ثــرثــرة حـمـيـمــة ....

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

[u]هموم شخصية .. قابلة للمشاركة ..

معاناة كائن ارزي ..




منذ طفولتي المبكرة جداً ربطتني مع الارز علاقة حب قوية وحميمة .. علاقة بدأت عندما قررت امي ان الحليب غير كاف لتغذية صغيرتها النهمة .. فقامت بغلي الارز واخذ نقيعه لتعبئة ( البزازات ) بمعدلات متناسبة طردياً مع مستوى العمر وازدياد كتلة الجسم .. وهكذا اصبح مذاق الازر محبباً إلى قلبي بعدما ارتبط بقدرته الفائقة على دحر جوعي وإيصالي إلى لذة الشبع ..

تدرجت في العمر وارتباطي بالحبيبات البيضاء يزيد ولا ينقض مقدار حبة .. كنت اعشقه بكل الاشكال والأنواع .. خصوصاً إذا كان غارقاً تحت فيضان من اللبن المُحلّى .. مخلوطاً برقائق جوز الهند الناعمة المبشورة ومزين بنثار القرفة المطحونة .. وايضاً لم تكن تحلو لي وجبة الغداء إلا اذا توسطها صحن الارز المصري المحمص بتدرج آسر يتراوح بين البني الفاتح الى الاصفر الباهت ليتحول إلى لوحة جميلة مختلطة الالوان نضجت بهدوء حتى تفرقت حباتها كل في اتجاه برغم تجاورها ...

كان اول سؤال ينطقه لساني عند عودتي إلى المنزل سواء من المدرسة او الجامعة او العمل هو : الغدا شنو ؟! .. وكنت انتظر الرد بترقب متوقع لواو العطف التي تتوسط اسم طبخة اليوم وما يليها .. الليلة الغدا ملوخية .. ورز .. بامية .. ورز .. كفتة .. ورز .. فتتهلل اساريري واقبل إلى الطعام بلهفة المشتاق إلى محبوبه .. فبدون الارز لا معنى للوجبة .. بينما كنت اصاب بخيبة امل شديدة قد تصل إلى مرحلة الامتناع عن تناول الطعام في الايام التي يغيب فيها حبيبي الابيض عن المائدة .. وفي ايام بؤسي يكون الحوار كالتالي :
الغدا شنو ؟! .. مفروك وكسرة .. مافي رز ؟! .. كيف يكون في رز مع المفروك والكسرة ؟! .. يا بت انتي ماسكك هوس رز ؟! .. ايوة .. وما عاوزة اتغدى هسة .. بعيدن بأكل سندويش جبنة بطماطم ..
الغدا شنو ؟! الليلة طابخين رجلة تستاهل خشيمك .. رجلة ؟! .. عملتوها بالرز ولا بالعدس ؟! .. بالعدس طبعا .. خلاص ما دايرة آكل هسة .. بتغدى بعدين باي حاجة ..

وهكذا عرفت امي ان حب الارز الذي ارضعتني اياه منذ صغري قد شب وصار مارداً متحكماً في ذائقتي الغذائية .. وإنها ان رغبت بوجودي معهم على مائدة الغداء لابد من وجوده .. وهكذا اصبح الارز صنو وجباتي ولا يفترق عنها الا فيما ندر ..
عندما اخترت الغربة مقراً .. وجدت فيها ما يسرني .. جميع انواع الارز المنتجة في كافة بلدان العالم .. ارز هندي .. باكستاني .. تايلندي .. صيني .. طويل الحبة .. سميك الحبة .. اسمر .. ابيض .. وكنت قد اتيت وفي معيتي كل الطرق المعروفة لإعداد الارز .. لأفاجأ بأنها لا تضاهى مع عشرات الطرق التي لم اكن ادر عنها شيئاً .. فبدأت مرحلة تجريبية جديدة لاكتساب معرفة غالية عن كيفية التعامل مع حبيبي ورفيق حياتي ..

وفي مطاعم دبي المتنوعة وجدت ضالتي .. فأدمنت المطبخ الهندي وأكلت ارز البرياني الحار حتى سالت دموعي .. ثم تحولت إلى المطبخ الصيني وانا اتقبل على مضض مذاق الدجاج ( حلو حامض ) .. وكان طبق الارز المخلوط بالخضار والبيض هو سلوتي ومعيني في ابتلاع مذاق السكر المخلوط بالملح .. ثم تحولت إلى المطبخ الياباني .. وعشقت طبق الارز المسلوق مع تبنياكي اللحم المخلوط بالخضار .. لكنني لم استطع ابتلاع طبق السوشي برغم علمي بوجود نسبة مقدرة من الارز مع شرائح السمك النئ .. ثم تحولت إلى المطبخ الخليجي ولم اجد اطيب من طعم الارز اليمني مع المندي والمظبي والمدفون .. وفي المطبخ الايراني كانت تجربة فريدة عندما تذوقت لأول مرة الارز مخلوطاً بالشبت ( الشمار ) الاخضر الطازج .. او مطهياً مع الزبيب والصنوبر ولب الرمان الحامض .. وفي المطبخ المصري اعجبني طعم الارز المخلوط بالشعيرية في تجانس جميل .. كنت منفتحة تجاه مذاقات الارز المختلفة .. ولم ارفض تذوقه إلا عندما وجدته مخلوطاً بالمأكولات البحرية .. فحبي الشديد له لم يستطع ان يلغي كرهي الشديد لتلك الكائنات ذات المخالب والأذناب والمجسات ..


حتى في بيوت صديقاتي الخليجيات اشتهرت بحبي للأطباق الارزية .. وعندما يطرح السؤال المجامل : سناء .. امي تسالك شو تبين عالغدا ؟! .. وتاتي اجابتي المعتادة .. أي شئ فيه عيش .. شو يعني حددي ... تبين برياني .. مجبوس .. مقلوبة ؟! وتحبين باللحم ولا الدجاج ولا السمك ؟! .. وتاتي اجابتي المعتادة ايضاً .. ياشيخة سوي لي أي حاجة فيها عيش بس ابعديني من السمك ..

وكلمة عيش هنا تطلق على الارز وقد كانت لي نادرة في اول ايام غربتي عندما دخلت البقالة اسفل منزلي لإحضار الخبز .. طلبت من العامل ان يدلني على مكان ( العيش ) فما كان منه إلا ان اخذني إلى رف ممتلئ بشتى انوع الارز .. رمقته بغيظ وأنا اردد : اريد عيش ما اريد ارز .. وكان يجاوبني باصرار مندهش : ماما .. هذا عيش .. انت شو يريد ؟! .. ثم تكرر الامر في قسم الالبان عندما حملت وبكل ثقة اكبر مقاس جركان مكتوب على واجهته ( لبن ) .. ولم اكتشف خطئي الا بعد ان صببته لإعداد الشاي .. فاذا به ينزل ثقيل القوام وبرائحة تخمير لا تخطئها الانف .. فصرخت في صديقتي باستنكار : سجمي اللبن اتقطع .. عليك الله شوفي الناس الحرامية ديل .. يبيعوا لي لبن مقطع .. والله ما اخليهم .. وقبل ان اتأبط شري واهرع إلى البائع لاعيد لبنه المقطع .. تعالت ضحكات صديقتي التي كانت تسبقني في الغربة بسنة كاملة : هوي دقيقة قبل ما تنزلي وتتشاكلي .. الباقة مكتوب فيها شنو ؟! .. مكتوب لبن بالخط العريض .. يا ستي اللبن هنا يعني روب .. ولو عاوزة لبن الا تشتري باقة مكتوب فيها حليب .. وهكذا اقتحمت لغتي كلمات معكوسة وأصبحت اتعامل بها كما اجبرني واقع الحال ..


ونرجع لمرجوعنا ..
متى بدأت معاناة الكائن الارزي الذي هو انا ؟! ..
في آخر زيارة لطبيبي لإجراء الفحص الدوري .. وكإجراء معتاد في بداية كل زيارة وضعت قدمي في الميزان الالكتروني نظرت اليه برعب عندما قفزت الارقام لتتجاوز وزني السابق بما يقارب الـ ( 1500 ) جرام .. وعندما كتب الممرض الوزن في الخانة المحددة له وأعاد التقرير إلى الطبيب .. اذا به ينظر الي شذراً .. وبرغم لهجته المهذبة التي تجعله لا ينطق اسمي إلا وهو مسبوقاً بكلمة ( ست ) إلا ان عباراته كانت تطفح استياءً : يا ست سناء مو معقول !! .. آخر فحص كان قبل ثلاثة اشهر .. وانا طلبت منك تنقصين وزنك شوي .. تجيني هالمرة ووزنك زايد كيلو ونصف .. يعني بمعدل نص كيلو كل شهر !! .. هي الزيادة وايد على وضعك الصحي ..

اكمل باقي فحوصاتي وهو مكفهر الوجه والنصائح الطبية تترى من بين شفتيه عن اهمية خفض وزني خمسة كيلوجرامات قبل زيارتي القادمة حتى اتخلص من بعض المضاعفات التي بدأت تظهر .. كانت نصائحه اشبه بالأوامر التي لا تقبل الجدل .. وفارقت لهجته البيضاء حيادها .. وظهرت حدته العراقية في انصع صورها .. احسست بالخجل وتتالت الوعود بخفض وزني خلال فترة الشهر القادم .. خرجت منه وانا احمل تصميمي على فقد الخمس العويصة ..

ومنذ اليوم التالي التزمت بحمية قاسية خاصمت فيها حتى الخبز الاسمر والسكر المنخفض السعرات الحرارية .. لم اعان من شئ ولم افتقد شئ بقدر افتقادي لحبيبي الذي فارقته مكرهة .. ففي حميتي الكريهة لا مكان للنشويات على الاطلاق .. وبالتالي لا ارز حتى الاسمر منه .. يا الهي.. كيف اعيش بدون الارز ؟! .. كيف استسيغ طعم الاكل من غير وجوده .. كيف تؤكل البامية وحدها ؟! .. وهل يمكن ان ابتلع الملوخية بلا حبات الارز ؟! ..

منذ ان اتخذت قرار الحمية وطبقته اصبت بهلوسات سمعية وبصرية وشمية كلها تتعلق بالارز .. فأثناء جولات المشي السريع الاجبارية التي امارسها على مضض كل مساء .. اكاد اسمع صوت خطاي على الممشى وهي تنطق .. ارز .. ارز .. ارز .. وعندما اقترب من الحدائق الصغيرة المجزوزة حديثاً تأتيني رائحة العشب وكأنها رائحة ارز باسمتي مخلوط بالكركم ومزين بالزعفران .. كما تشاكسني الدعايات المنصوبة في ارصفة الشوارع بصورة طبق الارز الذي يتصاعد منه البخار فترتبك خطواتي العجولة .. وتبطئ حتى تكاد تتوقف امام سطوة الشوق إلى حبيبي الذي اجبرت على مقاطعته ..

لقد اصبحت وجباتي بدون نكهة .. لم اعد افكر في الطعام .. فبدون الارز اضحت حياتي سلطة × سلطة ..
سوف تستمر معاناتي لمدة اسبوعين اخرين يجب ان التزم فيهما بعدم الاقتراب من الارز ولو عرضاً .. هل ساستطيع الصمود ؟! .. لا ادري ... فرتابة الوجبات بدون الارز تكاد تصيني بالجنون ..

لقد اشتقت إلى الارز حتى بت اردد حلمنتيش الشاعر حسين شفيق المصري الذي اشتهر بكتابة (المشعلقات ) وهي معارضات لمعلقات الشعراء في العصر الجاهلي ، وخصوصاً الأبيات التي يعارض بها معلقة عمرو بن كلثوم والتي يقول فيها:
ألا هبي بصحنـك فاصبحينـا..
ولا تبقـي خمـور الأندرينـا

فيقول واردد انا معه :
الا هبّــي بصحنـكِ فاطعمينـا..
ولا تبقـي فراخــاً أو طجينـا

محمـرةً يتـوه الـرزُ فيهـا..
إذا ما السمنُ خالطها سخينـا

وقالت هل أكلتَ من المحـاشي..
أو الطواجن ِبالأوّز ابن اللذينـا

عزيزي الارز .. آهـ لو تدري كم اشتاق اليك .. كم افتقدك .. لقد هجرتك هجراً جميلاً .. ولكن صبراً حبيبي .. فموعدنا آت قريباً .. وسأعود اليك بكل لهفتي .. فقط انتظرني ..

وسوف نردد معاً باعلى صوت .. تباً للحمية التي لا يدخلها ارز ...


التوقيع : كائن ارزي يعاني من اعراض الادمان المفرط ..




للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]


حُمّيد .. يا وجع القصايد الما انتهت ...



لماذا صار هذا الوطن يمطرنا أحزاناً ويسقينا الفجيعة كل صبح ؟! ..
لماذا غادرتنا الافراح وداهمتنا الخطوب ؟! ..
لماذا رحلت يا حُمّيد دون انذار وبلا اشارة تهيئنا لما هو آت ؟! ..


حميد يا وجع الكلام الما انتهى ..
يا سيد بيوت الطين .. يا ابسط البسطاء ..
كان بدري عليك
كيفن مشيت وانت عارف لسة منتظراك قصايد عن شوارع وعن حواري وعن عيال .. وعننا ..
كيفن مشيت وانت لسة منتظراك حكاوي ما انتهت .. عن البلود .. عن الارض وناس الارض .. وريحة الارض .. عن سمار اللون في وطن تعبان ..
عن خدرة الليمون ونضرة القمحة في السنبلة السمحة .. عن صفرة الضحكات في وشوش ناعمات ايديها وسخانات وديدنا السرقة من جيوب الناس ..
كيفن مشيت بلا اذن .. ولا سلام .. ولا وداع .. ولا حرف يدينا لمحة عن الفجيعة الجاية دافرة ..
مشيت وخليتنا لمنو ؟! .. منو تاني حيقول كلامنا الما بنقدر نقولوا ؟! ..
منو تاني حيكون لساننا القاصر عن التعبير ؟! .. منو تاني الحيطلق قصايده زي الرصاص في صدر الطغاة ؟! ..
منو تاني حيكتب عن نورة .. وآمنة .. عم عبد الرحيم ؟! ...
يا الله يا حُمّيد .. بالجد كان بدري عليك ..
وجع رحيلك المفاجئ يصعب تحمله .. وفقدك عظيم يا صاحب كل الناس ..

اللهم ارحم عبدك محمد الحسن سالم حُمّيد واسكنه فسيح جناتك مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقاً ..
اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ..
اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ..
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار ..
اللهم امنحنا صبراً جميلاً لتحمل غيابه المرّ ..
إنا لله وإنا اليه راجعون ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
تأملات على شريط الممشى ...



كثيراً ما تجبرنا الحياة على الركض المتواصل وباقصى سرعة ممكنة .. ركض يقطع انفاسنا ويشل حواسنا لدرجة انه تاتينا لحظة ننسى فيها اسباب ركضنا .. فتصبح حركاتنا الية ومدفوعة بقوة غامضة المصدر .. بليدة المنبت .. لا تأبه بما قد يصيبنا من رهق جسدي ونفسي من جراء هذا الركض .. قد لا نتوقف من تلقاء انفسنا بعد ان اصبح ركضنا عادة متأصلة شبيهة بالادمان .. به ننتشى ونظن اننا نمارس حياتنا كما يفترض بها ان تكون .. وبدونه يصيبنا الخوف .. الخوف من السكون .. ومن انقطاع صوت الخطى اللاهث الذي يمنحنا وقعه طمأنينة نحتاجها لنثبت لانفسنا ولغيرنا اننا احياء ..
يتشابه ركضنا مع تنوع اسبابه .. بعضنا يركض من اجل المال كغاية وهدف .. او كوسيلة لتحقيق الغايات المتعددة .. بعضنا يركض من اجل بلوغ اعلى مقاعد العلم .. بعضنا يركض للوصول الى اعلى مراتب الشهرة .. بعضنا يركض فراراً من ماض مؤلم مشحون بذكريات حزينة .. وبعضنا يركض خلف مستقبل غامض محفوف بالاحلام .. بعضنا يركض وراء الحقيقة وبعضنا يركض خوفاً منها .. بعضنا يركض وراء سراب يظنه ماء سوف يروي عطشه لكل الامنيات المهدرة في حياته .. وبعضنا يركض خلف السلطة والجاه والنفوذ .. بعضنا يركض هرباً من الظلم والبؤس .. وبعضنا يركض سعياً لامان يرجوه ..

وفي غمرة هذا الركض المجنون .. تفوتنا الكثير من المشاهد المبهجة .. والتفاصيل الصغيرة الممتعة التي تحتاج الى قليل من التأني كي نلاحظها .. تفاصيل نظنها تافهة ولا تستحق ان نبطئ حركتنا من اجلها دون ان ندرك انها في الحقيقة البهار الذي يمنح حياتنا مذاقها المميز .. كثيرون منا يواصلون الركض في الدروب الطويلة المتعرجة دون لحظات راحة تعينهم على الصمود .. ولا يتوقفون الا اذا اجبرتهم اجسادهم االمرهقة التي اصابها الوهن فتراخت وتسرلبت بالسكون .. ونادت ان لا مناص من اعتزال الركض الى اجل قريب او بعيد ..

علمتنا الغربة ان نجيد الهرولة ... وأن نتقن الركض في أغلب الاوقات كي نستطيع ان نعيش في عالم اصبح المال هو لغته الاولى .. وان نتعايش مع ظروف لا تعترف بالحركة البطيئة كاحدى خيارات الحياة .. علمتنا باصعب الطرق .. واكثرها قسوة .. فتمادينا في الركض حتى كلّت الاقدام .. ونخّت الروح ..

منذ عدة ايام بدأ جسدي يعلن تمرده على ركضي بعلامات انذار خفيفة تجاهلتها كالمعتاد .. فلا وقت لدي ولا رغبة في التوقف وزيارة الطبيب .. يجب ان اواصل الركض لاصل الى هدفي .. لكن ما هو هدفي ؟! .. تبادر هذا السؤال الى ذهني عندما اشتدت الاعراض وتزايدت الى حد باتت معه زيارة الطبيب فرضا لا أملك خيار رفضه .. كان تشخيصه بانني اعاني فقط من الاجهاد البدني الحاد بسبب نقص الفيتامينات والمعادن والاملاح في جسدي .. وانني احتاج الى فترة راحة الزم فيها فراشي واحاول تعويض ما فقدته .. وهكذا حصلت على اجازة مرضية من العمل .. واجبرت على اعتزال الركض الى اجل مسمى ..

اخذت قراري بان اخلد الى النوم لوقت متأخر فلا شئ يجبرني على النهوض المبكر .. وفي اول ايام الاجازة الاجبارية نهضت قبل الفجر بقليل .. نظرت الى الساعة فوجدتها تشير الى نفس التوقيت الذي اعتدت ان اصحو فيه يومياً .. انها ساعتي البيولوجية العنيدة التي رفضت الانصياع لرغبتي بالنوم .. اغمضت عيني بقوة محاولة العودة الى احلامي التي انقطعت .. فلم استطع .. فنهضت .. ومارست كل روتيني اليومي الذي يسبق ذهابي الى العمل .. وفي الساعة السادسة صباحاً كنت في الشارع كالمعتاد ..

لكن هذه المرة كنت انظر الى ما حولي بشكل مختلف .. بهدوء .. بلا استعجال ..

كانت النسمات كسولة تتارجح بين برودة تتاهب للرحيل وحرارة قادمة بقوة .. بحثت عن قرص الشمس فلم اجده .. كان مختبئاً خلف غيمة ضخمة بالكاد افلتت من احضانها سلاسل ضوء ذهبي ناعس يتوق للانعتاق من اسرها وتابى هي الا ان تمسكه .. في اركان موقف السيارات الكبير جلس رهط من العمال بزيهم الموحد وملامحهم الجامدة التي لا تستطيع ان تتبين منها هل هم سعداء ام تعساء .. كانت حركتهم تتسم بالتحفز لبدء الانطلاق والركض كل نحو هدفه ..

عندما تحركت سيارتي تنازعتي الرغبة في الاسراع بحكم التعود .. فهزمتها .. لقد اخترت اليوم ان يكون البطء سمتي والسكون رفيقي .. ثم بدأت اتأمل كل شئ حولي وكأنني اراه للمرة الاولى .. لفتت مربعات الرصيف انتباهي بلونيها المتناقضين .. سواد الليل يجاور بياض النهار بالفة وانسجام .. انحناءات الطريق الناعمة .. الخضرة النضرة للحشيش المجزوز حديثاً .. كانت رائحته تناديني بدعوة مغرية للمشي فيه بقدمين حافيتين .. ولكن رائحة المياه الزنخة ردعتني وذكرتني بان الري يتم عن طريق مياه الصرف الصحي المعالجة .. فأحجمت وتابعت طريقي .. حتى لون اشارات المرور كان مختلفاً .. كانت عيون الاشارة تغمز بكسل لذيذ .. وبدا لونها الاحمر قانياً اكثر من المعتاد .. والاصفر فاقعاً اكثر من المعتاد .. ونافس الاخضر عشب الجزر الصغيرة التي تفصل الطرق في عمقه ونداوته ..

كان هدفي هو شاطئ بحيرة هادئة مسور بممشى طويل يمنح هواة المشي والركض مسافة تفي باحتياجهم وتزيد .. عندما وصلت كان السكون مخيماً على كل الارجاء .. حتى البحيرة بدت لي صغيرة ومنكمشة وهادئة .. كانت كل الاشياء نائمة .. الطيور .. الاشجار .. وحتى الاسماك في البحر .. غزتني سكينة لا يمكن وصفها .. احسست بانني امتلك الكون بأكمله .. وعندما بدأت خطواتي تدب على ارض الممشى اللينة المبطنة بالمطاط اللدن .. كانت الشمس قد صرعت الغيمة التي تغطيها .. وبدأ وهجها يرسم خطوطاً على وجه السماء .. فخرجت عشرات الاذرع المضيئة لترسم لوحة تحبس الانفاس من فرط جمالها .. وامتد سحر اذرع النور وهمس لخمول الكون ان ارحل .. فاطاع .. وبدأت رؤوس الاشجار تتمايل بغنج مفضوح .. زقزقت االطيور وحولت السكون الى غابة متشابكة الاصوات .. استيقظت البحيرة من سباتها وتمطت .. وبدات الامواج سباقها الازلي مع بعضهاالبعض ..

ثم توالى دبيب اقدام اخرى في الممشى .. رجال ونساء .. شيب وشباب .. عرب واعاجم .. كنت عادة لا اهتم برفقاء الممشى برغم التجاور اليومي .. فاسير بسرعة صاروخية كي انتهي من مهمتي الثقيلة واقطع الكيلومترات المفروضة علي بخطوات عجولة لا تشتهي معرفة ملامح الطريق ولا رفقته .. أما اليوم فقد اختلف الامر .. لست على عجلة من امري .. ولا شئ يدعوني للركض .. امامي صباح كامل افعل بساعاته ودقائقه وثوانيه ما اشاء .. فتمهلت خطواتي .. ونظراتي .. وبدأت اتامل ما حولي ومن حولي .. وجوه غريبة لكنها تبدو مألوفة .. أعين تتلاقى ثم تنكسر .. ابتسامات ترتسم ثم تحجم .. خطوات تتجاور وتفترق ..

وبدات اسال نفسي .. كم عدد المرات التي التقيت فيها اصحاب هذه الاقدام ولم اعرهم انتباهاً ولم الق عليهم التحية ولم اتبادل معهم الابتسام ؟! .. كم عدد اللحظات التي ترافقت فيها خطانا وتحاذت وتساوت على هذا الشريط الضيق دون ان تخترق حاجز التجاهل وتستمر في الركض ؟! ... لماذا يبدون غرباء برغم الرفقة اليومية .. ولماذا الفت ملامحهم برغم عدم المعرفة ؟! ووهل نفتقد رفقة بعضنا الصامتة عندما يتغيب احدنا ؟! .. وهل اعمانا ركضنا عن تبادل الحد الادنى من التواصل الانساني ؟! وهل الممشى الذي يجاور البحر هو صورة مصغرة من الحياة ؟! درب طويل نقطعه على عجل بحيث لا ننتبه للاخرين الذين يجاورننا في الدرب ولا للتفاصيل الصغيرة التي نمر بها وتمر بنا ؟! ..

اليوم ولاول مرة استوقفتني تلك التفاصيل الصغيرة في الممشى ..الاصوات .. الروائح .. المشاهد .. وكل ما كان يبدو لي مشوشاً من فرط سرعتي ..
اليوم ولاول مرة سألت البحر ان يستجيب لنداء الشاطئ فيهجر جزره ويتمدد حتى يلامس أطراف ااصابعي ..
اليوم ولاول مرة إستمعت بانصات مقدس الى همس الموجات الحميم .. واستوعبت لغة االماء السرية ..
اليوم لاول مرة أطلقت سراح ابتسامتي للعابرين المتقاطعين مع دربي دون توجس ..
اليوم لاول مرة خاصمت اقدامي الخطو المسرع وتهادت في الممشى ببطء واطمئنان من يملك مقود الزمن في يده ..
اليوم ولاول مرة ادركت ان الوصول الى الهدف قد لا يتطلب ركضاً بقدر ما يتطلب ثبات الخطو ومرونته ..
اليوم ولاول مرة اقنعت نفسي بانني حتى لو اخترت الركض اسلوباً لحياتي .. فلايجب ان أجعله ستاراً يحجب عني رؤية الاشياء الجميلة التي تحيط بي ..

ايها الراكضون والراكضات تمهلوا .. انظروا حولكم .. امسحوا اعينكم من عوالق الطرق المسرعة لتروا المنمنمات الصغيرة التي تمثل جزءاً اساسياً من ديكور لوحة الحياة الكبيرة ..
اشحذوا انوفكم التي اغلقت منافذها روائح عوادم السيارات والعطور الرخيصة والثمينة لتشموا رائحة العشب وهو ينمو .. والمطر وهو يهطل .. ورائحة ذرات التراب العالق في السماء .. تشمموا رائحة الود عندما تاتيكم من حيث لا تتوقعون .. تشمموا روائح الحياة عندما تغزوكم بكل تنوعها وصخبها ..
نظفوا اذانكم لتسمعوا تسبيح الاشجار وصوت تفتح االازهار .. وبكاء الاطفال .. ولتسمعوا اصواتكم الداخلية التي خفتت بسبب ضوضاء العالم حولكم ..
ايها الراكضون والراكضات .. تمهلوا .. وامنحوا خطاكم حق التباطوء من حين لاخر ..

ما اجملك يا اجازتي الاجبارية .. منذ اول يوم منحتني رؤية مختلفة لكل ما يدور حولي وادور حوله ..
وعذراً يا جسدي المسكين .. لقد حملتك بركضي اللاهث ما يفوق قدرتك على الاحتمال ..
أتمنى ان استطيع الاحتفاظ برؤيتي المختلفة بعد العودة الى مسار حياتي العادي ..
أتمنى ان يصبح ركضي اقل سرعة .. وان يصبح هدفي اكثر وضوحاً ..






للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

مقال منقول بكامله من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة هدية لمن يتوجسون من تاريخ هذا اليوم الجمعة 13 من الشهر ..



رهاب رقم 13


الخوف من الرقم 13 و باللغة الإنجليزية تدعى Triskaidekaphobia و هو خوف غير مبرر من الرقم 13 ولاسيما الجمعة الثالث عشر .

يعتبر في العالم الغربي المتمدن رقماً مشؤوماً، ولذا لا يرغب الناس هناك أن يرتبط هذا الرقم بأي شيء يخصهم فهم يتجنبون أن يكون رقم منزلهم 13، أو رقم غرفتهم 13 في الفندق أو المكان الذي يسكنون فيه، ولا يرغبون في تناول الطعام على مائدة عليها ثلاثة عشر شخصاً.

يقول الدكتور مارتين لوثركينج: إن أكبر حاجات الإنسان هو أن يجعل نفسه فوق مستنقع الدعايات الكاذبة، فالأشخاص المصابون بالأمراض والضعف النفسي يستسلمون بسرعة إلى الخرافات، ويظلون في حالة قلق وخوف دائم، يخافون من يوم الثالث عشر من الشهر، ومن القطة السوداء التي تضع يديها فوق بعض على شكل صليب.

ولقد لاحظت شخصياً عندما كنت في مصعد كهربائي في فندق كبير بنيويورك أن الفندق ليس فيه طابق برقم 13، بل يوجد طابق 14 بعد طابق 12، فسألت موظف المصعد عن السبب فأجاب إن هذه العادة متبعة في معظم الفنادق، لأن عدداً كبيراً من النزلاء يخافون الإقامة في الطابق 13، ثم أضاف: بل إن البعض عندما يرون أن الطابق 14 هو بدل الطابق 13 يمتنعون عن الإقامة فيه».


يقال إن السبب الرئيسي لهذا الخوف يعود إلى العصور القديمة، إذ كانوا يعتقدون ويصفون هذا الرقم بالقدر والقوة الخفية وصلته بعلم الغيب، وقد ذكر في أحد الكتب القديمة العهد أن من يفهم الرقم “13″ ربما يحصل على مفاتيح الطاقة والسلطة.

بعض ما قيل في رقم 13
لا يوجد في ازار المصعد اثرا لرقم 13.

بعض الناس سجلت حالات ودلائل على اعتقادها سواء بالتفاؤل أو التشاؤم من رقم 13، فالرقيب الأول الشرطي ” دجون فغ أنكر ذلك الشؤم المرتبط بالعدد 13 في تعبيره عن شكره على هدية قدمها إليه زملاؤه في قوة الشرطة في مدينة دوفر لمناسبة تقاعده، فقد ذكر أنه واحد من أسرة مكونة من 13 فرداً، وقد بدأ العمل وهو في سن الـ 13، واستمر في وظيفته الأولى 13 سنة، والتحق بشرطة دوفر في 13 نيسان.

بينما ذكر أحد أفراد أسرة السيد “فوّه ردّ” من نورث برتون، في إقليم يوركس أن العدد 13 المشؤوم يبدو غريب المعنى في الظروف المحيطة بموته، حيث سقط السيد ردّ ميتا بسبب مرض القلب في اليوم 13 من الشهر. وكان مضى 13 أسبوعا على تسجيله في صندوق نادي القرية، وبقي لديه للسحب يوم قضى 13 شلنا، وبلغ أصغر أبنائه سن الـ 13، وذلك يوم المأتم، الذي شهده 13 عضوا من أعضاء النادي، و13 فردا من أفراد الأسرة، الذين بلغ مجموع المسافات التي اجتازوها جميعا من منازلهم إلى مكان المأتم والدفن 1300 ميل. وكانت أسرة السيد ردّ تتألف من 13 شخصا بمن فيهم ابنه البكر، الذي كان رقمه الرسمي في البحرية البريطانية 13، وهو حاليا يخدم في سفينته الـ 13. وأرسلت 13 برقية من مكتب التلغراف هانمانبي معلنة الوفاة.

في أمريكا و الغرب يتشاءمون بشكل عام، من الرقم 13، إذا وقع في جمعة. وفي الثلاثينيات، وعلى ذمة صحيفة “نيو يورك هيرالد” جاء أن المعدل اليومي للزواج في نيويورك وصل إلى 150 زيجة، فيما لا يكاد يتخطى أل 60 نهار الجمعة. والخوف من مصادفة تاريخ 13 يوم جمعة ليس اعتيادياً بل هو مرض اسمه ” باراسكافيدكاتريافوبيا ” ويعانيه في الولايات المتحدة وحدها 21 مليون شخص.

ويقوم علماء النفس بمعالجته، يقول الطبيب دونالد دوسي إن العوارض التي تصيب 21 مليون أميركي في مثل هذا اليوم تراوح بين التّوتّر الخفيف والاضطراب والإحساس القوي بالتشاؤم والذّعر. والبعض لا يترك سريره أو يغادر منزله، في حين يقوم آخرون بكل أنواع الطقوس لصد تأثيرات هذا اليوم، وكثيرا ما تظهر العوارض قبل أسبوعين من الموعد وتزداد سوءًا مع اقترابه وتختفي بمجرد انقضائه.

وفي دراسة أجرتها مجلة “سميشونيان” تبين أن الشركات الأميركية تخسر كل يوم جمعة 13 من أي شهر 750 مليون دولار لأن الناس لا تتسوق أو تسافر أو تغامر بأي شيء يوم جمعة 13. والخوف من “جمعة 13 ليس محصورا بالولايات المتحدة بل هو قديم ومتجذر في التاريخ وفي الحياة اليومية.

ففي روما القديمة كانت تجتمع الساحرات في مجموعات تضم 12، أمّا الرقم 13 فهو الشيطان. والإسكندنافيون القدماء كانوا يعقدون حبل المشنقة 13 عقدة. ويعتقد البعض أن حوّاء أعطت آدم التفاحة ليأكلها يوم جمعة ويفضلون الاعتقاد أنه كان جمعة 13 من الشهر. ويعتقد أيضا أن قابيل قتل هابيل في مثل هذا اليوم.

وفي القرن التاسع عشر، كانت شركة لويدز للتأمين البحري في لندن ترفض تأمين أي سفينة تبحر يوم جمعة 13. وحتى اليوم لا تحرّك البحرية الأميركية أي سفينة في هذا الموعد. وفي ألمانيا تم بناء جدار برلين، أو جدار العار، في الثالث عشر من آب 1961م.

وفي العام 1970، انطلق “أبولو 13 الساعة 13 و13 دقيقة، وفي ثلثي المسافة إلى القمر وقع انفجار في المركبة أجبر الرواد على قطع رحلتهم في 13 نيسان.

واليوم لا تستخدم 90% من ناطحات السحاب والفنادق في الولايات المتحدة الرقم 13 في ترقيم طبقاتها وتقفز من 12 إلى 14 – أحيانا يستبدل الرقم 13 بالرقم 12A -.

وفي المستشفيات لا وجود لغرفة تحمل الرقم 13، أما شركات الطيران فلا تدخل هذا الرقم على رحلاتها.

وقد انعكس هذا الخوف من الرقم 13 على السينما، إذ أخرج روب هيدن فيلما بعنوان – الجمعة 13 من بطولة جانسن داغجت و سكوت ريفز، وكان الفيلم عبارة عن فيلم رعب يشد الأعصاب..

للتشاؤم درجات متفاوتة فلكل انسان شيء يتشاءم منه و أغلبهم يتشاءم من الرقم 13 فما هو سر ذلك ؟؟ ان التشاؤم منه تمتد جذوره إلى ما قبل الميلاد لأنه كان عدد الأرواح الشريرة في اعتقاد الناس.و في فرنسا مات رئيس الجمهورية الفرنسية الثالثة حين أصابته لعنة الرقم 13 يوم تسلمه الحكم .كذلك فان نابليون بونابرت أجل انقلابه العسكري الذي صادف يوم 13.وقد يكون من المضحك في الأمر أن الطائره الفرنسية لا يوجد فيها رقم13 وكذلك لا توجد غرفة في فندق فرنسي تحمل هذا الرقم .

اذا كان هذا الرقم يدعو للتشاؤم عند بعض الناس أو الشعوب فانه عند غيرهم يدعو إلى التفاؤل قهو كذلك عند هنري الرابع و لويس الثالث عشر و المخرج السينمائي الشهير كلود لولوش الذي سأل صديقه اذا ما كان يؤمن بالخرافات ؟ أخبره أن اسمه مكون من 13 حرفا و كذلك اسم صديقه يتكون من 13 حرفا و الرقم 13 يصادف يوم ميلاده13 اذار و أنه أيضا سمى شركة الانتاج السينمائي التي يملكها" أفلام 13" و عندما اشترى قاربا أسماه " الجمعة13".


تصنيف: خرافات


[b]
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

أيها البشير .. إذهب انت وعصبتك فحاربا .. إنّا ها هنا قاعدون ..


لماذا صار هذا الوطن يمطرنا أحزاناً ويسقينا الفجيعة كل صبح ؟! ..
لماذا غادرتنا الافراح وداهمتنا الخطوب ؟! ..
لماذا سلّط الله حكومة البشير المدمرة كي تحكم هذا الشعب المسكين ؟! ..


والله يا جماعة الخير احنا تعبنا خلاص من المسلسلات التركيةالطويلة البعملا رهط الدمار الشامل الحاكم السودان دة .. الناس ديل بقوا متخصصين في اغراقنا بهموم تفوق طاقتنا كبشر .. يطلعونا من حفرة حرب عشان يرمونا في دُحديرة حرب تانية .. ولسة ما بنكون شلنا نفسنا من مصيبة سودا عمولها .. بنلقى روحنا دخلنا في مصيبة تانية اسود من نياتهم .. واكبر من كروشهم المتضخمة بفعل سرقة موارد البلاد والعباد .. وانيل من وشوشهم المتوردة من اكل مال السحت ..

انا مستغربة .. كيف الناس الخايبين البليدين ديل لسة قادرين يحكمونا ؟! .. دة معناها انه احنا زاتنا خايبين وبلدة ..
أي والله .. بقينا شعب كامل مصاب بالخيابة والبلادة بدليل انه رجل مزواج ورقاص وحلاف قدر يحكمنا هو وعصبته لمدة فاقت العقدين .. من يوم ما هلّوا علينا ما شفنا خير .. دخلوا علينا بالساحق والماحق والبلا المتلاحق .. رجلينهم الناشفة نشفت خيرنا .. وايديهم الطويلة استولت على حقوقنا .. وذممهم المطاطية حاوطت اقواتنا وارزاقنا ..
طفشونا وبهدلونا وقسمونا وشرذمونا وباعونا بابخس الاثمان .. غذوا عصبيتنا وجاهليتنا ووحشتينا .. وخلونا ناكل لحم بعض .. طمسوا اخلاقنا واغتالوا سماحتنا وطيبتنا .. خلونا مسوخ مشوهة لناس كانوا كويسين ..

اها ونحنا لسة غاطسين في وسط الدوامة حقتهم دي وبنحاول نطلع منها قاموا فتحوا لينا نفاج جديد لحرب جديدة مع ناس كانوا جزء مننا وهسة بقوا اغراب وكمان اعداء .. وبدأ رئيسنا المبجل يرص الجوقة بتاعتو ويحضر لعزف سيمفونية جديدة يخاطب بيها شعبه الضمن خيبته وبلادته ..
قال ايه ؟! .. تعالوا حاربوا الجنوبيين عشان استولوا على قطعة ارض عزيزة !! ..
وقال ايه ؟! .. ادوني اولادكم احارب بيهم المعتدي الظالم !! ..
وبدأت الجوقة من خلفه تدق على اوتار الوطن والوطنية .. ويردد من وراهم الكومبارس أنّ يا معشر الاغبياء اسمعوا وعوا ..
انتم مطالبون باثبات ولائكم لحكام هذا الوطن الذين سحلوكم وقتلوا اولادكم وضربوا نساءكم وطردوا اباءكم وقطعوا ارزاقهم ..
انتم مطالبون بتقديم فلذات اكبادكم كقرابين على مذبحة الحرب القادمة .. وإلا .. فانتم متهمون بنقص الوطنية .. وانعدام الولاء .. وموالاة الاعداء .. وعصيان اولي الامر .. وهي تهم لو تعلمون مدى فداحتها لذهبتم انتم ايضاً مع ابناءكم لتحاربوا المغتصبين .. وان شاء الله تموتوا كلكم .. يعني شنو لو مات منكم الف ولا مليون ؟! شهداء .. وحات الخوة شهداء ولا خوف عليكم ولا اهلكم يحزنون ..
موتوا ياخي .. احنا حاولنا جاهدين منذ قدومنا الميمون ان نقتلكم باي طريقة ممكنة .. بالجوع .. بالسجن .. بالحرب .. ما مهم الوسيلة .. المهم تموتوا ..
يا جماعة الخير افهموا .. وجودكم عامل للجماعة ديل مشكلة لانكم بتقاسموهم في الكلا والماء .. وموتكم انتم واولادكم واحفادكم ونساءكم رحمة لهم .. انتو مالكم شعب ثقيل كدة .. قدر ما عملوا فيكم ابيتوا تموتوا ونسلكم ابى ينقطع !! هسة خلاص الجماعة ادوكم رخصة موت مشرف دفاعا عن الارض والعرض .. ونصرة للحق واعلاء للدين.. ( ووتر الدين دة طبعاً كان اكتر وتر _ مقسّم _معاهم .. لكن للاسف هسة فقد سطوته .. حقوا يجربوا ليهم وتر جديد يحل محل القديم بعد استهلاكه بشكل مفرط ادى الى عدم صلاحيته لدى افراد الشعب ) ..
يا جماعة الخير قاتلوا الكفار حتى يرتاح الحاكم .. ارسلوا اولادكم إلى المحارق كي تصدوا النار عن العصبة الحاكمة .. اجعلوهم يحاربوا وكراعهم فوق رقبتهم .. عشان نسوان واولاد واحفاد ومحسوبي رئيسنا المبجل يستمتعوا بالامان .. وبركوب الفارهات .. وبالسفر إلى المنتجعات .. وبسكنى القصور العاليات .. حسوا على دمكم وبطلوا التلامة بتاعتكم وامشوا حاربوا .. عالم بليد وخايب وما بفهم الكلام ..

عن نفسي .. ما عندي اولاد .. لكن لو عندي مية ولد .. ولا واحد فيهم ما بخلي يمشي يحارب نيابة عن نظام البشير ورهطته.. حيتهموني بالخيانة وعدم الوطنية ؟! بعدم الولاء ؟! .. ان شاء يتهموني بكل التهم العندهم .. عملوا لي شنو عشان اديهم اولادي يحاربوا بالنيابة عنهم ؟! هم العلموني عدم الوطنية .. وهم القطعوا خيوط الولاء .. هم الخلوا الوطن كأنه ما وطن .. هم اساس البلا ..
عشان كدة لو عندي ولد بمسكه عليّ وما بطلعه قربان يذبح على نصب افعالهم .. زي ما اشعلوا النيران .. خليهم يطفوها براهم ..

خليهم هم واولادهم يمشوا يحاربوا .. إّنا ها هنا قاعدون ..
.
.
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
توج
سات مشروعة ...

الخــــرف ..


هل لدى أي منكم شخص في محيط حياته مصاب بالخرف ؟! .. كيف تتعاملون معهم ؟! .. هل تضيقون بهم ؟! بكلماتهم المبعثرة بلا رابط ؟! بتصرفاتهم المتطرفة ما بين النزق والسكون ؟! باسالتهم المكررة ؟! .. بذاكرتهم الممسوحة ؟! .. بعدم قدرتهم على قضاء ابسط حاجاتهم واعتمادهم الكلي عليكم ؟! .. اظن ان الكثيرين منا تعايشوا مع تجربة الخرف سواء مع الاقارب اللصيقين او البعيدين .. مع الاصدقاء او الجيران .. والقلة القليلة فقط ممن يصنفون في قائمة المحظوظين هم الذين لم يخترق هذا المرض محيط حياتهم من قريب او بعيد ..

ما اصعب ان نرى أم أو أب .. خال او عم .. جد او شقيق .. جار او صديق .. يعيشون وسط عائلاتهم كالغرباء بذاكرة بيضاء لم يبق فيها إلا شذرات من ماض بعيد بعد ان محى المرض كل مخزونها الذي تكدس عبر السنوات .. وما اقسى ان نرى من أحببناهم وأحبونا يخرجون من عالمنا الصاخب ويختفون وراء ستار غليظ من العزلة النفسية والعتمة الروحية التي تفقدهم القدرة على التواصل معنا ..
كنت في بواكير مراهقتي قد عايشت كبرى شقيقات امي وهي تنحدر من قمة القوة والسيطرة على حياتها وحياة من حولها من ابناء وأحفاد .. إلى كائن ضعيف مصاب بالذهول والتوهان .. وبعد ان كانت عيناها تشعان بالذكاء والمعرفة .. تحولتا إلى مجرد عدستين خاويتين لا تعكسان أي احساس .. وبعد ان كانت شعلة من النشاط تضئ اركان منزلها بحركتها الدائبة .. اصبحت كتلة خاملة لا تتحرك إلا بصعوبة وكأنّها قد نسيت طرق الحراك وميكانيكيته .. لم تعد تفرق بين الليل والنهار .. ولا الحر والبرد .. ولا الجوع والشبع .. اصبح محور حياتها يدور حول الحوار الصامت الذي تجريه اطراف اصابعها مع خصلات شعرها التي فارقها ترتيبها المعتاد .. فتجدلها ثم تنقضها لتعيد جدلها ونقضها مئات المرات في اليوم الواحد .. وأصبحت سلوتها هي حقيبة ملابس قديمة تضعها تحت سريرها تخرجها كل حين فتنكشها من اعلاها إلى اسفلها .. ثم تعيد ترتيبها وهي تنوه إلى مشاوير فاتتها منذ عشرات السنين وتظن انه ما زال بإمكانها ان تذهب اليها .. وتتكلم مع اشباح اشخاص فارقوا الحياة منذ زمن طويل .. وتنادي على اسماء لم يعد لها وجود .. كان الامر مؤلماً لكل من حولها .. فقد سقطت في هوة الخرف فجأة وبلا انذار .. ومنذئذ تعلمت معنى كلمة الخرف وما تحمله من دلائل مخيفة ..

عندما تدرجت في العمر كنت لا شعورياً ارفض عبارة ( عقبال 100 سنة ) التي يرددها احبائي مقرونة بالتهنئة في ذكرى اعياد ميلادي التي كانت تترى وهي تهددني بأنني قد ابلغ من العمر عتياً .. مما يعني ان اصل إلى تلك المرحلة المخيفة التي اختبئ فيها وراء ستار التوهان وأصبح عبئاً ثقيلاً على من حولي .. فكنت كلما سمعت تلكم العبارة .. اقابلها في سري بدعاء حار ( اللهم لا تستجب .. اللهم لا تردني إلى ارذل العمر .. اللهم خذني إلى جوارك راضية مرضية قبل ان اصبح كتلة لحم مجوفة وفارغة من الاحساس والذكريات ) ..

ربما لو كنت ولدت في زمن آخر لما تهيبت من طول العمر .. ففي حقبة ليست ببعيدة كان لكبار السن محبة وتوقير واحترام يلازمهم حتى لو اصابهم الخرف .. كانوا مركز الاسرة وبهم وحولهم تتقاطع دروب كل افرادها .. كانوا يجدون العناية والرعاية والاهتمام المعروش بالود حتى آخر لحظات حياتهم .. ما زلت اذكر جدة امي ( حبوبة نبيهة رحمها الله وغفر لها ) التي توفت عن عمر يفوق المائة عام بعقد او يزيد .. وظل بيتها المقابل للمحطة الوسطى بمدينة بحري قبلة لكل ابنائها وبناتها وأحفادها وأحفادهم .. يزورونها برغبة حقيقية في القرب منها .. يحترمونها ويتبركون بوجودها .. يتمنون بقائها معهم كل في منزله وهي ترفض بكل اباء وتصر على البقاء في بيتها الذي الفها والفته .. وعندما توفيت بكيناها بحزن وبإحساس فقد عظيم .. ثم تحولت مشاعر كل الاسر الممتدة وخطاهم إلى منزل جدتي ( حبوبة فهيمة رحمها الله وغفر لها ) التي اصبحت حضناً بديلاً بعد وفاة الجدة الكبري .. وتحول بيتها في ( حلة حمد ) إلى متلقى اسري يضيق بكثرة الزوار حتى انتقلت إلى جوار ربها وهي في الثانية والتسعين من عمرها لتصبح حياتنا خالية من حنانها ووقارها وحكمتها .. في ذلك الزمن كنا نتفكه بلحظات الخرف التي تعتري هؤلاء الاحبة .. ونتندر بنسيانهم لأسمائنا نحن الجيل الثالث من الاحفاد .. فنجلس تحت اقدامهم ونذكّرهم بأنفسنا وبأمهاتنا بناتهن .. وبلحظات مميزة لأحداث مهمة حدثت في لنا الماضي وكانوا هم يمثلون الضلع الاهم فيها .. كنا نتبارى في خدمتهم وتلبية طلباتهم .. كنا نتنافس في نيل رضاهم ومحبتهم وبركتهم ..

اما في هذا الزمن الاخرق الذي صنعناه بقبحنا ثم بتنا نلقي عليه اللوم لما يحدث فيه .. لم يعد للكبير نفس الاحترام والتوقير خصوصاً ان اقعده المرض وبات بحوجة للآخرين .. اصبح البعض يضيق بخدمتهم حتى وان كانوا اقرب الاقربين .. في هذا الزمن لم يعد للأبناء جلد على خدمة الاباء عندما يصلون إلى ارذل العمر .. فما بالك بالأعمام والأخوال والعمات والخالات والجدود ؟! ..

كثيراً ما يراودني الخوف من شيخوخة لا اجد فيها من يسند خطاي المهتزة .. او يسند ذاكرتي الممسوحة بحكايات من الماضي كي تربطني بالحاضر .. كثيراً ما تراودني اسئلة مخيفة عن مستقبل محفوف بالنسيان والاعتماد على الغير .. كثيراً ما اسال نفسي .. ماذا سيحدث لي ان لم انجب ابناء تجبرهم امومتي لهم على خدمتي عندما يحين وقت احتياجي اليهم ؟! .. هل استطيع ان اعتمد على الاخرين في تحملي خلال تلك المرحلة ؟! .. وهل سأجد من يتطوع لتنظيف مخلفاتي ام سأغرق في بحيرات بولي وغائطي دون ان يلاحظني احد ؟! .. وماذا سأمثل لمن حولي حينها ؟! كائن ما زال على قيد الحياة ويستحق الشفقة والرعاية ؟! .. ام عبء ثقيل يتوقون للخلاص منه ويتمنون موته رحمه له ولهم ؟! ..

الخرف ..
تلكم المرحلة المخيفة من حياتنا .. اقتحمتني تداعيات التفكير فيها بعد حضوري لفلم انساني جميل بعنوان "The Savages" والذي يحكي قصة اسرة مكونة من الابن جون Philip Seymour Hoffman والابنة ويندي Laura Linney .. الشقيقان اللذان يعانيان من اعاقة عاطفية بسبب سوء معاملة الاب لهما في صغرهما لكنهما يجبران على الاعتناء به بعد ان اصيب بالخرف .. كان الامر صعباً لهما خصوصا بعد ان اسقطاه من حياتهما منذ زمن طويل .. يحكي لنا الفلم بلقطات مفعمة بالمشاعر عن كيفية تحول الاب ليني Philip Bosco من رجل قاس عنيد ذو سطوة الى كائن ضعيف لا يستطيع حتى ان يقضي حاجته دون مساعدة من موظفي بيت الرعاية او دار العجزة التي اودعها فيه ابناؤه .. وكيف اثر مرضه على ابنته الكاتبة الفاشلة التي تعيش علاقة عاطفية مهزوزة مع رجل متزوج ويكبرها بعدة اعوام .. وعلى ابنه الذي يعيش علاقة مترددة مع فتاة بولندية لم يستطع الاحتفاظ بها وتركها تعود الى بلدها ..
كان مرض الاب نقطة تحول في حياتيهما .. وجعلهما يعيدان تقييم ما مر بهما وما يريدانه في مستقبلهما .. كانت رؤية الاب الذي عاملهما بقسوة شديدة في الطفولة وهو يتحول بدوره الى طفل نزق تائه في عالم لا يستطيعان الوصول فيه اليه سبباً لهما لتغيير مسارهما .. وبرغم ما بدر منه في الماضي .. الا انهما لم يتخليا عنه وقت احتياجه اليهما .. وظلا يتابعان رعايته حتى توفى في دار الرعاية لتدفن معه كل الذكريات المؤلمة .. ويفتح كل منهما صفحة جديدة يتخلص فيها من ترسبات ماضيه وبدأ السير بخطى واثقة نحو مستقبله ..
الفلم يستحق المشاهدة .. وهو انتاج 2007 واخراج كاتبته تامارا جينكينز ..


ادناه تقرير لمنظمة الصحة العالمية نشر بجريدة البيان عن مرض الخرف .. فلنقرأ .. ونتوجس ..


كود: تحديد الكل

ذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر بعنوان (الخرف.. إحدى الأولويات الصحية العمومية) أن هناك نحو 35.6 مليون نسمة ممن يتعايشون مع الخرف في جميع أنحاء العالم ، متوقعاً ارتفاع هذا العدد بنسبة الضعف بحلول عام 2030 (65.7 مليون) وبنسبة تفوق ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050 (115.4 مليون ) .
وأضاف التقرير أن الخرف يصيب الناس في جميع البلدان ، علما بأن أكثر من نصف المصابين به 58% تقريبا يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل ، ومن المحتمل أن ترتفع تلك النسبة لتتجاوز 70% بحلول عام 2050.
وأشار إلى أن علاج المصابين بالخرف ورعايتهم يكلف العالم حاليا أكثر من 604 مليارات دولار أميركي سنويا ويشمل ذلك المبلغ التكاليف المرتبطة بتوفير خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية ، وكذلك انخفاض أو ضياع دخل المصابين بهذا المرض والقائمين على رعايتهم.
وأوصى التقرير الذي أكد أن 8 بلدان في جميع أنحاء العالم فقط هي التي تمتلك برامج وطنية تمكن من التصدي للخرف ، بضرورة تركيز البرامج الصحية على تحسين التشخيص المبكر وإذكاء الوعي العام بالمرض والحد من الوصم المرتبط به وتوفير رعاية أفضل ومزيد من الدعم للقائمين على رعاية المرضى.
ولفت التقرير إلى أن انعدام التشخيص السليم يمثل إحدى المشكلات الرئيسية المطروحة. وحتى في البلدان المرتفعة الدخل لا يتم الكشف بصورة روتينية سوى عن خمس إلى نصف حالات الخرف وعندما تشخص الحالة فإن ذلك يتم في مرحلة متقدمة نسبياً من مراحل تطور المرض. وأشار إلى وجود نقص عام في المعلومات الخاصة بالخرف وفي مستوى فهم الناس له وذلك يتسبب في انتشار الوصم مما يسهم بدوره في عزل المصاب بالخرف والقائمين على رعايته عن المجتمع ويمكن أن يؤدي إلى تأخر التماس خدمات التشخيص والمساعدة الصحية والدعم الاجتماعي.
 



[font=Microsoft Sans Serif]
وبناء على ما سبق اعلاه .. ما زلت اردد دعائي المفضل .. اللهم لا تردني إلى ارذل العمر .. اللهم خذني إلى جوارك راضية مرضية قبل ان اصبح كتلة لحم مجوفة وفارغة من الاحساس والذكريات .. اللهم استرني بعافيتي واعنّي على شيخوختي ولا تكلني إلى غيرك .. اللهم استجب .. اللهم آمين ..
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



يختبئ الكون في الكلام المكتوب

الفاضلة الكاتبة " سناء جعفر"
تحية واحتراماً

كما كتب الشاعر " محمد المكي إبراهيم " :
يختبئ البستان في الوردة ،
ففي أيقونة صغيرة أسمتها صاحبتها الكاتبة " سنا جعفر " " ثرثرة حميمة" . ترمي هي بنان الأصابع في مواضع سهلة القياد ، فيتكشف دغل كثيف . وعندما تنفُخ فيه الريح يخرج بُستانٌ من ملاءة المكان ، يطوي الكون طياً . يطلُ على بحر أزرق غامق ، لا أفق يحُده . تسامرتُ قدر المستطاع من زماننا الصعب مع هذا النثير الشعري . نعُبُ من قصص تتلاحق في عفوية الحضور . ونغتني بالفتنة الساكنة التي تغلي بالمشاعر .
وإنني أنا الخاسر إذ لم أدلف بين الحسرة والحسرة لأقرأ . وأرفع في مقامَكِ الكلام المكتوب : هذا السحر الذي يتدفق من صنبور لا ضابط يُحصي علينا ثمنه ، هو رزق هبط علينا من السماء الدنيا ، وتتبعه عصافيره المغردة ، وكؤوسٌ مُختَلِف ألوان شرابها .
شكراً لكِ سيدتي .
لا تصلح اللغة في تسجيل نبضات هذه المشاعر التي تملكتني وأنا أقرأ ما تيسر قراءته ،ولم تسعفني الكلمات التي تليق بهذا المحفل الجمالي ، المحفوف بالمخاطر ، والأسئلة و... ،
والتحية لأضيافك الكرام وضيفاتَكِ الفضليات .


صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

استاذي الفاضل عبد الله الشقليني ..
تحية واحترام ...

تملكني الزهو بحضورك الى زوايتي الفوضوية (المدغمسة ) المليئة باشيائي المبعثرة ..
ثرثرتي معكم هي بعض مني .. اليكم .. هي متنفسي عندما يضيق صدري .. هي سلوتي عندما يشتد كربي .. فيها اجد راحة البوح .. ومتعة المشاركة .. فيها اهذي عندما تجتاحني حمى الروح .. وفيها اضحك اذا ما زارني الفرح .. فيها احكي عن هموم لازمتني فانثرها هنا وهناك علها تقل .. فيها اناكف الفضاء وقاطنيه .. فيها أُحن .. واغضب .. وابكي .. فيهااحكي عن تجاربي في الحياة .. فيها امارس انسانيتي ..
اجمل ما في ثرثتي هذه انها اصبحت جسراً يربطني بالكثيرين .. غرباء صاروا اقرب للاصدقاء .. واصدقاء صاروا أكثر قرباً من الاهل ..
لذلك كلما راودتني فكرة التوقف عنها .. تدحرها رغبتي في بناء مزيد من الجسور بيني وبين الاخرين ..

لك تحيات طيبات زاكيات .. ومودة عامرة ...




للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

مكاتيب خاصة .. وعامة ..

مكتوب اول ..

إلى ابو داؤود ..

سلام الله يغشاك .. ورحمته تغمرك .. وعفوه يشملك .. وبرده يغسلك .. يا صاحب الحنجرة الذهبية .. والصوت الطروب ..
أما بعد .. اذا ما تساءلت عن سبب مكتوبي هذا .. اود ان اخبرك بأنك قد زرتني في منامي وأيقظتني بصوتك وانت تدندن بشجن بث في عروقي شحنة من نشاط جعلتني اقفز من فراشي وأنا اشاركك الدندنة ..

قل لي بربك كيف تنسي الموعدا
والليل احلام وشوق غردا
و الجدول الهيمان حولنا عربدا
كانت ذراعك لراسي مرقدا
عجبا اتنساها وتنسي الموعدا

وأظن ان حلمي نتج عن تكرار سماعي لهذه الاغنية في سابق الايام بصوت الفنان عاصم البنا الذي اعترف بقوة حنجرته .. برغم قناعتي الشخصية بان اغنياتك لا تصلح ان تُغنّى بأي صوت غير صوتك الرخيم الذي يضفي على الكلمات روحاً .. ويجعل الالحان تتراقص وترقٌص وتُرقِص ..

فقررت ان اكتب اليك اينما كنت لأخبرك عن حالي وحال الدنيا بعد غيابك ..

لن اخفيك سراً إن اخبرتك ان صوتك هو حصني الآمن الذي الجأ اليه كلما غزتني جحافل النشاز .. وهو سلوتي كلما حاصرتني الكلمات الهابطة والألحان الالية المتشابهة ..
هو القطرة المذيبة لشمع الصخب وأوساخ الركاكة التي تتراكم داخل اذني بسبب ( الشتارة ) و ( اللغوسة ) التي اصبحت سمة من سمات فن الغناء السوداني الحديث ..
ربما وبسبب تعلقي بأغنياتك وأغنيات جيلك الذهبي يصنفني البعض كرافضة للتطور والتغيير .. ومتعلقة بأذيال الماضي .. وربما تكون هذه هي الحقيقة التي لن استطيع نكرانها .. حتى الان لم تستطع انزيماتي الفنية هضم وجبات الاغاني السريعة التي لا يعلق منها بذاكرتي سوى ضجيجها .. و يشعرني بعضها بأنني داخل ورشة لتصليح السيارات.. فلا اكاد افرز صوت المغني من بقية الاصوات الاخرى العالية ..

لذلك .. وكلما حاولت تطوير ذائقتي الفنية بسماع المغنين المحدثين .. لا استطيع .. ويعيدني اليك حنيني إلى التجويد المطرب .. والطرب المجود.. تعديني اليك رعشات اناملك على اوتار عودك التي تعمد الى ترتيب دقات قلبي .. يعيدني اليك ايقاع كبريتة ضرب سطحها الكرتوني بعفوية ليخرج منها نغماً يسحر الالباب .. يعيدني اليك صوتك الجهور الذي يسيطر على السمع وكافة الحواس .. تعيدني اليك قدراتك الفذة في تطويع الكلمات مهما صعبت .. وتلوين الالحان بأسلوبك الآسر في الاداء .. يعيدني اليك ادبك الجم .. وطرفتك الحاضرة .. وحضورك الطاغي .. تعيدني اليك ذكريات طفولتي عندما كنت ارتع امام الساحة التي يقف منزلك شامخاً في احد طرفيها في حي الدناقلة شمال بمدينة بحري الحبيبة .. وصبرك الجميل على تكالب الصغار للنيل من ثمار شجرة السدر العتيقة التي تدلت اغصانها لتغطي الجدران وتمنحنا متعة التقاط ما تيسر من ( النبق ) ..

في مكتوبي هذا اود ان افيدك بان العقد الفريد الذي زين جيد الغناء في عهدكم قد انفرط وتساقطت معظم حباته واندفنت تحت الثرى .. فبعد رحيلك بتسع سنوات غادرنا امير العود حسن عطية .. وبعده بعام اغتيل غيلة وغدراً الفنان صاحب الصوت المميز خوجلي عثمان على يد مهووس في عقر دار الفنانين .. وبعده بعامين فقدنا كوكبين من كواكب الغناء عندما رحل أحمد الجابري ومصطفى سيد احمد الذي لم يكن من جيلكم العملاق .. لكنه ترك بصماته الواضحة في وجدان الشعب السوداني.. ثم رحل ( الوسيم القلبي رادو ) الفنان الجميل احمد المصطفى في عام 99 ليلحق به سيد خليفة في العام 2001 .. كانت خسائرنا تتوالى ولا نملك الا نقبلها كما يقبل كل مؤمن امر الله .. وفي العام 2007 رحل صديقك ورفيق دربك العطبراوي ليلحق بك .. وبعده بعام رحل الفنان الانيق عثمان حسين .. وفي بدايات عامنا هذا فجعنا برحيل محمد وردي .. ( ادعو الله لك ولهم الرحمة والمغفرة وسكنى الجنان ) ..

كما اود ان افيدك بانه قد جاءت بعدكم اجيال مضيئة كانت لها اسهامات جميلة في عالم الفن السوداني .. ما زال بعضهم موجوداً ليمنحنا العزاء في زمن الغثاء .. ويعطر لحظاتنا بأغنيات رائعات .. ثم اتت بعدهم اجيال اخرى تترى بعد ان اصبح الفن في وطننا اسهل واضمن الطرق للثراء .. ولم يعد الفنان يحتاج الا إلى جهاز صغير يقوم مقام كامل الاوركسترا فيغنيه .. ويغنيه ..
اجيال غالبيتها كسولة لا تنتج شيئاً يخصها .. بل تعتاش على ارثكم فتعيد تدويره بإصرار بليد يفتقر إلى التجديد والابتكار والقدرة على الابداع .. وما بين محمد وطه ووليد .. اصبحت اغنيات جيلكم وما بعده تغنى بشتى الطرق وأحيانا ( بشتارة ) منفرة .. ومع هؤلاء المستنسخين تشابه علينا بقر الغناء وأصبحنا نفتقر لتنوع اصواتكم وثراؤها ..

وأفيدك ايضاً بأن خارطة الفن في بلادنا قد تغيرت .. وأصبح للنساء نصيب وافر في مساحتها واحتل (غنا البنات ) موقعاً متقدماً في السباق .. فتكاثرت الاصوات وتنوعت ... وما بين ندى وحنان وإنصاف وحرم وإيمان ومونيكا اشتدت المنافسة واحتدت .. ولم تقتصر على الغناء فقط .. وإنما تعدته إلى كل ما يختص ( بالبنات ) .. لكنهن ايضاً لم يقدمن جديداً يذكر .. ودخلن في دوامة التدوير التي يبدو ان لعنتها اصابت اغلبية الفنانين /ات إلا من رحم ربه ..

هل اطلت عليك ؟! ..
اذن سوف اختم مكتوبي هذا بإصراري على حبك .. وحب من يحبك ..
ويسعدني ان اخبرك بأنني الان وفي هذه اللحظة ارفع صوتك ليعلو على صوت ماكينة التصوير المزعج وانصت إليك وانت تشدو :
لوموهو اللاهي ..
في الغرام بلاهي ..
قولو ليهو الحب
شئ طبيعي الهي ..

ابو داؤود .. ايها الغائب الحاضر .. لك جزيل شكري وامتناني على المتعة الصافية التي تسقينيها الان ..
وبرغم رحيلك الذي قارب الثلاثة عقود .. فأنت ما زلت ملكاً متوجاً على عرش الاغنية السودانية ..
لله درك .. والله ان هذا لهو الخلود بعينه ..



وللمكاتيب بقية ..






للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

الترجمة الابداعية ..

للترجمة سحر لا يضاهى .. لانها تملك القدرة على ربطنا بعوالم اخرى .. توسع افاقنا .. وتحفز خلايا مخنا الكسولة للبحث عن مترادفات مختلفة تقابل معاني الكلمات المبذولة امامنا .. وحديث الترجمة حديث طويل وذو شجون .. لذلك لن الج بحره الواسع الان .. ولكنني فقط استخدمه كمدخل لاشرككم معي في ترجمة مبدعة وصلتني من الاستاذ عادل بابكر لنص الاستاذ على المك ( حادث ) .. استخدم فيها عبارات ما كانت تخطر على خيالي المحدود لترجمة النص الى اللغة الانجليزية ..




حادث

إلى علي المك

في اخريات الليل..

تحت سور الجامع الكبير

يزحف مجذوم واهن إلى

صدر

مجذومة

واهنة

ويعتنقان

هكذا

بكفين كخفي جمل!

وأذرع – ثلاثة – كما الحطب

في اخريات الليل..

تحت سور الجامع الكبير

................

غير ان العابر الأخير

الثمل، المرهق، الذي

أفرغ ما في جوفه، ومضى

ما استطاع ان يرى

من شدة النعاس

ما استطاع ان يرى

كيف

اطفأ

جذوة

عاشقين، حاولا،

بقدر

القدرة

الوصال



وهاكم الترجمة المبدعة للنص ...



Encounter



Under the cloak of darkness,

By the fence of the Grand Mosque,

A male leper, shabby and frail,

Stealthily creeps onto the bosom of a fellow leper:

A female, just as shabby and frail.

And they embrace.

With hands as coarse as camel’s hoofs.

And arms, three in number,

Hard and dry as timber.

They embrace,

Under the cloak of darkness,

By the fence of the Grand Mosque.

…………………………………………….

……………………………………………..

Little surprise,the last passer-by,

Who spewed up on the floor,

Was too drunk to realize,

He had just blown off an intimate moment,

Bitterly fought for.




ايقنت ان المترجم المبدع هو الذي يستطيع ان يضع جزءاً من روحه في النص المترجم ويمتعنا بالصور التي يرسمها بكلماته فنعيش داخل الحدث وكأننا نراه ونسمعه ونحسه ..

شكرا استاذي عادل بابكر .. وفي انتظار المزيد منك ..
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

سلامات يا سناء جعفر
شكرآ على النص والترجمة. هذا النص من تأليف الاستاذ كمال الجزولي. الترجمة جيدة. من الواضح ان السكران النعسان المرهق العابر الاخير بقرب الجامع الكبير افسد حميمية المجذوم والمجذومة عندما افرغ مافي جوفه عليهما او قريبآ منهما في ظلام الليل الحالك.
المترجم عادل بابكر ترجم "افرغ ما في جوفه" الى معنى التقيؤ. لما لايكون المعنى ان يكون العابر الاخير في الليل "افرغ مثانته" على سور الجامع الكبير فوق المجذومين اللذين لم يرهما فقطع عليهما متعة الوصال الحميم؟



There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

الاستاذ عادل عثمان ...


اعتذر عن الخطأ غير المقصود في ذكر اسم مؤلف النص وهو الاستاذ كمال الجزولي ...
اجمل ما في الترجمة انها تمنح المترجم مساحة واسعة للتحرك في ارجاء المعاني وتفسيرها دون الخروج من المعنى الاصلي للنص ..
افرغ مافي جوفه تحتمل عدة تفسيرات .. لكن الارجح والمتعارف عليه بتعبير افراغ الجوف هو التقيوء ..
للاستاذ عادل بابكر العديد من الترجمات المبدعة التي لم تر النور .. فان زاد كرمه ومنحني المزيد ساقوم بنشره هنا ..

لك وله تحيات طيبات زاكيات ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
مصطفى مدثر
مشاركات: 935
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
مكان: هاملتون-كندا

مشاركة بواسطة مصطفى مدثر »


ترجمة ممتازة من عادل بابكر يا سناء نشكرك على جيبها هنا!
عجبتني جرأته في تخليق نص موازي لنص كمال الجزولي!
بمعنى آخر أنا من عشاق احتيال المترجمين على النصوص!
ترجمة العنوان ب انكاونتر غير مقبولة والاقرب ولا تقل عن
انكاونتر في أثرها الدرامي والأصح هي انسيدنت وكان سالتو
كمال ذاتو كان ح يفضّل انسيدنت لأنه كان بيحب أغنية قديمة
لسانتانا اسمها انسيدنت آت نيسابور تلقاها
هنا
وفيها نص موسيقي عجيب وكنا نسمعها كثيراً في الغالب
لقوة اسمها رغم انه لا أحد كان يعرف أو يعرف الآن سبب
تسمية هذا النص بهذا الاسم!
هناك أشياء تعجبك لوجهها هي أو كدا بس for the heck of it
هنالك تغييرات عملها عادل اعتقد انها جراحية شديد!
"في اخريات الليل.." تم تخفيف أثرها بترجمتها هكذا
Under the cloak of darkness
"هكذا
بكفين كخفي جمل! "
تم في ترجمتها صرف نظر القارئ من المقصود بالعبارة
لحسن حظي كمال نفسه كتب: هكذا
يعني شرح كيف أن مجذومين يعتنقان وبأي أكف فوصف
شكل الأيدي ولم يصف ملمسها كما اخترع عادل في كلمة كورس!
With hands as coarse as camel’s hoofs
وما أتى به عادل من عندياته مثل
Little surprise

كود: تحديد الكل

had just blown off the text



النرجمة اليس من معانيها أن تحشر عبارات من عندك!
ولماذا هي ليتل سربرايز؟
هده الاضافة غير الضرورية عصفت بالنص يا عادل مع أن هذا الجزء ترجمته بعبارة جميلة:
"اطفأ
جذوة
عاشقين، حاولا"
الجدير بالذكر في هذا المقام ما قاله جاك دربدا في كلمته أمام المترجمين في اجتماع عالمي لهم
وكانوا على ال(تعترهم) دعوه لمؤتمرهم:
How dare one speak of translation before you who,.....make
this sublime and impossible task... your knowing skill
الخط تحت كلمة مستحيل من عندي أنا!
لكن عادل برافو عليه فهو بالتأكيد أديب وصاحب حس رفيع والنص دا في رأيي من أقوى
نصوص كمال الجزولي ومن شدة قوته كنص شعري قصصي اهداه لصديقه القاص الراحل
على المك!
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]


ازيك يا مصطفى مدثر .. وشكراً على التعليق الكامل الدسم .. والأغنية الرائعة ...

لمن قريت النص الاصلي لكمال الجزولي وترجمة الاستاذ عادل بابكر حسيت بميل داخلي لكلمة ( encounter ) الموحية بالغموض والرومانسية اكتر من كلمة ( incident ) الشديدة المباشرة ..

شفت كيف انا وانت اختلفنا في تذوقنا وإحساسنا بكلمة واحدة ؟! ..

اها يا سيدي احساس الوهلة الاولى البعتري الانسان عند قراءته لنص معين هو البحدد طريقتة في ايجاد معاني الكلمات ومترادفاتها ..
وبالتالي هو البحدد اسلوبه الخاص جداً في تذوق الكلمات وترجمتها بصورة ممكن تكون مختلفة شديد عن طريقة شخص آخر اتفق معاه في الرؤية لكن اختلف معاه في تذوقه للمعنى الظاهر و الخفي ...
ولا يخفى عليك ان الترجمة الادبية بصفة خاصة تختلف عن التراجم الاخرى ( القانونية والطبية .. الخ ) لانها لا تتوقف على ايجاد مقابل محدد ودقيق للألفاظ .. بل تتعداها الى الدلالات وظلال المعاني .. وأظن دة بدخل في باب (احتيال المترجمين على النص ) ألانت ذكرته ..

كنت اتمنى وجود الاستاذ عادل بابكر بيننا لإثراء النقاش .. فهو اقدر مني في الرد على فنيات وتكتيكات الترجمة الادبية ..
فانا ما زلت مجرد هاوية اقف على شاطئ بحر الترجمة بلا عدة او عتاد تعينني على خوض غماره .. فاكتفي ( بتغميس ) اطرافي دون الولوج الى عمقه ..

لك تحيات طيبات زاكيات .. ومودة عامرة ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]


مكاتيب خاصة .. وعامة .. مكتوب ثاني ..


When someone you love dies .. you never quite get over it ..
You just slowly learn how to go on without him / her ..
But always keeping them tucked safely in your heart ..

خاص جداً ..

إلى ابي الحبيب ..


سلام الله يغشاك .. ورحمته تغمرك .. وعفوه يشملك .. وبرده يغسلك .. ايها الحنون الصموت الصبور .. اكتب اليك اينما كنت لأخبرك عن حالي وحال الدنيا بعد غيابك ..
كم يحزنني ان اكون حزينة لرحيلك إلى هذا الحد .. حد الافصاح عن احساس غاية في الخصوصية ويستوجب ستره عن الاخرين الذين قد لا يرغبون في الغرق تحت طوفانه .. لقد حاولت بكل جهدي ان اغطي حزني .. بل وأمرته ان لا يبتذل نفسه بعريه الفاضح .. فتحداني ان اصرعه .. جادلني فأكثر جدالي .. ناورني والتف حولي حتى اعتصر بيديه الخشنتين انفاسي وكاد يزهق روحي وهو يطالبني بخلع نقابي الذي سترته به .. لقد قايض روحي التي في قبضته بسفوره امام الملا .. فانتصرت حلاوة الروح لنفسها .. وانتصر السفور على الستر .. وفرش سقط متاعه في الفضاء الواسع وهو يقهقه دموعاً وقحة تدفقت وهي تنثر ملحها في عيون كل من حولي ...

أبي الحبيب .. منذ رحيلك اعتدت ان اوصد نوافذي وأوارب ابوابي امام الاحزان ... اعتدت ان اضيق مداخلها وأوسع مخارجها .. اعتدت ان اداهن بتلات السرور الرقيقة وأتملق اسباب الفرح العصية في زمن قل فيه الفرح حتى بات سلعة نادرة .. لكن ما ان تهل بدايات ذكرى غيابك من على البعد حتى تبدأ مصاريع قلبي بالأنين بصرير مزعج يجبرني على فتح كل المداخل وأنا اتوسم خيراً في المخارج ..

ابي الحبيب كيف حالك في عالمك البعيد عني مكاناً وخيالاً ؟! .. هل تصلك دعواتي التي اذكرك فيها في كل وقت ؟! .. هل تشتاق اليّ كما أشتاق اليك ؟! .. وكيف يبدو المكان الذي انت فيه ؟! .. هل هو مظلم ؟! .. هل تشعر بالوحدة بعد ان اعتدت على ضجيج بيتك العامر بذريتك ؟! هل تحتاج إلى رفقة ؟! .. اتمنى ان تخبرني عن احوالك في اقرب زيارة منك إلى احلامي .. لقد طال بك امد الغياب .. هل انت بخير ؟! لقد اهمني انقطاعك عني .. وأتمنى ان اراك قريباً ..

أما اذا سالت عن احوالي فانا بخير ولا ينقصني سوى وجودك .. فقط حتى الان لم استسغ مرارة غيابك الذي اصبح غصة تسد حلقي بعد أن فقدت القدرة على ابتلاعها او لفظها .. فبعد رحيلك لم تعد الاشياء هي الاشياء .. وأصبح اكتشاف الاختلافات بين ما كان اثناء حضورك وبعد غيابك هواية مرهقة تستنزف حواسي ابان كل زيارة إلى الوطن ..

بعدك .. لم يعد بيتنا كما كان .. لقد بهت نوره .. وصمت صوت الجدران التي كانت تردد نداءاتك .. يبست اغصان الشتلات حزناً عليك .. ولم يعد يجدي معها ماء او سماد لتعود إلى سيرتها الاولى .. انزوت اغراضك محسورة في احد اركان المخزن وهي ترفض ان يستخدمها احد بعدك .. ( حفاظة الموية البرتقالية .. كوز الالمنيوم .. علبة الحلاوة الملانة رملة لزوم التخلص من سفة التمباك ) .. حتى مقعدك المفضل الذي رافقك لسنوات طوال في رحلاتك اليومية إلى ( خشم الباب ) حيث تجلس بالساعات الطوال وأنت تتأمل الحياة وهي تسير امام عينيك .. مقعدك هذا اصيب بالكساح بعد رحيلك مباشرة فانكسرت قوائمه الحديدية بلا سبب معقول .. وانضم إلى بقية اغراضك في ركنها القصي .. حتى ارضية الحوش الاسمنتية افتقدت صوت دقات عصاتك على رأسها ... فتشققت لغيابك .. وفشل خليط الاسمنت في رتق حزنها ..

لم يعد لي جلد على البقاء بغرفتك لوقت طويل .. فكل ما فيها يذكرني بغيابك الفادح .. مكان مرقدك الذي لم تغيره ابداً .. وسادتك العالية .. الطاولة الصغيرة حيث تضع نظارتك الطبية وأدويتك وبقية متعلقاتك المعتادة .. خزانة ملابسك التي ما زالت تعبق برائحتك .. مصاحفك .. اوراقك .. مفاتيحك ..

احياناً اسأل نفسي .. كم نحتاج لننسى ؟! .. كم نحتاج لنتقبل حقيقة فراق من احببناهم وظننا انهم لن يغادرونا ابداً ؟! .. كم نحتاج لنتخلص من حرقة الذكرى التي تشعل اعيننا بدموع كالنار ؟! ..

يا من منحتني الحياة .. اظن ان الحياة بكل زخمها وقلقها وفرحها وحزنها لن تنسيني اياك .. فانا احملك بداخلي حناناً غادرني قبل الاوان .. احملك في صفاتي وملامحي ولون جلدي وتركيبة جسدي .. لقد اورثتني الكثير منك .. فأصبح صمتك وميلك للعزلة سمتي .. وبات حبك للقراءة هوايتي .. وصارت كراهيتك للأصوات العالية هاجسي .. لم اضق ببياض شعري الذي طغى على سواده منذ امد طويل .. فهكذا كنت انت .. قصر نظرك فارتديت انا نظارة طبية لم تفارقني منذ ثلاثون عاماً .. وكلما اشتقت إلى لمحة حية منك .. اتامل ( حبة الخال ) التي تشاركناها سوياً بنفس الحجم واللون .. وفي نفس المكان .. حقاً لقد اورثتني الكثير .. وكم انا فخورة بإرثك ..

أنا ما زلت اصارع الغربة في بلاد العرب التي يحكمها العجم .. ما زلت اضيق بغابات الزجاج والاسمنت .. ما زلت اجد راحتي في جلسة ساكنة متوحدة على ضفاف الخليج .. ازدادت سنوات عمري وتجاعيدي .. وقلّ صبري على الدهر وتصاريفه .. اتسعت همومي وضاق خُلقي .. ما زلت اتأرجح بين الحزن والفرح .. ولم يعد هناك شئ قادر على ادهاشي .. ما زلت اعيش في دائرتي الضيقة المغلقة ... ما زلت اكتسب الاصدقاء بصعوبة .. وافقدهم بنفس الصعوبة .. ما زلت ملولة وعجولة وأكره القيود .. نالني ما نالني من امراض وأوهام وهموم وهواجس .. لكنني تعلمت منك ان الاستسلام خيار غير مطروح .. فذكرى كفاحك وصمودك في وجه الكثير هي زادي في رحلتي التي لا اعلم كم قد تطول ..

ابي الحبيب .. ( يا ابو البنات ) .. اود ان اخبرك بأننا جميعنا بخير .. وانه بعد رحيلك .. نشأ جيل جديد من الاحفاد .. وهو جيل له طباع وسمات ما انزل الله بها من سلطان .. اظنك لو كنت حاضراً لتعبت عصاك من ضربهم .. ولسانك من زجرهم .. جيل ( لميض ) ومتفتح ومهووس بالتقليد الاعمى .. جيل يبرم شعره ( بالجيل ) .. ويرتدي ما يحلو له بغض النظر ان كان يروق للأهل ام لا .. جيل لا يحترم الكبير إلا فيما ندر .. ويظن انه ادرى بمصلحته ولا يقبل الرأي الاخر .. جيل يرفض التوجيه ويعتبره انتقاص لكرامته وتقليل من شانه .. انهم جيل البلاك بيري والايفون والسينما الثلاثية الابعاد .. اظنك بعد حديثي هذا تشعر بالسعادة لأنك لم تحضرهم ..

اما ان سالت عن حال البلد .. فهي لن تسرك .. ما زال يحكمنا الطاغية بشرذمته الباغية .. لقد خرّب البلاد وأفقر العباد بعد ان امتص دمائهم وسرق قوتهم وسحل احلامهم .. منذ رحيلك وحتى الان تقهقر كل شئ إلى الخلف .. تفاقم الغلاء وتزايد البلاء وعمّ الظلم وقل الامل وقل معه تسامحنا وسماحتنا .. اظنك الان لو عدت إلى جلستك المفضلة في ناصية الشارع لأنكرت عالمك المألوف بعد ان تغيرت ملامحه وطباعه وأحواله .. وكنت لتعجبت وحزنت وضاق صدرك برغم سعته .. لن اكدرك اكثر بما يحدث في الوطن .. في هذه الايام بدأت نذر ثورة نتمنى ان تستمر وتنجح .. وقد اكتب اليك قريباً لأبشرك بحدوث التغيير الذي بات هاجسنا وحلمنا ..

ابي الحبيب .. شارف غيابك على الخمس سنوات .. وما زلت حاضراً في كل لمحة .. وكل حركة .. وكل زاوية من زوايا حياتي .. اسال الله ان يرزقك جنته .. ويرحمك بواسع رحمته .. وان يغفر ذنبك .. وان يجمعني بك في نعيمه ..


خاتمة الرسالة ..
اشتاقك جداً .. واعدك بأنني لن انقطع عن مكاتيبي اليك .. وسأخبرك بكل التطورات التي تحدث في حياتي وحياة بقية الاسرة الصغيرة والكبيرة .. كن مطمئناً .. نحن بخير .. ولا ينقصنا فعلاً إلا وجودك بيننا ...

لك محبتي .. كن كما اتمنى لك ... كن بالف خير ..





للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

مكاتيب خاصة .. وعامة ..


مكتوب عام جداً ..

إلى عصام احمد البشير .. رئيس مجمع الفقه الاسلامي ..


سلام الله يغشى شعبنا .. ورحمته تغمرهم .. وعفوه يشملهم .. وبرده يغسلهم .. واسأل الله لهم في هذا الشهر الكريم ان يلطف بهم ويزيل عنهم سخطه وغضبه .. وان يرفع عنهم حكم من لا يخافه ولا يرحمهم .. وان يمطر الطغاة البغاة بعذاب واصب ليس له دافع .. وان يغرقهم كما اغرق فرعون وملإه .. وان يحشرهم في نار جهنم خالدين فيها ابداً جزاءاً بما اقترفته ايديهم من ظلم وسرقة وقتل وسحل وتشريد لرعيتهم التي امتطوا ظهورها لسنوات طوال كدابة لا تملك من امرها شيئاً ومنعوا عنها الماء الزلال والكلأ .. سقوها الحنظل وأطعموها الحصرم .. بعد ان استأثروا بكل المطايب لأنفسهم فشربوا الماء صفواً وسقونا كدراً وطيناً .. كدسوا الاموال .. واشتروا العقار في كل زوايا الارض .. لبسوا فاخر الثياب وركبوا الفارهات وسكنوا القصور العاليات .. كنزوا الذهب والفضة .. وتركوا لنا الفتات لنقتسمه قسمة ضيزى .. فأصابنا ما اصابنا من ضيق القوت .. وسقم الابدان .. وعلل الارواح ..

أما بعد .. اذا ما تساءلت عن سبب مكتوبي هذا .. اود ان اخبرك بأنني قد قرأت عن الفتوى التي اصدرها مجمع الفقه الإسلامي الذي تجلس انت على قمة هرمه مما يجعلك مسئولاً بشكل او بآخر عن جل ما يخرج عنه باعتبارك رئيسه .. وهو منصب لو علمت مدى تبعاته لفررت منه فار السليم من الاجرب .. فهو يحمّلك وزر كل فتوى معيبة تصدر عنه .. وما اكثر الفتاوى المعيبة التي تبتكرها حكومة السودان لتمرير اهدافها وهي تلعب بحرفية على وتر الدين الذي تدرك مدى تأثيره على اهل السودان .. فأتيت انت ومجمعك وأجزتما للحكومة غير الرشيدة الاقتراض الربوي حتى لو من دولة كافرة استناداً على مطية فقه الضرورة التي تمتطونها كلما عنّ لكم امر لا تجدون له مخرجاً .. وبعد ان اصبحت الضرورات تبيح المحظورات هي خلاقهم وقت المآزق .. فليس هناك حرج على الدولة ان اتخذت مسلكاً ربوياً طالما كان ذلك المسلك ضرورة لفائدة البلاد والعباد ..

سعادة رئيس مجمع الفقه الاسلامي .. دعنا نتوقف قليلاً عند الفائدة المتوقعة للقروض التي منحتم الحكومة الضوء الاخضر للولوغ فيها بفتوى رسمية تعفيهم من الاثم وتحضهم على الربا .. ونلق نظرة سريعة على تجربة السودان مع القروض ابان مرحلة صندوق النقد الدولي في ثمانينات وتسعينات القرن المنصرم والتي ادت الى خفض قيمة الجنيه وتدهور مستوى المعيشة ومستوى الدخل الحقيقي للفرد .. وأضعفت القوة الشرائية ليدخل الاقتصاد السوداني بعدها في دوامة من الديون والفوائد الغير قابلة للجدولة ، وأمام عجزه عن الدفع وتراكم المتأخرات عليه قرر الصندوق في العام 1990 عدم التعاون مع السودان وحرمانه من قروض الصندوق اعتباراً من أغسطس 1993م ، واتى القرار ليدخل الاقتصاد السوداني في مرحلة من العنت ما زالت بعض اثارها قائمة حتى الان ..

وبحسب المحاضرات الطويلة المملة التي اجبرت على حضورها لاربعة سنوات متتالية اثناء الدراسة الجامعية .. كان المحاضر لا يألوا جهدأ في حشو ادمغتنا بكل ما تفتقت عنه قريحة المحللين الاقتصاديين عن الاثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للقروض الخارجية .. ومن اهمها انها تؤدي الى زيادة حجم التضخم بشكل مفرط لدى الدولة المقترضة ( وجنيهنا اصلن ما ناقص لانه وقع من زمان ودق الدلجة وبقى ما عنده أي قيمة في سوق العملات العالمية ) وزيادة فقر الفقراء ( واهلنا اصلن من الفقر اصبحوا شحاتين بشهادة احد ولاة الامر ) وتحجيم دور القطاع الخاص وخصخصته ( ودي عاد جماعتك ديل برعوا فيها لحد محير لدرجة بقينا خايفين احنا زاتنا كشعب نتباع في سوق الله اكبر لمن يدفع اكثر ) كما أخبرنا المحاضر أن عبء الدين يتحمله المواطن العادي ويقتطع من رزقه وقوت اطفاله ومن مستقبله واستقراره ( تكون النظريات دي اتغيرت من زمن ما كنت في الجامعة لغاية هسة ؟! .. كل شئ جايز !! ) ..

أظن ان هذه تجربة السودان السابقة في الاقتراض الربوي يجب ان تجعل هذه الحكومة تفكر الف مرة قبل اتخاذ قرار الخوض في مستنقع القروض مرة اخرى .. فالغبي فقط هو الذي لا يتعلم من تجاربه .. وحاشا لله ان اوصم هذه الحكومة بالغباء .. فبقاءها في الحكم لاكثر من عقدين يدل على ذكاءهم المتوقد وغباءنا نحن ..
وعليه .. اطالبك يا رئيس مجمع الفقه الاسلامي ان تشرح لي الفائدة المرجوة من اباحة القروض الربوية للمواطن السوداني على المدى القصير والبعيد .. عسى ولعل ان اجد في شرحك ما يجعلني اكفر بكل نظريات الاقتصاد التي درستها وأتبنى بدلاً منها نظريات مجمعكم الموقر ..

اما اذا ما نظرنا الى الاثار السياسية للقروض الخارجية .. فنجد ان نتائجها مناهضة تماماً للشعارات التي ظلت ترفعها هذه الحكومة منذ ان استولت على السلطة في البلاد .. وما زلنا نتذكر والى عهد قريب شعارات امريكا وروسيا قد دنا عذابها وغيرها من الشعارات البراقة التي اعموا بها بصيرة جزء كبير من الشعب وأوهموه بأنهم مبعوثي الرب ليخلصوا العالم من الكفار الاشرار حتى يصبح الاسلام دين الكون .. فإذا بهم الان ينكصون ويشرعون في الارتماء في احضان الكفار بذريعة الضرورة التي تبيح المحظور !! وكم سمعنا في خطب رئيسنا المبجل عن رفضه القاطع للتدخل الاجنبي في شئون السودان .. فهل غفل سيادته عن جزئية ان الديون الخارجية تزيد من حدة التدخل الأجنبي وتؤثر سلباً على حرية صناعة القرار السياسي وتعرضه لكثير من الضغوطات من الدول المدينة التي تدس سم الاهداف الغامضة والأجندات الخفية في دسم تسهيلات الاقراض ... ان لم يكن رئيسنا وخبراءه يعلمون تأثير الديون على اقتصاد وسياسة بلد مستنزف كالسودان فهي مصيبة .. وان كانوا يعلمون فالمصيبة اعظم ..

اذن يا سعادة رئيس مجمع الفقه الاسلامي ما هو تبريركم لإباحة القروض الربوية من دول الكفار اعداء الاسلام والمسلمين ؟! هل تعاني حكومتكم الرشيدة من ازمة تمويل ؟! .. ولماذا في الاساس تحدث ازمة تمويل في بلد يمتلك من الموارد ما تنوء به ارضه ؟! .. اين عائدات الذهب الذي يشحن بالطائرات الى اسواق الخليج ؟! .. اين عائدات البترول ؟! .. اين عائدات المنتجات الزراعية ؟! ..

ان ازمة التمويل في السودان لم تأت بشكل طارئ او لأسباب قاهرة لا يمكن دفعها .. انها ازمة صنعتها اياد خفية وأخرى ظاهرة للعيان ومنذ امد بعيد .. ونتجت عن سنين طوال من سوء التخطيط وسوء استخدام الموارد والاستنزاف المتعمد لها .. وحصول السودان على قروض ربوية ليس هو المخرج او الحل لازمتها .. بل هو ورطة جديدة تغرق فيها الدولة حكومة وشعباً وقد تؤدي الى ما لا تحمد عقباه في المستقبل القريب ..

وبدلاً من ان يبيح مجمعك التمويل الربوي لاقتصاد هش وواهن كاقتصاد السودان .. كان الاجدر بك كمفكر وداعية اسلامي اللجوء الى تقديم النصح والإرشاد الى ولاة الامر في هذا البلد التعيس بالابتعاد عن القروض الربوية واللجوء الى حلول اسلامية حتى لا يكون هناك تناقض بين الاقوال والافعال .. وان لم تستطع ان تجد حلول اسلامية تعيد الاتساق لمنظومتكم النشاز .. كان عليك نصحهم باعادة ملايين الدولارات الموجودة في بنوك سويسرا ولندن وماليزيا ودبي .. مبالغ لا يعلمها إلا الله وأصحابها .. مبالغ يمكنها ان تسد جزءاً مقدراً من فجوة التمويل .. وتحل ضائقة الحكام وليس الشعب .. فشعب السودان له الله .. وما يفعله الحكام ليس علاقة علاقة بمصلحة الشعب ..

وأخيرا يا راعي الوسطية في بلد لا توجد فيه أية سمات وسطية .. بلد تتلون ما بين فقر مدقع للأغلبية وغنى فاحش للأقلية .. بين جوع كافر للأغلبية وشبع طافح للأقلية .. بين غلاء مسعور ورواتب هزيلة.. بين قصور مترفة وجحور ضاجة بالوجع والجوع والمرض .. بلد انعدمت فيها ابسط مقومات الحياة الكريمة للإنسان .. ( يا كافي البلا الدنيا رمضان والبلد عدمانة حتة السكر وهي فيها اكبر مصنع سكر في افريقيا ( او كما يقال ) .. وكيلو اللحم وصل اسعار خرافية وهي فيها ثروة حيوانية هائلة ( او كما يقال ) .. بلد فيها الطماطم بقى حلم ( وكنا بنحلم اننا نكون سلة غذاء العالم ) .. وجنى الجداد بقى ترف .. والجبنة البيضاء لمن استطاع اليها سبيلاً .. ويا حليل احد الشعارات البراقة القدت اضانا ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ) ..
وعليه .. اتمنى عندما يصدر مجمعكم الموقر احدى فتاويه في المستقبل .. ان ينظر الى ابعد من ارنبة انفه وان يكون حادباً على مصلحة هذا الشعب وان لا يحمله ما لا طاقة له به .. فانتم مسئولون امام الله عن أي قرار يصدر عنكم ..

وهذا ما لزم تبليغه وبيانه ..

وأخيراً .. وبعد هذه الكتابة المحبطة عن حال البلاد والعباد .. واحساسي بالعناء من محاولة تذكّر النظريات الاقتصادية التي نسيتها منذ زمن واضطرتني كتابة المقال الى العودة اليها .. اليكم هذه النكتة التي وصلتني وأعجبتني علها تزيل قليلاً من عناء القراءة السابقة ..

ناس الحكومة ركبوا حافلة مواصلات واي واحد فيهم بداء يتفاخر بي نفسه ..
نافع قال : انا في اخر لقاء لي صفقوا لي 150 الف نفر ..
عبد الرحيم قال : انا في اخر لقاء صفقوا لي 200 الف نفر ..
علي عثمان ضحك كده وقال ليهم : انا في اخر لقاء صفقوا لي 350 الف نفر ..
البشير قال ليهم تعبانين ساكت : انا في اخر لقاء لي صفقوا مليون نفر ..
سواق الحافلة حك فرامل شديد وقبل عاين ليهم كده وقال ليهم : علي الطﻼق بالتلاتة انا اقلب الحافلة دي الشعب السوداني كلو يصفق لي ..


طيب ياخ ما تقلبا ياخي .. اقلبا وريحنا :( ..




للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
موسى مروح
مشاركات: 172
اشترك في: الأحد نوفمبر 06, 2011 9:27 am

مشاركة بواسطة موسى مروح »

الأستاذة العزيزة/سناء جعفر
طالعت جزءاً من خيطك الممتد هذا لأول مرة قبل شهور. بدأت من النهاية ثم عدت إلى البداية، وقرأت بعضاً مما بينهما.
أود أن أشكرك على هذه "الثرثرات" الذكية.
كلما رأيت هذا الخيط، تذكرت بإعجاب تلك الفتاة الصغيرة المحبة للاستطلاع (في بدايته).
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

استاذي العزيز موسى مروح ...

لمن شفت الثرثرة الحميمة طافية على سطح المنبر نظرت ليها بعين الدهشة..
( المدهش في دهشتي الحاصلة لي اليومين دي اني رجعت اندهش تاني من حاجات كتيرة بعد ان ظننت بانه لم يعد هناك ما يدهشني على وجه هذه البسيطة ) ..

ودهشتي لطفو الخيط مرجعا لاني ادركت يقيناً فقدان قدرتي على الثرثرة .. وانجذابي لحالة صمت كثيف مافي اي شئ قدر يخترق حجبه ..
برغم وجود حاجات كتيرة مستفزة هنا وهناك وفي كل الامكنة تدفعني دفعاً للكتابة ..
لكن حصار صمتي كان اقوى من كل الاستفزازات ..

وعليه ستتوقف الثرثرة الى اجل غير مسمى قد يحين موعده غداً او بعد شهر .. او بعد سنة .. او بعد ساعة ..


تحيات طيبات زاكيات ..





للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

وعدنا ..

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
اجازة بطعم ( الحلو مر ) ...


الاجازة حسبما هو متعارف عليه وُجدت للترويح عن النفس بعد عناء العمل المتواصل بما يتضمنه من ضغط نفسي وجسدي .. وفيها يتم التحلل من كل قيود الروتين والنمطية .. والتمتع بكل لحظة حرية .. وشحن بطاريات الروح التي باتت خاملة والجسد الذي اصبح متعباً هامداً كي نعود مرة اخري للسعي بين صفا الرزق ومروة الاحتياجات في هرولة لا تنقطع حتى لو انقطعت انفاسنا ..

لكن الاجازة بالنسبة لنا نحن اهل السودان تختلف تماماً عن هذا المنظور الرومانسي الخيالي .. فاغلبنا يبدأ التحضير لها وهو مهموم بما يجب ان يحمله من هدايا للأهل والجيران والأصحاب وعابري سبيل المنزل .. وما يجب ان ينفقه من اموال لترضية من تسربوا من ذاكرة الهدايا .. اغلبنا يذهب للإجازة بحصيلة عام كامل من العمل والكدّ .. ويعود منها مرهقاً .. منهكاً .. محبطاً .. مفلساً .. قانطاً .. وهو يقسم بالإيمان المغلظة بأنه قد اعتزل فكرة الذهاب إلى السودان ( إلّا للشديد القوي ) ..

لكن ما ان تمضي الايام ويشارف العام على الانقضاء .. حتى نبدأ بالتململ وإيجاد الاعذار لأنفسنا الامارة بالشوق كي نعود .. فنرجع ونحن نحمل زكائب احلامنا التي تدفعنا إلى الرحلة وهي تزين لنا صور الحنين إلى الشوارع والملامح والقصص .. نرجع مدفوعين بآمالنا بتغير الحال وصلاح الاحوال .. نرجع مسكونين برغباتنا المستميتة في التصديق بان كل ما نسمعه عن تردّي الاوضاع ما هو إلا محض اشاعات مغرضة ذات اهداف خفية تُروج خصيصاً لمنعنا من الحضور والتبرّك بتراب الوطن الحبيب ..
نرجع خضوعاً لمؤامرة الشوق التي تغذيها خيالات سماء صافية .. ونيل يرتع ويمرح .. وماء زلال يعوضنا عن ماء القناني المعبأة ... وخضروات يانعة لم تفسدها ( اليوريا ) .. وتوق مارق إلى ( مقالدة حنينة في نص شارع او نص حوش وبدون غضاضة ) .. ولونسة بيوت البكيات .. ولزغاريد بيوت الاعراس .. ولريحة التراب .. وصوت الديوك في الفجر .. وهمهمة الشوارع في كل الاوقات ..

حاولت هذه المرة ان اجعل سقف احلامي وامنياتي ورغباتي منخفضاً حتى لا احبط بالواقع المخالف لها .. وكانت سياسة حكيمة جعلتني امضي اجازة ( عادية جداً ) اختلط حلوها بمرها .. نزلت دموعي فيها مدراراً في مواقف كثيرة .. وتعالت ضحكاتي فيها تكراراً حتى بانت نواجذي .. أُرهقت فيها جسدياً ومادياً وروحياً .. وتعافيت فيها من خواء الغربة وملل الوحدة .. خلعت فيها اقنعة المجاملة وارتديت ملامحي .. حتى لون الغربة الناتج عن البقاء لفترات طويلة داخل علب الحديد والاسمنت خلعته لتعود اليّ سمرتي الجميلة التي لا تخاف الشمس ..

اكثر ما احبه في اجازاتي انها تعيدني إلى نفسي وتنزعني من تلك الاخرى التي تتلبسني غربتئذ.. تعيدني إلى انسانيتي .. وتنسيني ذلك الكائن الآلي المبرمج الذي اصبحت عليه هنا ..

فعندما اكون هناك .. اتفاعل عن قرب مع كل ما حولي ومن حولي .. وافعل كل ما يفعله عموم الشعب السوداني .. ( فاشمت) بفرح خفي لهزيمة المريخ وأتجاهل تماماً شعارات الوطنية التي يرفعها البعض في وجهي لمنعي من ابداء مشاعري .. وأغضب بوضوح لهزيمة الهلال الذي أنتمي اليه بولاء لا يفتر حتى وان كان خاملاً ولا يستطيع احراز الفوز في ارضه ووسط جمهوره ..

هناك امتطي الركشات غير آبهة بالتحذيرات عن حوادثها المميتة .. اركب الحافلات العامة .. واتامل الشوارع بعين فاحصة وتركيز شديد لا ينسيني ان اطرقع باصابعي عند وصولي لمحطتي المنشودة .. لا اكلّ ولا املّ من ( مكاسرة ) سائقي الامجاد المغالين في اسعار المشاوير .. وأحس بنشوة الانتصار عندما يخضع بائع الخضروات لإلحاحي ويمنحني ( البامية والكوسا والجرجير والطماطم ) بالأسعار التي اراها مناسبة ..

في الاجازة تتحول عيناي إلى كاميرا سريعة الالتقاط تختزن الصور في ذاكرتها وتعيد تحميضها كلما عنّ لها تذكر لحظات مضت وخلفت وراءها احساساً ما .. وها انا ذا ( وكما اعتدت دائماً ) .. اعرض عليكم بعض اللقطات التي التقطتها اثناء هذه الاجازة ( الحلو مر ) ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
السودان بالناس .. وبس ..


برغم كل المحن والمصايب المغطية البلد من الساس للرأس .. برغم الضيق والعنت والمشقة .. برغم الغلاء والعناء والبلاء .. برغم كل العوامل الطاردة .. بيفضل السودان حلو بناسه .. الاهل والأصحاب والجيران .. وحتى الناس الماشيين في الشوارع ساكت .. لا بتعرفهم ولا بعرفوك .. لكن فيهم حاجة منك وفيك حاجة منهم .. حاجة خفية ما بتتشاف من برة .. حاجة بتتحس جوة .. اها احلى حاجة في اجازتي كانت ملاقاة الناس .. ناس شوفتهم اشعلت كل فوانيس المودة جواي .. وتعالوا النحكي ليكم بيهم ...


ماري وتينا وبركة ساكن ..

ماري .. كائن نحيل بشعر كستنائي قصير وعينان خضراوتان .. وأصابع لا تفتر من الكتابة .. وفضول يفوق فضول القطط .. ورغبة صادقة في معرفة الاخر الذي لا يشبهها في شيء .. صحفية سويدية تتكلم العربية الفصحى بتكسر واضح .. تفهم الحديث ان تفاديت السرعة وتمهلت في العبارات ونظرت مباشرة إلى الخضراوتين وأنت تخاطبها .. تكتبها بخط ( مكلوج ) يذكرني بخط مؤمن ابن شقيقتي الفخور بأنه قد وصل إلى الصف الثاني في المرحلة الابتدائية .. لكنها تقرأها بإتقان وتركيز من يود ان يفهم .. لم استطع تحديد عمرها .. فنحافتها ( التي حسدتها عليها ) جعلتها تبدو اصغر من غضون التجارب المرتسمة على وجهها ..

تينا .. مساعدتها ومرافقتها في كل رحلاتها .. ادهشتني عندما اخبرتني بأنها من زيمبابوي .. فهي لا تملك من السمات الافريقية إلا لوناً برونزياً اخاذاً .. وخصلات شعر متمردة كانت تعتريني الرغبة في جدلها كلما التقينا.. لكن افريقيتها تجلت بوضوح في صخبها الدائم وروحها المرحة وحركاتها الراقصة .. اكثر ما ازعجني فيها هو اصرارها على تدخين ذلك السيجار البني الرفيع ذو الرائحة الكريهة .. لكن الجينات السودانية المجاملة منعتني من احراجها بطلب عدم تدخينه في حضوري ..

عبد العزيز بركة ساكن .. كائن خفيف الروح .. مشتعل الخيال .. يصادقك من اول لقاء .. ويحتفي بك كأنه يعرفك منذ الازل .. يسير وفي ركابه ضحكات يانعة كضحكات الاطفال .. يمتلك لغة خطاب تشبه رواياته .. منسوجة بالغرابة .. وتجعلك تعيد النظر كرتين في معناها ومبناها ..

التقينا ثلاثتنا لأول مرة عندما قدم لي ساكن مشكوراً دعوة لحضور لقاء في منزل الكاتبة بثينة خضر مكي بعد ان اوضح لي الغرض من زيارة ماري إلى السودان والتي كان هدفها كتابة مقال لحساب المجلة التي تعمل فيها وتدعى ( كارافان ) Karavan Magazine عن الاديبات السودانيات ضمن سلسلة من المقالات عن الكاتبات في دول العالم الثالث .. كانت مقالاتها تركز على تجربة المرأة في الكتابة الابداعية ومعوقاتها في تلك الدول .. وكانت الزيارة جزءاً من برنامج امتد ليشمل مصر وتونس وعدة دول عربية وافريقية اخرى .. كان بركة ساكن حلقة الوصل بينها وبين مجتمع الكتّاب والأدباء السودانيين .. فقبلت دعوته وأنا اتوجس خيفة من لقاء اناس لا اعرفهم .. وأظن ان هذا مبعثه تأثير الغربة التي عاثت فساداً في طباعي وجعلتها تميل للعزلة وعدم القدرة على التأقلم وسط أي مجموعة تزيد عن ثلاثة اشخاص .. وجعلتني اتهيب من ارتكاب معصية تكوين صداقات جديدة ..

كانت جلسة هادئة ضمت صاحبة المنزل المضيافة السيدة بثينة .. والكاتبة فاطمة العتباني .. وصحفي تسرب اسمه من ذاكرتي الخربة .. اضافة إلى الاستاذة نجدة التي كانت تقوم بمهمة الترجمة الفورية من العربية السودانية الدارجية إلى الانجليزية حتى تفهم ماري ما يقال لها .. كما ضمت الجلسة الاستاذ الناقد عز الدين ميرغني .. الاستاذ الشاعر الفاتح حمدتو .. والسيد عمر قدور رئيس اتحاد الادباء والكتاب السودانيين الذي أدهشني بتصريحاته عن سقف حرية الكتابة الموجود في السودان وإصراره على عدم تغوّل السلطة على حقوق الكُتّاب في نشر ما يحلو لهم .. كأنه نسى او تناسى وجود شخصين في الجلسة مُنعت لهم اعمال من النشر من قبل نفس السلطة التي يدافع عنها .. علماً بأنه لم تكن قد مضت إلا عدة ايام على مصادرة خمس روايات لبركة ساكن من معرض الخرطوم للكتاب وأمام كل مرتادي المعرض !! كما تكلم عن انفصال الجنوب بصورة رومانسية حالمة لا تتطابق مع واقع الحال المؤلم ..

كنت اتأمله وكأني اشاهد برنامج اغاني وأغاني ... فقد كان تشابه الملامح والأسلوب بينه وبين شقيقه مقدم البرنامج الذي فقد بريقه مذهلاً .. افجعني ان يناقش من هو في مقامه مسائل مهمة ومقلقة بهذا الاسلوب الذي يفتقر الى العمق ويميل الى تسطيح الامور .. كنت اتبسم ضاحكة وأنا استمع اليه .. وددت ان اجادله وأكثر في الجدال وفي داخلي تعتمل وخذات الاحتجاج .. لكنني احجمت احتراماً للمكان وصاحبته وضيوفها .. اتمنى ان تتاح لي فرصة قادمة التقيه فيها مرة اخرى في مجال يسمح لي بإبداء رائي في اقواله .. وبكل احترام ..

كنت اود نشر بعض الصور التي التقطت في هذا اللقاء لولا تحذير مبطن وردني في ايميل من تينا بعد وصولها الى السويد بعدم نشر أي صورة قامت بإرسالها لي إلا في صفحتي الخاصة في الفيسبوك وبعد استئذانها وتحديد الصورة المراد نشرها .. علماً بأنها قد اخطرتني برغبتها في بيع بعض الصور الملتقطة الى المجلات والدوريات المختصة في السويد مما اصابني بدهشة شديدة وجعلني اتساءل عن حقها في منعي من نشر صوري الخاصة في أي موقع .. وحقها هي في بيعها لأي جهة ترغبها .. وقررت استخدام نفس اسلوب المنع الذي شهرته في وجهي وإعلانها بعدم رغبتي في بيع صوري او نشرها في أي مجلة إلا بإذني وبعد اختيار اللقطات التي اسمح بها .. ( واحدة بواحدة والبادي اظلم .. ما احنا برضو بنعرف حقوق الملكية الفكرية وكدة يعني :) ) ...

وللحديث بقية ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
أضف رد جديد