إحياء الذاكرة الجمعية السودانية من خلال التماثيل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

عبء الخطيئة - Burden of shame

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


ولمزيد من التأمل فى وضع سليم المُعقد والشائك هذا قمت بالتعليق فى هامش ترجمتى: { قارن قصيدة سليم أعلاه "أغنية لبريطانيا" بقصيدة (عبء الخطيئة - Burden of shame) التى تغنيها فرقة الـ(يو بى فورتى - UB40)* البريطانية.}، وأرفقت هذه القصيدة مع قصيدة "أغنية لبريطانيا":



Burden of Shame


[font=Comic Sans MS]There are murders that we must account for
Bloody deeds have been done in my name
Criminal acts we must pay for
And our children will shoulder the blame

I’m a British subject, not proud of it
While I carry the burden of shame

As a nation we’re following blindly
No-one stops to question why
Our money’s supporting an army
And a boy in Soweto dies
I’m a British subject, not proud of it
While I carry the burden of shame

Must we go on ignoring forever
The cries of an African son
There’s a soldier’s hand on the trigger
But it’s we who are pointing the gun

I’m a British subject, not proud of it
While I carry the burden of shame




صورة



والتى ترجمتها الأستاذة (عشّة موسى):


عبء الخطيئة

إرتكبتُ السوَء وآذيتُ آلاف الـبَشـَر
فما ذنبهم يدفعون الثمن
- زُغب ُ الحواصل -

بريطانيٌ أنا بالتـَجَنـُّس
جـِنسية بها لا أفاخر
عبء ثقيلٌ حِمْـلهُ فوق" الكواهِـل"!

تابَعْـنا عمياناً .. من ذهبوا بنا
عبر دهاليز الظلام
و ما سألنا السابقين عن الدلائل

أموالنا منحتهم القوة وشدَّت أزرهم
ويموت في "سويتو" الصبي ..
وأنا!! بريطانيٌ أنا....
مازادني هذا التجنس ما يطوِّل هامتي
بين القبائل!

هل نبقى في هذي المتاهةِ دائماً؟
وصبيِّ افريقياً ينادي:
"جنديٌّ يدوس على الزناد!!"
ونحن من حمل القذائف والقنابل

وأنا!! بريطانيٌّ أنا ...
مازادني هذا التجنس ما يطوِّل هامتي
بين القبائل
!




صورةhttps://www.youtube.com/v/PpNlM9eF5hAصورة


صورة



صورة


لمراجعة سيرة (سليم التقلاوى) فى قاموس أكسفورد للسِـيَر الوطنية بقلم (جيمس مكارثى) أنظر الرّابط:


Oxford Dictionary of National Biography


ـــــــــــــــــــــ

* فرقة الـ UB40 يعود إسمها إلى رقم الوثيقة التى تم تسريحهم بها عن العمل. ويتكوّن أعضائها من أحد أحياء لندن المتعدّدة الثقافات والتى يقطنها المنحدرين من المستعمرات البريطانية.

ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

فى وصف سليم التقلاوى

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة

كتب القس (ويليام جُوِيت - William Jowett) عند زيارته لمصر وفلسطين عام 1818 مُمثّلاً (لجمعية الإرساليّة الكنسيّة)، عن (الأحباش فى مصر – Abyssinians in Egypt) ( وحَسَب سجلاّت الإرسالية لعام 1819 فإن أهالى الحبشة والمناطق المجاورة كانوا محط إهتمام السيد جُوِيت أثناء وجوده فى مصر .) [1] وقد كتب عنهم الإنطباعات التالية عند مشاهدته لبعضهم فى الإسكندرية:

{ أثناء العشاء كان عَبْد السيّد ثيربيرن يقف مُنتظراً. إنّه شاب أسود، من أهالى دارفور مُسلم، كان يرتدى عُمامة بيضاء وملابس قُرمُزيّة اللّون. وقد كان لدى السيّد ثيربيرن عَبْدَان آخران، هما أُم وبنتها من الحبشة من أهالى (غُـندار). عندما تقع عَـيْـنـايا على مثل هؤلاء الناس فإنه ينتابنى إحساس عاطفى خَفى يسرى إلى أعماق أعماق روحى .... }[2]

صورة

كان هذا وصفاً لخادم القنصل التجارى البريطانى روبيرت ثيربيرن الذى سيقوم بجلب سليم فيما بعد لأُسكتلندا مِن أجل تعليمه. وبرغم وجه الشبه بين وصف هذا الشاب الأسوَد وسليم، بالذات أُصوله التى تعود إلى دارفور، إلاّ أنه لا يوجد تطابق من حيث التاريخ فى الحالتين، فسليم حين تم إحضاره إلى بريطانيا عام 1836، تم وصفه ( بولد مُسْترَق يافع)، فى الوقت الذى كان فيه عُمر هذا الشاب من أهالى دارفور الذى أشار إليه جُوِيت فى ذاك التاريخ ليس أقل من أواخر العشرينيات من العمر.

صورة


وقد جاء وصف الروائية الإنجليزية سارّا هاريَت بيرنى لسليم الشاب مدهشاً نوعاً ما وله جاذبية خاصة كوصف بالكلمات، واضعين فى الإعتبار أنّه إلى أن وَصَفَـهُ بعد ذلك بيرتون عام 1861 (حيث كان حينها فى الثلاثينيات من العمر)، من الواضح أنّه لا يوجد له وصف آخر فى سِن أحدث. فكَتَبَت من منزل مُستأجر فى (شيلتنهام - Cheltenham) حيث كانت تُقيم عائلة ثيربيرن، إلى (أنّا جروسفينور - Anna Grosvenor) فى 2 / فبراير من عام 1843:

{ اسم عائلتهم ثيربيرن. لديهم مسكن جميل عبارة عن نوع من القلاع، ويُطِلُّ على منظر كامل لسلسلة جبال (الجرامبيان)[3]، التى أطلعتنى بنتهم على رسمٍ تخطيطى لها. ولديهم أكثر من ذلك، خادم حبشى أو نوبى شاب، تم شراؤه بدافع عاطفى عندما كان عمره عشر سنوات بوساطة أحد أشقاء السيد ثيربيرن الذى رآه فى سوق العبيد بالقاهرة، ثم بعثه هدّية لزوجة أخيه فى إسكتلندا. والآن يبلغ السابعة عشر. ولقد بَذَلَت السيّدة جهداً كبيراً فى تعليمه، وتنصيره وجعله واثقاً من نفسه. ولقد احتفظ باسمه الحقيقى وهو سليم، يرتدى خلال أيام الإسبوع الزّى التقليدي لموطنه (أُأكّد لكِ، إنه زىّ جذّاب)، وفى أيّام الآحاد يرتدى بنطلوناً و"جاكيت" كَبدى اللون، إنّه مخلوق طيّب وأكثر أصالةً ورقَّـةً وحناناً وصدقاً، قلّما سمعت عن مثيله. ويُغنـّى الأغانى الشعبية الأسكتلندية كما (العندليب)، وندعوه دائماً إلى غرفة الرّسم بغرض الإستماع إليه. ليس مُعجباً بنفسه أو مغروراً، ولكنه فقط يُغنـّى لأن سيّدته اللّطيفة تطلب منه ذلك. و يخـُـط بيده كما يخط "الجنتلمان" وينطق الإنجليزية كما أنطقها أنا أو أنت. وعندما يلزم السيد ثيربيرن الفراش متوعّكاً، حيث كثيراً ما يحدث له ذلك، سليم المسكين! يجلس بجانب سريره ويقرأ له. إنّه ينتظر بجانب مائدة الطعام، ويقوم بأداء أى شىء بإتقان لا يُضاهى كما تمّ تعليمه بالضبط.}


صورة

[font=Comic Sans MS]Murtle House. Photograph: James MacCarthy

صورة منزل (ميرتل) الذى عاش فيه (سليم) حتى بلغ حوالى العشرين من العمر. الصورة بكاميرة (جيمس مكارثى)


صورة

هذا يُضىء لنا، ليس فقط شخصية سليم وما يتمتّع به من مهارات، وإنّما علاقته مع آل ثيربيرن. وإنه يؤكّد إشارة بيرتون بأن سليماً كان مسيحياً، بالرّغم من الإشارة إليه تكراراً بأنه مسلم فى أماكن أُخرى، وكذلك سلوكه يتطابق مع رأى بيرتون الذى يُشيد به حد الإعجاب. إن مشهَد سليم وهو يُغنّى كما العندليب ويقرأ للمريض جون ثيربيرن، يبدو ليس أقلّ إدهاشاً من مشهد ظهوره لاحقاً فى قلب قاعة (بيكاديللى) محاضراً نشِطاً عن نهر النيل. (هناك دليل على عضويته فى الكنيسة الأسكتلندية البريسبتيريانية عندما كان يُقيم فى لندن).


ـــــــــــــ

1) الحبشة والأحباش فى ذلك التاريخ يعنيان أيضاً السودان والسودانيين. (المترجم).
2) سِجلاّت الإرسالية، 1819 ، 367 .
3) وهى الكتلة الرئيسية من الجبال فى وسط الأراضى المرتفعة فى أسكتلندا. (المترجم).

ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

معرض قصر الكريستال

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة



معرض قصر الكريستال *1851


صورة


كانت الإستعدادات تجرى لما سيكون أضخم عَرض على وجه الأرض، إنه المعرض الدولى الكبير لعام 1851 فى القصر الكريستالى، مبنى الزجاج الأكبر فى العالم، والذى يغطى مساحة تبلغ حوالى واحد وعشرين هكتاراً. ولا يقل طول طريقه الرئيس عن ألف وثمانمائة وثمانية وأربعين قدماً، وهو يضم بعض الحدائق بأشجار ضخمة مازالت باقية حتى اليوم [1]. ولقد أفردت صحيفة (لندن الإخبارية المسائية المصورة) فى صفحاتها مساحة معتبرة لصور نظام بنائه الأنيق – وكذلك لآراء زواره المتنوعين القادمين من كل الأنحاء لمشاهدة أحد عجائب العالم الفكتورى [2]. ولقد أضاف هذا الحدث بدوره المزيد لما هو سائد من إزدحام وضغوط على الخدمات العامة للعاصمة، فضلاً عن أسعاره المرتفعة المثيرة للدهشة. ولم يتم إستضافة الزّوار لتعريفهم على أحدث الصناعات والإختراعات المعاصرة فقط، وإنما إحتوى المعرض على آثار ورسومات لمصر القديمة، وهو ما قد يكون له تأثيره السلبى على معارض المدينة المشابهة، بما في ذلك المعرض الموصوف لاحقاً "بانوراما النيل" – الذى من المؤكد أن القائمين عليه قد إحتجّوا بدعوى أن أعمالهم قد تم تدميرها من قبل المعرض الدولى.


صورة

معرض قصر الكريستال *



كان هدف سليم الظاهرى من قدومه إلى لندن هو تنمية علاقات تجارية بين بريطانيا و(بَـلَـدهُ) – والمرجّح أن بَلدَه هذا يعود إلى ما كان يُعرف فى ذلك الوقت بأفريقيا الوسطى أكثر من إعتباره مجرّد جزء من أراضى السودان الحالى – وذلك وفق رؤية تهدفُ من وراء العلاقات التجارية هذه إلى وضع حد لتجارة الرقيق. ولمّا كانت هذه الفكرة تدور حقيقةً فى ذهنه منذ زمن، فإنه بالكاد يستطيع المرؤ إتّهامه بإفتقاره للطموح. وبتلك الثقة الفيكتورية شبه المطلقة فقد صرّح قائلاً: {ليس هناك شىء مستحيل فى القرن التاسع عشر}. لقد ظلّت تجارة الرقيق قضية أخلاقية وسياسية وإقتصادية مُستمرّة فى بريطانيا خلال القرن التاسع عشر. وقد كان التركيز الرئيسى فى الجدل الدائر حول هذه القضية يتجه نحو تجارة الرقيق التى تتم من غرب أفريقيا إلى الأمريكتين. وقد حقّقت محاولات تحريمها بالقوانين والحصار وحراسة البحار نجاحاً جزئياً، فقد كانت العبوديّة مُكمّلة للثقافة والإقتصاد المحلّى لكثير من أجزاء أفريقيا، بينما ظلّت الدُعامة الأساسية للمستعمرات الزراعية فى جزر الهند الغربية والولايات المتحدة. وكان الرقيق فى أفريقيا يرمز للسلطة والثروة، وكان الرقيق يُباع بوساطة زعماء القبائل مقابل السلاح والذخيرة، مما يمكنهم فى المقابل من شن حملات استرقاق أكثر فاعليّة.


[flash width=550 height=475]https://www.youtube.com/v/HRvOHOltp_w

معرض قصر الكريستال


ــــــــــــــــ

1) (رفيق الجيب و الدليل المختصر للقصر الكريستالى 1854، بقلم سليم أغا تحت اسم مستعار) مُسجّل فى كتلوج المكتبة البريطانية. هذه النسخة دُمّرت أثناء الغارات الحربية و لم يكن فى الإمكان رصد نسخة أخرى؛ و بالتالى تظل هويّة المؤلّف غير مؤكّدة.
2) دو فاريس، 68 و ما يليها.

* مصدر الصور:

Crystal Palace

* للمزيد عن معرض 1851

Crystal Expo.

Crystal Expo. 2

آخر تعديل بواسطة ياسر عبيدي في الثلاثاء مايو 20, 2014 12:23 pm، تم التعديل مرة واحدة.
ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

قاعـــة بيكاديللى و"بانوراما العبودية"

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


{ ... بعد عدّة صعوبات إعترضت عملية تقديم مشروعه إلى الحكومة [ مشروع سليم لمحاربة تجارة الرقيق]، كتب إلى جلالة وزير الخارجية وخلال أربعة أيام مُنح فرصة استماع من السيد (أدينجتون – Addington) أحد السكرتارية الذين يعملون فى مكتب الوزير، والذى تمكّن معه من جعل مُقترح مشروعه يبدو كإنجازٍ مرموق. إنه من الصعب تصديق أن سليماً قد قام بذلك بمفرده دون أن يكون آل ثيربيرن وأصدقاؤهم قد إستخدموا بعضاً من نفوذهم للمساعدة، وعلى كل حال فقد ظل ينتظر رداً مؤكداً من الحكومة حتى مايو 1853، وقد برّرسليم تأخير الرّد هذا بحسب كلماته أن الحكومة فى ذلك الوقت " كانت فى حالة قلق". ففى غمرة ملابسات إنقلاب نابليون على الدولة تمّ إقصاء بالمرستون من منصب وزير الخارجية عام 1851 بسبب تدخُّله فى شئون فرنسا الداخلية. كذلك كانت هناك مشاكل كبيرة فى أيرلندة، بالتزامن مع تأسيس رابطة المُستأجِرِين الأيرلنديين عام 1850. وفى ذلك العام و بدون أن يستشير أحداً قام بالمرستون بأمر الأسطول البريطانى فى اليونان بدعم دعاوى شخص بريطانى لتعويضه من قبل الحكومة اليونانية – وقد كان ذلك بداية ما عُرف بـ( دبلوماسية المراكب المُسلّحة). لكل ما سبق من الواضح أنه لم يكن من المناسب لمُستَرَق سابق فى بداية العشرينيات من عمره تقديم إقتراح لحكومة غير راغبة فى مشروع يبدو متهوّراً و مُرتفع التكلفة بغرض إنقاذ إفريقيا من نفسها، و ذلك رغماً عن الخُطب المؤثّرة لوزير الخارجية بالمرستون المناهضة للعبودية.

كانت خُطط سليم المُحلّقة فى الآفاق هذه أحد مجهوداته، بينما كان هو فى ذلك الوقت مازال بحاجة لدعم نفسه. فوسط المجتمع اللندنى المتعلّم كانت الإهتمامات بمصر القديمة تتّسع بسرعة، وقد ساعد على ذلك نقل بعض التماثيل الأثرية العظيمة لتلك البلاد إلى بريطانيا. والتى هى الآن معروضة للجمهور فى بعض المتاحف كالمتحف البريطانى. وكان هناك إفتـتان بكل شىء مصرى يبلغ حد الجنون، بما فى ذلك نماذج من مجسّمات هندسيّة للقبائل النيلية، معظمها كان معروضا بصورة غير ملائمة إطلاقاً. [1]

تم افتتاح عدّة ( قاعات عرض لآثار مصر) فى العاصمة، كانت أشهرها قاعة بيكاديللى، التى أسسها (ويليام بُلوك – William Bullock) عام 1810 فى الأساس متحفاً تاريخياً طبيعياً، ولكنها أصبحت مكان الترفيه الأكثر حداثة فى لندن.


صورة

قاعة بيكاديللى

إنه فى هذا المكان قام جيوفانى بلزونى بشراكة هنرى سولت، بعرض الآثار والرسومات المصرية التى سرقها عام 1879. كانت القاعة بشكلها الهندسى على شكل معبد مصرى، تتسع لعدّة معارض فى نفس الوقت، تتراوح بين المعارض التعليمية الجّادة إلى ما يمكن إعتباره مجرّد عرض هزيل. وقد كان أيضاً فى مصلحة سليم تطوير تقنية نظام العرض البانورامى، وهو أسلوب عرض الصور والمناظر المُتحرّكة ذات الأبعاد المشابهة للأبعاد الطبيعية، التى يمتلك حق الإمتياز عليها رسّام (إدينجبيرج) (روبيرت باركر – Robert Barker)، وبهذا الأسلوب قدّمً عرضاً ترفيهياً من هذا النوع فى ميدان (ليسيستر – Leicester) عام 1787. و كانت هذه المناظر ببساطة مشاهد مصوّرة تكون عادة بأحجام مُعتبرة ومرسومة على مواد مختلفة، وتُعرض لأغراض تعليمية وترفيهية على الجمهور الذى ليست لديه فرصة لمشاهدة ذلك الزخم من المناظر المرسومة والمصوّرة فى مواقعها الحقيقية.}


صورة

ميدان (ليسيستر – Leicester) لندن.


ــــــــــــــــــ

1) ما علاقة هندسة بيوت القبائل النيلية بالآثار المصرية حتى توضع جنباً إلى جنب فى المتحف البريطانى و إفتتان جمهور المثقفين البريطانيين بهما معاً، إن لم تكن علاقة الأُصول الإفريقية السوداء لما يُعرف (بالحضارة المصرية). (المترجم)

ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

قاعـــة بيكاديللى و"بانوراما العبودية" 2

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »


صورة


{ وأصبحت الصور و الرسومات المتحرّكة، قبل وصول سليم إلى العاصمة مباشرةً، تجد إقبالاً عارماً من الجمهور. وقد قدّم (ويليام هاميلتون – William Hamilton)، وهو من دَندِى، أحد أولى عروض (الديوراما – Diorama) – وهو نظام الصور التى يشاهدها الجمهور من خلال ثُـقب فى جدار حجرة مُظلمة – على غرار نمط العرض البانورامى، وذلك مع مجموعة صوره المُعنوَنة (حول العالم فى 120 دقيقة)، التى استمرّ عرضها فى عدّة أنحاء من بريطانيا والقارة الأوروبية خلال ثمانين عاماً إمتدت من 1848 إلى 1928. وأحد هذه العروض الذى استمر عرضه على الجمهور فى الفترة من 1848 إلى 1850، كان عبارة عن مناظر طبيعية وملامح سكان ولاية المسيسيبى، وقد إمتد طولها إلى ثلاثة أميال (وإن كانت فى الواقع تبلغ أقل من ثلث هذا الطول) وإرتفاعها إلى أربع ياردات. وقد أضاف الفنان الأميريكى، الذى قام بتنفيذ هذه الرسومات، تعليقاً وشرحاً لكل منظر من هذه المناظر. وهناك عروض بانورامية أخرى كانت مصحوبة بقراءات شعرية وموسيقى تناسب العرض. على سبيل المثال، البانوراما التى صوّرت الطريق البرّى إلى الهند مع إسهامات من رسّام الألوان المائية الشهير الأسكتلندى (ديفيد روبيرتس - David Roberts)، جذبت أنظار ربع مليون زائر، وقد زادها جمالاً وإشراقاً السّرد المُحترف الذى كان يؤديه (جواشيم هيوورد إستوكويلر – Heyward Stocqueler Joachim) .}


صورة

العبودية فى المسيسيبى

ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

African Teacher

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


{على كل حال، كان هناك عرض من الدرجة الأولى يُؤدَّى فى قاعة بيكاديللى المصرية عُنوانه (بانوراما النيل)، وهو يُعتبر بهذا المستوى لأنه: لم يكن يُؤدَّى فقط عبر تقنية الديوراما المتحرّكة وإنما كان مرسوماً على شاشات شفّافة تمنح الجمهور الإحساس بأنه تسلل بهدوء إلى مشهد النيل المعروض فيحُسُّ بتواجده على الضفة الغربية منه، وبعد فترة الإستراحة، يشعر الجمهور بإنتقاله إلى الضفة المقابلة. وأيضاً يحتوى على أنواع عجيبة من العروض مثل التجوُّل داخل معبد أبو سِمبِل العظيم بوساطة ضوء مصباح، وعرض آخر لقافلة جِمال تتعرّض لعاصفة رملية مُميتة . كان هذا بالضبط ما يرغب فيه جمهور المعجبين بالتاريخ المصرى والنيل المُقدّس، وكان أفراد المجتمع رفيعى المقام والمتعلّقين بتاريخ مصر القديم يزورون المعرض عن بكرة أبيهم. وكانت هذه العروض تُقدّم على عدّة مسارح منذ الإفتتاح فى يوليو 1849 وحتى 1852، مع فترات توقف قصيرة للسماح بإضافات جديدة وصيانة الرسومات المعروضة بإعادة تلوينها.


صورة

قاعة بيكاديللى


وللإطمئنان إلى أن جمهور المشاهدين قد حصل على ما يساوى قيمة مالهم المدفوع – وكانت أقصى قيمة لسعر التذكرة تبلغ شيلينج واحد – أنتج المروّجون الأميريكيون كُتيّباً فيه وصف من عمل الآثارى (جون جليدون – John Gliddon)، بعنوان (برنامج الفيلم الكبير لبانوراما النيل المصوّرة)، الذى كان بطول ثمانمائة قدم وإرتفاع ثمانية أقدام. يحتوى على كل المناظر المرغوبة على طول ألف وسبعمائة وعشرين ميل من النيل إبتداءاً من القاهرة وحتى الشلال الثانى فى منطقة النوبة، وقد تم رسمها عام 1849 نقلاً عن الرسومات الأصلية للرسّام (جوزيف بُـنونى – Joseph Bononi). لقد صادف العرض نجاحاً منقطع النظير والإقتباسات الصحفية، من الكُتيّب الذى يصف العرض، نجم عنها حُمى تقارير صحفية ظهرت فى عدد من الإصدارات والصحف اللندنية المرموقة.


صورة


كان الكُتيّب الذى يصف البانوراما يحتوى على ملاحظات عن جغرافيا النيل وطبيعته وآثاره التاريخية. أما كيف أصبح سليم جزءاً من هذا (الحدث اللندنى المثير) المقام فى قلب العاصمة، فهذا ما لم يكن معروفا، ولكن ليس هناك ما يدعوك لعدم تصديقه عندما يقول: (أنا ... قد تم إجبارى على القيام بدور فى قاعة بيكاديللى المصرية، حيث حاضرت فى بانوراما النيل لحوالى إثنى عشر شهراً). وقد امتدح أحد الزوار الألمان المحاضرة المصاحبة للعرض بإعتبارها كانت (مُكتملة الفكرة والعبارة، وفى غاية الجاذبية)، إلا أنه ليس من المعروف ما إذا كان يقصد بمدحه هذا سليماً. كل هذا يُـقدم صورة مثيرة للدهشة. فأمامنا رجل أسود شاب، عمره بالتأكيد ليس أكثر من ثلاث وعشرين سنة، تم أخذه من أحد أكثر القرى بُعداً فى السودان وذلك قبل الأربعة عشر عاماً الأخيرة ومن ثم تم تحريره من الرق فى القاهرة، يقف الآن أمام جمهور ضخم من مجتمع لندن، مُـتحدّثاً بلباقة عن عجائب النيل. كما نعرف من بيرتون أن سليماً كان يتحدّث الإنجليزية بلكنة أُسكتلندية، ولكن لا يبدو أن هذا قد أثّر فى تحقيقه للنجاح. ولأنه كان من المواطنين (النيليين) بالإضافة إلى مروره بتجربة إسترقاق عبر ذاك النيل فقد كان سليم يشكل مصدر جاذبية لجمهور المشاهدين. وسيكون من المستغرب أن لا يكون سليم قد شُجّع على رواية قصته الفريدة. تلك القصة التى سردها فى مذكراته عن سنين حياته الأولى، والتى تحتوى على عدد من المعلومات تُحيل القارىء إلى الآثار على جانب النيل، والتى ألمّ بها من رحلته مع روبيرت ثيربيرن القنصل بالإسكندرية وكذلك من استخدامه للمكتبة الضخمة فى مورتل. بوجود سليم إكتملت أصالة المشهد، فقد كان مجرّد حضوره يكفى لتصحيح أتفه النواقص التى قد تعترى تناسق السرد التاريخى للعرض؛ إن حقيقة استمراره فى تقديم المحاضرات لمدّة عام تقف شاهداً على نجاحه. ولابد أن هذه التجربة قد زادت من ثقته فى نفسه بدرجة كبيرة. ويذكر سليم فى مذكراته المنشورة فى 1853 عرضاً بعنوان (بانوراما تجارة الرقيق – Panorama of the Slave Tradeمُدّعياً أنه قد قدّم محاضرات أيضاً فى هذا الموضوع. ولم يتم العثور على إشارة أُخرى لعرض البانوراما هذا، ولكن حقيقة أنه لم يتم تحديد الموقع الذى تمت فيه تأدية هذا العرض، تُرجّح أنه قد كان عرضاً شهيراً جداً بمستوى لا يحتاج الإشارة إلى مكانه عند الحديث عنه.}





https://www.youtube.com/v/tfDTRyz06kg



[marq=up]


[font=Comic Sans MS]

Teach me, teach me, teach me, teach me, Teacher
Teach I and I Amharic Teacher
Teach me, teach me, teach me, teach me, Teacher
Teach I and I African Teacher

I never be late, I always early
I never absent I always present
That's why I and I nah sit down inna no back bench
Natty like to be bright, bright, bright
So bright, bright, bright, bright
So bright

African teaching is a part of I and I
Culture O yes part of I and I
Teach me, teach me, teach me, teach me, Teacher
Teach I and I Amharic Teacher

I admit we go to school
But we never finish
Not until we reach upon
The soil of Africa, where in
I and I can be teached by African Teachers
O yes I and I can be teached by African Teachers

Teach me, teach me, teach me, teach me, Teacher
Teach I and I Amharic Teacher
Teach me, teach me, teach me, teach me, Teacher
Teach I and I Amharic Teacher

O right teach I and I and I Amharic
I like to be teached by African, African Teacher
So right, Natty like to be bright so bright
so bright so bright brighter bright
Bright Natty Bright Natty Bright Natty Bright
So bright natty like to be teached by African Teacher
Teacher
Teach natty Amharic Teacher
Is a part of I and I
So right natty
Teacher, Amharic Teacher, African Teacher
Teach I and I and I and I Amharic Teacher
Teach I and I and I and I natty like to be bright so bright

I and I




[/marq]



صورة

ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

Suffering in the Land

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



كان الأسبوع الماضى عصيباً على المستوى العائلى .. فقد خطف الموت أرواح ثلاثة نساء على التوالى، إثنان منهن بسبب عدم توفر العناية الطبية فى المستشفيات، ثم أخرج لنا لسانه. وبينما كنت ألهث بين هذه العزاءات .. إتصل بى صديق يوم الثلاثاء الماضى يُعلمنى بوصول "براء" أو "براوة" .. وهى لفظة كانت تستقبلنى بها صاحبة الفندق بوجهٍ بشوش عند نهاية كل شهر أيام الطلب وأنا ألتقيها صباحاً فى "الريسبشن" لتسليم مفتاح الغرفة: " ياسر جاتك براوة !" .. وهى فى معنى البشرى بأن الرِّسالة إنما هى شفاء للمُرسل إليه وبالذات حين يكون فى الغُربة. فتحت الظرف الكبير الأنيق فوجدت كتاب من القطع المتوسط يتكوّن من 175 صفحة:



صورة

[font=Sakkal Majalla]
(أفريقيا عبر الأطلنطى / 1440 – 1888 / تأليف: كواسى كونادوغلاف الكتاب الأمامى تصميم (بونى ليون بيرمان – Bonni Leon-Berman) والرّسمة عن موقع (Keiskamma Trust).


وفى فهرس الخرائط والصور قرأت:


صورة


[font=Sakkal Majalla]الصورة رقم 2: بورتريه لسليم أغا فى عُمر العاشرة تنفيذ ياسر عَبِيدِى بَرْدَويل.


وفى صفحة 52 رأيت:



صورة


[font=Sakkal Majalla]الصورة رقم 2: بورتريه لسليم أغا فى عُمر العاشرة نفذه ياسر عَبِيدِى بَرْدَويل. الرَّسمة رُسِمَت فى 2007 بالإستناد على وصف "ريتشارد بيرتون". [أُستُخدمت بإذن من الرَّسام].



عندها إختلطت عندى أحزان الموت العائلية بأحزان العبودية التى مازال دمعها إلى اليوم ينسكب ولن يجف .. فوضعت الكتاب جانباً وأدرت أغنية فى "اللاب توب" جعلتها كل ما إنتهت تدور فتبدأ من جديد .. كلماتها تحكى عن "المعاناه فى الأرض" يردّدها "كورال" شَجِى ويقودهم صوت المُغنى "جيمى كليف":




https://www.youtube.com/v/j1h6OR60dBk

[marq=up]
[font=Comic Sans MS]
Da-da-dai-dai, da-da-dai, da-da-dai ....
Suffering in the land

It is plain to see we're in a terrible situation
Sufferin' in the land
Nearly half of the world on the verge of starvation
Sufferin' in the land
And the children are crying for more education
Sufferin' in the land
Let's singin'

Da-da-dai-dai ....
Suffering in the land

The rich get richer and the poor get poorer
Sufferin' in the land
Everything's gettin' higher and the time gettin' tougher
Sufferin' in the land
They're making guns and bombs to set the world on fire
Sufferin' in the land
I'm singin'

Da-da-dai-dai ....
Suffering in the land, Lord
Da-da-dai-dai ....
Suffering in the land



[/marq]
ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

تجارة الرقيق عبر الأطلنطى

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


خريطة توضِّح طرق تجارة الرقيق ونِسَب أعداد المُسترقين عبر الأطلنطى فى الفترة بين 1500 إلى 1867.


ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

تجارة الرقيق عبر الأطلنطى 2

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


خارطة توضح حجم وإتجاهات تجارة الرقيق عبر الأطلنطى



ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

تجارة الرقيق عبر الأطلنطى 3

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »




صورة


لقاء ملكة "ندونقو" "نجينقا مباندى"(أنغولا) و"جاو كورّيا دو ساوسا" حاكم "لواندا" البرتغالى فى عام 1622.




Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

سلام ياسر. شغلنى أمر " الكرسى البشرى " الذى تجلس عليه الملكة فبحثت :

" إيد على إيد تبحث بعيد "!


صورة



whether Ndongo surrendered to Portugal and accepted vassalage status. A famous story says that in her meeting with the Portuguese governor, João Correia de Sousa did not offer a chair to sit on during the negotiations, and, instead, had placed a floor mat for her to sit, which in Mbundu custom was appropriate only for subordinates. The scene was imaginatively reconstructed by the Italian priest Cavazzi and printed as an engraving in his book of 1687. Not willing to accept this degradation she ordered one of her servants to get down on the ground and sat on the servant's back during negotiations. By doing this, she asserted her status was equal to the governor, proving her worth as a brave and confident individual.

وأيضا:

" In the first of a series of meetings Nzinga sought to establish her equality with the representative of the Portugal crown. Noting that the only chair in the room belonged to Governor Corria, she immediately motioned to one of her assistants who fell on her hands and knees and served as a chair for Nzinga for the rest of the meeting


*********************************************************************************************************




Luanda — The Angolan writer Abreu Paxe said on Friday in Luanda that Queen Nzinga Mbandi represents the women's strength in Angola, Africa and world, having into account her historic references.
Abreu Paxe said so to Angop, under the international coloquium on Queen Nzinga Mbandi, held on Friday.
He said that the Queen's background in Ndongo Kingdom emphasis goes on her intervention in political, diplomatic, cultural and military field in the defence of her people, as well as values of the mankind.
According to him, Queen Nzinga Mbandi continues to be a mythological representation at the level of the African diasporas, such as in Brazil that her deeds are strongly studied.
The event counted on the intervention of national and foreign intellectuals that have been conducting studies on Queen Nzinga Mbandi, as well as students willing to learn about the history of the country.
The colloquim was promoted by Unesco, with the support of the Ministry of Culture and Semba Comunicação, aimed to celebrate the Angolan Women's Day, marked on 2 M
ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

الملكة "الأمازونية"

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



لولا بحثك يا أحمد وراء "الكرسى البشرى" لكانت الرسالة التى تصل القرّاء من هذه الصورة: "تخلّف أفريقيا المتوحشّة السوداء أمام تطوّر أوروبا الرّاقية البيضاء". وقد حاولت ترجمة الجزء الأول من إقتباسك أعلاه:

{ [font=Sakkal Majalla]ما إذا كانت "نزينقا ندونقو" إستسلمت للبرتغاليين أو قبلت بأن تصبح إحدى الإقطاعيات التابعة لهم، هناك قصة شهيرة تحكى بأنه عند لقائها بالحاكم البرتغالى "أوكرّيا دو سوسا" ..... لم يُقدّم لها مقعداً لتجلس عليه أثناء المفاوضات، وبدلاً عن ذلك وضع لها "مَخدّة" على الأرض، وهى وضعية فى أعراف شعب "المبوندو" لا تليق إلاّ بالأفراد الأقل شأناً. هذا المشهد قام بإعادة بنائه مستعيناً بخياله القِس الإيطالى "كافازّى" وتم طبعه كما حُفِرَ فى ذهنه فى كتابه الصادر فى 1687. ولمّا كانت الملكة ليست على إستعداد لقبول إهانته هذه أمرت أحد خُدامها بأن يجثو على الأرض ثم جلست هى على ظهر الخادم أثناء المفاوضات. إنها بقيامها بذلك أكّدت على أن مكانتها تتساوى مع مكانة الحاكم البرتغالى، وبرهنت على أنها شخصية تمتلك ما يليق بها من الثقة والشجاعة }.


***


{ [font=Sakkal Majalla]فى بداية سلسلة الإجتماعات حرصت "نزينقا" على تأكيد مساواتها مع مُمثّل التاج البرتغالى. ولم يكن هناك فى غرفة الإجتماع غير مقعد واحد فقط يخُص الحاكم البرتغالى "كورّيا"، وبسرعة خاطفة أومأت لواحدٍ من مساعديها الذى إرتمى بين يديها جاثياً على ركبتيه ليقوم بمقام المقعد لها طيلة فترة المباحثات}.


***


وتذكرت أنا قصة هذا "الكرسى البشرى" الذى كنت قد قرأت عنه فى كتاب: (ًWorld’s Great Men of color - عظماء السُود فى العالم):


صورة


وقد كانت هذه القصّة عن الملكة:


صورة


"آن زينقا"
مَلِكَة "ماتامبا" الأمازونية، غرب أفريقيا *
(1663-1582)


[font=Sakkal Majalla]............

فى 1622 بعث لها أخيها ملك "أنغولا" لعقد إتفاق سلام مع ممثل ملك البرتغال فى"لواندا". تم تجهيز إستقبالٍ لها يناسب مكانتها الملكية، وأُستُقبِلت مع مرافقيها من الحرَس بما يلزم من أعراف التشريفات التى نالت إستحسانها.

ولكن "آن زينقا"، التى كانت تمتاز بحساسية ومزاج حاد، عندما دلفت إلى غرفة الإجتماع بممثل الملك البرتغالى أُصيبت بالإمتعاض، فقد لاحظت أنه بينما تم تجهيز مقعد أنيق يمثّل السُلطة لمُمثّل الملك البرتغالى، كان هناك فقط مجرّد مَسْنَد وُضع على الأرض من أجلها. وبالرغم من إن هذا المسند كان مصنوعاً من المخمَل ومرصّعاً بالذهب وتم وضعه فى مُنتصف سجّادة فاخرة إلاّ أن كل ذلك لم ينل رضاءها.

ورغم إحساسها بأنها قد عومِلَت بإزدراء، إلاّ أنها لم تُظهر ذلك، وإنما رَمقت إحدى مرافقاتها بنظرة ذات معنى فتقدّمت وجثَت على ركبتيها ويديها، ثم أجلَسَت "آن" نفسها على ظهر هذه المرأة وظلّت فى هذا الوضع فى إنتظار ممثّل الملك البرتغالى.




صفحات من الكتاب

صورة
صورة


ـــــــــ

* لاحظ أصل النساء الأمازونيات والخيال الهوليوودى الذى سافر بهم إلى غابات أمريكا الجنوبية !

ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

happy birthday

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



قبل يومين - وفى اللحظة التى تذكرت فيها أن ذاك اليوم هو يوم جئت إلى هذه الدنيا ويوم حييت، وأنه يوم عادةً ما يمر كباقى الأيام لا إحتفال ولا مجرّد تهنئة من قريبٍ أو بعيد – وصلتنى رسالة من حفيدة "سليم" تهنئنى مصحوبة بالأمنيات. كتبت أشكرها وأعلمها بأن رسالتها هى رسالة التهنئة الأولى التى تصلنى ولابد أنها ستكون الوحيدة؛ فردّت:


[align=left]
Not a problem I am sure you will receive more birthday wishes. I have looked out all my information again on Selim I have a friend who is interested in doing a small documentary film about Selim I will let you know how it goes. I am back on the computer again so can be in contact a bit more again. Take care


الترجمة:

"لا تقلق، أنا متأكدة أنه ستصلك رسائل أخرى تهنئك بعيد الميلاد. لقد قمت بالمرور مرّةً أخرى على كل المعلومات التى أعرفها عن "سليم"، فلدى صديق يرغب فى عمل فيلم وثائقى صغير عنه، وسأفيدك عن ما يستجد فى هذا الخصوص. ويمكن أن نتواصل مرّة أخرى فقد عدت إلى الكومبيوتر من جديد. وكُن بخير".

ورداً على رسالتها الأخيرة كتبت: أنه لو كان بإيدى لأنتجت فيلماً وثائقياً مفصّلاً عن "سليم"، وآخر روائياً مطوّلاً عن معاناته وإنجازاته الفوق طبيعية. بعدها كما توقعّت حفيدة "سليم" .. وصلتنى رسائل تهنئات من أصدقاء آخرين.

Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

سلام يا ياسر ومرحبا بالعودة لمواصلة هذا الموضوع الذى تمسكنا بحبل التواصل والتفاكر
معه. و " كتّر خير " حفيدة " سليم " ورسالتها. وعام جديد سعيد وعيد ميلاد سعيد أيضا.
ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

الصورة رقم 3

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »




سلامات يا أحمد .. وكل عام "أوزيرى" وإنت والعائلة بألف خير. وفى ما يلى نواصل إستعراض بقية تصاوير كتاب (أفريقيا عبر الأطلنطى / 1440 – 1888 / تأليف: كواسى كونادو)



صورة


الصورة رقم 3: سوق الرقيق فى مصر الإسلامية عام 1830.



ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

خريطة رقم 3

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


خريطة رقم 3: توضِّح الأجزاء الأكثر تضرّراً فى أفريقيا من تجارة الرقيق.




ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

بوابة الجحيم

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


نُصب مَعبَر الرقيق فى دولة "بنين"، إحياءً لذكرى تصدير الأفارقة من أوطانهم إبّان حقبة العبودية عبر الأطلنطى. وُضِعَ هذا النُصب على مسار ما كان يُعرف بـ"طريق العبيد" فى "بنين" بغرب أفريقيا. [الصورة بكاميرة كواسى كونادو].


وهذه صورة لنفس المشهد بالألوان

صورة


وكذلك أبقت السنيغال، وغيرها من الدول الأفريقية، على "بوابة الجحيم": آخر نقطة كان يُنقل إليها الأفارقة على شاطئ الأطلنطى، وهم يرسفون فى أغلال العبودية الحديدية، وبعدها إلى تلك السفن المخيفة لتمخر بهم فى رحلةٍ إلى المجهول:


صورة

"بيت العبيد" على شاطئ الأطلنطى بالسنيغال.


وقد خلّد العديد من الدول الأفريقية ذكرى العبودية بتماثيل ونُصب، لإبقائها حيّة فى ذاكرة شعوبهم الجمعية، فتظل عبر الأزمان شاهد إدانة على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ومشهداً خالداً يدق ناقوس الخطر حتى لا تتكرر هذه الجريمة البشعة فى مُقبل الأيام. ولكن فى السودان سعوا بكل السُبل لإخفاء هذا الفعل المُشين .. بل كرّموا وخلّدوا مَنْ كان والغ حتى أذنيه فى هذه الجريمة البشعة بإطلاق أسمائهم على الطرقات .. فغابت الصورة عن ذاكرة شعوبه الجمعية رغم مثول ظلالها فى مجتمعاته وثقافته وبين ثنايا الكلام. فإن حدث وقرّر السودان تصحيح المسار بإنشاء "بوابة جحيمه" تخليداً لضحايا تلك الجريمة .. سيجد أن فى ما يُسمى بـ"الشمال" لاتوجد نقطة محدّدة تفى بغرض هذا التخليد، كما هو الحال فى تلك الدول الأفريقية،[1] وإنما سيستدعى الأمر إنشاء أكثر من نُصب فى تلك المدن المشهورة بإرتكاب تلك الجريمة والواقعة على "طريق الدموع" [2] .. ولكن على ساحل البحر الأحمر يبدو أن هنالك موقعاً يشهد على حقبة العبودية فى السودان ويُمثل "بوابة جحيمه" .. هذا الموقع هو فى "ســـواكن" القديمة .. التى يتغنى لها المغنون أغانى العِشق ويُحتفى فيها بقصر "الشِّناوى" صاحب الـ366 غرفة .. ونمط بنائها الشرقى والمشربيّات .. ويغيب عن صورتها ويقبع فى الظل "بيت العبيد" .. آخر نقطة يغادرها أولئك المساكين فى رحلتهم إلى المجهول عبر "بوابة الجحيم":


صورة

إن المبانى داخل الدائرة الحمراء، حيث تبدو السفن على وشك الرّسو أو المغادرة، تناسب هندستها ذلك الفعل المُشين، ولابد أنها ما غاب فى الظل عن ذاكرة السودان .. فهى " بيت عبيده" و " بوابة الجحيم".

ـــــــــــ

1[font=Sakkal Majalla]- أُطلِقَ إسم "طريق الدموع" على الطريق الذى أَجبر الأوروبيين قبيلة من الهنود الحُمر على سلوكه بعد إبادة الجزء الأكبر منهم وهم يخرجونهم من ديارهم، كان الطريق يتجه شمالاً إلى صقيع كندا حيث لم ينجوا منهم إلاّ القليل.

2- فى أمدرمان هناك معلم آثارى مشهور يُطلق عليه "بوابة عبد القيوم"، يُعرَف هكذا فقط كمدخل لسور أمدرمان القديمة، بينما "عبد القيوم" هو "كبير الخصيان" ! .. ويُحتفى بأقدم دار رياضة فى أمدرمان .. بينما هى كانت "حظيرةً للعبيد" ! .. إن النُصب المناسب أمام هذه الدار ليس لاعباً يقذف بقدمه أو يضعهاعلى الكرة .. وإنما سودانى وسودانية وطفل يرسُفون فى الأغلال.

ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


الصورة رقم 4: مجموعة من المُسترقين الأفارقة فى "زنجبار" – 1883.



ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

سفينة "وايلد فايَر"

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


الصورة رقم 5: الأفارقة المحرّرين على سطح سفينة "وايلد فايَر" – 1860، بعد مغادرتهم مدينة "نيويورك" فى طريقهم إلى نهر الكنغو عبر "كوبا". سفينة "وايلد فايَر" الناقلة للرقيق تم إعتراضها بواسطة بواخر الولايات المتحدة المعارضة لتجارة الرقيق، وهذه السفينة بمحمولتها من الرقيق وصلت آخر المطاف إلى "ليبيريا".


ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



صورة


مزاد بيع العبيد بولاية فرجينيا. [عن موقع history.com]


أضف رد جديد