رحيل المسرحي الريح عبد القادر

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

رحيل المسرحي الريح عبد القادر

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

صورة


آخر صورة وحوار مع الراحل المسرحي القدير الريح عبد القادر ***

الممثل الريح عبد القادر من على سرير المرض : أنا أعاني خللاً اجتماعياً سببه الطب في السودان


02-08-2012 05:32 AM

حوار: رندة بخاري

رغم المرض الذي جعله حبيس البيت لعام ونيف إلا أن روحه المعنوية وجدناها عالية في زيارتنا له في منزله بالثورة من أجل الاطمئنان عليه من الوعكة الصحية التي لازال يعاني منها الى يومنا هذا وقد يعتقد كثيرون أن مرضه هذا جعله يعيش في عزله عن العالم الخارجي فلا يعلم ما هي آخر الأخبار في الدارما والمسرح ولكن على عكس ما توقعنا فالرجل متابع لكل النشاطات وآخرها مهرجان أيام الخرطوم المسرحية الذي وصفه بالباهت والفاتر.
**بداية ممَ تعاني؟
أنا أعاني خللاً اجتماعياً سببه الطب في السودان، ففي فبراير الماضي جاءنى وزير الثقافة وافتتح مركزي الثقافي الذي شيدته على نفقتي الخاصة ومنذ ذلك اليوم بدأت بطني تؤلمني فذهبت الى مستشفى (....) فاستلمني بعض الأطباء الشباب وقرروا أنني أعاني التواء ويجب أن تُجرى لي عملية ثم قالوا لا ما (عندي أي التواء) فتم تحويلي الى مستشفى آخر وعندما قابلت الطبيب وجسدي منهك من الأيام التي قضيتها في ذلكم المشفى قال لهم احضروا له كوب شاي، الزول ده ما عندو أي حاجة.. بعدها قررت السفر الى القاهرة وفيها لم أجد العلاج أيضاً فعدت الى السودان فرقدت على الفراش حوالي الثمانية أشهر لا آكل ولا أشرب، فزارني وزير الثقافة السموأل خلف الله وذهب بي الى المستشفى (....) وهناك كانوا يعالجوني من صدري الذي هو أقوى من صدر التمساح فخرجت منها وذهبت الى أخصائي باطنية وطلب أن أقوم بعمل منظار للبطن لدى الدكتور الفاتح حسين الذي وجد أن أمعائي تعاني من القرحة التي تم أخذ عينة منها ووجدوا أنها حميدة وبدأ الطبيب في علاجي عبر الوريد.. أنا الآن بخير ولكنني ضعيف البنية فكل ما أتناوله عبارة عن وجبة طبية بها فيتامينات وأهو عايش.
**وأين زملاؤك مما يحدث لك؟
أنا أشكرهم لأنهم لم يقصروا معي، جميعهم وقفوا بجواري في مرضي هذا وقدموا لي الدعوة لحضور مهرجان أيام الخرطوم المسرحية ولكن لم أستطع الذهاب.
**إذن تابعته عبر الأجهزة الإعلامية.. ما هو رأيك فيه؟
تابعته ووجدته فاتراً وسخيفاً ومترهلاً وكل ما منعه أرسطو من استخدامه من على خشبة المسرح هؤلاء قاموا به.
**مثل ماذا؟
مثل الدم والرعب والخوف فالمسرح هو للإمتاع والتعلم بالإضافة لذلك المسرح وسيلة تعلم وامتاع ووسيلة إعلامية ساحرة أيضاً وأنت كمشاهد تتفرج في حين انك تتعلم من خلال الطرح الجاد وأشكر لجنة مسابقة النصوص التي حجبت الجوائز الأولى والثانية والثالثة وخيراً فعلت وعلى رأس هذه اللجنة الأستاذ عزالدين هلالي والأستاذ صالح الأمين الذي ساهم كثيراً في شموخ المسرح القومي الذي هوى أخيرا.
**حجب الجوائز هذا أليس أكبر دليل على أن المسرح يعاني أزمة نصوص؟
النص موجود والممثل موجود والأدوات الفنية موجودة ولكن لا يوجد لدينا مخرجون، إذن نحن نعاني أزمة في الإخراج فقديماً كان من الصعب أن يصبح الشخص مخرجاً دون تدريب والآن منذ أن يتخرج نجده يمارس الإخراج بلا رؤية وخبرة.
**هنالك أيضاً من انتقد اللجنة في استبعادها لبعض الأعمال بحجة الزمن؟
في العروض المنافسة عجيب أن لا يكون المتقدم متأكداً من أدواته ومعالجته للموضوع مسرحياً في ساعة أو اثنين وموضوع الزمن هذا يجب أن يحدده المشارك وكم يحتاج ليقدم وإذا كان هناك زيادة في الوقت يطلب منه أن يعالجها في الزمن المسموح به.
**البعض سعد بأيام الخرطوم وقال ربما تهنئ قطيعة الجمهور للمسرح؟
القضية ليست مادية في أن نقدم شيئاً يجذب الجمهور لكي لا تكون فاشلاً ولكن ما أفسد المسرح صراحة هو التعيين السياسي (لأنو ما أي زول يقدر يشتغل كل شي).
**ألا تتفق معي أنكم في حاجة إلى ثورة تصحيحية عاجلة؟
أولاً نحن في حاجة الى أن نصحح أنفسنا خاصة وأن الفن الدرامي هو مثل قلب الأم النابض وهو الذي يعكس روح المجتمع واذا كنا مستقرين اقتصادياً وسياسياً يخرج شبيهاً لنا.
**الآن أصبح لكم مجلس موسيقي مسرحي يمنح رخصة لممارسة المهنة فكيف تنظر الى هذه الخطوة؟
جميل من وزراة الثقافة أن تؤسس الى مجلس للمهن الدرامية والموسيقية وهذا في حد ذاته محمدة ولكن نؤسس مجلساً للفراغ والعدم أين هي المهن المسرحية والموسيقية؟ يعني تحمي العدم.
**لماذ لم يتم تكريمك حتى هذه اللحظة من قبل الدولة؟
مثلي لا يكرم لأن انتمائي ليس إسلامياً بينما أنا مسلم أكثر منهم مع الأخذ في الاعتبار أن هنالك أناس يكرمون في العام الواحد لأكثر من مرة ولأسباب معروفة، لهذا تموت الثقافة كل يوم بينما هي أهم من الدبلوماسية ويا حليل الثقافة.

*** عن صحيفة الراكوبة
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

تابين

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

وافق الاخوة فى دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة
على تخصيص امسية الاثنين القادم لتابين الراحل الريح الذى عمل سنوات طويلة فى الامارات
يتحدث فى الامسية
يحى الحاج ابراهيم
محمد سيد احمد
الرشيد احمد عيسى
عصام ابو القاسم
سميرة احمد
مريم سلطان
احمد الانصارى
عبد الله صالح
د عبد الاله عبد القادر
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

له الرحمة و ليتعوض السودان في فقده خيرا
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

شهادات عن دوره وإسهاماته

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

شهادات عن دوره وإسهاماته في‮ ‬الفن الإماراتي‮ ‬والعربي
الريح عبدالقادر في‮ ‬الذاكرة المسرحية المحلية

الشارقة ــ‮ »‬الخليج‮«:‬
تكريماً‮ ‬للمسرحي‮ ‬السوداني‮ ‬الراحل الريح عبدالقادر الذي‮ ‬غيَّبه الموت الأسبوع الماضي‮ ‬جاءت جلسة منتدى الإثنين المسرحي‮ ‬بمنزلة أمسية تأبين لهذا المسرحي‮ ‬الذي‮ ‬أعطى الكثير للمسرح السوداني‮ ‬والعربي،‮ ‬حيث قدّم عدداً‮ ‬من المسرحيين شهاداتهم عن الراحل،‮ ‬خاصة أنه أحد المسرحيين العرب الذين أسهموا في‮ ‬الإشراف على بعض الورش المسرحية المتخصصة التي‮ ‬أقيمت في‮ ‬الدولة،‮ ‬وحضر الأمسية أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في‮ ‬دائرة الثقافة والإعلام في‮ ‬الشارقة،‮ ‬وبكري‮ ‬ملاح المستشار الثقافي‮ ‬في‮ ‬القنصلية السودانية في‮ ‬دبي،‮ ‬وعدد من أصدقاء وتلاميذ المسرحي‮ ‬الراحل،‮ ‬وأدار الجلسة المسرحي‮ ‬محمد السيد أحمد‮. ‬
سرد مدير الجلسة بعضاً‮ ‬من سيرة الراحل،‮ ‬فقال‮: »‬ولد الريح عبدالقادر في‮ ‬عام‮ ‬1947‮ ‬في‮ ‬مدينة أم درمان عاصمة السودان الوطنية،‮ ‬والمدينة التي‮ ‬اشتهرت باحتضانها للفنون والغناء والمسرح والإذاعة والتلفزيون والمسرح القومي،‮ ‬وبدأ الريح دراسته في‮ ‬المعهد العلمي‮ ‬الديني،‮ ‬ثم انتقل لدراسة المسرح في‮ ‬المعهد العالي‮ ‬للموسيقا والمسرح في‮ ‬الدفعة الأولى عام‮ ‬1969،‮ ‬وكانت بدايات الريح المسرحية قبل أن‮ ‬يدرس المسرح أكاديمياً،‮ ‬وذلك من خلال عمله مع المنولوجست بلبل،‮ ‬والمسرحي‮ ‬خالد أبو الروس،‮ ‬وإسماعيل خورشيد،‮ ‬والسر قدور‮«. ‬
أما الدكتور عبدالإله عبدالقادر فقد تحدث عن معرفته بالراحل في‮ ‬العام‮ ‬1980،‮ ‬حيث كان الريح عبدالقادر‮ ‬يعمل منشطاً‮ ‬مسرحياً‮ ‬مع مسرح دبي‮ ‬الشعبي،‮ ‬وأكد د عبدالقادر أن المنشط المسرحي‮ ‬في‮ ‬تلك السنوات لم‮ ‬يكن‮ ‬يعمل فقط في‮ ‬إخراج المسرحيات،‮ ‬ولكنه كان‮ ‬يُعرّف بأساسيات المسرح لمجموعة من الشباب الهواة صغار السن،‮ ‬وذكر د‮. ‬عبدالقادر أن المسرحيين الراحلين العراقي‮ ‬إبراهيم جلال،‮ ‬والكويتي‮ ‬صقر الرشود كانا قد اقترحا تعيين منشطين مسرحيين في‮ ‬وزارة الثقافة،‮ ‬وكان من بينهم الريح عبدالقادر،‮ ‬والذي‮ ‬كان قد عمل مع مجموعة من شباب المسرح في‮ ‬مسرح دبي‮ ‬الأهلي،‮ ‬ومنهم عبدالله صالح،‮ ‬وأحمد الأنصاري،‮ ‬وسميرة أحمد،‮ ‬ومريم سلطان،‮ ‬ومحمد سعيد،‮ ‬ثم انتقل للعمل مع فرقة مسرح كلباء مع المسرحي‮ ‬الإماراتي‮ ‬المخضرم سعيد الحداد‮.‬
أما المسرحي‮ ‬السوداني‮ ‬يحيى الحاج فقد تحدث بشجن عن رحلته الطويلة برفقة الراحل،‮ ‬والتي‮ ‬امتدت أكثر من‮ ‬50‮ ‬عاماً،‮ ‬وذلك‮ »‬منذ تعرفه إليه في‮ ‬مرحلة الهواية المسرحية،‮ ‬ثم مزاملته له في‮ ‬الدفعة الأولى لطلاب معهد الموسيقا والمسرح،‮ ‬ومشاركته للراحل في‮ ‬عرض‮ »‬الزوبعة‮« ‬الذي‮ ‬أعده وأخرجه‮ ‬يوسف خليل،‮ ‬كما شاركه في‮ ‬عرض‮ »‬السلطان الحائر‮«‬،‮ ‬حيث جسد الريح دور الإسكافي،‮ ‬إضافة إلى الكثير من المسرحيات الإذاعية،‮ ‬ومنها حوارات مسرحية في‮ ‬برنامج‮ »‬لسان العرب‮«. ‬
كما أشاد الحاج بقدرات الريح الأدائية،‮ ‬ووصفه بالممثل الممتاز صاحب قدرات صوتية مميزة،‮ ‬وله طريقة متفردة في‮ ‬الدخول إلى خشبة المسرح،‮ ‬ومن ثم الإمساك بالشخصية المسرحية والغوص في‮ ‬تفاصيلها‮. ‬
أما المسرحية الرائدة مريم سلطان فقد تحدثت عن الحضور الأول للراحل لتدريباتهم على مسرحية من إخراج عبدالله المناعي،‮ ‬وقالت‮ »‬إن الراحل بعد أن شاهد التدريب صعد مباشرة إلى خشبة المسرح،‮ ‬وتحدث مع المناعي‮ ‬عن أهمية الحركة على الخشبة،‮ ‬وكيفية إدارة الممثل‮«‬،‮ ‬وتطرقت سلطان إلى مدى استفادتها كممثلة من الراحل إسوة بالكثير من المسرحيين الإماراتيين الذين تتلمذوا على‮ ‬يديه‮. ‬
أما المستشار الثقافي‮ ‬للقنصلية السودانية في‮ ‬دبي‮ ‬فقد شكر دائرة الثقافة والإعلام،‮ ‬وقال‮: »‬إن مثل هذه الجلسة تحمل الكثير من المشاعر النبيلة،‮ ‬ونحن أبناء الريف السوداني‮ ‬تعرفنا إلى الريح من خلال المسلسلات الإذاعية التي‮ ‬كنا ننتظرها بشوق،‮ ‬ونتابعها بشغف،‮ ‬مثل المسلسل الإذاعي‮ ‬الأشهر‮ »‬قطر الهم‮«‬،‮ ‬وعند انتقالنا إلى المدن شاهدنا عروضه المسرحية المتميزة التي‮ ‬أثرت في‮ ‬جيل بأكمله‮«. ‬
صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

صورة مسرحيون يستذكرون المخرج السوداني الريح عبد القادر " الشارقة" خصص منتدى الاثنين المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة جلسته مساء أمس الأول لاستذكار سيرة المخرج المسرحي السوداني الريح عبد القادر الذي رحل نهار الاربعاء الماضي في الخرطوم، وذلك بمشاركة كل من أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة والممثلة الإماراتية الرائدة مريم سلطان والناقد والمخرج العراقي د. عبد الإله عبد القادر والممثل والمخرج السوداني يحيى الحاج وعدد من الصحفيين والمهتمين. واستهل الامسية الناقد السوداني محمد سيد أحمد مستعرضاً سيرة الراحل الذي ولد 1943 وتوجه إلى المسرح منذ صباه حيث برز عبر البرامج الادبية التي كانت تنظمها المدرسة الانجيلية في الخرطوم وبعد اكماله الدراسة في المعهد العلمي التحق بأول دفعة بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح اواخر الستينيات ومن هناك انطلق إلى الساحة المسرحية العامة كمخرج وممثل وصولاً إلى نهاية السبعينات حيث قدم إلى دولة الإمارات. وفي مداخلته قال الدكتور عبد الإله عبد القادر، المتخصص في تاريخ المسرح الإماراتي، إن الراحل الريح عبد القادر اسهم إلى جانب مسرحيين عرب، في التأسيس لنهضة المسرح الإماراتي وكان ذلك في فترة الثمانينات التي تعتبر المرحلة الأخصب في سيرة المسرح الخليجي عموماً. وتابع عبد القادر مشيراً إلى ان الريح صادف عند مجيئه من بلاده تأسيس قسم المسرح بوزارة الثقافة والإعلام حيث عمل به لوقت ليس بالقصير؛ وقد اندمج مع مجموعة المسرحيين العرب من امثال ابراهيم جلال وصقر الرشود ومنصف السويسي وشاركهم الاشراف على الورش والفرق المسرحية في دبي وكلباء وخورفكان(على رغم انه كان مقلاً في اخراج العروض إلا ان القليل الذي قدمه كان رصيناً ومبدعاً ويدل على حساسيته الفنية العالية ولا ننسى انه كان يستغرق وقته في تدريب المسرحيين الشباب وهذا دور مهم جدا علينا ان نتذكره دائما.." . من جانبها بدت الرائدة مريم سلطان متأثرة جدا وهي تحكي عن الراحل وقالت إنها رأته أول مرة في 1978 فيما كانت تشارك في بروفة مسرحية من إخراج عبد الله المناعي( ما أن انتهت البروفة حتى رأيناه يصعد إلى الخشبة ويقول للمناعي الحركة في المسرح تكون كذا ولا تكون كذا..) وفي اليوم التالي أخذه المناعي إلى الوزارة وسجله كمخرج في الفرقة. أما المرة التالية التي تتذكرها أم المسرحيين الإماراتيين فهي كانت 1979 في عرض "رسم للزمن" من اخراج الراحل اسماعيل عبد الله حيث اشرف المخرج السوداني الراحل على العرض كما اشرف لاحقاً على العديد من الورش وأبرزها الورشة الطويلة التي نظمتها وزارة الإعلام لمدة ستة شهور تحت إشراف الكويتي الراحل صقر الرشود والتونسي منصف السويسي. الممثل والمخرج السوداني يحيى الحاج بدوره غالب حزنه العميق وهو يتحدث عن رفيقه الذي التقاه أول مرة 1962 في مدخل الاذاعة السودانية حين انتخبا معاً ضمن مجموعة من التلاميذ المميزين في الانشطة الابداعية للمشاركة في برنامج اذاعي؛ وقال الحاج " كنا من مدارس مختلفة. كنت مميزاً في أداء الاسكتشات الكوميدية وسرعان ما تعرفت الى الريح وصرنا اصدقاء وواصلنا في ممارسة هواياتنا إلى ان أُفتتح المعهد المسرحي فالتحقنا معاً بأول دفعة..". متمرد، ودقيق، وقلق .. هذه هي الصفات المميزة للراحل، يقول الحاج ويضيف: لقد أنجز عشرات الأعمال المهمة كممثل ومخرج في المسرح والاذاعة والتلفزيون وكان طموحاً ومثابراً في المسرح على وجه الخصوص: " استطيع ان اقدر كم أُحبط حين عاد إلى السودان ووجد حال المسرح متردية وهو الذي أسس نهضة هذا المسرح في مطالع الستينيات وسافر وتركه جميلاً وجليلاً وواعداً بالكثير"
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

رررر

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

حمل تجربته إلى الإمارات فقدم العروض وأسهم في الورش والملتقيات
الريح عبد القادر.. رائحة المسرح السوداني «الذكية»
حجم الخط |






تاريخ النشر: الخميس 14 يونيو 2012
عصام أبو القاسم

قبل أيام من افتتاح مركزه الثقافي كان الممثل والمخرج السوداني الريح عبد القادر، الذي رحل نهاية الأسبوع الماضي، يبدو فرحاً بتحقيق حلم صغير من احلامه التي بدت دائما أكبر بكثير من الفسحة الضيقة التي تتيحها السلطات في بلاده للحراك الثقافي عموما والمسرحي على وجه الخصوص.

“مركز الريح عبد القادر الثقافي” هكذا أراده ان يحمل اسمه؛ كما قصد ان يجعله مفتوحاً في ندواته ولقاءاته على الرواية والقصة والمسرح، وان يخص تجارب الشباب تحديداً؛ فهم “بلا منابر في الوقت الراهن” بخاصة أولئك الذين لم ينتموا إلى حزب المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم.

كنا نراه يتجول في أرجاء “المسرح القومي” في أمدرمان، وهو يرّوج لمنبره الجديد وينادي على الجميع المشاركة في تنشيط أمسياته، ساخرا ومتهكمًا مما يُقدم من أنشطة، على قلته.





كان منهمكاً في الوقت ذاته بملاحقة الاجراءات الإدارية الخاصة بتشييد المركز، ساخطاً من تعثرات هنا وهناك، ومن طول المشاوير التي كان يقطعها بعربته “الاوتوس” الصغيرة الحمراء، ومن أداء موظفي المؤسسة الفلانية والوزارة العلانية! وفي اليوم الخامس من الشهر الثاني السنة الماضية وصل عبد القادر بعزمه إلى نهايته ونجح في افتتاح مركزه الثقافي بمدينة الثورة في محافظة امدرمان بحضور وزير الثقافة وعدد كبير من المسرحيين والمهتمين.

لقد حرص الراحل على حضور وزير الثقافة على رغم أنه أنفق من ماله الخاص لانشاء المركز ولم يجد أي دعم من اية وزارة، وبدعوته الوزير كأنه قصد ان يفتح سكة ما لمركزه باتجاه الوزارة، ففي نهاية الأمر ليس للمركز أية عوائد ربحية فهو متاح للعمل الثقافي العام ويلزمه حتى يستمر ان تهتم لشأنه جهة رسمية مثل وزارة الثقافة!؟

فرحة ناقصة

لكن فرحة عبد القادر لم تكتمل فلقد بدأ يشعر، في يوم افتتاح مركزه، ان صحته معلولة. وفي اليوم التالي بدأ رحلة عكسية: من مشفى إلى آخر، بين الخرطوم والقاهرة، إلى ان انتهى لرقدة طويلة في الفراش استمرت أكثر من عامين؛ ليرحل نهار الاربعاء السادس من يونيو 2012.

اكمل عبد القادر مراحله الدراسية الأولى بمعهد امدرمان العلمي، أواخر الستينات، وهنا، حيث التركيز على علوم الدين والفقه الاسلامي، شُغف الراحل بالمسرح، للمرة الأولى في حياته، وقد شارك في تمثيل عدد من المسرحيات من بينها مسرحية “عمر بن الخطاب” ومسرحية أخرى بعنوان “رجعة ست البيت” حيث أدى فيها دورا نسائيا، إذ لم يكن مقبولاً ان تشارك المرأة في المسرح وقتذاك. لكن طلاب المعهد وبعض المتشددين لم يتقبلوا ذلك فرموه بالكفر مثلما رموا قبله الشاعر السوداني الراحل التجاني يوسف بشير (1910 ـ 1937) بالإلحاد فدفع الأخير أكاذيبهم بقصيدته الرائعة “المعهد العلمي”. وبعد إكماله سنوات المعهد العلمي تابع الراحل الريح عبد القادر انجذابه إلى المسرح وانتسب لأول دفعة بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح والفنون الشعبية (تأسس 1969) ومن بين 95 طالباً تقدموا للانتساب إلى تلك الدفعة نجح 13 طالباً فقط في الحصول على شهادة التخرج من بينهم الراحل الريح عبد القادر.

تعتبر تلك الدفعة الأولى هي الركيزة التي نهضت عليها حركة المسرح السوداني الحديث، بخاصة ان بعض طلابها تم قبوله في وظيفة “معيد” في المعهد ذاته؛ وبالتالي زاد عدد المسرحيين المؤهلين علمياً وسرعان ما انعكس ذلك على نوعية الحراك المسرحي في الخرطوم.

كانت وزارة الثقافة اطلقت في العام 1967 برنامج “الموسم المسرحي” ـ بعضهم يطلق عليه موسم مسرح المحترفين ـ ومع تخرج أول دفعة في المعهد المسرحي تطورت العروض المقدمة في إطار الموسم تطوراً ملحوظاً وانفتح المخرج السوداني في اختياراته النصية على المكتبة المسرحية العربية والغربية كما راح يختبر ما قرأه عن مناهج الاخراج والتمثيل والسينوغرافيا.. إلخ.

في تلك الفترة، برز الراحل الريح عبد القادر كممثل أولاً حيث شارك في مسرحية “المك نمر” للمؤلف إبراهيم العبادي، وهي مسرحية كلاسيكية كتبت في عشرينيات القرن الماضي وأعاد إنتاجها المسرح القومي في الستينات لتكون في فاتحة الموسم المسرحي لاعتبارات تاريخية وقد أخرجها الرائد الفكي عبد الرحمن، مهندس النشاط المسرحي وقتذاك. تابع الراحل عبد القادر ظهوره كممثل في الموسم المسرحي التالي 1968 حيث أدى دور “الاسكافي” في مسرحية “السلطان الحائر” للكاتب المصري توفيق الحكيم من إخراج عوض محمد عوض. كان للراحل انشغالاته بالاذاعة والتلفزيون إلى جانب المسرح في الوقت عينه، وبحسب شهادات رفاقه فلقد تميز بقدرته التمثيلية العالية في المجالات الثلاثة، وهو قدير بصفة خاصة في الاداء الصوتي كما ان له طاقته التعبيرية العالية حين يستخدم اشاراته وايماءاته وحركات يديه.

اما أول تجربة إخراجية له فقد كانت مع مسرحية “النار والزيتون” لألفريد فرج التي اخرجها 1974 متوسطاً بذلك سلسلة من المسرحيات الداعمة للقضية الفلسطينية عرضها المسرح القومي السوداني، من ابرزها “حفلة سمر لأجل 5 حزيران” لسعد الله ونوس التي كان أخرجها على عبد القيوم في موسم 1969 ـ 1970، و”سقوط بارليف” للكاتب الفلسطيني هارون هاشم التي أخرجها عمر الخضر في إطار مهرجان الثقافة الأول 1976، ومسرحية “القنبلة” للسوري رياض عصمت التي اخرجها محمد عبد الرحيم قرني في فترة لاحقة.

في الموسم التالي 1975 ـ 1976 اتخذ الراحل عبد القادر وجهة مغايرة كليةً فلقد اختار ان يقدم المسرحية الرومانسية الشائعة “تاجوج” معتمداً النسخة التي اعدها محمد سليمان سابو. “تاجوج” هي قصة غرامية شهيرة عرفتها منطقة شرق السودان وتحكي قصة شاعر يدعى المحلق فتن بجمال الفتاة “تاجوج” وسهر على حبه لها بالشعر والحمى إلى ان تزوجها ففتح بذلك على نفسه طاقة واسعة من الغيرة والحسد قلبت حياته رأسا على عقب، إلى ان قُتل فداءً لمحبوبته.

بوابة.. وخروج

التجربة الإخراجية الثالثة التي خاضها مخرج “النار والزيتون” كانت في العام 1976، اما المسرحية فهي بعنوان “بوابة حمد النيل” للكاتب يحيى العوض، واستلهمها العوض من كتاب “الطبقات.. في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان”، ويمثل هذا الكتاب الذي ألفه الشيخ محمد النور بن ضيف الله، أول مدون معروف في السودان وقد شكل مصدراً مهماً لكثير من المبدعين لا سيما في فترة الستينيات حيث كان سؤال الهوية الثقافية (بين الافريقية والعروبية) يسد الأفق الثقافي السودان، فالكتاب يحكي سيّر الاوائل الممزوجة بروح العروبة ودم الزنوجة.

وبعد عرضها الأول واجهت المسرحية اعتراضاً من البعض فلقد صُنفت كمسرحية معادية لنظام الجنرال جعفر النميري (فترة حكمه 1969 ـ 1985) وأُخضع الراحل لمساءلات وملاحقات عدة، ولكنه تمكن من الفرار بفكره المسرحي إلى دولة الإمارات 1977 حيث سيجد المجال رحباً وواعداً.. يبني بداياته.

وفي الإمارات تنقل الراحل بين ابوظبي ودبي والشارقة، وفي الأخيرة شارك المخرج التونسي منصف السويسي إخراج مسرحية “دوائر الخرس” في ختام الورشة المسرحية التي نظمتها وزارة الاعلام 1982 واستمرت لنصف عام، وضمت سائر نجوم المسرح الإماراتي في الوقت الراهن. وقبل ذلك كان الراحل عمل بمسرح دبي الشعبي حيث قدم كمخرج مسرحية “ناس وناس” من تأليف توفيق الحكيم 1979، وللكاتب ذاته اخرج في 1982 مسرحية “قاضي موديل 80”، كما اخرج لمسرح كلباء مسرحية “آه يا دنيا” في الفترة ذاتها.

كما شارك بالإشراف على العديد من الورش التدريبية في سائر امارات الدولة وعمل بعدد من المؤسسات قبل ان يعود إلى بلده.

جفاف وصمود

في 1988 عاد الراحل إلى الخرطوم، وبعد مرور عام واحد على عودته حدث انقلاب يونيو 1989، وخلال فترة وجيزة من ذلك التاريخ الانقلابي تدهورت الساحة المسرحية السودانية تدهورا ملحوظاً، ولئن كان النصف الثاني من الثمانينات شهد موجة واسعة من العروض المسرحية التجارية الفجة المسماة “المسرحيات الكوميدية”، فان أواخر الثمانينات شهدت توقفاً تاماً للمسرح، فلقد جمدت الحكومة الانقلابية نشاط المسرح القومي، ومضت في خطوتها أكثر واغلقت المعهد العالي للموسيقى والمسرح لسنوات، وعملت بحماس في تجفيف منابع المعرفة والثقافة إذ اوقفت سائر المنابر الثقافية ومنعت دخول الكتب والمجلات الثقافية وادخلت البلاد في عزلة لم تشهدها قط، وبالتالي هاجرت أكثريّة من المسرحيين السودانيين إلى أوروبا ودول الخليج هرباً من عسف السلطات أو سعياً للرزق، والقلة التي بقيت من مسرحيي الخرطوم انكفأت على نفسها في انتظار الفرج، واستمر الحال ماضياً من سيئ إلى أسوأ وصولاً إلى مطلع الألفية حيث بدأت التحولات في بنية النظام السياسي تنعكس إيجابا علي الساحة الثقافية عامة والمسرحية على وجه الخصوص، وبدا المسرح يقترح مناسباته الجديدة مثل “مهرجان البقعة” الذي سيستمر طويلاً وإلى جانبه بعض الانشطة المسرحية الطارئة والمستعجلة والمناسباتية كالندوات والعروض التجريبية.. إلخ.

بالتأكيد لم يكن الراحل الريح عبد القادر ينتظر ذلك وهو الذي خرج من البلاد حين كانت انوار المسرح مضاءة طيلة أيام الاسبوع والجمهور يزاحم على الأبواب حرصاً على حضور المسرحية، أما الآن “فالواحد يمشي المسرح كأنه منقاد من أنفه بجنزير..”، كما قال في حوار صحفي معه.

لسنوات بقي الراحل يغالب الأوضاع السيئة ويحاول تقديم بعض العروض هنا وهناك، ولكنه لم يكن يجد تمويلا فيتوقف عن المسرح وينتقل إلى الاذاعة والتلفزيون، وفي كل حال لا يكف عن انتقاد الحكومة التي لا تكترث للفعل الثقافي؛ متى ما وجد سانحة لذلك حتى باتت الاجهزة الاعلامية الرسمية تتفادى دعوته؛ ولكنه كان يحضر عبر الحوارات الصحافية لاذعاً ومباشراً في نقده بخاصة للمسؤولين من إدارة المؤسسات الثقافية والمسرحية.

في العام 1990 نجح في السفر إلى مهرجان المسرح العربي الثاني في بغداد وقدم مسرحية من تأليفه وإخراجه بعنوان “لا للموت نعم للحياة”، وبعد ست سنوات أخرج مسرحية “انتصار الأبيض” للكاتب محمد شريف علي ولم يتمكن ثانية من إخراج أي عمل إلا في إطار برنامج الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005 حيث اعاد تقديم المسرحية الأخيرة، وبعد ثلاث سنوات وتضامنا مع أهالي غزة أنجز عملاً مسرحياً خطابياً بعنوان “الأرض”، ومن ثم انشغل بتأسيس مركزه الثقافي. وقبل ان يرحل لم ينس ان يقول في آخر حوار صحافي: “مثلي لا يكرم لأن انتمائي ليس إسلامياً بينما أنا مسلم أكثر منهم مع الأخذ في الاعتبار أن هنالك أناسا يكرمون في العام الواحد لأكثر من مرة”.

لقد تألم الراحل وهو يشهد انفصال الجنوب، كما تألم من حرب العراق، وعذابات الفلسطينيين، واراد لمسرحه ان يكون وسيطاً ينقل صوته الوحدوي والسلمي إلى العالم.




نقلا عن ملحق الاتحاد الاماراتية الثقافى صباح اليوم\بقلم عصام ابو القاسم
أضف رد جديد