جنازة الخط..ميلاد الكتابة

[حامد بشرى]

والله يا حسن بالإضافة الي أنك فنان وتشكيلي ومبدع ممكن أقول أنك زول مسّلطْ برضو . الحكاوي السمحة دي بتجيبها من وين ؟ حكاية الكراس أبو أربعة وستين ورقة والجلاد بالورق البني أو الأصفر وقلم التروبن والريال والشلن وما داير أجيب سيرة الطرادة وحقيقة أنا ماعارف الاسم ده جانا من وين وده موضوع تاني وحصة القواعد والاعراب والياي المعرجة واللوح والدواية ولم نبدا بعد في البحث والتنقيب في هذه الثقافة حتي أطل علينا الكومبيوتر بتعقيداته الكتيرة ومسيخة والسفت وير حقوا وما تبعه من واتسب وفيس بوك وفيس تايم وهلم جري من الوشوش . غايتو الله يقدر القراي ويكون في عونو.
اها وانا مازلت مستمتعاَ بموضوع تبيتي في القسم مع ملكة الدلوكة أنصاف مدني التي لم أشاهدها في حياتي قط لا علي شاشة التلفزيون او وسائل الأعلام المرئية الأخرى لكن أتخيلت كيف كان السؤال والاجابة . وأحلف ليكم صادق أنا لحدي يوم الليلة دي ما حصل شاهدت المصيبة الاسمها الطيب مصطفي ولا حسين خوجلي في التلفزيون وعلي هذا قس . علاقتي في الأساس مع التلفزيون ضعيفة وتلفزيون البيت ما فيه قنوات عربية مما جعلني أصل مرحلة المقاطعة (النظرية ) ودي من النظر فما بالك من مرحلة المتعة بهذا الصندوق أها أنا في المحنة دي جيتنا مارق بموضوع الخط والمقطوعة الجميلة بتاعت صديقك أبراهيم كوجان . ياخ الإنقاذ دي لو عندها حسنة واحدة انو علمتنا الكتابة وعرفتنا بمصائب في الدنيا دي لا ليها اول ولا آخر وكلوا يوم الزول يكتشف أنو السودانيين ديل واقعين من السماء مية مرة ولو قاموا علي الكتابة دي بنجضوها .وحكاية أخوك أبراهيم كوجان زي ما قالوا اهلنا الكلام بجيب الكلام ، ذكرتني بقصة حصلت قريبات دي في أوائل التمانينات .
في حينا العباسية بامدرمان والدنيا صيف والكهرباء قاطعة وعلي التعرتني قمت زرت صديقي منار في سعي أن نتفق علي قضاء امسية تليق بهذه العكننة . وجدته جالس في الصالون وامامه لمبة صغيرة من بطارية وهو يرتدي نكس فقط يستر نصفه السفلي ويتصبب عرقاً وعلي الطاولة كراسة كبيرة لاحقاً أتضح انها أحدي دورات اللجنة المركزية او مجلة الشيوعي ، لا أستطيع بعد هذه الفترة أن أجزم لكن علي ما أعتقد كانت دورة ماكنه وامامه ما يشبه الحصن الحصين . منار جهز نوته صغيرة وقطعها بمقايس الحصن الحصين وكمان خيطها في النص بدلاً من الدبابيس ونقل كل الدورة علي هذه الحصن الحصين بخط جميل أشبه بالفارسي .
طلبت منه الحصن الحصين الاصبح جاهز للقراية و بكل أسف أستجاب لطلبي . وفي نفس اليوم علي ما أذكر مر علي المنزل الشيوعي المختفي العم الجزولي سعيد وقام شاف الابداع التأميني ده وطلب مقابلة المبدع علي الفور ، ما احب أن اطيل في هذا السرد ووصلته بمنار في نفس اليوم بعد أن أستلم الدورة في نسخة الحصن الحصين . ما أظن تكون في نسخة فريدة تانية من هذا الحصن الحصين . ويا أخونا الشيوعيين لو في واحد وقعت في عينو النسخة دي بالله دلونا عليها ، ولكم الثواب . أها ده واحد من أسهامات الخطاطين في تأمين العمل الثوري . وجزاكم المولي خيراً

[حسن موسى]

سلام يا دفعة
("دفعة " دي عشان جبت سيرة قلم التروبن و الشلنق و الطرادة عشان اولاد القرن الواحد و عشرين، ما بيفهموا رندوك زمننا)
أولا بالتبادي شكرا ليك على عنايتك بمكاتيبي، و الله لولا محاحاة عيال المسلمين لكنت كرست وقتي كله لكتابة الحكايات التي جمّلت وجودي و خففت عليّ وطأة الإنقطاعة لكن الله في.
أنا ذاتي ما شفت و لا سمعت الفنانة القديرة إنصاف مدني إلا في الشاشة الغشاشة لكني من المعجبين بفنها و عفويتها و سأسعى لسماعها عينك عينك في زيارتي القادمة للسودان. أما حكاية الصديق الفنان ابراهيم كوجان فهي تستمد قوتها الأدبية من حيث كونها تنطوي على طرف اصيل من ذكريات التجربة المدرسية ايام كان التعليم مبذولا للجميع بدون فرز( تقريبا ) و بدون رسوم او مصاريف او ضرائب. قال مغني زمن الإنقاذ" ودّوا الولد للسوق كُتر العلم ما بحوق" فتأمّل. و تأمل كمان في حكاية الشاب الكتب "الحصن الحصين في إحسان التأمين"
تعرف حزب الشيوعيين السودانيين دا ما قام إلا على جهود أفراد عاديين اقتنعوا بعملهم و جوّدوه و قد جاء في الأثر أن إحسان العمل أعلى درجات الإحسان.
سأعود