تفسير اختراع الشهداء والشهادة
استاذ الشيخ كتب:
اقتباس
إن أبسط وأسرع وسيلة لتحقيق أكبر قدر من الإيثار تتمثل في:
1- توحيد وعي الإيثاريين 2- خلق معنى ومقابل لتضحيات الإيثاري.
النقطة الأولى جلية إذ من الواضح أن قوة الجماعة تتأتى من خلال تنظيم وتوحيد جهودها، وإن الوعي هو الوسيلة الأجدر لتحقيق هذا الغرض. بالنسبة للنقطة الثانية أنه من الممكن في إطار مجموعة بشرية معينة أن تجد من يكون في مقدوره التضحية بحياته بلا مقابل من أجل المجموعة، في واقع الأمر هذه النوعية موجودة غير أنها عملة نادرة في هذه المرحلة من تطور البشرية، لكن يمكنك أن تزيد من عدد الأيثاريين إذا أقنعت أعداد متزايدة من المجموعة عينها بأن تضحياتهم لا تضيع سدى إنما سيكون هنالك مقابل يتمثل في حياة أفضل ونعيم دائم. هذا بالضبط ما تقوم به الأديان والعقائد الثورية: إعطاء معنى للتضحية و/أو (خلق) مقابل وتعويض.
نهاية الاقتباس
بدا لي ان هذا تفسير انثربلوجي مناسب لظاهرة الشهيد ... ولا شنو يا حسن موسي...
انطربت ايضاً يا الشيخ للقفلة الآتية فى تأمّلك لسؤال حسن موسي الذكي:
اقتباس:
إذا صحت مقولة إن التطور الاجتماعي الثقافي للبشرية ينطوي على تعظيم الفاعلية سوف، لا محالة، يأتي اليوم الذي يكون فيه الإيثار مفتوحاً فتسقط كل هذه الأوهام. عندئذ تتوحد البشرية انطلاقاً من إنسانيتها وليس انطلاقاً من أي عرق أو جغرافيا أو دين.
ترى هل عاد الله للمثول في " مبدأ الفعل الأعظم "؟
نهاية الاقتباس
شكراً للندي
أعظم قرار اتخذته في حياتي
-
- مشاركات: 2281
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm
-
- مشاركات: 1655
- اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
- مكان: LONDON
- اتصال:
وللإيثار شروط
الأستاذ الشيخ محمد الشيخ
تحياتي
الفهم درجات:
كنت أدركت البعدين التربوي والنفسي, في موضوع القرار العظيم, ولكن لم أدرك مقصد إيقاظ الفاعلية إلا مؤخرا, حقاً, هنالك نسبية في مستويات التفاعل مع النص. ولا أقول أنني أفرغته من معناه المقصود ولكنني - قطعا - لم أوتيه كل حظه.
الإيثار:
الإثار مهم والكثيرون منّا ترّبوا عليه (ولكنهم يتناقصون رويدا رويدا). وكان هذا من أثر مجتمع القبيلة وأهل الدم الذين لا يقصرون في تحمل تبعات الاستشهاد (الأيتام والأرامل والوالِدِين العجزة أو المعسرين). كان االرجل يختار الموت لعلمه أن غيابه لن يضيع هباء. ويفترض أن يمتد هذا ليشمل الدولة والشعب كله, ولكن ذلك تناقص لحدٍّ كبير (على الأقل الآن, إذا استثنينا الرادكاليين والدبّابين المغيبين, وهنا يكمن خطرا المتاجرة بالأرواح وغسيل الأدمغة لأجندة لا تهتم بالتكافل الاجتماعي الشامل).
الإيثار لرفد مجتمع أناني ناكر للجميل وسارق للدماء فيه غباء شديد.
إذن الشهادة والتضحية يقتصران على حماية مجتمع تكافلي أو إرساء مجتمع بديل يظن فيه المضحِّي ظنّاً قويا بأنه على مشارف مجتمع عادل (اشتراكي, بالعدلة كدا).
والفقراء دول ما لهمش حاجة في الدنيا (من حديث لجمال عبدالناصر).
ودمت في عافية.
تحياتي
الفهم درجات:
كنت أدركت البعدين التربوي والنفسي, في موضوع القرار العظيم, ولكن لم أدرك مقصد إيقاظ الفاعلية إلا مؤخرا, حقاً, هنالك نسبية في مستويات التفاعل مع النص. ولا أقول أنني أفرغته من معناه المقصود ولكنني - قطعا - لم أوتيه كل حظه.
الإيثار:
الإثار مهم والكثيرون منّا ترّبوا عليه (ولكنهم يتناقصون رويدا رويدا). وكان هذا من أثر مجتمع القبيلة وأهل الدم الذين لا يقصرون في تحمل تبعات الاستشهاد (الأيتام والأرامل والوالِدِين العجزة أو المعسرين). كان االرجل يختار الموت لعلمه أن غيابه لن يضيع هباء. ويفترض أن يمتد هذا ليشمل الدولة والشعب كله, ولكن ذلك تناقص لحدٍّ كبير (على الأقل الآن, إذا استثنينا الرادكاليين والدبّابين المغيبين, وهنا يكمن خطرا المتاجرة بالأرواح وغسيل الأدمغة لأجندة لا تهتم بالتكافل الاجتماعي الشامل).
الإيثار لرفد مجتمع أناني ناكر للجميل وسارق للدماء فيه غباء شديد.
إذن الشهادة والتضحية يقتصران على حماية مجتمع تكافلي أو إرساء مجتمع بديل يظن فيه المضحِّي ظنّاً قويا بأنه على مشارف مجتمع عادل (اشتراكي, بالعدلة كدا).
والفقراء دول ما لهمش حاجة في الدنيا (من حديث لجمال عبدالناصر).
ودمت في عافية.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
-
- مشاركات: 186
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 05, 2008 1:08 pm
I dislike
I dislike
-
- مشاركات: 1655
- اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
- مكان: LONDON
- اتصال:
-
- مشاركات: 186
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 05, 2008 1:08 pm
-
- مشاركات: 552
- اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am
الّلبس
حذف للتكرار، مع الاعتذار
آخر تعديل بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí في السبت ديسمبر 08, 2012 4:53 pm، تم التعديل مرة واحدة.
-
- مشاركات: 552
- اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am
الّلبس
يا عماد يابلليك... سلام عليك.
لابُدَّ ان لبساً ما في الخطاب قد ارتُكِبْ، فمثل هذا الخطاب يصلح لثرثرات الـ «فيسبوك» المجانية، اكثر منه لـ «منبر الحوار الديمقرطي»(!)
لابُدَّ ان لبساً ما في الخطاب قد ارتُكِبْ، فمثل هذا الخطاب يصلح لثرثرات الـ «فيسبوك» المجانية، اكثر منه لـ «منبر الحوار الديمقرطي»(!)
آخر تعديل بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí في الاثنين ديسمبر 10, 2012 6:22 pm، تم التعديل مرة واحدة.
-
- مشاركات: 186
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 05, 2008 1:08 pm
ليس ثمة لبس فالأمر واضح أنني ابديت رايا مباشرا ان هذا النص لم يعجبني.. وماذا بعد ذلك؟ كأن تقول ان هذا الشيء لم يعجبني.. سواء كان لوحة أو حتى كوب عصير ليمون.. أما السؤال عن الأسباب فليس كل شيء في هذا العالم لابد له من أسباب .. هناك أشياء لا أسباب لها.. هل واقعنا السوداني فيه أسباب حتى يسأل السيد عبد الماجد عنها!! والذي طلب منى في بوست آخر "وجهة نظر مسببة" وكأنها "استقالة" أو "تفويض" أو "...
هذه هي عقلية "المسببات" .. يا سيدي التي حكمت ذهنية بعض من "أهل الثقافة" بظن العلمية والدقة واليقين.. في عالم يفتقد لاي حقيقة واي يقينّ!!
ولكن سأجيبك ببساطة ان النص الذي كتبه الشيخ وكلمة "النص" هناك مجرد مجاز.. هو حكاية عادية يمكن أن يمر بها اي بني آدم، سواء راي "شلتوته" أو "كيس نايلون" طاير في الهواء فظنه ما شاء.. تضخيم الأمور ساعة ربطها بكاتبها لا معنى له.. وهذه ذهنية "تقديس" وليس "نقد" .. وهي للأسف ذهنية كثير من أهلنا "المثقفين" في السودان ممن فشلوا عن اثبات اي جدارة في جعل هذا البلد مكانا يصلح للعيش فيه.. حتى لو بشكل افتراضي في نص او لوحة..
لم تستفزني او تحرك في الحكاية أي شيء.. سواء انها لم تعجبني.. لانها امتداد لذهنية جيل كامل، لوعي حكم عليه عالم متغير ومتسارع يتولد بمعايير وقيم مختلفة تماما عن الوعي التقديسي.. بانه قد استقر على قوالب تقليدية غارقة في "ضلالات" الأمس لم يكن له أن يغادرها إلى فجر آخر.
وهكذا هي ثقافتنا.. تجتر على رضاعة ثدي الامس
هذه هي عقلية "المسببات" .. يا سيدي التي حكمت ذهنية بعض من "أهل الثقافة" بظن العلمية والدقة واليقين.. في عالم يفتقد لاي حقيقة واي يقينّ!!
ولكن سأجيبك ببساطة ان النص الذي كتبه الشيخ وكلمة "النص" هناك مجرد مجاز.. هو حكاية عادية يمكن أن يمر بها اي بني آدم، سواء راي "شلتوته" أو "كيس نايلون" طاير في الهواء فظنه ما شاء.. تضخيم الأمور ساعة ربطها بكاتبها لا معنى له.. وهذه ذهنية "تقديس" وليس "نقد" .. وهي للأسف ذهنية كثير من أهلنا "المثقفين" في السودان ممن فشلوا عن اثبات اي جدارة في جعل هذا البلد مكانا يصلح للعيش فيه.. حتى لو بشكل افتراضي في نص او لوحة..
لم تستفزني او تحرك في الحكاية أي شيء.. سواء انها لم تعجبني.. لانها امتداد لذهنية جيل كامل، لوعي حكم عليه عالم متغير ومتسارع يتولد بمعايير وقيم مختلفة تماما عن الوعي التقديسي.. بانه قد استقر على قوالب تقليدية غارقة في "ضلالات" الأمس لم يكن له أن يغادرها إلى فجر آخر.
وهكذا هي ثقافتنا.. تجتر على رضاعة ثدي الامس
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
-
- مشاركات: 186
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 05, 2008 1:08 pm
- الشيخ محمد الشيخ
- مشاركات: 153
- اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am
- الشيخ محمد الشيخ
- مشاركات: 153
- اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am
عزيزي الأستاذ البليك لك التحية والإحترام
يا أخي من حقك ألف مرة ألاَ تستحسن النص، بأسباب أو بدون أسباب، في العرف هذه حرية شخصية. وحينما يكتب المرء نصاً أدبياً أو فكرياً أو علمياً عادة لا يتوقع أن يجد استحسان من كل الناس. وإذا كان الكاتب ديموقراطياً يعترف بحق الإختلاف لا يجد ضيراً في أن يرحب بالإختلاف. قادني اهتمامي بالبيولوجيا لادراك أن التنوع والإختلاف هو جوهر الحياة. لذا أرجو أن تطمئن إلى أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. لقد كتب الأستاذ مدثر من قبل قائلاً :
فهي (المقالة) لا ترقى نقدياً للإشارة إليها دوناً عن غيرها من ما هو ملقى على قارعة الطريق من الأعمال الأدبية.
وكان ردي عليه:
صحيح أنني صغت تجربتي الوجودية بلغة أدبية وإنه من الممكن أن تقرأ كنص أدبي، في هذه الحالة اتفق معك فيما ذهبت إليه . لكن إذ نحصر هذا النص في البعد الأدبي نكون كمن ألقي المولود في دورة المياه واحتفظ بحوض الغسيل. كان هدفي أن أقدم تجربة وجودية (وليس قصة أدبية) أرى أنها كانت هامة في تطوري النفسي والمعرفي، وفي واقع الأمر لم تكن تجربة وحيدة معزولة، بل هي نتيجة وسبب في سياق فضاء نفسي وجودي جعل فيما بعد وعي ما أسميه الفاعلية ممكناً. ليس من الصعب أن يرى المرء في هذه القصة بذرة للفاعلية ووعي التجاوز، كنقيض لوعي القصور.
لذا فإن استحسان معظم من استحسن النص ، ولقد ذكروا ذلك، يرجع لما انطوى عليه النص من رؤية وحكمة، كما قلت بذرة وعي الفاعلية، وليس فقط لكونه قصة أو حكاية ذات لغة شاعرية. وحتى على هذا المستوى، مستوى الرؤية، ليس لزاماً على أي فرد أن يستحسن الرؤية. لكن ما الذي يجعل ما لم تره أنت في النص هو الصواب وعين الحقيقة، وإن على الآخرين أيضاً ألَا يروا شيئاً مثلك، وإذا رأوا فإنهم لن يروا إلًا شخصي، من ثم وعيهم تقديسي؟. أرى هنا عدم دقة وعدم تواضع، تماماً كما في هذه العبارة:
هناك أشياء لا أسباب لها.. هل واقعنا السوداني فيه أسباب حتى يسأل السيد عبد الماجد عنها!
إن تاريخ تطور المعرفة البشرية يعلمنا أن جهلنا للأسباب لا يعني عدم وجودها، لذا تقتضي الحكمة أن نعترف بجهلنا ولا نطلق أحكاماً جزافية تغلق باب البحث على الأجيال القادمة. وتأتي المفارقة في هذه العبارة حين الاستدلال على غياب السببية بالواقع السوداني، هل حقاً ما يعانيه المجتمع السوداني من استبداد وتدهور وانحطاط لا يتعلق بوجود أسباب بعينها، وإنما لعدم وجود أسباب في الأصل؟!
كتب البليك:
هذه هي عقلية "المسببات" .. يا سيدي التي حكمت ذهنية بعض من "أهل الثقافة" بظن العلمية والدقة واليقين.. في عالم يفتقد لاي حقيقة واي يقينّ!!
قلت ليس لزاماً على أي فرد أن يستحسن رؤية الفاعلية. لقد ظللت لأربعة عقود أكتب وأتحدث عن الفاعلية. لم يجد حديثي استحسانا إلَا من الأقلية جداً وليس من الأكثرية، وأرى أن من حقهم ألًا يستحسنوا رؤية الفاعلية. بيد أن عدم استحسان رؤية فكرية معينة ليس كعدم استحسان لوحة أو قصة أو قطعة موسيقية، ذلك أن الرؤية الفكرية كمعرفة ترتبط بالسيكلوجيا على نحو اشمل وأكثر عمقاً في الشخصية. ذلك أن الحديث عن السيكلوجيا يعني الحديث عن ما خضع له المرء من برمجة اجتماعية ، وعن طبيعة تعامله مع هذه البرمجة. هل امتلك مرآة داخلية لرؤية ما اعترى ذاته من تشوهات، وعمل على ترميمها، أم أنه رأى هذه التشوهات لكنه عجز عن تجاوزها، أم أنه لم يع المشكلة أصلاً ولم يخطر على باله أن تكون له مرآة. لذا، إذا كان وعي الفاعلية هو وعي أن يتقدم الإنسان رغم الخوف واليأس لصياغة مصيره، وخلق عالمه: خلق المعنى وإنتاج الحقيقة، بداهة ألا يتناغم هذا المنحى مع وعي القصور (كان عدمياً أو غيبياً) الذي يتباكى على عتبة غياب المعنى والحقيقة وغياب اليقين، إذ لا يوجد ضمن الخبرة الذاتية ما يعين على أن الإنسان يخلق حقيقته ويقينه بجهده وعرقه. ألم يخلق الإنسان الآلهة ذات يوم؟! لماذا؟! عليه بطبيعة الحال أن يكون وعي الفاعلية مستفزاً وصادماً لوعي القصور ولا يجد استحساناً. هذا في الإطار العام ، أما على أرض الواقع ، نسبة لحراك أنظمة الوعي، نجد بعض الناس يراوحون بين وعي الفاعلية ووعي القصور ويكون من التبسيط المخل للتحليل الفاعلي، ربما المبتذل، أن يصنف الإنسان على أن وعيه للفاعلية أو القصور لمجرد أنه استساغ أو استهجن نصاً للفاعلية. إن تحليل فاعلية الفرد يتطلب معالجة عدة مستويات مترابطة متداخلة بعضها البعض : مستوى الخطاب-الذي ورد ذكره- حيث ينبغي التمييز بين خطاب إنتاج الحقيقة وصناعة التاريخ مقابل خطاب موت الحقيقة ونهاية التاريخ. ثانياً المستوى السيكلوجي حيث يتم الكشف عن طبيعة بنية العقل المستدمجة. ثالثاً المستوى القيمي حيث يتم التمييز بين أخلاق العطاء والإيثار مقابل أخلاق الأنانية والاستبداد.
في الختام، أرى من حقك ألَا تستحسن النص، من حقك أن تبخسه، تفككه وتقوضه، ولا يكون في ذلك إلَا إثراء للحوار، والتعلم المتبادل. لكن ليس من حقك أن تبخس الآخرين، ألئك الذين وسمتهم بعبادة الأشخاص لمجرد أنهم رأوا في النص ما لم تراه. لأن من يبخس الآخرين يبحث عن تعظيم الشأن، وهو شأن تحكمه الأفعال وليس الأقوال.
يا أخي من حقك ألف مرة ألاَ تستحسن النص، بأسباب أو بدون أسباب، في العرف هذه حرية شخصية. وحينما يكتب المرء نصاً أدبياً أو فكرياً أو علمياً عادة لا يتوقع أن يجد استحسان من كل الناس. وإذا كان الكاتب ديموقراطياً يعترف بحق الإختلاف لا يجد ضيراً في أن يرحب بالإختلاف. قادني اهتمامي بالبيولوجيا لادراك أن التنوع والإختلاف هو جوهر الحياة. لذا أرجو أن تطمئن إلى أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. لقد كتب الأستاذ مدثر من قبل قائلاً :
فهي (المقالة) لا ترقى نقدياً للإشارة إليها دوناً عن غيرها من ما هو ملقى على قارعة الطريق من الأعمال الأدبية.
وكان ردي عليه:
صحيح أنني صغت تجربتي الوجودية بلغة أدبية وإنه من الممكن أن تقرأ كنص أدبي، في هذه الحالة اتفق معك فيما ذهبت إليه . لكن إذ نحصر هذا النص في البعد الأدبي نكون كمن ألقي المولود في دورة المياه واحتفظ بحوض الغسيل. كان هدفي أن أقدم تجربة وجودية (وليس قصة أدبية) أرى أنها كانت هامة في تطوري النفسي والمعرفي، وفي واقع الأمر لم تكن تجربة وحيدة معزولة، بل هي نتيجة وسبب في سياق فضاء نفسي وجودي جعل فيما بعد وعي ما أسميه الفاعلية ممكناً. ليس من الصعب أن يرى المرء في هذه القصة بذرة للفاعلية ووعي التجاوز، كنقيض لوعي القصور.
لذا فإن استحسان معظم من استحسن النص ، ولقد ذكروا ذلك، يرجع لما انطوى عليه النص من رؤية وحكمة، كما قلت بذرة وعي الفاعلية، وليس فقط لكونه قصة أو حكاية ذات لغة شاعرية. وحتى على هذا المستوى، مستوى الرؤية، ليس لزاماً على أي فرد أن يستحسن الرؤية. لكن ما الذي يجعل ما لم تره أنت في النص هو الصواب وعين الحقيقة، وإن على الآخرين أيضاً ألَا يروا شيئاً مثلك، وإذا رأوا فإنهم لن يروا إلًا شخصي، من ثم وعيهم تقديسي؟. أرى هنا عدم دقة وعدم تواضع، تماماً كما في هذه العبارة:
هناك أشياء لا أسباب لها.. هل واقعنا السوداني فيه أسباب حتى يسأل السيد عبد الماجد عنها!
إن تاريخ تطور المعرفة البشرية يعلمنا أن جهلنا للأسباب لا يعني عدم وجودها، لذا تقتضي الحكمة أن نعترف بجهلنا ولا نطلق أحكاماً جزافية تغلق باب البحث على الأجيال القادمة. وتأتي المفارقة في هذه العبارة حين الاستدلال على غياب السببية بالواقع السوداني، هل حقاً ما يعانيه المجتمع السوداني من استبداد وتدهور وانحطاط لا يتعلق بوجود أسباب بعينها، وإنما لعدم وجود أسباب في الأصل؟!
كتب البليك:
هذه هي عقلية "المسببات" .. يا سيدي التي حكمت ذهنية بعض من "أهل الثقافة" بظن العلمية والدقة واليقين.. في عالم يفتقد لاي حقيقة واي يقينّ!!
قلت ليس لزاماً على أي فرد أن يستحسن رؤية الفاعلية. لقد ظللت لأربعة عقود أكتب وأتحدث عن الفاعلية. لم يجد حديثي استحسانا إلَا من الأقلية جداً وليس من الأكثرية، وأرى أن من حقهم ألًا يستحسنوا رؤية الفاعلية. بيد أن عدم استحسان رؤية فكرية معينة ليس كعدم استحسان لوحة أو قصة أو قطعة موسيقية، ذلك أن الرؤية الفكرية كمعرفة ترتبط بالسيكلوجيا على نحو اشمل وأكثر عمقاً في الشخصية. ذلك أن الحديث عن السيكلوجيا يعني الحديث عن ما خضع له المرء من برمجة اجتماعية ، وعن طبيعة تعامله مع هذه البرمجة. هل امتلك مرآة داخلية لرؤية ما اعترى ذاته من تشوهات، وعمل على ترميمها، أم أنه رأى هذه التشوهات لكنه عجز عن تجاوزها، أم أنه لم يع المشكلة أصلاً ولم يخطر على باله أن تكون له مرآة. لذا، إذا كان وعي الفاعلية هو وعي أن يتقدم الإنسان رغم الخوف واليأس لصياغة مصيره، وخلق عالمه: خلق المعنى وإنتاج الحقيقة، بداهة ألا يتناغم هذا المنحى مع وعي القصور (كان عدمياً أو غيبياً) الذي يتباكى على عتبة غياب المعنى والحقيقة وغياب اليقين، إذ لا يوجد ضمن الخبرة الذاتية ما يعين على أن الإنسان يخلق حقيقته ويقينه بجهده وعرقه. ألم يخلق الإنسان الآلهة ذات يوم؟! لماذا؟! عليه بطبيعة الحال أن يكون وعي الفاعلية مستفزاً وصادماً لوعي القصور ولا يجد استحساناً. هذا في الإطار العام ، أما على أرض الواقع ، نسبة لحراك أنظمة الوعي، نجد بعض الناس يراوحون بين وعي الفاعلية ووعي القصور ويكون من التبسيط المخل للتحليل الفاعلي، ربما المبتذل، أن يصنف الإنسان على أن وعيه للفاعلية أو القصور لمجرد أنه استساغ أو استهجن نصاً للفاعلية. إن تحليل فاعلية الفرد يتطلب معالجة عدة مستويات مترابطة متداخلة بعضها البعض : مستوى الخطاب-الذي ورد ذكره- حيث ينبغي التمييز بين خطاب إنتاج الحقيقة وصناعة التاريخ مقابل خطاب موت الحقيقة ونهاية التاريخ. ثانياً المستوى السيكلوجي حيث يتم الكشف عن طبيعة بنية العقل المستدمجة. ثالثاً المستوى القيمي حيث يتم التمييز بين أخلاق العطاء والإيثار مقابل أخلاق الأنانية والاستبداد.
في الختام، أرى من حقك ألَا تستحسن النص، من حقك أن تبخسه، تفككه وتقوضه، ولا يكون في ذلك إلَا إثراء للحوار، والتعلم المتبادل. لكن ليس من حقك أن تبخس الآخرين، ألئك الذين وسمتهم بعبادة الأشخاص لمجرد أنهم رأوا في النص ما لم تراه. لأن من يبخس الآخرين يبحث عن تعظيم الشأن، وهو شأن تحكمه الأفعال وليس الأقوال.
- محسن الفكي
- مشاركات: 1062
- اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
- مكان: ميدان الخرطوم
كيس نايلو أسود يلهب نيرتتي
امسية هادئة زيها زي باقي الامسيات بعد الونسات اي زول استلم موقعوا والخدمات استلمت محلاتا.....
في كل اتجــاه كان في 3ديدبانات ...اي ديدبان بشتغل ساعه ويصحي زول تاني يستلم محلو......
والمعسكر فيهو اربعه اتجاهات يعني اتطانشر ديدبان .....
يعني تامين عالي جدا....والزمن ذاااتو ماكتير يعني ساعه دا زمن بسيط جدا
وبعد منتصف الليل....
في ديدبان طاشي شبكة شوية كــدا.... شاف ليهو كيس اسود شايلو الهـــوا.... واتعلق ليهو بي عــود شوك علي بعد امتار من الموقع... والديدبان افتكـــرو ليك دا العـــدو.......هههههه
المهم
اخـــد مسااافه بتامل فيهو ....واتاكــد في نفسو انو ياهو ذاااتو دا العدو ....وعامل فيها شجرة وماعايز يتحـــرك نظام تمويه وكــدا ....وطواااالي صاحبنا ماكضب.....رش ليك الكيس بكمية بتاعة طلقات منفردة زي العجب....
الناس طبعا ناايمة كلها مـاعدا الخــدمات المتوزعين علي اطراف المعكسر في الدفاعات بالتناوب....
وديل مفتحين عيونم قدر الريال ام عشره.. هههه
وفجأة يسمعو ليك صوت الزخـــيره بتشق عباب الليل البهيم....
ويعجبك الصدي في نيرتتي وجبل مــره لدرجــة انك تحتار الصوت دا جاي من وين تحــديدا.....
والناس دي هضربت هضربة شديدة واولم الخـــدمات واي زول مفتكر النار دي باتجاهو وواحــدين ملخومين عايزين يحددوا محل النيران تحديدا....
واشتعل المعسكر باصوات الزخيرة من كل الاتجاهات......
اي ديدبان فك كم طلقة نظام تفتيش في اللحظة دي كل المعكسر كان في الدفاعات حتي ناس الدوشكات استلموا مواقعم والعربات جاهزة وعـزف زي العزف......
الزخــيرة دي بكل انواعا انضربت في ظرف عشرة دقايق كاااملة
وفجأة وقف الضرب بتعليمات من القائد لسبب وجيه جـــدا....
انو مافي رد.....
ولا حتي خساير...
او اي اثار بتد علي وجــود هجوم...
وفعلا بعد توقيف الذخيرة اتضحت الرؤيا تماااما ....وضرب النار تـم بفعل خطأ في الرؤية من الديدبان......
الديدبان دا طوااالي دخلو مكتب الصباح بدري..،
دخـــلو مكتب للناس الملكية بمعني عايزين يعاقبوهو علي الخطأ الارتكبو .....اها بس ربك نجاهو بانو التصرف صدر عن حسن نية في وضع يدعــو للاشتباه بالاخص انو الكيس كبير واسود والتمويه بالشجر شي معروف في الحــرب منذ قديم الزمان.....بس شوية ادارة داخلية قرصة اضان.... عشان الناس الباقية تشد حيلا وتشغل الحاسة السادسة ....
هنا في العمليات غلطة صغيرة ممكن تمنا يكون كبير.....
وكبير جـدا....
وكـانت الحادثة دي موضوع جبل مــرة كلها ....وشمار حاااااار للشباب والبنوت والنسوان..... واي زول طبعا بحلل ويعيد زي ماعايز ......
المصدر/ الكاتب معاذ حمد النيل/ ذكرياته عن دارفور الفترة مابين 2002-2004.
في كل اتجــاه كان في 3ديدبانات ...اي ديدبان بشتغل ساعه ويصحي زول تاني يستلم محلو......
والمعسكر فيهو اربعه اتجاهات يعني اتطانشر ديدبان .....
يعني تامين عالي جدا....والزمن ذاااتو ماكتير يعني ساعه دا زمن بسيط جدا
وبعد منتصف الليل....
في ديدبان طاشي شبكة شوية كــدا.... شاف ليهو كيس اسود شايلو الهـــوا.... واتعلق ليهو بي عــود شوك علي بعد امتار من الموقع... والديدبان افتكـــرو ليك دا العـــدو.......هههههه
المهم
اخـــد مسااافه بتامل فيهو ....واتاكــد في نفسو انو ياهو ذاااتو دا العدو ....وعامل فيها شجرة وماعايز يتحـــرك نظام تمويه وكــدا ....وطواااالي صاحبنا ماكضب.....رش ليك الكيس بكمية بتاعة طلقات منفردة زي العجب....
الناس طبعا ناايمة كلها مـاعدا الخــدمات المتوزعين علي اطراف المعكسر في الدفاعات بالتناوب....
وديل مفتحين عيونم قدر الريال ام عشره.. هههه
وفجأة يسمعو ليك صوت الزخـــيره بتشق عباب الليل البهيم....
ويعجبك الصدي في نيرتتي وجبل مــره لدرجــة انك تحتار الصوت دا جاي من وين تحــديدا.....
والناس دي هضربت هضربة شديدة واولم الخـــدمات واي زول مفتكر النار دي باتجاهو وواحــدين ملخومين عايزين يحددوا محل النيران تحديدا....
واشتعل المعسكر باصوات الزخيرة من كل الاتجاهات......
اي ديدبان فك كم طلقة نظام تفتيش في اللحظة دي كل المعكسر كان في الدفاعات حتي ناس الدوشكات استلموا مواقعم والعربات جاهزة وعـزف زي العزف......
الزخــيرة دي بكل انواعا انضربت في ظرف عشرة دقايق كاااملة
وفجأة وقف الضرب بتعليمات من القائد لسبب وجيه جـــدا....
انو مافي رد.....
ولا حتي خساير...
او اي اثار بتد علي وجــود هجوم...
وفعلا بعد توقيف الذخيرة اتضحت الرؤيا تماااما ....وضرب النار تـم بفعل خطأ في الرؤية من الديدبان......
الديدبان دا طوااالي دخلو مكتب الصباح بدري..،
دخـــلو مكتب للناس الملكية بمعني عايزين يعاقبوهو علي الخطأ الارتكبو .....اها بس ربك نجاهو بانو التصرف صدر عن حسن نية في وضع يدعــو للاشتباه بالاخص انو الكيس كبير واسود والتمويه بالشجر شي معروف في الحــرب منذ قديم الزمان.....بس شوية ادارة داخلية قرصة اضان.... عشان الناس الباقية تشد حيلا وتشغل الحاسة السادسة ....
هنا في العمليات غلطة صغيرة ممكن تمنا يكون كبير.....
وكبير جـدا....
وكـانت الحادثة دي موضوع جبل مــرة كلها ....وشمار حاااااار للشباب والبنوت والنسوان..... واي زول طبعا بحلل ويعيد زي ماعايز ......
المصدر/ الكاتب معاذ حمد النيل/ ذكرياته عن دارفور الفترة مابين 2002-2004.