في نقد الفكر الفيروسي

[الوليد يوسف]

شهد العالم في الحقبه ألأخيره الممتده من نهاية الستينات الي يومنا هذا بدايه الألفيه الثالثه مجموعة تحولات وتغيرات كبيره بل عملاقه انتجت أشكال طرق حيوات جديده وخلقت توسع جبار في شتي نواحي الحياه المختلفه مما أستوجب أعاده للترتيب الهندسي في كافة مجالاتها ليحدث بذلك نقلة نوعيه أنتجت ما هو جديد نسبياً ليحل مكان الأشكال السائده قبله بصورة ً واضحه وجليه، وبما أن العالم لا يزال فريسة هذه التحولات اي لم يستقر به الحال تبرز كثير من الظواهر العابره التي سوف تؤسس لاحقاً اشكالها المتميزه نسبياً بألأستقرار النوعي الي حين.
ومن هذه الظواهرالتي حدثت في ألآونه ألأخيره بروز موضوع بات يشغل حيزاً كبيراً في أوساط المثقفين والمهتمين السودانيين وغيرهم وأثار ما أثار من صراعات وصل الحد بها الي استخدام العنف اللفظي بل الفيزيائي المتمثل في محاولات ألأستيلاء علي بعض المواقع وتنفيذ ما يشبه ألأنقلابات العسكريه من أجل حسم هذه الصراعات وأثبات القوه في هذا المجال الجديد لنج الا وهو مجال المنتديات وغرف (الدردشه) والمنابر التي تسمي حره و يلتقي فيها أناس غرباء او لديهم حد أدني من المعرفه بعضهم البعض ولا تجمع بينهم تجارب عمليه مؤسسه علي ارض الواقع المعرفي ويقوموا بتناول او طرح مواضيع في مختلف المجالات تتميز بالجاذبيه وألأثاره و يمكن الحديث فيها بمستوي متحرر قد يصل بعض ألأحيان الي عدم المسئوليه واطلاق القول علي عواهنه( اليست هي منابرحره الي ما لا نهايه) ؟ خاصة أذا كان هؤلا الناس ينحدرون او ينتمون الي ثقافات اجتماعيه محافظه ونظام سياسي شمولي قمعي يعجز الفرد فيه عن المواجهه الغير متاحه اصلاً في ألأطار المعرفي. وبطبيعة الحال هذا الشكل من أشكال التنظيم غير المنظم و عديم الرؤيه والمفتقر الي وجهة نظر محدده يمكن أن يقوم بعملية خداع هائله ويؤسس للتسطيح والسوقيه الفكريه،فهل يمكن من خلال هذه الوسيله تأسيس منهج رؤيه واضح رغم تباين وجهات النظر وأختلافها ام أن هذا الوسيله المتمثله في التعبير ونشر ألأفكار من خلال ألأنترنت تعتبر في مراحل نشوءها الأولي و.سوف ترسي لاحقاً تقاليدها وقوانينها الأساسيه بشكل عفوي؟ أم أنه يحتاج بالضروره الي تنظيم يستطيع أن يفجر طاقاته الكامنه وتوجيهه بشكل سليم يصب في اتجاه الخير والفضيله . وهنا يبرز السؤال هل يمكن أن يحدث هذا عملياً أم أن الظروف الذاتيه والموضوعيه لذلك الجنس من أجناس التعبير والنشر المتميز بأحتوائه علي مزيج مركب من ألأساليب وألأنماط الفكريه و الفنيه الجميله منها والتطبيقيه الجاهزه ونصف الجاهزه والمتميز بسهولة النشر وتوفر المعلومه نصف المنتجه او كاملة الأنتاج التي لا تحتاج لكثير عناء في الحصول عليها وفوق ذلك الحريه الغير محدوده بل المنفلته وغير مسئوله.هل سيكون بوسع ألانسان وفق هذه الظروف التفكير علي نحو أيجابي سليم ومنتظم وعقلاني؟ وما هي حدود هذا الجنس التعبيريه وما مدي تجاوزه لفكرة الرسائل او ما يسمي بأدب الرسائل المداهن المزيف تارة والمهاجم تارة أخري اعتماداً علي خاصية البعد المكاني المقاس بالمسافه التي قد تمتلي توهجاً وحنيناً وشوقاً او تمتلي عنفاً وفظاظةً بل ربما أساءه وهل يمكن أن يتأسس فكر مستقل فقط أعتماداً علي هذا النمط في تبادل الآراء وخلق الحوارات البناءَ وهل ما يصدر عبر هذه الوسيله من كتابات يمكن أن يدرج تعريفياً بالمصنف الوثائقي ام أنه مجرد مشافهه مكتوبه اذا جاز التعبير أعتماداً علي التعريف العلمي الدقيق للكتابه البحثيه.أم أنه فكر يومي انطباعي ضعيف التأثير قليل ألأثر سريع الزوال قدر ما تتيحه سعة الحفظ وتسلسل المواضيع ورفعها للأعلي قدر الأمكان ؟ومن هنا نسأل ايضاً هل يمكن أن تقوم مؤسسسه او منظمه فقط علي أساس موقع أسفيري أم يستلزم في البدايه أن تكون هناك منظمه أو مؤسسه أو حتي مجموعه من المهتمين او الافراد علي أرض الواقع لها نشاطاتها ووسائلها ألأخري علي أرض الواقع الفعلي أيضاً.ويكون الموقع ألأسفيري واحداً من تلك الوسائل وليس هو ألأساس الذ ترتكز عليه؟
هناك عدد كبير من الشعراء والنقاد، المفكرين والشخصيات الوهميه المستتره خلف أسماء حركيه لهم محاولاتهم ومساهماتهم في مختلف المجالات و التي لم تظهر الأ عبر صفحات ألأنترنت وفي المنابر الحره وغرف الدردشه ما هي حقيقة هذه الشريحه ِمن مَن ما يمكن تسميتهم بالمثقفين او المفكرين وألأدباء ألأسفيريين هل هي شريحه ضحيه للبيروقراطيه وسوء التنافس الذي لم يمنحها فرصتها في النشر عبر القنوات ألأعلاميه التقليديه فلجأت حين توفر الأنفتاح القلوبالي عبر صفحات الأنترنت والبريد الألكتروني الي التعبير عن نفسها بهذه القوه وألأنفتاح والتحرر أم أن ألأمر برمته لا يعدو أن يكون مجرد تزييف وأدعاء وسرقه او انتحال لمجرد أن من يقوم بالكتابه يتوفر له جهاز كمبيوتر في المنزل او ربما في ألأنترنت كافي في الجوار.
أعرف أن كلمة CHAT تعني بالتحديد الدردشه والدردشه في اللغه تعني الحديث العابر الخالي من التعقيدات الفكريه واللفظيه وقصده السمر والترويح عن النفس بعيداً عن ضغوط الحياه
فهل يمكننا تحميل هذه الفكره أكثر من تلك الطاقه الترويحيه عملياً بحيث تمتد وتتوسع لتشمل مفهوم الحوار الفكري التوثيقي المعاد وفق سلطته الذاتيه كوثيقه ام أنه سيكون حرث في البحر لما يمكن أن يعترض تلك الفكره من أمراض هذا النوع والمرتبطه به أرتباطاً عضوياً مثل الفيروسات والسوس الألكتروني والقرصنه الأسفيريه التي بوسعها وبضربة واحده أن تعدم وتنسف كل ما يمكن أن ينتج عبر هذه الوسيله وبكل سهوله والفيروسات هنا ليست فقط بالمعني التقني البرمجي بل بالمعني الفكري بما يمكن أن يعترض الأفكار وتسلسلها المنطقي بما يعاكسها من أفكار ظلاميه هدامه ورجعيه ودون ادني سيطره ممكنه ودون توفرلأرضية الحوار الدنيا ودون التناسب العقلاني في مستويات التفكير حتي اذا أدارة الموقع المحدد ارتأت ذلك تجدها غير قادره علي التدخل في الوقت المناسب.وهذا بالطبع يأتي من السهوله وشروط الحد الأدني التي تتيح لأي شخص التسجيل في الموقع وانتحال شخصية الكاتب بكل بساطه ويسر.
هذه اسئله ورؤس أفكار علها تساهم في خلق حوار ممكن لمناقشة هذه الظاهره أرجو أن أكون قد لامست المحاور الأساسيه للفكره بحيث انها تخلق حوار بناءاً يسير بناء نحو الأمام.وربما تأتي لاحقاً مزيداً من المتغيرات التي ربما تكون كفيلة بوضع أجوبه عمليه مثلما حدث في مجال الفضائيات التلفزيونيه حيث بداء الأمر في بدايته وكأنه حريه مطلقه للمشاهد ليري وهو جالس في غرفته كل العالم ليفاجأ بعد زمن قصير كيف أن رأسمال رمي له فتات الأنتاج التلفزيوني مقابل غزو أعلاني ضاري وقام بفصل التلفزيون الأعلامي الخبري الخدمي عن ذلك الترفيهي الذي قام بتشفيره وبيعه لمن يدفع لنري ماذا ستسفر عنه مقبل أليام في هذا العالم المجنون بالسرعه .

وليد يوسف

[الوليد يوسف]

سلام للجميع

هذا البوست كنت قد صدرته في أكتوبر 2005 بقصد مناقشة هذه الظاهره وقد رايت أن اعيد رفعه من ركام المواضيع التي قذفت به الي اسفل سافلين وطرحه للنقاش لما يحتويه من محاور مهمه ومفيده لتقييم الوضع في منبرالحوار هذه الأيام.

وليد يوسف

[الوليد يوسف]

في أواخر الستينيات او قل ربما في بداية السبعينيات.....أجدني غير متأكد حيث أن المساله او القصه بالنسبة لي محكي (شفاهي) يتم سرده بأكثر من روايه. المهم في ذلك الزمان أتيحت لجمهور كرة القدم السوداني واحده من الفرص النادره التي سوف لن تكرر مره اخري في التاريخ.

حيث جاء أنذاك فريق كرة القدم البرازيلي الشهير (سانتوس ) تحت قيادة جوهرة الكره السوداء واسطورتها الأعجازيه ( بيليه ) بقصد أجراء مباريات وديه استعراضيه مع بعض المنتخبات والأنديه السودانيه وكان مخططاً له ان يجري مبارتين.وبالفعل قدم الفريق الزائر مبارتين اذا كان ذلك صحيحاً الأولي مع منتخب (الخرطوم ) المكون من لاعبين منتخبين من عدة فرق وأنديه من الخرطوم العاصمه. أما المباراه الثانيه فكانت مع فريق الهلال (الخرطومي) العريق ونجوم عصره الذهبي وهذه التي تهمنا هنا.
كان الجميع متشوقون لرؤية فريق ( سانتوس ) ونجمه المتألق وجوهرته المتلألأه ( بيليه ) وحيث أن المباريات من المفترض أنها ذات طابع ودي غير تنافسي ...تنافسي ؟.... . هو البلم فريق (سانتوس) مع الفرق السودانيه أنذاك ياتو منافسه دي ؟ المهم زي ما قلنا انو طابع المباريات الغير تنافسي خلي الجمهور الكروي يحلم بمشاهدة أستعراض كروي يقوم فيه النجم التأريخي وصحبته بتقديم أروع وافضل ما عنده من مهارات وحرفنه لجمهور كرة القدم السوداني.لكن هل حدث ذلك ؟؟؟ سنري ذلك من خلال عرضنا للمباراة التي ضمت فريق سانتوس البرازيلي مع منتخب نادي الهلال العاصمي.

بدأت المباراه والجمهور بين مصدق وغير مصدق رؤيته للنجم الأسطوري ( بيليه ) عيان بيان وكمان في أستاد الهلال في حي (العرضه شمال ) بالقرب من سوق الزريبه بتاع البهايم والعيش والخضار.المهم بداء اللعب والجمهور مازال غير مصدق (بيليه ) بشحمه ولحمه. مرت عدة دقائق والمدافع الهلالي الشرس لايمنح النجم البرازيلي اي فرصه لأستلام الكره او حتي لمسها مستخدماً في ذلك العنف القانوني منه وغير القانوني.فهذه فرصه لن تتكرر ويريد مدافع الهلال الشرس المشهور باسم ( شواطين ) أن يثبت أن أسطورة الزمان في الكره ليست سوي اكذوبه سيتم اليوم هنا في استاد الهلال دحضها ومن ثم دحرها.وطبعاً نجمنا الكبير بيليه لا يريد أن يجاري المدافع ذو (الشواطين ) في طريقة لعبه خوفاً من الأصابه التي قد تكلفه مستقبله الكروي ونجوميته المطلقه وايضاً من غير المعقول أن يصاب النجم (بيليه) او ربما يكسر ساقه او يده. وكمان في حي العرضه بالقرب من (سوق الزريبه) . كما أن الأمر سيكون حقاً مخجلاً ومعيباً وفيه شئ من عدم أحترام الضيف كوننا نرجعوا مكسور الساق والخاطر وهو جاي يقدم لينا أجمل ما عندو.المهم مر الشوط الأول بأكمله علي هذا الحال وأنتهي بالتعادل من دون اهداف وعاد بي وين تجي الأهداف مع المدافع ذو ( الشواطين ) !!! وهنا أصابت الجمهور خيبة امل كبيره كونه جاء ليمتع نفسه بمشاهدة نجم النجوم ( بيليه ) وينعم بمشاهدة روائعه وتابلوهاته الحريفه فاذا به يجد المدافع ( شواطين ) يحرمه من هذه المتعه بأستخدامه العنف الشرعي والحرام.
وفي الأستراحه بين الشوطين (الهاف تايم ) كما يحلو لجمهور كرة القدم السوداني ذهب عدد من الأداريين والأقطاب من نادي الهلال وأتحاد كرة القدم السوداني عشان يقولوا لي المدافع ( شواطين ) يخفف شويه من الضغط والعنف علي النجم ( بيليه ) عشان الجمهور بداء يتململ وداير يشوف لعبه حلوه وحتي كمان جمهور الهلال ذاتو داير يستمتع بالفرصه الذهبيه دي وبعدين دي فرصه تاني اكيد ما حتكرر فبالله عليك الله ادي الراجل نفس شويه وبعدين يعني ما تنسي انو الراجل ضيفنا وكده .
وبالفعل تم لهم ذلك وأستطاع الجمهور في الشوط الثاني يستمتع بمهارات النجم الأسطوري ( بيليه ) رغم عن أنو المباراة انتهت من دون اهداف علي ما أظن ومنذ ذلك الحين سطع نجم المدافع الهلالي الشرس ( شواطين ) وصار نجماً يشار له بالبنان وسوف يتذكره الناس دوماً وسيحفظ اسمه في سجل تاريخ كرة القدم السودانيه فقط لما قام به في هذه المباراة التأريخيه..........للحديث بقيه.

وليد يوسف