هل الديانات السماوية تحمل نهجاً تجريبياً؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

هل الديانات السماوية تحمل نهجاً تجريبياً؟

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »

[ متابعة الديانات السماوية منذ الإبراهيمية، إن جاز لنا إعتبار ديانة سيدنا إبراهيم الخليل وحياً ألاهياً، ومروراً باليهودية والمسيحية ووصولاً للإسلام، تفصح نحو تطور في الدين المنزل من السماء في نواحي عدة:
• أسلوب التنزيل، وأدواته وشخوصه والعلاقة بينهم وبين المستهدفين.
• العبادات طقوسها وتواترها وتأثير ذلك على العباد المطالبين بها.
• الثواب والعقاب نوعه أسلوبه وما يؤدي لكليهما.
• ديمومة الدعوة أو ما يراد لها من مدى تأثيري.
وإن كانت هذه الديانات تحمل مثل هذا النهج التجريبي، فهل هو وليد الوضع المعاش حينها أم أخذٌ بيد بني البشر وصولاً لما يعتبر خاتمة مطاف يسعى له المُنزِل!، وكيف يمكن للدين المُنزَل أن يتطور بمعزل عن جموع البشر!، أو بصورة أخرى ما الذي يجعل بعض البشر يتمسكون بدين سماوي تخلت عنه السماء! وكيف يتطور الوحي الإلهي" أو يطور مخاطبته لبني البشر" بدون أدوات تمثله!!؟.
هل تقف الذات الإلهية على مسافة واحدة من كل البشر، وإن كانت كذلك لماذا بدءاً تَنزلَ الدين على أجزاء يستبطن أولاها القادم بعده!؟
هل هي تجريبية أم أن البشر في حينها لا يمكن أن يستوعبوا أكثر مما قدم لهم!؟.
وإن كان هو"التجريبية" منهج رباني فكيف يمكن لنا أن نستوعبه بعد توقف التنزيل السماوي! أي بالقول إن الأقلام قد رفعت والصحف قد جفت!؟ فهل يعقل أن يتطور الدين خلال قرون محسوبة ومن ثم يتوقف! لأنه أكتمل!! " اليوم أكملت لكم دينكم"؟ وهل البشر اليوم هم ذات البشر عند آخر موعد للتنزيل الإلهي!؟.
فوق هذا وذاك كيف يمكن أن نستوعب عراكاً بين من ينهلون من ذات المنبع! "أهل الديانات السماوية"؟ أو بوضوح أكثر لما لا يتوحد أهل المصدر الواحد في مواجهة النهج المادي الواقعي الذي لا يفترض بوجود قوى خارج إطار العلم والمعرفة العقلية!؟.
نود لو أمكن أن يساعدنا أهل القدرة! على خشع الضباب من أعيننا، حتى نسير فيما رسمه لنا الآباء أو نفارق هذا الطريق لنبني عالماً من صنع أيدينا دون تأثير من قوى تتربص بنا من خلف الطبيعية، هذه الطبيعة التي هي أول ما أطلعت عليها نظراتنا في عالمنا هذا وآخر ما تجول فيها أعيننا حين نغمضهم للأبد.
ليس هي دعوة لصراع بين مادية ومثالية أو بين موحدين وملحدين! لكن محاولة لحلحلة الرباط الذي يكبل تفكيرنا ومن ثم يشل أدوات حركتنا حين نسعى لبناء مجتمعنا الذي تتجاذبه رؤى شتى! تتشابك فيها الرهبة وعدم اليقين بما نحن إليه أيلون، هل نبيع معاشنا الذي بين أيدينا إنتظاراً لوعد لم يحققه لنا أي من البشر!، أم نخوض مع الخائضين فيما يمكن أن يؤدي إلى تفسخ علاقاتنا الإجتماعية، ويقودنا جشع الحياة للإستئثارعلى حساب الآخرين!.
هل يمكن لنا أن نبني سياجاً خلقياً!! بعيداً عن الوعيد والترهيب ونقفز فوق ما يتمسك به أهل الديانات السماوية ونجردهم من ورقة دعوتهم لنا؟.
إنها ليست دعوة لنبذ الدين كمكون إجتماعي، ولكنها محاولة لتفهم الأرضية التي يفترض أننا نقف عليها!.
أستطاع سيدنا نوحٍ أن يبني فلكاً عظيماً أنقذ به المخلوقات جميعاً من الفناء جراء ذاك الطوفان الذي لم يبقي أو يذر! سوى من ركب في ذاك الفلك المشحون! "وإن لم يتم التطرق للنباتات ومصيرها!"، وأستطاع سيدنا موسى أن ينقذ حفنة من بني إسرائيل بأن جعل لهم طريقاً من خلال بحر لم يكن يرحم ولن يرحم أحداً من بعدهم!، وجاء سيدنا عيسى من بطن سيدة عذراء لم يمسسها بشر ودافع عن عذرية من ولدته وهو حجرها، ولم يتطرق أحدٌ بعد ذلك أن كان ذاك ديدنه طوال حياته أم هو أمر وقتي! وتنزل القرآن بلغة الضاد ليكون إعجازاً لغوياً وسط قومٍ هذا كان ديدنهم، تباريٍ في الفصاحة والبلاغة، ورغماً عن البراق الطائر إلا أنها ستظل في باب السرد النبوي!.
من كل هذا الذي تتبعنا فإن الإعجازات السماوية تسير في خط متنازل! هل كل هذا ذو علاقة بدرجة وعي البشر على مر العصور، أم نهج تجريبي بحثاً عن أنجع السبل لساسة بني البشر!؟.
دعت التوراة رجال بني إسرائيل أن لا يطلقوا نسائهم إلا إن إرتكبن موبقاً " زنا "، ودافعت أناجيل بولس وحتى و.. عن رباط زواج أبدي حتى جاء من عدلهم بعدهم دون الإدعاء بأن وحيٌ قد تنزل عليه!، وشرع القرآن الزواج من أربعة وأن وضع إشتراطات لذلك، كما أباح الطلاق وأطلق يد الرجل في أهله!.
هل هو نهج تجريبي من السماء! أم تطور المجتمع حينها يبيح الفعل الذي أستوجب التنزيل!؟ وهل اليوم كالبارحة التي مضى عليها أربعة عشر قرناً من الزمان!!؟
شرع لبني إسرائيل التوجه للذات العلية في يوم السبت وإستبدل بيوم الأحد لقوم عيسى وإنتهى بيوم الجمعة للمسلمين وإن لم يقتصر عليها كما للذين من قبلهم!!.
فهل هناك إشكالية في أيام كلها تشرق فيها الشمس وتغيب!!؟ أم هو نهج تجريبي!
وإن كان هو كذلك هل يتحتم علينا في القرن الحادي والعشرين أن نعامل بمثلما طلب من بدو الجزيرة العربية قبل قرونٍ خلت!!، وألا ما الذي أستوجب ذاك التغيير والتعديل في زمانٍ ماضٍ ورمى بنا في أتون التلبس بماضي أجدادنا إلى أبد الآبدين!!.
إن كانت الديانات السماوية ذات نهج تجريبي من عند جبار مقتدر! فتلك معضلة لن نستطع الفكاك منها، وهي حتماً ستقدح فيما نعتبره فوق التأمل والتفكير!!، وإلا أصابتنا لعنة زادها اليوم ليس ترويعاً وترهيب بل محو من الوجود!!.
فهل أعينتمونا يا صحاب الحال لنعرف موطئ أقدامنا، الدنيا التي نعيش تتسرب من بين أيدينا، ونحن لم نحسن معرفة مبتدؤنا من منتهانا!!!.
عماد الدين البليك
مشاركات: 186
اشترك في: الثلاثاء فبراير 05, 2008 1:08 pm

رد ومزيد من الحوار

مشاركة بواسطة عماد الدين البليك »

الأستاذ العوض

هل الديانات السماوية تحمل نهجاً تجريبياً؟

إذا كانت الإجابة: نعم.. فهذا ينتقص - نسبيا - من حق الله المتعالي.. لأن الله خارج إطار الزمكان.. فكلاهما مخلوق. وبالتالي فهو لا يجرب.. لأنه عليم.. وقادر على إبداع الكمال.
لكن فكرة "الانتقاص" يمكن نفيها عبر إدارك الله للكليات .. بمعنى أن النمو في تجربة الوحي متأت عن علم الله.. وهذا يوصل إلى أن تجربة محمد عليه السلام هي طور الكمال في مشروع الوحي من داخل وعي التجربة بحد ذاتها واليقين بها.


لكن ما فهمته من تفكيرك.. يتعلق بتلك العلاقة التاريخية الجدلية بين المطلق والمحدود.. بين الله والإنسان..
وهذا طريق طويل لم يصل فيه إنسان على مر التاريخ لإجابة قاطعة..
والأصل في الأِشياء الإيمان بها.. حيث لا حقائق مطلقة..
وحتى النص القراني في سورة البقرة - كمفتتح للنص - بعد الفاتحة، يؤكد النص على أن "ذلك الكتاب لا ريب فيه.. هدى للمتقين.." وهم "الذين يؤمون بالغيب.. ويقيمون الصلاة ....الخ.."
فالإيمان بالغيب هو شرط تقبل النص.. والدخول إلى وعي القران يتطلب ذلك الشرط أوليا قبل أي شرط آخر.
والغيب كلمة مفتوحة الدلالات.. تشمل غيب الأمس - التاريخ- بل أبعد من ذلك غيب "التكوين.. والبدايات التكوينية للكون في حد ذاته".. وهناك غيب المستقبل.. وبينهما غيب التأويل.. لأن أي نص هو غيب برغم وضوح العبارات كمفردات أولية.. لكن المعنى المراد هو علم الله.. "ولا يعلم تأويله إلا الله.. والراسخون في العلم يقولون... الخ"..

يستدعي التفكير في الديانات.. بتقديري ليس مجرد دراسة تاريخ البشر... بل تاريخ كوني مغرق في الغموض..
إعادة قراءة البنى الأساسية وراء ماهية الكون... وهنا يتقاطع الجواب مع الفيزياء والعلوم الكونية الكبرى!!

ولي عودة........... ان استطعت سبيلا
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »


ألأخ /الأستاذ عماد الدين
تحية طيبة وشكراً على الإيضاح، لكن مداخلتك أثارت من التساؤلات بأكثر مما أبانت خاصة وإنك قد إنتأيت ركناً إيمانياً مطلقاً، وهو ما لايبيح للآخرين مدخلاً، أو بتعبير آخر قطعاً لدابر الحديث وتركنا نهيم في عمينا!!، ما أثار التساؤل هو البحث عن صفاء نفسي حول واقع الحال والمآل وهو ما لا تبيحه كلماتك الأولى، أرجو أن نستزيد منك ومن بقية الأخوان حتى نعرف موطئ أقدامنا.
عوض محمد أحمد
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä
مشاركات: 150
اشترك في: الأربعاء مايو 27, 2009 3:20 am

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä »

وجاء سيدنا عيسى من بطن سيدة عذراء لم يمسسها بشر ودافع عن عذرية من ولدته وهو حجرها، ولم يتطرق أحدٌ بعد ذلك أن كان ذاك ديدنه طوال حياته أم هو أمر وقتي!

الأخ عوض تحية و احترام
سأخذ الاقتباس الذي في الأعلى كنموذج و مثال على فكرتي، انا اعتقد أن هذه الاديان الموجودة الآن تحتوي على صبغة بشرية بجرعات عالية جدا بالدرجة التي اضاعت الكثير من ملامحها الاصلية، تعمل آليات الاضافة و الحذف على مر السنوات على تعديل النصوص عن طريق التأويل و اعادة التأويل و ابراز نصوص بعينها و اخفاء أخرى.
خذ مسألة ولادة المسيح و كلامه في المهد صبيا، في الرواية الاسلامية فقط تكلم المسيح و هو في المهد و لكن للعجب لم تذكر النصوص المسيحية هذا الأمر اطلاقا كما سمعت انا و قرأت اكثر من مرة من مصادر مسيحية! لماذا وجد هذا الاختلاف في الاساس مع أن المفترض أن مصدر الديانتين واحد و القصة كما هو واضح قصة محورية في حياة المسيح و والدته ؟
الطريق الاسلم هو أن تردد ما ردده أهل مكة مع نزول الاسلام (حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا) و تعمل على تخفيف أثر القبضة الدينية على الحياة العامة ما وسعك ذلك.
مصطفى مدثر
مشاركات: 935
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
مكان: هاملتون-كندا

تجريبي، آليات، كودات

مشاركة بواسطة مصطفى مدثر »


سلام وتحية. أو سلام فور أول
الموضوع مثير جداً بالنسبة لي.
في قضية الإيمان:
أخذت البشرية 6 ألف سنة تقريباً لكي تتعرف على فكرة الله والتوحيد.
ولكن آدم أبا البشر كان في الحضرة الإلهية وشهد معصية الشيطان لربه أن يسجد لآدم وكذلك تلقى كلمات
من ربه وتم إنزاله هو وزوجه إلى الأرض. فهل نزل منزوعة منه هذه المعرفة لكي يبدأ من جديد رحلة
الوصول إلى الله؟
لكثير من البشر وبخاصة في هذه العصور المتقدمة من المعرفة تبدو مسألة الإيمان كمعطى given مسألة
لا يقبلها العقل. وهي ليست مسألة غريزية حسب جداليتي في ذلك.
تباين التكوين الوجداني بين شخص وآخر يلعب دور هام جداً في قبوله أو رفضه لأي فكرة بهذا الحجم.
كيف تكوّن وجدانك هو الحاسم في مسألة الإيمان أو عدمه. ولذلك يتعين أن نضع إعتبار لمثل هذه الوجدانات
التي لا مصلحة لها في تكذيب الأمر ولكنها فقط لا تقبله. ولا ينفع معها مبدأ الإذعان.
(ومن المثير للعجب أن هناك شروط لكي يهديك الله. شروط؟ أين الغريزية هنا؟ يهديك الله يخليك!)

والأصل في الأِشياء الإيمان بها.. حيث لا حقائق مطلقة..


الأخ الأستاذ عماد البليك:
هذه العبارة لا تعني شئ لشخص يطرح امبريكالية أو تجريبية الدين أو آخر يتحدث عن آليات لحذف
أو إضافة في النصوص(أستاذ عوض ود.سيف).

هنالك بعض الأفكار طرحتها في منبر آخر أقتبسها هنا:
تحية للاستاذة ع ش على مرافعتها القيمة عن إيمانها
كمنجز (فردي) وعلى سعة معرفتها بتاريخ تطور الإيمان نفسه.
بداية أرجو أن أشير لأن كلامي لا ينفي حرية الإعتقاد كحق
إنساني أصيل وغير مشروط. إقرأ ما بين القوسين أعلاه!
الإيمان بطريقة وجدانية هو "نشل" لفكرة المطلق التي وردت
في كلام م م طه كما تفضل وأورده الأخ ودقاسم. لأن الوصول
للمطلق هو سيرورة تشترط الإختبار الإنساني. "نشل دي ما تزعلك
بس استعملتها لأنها أكثر دراما من بدائلها مثل استسهال
أو شورت كت أو...إلخ.
ينبغي أن نتذكر أن وجداننا نفسه شكله عدد هائل من البشر وأهلنا
لم يصبروا حتى نستفيق ونعرف ما هي هذه القوة التي أتت بنا
للوجود. أي تم تلقيننا مسألة وجود الله باكرا وأفسدوا علينا بهارة
الاكتشاف. والإعتقاد بأن أجسادنا تنبئنا عن وجود الله هو نفسه
مزروع فينا ولم أسمع بشخص إستطاع أن (يثبت) أنه هو شخصياً
توصل للايمان بالله من خلال تربصه الذاتي بنفسه! الإيمان الديني
ظل أداة تعيننا على (توهم) باكر للمعرفة الكونية ولمًا يزل
العلم،سلاح الإنسان لفك جميع الشفرات، يسجل انجازات يومية.
أعني كل شئ قيد البحث. فكرة الخالق لم تمت بعد. ولم ينته
شئ!
وسأعود لهذه النقطة.
الايمان الوجداني إذاً هو ركون لذيذ لحد المعرفة التي تراكمت
بفعل وجدانات كثيرة متصلة بنا ولكنها في أغلبها لا معرفة
أو أنتي معرفة! علينا أن نفحص مسألة انجازنا الفردي هذا.
حديثي عن الكودات التي تفترض كاتباً لها أو في فك الشفرات
يبرز السؤال لماذا كودات؟ لماذا الحرص على حفظ سر كيف
تتعمل الأشياء؟ هل يمكن أن ينسى الخالق في المرة اللاحقة
كيف يخلق نفس الشئ؟ وهل ربما عنى ذلك صحة النظرية القائلة
أن الخالق قام بضربة البداية أو عمل kick-in خلق بها الكون
و....الباقي تطور من نفسه بإعمال الكودات؟ وماتبعات هذا على
الإيمان في نسخته الحالية؟ وأين موقع تلك العبارة السحرية
"كن فيكون"؟
للإجابة على هذه الاسئلة يتعين علينا أن نتحلل من كل ما هو وجداني
أو إنطباعي ونشرع في العمل (لاحظي نون نحن)!!
غالب ظني أنني ما توفقت في شرح وجهة نظري جيداً في هذا الأمر
ربما لأنها هي نفسها قابلة للتعديل (وجه ضاحك) لكنني قطعاً لست
من ناس القبول الإذعاني بمثل هذه الأمور!
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »

[color=darkblue]الأخ سيف النصر
التحية لك والتقدير لمشاركتك،
بحسب ما طرق أذني من مداخلتك فأنت تعتبر إن الديانات الحالية تحمل مؤثرات بشرية!!
فهل هذا يعني إن الناقل لِما تنَزَل "ولا نقول بأنه لم يكن أمينا" قد وضع بعضاً من لمساته في هذا الدين من وحي معرفته بقومه الذين يمشي بينهم!
وإن أتيح له ذلك فكيف نعتبر هذا الذي يفترض أنه تنزل علينا دائم ديمومة الحياة، وهذا الذي وضع بعضاً من لمساته لا يعرف عنا شيئاً!! "
أوليس بالإيمان المطلق! نقول إن علام الغيوب هو الله!!".
أما أن نحاول تخفيف القبضة الدينية على الحياة العامة! فتلك معضلة!! كيف يمكن أن يتأتى لنا ذلك والدين يشد على رقابنا إلا نتفكر في مصدره! حتى لا يقع المقدور!! بل نطالب بإيمان لا تدنسه شوائب العقل البشري!! هذا العقل الذي لا أدري من أين له القدرة على تجاوز من قدر له أن يحيى ويموت!!!.
ودعني أسأل، لماذا نعتبر ما ينفع الناس من وجهة نظر دينية وما يبعد الناس عن الصراط المستقيم هو كلٍ من عند الذات الإلهية!؟ أوليس بالأفضل لتمكين الإيمان في النفوس من نجعل الذات الإلهية خيرٌ مطلق لا يدنسها عمل شر حتى وإن أتى من بعض البشر!!، الإيمان يلزمنا بأن كل ما يصيبنا خيراً أو شراً هو من عند الله وهو أمرٌ مقدر!!.
أن إستطعنا فك الإرتباط بين ما نفعل في حياتنا وما يدور من وراء وعينا! حينها يمكن الحديث عن وضع الدين في أرفف مؤثرات عاداتنا وتقاليدنا هذا إن لم تحتضنه أرفف تأريخنا.
في البدء علينا بمعرفة إن كان الدين فعل بشري متكاملٌ أو وحيٌ من عند الذات الإلهية.
ولا يمكن أن نصل لما نبتغي إلا بالغور عمقاً في دراسة نقدية مقارنة للأديان وتفكيك الهالة القدسية لما يمكن أن يستوعبه بني البشر.

الأخ مدثر مصطفى
تحية مباركة والشكر لما أتيت به،
الوصول للوعي بالذات الإلهية بغض النظر عن الزمن الذي أحتاجه الإنسان فهذا يعني أن الوصول للذات الإلهية هو جهد بشري، وحقاً لا يعقل أن نقول بأن سيدنا آدم كان في الحضرة الإلهية ومن ثم يأتي سيدنا إبراهيم بفكرة التوحيد!! كأول من طرحها من البشر!!
الدين يعلمنا لنا أن سيدنا آدم كان مؤمناً وإن بدأ الشر! من الخلاف بين إبنيه!!.
العقل البشري في العهد الحديث في تطور معرفي متصل وهو ما لا يبيح لنا بوصمه بالتراجع عن معارف سبقه لها الأولون!
وهذا يعني إن التساؤلات اليوم عن الدين ليست نكوصاً ولكن إنقشاعاً لضبابية كانت تسود أو رؤى لها أن تمسك بتلابيب بني البشر "لا تفكروا في ذاته بل في مخلوقاته"،
وإن كانت الهيمنة الغيبية، المحمولة من بعض بني البشر للسيطرة على الآخرين، تشكل أداة تعطيل لتطورنا فمن حقنا أن نعمل معاولنا لهدمها،
وحتى لا ندخل في باب الزندقة فنحن نعني من يعتبر ذاته ظلاً لذات إلهية أحكم بها قبضته علينا!!" هيئة علماء المسلمين مثالاً".
نحن لا نتحدث عن حرية الإعتقاد! لأنها وببداهة المعاش في العالم اليوم لا يمكن أن تدانيها أي شكوك، وإن أقيمت محاكم تفتيش كما حدث أيام دكتاتور مايو أو ما يحاوله مقطعي أوصال البلاد اليوم!!،
ما نود الوصول إليه هو إما إيمان يقبله العقل ويجعل الكل حاملاً لأساس متين من القرائن و المسببات التي تستوجب الركون للدين! أو وضع للدين ضمن أطر علاقات إجتماعية يفعل فيها معاشنا اليومي ما يستوجب التجديد! والتحوير! والإلغاء! والتثبيت!،
أي يصبح الدين عاملاً مكتسباً من حكم الآباء والأجداد، نستطيع أن نتخطاه متى ثبت عدم جدواه!!
[/color]
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

هل تحمل الديانات السماوية الثلاثة نهجاً تجريبياً

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


بسم الله واتمها بالله وبالصلاة على رسول الله وعلى آل بيته وورثته المجتباه، وعلى من مِن صحابته تابعه ووقره ووالاه وبعد:
الأخ العوض، الإخوة المتداخلين عماد وسيف النصر ومصطفى:
بعد السلام والترحيب برحيب ما تفضلتم بطرحه، أرجو أن يسمح لى بتعديل بسيط فى العنوان ليكون: هل تحمل الديانات السماوية الثلاثة نهجاً تجريبياً. ثم اسمحوا لى بعدها أن أقوم بفرز الأسئلة، فالأساسى والأولى يحتل بداهة المرتبة الأولى فى وضعه التساؤلى، ويمكن بعدها للثانوى أن ينطرح ليجاب عليه بعد الإجابة على الأولى. دون ذلك ستختلط الأمور، وغالباً ما يضيع رأس الخيط ضمن هذا الإختلاط، ونظل مسكونين بحيرة لا فكاك منها إلا عبر فكاك منهجى. وتلك إخوتى الكرام تحمل منذ بداية قبولكم بطريقتها وأسلوبها فى طرح وتناول الإجابة، على إجابة على السؤال المفتاحى، إذ يتردد بطريقة أوتوماتيكية بداهة حمل هذه المنهجية المفترضة نهجاً تجريبياً. معاى؟ واحدة واحدة وبشويش.
القبول بهذه البداية الممنهجة يحمل قبل الإعتراف بالنهج التجريبى للديانات الثلاثة على منطق خاص يتصل بماهية المتسائل والموقع الذى يتساءل منه، أى موقع أقدامه من الظاهرة التى يود أن يتساءل عنها وبالتالى كيفية رؤيته لهذه الظاهرة، والأدهى والأكثر عواصة هى كيفية رؤيته للناظر لهذه الظاهرة ألا وهى نفسه التى بين جنبيه، هل يراها؟ وهل يعرفها؟ وهل يعرف المكان/المكانة الذى/التى تطل منه على هذه الظاهرة؟
الأمر كما ترون سادتى معقد تعقيداً تركيبياً لا يصلح معه طرح أسئلة كيفما اتفق، الأمر الذى يبرر طرح نهج تجريبى يساق به السائرين عبر دهاليز التفكير المنهكة الضائعة بين خاطئ وصحيح التساؤلات الى طريق مضمون العواقب يعرف فيه المتسائل حقيقة نفسه المتسائلة فيفرز بين تساؤلات الوجود الحق وبين تساؤلات (أنا) المتسائل. فالفرز بين تساؤلات الوجود وتساؤلات النفس، مع أهمية كليهما ـ يمثلان اختلاط الذاتى بالموضوعى، وذلك اختلاطة مميت يا إخوتى.
يمكننى المواصلة فى طرح إجابات على هذه التساؤلات البسيطة السهلة والتى تمثل عقبات سهلة التجاوز. فقد قادنى وساعدنى على إجتيازها رجال ذوو باع وخبرة وتمرس فى مسالكها وفى كيفية تجاوز عقباتها. ويمكن أن يكون مبتدأ تحاورنا حول التساؤل المفتاحى، ذلك أنه يحمل دلالات ذات شقين: القبول بمنطق النهج التاريخى التجريبى. وذلك قبول بمنطق الرسالات، وقبول كذلك بمنطق إرشاد المرسل للسائرين، أو رفض منطق النهج التجريبى التنزيلى التاريخى لنعزى هذا المنهج لجهد بشرى متواصل عبر التاريخ. حصر مناقشة منطق هاتين المتباينتين ستؤدى بلا شك الى فرز واضح بين المتحججين ببشرية النصوص والمتحججين بإلاهيتها.
سأواصل في مناقشة هاتين الحجتين إذا ما رأيتم، أو يمكن تجاوزها إذا قبلتم بالنهج التنزيلى. والأمر من قبل ومن بعد بأيديكم فى شأن تقرير السماح لى بمداخلتكم، ولكم الشكر لجزالة الطرح..
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »

الأخ عمر الأمين
تحية طيبة مباركة شاكرة لإضاءتكم التي نود لو نستزيد منها بمثل ما وعدت.
لكن نصدقك القول، إن كان لنا أن نقنع بنهج تنزيلي لما أستوجب أن نطرح تساؤلاتنا أصلاً.
هذا لا يعني تجردنا مما غرس فينا منذ مولدنا، فبمثلما إسترضعنا قوامه الرجال على النساء وإنتسابنا لأباءنا قبل أمهاتنا بمثلما تشبث في عقولنا إن الذات الإلهية هي المبتدى والمنتهى.
أما أن نخوض مع الخائضين!! الذين هم حتماً سيرفدون نقاشاً يدور رحاه بين متمركزةٍ ذات اليمين وذات الشمال فتلك لن تشفي غليلنا من نهم لمعرفة نتوق لها.
لا أظن أن أي من الأخوان المشاركين لا يجد له مرتعاً بين هؤلاء أو أولائك! لكن ومن وحي ما أبانوا فلا هذا ولا ذاك أبان لي ولهم خيطاً أبيضاً في هذا الدجى الذي ظلل حياتنا منذ مولدنا.
ما نود! إعمال لعقولنا حتى نستطيع أن ندفع بقناعة يلتئم في محرابها من يود أن يقف هنا " في إحكام عقلٍ " أو هناك "عند عزيز مقتدر" ، لا خصماً على ما جبل عليه!!
فهل نجد منفذاً لمقاربة بين هذه الذي طرحنا وبين صفاء عقل نتوق له؟
بصراحة إن حدث تمترس هنا وهناك فسيكون علينا أن ننزوي ونبحث عمن يبين لنا طريقنا من خلف أبوابٍ موصده!!!.
عوض محمد أحمد
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »

الأخ عمر الأمين
فات علي أن أقول إن تعديل العنوان يفضي ولكأن الديانات السماوية الثلاثة موردها مختلف! أو محدد مسارها ليس بذات إلهيةٍ تستوجب التوحيد!!.
فهل يصب ذلك في إعمال فعل بشري فيما ورد لنا كوحي إلهي!!؟
عوض محمد أحمد
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مقاربات ذهنية

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

أخى العوض
سلام
أولاً: إذا ما كنا نعيش فى عالم من الضخامة بحيث أن أقرب مجرّة الى مجرتنا (سكة التبانة) تبعد عنا بملايين السنين الضوئية. وإذا ما كان يعنى ذلك أن ما نراه من هذا الكون فذلك قد انقضى فى ماضٍ سحيق وفقط وصلتنا منه أشعة ضوئية قطعت كل هذه المسافة لتصل إلينا بعد هذه الملايين من السنين الضوئية: فذلك يعنى أن هذا الكون هو من الضخامة بما لا يمكن قياسه بأدواتنا ذات السرعة والزمن المحدودين. فإذا ما تمنعت صفات هذا العالم القياسية كنتيجة مباشرة لغرقانها فى هذه الضخامة اللامتناهية، فذلك يشير الى عجز لا فكاك منه فى كيفية سبر أغواره والتعرف عليه.
كذلك إذا ما تكرر هذه المشهد بضبانته فى تناهى هذا العالم فى الصغر بحيث نواجه بعجز فى أدواتنا لسبر غور ما هو أصغر من ظاهرة ال (دى ان اى ) فى الكيمياء الحيوية، أو الإلكترون فى الفيزياء لعجزنا عن توفير الأدوات البحثية المعالجة لهذا التصاغر اللامتناهى، فإن خفاء حقيقة هذا العالم بين ما فوق الضخامة وما تحت التصاغر يشير الى حجاب غليظ لحقائقه لا فكاك لنا منه.
فإذا ما كان ذلك هو حال ما يمكننا أن نسمية (العالم المشهود) أو (عالم الشهادة)، فكيف بنا ونحن نود أن ننظر الى عالم (الخفاءالأثيرى) أو ما يمكننا أن نسميه (عالم الغيب)؟ وما هى الأدوات اللازمة لهذا النظر، هل هى أداة الذهن؟ وكيف ونحن نقر بعجز هذه الأداة عن رؤية عالمها المشهود؟
ثانياً: حقيقة اتصال الناموس بعالمنا لأجل التنزيل:
ما يلينا هنا أن نتعايش مع أى من الذهنيتين اللتين تتعاملان مع هذا الإتصال الناموسى. ذهنية التصديق أو ذهنية التكذيب. إذ أن لكلا الذهنيتين منطقها. وأول ما نتواجه به فى هذا الصدد هو منطق التاريخ فى اسلوب ومنهج التنزيل. ثم منطق تاريخ العلم، ثم منطق تاريخ المعرفة. فكل هذه المناطق لا بد من استعمالها لدلالاتها التحقيقية للذهنيتين التصديقية والتكذيبية.
ولأجل احترام الذهنيتين ينبغى أن لا نعزى عجز أو نجاح منطق هذه الذهنية كنجاح أو فشل لمنطق الذهنية الأخرى رغم قوة احتمالات التقابل هنا. لكن ينبغى الإبتعاد عن نهج ومنطق (ناس كرة القدم) هذا الى تفريد ما تنجزه أو تفشل فيه أى ذهنية الى نجاحها أو فشلها هى وحدها فقط.
حسناً أخى عوض، دعنى أطرح أسئلة محددة فى هذا الشأن:
هل يشير منطق تاريخ التنزيل الى تحقيق ما يعجز عن تنزيله الذهن البشرى؟ أم هل يتناسب الوعى البشرى مع تواتر تنزيل هذا المنهج التنزيلى؟
وهل هنالك غائية متواترة ومنسجمة فى تواترها تصاعدا أو هبوطاً فى هذا التنزيل؟ أم أن مجرى سريانه يشير الى تتبعه للحاجة البشرية التى تنعكس فى مطلوباتها الحيوية فتسير كما هو شأن كل المخترعات البشرية الأخرى؟
كيف تنزل العلم فى التاريخ؟
وكيف تنزلت المعرفة؟
وهل هنالك فرق بين تنزيلي العلم والمعرفة؟ وما مدى وجود معينات فوق بشرية فى كلتا الحالتين؟
أرجو أن يكون طرحى وافياً لمطلوبات التحاور والجدل الذى يغطى حالة القبول أو الرفض لمبدأ التنزيل. فإذا ما رأيتم انحيازاً أو تمترساً فأرجو تحديده والإعتراض عليه بوضوح، وسيتوجب على تعديله فور قبول الإعتراض عليه.
للجميع حبى وتقديرى، وللموضوع مواصلة من حيثما توقفت الأسئلة.
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »

الأخ الفاضل/ عمر الأمين
لك التحية والتقدير،
بمثلما تفضلت إن كان العقل البشري يعجز عن التوصل إلى كنه كثير من الظواهر أو الغور في مسبباتها، فهذا يعني أن فاعلية حياتنا تتطلب أن نكون ضمن حدود ما يتوصل له عقلنا في حينها وهذا بالطبع لا يفترض أن نتوقف عن البحث وسبر هذا الكون!، أن ما يجعل لحياتنا معنى هو أن نهيئها، لنا ولمن حولنا حتى تعطي هذا الإنسان قدرة على العطاء وتطويراً لسبل أخذنا مما هو متاح أمام قدراتنا!!. البحث وتطوير قدراتنا هو ديدننا حين نتوجه لعقولنا ومقاربة ذلك ووسائل معاشنا!!. إما حين يتداخل العنصر الآخر الذي هو خارج إرادتنا! فبدءاً مطلوب منا عدم التفكير فيما يحاط بهالة قدسية تعلو على بني البشر، وإن تجرأ أحدنا وخاض في إحدى محدثاتها فدونه ومحاكم التفتيش التي تنصب كل يوم!!.
لقد إستمرأنا تقسيم عالمنا إلى عالمين! عالمٌ نعيشه وآخر يهيكل لنا معاشنا دون أن يكون له عطاء مادي نتلمسه ونتحسسه!!، وهذا قد لا يكون نتاج إنتقاص أو عيب في عقولنا، فهناك حتماً منفعة يجنيها المجتمع من إزدواجية المعتقد بخاصة في تكيف علاقاته الإجتماعية في جانبها الأخلاقي التي تندرج فيما تعارفنا عليه بحقوق لبني البشر!، غير أنها حين تتضخم لتمسك بتلابيب حياتنا جميعها ويصبح الخروج للعمل محكومٌ برؤى يتم حسابها في يوم لم يأتِ بعد! وهناك بيننا من يجرد سياطه لتحسين مظهرنا في يوم الحساب القادم!! هنا يجب علينا أن نتوقف هنيئة للبحث في ما يعيق تطور مجتمعنا!!.
لا أخالني مبالغاً أن قلت بأن أكثر الشعوب تخلفاً من الناحية التقنية والتمتع بما هو متاح بين أيديها! أردد القول أكثر تخلفاً هي تلك الشعوب التي تتمسك بغيبياتٍ تحدد علاقاتها مع واقعها المعاش!، ويدخل في هذا الإطار شعوبٌ تنهل من المعين السماوي وأولائك الذين نحسبهم عبدت أوثان رغماً عن أنهم موحدون لذات لا نحسبها الذات الإلهية التي بها نلهجُ!!. لم يستطع الغرب الماثل اليوم الفكاك من رقبة التخلف إلا حين وجد منفذاً يضع فيه الإلتزام الروحي كأحد مكونات حركة مجتمعه وليس مهيمنا عليها، وكان أن شهدنا ما نحن فيه من تطور للعلوم الطبيعية والإبحار عميقاً في سمواتٍ كانت لنا محرمة!.
والآن هل القصد أن نجد إجابات على أسئلة شائكة شغلت الباحثين والمفكرين منذ فجر التأريخ، وإنقسموا حولها!، أم الهدف هو إيجاد منفذٍ لتصحيح علاقات إجتماعية تشبعت برؤى تعطل الحراك الإجتماعي!.
السعي ومن وراءه المقصد هو تطور المجتمع نحو هويةٍ جامعةٍ يجد كلٍ منا ذاته فيها، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تفتيت لمستمسكات مجتمعنا ووضعها ضمن إطار نقدي وتصحيحي يزيل عنها الشوائب التي تؤثر سلباً على الحركة الإجتماعية. من هنا كان البحث في التمثل الروحي وإيمانياتنا المطلقة التي لا تفترض أي مساسٍ بغيبياتها، ما نود الوصول له أن كانت الذات الإلهية تنحو منحى تجريبياً " إن آمنا بها أو لم نؤمن!" فمن المنطقي أن نتحد علمانيين وروحانيين "دينيين ولا دينيين" في أن الإنسان في مقدوره أن يضع بصماته على تمثله ومن ثم يتطور ذالكم التمثل بموجبات حركة المجتمع المادية المحسوسة والخاضعة للقياس بأدوات بني البشر، وهو ما يضع إلتزاماتنا الروحية وتلك المفارقة لها! في موضع علاقة بين فرد وما يصوره له عقله! لا أن تكون منهجاً ملزماً لكل بني البشر أن يسيروا في صراط مستقيم ويتم حسابهم في معاشهم وبعد مماتهم!!.
إن كانت الذات الإلهية لم تتوصل لقرار في تكيف حياة البشر إلا بعد الرسالة الخاتمة!، فما الذي يضير بني البشر أن يهيموا ذات اليمين وذات اليسار في حياتهم القصيرة هذه!! والتي لا يمكن أن تقاس بما للذات الإلهية من ديمومة مطلقة!!!.
عوض محمد أحمد
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

من أين لكم هذا

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

أخى عوض
بعد السلام مرة أخرى
ارجو اعادة قراءة ما تفضلت به أعلاه، خاصة قولك: " بمثلما تفضلت إن كان العقل البشري يعجز عن التوصل إلى كنه كثير من الظواهر أو الغور في مسبباتها، فهذا يعني أن فاعلية حياتنا تتطلب أن نكون ضمن حدود ما يتوصل له عقلنا في حينها وهذا بالطبع لا يفترض أن نتوقف عن البحث وسبر هذا الكون!، أن ما يجعل لحياتنا معنى هو أن نهيئها، لنا ولمن حولنا حتى تعطي هذا الإنسان قدرة على العطاء وتطويراً لسبل أخذنا مما هو متاح أمام قدراتنا!!. البحث وتطوير قدراتنا هو ديدننا حين نتوجه لعقولنا ومقاربة ذلك ووسائل معاشنا!!. إما حين يتداخل العنصر الآخر الذي هو خارج إرادتنا! فبدءاً مطلوب منا عدم التفكير فيما يحاط بهالة قدسية تعلو على بني البشر، وإن تجرأ أحدنا وخاض في إحدى محدثاتها فدونه ومحاكم التفتيش التي تنصب كل يوم !!."
كما أرجو بعد قراءة ما تفضلت به اعلاه للمرة الثانية أن تجيب على هذه التساؤلات:
1/ كيف يمكن أن يكون العجز عن التوصل الى كنه الظواهر أو الغور فى مسبباتها سبباً لحصر فاعلية (حياتنا) لتكون ضمن ما يتوصل إليه (عقلنا). وكيف لهذا الحصر الفاعلوى أن يفترض إستمراراً فى البحث وسبراً لهذا الكون ؟؟؟؟!!!!! فهذا غير مفهوم عندى كيفما نظرت إليه.
2/ من هو الذى ينصب لك محاكم تفتيش!!!! هل هو الله؟؟؟!!!
أم هم أنبياء الرسالات السماوية ؟؟؟!!!!
فإذا ما كانت الإجابة بنعم فأرجو أن تذكر بمزيد من التفصيل والإيضاح كيف وأين ومتى نصب الله وأنبياؤه هذه المحاكم، ومن هم قضاتها وكيف تم تعيينهم؟؟؟!!!
أما إذا ما كانت الإجابة بلا فكيف بالله عليك أن تقوم بسحب فعل لم يقم به لا الله جل وعلا ولا أنبياءه عليهم ؟؟؟!!!
3/ ومن هو من يتداخل من خارج إرادتكم ؟؟؟!!! هل هو الله؟؟؟؟!!!!وهل يقع الله خارج إرادتكم؟؟؟!!! وكيف حزتم على هذا الإرادة ؟؟؟ ومن أعطاكم إياها ؟؟؟ وهل حزتم عليها على سبيل الإعارة أم الملكية الكاملة ؟؟؟!!! وأياً كان شكل الملكية فارجو أن توضح لى ما إذا ما كنتم تمتلكون مطلق الإرادة والتحكم على كل حركاتكم وسكناتكم وعلى كل تصرفاتكم إرادية كانت أم لاإرادية ؟؟؟!!!
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »


الأخ عمر الأمين
شكراً للمداخلة، يبدو إني طرحت أسئلة ومن ثم تحول الأمر لأن أجيب على غيرها!.
أنا شخصياً، على قناعة بأن كل فرد له الحق في أن يحدد توجهه وإلتزاماته ولا فرق لدي بين زيد أو عبيد من بني البشر سواء أكان منغمساً في بحور الإيمان المطلق أو لا يرى للغيبيات وجوداً!!.
المهم لدي هو نظرته وأفعاله تجاه بني جنسه وهم هنا أهل السودان! الذي تعاهدنا أن نتفق ونختلف في رحابه!!.
لست معنيٌ في هذا الذي طلبت بإبتدار تساؤلاتي عن درجة إيمان هذا وذاك وأنا منهم!.
ما حاولت أن أوضحه بأن لو إتفقنا "إيمانيين ولا إيمانيين" بأن المحمول الديني لغالب أهل السودان إن كان يحمل نهجاً تجريبياً فهي بوابة يمكن ان نلج منها بمختلف إنتماءاتنا لبناء دولة سودانية لا يلعب فيها توجه محدد دوراً فارزاً لأبناء البلد الواحد!!.
ومن هنا جاء الحديث عن هالة قدسية يتوكأ عليها بعض بني البشر!!! للتحكم في مصائر "العباد"، وحال السودان اليوم يغني عن السؤال!.
دون أن نخوض في شائكة الإيمان والكفر يمكن لنا أن نبني هذا السودان ولا نحجر على أحد إيمانه بالذات الإلهية و نبغض آخر في أن يعيش حياته التي يتلمسها كل يوم!.
إن نحونا بهذا الذي نكتب إلى ما طلبت! فلن يكون سوى موقع آخر لجدل "مثلما أبنت سابقاً" لن ينتهي ولن يصل لنتيجة ملموسة!، وكثير من رواد هذا المنبر قد خبروا تلك المجادلات!!.
ختاماً لست من دعاة الإيمان! أو الإلحاد!! لكني من دعاة بناء مجتمع سوداني يفخر به كل من وُلد أوعاش في هذا البلد!.
عوض محمد أحمد
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


هذا حوار هام يُشكر على ابتداره الأخ العوض محمد أحمد، و ما زالت سؤاله الأساسي عالقا، و هذا يجعلني أتوق إلى عودة الأخ و الأستاذ عمر الأمين ليكمل ما بدأ إن شاء، له تحياتي إن سمح العوض.

اعتقد أن الأسئلة قد تشعبت من خلال العرض شيئا ما، بطريقة قد تؤدي إلى تشتيت الذهن، على خلاف العنوان الذي كان قوياً دقيقاً وافياً في عرضه للقضية.
ملامح المنهج التجريبي لها أمثلة عديدة في النصوص (عليّ أن أعود بنماذج)، و هي تجريبية لا تقتصر فقط على اختبار قدرات العباد أو استعدادتهم قبل نقلهم إلى مستوى جديد من التشريع أو الإرشادات (الخمر نموذج)، بل هي أحيانا تكون ذات اتجاهين (تجريبية تفاوضية؟)، كأن يتم تعديل الخطة الإلهية بموجب ما يقترحه البشر، استدعي مثالاً ما جاء في الحوار بين الرب عز و جل و موسى عليه السلام عندما أمر الله موسى بالذهاب إلى فرعون، فأوجس منهم خيفة موسى فاقترح (موسى) أن يرسل الله معه أخاه هارون الذي هو أفصح منه فيكون له عضدا، الآيات من سورة طه:

اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)

فالحوار يعكس بصياغاته المختلفة في سور أخرى (كالشعراء و القصص) نوعاً من "التعديل" أدخله موسى على خطة الأمر الإلهي "الصريح" القاضي بإرساله إلى فرعون و ملئه، و هو أمر مختلف عن الاستجابة الإلهية للدعوات العادية بالرزق أو الولد الخ كما هو واضح من بنية النص، فهذا مثال قرآني فريد في وضوحه كون المولى قد عبّر عن أوامره (=إرادته؟) صراحة و مباشرة لموسى النبي، فكان موسى هو من أدخل عليها التعديل..

هناك أيضا ما يقال عن مراجعة النبي محمد في أمر الصلوات و تخفيضها، لكن لا استعين بهذا لكوني لا أرى موثوقية لأي حديث منسوبٍ نصّه للنبي..

هناك فرصة لاستمرار هذا الحوار المهم، من خلال عرض شواهد على تجريبية هذه الأديان ممن يرى بتجريبيتها، و من خلال إيجاد تفسيرات/ تفنيدات لتلك الشواهد ممن يرى بغير ذلك..

و لي قدام (قصي).
If you can't explain it simply, you don't understand it well enough
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

هل الديانات السماوية تحمل نهجاً تجريبياً

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »

الأخ محمد حسبو
لك التحية والتقدير، كنت قد رأيت أن أتجاوز ما طرحت من تساؤلاتٍ، حين بدى لي أنها قد سلكت طريقاً طويلاً وشائكاً! وإن ما جاد به أهل الدار لم ينفذ إلى ذاك الدرب الذي كنت قد حلمت به!!، اليوم أرى أنك قد طرقت فيما دفعني طلباً لعونٍ من أهل هذا المنبر ولم أحظى به، وأن كنت آمل أن تخطو من حيث وقفت، لكني لا أقول سوى ألف مرحباً بك فهذه دارك وعشمي أن تنجح فيما أخفقت فيه، فقط أطلب إذناً في أن أذيل هذا ببعضٍ مما كنت أرجو أن يكون مساراَ لهذا الذي إفترعت.
عوض محمد أحمد
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

هل الديانات السماوية تحمل نهجاً تجريبياً

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »

مساهمتي التي أرجو أن تكون عوناً لا خصماً!،
كنت قد سألت إن كانت الديانات السماوية تحمل نهجاً تجريباً! وكان الهدف إعادة النظر لمفهومنا للدين هل يمكن للبشر أن يتدخلوا في معطياته!!. وبمعنى آخر ما هو المتنزل من عند الذات الإلهية وما هو الذي أضافناه نحن البشر أنبياء أو حوارين أو ..!!!،
من وحي القرآن الكريم هناك صحفاً لإبراهيم وموسى وهناك إنجيلٌ "أو أناجيل" نسبت لحواري عيسى فهل هي كلها كلام من عند الذات الإلهية! وإن كانت كذلك لم حفظ الله القرآن من أي تدنيس ولم يتم حفظ ما سبق!، وإن لم تكن لم تردد صداها فيما تبعها من المتنزلات!، وهل هو فعل مقصود لذاته؟!، أو لا يوحي ذلك بأن ما تنزل في تلك الكتب السماوية لم يكن كلمة الذات الإلهية الفصل أي بمعنى أن كل ٍ منها تمهيد لما سيأتي من بعده!!.
في سورة الكهف، عبدٌ صالحٌ أوتي من العلم نذراً! يقوم بتعديل ما تنزلت به رحمة الذات الإلهية، ويقتل صبياً حتى لا يرهق أبواه المؤمنين!!، هل خلق ذاك الصبي ليكون أيةً يستقرئ منها موسى عليه السلام، بأنه ما أوتي من العلم إلا قليلاُ!! أم أن الذات الإلهية حين منحت ذاك الصبي الحياة لم تكن تدري ما سيحيق بأهله!!!، ودون الخوض في مشروعية تمنح مخلوق أن يشارك الذات الإلهية في تحديد ما ينتج من علائق في مقبل الأيام، أولا يوحي ذلك بنهجٍ لا يتسق والوجود الأزلي للمعرفة عند الذات الإلهية؟، وإن كان هذا خطلٌ فما الحكمة في أن تنسخ الذات الإلهية أفعالاً أو أقوالاً أتت بها ولم يكن للبشر دورٌ في تراتبها!!.
والآن أن كان التنزيل كلمة فصل في زمانها، وهي من عند الذات الإلهية فلم يحاسب من يؤمن ويعمل بها في غير ذاك الزمان، والبشر جبلوا على طبعٍ ورثوه أباً عن جد! فما الحكمة في أن يطالبوا بتغيير دينهم وديدنهم! الذي لا يختلف عن الجديد سوى أن الجديد أتى به مبعوثٌ جديد قد يسعى لتنقية وتنقيح القديم!!، مع العلم بأن الأنبياء جميعاً إن إستثنينا عيسى المسيح! لم يتنزلوا لبشر يوحدون الله بل كان جمهورهم من عبدت الأوثان وتقوم الدعوة إبتدءأ على مقولة التوحيد!!، التي لا ينكرها ولم ينكرها أي من أتباع الديانات السماوية السابقة للدعوة الجديدة!!.
وكيف يستقيم أن يكون حاسب فرد مثلاً! لأنه يهودي بدخول جنان نعيم إلى أبد الآبدين، ويحاسب فرد آخر برميٍ في أتون نيران جحيم لأنه يهودي!، والسبب المطروح في تفرق سبل عقابهما وثوابهما إنهما يعيشان في زمنين مختلفين!!. رغماً أن العبادة هي العبادة والتوجه للذات الإلهية هو! هو!!.
بالمنطق يقال بأن اللاحق يجُبّ السابق! وإن الدين السماوي الجديد يُبدى على الدين السماوي القديم!!. فهل هذا يعني إن الذات الإلهية لا قدرة لها لإستقراء المستقبل البعيد!، حتى توجه البشر نحو خلاصٌ واحد لا يقبل التأويل!. ولما تُوجُهنا الذات الإلهية نحو معارك داخلية في المعسكر السماوي ولم تضع إعتباراً لمعركة ستنشب حتماً مع من سينفلق عنهم مستقبل البشرية، أعني هنا كل الملل التي تؤمن بألا يدَ واحدةً قابضةَ!!
ما الذي أسعى إليه؟،
بالضرورة هو ليس بحثاً عن نقائص هنا وهناك قد يراها البعض تسطع كأبلغ من شمس الضحى!، وحتماً يجد لها بعض آخر مخارج تفسيريةٍ تفننت فيها وبها لغة الضاد! تلك اللغة التي أريد لها أن تكون مبلغ إعجاز هذه الرسالة الخاتمة!!. لكن الهدف والمسعي أن نجد منفذاً يجعلنا نخطو فوق ما يكبلنا من عادات وتقاليد وضح جلياً أنها تعيق تحركنا وتفرق تجمعنا، إن أستطعنا أن نخوض في معركة ينجلي دخانها عن عقائد لا تمسك بتلابيب تطورنا الإجتماعي، حينها نكون قد مهدنا الطريق لوحدة حركة إجتماعية أفتقدها هذا الذي ندعوه سوداننا!!.
فهل يمكن لنا أن ندعي بأن الديانات السماوية ليست هي بقول فصلٍ من عزيز مقتدر!؟، وبالتالي لا حجر علينا إن تجاوزنا بعضاً مما بها في سبيل وطنٍ يحكمه إطار جغرافي ويجمعه تأريخ مشترك وتعج فيه روابط عرقية وإيمانية تقرب لا تباعد بين أبناء الوطن الواحد، ويصطلح فيه تنوع ثقافي قلماً توافر لمجتمعٍ آخر!!!!.
قد تكون هي أضغاث أحلامٍ، ولكن ما المانع في أن نحلم بوطنٍ يسعنا جميعاً، نفخر به ونتفاخر في جنباته، يقطنه من لا دين له ومن يؤمن بالله الواحد الأحد الصمد ومن يثلث الذات الإلهية وحين نلتقي يسبقنا تعطشٌ لريادة بإسم هذا السودان الذي لا دين له! وفي ذات الوقت هو كل الأديان سماوية كانت أم وضعيةٍ!!.
ولك السلام والتحية أخي محمد حسبو، ولمن يطيب له المقام في هذا المكان.
عوض محمد أحمد
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ Ìãíá ÃÍãÏ
مشاركات: 411
اشترك في: الجمعة أغسطس 24, 2007 9:17 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ Ìãíá ÃÍãÏ »

[align=justify]الأستاذ العوض محمد أحمد ... تحياتي
اسمح لي بإيراد هذه المحاججة في هذا البوست . آملا أن يكون فيها مايقدح الذهن للتفكير في قضايا تتعالق مع بعض قضايا هذا البوست .
تحياتي
محمد جميل


السوفسطائية الساذجة أو اللادينية العربية
[align=left]بقلم أبو يعرب المرزوقي

[align=justify]يمكن حصر خمسة مزاعم غير واعية أصحابها بمقدماتها وشروطها الدالة على عكس ما يزعمون أنفسهم به قائلين. وسنكتفي بتحليل أولها خلال علاج آخرها لكونهما متحدين بالجوهر إذ الأول هو المسمى والثاني هو الاسم .

1- زعم نفي وجود الله:
غفلة اللادينين جعلتهم لا ينتبهون إلى أن الإلحاد تنزيهية ( التدليل على العدل الإلهي) سلبية ذات مستويين: تنزيه لاواع هو الشكوى من الشر في الوجود وامتناع نسبة ذلك للإله من دون اعتباره عاجزا . وتنزيه واع هو تأليه مجرى الوجود تحت مسمى الضرورة والصدفة.
والتنزيه الأول إفراط آل إلى نفي وجود الله لئلا ينسب إليه ما في العالم من شر. والتنزيه الثاني تفريط آل إلى نسبة ما في العالم من شرور إلى نقيض صفتين من صفات التمام الإلهي أي الضرورة (ضد الحرية والاختيار ) والصدفة (ضد القصد والغاية).

2- زعم نفي النبوة:
غفلة اللادينين جعلتهم لا ينتبهون إلى أن نفيها ادعاء لما هو أكثر منها استحالة. فنفيها يعني أمرين كلاهما مستحيل: إما أن يزعم النافي أن العقل غير محدود أو يزعم أن العقل لا يدرك حدوده فيكون حبيسها لا يتخطاها. وكلا الفرضيتين يكذبهما الواقع: فكلنا يدرك حدود عقله وكلنا يعتقد أن ذلك ليس وهما بل حقيقة أي إن العقل محدود حقا.

3- زعم نفي التفسير الديني:
غفلة اللادينيين جعلتهم لا ينتبهون إلى أن هذا النفي ممتنع من غير أسطرة التفسير العلمي. فالعلم ينقلب في هذه الحالة إلى أسطورة بمعنيين:

أ- النظريات التي تساعد على التعامل مع الظاهرات المادية مختلقات خيالية لو اعتبرت حقائق لامتنعت تاريخيتها ومن ثم لما توالت تكذيباتها اللامتناهية

ب- لكن العلم يكون أسطورة من القوة الثانية عندما يدعي الوجود منحصرا في موضوعاته أو في ما يدركه منها فينفي من الوجود ما يتسع إليه أفق الدين.
عندئذ يكون العلم دونه الدين استجابة لحاجات الإنسان شمولا ونفاذا إلى الحقائق فيصبح أقل من الأسطورة بالمعنى الأول. فإذا اعتبرنا نظريات التفسير العلمية مخترعات بشرية كان الدين أقل من العلم أسطورية لأنه لا يشوه الوجود بل يرى فيه أبعادا لا يستطيع العلم نكرانها من دون التحول إلى أسطورة أدنى مما يزعمه في وصفه الدين.

4 ـ زعم نفي الشرائع المتعالية:
غفلة اللادينيين جعلتهم لا ينتبهون إلى أن نفي الشرائع المتعالية وحصر التشريع في الأوضاع البشرية غير ممكن من دون الخلط بين أعيان الموضوعات التشريعية وضرورة الوضع التي ليس يمكن للعمران أن يكون من دونها. فإذا كان التشريع المتعالي متعلقا بشروط التشريع وصفاته لا بمضموناته كان كل كلام اللادينين دالا على عدم فهم المتعالي ما هو؟
ولنأخذ مثالا واحدا قد يساعد على إفهام أكثر العقول بلادة. فلا شك أن الموازين والمقاييس والعملات مختلفة من أمة إلى أمة ومن عصر إلى عصر في نفس الأمة ولا شك أنها كلها موضوعه. لكن التعاوض الذي من أجله جعلت هذه الوسائل وشرط كونه تعاوضا حقيقيا أو غير مغشوش هل هو متعال أم تواضعي؟ وهل يمكن للتواضع من دونه أن يحصل؟ كيف نتواضع على المقاييس والموازين والعملات إذا لم نكن قد انطلقنا من أن التعاوض العادل أو غير المغشوش هو أساس العمران؟ وليقرأ اللادينيون "المطففون" كيلا واكتيالا لعلهم يفهمون!

5 ـ زعم نفي الدين أو اللادينية :
غفلة اللاديينين العرب جعلتهم لا ينتبهون إلى أن اللادين مستحيل الوجود إلا من حيث هو أحد الأديان حتى ولو كان جامعا لها بالسلب. فهي موقف وجودي ومعرفي وقيمي له ثوابت عقدية حتى عند حصرها في الأساليب الأربعة السابقة: الإلحاد ، ونفي النبوة ، ونفي التفسير الديني ، ونفي التشريع المتعالي . لذلك فهو دين: إذ ليس من ضرورة الدين أن يكون منزلا ولا من ضرورته أن يكون ذا كتاب ومؤسسات ، بل المهم أن توجد جماعة تدين بمنظومة معتقدات. وحتى لا ينزعج أصحاب هذا الموقف فإني أنبههم أن قراءة القرآن الكريم بروية تبين أن كل هذه الآراء التي يزعمونها أمرا مهما يؤسسون عليه موقفهم لا تخلو تجربة نبي واحد من علاجها ؛ بل إني أزعم أن الرسالة المحمدية تنطلق منها للوصول إلى الدين الحق الذي ينبغي أن يتصف بصفات الإسلام ، أعني القول بأن الدين فطرة وبأنه شامل للإنسانية كلها وبأنه يؤمن بحرية الدين وبحق الجميع في عدم الإكراه في الدين ، بما في ذلك الشرك كما في آية الارجاء والتفويض (الحج 17): فهي الشبهات الوجودية الأساسية التي بتدبرها يعاني المرء جوهر التجربة الدنية فتجعل الإيمان خيارا حرا لا إكراه فيه ولا عنت

مزيد تحليل في المسألتين الأولى والأخيرة

نزل القرآن الكريم موقف اللادينيين في الجنس السادس من الأديان عندما حصر الأديان كلها وحدد منها موقف الأمة الشاهدة المبدئي (الذي قد تغيره الضرورات في التشريع الفعلي كما يحدد القانون أحيانا بعض تطبيق المبادئ الدستورية) أعني موقف الإرجاء في ما يتعلق بالمعتقد الذي لا إكراه فيه بعد تبين الرشد من الغي. فاللادينيون لسذاجتهم لم يفهموا أنهم مشركون لقولهم بفواعل خمسة يفسرون بها خروج النظام من عدم النظام في الوجود فيكونون ذوي دين وليسوا لا دينيين:
"إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة" ( الحج 17). فهم يقولون بالفواعل الخمسة التالية:

1- بالضرورة
2- وبالصدفة
3- وبفعل الضرورة في الصدفة
4- وبفعل الصدفة في الضرورة
5- بخروج النظام اللاحق من اللانظام السابق من وحدة الفواعل الأربعة

؛وحدتها التي هي غيرها ، ومن ثم فهي فاعل خامس من طبقة أرقى (وإذا اعتبرنا التفاعلين راجعين إلى المبدأين الأولين كان هذا الموقف جنيس التثليث المسيحي الذي يبني عليه هيجل كل فلسفته في التاريخ فضلا عن منطقه الذي هو ميتافيزيقاه).
ولما كنا نشك في قدرة الغافلين من اللادينيين على فهم هذا النوع من المجردات سنضرب مثال نظرية التطور التي هي الأساس الذي تنبني عليه الدهرية الحديثة كما فهمها العلامة جمال الدين الأفغاني في رده على الطبعانية:

1 ـ فالضرورة هنا هي قوانين الوراثة الرياضية ذات التحقق الفعلي
2 ـ والصدفة هي الطفرة التكيفية ذات الأثر الفعلي
3ـ وأثر الضرورة في الصدفة هو ثبات الخاصية المطفورة في الطافر وفناء غير الطافرين.
4- وأثر الصدفة في الضرورة هو تكيف الطافر وعدم تكيف غير الطافر
5 ـ وجملة المؤثرات هي التطور العضوي للأنواع التي تصبح سلسلة واحدة تشملها النقلة من عدم النظام إلى النظام أو من قدر أصغر من النظام إلى قدر أكبر يحقق التكيف الافضل ليكون البقاء للأصلح في صراع الصدف.

لكن ذلك يصبح غائية عامة للظاهرات العضوية حتى لو أنكر أصحابها القول بالغائية الخاصة بالأنواع التي دخلت في السيلان الأبدي للتطور. وهم ينكرون ذلك ، لغفلتهم أو لسذاجتهم، إذ ما معنى الوراثة إن لم تكن قانونا ينقل الخاصيات بحسب قوانين ثابتة ويحافظ عليها بحسب تلك القوانين ؟ وكيف تكون الطفرة تكيفية إذا لم يكن بين الطفرة والبيئة (التي تخضع هي بدورها لضرورتين طبيعية وعضوية بمقتضى مقوميها المادي والعضوي) تلاق يقتضي- حتى وإن لم يكن مقصودا قبليا- حصولا بعديا للتوافق بين المحددات؟ وأي معنى لثبات الخاصية المطفورة المحققة للتكيف بالقضاء على الخاصيات التي لا تحقق التكيف إذا لم يكن ذلك من التوافق بين توافقين إيجابي هو السابق وسلبي هو عكسه لغير الطافرين ؟ إلخ.
وفي الجملة فإن نفي اللادينيين للإعجاز ، الذي احتاج إليه الدين مرة واحدة لتفسير النظام في الكون بعقل ناظم وخالق ، ينتهي إلى تعميم الإعجاز في كل صغيرة وكبيرة فيصبح كل شيء يحصل في الوجود الطبيعي والتاريخي يحصل بمعجزة يسمونها الصدفة ؟ أليس ذلك هو عين أسطرة العالم كله أسطرة مطلقة وعودة إلى العقلية السحرية التي يرمز إليها الدين بالوثنية ، يعني بتعدد الخالقين ومعجزات الخلق بهذه الفواعل الخمسة ؟ !
وبذلك نعود إلى مسألة الإلحاد. فلو كان الإلحاد ممكنا عقلا إمكانا صادقا خلقيا مثله مثل اللاأدرية (أي في حديث النفس مع نفسها وليس في ما تقول وخاصة خلال كل التجارب الوجودية التي تمر بها والتي يصف القرآن الكريم بعضها عندما يلجأ المرء إلى خالقة ) لكنت أول القائلين بهما. لكنهما مستحيلان صادقين. فالجمع بين التنزيهين الواعي واللاواعي اللذين أشرت إليهما في المسألة الأولى يعود إلى الدليل الوجودي مسلوبا رغم غفلة من يرى العالم مقلوبا. وعظمة القرآن أنه قد نبه إلى ذلك في أغلب آيات الاستدلال التأملي على الوجود الإلهي. فالدليل الوجودي الموجب يقول: تصور الله أو ماهيته يقتضي وجوده أو إنيته. وبين أن هذا الدليل يضمر أن كل الموجودات الأخرى تصورها لا يقتضي وجودها. وعليه بنت الفلسفة والكلام الإسلاميين كل الفكر الإسلامي انطلاقا من الترجيح الجهوي. فيكون الدليل الوجودي تناظر خفي بين وجودين مطلق (الخالق) ونسبي (المخلوق). ومن ثم فهو كما يقول هيجل محصلة الأدلة الثلاثة الأخرى على وجود الله : الدليل الفاعلي (فاعل النظام الوجودي) والدليل الغائي (غاية النظام الوجودي) والدليل الخلقي (خير النظام الوجودي). فهذه العناصر الثلاثة المحتاجة إلى تعليل في الموجودات المخلوفة تصبح غنية عنه في الموجود الخالق. وذلك هو معنى أن ماهيته تقتضي وجوده.
ولننظر الآن في الإلحاد ما مدلوله؟ أليس هو مجرد جمع لأساليب هذه الادلة؟ فهو دليل وجودي سلبي بالمعنى التالي. فصاحبه يقول: تصور الله أو ماهيته يقتضي عدم وجوده وعدم إنيته. والعلة أنه بخلاف صاحب الدليل الوجودي الموجب لا يضمر المناظرة بين الموجودين بل هو يعلن أن تصور الله أو ماهيته متنافية مع ما يتصف به الموجود النسبي من عدم نظام وعدم غاية وعدم خلق (نفي الأدلة الثلاثة)؟ فهل كان العالم عامة والتاريخ خاصة يكون ماهو لو كان الله كما تحدده ماهيته عالما قادرا مريدا وخيرا ؟ لذلك فالإلحاد يستند إلى ضمير هو نقيض الشرطية المتصلة :

* لو كان الله موجودا لكان العالم كله خيرا
* لكن العالم ليس خيرا
* إذن الله ليس موجودا (نقيض التالي ينتج نقيض المقدم).

وطبعا فهذا يضمر أن ماهية الله تقتضي أن يكون قادرا على جعل العالم أفضل مما هو. وطبعا فلا أحد يمكن أن يقتنع أن العالم يمتاز بالأبدعية سواء أخذناها بمفهومها عند الغزالي ، أو بمفهومها عند لايبنتس التي كانت موضع سخرية ديدرو وفولتير. فيكون احتجاج اللاديني وكأن لسان حاله يقول: الأفضل أن أنفي وجود الله من أن أعترف بأنه عاجز على منع الشر والظلم والفوضي في الوجود !
لذلك قلت إن أصل الإلحاد تنزيهية سلبية أو دفاع سلبي عن العدل الإلهي بنفي الإله غير العادل استقراء من الوجود ، بدلا من نفي حقائق الوجود التي لا ينكرها إلا معاند والتي يصعب أن يقبل العقل أن الله راض عنها !
أفيكون الله عاجزا عن منع ما لا يرضى عنه ؟ أم يكون الشيطان هو الأقوى؟
ألا يستحق الإلحاد إذن أن يوصف بكونه مجرد احتجاج علته تحول وجودي السؤال إلى ثورة ببراءة الأطفال؟
لذلك فإني اعتبر اللادينيين العرب وكل اللادينيين في التاريخ- إذا كانوا حقا صادقين في التعبير عن التجربة الوجودية التي حاولت وصفها هنا ولم يكونوا دجالين يحاولون تشويه أسمى تجارب الوعي البشري بمزح السكارى- إما أصوليين يائسين أو أطفال بائسين لم يدركوا أن الدين لم ينف كل هذه الحجج بل هو يعتبرها شرط التدين الحقيقي المحرر للإنسان من هذه الانفاء بالفعل التاريخي.
ولولا ذلك لما اعتبر الدين الإسلامي الدين الخاتم عملا تاريخيا أساسه النظري الاجتهاد (لا العلم المطلق) وأساسه العملي الجهاد (لا مجرد التمني) وكلاهما يحصل بعملية التواصي بين المؤمنين من أجل التصدي إلى هذه الأمور: وتلك هي أمانة المستخلف ومجال حريته لتحقيق الامتحان الوجودي المطلق لبني آدم. فأما التواصي الأول فهو تواص بالحق للوصول الاجتهادي إلى معرفة ما يحرر الوجود من اللانظام واللاغاية واللاخير. وأما التواصي الثاني فهو تواص بالصبر لتحقيق ذلك في التاريخ الفعلي. وتلك هي الشهادة على العالمين. ليست القضية الدينية نزهة فكرية ؛ إنها معاناة وجودية لمعرفة الحقيقة ولتحقيقها وذلك هو معنى الاجتهاد والجهاد والتحرر من السلطان الروحي والسلطان الزماني التحررين اللذين لا يحصلان بالأماني بل بالتفاني في فهم المعاني وتحقيق المباني. ألم يقل الرسول الكريم: رهبانية الإسلام هي الاجتهاد والجهاد ؟ أما إذا اخترنا الموقف المزعوم لا ديينا والذي بينا أنه دين من الأديان فإن النتيجة ستكون كما يلي:

1 ـ لن يبقى معنى للاحتجاج على الشر والظلم وعدم النظام: فتلك سنن الدهر وتلك هي مفاعيل الضرورة والصدفة.

2 ـ لن يبقى معنى للسعي لتغيير الاحوال بغير منطق الضرورة والصدفة:
سنعود إلى قيم كاليكلاس حيث لا قانون إلا قانون القوة والغلبة.ومن ثم فإن اللادينية ليست لا دينية بل هي عودة إلى الطبعانية التي وصفنا في المثال الذي ضربناه من نظرية التطور. فليكن اللادينيون صرحاء وليقولوا إنهم مع كل جبابرة العالم وسفاحيه والسلام. ألم يفاخر أحدهم وهو في قمة السعادة والسذاجة بأن النزعة من مصر الفرعونية: وذلك هو وصف فرعون في القرآن الكريم ؟
عندما نفسك تتخطى زمنك
وحيدا تجلس ـ حينئذ ـ على رصيف بارد
بين أهلك
وأنت لا تعرفهم
................
هولدرلن
صورة العضو الرمزية
Elawad Mohamed Ahmed
مشاركات: 96
اشترك في: السبت نوفمبر 06, 2010 7:37 pm

مشاركة بواسطة Elawad Mohamed Ahmed »

الأخ محمد جميل
تحية طيبة أرجو ان تكون بخير
يبدو إن ما إبتدرت قبل فترة لا يود أن يبارح دارنا، وإن تصدى له غيري، سأحاول أن أضع خيطاً أتمنى أن يكون فاصلاً والعذر مرة أخرى للأخ محمد حسبو إن عدت بعد أن تركت ناصيتة هذا الذي إبتدرت..!
يؤسفني أن أقول عن نفسي إن بيّ واحد من ثلاثة:
• إما أن يكون فشلٌ في تبيان ما سعيت له بطرحي تلك التساؤلات.
• أو أني حملت منابر الأسافير ما فوق طاقتها، وقد كنت أظن، وإن بعض الظن إثمٌ!، إنا نغرد بعيداً عن "دكان ود البصير"!!.
• وإلا فإنني لم أستوعب ما ذهب إليه هذه " البوست" وإني بحاجةٍ أن أجود معارفي في قيادة سفينة بوستات هذه الأسافير.
أولآ أعترف بقصور ينتابني في الأخذ بثقافة الأسافير التي هي جديدة علينا جميعاً، الرمي بحجر في مياهها يظل يتقافز على سطحها مادامت لنا أعينٌ ترقبه!، وأمواج بحر" النت " لا تغرقه بل تعيده بلون جديد وروح تغشاها ثورة مكبوتة..!.
شكراً لما أتيت به، لكن همي وطني، وهو ذاك الوطن الذي لا يفرق بين زيد وعبيد! أكان مؤمناً أم ملحداً، تطرقت لواقع نعيشه إن سعينا لتطويره علينا تقبل بعضنا وإلا فسيستل كل منا سيوفه محاربة لطواحين هواء لن تنمحي..!. من حق كل منا أن ينظر لدنياه بعينه لا بعيون الأخرين وقد ولى عهد أن نقاد نحو حقيقة مطلقة لا يأتيها الباطل من خلفها أو أمامها، ما سطره هؤلاء الأعراب ليس له سوى دولة دينية لا سبيل لإحكام سلطانها سوى بسط محاكم تفتيش تكفر الأخرين.
فليقول فلاسفة العصر الماضي والحاضر ما يقولون، وليتحاورا فيما إن كانت "الذات الإلهية" سابقة الخلق أم تجسيد لمن يود أن يفرض سيطرته على بني البشر، لكن أن أردنا أن نعيش في وطنٍ تحده حدود جغرافية وتهيكله إنتماءات عرقية وثقافية متنوعة فعلينا أن نُسَلمَ مع "المؤمنين" بأن هناك إله يرقب حركاتنا ويحصي أنفاسنا ويهيئنا ليوم حساب، وفي ذات الوقت علينا أن نبصم مع "الباصمين"، وإن كانوا في عرف بعضهم كفرة ملحدين، نبصم بأن لا حياة لنا سوى دنيانا التي نعيش وإلا قدرة فوق قدراتنا التي نبذلها لتطوير مجتمعنا..!. هي ليست دعوة لثنائية تجمع بين الإيمان والإلحاد، ولكن تقبلنا لبعضنا كل بما له! مادام هذا الوطن يفترض أن يسع الجميع ولا أحد له فيه بأكثر ما للأخرين...!.
أرجو أن تكون هذه خاتمة مداخلاتي في هذا البوست، وإن كنت لا أجزم..
لك الشكر مرة أخرى
عوض محمد أحمد
أضف رد جديد