أنثولوجي الصورة الشخصية السودانية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

صورة


Mask
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

رسالة من أخي العزيز صديق عبد الهادي تلقيتها في بريدي الخاص
سأنشرها بنصها الكامل، فهى للجميع، وله مني الشكر على المتابعة و الحضور.




حول صورة الشهيد احمد القرشي

كان ذلك تقريباً في صيف 1982م بعنابر قسم المديرية في سجن كوبر العمومي حيث يوجد عدد كبير من المعتقلين السياسيين من قادة نقابات واحزاب ونشطاء وغيرهم. واذكر ان حديثاً تمّ حول ثورة اكتوبر، وبالطبع كان التعرض لاستشهاد احمد القرشي. وكان من بين المعتقلين اخونا وصديقنا الاستاذ عباس السباعي، وهو زميل ودفعة الشهيد احمد القرشي وكانوا زملاء دراسة في فصل الرياضيات تخصص في مدرسة الفاشر الثانوية، وكان الكلام عن عضوية الشهيد في الحزب الشيوعي هل صحيحة ام غير صحيحة؟. اخونا عباس السباعي اكد بما لايدع مجال للشك عضوية الشهيد بل مشى اكتر من ذلك وتكلم عن الشخص الذي ادخل الشهيد الى صفوف الحزب ( بالمناسبة الاسم القالو عباس السباعي انا متذكرو حتى الآن). ...ونجي لموضوع الصورة ودا المهم، وكانت دي اول مرة اسمع فيها تفسير للطريقة اللي اتخدت بيها تلك الصورة. عباس السباعي قال اصلاً الصورة دي هي صورة اورنيك التسجيل للجلوس للامتحان، وكان المصوراتي على زمنهم بيجي من مدينة الفاشر في يوم محدد عشان ياخد صور لطلاب السنة الرابعة الجالسين لامتحانات الشهادة او الدخول للجامعة، وقال انو المسألة دي كانت بتم، اي التصوير بيتم في مسرح المدرسة. وقال كانت في عادة انو الطلاب احياناً لامن يكون واحد صاحبهم بياخدو ليهو في الصورة بيجووا يقيفوا وراء المصوراتي ويحاولوا يضحكوه اثناء ما بياخدو ليه في الصورة . وكان دا بالضبط الحصل لاحمد القرشي انو الناس حاولو يضحكوهو وهو كان بيحاول يكون عادي...!!! و

وفي عام 1991م، تكلمت مع احد اقربائي إلتقيت بيهو في مسقط، سلطنة عمان وهو دفعة سباعي والقرشي في مدرسة الفاشر واكد لي ما قالو اخونا السباعي...فهذا يا صديقي فيما يتعلق بصورة الشهيد وكلامك الجميل عنها خلاني اكتب ليك هذه المعلومات، وما عارف اذا كانت هذه المعلومات مفيدة ام لا؟ وبرضو يمكنك التأكد منها بالاتصال بالاخ عباس السباعي وهو في امدرمان...اها شفت كيف يا "ابو التاج" مداميك التاريخ بتتبني بطوب مشتت شايلنو الناس في روسيهم وحايمين بيه


شكراً للكتابة الممتعة وللبوست الفريد يا صديق

مودتي

صديق عبد الهادي
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

صورة


عطسة (الدالاي لاما)

مثلها مثل غيرها من بنات جيلها، فأن ( حبوبتي) حليمة بت الشيخ، كانت تعشق التصاوير، ما أن يفرغ أبي من قراءة مجلتي ( المصور) و ( آخر ساعة)، حتى تتلقفهما لتتولى مهمة فحصهما بالتأمل العميق في تصاويرهما، تبدأ من الغلاف و تنتهي بالغلاف، لا تترك حجراً على حجر واقفاً دون أن تقلبه، و لا اعلان لعطر أو ساعة يدوية، و لا مجوهرات و لا تبغ فيرجيني فاخر، يمر من غير أن تسرح الطرف فيه، كان وجهها يكتسي بدهشة و أعجاب طفوليين، ثم يتملكها زهو الأكتشاف فتصيح الى لا أحد
(دحين الزول العضلاتي ده ما كلاي؟؟)
ثم لا تلوي أن تتساءل في خبث
( الراجل اب قديديم ده منو؟؟)
تمضي في فرجتها دون أن تعنى بأجابة من أحد، و دون أن تعبأ بالحروف التي لا تقدرأميتها على فك طلاسمها، فالصورة عندها، كافية لأعلامها بحكايا لا تطابق بالضرورة ما يحدّث به المخبرين، هذه التصاوير تحدثها حديثها الخاص، من داخل عمقها الأنساني، تعدها بمغامرة تقذف جدتي بنفسها في لجتها، دون خوف أو حذر، تتلذذ بنضارة ألوانها، و ابتسامات و عبوسات اصحابها و صاحباتها، تتجاوز في مشهدها، فضاءات الهوج و الفوج، و سهل البطانة، و الحافلة التي تقف على حافة الطريق عاجزة عن المضي، بين (عترة) و (المسلمية)، و الناس لا يكلون من نده (الفقرا)، لا يصيبهم يأس ولا قنوط.
كانت الصورة المطبوعة عند جدتي، تسلية بصرية روحية، ذات قيمة مختلفة عن تسلية وقائع الحياة اليومية، تتعرف فيها عن قرب على ملامح النساء و الرجال المختلفين، السافرات منهن فتضحك في سرها من كيدهن، ولا أظنها تمنت للحظة، أن تكون (صوفيا لورين) أو (سعاد حسني)، و لكنها تود أن تماديت منقباً في شغاف قلبها، تطرب طرباً حقيقياً، لمجرد فكرة وجود أناس في هذا العالم، بهذا الأختلاف، لها أن تسخر منهم، لها أن تمد لسانها في وجوههم الصامتة، لها أن تجفل ادعاءً من مرأي ظهورهن العارية.... (يالعليش)، تصيح وهي لاتعني ما تقول، و لها أن تجد لهم العذر، و لها أن تتعجب من سيقانهم الجميلة المعتدلة، و هيئتهم الملائكية، و لها أن تهز راسها من قلة الأكتراث أو عدمه، و لكنها رغماً عن ذلك، تعشق كل هذه الأنفعالات و الأحتمالات التي تحركها هذه السياحة الروحية في ركود نفسها، تنتظر كل اسبوع هذه النافذة، التي تطل منها على عالم هناك، ملئ بالأثارة و التشويق، عالم يؤكد وجودها، و يعزز من اعتزازها بذاتها، كانت التصاوير صلة وصلها بالعالم، دون الحاجة الى شروح و تفاصيل، فالزمان و المكان لم يعودا سوى ذكريات باهتة لعرم تصرم، و خيال لشبح ينشب أظافر من رهق و حرص على صخرة ملساء، هي الحياة، وهي واحدة لا تتكرر.


صورة شخصية جماعية

يتحول الأنسان السوداني (موضوع الصورة)، الذي تحدثنا عنه سابقاً، ووصفنا اصفرار وجهه، وجفاف شفتيه، الى سبع هصور، حين يتم تصويره خارج الأستديو (Outdoor photography)، تدب فيه الحياة فجأة، وتتملكه عاطفة البداوة بكل ضراوتها، يحدث ذلك التبدل، خاصة اذا كانت الصورة جماعية، تضم الأهل و الأصدقاء و زملاء العمل، فهنا تبرز مواهبه في (الغرودة)، و يمتلئ منه الصدر بهواء القوة، و تتسع المناكب، و تشع ابتسامة الرضا، فكأنه لم يكن طاوياً ذيله قبل سويعات من الآن، ثم أنه يلح عليك في طلب الصور، يظل يطاردك في بحر االنهار (عليك الله واحدة تانية، أنا غمدت في الصورة الفاتت)، أو يأتيك بحجة اخرى (صورة واحدة عليك الله مع طيفور قباض التماسيح ده، قايم راس الخيمة ما بنلم فيه تاني)، و تتحول تلك اللقطة الى مائة لقطة في بحر ربع ساعة، تتلوها ( تعال ياعبدو حصل صورة تزكارية).
و قد تبين لى أن أهم مشاكل الصورة الشخصية الجماعية السودانية، و خاصة تلك التي يتم التقاطها في الرحلات الخلوية، يأتي في مقدمتها كسل المتصورين من الوقوف، و التهيؤ باعتدال و انضباط لتمام العمل التذكاري، فيتم تصويرهم معظم الأحيان، و هم في حال جلوس على (الأكاليم)، أو هو كسل المصور من الجلوس، حتي يكون في مستوى المنظور الطبيعي للمتصورين، فيضطر المصور الى التقاط الصورة من نقطة اعلى من موقع المتصورين، وتسمى هذه الزاوية (bird eye view)، فيكون من حكم الجبر و الضرورة، أن ترتفع وجوه المتصورين لملاقات العدسة، فينشأ عن ذاك تغضن الجبين، الذي يضيف عمراً اضافياً الى أعمار المتصورين، و يتسبب موقع المصور في اختلال واضح في منظور اللقطة، مالم يكن ذلك متعمداً لغرض فني، و الأدهي من كل ذلك في حال الصور الجماعية، أن كل شخص تتقمصه شجاعة أدبية فريدة، لا يملك معها سوى عمل كل ما بوسعه، للفت النظر اليه، فتنتشر في الهواءعلامات النصر (اضنين الأرنب السالف ذكرها)، مذكرة بنصر الحلفاء في معركة (نورماندي)، لمن غاب عنهم ذكرها، و تظهر حيل (تعبيط) الوجه أن جاز لنا تخريج الكلمة، و البهللة (من بهلوان)، و عدد لا يحصى و لا يعد من الحركات القردية لا يسع المجال لسرده.
وقد تداولت الحكمة الشعبية بعضاً من قوانين الصورة الشخصية الناجحة، فعمل البعض بمبدأ (خليك عادي، أعمل ماشايف الصورة بتطلع طبيعية)، فيعمد المتصور الى التظاهر بعدم علمه بأن شخصاً يصوره، و أنه غافل تماماً عما يدور من حوله، و أنه سارح في الملكوت الأعلى، الا ان الصورة و لأنها لاتكذب، فأنها تعلن حال خروجها مطبوعة على الورق الصقيل، عن زيف التصنع، فيبدو من على سطحها وجه المتصور، و كأنه (الدالاي لاما) و هو يهم بعطسة.

صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

صورة

Ancient pain II
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

صورة



‎تأريخ المعرفة
‎عبرنا شرق النهر على صهوة الضجر، كان رهط من رجال البطانة على الضفة المقابلة ينظرون فى فتوى الأنتظار، محكمى القبضات على قعور سياط ( العنج) ، فى عزم من يودون هزيمة الضجر او من يتسلون بالوخز و المقارعة فى انتظار الصمت، الا انهم يبادرونك بالسلام الندى الرطب، و قائد ( البنطون) يلتقى بالأحداث قبل نشوءها، ينقل الأخبار و يلقى بها فى الضفة المعاكسة ، يزيد عليها او ينقص بلسان يلحن الفصحى و نساء مرضعات و رجال يغلظون الحلف و البصق فى ماء النهر. يموت رجال تحت مواطىء احذية بالية مهترئة، لرجال آخرين، رددنا عليهم السلام الندى الرطب، فقال شاعرهم ، و هو ممسك بسوط ( العنج)‫:‬ لماذا نمجد قيما مندثرة ، و كوكب محتوم بفناءه، و رفات يعود الى رفات؟؟؟؟ ما هو المجد ان لم يكن فراغ عقيم فى مجرى وهم عقيم؟؟ و اشار بسوطه الى النهر.
‎هذا صباح العيد، تفى العاهرات بالنذور على شفة الضريح شرق الماء، يستسلمن الى خدر التعاسة و قداسة المومياء، لا يتبرجن الا من عطر نفاذ، و دخان و بخور و اساور ذهبية تشبه نقوشها، نقوش ( مسلة) نوبية قديمة ، اساور من ذهب عمال الرى و الحفريات و السكك الحديدية و ادارة الكهرباء.
‎يزأر الحديد و هو ينسحب القهقرى مبتعدا عن الضفة، يحملهن عائدات الى مزاولة فحيح اخاديد الجسد العتيق المتهالك، و بقال و خراف و عربة (لاندروفر) رمادية اللون، مصفحة بتروس القوة، و الجميع يحدقون فى أمام منعكس فيصابون بالدوار برهة، ثم تكتمل استدارة البنطون، يذهب الأمام الى وراء، فينقشع الدوار، وينبعث اللغط المحتبس تحت همهمة الدعاء و مناجاة المومياء، يشرق الفرح فى رعشة متعة التصاق خاطئة عابرة، و ذراع المومياء تمتد فى فراغ الحصافة تنتشل الغريق من بين فكاك النهر الجائع، تمسح القذى و الذباب عن عيون الأطفال المقروحة، ثم تنثنى ( تهز) على نوح صبابة المداح، أنشد شاعرنا فقال‫:‬ من ترى يعيش ليرث مجد التراب و هو الى ذر و رفات؟؟؟
‎و الماء يغير لونه وخواصه، و فى وقفة العيد صب (الجاز) على جلده فأشعل ( مفيستو) النار فالتهمت كل جسده الصبى الا الكعب، وقفنا فى الظلمة ننظر جسده الممدد على لحاف متسخ و هياج الثاكلات، مضى فى مجد الموت وحيدا قبل ان يشهد تبلج مجد العيد، احكم الحزن على اخيه الطوق، فصار يطلق النكات فى ساحة المقبرة المزدحمة بالرجال و احذيتهم البالية، انتبذت امه فى الصفعة مكانا قصيا، تتحسس التراب على خدها و بين ثنايا الشلوخ .. الصفعة التى هبت ريح الموت فى اعقابها.
‎كان فقرا مدقعا، و العيد سرابيل و شلو رداء، و خمسة من الصبيان و الصبايا، ابنى البكر فى الجنوب يزرع الغاما و يرفع عقيرته بتلاوة الجلالات القاتلة، نفرح حين يبعث لنا بمال الفىء قبيل العيد ممهور بتوقيع قداسة المومياء، دعونا الشيخ المسجى شرق الماء و نذرنا النذور، زفرنا اكبادا حرى من وراء نسيج اخضر سميك و دخان ، كان الأبد رابضا فى شجيرات السدر و العوسج، و جدتى سادرة فى ( بطحانيتها)، حتى حارت الى مومياء، جلست تلعق الروب من آنية بلا قرار، و تهيأت لها الملائكة مثل رجال الضفة، قابضين على سياطهم، فزغردت من فرح، فانقلبوا الى شياطين مردة، قطع ( غلبونا) حديثه على الجوال قاب قوسين أو أدنى من غلبة البسابير و الطيباب و الحسناب، تمتم فى ياس، سأعود و ما عاد، فالغبرة ما عادت تنبت ( العيش ) و السفر يخرج من ثناياها، كلما احتدمت السماء برذاذ الطمى، هفت النوق الى النشوق و يأبى الشيخ ان يؤديها الأذن، رابعة العيد ، و ثلث الليل الأخيرالا قليلا، أنشد الشيخ وهو يشير بيده الى الأضواء المنتثرة على المدرج، فقال: ديك الحجاز‫.‬
‎ تهبط النفاثات فوق الحقائق العارية، فوق مدرج من افئدة عامرة بالمنى و الأمنيات، و مقاطع من الحصن الحصين، تراءى لنا امرؤ القيس بين خفر الجمرك و الأبد و الأوابد و الهياكل مجدور الجلد، على شاشة التلفاز أنشد ‫(‬محمد علي‫)‬ فقال‫:‬ ..كل ما يتمناه المرء..تويوتا تدركه؟؟؟.بلسان عربى مبين ، آمن الناس بذلك حتى يومنا هذا، و هبطوا حفاة على المدرج، قال الطيب ان ( بوب مارلى) ظل يزوره كل يوم فى شقته ببرايتون سائلا( الطيب ...ما بلقى لى عندك شريط اب داؤد؟؟؟).
3
‎عبرن شرق الماء على ظهر ( فروة)، قبيل مجىء ( جلوك) ، ليملأ ( ركوته) من ماء النهر لوضوء الشيخ ، عبرن الى ضفة الأخدود الذى ينساب فيه الماء الأزرق، مشين على صفحات ( شاهنامة) سوداء السحنة و صحائف غائبة عن فطنة التاريخ وعهود فناء البردى و ندرة الجلود، مشين زرقاوات مثل السكن فوق جفاف الصمغ، و ( قوت القلوب) مشلخة، فوق خديها المكورين وشم نخلة، كانت تشرب الخمر مثل الماء القراح فى حضرة الدستور، ذابلة العينين مثل زهر التبر فى الظهيرة العالية، تترنح على خبط الطست و الرق و الأصناج مثل مومياء مقدسة، و مات رجال تحت اقدام رجال و عقب من حديد.
‎عبرنا شرق الماء ننوش النبق الغاضب على شجيرات السدر الغاضبة، يأتى الكون الى سكون حينما ادرك ( بابكر سانتو) الهدف، اشعل مصطفى النار فى تاريخه الغض القصير فأنسكب العرق و سكن خواء الفؤاد الى الأبد .
‎ عدنا الى ( الخلوة) و ( العريفى) يمد نصف جسده من شباك ( الدردر) المنخفض ,وهو ينشد‫:‬ ..با جا ب الف، يصر البوص على اللوح حتى اربعاء ( البليلة) و خميس الرماد، يعود قريبه السجان ليشاركه غرفته الرطبة و احزانه الخاصة، ينزع فى حرص عمامته الكاكى عن راسه فكأنما يقشر قندول عيش الريف جائع يلتذ بجوعه، يعيد صياغتها على ركبته اليمن بحذر و اتقان ، فينفض الصغار فزعا من خطل المعرفة و يهرعون الى بهجة الجهل و غبطة العراك.
‎انتهى رماد الدوار الى ( ساحة التحرير)، تبلج صبح العيد مسفرا عن ثلاثين جثة معلقة يفتتح بها السابلة يومهم، الرفاق الذين آمنوا بحكمة المومياء و الرسالة الخالدة، و الرفاق الذين استظلوا براية الحرية لهم و لسواهم، و الذين هم واثقون من مستقبل الوحدة و الأشتراكية، و الذين تحولوا الى دليل سياحى يدلك على مكان التمساح الذى حولته لمسة المسبحة الى حجر، و مومياء ابى و فضة الفودين فى برواز متواضع على جدار أغبر ،بجانب مومياء الجيوكندا و مومياءات ( افينيون) و هن يسبحن فى مأزق الحياة .


.
‎جعل على يكذب ما ارجفت به المحكمة عن عدوله عن الحكومة فثبت ( عمرو) معاوية، علق عمال ( الفبارك) صورة المومياء الصفراء ( تسى تونغ)..
 
صورة
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

صورة


les-demoiselles-davignon-picasso
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

صورة



محمود محمد طه
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

سألني صديق عبر التلفون و السؤال موجه للأخ صديق عبد الهادي
لو الشهيد القرشي كان عضو في الحزب الشيوعي، ليه الحزب الشيوعي في المؤتمر الخامس
ما أشار ليه ضمن شهداء الحزب؟؟
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

وصلتني رسالة من الأخ صديق عبد الهادي فحواها:


(في الرد على سائلك اود قول الآتي

اولاً/ لا أدري إن كان الحزب في المؤتمر الخامس قام بذكر اسماء كل شهدائه ام لا؟

ثانياً/ لو قام بذلك ولم يذكراسم الشهيد القرشي... والله ما عندي معلومة ولا عارف انو ما ذكر اسمو ليه؟

ثالثاً/ اوعدك باني حأشيل سؤالك "صرة وخيط" واقدمو لناس اللجنة الكانت منظمة للمؤتمر واجيب ليك اجابتهم برضو "صرة وخيط" و

مودتي

صديق عبد الهادي)
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

الحكاء المطبوع تاج السر وبقية المتداخلين سلام.


الصورة تساوي ألف كلمة. وقيل أكثر!
متعة ما بعدها متعة هذه التي تبذلها مشياً في المسافة بين الصورة والحكي، ونركض نحن خلفها بلهاث ومنذ البداية.
لدي ما يمكن أن يفيد سؤال صديقك، ويكفي صديق عبد الهادي عناء البحث عن إجابة كما وعد بذلك. في المؤتمر الخامس عكف عبد المنعم خضر وصلاح حسن وزمرة من كهنة الرسم والتصاوير والألوان علي تنفيذ معرض للصور الفوتوغرافية (أبيض وأسود) ومعالجتها لتخرج (ملونة) كما فعلوا ذلك في صور عديدة. في هذا المعرض لا أذكر بدقة إن كانت صورة القرشي قد عُرضت ولا لأ. لكني متأكد من الضجر الذي أرهق الجميع أثناء معالجتها في فترة التحضير ما قبل المؤتمر. لكن وفي سياق الإجابة علي سؤال صديقك يمكنني التأكيد علي أن صورة القرشي لم تسقط من الفلم التسجيلي الذي أعده وأخرجه الشفيع إبراهيم الضؤ تحت عنوان: شهداؤنا. وقد عرض هذا الفلم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
وللتأكيد أكثر أقول لصديقك أن للحزب الشيوعي مطبقاً أنيقاً ساكسفوني الشكل بورق مصقول زنة 250 جرام وبطول 35 سنتمتر، لم أرى عملاً في بهاءه إلي اليوم في معظم أعمال الحزب الفنية اللاحقة له، مثله مثل بوسترات انتخابات العام 1986 التي نشر جزء كبير منها هنا صديقنا (إبراهيم الجريفاوي)، قبل أن تصدمنا الحملة الانتخابية الفائتة ببوسترات رثة الشكل والشعار والخامة والورق والخيال!
صدر هذا المطبق الساكسفوني في احتفالية العيد الأربعين للحزب الشيوعي وكانت صورة القرشي ضمنه أيضاً. هذا المطبق وتلك البوسترات، ينبغي أن تنبه الحزب الشيوعي إلي مستوى التراجع الذي حدث له في مضمار (أدي العيش لي خبازو) وجعله يصمم شعاراً وبوسترات انتخابية أشبه بدعاية حفل محمود عبد العزيز الأسبوعية!
تحياتي


صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

راشد مصطفي سلام
و الله شهيتني في السكسفونيات دي
وشكراً على الأفادة حول صورة القرشي الشهيد، و على المتابعة و الحضور
الزلزال الليلة حمانا الكتابة، رعب ما حصل
لك تحيتي و تقديري
الملك
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

[/]صورة

حديث الفتغرافيا


في مطلع القرن الماضي، بدأ النقاد الفنيين الأهتمام بالأبيض و الأسود من الفتغرافيا، لتعبيريتها السريالية الواضحة عن عالم ملون، فبرز الى الوجود في الأعوام مابين (1920 -1945)، التصوير الفني في الولايات المتحدة، مستفيداً من كل تجارب التشكيل و مدارسه، و خاصة تلك التي تعنى بالمباشرة أو ما عرف حينها بمدرسة ( Truth is otherwise)، تعتمد الحركة الفنية الفتغرافية، على القواعد الميكانيكية للكاميرا، والتطور الصناعي في العالم، و الذي أسهم في تحقيق طباعة الصورة الكبيرة، أما قبل ذلك (نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين)، فأن التصوير لم يكن يعتبر فناً، مالم يقصد المصور ذلك (باعمال اضافات و تحويرات، و تجاوز و مخالفة لطرق انتج الصورة)، وقد اعترض المصور المكسيكي (دي زاياس)، الذي كان لصيقاً بالمصور الأسطوري (استيغليتز)، بأن الفتغرافيا لا تملك قدرة التعبير الكافي، بقدر قدرتها على حمل الحقيقة الكافية، و في مقال أعقب ذلك، قال يأنه يجب التمييز بين الفتغرافيا البحتة و الفتغرافية الفنية، و أن التصوير الفني لدى (Edward Steichen)، يحمل متعة و عاطفة، حيث ان المشهد اليومي المعتاد عنده، يكتسب معنىً جديداً ابعد كثيراً من رؤيتنا الشخصية.

الكاميرا

حظيت الكاميرا ومنذ اختراعها، بكثير من الثناء و التقدير، و نسب الفضل اليها مراراً عندما يتعلق الأمر بالصورة الفتغرافية الجيدة، و لعل العالم الغربي قد تنبه الى عدم عدالة و معقولية هذا الحكم منذ بدايات القرن العشرين، فاعترف بأن هناك فرق بين واضح يفصل بين (المصور) و (ملتقط الصور)، يجعل للأول مقاماً بين الفنانين، بسبب قدرته على تجاوز امكانات الكاميرا، و تقديم رؤيته على رؤيتها، بينما تعتبر صور الثاني، صوراً اعتيادية يمكن لأى شخص أن ينتجها، و قد أنتج كثير من المصورين الفنانين بالفعل، أعمالاً تبوأت منزلاً سامقاًعلى حوائط المتاحف الفنية في كل انحاء العالم، جنباً الى جنب روائع الفنون الجميلة الأخرى، و لأننا نتحدث عن الصورة الشخصية السودانية، فان من نافلة القول الأشارة الى أعمال المصور الأمريكي الأسود الفنان الأشهر (غوردون باركس)، وصورته الفريدة للحارس العسكري السوداني، في القصر الجمهوري، و هو واقف و يديه منعقدتين وراء ظهره، وعلى رأسه القبعة المزينة بالريشة،ومن وراءه سلم ذو درج أسود يفضي الى الطابق الأعلي، في فضاء أبيض طاغٍ، و غير ذلك بورتريه الأمبراطور (هيلاسلاسي) الشهير، وأنتاجه السينمائي الذي يقف على قمته فيلم (شافت) الشهير، و فلم ( شجرة المعرفة). لم يحتج كثير من مشاهير التصويرالفتغرافي في فترة البواكير لعمل الصورة، الى أكثر من كاميرا رخيصة (يتم صنعها يدوياً)، عرفت بأسم (pinhole camera) أو فتحة الدبوس، والتي لم تكن في حقيقتها سوى، صندوق خشبي يتم تجميعه في ورشة المصور، ذو فتحة ضيقة في مقدمته بمقياس سماكة مسمار كبير، يغطيها مزلاج خشبي يسهل تحريكه في دائرة كاملة، أما الفلم المستخدم، فهو فلم يصنعه المصور بنفسه من حبيبات الفضة، و معاملات كيمائية اخرى معقدة، يُحشر في الجزء الخلفي للكاميرا، و يتم التقاط الصورة بأزاحة المزلاج و تعريض الفلم للضوء، لفترة متروك أمر تقديرها للمصور، اعتماداً على خبرة و دراية واسعتين بحساسية الفلم الذي صنعه، ومستوى انارة المشهد، و غير ذلك من التقديرات، و يقوم نفس المصور بتحميض السالبة و طبعها، بمواد يركبها، و على ورق من صنعه، وفق ما يشتهي تحقيقاً لرؤيته في العمل النهائي، محدداً له خصائصه، بتمكن تام لا يقبل التغيير.
وقد برزت نظرية المصور الأمريكي فريد عصره السيد (Ansell Adams)، المعروفة بنظم المنطقة الضوئية، لتحل معضلة السيطرة على صنع الصورة، و تنفيذها وفق معادلة حسابية، تبتعد بها عن الفعل العشوائي، وعدم ترك نجاحها تحت رحمة يد الحظ و الصدفة المحضة، وذلك بالألتزام ببروتوكول النظرية المنضبط من الأف الى الياء، ويستفيد المصورمن تطبيق النظرية، في اخضاع الكاميرا و العدسة وقياسات الضوء، و الأستفادة من علاقاتها الحسابية ليفرض سيطرته الكاملة، ومن ثم المحافظة على سمت واحد لا يتغير بين لقطة و اخرى. و قد عنيت النظرية الشاملة بالتصوير الأبيض و الأسود، بحسبانه ضمن الفنون الجميلة، وقد قام الفتغرافي الشهير (ويستون) بتطوير جهاز لقياس الضوء في كل احواله و أنواعه، يندرج تحت قراءته، الضوء الدافئ و البارد بحسب تعبير الملونين، واشكاله (المنعكس و الحادث، و الغامر)، مناطق قوته و حدته وحتى تلاشيه في حلك مطبق تام، فتحققت بذلك الأنجاز، زيادة السرعة التي تتم بها صناعة الصورة، و تطورت تكنولوجيا صناعة الكاميرا نفسها، الى صندوق مؤلف من مواد متطورة، حابس لتسرب الضوء يسهل حمله، فصارت أكثر فاعلية في مواجهة تحديات تقلب الحدث الفتغرافي، خاصة لدي المصور الصحفي، مثال تقلبات المناخ وما يتبع ذلك من تغير للضوء و نوعيته، وتاثيرات الغبار العالق و السراب وغير ذلك من المؤثرات، على الصورة النهائية، و بظهور الموديلات المعقدة للكاميرات، وأجهزة التقاط الصور، عادت الكاميرا الى امتصاص المدح و التقريظ وتلقي عبارات الأعجاب، ملقية بالمصور الى المقعد الخلفي، ملتصقاً بالبؤرة طامحاً الى المجد دون جدوى.
و تجلى هذا الأعجاب بوضوح في اقبال الناس على شراء ماركات بعينها من الكاميرات، بحسبانها المسؤلة دون منازع عن جودة العمل الفني الفتغرافي، و لكن دعنا نفترض أن هذا الزعم صحيح، باعتبار أن الفروق بين عدسة و أخري، و تصميم انسيابي وآخر كبير، الا أننا نستطيع التأكيد بانه لا توجد كاميرا واحدة في هذا الكون، يمكنها تقرير اللحظة الحاسمة لالتقاط الصورة، ونكاد نجزم بأنه لادخل لها في تكوينها، و لا في تحديد الزاوية التي قد تحدث أثراً أعمق في نفسية المتلقي، فالمصوريبقى أولاً و أخيراً، المبدع الذي ينفث من روحه في الصورة، باختياره بكامل المسؤلية، لموضوع الصورة، و تحين المزاج و الظرف الملائم، وللحظة الضغط على الزناد لنقل أكثف مافي المشهد، وهو الذي يتبع معالجتها بعد أتمام الكاميرا لمهمتها المحدودة، متعهداً لها بالمداورة و المحاورة، حتى تصيب منه الرضا، أو تذهب الى سلة المهملات، مرتقياً بحدسه أعلى ذرى التعبير، لدرجة تحس فيها وكأنك هناك في معيته.
ومن المألوف جداً لكثير من المصورين، حين يقدمون أعمالهم الجيدة للمشاهدة، سماع جملة (يا سلام، بالله الكاميرا البتصور بيها كانت شنو)، و لصديقي المصور الأمريكي (لين دانيغان) أجابة جاهزة حفظتها عنه: (عندي شاكوش في البيت لكن ما بعرف أدق مسمار)، و كأني به حين يسلف كاميرته لبعض من الفضوليين، ينطق دون صوت من خلال نظراته الساخرة، بحكمة فارس عربي قديم ( أعطيتك سيفي، و لم أعطك يدي). و من المعلوم لخبراء الكاميرات في العالم، أن كل الكاميرات باختلاف امكانياتها، تنتج صوراً متشابهة، ان لم نقل متطابقة، تحت اي ظرف مثالي، و نعني بذلك الظرف على الأغلب، نهار صيفي مضئ أضاءة شاملة متساوية. و لكن السؤال الحقيقي يبقى مطلاً برأسه، ماهي الصورة الجيدة حقاً؟، وحين نقول بأنها جيدة، فبالقياس الى ماذا؟.
هنالك علامات و سمات واضحة تدلل على مستوى أي عمل فني، تبذل نفسها من الوهلة الأولى، لأي متواضع في ذوقه، تمكنه من الحكم على جودة العمل أو سوءه، دون الحاجة الى تلقي اى من معارف علوم النقد الفني، نعرفها جميعاً، منها عدم استساغة الذوق البصري للأظلام و الدكنة الطامسة، وعكس ذلك الأضاءة الباهرة التي تقوم بمحو التفاصيل الهامة، أو أهتزاز المرئيات بسبب من عدم ثبات اليد، أو الصورة المكونة بطريقة تحذف أجزاءً هامة من الموضوع المصور( الجزء الأعلى من الرأس، أو الأزاهير من المنظر الطبيعي مثلاً)، وغير ذلك من المشاكل التي لاتخطئها العين المدربة و غير المدربة على حد سواء، العين الحمراء (وهي ليست المذكورة في الأغنية الشعبية الشهيرة، حمرا و شرارة)، تكرشات الخطوط المستقية و تلك مشكلة ناشئة عن فقر العدسات الرخيصة و التي غالباً من تكون مصنوعة من زجاج عادي أو بلاستيك، أو بسبب من علل صحبت الجيل الأول من الكاميرات الرقمية، و التي كانت تستخدم فيها شريحة غير متطورة صغيرة لعمل المسح الضوئي.
من وجهة نظري، فأن تقدير قيمة العمل (بنسبته الى)، تكون ممكنة في حال مقارنة أعمال عشرة مصورين لنفس المشهد أو الموضوع، بنفس الكاميرا، في نفس الظرف الزماني و المكاني، ومن نفس الموقع، مع ترك حرية أختيار فتحة العدسة وسرعة الأطلاق وزاوية الألتقاط للمصور وحده، وهنا يكمن السر في نجاح اللقطة المعينة، بيد أننا لن نغفل أمراً شديد الأهمية، تتصف به الصورة الجيدة، وهو قدرتها على حمل التفاصيل، و تفاصيل التفاصيل، حتى تلك التي تغفلها العين البشرية غير المدققة، فالصورة من غير تفاصيل، صورة فقيرة، و الصورة من غير دراما تعبر عنها، ليست سوى صورة مملة.
من الأسئلة الصعبة التي يواجهني و يتحداني بها طلاب الفتغرافيا، قولهم: هل من الحقيقة في شئ، القول بأن أي فنان تشكيلي يمكنه أن يصبح مصوراً فتغرافياً ناجحاً؟؟، أجيب من فوري، ليس بالضرورة، و أضيف تفادياً للعسف والعف عن الأطلاق (الا في حالات نادرة)، فالفنان التشكيلي، أي فنان تشكيلي، يختار من وقت مبكر خاماته، ووسائطه التي يشعر بأنه قادرومتمكن من تطويعها لغرض تنفيذ تحفته الفنية، وقد يتنقل هنا وهناك بين الوسائط، مجرباً و مختبراً، و غالباً ما يرسو على بر وسيط يتخذه بصورة دائمة كوسيط مفضل لديه، يسبر غوره و يتملك ناصيته، من المائيات كان، او الباستيل أو الزيت، و تغييرمفضليات الوسائط ليس في سهولة خلع قبعة و تغييرها بأخرى كما يبدو، بل أمر يستدعي الكثير من العمل الشاق و التهيؤ العقلي و الأستعداد العاطفي، و حاولت تقريب الصورة باسقاط الأمر على الآلات الموسيقية لدى العازفين، فمن النادر أن ترى عازف وتريات، يتنقل بينها ليعزفها كلها بنفس تمكنه من عزف آلته الرئيسة، نعود و نقول ( الا في حالات استثنائية)، و للطلاب السودانيين كنت اشير الى تجربة توفر الأستاذ محمد الأمين على (تجضيم) آلة العود، و تمكن الفنان الشعبي النعام آدم من عزف الطنبوربمهارة لا تبارى، حيث لا يجوز لنا الجزم بقدرة اي منهما على معرفة خصائص آلة الآخر، و ابداع عزفها لمجرد معرفته التامة بالوترية الأخرى، و للفتغرافيين الأوائل مقولة لمقاومة اي محاولة من التشكيليين التغول على خصائص الفتغرافيا، و اشهرهم (لايتز)، ومن ثم دفعها في اتجاه يفقدها شخصيتها، حيث يصرون على أن الفتغرافيا ستبقى هي الفتغرافيا، وأنها وحش يقف على قوائمه، دون الحاجة لقوائم خارجية، ثم اتسعت رقعة المقاومة فشملت مقاييس قطع الصورة، فوضعت قياسات ثابتة لها، تتناسب بصورة منضبطة مع معدل مقاييس السالبة، أو الشريحة التصويرية في الكاميرا الرقمية، تتدرج من حجم الباسبورت، و حتي البوسترات العملاقة، و بناءً على ذلك التزمت شركات صنع ورق الطباعة، بالمحافظة على هذه المقاييس و النسب حتى لحظتنا الراهنة، بشكل يقرب الى التقديس، أعود فاضع فرضاً قد يكون صحيحاً، و قد لا يكون، وهو أن الذي يجمع بين الأثنين، التشكيلي و المصور الخلاق، هو قدرة الشوف، و قدرة انتزاع التأليف الفني من عمق هذا الشوف.
وقد تسنى لى أن أشهد عن قرب العلاقة بين الكثيرين من الفنانين التشكيليين الأمريكيين، و الكاميرا الفتغرافية، فوجدتهم أكثر خلق الله اقبالاً على شراء الكاميرات زهيدة السعر، و في مقدمتها كاميرا الأستخدام لمرة واحدة، و كاميرا الصورة الآنية المعرفة بالبولارويد، و السبب في ذاك ان التشكيلي يستخدمها غالباً في التقاط صور يسمونها (reference shots)، يعود اليها الفنان، لأستذكار تفصيلات معينة، أواعادة النظر في مشهد تكوينات سحب قامت الريح بتغيير مواقعها، أوبزغت الشمس من بين أفوافها فتغير المزاج العام للمنظرالطبيعي، يرجع اليهاعقب عودته الى الأستديو لتكملة العمل الذي غالباً ما يكون قد بدأه في الهواء الطلق، أو لألتقاط صور للوجه البشري، من زوايا عديدة، تساعده في سرعة انجاز البورتريه التجاري، بنجاح تقترب الملامح فيه من الأصل لدرجة كبيرة. الا أن المرة الوحيدة التي يهتم فيها التشكيلي بجودة الكاميرا، فهي اللحظة التي يحتاج فيها تصوير أعماله على الشرائح، أو حتي بواسطة الرقمي عالي الجودة، بغرض طباعتها وعرضها، أو تقديمها الى لجان المنافسات و المسابقات الفنية، أوكنماذج دقيقة لصالات العرض بغية تسويقها أولأي من الأسباب الأحترافية، وغالباً ما يلجأ التشكيلي لأستئجار مصور محترف، خبيربمناطقة الكاميرا، حذق في مطابقة الألوان و السطح و الأضاءة السليمة للأصل، دون تدخل منه ( التشكيلي نعني)، في أي من مراحل العملية، يقول المثل في وصف مثل هذا الحال، أعطى (جون) الخبز لخبازه.
تاج السر الملك 2011

سيد أحمد العراقي
مشاركات: 624
اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm

بعض ماترك أبى.....برحمه الله رحمة واسعة

مشاركة بواسطة سيد أحمد العراقي »

[font=Tahoma]

كرام القوم...تاج السر والمتداخلين

لكم التحية

بعض صور ورثتها من أبى يرحمه الله

السلام ياالمهدى الامام والجسور الشيخ عثمان دقنة

لم تنجح المحاولة.....معذرة وساحاول من جديد
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

إني أرى كتابآ يسير. شكرآ يا تاج السر الفوتوغرافي والكتابة الجميلة.

صورة والدي المرحوم محمد عثمان احمد الحاج رحمة 1932 - 1998



صورة
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

سيد أحمد العراقي

شكرا على المحاولة، و اتمني أن تنجح المرة القادمة.



أخي و ص]يقي العزيز عادل عثمان
طال انتظارنا لحضوركم و ها قد جئتم فمرحباً
ولكم الشكر على المساهمة بصورة الوالد فهي جزء من تاريخ الشخصية السودانية
و أملنا في المزيد من الصور لرفد البوست، و عشمنا في الكتابة ايضاً
الملك


صورة

Digitally colored - Model: Velleria
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

سلام تاج السر... وكل سنة وأنت مبدع

سيد أحمد العراقي أرسل لي بعض الصور المتعلقة بأمرنا هنا لكنني لم أستطع فتحها. وهو كما أشتكى من قبل لم يستطع تحميلها بنفسه في هذا البوست.

سأحاول مجددآ وإلا على العراقي أن يرسل لي الصور من جديد عبر برنامج MICROSOFT OFFICE PICTURE MANAGER

وهذا لعلم صديقي سيد أحمد كوني فقدت الإتصال معه عبر التلفون لأسباب فنية.

تحياتي

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

صورة

عبد الله بك خليل


-----------

من "أرشيف" سيد أحمد العراقي
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

صورة



السيد على الميرغني


-----------

من "أرشيف" سيد أحمد العراقي
آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في الثلاثاء أغسطس 30, 2011 5:07 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

صورة



الأزهري


-----------

من "أرشيف" سيد أحمد العراقي
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

صورة

الأمير عثمان دقنة

-----------

من "أرشيف" سيد أحمد العراقي
آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في الثلاثاء أغسطس 30, 2011 5:06 am، تم التعديل مرة واحدة.
أضف رد جديد