية ) أو ( الحنة ) أو ( الشاف المحترق ) أعود فورا إلى بيتنا ... الى غرفة أمي بدفئها المميز في أمسيات الشتاء الطويلة .. أحس كأنني ما زلت معها .. انظر بإشفاق إلى قدميها المرفوعتين فوق ( المبخر ) ذو الجمرات المطمورة تحت الرماد التماسا لتقليل برودة ذلك العجين الداكن...

** رائحة ( الفول ) تأخذني إلى ناصية شارعنا حيث الدكان الصغير الذي تتربع في زاويته ( القدرة ) بحملها الحنين على البطن والجيب ... وأعود طفلة بضفائر وأقدام حافية معفرة تحمل ( جك ) البلاستيك بيد .. والنقود باليد الأخرى .. تنتظر دورها بقلة صبر .. وعندما تحصل على نصيبها من الحبات البنية الشهية .. تمسكها بحرص بين يديها الصغيرتين وهي تسعى جاهدة لتفادي اللسعات الحارة ... تتارجح ما بين الهرولة والركض .. وهي تفخر بايصال الحمولة كاملة غير منقوصة حبة او قطرة ...

** رائحة اللقيمات الحار تنقلني إلى بوابة كلية التجارة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ... وجلستي المطمئنة في احد ( بنابر ) بائعة الشاي التي تراصت حولها بفوضى منظمة .. في يدي كوب الشاي باللبن .. وأمامي على الطاولة الخشبية الصغيرة صحن ألمنيوم قديم به قطع اللقيمات المرشوش بالسكر الناعم ... أحيانا .. وعندما يفرغ الجيب .. يصبح لقيمات الصباح بديلاً لوجبة الفطور ويقيني عذاب الجوع حتى مواعيد عودتي إلى المنزل ظهراً ...

** رائحة الثوم المخلوط بالكزبرة ومحمر في الزيت الحار ( القدحة ) تذكرني ببيت جدي لامي الحاج نجار عبد العظيم ( رحمه الله ) والطبيخ الشهي من يدي جدتي الحاجة فهيمه الريقي ( رحمها الله ) اثناء زيارتنا الأسبوعية إلى حي ( حلة حمد ) ببحري والتي لابد فيها من طبق الملوخية الشهير وقرينه الأرز الناصع البياض ...

** حتى الروائح النتنة ( والعياذ بالله ) لها ذكرياتها التي ترتبط بها .. وهذه تكون أكثر التصاقا لما تسببه لي من أذى نفسي يكاد يصل إلى درجة المرض ...
لا زلت اذكر حتى الآن رائحة ( جردل العيفونة ) في منزل خالتي بحي ( الدناقلة شمال ) وهتافنا نحن الصغار عند وصول السيارة الكبيرة بعمالها الذين يتولون رفع أبواب الحديد الصغيرة وسحب ( الجردل ) الملئ بالفضلات وتفريغه في مؤخرة السيارة التي تتحرك ببطء وهي تنشر رائحتها التي أظنها ما تزال عالقة بأنفي .. وكلما أتتني رائحة مشابهة .. تعيد إلي ذكريات طفولة شقية وممتعة قضيتها في تلك الساحة المربعة ببيوتها البسيطة ...

غريب هو ارتباط الروائح بالأمكنة في ذاكرتنا ... هذا الارتباط الغامض الذي يشعرنا بالحنين إلى أشياء تبدو تافهة في نظر البعض .. لكنها بالنسبة لأصحابها .. معين لا ينضب من ذكريات مميزة ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]احتياجات مبعثرة ....


احتاج ان ابكي ..

احتاج الى البكاء كما احتاج الى الماء والهواء ..
احتاجه كي افرغ كل الشحنات السالبة والموجبة التي تتصادم بداخلي وتولّد برقا عقيماً لا يستطيع ان يضئ ظلمة روحي ...
رغبة البكاء تأتيني فجأة .. وتعبر حواسي كغيمة في خاطر المساء ...
احيانا تعصاني دموعي .. تتخمني .. تخنقني .. تستعصم بالكبرياء وترفض ان تتعرى امام احزاني العربيدة ..
اتحداها .. بحضور احد الافلام التي تعج بمناظر الحزن المصنوع بقطرات الجلسرين ..فتنزل طواعية ... وبغزارة ...
يا لها من دموع غبية .. لا تستطيع ان تفرق بين الحقيقة والخيال ...
أظن ان دموعنا تشبهنا .. تصدق الاكاذيب برغم علمها بانها اكاذيب ...
وترفض الحقيقة برغم اقتناعها بانها حقيقة ...



احتاج إلى حب رجل ... مميز ...

احتاج الى رجل يشبه اشيائي التي اعشقها ... ملئ بالاسرار مفضوح النوايا ...
يحمل حنان عش العصفور ... وصلابة الجسور ...
رجل يجيد العزف على اوتاري .. يعرف مفاتيح نغماتي الصحيحة ... ويملك القدرة على انتزاع قهقهاتي الشحيحة ..
رجل يستطيع ان يملا فراغاتي ... ويشاغب مساماتي ...
رجل يقرأني ..
رجل يصبغ أعماقي الكالحة بألوان زاهية .. يفرشها بحقول عشب اخضر ... ويزرع فيها ورود الفل والياسمين ...
رجل يجادلني باحترام .. يخاصمني بحنان ... يستفزني بحب ...
رجل ينسيني كل العالم الا هو ...
رجل يختزل كل الرجال ..
رجل يعرف معنى الحب .. يفهم جوهره ... يستوعب متطلباته ...
رجل يحبني كما انا.. بعيوب جسدي .. بملامحي العادية .. بحالات ضعفي الانساني ...
رجل شوقه نار تستعر فاحترق فيها انا كفراشة لا تملك الا الاحتراق ...
رجل حبه نور يبدد عتمة روحي ويملأها بالضياء ...
رجل رجولته حماية ووقاية وهداية ...
احتاج إلى حب رجل مميز ... لا يوجد إلا في أحلامي ...



احتاج الى بوصلة ...

احتاج الى بوصلة خارجية تحدد لي مسارات طرق حياتي التي اصبحت متقاطعة ومتفرعة ومتشعبة بشكل مزعج افقدني قدرتي على تمييز الشمال من الغرب والجنوب من الشرق ...
أظن بان بوصلتي الداخلية اصابها التوهان لكثير من الاسباب ..
احيانا عندما تستعر الحرب بين القلب والعقل .. تتوه البوصلة ..
عندما يتعارض العام مع الخاص .. تتوه البوصلة ...
عندما تحاول دمج الخطوط المتوازية ... وفصل الخطوط المتقاطعة .. تتوه البوصلة ...
عندما تشتد عواصف الحيرة وتزعزع جدران اليقين ... تتوه البوصلة ...
عندما يسيطر الغضب ويغيب المنطق .. تتوه البوصلة ...
بوصلتنا الداخلية هبة ربانية منحها لنا الخالق عز وجل حتى نستطيع الاهتداء بها في دروب الحياة ... اجتياز صحاريها وقطع بحورها وتجنب مخاطرها ...
المحظوظ هو الذي يستطيع ان يحافظ على بوصلته من العطب ... أو تكون له القدرة على اعادة توجيهها اذا تاهت ...
اتمنى ان انضم الى فئة المحظوظين ... فاعيد اصلاح بوصلتي .. وأخاصم توهان خطاي ...



احتاج إلى ... بيتنا ...

احتاج إلى حنان أمي ... رائحة أبي ... ومناكفات شقيقاتي ..
صخب صغار البيت .. ونسيان اسمي في خضم مناداتي بـ ( يا خالتو و ياعمتو ) ...
احتاج إلى طعم حياتي قبل عشر سنوات مضت ... قبل ان يغرز غول الغربة انيابه السامة في روحي و جسدي ..
ويحولني الى كائن متوحد يجفل من الاصوات العالية .. والزحام والجو العائلي الحميم ...
كائن اعتاد الهدوء الممل .. والانعزال .. وبروتوكولات الزيارات بمواعيد مسبقة..

أسوا ما في الغربة انها تغير طباعنا ... ببطء ...و حقد ... واصرار مقيت ...
تستغل غفلتنا وتكالبنا على سهولة حياة مؤقتة وخادعة ...
وتنتزع منا كل ما هو جميل وتحوله إلى ذكريات ما تلبث ان تبهت ليحل محلها واقع ماكر ...

كلما طال غيابنا عن عالمنا المالوف ... كلما تسللت طباع الغربة القبيحة إلى دواخلنا وأحكمت سيطرتها علينا ...
كلما تباعدت خطانا عن الجذور ... كلما ترعرعت أعشاب الجفاء السامة وتسلقت شجرة العمر وأصبحت جزءاً أصيلاً منها ...
تداهمني نوبات هذه النوستالجيا حين لا أتوقعها ..
فتصبح كإعصار يكتسحني .. يقلب كياني رأساً على عقب ... ويدمر ثباتي المصطنع ...
يعيدني طفلة صغيرة تخاف العواصف وتبحث عن الدفء وتتمسك بطرف ثوب أمها حتى لا تتوه وسط الزحام ...

ثم تمر نوبة الحنين بعد أن تخلف وراءها حسرة على ما مضى .. وخوف مما هو آت ...
وتعود إلى الواجهة تلك المرأة العملية .. الواثقة ... القوية .. الباردة ..
وهكذا تمضي الحياة .. نوبات حنين حار .. تعقبها حالة تأقلم حاد ...
ما أقبحك يا غربتي ...
كم اكرهك يا غربتي ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]


ما بين الظار والارواح .. ترتع ذكريات طفولتي ...



عالم الأرواح والجن .. هذا العالم الغامض .. شدني إليه منذ إن تعلمت قدماني الانطلاق بلا رفقة مساندة إلى الدكان لإحضار ( سيجارة ) يوم الأحد اليتيمة لامي .. كنت اجلبها بتساؤل طفولي يعبث بلساني فأخاف أن أطلقه .. حتى أتى يوم لم استطع فيه كبح جماحه فسالت أمي التي تتغير طقوسها وتصرفاتها .. وأحيانا ملامحها ... في هذا اليوم الثابت ..
سعاد ؟؟ أنتي ليه بتشربي سيجارة يوم الأحد بس ؟؟ ..
طفولتئذ كنت قد اكتسبت عادة سيئة وهي مناداة أمي باسمها مجردا ً من كل الألقاب ... عادة لم استطع التخلص منها إلا مؤخراً ..
وتجيبني أمي : عشان يوم الأحد دة يوم الأسياد .. و ( ظيراني ) كلها بتنزل فيهو ..
ومع تدرج اتساع خطواتي .. أصبح مرسال الأحد يشمل الذهاب إلى الشيخة ( حِلبّة ) شيخه الظار المشهورة في ( حلة حمد ) والحلال المجاورة .. وطلب ( فتح العلبة ) لإحضار بخور أمي بمبالغ اتسعت مساحتها مع اتساع مساحة عمري من قروش معدودة إلى جنيهات قد تصل إلى مبلغ محترم بمقاييس ذلك الزمان ...
وهكذا تآلفت مع هذا العالم الغامض .. عايشت طقوسه .. وتعرفت على بعض أسراره ..
داخل عقلي الغض كانت الأفكار تتضارب ما بين الفضول والخوف .. رغبة التعمق وخشية المواجهة ..
وفي النهاية كان فضولي يغلب ما عداه .. فالازم أمي في ساعات تحولها الغامض إلى كيان آخر غريب اللسان والتصرفات .. والطلبات .. وأرافقها في يوميات الظار التي تقام خصيصاً لها .. او تذهب اليها مدعوة بحثاً عن راحة نفسية تتوق اليها ...
اعتدت ان احتمي بظهرها من هيجان ( نمر الكندو ) الذي يعشق اللحم النيئ .. وأتمايل معها عندما تتلبسها ( لولية الحبشية ) هذه الأنثى المدللة التي لا ترتدي إلا الأحمر .. ولا تحتسي إلا فاخر الخمر ومستورد السجائر .. عندما تحضر لولية .. تتحول أمي ( الشترا ) الممتلئة إلى غزال رشيق ... وترقص بمهارة تحسد عليها ..
وعند حضور ( الخواجة ) تعتمر البرنيطة والبدلة وتحمل العصا .. ومع الباشا ترتدي ( الطربوش ) الأحمر ومع ( احمد البشير الهدندوي ) تتهادي كأنها على ظهر جمل وهي تلوح بسوطها بخيلاء ...
وهكذا في كل ( خيت ) تقوم شيخه الظار ( دقاقة الميدان ) بدقه .. يحدث تغيير غريب في السِحن واللهجات والملبس والمأكل والمشرب ...


وللحديث بقية ...



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]أحيانا تكون اليومية ثلاثة أيام .. وأحيانا تمتد إلى سبعة أيام من الوهم الذي يسيطر على عقول الحاضرات ...
وهكذا حفظت أغاني الظار قبل أن أحفظ أناشيد الصف الأول الابتدائي .. ومما عايشته .. امتلأت أعماقي بمهابة من هذا العالم الغامض وكل ما يرتبط به .. وما زالت ذاكرتي حبلى بمشاهد شرب الدم الطازج المستخلص من عنق ( خروف ) مزين ومخضب بالحناء .. وأكل الجمر دون صرخة الم .. الرقص الهستيري على إيقاع الدفوف .. ونساء يعقدن خصلات من مؤخرة شعورهن حتى لا ( ينزلن ) في ( خيت ) لا يخصهن ... سحب البخور التي تجعل الجو ضبابياً ... سيريالياً ..غامضاً ..

في خطوة مفاجأة للجميع .. قررت أمي اعتزال الظار .. وفتحت ( ضرفة ) دولابها المخصصة لملابس الظار واهدتها لصديقاتها وقريباتها .. إلا فستان لولية ( الترتر ) الأحمر الذي ظلت تحتفظ به لعدة سنوات بعدها ..
بررت تصرفها بأنها قد تعبت من تلبّس الأسياد لجسدها وروحها .. وتريد أن تتحرر منهم .. مرت بفترة من المعاناة مع جملة أمراض غامضة عجز الطب العادي عن شفائها .. لكنها صمدت .. وحاربت أمراضها النفسجسدية ببسالة تحسد عليها .. ثم قررت الذهاب إلى الحج .. عادت بعدها وهي لا تحمل بداخلها أي اثر للأسياد وطلباتهم ..

وللحديث بقية ...



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]ظللت فترة طويلة ادور في دهاليز حيرتي وانا احاذر انا اخوض غمار هذا الامر خوفا من انتقال عدوى الارواح التي تلبست امي الى جسدي ..
وعندما أصبح بإمكاني خوض نقاش منطقي وموضوعي عن الظار .. سالت امي من أين أتاها ؟؟ وكيف تلبستها ما تظن انه أرواح مختلفة الجنسيات وعابرة للقارات ؟؟!! ..
فأخبرتني بأنها اعتادت هي وشقيقاتها على استدعاء الأرواح من خلال جلسات سرية يقمن بها في مطبخ جدتي باحضار سلة يضعن فيها موزه !! وورقة وقلم .. يقرأن تعاويذ وجدنها في احد كتب جدي .. فتحضر الأرواح وتتبادل معهن الحديث .. تشبع فضولهن بالرد على أسئلتهن عن المستقبل وما سوف يحدث لهن ..
في احد الأيام عاد جدي مبكرا على غير عادته .. وعندما سمعن صوته ..فزعن .. وقمن بصرف الروح بصورة فظة ... فما كان منها إلا أن أشعلت النار في المطبخ وتركتهن ليبررن لجدي وجدتي أسباب الحريق ..
من يومها لم يعدن إلى تحضير الأرواح .. لكن الأرواح انتقلت إلى أجسادهن وابتلين بالريح الأحمر ...
كان هذا تفسير امي ..
لم يقنعني تفسيرها ... بل فتح الباب امام الاف الاسئلة والافكار الحائرة ...
وبدأت ابحث في أمر الأرواح وهل فعلا يمكنها أن تتلبس البشر .. وما هي العلاقة بين الظار والأرواح ؟؟
و هل كانت الكائنات التي تحضر إلى أمي وخالاتي فعلاً أرواح ؟! وهل تعود الأرواح من عالم البرزخ ؟؟ ولمن تنتمي هذه الأرواح ؟؟
ما زلت اقرأ بنهم عن هذا الموضوع .. واكتب ملاحظاتي .. علني أتوصل إلى فهم مريح لكل ما رايته وسمعته وعايشته في طفولتي ...
وربما يأتي يوم انشر فيه ما توصلت إليه خلال رحلتي بحثي المحيرة هذه ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

ما بين الصداقة والحب ... نار ورماد .. وتعقيدات لا تنتهي ...



كتبت أحلام مستغانمي في روايتها ( فوضى الحواس )
في تمويه لإخفاقات عشقيه .. عرضت عليه يوماً أن يصبحا صديقين
أجابها ضاحكاً : " لا اعرف مصادقة جسد اشتهيه "
انتهى ...

يا لها من امرأة كاذبة ... ويا له من رجل صادق ...
قياساً على ذلك اعتبر أن أي طرف يطلب الصداقة أو يسعى إليها بعد انطفاء جذوة الحب هو شخص منافق ...
في كل الأحوال تتحول النار في النهاية إلى رماد ... ولكن من المستحيل أن ينجب الرماد شيئاً غير الرماد ...
الحب يخلق الشهوات ..
شهوة التواصل الروحي والحسي ... شهوة الانتماء ... شهوة الامتلاك ... وشهوات أخرى قد تترجم إلى أفعال .. وقد تظل في خانة الأمنيات المسجونة لاعتبارات تتعلق بالأشخاص وظروفهم ...
الصداقة تختلف في نوعية المشاعر التي تولدها داخل الإنسان خصوصاً إذا تم التعامل معها بدون أي اختلاطات أخرى ..
حب الصديق ... ما اسهل الانزلاق فيه واليه..
لان ما يفصل علاقة الصداقة عن الحب بين الرجل والمرأة خيط رفيع لا يرى الا بالحواس ...
فالصديق يمثل الملجأ عندما تنهار جدران الامنيات وتخذلنا اللحظات ..
وهو الامان عندما يغدر الآخرون ... هو ظهر يحمي ساعة المعارك .. ويد تسند ساعة الضعف ...
قد يكون الحب العفوي الذي يولد بعد صداقة أجمل أنواع الحب .. لأنه ينمو ببطء .. ولأنه يدرك مكامن الضعف قبل القوة .. لانه يكون متفهم .. متسامح ... هادئ ... ومتزن ...
لكن كيف يمكن ان نصدق تحول علاقة حب الى صداقة ؟؟!! ...
كيف يمكن لإحساس كان كالمحيط الهادر ... سمته صخب السطح والأعماق ... أن ينقلب إلى صفحة هادئة رتيبة خاصمتها الأمواج وماتت أجمل مخلوقاتها ؟؟!! ...
كيف نستطيع أن نحول ماء من درجة الغليان إلى مكعب من الجليد في لحظة واحدة ؟؟!! ...
موت الحب يولّد مرارات تعلق بالفم .. وبالذاكرة ...
احتياجات الصداقة تختلف عن احتياجات الحب ... وحقوق وواجبات الصديق تختلف عن حقوق وواجبات الحبيب ...
وطلب الصداقة بعد انتهاء الحب .. طلب أناني .. بليد .. خال من الإحساس ... ويحتاج إلى ساحر متمرس ..

بالجهة المقابلة .. صداقة الحبيب ... .. هل يمكننا الحفاظ على صداقة من نحب ؟؟!!
مع الصديق نكون في قمة الانفتاح ... نحكي له ادق اسرارنا ... نشاركه احلامنا حتى السرية منها ...
مع الحبيب يكون التحفظ ثالثنا .. خوفاً من اشياء قد تقال فيساء فهمها ... او حفاظاً على مشاعر قد تجرح ...
او رغبة في عدم تعرية الدواخل بكل تشوهاتها ومحاولة الحفاظ على الصورة المثالية الجميلة ...
مع الصديق ... ننتزع اقنعتنا .. نفتح ابواب غرفنا المغلقة باحكام ... نعرّي دواخلنا ...
مع الحبيب .... لا نكذب .. ولكن نتجمل ...

يا لتعقيدات العلاقات الانسانية !!!...




للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]كتالوج الموت في بلدي ...



يحكي أن .. وفي زمان غابر .. في بلدي السودان ... كان الموت زائر خفيف المكوث .. متباعد الحضور
يأتي على استحياء ويرحل بكبرياء قبل أن تطرده لعنات الفجيعة .. فكرمه الناس حتى باتوا يؤرخون به الأيام والسنين ...
وكانوا يذكرّون بعضهم بعضاً بحدث معين بعبارة ( دة حصل سنة ما مات فلان ) ..
الآن ... أصبح الموت ضيفاً ثقيلاً ... أكثر من زياراته ... وأطال مكوثه .. ثم قرر أن المكان قد طاب له .. فاستقر وأسس عملاً ... افتتح مقهى في ناصية بلادي .. وأصبح يصطاد زبائنه بقائمة طويلة تبدأ وتنتهي عنده وتكونت من الآتي :

* الطبق الرئيسي : المرض ... طبق في متناول الجميع .. مكوناته متوفرة في كل ركن وزاوية ... ويحظى بدعم من الدولة التي لم توفر العلاج المجاني إلا في أضيق الحدود ...

* المقبلات : طبق السلطة والذي تكون من : التخمة ... البلادة ... الثراء الفاحش ... الغباء الفاحش ... الكراهية ... العنصرية .. الفساد .. وتم تتبيله ببهارات التظاهر والإسراف .. ووضع فيه زيت الانحلال والتفكك ...

* شطة الفقر ... شطة حارقة ... تجعلك تلهث من النيرات التي اشتعلت بك دون أن تستطيع إطفاء لهيبها ...

* مخلل الجهل الذي حرص المقهى على تغطيته من العيون التي تحاربه ... فخبأه خلف العديد من الأغطية البراقة المغرية التي خدعت الجميع ومنعتهم من النظر داخل البراميل ورؤية الدود الذي استوطن وتوالد ...

* عصير الجوع ... عصير شائع .. صنعته الظروف التي نالت من المصانع فأغلقت أبوابها ... ومن المزارع فأحرقت أخضرها وتركت يابسها ... ومن المتاجر التي هربت من مصيرها وارتمت في أحضان قلة باغية ... ومن المؤسسات التي بيعت ذات غفلة وتحولت ملكيتها إلى دول أخرى ...

* التحلية : لا توجد ضمن القائمة .. لقد باءت كل محاولات صاحب المقهى في صنع شئ خال من المرارة..

اغرب ما في هذا المقهى انه قام بطبع كتالوج أنيق بورق ملون ومصقول ... بيّن فيه كل ما يوجد في ( المنيو ) ... ثم كتب بجانب كل طلب قيمته .... بخط واضح منمق ... وكان السعر الموحد ... ( مجاناً ) ....

يا لها من رأفة بمواطني بلادي ... فبعد أن ألغيت مجانية التعليم والعلاج .. وارتفعت أسعار الماء والكهرباء والغاز والبترول والخبز والدواء والسكر وحتى الهواء ...
كان هذا المقهى رحيما بهم ... وقرر أن يقدم لهم الموت ( مجاناً ) ....



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

عندما وقعت في حب إمراة .. أسطورة ...



لقد أجبرتني على حبها .. إنسانة فريدة من نوعها .. شخصية كاريزيمه تنضح بالحياة والثقة .. تغرقك فيها بلا عناء ملامحها آسرة في كل أحوالها .... آسرة في حزنها وفي فرحها وفي غضبها ...
أذهلتني ببساطتها .. وقدرتها المخيفة على التقمص ... التقيتها لأول مرة في فيلم‮
‬‭(‬Kramer vs‭. ‬Kramer‭)‬‮ ‬ أمام داستن هوفمان‮ الذي مثلت فيه دور زوجه وأم تتنازع مع زوجها على حضانة ابنهما.‬.. وهو الفلم الذي نالت عليه جائزة اوسكار أفضل ممثلة .. ومنذ ذلك اليوم أصبحت عشق أداءها ... وبت أتابع أخبار أفلامها واحرص على حضور قديمها وجديدها ..
ميريل ستريب .. هذه المدهشة .. المقنعة .. المبهرة .. التي جعلتني أؤمن بان الممثل الجيد هو الذي يجعلك تنسى شخصيته الحقيقية في كل دور يلعبه .. ويجعلك تصدق أن الشخصية التي تراها أمامك حقيقية بلا شك ..
ولدت ماري لويس ستريب عام 1949م لأب صيدلي وأم فنانة تشكيلية .. كانت اهتماماتها الفنية في البداية منصبة على الأوبرا ثم تحولت إلى التمثيل لتمتعنا بأدائها الفذ الجبار في سلسلة من الأفلام استحقت عليها ترشيحات الأوسكار 12 مرة وفازت بها مرتين .. ولجائزة الكرة الذهبية‮ ‬16‮ ‬مرة وفازت بثلاث منها ‮... ‬كما أنها فازت ست مرات بجائزة الجماهير الأمريكية،‮ ‬هذا إضافة إلى جائزة أفضل ممثلة في‮ ‬مهرجان كان الدولي‮ ‬عن دورها في‮ ‬فيلم‮ (‬صرخة في‮ ‬الظلام‮).‬.

كيف تختار ميريل أدوارها ؟؟ .. و كيف تتماهى مع الشخصيات المكتوبة وتتقمصها إلى هذا الحد المخيف ؟؟ ..
قالت رداً على هذا السؤال : (‬إذا لم‮ ‬يخفق قلبي‮ ‬بسرعة فائقة عندما أصل إلى الصفحة‮ ‬15‮ ‬أو الصفحة‮ ‬20‮ ‬من السيناريو،‮ ‬فإنني‮ ‬أضع السيناريو جانباً‮ ‬وأفقد الرغبة في‮ ‬مواصلة قراءته‮. ‬إني‮ ‬أبحث عن ارتباط خاص،‮ ‬صلة عميقة،‮ ‬تفاعل عاطفي،‮ ‬فأنا لا أقترب من النص على المستوي‮ ‬الفكري‮ ‬فقط‮).‬..

أنا أيضا خفق قلبي معها في ( صائد الغزلان ) … وتعاطفت معها في ( امرأة الملازم الفرنسي ) وتمايلت مع عزفها في ( موسيقى القلب ) …
وتمنيت أن تنتصر لعواطفها في ( جسر على نهر ماديسون ) … وبكيت بحزن شديد مع دور الأم التي أصيبت بالسرطان في ( شئ واحد حقيقي ) ..
وأعجبتني أناقتها في ( الشيطان يرتدي برادا ) .. ورقصت وغنيت مع شخصيتها الحيوية في ( ماما ميا ) ..
ميريل ستريب .. وجه عندما يتجسد أمامي على الشاشة .. بتلك النظرة العميقة .. الغامضة .. الآسرة … يجعلني ابتسم بسعادة …



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
فوبيا الوزن الزائد .. والحرب على الدهون ..

قصاصة سرية من دفتر يوميات امرأة بدينة ...


لقد مللت ..
نعم مللت من طعم الخبز الأسمر بالحبوب .. وطعم ( الكاندريل ) في كوب الشاي المصنوع بحليب ( خالي الدسم ) ...
مللت من خطواتي التي أصبحت مبرمجة على درب قسم الطعام الصحي في الهايبر ماركت ..
مللت من قراءة عدد السعرات الحرارية في أي منتج قبل شراؤه ..
مللت من حموضة العصير خالي سكر ...
مللت من خصام الحلويات .. ومن العزوف عن التهام ( المكرونة ) ...

لقد بت اكره قسم ( المقاسات الكبيرة ) في أي محل ملابس ارتاده ..
بت اكره ابتلاع حبوب الـ ( fat burner & fat blocker ) ...
بت اكره هوسي بمتابعة آخر ما توصل إليه العلم في عمليات شفط الدهون ...
لقد بت اكره جسدي الذي رفض بعناد كل محاولاتي لتقليل انبعجاته وتهذيب تضاريسه النافرة المتنافرة ...

عندما كنت طفلة ( مقمطة ) داخل ( اللفة ) .. كانت أمي تخاف أن يراني الناس بلا ملابس .. خوفاً من العين والحسد ..
وكان حجمي يرهقها عندما تحملني أثناء الرضاعة .. ثم أرحتها برفضي لحليبها الطبيعي وتفضيلي لطعم الـ ( S26) ..
وكما يقال لي .. لقد شربت عشرات الكراتين منه .. وكنت ارفض أي شئ سواه .. وعندما يشح تواجده في الخرطوم .. يتطوع زوج أختي بالذهاب إلى مدينة ( ود مدني ) لإحضار تموين يكفي لفترة طويلة ...

في مرحلة الطفولة وبرغم شقاوتي وحركتي التي لا تنقطع ما بين الأرض ( ورأس بيتنا ) و ( رؤوس بيوت الجيران ) .. لم يقل وزني إلا قليلاً ... في ذلك الوقت لم اهتم ولم يهتم غيري بحجمي الذي يفوق قريناتي .. فقد كان الوزن في ذلك الوقت علامة ( صحة ) ....
لم ينهني احد عن أكل ( الباسطة الغرقانة في العسل ) ... وكان مصروفي البسيط يذهب مباشر إلى جيب البائع في الفرن أو الحلواني لقاء قطعة بسبوسة ...
كنت أكدس الدهون في جسدي بلا وعي وأنا أظن إنها سوف تتلاشى مع تقدمي بالعمر ...
زيادة وزني أدت إلى بلوغي مبلغ النساء وأنا ما زلت طفلة في الابتدائية ..
وكانت معاناة لا توصف بعدما أصبحت مختلفة شكلاً ومضموناً عن صديقاتي وزميلاتي اللاتي أصبحن ينظرن بغرابة لتكوراتي واستداراتي ..
من يومها تغيرت طريقة ارتدائي لملابسي .. أصبحت أفضل الفضفاض .. واتفادي الضيق و ربط الأحزمة ...
وتدرج الإحساس من الخجل .. إلى التعقّد ..
وبدلا من التباهي بدلائل أنوثتي المبكرة .. بت اكرهها ..
في تلك الفترة توزعت دهوني المكدسة بشكل عشوائي جعلني كلما نظرت إلى المرآة أتنهد .. وأتذكر جملة معلمة الجغرافيا ( غزارة في الإنتاج .. وسؤ في التوزيع ) ...
كراهيتي للتمارين الرياضية قصرت عمر بقائي في أي نادي رياضي انتسبت إليه ...
وحبي للهواء الطلق ورائحة البحر حفزاني على المشي .. لكن مللي من البرامج الثابتة دفعني لاعتزاله والعودة إليه كلما استطعت ...

الآن لم اعد اهتم ..
بعد أن تطاول العمر .. بدأت أتعامل مع زيادة وزني بعقلانية ...
بعد أن التهمت مئات الأقراص .. وأنفقت آلاف مؤلفة من النقود في منتجات الحمية .. وجربت عشرات الأنواع من الريجيم ..
ريجيم التونة .. ريجيم الفواكه .. ريجيم الخضار بدون لحم ... ريجيم الماء ..
بعد أن تجرعت عشرات الأكواب من خل التفاح بالماء الحار حتى كاد أن يسبب لي قرحة بالمعدة ..
بعد أن راجعت طبيب مختص أعطاني مزيد من الأقراص ومزيد من الأنظمة الغذائية ..
بعد أن فكرت في إجراء عمليات جراحية لشفط كل الدهون الزائدة .. ومنعني عنها أسعارها المبالغ فيها ..
إستسلمت ..
لم يعد يهمني كيف ينظر لي الآخرون .. برغم قناعتي بأنني أعيش في عالم أصبح فيه المظهر الخارجي هو معيار التقييم ...
أظن أن سبب معاناتي ومحاولاتي المستميتة لفقدان هذا الوزن طيلة ما مضى من عمري ... هو محاولة لنيل رضا الآخرين عن مظهري ...
وبعد أن وصلت إلى حالة من التصالح الجميل مع دهوني العنيدة ..
ولم اعد احفل إن تصالح معها الآخرون .. أم لا ...
لقد وصلت إلى مرحلة الرضا النفسي ... بنفسي ..
ولم أعد أتطلع إلى نيل رضا الآخرين عن مظهري .. وشكلي .. وحجمي ..
فليقبلوني كما أنا ... أو يرفضوني ...

لم اعد اشعر بالذنب إن أكلت قطعة حلوى .. لم اعد أحاول التقيؤ بعد تناول صحن ( مكرونة ) أو قطعة بيتزا ..
لم اعد احسب السعرات الحرارية ..
أخيرا .. تخلصت من هاجس الوزن المثالي وبدأت استمتع بحياتي ...
أخيراً .. انتصرت على فوبيا الدهون التي لازمتني فترة طويلة...


...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

قصص قصيرة خيالية .. او يمكن ان تكون واقعية ...


القصة الاولى ..


تجارب بليدة .... مكررة


كانت فتاة حسناء .. تملك كل ما يحتاجه الانسان لينجح .. ويحلّق في سماوات الفرح ...
اوقعتها الاقدار في سكة رجل بدا لها حلمها الذي تجسد في هيئة بشر ...
كان عيبه الوحيد انه انسان ( ملول ) ..لا يستطيع البقاء طويلاً في نفس المكان .. او تناول نفس الطعام .. او ارتداء نفس الملابس .. او تبادل نفس الحديث في نفس الموضوع ...
لم تهتم .. هذا عيب بسيط .. الزمن كفيل باصلاحه ...
في يوم من الايام اتاها بكل برود .. واخبرها بانه قد ملّ منها .. ولم يعد باستطاعته الاستمرار معها ...
لملمت كرامتها وتركته ...
بعد فترة طويلة او قصيرة .. تعرفت الى آخر ..
اخبرها منذ اول لقاء بان لديه مشكلة .. ان استطاعت حلها فازت به ...
" مشكلتي انني شخص ملول .. ان استطعتي ان تتحدي مللي سنبقى معاً "
قبلت التحدي ... وبعد عدة اشهر اخبرها عن طريق اخرى حلت محلها بانها لم تستطع تبديد ملله ..
انسحبت بصمت ... وهي تعد نفسها بعدم الدخول في تجربة بليدة مرة اخرى ...

لكنها لم تفي بوعدها لنفسها .. واصبحت حياتها سلسلة من التجارب البليدة المكررة ..
تخرج من واحدة لتدخل في اخرى .. مع اختلاف نوعية العيوب التي تسعى لاصلاحها وتفشل ...
مع كل تجربة .. كان جزء من روحها ينسحب الى مكان سحيق في اعماقها مخلفاً تجويفاً قبيحاً ..
مع كل تجربة .. باتت تفقد شيئا من ثقتها بنفسها ... عفويتها ... وحبها للحياة ...

بعد تكرار التجربة للمرة الخامسة .. كانت طاقة الحياة قد نضبت من داخلها ...
قررت ان تخوض تجربة اخيرة .. تجربة غير مكررة ...
فانتحرت ...




القصة الاخيرة ...

جريمة شرف ...


في مجتمع قروي محافظ ... يحاسب على السر قبل الجهر ... وعلى الهمسة والنظرة .. وعلى عدد خصلات الشعر خارج الخمار .. ومساحة الساق الظاهرة من تحت الثوب الطويل .. ولدت ( صالحة ) فكانت النسمة والبسمة والفرحة وسط خمسة من الذكور .. نشأت مدللة .. طلباتها أوامر ... رغباتها مجابة ...
كبرت الصغيرة .. واصبحت غرة عين الاسرة ..
في سن السابعة عشرة بدأ شئ آخر يكبر معها ..
بطنها ...
كان التضخم في البداية غير ملحوظ .. الا للام التي اصابها الجزع وهي تلاحظ ابنتها التي ما زالت تبدل ملابسها امامها بلا حرج ..
كذبت عيناها ..وبدات تسال ابنتها بحذر عن اشياء كثيرة .. ودقيقة .. وفي قمة الخصوصية ...
ضيقت عليها الخناق وتبدلت معاملتها من الحب والحنان ... الى قسوة وجفاف وسط دهشة الاب والاخوة الحانقين من اسلوب الام مع الابنة الوحيدة المدللة ...
ثم بدا التضخم يصبح ظاهرا لعيون الكل .. وانقلبت حياة صالحة راساً على عقب ..
بدات الهمسات تتطاير في المجتمع المغلق .. وتحولت الاشاعة عن انحراف ( صالحة ) الى يقين ... لم يعد الاخوة قادرين على التواجد في اي مكان ..
اجتمعت الاسرة .. وقررت غسل عارها بدم الابنة الخاطئة التي اقسمت على طهارتها ..
بكت صالحة واستعطفت .. صرخت وتذللت ...لكن لم يصدقها احد ... لقد كان بطنها الدليل الحي على سقوطها ..
امسك الاخوة الاربعة يديها وقدميها ... وقام الخامس بشق بطنها لاخراج الثمرة النجسة ...
لكن لم يكن هناك ثمرة .. تدفق من بطنها المشقوق ورم ليفي ضخم ...جلس الجميع حوله ينظر اليه بحسرة .. وندم .. وخوف ...
اثبت تقرير الطبيب الشرعي ان الفتاة ماتت عذراء .. وانا ما بدا كجنين ينمو .. لم يكن الا ورم تمدد داخلها .. تغذى على دمها .. وتضخم يوماً بعد يوم ...

سؤال حائر :
ما هو مفهوم الشرف لدى الرجل الشرقي في زمن اصبح فيه معنى الشرف مطاطي .. ونسبي .. وحسب مقتضى الحال ؟؟!! ...
هل كل عذراء تعتبر شريفة ؟؟!! ...
وهل يمكن للشريفة ان لا تكون عذراء ؟؟!! ...

فليساعدني احدكم على فهم طريقة تفكير الرجل الذي قد يقتل اخته ... زوجته .. او ابنة عمه لغسل عارها ..
ثم يتسلل في جنح الليل لبيت رجل آخر لينتهك شرفه في اخته او زوجته او ابنته ...



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »



[font=Microsoft Sans Serif]كلام غير مترابط ... ابداً ....


نيران صديقة ...



مع بدايات احتلال العراق من قبل الجيش الامريكي .. بدأ تداول وانتشار هاتين الكلمتين المريبتين ...

كان رد فعلي المتكرر عند سماع الجملة الغريبة .. مزيج من الرثاء والحيرة ... والغيظ ...والغضب ...

الرثاء ... لمن اغتيل بيد من ظنه صديقاً ...

الحيرة ... للاقتران الظالم ما بين اداة القتل وسببه...

الغيظ ... للتبرير الغبي الذي من المفترض ان يمنح ذوي المقتول العزاء ...

الغضب .. لافتراض اننا اغبياء .. ولا نستطيع ان نفرق بين العدو ... والصديق ...

لا استطيع ان اجزم بطعم الموت ..

هل يكون مختلفاً حسب طريقة الموت ... ام هو متساو مهما اختلفت الطرق ؟؟؟!!! ...

لكنني اظن بان الموت ( بنيران صديقة ) طعمه مرّ ... ومؤسف ...

افضّل الف مرة ...

ان يغتالني عدوي ...

وارفض بشدة ... ان يسمي قاتلي نفسه صديقاً ....

علمونا منذ الصغر ان الصديق هو الاخ الذي لم تلده امك ..

وهو العون وقت الضيق .. وهو نصف روحك المودعة في جسد آخر .. وهو .. وهو .. وهو ..

لماذا تعمدوا تشويه كلمة الصداقة باسباقها بمسبب فناء روح على يد اخرى ..

او ربما هي محاولة لتجميل فعل ( القتل ) باضافة كلمة الصداقة بكل ما تحويه من معان .. ربما تستطيع ان تجمل هذا الفعل القبيح ؟؟!! ..

كنت .. وما زلت .. وسأظل اشعر بالامتعاض كلما سمعت جملة ( نيران صديقة ) ...

واتمنى ان يمنع استخدام هذه الجملة ... رحمة بمفهوم الصداقة ... ولابعاد احساس التعاطف مع فعل ( القتل ) ...



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]رؤية شخصية ( ساخرة ) لبعض منتسبي المنابر الاسفيرية السودانية
[font=Microsoft Sans Serif]

في متن التحليل الخيالي الساخر .. اعتبرت ان كل منبر عبارة عن بيت .. حوش كبير .. تقطنه اسرة ممتدة .. اب وام ..
اخوان واخوات .. اعمام وعمات .. خيلان وخالات و جدود .. اصدقاء وجيران .. واعداء ... وأناس في منتصف الاحساس بين الصداقة والعداوة ...

تفضلوا بالدخول والتعرف على هذه الشخصيات ...

اصحاب البيت ...

انا شيوعية ضلامية ...
وحبيبي كوز مستنير ...
في الصباح بنحفظ قرآن ...
وبالليل بنقرا لينين ...
أبوي بيموت في الاتحادي ...
واخوي عمو البشير ...
اختي حزب امة ...
وأمي صوفية جد ...
جارنا إيهاب المسيحي ...
واخته نجلاء أسلمت ...
لوال صديقي الجنوبي ..
وميري خطيبة محمد ...



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
أضف رد جديد