ثرثرة الدم...../بدري الياس

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
انس مصطفي
مشاركات: 172
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:15 am

ثرثرة الدم...../بدري الياس

مشاركة بواسطة انس مصطفي »

هذا النص الجمييييييل لبدري الياس لطالما استمتعت به
ما رايكم بالتجوال فيه...؟




ثرثرة الدم..


مثلما يبدأ الفصل في التحول ، تجولت بينما الرؤى في طوافها اليومي ، تلوك شيئاً من الوحشة العادية في استلطاف عتقته عراقة الطريق ... الطريق جماجم القتلى وأسماء السفاكين .. تجار الرقيق الفكري ... أزمة الخطوة الثانية للجوعى وتلفيق الحصى ..
الطريق ثرثرة المشاهد وتساقط الرفاق ... تجاويف المراحل وميلانات خطوط التوازي وازدحام الاصطلاح .. أنا ... نحن .. هم .. هكذا !!
الطريق انكسارات صبح الاحتمال ويقين المنفى وحقل انغراس الخوف والوحم الموجع للتوقع .. والطريق جموح نهدٍ شارب نهر صبواته مترع بأناشيد الرفض وملتزم بفوضاه ..
الطريق الذي (لو قدِّر لمحمود ود أحمد أن يحسن قطعه ...)
لحكمة يعلمها النهر رمي الغزاة برفاة المهدي في النيل .. لكنك !!
مشتهى تقرأ تاريخ انتقالي من محاذاة الفطام إلى معاندة الحليب .. تسوق اخضراري في حواشي ذكريات البرتقال في حفيفٍ نادر الوشي والوسامة .. كذا فالروح في براءتها توشوش الوجود غناءً عارماً على حواف زهرة بيضاء ...
لكن ...
هل اعتدت على طلوع هذه الفكرة دون الاهتمام بشأن أنثى ترافق خطاك ثم تتعلل بمسح حذائها كي تهرب من عصف كلمات تخص العقل ؟
- بوابة اليل تدخلها وحدك ..
- ولكن من أترك خلفي ؟
- تدخل وحدك ..
- ماذا أخلع ؟ وبأي وادٍ أنا ؟
القمح تمردت عليه الأرض ، والفول غزته العسلة .. قال .. فداحة أن يمحى فصل كامل من خريطة الزمان .. وللحسانية ما يشغلهم ..
[الصّيف راجِل ضَكَرْ ومُستَبِد .. عَرَق المراكبية زاد البحر موجتين .. البَوابِير صنَّت .. الطيور دخلت بَيَاتَا اللَّحني وآثرت العُمْرَة ... الشجر واقِفْ على اطْرَافْ الكلام .. النّخل كبَّر شوكو وانتظر التُّجار ...]
منذ مساءين والخيل (تجقلب) في دمي .. ودمي في فورانه الشتوي يختط بوصلة تشير ناحية امتلاك حق الصياح العلني في مدينة أقل غربة ... الغربة أن تملأ كأسك ثم ترجم بها الخواء .. الغربة أن تجلس على شيئ من الوجل الدارج لتقرأ على أصدقائك قصائدك الجديدة .. الغربة ألا تأخذك أغنيات (السيرة) إلى عبق المكاشفة والخواص الصريحة للجسد .. أنا .. نحن .. هن .. هكذا ...
مسكين دمي .. يضحك وتسكنه البنات ..
أزمة الرؤى – دائماً – في طيشها ..
- ولكن هل كان بين جيش الأمير محمود خونة ؟
أن ندخل هو أن نغض الحس عن عبث الكبار .. من شروخ ذاكرة المعارك ينسل هدهد الأحلام مثخناً بالفجيعة والأنباء ..
- هل تسوق قوافلك جنوباً ؟
تبدأ من حيث تستقر حمامة (لا يشترط بياضها) أجفلتها ورقة مكتوب منها سطرين بحبر غير سري .. يا للحرية ...
طوافك مرهون بطلوع (نجمة الضيف) .. انتبه لثرثرة أصابع يدك اليمنى .. تذكرت حديث أبي عن فضل اليد اليمنى .. لكن ألا ترى معي أنها الأقرب للخيانة وإلا فلماذا لا نمسح بها على ....؟
وحده "ابن ناقيا" حرص على تقديم شفاعته باليسرى .. أم تظن أنه كان يطمع في مصافحة ودود قبل تقديم الشفاعة ؟ وحده ابن ناقيا يعلم ...
- لكن لما لم يكن الأمير محمود حيث خافه العدو أن يكون ؟
وأبوك تحدث أيضاً عن حرب الطليان ... وموسليني .. وكل قادة الكونية الثانية وكان معجباً بهتلر وشاربه يشهد على ذلك ..
نخرج لبصيص الحياة وبين كريات كل منا يسبح جنرال ... لا تطفيء الوقت .. كل نافذة تعادل فرصة لطرد الفوضى ، فالجدار "أتخن" من أن يعرف رغبة بانيه .. عينك الآن على مسبك الفعل .. تفضَّل ...
- بوابة الليل لا تحتمل اثنين ..
- من أترك خلفي ؟ ظلي ؟
- بل ظلك ..
- ظلي ؟
- بل ظلك ...
عواميد النور تنقل فقط وهم المدينة ، والطيور عندها من الفروع ما يكفيها لأجيال .. كل شيء جائز ، عدا أن يتقافز سؤالك خارجاً من تجاويف عينيك ..
[الفيرنس راح .. يكون شِرْبُو الهوا من فنطاسو .. كل شيئ جايز .. وشوف الكرامات: ضَابْطْ المجلِس جَرَحْ حلقُو بي كَضْبَة رِيحْتْ المِسِكْ فاحت حدَّها الحَامْدَاب ... الشّافوهُو قالوا الخزان نَتَرْ من تِحْت الموية واتْكَرَّف وغطس تاني ... كرامات عديل .. تَعَفُو وتَرْضُو ..]
لعاشر مرة أتحسس الجهة التي يقال أن قلبي تحتها لأتأكد من وجوده ... على جسدي نمل المسافات وأبدية التناطح .. "نوقد من شجرة منازلة" .. دهستني فتاة بحذاء سخفها فقررت أن أستحم مرة في الأسبوع وأن أداوم على تبولي الليلي .. تباكى دمي فأطعمته المزيد من أصناف الغربة ودخلت في الكأس وحدي ... نخب وطن يهتز – كما الأحلام – على ظهر بعير عربي أجرب .. وبعير "سلاطين" يخب شمالاً نائياً براكبه عن مزاج الخليفة ...
"سلاطين" يحمل ضغينته وختانه الصبي شمالاً .. شمالاً .. والهداهد ترقب الأعاصير الصريحة في الجنوب ... طب دمــــــــــاً..
كي تخرج الأيام عن ظمئها عليك أن تنأى عنك ما استطعت .. نسياني إشارة على عثور الليل علي ... إيماءة نحو عافية المجال الآدمي .. صورة طبق التوقع من ارتعاش زهرات الليل احتفاءاً بالنعاس ..
ارتلك سراً يا "مشتهى" ... يا كيف تمنحني البروق حق اللجوء العاطفي إليك .. تكتنز المسمام بموجبات المرحلة .. ارتقب السقيا ... أمس شغاف المسألة ..
نخرج باكراً كي نلقى قوافل الهجرة النفسية وميوعة التاريخ .. كيف نمضي بلا ذاكرة ؟؟
يؤلمني غنج الأيام في العزلة .. كيف يا مشتهى نغسل الوجدان من الأصباغ العسكرية للحاكمين ؟
أعبر خارطة الأنثى ثملاً ومهذب ، فأنا ما زلت بلا شارب .. لم أخلع نعلي لكني تحصنت بالقصائد ... في كل ناحية سؤال .. وأمي حارسة أبوب المدينة وكلمة سرها .. من نهرها تخرج الحيتان والتماسيح والأصداف والسمك الملون . حدثني عنها السماكة .. والمراكبية يطنبرون للحوريات حتى يتجنبن شباكهم ، فلم تدعينهم على فنجان قهوة مرة على مرفأ بعيد .. (ما حريم ...) قالها أحدهم ...
- هل تعتقد أن الحريم كن ضمن جيش الأمير محمود ؟
على مشرع العمر يا مشتهى .. على مشرع العمر .. يا سيدة نساء قلبي وخاتمة الصفاء .. عصفورة أعشاش المنى وفاطمة الحذر ... وأمي ترتق عافية الأيام بالدعوات وتستعيذ بالله من شر "الكهربا" وغاز الأنابيب .. الليل أغفل من أن يقرأ أفكار "الأمات" .. يدس نجومه في الصيف رحمة بالعشاق ويجاهر بها شتاءً فهي في مأمن من العيون ..
- وأين كانت عيون الأمير وجيش كتشنر مورط في مضيق والرعب يعشعش على شوارب الرجال ؟؟
لا حول ولا خيانة .. أتركه كما هو ... ارو لي شجن اشتعالك من حيث احتفل النهر بموتتك الأخرى .. فقط مجرد هرجلة بكر ... أسبق على الوقت لألاء النهوض ..
الماعداك هو اليقين بأنك هاهنا ...
رتب ظلال الضد وارسم فضاءك في برود ..
هذا أنا كيما أكون على الحياد الآن .. أحك لي !!
يمنة ويسرة كهودج على ظهر بعير مجهد هو الوطن الراعش جدلاً والرابض بين صراخ الجوع ...
أتبرأ من شؤمي .. أنزل قلبي من أعلى شجني كي أدخلني وحدي ... أستأذن الأسرار والغربة وصوت الروح .. أهدهد اللغة حتى تنام في حجر هاجسها .. "افتحوا أبواب المدينة" .. نحن خدامها وصعاليكها ... نحن أهل بيت سرها ... أصبحت المدينة أنثى تشيخ قبل يومها ...
- بوابة الليل لك وحدك ..
- لكني وحدي ؟
- ما تلك بيمينك ؟
- أنا وحدي !!
_ يمينك ...
- هل أبصق ؟؟
خريفك مشتهى هو آخر معجزاتهن ... غيمك الفصيح يرعد على سماء ذاكرتي .. طفلاً صاهلاً بالنشوة أعدو ناثراً رملك المبلول علي .. خامشاً برئتي ما استطعت من دعاشك الفاتن ..
خريفك مشتهى حمحمة الكأس وغناء حماسة الطين ...
لعمرك أني ضاج بالنهب المهذب وأعلن فضيحتي في تقديري لفعلي المستتر ... نحِّ حمامك عني .. كل النساء ولدن من دوامة الصدفة ... وليغن صديقي افتداءً لوردة سالفة ...
حدثتكم عن برود التداني في غياب الكلام ... مشتهى تفعل ما يُعجِز القمر ... مشتهى تجادل الحبب وتجدل الوساوس حجة ورغبة ورعاف .. وتعزف من الضياء ما يُرقِص الشرطة ...
اعجب من برية الكلمات حين نختص بها الأنثى ... شيء كارتجاف الكفل يصيب المعنى فتنتصب الحروف ...
سقفك قد لا يحتمل ... يذهب ما تختزن أدراج الظنون .. تبدأ من مقام أنثى وتنتهي فيها .. [لماذا لا نناقش قضايانا بنفس الحماس الذي نطارد به فتاة ؟]
كتشنر استباح امدرمان ... وهبها لجنده .. لم تلق نساؤها بأنفسهن إلى النهر ..؟ ربما استحياءً من ملاقاة رفاة المهدي العائم !!!
لا عليك .. توضأ فالنهر ليس بذات النهر (شكراً هريقليتس) ...
بعض الظن حقل ألغام على مساحات الظفر ..
[ الشتل مارق في مسيرة على البحر ... "نشاف الريق ولا الإبريق" .. درب الترك بالضحك لامن وقع على قفاهو ... الهبوب شتتت الواقود من روسي البنات .. النواطير شردت .. حقوق الخلق دخلت في بعضا .. الحريم اتناعلن والرجال حتوهو قرض ..]
خذ حنينك كيفما تشتهي ، ولكن دعني أعافر جرحي لوحدي فهذا الصديد يخصني جداً .. وهناك ظفر كان يجب أن يحك جلدي لكنه الآن يكتفي بالصفير كلما مرت الريح "بالنخيلة" ..
على مناسيء الصبر اتكأنا لكن "الأرضة" .. فرمانات الترك الآخرين .. عقائد أئمة الدواوين العريضة "والله يبسط لمن يشاء" ... "والنخيلة" تنعق على خرائب التاريخ فيشيب أطفال الفجيعة في الأرحام .. وخطابنا العادي شيء من مغالاة الغزاة .. أو هو شيء من انفلات النسق العاطفي ... أوفى "أبو لؤلؤة" حينها وصنع الرحى التي أضحت حديث العالمين .. أضابير المواءمة تحمل ما يرجح كفة المنفى ويورق في محطات الحنين ... أنا ... هم ..
بيننا الأنبياء ...
والغربة وسلطان الحواس
استجب لداعية الخواص ..
حرّض شجونك ريثما
يعدو بريق الشوق وحياً
على سكك النعاس
لي في حديثك برتقالة ...
قل ...
أو استنهض فلسطين التماس
صبرا .. وكنفاني .. وشاتيلا
أريحا .. وناجي بن العلي
وكذا نحن يؤذينا النضال .. إذن طـب دمــاً ..
تسابقت مهاراتي انعداماً وولول في عباراتي التماهي والرهاب .. عليك السلام أيها الغازي الذي يخلع نعليه قبل دخول المقام ..
طف جاهلاً تكن مستجاب الخطوة ...
أيها الوطن المتورم بجهات الريح العشر .. عبيء نيلك في "قربة" واختار الأرض .. وأنا سأجرد اللغة من حروفها اللينة .."إماطة الأذى عن اللسان صدقة" ..وألعن أبواب المدينة إن كانت لا تفض إلى صدر أمي ..
يبدأ الدم دورته الكبرى من أصابع يدي اليمنى .. علي إذن أن أنتبه لثرثرة أظافرها ...
[صوت الضفور ما زال يصفر في النخيلة ..] كبيان أول لانقلاب عسكري ... كعاصفة لاذعة على حروف قصيدة ... كصفعة جندي على وجه الإنسانية فيك .. تنبهني – دائماً – هذه الجملة لخطأ ما ؟ لماذا رميت بها هكذا على رؤوسنا الهشة يا أستاذ ؟ ولماذا أيها الأمير ... لماذا الانتحار الجماعي ؟؟
- ترافقينني ؟
هيا إذن .. لم أكن لأدعوك أبداً لذلك .. فأنا من أصل عربي أؤسس لشارب لم يولد بعد .. وعيون القبيلة أكثر يقظة من عيون الخليفة ... ندهس الرغبة كسجارة تعسة ضبطك بها والدك .. تضبط العصافير أحلامها على حفيف الأمنيات .. تماماً كما تزهر أصابعي حين أتحسس صوتك يا مشتهى ... الآن سأخرج ...
تدخل عليك من باب الجسد ... تتشهى فلواتك قطرة ... تهطل ... تهـ طل ... تشرع أبواب الروح .. تدخل ...
ندخل أيها الوطن النافذ للدم .. يا والج من سمِّ الأيام نزيفاً عصري ... ها كل المشاهد ناطقة:
أطواق العزلة .. ملهاة الإنسان الشرقي .. حائط مبكى الروح ... وأسئلة الفراغ ...
لم تذق الغابة من التكنولوجيا غير جحيمها ... دعني ... دعني أيها البرد الوطني .. يا ناخر عظم الأيام سخافة .. نفتأ نرجم أشباح الأعداء في نفس المفصل ... ومنذ مجيء الحملة لم تعرف كرري غير أزيز الجبخانة .. نفس الرصاص الذي لم يعرف غير صدور الأبناء !!!
قل لي أين نصيب الأعداء من هذه الذخيرة ؟
وأمي "تتاتي" نول الأيام وتنسج من صبرها طاقية تغطي بها رأس سوء الحال العاري كدمٍ يحكي .. قيدتني بحبال صوتها إلى جزع الغناء ..
تستلف يداي غموض التصاقك كي أهز إلي ... يتساقط نشيدك يا مشتهى .. تهديني الزرازير دمعها المهدور في أزمة الجفاف ... تشير بمناقيرها ناحية لحن مفرغ من ميلوديته .. نتقاطر حزناً رضيا ...
والبيوت يا مشتهى ... جملة اعتراضية على وزن الظلام .. كل جدار أزمة .. سيادة السكوت وحلقة اليتم المفرغة ... مجداً لحوانيت اللبن الفاسد ..وأضابير التعفن الحكومي ..و"كشات" الخدمة الإلزامية ... ومحلات الكاسيت وتركيب العطور ...والسينما الهندية ..
تارة كبرى نراهن على الغيب ونتكيئ على الخرافة ، لنتساقط كحبات التمر الناضح عند أول هبة للتكنولوجيا ..
أجدني أكثر ثرثرة من وردة مراهقة ... تسافرين في ارتعاشتي يا مشتهى ... يعاينك الغيم فتدمي يداي ... أحس بالتصاقك بالمعنى كاملاً وأكيداً ... شهي هو انتمائي إليك ... ليت لي فهم العصافير وقدرتها على التجاوز الفعلي لركاكة الآني وفساد مواسم الغناء ... جلياً يبدو شفاف صمتك يا مشتهى ... تنطقينني في حدة الظهيرة .. وحياء الكبريت .. أتحسسك في ولهٍ متطرف كما تتحسس البلاد حوجتها للنضج ..
أدخل خيمة البدوي على استحياء ... أقلب مخطوطات الصراع .. أضيء شمعة لأحدق في الوهم .. أتأمل البسوس وناقتها الجرباء .. أدخل معركة بسوق عكاظ .. أشاهد فيلماً أمريكي .. أصفق ..
- "استفت عقلك.." قالها وسكت ..
اختبيء بخيمة بداوتي .. سراً ألقن الرمل آلاء النعال .. أكتشف صوتي المخبوء في عرف الكهنة وقارئات الكف والفنجان ..
- هل أصب لك أم أصب عليك ؟
نصفي في الفضيحة ... حواجز الغيبوبة أدهى من منازلة الظلام .. أواه يا سيفي الصديء .. بكِّر بأغنية الطعام ...
أديري مغزلك يا مشتهى .. وانسجي اللون المؤكد لانبعاثي واسكبيني في وضوح الموت .. انبتي فطرياً كأغاني الصبية في الطرقات وعلى مرافيء الضوء .. تخرجين من آثامي وآلامي يافعة ثائرة .. دونك هذا الوجد .. اسمحي بالانثيال .. رغبة في مس عشب الكون حيث يقعي غموض تويجات الرغبة ..
نشيج القلب مرآة الدفق الحر .. ابحث معي عن كنية للرحيل .. جيل البطولات يشع ارتقاباً أسيفاً ويذوى في مفازة التناثر والآل الأدبي ... و"النخيلة" مضاداً حيوياً لالتهاب الذاكرة ...
تكرَّم بالغياب .. أنثاك تباعد وجهها عن لهب الصراع ... تكمل زينتها بالتغاضي والخصام المستدير .. نوغل في شأنها ونفتل الشوارب استرخاءً على مقاعد الهزيمة .. ادفع بالتي هي التوازي واعتصار المستحيل ... تمدد بكاملك على نجيلة حرف جامح وكثيف .. ثبت نشيدك بيني وبينك ..
- كأسك !!
يتنصت الليل هواء رئتي ويثرثر بفحوى إغفاءتي اللدنة الطفلة ... البرد ينغرز في نخاعي كما كذب الإذاعة ...
يولد السؤال من ارتعاش الرفض واختلال الاستواء ... يبقى موضع فكرة .. إذن سمِّ حاجتك وارفقها بالطلب .. بل بالأخذ فكنز القناعة ينفد حيث لا فضيلة سوى الاقتتال .. "واقصص رؤياك على إخوتك" .. للحلم نافذة وللقلب مثلها ... كذّبني كي تصدق فيك محبتي ...
- جوك النصارى يا محمود ...
كم هو عال ظهر الجمل لكن الانحناء ...
فيك اندغامي شاهقاً كدماء كرري .. وفيك عشق الحصى ودمدمات الرمل والأظافر .. لا حول ولا منطق .. كيف هذا الأعمى بين بقايا القتلى .؟ كيف العين تعلو على مناكب الشفق العقلي ..
خذ حنينك وارتقبني عند ناصية السؤال .. دمنا أم عبق الأحاجي ؟ صوتنا أم غبار التيه ؟ نحن أم دفء اللعاب ؟ كل شيء حائل إلى قضيب من ورق .. إذن فك قاطرة الجسد ...
[دُقش قَبُلْ ما تحِسْ نويرات العرب ، داخِل علي بَيُوضَه حِسْ سيل النَهِب .. "صوتك للعلاَّهُو الله ونزّلَكْ .. صوتَك عشَان البير تكُون راجْلين .. والسُّكر يجِيك بي طَعَمُو والشّاي مَغَلِي .. وتكون فوق العَليهُو شهيد "!!]
مشتهى .... فائح أنا بخيبات اللغة وطعم الانسلاب ... وأجيؤك سوسنة العناق راعشة ولحن صفائك أجمل ..هكذا تستهل الأعشاب ترجماتها في منطق الضوء وتبدأ زهوها بالهتاف ...تعبرين اشتهائي كبادرة الرحيل ... تنسكبين على أسفي وتوقعين بطاقة انتمائي للحزن الوطني .. ألقاني ورعاً منذ حنيني حتى قصائد صدرك الطويلة ...
- لكن .. من حصب زياداً بالحصى ؟؟
تفترسني أصوات القبيلة .. وتلوكني نساؤها من تحت الحجاب .. حسناً .. فالعقل في غمده والسيف طوحه الصدأ التقني .. وزياد على المنبر يتدثر بصمت سميك ..
أغنيتي تدخل كهف الرفض ..
صوتي يبتلع مداه ...
بدري الياس
الخرطوم1997
انس مصطفي
مشاركات: 172
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:15 am

مشاركة بواسطة انس مصطفي »

....
....
....

النَّص مرَّةً أخرى
صورة العضو الرمزية
íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí
مشاركات: 326
اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 9:50 am
مكان: كندا =Winnipeg -MB

مشاركة بواسطة íæÓÝ ÚÒøÊ ÇáãÇåÑí »

الاخ أنس

تحياتي,,,,,

هذا النص انا مأخوذ به منذ ان قرأته قبل سنوات بعيدة وقتها كان بدر الياس متوفر في أمسيات الخرطوم وبغشانا كلما توفرت له دقائق لشرب القهوة في جامعتنا . أنزلت هذا النص في سودانيز اون لاين قبل سنوات ..
فلماذا لا تأتينا ببدري ..

لبدر الكثير .. وهنا مكانه

لك وله
نخب الزمن الجاي
- لسنا لعنة هذه المدينة يا مريم الوديعة ، ولن تمنعنا تفاصيل الحزن من عيش حالة الفرح حتى الموت .



واسيني الاعرج ( مصرع احلام مريم الوديعة )
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

[الغربة ألا تأخذك أغنيات (السيرة) إلى عبق المكاشفة والخواص الصريحة للجسد ..-بدري الياس]

ذلكم فيه كلام ٌ يتأتّى عليه أن يٌقَمّسَ [من "قاموس"] بتفاصيل صورٍ تتداعى عنه في عملٍ آخرٍ قد أظنّ أنه يمضي، على نحوٍ معيّن، في اتجاه كذاك الذي لأنس مصطفى في تقطّعه بلهوجات الحنين المبتورة- بفعلِ ضرورةٍ باطنةٍ ما- بالتكثّفِ المباغت للجّمل ولا مش كده يا أنس السيسبان؟

ثم، كما قال صاحب "المساويط":- أين ما هو لبدري الياس من مثال ما نشرت له هنا؟ هل للناس بشيءٍ من دراما كتابته الإجتماعية-السياسية هذه والتي هي (كما هو جليٌّ لي هنا بما يكفي أو بما هو متاحٌ لي، الآنَ، من الحسِّ) مغناة بانجراحٍ تاريخِيٍّ وبشيءٍ من اللهاثِ الضروريِّ للفنِّ الرّصديِّ اليومي؟

ملاحظة عابرة (وربما حتى نزقة!):-

قد يذكر شيئاً من وجوه كتابةِ بدري هذا بعض الناس هنا بأحمد الفضل احمد في ("رصدهِ للأشياء")، كما وفي حسه المأزقيّ بالتاريخ.....
انس مصطفي
مشاركات: 172
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:15 am

مشاركة بواسطة انس مصطفي »

العزيز يوسف

مساء طيِّب

لبدري الياس الكثير كما قلت

أنا أقل حظَّاً منك، حيث لم أقابل بدري مطلقاً، كنت قد ذهبت للامارات قبل شهور، ولم نوفق في أن نلتقي الا بالتلفون..

لا أملك الآن ايميل بدري، لكنّك حفزتني على البحث عن بدري ليكون هنا..

دمت
انس مصطفي
مشاركات: 172
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:15 am

مشاركة بواسطة انس مصطفي »

( كدة) بالضبط يا سيِّدي أبراهيم


- أنا مشغولٌ بالجملة المبتورة، تلك التي لا تسترسل مطلقاً خارج حدود حضورها، كما ان هذا يوفِّر فرصة ما للجُملَة التالية كي تتأمَّل أكثر قبل أن تخوض في مغامرة ما لتواجدها، لا اعرف ان كان ذلك مرهقاً بشكل ما للقارئ أم لا لكنَّها الطُّرقات التي اشتغل فيها والى انّ تشُّدني حقولٌ أخرى ربَّما..

يبقى الوجود بحنينه وأسراره وقساوته أعمق من أن نراهن على الكتابة وحدها..ولا تكفي عطلات آخر الاسبوع لاسترداد عمرٍ ضائع على هذا النَّحو..


لا أمتلك فيما يخص بدري سوى هذا النص الآن، وربما يستطيع أصدقاء بدري هنا التعريف بتجربته أكثر، ومدِّنا بنصوصه الممتعة..


ما أود قوله بالتأكيد هو اعجابي وتقديري للتنوع في التجربة لديك، من نصوص دارجة وفصحى، وأيضاً هذا النشاط فيما يخص الترجمة، وسأعكف على قراءة النصوص المترجمة في أقرب وقت ان شاء الله ثم أعود اليك بخصوصها..(لم لا ترى النور هذه المخطوطات؟)

لك الود



السيسبان أنس..
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

لك العرفان على الإهتمام بتلك الهلوسات/الكتابات والترجمات التي أترجم. أنا أشعر- تحتانيّاً- بأني أريد قراءتك، ورقيَ وعلى مهلٍ، ثم- إن تيسّرَ- على ضفّةِ نهر أبيضٍ عريضٍ وكثيف الطمي والعشب، قبل ان أقدر على كتابةٍ شيءٍ جديرٍ بشعرك وبـ"محاولتك النّور"، يا أنس. قرأت ما كتبه عالم عباس عنك وأورده لنا هنا الصاحب عبد الغني [كرم الله] النابلسي. هو حسنٌ منه كرائد في الكتابة الحداثية الشعرية (خصوصاً ككاتبٍ لماريا وامبوري على التعيين!).

قد وصلتني رسالتك الإيميلية (من "إيميل") عن تحاياك لي رداً على نقل ود التلب لك سلامي. أنا أفكّر- بمناسبة النشر- في التواثق، مع ناس "برانا" وناس ود التلب، على نشر كل ما أكتب وأترجم عندهم لأني اثق بحماسهم وجدّهم ووسعهم. النشر هنا- في بريطانيا- غالي يا انس وأنا ظروفي لا تسمح- الآن (كي أضع مساحة للتيمّن!)- بدفع مال كثير بعض الشيء قصاد ان ينشر لي. لكن، ولا يهمك يا زول فأظنني سيوافيني، قريباً، فتحٌ كبيرٌ قادمٌ عندَ بابِ "رأيانِ" تلك المسوّداتِ النُّورَ، يا مولاّي وصاحبي!

[align=left]إبراهيم جعفر
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

قرات يا أنس " ثرثرة الدم" وتاكدت تماماً من أن مرض " ألزهايمر " لم يفجعني بعد! فقد نما إلى حدسي ، قبل قراءة النص،أن صمت هذا الرجل ينطوى على قدر عال من الإبداع.
كنت قد تعرفت على بدري قبل شهور فقط من نشر هذا النص البديع هنا ! و ذلك عندما جاء صديقنا أحمد العوض سيكنجة عابراً هذا القفر !
و مباشرة بعد نشر هذا النص هنا، تحدثت معه بالهاتف و طالبت بحقي / حقنا !! في قراءة ما بعد ذلك النص. و وعد بذلك!
إبراهيم جعفر يا خوي أبقى عشرة غلى ناس " برانا" ! الجماعة ديل براهم بيهزمو أي مشروع للتخلف الحضاري !
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

أحمد هرون

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


الخواص الصريحة للجسد

بدري زول كتّاب، متدسِّي من العين، و خلال فترة طويلة عرفته فيها، لم يُلمح إلى أنّ لديه كتابة ما، و بعض هذه المعرفة كان مساكنة لفترة متقطِّعة، لم أظن فيه خيرا بصدد الكتابة و لعلّ ذلك كان سوء ظن متبادل، و أسلوب المعايش في هذه البلاد يشفع لنا.

المهم، أدهشني النص عندما تلقّيته من بدري قبل سنتين إلى ثلاث، بعدما تعاظم شكِّي في أن للرجل ضلعا في الأدب، و بعدما لحظت له علاقات أثارت ريبتي، بكتّاب و شعراء و مبدعين، مؤكّد أنها لم تنبن على فرضيّة ثراءه و إكرامه لهم كالخلفاء العبّاسيين، فألحفت عليه أن اقرأ له، أعطاني هذا النص المكثّف، و احتفظت به من يومها مع وعيدي له بالزرزرة.

و الزرزرة ليست في شأن التراكيب و الأخيلة و الخ، فليس لي في ذلك نصيب، إنّما في شأن الصوت الذي يعلو و يختفي مستحضرا محمود ود أحمد، اتهمت بدري بمحاولة استحضاره كبطل و رمز لما هو عزيز، و نستشف ذلك من تساؤل عن الخونة في جيشه، و من مقابلته بـ"الغازي"، و الإشارة إلى شجاعته.

محمود ود أحمد –مثله مثل رجال دولة التعايشي عبد الله- لا يستحقون أن يُعاين إليهم كأبطال لمجرّد أنّهم واجهوا "الغازي" الأجنبي، و ثبتوا في المعركة، الاستعمار شر و الطغيان شر منه، دولة الخليفة عبد الله، القدوة الملهمة لدولة الإنقاذ ابنتها البارّة، لا تمثِّلان الوطن أو الوطنيّة في مواجهة الخارج أو الغزاة، و ذا مبحث في السياسة لا الأدب، إنّما ساءني توظيف هذا الصوت لخدمة صورة محمود ود أحمد أو ما بدا لي كذلك، المعركة بين المهديّة و جيش كتشنر ليست بين الاستقلال و الاستعمار، بل بين الطغيان و الاستعمار، بين التمكين و الجشع، و لا عزاء على الخاسر منهما.

عموما يا أنس، بدري عضو في المنبر دا، و كان الله هوّن ليهو بيجي يورينا شورتو في شأن محمود ود أحمد –أحمد هرون بلغة اليوم- أما الحبكة الأدبيّة الرفيعة التي أظهرها بدري في هذا النص و غيره، فهي على مائدة أهل الأدب لا السياسيين اللئام.
انس مصطفي
مشاركات: 172
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:15 am

مشاركة بواسطة انس مصطفي »

يستعصي النُّورُ يا سيِّدِي ابراهيم..

واذاً نحن في انتظار الفتح القادم نحوك..

فلا تتأخَّر..


وأنا يطيبُ لي ان تقرأ لي/ ربَّك يسهِّل النَّهر الأبيض..


محبَّتِي وهذا الخريف هنا لك..
انس مصطفي
مشاركات: 172
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:15 am

مشاركة بواسطة انس مصطفي »

سلام يا أستاذ مصطفى آدم

أنا برضو طلبت من بدري الياس أن يأتينا هنا..


جميل انَّه استجاب لك، ونحن في انتظاره..
انس مصطفي
مشاركات: 172
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:15 am

مشاركة بواسطة انس مصطفي »

مساء الخير محمد حسبو

كيف أحوالك هناك..؟

اتفق معك بخصوص ما أشرت اليه بخصوص دولة الخليفة عبدالله التعايشي، ولا اتردَّد في كونها (انقاذ ما) قديمة في طرف من أطرافها...

ما الذي يود بدري الاشارة اليه من خلال استحضاره لمحمود ود أحمد..؟ سأحاول الامساك بشيء ما من خلال النص، أو ربما تنجح أنت في زرزرة بدري..
مازن مصطفى
مشاركات: 1045
اشترك في: الأربعاء أغسطس 31, 2005 6:17 pm
مكان: القاهرة
اتصال:

مشاركة بواسطة مازن مصطفى »

..
iam only responsible for what i say, not for what you understood.
أضف رد جديد