الأستاذ أحمد محمد سعد " أبواب المعرفة "

Forum Démocratique
- Democratic Forum
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

الأستاذ أحمد محمد سعد " أبواب المعرفة "

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

صورة


الراحل الأستاذ أحمد سعد ، علم من أعلام التعليم والتربية، ومشعل من مشاعل الإستنارة


الأعزاء والعزيزات، قادنى/نا الحديث فى " بوست " " التيجانى الطيب الذى عرفت "
إلى الحديث عن الأستاذ المربى " أحمد محمد سعد " وسرعان ما إتضح أنه لا يمكن
التطرق إلى سيرته بإختزال ، خاصة وقد فتحت مداخلات ومحادثات الأصدقاء أبواب
وأبواب.
كتبت بعدها :
إقتباس:
" لذا تجدنى أميل إلى فكرة بوست خاص به، وهي مسئولية تحتاج إلى جهد جماعى،
مع الأمل أن تدعم المجهودات التى يقوم بها عارفى فضله فى السودان وخارجه، وأن
لا يكون هناك تعارض أو تضارب."



** معلومة هامة .
معلومة أولى :
لقد تم تكريم الأستاذ أحمد سعد بواسطة " الجمعية السودانية لحماية البيئة ".
فى إحتفال جميل حضره الأستاذ أحمد وأفراد أسرته وأهله , وعدد من أصدقائه.
وأيضا بعض من طلابه ومنهم ، مثال إبراهيم منعم منصور

شارك " معهد الموسيقى والمسرح " فى الإحتفال ، وقد أدى الطلاب بقيادة أستاذهم
الموسيقار كمال يوسف " نشيد الوداع " " لن ننسى أياما مضت ....فى تلك المناسبة.
والتى ذكر خلالها الموسيقار كمال للحضور أن الأستاذ أحمد شارك فى تلحين أغنية
" الوسيم " للفنان أحمد المصطفى. وهو الذى إقترح إستخدام " الصفارة ".! ( كان الأستاذ
أحمد قد حدثنى بذلك وهويروى لى قصة " نشيد الوداع " والذى أنشده لى باللغة الأسكتلندية
ثم الإنجليزية والعربية التى ترجمه إليها . وكان قد أحضر معه آلة " الكمان " وعزف عليها اللحن وهو يؤديه. ويعتذر بعدها أنه قد طال به العهد منذ أن توقف عن ممارسة العزف. حدثنى أيضا أنه حاول تعلم آلة " البيانو " وهو طالب فى " أسكتلندا ".

المعلومة الثانية :
بعد وفاة الأستاذ أحمد سعد ، أقيمت مناسبة تأبين.
المعلومة الثالثة :
تم إعداد ملف عنه. ( قام بذلك محمد أحمد الفيلابى وعبدالقادرالرفاعى)
المعلومة الرابعة:
يجرى الآن- وفى مراحله الأخيرة- الإعداد لأصدار كتاب عنه " مركز عبد الكريم ميرغنى "
إعداد وإشراف الدكتور عبد القادر الرفاعى، وبمعاونة الدكتور عبدالمنعم خوجلى.
آخر تعديل بواسطة Ahmed Sid Ahmed في الأحد ديسمبر 09, 2012 5:47 am، تم التعديل مرة واحدة.
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

أوضح الأخ معتصم نمر أن الأستاذ أحمد سعد لم يكن من المعاشيين الذين بادرت
الجمعية بضمهم ، بل كان هو المبادر قبل زمان من ذلك. بداية التسعينيات.
وقال معتصم أن الأستاذ أحمد إتصل عن طريق الأستاذ على محمد خير والذى كان أستاذا لمعتصم بكلية العلوم جامعة الخرطوم.
وكان معتصم وقتها يعمل بحدائق الحيوان ، ومقر الإدارة التنفيذية للجمعية بشارع " المك نمر " فى مبنى بسيط من غرفتين. " كانت بداية متواضعة "، حسب تعبيره.

عند لقائهما قال الأستاذ أحمد، لمعتصم " أنا ما عايز أكون زي بعض ناس المعاش،
أخت " كرسى المعاش " وأقعد ساكت . " أنا قررت أهب باقى عمرى ل" الجمعية السودانية لحماية البيئة "!

ذكر معتصم قصة أخرى كنت قد سمعت جزءا منها من الصديق عبد الواحد وراق.
وهي أن الأستاذ أحمد عكف يقرأ وينقب فى كل المواد الموجودة حول المواضيع البيئية فى مكتبة الجمعية، " أي ورقة قراها وعلق عليها ".
قال بعدها لمعتصم :
" المواد بتاعتكم دى " مسيخة " أنا عايز أخليها مقروءة، وبطريقة " بخت الرضا ". "!
قال معتصم أنه وضع منهجا وخطة لعمله بأن بدأ يزور " أي منطقة فيها مشكلة بيئية"
وكمثال زار " مقبرة المبيدات " بالحصاحيصا وأدخلها كحكاية.!
لم يستطع وقتها السفر إلى " العبيدية " وكانت مشكلة " البذور الزراعية " التى أكلها
بعض المواطنين - ولكنه أرسل مندوبا عنه وكتب حولها. كما أقترح عمل رسومات
" كاريكاتورية " مصاحبة.
كما أقترح وعمل على الخروج بالجمعية من العلوم الطبيعية إلى العلوم الإنسانية.
من المواد التى أعدها ، كتاب " أطلال تحت الرمال "
إقترح الأستاذ أحمد سعد أن تتضمن مادة الكتاب رسومات كاريكاتورية، وقد قام شقيقى
عبدالمنعم سيدأحمد بعمل بعض الرسومات ، بعد أن تحدث إليه الأستاذ أحمد
طويلا يشرح له أنه يود أن يكون الكتاب "خفيفا وجاذبا، وبحيث تضيف الرسومات " الهيومر" ولا تفسد المعلومة "
كما قال الأستاذ أحمد وحكى عبدالمنعم.
آخر تعديل بواسطة Ahmed Sid Ahmed في الأحد ديسمبر 09, 2012 6:17 am، تم التعديل مرة واحدة.
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

موقف أول،:

فى أول لقاء لى بالأستاذ أحمد سعد وبعد أن علم أنى قادم من بريطانيا سألنى
" إنت فى ياتو مدينة "؟. وما ان أجبته قائلا : " مانشستر"، حتى
بادرنى يقول - ما أتأمل فيه أنا حتى اليوم-!!:
: " مانشيستر دى أنا جيتا مرة واحدة بالبص من أسكتلندا سنة " سبعة وأربعين " ( 1947 ) لمشاهدة مسرحية ل " بريخت "
ورجعنا فى نفس اليوم . " !!!
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الفتى الذي مات قبل أن نعرفه

مشاركة بواسطة حسن موسى »

Ahmed Sid Ahmed كتب:موقف أول،:


: " مانشيستر دى أنا جيتا مرة واحدة بالبص من أسكتلندا سنة " سبعة وأربعين " ( 1947 ) لمشاهدة مسرحية ل " بريخت "
ورجعنا فى نفس اليوم . " !!!


و الله يا أحمد أنا كنت متابع كتابتك عن الأستاذأحمد سعد، بعين واحدة ،كمن يتابع وصفا لكوكب مجهول مستبعد بآلاف السنين الضوئية لمّن وصلت لموقفك الأول دا.
كيف ما عرفنا الزول الكان سنة سبعة و أربعين "يضرب اكباد الإبل " " لمشاهدة مسرحية لبريخت
الزمن داك بريخت كان في عز اختراعاته المشهدية لكن الدنيا ضايقة بيهو ضيق شديد ، الأمريكان الإستجار بيهم من النازية ملاحقينو بتهمة الإنتماء للشيوعية و النازيين الألمان مزازينو بتهمة الإنتماء للإنسانية .. أو كما قال " كنا نبدل بلدا ببلد كما نبدل حذاءا بحذاء " [ أو شي قبيل زي دا ]
و الله ، كان ما نخاف الكضب أحمد سعد دا ياهو" الفتى " بتاع مازن الذي مات قبل أن نعرفه!
يا ربي في كم " فتى " تانين زيّو ماشين على الموت قبل أن نعرفهم؟
شوف الخسارة!
سيد أحمد العراقي
مشاركات: 624
اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm

مشاركة بواسطة سيد أحمد العراقي »

[font=Tahoma]

ملف عن الراحل / أحمد محمد سعد حدربى

نقلا من قوقل/ سودانيزاونلاين




https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... 1226088240
سيد أحمد العراقي
مشاركات: 624
اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm

عن الراحل أحمد محمد سعد حدربى

مشاركة بواسطة سيد أحمد العراقي »

[font=Tahoma]

[font=Tahoma]من موقع الجمعية السودانية البيئة / قوقل


نبض الشجر وفيض من غمام

الاستاذ العلامة أحمد سعد

الزمن يتقاطع بين مخاض ثمانينياته وصرخة ميلاد التسعينات، حيث بدأت اتلمس طريقى الى منظمات المجتمع المدنى بدء بجمعية أمل لرعاية الاطفال المشردين وانتهاء بالجمعية السودانية لحماية البيئة.
الجمعية السودانية لحماية البيئة نقطة انطلاقى وميلاد أفق كان ومازال مداه العم الاستاذ أحمد سعد والاستاذ الفاضل عيسى محمد عبداللطيف، فى الخرطوم شرق حيث تعرفت على اعضاء وعضوات الجمعية، الدكتور معتصم نمر المدير التنفيذى يجلس بهدوئه متأملا وفاحصا فى القضايا كعالم نابغ ، دكتورابوالقاسم سيف الدين والغابات الحلم، د. نادر وهواجس حماية البيئة،
ممتلئة بالحلم التقيت د. عيسى عبداللطيف بمبانى الجمعية ومعه الاستاذ المربى الجليل العم احمد سعد، كان محددا فى ذلك اليوم مناقشة اجندة اول برنامج بئيى من اعدادى وتحت اشراف الجمعية السودانية لحماية البيئية ممثلة فى د. عيسى محمد عبداللطيف الذى اشرف علميا على هذا البرنامج الذى كان يخرجة المبدع احمد طه امفريب فى اذاعة البرنامج الثانى.
بمخطوطة مازلت احتفظ بها كدرة نادرة وضعت فيها خطة البرنامج، بتواضع جم وبرؤية علامه كان عم احمد يدلى برؤيته وملاحظته، يالله من تلك السنوات، كتلميذة صغيرة كنت استمع له وكم كان متواضعا ، يجيد الاستماع، لايفوت شاردة ولا واردة.
وحيث كنت اداوم على الحضور اسبوعيا لمكاتب الجمعية والفرحة لاتسع د. عيسى من نجاح خطتنا فى توصيل المعلومة البييئة ووضع خطوط لتطوير هذا البرنامج، كان عم احمد معطاء الفكرة الواسعة كحلمه بان تخضر كل الاشجار فى المليون ميل، ان تتراجع صحراء همومنا والخضرة تنداح فى ارضنا البكر الحنون، تلك الارض الحنون التى كتبها وجدا شاعر الحرية والغبش حميد.
تتداعى الذكريات تثير كل اغنيات الشجن والحزن، أحس بانى فى بئر غائرة المدى فى غربتها، بئر انتزعنى من هناك، حيث تسربلنى الذكرى بحميمية اجمل واخصب سنوات عمرى. العمل المباشر الذى ربطنى بعم احمد هو تقييم البرنامج البيئى الذى كنت اعده لاذاعة البرنامج الثانى، قمنا بعمل استمارة بحث وزعناها قبل بدء البرنامج لفئة محددة وبعد خمسة عشر حلقة وزعنا نفس الاستمارة لمعرفة تأثير البرنامج فى تغيير مفاهيهم او سلوكهم/ن البيئى. عم أحمد كعادته يناقش ويكتب ويدلى برأيه كتلميذ صغير، لم يحسسنى بانه رجل فى قامة عالم وهامة مربى تخرجت وتربت على يديه اجيال واجيال، كان يستمع لى بشكل يسع حماسى وافكارى المتلاحقة، لم يحاول ان يحبطنى وان يقلل من همتى المشتعلة بحكم سنوات عمرى فى ذلك الزمن، كان يشجعنى ويدفعنى نحو آفاق عملت لاجلها منذ طفولتى المبكرة.
الافكار حبلى وتملؤنى حتى نخاع الحلم، سألته مرة عن فكرة ان نقوم بورشة عمل عنوانها الفنون و حماية البيئة وندعى لها بعض الفنانين التشكليين والتشكيليات، كانت فكرة، سندها د. معتصم نمر ودفعها استاذى فى عشق العمل البيئى د. عيسى، نفذت ورشة العمل وقدم المعرض بمعهد جوته وكتبت عنه فى صحيفة القوات المسلحة فى ذاك الحين.
سبعة وعشرون حلقة من برنامج الانسان والبيئية تم بثها، ولم يكن العمل سهلا، كانت هناك محاولة لتعطيله من أمن الاذاعة، أذكر ان حلقة عن مقبرة نفايات الحصاحيصا ومصنع الاسبستوس بالشجرة كادت ان تؤدى بنهاية البرنامج خاصة بعد ايقاف برنامج كنت اعده مع الشاب النابغة مصعب الصاوى { اغنيات للحب والسلام}ولم تغيب بعدها عين الرقابة بعد بث حلقة النفايات التى استضفت فيها د. عيسى وأذكر جملة قالها ولم استوعبها الا بعد تجربتى فى النمسا، قال ان مايحدث من دفن نفايات كفيل بان يجعل الحكومة بمجلس وزرائها بتقديم استقالته، بعد هذه الحلقة غبت لمدة اسبوع بعد معرفتى بان امن الاذاعة ومقصهم سألوا عنى بعد استجواب المخرج امفريب. هنا لابد من انحناءة لاستاذنا صلاح الدين الفاضل المشرف العام لاذاعة البرنامج الثانى.
لم تلين عزيمتى، عم احمد كان لحاء تماسكى والشعاع الذى انار لج الظلمات، أبا رحيما وانسانا شفافا، كانت ومازالت تجربتى معة ذاد فى رحلة غربتى، { الرتينه} التى لاتفارقنى و{ الركيزة} التى تسندنى حين يتعبنى المسير وتهدنى الاحزان.
لعبت الجمعية السودانية لحماية البيئة والعم احمد سعد دورا مضئيا فى مسيرة حياتى وفى القرارت التى اتخذتها بشأن دراساتى الاكاديمية، حيث كتبت اطروحة الماجستير فى الاعلام البيئى بكلية الاعلام وعلوم الاتصال بجامعة فيينا وكان عنوانها:{ دور الراديو فى تنمية الوعى البيىء لدى المرأة السودانية}، العم الجليل احمد سعد كان ضمن عشرات سندونى، كنت حين تقف اللغة الالمانية فى حلقى وتأبى ان تكون سلسة اذكره شعاعا يضىء الصفحات وتنسرب اللغة من غماماته، واحفر فى الصخر وهو يسندنى.
لقد غرس العم أحمد سعد عشق البيئة فى دمى وصرت مهووسة بالبحث عن مؤسسات حماية البيئة بالنمسا وأذكر ان اول تواصل لى مع مؤسسة الارشاد البيئى فى النمسا السفلى حيث كنت اسكن، كان قبل اكمال دورة اللغة الالمانية ودعونى لاجتماع وباهتمام جلسوا وجلسن بدهشة سألونى عن البيئة ومشاكلها وبالطبع لم استطيع حينها لصعوبة اللغة ولحداثة عهدى بها توصيل رسالتى التى حملنى لها د. عيسى والعم أحمد، بان ادثر هذا الهاجس الجميل بالتواصل البيئى فى اقصى احلامى. وفى عام 1995 اى بعد عامين من دخولى النمسا نظمت لمعرض مشترك مع مؤسسة الارشاد البيئى بهولابرون بالنمسا السفلى، وكان المعرض فى يونيو بمناسبة اليوم العالمى لحماية البيئة. تحت عنوان: حماية البيئة لاتعرف الحدود وحمل المعرض شعار الجمعية السودانية لحماية البيئة وشعار مؤسسة الارشاد البيئى النمساوية، فى لوحات جميلة التصميم عميقة المحتوى عرضت مشاكل البيئة فى كلا البلدين وحمل اشعارى المترجمة الى الالمانية واشعار السيدة هوبر والتى ترجمت اشعارها الى العربية. كل هذا الجهد أهديناه الى العم أحمد سعد، رأيت الدهشة فى عينيهم حين تحدثت عنه وعن صموده رغم سنوات عمره فمازال يافعا فى خدمة البيئة، ذكرت وعيونى دامعة بانه من علمنى كيف أغنى للشجر وكيف أحن الى النيل وكيف نصنع الخبز للفقراء، علمنى ان اذكر دائما تواضعه الجم وان ابقى تلميذه تتعلم كل يوم شىء جديد، علمنى ان لا يعرف اليأس طريقى وانا اصمد فهو الاب الصامد، الحنون، الذى يقابلك ببشاشة نسمات الخريف الطيبة فى ارياف بلادى.
كلما يقرصنى الحنين فى اغنياتى الجأ اليه وتنهمر الغيمات، غيمات تلك الايام والليمون البارد الذى يقدمه لنا عبدالله الذى عمل على حراسة دار الجمعية، هاشا باشا يقابلنا، يقدم ذاد الحبان فى زمن قل فيه الحب، أذكرهم واستاذى عيسى عبداللطيف الذى لاينفك فى عمق ذاكرتى عن عم أحمد، ربما للبساطة وللعمق الذى يتمتعا به، ربما لتواضعهم وهم العلماء، بقى عم احمد مع من بقوا ومقدرات استاذنا عيسى يعرفها غيرنا ويستفيدوا منها، الله منك يابلد. اسماء محفورة فى الذاكرة، >ز نادر، على عمر الذى تولى اعداد البرانامج بعد سفرى واضاف اليه الكثير المفيد وكان كالنحلة لايكل ولايمل.... له المدى اينما كان.

فى امسية شتوية والشمس لاتشرق حتى تغيب وانا ابحث عن دفء من هناك، احسست بالدفء يذيب اسلاك جهاز التلفون وانا احادث محمداحمد الفيلابى والذى اخبرنى بان لعم احمد عمود صحفى كرسه لقضايا البيئة وسماه اشراقات تيمنا بى كما ذكر فى صدر عموده، بكيت، بكيت وبكيت، الم اقل انه فى تواضع العلماء.
بقى عم احمد دائما { رتينتى} التى احملها فى ازقة التعب اليومى، احملها حين افكر فى اى مشروع بيئى، يحفزنى من على البعد، يسند فكرتى ويرحب بها، حكيت عنه لتلاميذ وتلميذات مدرسة اليونكسو بفيينا وهم ينفذفون ضمن برامجهم الدراسى المشروع الذى قدمته لهم عن { حماية البيئة تحتاج الى أكثر من تضامن}، حكيت عن الجمعية السودانية، عن تجربتى فيها، عن عم أحمد، ضجت القاعة المكتظة بالتلاميذ وذويهم بالتصفيق وعم احمد كان ايضا معنا، لم يفارقنى وتلاميذ وتلميذات المدرسة يتواصلون مع مدرسة فاطمة بنت الخطاب، تلك المدرسة التى كانت تجلس على الارض فى رواكيب لاتقيها الشمس ومع ذلك بقين معلماتها ومديرة المدرسة شامخات مؤمنات برسالتهن تجاه هؤلاء البنات نجمات مستقبلنا. الفيلابى وطيلة معرفتى به ظليت اشاركه افكارى وبحسه الطوعى العالى لم يبخل يوما رغم كل الظروف ان يسند مشاريعى منذ ان كانت فكرة. نفذ تلاميذ مدرسة اليونسكو مشروعا لتحسين مدرسة فاطمة بنت الخطاب ، لم تكن الفكرة جمع مبالغ من المال لارسالها لتلك المدرسة انما انطلقت الفكرة بان عالمنا يحتاج لتضامن وان العالم الاول مسئول بشكل او بآخر عن مايحدث فى جنوب كرتنا الارضية، نفذت الفكرة على مبدأ التضامن وخرجت مدرسة فاطمة بنت الخطاب من عالم الرواكيب الى عالم الانترنيت وذلك من خلال الدورات التى نظمها الفيلابى بالتعاون مع ادراة المدرسة وجامعة السودان حتى يتسطيعين التواصل مع تلاميذ مدرسة اليونسكو. أشرف الفيلابى على هذا المشروع فى السودان مما ساهم بشكل مباشر فى نجاحه،
كتبت عنه اليونسكو فى تقريرها السنوى بانه من أنجح المشاريع التى قامت بها مدارس اليونسكو فى فيينا، كتب عن هذا المشروع دورة انفوبول التابعة الى مؤسسة الارشاد البيئى بالنمسا السفلى حيث نشروا كل المقالات التى كتبتها عن البيئة وعن دور الجمعية السودانية فى حمايتها.
المجهود الذى بذله الفيلابى لنجاح هذا المشروع يحتاج تكريمه، كان مدهش وقد احسستها فى عيون التلاميذ وانا اترجم لهم معانى الاغنيات التى نادت بحماية البيئة والسلام والعدالة، بكلمات بسيطة، عميقة المعنى حفظن البنات اليافعات كلمات الاغنيات التى يكتبها المبدع الفيلابى.
فى كل هذه الدروب التى مشيتها واثقة الخطى وان تعثرت
فى كل هذه الاحلام التى لاتنفك من افقى
فى كل هذا وذاك بقى عم احمد{ رتينتى} التى لاتفارقنى

عم أحمد لحاء للشجر
وفيض من غمام


اشراقه مصطفى حامد
فيينا

Quote:
بسم الله الرحمن الرحيم

مفاجأةٌ مفرحة .. يشوبها حزنٌ دفين ..
أحمد محمد سعد يُكرّم !! ؟

كنت تحت تأثير أفكار ومناقشات الجمع الطيب الذين شاركوا فى ورشة عمل حول "الإنتاج الأنظف" من الخبراء وأهل الصناعة والسلطات الحكومية ... د. محمد عيسى ، أحد العقول السودانية المهاجرة، جاء من فينّا .. من رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) .. قدم عرضا شيّقا حول أفكار المستقبل والمفاهيم الجديدة للصناعة بلا نفايات .. والإستثمار البيئي والإنتاج الذكي .. واختفاء مفهوم القطاعات فى المناطق الصناعية ... إنهم يشيدون بالعقول السودانية فى كل مكان إلا فى الوطن ..!

بعد عرضه العلمي الذي أعجب الجميع ، إلتفتُّ يمنة ويسرة بحثا عن أبناء وبنات جلدتي .. خمس رجال وامرأة واحدة .. الثوب السوداني موجود ... ستة من بين أربعين .. لابأس .. ولكن كلهم من العقول المهاجرة .. لم يكن هناك تمثيلا رسميا لبلد المليون ميل مربع بالرغم من أن جامعة الدول العربية أحد المنظمين للورشة ..أين المجلس الأعلى للبيئة يا د. نادر ؟؟

أين نحن من هذه المفاهيم ؟ هل هي قابلة للتطبيق فى بلدنا الحبيب ؟ تذكرت الجمعية السودانية لحمايةالبيئة .. معتصم ونادر وهدى وسمية وبلال واسماعيل والفحل ...زهير نور الدايم وعاصم مغربي والحاج أبوجبر .. والأستاذ أحمد سعد ... لماذا لا يقوم علي الخليفة بتنظيم حلقة للمنتدى البيئي حول الإنتاج الأنظف ؟ وهو الذي جاءنا من وزارة الصناعة .. بالتأكيد سيتحمّس رئيس المنتدى، أستاذنا إبراهيم منعم منصور للفكرة .. يمكنه ان يستضيف د. محمد عيسى .. مافي مشكلة ، فريدريش تغطي التكلفة ما طالما د. بلال ود. محمدين وماريا عباس وسكينة وميري وعبدالله دراج موجودين ! محمد أحمد الفيلابي يستطيع استضافة د. محمد عيسى فى برنامج الإذاعة وربما فى التلفزيون .. محمد جمال الدين ونادر أحمد الطيب ما بيقصّروا ..

أمواج من الأفكار تتلاطم في الرأس وأنا جالس على مكتبي بجائزة زايد الدولية للبيئة بدبي .. كنتُ حينها أحاول قراءة بريدي الإلكتروني .. والأفكار تعصف برأسي وتُوقف حركة أصابعي أحيانا .. وفجأة وجدت نفسى أقرأ محمد أحمد الفيلابي .. إنه يرسل لي "إيميل" لأول مرة .. يا إلهي .. هل قرأ أفكاري ؟ ماذا يقول صديقي الفيلابي .. إنه يقول أن الجمعية السودانية لحمايةالبيئة قد قامت بتكريم الأستاذ الجليل أحمد محمد سعد ..! يا للفرحة التي غمرتني .. فقد تم المشروع الحلم الذي كنت أنتظره دون طائل في إجازة الصيف الماضي .. ولكني حزنت كثيرا أنني لم أكن من الحاضرين لأشارك في تكريمه .. وهو الذي كرّمني بأغلى هدية في حفل وداعي الذي أقيم بدار الجمعية ، شارع 57 العمارات، فى عام 1997 .. ما أسرع الزمن وما أقصر السنين .. إنها السنةالسابعة فى المهجر .. ما هذا .. إن الإغتراب يسرق العمر بمهارة النشالين المحترفين .. أذكر ليلتها أن الأستاذ أحمد سعد تقدم إلى المنصّة بخطى وئيدة .. وبعد التحية وكلمات رقيقة، نادى على إبنته، الأستاذة سارة أحمد سعد التي كانت حينها طالبة دراسات عليا .. فتقدمت سارة ومعها صندوق كرتوني كبير .. أشفقتُ عليه وقلت لنفسي يبدو أن الأستاذ قد كلّف نفسه وأسرته كثيرا بهذه الهدية الكبيرة .. كذلك أشفقت على نفسي مرددا مقولة جدتي، "الأدّاك ما ريّحك" ..أى عليك رد الهدية بأحسن منها ..! قال الأستاذ أحمد سعد لإبنته سارة بلهجة آمرة .. أخرجي الهدية .. ففتحت سارة الصندوق لتخرج صندوقا أصغر ... فقال لها افتحيه .. فإذا به صندوق أصغر !! وهكذا ظلت سارة تخرج الصندوق تلو الصندوق وهو يصغر فى حجمه .. إلى أن أخرجت مظروفا صغيرا به بطاقة أخذها الأستاذ القمّة وقرأ:


عاصفة من التصفيق .. إنها هدية غالية تنم عن عبقرية وإحساس مرهف وإبداع غير مسبوق ..

عادت ذاكرتي إلى الوراء .. يوم كان الأستاذ أحمد سعد يُرافقني فى زياراتي الميدانية مع طلاب جامعة الخرطوم رغم المشقة عليه .. كنا نزور المناطق الصناعية والزراعية وكان أحمد سعد يتأثر بأحوال العمال والساكنين فى هذه المناطق .. إنهم مغلوب على أمرهم .. يعانون الأمرّين .. لا وقايةمن المرض ولا إمكانية للعلاج .. بل إن الأستاذ أحمد سعد قد رافقني فى إحدى رحلاتي إلى الحصاحيصا حيث قمنا بزيارة مقبرة المبيدات بمحطة قرشي .. ومعنا صلاح ببسي .. أقصد صلاح عبد الرحيم .. (الله يطراه بالخير) .. الرجل المهذّب الذي يتفجّر نشاطا وحيوية و تفاني فى العمل .. يأتيك هاشا باشّا يحمل كل أنواع الكاميرات .. وقد استقبلنا حاج الزاكي ببليلة مباشر ... ومعه ابنه الذي بلغ 3 سنوات ولكنه كان شاحبا بوزن سنة واحدة .. تغطي جسده حبيبات دقيقة .. إنها الحساسية من المبيدات الللعينة التي ظلت تأتي إلى منزلهم البسيط (قطية سكة حديد) منذ ولادته .. رغم أنفهم .. إذ أن أكبر مخازن مبيدات مشروع الجزيرة المترهل يقبع على بعد 200 متر من القطية .. والرياح تحمل منه الغبار المشبع بالدي دي تي كل يوم إلي منازلهم .. والأمطار تغسل المخزن وتُحمّل المياه الجارية والراكدة أطنانا من كل ألوان المبيدات لتوزع بركاتها على هؤلاء "الغلابة" .. كل تحليل للدم أو لحليب الُمرضعات يؤكد لك النسبة العالية من الدي دي تي الموجودة فى أجسامهم الهزيلة .. إنها مأساة 25 أسرة عانت لسنين عديدة من كل أنواع الأمراض .. خاصة الإجهاد والإجهاض .. وإنه أحمد سعد الإنسان يحزن كثيرا لما رآه وسمعه .. تكاد ترى دموعه التي يحاول مواراتها .. مما زاده إصرارا على أن يواصل مشواره فى إكمال كتاب "أطلال تحت الرمال .. أم العودة إلى الغابة" .. ومشواره في تأطير ونشر برامج التربية والتوعية البيئية .. إنه لم يكتفي بالحصاحيصا .. بل ذهب معي لزيارة مخزن مبيدات الحلفايا وجمع كل المعلومات الممكنة حول حادثة التسمم بالمبيدات في العابدية والكاسنجر والفولة .. هل استقى سليمان محمد إبراهيم فكرة فيلم المتورت من كتاب أحمد سعد ؟؟ وإن لم يكن كذلك فلماذا لا يحوله إلى فيلم تستفيد منه الأجيال وكثير من شخصياته موجودة ..

صولات وجولات الأستاذ أحمد سعد مع التربية البيئية تعرفها الأستاذة الصديقة والزميلة هُدى محمد خوجلي التي ما انفكت تعطي وتعطي .. دون ملل ولا كلل .. هل يا ترى سيتم تكريمها هي الأخرى قريبا ..؟ على الأقل كرمز لتكريم عمل المرأة الدؤوب فى مجالنا هذا .. وياله من دأب .. فللمرأة اليد الطولى في عمل الجمعية السودانية لحماية البيئة .. لقد بدأن معنا منذ البداية .. الحجل بالرجل .. وديدة فوراوي وهدى خوجلي وسمية السيد وسلوى منصور وزينب الزبير .. وانضمت للجمعية بعد ذلك العشرات منهن .. يملأن دار الجمعية صولا وجولا وما زلن .. أخشى أن أذكر أسماءً أخرى وأدخل في دائرةاللوم لنسياني بعضهن .. ماجدة ميرغني .. نجلاء باشا .. حنان ساتي .. مها الشفيع .. حنان الأمين .. الكثيرات .. الكثيرات ممن كن شموعا مضيئة .. توقفت ذاكرتي .. إنه اللوم لا محال ..

وإن كان لا بد لي من ذكر واحدة فلأذكر إشراقة مصطفى التي دخلت دار الجمعية بالخرطوم شرق فى مطلع التسعينات يافعة .. في عينيها بريق ينُمّ عن شره للمعرفة .. وطاقة متقدة للعمل الطوعي .. إشراق وفوانيس تضيء المستقبل ..كان لها الفضل في إنجاح برنامج "نحن والبيئة" الإذاعي في بداياته .. واجهت كل المصاعب بشجاعة نادرة .. ونهلت من المعرفة يمنة ويسرة ... إني أذكرها لأنها كتبت عن أحمد سعد فى سودانايل وأفاضت عيوننا بدموع الفراق الصعب .. وقد أصبحنا أسيرين هنا فىالغربة لشيء غامض .. قابض على "المصارين" .. لا نرى له نهاية فى الأفق .. .. آه يا وطن ..! كلما فرحنا بإخماد فتنة .. تلتها فتنة اكثر تعقيدا .. آه يا إشراقة .. إنك لم تحضري تكريم أحمد سعد .. وفي هذا تساوينا .. إلا أنك أكثر قدرة مني فى التغلب على مرارة الغربة .. ربما لأنك قادرة على الكتابة والتنفيس .. وربما لأنك أصبحت معلما نعتز به فى مدينة الجمال والفنون – فينّا – التي غنى لها الشعراء كثيرا ..

ولكن قبل تكريم هدى خوجلى .. هناك من يجب تكريمه قبل الجميع .. إنه الإنسان الذي يرجع له الفضل في إنشاء هذه الجمعية فى عام 1975 .. إنه حكيم الجمعية .. بل حكيم البيئيين جميعا .. ذلك هو د. معتصم بشير نمر الذي صبر وصابر وثابر .. ووقف صامدا في وجه كل العواصف الحكومية منها والتنظيمية .. عطاءمستنير ومستدام منذ أن عرفناه وتحت كل الظروف .. أكثر ما يميزه عن الآخرين نُكران الذات والتواضع والأريحية وحسن الخُلق .. أنها صفات أهل الجنة المذكورة فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .. إن عطاء معتصم نمر يمتد بعمر الجمعية.. بل إن عطاءه للوطن أكبر من الجمعية وفي مختلف المجالات .. فمن يستحق التكريم أكثر منه .. متعه الله بالصحة والعافية وبارك له في ذريته وجزاه عن كل أهل السودان خير الجزاء ..
لقد بدأ معتصم عطاءه مع الرعيل الأول من رؤساء وأعضاء الجمعية .. أستاذي وأبي الدكتور التجاني محمدحسن علام الذي يجاهد الآن مستميتا لإحياء متحف السودان للتاريخ الطبيعي .. قمة أخرى من قمم العطاء .. كان من أوائل رؤساء الجمعية السودانية لحمايةالبيئة وهو يشترك مع معتصم فى صفات كثيرة مثل نكران الذات والحلم والعمل فى صمت والتواضع الجم .. لقد كانت بداياتي فى الإهتمام بالبيئة وعشق الطبيعة معه عندما كنت طالبا فى السنة الخامسة بقسم علم الحيوان وكان هو من أشرف على بحثي لمرتبة الشرف .. وياله من شرف حظيت به .. وقد كان نعم المرشد والمعلم الذي يعشق الطبيعة إلى النخاع.. جزاه الله عني كل الخير والقبول .. أذكر من الرعيل الأول أيضا د. عبد العزيز عبد الله سليمان ود. أحمد الطيب (كلاهما فى الإمارات الآن) ود. محمد عبد الله الريح والبروفيسر شوقي وبروفيسر التاج فضل الله وبروفيسر عاصم مغربي .. وانضم إليهم فى النضال من أجل البيئة د. صلاح حاكم ود. ضاوي موسى ود. ميرغني تاج السيد وعثمان أبوسالمة ود. عثمان ميرغني ود. عارف جمال محمد أحمد.. كنا نجلس أمامهم لنستمع ونسجل المحضر دون أن ندلي بشيء .. إذ كانوا أساتذتنا ونحن تلاميذهم ..

فى الواقع .. كلما تذكرتُ أحمد سعد .. قفزت إلى ذاكرتي هُدى خوجلى .. ربما لأنها كانت معه فى برنامج التربية البيئية .. وهدى فى ذاكرتي تصطحب معها عبد الله عثمان وحاجة نفيسة ويحى الذي يحرص على توصيل أحمد سعد إلى بيته .. أما محمد الفحل والصادق جاد الله وعبد الغفور .. إنها المهنة الأصعب أن تكون قابضا على المال .. لن تنجو ..الكل يريد منك .. والكل ينظر إليك بعين الريبة .. والكل يرى أنك مقصر في حقه .. إنها التضحية وقوة التحمل .. وبالطبع لا أستطيع أن أنسى أسامة حسن دفع الله ، طيب الله ثراه .. كان أسامة دفع الله يضفي على فعاليات الجمعية طعما خاصا وحماسا منقطع النظير .. كان دينمو حى .. ولم تكن هدى خوجلي تجد أى صعوبة فى ترحيل المعدات والأجهزة ما دام طيب الذكر .. أسامة دفع الله موجودا .. ولم يكن أسامة الوحيد الذى قضى نحبه وهو فى قمة عطائه للجمعية .. فقد سبقه محمد أحمد أبوبكر ، الرئيس الأول لفرع أركويت ، الذي كانت إبتسامته المستدامة تأخذك إلي عالم آخر .. عالم البساطة السودانية الأصيلة .. عالم القرية والريف الجبلي الخالي من التلوث الصناعي والتلوث الثقافي .. عالم الإنسان الذي لم تطاله مثالب التكنولوجيا بعد .. إن محمد أحمد قد أعطى لمؤتمر الفروع معنى التواصل والتآزر .. بداية بالسوكى والطاهر بكرى الذي لا يعرف الإستسلام .. وقد جعل محمد أحمد من أركويت مثلا للفروع الناجحة .. ولم يكن الأستاذ عيسى مادبو أقل منه نشاطا وحماسا ولكن كل على طريقته الخاصة ..كان محمد أحمد أول صدمة تلقتها الجمعية .. وأول فقد لنحلة وزعت عسل المحبة والعطاء على الجميع
ألا رحم الله محمد أحمد أبوبكر وأسامة دفع الله وأسكنهما أفسح الجنان .. فقد كان لكل منهما مشعلا خاصا يضيء به الطريق للآخرين ..

لقد تأثر أحمد سعد الإنسان كثيرا لفقد هذين العلمين من أعلام الجمعية السودانية لحماية البيئة .. مثلما تأثر لفقد زوجته المفاجيء .. رحمة الله عليها ..
الأستاذ أحمد سعد صديق الجميع ومثار إعجابهم ولا عجب .. فقد كان وما زال رمزا للصمود فى وجه الزمن وتحدي المرض والحفاظ على الإبتسامة تحت كل الظروف .. وهو كنز من الخبرات .. وبحر إبداع يسير على قدمين .. لا يبخل على الصغير ولا الكبير بمعلومة أو بسمة أو طُرفة .. كلما قابلته مرة خرجت منه بمعلومة جديدة .. يسحرك بأسلوبه البسيط .. وتواضع العالم .. يحدثك بأدب جم وحميمية تدخل القلب دون استئذان .. تحس أمامه أنك أنت الأستاذ وهو التلميذ .. ولكن ! لتكن حذرا .. فإن الأستاذ أحمد سعد بالغ الحساسية تجاه مشاعر الآخرين .. إذا أحس أو ساوره أدنى شك أنك على عجل أو لا تملك وقتك فى تلك اللحظة .. سارع للإعتذار واستأذن للإنصراف ..، بعكس الكثيرين ممن يظل "يبريك" مهما تململت .. حتى تضطر للإستئذان ..!
إن أحمد سعد يربيك ويعلمك بالقدوة الحسنة .. فنعم المعلم ونعم الصاحب والصديق ..
قال عنه العلّامة البروفيسر عبد الله الطيب .. طيب الله ثراه .. أنه كنز وفنان مبدع .. ذو عقل حافظ وإطّلاع واسع .. أما رئيس وزرائنا الأسبق، الأستاذ سر الختم الخليفة .. بارك الله فى عمره ومتّعه بالصحّة والعافية .. فقد قال عنه أنه المعلّم البارع والمربي الذي تفيض نفسه إنسانية .. لا عجب وهو زميله فى بخت الرضا ويعرف قدراته جيدا.. بل كان دائما يحذّره قائلا "أوع تحني ظهرك وتعمل فيها عجّزت .. تذكّر أني أكبر منك" .. يا لعمق المعاني التي ينثرها أساتذتنا الأجلاء وكبارنا فى قفشاتهم .. إنها دروس وعبر .. أين أساتذة ومربي اليوم من هؤلاء العمالقة ؟؟ كانت لفتة بارعة أن قام صلاح عبد الرحيم بالتسجيل للأستاذ أحمد سعد بالفيديو ... حافظوا على هذه الكنوز يا أيها المؤتمنون على الجمعية ..

لا بد لي من التوقف هنا .. ولو أني أحس ان المكتوب مبتورا .. ومهما تدفق مداد الكلمات فلن أوفي الأستاذ الجليل أحمد سعد حقه ... نسأل الله له طول العمر .. مع وافر الصحة والعافية ليستمر العطاء ..

عيسى محمد عبد اللطيف
دبي – 26 مارس 2004م
[email protected]
[email protected]
[email protected] [b]
آخر تعديل بواسطة سيد أحمد العراقي في الأحد ديسمبر 09, 2012 8:20 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
سيد أحمد العراقي
مشاركات: 624
اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm

وقال الراحل/ أحمد محمد سعد حدربى

مشاركة بواسطة سيد أحمد العراقي »

[font=Tahoma]

من كلمة بروفسير/ محمد عبد الله الريح عند تكريمه لحهده فى مجال الوعى البيئى


أستاذ الأجيال الراحل أحمد محمد سعد حدربي أستاذ العلوم ببخت الرضا رحمه الله في
زمن من الأزمان عندما أقام له زملاؤه حفل وداع أنشد فيهم قائلاً

أي قوم أي ناس مثل سلفات النحاس
ليتهم إذ ودعوني اخدوا مني مقاسي
ليتهم إذ ودعوني اشتروا مني الكراسي
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

عزيزي حسن موسى وسيدأحمد العراقى، سلام وشكر.
سأعود بعد أن ألملم أطراف البوست أو الثوب الفضفاض الزاهى.



صورة
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

يد أحمد العراقي



اشترك في: 21 يونيو 2009
مشاركات: 324 ارسل: السبت ديسمبر 01, 2012 5:00 pm موضوع الرسالة: والذكرى كيفن حارة وكت الزول يطرى أيام فعاليتو الروحت؟؟؟؟
________________________________________


كرام القوم
لكم التقدير المودة


والذكرى كيفن حارة وكت الزول يطرى أيام فعاليتو الروحت؟؟؟؟


جمعية حماية البيئة....فريدرش ....الراحل أحمد سعد....والمحترمين الذين لازالوا هناك يحملون الشعلة د. عبد الرحيم بلال...معتصم نمر ..و آخرين سياتى ذكرهم بعد حين عند الحديث عن إقتراح تكوين جميعة حماية البيئة بمؤتمر أركويت 1976 المقترح تقدم به 5أو 6 كرام منهم المحترم معتصم نمر....والجمعية الآن تمثل نجاحا وسعيا فعالا

الراحل أحمد محمد سعد كان ضمن المعاشيين الذين إستقطبتهم الجمعية لتطوير خططها للتأثير والإنتشار وقد كان نعم المعين والف كتابا..كأن ياتى لفريدرش ويجد ما يستحق من حفاوة وتقدير وأعطى تجربة ساعدت فى إنارة الطريق

وهنا إقتبس بعض ما كتبه أحد طلبته بوادى سيدنا صديقى محمد صالح أبوسن بموقع نورى

(أما القائد الاعلى للوادى العظيم فكان من نصيب فحول شايقيه تنقاسى السوق ..الأدميرال احمد محمد سعد له الرحمة ..أب شلوخا سته محفورة بعمق على.
كل خد .عابس الوجه صارم حتى النخاع ..فهو أخ الشاعر ..حدربى ..صاحب كلمات (بيوت الديم زغردن) غناء الفنان ادريس ابراهيم
اما نائب القائد العام فهو من حدا كريمه ..عصام حسون متشرب حتى النخاع من لبن ولأدقون الانجليز يرتدى الشورت والحذاء البنى والبرنيطه دوما ..والفليون لا يفارقه ابدا من ذلكم الجيل الذي غلبت عليه ثقافة أهل بيزنطة
.. ... . .. . بالواضح شايقى من فصيلة لندن ..اما ومن الشخصيات الهامة للوادى العم عبد الجبار قائد فرقه مطابخ المعسكر ومعاونيه ..ومن مشاهير أساتذة الوادى الشاعر محمد محمد على عمر ماس –قطر-مستر باتا –النور قله –ولنا عودة لانشودة الوادى في الحلقة القادمة ..)


ويحكى أحد أبناء جيله ممن بقوا بقريته ولم يواصلوا تعلميمهم قائلا :

(أن أحمد سعد وكت يحى فى الإجازات كان بيستحم ويغنى بالإنجليزى كنا نحن شعرنا مليان قمل دابغنا دبغ)


تصويب : الراحل أحمد محمد سعد من الدبيبة فتنة وليس تنقاسى .....

وله شقيق آخر يدعى عبد القيوم عمل مدرسا بالثانويات ومن قصائد حدربى التى إشتهرت ( تحسيوا لعب ونطيط بطان )

انتقل الى الاعلى







Ahmed Sid Ahmed



اشترك في: 10 مايو 2005
مشاركات: 349 ارسل: الاحد ديسمبر 02, 2012 4:00 am موضوع الرسالة:
________________________________________
أخونا القاص المبدع سيدأحمد العراقى، أب مخلايتا ملانى حكاوى.
إنت ب " الشرق "، وأنا ب " الغرب" متابع نقارتك وطنابيرك وغناك السمح.
كلما أقول أجى معدى عليك ، القى المركب فاتتنى.! ناوى أجيك
ولو عوم وأجيب المركب صادِى.!... قصصك ملهمة.

شكرا لك على المشاركة والمعلومات التى أكَدتْ بعض ما أشرت أنا إليه. قلت:

إقتباس :
"الراحل أحمد محمد سعد كان ضمن المعاشيين الذين إستقطبتهم الجمعية لتطوير خططها للتأثير والإنتشار وقد كان نعم المعين والف كتابا...
كان يأتى لفريدرش ويجد ما يستحق من حفاوة وتقدير وأعطى تجربة ساعدت فى إنارة الطريق .' إنتهى

الكتاب ألَفه ليناسب الصغار ويقدم لهم توعية بيئية علمية فى قالب شيق.
وجدت فى ذلك الكتاب معلومات عن " الجمل " لم أسمع بها من قبل.!

وشكرا لك على المعلومات من " موقع نورى " ، وشهادة أحد طلابه والتى أستوقفنى فيها
وصفه للأستاذ أحمد ب " عابس الوجه صارم حتى النخاع "...طالب فى المرحلة الثانوية
يصف الأستاذ أحمد سعد فى تلك المدرسة والتى كانت أولى ثلاث من المدارس الثانوية
فى كل السودان ذلك الوقت.! وما أشتهرت به تلك المدرسة وقتها من ضبط وربط.!
والأستاذ أحمد سعد وقتها فى عنفوانه . ومن الصور التى أطلعنى عليها فى تلك " الألبومات " المرتبة شاهدته طويلا ، ممتلئ الجسد ، جاد الملامح. بعضها مع ملوك
ورؤساء وهو ملحق ثقافى بسفارة السودان بيريطانيا قبل أكثر من نصف قرن.
وأخرى وهو خبير يونسكو فى مجال التعليم. وقد عمل قبل كل ذلك مع المستر " قريفس " عميد " معهد بخت الرضا " ونائبه الأستاذ عبد الرحمن على طه،
قبل إستقلال السودان
من الأستعمار الأجنبى.!

مرت بخاطرى كل تلك الصور ، والحال التى رأيته عليها وأنا أحاوره ( دردشتا ) فى العام1997
نحيل الجسد ، بطيئ الحركة ، بسيط الملبس ولكن مشرق العينين تطلعا.مرحا ، ساخرا
ومداعبا لمن حوله.
ثم وأنا أزوره وأحادثه قبل أعوام قليلة وهو فى أواخر العقد الثامن من عمره. رهيف الجسد، هين ، وقد كادت حتى " شلوخه " تختفى بعد أن تساقطت أسنانه. ولكنه كان
ما زال مشرق الوجه ، حاد البصر والبصيرة. أكثر دعابة وحيوية ذهنية. تنساب الذكريات
والحكاوى منه بسهولة ويسر. وهو يستشهد بأبيات الشعر والقصائد الطويلة ، خاصة عندما
يروى وهو يقهقه أشعار الدعابة التى تبادلها أبناء جيله وأصدقائه. وبعض منها من تأليفه.
وخير دليل، ذلك اللقاء مع الأستاذ التيجانى والتيجانى يستعين به ليراجع بعض المعلومات
وتواريخ أحداث أو مكان حدوثها.

تسمع وترى كل ذلك فتظن أنه أستاذ الأدب العربى أو حتى الأدب الشعبى مهنتا ، ولكنه
أستاذ العلوم " كيمياء "/ " فيزياء "؟ والتى درسها فى جامعة " سانت أندروس " الشهيرة والعريقة. إنه المعلم الشامل.!
ليت صديقك محمد صالح " أبو سن " رأى الأستاذ أحمد " بلا سن " وهو يضحك ويلقى
الطرفة بعد الطرفة.! آ سيدأحمد.!
سيد أحمد العراقي
مشاركات: 624
اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm

حكاية من كتاب الراحل / أحمد محمد سعد ..... آثار تحت الرمال

مشاركة بواسطة سيد أحمد العراقي »



من قوقل

من الكتاب الذى ألفه الراحل عونا للجمعية السودانية لحماية البيئة



https://www.alsahafa.sd/details.php?arti ... permanent=
سيد أحمد العراقي
مشاركات: 624
اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm

مشاركة بواسطة سيد أحمد العراقي »

أعتذر حذف للتكرار
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

صورة


صورة الأستاذ أحمد سعد فى لقائى معه عام 1997 قبل عشرة أعوام من الصور السابقة أعلاه.
سيد أحمد العراقي
مشاركات: 624
اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm

من شعر المؤانسة والإمتاع بين الراحل وأصدقائه

مشاركة بواسطة سيد أحمد العراقي »

[font=Tahoma]



قوقل/ جريدة الصحافة


https://www.alsahafa.sd/details.php?arti ... permanent=
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

correction

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

مدن المعرفة

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

الاخوة الداخلون من كل «الابواب» الي مدينة العلم: المعلم الاستاذ احمد سعد، سلام.
الصديق احمد سيد احمد الحسن: مكتشف مدينة العلم، الاستاذ المعلم احمد سعد.
الصديق عادل عثمان، احد الزوار المثابرين لكل المكتشفات؛ ومكتشف مترجم نشيد الوداع للخواجة روبرت برنز؛ الاستاذ المعلم احمد سعد.
سلام مربع لكم جميعاً. مكرراً.
يا عادل: ان مُكْتَشَفُك اوقفني بلا ساقين، كدرويش الفيتوري، تماماً! انا ابن «بخت الرضا»، الذي خبر مدائنها المعرفية عن قرب. منهم من تتلمذت عليهم، والذي لم اتتلمذ عليه، كانت سيرته تفيض عن فضاء تلك القرية الصغيرة «مبروكة» التي بورك حولها، والتي تضجُّ بتلك المدن الضاجّة معرفة.
بعض تلك المدن التي لم يتح لنا دخولها، اشبة بـ «إرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها..» في هذا البلد «الجاف المتلاف» والنكَّار،
في شوارع تلك المدن العامرة بالمعرفة والاسئلة، تعلمت كيف ارسم، وتعلمت كيف اقرأ، وتعلمت ان احترم الرسم، وان احترم القراءة، وان احترم الحياة كمحصول للقراءة والرسم، وما تشابه من دواعم الحياة.
ثم عرفت من معلومتك خيبتي: انني لم اعرف احد اهم مدن «بخت الرضا» المعرفية؛ الاستاذ المعلم احمد سعد؟. وعبرت عن هذه الخيبة بافضل مما افعل الآن، في مهاتفتي الصديق احمد،
يا عادل: التقيت بهذا النشيد لاول مرَّة، في العام الدراسي، 1958م /1959م ، وانا تلميذ بمدرسة «الهشابة» الاولية. في ذلك العام زارت احدي فرق معهد التربية ببخت الرضا، قرية «الهشابة حاج علي» ( ليست السعودية وحدها التي تسمي وطناً كاملاً، باسم عائلة، فعندنا، في السودان، تسمي القبائل الحاكمة،قري باسمها، او باسم احد زعمائها).
كانت الزيارة تقع ضمن الزيارات المنهجية التي اختطها القائمون علي معهد التربية ببخت الرضا، ليعرف طلابه الواقع الذي سيعملون فيه كمعلمين بعد التخرج، وفي نفس الوقت تتعرف كائنات ذلك الواقع علي معلمي ابنائهم المحتملين.
في تلك الزيارة، تعرفت، ولاول مرة علي معلومتين مهمتين: الاولي ان للجسد البشري مهام اخري غير تلك التي نعرف [طالبان من تلك الفرقة، احدهما يقف علي رجليه؛ كبديهة. والثاني يقف علي رأسة، كمفارقة، يتخاصران، ثم يبدآن حركة سريعة وماهرة، بحيث لا تملك ان تميز عبر تلك الحركة، لمن الرجلان اللتان علي الارض، وذانك اللذان باتجاه السماء، متخليتان، طوعاً وبامر الرياضة عن وضعهما الطبيعي والبديهي!. ومن حسن حظي ان احد ذينك الشخصيتين، هو استاذي لاحقاً ريس الدين عمر.
اما المعلومة الثانية، فتعرفت عليها في ختام تلك الزيارة، حيث انشدت الفرقة بكاملها «نشيد الوداع» معطرة سماء تلك الليلة البديعة، وتركت في آذاننا اصداء ذلك النشيد العذب.
ومن حسن حظي، ايضاً، انه وبعد سنتين من تلك الزيارة، كنت تلميذاً بمدرسة النيل الابيض المتوسطة. وهناك القيت نشيدي المحبب، وظللت اُشيِّدة ضمن ما اشيد به بدني في ذلك «الزمن الجميل». حتي اصبحت لا اميز بينه وبين بدني.
ولم اعرف الاستاذ احمد سعد؟
قلت في مهاتفتي احمد انني خدعت!
وكنت اتكلم عن خديعتي لنفسي، علي الزعم الكونفشيوسي الذائع!
بخت الرضا يا عادل، قرية مأهولة بالمدن المعرفية، فيها مدن شاعرة، ومدن التأريخ، ومدن المسرح، ومدن العلوم، ومدن مما لا يخطر علي قلب بشر من المدن المعرفة.
في «مدرستي» (انظر كيف احاول تملك ذلك «الزمن الجميل»)؛ اقول، في مدرستي؛ النيل الابيض، كان هناك الشاعر: شيخ الجيلي.وكان هناك المسرحي: الاستاذ الحوري؛ مدرس الجغرافيا الذي ابتعثه المعهد لدراسة المسرح. كان يمثل، ويخرج، ويؤلف المسرحيات، دون ان يتخلي عن تدريس الجغرافيا؟. كان بمدرستي مسرح. وبها مرسم ضخم، وثلاث مدرسين للرسم؟
كان فيها كل ما تشتهي مما يُعَرِفْ، وما يحفزك للمعرفة. وهنا ذهبت ازعم مخطئاً. ان ذلك النشيد لابدّ ان يكون صناعة خالصة لاحد المدن المعرفية التي تذخر بها بخت الرضا.
وتمادت خديعتي في خدعتي، حيث ان النص الذي كنت احفظه علي ظهر بدن، فيه بيت، او شطر من بيت يقول:
«فلنرتشف كأس [الرضا] من اجل ذكراها»
لا اعرف اين ذهب هذا الشطر؟ هل تدخل شيطان المشروع الحضاري، وحارس وحشية النصوص في حذفه؛ او نحله، بجريرة «كأس»؟ ام ماذا يا عادل؟
اريد هذا النقص حاضراً، وإلا نقص بدني،
ومما دعم تضليلي لنفسي، هو ذلك العدد المعتبر من الشعراء الذين تمور بهم تلك القرية الصغيرة (بخت الرضا) فقلت ان احدهمهو مؤلف ذلك النشيد.
ولم اعرف العلم احمد سعد؟.
قد اعود لاحقاً؛ وضمن هذا «البوست». لما خبرت من مدن تلك القرية الصغيرة ـ الكبيرة، والتي اسعدني الحظ ان اتجول في متاحفها ومكتباتها، وابنيتها المعرفية الشاهقة، وطرقتها المعبدة بالعلم ، وكلها تقودك الي حيث الاستنارة.

https://www.youtube.com/watch?v=QGEJy9b_dtY
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

عزيزنا حسن الشواف ، كان بى عين واحدة ، كان بى إتنين .!
قلت " إقتباس
" والله يا أحمد أنا كنت متابع كتابتك عن الأستاذ أحمد سعد، بعين واحدة ، ،كمن يتابع وصفا لكوكب مجهول مستبعد بآلاف السنين الضوئية لمّن وصلت لموقفك الأول دا، كيف ما عرفنا الزول الكان سنة سبعة أربعين
"يضرب اكباد الإبل " لمشاهدة مسرحية لبريخت "؟
الزمن داك بريخت كان في عز اختراعاته المشهدية لكن الدنيا ضايقة بيهو ضيق شديد ، الأمريكان
الإستجار بيهم من النازية ملاحقينو بتهمة الإنتماء للشيوعية و النازيين الألمان مزازينو بتهمة الإنتماء
للإنسانية .. أو كما قال " كنا نبدل بلدا ببلد كما نبدل حذاءا بحذاء " [ أو شي قبيل زي دا]
و الله ، كان ما نخاف الكضب أحمد سعد دا ياهو" الفتى " بتاع مازن الذي مات قبل أن
نعرفه,!
يا ربي في كم " فتى " تانين زيّو ماشين على الموت قبل أن نعرفهم؟
شوف الخسارة " إنتهى.

كما دعانى ما قاله الأستاذ أحمد سعد للتأمل يا حسن ، كذلك فعل بي تعليقك!. أسعدتنى مشاركتك التأمل،
والتفكر فى شأنه وشأنهم وشأننا والشأن العام، وشنو وشنو..!!
العزاء أن هناك ما نرويه عنه ونتشاركه. وما تركه من علم وأثر نتدارسه.
وما " كشف أعظم "!
وهاك هذه ،: من ضمن ما سجلت له أيضا هذه الحكوة. قال:
" كنا نحب الأدب الإنجليزى. " شكسبير" ده كنا نقدسو. أنا وأحمد المرضى جبارة
وعمر الصديق رحنا فى رحلة تابعة للمجلس البريطانى لمدينة " نيوكاسل " لمشاهدة
مسرحية " ماكبث " كان عندنا غرام بالأشياء دى.. كان الممثل المعروف " مايكل .." إنتهى .
( فى نفس الفترة 1947، والأسماء المذكورة تحتاج أيضا لوقفة! ).
و " سأتيك بالأخبار " لمزيد من التأمل.
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

صورة

الأستاذ أحمد محمد سعد عام 1946
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

Michael Redgrave (1947) He acted in William Shakespeare's play, "Macbeth," at the Theatre Royal in Newcastle, Tyne & Wear, England with Ena Burrill, Michael Goodliffe, Douglas Wilmer, John Blatchley, Leslie Sands, Paul Hardwick, Rupert Davies, and Clement McCallin in the cast. Norris Houghton was director.

صورة
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

عزيزي سيدأحمد العراقى، يا أبوالمُرُوة والفزع.

الشكر ليك من هِنِى لى نورى وتنقاسى
حماسك يشجع و يزيد حماسى
بى عونك وجهدك تهون القواسى
تراك دايما للبوست بالمعلومة كاسى
ولأنو البوست أكبر من مقاسك ومن مقاسى
جدعة من كراسك وجدعة من كراسى
فكرة من راسك وفكرة من راسى
ومن كل زولا عاقل وراسى
نتعاون ونعرِف بى ناسا دهبا وماس
كم بى إهمالهم عانا تاريخنا مآسى
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »



عزيزي النور " أب ضواً بان "، شكرا لك على إضاءة الصورة،
وعلى النص المضيئ الذى تلا وتلألأ.!

أمتعتنى قراءة سردك واكتشفت جهلى ببعض مكونات النور.! وما حظي به من تعليم
نموزجي.

قلت : إقتباس :
" الصديق احمد سيد احمد الحسن: مكتشف مدينة العلم، الاستاذ المعلم احمد سعد "

همسة يا صديقي ،( بالرغم من أنى فاهم كلامك )! وهي أنى لى- شرف - إكتشاف
جهلى- بمدينة العلم ، الأستاذ المعلم أحمد سعد.!! - وليس إكتشافه. وإلاَ صرت " كولومبس
" وأهله الذين زعمو إكتشافا.( وجه باسم ). مثله كبحيرة فكتوريا ومنابع النيل ،
- نرتوى من فضل علمه ولا ندعي إكتشافه، فليس هو المجهول.

وما بالك ببخت الرضا والجمهور العريض من التعلمين الذى لا يدرى كنهها ، وكونها
اللبنة الأولى للتعليم الحديث فى السودان.

وكتبت أيها الصديق : إقتباس :
" وتمادت خديعتي في خدعتي، حيث ان النص الذي كنت احفظه علي ظهر بدن، فيه بيت،
أو شطر بيت يقول :
«فلنرتشف كأس [الرضا] من اجل ذكراها»
لا اعرف اين ذهب هذا الشطر؟ هل تدخل شيطان المشروع الحضاري، وحارس وحشية النصوص في
في حذفه؛ او نحله، بجريرة «كأس»؟ ام ماذا يا عادل؟
اريد هذا النقص حاضراً، وإلا نقص بدني،" إنتهى

يسلم بدنك. وهاك النقص :

هل ننسى أياما مضت هل ننسى ذكراها
هل ننسى أياما مضت مرحا قضيناها
من أجل أيام مضت من أجل ذكراها
فلنرتشف كأس الرضا من أجل ذكراها

فى لقائى بلأستاذ أحمد سعد عام 1997 ذكر أنه قام بتعديل المقطع.! وفى ظنى أن ما
ذكرته أنت عاليه وراء ذلك.- سأراجع تسجيلات لقائى معه.

أرسل إلي الأخ عبدالمنعم خليفة " الملف " والذى بذل رابطه أخونا سيدأحمد العراقى.
وفيه رسالته إلى عبدالقادر الرفاعى والإشارة إلى النشيد.:

" أخي ومودتي الدكتور / عبد القادر الرفاعي

أحيي فيك وفاءك النادر لرموز الثقافة والإبداع والوطنية في بلادنا، وحرصك الأكيد على تكريمهم والتوثيق لعطائهم ..

أرجو أن أعيد هنا ما تصادف أن كتبته من على هذا المنبر ( بوست "ناسنا" للأخ محمد المرتضى حامد) بتاريخ 27 أكتوبر 2008م - قبل أقل من أسبوع من رحيل أستاذنا العظيم أحمد محمد سعد – عليه رحمة الله . وآمل أن أعود للكتابة مجدداً عن أستاذ الأجيال ، الذي كان لي فخر أنني كنت أحد تلاميذه بمدرسة خورطقت .


Quote: هل ننسى أياماً مضت هل ننسى ذكراها

سوف يشهد مطلع العام المقبل الاحتفال بذكرى مرور 250 عاما على ميلاد شاعر اسكوتلاندا الوطني روبرت بيرنز، والذي يمثل رمزا تقليديا للثقافة الاسكتلندية والإسهام الذي تقدمه اسكتلندا للعالم.

وتعيدني ذكري هذا الشاعر الشامخ ( شكسبير اسكوتلاندا) إلى أيام جامعة الخرطوم ، وبروفسور إيون الذي قدمه لنا ، وعرفنا به، وتناول معنا بالقراءة والشرح للعديد من قصائده. ولذا كنت كلما زرت ابن اخي دكتور لؤي عبد الوهاب بمدينة دمفريس بجنوب اسكوتلاندا، أحرص على زيارة منزل بيرنز ، والذي - كعادة أولئك القوم في تخليد عظمائهم ومبدعيهم- قد تحول إلى متحف.

ولعل أكثر قصائد بيرنز شهرة وانتشاراً عالمياً هي "أولد لانج ساين" تلك القصيدة الخالدة والتي تعبر عن الصداقة والوفاء، والتي تردد بلحنها المميز البديع في مختلف أنحاء العالم في مناسبات وداع العام المنصرم واستقبال العام الجديد؛ وفي حفلات التخريج وانتقال أبناء الدفعة إلى مرحلة جديدة ( غير أنهم سوف لن ينسوا الأيام العامرة بالمرح التي مضت ولن ينسوا ذكراها!) ؛ كما يعزف اللحن أحياناً في مناسبات الوداع الأخير للأعزاء الراحلين.

ارتبطت القصيدة بلحنها الخالد المستمد من الفولكلور الاسكتلندي التقليدي، والذي اشتهر أكثر من كلمات القصيدة نفسها ، خاصة وأن كلمات القصيدة تختلف باختلاف اللغات العالمية التي تترجم إليها، بينما يظل اللحن الفريد دائماً باقياً ومطرباً .

يعرف الكثيرون منا في السودان ذلك اللحن جيداً، ( خاصة وأنه كان يعزف بموسيقى القرب الاسكتلندية!)، ويرددون بطرب ونشوة كلمات القصيدة (باللغة العربية) ، والتي مطلعها :


هل ننسى أياماً مضت

هل ننسى ذكراها

هل ننسى أياما مضت مرحاً قضيناها


غير أنهم قد لا يعرفون أن من قام بترجمة قصيدة روبرت بيرنز الخالدة إلى اللغة العربية هو أستاذنا الجليل / أحمد محمد سعد ؛ وذلك في عام 1951م ، وكان آنذاك معلماً بمعهد التربية ببخت الرضا.


عبد المنعم خليفة

أما " فيديو " " بخت الرضا " الذى بذلته مشكورا، فلا أخفى عليك أنه قد زاد من حزنى
على ما آلت إليه بخت الرضا. ! لمعرفتى بذلك ا لصرح .ويحتاج مننا-الفيديو- إلى وقفة خاصة به. إخراجه وظروف إنتاجه..إلخ مثال الصور المصاحبة واللقطات المتحركة كثير منها مفبرك . مما يدعو للصدمة والحزن وكأننا نشاهد فيلما لأثر تاريخى قديم. ومما يعنى أنه
ليست فقط الأسم ووظيفة المعهد هي التى طمست وضاعت، بل الفجيعة أنه لا يوجد حتى
أرشيف ومصادر لتاريخ ذلك المعهد. والمبانى وقد أكلتها " الأرضة ". فما بالك بالمكتبة!

فى الوقت الذى تحكى فيه رسالة عبد المنعم خليفة عن كيف صار المنزل المتواضع
لشاعر النشيد متحفا.! صار المعهد الذى ردد ونشر النشيد ، وشيد العقول حطاما.!

وحتى أعود لبعض تفاصيل ذكرتها أنت وتعود أنت بالمزيد ،يسلم بدنك ويسلم النشيد.
أضف رد جديد