حوار مفتوح مع الشاعر الصادق الرضي...

Forum Démocratique
- Democratic Forum
نصار الحاج
مشاركات: 120
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:59 pm

مشاركة بواسطة نصار الحاج »

الصديق الشاعر الصادق الرضي
لك التحية ولـ حافظ خير
وانتم تزرعون القصيدة بم سوداني هناك...

و :

* أنت الآن المسئول الثقافي بجريدة الأضواء السودانية، وتشرف على واحد من اهم الملاحق الثقافية بالصحافة السودانية بشكل أسبوعي، إلى أي مدى أثرت هذه التجربة على كتابتك الشعرية سلباً وإيجاباً - نوعاً وكماً ؟.

* فيما يتعلق بتجربة القراءة والتواصل الذي يتم الآن بلندن عبر مبادرة مركز ترجمة الشعر، هل خلقت هذه الحالة أو أيقظت أسئلة ومشاريع شعرية جديدة لديك - ذلك من خلال هذه التجارب الشعرية المختلفة والقادمة من رؤى ومناطق وتجارب شعرية متباينة في همومها ولغتها وأيضا من خلال الحوارات التي تمت والأسئلة الشعرية التي واجهتها من بيئات شعرية أخرى ؟

* هل السجال الذي ما زال يدور عندنا حول الخيارات الشعرية " قصيدة عمودية - تقليدية - تفعيلة - نثر - نص مفتوح - نص مغلق ...وشغل الموسيقى والإيقاع وسط كل هذا" والذي قد يصل في بعض حالاته إلى مايشبه المحاكمات في واقعنا الثقافي، هل هو بذات الصورة يشكل حضوراً وسجالاً في المجتمعات الشعرية لأولئك الشعراء الذي ألتقيتهم - أم الحالة مختلفة سواءً تاريخياً او حاضراً؟
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

فناننا المبدع حسن موسى

الاشارة لفعل القراءة في مداخلتك ، إشارة في الصميم ، فكما نعلم لا يكتمل فعل الكتابة الابداعية ، مالم يبدأ فعل القراءة (الابداعية) وهذا ما يمنح النص ( حياته – حيواته – المتعددة )
يروق لي ذهابك الحصيف نحو النظر للقراءة ( كوجه من وجوه الترجمة ) وبالفعل يتحول الشاعر بدوره لقارئ فور فراغه من الكتابة ، متورطا في لعبة الاحتمالات المتعددة لكينونة النص وتحققاته . وقد كتبت حول هذه التجربة بصورة او بأخرى في حوارات نشرت في فترات مختلفة ، معبرا عن أن الشاعر لا يمتلك بالضرورة معرفة نصه مسبقا ، وان الكثير من المعارف والخبرات التي يتضمنها النص تكشف عن نفسها لاول مرة للشاعر ، حين يشرع في قراءة النص (كقارئ) .
النظر للقراءة ( كوجه من وجوه الترجمة ) هو إضافة لمسألة (القراءة كفعل ابداعي) والتي جرت مناقشتها كثيرا وبمستويات متفاوتة من العمق ؛ وقد نشر الشاعر الراحل عبدالرحيم ابوذكرى في العدد الاول من مجلة (الثقافة السودانية) نوفمبر 1978 م مقالا من ترجمته ، في هذا الخصوص
أما بخصوص الترجمة نفسها والتي هي ممارسة ثقافية تتيح امكانات الحوار والتلاقح بين اكثر من محيط ثقافي - لغوي - ..الخ . فهناك يحدث للشاعر في قراءته لنصه مترجما نوع من الالتباس أكثر تعقيدا.
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

الاستاذ الصادق الرضى سلام وتحية..
ترجم مركز الشعر بجامعة لندن ونشر قصيدتك " أغنية". هاهو نصها:
ماثلٌ للريح
في قبعة لا تخفي
بمعطفٍ يلتفُّ — على عمود الغبار
النحيلُ
يرى فضاءاً
ولا يقطفُ وردةً
حتى يراكْ
( بالممرّ الضيق
بين أكوام الزبالةِ
يُشْهِرُ منقارَه
ويضربُ بالأجنحة !)

ـــــــ
هل كنت تصف طائرآ هنا أم حبيبآ\ حبيبة؟
اعذرنى على هذا السؤال المباشر والذى يبدو غريبآ، ولكننى سوف اشرح لك فيما بعد دوافع سؤالى هذا.
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÔÈíäí
مشاركات: 16
اشترك في: الاثنين أغسطس 08, 2005 2:23 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÔÈíäí »

مرحب بالصديق الصادق
وشكرا للصديق حافظ على هذه المبادرة
والتحية لكل المتداخلين/ات
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

مشاركة بواسطة حافظ خير »

غادرنا الأسبوع الماضي الصديق الشاعر الصادق الرضي عائداً الى الخرطوم بعد ختام مشاركته في فعالية "جولة الشعراء" في المملكة المتحدة...
وأود أن ألفت انتباه المشاركين هنا بأن الصادق سيعود بالتأكيد الى هذا الحوار الذي تحدثنا طويلاً عن جدواه وأهمية استمراره.


أتوقع أن يرتب الصادق الرضي أوراقه ويعود الينا في هذا الموقع بالإفادات والتأملات والإنطباعات، خصوصاً حول تجربة الترجمة و"جولة الشعراء"...


ح.خ
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

الإخوة الكرام
الحبيب حافظ

عدت بالفعل الى الخرطوم وبدأت في الكتابة حول الرحلة وكتابة ردود على المداخلات الكريمة في هذا الحوار الذي اشعر بأهميته ، لكن ظروف الخرطوم الضاغطة لم تمكن من الدخول الى النت ونشر الردود ، ايضا انشغالي مع الصديق الشاعر عاطف خيري الذي سبقني الى الخرطوم وانخرطت فور وصولي في نشاط مع فعاليات الساحة التي تحتفي به وبزيارته للخرطوم ، وهو يحزم الان في حقائبه استعدادا للعودة
اذن ، في الغد أو بعده ، نستأنف الحوار مع غاية اعتذاراتي عن اي تشويش ربما يكون قد سببه التأخير

ودمتم
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

الاخوة الاعزاء
ها نحن نعود للحوار ، من حيث توقفنا
كتب الشاعر أنس مصطفى :


قرأت حوارا" صحفيا للراحل عبدالحي حين سئل عن التأملات الفلسفية في شعره فأجاب بأنه لا يعرف ما المقصود بذلك وأنه يشتغل في اللغة فهي خامة الشعر,,(أذكر لك شيئا مشابها" )فقل لنا أتراه محض نحت في اللغة..؟
وثانيا": يحفل شعر الحداثة وما بعدها بتغيير أنظمة الدلالات وانتاج دلالات مغايرة مما ذهب بالنصوص لحدود الدهشة ثم حدود الالغاز فكيف ترى الامر..؟ أيحق للشاعر وبلا حدود انتاج قاموس دلالي خاص به..؟ لال يسبب ذلك مذيدا" من العزلة للشعر..؟


أظنني لم أقرأ الحوار الذي اقتبست منه مقولة أستاذنا الراحل محمد عبد الحي ، فيما يتعلق بـ قولي في علاقة الشعر باللغة ، فأنا ذهبت نحو الاتفاق ، مع" كرستيوفر كودل حين اشار في كتابه "الوهم والواقع – دراسة في منابع الشعر) الى"ان اللغة هي الشئ الموضوعي الوحيد ، الذي يمكن درسه في الشعر" ، واستطردت في ذلك ، في نص تقديمي لديوان الشاعر أزهري محمد على" وضاحة" المعنون بـ " ماتبقى يؤسّسه الشعراء " واللغة، كما نعلم ، هي أداة الشاعر الأساس نحو إنتاج مشروعه الابداعي
فيما يتعلق بـ شعر الحداثة ومابعدها ، فالأمر جد معقد وتصعب مناقشته بهذا المستوى من الإطلاق
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

يكتب عبدالخالق
هل تنمية الابعاد الابداعية للشاعر مثل اكتساب الحساسسية النقدية في مستواها الابستمولوجي، أو الايغال في ادبيات الثقافات الأخرى من خلال التورط في الترجمة، قد يكونا سبباً في اقلال الشاعر على مستوى انتاج القصيدة؟ بمعنى آخر، هل يصبح الشاعر في لحظة ما ناقداً صارماً اتجاه قصيدته بحيث يعمل فيها أدواته النقدية حتى في لحظة تخلقها وبشكل متعسف قد يودي بوأدها في المهد، بعد أن كان ذلك هماً متروك لغيره من النقاد؟ وهل اتساع زاوية المضاهاه التي يصنعها فعل الترجمة نتيجة الاحتكاك بابداعات أخرى يؤدي بدوره الى نوع من الفرملة في عجلة انتاج القصيدة؟
بطبيعة الحال الكتابة الابداعية هي ذاتها فعل نقدي ، بصورة عملية .أي أنها تتم بصورة معرفية لايمكن نفيها ولا ينفي عنها ذلك بالضرورة تقصيها لماهو جمالي ، الكتابة بطريقة معينة تعني اختيارا معينا يتضمن رأيا نقديا في اختيارات اخرى متروكة قصديا . والشاعر ليس في غنى عن الالمام بكل شئ في محيط وجوده ما أمكن ذلك ، مما يثريه معرفيا وجماليا ويجعله أكثر وثوقا باختياراته نحو تطويرها ضمن مشروع ابداعي ينهض به.
اعتقد ان الشاعر غير مطالب بان يكون غزير الانتاج بالضرورة، الشاعر معني بالتأسيس لمشروعه الابداعي معرفيا والترجمة نشاط إبداعي وثقافي من شأنه أن يثري ساحات العطاء بمختلف المداخل ، كما حدث على مدى قرون .
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

يكتب أسامة الخواض :
في حوار مع عادل القصاص قبل زمن طويل أنكر علاقته بالقصة السودانية,من حيث تاثيرها على خطابه القصصي
سؤالي يندرج في هذا الاطار.
هل لك اباء شعريون سودانيون؟
وكيف تنظر الى علاقة خطابك الشعري بالخطابات الشعرية السودانية التي سبقته؟
مع تقديري وشكري لحافظ على هذه المبادرة الاسفيرية
محبتي


هل بالضرورة أن تكون العلاقة بالرموز الشعرية البازخة التي سبقتك ، والتي بالتاكيد ساهمت ، بصورة او باخري في تشكيل ذاكرتك الشعرية ، علاقة أبوة ، وبالتالي هل بالضرورة ان تكون علاقتك بآخرين قدموا مساهماتهم اثر قدومك وصدف ان اثر اسهامك في تكوينهم بصورة او باخرى علاقة بنوة ؟!
احب ان انظر للامر خارج هذا الاطار ان اترك فسحة للنظر وانا اتأمل قصيدتي التي كتبتها قبل عشرين عاما ، قبل ان اقرا محمد المهدي المجذوب جيدا قبل ان اتعرف على تجارب كثيرة أثرت – فيما بعد - بصورة أو بأخرى في اختيارات معينة ، أحسب أنها ساهمت في تطور قصيدتي نسبيا
بخصوص علاقة خطابي الشعري بالخطابات الشعرية السودانية التي سبقته ، ارى أنها علاقة (معاصرة ) ، فكما تعلم هناك مشاريع ابداعية كثيرة سبقت قدومنا الى الساحة ، ولكن غياب رموزها ( لأي سبب كان ) لا يعني اكتمالها ، اي تجريدها من الفاعلية والمقدرة على انتاج حوارات وتقاطعات مع ماهو حاضر في راهن الساحة .خطابي الشعري يتحاور ويتقاطع مع هذه الخطابات.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي الصادق،
اصدق تحياتي وأحرها،
يلزمني أولاً أن أعتذر كأشد ما يكون الإعتذار عن هذا الترحيب المتأخر جداً بحضورك المبهج المشرق في منبرنا وموقعنا، فقد كنتُ أنتظر وأجتهد في ابداع كلمات ترحيبٌ تليق بك، وبمبادرة حافظ الباسلة الباسقة. إلا أن وقت عملي اللعين الضنين لم يتعطف علىَّ بهذه المتعة. فأرجو منك ومن حافظ، بالتالي، أن تقبلا عذري، وأن تسامحا كلماتي هذه على نقصها وقصورها عن التمام. ألف مرحب بحضورك المضئ في هذا المنبر. وأتمنى أن تجد فيه نفسك الشاعرة البراح الذي تسـتحقه.
لك عامر مودتي.
وسألتحق بجمهور محاوريك مع أول لحظةٍ انعتاق تعينني على المشاركة بصورةٍ ترقى إلى مستوى سعادتي بوجودك بيننا، وإلى مستوى توقعاتك وتوقعات المشاركات والمشاركين.
وحتى ذلك الحين لك ولعاطف عامر مودتي.

بــولا
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

استاذنا عبدالله بولا
شكرا لحضورك الذي أضاء البوست ، أيضا لترحيبك الذي يسعدني بقدرما أسعدني وجودي في هذا الفضاء الرصين الذي لا يعوزه العمق المطلوب لتحقيق مستوى من النشاط الثقافي والفكري انبرى له المنبر بمؤسسيه ورواده الكرام

نعلم حقا ، ظروف العمل وصروف الحياة اليومية ، لكن متى ما سنحت الفرصة ، تجد هذه المساحة مضاءة بك
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

الأستاذ المبدع الصادق،
هنالك مشكلة تاريخية دأب أهل البحث عن المعرفة في السودان التعلُّق بأهدابها الطويلة " ا لآسرة" والمطمئنة ،وهي مشكلة النشر والإنتشار. و ليس هذا مجال للبحث في هذا الأمر. لماذا لا تتفضل علينا بمختارات من شعرك في القسم الخاص بالشعر في هذا الموقع؟
كمهتم بالترجمة الأدبية عموماً ، وبترجمة الشعر من و إلى العربية ، أود أن أطرح سؤال حول الترجمة التقليدية أو تلك "المستبطنة" ، ,اعني بذلك أن يستصحب الشاعر أو الكاتب نصوص علقت بالذاكرة :
مثال من إليوت والطيب صالح:
[[b]color=red]Your shadow at morning striding behind you
or your shadow at evening rising to meet you

[/color]تقاصر العمر واستطال ظل الماضي.[/b]
الطيب صالح قارئ ممتاز ومن طراز رفيع باللغتين و روائي من الطراز الرفيع بعد أن قرأ و ربما تمثَّل كونراد والمتنبي ،إليوت و لورنس ( ودي تحت تحت ، لم يفصح عنها) وابن الفارض... ونصوص و أشياء اخرى وردت في دليل الفالح
حيث يكون النص الأول " متمحرك" يود الدخول في نصوص أخرى و بلغة أخرى و سياق آخر وفضاء نفسي وشعوري مختلف، كما هو ظاهر من المثال أعلاه. وهو بلغة النقد الحداثي شكل من أشكال التناص ( وليس في هذا المصطلح ما يعيب با أهل الذكر و المعرفة ، كان قعد في مواعينو ). هل ترى في ذلك بعض من أدواتك في انتقاء العبارة والصورة و بطريقة واعية، أم يكون ذلك جزء من المخزون المعرفي الذي يبذل نفسه أصلاً لا انتقاءً بحيث يكون النص والذات الكاتبة بمنأئئً عن النص الاخر " المتمحرك" في مؤخرة الذاكرة.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

العزيز الصادق سلام

ما عارف أن كانت ذاكرتك ما زالت تحتمل من هو بهذا البعد الفارق (البعيد عن العين بعيد عن القلب) وبالتالي الذاكره. تحياتنا للمدام والطفل الصغير.
وليد يوسف او وليد( ساورا) سابقاً
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

مصطفى آدم: مرحبا بك وشكرا لانضمامك للحوار _ سأعود بخصوص سؤالك اثر ردي على الشاعر نصار الحاج والاخ عادل عثمان
الوليد يوسف: ذاكرتي تحتمل يا وليد
كيف أنت والاولاد وكيف ( الغنا )
تحاياك تصل للمدام ولـ (رفقة)
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

كتب نصار الحاج :


أنت الآن المسئول الثقافي بجريدة الأضواء السودانية، وتشرف على واحد من اهم الملاحق الثقافية بالصحافة السودانية بشكل أسبوعي، إلى أي مدى أثرت هذه التجربة على كتابتك الشعرية سلباً وإيجاباً - نوعاً وكماً ؟.


الصحافة مهنتي ، وربما كان عملي في الصحافة الثقافية تحديدا امرا ايجابيا نسبة لمشروعي الابداعي الذي أحتاج – ضمن ما أحتاج لانجازه – لمتابعة الحاصل الثقافي في مختلف الحقول الابداعية والمعرفية بذا منحني عملي بالصحافة الثقافية الكثير من التواصل مع أجيال الثقافة السودانية ومعرفة دقيقة واحاطة جيدة بإشكالات الحركة الثقافية ومتطلباتها ؛ من جهة أخرى سلبتني –الصحافة - الكثير من الوقت ، إنها تأخذ منك أشياء عزيزة .

ايضا :

فيما يتعلق بتجربة القراءة والتواصل الذي يتم الآن بلندن عبر مبادرة مركز ترجمة الشعر، هل خلقت هذه الحالة أو أيقظت أسئلة ومشاريع شعرية جديدة لديك - ذلك من خلال هذه التجارب الشعرية المختلفة والقادمة من رؤى ومناطق وتجارب شعرية متباينة في همومها ولغتها وأيضا من خلال الحوارات التي تمت والأسئلة الشعرية التي واجهتها من بيئات شعرية أخرى ؟


اولا اعادتني تجربة التواصل التي تمت بلندن ، الى المنابر الشعرية اثر انقطاعي عنها لفترة لعدة أسباب تتعلق بواقع الساحة الثقافية بالخرطوم من جهة وتتعلق بالتزامات ومسئوليات اجتماعية ومهنية تضيِّق من مساحات ارتياد المنابر والتشبع بعافية ممكنة في اجواءها ؛
الترجمة في حد ذاتها ( وهي تجربة تحدث مع نصوصي لاول مرة ) ايقظت بعض الاسئلة المتعلقة بخصائص اللغة الشعرية وإمكاناتها الهائلة في التحول عبر بيئات ثقافية متباينة
التعرف على تجارب الاخرين المختلفين عنك حقا يجعلك تتحسس ذاتك ، الى أي مدى تحققت فيها وتحققت فيك خصائصك المائزة وهل هي فعلا مائزة والى اي درجة يمكن قياس ذلك ؟
بخصوص المشاريع الشعرية الجديدة يمكن القول أن التجربة فتّحت – بالفعل - آفاقاً ربما يكشف المستقبل القريب عن امكانات ارتيادها الواعدة .

.. ثم :

هل السجال الذي ما زال يدور عندنا حول الخيارات الشعرية " قصيدة عمودية - تقليدية - تفعيلة - نثر - نص مفتوح - نص مغلق ...وشغل الموسيقى والإيقاع وسط كل هذا" والذي قد يصل في بعض حالاته إلى مايشبه المحاكمات في واقعنا الثقافي، هل هو بذات الصورة يشكل حضوراً وسجالاً في المجتمعات الشعرية لأولئك الشعراء الذي ألتقيتهم - أم الحالة مختلفة سواءً تاريخياً او حاضراً؟


بالتأكيد الحالة مختلفة تاريخيا وبالتالي حاضرا ، على الرغم من أن السجال الذي يدور عندنا حول الخيارات الشعرية هو سجال شهدته كل الساحات الشعرية في العالم وهي مرحلة عبرتها كل ثقافة على اختلاف الثقافات وفق معطياتها الخاصة وإذا اردنا على سبيل المثال أن نعود تاريخيا لقصيدة النثر – النسخة الفرنسية مثلا – فإننا نعثر على أثر السجالات التي من هذه الشاكلة والتي اختلف فيها بودلير في " أزهار الشر " وكان بذرة في تاريخ الشعر الفرنسي لشجرة أزهرت صاحب أناشيد مالدورر ورامبو وصولا الى جاك بريفير وبول الوار ، بالنسبة للشعر الانجليزي تاريخيا ربما لم تحدث فيه هزّات بمستوى ما حدث في فرنسا بصدد قصيدة النثر ، لكن ما وجدته هناك الان من انفتاح على مختلف المستويات من مقاربة القصيدة انتاجا وتداولا – بلا محاكمات من خارج النص – يشي بعراقة الحركة الشعرية وتأسيسها الماثل يشير الى ذلك بلا أدنى مزايدات .

كما كتب عادل عثمان :

ترجم مركز الشعر بجامعة لندن ونشر قصيدتك " أغنية". هاهو نصها:
ماثلٌ للريح
في قبعة لا تخفي
بمعطفٍ يلتفُّ — على عمود الغبار
النحيلُ
يرى فضاءاً
ولا يقطفُ وردةً
حتى يراكْ
( بالممرّ الضيق
بين أكوام الزبالةِ
يُشْهِرُ منقارَه
ويضربُ بالأجنحة !)

هل كنت تصف طائرآ هنا أم حبيبآ\ حبيبة؟
اعذرنى على هذا السؤال المباشر والذى يبدو غريبآ، ولكننى سوف اشرح لك فيما بعد دوافع سؤالى هذا.


الاخ عادل عثمان
أتمنى ان تشرح الان دوافع السؤال – على حد تعبيرك – حتى لا تكون إجابتي هي : لا أعرف !
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

طال غيابي عن هذا الحوار - لظروف كثيرة - فعذرا

.. .. ونواصل
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

كتب سيف اليزل :


في مطلع التسعينات كنا نسمع(غناء العزلة) كما كان يسميها الشباب، والحب ورائحة الفلنكة
لأمين صديق ... الخ ما كتب هناك، لا زال صدى ذلك الزمان بكل أشكال نشاطه، بشعره وتحديه
وصموده المبدع يمثل بعض حلمنا بمشروع نهضوي ثقافي يعتري هذا الوطن! لكنه توقف هناك،
وتفرقنا في المنافي والمهاجر وفي بلاد الله الواسعة وفي غيرها! وأخذتنا آفة اليومي
على حين من الهزائم المتلاحقة والاحلام البائسة والحزن العميم!
أين هؤلاء الشباب؟ وأين نفس تلك القصائد؟
كيف؟ كيف يستوي المشهد الثقافي عندنا يوما ناهيك عن فعل النهضة؟
الا ترى عزيزنا الصادق في رحيل الدوش المبكر شرخ في وجدان حركة الابداع عندنا، وهلا
حدثتنا عنه؟


أخي سيف اليزل

الاصوات الشعرية التي تحدثت عنها تفرقت بها المنافي والمهاجر ايضا ومن بينها الخرطوم التي اعتبرها من اكبر المنافي والمهاجر التي يعيش فيها السودانييون لاسيما المبدعون ، وقد ترك اخونا امين صديق كتابة الشعر منذ فترة طويلة واتجه بمواهبه المتعددة الى المسرح وفي وقت من الاوقات انشغل بالتأليف والتلحين لفرقة ألوان الطيف كما اتجه نحو انتاج اعمال تلفزيونية للاطفال ، عثمان البشرى في القاهرة منذعدة سنوات كما تعلم اصدر من هناك ديوانه (الكائن الخلوي) ، كما اصدر ديوانا آخرا بعنوان (توما) كما علمت من بعض الاصدقاء بهنس صار رساما وهو يقيم الان بفرنسا وهكذا ..سارت الاحوال

كيف يستوي المشهد الثقافي عندنا ناهيك عن فعل النهضة
سؤال كبير تقتضي الاجابة عليه أكثر من ورشة يشارك فيها مثقفونا من مختلف الاختصاصات والتجارب ، ولكننا نحاول من خلال العمل الصحافي الثقافي الذي نمارسه ومن خلال الانشطة العديدة التي نشارك فيها داخل وخارج السودان ..

رحيل الدوش أكثر من شرخ في وجدان حركة الابداع عندنا وأكثر من جرح في وجداني الشخصي ، فقد جمعتني به صداقة حميمة خصوصا في أواخر ايامه ، كنت أزوره بانتظام كل يوم جمعة ، امضي معه سحابة النهار تحت شجرته الحنون التي تتوسط حوش بيته الدافئ وحينما يبدأ العصر آخذه لنذهب الى صديقنا محمد طه القدال الذي كان قد سكن حديثا في ذلك الوقت بأمبدة مجاورا للدوش ( امبدة السبيل ) وكنا نغني في بيت القدال ، الذي كان حينما يبصرنا يحضر ( العود ) على الفور ..
الحديث عن الدوش مؤلم يا صديقي ..فدعني اعتذر لك عن عدم مقدرتي على الاسترسال
صورة العضو الرمزية
الصادق الرضي
مشاركات: 68
اشترك في: السبت أكتوبر 01, 2005 10:08 pm

مشاركة بواسطة الصادق الرضي »

كتب الاخ مصطفى آدم :

هنالك مشكلة تاريخية دأب أهل البحث عن المعرفة في السودان التعلُّق بأهدابها الطويلة " ا لآسرة" والمطمئنة ،وهي مشكلة النشر والإنتشار. و ليس هذا مجال للبحث في هذا الأمر. لماذا لا تتفضل علينا بمختارات من شعرك في القسم الخاص بالشعر في هذا الموقع؟
كمهتم بالترجمة الأدبية عموماً ، وبترجمة الشعر من و إلى العربية ، أود أن أطرح سؤال حول الترجمة التقليدية أو تلك "المستبطنة" ، ,اعني بذلك أن يستصحب الشاعر أو الكاتب نصوص علقت بالذاكرة :
مثال من إليوت والطيب صالح:
[color=red]Your shadow at morning striding behind you
or your shadow at evening rising to meet you
[/color]تقاصر العمر واستطال ظل الماضي.

الطيب صالح قارئ ممتاز ومن طراز رفيع باللغتين و روائي من الطراز الرفيع بعد أن قرأ و ربما تمثَّل كونراد والمتنبي ،إليوت و لورنس ( ودي تحت تحت ، لم يفصح عنها) وابن الفارض... ونصوص و أشياء اخرى وردت في دليل الفالح
حيث يكون النص الأول " متمحرك" يود الدخول في نصوص أخرى و بلغة أخرى و سياق آخر وفضاء نفسي وشعوري مختلف، كما هو ظاهر من المثال أعلاه. وهو بلغة النقد الحداثي شكل من أشكال التناص ( وليس في هذا المصطلح ما يعيب با أهل الذكر و المعرفة ، كان قعد في مواعينو ). هل ترى في ذلك بعض من أدواتك في انتقاء العبارة والصورة و بطريقة واعية، أم يكون ذلك جزء من المخزون المعرفي الذي يبذل نفسه أصلاً لا انتقاءً بحيث يكون النص والذات الكاتبة بمنأئئً عن النص الاخر " المتمحرك" في مؤخرة الذاكرة


أخي مصطفى :

بالضرورة يمتح الشاعر من كل مخزونه المعرفي لاثراء العالم الذي يسعى لخلقه محاولا بكل ما يملك من حيل أن ينتج ذاته في فضاء من الفرادة ، أنا بدوري اسعى لأن أنتج صوتي الخاص مستفيدا من كل شئ
لم يفت على ثراء مداخلتك وعمقها المعرفي ، لكن الاستغراق معك في تفصيل مفاصلها يستدرجني لما يشبه العمل النقدي في كتابتي وهو أمر بالغ الصعوبة بالنسبة لي




ــــــــــ
اعمل على تحرير نسخة الكترونية من كتابي الشعري الاخير لارسلها لادارة القسم الخاص بالشعر في الموقع واتمنى ان افرغ من ذلك قريبا
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

الاستاذ حافظ الخير

شكرا ً لهذا البوست المهم والذي يلقي الضوء علي تجربة الاستاذ الصادق الرضي كناشط في المشهد الثقافي
ويحتفي به في هذا المنبر..كما أثمن كثيرا مجهودات في الكتابة لكم قرأتها هنا وهناك تنم عن رجاحة تصور في
تخيير مفردة جيدة للكتابة, ومحاولات راقية لإثارة بعض المفيد مما يمكن أن نختلف ونتفق حوله, وعشمي أن أتعرف عليك أكثر إن لم تسعفنا الظروف للتلاقي وإنا كنا نشارك ودالرضي الصداقة فشخصي وأنت ــ إذن ــ أقرب في الوصول بوصال الصادق بيننا.

الصديق الصادق الرضي

ظللت أتابع نشاطك الشعري والصحافي وسرني أن الاضواء
إزدانت بمجهوداتكم لخلق صحافة ثقافية جيدة, وأتذكر أنني مرة كتبت كلاما ً كثيرا ً
أثناء زيارتك للندن ..ولكن فجأة طار الكلام مني في الاثير رغم إني جلست لمدة ساعتين ونيف
لاشارك به في هذا الحوار, وعلي فكرة حاولت الدخول اليوم أيضاً ففقدت كل الكلام ..وعلي كل تقبل تأخيرنا هذا.
الاخ الصادق
مواصلة للحوارات التي كنا نقيمها في السودان منذ منتصف الستينات أو أن
أسالك عن التجربة الشعرية التي أضافها جيلكم في ظل طغيان لتأثير الرواية
علي مساحات الشعر, وهل إستطعتم أن تتجاوزوا ـ علي الاقل ـ الجيل الذي سبقكم
..وهل تؤمن بمفهوم التجاوز في الشعر..؟

سوف أعود بعد تفضلكم بالاجابة, وإن تأخر ردكم سنتحاور في الخرطوم الشهر القادم,
حيث أن أم العيال نسرين والعيال اسيل وإسراء يستمتعون معك هذه الايام بأجواء الخرطوم ودمتم.
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÈåäÓ
مشاركات: 406
اشترك في: السبت فبراير 25, 2006 4:26 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÈåäÓ »

سلام بحجم الاخضر نفسه في طبيعة الداخل.حبيبنا ود الرضي;ليست مداخلة بقدر ما هو تحيه ومسانده لهذا البوست.(تدخل الشمس واغضانها اوركسترا الحياة)لوركا;والارض في مقرن النيلين عجوز بشيب اخضر.ودي واحترامي.
أضف رد جديد