مجــــاعــة ســـــنة ســــتة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مجــــاعــة ســـــنة ســــتة

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

مجاعة سنة ستة
---------

وسنة ستة المقصود بها العام 1906.
حبوباتنا وجدودنا الله يرحمهم ويرحمهن كانوا يستعيرون نبأ مجاعة سنة ستة كمضرب مثل لحالة الجوع أو الفقر الشديد (كان الأكل تأخر: ياجماعة مجاعة سنة ستة جاتكم جاي ). هكذا كنت أسمع عبارة "مجاعة سنة ستة" كثيراً من أجدادنا وحبوباتنا ولم أتذكر أنني سألتهم عن ماحدث في سنة ستة بالرغم من أنني أعشق الأسئلة منذ كنت طفلاً صغيراً.
ونحن الآن علي أبواب سنة ستة 2006 كان لابد أن أتذكر تلك المقولة الشهيرة وأتذكر سنة ستة بعد مرور مائة عام عليها.
هذ دعوة مفتوحة لجميع السودانفوراليين للحديث عن مجاعة سنة ستة وتسليط الضوء علي تلك العبارة المتداولة بكثرة .

مودتي وإحترامي
الوطن يتحدث جهرا
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »



العزيز عبد الماجد
عاطر التحايا

حدثت المجاعة الشهيرة في عام 1306 هجرية في عهد الدولة المهدية (1885ـ1898). تجد في هذين المقالين إشارات لها:
مقال للدكتور عبد السلام نور الدين، نشرته جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر بتاريخ 26 أغسطس 2004:


http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=252081&issue=9403

ومقال للدكتور منصور العجب نشره موقع "القرن الأفريقي، صوت إريتريا"، تجده في هذا الرابط:
http://www.hornofafrica.de/arabic/aug2004_arb/aug27-5_sud.htm

وهذا لا يمنع بالطبع الاستمرار في الحديث عن المجاعة الشهيرة.
وقد أعود لو تيسرت لي فرصة للحديث.

مودتي
نجاة

صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مجاعة سنة ستة 1306 وليس 1906

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

الأخت العزيزة د. نجاة
تحية مباركة من عند الله
شكرا لمداخلتك القيمة والسريعة (طبعا السودانفوراليين يسلو الروح في المداخلات) وقيمة مداخلتك تأتي من كونها صححت الاعتقاد السائد الخاطئ عندي فيما تعلق بتاريخ وقوعها, أو كما قلت:
حدثت المجاعة الشهيرة في عام 1306 هجرية في عهد الدولة المهدية (1885ـ1898)

وأدناه قطف آخر يؤكد ماذهبت إليه:
(ثم جاءت الثورة المهدية التي حكم فترتها الخليفة عبدالله 1885 -1898 م وهذه الفترة شهدت انهيارا إقتصاديا، مجاعة سنة ستة، وشهدت صراعا أقليميا بين أولاد البحر و أولاد الغرب، وشهدت مواجهات دولية حيث دخلت بلجيكا، والمانيا، وكادت ايطاليا ان تجتاح الشرق)
المصدر:
https://www.rayaam.net/22004/09/17/art/art6.htm
الاستعلاء .. والاستعلاء معكوساً في ثقافة المركز والهامش .. غرب السودان نموذجاً
بقلم: بابكر فيصل بابكر

وقرأت أيضاً أن مجاعة سنة ستة 1306هـ كانت من ضمن أسباب تدهور حكم السلطان علي دينار
يبدو أن مجاعة سنة ستة سبقتها وتبعتها أحداث في غاية الأهمية ساهمت في بشكل كبير في صناعة تاريخ بلادي الحديث.

مودتي وإحترامي
الوطن يتحدث جهرا
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

صورة
الوطن يتحدث جهرا
ÎÖÑ ÍÓíä Îáíá
مشاركات: 106
اشترك في: الخميس يونيو 30, 2005 4:36 am
مكان: الخرطوم

مشاركة بواسطة ÎÖÑ ÍÓíä Îáíá »

لم يتبدل الحال كثيرا ... والحال نفسو الحال . فقط استبدلت زوايا النيسان وحل محله صندوق تعارف فيما بعد ( بالبص السياحي ) وبالتالي زال من اوجه فتيات القريه انبهارهن ( بالسواقين والعطشجيه ) بزوال المؤثر ( النيسان ) وهكذا كبرت الاحلام وتطاولت المسافات بين فتيات القريه وفوارس احلامهن او حوارس احلامهن في السابق . كان هذا البص هو نصيب القرية من ( كوتة العولمة) لربطها بقري العالم وحواري باريس وزقاقات كولا لامبور .
حيكومة الولاية اصدرت قرارا كان الاغرب في تاريخ القرية ... اذن علي جميع المزارعين استبدال محاصيل العام ( بالعدس ) ... اطفال القرية كانو منشغلين ( بالكناتين) التي تجوب نيلهم .. ملوة البلح ويدوك معلقتين طحنية .. دقة القنقليز بعشرة تمرات ..
كواري الحلب تجوب القريه شرقا وغربا الان فقط يشاهدون نافخي الكير وهم يقومون باصلاح ( الكوانيين ) ولحام كفتيرات الشاي .. من حول لحول والنساء يترقبن قدومهم فيخرجون عددهن وعتادهن لاصلاحها واعادتها للخدمة مرة اخري ومن ثم التفاخر بها في المناسبات القليلة جدا...
نهاية الموسم يعني بداية افراح القرية بعد عناء طويل .. مناسباتهم لاترتبط كعادة الناس بالاعياد انما بمواسم ( التمر - القمح – الفول ) واي فرح يتاجل . بعض المتشددين يوقتون ( سماية ) اطفالهم تيمنا وبركة بالموسم بالرغم من عدم وجود منظمات التوعية الاسريه واقراص العولمه وتوابعها ..
[color=red]تحكي ( حبوبه زينب ) دائما عن مجاعة ( سنة ستة )وتجزم انها اقتاتت البرسيم وصفق النيم لعدة ايام .. يااه كانت ايام . الحال وقف ومعظم اهل القرية سكنو( الترب) هذي الشواهد كلها تؤكد صدقها ( ومن ضعف القبر تتاكد ماحاق بالقوم) تحكي ذلك وهي تمسك باحدي سبايط ( البركاوي )
كانت القرية نموزجا لصفاء السيرة والسريرة ... اهتماماتهم لاتتجاوز جغرافية القرية ناس في حالهم ومبسوطين يربطهم بالعالم الخارجي ( راديو ترانزستور ) يمتلكه حاج ابراهيم . الجميع يهرعون بعد صلاة العشاء حيث مسطبة الحاج ابراهيم لمتابعة اخبار الوفيات .. يحزنون جدا ولكأن المتوفين من ( بقية اهلهم ) ... مات الكثيرين هنا الا ان هواء امدرمان لم يكن لهم بالمرصاد ( راديو السودان اعني )لاعلاقة لهم بما يحدث خارج جغرافيتهم .ماعندهم في السياسة ويحكي ( ناظر ) المدرسة كثيرا عن انقلاب 71 وكيف انهم ارسلو تلغراف لقاده الثورة وبعد تلاته يوم رسلو برقية تانية ( يحمدلو السلامه للنميري ) ومن ديك وعيك .. السياسه تجر المصائب انتهت علاقتهم بالسلطة في تلك الفترة تقريبا .. يسمعون لماما بحيكومة الولاية .. الا ان كان صباح ذلك اليوم والقرية كلها تبدا يومها المعتاد .. كان حدثا وعربات ال ZY) ) الصفراء عليها يافطة من الدمورية تزين مقدمتها تجوب شوارع القريه لترويج وتأصيل مشروع ( كيلة المجاهد) وياليتهم اكتفو بكيلة كيلتين كان كفي ... وهكذا دخلت عربات ال ZY ) ) علي حين غرة وبدون سابق موعد .. اطفال القرية كانو يسابقون الريح الي حجر امهاتهم خوفا من هذه المحركات الكبيرة جدا ( اول مرة يشوفو عربات صفر) ..
عصر ذالك اليوم جمع ( بضم الجيم) الناس في حوش العمدة قرئت كلمات عدة وجاء دور كلمة القرية
رحب بالوفد ( الواطي المستوي ) وثمن علي انجازاتهم واكد سيادته ان القرية بشيبها وشبابها سيكونون رهن اشارة الحيكومة وفي الصفوف الاولي واننا اذ نبايعكم في السراء والضراء جنودا تحت رايتكم وانهم ومن ذات ( المسطبه تخيلو) يؤكدون لدول الاستكبار وقفتهم الشرسة ضد كل من يحاول المساس بارضنا ( كان صادقا في اقصي حالات التجلي هنا) ملحوظه : الخطاب تم اعداده من قبل ورشه (خطاب ) ضم كل من ناظر المدرسة والعمدة واحد متابعي الساحة الاقليمية والدولية تم احضاره خصيصا من قرية مجاورة . ستة ايام بلياليها والورشه تعقد اجتماعاتها . سته ايام واهل القرية يعدون العده لاستقبال المجهول القادم اليهم .. يتفاخر ناظر المدرسة بان السرية كانت مطلوبة لذلك لم يتم اعلان الوفد حتي لايتسلل الخبر لاعداء الثورة .. سته ايام واهل القرية يقاسمون العزاء البلاد باسرها في مصابها الجلل ولا يعلمون يانهم صباحا سيستقبلون ( البيكتلو الكتيل ويمشو في جنازتو ) لا مفر اذن وكلها ساعات يغنو ويرقصو ويقبلو لي فراش تاني ..
الوجوه التي ارهقتها الادوية البلدية والمقبرة الجديدة التي تقع في وسط البلد تشهدان الحال المذري . اعيان القرية ووجهائها تشاور كثيرا حول ميدان المدرسة وضرورته . بعض الذين كانو يراهنون علي ان العقل السليم في الجسم السليم اصرو علي بقاء الملعب رغما عن الهزائم المتلاحقة لفريق القرية في مقابل انتصارات الموت .
الجانب الاخر واستنادا علي اخر احصائيات الوفيات بالقرية اكدو بان القرية وفي غضون سنوات قليله ستنام بين الشواهد ..( ومامعقول كل يومين نمشي لحدي اخر البلد عشان الدفن ده غير انو المقبرة القديمه زاته اتملت بالخلق) وهكذا استقر شبح الموت في اذهانهم وكل ينتظر اجله( ولكل اجل كتاب ) . صدق الله العظيم واستدلو في دفاعهم باخر حالة وفاة قبل تلاته اسابيع ( حمد ود سكينة) الله يرحمو عندما توفي في تلك الليله الحالكة السواد انتظر اهل القرية فجر اليوم التالي لمواصلة الدفن ( بي بساطه الناس ممكن تستفيد من دينمو النادي ) وحمد للذين يودون معرفته انتقل الي جوار ربه بعد ان فشلت شفخانه القرية في توفير انبوب اكسجين .. رحل حمد وهو يلعن ابو اليوم السكنو الحلة دي ... ومع كل رحل وهو يمني نفسه ( ببرطمانية ) اكسجين تبقيه قليلا ليلقي نظرة الوداع لمحبوبته التي انتظرت هذا الموسم اكتر من اي زول تاني .. (حمد ود سكينه ) شوهد وهو يحضن نصف شوال من ( القنديله ) علي ظهر ( ########ه ) بدون مقدمات ولكأن امشير قدمت حضورها قامت ( كتاحة ) حمل بعدها حمد علي اكتاف الرجال للشفخانة . يحكي الكثيرون بانه قاوم كثيرا لاجل البقاء جحظت عيناه وهو يحاول عشان يعاود ( غناه ) 0 ( كم تشبث ماتشبث كم تجاسر ثم مات وماتزكر للنجوع ) ضاقت بنا القرية في تلك الليله والموت اخد ( زينة الشباب )
هكذا احتل ميدان المدرسة وتحول بين يوم وليله الي مقبره جديده تم افتتاحة بعد حضور الوفد الرسمي وكتب عليها ( مقابر حسن الخاتمه ) تماشيا مع الظرف العام وتوجهات الدوله وهكذا استقر محصول العام في لواري الZY ) ) التي عادت ادراجها وهي تنهب ارض القرية في طريقها الي مقر الولاية . وعاد اهل القرية لمواصلة عملهم المعتاد بعد ان فقدو الموسم باثره وافراحه فقط ادركو بان عليهم الرحيل فوراقبل ان تتحول مضاجعهم لي ( كوم تراب ) .
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
[/color]


خضر
أغسطس 2004
لو رحت من نفسك بعيد
أو سقت في جواك بلد
برضك حتاخد في الطريق
سجنك معاك وللأبد
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

سميي عبدالماجد والأعزاء المشاركين والمشاركلت
لكم التحية
يعجبني فيك أنك دائما تجهز كمينة كاملة ولكنك ترمي بطوبة واحدة وبعدين يبقى بنيان. سأشارك بما أثاره استفسارك وهو خواطر وحكايت سمعتها عن أهلي الكبار في ما يتعلق بسنة ستة ولكن في الحديث شجون فلا تعجبن إذ وجدت في ما سأكتب لاحقا شيئا من الونسة. والونسة هي إزجاء للوقت(الأنس) والتعلل (قبائل البقارة) أو السولفة (عرب الخليج يستكرون الأيام السالفة) أو الهدر (عرب شمال إفريقية لتمزيق الصمت) والدرددشة (لا أعرف معناها ولكن سليقتي تميل للمرادف التكسير أو التهميش وقطع الزمن وتفتيته بتفعيل الحركة (الحركة - السكون الزمن؟) .
الونسة مع كبارنا وتناقل ما ينسب إليهم هو أهم مصدر لدراسة التاريخ وأفضله على جميع التوريخات الرسمية لأنه ينقل لك حس الناس الطبيعي بلا حذف أو نقصان,
سنة 6 مهمة ففيها جيّش الخليفة ود تور شين كل الناس دفعهم للقتال في كل الجبهات ولم يبق على المزارعين (ولم يكن الجفاف المسؤول عن الكارثة. سوء التخطيط وقد غفلوا عن مفهموم الأمن الغذائي أو لعلهم لم يعرفوه أصلا (وتكرر في حملة توشكي. وقيل كان مقصودا). عادة إذا ضرب المحل لا يضرب المليون ميل كلها ولكن تمحل منطقة على حساب أخرى) وكان المحل قد لحق بجبال النوبة التى احتمت فيها عناصر الجلابة المضادة ومنهم جدي الفكي علي وكان رزق بباكورة أبنائه جدي عبدالماجد في جبال الكدرو بجبال النوبة بعد اختلافه وآخرين مع المهدي نفسه ولم يكن خوفا لأنهم قاتلوا معه في شيكان وانتصروا ولكن ظهر لهم من أساليب الإعلام المهدوي ما شككهم في صدق المهدوية كلها فلجأوا للأحراش والجبال سياسيا وضاق بهم التنقل بين الأحراش والأكم والجبال لأكثر من عقدين (اللجوء السياسي موجود من زمان وفي بلاد ليس فيها ضمان اجتماعي. وكانوا ينظرون للجوء كأمر شرعي يأثم القادر عليه ولم يضرب في الأرض وضده الصبر على الظلم (صبر الحمير: نصبر على الأحمال حتى نموت أو ينتهي هذا الطريق؟)) وأؤجل التفصيلات ومنها نكات.
سنة 6 غالبا ما تكون بالميلادي هي سنة 1888 وقد دققت - مع علمي - بالنظر في برنامج تحويل التاريخ الميلادي للهجري والعكس. البرنامج تجده على الربط ادناه
:

https://www.islamweb.net/ver2/mainpage/d ... verter.php
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
ÎÖÑ ÍÓíä Îáíá
مشاركات: 106
اشترك في: الخميس يونيو 30, 2005 4:36 am
مكان: الخرطوم

مشاركة بواسطة ÎÖÑ ÍÓíä Îáíá »

[color=blue]عزيزي عبد الماجد فرح يوسف
التحايا كما تجب
هذه هي المرة الثالثة التي أحاول جاهداً فيها أرسال رد علها تصل فلنحاول

المشاركة الاولي أعلاه مقتطعة من كتابة طويلة تحت مسمي ( حاصل الحاصل) بعنوان فرعي صغير ( قرية ترقد بين الشواهد ) للامانة منذ قراءتي لهذا البوست ذهبت أبحث عن العلاقة بين الاثنين ربما لتطابق الظرف المكاني بينهما .
الكارثة الانسانية كمفردة أنتقيها تماشياً مع الظرف العام . أو مجاعة سنة ستة سمعتها في الكثير من ونسات أجدادي والذين ذهبوا بحزنهم أيضاً دون أن يدروا الكثير عن أحوال أيامنا والتي لاتقل بشاعة في الكثير من أنحاء البلاد .
سنة ستة ككارثة لها ذكريات اليمة في نفوس الكثيرين الذين رحلوا وأورثوا أبنائهم وأحفادهم ذكرياتها الاليمة . لك التحية مرة أخري .....

جهدية الاورطية
شدوا جمالهم جونا
جبنا ليهم سمسم
السمسم ماكفاهم
جلبنالهم سعية

...............

خضر
[/color]
لو رحت من نفسك بعيد
أو سقت في جواك بلد
برضك حتاخد في الطريق
سجنك معاك وللأبد
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

الأخ العزيز خضر
ســـلام كتير بي ريحة حجا الحبوبات
كم هو شائق هذا النص البديع الذي أحزنني وأفرحني وأدهشني. وما أدهشني, وأنا أقرأ القطف أدناه:
تحكي ( حبوبه زينب ) دائما عن مجاعة ( سنة ستة )وتجزم انها اقتاتت البرسيم وصفق النيم لعدة ايام .. يااه كانت ايام . الحال وقف ومعظم اهل القرية سكنو( الترب) هذي الشواهد كلها تؤكد صدقها ( ومن ضعف القبر تتاكد ماحاق بالقوم) تحكي ذلك وهي تمسك باحدي سبايط ( البركاوي ) كانت القرية نموزجا لصفاء السيرة والسريرة ... اهتماماتهم لاتتجاوز جغرافية القرية ناس في حالهم ومبسوطين يربطهم بالعالم الخارجي ( راديو ترانزستور ) يمتلكه حاج ابراهيم . الجميع يهرعون بعد صلاة العشاء حيث مسطبة الحاج ابراهيم لمتابعة اخبار الوفيات .. يحزنون جدا ولكأن المتوفين من ( بقية اهلهم ) ... مات الكثيرين هنا الا ان هواء امدرمان لم يكن لهم بالمرصاد ( راديو السودان اعني )لاعلاقة لهم بما يحدث خارج جغرافيتهم .ماعندهم في السياسة ويحكي ( ناظر ) المدرسة كثيرا عن انقلاب 71 وكيف انهم ارسلو تلغراف لقاده الثورة وبعد تلاته يوم رسلو برقية تانية ( يحمدلو السلامه للنميري ) ومن ديك وعيك .. السياسه تجر المصائب انتهت علاقتهم بالسلطة في تلك الفترة تقريبا .. يسمعون لماما بحيكومة الولاية .. الا ان كان صباح ذلك اليوم والقرية كلها تبدا يومها المعتاد .. كان حدثا وعربات ال ZY) ) الصفراء عليها يافطة من الدمورية تزين مقدمتها تجوب شوارع القريه لترويج وتأصيل مشروع ( كيلة المجاهد) وياليتهم اكتفو بكيلة كيلتين كان كفي ... وهكذا دخلت عربات ال ZY ) ) علي حين غرة وبدون سابق موعد .. اطفال القرية كانو يسابقون الريح الي حجر امهاتهم خوفا من هذه المحركات الكبيرة جدا ( اول مرة يشوفو عربات صفر) ..

لازلنا ندور مع ساقية المجاعات والاحباطات ولكن دعنا نصلي من أجل غد مشرق
كتاباتك عن موسم هجرانكم للوطن وعودتك فيها كثير من القيم والمشاعر والعواطف التي حتما نكأت جرحا كنت قد ضمدته وحقنته بأكثر الميروفينات فعاليةً وقتلاً (إنت ليه بتعمل فينا كده).
مودتي وإحترامي
الوطن يتحدث جهرا
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

الأخ العزيز عبدالماجد محمد عبدالماجد
سلام أيها الفنان
علي سبيل الدردشة(ربما يرجع أصل الدردشة الي الفعل درش, ومدروش, فنقول العيش مدروش والدقيق دراش أي لم يتم طحنه جيدا يعني كلام دقاق, والله أعلم) المهم علي ذات السبيل, كنت من عشاق الهلال وبرنامج عالم الرياضة الذي يذاع كل جمعة في موعد الغداء قبل نشرة الثالثة بعد الظهر. تذكرت أن رسالة الدويم يقدمها مراسل إذاعي إسمه عبدالماجد محمد عبدالماجد .
___
أشكرك صديقي علي تشجيعك, وسأواصل " شق الكماين" ورمي الطوبة الخضراء الأولي لعلمي أنَ السودانفوراليين بناؤون أحرار (بالطبع لاعلاقة لذلك بالماسونية) وأنا اليوم في غاية الفرح والفخر بأولئك المجيدين الذين سهروا وبذلوا الجهد المقدر حتي أعدوا وألفوا وأخرجوا "إحترام" في عباءتها الجميلة (الأدوبكروباتية) وفكرها الكثيف.
.....
مدخلتك جد قيمة وإضافة حقيقية لموضوعنا سنة ستة ولاضير كون كثير من تاريخنا منقول شفاهي من جيل لجيل, وهذه ملاحظة تاريخية قيمة يمكن أن يناقشها المتداخلون والمتداخلات(هل من ناحت ينحت لنا مصطلحا يجمع المؤنث والمذكر في كلمة واحدة) بشكل أوفي, حيث تقول:
سنة 6 مهمة ففيها جيّش الخليفة ود تور شين كل الناس دفعهم للقتال في كل الجبهات ولم يبق على المزارعين (ولم يكن الجفاف المسؤول عن الكارثة. سوء التخطيط وقد غفلوا عن مفهموم الأمن الغذائي أو لعلهم لم يعرفوه أصلا (وتكرر في حملة توشكي. وقيل كان مقصودا).



الأهمية ( فيما قلت) تكمن في تأكيدك علي أنً سنة ستة مثلت حيزا زمنياً مهما في تاريخنا له إنعكاساته الهامة أيضاً علي حاضرنا ومستقبلنا السياسي. ففي مداخلتك ناقشت موضوعات مثل اللجوء السياسي حديث التقنين في النظام الدولي (مثلا معاهدة جنيفا) وكذلك مسألة الأمن الغذائي ومدلولاته الاقتصادية الحديثة...

نأمل في المزيد من المداخلات لتسليط الضؤء علي تلك الفترة من تاريخنا.

مودتي وإحترامي
الوطن يتحدث جهرا
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

الأعزاء عبد الماجد وعبد الماجد وخضر
تحياتي الطيبات


أشكر عبد الماجد فرح لكلماته المتضامنة هنا وهناك في الإشادة بالعدد الأول من احترام، التي أتمنى لها أن تكون إضافة حقيقية وفاعلة في ساحتنا السودانية.

تجدون في هذا الرابط صوراً توثيقية للحروب والمجاعات الأخيرة

http://www.amnistia.net/exiles/soudan/soudan12.htm

هذا جانب يجدر التطرق إليه في أعداد احترام القادمة.

نجاة
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

صور مؤلمة للمجاعة في جنوب السودان 1998

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

شكراَ عزيزتي نجاة
صورة
المصدر: https://www.amnistia.net/exiles/soudan/photos
صورة
كيف ينام عمر ويأكل ويشرب ويتزوج مثنى؟؟؟
الوطن يتحدث جهرا
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

POLICY AND INTERNAL DEVELOPMENTS AFTER ṬŪSHKĪ: 1889-92
1. The Khalifa's Policy of Conciliation in the North
THE overwhelming defeat of al-Nujūmī at Ṭūshkī seems to have taken the Mahdist authorities at al-'Urḍī and Omdurman by surprise. The hurried reconsideration and reversal of policy by the Khalifa is perhaps his best vindication from the charge that he had deliberately sent the expeditionary force to its destruction. As after the battle of Qinis, there was a general expectation in the Sudan that the victory of the Anglo-Egyptian forces would be followed by an immediate advance towards Omdurman. This expectation was based on a misapprehension, but in conjunction with the famine at that time raging in the northern Sudan, it wrought a great if temporary change in the Khalifa's policy. The new policy, indications of which appear as early as September 1889, was in general one of conciliation of the northern, riverain Sudanese. Its other aspects were an attempt to transfer the driving force of the jihād to the eastern Sudan and a determined effort to improve the economic situation, and in particular to build up reserves of corn and munitions as the indispensable basis for a renewal of the militant policy.


--
Publication Information: Book Title: The Mahdist State in the Sudan, 1881-1898. Contributors: P. M. Holt - author. Publisher: Clarendon Press. Place of Publication: Oxford. Publication Year: 1958. Page Number: 165.
__
http://www.questia.com/PM.qst?a=o&d=76759308
الوطن يتحدث جهرا
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

that time stationed in the north. In the eastern Sudan the powerful Dunqulāwī officer, Muhammad 'Uthmān Abū Qarja, wrote to the governor-general of the Red Sea Littoral at Suakin expressing his hope of an Anglo-Egyptian advance.
Too high an estimate


3September 1889)
to some officials with Yūnus al-Dikaym
in Dongola, he said that the famine was God's punishment upon oppression: 'And if oppression does not cease, if the oppressor is not restrained, if the penalties of... [/color]

نفس المرجع السابق
الوطن يتحدث جهرا
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

1845-50 The Great Irish Famine: Following the arrival of the potato blight in Ireland in 1845 and the consequent failure of the national potato crop (the staple food of the poor) in that year and in 1846, an estimated one million people perished from starvation and disease. In 1844, a new form of potato blight was identified in America. The American blight was first identified in France and the Isle of Wight in 1845. The summer of 1845 was mild but very wet in Britain causing best conditions for the spread of the fungus 'Phytophthora infestans'.
1873-4 Indian famine: due to droughts.
1876-9 Indian famine: due to drought.
1889-91 Famine: in India, Korea, Brazil, Russia, Ethiopia and Sudan due to droughts
.
1896-1902 Droughts in tropics and northern China
1900 Great Irish famine
1919 Mislead informations: Following mislead informations a great funding for India was initiated in Canada. The famine did not take place.
1943-4 Bengale famine
المصدر:
http://www.ourfood.com/Global_Food_Safety.html#SECTION002313000000000000000
الوطن يتحدث جهرا
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

سمي عبدالماجد
لك الشكر

عارف ناس الدويم ديل أقرباء. عينك نجيضة. وكمان في جزء في الحصاية (الدامر) لكن ماجدهم من جهة الخؤولة

في الربط أدناه كتب باحث أروبي ورقة مطولة عن مجاعة سنة ستة


https://64.233.161.104/search?q=cache:O4 ... mine&hl=en
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

♥♥♥☼☼&

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

الأخ العزيز عبدالماجد
شكرا للرابط والمقال, حاليا أقرأه وسأعقب عليه لاحقاَ
لك الشكر أجزله وأدناه مقتطف من المقال:

During 1889-90 the Sudan experienced one of its most devastating famines. As the result of the combination of ecological, social as well as political factors, the 1889-90 famine caused great distress and havoc and decimated the population of the Nilotic Sudan after the Mahdist revolution of 1885. This Mahdist state ruled according to the principles of Islam as the outcome of a social and religious revolution.

نفس المصدر المشار إليه في مداخلة سمي عبدالماجد

مودتي وإحترامي
الوطن يتحدث جهرا
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

العزيز عبد الماجد،
تحياتي وأمنياتي بعام سعيد

رأيت اليوم الصور الموجودة في هذا الرابط، عن الاحتفالات ببداية العام الجديد في الصين

http://www.china.com.cn/arabic/214396.htm

عند رؤية هذه الصورة، ضحك بولا وقال: سنة ستة، وخطرت بباله وببالي في نفس اللحظة:

صورة

أها، قلت مناسبة لتهنئتك بالعام الجديد ونتمناه خالٍ من الحروب والمجاعات والأوبئة، ما أمكن، فليس من سبيل لنتمناه خالياً منها تماماً والعالم على ما به من حالٍ مائل.

سلامي لك وللجميع
نجاة

صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

الأخ عبد الماجد
سلام
دعنا نعود لمجاعة 1306 هجرية وإليك جزء من بحث سابق منشور
مجاعة سنة 1306هـ :
لعل أهم احداث هد الخليفة الاقتصادية مجاعة سنة 1306هـ والتي صارت سيرتها مضرباً للأمثال بين الناس، وقد ورد حولها قصص وروايات كثيرة. ولكن ما يهمنا هنا هو أن نحاول معرفة اسبابها وآثارها على القوة الإنتاجية للبلاد.
يقول مكي شبيكه
"كان للخليفة بعد أن اصطفى أخاه أن يسند مركزه بقبائل البقارة فأمر برحيلهم من ديارهم في أقصى الغرب إلى امدرمان في مكان يحيطون بمنزله وبنى لهم سوراً عظيماً بمثابة حصن يحميهم ويرد عليهم الهجوم وقامت أفواجهم من تعايشه ورزيقات وهبانية وحمر ومسيرية وغيرهم ميمة وجهها شطر بقعة المهدي أمدرمان تلبية لنداء الخليفة بنسائهم وعيالهم وما يمتلكون ؟؟؟؟؟ وماشية وكان عليهم وهم في طريقهم صوب العاصمة أن يتقدموا بما يقدمه لهم السكان أن لم يكن عن رضى واختيار فبالقوة وكان هذا ما وسع الشقة بين البقارة وأهل النيل. وما كان من الطبيعي أن يرحل هذا العدد الضخم من الناس ليجتمع في بقعة واحدة ويعيش على بيت المال الإ أن يكون نذيراً بنفاذ المقادير المخزونة من أقوات وفوق ذلك فقدت البلاد قوتهم الإنتاجية، فاستنفذوا غلة الجزيرة وقد حسبت عليهم وتعاونت معهم الطبيعة حيث أن حبس المطر . وأهل الجزيرة أن فسهم امر الخليفة عدداً كبيراً منهم بترحيلهم لأمدرمان وحدثت بهذا مجاعة سنة 1306هـ ، فحصدت من الأنفس كما يقال مالم تحصده حروب المهدية (شبيكه 1965 ص 263).
وكتب نعوم شقير:
مضى خريف 1306 هـ سنة 1888م –1889 لم يهطل مطر كافي في السودان ولازاد النيل الزيادة المعتادة . ثما جاءت سنة 1307هـ 81/1890م فأتي الجراد وأكل معظم الزرع وأحضر التعايشي أهله البقارة من الغرب كما مر فأكلوا مافي البلاد من الحبوب المذخورة فأصاب الناس في السنتين المذكورتين جوع عظيم لم يروا مثله في سالف الأعمار فأهلك منهم اضعاف ما أهلكته الحروب والأوبئة." (شقير في صفحة 1139-1140).
وأورد شقير أن المجاعة عمت جميع مناطق السودان عدا فاشودا حيث سافر التجار لجلب الذرة منها ويصف هولت المسألة قائلاً:
وكان حصاد 1306هـ 1888 م سيئاً ولم تكن المؤن من الحبوب كافية الإ في أواخر 1890 ويفول "وازداد الموقف سوءاً منذ البداية بسبب وجود ثلاث جيوش غير منتجة في دنقلا والقلابات ودارفور" (هولت ص 84) .
وتوضح الرسائل المتبادلة بين الخليفة وقادة هذه الجيوش المشاكل التي كانت هذه الجيوش تعانيها وما تسببه من ضيق للسكان خاصة جيش النجومي في الشمال عند طلب النجومي في سنة إقامته الأولى من ابراهيم ود عدلان أمين بيت المال أن يرسل الذرة له من امدرمان ولم يكن هذا أمراً سهلاً نسبة لصعوبة المواصلات وفي صفر 1306هـ الموافق 15 اكتوبر 1888م كتب النجومي للخيفة قائلاً:ـ
وبدأ عثمان آدم في الشكوى ابتداءاً من ذي الحجة 1306هـ أغسطس 1889 وكتب الزاكي طمل للخليفة أيضاً سنة 1306هـ يقول والحال ياسيدي أن الجيش بعد ماحررنا في طلوعه لأرض العدو قد تزايد به الضرر من جهة المعايش وعم ذلك الكافة صغيراً وكبيراً مجاهداً وعائلة حتى صاروا يأكلون الجيف ويلتقطون الحبوب من الأرض وفي الطرق والزابل ومحلات الرماد وهم الآن بحالة لورأها سيدي لرثى عليهم .. وتفرق الغالب (بقصد الأغلبي) منم في الجهات في التماس المعايش وبعضهم يتلقطون القشوش والأشجار من الأودية مسافة 3 أيام وأربعة.. لذلك قد أخرنا السرية من التوجه لأن الجيش اشتغل بنفسه .. وفي هذين اليومين قصدنا رسال سرية إلى جهات الصعيدية كمثل رمله ومايليه فيها 8000 رجل ، 4000 سلاح ناري و 4000 حرابه وفي رأسها عبد الرسول عمر فبذلك تحمل مداركة الجيش بما يحضرون من المواشي وهم أيضاً يتمعشون (هكذا وردت الكلمة) (شقير ص 1140).
وأورد هولت أن حمدان أبو عنجه عندما رجع القلابات ووجد رجال الجيش غير مرضى أصدر أوامره بان يحضر كل المنتجين الذره إلى سوق القلابات ويحضر صغار المزارعين ممن لا تتوفر لهم دواب محاصيلهم بسوق القضارف وحظر بيع الذرة خارج المنطقة. ولم يوافق الخليفة على إجراء حمدان هذا خاصة أن الخليفة كان قد أمر أمراء بيت المال باصدار رخص للتجار لجلب الذرة من مناطق كسلا وخاف أن يشاع بعد أوامر حمدان بأن الذرة قد حظر نقلها من تلك المنطقة.
ومما تقدم نستطيع أن نستخلص أسباب وآثار المجاعة أما أسابها فهي:
أولاً اسباب طبيعية تتعلق بخريف عام 1888 وبراج 1889 وشح الأمطار وقلة الفيضانات وانخفاض منسوب النيل.
ثانياً : هجرة البقارة من الغرب وتهجير مواطني الجزيرة ولهما أثران على المجاعة:
نفاذ المخزون من الذرة بالعاصمة وتعطيل قرى منتجة كانت تساهم في الإنتاج أي أن ه زاد الطلب على المواد الغذائية في الوقت الذي قل المعروض منها.
ثالثاً : وجود الجيوش الثلاثة غير المنتجة والمستهلكة في كل من دنقلا والقلابات ودارفور . خاصة أن البلاد كانت في حرب ثورية طويلة منذ 1881 حيث اختل فيها الإنتاج وكانت تحتاج لفترة سلام لإعادة الإنتاج لوضعه الطبيعي وتوفير الطعام للجيوش التي ستحارب، ولكن الخليفة لاسباب مختلفة رأي أن يرسل جيوشه لفتح مصر والحبشة.
ولكن الخليفة بمنهجه الميتافيزيقي كان يرى سببا آخر للمجاعة فقد كتب إلى عماله مع يونس الدكيم في 7 محرم 1307هـ 3 سبتمبر 1881 يوقل أن المجاعة عقاب من الله للظلم فإذا لم يقف الظلم واذا لم يكف الظالمون عنه وإذا لم تطبق العقوبات الشرعية فيقع بلا شك بلاءاً أعظم. واعلموا بمقتضى هذا. أمنعوا الجيش من التعدي والظلم وتخريب الزرع ودخوله المنازل غير مسموح به (هولت ص 75 –76) الخطاب رغم منهجة الغيبي يوضح مدى التخريب الذي كان يلحقه الجيش بالناس ومدى الفوضى التي سادت المناطق المختلفة.
لعل أهم آثار المجاعة هو تدمير القوى المنتجة المتمثلة في ضحايا المجاعة أكبر من عدد ضحايا حروب المهدية.
ومن آثاره أيضاً زيادة الحقد والصراع بين أهالي النيل والبقاره لأن أهل النيل يعتقدون أن البقارة هم سبب المجاعة.
ومن آثار الضغط الذي وقع على المزارعين وضياع محاصيلهم التي سلبتها الجيوش الجائعة أو صادرها عملاء الخليفة لترسل لامدرمان .
ومن آثارها مقتل رجل من أبرع رجال الإدارة المالية في المهدية وهو ابراهيم ود عدلان الذي عمل مع أحمد ود سليمان أول أمين لبيت المال ثم خلفه في إدارة بيت المال وقد قتله الخليفة أثر خلاف معه حول مصادرة الذرة من الجزيرة (انظر شقير وهولت 1141-1142) وص 86 لمزيد من التفاصيل).
ان مجاعة 1306 هـ أن هكت قوى الدولة المهدية الفتية ولم يبلغ عمرها بعد ثلاث أو أربع سنوات وزرعت في سكانها عوامل الفرقة والحقد وحطمت جزءاً هاماً من قواها المنتجة.
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

الأخ العزيزة نجاة
عند رؤية هذه الصورة، ضحك بولا وقال: سنة ستة، وخطرت بباله وببالي في نفس اللحظة:

شكراً كتير على الصورة وسعيد إنها خلتنا نخطر ببالكم أنت والدكتور بولا
عندما ذهبت لباريس وزوجتي إعتلينا برج إيفل وشفنا باريس كلها ,قلت لزوجتي ياربي نجاة وبولا قاعدين وين؟ :D
وكل سنة وكلكم طيبين ووليداتكم بالف خير
وندعو الله أن تكون سنة سنة خير ورخاء وإستقرار في وطننا الغالي

محبتي
ودمتم
الوطن يتحدث جهرا
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

الأخ العزيز دكتور صدقي
سلام كتير
ونشكرك كثيرا علي هذه المساهمة الثرة, وهي بحق متميزة لأنها جزء من بحث كما أوضحتم وواضح أنكم بذلتم فيه جهدا مقدرا فلكم التحية.
لاحظت من تلخيصكم عزيزي صدقي لاسباب المجاعة ثمة تشابه (مع الاختلاف الزمني والمعياري) بين تلك الاسباب والوضع الراهن في السودان, فما رأيكم
والأسباب وردت في بحثكم كمايلي:
ومما تقدم نستطيع أن نستخلص أسباب وآثار المجاعة أما أسابها فهي:
أولاً اسباب طبيعية تتعلق بخريف عام 1888 وبراج 1889 وشح الأمطار وقلة الفيضانات وانخفاض منسوب النيل.
ثانياً : هجرة البقارة من الغرب وتهجير مواطني الجزيرة ولهما أثران على المجاعة:
نفاذ المخزون من الذرة بالعاصمة وتعطيل قرى منتجة كانت تساهم في الإنتاج أي أن ه زاد الطلب على المواد الغذائية في الوقت الذي قل المعروض منها.
ثالثاً : وجود الجيوش الثلاثة غير المنتجة والمستهلكة في كل من دنقلا والقلابات ودارفور . خاصة أن البلاد كانت في حرب ثورية طويلة منذ 1881 حيث اختل فيها الإنتاج وكانت تحتاج لفترة سلام لإعادة الإنتاج لوضعه الطبيعي وتوفير الطعام للجيوش التي ستحارب، ولكن الخليفة لاسباب مختلفة رأي أن يرسل جيوشه لفتح مصر والحبشة

إذا نظرنا للسببين الثاني والثالث نلاحظ تشابها في ما يحدث آنيا في بلادنا, حيث تهجير أهلنا في الغرب بسبب الحرب إلي الخرطوم وأواسط السودان ونلاحظ أيضا أن معظم سكان الجزيرة قد هجروها بعد أدت الضرائب لإنخفاض عوائد إنتاجهم الزراعي. وكذلك نلاحظ أن الحكومة تحارب في جبهات ثلاثة الجنوب ما قبل نيفاشا والشرق والغرب وأيضا تكديس قوات الدفاع الشعبي غير المنتجة في معسكرات الإنقاذ.
عزيزي صدقي شكرا لمساهماتكم الغنية ونتمني المزيد

مودتي واحترامي
الوطن يتحدث جهرا
أضف رد جديد