نقلاً عن مجلة "المجلة": ميثولوجيا الكاوبوي الامريك

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

نقلاً عن مجلة "المجلة": ميثولوجيا الكاوبوي الامريك

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

نشرت لي المجلة هذا المقال وأخص به المنبراملاً ان يجد حظه من النقاش, كما سوف اسعي اسبوعياً بنشر مقالتي فيها عبرهذا الموقع , حيث صرت مراسلها في واشنطون


ميثولوجيا الكاوبوي الامريكي
المحافظون الجدد هل يغيرون العالم...؟
واشنطون :صلاح شعيب


أثارت التصريحات المثيرة الداعية لإغتيال الرئيس الفنزويلي والتي أطلقها مؤخرا ًالقس الاميركي بات روبنسون ردود فعل مختلفة لدي الدوائر الدينية والسياسية والفكرية داخل أمريكا وخارجها, مثلما إنطوت هذه التصريحات علي دور جديد يحاول اليمين المسيحي الاطلاع به بعد ان إستطاع توجيه السياسة الامريكية نحو مراميه الايديلوجية التي دشنها الرئيس الامريكي جورج بوش منذ بداية فترته الرئاسية التي بدأت في العام2000, وبرغم إعتذار القس بات ومحاولة الادارة الامريكية إبعاد نفسها عن هذا المأزق الدبلوماسي الذي خلقه لها احد مراجعها الدينية إلا ان اعتذاره لم ينف إمكانية ان تقوم السياسة الامريكية بدور في تخليص أمريكا وربما العالم من زعامات سياسية علي شاكلة هوغو جيفيز المعروف بمواقفه المعلنة ضد الادارات الامريكية وإتخاذه علاقات مميزة مع عراق صدام وليبيا وكوبا, وكذا تبنيه للماركسية في تعامله السياسي الداخلي وإتخا\ه مواقف عنيدة في التعاملات التجارية والاقتصادية تجاه أمريكا وكذا مسائل أخري تتعلق بالتعاملات النفطية بين بلاده والشركات متعددة القارات الامريكية التي تعمل في مجال تجارة الوقود .
بات , المرشح السابق في إنتخابات الرئاسة الامريكية , قال في إعتذاره أن الجنرال جيفيز "..وجد ضالته في مصاحبة ارهابيين امثال كارلوس وجاكال, وإنه زار ايران ليحصل علي مساعدات فيما يتعلق بالتكنلوجيا النووية وإنه ذات هوغو الذي صرح ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين والرئيس فيديل كاسترو يعتبران مثلان عاليان له,.. كما ان الرئيس الفنزويلي سعي لإسقاط حكومات أمريكا الجنوبية المنتخبة ديمقراطيا ًــ بادئاً بكولمبيا المجاورة..وعليه إنني إذا رأيت رجلا مجنوناً سائقاً عربته نحو أشخاص أبرياء واقفين علي الشارع, فإنني ـ كمسيحي ـ لا أستطيع الانتظار حتي رؤية المأساة, ومن ثم أهدي من روع المجروحين وأدفن الموتي منهم..يتعين علي في هذه الحالة إيقاف السائق من القيادة.."
من المعروف ان التحالف الجديد بين المسيحيين المحافظين ومناصري الصهيونية قاد الي صك مفهوم عسكري جديد تمثل في الحرب الاستباقية ضد الدول المصنفة امريكيا انها خارج دائرة الطاعة الدولية , ويعود الفضل الي البروفيسور ريتشارد بيرل الي إقناع إدارة بوش بتبنيه ذلك المفهوم والابتداء بضرب نظام صدام حسين عبر ما عرف بخطة تغيير النظام التي وضع جوانبها التنظيرية البروفيسور بول ولفيتزوهواحد أعمدة المحافظين الجدد في أمريكا وتقلد منصب نائب وزير الدفاع وتم تعينه مؤخرا رئيسا للبنك الدولي ويعتبر ولفيتز أحد اليهود المعرفين بخدمته الاستراتيجية للمشروع الصهيوني العالمي وقد أوكل إليه تنفيذ مشروع إسقاط نظام الذي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر التي مهدت ماعرف بالحرب ضد دولة راعية للارهاب بدلا ً من ما كان يعرف أنها دولة منتهكة للقرارات الدولية مما يدعو إلي تغيير نظامها.
غير ان هذا المفهوم الحربي الاستباقي أثار بعض النخب اللبرالية الامريكية ما دعا التخوف ــ من كونه ينزع الي تقليص الشرعية الدولية ــ إلي نقده من خلال تصريحات بعض الاكاديمين البارزين . فالبروفيسور كورنيل ويست المعروف بمعارضته للسياسات الامبريالية ـ كما يسميها ـ وصف هذا المبدأ الجديد للسياسة الخارجية الامريكية بانه يذهب بعيداً اكثر من "..مبدأنا الحمائي السابق للحرب. إذ انه يعطي الضوء الاخضرلسياسيينا للتضحية بالجنود, والذين هم شباب الطبقة العاملة من الملونين, في مغامرات صليبة وإن هذه الدوغما تطرح القوة العسكرية كعامل تطهير في عالم فيه الذي يملك الاسلحة الضخمة والفاعلة هو الاكثر اخلاقية وفحولة, ومن ثم فهو الاحق بمسايسة الاخرين, ويضيف كورنيل انه بالتجربة "...هذه الدوغما تأخذ شكل الغزو الاحادي / الإستعماري أو سمه الإحتلال المسلح. بهذا التصور إنها هيجت سياسة خارجية كانت تشع تعاونا ًوفاقيا ًبين كل الامم, ثم قوضت البناء الدولي من شفافيته..ان هذه الدوغما [العسكرتارية القامعة] بتبنيها ميثولوجيا الكاوبوي الامريكي المتوهمة بقيت وحيدة المدي توظف تكتيكات ضد أعداء غيرمرئيين. وعلي المستوي الداخلي فإن هذه الدوغما تطفر في القوة البوليسية وتنشئ في السجون عبر المربعات الصناعية, وإنها تري الجريمة كعدو مؤسس لتسحقه ـ إستهداف الناس الفقراء ـ بدلا ً عن النظر الي الجريمة كسلوك مشين يفترض التغيير بواسطة مخاطبة الظروف التي في أحيان كثيرة تشجع مثل هذا السلوك .."
إلي ذلك يقول الكاتب الامريكي المعروف اوستن برايمول ان المحافظين الجدد يعيشون الان احلي ايامهم بالقياس الي وضعهم قبل نصف قرن مضي, ويدلل علي ذلك ان مفكريهم النشطاء يغطون مساحة اية حديقة في الولايات المتحدة.."..ولو إنهم كانوا يصدرون في الخمسينات نشرة شهرية يتناولون فيها افكارهم, فإنهم الان ينتجون أدبا ً سياسيا بالمجلدات يتناول شوؤن الصحافة والسياسة والدين والاقتصاد والعلاقات الدولية......"
علي جهة أخري فإن اليهودي آرفينق كريستول يقترح, خلافا ً لهذه الانتقادات الليبرالية, ان المهمة التاريخية والغاية السياسية للمحافظين الجدد يبدو كونه دفع الحزب الجمهوري والمحافظين الامريكان عموما ً ضد رغباتهم الشخصية إلي نوع جديد من السياسة المحافظة لإنجاز مهتديات ديمقراطية حديثة لتطهير أمريكا من الدعاوي الليبرالية التي تطيل امد الديكتاتوريات. ويشير كريستول ان السبب هو ان الامم الكبري التي هويتها ايدلوجية, مثل الاتحاد السوفيتي سابقا ً وأمريكا اليوم, حتما تمتلك مصالح ايديلوجية رسالسة بالاضافة الي اهتمامات مادية "..وذلك هو المنطق ان نحس انه من الضروري حماية اسرائيل حين يصبح وجودها وحيوات شعبها مهددين بالخطر..."
مثل هذه التصريحات المحسوب أنها مضرة بمصلحة الاقليات قادت عددا كبيرا من المفكرين الملونين لمعارضتها ومن بينهم المفكر الامريكي الافريقي كورنيل ويست للقول ان "..هؤلاء اليهود الذين يوحدون طاقاتهم مع المسيحيين الناشطين لحماية امريكا الامبريالية وكذا السياسات الاستعمارية للدولة السرائيلية يرون انفسهم انهم يعانون العداء الكبير للسامية من الاصوليين المسيحيين الذين يحالفونهم, وربما هم علي حق في ذلك, ولكن نفس هؤلاء اليهود المحافظين يفشلون في رؤية تورطهم مع النخبوات الامريكية الذين يدعمون, ويغفرون في الان ذاته, السياسات الاستعمارية والعداء العرقي الموجه ضد العرب من قبل النخب الاسرائيلية..."
ويؤكد ويست "وبمثلما ان فراغ ثقافتنا السياسية منح الفرصة لقسم ناشط مدنيا تمثل في اليمين الديني الذي ينطلق من دعاوي دينية مضللة ومنظور ضحل لمعالجة القضايا الاجتماعية, فإن الموجات الاخيرة لحركات التنهيض السياسي الاسلامية, الاصولية منها وغيرها ـ هي ربما بحث لهوية جديدة للمسلمين المقموعين من قبل التجارب القومية العلمانية الفاشلة.. ناصر في مصر, الشاه في ايران, و صدام في العراق والذين فشلوا في خلق او دعم هوية ناجزة للمواضيع الاسلامية, كما إنهم كانوا متأثرين بأمر الخضوع القطبي, فضلاعن ذلك فإن الرباطات النظرية مع الامبراطوريتين السوفيتية والامريكية خلال الحرب الباردة وسعت الفجوة بين السلطويين القامعين والمواضيع الاسلامية, ومع الانهيارالعميق للقومية العلمانية في هذه البلدان, فإن النهضة الاسلامية تصاعدت ونازلت بقوتها المكتسبة بطش وفشل الدولة..".
يقول الكاتب الليبرالي كيفين ماكدونالد انه "..من خلال دراساتي في مجال الفكر والسياسة اليهوديين اري ان المحافظين الجدد غير مؤهلين بدرجة ان يشكلوا السياسة في امريكا والتي تتم بهيكلة فكرية يهودية تماما.. وربما ان هذا يعكس رغبة المحافظيين المسيحيين الذين يربطون بين دعاوي ايدلوجية وقيام دولة اسرائيل علي محيط آمن.."
أحد السفراء العرب , فضل عدم ذكر اسمه تحدث ل"المجلة" عن صعود تيار اليمين الديني في امريكا قائلاً"..
أن اليمين المسيحي عبارة تستخدم في الاشارة الى أطياف متنوعة من الحركات السياسية والاجتماعية ذات التوجه الديني التنظيرات المسيحية المتطرفة والتي تتميز بدعمها القوي للقيم الاجتماعية التقليدية.وفي أغلب الأحوال تطغي القضايا ات على اهتمامات اليمين المسيحي او اليمين الديني فهو دائما على رأس المنادين بتحريم الاجهاض والكف عن تقديم مكافآت العطالة باعتبار أن الانسان مسئول عن كسب رزقه كواجب اجتماعي وديني كما عرف عن اليمين المتدين معارضته لما يعرف بالعمل الايجابي وهو نوع من المحاباة في فرص العمل والقبول بالجامعات لابناء الاقليات المهضومة الحقوق لتمكينها من اللحاق بركب الأغلبية ولكن المتدينون يرون في ذلك إخلالا بأصول تقليدية تفرض تكافؤ الفرص في كل الأحوال ومسايرة مجريات الأحداث والمثال الأصدق على ذلك هو أحداث 11 سبتمبر 2001 فقد ركب اليمين المتدين موجتها باسراف شديد في معاداة العالم العربي والاسلامي ومضى بعض رموز اليمين أبعد كثيرا في التهجم على الاسلام والقرآن وشخص نبي الاسلام محمد (عليه الصلاة والسلام) وقد تراجع معظم ممثلي اليمين عن الاقوال الفظة والجارحة التي تلفظ بها بعضهم ضد المقدسات الاسلامية وذلك تحت ضغط المعتقدات الأمريكية التي لا تبيح التهجم على الأديان ورموزها وربما أيضا بسبب من احتجاجات المسلمينى الامريكيين .
وحول علاقة اليمين الديني باسرائيل يقول انها علاقة ملتبسة "..فهم يؤيدون قيام اسرائيل وتوسعها لتكون دولة اسرائيل الكبرى آمنة يتجمع فيها كل يهود العالم وبذلك يستشعر المرء لديهم غلوا شديدا في الانعطاف لاسرائيل ولكنهم مدفوعون لذلك بدوافع عقدية على رأسها الفكرة المسيانية(فكرة العودة الثانية للمسيح ) وحسب اعتقاداتهم بحرفية الانجيل يرون ان من شروط تلك العودة قيام دولة اسرائيل واجتماع شمل اليهود فيها ليظهر المسيح ويقود المعركة الكبرى (آرماغيدون) بين قوى الخير وقوى الشر وبعد انتصاره العظيم يتحول اليهود جميعا من الديانة العبرية الى المسيحية الحقيقية التي ستسود العالم عندئذ.ويكره اليهود هذه النبوءة التي تناقض عقيدتهم والوعد السماوي الذي يؤمن به غالبيتهم ويعيشون بانتظاره وهو ظهور المخلص الذي يحقق لهم ولهم دون شعوب الأرض أن يكونوا اهل القوة والسيدة على العالمين..".



أضف رد جديد