منصف مرزوقي ؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

منصف مرزوقي ؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

قدري

مشاركة بواسطة حسن موسى »

ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

رئيس تونس الجديد يؤدي القسم
أدى الرئيس التونسي المنتخب من قبل المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منصف المرزوقي، اليمين الدستورية اليوم الثلاثاء.

وأكد المرزوقي، في كلمة له عقب أدائه اليمين أمام المجلس، أن المهمة الأساسية التي يجب أن يضطلع بها المجلس في هذه الفترة من تاريخ تونس هي "بناء جمهورية تعددية ديمقراطية ومجتمع متسامح".

وقال المرزوقي "قررت أن أكون رئيسا لكل التونسيين وأتفرغ لمسؤوليتي، لذلك استقلت من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" مشيرا إلى أن المهمة "التاريخية" للمجلس التأسيسي الآن هي "تجاوز كل ما فشل فيه المجلس السابق حتى لا تضطر تونس لثورة أخرى".

وعدد المرزوقي (66 عاما) مجموعة من التحديات وصفها بـ "الكبيرة بسبب حجم الخراب الذي خلفته الدكتاتورية" وعلى رأسها معالجة مشكل البطالة وتجاوز الصعوبات الاقتصادية.

وقال "نحن مطالبون بتحقيق أهداف الثورة وضمان الاستقرار. نحن مطالبون بجلب الاستثمار دون السقوط في المديونية. نحن مطالبون بأن نحمي المنقبات والمحجبات والسافرات. نحن مطالبون بحفظ الأمن دون المس من الحرية".

وأكد المرزوقي أن السلطة الجديدة التي تولت مقاليد الحكم بتونس "لن تخضع لأي ابتزاز أو تهديد مهما كان مأتاه" مشيرا إلى أنه "على جميع الأطراف أن تتحمل مسؤوليتها ولن نسمح مجددا لأي أقلية بمصادرة حق التونسيين".

وشدد المرزوقي على أنه سيعمل جاهدا لـ"تمتيع كل التونسيين بالحقوق العالمية وخاصة تطوير حقوق المرأة وعلى رأسها المساواة".

وأشار إلى أن "الأمة العربية تنظر إلى تونس كمختبر للثورات العربية وقد تترك إذا فشلت أسوأ انطباع".

يشار إلى أن منصف المرزوقي أصبح بعد انتخابه رابع رئيس في تاريخ تونس منذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في الـ20 من مارس/آذار 1956. ويخلف الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع الذي تسلم الرئاسة منذ 15 يناير/كانون الثاني 2011.

وقد أتم المرزوقي تعليمه العالي في فرنسا، ويحمل درجة الدكتوراه في ثلاثة تخصصات طبية هي الأعصاب والطب الباطني والطب العام وله عدة مؤلفات طبية باللغتين العربية والفرنسية، كما أنه كان من أبرز معارضي الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.


المصدر:https://www.aljazeera.net/NR/exeres/4B5A6876-A630-4D90-854A-B467F52CAEEB.htm?GoogleStatID=1

تحيّاتي أستاذ حسن
هل نقول لتونس مبروك..؟
إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

.

مجددا فرحت بسقوط الدكتاتورية في ليبيا ولم أفرح بالنهاية المحزنة للدكتاتور الليبي ولما علمت بتفاصيل قتله أصبت بصدمة وكنت طالبت الإخوة في ليبيا أكثر من مرة بعدم الركون إلى تصفية الحسابات لأن شعاري في الحياة كان دوما إذا كانت موازين القوى ضدك لا تستسلم وإذا كنت في موقع قوة لا تنتقم والذي حصل مع القذافي انتقام أدينه بشدة . بخصوص المحمودي أنا ضدّ تسليمه لأنه لا يوجد الآن في ليبيا المناخ النفسي والضمانات القانونية لمحاكمة عادلة وأضم صوتي لصوت كل المنظمات الحقوقية لرفض هذا التسليم حتى وإن بدا الموقف متناقضا مع موقفي في المطالبة بتسليم بن علي لأن هذا الأخير لو سلمته السعودية لكنت من أحرص الناس على أن تصان كرامته وحرمته الجسدية وأن يحاكم وفق كل المعايير الدولية للمحاكمة العادلة والشفافة


منصف المرزوقي.
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »



تحفظاتى تجاه معسول كلام المرزوقى:

هل أصولية تونس مثقفة ولم تعد إخوانية؟ وهل تستطيع تونس في الفترة القادمة ان تحقق تلك المعادلة المستحيلة وهى المصالحة بين الإسلام والحداثة كما قال هاشم صالح (في مفهوم الدّولة المدنيّة ، الأوان 13 ديسمبر 2011 ) . ومع هاشم صالح اقول انو لاهوت السُنيين شوف عينى يخطو حثيثاً نحو الحاكمية الالهية (وبهناك ناس الشيعة ماشين نحو ولاية الفقيه!!!) أها وين حتهرب منو وين؟؟؟
المرزوقى دا تِحت تحِت لافتة ذكية وحيقدّم استقالتو قريب لو عندو دماغ واستقامة لأن الحدّود (بتاع العوم) الحداثى تبع الاسلام السياسى (الغنوشى من تحت) ما غريق.
هاشم صالح ذاتو ذكرنا انو هتلر وصل إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع وسرعان ما أغلقها وختم عليها بالشمع الأحمر بعد وصوله. ممكن غايتو نعتبر التجربة دى المرحلة الابتدائية فى الممارسة الديمقراطية لو ما سناميها الباطنى أعلن بسرعة خطوطه اللاعقلانية الحمراء. وممكن نعتبرها زى ديمقراطية روما القديمة الناقصة كونها "لا تشمل إلا الرجال الأحرار وتستثني النساء والعبيد والأجانب" لأن ديمقراطية الاسلام السياسي التى تجلس على راس المال المالى العالمى لا يستوعب ذهنها السلفى مفهوم المواطنة (كمفهوم سكّته قوى التنوير الصاعدة) وكل همّه الشورى وحسابات الأغلبية المكانيكية البلهاء.

ديمقراطية الاسلام السياسى فى تونس (وفى مصر؟) تعرف تحجيم الاقلية وتستثنى ، مثل ديمقراطية اليونان القديمة، الذميين والنساء والعبيد (نعم تقرأ الافارقة من جنوب الصحراء كما فى زنقات ليبيا المجاورة وفى سلطة الاسلام السياسى السودانية العنصرية) ويمكن ان نضيف مزيد من القطاعات التى ستستثنى...

تحت مشهد المروزقى المعسول أرى شجراً يسير تحته تجربتنا فى السودان (الصحوة/المشروع الحضارى وحسن الترابى ) وشايف الغنوشى خلف المسرح يتخفّى وأرى الرماد الماضوى وهو يلبس النقاب (البُركة) فى شوارع باريس وسان فرانسيسكو!!

وعاشت تحالفات البورصة بين راس المال المالى بى هنا (ممثله الاسلام السياسى) وبى هناك.
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

حسن وضيوفه الكرام

المرزوقي موقفه السياسي والاخلاقي متسقان اذ استقال من رئاسه حزبه حين تولي المنصب , تري هل دارت هذه التساؤلات برأسه !
لماذا يأتي اصحاب الاسلام السياسي بواسطه صناديق الاقتراع بعد سقوط الانظمه الشموليه { تجربتي تونس ومصر} هل لانهم قوة اقتصاديه تملك رأس المال ؟؟؟ ورغم القمع السائد في ظل الشموليات هل كانت هناك اتفقات ما مع الانظمه الشموليه السابقه تتيح لهم قدر من حريه الحركه والتنظيم ؟؟؟ ولذا كانوا جاهزين للانتخابات اكثر من الاحزاب الاخري؟؟؟ ام هل الاحزاب الاخري لم تعد برامجها تستوعب تطلعات الناخبين {ومن ضمنهم حزب المرزوقي}؟؟؟

إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

الأستاذ صلاح النصري

سلام

شكرا على الأسئلة، بل اسمح لي أقول تساؤلات:
"لماذا يأتي اصحاب الاسلام السياسي بواسطه صناديق الاقتراع بعد سقوط الانظمه الشموليه { تجربتي تونس ومصر} هل لانهم قوة اقتصاديه تملك رأس المال ؟؟؟ ورغم القمع السائد في ظل الشموليات هل كانت هناك اتفقات ما مع الانظمه الشموليه السابقه تتيح لهم قدر من حريه الحركه والتنظيم ؟؟؟ ولذا كانوا جاهزين للانتخابات اكثر من الاحزاب الاخري؟؟؟ ام هل الاحزاب الاخري لم تعد برامجها تستوعب تطلعات الناخبين {ومن ضمنهم حزب المرزوقي}؟؟؟"

سأحاول المساهمة من واقع معايشتي اليومية لفترات من تأريخ مصر القريب، فقد عشت بتلك البلاد بصورة متقطعة بين 96-2002، ثم بسبب عملي في الفترة بين 2007-2010. وقد أتاح لي البعد عنها خمس سنوات مشاهدة التغيير (أو التقدم الحثيث على مستوى الحضور الاجتماعي) في صالح قوى اليمين المنضوية تحت لواءات الإسلام السياسي التي تتعدد أسماؤها لكن مصبها -بالنسبة لي- واحد.

أولا أجرؤ بالقول: نعم. الكيزان (بي أشكالهم وألوانهم) في مصر استخدموا رؤوس الأموال التي يسيطرون عليها في مجابهة الحاجات اليومية لقطاعات الشعب المصري التي رزحت تحت الفقر لعقود. الناس ديل بنوا مستشفيات، وعملوا جمعيات تعاونية وصناديق مساعدة المحتاج... إلى ما لا نهاية من أوجه "الضمان الاجتماعي" الذي يضمن الولاء، والمصحوب بالفتاوي والوعظ والتبشير. وصلوا به لبطون وعقول وقلوب الكثيرين في مصر. سدوا الرمق الآني، وحشوا الفراغ السياسي الكان حاصل في مصر بفتاويهم وبصرف الملابس "المحتشمة" للنساء الرازحات تحت عوز (هِدمة تستر الجسد، أيا كانت). مستشفيات مؤهلة بأجهزة غير متوفرة في مرافق الدولة، وبأسعار زهيدة. يزورها الغني والفقير، ويقرأ الآيات البينات الملصقة على الحيطان ويصلي على النبي المختار وياخد معاه كتاب كتابين دعوة وهو خارج. إذن فَهُم اشتغلوا شغل مؤسس.

كيف استطاعوا؟

كما ذكر أحد سفراء كندا في الشرق الأوسط عندما سئل عن "المد الإسلامي" في مصر، فأن حكومات العساكر المتوالية على مصر (السادات وخصوصا مبارك) استلمت البلد من ناحية سلطة الدولة state، وتركت الحبل على الغارب أمام الإسلاميين أي (فكت ليهم) زمام الأمور الإجتماعية، بينما حجمت نشاط كل الأحزاب اليسارية. والمعادَلة؟ دولة تحكمها سلطة دكتاتورية+ غياب للحريات السياسية+ حضور مكثف ومزعج في كثير من الأحيان للجماعات الإسلامية. في بداية سنين (الألفية) كانت معاقل الكيزان في القاهرة محدودة في أحياء معينة زي دار السلام وحدائق المعادي والزهراء وهي أحياء بعضها شبه عشوائي، والآخر يؤوي أصحاب الدخول المحدودة. اليوم الكيزان انتشروا وانبسطوا على القاهرة زي السجادة. الجوامع البتكورك وتنبح بالآذان كمباراة، والندوات ذات الصوت العالي أصبحت سمة للعديد من أحياء القاهرة بما فيها "الزمالك"، الحي الذي يسكنه العديد من الأقباط والموسرين من سنوات قديمة وهي جزيرة محدودة في مساحتها، ومساكنها شبه كاملة العدد، يعني المجال لاجتياحها (سكنيا) بواسطة الكيزان ضيق.

إذن، فتساؤلك -ربما أقول استنتاجك- بوجود صفقة بين الحكومات الشمولية والحركات الإسلامية واقع ومؤكد في نموذج مصر. كيزان مصر اشتغلوا عمل تنظيمي وتجنيد مكثف خلال فترة مبارك. ندوات، خلايا، مطبوعات، استقطاب عالي للشباب والشابات. كل ولد وبنت ما عاجباهم حاجة في البلد بيقودوهم لطريق "الفضيلة" ويتم تجنيدهم. يا أستاذ صلاح، ديل طالقين الوليدات والبنيات عمر خمس سنوات يبيعوا الكتب الدعوية (حجم الجيب) في المترو ووسائل المواصلات "بجنيه واحد بس". أطفال يقطعوا قلبك، وتعتبر ثمن الكتاب "صدقة" تكفي الأسرة شر الفقر عندما تسمع عبارات مثل (والنبي يا طنط انا جعان ومش عايز أشحت. ده انا عندي أمي عيانة واخواتي سبعة ومش لاقيين ناكل). كتب لا حصر لها بدءا من فضائل الوضوء، للدعاء المستجاب، لواجبات الزوج الجنسية..... إلخ!!! ده "عِلِم ومعرفة دينية" سهلة، وسريعة، وفي متناول اليد، ومكتوبة بلغة "بسيطة" ومهضومة للجميع. ويسهل تناولها. زي الوجبات الخفيفة. يعني حتى الوجبات الخفيفة في مصر بقت دين بتاع كيزان. فكيف يمكن أن تفلت البلاد من مثل هذا الثقل؟


آمل أن أرى المزيد من النقاش حول المرزوقي، فمعرفتي به قبل توليه الرئاسة كانت من خلال كتاباته في المجال الحقوقي وموقفه كمدافع عن حقوق الإنسان، قرأنا العديد من دراساته في خلال تدريبات عديدة في ذلك المجال.

شكرا يا حسن موسى على مدونته وعلى الرابط من تويتر

تحياتي للجميع
إيمان

صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

شكرا ايمان علي التنوير بواقع وحراك المجتمع المصري , ولا ازال اقرأ في كتاب عالم الاجتماع المصري السيد يس , الذي كتبه بعد
الثورة وينتاول فيه الثورات العربيه مع تركيز علي ثورتي مصر وتونس , مره اخري جزيل شكري وساعود.
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

سلام يا حسن والجميع

الآن لدينا رئيس دولة عربية أعلن في مقالات سابقة عن تأييده لتسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية. لقد قرأت هذه المقالات في وقتها.

https://www.elaph.com/Web/AsdaElaph/2009/2/409706.htm
البشير قريبا أمام المحكمة الجنائية الدولية...كل النواقص الخلاقة
منصف المرزوقي
GMT 11:00:00 2009 السبت 14 فبراير


لنستعرض جملة الحجج الممكنة ضد شرعية أو أخلاقية وضع الأصفاد يوما في يدي عمر البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

- أن السودان ليس طرفا في معاهدة روما ولا يحق قانونا المطالبة بمثول مواطن دولة غير ممضية.أمام محكمة لا تعترف صلاحياتها

- أن التوصيف للتهم ضدّه مثل الإبادة الجماعية غير دقيقة وحتى منحازة.
- أن العملية سياسية مدبرة من قبل الغربيين الذين لا يستهدفون إلا العرب والمسلمين وصغار الأسماك الأفارقة.

- أنه كان من الأولى والأجدر التوجه للسادة بوش ورامسفيلد وشيني وأيديهم ملطخة بدماء مئات الآلاف من العراقيين ناهيك عن الشكوك في استجابة عدالة المكيالين مع الشكوى المقدمة ضدّ مجرمي الحرب الإسرائيليين بعد فضائع غزّة.

-أنه من السهل جدا على الولايات المتحدة الأمريكية أن تبعث بالبشير عبر مجلس الأمن للسجن مستعملة اتفاقية ترفض إمضاؤها بل حاربتها إلى آخر لحظة وكانت السبب في تقليص الكثير من صلاحياتها.
*
المشكلة بالنسبة لأنصار إحالة البشير– وكاتب هذه السطور منهم – أن كل هذه التهم والشكوك في المحكمة الجنائية الدولية في محلّها تماما.

نعم ثمة انتقائية في اختيار صغار الأسماك وليس من باب الصدفة أن الأربعة المتهمين حاليا أمام المحكمة الجنائية الدولية أفارقة كلهم.

نعم هناك استعمال واضح لمجلس الأمن في هذه القضية، هذا المجلس العتيد الذي فشل في فرض وقف إطلاق النار على الشيوخ والعجز والأطفال في غزة.

نعم إنه من قلة الحياء أن تستعمل الولايات المتحدة آليات ترفضها لنفسها.
لكن...هناك بعد يجب أن ننتبه له وقد تكون أحسن طريقة لشرحه التذكير ببعض الوقائع التاريخية لقضية مشابهة.

قلّ من يعلم إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي لا يحتوي إلا على 30 بندا، كان في الأصل يحتوي على 48 منها بند يتعلّق بحقّ الشعوب في السيادة والاستقلال وحذف هذا البند من المسودّة الأصلية بضغط قوي من الدول الغربية الاستعمارية. هذا لم يمنع أنه بعد أقل من عشرين سنة أي سنة 1967 صدور عهد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وعهد الحقوق السياسية ويتضمنان هذا الحق وبقية الحقوق الأخرى التي رميت في سلة المهملات كحق الأقليات الثقافية وحق التنمية الخ. ثم تواترت الاتفاقيات الناجمة كلها عن نضالات مريرة لتتوج بالمعاهدة العالمية ضدّ التعذيب سنة 1984 وهي إلى اليوم الوثيقة التي تمكن من محاربة أبشع مظاهر الحكم الاستبدادي الذي راح ضحيته سنة 2003 قرابة العشرين مليون شخص في العالم.

معنى هذا أن الاتفاقيات الدولية لا تولد مكتملة وإنما ناقصة وأحيانا يتمّ إجهاضها من قبل القوى التي لا مصلحة لها فيها، لكن وجودها مؤشّر على أن حاجزا كسر، أن طريق فتح، أن على المناضلين التوغّل بكل قوة في الفجوة المفتوحة لدفع قضاياهم.

هكذا هي الحياة ولا يوجد طريقة أخرى للتقدّم.
عوض أن نتباكى إذن على مظالم العدل الدولي، والمكيالين، والأسماك الصغيرة الخ فإن واجبنا كبشر يسعون لتقليص العنف الهمجي الذي تتسبب فيه الدول،الترحيب بكل مسعى لإيقاف البشير،.والجهر إنها بداية متواضعة لكنها بداية على كل حال...ونحن نريد البقية

نحن لا نقبل أن يقتصر مفعولها على ال106 دولة المبرمة فالأمر بسخافة أن يقول مجرم في مجتمع ما لا أمثل أمام المحكمة لأنني لا أعترف بها.

نحن نريد لهذه المحكمة أن تكون ككل محكمة مستقلة تماما ونطالب بفصلها عن مجلس الأمن.
نحن نطالب ألا يكون هناك شخص في أي دولة ولو كانت الولايات المتحدة يفلت من المتابعات.
نحن لا نريد للمحكمة أن تفقد مصداقيتها ونطالب بتتبع المجرمين الإسرائيليين.

نحن نريد استعمال الفقرة المتعلقة بجريمة التعذيب لتتبع كل الدكتاتوريين وجلاديهم الكبار والصغار.
*
كل هذه المطالب هي ساحات معارك المستقبل لنطوّر مؤسسة دولية تساهم في لجم غرائز
العنف المدمر عند من يفقدهم التسلط كل صواب ولا أمل في إصلاحهم أخلاقيا ولكن في ردعهم بالقانون لأنهم يخافون ولا يستحون.

ويوم يعلم كل زعيم عربي وكل وزير داخلية ومدير مخابرات أن منظمات حقوق الإنسان العربية بصدد إعداد ملفاتها لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية وأن تتبعه لن يكون فقط على وسائل الإعلام ورمزي فقط، فتيقنوا انه سيعود لهم ذلك الجزء من الحذر الذي فقدوه وهم يتصورون أنفسهم فوق كل محاسبة.


لنقبل إذن كعرب وأفارقة ومسلمين بالتضحية بهذا الكبش الصغير وهو رسالة مضمونة الوصول لمجانين خطرين وبلا ضمير قد يكفوا عنا شرهم على الأقل خوفا من إكمال بقية حياتهم وراء القضبان في دولة ترضى باستقبالهم على نفقتها المدة المحددة من قضاة لاهاي يحكمون بنفس الصرامة ضدّ " الكبار" و" الصغار"

د. منصف المرزوقي



https://www.achr.nu/art614.htm
أخطر من معارضة السلطان - منصف المرزوقي

2009-03-17

اللجنة العربية لحقوق الإنسان



كأنّ الأمة بأسرها وراء عمر البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بطاقة اتهام ضده.. مظاهرات في الشارع، وأغلبية رجال الفكر والسياسة "تندّد وتدين وتشجب بمنتهى العنف هذا التعدّي الصارخ على كرامة العرب والمسلمين ووحدة السودان، وهذه الإهانة الجديدة من طرف الغرب المتعجرف وأداته القميئة المسماة ظلما محكمة دولية".

لا أسهل من السكوت وانتظار مرور العاصفة، لكن أليس دور المثقف والسياسي تحمل مسؤولياته في أوقات الشدة والجهر بما يعتقد بأنه الموقف الصواب؟

ليطمئن الكلّ.. لا أدعي أنني الناطق الرسمي باسم المصلحة الحقيقية للأمة، لكنني أرفض للآخرين مثل هذا الادعاء. كلنا حملة جزء من الفكر والشعور الجماعي وعلينا أن نسمع بعضنا بعضا لنعي ما يوجد داخلهما من توجهات وخيارات تعبّر عن تعقيد الواقع وصعوبة الخيارات.

يقولون: الرجل منا وإلينا ومن يقرّب عليه يعتدي علينا جميعا.. هذا في الوقت الذي يتجنّد فيه عدد كبير من الجمعيات المدنية الغربية لنصرة غزة، وفي الوقت الذي أعطى فيه الشعب الأميركي بانتخابه رجلا أسود مثالا رائعا عن تجاوز فكر بدائي. أما نحن فتحركنا العصبية القبلية و"أنا وابن عمي على الغريب"، متناسين أننا أمة أنذرت أنه "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" أي أن الأخلاق أرفع من الدم.

يقولون: الرجل وطني وممانع ولولا وطنيته هذه لما طلبوه بذمتهم، كأنهم يغفرون باسم معاداة الغرب كل موبقات التعذيب والظلم والفساد وتعطيل الطاقات في المجتمع وتغييب المؤسسات. كل هذا بلا أهمية في نظر العامة والخاصة أمام "الوطنية". لم يتعلّموا من تجربة صدام "الممانع" ولا من تجربة القذافي الذي قايض وجوده بممانعته ولا بالكارثة التي أوصلنا إليها شعار "لا صوت فوق صوت المعركة"، ولا حتى فهموا لماذا فشل عبد الناصر رغم نزاهته الشخصية؟

لا أحد من هؤلاء الوطنيين والقوميين يريد قبول هذه الحقيقة البسيطة بأن من يتسبب في موت الآلاف من شعبه ويعذب وينتهك حقوق الناس ليس وطنيا بالضرورة، لأن الوطنية اليوم هي المواطنية لا غير. أضف إلى هذا أنهم لم يفهموا إلى اليوم أن الوحدة العربية لم ولن تتحقق في ظل الدكتاتوريات ولو كانت "وطنية" لأن النظام الدكتاتوري يمنع كل تقارب هو أملنا الوحيد في افتكاك المكان الجدير بنا.

يقولون: اعتداء صارخ على السودان وقد قبلوا النصب الأول لكل دكتاتورية والذي يجعل شخصا مساويا لبلد.. هكذا اختزل النظام مصر في مبارك، وتونس في بن علي، وسوريا في الأسد، وجعل كل هجوم على هؤلاء الأباطرة هجوما على سبعة آلاف سنة من التاريخ، ومسجد الزيتونة والقيروان، وملايين السوريين.

يقال نفس الشيء عن رجل ساهم في تدمير السودان بجرائم يعترف بها حتى المدافعين عنه مثل صديقنا عبد الباري عطوان، ومع ذلك لا تقربوه فقد أصبح بقدرة قادر -وهو الذي انقلب على حكومة ديمقراطية- السودان بطم طميمه.

يقولون: كل هذه القضية مؤامرة الغرب علينا وسعيه هو وإسرائيل لتفكيك السودان، كأن الغرب وإسرائيل هما من أسرا في أذن قادة السودان بتطبيق الشريعة في الجنوب المسيحي أو من خلقا الحزازات العرقية والقبلية التي ولد بها السودان.

ما أسهل –وما أجبن– المسارعة إلى الغريب لنضع عليه مسؤولية كل إخفاقاتنا، لكن ما أصعب وما أشجع التساؤل عن مسؤوليتنا نحن في الخل الذي مكن العدوّ من استغلاله لتحقيق مأربه. وعوض أن نسارع نحن إلى الشقوق نسدّها وإلى الخلل نصلحه حتى نقطع عليه الطريق، نواصل توسيع الشقوق ونكتفي بلعن مغتنم الفرصة التي وفرناها له.

يقولون: الأمر سيعقّد البحث عن السلام في السودان وينسون أن الرجل لم يهرع إلى دارفور ولم يبدأ في البحث الجدي عن حلول غير عسكرية إلا بعد بداية مشاكله مع المحكمة، لأن طبيعة الدكتاتور أنه يخاف ولا يستحي.

يقولون: المحكمة الجنائية الدولية مسيّسة.. ماذا يريدونها أن تكون؟ غير مسيّسة!!! وهي في محور الصراع السياسي. وعوض أن يقولوا أداة يجب أن نستغلها كما يستغلون وأن نسعى لتوظيفها كما يوظفون، يفضلون الصراخ كالأطفال العاجزين عن دخول معترك اللعبة وبذل كل الجهد للفوز.

نعم المحكمة الجنائية الدولية مسيّسة لأنها تتعاطى مع أخطر المشاكل السياسية التي هي مسؤولية السياسيين في سياسات مجرمة.

يقولون: محكمة منحازة وحتى مفهوم القانون الدولي خرافة.

حقا هي غير ما أردنا وحلمنا به كمناضلي حقوق الإنسان. حقا هي مرتبطة أكثر من اللازم بمجلس الأمن. حقا هي انتقائية وما زالت عاجزة عن التوجّه إلى الحيتان الكبيرة ومنهم مجرمو الحرب في العراق وأفغانستان. حقا المدعي العام غير جسور إلخ.. لكنها أيضا مؤسسة ناضلت من أجلها الأجيال لتكون أداة ردع للإجرام السياسي.

إنها أداة قابلة للتطوير وهذه مهمتنا لنجعل منها ولو على الأمد الطويل أداة ردع لدكتاتوريتنا ولمجرمي الحرب الصهاينة ولكل من سينهجون على منوالهم، فتتقدم البشرية ولو خطوة على درب الأنسنة. أما من يرمون بكل القانون الدولي في المزبلة فماذا يقترحون: العودة إلى شريعة الغاب أكثر مما هي عليه الآن؟ وآنذاك من سيأكل من؟

كيف نرفض أن تمس البشير ثم نذهب إليها بملف جرائم الصهاينة في غزّة؟ كل هذه اللخبطة في التفكير نتاج عقليات مريضة لأناس قبلوا أن يكونوا الضحايا المؤبدين، الشاكين في قدراتهم، المتلذذين بعجزهم.

المضحك المبكي في كل هذا أن العرب لا ينتبهون أنهم ليسوا قبيلة هندية بصدد الانقراض، بل هم يتزايدون عددا وعدة ونفوذا.. وأنهم خامس أمة كبرى في هذا العالم، وأن لهم لغة تتوسع ودينا ينتشر كل يوم، وأن لهم تاريخا يحصى بالقرون، أن نفاذ صبرهم أمام تشتتهم وضعفهم الحالي بداية تغييرات جذرية ستأتي أكلها يوما.

ولو كانت الثقة في النفس وليس انعدامها هي الشعور الغالب لقلنا هذا الرجل يسيء إلينا هو وغيره من الدكتاتوريين، إما نحاكمه أو نسلمه للجنائية الدولية فجرائمه هي التي جلبت لنا العار، وهذه المحكمة فرصتنا لتعرية الصهاينة وسنستغلها أحسن استغلال، والمهم مواصلة الصراع الداخلي لتحقيق الاستقلال الثاني لكل قطر والاتحاد العربي لكل الأقطار، وآنذاك سنرى إذا سيوجد من يتجاسر علينا.

لكن يبدو أن الصدع بمثل هذا الموقف مملوء بالأخطار وربما يكون سبب سكوت الكثيرين أو حذرهم الشديد.

صدق القائل "من عارض السلطان زهد في الدنيا"، أما من عارض الشارع فليس بأحسن حال.

لكن السلام في السودان وتحرير الشعب السوداني من الدكتاتورية هو وبقية شعوب الأمة وردع كبار المجرمين عندنا وداخل كل شعب، والمساهمة في إعداد عالم أقل همجية للأجيال المقبلة.. رهانات تستحق أن نقبل من أجلها بالزهد في الدنيا مرّتين.
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

ما أقصر حبل الاسلام السياسي ... ان غدآ لناظره قريب

الفاضل


-------


ميليشيات مسلحة تقمع المتظاهرين في تونس


ممثلو المجتمع المدني والأحزاب السياسية: سقط قناع حكومة النهضة، وأثبتت فشلها بقمعها المسيرة السلمية في يوم الشهداء.


ميدل ايست أونلاين

April 10, 2012

قمع المتظاهرين

تونس -

وصف ممثلو المجتمع المدني التونسي التدخل الأمني يوم الاثنين بالعاصمة لتفريق المشاركين في المسيرة السلمية التي انتظمت بمناسبة عيد الشهداء بـ"الوحشي"، ملاحظين ان "ما تعرض إليه المتظاهرون، من "ضرب وإهانة واعتداءات يذكر بالقمع الذي كان يمارسه بن علي" حسب تعبيرهم.

وأكدوا في ندوة صحفية احتضنها مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن ما حدث "لا يليق بتونس ما بعد الثورة وان القمع الذي مورس على المتظاهرين في خرق تام للقانون كما "يتعارض تماما مع القوانين الدولية ذات الصلة".

وعبروا عن "استهجانهم" لما لوحظ اليوم من "وجود مكثف لأشخاص يحملون السلاح وهم بالزي المدني"، ولما قالوا انها "ميليشيات تطارد المتظاهرين"، متسائلين عن الطرف الذي "أعطى الإذن لهؤلاء الأشخاص بالنزول للشارع وعمن يتحمل مسؤولية أعمالهم".

وقال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الستار بن موسى، إن قرار وزير الداخلية بمنع التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة "قرار تعسفي" وسيتم الطعن فيه لأنه "يخرق المواثيق الدولية التي تضمن حق التظاهر، سيما في ظل غياب دستور في الوقت الراهن".

وأفاد بن موسى أن الاعتداءات والإيقافات قد طالت اليوم أعضاء من المجلس الوطني للرابطة ومحامين وإعلاميين ومثقفين، مضيفا "سقط قناع الحكومة، وأثبتت أنها فاشلة ودكتاتورية".

من ناحيتها اعتبرت رئيسة المجلس الوطني للحريات ورئيسة مركز تونس للعدالة الانتقالية، سهام بن سدرين، ما جرى بشارع الحبيب بورقيبة "يوما أسود لا يليق بالثورة وبتونس الحرية" مشيرة إلى أن "الوحشية التي مورس به قمع المتظاهرين" لا مبرر لها.

وأفادت بأن هذه الوحشية بلغت حد "إلقاء بعض الأشخاص من الطابق الثالث لمركز تجاري بـ"الباساج"، واستعمال الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف ومن مسافات قريبة جدا من المتظاهرين، وهو ما يتنافى مع القانون، إلى جانب تحطيم آلات تصوير صحفيين، مضيفة أنه "سيقع بعد البحث والتوثيق والتحقيق في الوقائع إصدار كتاب أسود حول ما جرى".

من جهتها عبرت رئيسة الفيدرالية العالمية لحقوق الإنسان سهير بلحسن عن تضامن الفيدرالية مع كل منظمات المجتمع المدني التي تظاهرت الاثنين منبهة لخطورة وجود ما أسمته "ميليشيات تحمل أسلحة" وهو ما يتناقض مع المواثيق الدولية ويتطلب تحقيقا في الموضوع حسب قولها.

وأفاد بن موسى في ختام هذه الندوة الصحفية التي تم خلالها عرض نماذج من عبوات الغاز المسيل للدموع المستعمل الاثنين، والاستماع إلى شهادات مشاركين في المظاهرات، أن الجمعيات المكونة للمجتمع المدني ستعقد اجتماعا الأربعاء المقبل لتدارس ما يجب القيام به وخاصة المطالبة بتحقيق قضائي حول الموضوع مذكرا بأنه تم تكوين فريق من المحامين للطعن في قرار وزير الداخلية المتعلق بحظر التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة.

من جهتها شجبت رئاسة المجلس الوطني التأسيسي الاعتداءات التي "طالت عددا من نواب الشعب في التأسيسي وشخصيات حقوقية وصحفيين ومواطنين عزل في مسيرة سلمية لإحياء ذكرى9 نيسان/أبريل 1938" داعية إلى "فتح تحقيق فوري".

وعبرت عديد الأحزاب السياسية عن "استنكارها" لما أسمته "القمع" و"الاعتداءات" التي تعرض لها المتظاهرون من قبل قوات الأمن، مطالبة، في بيانات لها، بالإفراج الفوري عن الموقوفين من بين المتظاهرين، ومؤكدة رفضها لكل مساس بالحريات وحقوق الإنسان أو بحق المواطنين في التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي.

وأعرب حزب "المسار الديمقراطي الاجتماعي" عن "بالغ استنكاره" لما قال انه "اعتداءات وحشية" استهدفت "دون مبرر مواطنين عزل وعديد الصحفيين والحقوقيين والشخصيات الوطنية".

وندد الحزب بما وصفه بـ"التداخل المفضوح والتنسيق بين رجال الأمن وميليشيات الحزب الحاكم الجديد"، الذين تجندوا "لترويع المتظاهرين نساء ورجالا وملاحقتهم في الشوارع وسط العاصمة والاعتداء على حرمتهم الجسدية والمعنوية".

من ناحيته ندد حزب "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" "بشدة بالتعامل العنيف مع المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة" مستغربا "امتداد أعمال القمع إلى شارع محمد الخامس وشوارع محاذية أخرى لم يشملها قرار تحجير التظاهر".

وطالب "بمراجعة" قرار غلق شارع الحبيب بورقيبة أمام المسيرات والمظاهرات، وتحديد مدة هذا القرار "وفتح حوار فوري مع مكونات المجتمع المدني من أجل تفادي كل أشكال العنف من جميع الأطراف بما في ذلك الأجهزة الأمنية" داعيا من جهة أخرى إلى "فتح تحقيق فوري حول التجاوزات التي حصلت وخاصة حول هوية العناصر المشبوهة التي شاركت في تعنيف المتظاهرين ومحاسبة كل من تجاوز القانون".

واعتبرت حركة الشعب أن ما جرى يوم الاثنين يمثل "جريمة نكراء في حق الشعب أعادت البلاد إلى المربع الأمني الذي عاشته طيلة أكثر من نصف قرن" مؤكدة على "ضرورة مساءلة وزير الداخلية أمام المجلس التأسيسي".

وطالبت الحكومة بتقديم اعتذار رسمي عما اقترفته ما أسمته "أجهزتها الأمنية وميليشياتها من انتهاكات فادحة في حق المواطنين" داعية إلى "صياغة ميثاق وطني يجرم كل من يصادر حق الشعب في التظاهر السلمي حفاظا على المنجز الديمقراطي للثورة".

من جهتها نددت حركة البعث "بالقمع الأعمى الذي مورس على المحتفلين بذكرى 9 نيسان/ أبريل والمحتجين" محملة "الحكومة مسؤولية جر البلاد إلى ممارسات لن يقبل بها الشعب مستقبلا مهما استقوت بجهاز الدولة".

واعتبرت الحركة "أن القمع الوحشي بالإضافة إلى قرار منع التظاهر السلمي بشارع الحبيب بورقيبة أمر غير مبرر" مؤكدة أن "فرض احترام القانون لا يمكن أن يتم بالقمع والتسلط وفرض الأمر الواقع على الشعب والوطن بل بتحرير الفضاءات العامة وإطلاق الحريات وخاصة حرية التعبير والتظاهر السلمي".

ومن جانبه ندد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بما قال إنه "انفلات غريب وغير مبرٌر للجهاز الأمني" مشيرا إلى إقدام ما وصفه بـ"قوات هائلة العدد من أعوان الشرطة بمشاركة أشخاص بالزي المدني لا تعرف حقيقة انتمائهم"، على التصدٌي ب"عنف شديد وقمع وحشيٌ" لمتظاهرين سلميٌين واعتقال عدد منهم.

ولاحظ البيان أن تعاطي أجهزة الأمن بمثل "هذه الوحشية المرفوضة مع التظاهر السلمي" يأتي يوميٍن فقط بعد تعاملها بنفس الأسلوب مع تظاهرة المعطٌلين عن العمل وأيام قليلة بعد اعتدائها على جرحى الثورة وعائلات شهدائها وبعض النشطاء أمام مقر وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية بالذات.

ودعا الحزب رئيس المجلس الوطني التأسيسي لعقد جلسة طارئة وعاجلة للمجلس للتداول حول هذه "الانتهاكات وتجاوز وزير الداخلية لصلاحياته".

من جانبها نددت "الجامعة العامة التونسية للشغل" بـ"الاعتداءات" التي قالت إنها "مورست ضد المتظاهرين المسالمين أثناء إحياء ذكرى الشهداء 9 نيسان/ أبريل 1938 من قبل الأجهزة الأمنية النظامية على مستوى الانهج الفرعية لشارع الحبيب بورقيبة وشارع محمد الخامس".

واعتبرت المنظمة النقابية تلك الاعتداءات "قطعا واضحا مع مبادئ الثورة وضربا لحق التظاهر السلمي وحرية التعبير ورجوعا واضحا لممارسات العهد البائد".

وأعرب الاتحاد العام لطلبة تونس عن استنكاره الشديد "للاعتداءات" التي وصفها بـ"الهمجية" على المتظاهرين اليوم الاثنين بالعاصمة، متهما ما أسماه "البوليس وميليشيات الحزب الحاكم".


غضب شعبي


واعتبر البيان ما جرى الاثنين بشوارع العاصمة "هجمة على الحريات" و"انحرافا كليا عن أهداف الثورة واعتداء صارخا على حقوق الإنسان وحق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي" مطالبا بإطلاق سراح كل الموقوفين فورا "دون قيد أو شرط".

من جانبه ندد المجلس الوطني للحريات، بـ"القمع الذي مارسه الأمن" على المتظاهرين وهو يحيون عيد الشهداء بشارعي الحبيب بورقيبة ومحمد الخامس والأنهج المتاخمة لهما مؤكدا أن القمع لم "يكن بهدف تفريق المتظاهرين فقط" بل استهدف بشكل "ممنهج" النساء والفتيات ومناضلي وناشطي المجتمع المدني.

ولاحظ أن سياسة "المكيالين المتوخاة في التعامل مع مسيرة اليوم مقارنة مع مسيرة السلفيين يوم 25 مارس المنقضي"، تطرح الكثير من التساؤلات، داعيا الحكومة الحالية إلى بعث لجنة تحقيق مستقلة لتسليط الأضواء على انتهاكات حقوق الإنسان واتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بـ"تلافي هذا النوع من السلوك غير المسؤول" في المستقبل.

ودعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الإعلاميين في مختلف المؤسسات الإعلامية إلى حمل الشارة الحمراء كامل يوم الخميس 12 نيسان/ أبريل، ومقاطعة أنشطة وزير الداخلية لمدة أسبوع بداية من يوم الثلاثاء 10 نيسان/ أبريل إلى يوم 17نيسان/ أبريل الجاري.

واعتبر المكتب التنفيذي للنقابة أن "الاعتداءات القمعية" التي طالت صحفيين، تستهدف حرية الكلمة وتسعى إلى حرمان الشعب من حقه في المعلومة مهيبا بكافة منظمات وهيئات المجتمع المدني وكافة الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية الوقوف إلى جانب قطاع الإعلام في معركته ضد "الديكتاتورية الجديدة".

ولوحت النقابة بأنها ستضطر للتوجه إلى القضاء الدولي لطلب الحماية للإعلاميين التونسيين، معلنة انطلاقها في القيام بحملة دولية بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الحقوقية "من أجل مساندة الصحفيين التونسيين في دفاعهم عن حرية الصحافة والإعلام والتعبير وفي تصديهم للقمع العائد بأشكال جديدة".

واكتفت وزارة الداخلية بإصدار بلاغ قالت فيه "إن المسيرة بشارع الحبيب بورقيبة غير قانونية" منددة بما أسمته "الخرق المتعمد والمضمر للقانون وسعي البعض لبث الفوضى وزعزعة الاستقرار بدل احترام القانون والحريات".

وأفاد البلاغ إن "مجموعات من الأشخاص عمدت إلى خرق قرار منع التظاهر بشارع الحبيب بورقيبة الصادر عن وزارة الداخلية في 28 آذار/ مارس الماضي وذلك من خلال محاولة اقتحام الشارع بالقوة رغم المساعي التي قامت بها الوحدات الأمنية وتحاورها معهم قصد إثنائهم عن ذلك ودعوتهم إلى التظاهر السلمي بمكان آخر".

وأضاف أن المتظاهرين لجؤوا "إلى استعمال العنف اللفظي والمادي من اجل المرور إلى شارع بورقيبة عنوة وهو ما اضطر قوات الأمن إلى تفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع" مضيفا "أن هذه المجموعات قد تفرقت بعدة انهج متفرعة عن الشارع الرئيسي وواصلت محاولة اقتحامه وتعمدت مهاجمة الأعوان بالحجارة والمقذوفات الحادة".

واعترفت الداخلية بـ "أن هذه الاعتداءات أسفرت عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف 8 من إطارات وأعوان الأمن والحرس الوطنيين استوجبت نقلهم جميعا على المستشفى ومنها إصابتين خطيرتين بالوجه والرأس. كما تعرضت سيارة أمنية إلى حرق جزئي وقد تمكنت الوحدات الأمنية من إيقاف عدد من المعتدين وحجز كميات من الزجاجات الحارقة".

https://www.middle-east-online.com/?id=129101
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

خطوة الى الأمام ; خطوة الى الخلف :

المرزوقي مدافعا عن تجاوزات النهضة: لا يمكن ليّ ذراع الدولة


https://www.middle-east-online.com/?id=129087
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

حبيبنا في المنافي :
حسن محمد موسى
*
منعتني كل شرور الأرض ألا ألتقي بك في الشارقة ...وإنها لحسرة .
*
يقولون من الخير:
أن تنتظر إفادة الجميع وعرض آراءهم .... تقرأ بتمهُل ثم ...
أين أنت ؟
( ليك مُدة ما بِنتَ وأنا في اشتياق لمداخَلتَكْ يا حبيبي وين إنتَ )
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

إيمان أحمد كتب:الأستاذ صلاح النصري

سلام

شكرا على الأسئلة، بل اسمح لي أقول تساؤلات:
"لماذا يأتي اصحاب الاسلام السياسي بواسطه صناديق الاقتراع بعد سقوط الانظمه الشموليه { تجربتي تونس ومصر} هل لانهم قوة اقتصاديه تملك رأس المال ؟؟؟ ورغم القمع السائد في ظل الشموليات هل كانت هناك اتفقات ما مع الانظمه الشموليه السابقه تتيح لهم قدر من حريه الحركه والتنظيم ؟؟؟ ولذا كانوا جاهزين للانتخابات اكثر من الاحزاب الاخري؟؟؟ ام هل الاحزاب الاخري لم تعد برامجها تستوعب تطلعات الناخبين {ومن ضمنهم حزب المرزوقي}؟؟؟"

سأحاول المساهمة من واقع معايشتي اليومية لفترات من تأريخ مصر القريب، فقد عشت بتلك البلاد بصورة متقطعة بين 96-2002، ثم بسبب عملي في الفترة بين 2007-2010. وقد أتاح لي البعد عنها خمس سنوات مشاهدة التغيير (أو التقدم الحثيث على مستوى الحضور الاجتماعي) في صالح قوى اليمين المنضوية تحت لواءات الإسلام السياسي التي تتعدد أسماؤها لكن مصبها -بالنسبة لي- واحد.

أولا أجرؤ بالقول: نعم. الكيزان (بي أشكالهم وألوانهم) في مصر استخدموا رؤوس الأموال التي يسيطرون عليها في مجابهة الحاجات اليومية لقطاعات الشعب المصري التي رزحت تحت الفقر لعقود. الناس ديل بنوا مستشفيات، وعملوا جمعيات تعاونية وصناديق مساعدة المحتاج... إلى ما لا نهاية من أوجه "الضمان الاجتماعي" الذي يضمن الولاء، والمصحوب بالفتاوي والوعظ والتبشير. وصلوا به لبطون وعقول وقلوب الكثيرين في مصر. سدوا الرمق الآني، وحشوا الفراغ السياسي الكان حاصل في مصر بفتاويهم وبصرف الملابس "المحتشمة" للنساء الرازحات تحت عوز (هِدمة تستر الجسد، أيا كانت). مستشفيات مؤهلة بأجهزة غير متوفرة في مرافق الدولة، وبأسعار زهيدة. يزورها الغني والفقير، ويقرأ الآيات البينات الملصقة على الحيطان ويصلي على النبي المختار وياخد معاه كتاب كتابين دعوة وهو خارج. إذن فَهُم اشتغلوا شغل مؤسس.

كيف استطاعوا؟

كما ذكر أحد سفراء كندا في الشرق الأوسط عندما سئل عن "المد الإسلامي" في مصر، فأن حكومات العساكر المتوالية على مصر (السادات وخصوصا مبارك) استلمت البلد من ناحية سلطة الدولة state، وتركت الحبل على الغارب أمام الإسلاميين أي (فكت ليهم) زمام الأمور الإجتماعية، بينما حجمت نشاط كل الأحزاب اليسارية. والمعادَلة؟ دولة تحكمها سلطة دكتاتورية+ غياب للحريات السياسية+ حضور مكثف ومزعج في كثير من الأحيان للجماعات الإسلامية. في بداية سنين (الألفية) كانت معاقل الكيزان في القاهرة محدودة في أحياء معينة زي دار السلام وحدائق المعادي والزهراء وهي أحياء بعضها شبه عشوائي، والآخر يؤوي أصحاب الدخول المحدودة. اليوم الكيزان انتشروا وانبسطوا على القاهرة زي السجادة. الجوامع البتكورك وتنبح بالآذان كمباراة، والندوات ذات الصوت العالي أصبحت سمة للعديد من أحياء القاهرة بما فيها "الزمالك"، الحي الذي يسكنه العديد من الأقباط والموسرين من سنوات قديمة وهي جزيرة محدودة في مساحتها، ومساكنها شبه كاملة العدد، يعني المجال لاجتياحها (سكنيا) بواسطة الكيزان ضيق.

إذن، فتساؤلك -ربما أقول استنتاجك- بوجود صفقة بين الحكومات الشمولية والحركات الإسلامية واقع ومؤكد في نموذج مصر. كيزان مصر اشتغلوا عمل تنظيمي وتجنيد مكثف خلال فترة مبارك. ندوات، خلايا، مطبوعات، استقطاب عالي للشباب والشابات. كل ولد وبنت ما عاجباهم حاجة في البلد بيقودوهم لطريق "الفضيلة" ويتم تجنيدهم. يا أستاذ صلاح، ديل طالقين الوليدات والبنيات عمر خمس سنوات يبيعوا الكتب الدعوية (حجم الجيب) في المترو ووسائل المواصلات "بجنيه واحد بس". أطفال يقطعوا قلبك، وتعتبر ثمن الكتاب "صدقة" تكفي الأسرة شر الفقر عندما تسمع عبارات مثل (والنبي يا طنط انا جعان ومش عايز أشحت. ده انا عندي أمي عيانة واخواتي سبعة ومش لاقيين ناكل). كتب لا حصر لها بدءا من فضائل الوضوء، للدعاء المستجاب، لواجبات الزوج الجنسية..... إلخ!!! ده "عِلِم ومعرفة دينية" سهلة، وسريعة، وفي متناول اليد، ومكتوبة بلغة "بسيطة" ومهضومة للجميع. ويسهل تناولها. زي الوجبات الخفيفة. يعني حتى الوجبات الخفيفة في مصر بقت دين بتاع كيزان. فكيف يمكن أن تفلت البلاد من مثل هذا الثقل؟


آمل أن أرى المزيد من النقاش حول المرزوقي، فمعرفتي به قبل توليه الرئاسة كانت من خلال كتاباته في المجال الحقوقي وموقفه كمدافع عن حقوق الإنسان، قرأنا العديد من دراساته في خلال تدريبات عديدة في ذلك المجال.

شكرا يا حسن موسى على مدونته وعلى الرابط من تويتر

تحياتي للجميع
إيمان



سلام للجميع
وشكرا إيمان وصلاح النصري
من قبل أيام أتابع ما يحدث في تونس. وتذكرت هذا البوست ورجعت إليه.

ترى هل يستطيع من يناصرون الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان أن يتمكنوا من تحقيق ذلك في تونس؟
ما رأيكم؟؟
هنا مادة ذات علاقة في "اليوم السابع" المصرية:
https://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=703854&

وهل نحن في السودان موعودين بعودة جديدة للهوس في حال سقوط نظام البشير الذي بات وشيكاً؟ أم أن السودان أصبح محصَّنا من مثل هذه العودة؟

https://www.youtube.com/watch?v=QwNoJLA7xmk&feature=plcp

https://www.youtube.com/v/QwNoJLA7xmk

تونس: صدامات بين سلفيين محتجين وقوات الأمن
آخر تحديث: الثلاثاء، 12 يونيو/ حزيران، 2012، 13:01 GMT

استخدم المتظاهرون القنابل الحارقة

تظاهر المئات من السلفيين التونسيين الغاضبين من افتتاح معرض فني يقولون إنه يزدري الإسلام في تونس العاصمة ليلة الاثنين، واصطدموا برجال الامن.

واحرق المتظاهرون الاطارات واغلقوا الطرقات في عدد من احياء تونس الشعبية كالتضامن وسيدي حسين، ورشقوا رجال الشرطة بالقنابل الحارقة وذلك في اسوأ مواجهات تشهدها البلاد منذ إطاحة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وقال مسؤول بوزارة الداخلية التونسية لوكالة رويترز إن قوات الامن اعتقلت 165 متظاهرا فيما اصيب 65 من رجالها بجروح بينما كانوا يحاولون تفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع.

واعلنت السلطات التونسية في وقت لاحق من يوم الثلاثاء حظرا للتجول في العاصمة وسبعة مناطق اخرى.

ويبدأ الحظر في التاسعة من مساء الثلاثاء، وينتهي في الخامسة من فجر الاربعاء، وسيشمل العاصمة اضافة الى مدن سوسه والمنستير وجندوبه وبن غردان.
وكان وزير الداخلية علي العريض قد قال إنه يتوقع ان تتواصل اعمال العنف لعدة ايام.

وبحلول فجر الثلاثاء، انتقلت المظاهرات والاحتجاجات الى عدد من الاحياء السكنية، حيث منع المتظاهرون السلفيون عربات الترام من المرور في حي الانطلاقة، كما شوهدت آثار اعمال سلب ونهب.

وجاءت هذه الصدامات بعد يوم واحد من قيام عدد من السلفيين باقتحام معرض فني في حي المرسى واتلافهم اعمالا فنية اعتبروها مسيئة للاسلام.

وادان وزير العدل التونسي المظاهرات واعمال الشغب ووصفها بأنها اعمال ارهابية، مهددا بالاقتصاص من مرتكبيها.

وقال الوزير نورالدين بحيري إن مرتكبي اعمال الشغب "سيدفعون ثمنا باهظا" وقال "إن المجموعات الارهابية الفاقدة للسيطرة معزولة في مجتمعنا،" بينما أكد مسؤول في وزارة الداخلية ان المعتقلين سيقاضون بموجب قانون مكافحة الارهاب.

وقال البحيري إن اعمال الشغب، التي تفجرت بعد ساعات فقط من دعوة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري للتونسيين للانقلاب على حكومتهم، قد تكون مدفوعة من جانب هذا التنظيم.

ولكن السلفيين من جانبهم ينفون مشاركتهم في اعمال الشغب، وقالوا إنهم في الوقت الذي يدعون فيه التونسيين للاحتجاج على "التجاوزات ضد السلام"، فإنها تتبرأ من اعمال العنف والشغب التي شهدتها البلاد ليلة امس ونهار اليوم.


قبل حوالي أسبوعين كان هذا الموضوع في الـ بي بي سي:
https://www.bbc.co.uk/arabic/interactivi ... ular.shtml

الى اين سينتهي الصراع بين الاسلاميين والعلمانيين في تونس؟
آخر تحديث: الأربعاء، 30 مايو/ أيار، 2012، 15:41 GMT

يطالب السلفيون بمنح الدين دورا أكبر في الحياة العامة وباعتماد الشريعة الاسلامية في تونس

اشتبك المئات من السلفيين مع رجال الشرطة في بلدة جندوبة شمال غربي تونس مطلع هذا الاسبوع، إثر مظاهرة نظموها للاحتجاج على اعتقال اربعة من رفاقهم بتهمة المشاركة في هجوم على محلات لبيع المشروبات الكحولية.

وهاجم السلفيون مركزا للشرطة في جندوبة، واضرموا النار فيه كما هاجموا الحانات ومحلات بيع المشروبات.

وتأتي اعمال العنف الاخيرة بعد اسبوع واحد من قيام السلفيين بمهاجمة الحانات ومحلات بيع المشروبات الكحولية في بلدة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية.

وتعكس هذه الحادثة وحوادث اخرى توترا متزايدا واستقطابا حاد بين الاسلاميين والعلمانيين، او الحداثيين كما يسميهم البعض، في تونس بعد الثورة، وصل حد المصادمات المباشرة بين انصار الجانبين احيانا.

واذ تقدم الاسلاميون في اول انتخابات حرة شهدتها البلاد في اكتوبر/ تشرين الاول الماضي مع فوز حركة النهضة وحصولها على أكثر من 40 بالمئة من مقاعد المجلس التأسيسي الذي يتولى مهمة صياغة دستور البلاد الجديد.

وعلى الرغم من نزعة الاعتدال التي تحاول حركة النهضة طمأنة الاحزاب العلمانية وقوى المجتمع المدني من خلالها، وتشكيلها لحكومة ائتلافية مع حزبين علمانيين، الا الحركة ظلت تواجه معارضة قوية من الاحزاب العلمانية والاتحاد العام التونسي للشغل الذين يخشون فرض القيم الدينية المحافظة في بلد طالما عرف بأنه ليبرالي وعلماني.

كما تواجه في الوقت نفسه ضغوطا من التيار السلفي المتشدد الذي اخذ يعزز نفوذه مع تقدم الاسلاميين الى مقدمة المشهد السياسي بعد الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير / كانون الثاني 2011.

ويطالب السلفيون بمنح الدين دورا أكبر في الحياة العامة وباعتماد الشريعة الاسلامية في تونس، واستثمروا المناخ الديمقراطي الذي اعقب الثورة لنشر آرائهم ومعتقداتهم، و توسيع مساحة نفوذهم ودورهم داخل المجتمع التونسي.

ويرى العلمانيون وقوى المجتمع المدني في هذا المد تهديدا لقيم الحداثة والمعاصرة والحريات الفردية التي تميزت بها الدولة التونسية الحديثة، ويتهمون المتشددين الدينيين بمحاولة مصادرة حرية التعبير والاعتداء على قيم المجتمع المدني السائدة منذ نصف قرن.

ويستشهدون بما شهدته تونس في الفترة الاخيرة من محاكمات لأشخاص اتهموا بالإساءة الى رموز وقيم دينية، كتغريم رئيس قناة تلفزيونية تونسية لعرضها فيلما مثيرا للجدل، او محاكمة شابين لنشرهما رسوما كاريكاتيرية عدت مسيئة لشخصيات دينية، وتغريم ناشر تونسي لنشر جريدته صورة عدت مثيرة للاعب كرة قدم تونسي/الماني وصديقته.

كيف يمكن بنظرك التوفيق بين تطبيق القيم الدينية وقيم المجتمع المدني، وهل يمكن ايجاد توافق بين الحساسيات الدينية وحرية التعبير وغيرها من الحريات الفردية؟

وهل ستنجح حركة النهضة في تحقيق ما وعدته به من تقديم نموذج اسلامي معتدل، ام أنها، كما يتهمها خصومها، تستخدم الديمقراطية للوصول الى حكم ديني (ثيوقراطي) يصادر الحريات في النهاية؟

وكيف تنظر الى الصراع القائم بين الاسلاميين والعلمانيين في تونس، والى اين سينتهي في ظل الاستقطاب الحاد بين التشدد الاسلامي السلفي، والاتجاهات المتطرفة في اوساط الاحزاب العلمانية (الليبرالية واليسارية)؟

وهل سيهدد هذا الاستقطاب وحدة القوى التي شاركت في الثورة التونسية، والائتلاف الحاكم بين احزاب دينية وعلمانية في تونس؟

واذا كنت تعيش في تونس ماهي شهادتك ومعايناتك عن هذا الصراع والاستقطاب الجاري في الشارع التونسي؟
أضف رد جديد