كما ينسى هذا القس العنصري انه عندما يصنف الناس على أساس عنصري (عرب مقابل أفارقة) فإنه يتردى تردياً قبيحاً لايليق برجل دين ينبغى أن يعلم أن الدين لايصنف الناس بأعراقهم وأن معظم الأفارقة من أهل السودان مسلمون والإنتماء للدين يعلو على الإنتماء للعرق والمسلمون الأفارقة أقرب إلى العرب منهم إلى غير المسلمين من الأفارقة ويتناسي الرجل كذلك أن الجنوب مُستثني من أحكام الشريعة وأن الشمال يحتكم إليها بمنطق الأغلبية والديمقراطية المتعارف عليه فى كل العالم كما نسي الرجل أنه لم تتعرض كنيسة واحدة للإعتداء فى الخرطوم عندما أعاد الشماليون الأمور إلى نصابها فى يوم الثلاثاء المجيد بينما أُحرقت عدد من المساجد فى الجنوب يوم الأثنين الأسود وبعده وأن الجنوبيين أُعطوا كامل السلطة فى الجنوب كما أُعطوا من السلطة فى الشمال أكثر من نصف ما مُنح لجميع الأحزاب الشمالية بإستثناء المؤتمر الوطني لكن مسلسل الشكوى والإبتزاز لن يتوقف بالرغم من أن الجنوب قد منح فى نيفاشا كل شيء وان الشمال حُرم من كل شيء.
و كتب:
ولا أدرى والله ما يُراد من الشماليين أن يفعلوا لكي يجعلوا الوحدة جاذبة للجنوبيين ولكى يقنعوهم بالكف عن التذمر والشكوى وعن رمينا بقبيح الصفات وإتهامنا بالمتاجرة بالجنوبيين فى سوق النخاسة ... وإنى لأعتقد إعتقاداً جازماً أن الحقد الذى يملأ نفوس هؤلاء لن يخرج حتى لو أخلينا لهم بيوتنا وأحنينا لهم رقابنا وجعلناهم يفعلون بنا ما فعلوا بأهلينا الفارين من جحيمهم فى جوبا وغيرها من مدن الجنوب ثم لماذا يشكو من يشكو منهم من وضعية مواطنى الدرجة الثانية التى يزعمون انهم يتجرعون مراراتها فى الشمال وماذا يجبرهم على ذلك وطريق العودة إلى الجنوب حيث الحرية والكرامة ووضعية الدرجة الأولى سالك ومفتوح على مصراعيه وكذلك خيار الإنفصال متاح لهم لينعموا بجنوبهم ويريحون ويستريحون؟! هل يريدون من الشماليين أن يطردوهم ويفعلوا بهم ما فعلوا بأهلنا الشماليين فى الجنوب حتى يرجعوا ويتوقفوا عن هذا التذمر الذى لم نعد نطيقه خاصة بعد أحداث الاثنين الأسود التى قضت على آخر فرصة لبقاء الشعبين فى وطن واحد؟
التلوين من عندي، ولا تعليق.
مع محبتي
عثمان