سيكولوجية "الزول" السوداني!

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

أحاول تحميل بعض الصور والمشاهد. لم أوفق بعد... سأفعل في أقرب سانحة ممكنة.

تحياتي

محمد جمال
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä
مشاركات: 150
اشترك في: الأربعاء مايو 27, 2009 3:20 am

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä »

سلامات يا محمد جمال
ده شغل نضيف و مرتب و متعوب عليه.
ريثما ننتظر عودتك للمواصلة اسمح لي بوضع هذه التعليقات:
1-مجموعة القيم الجسدانية مرتبطة اساسا بالحياة في الريف و في القرى حيث تغيب مظاهر وجود الدولة كمحتكر للعنف .و يبدو لي أن هذه المجموعة من قيم الزول السوداني هي دائما في انحسار و تضاؤل كلما زحفت المدينة نحو الريف أو زحف الريف نحو المدينة . لماذا؟ لأن الافعال التي تنسب للشجاعة و الضكرنة و التي تأتي عفوية حينما يوضع الشخص في الموقف المعين لا مكان لها في ظل وجود قانون و شرطة ..الخ. و ايضا رابط القبيلة و العشيرة تخف لحمته مع الوقت و مع انغماس الناس اكثر في ممارسة الحياة حسب التقاليد المدينية.
هل يمكننا القول أن هذه المجموعة من القيم تخلي مكانها لصالح مجموعة قيم العقلانية و ربما مصيرها هو أن تبقى فقط في بؤرة عميقة من اللا شعور الجمعي ليتم استدعاءها في الاحلام فقط.
2-في مقارنتك بين شبشة الشيخ برير و العمارات ماذا يحدث حينما يعود أحد سكان العمارات لمسقط رأسه في شبشة لقضاء الاجازة الصيفية مثلا.اي مجموعة قيم ستتحكم في سلوك هذا الشخص؟
3-في رأيي عند مقارنتك بين الديوم و العمارات و رصدك لنواحي الاختلاف بين سلوك ساكنيها لا يمكن اغفال المسألة الطبقية. للبرجوازية قيمها و مظاهر سلوك افرادها المختلف عن قيم و مظاهر سلوك البروليتاريا.
4-للجينات و الوراثة دور في ما سيكون عليه الشخص في حياته. صفات مثل الخجل و الاقدام و الذكاء و العدوانية . نعم هو جانب تنقصه الدراسات الكافية و لكن الادلة على وجود تأثير للجينات و الوراثة على سلوك الافراد موجودة.
When you find that you are on the side of the majority, it is time to pause and reflect."
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä
مشاركات: 150
اشترك في: الأربعاء مايو 27, 2009 3:20 am

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáäÕÑ ãÍí ÇáÏíä »

5- و هي نقطة سقطت سهوا من المداخلة السابقة اعلاه و هي تتعلق بتخريجك لاختيار الجعليين العباس جدا لهم. في رأيي لم تكن موفقا في تحليلك و ربما كنت متعجلا فيه بعض الشئ. اعتقد أنه لم يعرف عن العباس عم الرسول أنه كان فارسا. ثم لماذا اختار العباسيون الانتماء للعباس و لم يختاروا عبد المطلب او هاشم مثلا، اظن أن ذلك مرده التمييز بين انفسهم و بين ابناء عمومتهم الآخرين من علويين و غيرهم. في ظني أن الجعليين اختاروا الانتماء للعباس و ليس لعلي بن ابي طالب مثلا لأن النسب العباسي لا يسهل تتبعه كالنسب العلوي لذا فانتحاله عملية سهلة و قد ينجو بها فاعلها كما حدث مع اصحابنا الجعليين :)
When you find that you are on the side of the majority, it is time to pause and reflect."
Mark Twain
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

العزيز سيف النصر محي الدين

مرحب بيك ومرحب بمساهمتك القيمة ولا شك أنها ستساعدنا في مزيد من التأمل في موضوع شاق وحرج مثل نفسيات الإنسان السوداني ما أسميه هنا "سيكولوجية الزول".

تحياتي... ولي عود قريب.

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

هل تحول الدولة إلى "رأسمالية" شرطآ كافيآ لنهاية تاريخ القبيلة؟.

لنتجاوز السودان الآن ولنتأمل فيما يحدث عند دول الخليج "؟".

ذاك يأتي على عجل عند محاولة النظر في النقطتين رقم 1 و 2 من مداخلة سيف النصر " أعلاه" والمتعلقتين بسيادة "الدولة" و.... "الصراع الطبقي"!.

في كثير من المرات يكون بقاء الدولة مرهون ببقاء القبيلة وحتى لو أضحت الدولة رأسمالية!.

ولنفكر معآ.

يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال

محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

لماذا التكرار؟.

قد يلاحظ الإنسان المتابع عن قرب أنني كثيرآ ما كررت الحديث عما أسميه "منظومات القيم" وهو أمر أعنيه تمامآ ولم يأتي سهوآ كونها "تلك المنظومات" هي بدعتي الكاملة من حيث التصنيف والتعريف والمنهجية وعلى أساسها تقوم محاولة تحليلي لسيكولوجية الزول. غير إن تلك "القيم" المعنية كما قلت مرارآ وتكرارآ هي بنت زمانها ومكانها كما هي بنت هدفها وهو على الدوام مركب: (البقاء، المعاش، الأمن والرفاهية).

ولمن أراد المزيد من الإضاءة حول هذا الأمر فأحيله لطفآ إلى بوست: "الإنسان والمجتمع والدولة في السودان" (البوست المعني يتكون حتى الآن من 10 صفحات)عند هذا اللنك:

https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... b2681dadf2

يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

ملاحظة هامة:

رأيت أن أضع خلاصة: سيكولوجية " الزول الفارس" في بوست جديد لأسباب فنية على أن أعمل على تثبيت زبدتها هنا في وقت لاحق على أن نواصل هنا الحديث حول سيكولوجية "الزول" على وجه العموم وكما هو مخطط له. وهذا هو رابط البوست المعني حول سيكولوجية " الزول الفارس" حصريآ:

https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 946388cb0f


يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

معذرة ...مكرر.
آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في السبت أغسطس 13, 2011 5:33 am، تم التعديل مرة واحدة.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

ربما أتوقف عن المواصلة في بوستي الجديد المدعو ( خلاصة سيكولوجية " الزول الفارس") وأواصل سردي للخلاصة المعنية هنا في هذا البوست. البوستات أصبحت كتيرة علي وقتي المتاح "أعني بوستاتي الخاصة" لا تداخلي في بوستات الزملاء والزميلات الآخرين ذاك شأن آخر.

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »


خلاصة سيكولوجية الزول الفارس ... "1"

الزول الفارس هو الزول السوداني "الأصيل" راسخ القيم والسلوك ومميز المظهر الخارجي والذوق الحسي في النقيض للزول المتمدن. فالزول المتمدن إنسان يشبه الإنجليزي "مثلآ" في مظهره بل وفي سلوكه. أذكر أن خالتي عائشة بت البشير إمرأة فارسة من طراز فريد رحلت قبل عدة سنوات خلت وكان عندها ولدان كانت تكني أحدها بالمدير والآخر بالخواجة وكانت تشير بكلمة "الخواجة" إلى المسلمات الإجتماعية السائدة عن مظهر وسلوك الخواجة ومن ضمن صفات الخواجة تلك: الدقة في المواعيد "مثلآ" والنظام والإنضباط والنظافة والإدخار والإستنارة والفردانية كما قد تؤشر العبارة إلى مثالب من قبيل الأنانية والإنعزالية والإستغلالية والإنغلاق وعدم المقدرة على التضحية من أجل الآخرين. وهي صفات السوداني المتمدن بالأصالة كما أن للخواجة "الزول المتمدن" مظهر خارجي محدد من حيث الزي: قميص وبنطلون، بدلة، تشيرت، "ردا" وإلخ. بل والمزيد فللخواجة أيضآ ذوقه الحسي المختلف فعلى سبيل المثال وجبة إفطار الخواجة تتضمن عناصر لا نجدها عند وجبة إفطار الزول الفارس من قبيل البيض والفول المصري والكبدة والسلطة الخضراء فوجبة إفطار الزول الفارس غالبآ "إلى وقت قريب" وربما حتى الآن عبارة عن عصيدة فطيرة أو مخمرة مع ملاحات: اللبن، الروب أو/و السمنة عند الوسط النيلي كما في كردفان ودارفور مع إختلافات طفيفة في المقدار لا النوع وربما كانت "القراصة" شيئآ مطابقآ عند أقصى الشمال النيلي. كما أن الزول الفارس بدوره يتصف بصفات موجبة وأخرى سالبة لا نجدها في المعتاد لدى التصورت المسلم بها للخواجة وهي الشجاعة والمروءة والكرم والشرف والقابلية الدائمة للتضحية من أجل الجماعة "العشيرة" كما أن للفارس بالطبع مثالبه المحتملة من قبيل الإنحيازية العمياء لدمه "عشيرته" واللا إنسانية فالزول الفارس لا يتفاعل مع الآخرين من البشر من وازع نزعة إنسانية كلية وإنما فقط مع أفراد عشيرته فهو من "غزية" إن رشدت رشد وإن غوت غوى.

((لنسقط هنا كلمة "الخواجة" نهائيآ من قاموس هذا السرد بما تحمله من عناصر فائضة ومن ضمنها "النصرانية" ونستخدم الكلمة البديلة "الزول المتمدن" وهي كلمة مريحة لا تحيل إلى دين بعينه)).

تلك كانت لمحة صغيرة لمحاولة مقاربة التمايز المحتمل بين الزولين " الفارس والمتمدن" على مستويات قيمهما وسلوكهما وذوقهما الحسي ومظهرهما الخارجي (لقد أسهبنا عدة مرات أثناء هذا السرد في تلك المقارنات) وهناك أيضآ توصيف مستفيض للزول الآخر "الزاهد".

والآن أود أن أذهب إلى مستوى آخر مختلف وهو مستوى الرؤى والأفكار والتوجهات السياسية.


في مجال الرؤى والأفكار "الآيدولوجيات" للمتمدن والفارس تمايزات مرئية وواضحة.
فالفارس غالبآ ما يلحق نفسه وأفراد أسرته بميل عشيرته السياسي بشكل عضوي ومباشر ومن المحتمل أن يصبح الفارس حزب أمة أو إتحادي ديمقراطي في ثوبهما الأصيل لا المعدل والمنمق. في المقابل هناك أوعية سياسية شبه مغلقة على عضوية المتمدن وحده، وهي: الحزب الشيوعي السوداني، حزب البعث العربي، حركة الإخوان المسلمين ، الحزب الناصري وجماعة أنصار السنة المحمدية في ثيابها الأصيلة لا المعدلة أو المنمقة.

وكما حاولنا الإشارة إلى أن المتمدن ينطوي على قيم وافدة "ليست أصيلة" في النقيض للفارس مرة ثانية لا القيم فحسب بل أيضآ رؤى المتمدن وافدة "ليست أصيلة" ولن يحتاج المرء كثير عناء ليعلم أن مرجعية الحزب الشيوعي "روسية وفدت عبر مصر" ومرجعية الأخوان المسلمين مصرية "وربما كان أصلها في الوهابية" ومرجعيات حزب البعث العربي وأنصار السنة والحزب الناصري ساطعة كالشمس. إذن فالإنسان المتمدن ينطوي على مظهر وذوق حسي وسلوك وقيم ورؤى ليست أصيلة تقوم في تضاد ونزاع مستمر مع تلك التي للزول الفارس. تلك التناقضات هي سر الصراع القيمي والآيدولوجي الدامي والمدمر الذي وسم جل تاريخ سودان ما بعد محمد على باشا وما تزال تلك هي الصورة حتى هذه اللحظة.

فالصراع بين رؤى الزول الفارس والزول المتمدن لا تمليها وجود مدينة وريف هكذا... لا... فالمدينة في نسقها الطبيعي هي إمتداد للريف غير أن الأمر في السودان مختلف فالمدينة في السودان سقطت من السماء "صنعها المستعمر" لإدارة دولته وجباية الضرائب لا لشيء آخر وعندما ذهب المستعمر لشأنه ظلت المدينة تقوم بذات المهمة بكل دقة في مقابل الريف ذو القيم والرؤى الأصيلة.

في بوست المجتمع المدني تحدثت كثيرآ عن صراع الريف والمدينة وقلت أن:

الدكتاتوريات في السودان صناعة "افندية" لا "طائفية/عشائرية"... أي هي مؤامرة المدينة في ضعفها وإستلابها تجاه الريف في قوته وأصالته!.


كما قلت، أن:

(الريف يأتي بإستمرار بمنظوماته القيمية ورموزه "القيادية" ومنتجاته "المادية" التقليدية الى المدينة. والمدينة تذهب بإستمرار الى الريف بمنظوماتها القيمية ومنتجاتها "المادية" الحديثة. وهنا بؤرة التوتر العظيم، وكثيرا ما يكون صراعا شرسا في خضمه تزهق الارواح!. كيف؟.

انهم يأتون ويذهبون ماديآ ورمزيآ عبر صيرورة التمظهرات الفوقية كما الاصيلة "الفاعلة" للمجتمع المدني.

كتلة الريف ( القبيلة والعشيرة والطائفة الدينية) تأتي من الريف الى المدينة عبر زعاماتها وشيوخها وتجارها ممثلين لكياناتهم السياسية "ومصالحهم التجارية" في مستوى الدولة، ويبقون بؤرا صاخبة في فضاء المجتمع المدني " المديني" جراء محمولاتهم الريفية "القيمية والمادية". كما ان العكس صحيح كون ان كتلة المدينة عندها بدورها منظوماتها القيمية ورموزها القيادية ومنتجاتها المدينية المختلفة. فبمحاولة توطينها في الريف يحدث توتر ملحوظ في فضاء المجتمع المدني "الريفي" وسوق منتجاته المادية. وهنا ربما نجد "لاحقا" تفسيرا منطقيآ وموضوعيآ لأزمة الدولة والديمقراطية والحداثة في السودان (تفسيرآ لكل هذه الفوضى). ((وسآتي لاحقآ للإدلاء بوجه نظري الخاصة حول معنى مصطلح "جلابة" والدلالات التي تتحاوم حوله)).


وعندي زعم آخر قد يبدو غريبآ لأول وهلة وهو أن مشروع الجبهة الإسلامية قد هزمه الزول الفارس بشكل حاسم حتى أننا نشهد إنقلابآ ملحوظآ في نزوع حكومة الإنقاذ الحالية إلى إستلاف لغة الزول الفارس وتقمص رؤاه في سبيل البقاء وهو ما يلحظه الكثير منا من تعالي للنبرة العرقية والعشائرية في لغة الإعلام الرسمي تلك في الحقيقة ليست في الأساس خطة الجبهة الإسلامية عندما نشأت ولا عندما أستولت على مؤسسات الدولة بل ذاك سبب ونتيجة هزيمة مشروعها السياسي في ذات الأوان! ... (سأقف تفصيليآ على هذا الزعم في وقت لاحق).


يتواصل... خلاصة سيكولوجية الزول الفارس

---
يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

خلاصة سيكولوجية الزول الفارس ... حلقة "2" ... و... حفر في الأعماق البعيدة "اقرأ أيضآ حلقة "3" عند المداخلة المقبلة.


نحن فرسان وفارسات من السودان ... (مسرحية طه و ريا)... هناك سرج وحصان وسيف ورجالة وضكرنة... كما "غتاتة" ودبلوماسية رجالة ورؤى فرسان. شاهد الفديوهات أدناه من يوتوب "أربعة أجزاء":

إنه نحن "ملخصنا" من كنا!:

1- (سديم حياتنا)

https://www.youtube.com/watch?v=cGglfSgk ... re=related


2- (حوارنا وجدلنا = رؤانا كما دبلوماسيتنا)

https://www.youtube.com/watch?v=oNPW9DsY ... re=related

3- (حقيقة حياتنا)

https://www.youtube.com/watch?v=sdT6ma_r ... re=related

4- (نهاية حياتنا في أحد أهم تجلياتها)

https://www.youtube.com/watch?v=HhRpd5fp ... re=related


يتواصل... خلاصة سيكولوجية الزول الفارس

---
يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

خلاصة: سيكولوجية " الزول الفارس" ... حلقة "3"

جرت أحداث قصة "طه وريا" في لحظة ما في الفترة ما بين عامي 1783 و 1820 وهي فترة حكم المك نمر في عهد الدولة السنارية.

في تلك اللحظة التاريخية كان المجتمع السوداني في مستوى بنياته المدنية يقوم بالكامل على قيم الفروسية وعلى أساس البنيات الإجتماعية المدنية "القبائل والعشائر" تتأسس الرؤى التي يتأسس عليها نظام الحكم "الدولة" وأسطع تجلى لتك الحقيقة هي الدولة السنارية التي جاءت كحلف للمنتصرين العشائريين "عشائر فونجية مع عشائر جعلية"وكان في الحيز الزمكاني عشائر وقبائل أخرى عديدة تم دمجها في الزمكان بالإحالة لا الأصالة أي عبر عملية إجرائية أعتملت قدرآ وافرآ من العنف المادي والمعنوي. هذه الفترة 1503 – 1820 شهدت مد صوفي عارم "نشوء الطرق الصوفية" بشكلها النظامي الذي نراه اليوم. راجع طبقات ود ضيف الله.. لماذا حدث ذاك؟.

عندي زعم أن المد الصوفي آنها كان يمثل شكلآ من أشكال المقاومة السالبة والفاعلة في ذات الأوان لآلة القمع الفونجية/الجعلية وما يعضد زعمي هذا هو الإنتماء القبلي والجغرافي للقيادات الصوفية التي نشطت آنها إذ نجدهم في الغالب ينتمون للقبائل والعشائر المستبعدة من الحكم كما المضطهدة ونجدها تتمركز في مساحة تقع بين حلفاية الملوك وسنار وتشمل القضارف وكسلا وجبل أولياء وعموم مناطق النيل الأبيض لكن بما لا يتجاوز مدينة الدويم الحالية و دون أن تتمد تلك الطرق بشكل ملحوظ "منظم" أبعد من ذلك. مثلآ فرح ود تكتوك من قبيلة البطاحين، حسن ود حسونة من قبيلة المسلمية، ود بدر من قبيلة العركيين وتستطيع أن تعدد المئات لكن دون أن تجد كثيرآ من شيوخ الطرق الصوفية ينتمون إلى الفونج أو الجعليين. وعندي ظن آخر أفدح من هذا أن لواء السنارية الذي أنشأه نظام الحكم السناري في الأزهر أحد أهم أهدافه هو محاولة مقاومة المد الصوفي الذي لم يعرف نظام الحكم التعامل معه بالصورة المثلى وقد نجد ملامح لهذا الصراع المبكر بين الصوفية والفقهاء الأزهريين في قصة فرح ود تكتوك حينما وضع قصبة على البئر وقال للأزهريين الذين قالوا أنهم درسوا التوحيد إن كنتم موحدين بالفعل أطلعو فوق هذه القصبة قائلين أحد أحد "أو فيما معناه" فلم يستطعو وفعل هو فهزمهم أمام الجموع كما توحي به الرواية. وعندي أن شخصية فرح وتكتوك كإسطورة هي في مجملها شكل من أشكال المقاومة الشعبية للنظام السياسي والإجتماعي السائد حينها. وهناك بعض الأقوال ترجح مقولة تعاون الصوفية مع الغزو التركي الذي شكل نهاية للدولة السنارية وضمن تلك الأقوال "أن الميرغني الكبير جاء مع الغزو التركي".

وقد تكون هناك عوامل أخرى بدورها مهمة تبرر سيادة الطرق الصوفية في هذه المناطق غير أن السبب الحاسم عندي هو "المقاومة" عبر تخلق أشكال إجتماعية تعتمل مقدرة أن تتولد عن رؤى قادرة على إحداث توازن في ميزان القوة المرجح بشكل مطلق لكفة القبلي/العشائري الممثل في مجموعة من عشائر الفونج مع مجموعة من عشائر الجعليين. كان ذاك الحلف القبلي حلفآ قويآ وصارمآ وكان صادمآ للآخرين من القبائل بطريقة لم تترك لهم أملآ في شيء غير الإستكانة. إستمر هذا الحلف في سدة الحكم أكثر من ثلاثة قرون. في تلك اللحظة التاريخية بدأت تتشكل بنية الغيب في نسختها "الصوفية" والتي ستسهم في المستقبل في تشكيل مخيلة "الزول" بجانب بنية الفروسية ذات السيادة شبه المطلقة بعد إنهيار بنية الغيب "المسيحية" على أثر خراب سوبا عام 1504. ثم تشكلت في وقت لاحق بنية الوعي "الموضوعي" أو العقلانية بعد الغزو التركي وتوطدت أكثر عند الغزو الثاني "الإنجليزي" ولو أنها ظلت تسهم بقدر ضئيل في تشكيل مخيلة الزول ونفسياته بسبب من جدتها كما عدم أصالتها بالإضافة إلى المقاومة الصارمة التي وجدتها من البنيتين الأخريين السائدتين "الفروسية والغيب". وهنا بحسب ظني يكون مكمن الجرح العميق والإنفصام الواضح الذي ربما نلمحه عند "الزول" السوداني وعلى وجه الإطلاق في قيمه ورؤاه ومظهره الخارجي بل وفي دولته و تحريآ للدقة أعني الزول السوداني النيلي. ((بنية الغيب الفقهية قامت في الضد من التصوف مثلت عضدآ لبنية الموضوعية أو بالأحرى كانت بنتها))!.

قصة طه وريا
لقد زعمت مرارآ وتكرارآ أن العجينة الجوهرية لنفسيات الزول السوداني تشكلها في الأساس بنية الوعي الفروسي أي "العشائري" ولا يهم إن كان ذاك الإنسان متعلمآ أو أميآ كما لا يمهم إن كان يقيم في الريف أو المدينة كما لا يهم موقعه الفكري أو الآيدولوجي فهو في معظم المرات "فارس".


سأقف على تلك النقاط بشكل مفصل في وقت لاحق. الآن سأعمل جهدي في تحليل نفسيات الزول الفارس ولو بشكل مقتضب منطلقآ من قصة "طه وريا وود دكين والمك نمر".


قصة طه وريا "راجع الروابط أعلاه" تلخص بشكل جيد نفسيات الزول الفارس وتبرز بشكل ممتاز بنية الوعي الفروسي في نسختها سودانية الأصل أو قل تحريآ للدقة مرة ثانية أعني بنية الوعي الفروسي النيلي.


1- الملاحظة الأولى، هي: غياب ال "أنا" عند هذه الملحمة في حضور "نحن" مطلقة. هناك "نحن" في كل الأوقات. غير أن الأنا موجودة وقوية وصارمة وتبدو حرة ومنفلتة بل هي القانون في كثير من المرات لكن أنا غائبة في ال "نحن" سرعان ما يتم محوها من المشهد في الجملة المقبلة وبلغة النحو ف"الأنا" في كل المرات تأتي كمبتدأ ينفيه خبره. اي أن الأنا ضخمة ضخامة الجماعة!. أنا قوية وشرسة لكنها هي "نحن". أنظر مثلآ كيف عرفت "ريا" نفسها أمام الآخر ممثلآ في ود دكين:

((انا ... بت الرجال اهل الدرق والسيف
بت الما بهموا بي حساب الخريف والصيف
بت البحجو لى المرقوب بكرموا الضيف
انا ... بت البيوت المن بعيد معنيه
بى فوق السما نفوسنا وبيوتنا حنيه
انا ... بت ابكبس في النسبه بطحانيه)).


إذ أن ريا لم تقل ولا مرة واحدة أنا ريا و "بس". الأمر في كل المشاهد الأخرى يكون هو ذاته.

2- هناك إحتفاء مطلق بالقيم السامية من قبيل "الرجولة والشجاعة والشهامة والكرم والأمانة".

3- هناك إستهتار شبه مطلق بالمال "القروش":

((بطال البعيش في الدنيا اصلوا غناه
ان كان مالو راح غير اهله مين يدناه
سمح لبفوق اساس ابواتو تمه بناه
والزول دون قبيله غناه شن معناه
ما بنفرح بي مال ونقول كفانا ورثنا
نفخر بالرجال في الحارة يبقوا ترسنا)).

4- هناك تطرف ومغالاة في كل شيء وعلى وجه الإطلاق.

5- هناك إحتفاء باللحظة الحاضرة دون أي ذكر لقوة أخرة غائبة من قبيل "الآلهة".

6- هناك إحتفاء مطلق بالمرجعيات الجسدانية والتاريخية.

7- هناك حسم بحد السيف في نهاية الأمر.


يتواصل... خلاصة سيكولوجية الزول الفارس

---
يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

ملاحظات هامة:

1- تصنيفات الزول الثلاثة تقوم على أس المنظومات القيمية الثلاثة. المنظومات القيمية الثلاثة تشبه إلى حد ما المعادلات الرياضية الإفتراضية والتي نستطيع أن نأسس من وحيها وقائع حقيقية ونقرأ الظواهر الطبيعية ونتنبأ بها قبل وقوعها. هل هي في الحقيقة معادلات رياضية؟. لا ليس تمامآ. هي بدورها حقيقة!. لكنها حقيقة لا يمكن إدراكها أو لمسها إلا بإدراك عناصرها الأولية من حيث المبدأ. فالمنظومات القيمية المعنية لا تقوم في الفراغ بل تتأسس على كتف أهداف مادية من قبيل معاش وأمن ورفاهية الجماعة كما أن إستمرارية وفاعلية هذه المنظومات القيمية لا بد أن تضمنه لوائح إجتماعية صارمة "قوانين" غير مكتوبة بل مخزونة في مخيال الجماعة. وعند إنهيار الهدف أو/و اللوائح تسقط بشكل تلقائي تلك القيم أو تنتقص أو تتحور أو تتبادل المواقع أو تتعرف بشكل جديد. وعندما تسقط لا تسقط في العادة مثل عمارة قديمة بالية هزها زلزال بل تسقط رويدآ رويدآ وتبقى بعد مختبئة في الوجدان الفردي والجماعي إلى قدر غير معلوم من الزمان. وذاك الأمر يفسر كيف أن الزول الذي صار متمدنآ منذ مائة عام (الجيل الرابع) يستطيع أن ينطوي على قدر وافر وفاعل من قيم الزول الفارس . وأسطع مثال للزول المتمدن المعبأ في دواخله بالفروسية هو الأمدرماني الأصيل. وبذات القدر فمن المحتمل أن نجد قرويين يتفوقون بدرجات عظيمة في التمدن على سكان المدينة الأصيلين بالرغم من أنهم عاشوا كل حياتهم في الريف. وللأمر علاقة مباشرة بالهدف ووسائل تحقيقه تتبعه اللوائح الإجتماعية.

2- تصنيفات الزول الثلاثة (- الفارس – الزاهد – المتمدن) ليست هي بمدح ولا بذم من حيث الألفاظ أو المعاني وإنما توصيف موضوعي ينزع إلى الحياد. كل زول عنده محاسنه ومثالبه بطريقة متساوية. وربما أحتار أحدنا جدآ إذا خيروه أن يختار أفضل الرجال الثلاثة الآتية صفاتهم:

أ- شهم، شجاع، كريم، صاحب شرف ومروءة (فارس)
ب- ورع، طيب المعشر، قنوع ، متواضع، نزيه (زاهد)
ج- مستنير، إنساني، موضوعي، منظم، مدخر (متمدن)

حتمآ هناك صفات مختلفة لكنها نبيلة في كل المرات الثلاثة. لا بد أن أحدهم سيفكر طويلآ ويتردد كثيرآ إذا تحتم عليه تفضيل أحدهم على الآخر. لكن مرة ثانية فقد تمتلك ذاك الشخص نفس الحيرة إن خيروه من جديد أن يحدد أفضل المثالب التالية وهي المساويء المحتملة للرجال الثلاثة بعاليه:

أ- منحاز بطريقة عمياء غير موضوعي لا إنساني (صورة محتملة من الفارس)
ب- مفرط في العبثية والإتكالية (صورة محتملة من الزاهد)
ج- أناني و أستغلالي بطريقة مفرطة (صورة محتملة من المتمدن)

وعليه طوال السرد الذي قمت به لم أسع إلى تفضيل أحد النسخ الخالصة "المحتملة" للزول أو تجريم أحدها. أنا أسعى إلى تلمس الواقع كما هو رجاء أن أكون علميآ وموضوعيآ كما محايدآ في ذات الأوان.

3- الزول يستطيع أن يكون فارسآ وزاهدآ في ذات الأوان وهي الصورة السائدة للزول تليها أن الزول يستطيع أن يكون فارسآ ومتمدنآ في ذات الأوان كما أن الزول يستطيع أن يكون زاهدآ ومتمدنآ في ذات الأوان في أمكنة وأزمنة مختلفة. لا بل المزيد فالزول يستطيع أن يكون الكل المركب: فارس وزاهد ومتمدن (هذا الأخير ينطوي على كل المحاسن ولكن من المحتمل أيضآ أن ينطوي على كل المثالب. وعندي إعتقاد أن حسن عبد الله الترابي هو مثال للإنسان الجامع، وعند هذا الإنسان تحدث المدهشات أذ يستطيع أن يلم جميع التناقضات في ثلته وبدرجات مختلفة وذاك هو أحد أهم أسرار دهشة البعض منا أمام أقوال وأفعال الترابي لا ذكائه أو دهائه الحقيقين أو المتصورين).

4- الصراع الذي تحدثت عنه طويلآ "صراع الذات" السودانية ناجم من حقيقة أن قيم الزول المتمدن لم تنشأ نشوءآ طبيعآ وتتخلق من عظم المجتمع بل جاءت ساقطة من السماء!. هي صنيعة الإستعمار التركي ثم الإنجليزي بالتمام والكمال. ولهذا وجدت قيم العقلانية في السودان مقاومة شرسة من أصحاب القيم الأصيلة "قيمي الفروسية والغيب" وما تزال الحرب مستمرة بشكل ضمني أو علني. وقلت أن ذاك سر الجرح والإنفصام الذي نشهده في شخصية الزول. كون قيم العقلانية تمثل مستقبل المجتمع أي مجتمع في الأحوال الطبيعية غير أن في حالة السودان دع عنا الحديث عن الدول الأخرى الآن، جاءت تلك القيم من كائن مفترض أنه عدو وجب مقاومته ماديآ ومعنويآ كما حدث إبان الثورة المهدية ثم النضال من أجل الإستقلال الوطني إبان فترة الغزو الإنجليزي. تلك هي المعضلة!.

5- قد نلاحظ أن الزول المتمدن وطني أكثر من الزولين الفارس والزاهد. كون الفارس والزاهد أولويتهما الجماعة "جماعتهما الخاصة" لا الوطن بحدوده الجغرافية وقوانينه الدستورية. وقد نلاحظ أن جل الأشعار الوطنية كتبها أناس متمدنون وغالبآ ما يلبسون القميص والبنطال "أو البدلة" الزي الغربي (مثال خليل فرح) بل والأمر المدهش فوق ذلك أن قيم هؤلاء الناس كانت هي ذاتها قيم الغازي "المحتل" الذين ينادون برحيله وذاك عندي سر المقاومة اللطيفة التي واجهها الإنجليز من الأفندية في الخرطوم هؤلئك الذين تهيأ لهم فيما بعد حكم البلاد فيما بعد العام 1956.


يتواصل... خلاصة سيكولوجية الزول الفارس

---
يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال

محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

العالم الآخر والعولمة


هل تصلح تلك المقاييس التي أقول بها لتحري طبيعة شعوب أخر؟. بل هل تكون صالحة على الإطلاق؟. و...الإجابة العاجلة من عندي: نعم!.

هل يوجد مثلآ إنسان فارس في أوروبا؟. كما زاهد ومتمدن؟. الإجابة: نعم!.
(نعم ... ولو مع إختلافات "كبيرة!" في المقدار لكن لا النوع).

أعد أنني سأقف على مثل تلك المزاعم "لاحقآ" بروية.

الآن نواصل في "خلاصة" سيكولوجية الزول "السوداني" الفارس، فسيكولوجية الزول الزاهد ثم سيكولوجية الزول المتمدن. وأخيرآ خاتمة الخلاصات "سيكولوجية الزول... الزول مطلقآ".



يتواصل... خلاصة سيكولوجية الزول الفارس

---
يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

في صدر كل منا يختبيء فارس!.


الفروسية هي الخلفية الراسخة للزول السوداني ومرجعية عقله الباطن. في صدر كل منا "رجال ونساء" يختبيء فارس ينام ويصحو قليلآ أو طويلآ، يجلس وينهض بين الفينة والأخري ويوجه كثير من تصرفاتنا ويحدد سلوكياتنا ويصبغ ردود أفعالنا في كثير من المرات دون شعورنا.

أكاد لا أجد "زول" واحد في السودان يعيش في حل عن "الفروسية". صعب جدآ أن تجد إنسانآ متمدنآ محضآ لا غير كما بذات القدر لا تجد إنسانآ زاهدآ محضآ غير أنك تسطيع أن تقابل بشكل يومي عشرات الناس الفرسان. فرسان لا غير.

لنفكر معآ في مواقع مجموعة من الناس المعروفين من الفروسية والغيبية والمدنية. لنضع عينات عشوائية ثم نتحسس مواقعها من المعادلة بهدف إمتحان النظرية.

وهذه هي الأمثلة المعنية وأمامها مباشرة بين الاقواس ما تهيأ لي من مواقعها من المعادلة:

1- محمود محمد طه ... ( متمدن + زاهد - فارس)
2- عبد الخالق محجوب ... (متمدن + فارس - زاهد)
3- عمر البشير "الرئيس" ... (فارس محض)
4- محمد إبراهيم نقد ... (زاهد + فارس + متمدن)
5- فاطمة أحمد إبراهيم ... ( فارسة -+ متمدنة - زاهدة)
6- عبد الواحد محمد نور ... (فارس محض)
7- عثمان حامد "ناشط سياسي شيوعي وكاتب" ... ( متمدن + فارس - زاهد)
9- على الحاج ... (فارس + متمدن – زاهد)
10- عبد الله بولا ... (متمدن + زاهد + فارس)
11- حسن موسى ... ( متمدن -+ فارس - زاهد)
12- نافع على نافع ... (فارس محض)
13- أنور أدهم "المحامي"... (متمدن -+ فارس - زاهد)
14- حسن عبد الله الترابي ... (متمدن + فارس -+ زاهد)
15- أزرق طيبة ... (زاهد + متمدن + فارس)
16- الصادق المهدي ... (فارس + زاهد + متمدن)

وجب إعتبار ترتيب عناصر المعادلة من حيث الغلبة النوعية. وبالطبع تلك وجهة نظري خاصتي.

عند نهاية هذه الأمثلة أدعوكم لطفآ إلى قراءة الملاحظات التي صغتها عند المداخلة قبل السابقة لهذه التي نقرأ. مع تركيز على النقطة رقم "2".

وشيء أخير، هل هذا التصنيف لهؤلئك الناس معقول؟. لا يهم كثيرآ إن كانت الإجابة بالنفي!. نستطيع أن نفكر ثم نقشط ونعدل ونضيف بشكل مستمر حتى نصل للصورة المثلى. هل فكر أحدكم في موقعه من هذه المعادلة ما قنع بها؟. أنا شخصيآ أجدني (متمدن + فارس -+ زاهد) حسب مراقبتي لمظهري وسلوكي الذاتيين بقدر من الحياد.

وبهذا القدر أنهي حديثي عن سيكولوجية الفارس حصريآ ونذهب إلى الأمام في تقصي سيكولوجية الزول السوداني على وجه العموم.


يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال

---------------------
-+ أعني بها قليلآ أو كثيرآ وربما أقرب إلى الصفر في بعض الأحيان.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »



سؤال "الدين" ؟

مقدمة:

إذا ما ثبت زعمنا أن الإنسان السوداني "الزول" متميز ومتمايز عن الآخرين من سكان الكرة الارضية بسماته وخصائصه المحددة قد نستطيع الإتكاء على ذلك لنقول أنه وبذات القدر أن المجتمع المدني على مستوى كافة تمظهراته متميز ومتمايز عن المجتمعات المدنية الأخرى في البلدان الأخرى. والأمر ينطبق على الدولة. (التمظهرات المدنية السودانية الهيكلية واللا هيكلية متميزة ومتمايزة عن بعضها البعض في حيز زمكانها الخاص كما بذات القدر نجدها متميزة ومتمايزة عند مقارنتها بتمظهرات مدنية هيكلية أو لا هيكلية في بلدان أخر). ... ("المجتمع المدني" وفق الفهم الذي نقول به هنا... أنظر الخلاصة المعرفة للمجتمع المدني بدايه هذا السرد).

ذلك أن المجتمع المدني على مستوى بنياته الأصيلة يقوم على القيمي ويكون الآيدولوجي "البنيات الرأسية" تجلى فوقي للقيمي. كما أن الدولة تكون على الدوام تجلى فوقي للآيدولوجي. غير أن هذه المستويات الثلاثة (القيم والآيدولوجيا والدولة) تعيش مع بعضها البعض في جدلية دائمة مما يجعل الوضع في كثير من المرات في صورة معكوسة عما افترضناه أولآ. عليه ربما نستطيع أن نلاحظ أن الدولة في لحظة من اللحظات تعمل على صناعة آيدولوجيا ذاتية خاصة أو تنفذ إلى آيدولوجيا قائمة فتكونها، تلك الآيدولوجيا تشتغل في سبيل إعادة صياغة القيم الإجتماعية السائدة أو العكس سد الطريق أمام تخلق قيم جديدة أو كلا الخيارين في ذات الأوان . وكله بغرض ديمومة بقاء الدولة في كل مرة من المرات. وهكذا دواليك. تلك هي الجدلية المعنية: جدلية القيم والآيدولوجيا و"المصلحة المجردة" أي جدلية المجتمع المدني والدولة في السودان. (قليلآ وأحاول الوقوف على سؤالي الدين والثقافة، أين هما من كل هذا؟). لكن قبل ذلك أرجو أن تتأملوا معي من وحي الخلاصة موضع الشأن هنا "جدلية الإنسان والمجتمع المدني والدولة" الرسم البياني التالي (هل يلخص النقطة المعنية هنا؟):

صورة

عند اللنك أدناه من سودانيزأونلاين في الحلقة الرابعة من " يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح)" تحدثت عن جدلية القيم والرؤى والدولة بما يساعد في شرح هذا الرسم على أمل أن أبقى مفهمومآ من حيث المنطق الداخلي للسرد.

https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... c=flatview


وعندي زعم كثيرآ ما رددته هنا وبالذات عندما تحدثت عن "القبيلة/العشيرة" أن مجمل البنيات التحتية "الأصيلة" للمجتمع المدني بنيات علمانية. (كيف؟. لماذا؟) لقد حاولنا الإجابة على مثل تلك التساؤلات في مرة من المرات وسأقف عليها من جديد في اللحظات المقبلة.

يتواصل... سؤال الدين؟.


يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
Web Page Name
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »


سؤال الدين؟


حسب تقديري "ملاحظتي" ان الدين لا يشتغل كثيرآ في البنيات الاصيلة كمنظومة متكاملة (إلا في حالات لا يعتد بها). لكنه على العكس من ذلك يصلح للإشتغال كمنظومة متكاملة بجدارة فائفة لدى البنيات الفوقية "آيدولوجيا". في البنيات الأصيلة للمجتمع المدني يتم فكفكة الدين الى قيم جديدة تناسب "الهدف" في زمانه ومكانه المحدد أو في مرات كثيرة ما يتم إمتصاص الدين داخل "كبسولات" القيم السائدة "القديمة" (قيم العقلانية والفروسية والغيب* في حالة السودان) وهذا عندي نفسه السر الذي كثيرآ ما يؤدي الى تمايز ظاهر بين المجتمعات المختلفة عند النظر إليها بمعيار الدين المحدد داخل البلد الواحد من ناحية وعلى مدى البلدان المختلفة من ناحية أخرى. (سأحاول المجيء بأمثلة حية من الواقع تؤيد هذه الملاحظات) وضمن تلك الأمثلة سأجي بما يأكد من جديد قولي السابق عن الآيدولوجيا كونها الجناح المنغص والمعكر لصفو القيم على الدوام (بل والمدمر) لها بحكم طبيعتها ووظيفتها إذ أن القيم تنحو الى الثبات والديمومة كونها التركيبة الخلفية "النفسية" للتمظهر المدني الأصيل بينما تكون الآيدولوجيا أكثر دينامية كونها التركيبة الموضوعية "الواعية والموعية" للتمظهر الفوقي. وبالتالي فإن أي سيادة "إنتصار" محتمل لآيدولوجيا أيآ من التمظهرات المحتملة سيكون خصمآ على التمظهرات الأخري مما يجعل قيم الأخيرة في المحك بفعل فرض منظومة قيمية أخرى عليها نالت مشروعية قسرآ أو خيارآ. وفي التاريخ البعيد والقريب عشرات الأمثلة الحية. وما الصراعات الدامية التي كثيرآ ما تحدثنا عنها هنا بين الريف والمدينة إلا تجليآ لتلك الحقيقة "عندي" (راجع مداخلة الخميس يونيو 11, 2009 خلاصة منظومة القيم (1) قيم الريف في مواجهة قيم المدينة أو (صراع القيم): في بوست: "الإنسان والمجتمع والدولة في السودان، نحو أفق جديد"... بهذا المنبر.

وكل ذلك قد يقودنا الى أمر آخر لكنه في نفس الوجهة، سؤال: كيف تنشأ الدولة (أو الحضارة) وتتجلى في الوجود؟. والسؤال الآخر النقيض: كيف تتحلل الدولة (أو الحضارة) وتختفي من الوجود؟. وأتوقع أن تكون الإجابة من عندي مدهشة للبعض (أي غير متوقعة) كونها تبدو في غاية البساطة، وهي في الحالتين: تحولات عنيفة وقد تأتى مفاجئة في "منظومة القيم" سواءآ من تلقاء ذات التمظهرات المدنية الأصيلة أو بفعل فاعل آخر!. (أنظر المرجع أعلاه "سؤال الهوية"). ومن ضمنه كيف تحللت (تفككت) ثم اختفت و إلى الأبد "دولتي" (حضارتي) علوة والمقرة مع مقارنتيهما بسلطنتي الفونج والفور "اختفتا بدورهما".

مرة ثانية الدين لا يستطيع أن يكون هوية في نصه. هذا بكل بساطة. جميع الأشكال المسماة أديان. قد يعتقد البعض أنني أمزح من جراء رسوخ الفهم القائل بكون الدين "هوية" في حد ذاته بالذات عندما نقرنه بكلمة "أمة". طبعآ للدين في إطلاقه علاقة بالهوية. لكن الهوية تتشكل بدين وبلا دين. جميع سكان الأرض يعتمرون شكلآ من أشكال الهوية في كل الأماكن وفي كل الأوقات سواءآ بدين أو بدون دين.

ولأن الأمر يبدو لأول وهلة في غاية التعقيد سأقابله من ناحيتي بمنتهى التبسيط. قلت أن الدين لا يكون في نصه هوية لكنه قد يشتغل كعامل مساعد للهوية. كيف؟. تقوم الناس بفكفكة الدين "عبر عملية تاريخية معقدة" إلى قيم محددة في خدمة هدف (البقاء والمعاش والأمن والرفاهية) في مستوى البنى الإجتماعية التحتية وإلى رؤى في خدمة العيش المشترك في مستوى البنى الإجتماعية الفوقية. البنيات التحتية للمجتمع المدني بنيات علمانية بالضرورة. .

المرء قد يدهش جدآ أحيانآ إذا ما شاهد رجلآ في الشارع لا يصلى ولا يصوم ويشرب العرقي في نهار كل جمعة أمام باب حوش داره غير أنه وهو في خمره تلك والتي قال الدين الإسلامي بإجتنابها قد نجده في منتهى الصدق والأمانة في أحد حواراته الحميمة مع أحد ندمائه يقول: والله العظيم شفت أمبارح محمد أحمد بشرب في القهوة مع ريا والى آخر الحكاية... وإذا ما شك نديمه في عدم صدقه وقال له يا زول: خاف الله. فليس من المستغرب أن يرد عليه متعجبآ وهو يصب الثمالة في الكؤوس: ها زول ها، عاد إتت من الله ما خلقك شفتني بكضب، يا زول الكضب حرام والقبر قدام (الدين في صيغة قيم = الدين المعاملة). .

من الناحية الأخرى قد تصادف تاجر مواد بناء شهير في سوق الخرطوم يراه الناس يصلي ويصوم ويحج كلما سنحت الفرصة ويؤدي الزكاة ويجتنب الخمر والميسر والأزلام ومعروف للقاصي والداني بالكذب وخداع الناس وأكل أموالهم بالباطل ومن ضمنهم أيتام وربما علم الناس وهو صاحب العلم بأنه قتل شريكه في التجارة غيلة قبل أحد وعشرين عامآ خلت ولكنه يحدثك عن الشريعة الإسلامية ويأمر زبائنه من النساء بتغطية رؤوسهن قبل الدخول إلى محله. نعم مثل هذا قد نجده يحدث "تمامآ" في الواقع. (الدين مجرد آيدولوجيا).

في المثال الأول يكون الدين قد تحول إلى قيم راسخة في المخيال الجماعي تقوم في فضاء متحرر عن النص المقدس في حرفيته. وفي المثال الثاني يشتغل الدين كرؤية خاصة للعيش المشترك "آيدولوجيا" في حل عن القيم الراسخة للجماعة و نازعة إلى تشكيل الرؤية الموحدة "الكلية" للعيش المشترك أي الدولة وبلغة عارية ومباشرة "السلطة والثروة".

ولندع الآن جانبآ نظرتنا القيمية حول سلوك وقيم الرجل الأول وحول سلوك ورؤية الرجل الثاني!. ما هو مهم عندي الآن هو أن لدى المثالين المتخيلين أعلاه لا نجد للنص المقدس في حرفيته أثرآ مباشرآ على سلوك الفرد أو لا إتساق!. هل هذان المثالان يستطيعان مقاربة مساحة ما من الواقع المعاش؟. ذلك هو السؤال الذي على أساسه تتحدد قيمة فكرتي هنا من مجرى نقاشنا حول سيكولوجية الزول".



يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

ملاحظة أخرى عابرة

العزل الحاد للمستويات القيمية الثلاثة في ثلل صارمة الأطر هدفه وضوح الرؤية فهو حالة أكاديمية إلى حد ما والأمر ذاته يتعلق بالزي والمظهر الخارجي إذ كثير ما يخرج الزول إلى العمل بالقميص والبنطلون وعندما يعود للبيت يلبس العراقي والسروال البلدي ويوم الجمعة يلبس الجلابية ويعتمر العمامة وعند أحد المناسبات البهيجة ربما ذات الزول يلبس البدلة بالكرفتة أو بدونها. تلك هي ربما كانت الصورة في ميدانها العملي من النواحي القيمية والرؤيوية والحسية كما الشكلية "المظهر الخارجي". وذاك ما لزم الإشارة إليه مجددآ (قلت بذلك سابقآ عديد المرات ولو دائمآ في لغة مختلفة).

يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

وقليلآ وأحاول التفكير مع الأستاذ "سيف النصر محي الدين" عبر مساهمته "أعلاه".

يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

العزيز سيف النصر، آذن لي أن أمر على تساؤلاتك القيمة حبة حبة أوبالقطاعي نسبة لضيق وقتي هذه الأيام .

تقول:

1-(مجموعة قيم الجسدانية مرتبطة اساسا بالحياة في الريف و في القرى حيث تغيب مظاهر وجود الدولة كمحتكر للعنف .و يبدو لي أن هذه المجموعة من قيم الزول السوداني هي دائما في انحسار و تضاؤل كلما زحفت المدينة نحو الريف أو زحف الريف نحو المدينة . لماذا؟ لأن الافعال التي تنسب للشجاعة و الضكرنة و التي تأتي عفوية حينما يوضع الشخص في الموقف المعين لا مكان لها في ظل وجود قانون و شرطة ..الخ. و ايضا رابط القبيلة و العشيرة تخف لحمته مع الوقت و مع انغماس الناس اكثر في ممارسة الحياة حسب التقاليد المدينية.
هل يمكننا القول أن هذه المجموعة من القيم تخلي مكانها لصالح مجموعة قيم العقلانية و ربما مصيرها هو أن تبقى فقط في بؤرة عميقة من اللا شعور الجمعي ليتم استدعاءها في الاحلام فقط؟.).

أتفق معك مبدءآ أن قيم الجسدانية كمنظومة هي في الأساس منظومة قيمية لا رأسمالية "مجتمعات ما قبل الرأسمالية" بلغة الماركسية. وأتفق معك في مبدأ أن هيمنة الدولة وسيادتها ربما أدت إلى تضاءل وإنحسار وفي الختام موت قيم الجسدانية كمنظومة فاعلة وتحولها إلى حالة فلكلورية أو مجرد ممارسة فردية كما حدث في أوروبا الغربية.
ولو أن الواقع المعاش يبدو أنه يتحدى ويغالط مثل هكذا مسلمات!. هل هي مسلمات؟. هل تم التحقق منها علميآ؟. فبالنظر إلى دول الخليج العربي وهي دول رأسمالية بالتمام والكمال وذات سيادة مركزية صارمة ما زالت القبيلة "قيم الجسدانية" بعد أكثر من نصف قرن بنية إجتماعية فاعلة وذات دور محوري في حياة الناس.

كما أن القبيلة ظلت في السودان تلعب دورآ مركزيآ في بناء الدولة وإعادة تشكيل بنية الدولة في كل مرة من المرات. بل وعبر إعمال قليل من النظر سنجد أن دور القبيلة "وشائج الدم" ظل يتعاظم في الآونة الأخيرة بعكس ما كان متوقعآ!.
يبدو أن الرأسمالية وحدها ولو في ظل دولة ذات سيادة مركزية صارمة ليست شرطآ كافيآ لموت قيم الجسدانية كون هذه المنظومة القيمية عندها مقدرة أن تكيف نفسها مع تلك الأوضاع وإلى أمد غير معلوم كما يحدثنا الواقع. وطبعآ الدول محل مثالنا هنا هي دول رأسمالية لكنها ليست لبرالية بمعنى الكلمة. هل نقول أن الدولة اللبرالية بنسختها الغربية هي دواء قيم الجسدانية وسبب إنزوائها أو موتها بشكل نهائي؟. تلك نقطة للبحث والتأمل. ووجب النظر في تلك النقطة مع الحذر اللازم كون في أوربا الغربية ذاتها هناك ملامح ما تزال ماثلة لقيم الجسدانية مثل الأسر المالكة وأصحاب الشركات "الورثات" الكبيرة مثل مرسيدس وهينكان وإلخ.

وسبق أن قلت في أحد مداخلاتي أعلاه:
(عندي زعم آخر قد يبدو غريبآ لأول وهلة وهو أن مشروع الجبهة الإسلامية قد هزمه الزول الفارس بشكل حاسم حتى أننا نشهد إنقلابآ ملحوظآ في نزوع حكومة الإنقاذ الحالية إلى إستلاف لغة الزول الفارس وتقمص رؤاه في سبيل البقاء وهو ما يلحظه الكثير منا من تعالي للنبرة العرقية والعشائرية في لغة الإعلام الرسمي تلك في الحقيقة ليست في الأساس خطة الجبهة الإسلامية عندما نشأت ولا عندما أستولت على مؤسسات الدولة بل ذاك سبب ونتيجة هزيمة مشروعها السياسي في ذات الأوان! ).

أي أن قيم الجسدانية عندنا في سودان اليوم هي سيدة الموقف أمام تراجع واضح لقيم العقلانية. ذاك هو الواقع الذي وجب التعامل معه. فالحياة العامة والخاصة للفرد تقوم في الأساس على قيم الجسدانية.

كيف لنا أن نتحقق من هذا الزعم؟. مشروع الجبهة الإسلامية في مستواه الآيدولوجي كان يقوم في منشئه على أسس من قيم الغيب مع بعض العقلانية لكنه تحول رويدآ رويدآ إلى مربع الجسدانية. جسدانية محضة!.

أعتقد أن الواقع المعاش هو خير دليل. ولك أن تتأمل معي على سبيل المثال المقالة "عند الرابط أدناه" لأحد الناشطين الشباب (محمد عبد القادر سبيل ) وأظنه من الإسلاميين ، المقالة المعنية من وحي تجربة شخصية، تحت عنوان: كيف استجدت العنصرية في حياتنا ومؤسساتنا العامة؟. :

https://www.alsahafa.sd/details.php?arti ... ermanent=0


يتواصل.... سيكولوجية "الزول"!

محمد جمال
أضف رد جديد