في الديمقراطية والثقافة ومناهج النقد: موضوعات متنوعة للنقاش

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي وليد،
تحياتي،
يا خي ماها طاشه المداخلات أعلاه فهي ردود على فضل أصدقاء وأعضاء بالمنبر سألوا عني في فترة غيبتي الطويلة، نسبياً وفي سياقٍ زمني محدد، هو سياق الأيام الأولى لافتتاح المنبر. ولم يمكنني الوقت يومها من رد فضلهم بصورةٍ تليق به. وقد أعلنت في مداخلةٍ أعلاه عن أسفي واعتذاري لهم ووعدتهم برودوٍ مفصلةٍ لكل واحدٍ منهم. راجع بوستاتهم وبوستي أعلاه في الاعتذار لهم الذي يمكن تلخيصه كما يلي:


الأعزاء (حسب الترتيب العُمري): عمر التجاني، عثمان عووضة، عادل السنوسي، محمد الجزولي، محمد عثمان كرار، عادل عبد العاطي، أنور دفع الله،
أخلص تحياتي ومودتي،
فهذا اعتذارُ ثانٍ (...) وهو اعتذار عن مداخلتي الأولى التي أجملتكم فيها إجمالاً لا يليق.

وقد انتهزت فرصة كوني في "إجازة مرضية" (وجع ضهر عدوك)، لأفي بوعدي لهم

شكراً على حرصك على تنبيه عمك.
ومع كل مودتي

بــولا
ãÍãÏ ÇáÌÒæáí
مشاركات: 329
اشترك في: الأحد مايو 15, 2005 10:06 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÇáÌÒæáí »

.. .. .. .. ..
تخريمه ..
( الماعندو محبه ماعندو الحبه .. والعندو محبه ماخلى الحبه )
آخر تعديل بواسطة ãÍãÏ ÇáÌÒæáí في الاثنين يونيو 20, 2005 12:23 am، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي عووضة،
تحية وشوق ومحبة بالكوم،
وينك يا زول؟ فهذا من أمتع ما منحنا إياه هذا المنبر. وأرجو أن تراجع موضوع وأصل هذه الفاء غير السببية، فاء صديقي حيدرا إسماعيلا من أحفاد اباطرة مالي ست اللَّسم. فقد ورد تفصيلٌ في أمرها أعلاه. وهي على كل حال أندى وأعمق في مبحث اللغة الحديث، فيما أعتقد، من فاء السببية والاستئنافية إلخ.
يا شيخ عثمان ألف مرحب. فما زلتُ أتشوق لمثل ذلك الهجوم الليلي على بوستي ذاك في سودانيز أون لاين، بقيادتكما طلحة وأنت. وتقديم اسم طلحة على اسمك هنا من باب "الأصول المرعية في المسائل العمرية". ولا علم لي إن كان طلحة معترفاً بذلك أم لا. سوى أنني أرعي الأصول فأحفظ للشيوخ حقهم في حضرة الشبان من أمثالك. وإن لم يكن معترفاً فسوف نشكل محكمة تفصل في الأمر لصالحك مقدماً.
كان ذلك الهجوم على ترتيب سياق البوست طريفاً جداً. وقد فرحتُ به فرحاً غامراً في محبسي في باريس التي لا أعرف فيها الفرح الحقيقي، فرح لقاء أصدقاء زهرة العمر الجميلة، وتصرفهم في شئون بعضهم بتلك الطلاقة، إلا قليلاً جداً.
ولهذا استعجلك في البحث عن طلحة لتسجيل هجومٍ آخر يدعمه براح الدار. فقد كنت هناك ضيفاً ليس له بدٌ من مراعاة ترتيب سياق الترحيب. أما هنا فالدار، أعني دار بوستاتي بالذات، مفتوحة لكما على مصراعيها.

كل مودتي، وفي انتظار قفشاتكما المبدعة الشيقة، ومسهاماتكما العارفة المضيئة.

بـــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

ابني العزيز أنور،
أنضر تحياتي وعامر مودتي يا سيد عمك،
أنا برضو متعطش لإسهاماتك الزَكية والذكية،
وأتمنى أن تحرص عليها وتُقلع عن التشكك غير المنهجي فيها. وأن لا تدع الزعل وسوء التفاهم يقودانك في دروب التعميم وعدم التمييز العوجاء، في القضايا المتصلة بتراثنا التنويري الذي يشكل نشره وتوثيقه والحوار حوله أحد المقاصد الأساسية لجمعيتنا وموقعنا، ومنبرنا هذا. فالطعن والإنكار المطلق، والازدراء والإزراء بتراثنا التنويري هي شراكٌ ينصبها للأجيال الجديدة من أسميهم ب "مافية مافي"، الذين ينكرون على شعبنا وأبنائه وبناته من المثقفين الحقيقيين والمثقفات الحقيقيات، حملة، وحاملات الوعي النقدي والإبداعي، الذين واللاتي أفنت أجيالهم المتعاقبة زهرات شبابها في بناء الوعي، أية مساهمةٍ معرفيةٍ وإبداعيٍة أصيلةٍ خلاقة. و"مصطلح" "مافية مافي" من إشراقات صديقنا وصديق الكادحين والمظاليم في بلادنا وفي كل مكان، شاعرنا الكبير صلاح أحمد إبراهيم طابت ذكراه. وقد قالها في مقطوع الطاري جعفر نميرى وبطانته ومعيته من انتهازيي التكنوقراط الأفندويين(وليس كل التكنوقراط والأفندية انتهازيون بالطبع). قال صلاح:

"فاتِحا لي الغني انشا الله الفقير ما عاش
مافية مافي مصت دمُّ مص خفاش"

إن عصارة حكمة "مافية مافي، تتلخص، لدى القراءة الباطنية العميقة لنصوصهم، في مقولة : "يا أرض ما عليك إلا نحن: "الريس" (ريِّس كل انقلاب) وزمرته". فلا تاريخ، ولا حركة وطنية، ولا ناضلات باسلة من أجل التغيير، ولا أرواح بذلت، ولا عقول ونفوس أفنت زيتها المقدس في سبيل بناء "وطنٍ يسع الجميع ويسعد بالجميع"، كما جاء في ديباجة هذا المنبر.
إلا أن صلاحاً في تقديري لم يَخبِر مافية مافي في كل صورها وتلاوينها. وهذا مما سأعود إليه في سياقٍ آخر في هذا المنبر.
وسأكتفي هنا ببعض اقتباسات من إحدى مداخلاتك. وهي في اعتقادي أهم مداخلة في بوستك "الموقوف" في الموضوع الذي أنا بصدده. أعني المداخلة التي تتحدث فيها عن استبداد "الكبار"، و"صراع الأجيال"، وتعلن فيها عن تراجعك المفاجئ من مفاهيمك المستنيرة إلى جملةٍ من الاكلشيهات التي تلوكها مافية مافي بالذات في شأن المثقف سيد اللسم. وكلمة "بالذات" الاعتراضية هنا، في معنى أن هناك صورٌ أخرى من الخلط في أمر المثقف، تصدر عن مجرد عدم الدقة والتمحيص في وجوه المعاني والمفاهيم، من غير سوء نية ولا "سوء خطة" على عكس مفهوم "مافية مافي" عن "المثقف السوداني" الذي هو خطةٌ للاستفراد بالوطن (والواقع أن مفهومها عن المثقف بائسٌ جداً على صفة العموم).

تقول في مداخلتك المذكورة

"في الفترة من سبتمبر 2003 الى مايو 2005 حصلت لي الكثير من البلاوي...وفي كل مراجعة أو معالجة أو سمها ما شئت...أكون انا الغلطان بصفتي المطلقة (ود صغير)... وهؤلاء الكبار...دائماً على حق!"


"هؤلاء الكبار" منو يا أنور؟ ثمة احتمالان لتصريف معاني هذه العبارة التي أطلقتها معفاةً من أي تمييز أو تعريف، مبنية للمجهول المطلق: فإن كنتَ تعني ب"الكبار" المستكبرين فنحن مؤسسي هذا المنبر يا عزيزي أنور، ننطلق، ضمن كل دعاة الديمقراطية والتحرر الإنساني والعدالة الاجتماعية في بلادنا وفي كل أنحاء العالم، من مفهوم للسلوك الإنساني المثقف والقيم المثقفة، يعتبر الاستكبار باباً في صَغار النفوس والعقول ومرضها، ويعتبر المستكبر أكثر مرضى النفوس والعقول صغاراً وجهلاً وبلاهة. وننطلق من تراثٍ من المفاهيم النقدية، التي ساهمنا نحن أيضاً في بنائها، ينظر إلى تقسيم العمل الاجتماعي والثقافي والمعرفي بمنظورٍ نقدي ينطلق من مفهوم المساواة الجذرية بين بني الإنسان. ويعتبر التفاوت الطبقي، واحتكار المعرفة اغتراباً تاريخياً عن جوهر الإنسان: كونه وليد العمل الجماعي والاجتماعي، الذي هو أساس كل معرفة. فليس من حق أحدٍ بالتالي احتكار عائد العمل الاجتماعي، واحتكار المعرفة والإبداع والاستفراد بثمارها، واسترقاق الغالبية الساحقة من البشر، وفرض تراتبٍ طبقي، يقسم المجتمع إلى "كبار" و"صغار"، تقسيماً لا أصل له ولا أساس في الحقائق والوقائع الاجتماعية والإنسانية والكونية. وقد سبق لي، (وسُبِقتُ بدوري)، معالجة ذلك باستفاضةٍ في سلسلة مقالات "مصرع الإنسان الممتاز". التي هي في جوهرها مرافعةٌ ضد مفهوم الإمتياز القائم على تقسيم المجتمع الإنساني إلى "كبار و "صغار"، وعلى احتكار التراث المعرفي والإبداعي، وإحاطتهما بإيديولوجيات الكهانة والإمتياز والصفوية "الهابطة من السماء".
لقد أردتُ من هذا الاستطراد القول بأننا، وإن كنا لسنا معصومين من الخطأ، بطبيعة الحال، فإنه ربما انبغى على ناقدينا، وعلى خصومنا الفكريين، أن يعطونا حق الاعتقاد أو الظن بأن الاحتمال الأكثر قرباً إلى الصواب، أن لا نقع في تناقضٍ جذري مع عقائدنا الأساسية بهذه البساطة والسهولة التي يزعمون. وفي اعتقادي أن عدوى التبسيط والتعميم في هذا الشأن قد أصابتك إصابةً أتمنى وأتصور أنها ثمرةً عابرة للغضب والعجلة.

ثم تقول مخاطباً أيمن تابر في مضمار مفهومك لصراع الأجيال، وتأكيد تعميمك لخصال الاستكبار، التي يتميز بها "هؤلاء الكبار" بقولك:

"خلال مراسلاتنا المطوّلة...صديقي المخلص مظفّر حيدر" كابروس" وانا كنّا على إختلاف دائم في التعاطي مع ما يسمى ب (صراع الأجيال)... يبدو ان صديقي الأصغر هذا يفهم تلك الأجيال تماماً...ويتعامل معها "بما تستحق" وأظن ان عليّ مراجعة الطريقة التي أفكّر بها في هذه المعضلة (العويصة)..."


لا يا عزيزي أنور "صديقك الأصغر" لم يفهم تلك "الأجيال" ولم "يتعامل معها بما تستحق" لأنه خلط في أمرها خلطاً ذريعاً، ولأنه اطمأن إلى منهجٍ في غاية الجفاء للنظر المحكم الدقيق والفرز المحكم الدقيق لحقائق ووقائع تاريخ "الأجيال". ولأنه بعبارة مختصرة كان ضحيةً لمفاهيم "مافية مافي". التي أصابته "في مقتلٍ منهجي" من حيث أراد نقدها، ومن حيث أعماه الغضب عن التمييز والإنصاف. كما حدث لك.
لقد كنتَ أنتَ على حقٍ تماماً، وكنتَ دقيقاً ومنصفاً في حوارك مع "كبرو". وقد قرأتُ لا حقاً مراجعاتٍ جيدة لكبرو نفسه لمفاهيمه وتعميماته، أو على الأقل تخليصاً لها من بعض الغلو. وأسعدني ذلك. فهو شابٌ ذكي ومبشر، ومؤهل لأن ينجو بنفسه من الأحكام العجولة الماحقة في مثل هذه الأمور المعقدة المركبة الدقيقة.
مودتي.
وأواصل
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الاثنين أغسطس 08, 2005 8:34 pm، تم التعديل 4 مرات في المجمل.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزاتي وأعزائي المتابعات والمتابعين،

أود أن أنبه إلى أنني أجريتُ بعض التعديلات الجوهرية حذفا وإضافةً في صياغة المداخلة الأخيرة أعلاه. كما حذفت فقرةً رأت الإدارة أنها غير مناسبة, وقد رأيت لدى مراجعتي لها أنها شتراء مرة واحدة وليست غير مناسبة فحسب. فشطبتها.
فأتمنى أن يسعفكم/يسعفكن الوقت لإعادة قراءتها في صيغتها الجديدة.
فألأف معذرة.
بــولا
صورة العضو الرمزية
عثمان حامد
مشاركات: 312
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:04 pm

مشاركة بواسطة عثمان حامد »

صديقي وأستاذي بولا،
مرحباً بك، في دارك/م، وكم أنا سعيد، بمراجعتك لما تكتب، وهي فكرة لاتصدر الا من شخص يثق في قدراته الفكرية والنقدية، انه منهج انساني ومعرفي بالدرجة الاولى:
لقد قرأت مداخلتك، قبل(المراجعة)، وبعدها، وتجدني أكثر سعادة، بمجرد فكرة المراجعة نفسها، ومبدأها، انها فكرة قاسية على كثير من الذين لايرون في منهجهم ومقولاتهم، اي إعوجاج أو اي مراجعة. برغم أني لم ألحظ اي شتارة بالمعني الذي ذهبت اليه انت في مداخلتك، ولكني، في الحقيقة، احسست بان ذلك ليس مناسباً.
شكراً بولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي عثمان،

كل المحبة المعروفة،
شكراً يا عزيزي على تخفيفك من شعوري بالذنب من مشاترتي،
فالنفس جبارة إذا لم نأخذها بالزجر والشدة "أفْجَرَت". وحقوق التأليف في شأن عبارة "أفْجَرَتْ" محفوظة لزينب بت بشير.

بــولا
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الاثنين يونيو 20, 2005 1:09 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »


عزيزي أنور،
أواصل تعيبي على مداخلتك التي اخترتها موضوعاً لتعقيبي على الآراء التي طرحتها في بوستك "المجمَّد" إياه. وقد نسيتُ في مداخلتي الأولى أعلاه أن أضيف أن هذا الخطاب موجهٌ إيضاً لبنات وأبنا جيلك ممن يشاطرونك ويشاطرنك الرأي من أن "الأجيال" السابقة ل"جيلكم/كن" خالية الوفاض من أية مساهمة فكرية أو سياسية أو ثقافية أو أخلاقية يعُتدُّ بها في شأن الارتقاء بالوطن، وبناء موؤسسات النهضة من أي نوعٍ كانت، على أرضه. هذا فضلاً عن أن جماعةً يُعتدُ بها منكم يعتقدون، مسبوقين، بأن من يسمونهم ب"الأجيال الماضية" أو "السابقة" هي كتلةٌ واحدةٌ صماء لا تمايز بينها. وينصب أكثر نقدهم لهذه الصفوة على من يسمونهم بدون تمييزٍ أيضاً ب"المثقفين" و"الصفوة" إلى آخر ذلك من مسميات لا تراعي هذه الفئة من أبناء وبنات "جيلكم" أدنى حدٍ من الجهد في تعريفها قبل إطلاقها. وأنا إذا جيت للجد ياود اخوي، لا ألومكم أنتم، بل أحمل المسئولية ل"مافية مافي"، الزاهدة أصلاً في المعرفة النقدية المتقنة وضوابطها. والتي على رأسها التعريف وفحص المفاهيم. كما أحملها لقطاعٍ لا يُستهان به من مثقفينا، ومتعلمينا المستنيرين الذين يفرطون أحياناً في ضبط المفاهيم والمصطلحات الفلسفية من باب العجلة والخوف على مشروعات ومؤسسات التصدي لقضايا التغيير الاجتماعي والنهضة الثقافية والتحديث، من "كثرة التنظير وتعقيد الأمور" ويخشون على "العامة" أن لا تقوى على فهم "الأفكار المعقدة". فينتجون مفاهيم لا هي، بطيخ يروى عطشان المعرفة النقدية الدقيقة، ولا هي حنظل يقطع دابر الداء. وأنا بالطبع لا أعمم ففي مجتمعنا من المتعلمين و"العامة" الكثيرات والكثيرون الذين يملكون قدرات مذهلة على التمييز وعلى إنتاج الخطاب النقدي. وقد خبرتُ في تجربتي الشخصية في البحوث الميدانية شواهد بديعة في هذا الخصوص في أوساط "العامة".

محبتي
بــولا
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الثلاثاء يونيو 21, 2005 12:29 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي عادل،
جزيل شكري لك على هذه المداخلة النيرة الشجاعة. نعم طرف السوط لحقك. ولحقني أنا أيضاً قبلك. وقد رايتُ في هذه الكلمة الكبيرة من جانبك مدعاةً لمداخلة طويلة في مسعانا إلى إنتزاع داء النفور من النقد والنقد الذاتي اللذان كثُر ما ندعيهما من غير يقينٍ عميقٍ وحقيقي، ونحتال عليهما صنوف الأحاييل. وأكثر من ذلك، فنحن كثيراً ما ندعيهما من دون تأسيس وترتيب بنيات مفاهيمية متينةً تمتنع على التناقضات السهلة على الأقل.
الوقت لن يسعفني اليوم فقد بدأت سلسلة المؤتمرات اللعينة. وربما جئتك غداً أو بعد غدٍ.
مودتي.
بـولا
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الجمعة يونيو 24, 2005 9:30 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي محمد (الجزولي)،

أرجو المعذرة على الاستفسار أدناه:
لم أفهم معنى واقعة سحبك لمداخلتك الأخيرة أعلاه. انشا الله خير؟

بــولا
ÃÔÑÝ ßãÇá
مشاركات: 23
اشترك في: الاثنين مايو 23, 2005 8:55 pm

مشاركة بواسطة ÃÔÑÝ ßãÇá »

الاستاذ عبد الله
أسمح لي ان أستهل سلامي لك بجزء من مداخلة لك والتي تحمل "لمسة" حزن ذكرت اسبابها في نفس المداخلة:

"سوف أبقى بالطبع. وأتمنى بالفعل أن "تتآمروا معي لكي أبقى"، في المنبر وفي دار الدنيا ذاتها، التي أحالتها "العبودية العولمية المعاصرة" إلى شيءٍ لا يطاق بالنسبة لي، وأنا على مقربةٍ من أرذل العمر: عشرة ساعات شغل، وتصل أحياناً إلأى خمسطاشر ساعة، وبدون تأمين صحي ولا معاش؟ وبعد دا كلُّو يا ياسر يطلع لينا من يصفنا بأننا "قاعدين في بلكونات باريس نشرب في البيرة ونعاين للسودان من قمة برج إيفل". فهذا نوع الكلام الذي نحرص على أن لا يدخل ساحة منبرنا. وهو ما نرجو أن تتضامنوا معنا على حظره"

سلام بكل ايات الاحترام والتقدير اليك ايها الرجل الذي عجن من رأسه الي قدميه علما وتواضعا. واجمل ما يشدني وانا أقرا مداخلاتك هو الناصية اللغوية التي تعرض بها مداخلاتك والتي تمتاز بحميمية دون ان تفقد مضمونها الفكري.

إستمتعت بحديثك عن بعض المدارس النقدية وخاصة التي تسمي مدرسة "مافية المافي". هذه المدرسة أعتقد انه يقابلها المدارس النقدية التي يجملها ما يسمي "بعد-الحداثة" Postmodernism والتي كما ذكرت تقوم علي مبدأ الشك في كل شئ كمنطلق بحثي. وأراك بنفس القدرة التمكنية قد تعرضت للصراع بين المدارس الحديثة للنقد و المدارس"القديمة" - باسبقيتها الزمنية وليس بمحتواها - وإن لم تنعتها كذلك. وهو صراع ينتج عنه معرفة ثرية خاصة عندما تتوفر المساحة للاخر دائما. هذه المساحة استاذنا عبد الله لم تكن متوفرة - ومازالت - في بعض المؤسسات الاكاديمية التي تعني بتدريس العلوم الانسانية بكل الوان طيفها. هنالك اشبه ما يسمونه بعقلية "حراسة الباب" والتي لا تعطي الاخر مساحة للتعبير عن رائه والتي تعامل عقول الطلاب وكانها "صفائح خاوية" يجب ملؤها . وهذا نتج عنه وأد للمقدرات النقدية واصبحت سياسة "الخوف" من مخالفة الاخر هي الحاكم. الاختيار بين "مافيات المافي" والمدارس "القديمة" التي يقوم جزء منها علي مبدأ "الحفظ" Spoon-feeding والتراتبية الاكاديمية التي تقوم علي "سياسة المتر" بدل تعقل الاشياء rationalisation والذي قاد الي اشبه ما يسمي ب"الشلل النقدي" في مدارسنا وجامعاتنا. وبناء علي هذه المعطيات فاعتقد ان الخيار لن يكون صعبا خاصة اذا نظرنا الي مدرسة "مافية المافي" من زاوية انها رد فعل اكثر من ان تكون ان تكون فعلا في نفسها. والرؤية من هذه الزاوية مشوبة ايضا برفض القديم لها.
ولك التحية واطال الله لنا في عمرك.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي أشرف،
أخلص مودتي،
هذه عجالة من فرط الزحمة إياها. أتناول فيها فقرةً من إحدى مداخلاتي، استشهدت بها في افتتاحية في مداخلتك أعلاه، والتي استشعرتَ منها محقاً "لمسة حزن" واضحة، هي تعبيرٌ عن حالاتٍ تعتريني من حينٍ لآخر عندما يتجاوز السيل الزبى. ولعل أكثر مثيراتها حالة العزلة الكاملة التي نعيشها هنا، نجاة وشخصي، من بفعل قلة، وأحياناً انعدام، صديقات وأصدقاء الدائرة الحميمة، مما يَسِمُ الحياة بالضجر والرتابة الرتيبة. وهي ضائقة أستطيع التغلب عليها حين لا تمنعني ظروف العمل من الكتابة والقراءة، وممارسة الموسيقى. أما التشكيل فلا سبيل إليه في البيت الضيق أصلاً (فالبيت الضيق أسوأ وأثقل على النفس و الجسد من "المركوب الضيق" هل تعرف قصة المركوب الضيق؟). وهي كثيراً ما تمنعني من ذلك منعاً باتاً. أو منعا جزئياً، مثل حالي في الأسبوع الماضي حيث توفرت لي فرصةٌ ما للكتابة. سوى أنها فرصةٌ للكتابة المستعجلة. أو الكتابة في أمور متوسطة التعقيد. أريد أن أكتب في مفهوم الديمقراطية، على سبيل المثال، من فرط ما أرى من ابتذاله في منابر النقاش السودانية الإلكترونية بالذات. ولا أستطيع لأن وقتي لا يسعفني في معالجة "هكذا موضع". ونعلة الله على هذه ال"هكذا" اللبنانية التي كرهتنا القراءة. (وهذا أيضاً موضع كم تمنيت أن أكتب فيه إلا أنه لا يحتمل الكتابة المستعجلة أيضاً).
فلا خوفَ عليَّ إذاً من غاشياتٍ من الحزن والكآبة أعرف أسبابها وأعمل على أن تزول. وهناك جزءٌ منها سأناقشه في مداخلةٍ أخرى يتأتى، صمت كثيرٍ من الأقلام المستنيرة في منبرنا، وفي غيره من المنابر الإلكترونية (الأقل عنايةً بالنوعية)، عن الابتذال حين تستدعي الأمور النقد الحازم. وهذه يمكن أن تزول بمساهمات العارفين في صد غارات الابتذال "الفكري". وابتذال مفهومي الديمقراطية والحرية على وجه الخصوص. و

لك كل محبتي وجزيل شكري وسأعود لا حقاً (يمكن في نهاية الأسبوع).

عبد الله بــولا
ÃÔÑÝ ßãÇá
مشاركات: 23
اشترك في: الاثنين مايو 23, 2005 8:55 pm

مشاركة بواسطة ÃÔÑÝ ßãÇá »

أستاذنا عبد الله بولا
تحية طيبة
شكرا لك علي هذا الشرح الذي يعرف بالظرف الذي تكتب فيه وكذلك الاستاذة نجاة. واعتقد انه يجعل الكثيرين الذين لديهم متسع من الوقت مراجعة حساباتهم.
أما عن "قصة المركوب الضيق" فالسياق الذي استخدم فيه التعبير - مشكورا - قد وضح المعني المقصود ولكني اكون ممتنا اذا ابتدرت مداخلتك القادمة "بقصة المركوب الضيق" ومناسبتها "الاصلية".

لك وللاستاذة نجاة اطيب المني والتحايا.
ÃÔÑÝ ßãÇá
مشاركات: 23
اشترك في: الاثنين مايو 23, 2005 8:55 pm

مشاركة بواسطة ÃÔÑÝ ßãÇá »

أستاذنا عبد الله بولا
تحية طيبة
شكرا لك علي هذا الشرح الذي يعرف بالظرف الذي تكتب فيه وكذلك الاستاذة نجاة. واعتقد انه يجعل الكثيرين الذين لديهم متسع من الوقت مراجعة حساباتهم.
أما عن "قصة المركوب الضيق" فالسياق الذي استخدم فيه التعبير - مشكورا - قد وضح المعني المقصود ولكني اكون ممتنا اذا ابتدرت مداخلتك القادمة "بقصة المركوب الضيق" ومناسبتها "الاصلية".

لك وللاستاذة نجاة اطيب المني والتحايا.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي أنور (وهذه بداية التخلص من الأبوية والأمومية المزعومة)،
تحياتي،
آسف أن أقول لك إنك تركتَ جانباً كل موضوعات مداخلتي في نقد منهجك، ومنهج شريحةٍ من بنات وأبناء "جيلك"، في "قراءة" التراث التنويري لأجيال الرواد السودانيين المتعاقبة السابقة لجيلك، وعقبت عليها بتعميمات وتأكيدات لا نصيب لها البتة من أي عناصر تحليل منهجية، لا من الوجه الفلسفي للموضوع، ولا من الوجه الواقعي التاريخي. والوجهان متداخلان بطبيعة الحال. الوجه الأول هو الوجه المتعلق بالتعريف بالمفاهيم والمصطلحات. مثل مصطلح "جيل" على سبيل المثال، والوجه الثاني يتعلق بالوقائع والبنى التاريخية، التي هي مدار الصراع ومحك اختبار فهم التطور، أو التراجع الاجتماعي والسياسي والثقافي. أي محك فحص الأسباب والمسببات، والتأسيس للبدائل والممكنات.
وحتى لا تكون لحديثي صفة الأبوية والعطف والعاطفة فسأقول لك جملةً واحدةً أن كتابتك تعبر عن وجود مشكلاتٍ أساسية في المعرفة بتركيب الخطاب وتركيب المفاهيم، الناجم بدوره عن عدم الإلمام بإلانجازات الإنسانية القديمة والحديثة معاً في مناهج صناعة الخطاب لدى الشريحة المشار إليها من أبناء وبنات "جيلك". وأنا معنيٌ هنا بالخطاب في مجال العلوم الإنسانية. وأخصُّ منها هنا الفلسفة، وعلم الاجتماع والعلوم السياسية. وأزعم أنها غير متوفرة، في حدودها الدنيا الضرورية للنقاش، عند هذه الفئة من "بنات وأبناء جيلك". وهذه في الواقع صفةٌ لمستها، بل عرفتها معرفةً مدققة من قراءتي لكتاباتهن/هم ومن حواراتي معهم/هن. أقول شريحة، ولا أقول كل بنات وأبناء "جيلك"، كما لاأقول إنها الشريحة الغالبة. وقد حرصتُ على هذا التمييز في ذلك في مداخلتيَّ أعلاه إلا أنك لم تحفل به.
حسناً فلنبدأ من البداية. أولاً "لاحظت" أنك أوردت في مداخلتك الأخيرة هذه كل نص مداخلتي الأولى، من المداخلتين اللتين عقبت بها على مداخلاتك المتصلة بالموضوع الذي نناقشه هنا، بينما نص المداخلة موجود في البوست. وهذا مذهب في "الاستشهاد" مخلٌ جداً، ومرهقٌ جداً للقارئ. وأنتَ فضلاً ذلك، لم تتناول في تعقيبك أي مقتطفٍ أو جملة مقتطفات مفتاحيةٍ منها لمناقشتها والاستشهاد بها فيما طرحته من قضايا أوضحتَ فيها تمسكك برأيك. وعلى كل حال، فهذه أيضاً صفة من صفات "منهج" هذه الشريحة من بنات وأبناء "جيلك". فهم يطلقون أحكامهم من دون حاجةٍ إلى شواهد محددة، ومن دون تحليل. يطلقونها هكذا وكأنها حقائق معلومة بالضرورة.
وتمضي على "أثر" ذلك لتقول في مقدمة مداخلتك:

العزيز العم بولا...
سلامات وتحيات...
بداية أشكر لك إفرادك جزء من وقتك النفيس في الرد على ما تقدّم...
وبطبيعة الحال...ان التفاهم ما بين الأجيال يحتاج لزمن أطول من المتوفر الآن...فما تزال دفعاتكم وأجيالكم تزاحمنا في الزمن المستقطع من زمنكم...ومازلت ومعي لفيف من الأصدقاء ننتظر خروج كتاباتكم التي طال إنتظارنا لها وهي قابعة في جهاز الماكنتوش القديم!

حسناً، وأنا أيضا أشكرك على تجشمك التعقيب. إلا أنني كنت أتمنى أن يكون تعقيباً تأخذ فيه بعناصر نصي فتناقشها وتبني على منطوقها نفسه عجزها عن إقناعك ببعض التراجع عن منهج الغلو والتعميم من إصرارك على رأيك في أن "جيلنا" و"الأجيال" التي سبقته، لم تنجز شيئاً من مشروعات النهضة والديمقراطية والتحرر، لا أن تقفز فوقها قفزاً.
لقد أفردتُ بالطبع جزءً غالياً علىَّ جداً من وقتي الضنين. وذلك لأنني أعتقد أن هذا الموضوع مهمٌ جداً، وصاحب أولوية بين أولويات، المناقشات الجارية في بلادنا حول النهضة الثقافية والاجتماعية والسياسية والعلمية إلخ، ودور المبدعين والمثقفين والقادة السياسيين "الطليعيين" فيها. وقد أوضحتُ في مداخلتيَّ إن عادة الحديث في هذا الموضوع ب"منهج" يخلط الأمور ويبهمها إبهاما ذريعاً، ليس أمراً جديداً ابتدعته هذه الشريحة من بنات وأبناء "جيلك". بل هو منهجٌ ذائعٌ شائع بين تكنوقراط التفكير الانقلابي "الامتيازي"، الذين أطلق عليهم حسن موسى عن حق اسم "مخلوقات الحكومة". وهم عندي "مخلوقات الحكومات" والأنظمة الانقلابية على وجه الخصوص، الذين تمثل مقولة "ما في"، المنكرة للتاريخ، المعادية للتاريخ، خالية الوفاض من الحس التاريخي، في خصوص مكتسبات المقاومة الديمقراطية، جوهر إيديولوجياتهم.

وتواصل:
"وبطبيعة الحال...ان التفاهم ما بين الأجيال يحتاج لزمن أطول من المتوفر الآن..."

يا عزيزي أنور "التفاهم بين الأجيال" غير ممكنٍ أصلاً بمنهج شريحتكم ومنهج "أجيال" "مافية ما في"، المتشوقة إلى الإدانة والإنكار والتسليب، لا إلى التفهُّم والمعرفة بإنجازات الأجيال الماضية المتعاقبة، والتمييز الدقيق بين شرائحها، وفئاتها، وخصائصها ومواقفها الطبقية كمان، يا شيخ أنور. وأرجو أن يكون واضحاً للقراء لمرةٍ أخرى أنني هنا لا أخاطبك في شخصك فقط، بل أخاطب أيضا التيار الذي "تمثله"، أو بالأحرى الذي اخترت مؤخراً أن تكون أحد ممثليه بموجب اختيارك الذي أعلنت عنه بالانحياز إلى خطاب كابروس.
أما قولك:

"ومازلت ومعي لفيف من الأصدقاء ننتظر خروج كتاباتكم التي طال إنتظارنا لها وهي قابعة في جهاز الماكنتوش القديم!"
،
فأخشى أن يكون ترديداً لمقولة الكسل التي ينسبها منظرو "مافية ما في"، "العضويين والمتطوعين"، على حد عبارة طيب الذكر، أستاذنا، جورج لوكاتس، إلى "المثقفين السودانيين" جملةً و"تفصيلاً". وأقول "تفصيلاً" من باب المجاز. ف"مافية مافي" تُجمل في أمر "المثقفين" بمنطقٍ هو على خصومة مطلقة مع التفصيل والتمييز، يخلط خلطاً جارحاً ماحقاً بين المثقفين والتكنوقراط السلطويين "مخلوقات الحكومة".
وعلى كل حال معظم أعمالي التي في "الماكنتوش القديم" نشرت من قبل في العديد من المجلات والجرائد، ولن يعدم الباحثون والباحثات عنها، عن جَد، سبيلاً إلى الحصول عليها. وهي فضلاً عن ذلك جزءٌ ضئيل من مساهماتي الكتابية.
وسوف تنشر في هذا المنبر قريباً بضوابط عالية لحقوق المؤلف.لأنني أخشى النشر الطلقيت مثل خشيتي للكلام الطلقيت.
وأواصل

مع كامل مودتي
بــولا
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الاثنين أغسطس 08, 2005 8:30 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي أنور،
أواصل:
موقفي من "مافية مافي" ليس مجرد "حساسية" يا عزيزي، وإنما هو قبل ذلك خيارٌ مدروس، قضيتُ جُلَّ عمري في تأسيسه، حين كانت كل الخيارات الأخرى ممكنةً. وهو ليس موقفي وحدي بالطبع، بل موقف كل "طلائع" شعبنا التي ساهمت في تأسيس الوعي النقدي وفي الإعلاء من شأن وصوت قيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان والمواطن، من بنات وأبناء شعبنا، من مختلف المشارب الفكرية، الذين واللاتي، أفنوا وأفنين، زهرة شبابهن/هم، كما قلت في منابر عديدة، في بناء مؤسسات مقاومة النهب والتغريب، والظلم، والاستعباد، وما زال الأحياء منهم ومنهن يعطون ويعطين بلا منةٍ ولا أذى. أصابوا وأخطأوا، وأصبن وأخطأن، إلا أنهم/أنهن لم يبخلوا/لم يبخلن، على كادحي وكادحات، ومظاليم، بلادهم بأي شيءٍ من ما "يملكن/يملكون".
وأعلمُ أن ورثة وخلفاء "مافية مافي" العضويين والعضويات، و"المغشوشين" و"المغشوشات"، موجودون وموجودات، بين شرائح من أبناء وبنات "جيلِ"(كُم)". إلا أنني لا أملك أن أوافقك على قولك باسم من تسميهم على صفة العموم "جيلنا"، "منحازون للإنقاذ"، وإن هذا "الكلام الما بيعجب" بالفعل، هو "الحاصل بالضرورة..."، على حد تعبيرك.
فأنا يا عزيزي أنور، وغيري كثيرون، نعيش في هذا العالم، ونعلم علم اليقين، كم من أبناء وبنات "جيلك"، مشردات ومشردون، في الأرض هَرَباً من الإنقاذ، وكم منهن ومنهم في الداخل يقاتلون ويقاتلن الإنقاذ قتالاً ضارياً. وقد هزمْنَها وهزموها في أكثر من معركة وهي في أوج عنفوانها ووحشيتها. شوف ليك زولاً غيري تقنعه بكلامك دا. وهذا أيضاً في معنى التنبيه إلى أنه لا أنتَ ولا كباروس، ولا أي "شريحة ما في"، تملكون الحق في الحديث باسم "جيلكم العمري". فالعمر لا يخلق "جيلاً موحداً"، ولا يحق لأي شريحةٍ من "جيلٍ" ما الحديث باسمه على صفة الإطلاق. هذا مع إنني سعيدٌ بخيار كباروس بالبقاء في السودان. وأتمنى له الشفاء من الأزمة والقدرة على منازلة موجات الهبوب والكتاحة فهذا جزءٌ من ضريبة الوطن.
هذا ويسعدني في ختام هذه المداخلة أن ألفت نظرك ونظر القراء والمتابعين والمتداخلين المحتملين إلى هذه القسمة الضيزى في تقييمك للحكومة والمعارضة، الذي جاء في عبارتك، التي تقر وجود "مافية مافي" وجوداً أصيلاً بين بنات وأبناء جيلك:

" جيلنا الذي كثيراً ما إستجار من الرمضاء (الحكومة بكل أشكالها ومثقفيها وإئتلافاتها وإتشقاقاتها) بالنار (المعارضة في كل أشكالها وعبثها ومثقفيها)..."

النار المعارضة يا أنور؟ والرمضاء الحكومة؟!!! إنتَ ما سمعت ببيوت الأشباح ومحرقة الجنوب ومحرقة دارفور، وبورسودان إلخ، ومحرقة "الجيل" البعد "جيلك" في العيلفون؟
والعبث المعارضة يا أنور ولا ناس "أمريكا قد دنا عذابها" البيلحسوا اليوم في جزم أمريكا، جزم جنودها في الواقع؟!!! وهذا من ثمار "عدم التدقيق" في صناعة وتركيب عناصر الخطاب. وهو في الواقع أكثر من عدم تدقيق. هو إلقاء القول على عواهنه. في أكملِ صوَرِه.

بــولا

.
صورة العضو الرمزية
ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ
مشاركات: 77
اشترك في: السبت يونيو 11, 2005 12:07 pm
مكان: كيمبردج - إنجلترا

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáãÇÌÏ ÝÑÍ íæÓÝ »

الدكتور بولا
أولا أود أن أهنيك والدكتورة نجاة علي هذا الجهد الكثيف والمثمر حتما بإذنه تعالي
وثانيا أشكر سودان فور ال لضمها لنا لعضوية منبرها الديمقراطي
____
قرأت بعناية وتركيز الحوار المتطور بينكم والأخ أنور دفع الله ورغم إنني أحترم وأفهم مايقوله أنور(ولعل تقارب السن هو السبب) إلا أنني أقر بأن دفوعاتكم وتحليلكم قد سهل لي فهم الكثير وحاول وضع إجابات لأسئلة داومت علي طرحها دون أن أجد إجابات شافية لها.
لا أريد أن أردد ماتقول به "مافية مافي" ,وفي ذات الوقت لا أعتقد أن تلك الأجيال قد أدمنت الفشل علي مستوي نخبها وصفوتها , ومثل هذا القول فيه إجحاف بعمل شاق قامت به هذه النخب في مجالات التعليم والفكر والسياسة والطب والآداب وما إلي ذلك من مجالات كثيرة أشبعوها عملا وبحثا وتفكيرا.
ولكن هناك جوانب مهمة كانت لهم فيها إخفاقات واضحة كانت ,حسب إعتقادي, من أسباب التخلف الذي تعيشه بلادنا إلي الآن.
فالأحزاب السياسية السودانية مثلا يرأسها نفس الأفراد منذ زمن بعيد جدا, توصد أبوابها أمام دعاة التجديد والمؤسسية , فالميرغني والصادق يمارسان ضرب من ضروب الملكية الفردية في إدارتهم لأحزابهم. واليسار الذي يفترض فيه الإستنارة والتقدمية تشكو أجيالنا المنتمية إليه من عدم المؤسسية والديمقراطية, وعادة ما يتم إستئصالها لأنها لوحت بالتجديد والتأسيس العلمي والديمقراطي, وأخونا عادل عبدالعاطي من أولئك الذين نادوا بالمؤسسية داخل حزبه حتي بح صوته وذهب.
يقول محمد أحمد المحجوب في كتابه الديمقراطية في الميزان فيما معناه "أن نجاح الديمقراطية يأتي من إستمرارية ممارسة الديمقراطية ". وهنا أتساءل أستاذنا بولا أين هي الدروس الديمقراطية التي تلقيناها من أجيال سبقتنا؟ وحتي تجربة الديمقراطية الثالثة جاءت غير مشرفة وتصارعت فيها الأحزاب حول المناصب والمكتسبات الشخصية بل فرطت في الديمقراطية نفسها وإهدت السلطة لهؤلاء القوم الذين يشتكي من نارهم أنور.هذا علي المستوي السياسي.
أما علي المستوي التربوي فالمدرسة والأسرة هما المشكلان الأساسيان لتربية الطفل, في السودان وغيره من بلاد العالم, فماذا قدمت المدرسة لنا علي المستوي التربوي, التربية الوطنية تكاد تكون منعدمة تماما والتربية الديمقراطية غير موجودة. من منا نشأ علي أن يقول رأيه لأستاذه؟ هل الخوف والترهيب من أسس التربية الصحيحة؟ لا أعتقد ذلك. أما المناهج التعليمية فقد كانت ضعيفة وبعضها مزيف مثل مواد التاريخ حين فالوا لنا مثلا أن محمد علي باشا غزا السودان طمعا في الذهب والرجال ولم يقولوا العبيد , ولاحديث عن الجنوب إلا في منقو وما أدراك مامنقو. أما الأسرة وهنا أتحدث عن معظم الأسر السودانية لاتمارس الديمقراطية فيها ولاتساعد الأسر أطفالها لنبذ العنصرية إن لم تكن تورثهم لها. من هو الذي لم يسمع كلمات عنصرية بغيضة من علي الأقل فرد من أفراد أسرته. هناك مشكلة تربوية أخري وهي تربية الأطفال علي حب العمل وتحمل المسؤلية وهذا مالم تمارسة أكثرية الأسر السودانية في المدن, فالطفل حتي يكبر ويدخل الجامعة ويتخرج منها بعد ذلك يفكر في العمل.
أما علي المستوي الإقتصادي: فقد قضينا ساعات طوال في صفوف الرغيف والسكر والمجازر, بدلا أن نستفيد من تلك الصباحات الباكرة جدا في إستذكار دروسنا أو عمل آخر يعود بالفائدة لنا كالرياضة مثلا, وهنا أذكر أن أستاذي الرياضيات في مدرستي الإبتدائية والمتوسطة كانا يتصيدان حصص الرياضة لتدريس الحساب وكأنهم يقولون لنا إن الرياضة كلام فارغ, وفي بهو المدرسة توجد لافتات كتب عليها النظافة من الإيمان وأخري العقل السليم في الجسم السليم, بالله كيف يستوعب العقل الحساب والجسم لاتتاح له فرصة ممارسة الرياضة. النقطة الأخيرة هذه خير برهان علي أن الشعارات كانت في واد والتطبيق لاوجود له.
ولذلك أساتاذنا الدكتور بولا أنا لا أتفق مع الرأي القائل أن هذه الحكومة هي سبب مآسينا وهي الوحيدة التي قتلت السودانيين في الجنوب وأحرقت القري في الغرب وأشعلت نيران الحرب في الشرق وأهملت ثرواتنا الحضارية وأفقرت الشمال. المشكلة أعمق من ذلك والمسؤلية تقع علي عاتق كل السودانيين وأخص بذلك النخب المثقفة والساسة منذ إستقلال بلادنا. نعم الحكومة هي من تضغط علي الزناد وتحلق بطائرات الإنتوف شرقا وغربا ولكن الحرب كانت قائمة وإن لم تشتعل نيرانها هنا وهناك فالحرب إحساس قبل أن تكون فعل ومتي ماتوفرت لهذا الإحساس البندقية واللغم والقنبلة فلابد أن ينفجر ويشعل معه فتيل الحرب. الجبهة الإسلامية هي إفراز ونتاج لفشل الأحزاب السودانية وهي لم تخلق نفسها بنفسها ولم تصل ماوصلت إليه بوحي من المريخ وماهم إلا سودانيون ضلوا الطريق, وإن قلنا من أين أتي هؤلاء فهم قد جاءوا من السودان من ود الترابي ومن كريمة ومن جامعة الخرطوم , فالسؤال الأكبر كيف سمحنا لمجتمعنا أن ينتج فكرا متطرفا؟ أين كان التقصير؟ .
في فترة الديمقراطية إحتفلت الحكومة بتحرير اللكرمك وقيسان وهللت وكبرت في التلفاز والمزياع وكنا نسمع أن من ضباط القوات المسلحة السودانية من يقول أعطوني الإذن وسأحرق هؤلاء الجنوبيين , ألم تسمعوا ذلك مثلي؟ والميرغني حليف قرنق اليوم ألم يذهب للطاغية صدام ليمده بالأسلحة لتحرير الجنوب من قبضة المتمرد قرنق!! لقد حار دليلنا نقاتل السودانيين في الجنوب بإسم الوطنية تارة وتارة أخري بإسم الدين.
أيضا لدي تساؤلات أخري عن دارفور ومنذ استقلالنا لم نقرأ عن التهميش والتردي في دارفور إلا في تسعينات القرن الماضي فكيف تكون تلك النخب منصفة ومستيقظة ولم تبصر معاناة السوداني في غرب بلادنا ؟ أهو التقصير أم تغيب الوعي المقصود أم ضعف في الرؤية وقصر في النظر لايطول أطراف البلاد الغربية والشرقية. أنا أعتقد أن هذه الحكومة وبأفعالها اللاإنسانية هنا وهناك هي من عجلت بتفاقم أوضاع وإشعال حروب كانت في فترة حضانة طويلة منذ إستقلال بلادنا ..

لكم كثير الإحترام
الوطن يتحدث جهرا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي عبد الماجد فرح يوسف،
أصدق تحياتي،

واضح تماماً أنك قرأت الحوار بتركيز. وهذه حسنةٌ كبيرة لأن الصفة الغالبة في "حوارات" المنابر الإلكترونية أن لا يقرأ الناس النصوص بتركيز. ومن هذا تنتج حوارات الطرشان الغالبة أيضاً". والقراءة بتركيز هي من التقاليد التي نسعى إلى ترسيخها عبر منبرنا هذا. وكثيراً ما يبدي بعض الأصدقاء والأعضاء الحادبين على المنبر قلقهم من بطء حركته. الناجمة في غالب الحال، من القراءة المركزة، والتريث قبل "الرد". وأحب أن أقول لهم ولهن بهذه المناسبة إننا سعيدون بهذا الإيقاع المتريث الرزين. قراية اللفحي ما تنفع معانا "وماني دايرناها، وان شاء اللهُ ما تدخل منبرنا أبداً"
والعبارة بين القوسين استلهمها من كلمةٍ لعمتنا فاطنة بت بابكر ود القريش، في معرض إجابتها على سؤالٍ وجهته إليها، من باب الزبلعة، عن رأيها في مقطوعة الطاري "ثورة مايو". أحكيها للقراء مرة أخرى في سياقها الكامل ودلالاتها الكاملة.
وأنا سعيدٌ جداً أيضاً بقولك

"إلا أنني أقر بأن دفوعاتكم وتحليلكم قد سهل لي فهم الكثير وحاول وضع إجابات لأسئلة داومت علي طرحها دون أن أجد إجابات شافية لها".


فمرادي من هذه "الدفوعات" و"التحليلات"، هو أصلاً المساهمة في توضيح طبيعة القضايا موضوع الحوار، أي طرحها بمنهجية تقوم على توضيحٍ دقيقٍ للإشكالية من شأنه أن يساهم بدوره في توضيح قضايا النقاش. وقد قيل عن حق إنه "ليس من الصعب دائماً أن نحل المشكلات، بل من الصعب أيضاً، أحياناً، أن نطرحها". والطرح "المجوبك" للإشكالية، أي لمجمل القضايا والأسئلة والمعطيات الواقعية والتاريخية التي تشكل أُطُرَها، هو الذي يتسبب في كثير من الخلط الذي يميز خطاب منظري "مافية مافي" العضويين والمتطوعين كما أسلفت، و"ورثتهم" من الأجيال "الجديدة"، ولا أقول كل الأجيال الجديدة، في خصوص قراءة، مساهمات "أجيال" "المثقفين" السودانيين المتعاقبة. وبذلك تكون قد وضعت أصبعك على الجرح.

وأنت تواصل وضع أصبعك على الجرح حين تنتقل من مستوى "التجريد الفكري"، إلى مستوى المعطيات والوقائع التاريخية الملموسة فتكتب:


"لا أريد أن أردد ما تقول به "مافية مافي"، وفي ذات الوقت لا أعتقد أن تلك الأجيال قد أدمنت الفشل علي مستوي نخبها وصفوتها، ومثل هذا القول فيه إجحاف بعمل شاق قامت به هذه النخب في مجالات التعليم والفكر والسياسة والطب والآداب وما إلي ذلك من مجالات كثيرة أشبعوها عملا وبحثا وتفكيرا.".


وأنا في الواقع لم أقصد إلى أكثر من ذلك: أن ننصف من قاموا بهذا "العمل الشاق في مجالات التعليم والفكر والسياسة والطب والآداب وما إلي ذلك من مجالات كثيرة أشبعوها عملا وبحثا وتفكيرا.". على حد تعبيرك، وأن نكوِّن صورةً صحيحةً عن ما قدمته وما أخفقت وقصرت فيه، لنؤسس خطاباً ومفاهيم قائمة على تحرٍ دقيقٍ للوقائع التاريخية، ونعرف البينا والعلينا بصورةٍ مُحكمة. أما الجوباك والخلط والتعميم والتسليب فهو شجرٌ لا ينتج إلا ثماراً سامةً عجفاء في مسعى الوعي بتكوين "الذات"، وضرورات ومناهج نقد الذات.

لك كل مودتي،
وأواصل
بـــولا
أضف رد جديد