كلية الفنون وشريط الذكريات

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

لا علاقة لي وثيقة بكلية الفنون الجميلة, وقد كان لي فيها أمل.
في العام 57 زرت اهلي في النهود, وتنقلت بين بيتيْ جدي العباس , بين فريق العمراب (حي أبوجلوف) وفريق الشايقية (بجوار بيت حامد صقر, أخي النور).
كانت عطلة الصيف , وفي كلا البيتين وجدت ناسا يرسمون, وفي الدكان وجدت ناسا ينقشون على الذهب بمهارة فائقة, حتىذاع خبر فنهم في كل المنطقة, وكان الحمري لا يقصد إلا دكان العالم عباس عندما يريد أن يشتري حليا لأهله’ ضهبا أو فضة, ولا سيما الحجول والأساور الفضية. وكان عمي أجمد هجر الصنعة للماكينيكا ثم صناعة الأثاثات المعدنية, أما العباس فلم نحضر زمنه مع السندان, لأنه أوكل الأمر لبينيه الكبار وآخرين وتفرغ للعلم والتجارة في الذهب. كل شيئ كان حميلا, وهناك تعلمت كيف أصنع الختم و وقناطر السكاكين من الفضة, وبدأ تعليمنا بالقصدير, وكانت مصاريفنا تزداد من صناعة القناطر, ولا يأخذون منا شيئا, ويمدوننا بالخامة, كان عمنا مجمد (دورو) يبتسم في وجهي دائما وهو منكرس في عمله ينقش ويغني (يا ود البلد, مرة راكب ناش ومرة انترناش, يا ود البلد...).
وعمي صالح كانت له علبة صغيرة يخلط من ألوانها بالماء ويجرجر الفرشاة وينتظر حتى يجف الماء ثم يعاود الجرجرة, وينتهي برسم جميل, وكان من هولي أنه لما يرسم الانسان والحيوان يضع نقاط مبهمة باللون فتبدو من بعيد أناسا يسعون أو جمرا تنهق, صحيح أننا لا نرى كل شيئ ولكن يُخيّل إلينا أننا نرى كل شيئ. لا بد أن أمخاخنا تفكك "الدهمة" وتنقش فيها تفاصيل لا وجود لها في المسند.
وفي الحي الأخر بت يوما في الديوان مع عمي حافظ, وفي الصباح الباكر , قبل الأفطار أخرج حافظٌ علبة توأماً لعلبة صالح. ثبّت الورقة على لوح من الخشب وجاء بصينية وصحن وكوب, صينية مخصوصة, وبدأ يجرجر. صنع خريفا وخلق امرأة ترد الماء وتمشي على استحياء, نصف ساعة فقط فترة الصنع, ولكن الله أبرع, يصنع بكلمة وفي زمنٍ صفرٍ لا نقدر على تقدير فقال جلّ شأنه "ستة أيام" وهو وحده أعلم بالتأويل. واتزداد اللوحة رونقا لما يجري عليها خافظ عملية تجميل جعلتني أشفق على الورقة الرقيقة. جاء بموسى (موسة) حلاقة وبدأ في كشط "عواوير" في بشرة المسند, واستجابت الورقة للكشط والجلو, وازدادت حسنا. "المعهد الفني, المعهد الفني , في الخرطوم" , كلمات ترن في أذني دهرا.
ويضع حافظٌ اللوحة في ظرف] مقوّيً صنعه بيديه, وأخذها لمكتب البريد (البوستة) لأنهه مشاركته في معرض سيكون بعد أسبوع. كان البريد سريعا ومنظما, ويحمل بالطائرة التي تحلق فينا مرتين في الأسبوع فنهرع للمطار لرؤيتها تتزلج في "النقعة, الأرض الممهدة للهبوظ والإقلاع" ولما ترجع الطائرة نعود ونلهو في الطريق باللعب تحت أشجار التبلدي.
وأراكم في الكلية إن شاء الله

.
آخر تعديل بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد في الاثنين مايو 13, 2013 11:29 pm، تم التعديل 5 مرات في المجمل.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

[font=Arial]يا أحمد ود سيداحمد
سلام ليك ولصحابك النور وخلف الله عبود وحسن موسى وعادل وعبدالماجد وكل من مر من هنا
عندما قرأت حديث النور عن اصدقاء الكلية، فكرت في بعث الكلية لاصدقاء لجامعة الخرطوم وهي فولة تحتاج مني لبعض الوقت لمباصرتها وساعود بعد أن أنهي ما بيدي
من عمل عاجل.
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

سلام مرة اخري للجميع ..ويا اخ احمد سيد احمد بالله بطل الدنصرة و خليك متابع البوست ، طالما انك انت الكاتبو اولاً، صاحبك الديناصور خلف الله عبود زاغ و انشغل بمهام اخري، وهذا لا يفيد خدمة وتحقيق الأهداف الديناصورية الكبري.
قلت بأن ديناصوري كضباً كاضب في شأن صاحب الصورة ، وهنا ليس في مقدوري سوي القول : أخطأ ديناصور ، واصاب احمد سيد احمد !

ذكرت يا اخ احمد المأمون الخطاط، وهو حسب تقديري (أخط ) من يمشي علي اصابعين ! و هو دفعتي و صديق عزيز ، وكنت اقول له وللصديق العزيز الآخ- دفعتنا ايضاً - عمر درمة ( عميد كلية الفنون الحالي ) قلت ليهم انتو الجابكن هنا شنو ؟ لانهم كانو خطاطين لدرجة قف تأمل هذا الخط !!!
انا و مأمون والصهريج
في سنة 1978 كنت في تانية قرافيك، صدفة جا يوم زول في الاستديو و كنت قاعد براي ، وقال عندو صهريج في المنطقة الصناعية بحري وعاوز يعمل فيهو رسوم وشعارات و خطوط الخ… وقال انو حأيدفع مبلغ 200 جنية فقط لا غير، قلت ليهو جداً، بضبط ليك الشغلانة ، وتم الاتفاق . قمت كلمت مامون عشان يظبط الخطوط، و انا قمت ظبط الرسومات الخ بطريقة الاستنسل،ولكن التنفيذ كان صعب جداً، فلقد تشعلقنا كما العبلانجات في الصهريج في المنطقة الصناعية ببحري، و لكنا نجحنا في تنفيذ العمل و الحصول علي المبلغ= 200 جنية من امو ما بجيبنو !!!
لك يا اخ احمد ان تتأمل: 200 جنية في سنة 78 ؟ وكان البيرثري 24 جنية في الشهر ؟ … انا فكرت اعرس ! ولكن كان ساكن معاي احمد المرضي، وقمنا كملنا القروش سوا في الاعمال الخيرية!!

مأمون و احمد هم اعضاء في هذا المنبر واسالوهم من الكلام دا ! اما موضوع

وكنت أود أن أسألك عن سبب غياب أي إسم لخريج من قسم النحت فى قائمة دفعتكم.!
هل !!! كان ذاك عام تحريم خاص للنحت .؟! أم سقط الإسم سهوا.؟
= هذا يسأل عنه احمد المرضي ايضاً ...!!
_________________________________________________

عودة للنور: حدثتي استاذي الراحل عثمان حامد الفكي فقال : النور حمد كان حافظ اغاني الحقيبة كلها ، الكلام دا صحيح يا النور؟
________________________________________________________________________________
اعجبني مرور الأخ النور و احمد سيد احمد بدون تعليق علي ( المفاسد) التي ذكرتها من خلال الذكريات، الامر الذي يشجعني علي ذكر المزيد !!!!!
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

نعم يا عادل، أحفظ الكثير من شعر الحقيبة وكذلك شعر الأغنية الحديثة، وأسماء المغنين، وأسماء الشعراء، وأسماء الملحنين.
تسببت في هذا سآمات الطفولة والصبا في حلة حمد الترابي، حيث كان أنيسي الأول والأخير هو الراديو.
وظل الحال كذلك، حتى خرجت من السودان في العام 1988، ولم أعد حتى الآن. ومنذ ذلك الخروج، قلت متابعتي ودخلت في نطاق "الدنصرة".
قال الأخفش: تندنصر، يتدنصر، تدنصرا. فهو ديناصور، وهي ديناصورة، أو كمال قال.
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

امتحان القدرات الفنية+

الاستاذ الراحل النبيل عثمان حامد يا النور،اخلص لنا اخلاصاً تاماً في بربر الثانوية ، كان خريجاً جديداً في سنة 74 كما تعلم ، مفعماً بالحيوية والنشاط، مهموماً بالبذل والعطاء، وكان محبوباً من جميع الطلاب، بل من جميع اهل المدينة ( هو اصلاً كما تعلم من ضواحي شندي ) قرية قندتو تحديداً، وقد زرته هناك في قريته عدة مرات، رداً علي زياراته لي في كلية الفنون بعد ان التحقت بها، وفي مرة من المرات كان نازل معاي في الاس تي اس و لقي عمر مكة نايم وماخد راحتو بالكامل، و ما استغرب ! انا استغربته لانو ما استغرب من وجود عمر مكة بالداخلية ، ولكن بعد اربع سنوان انا ذاتي بعد ما اتخرجت، سكنت في ميز المقرن نصف سنة كاملة( حتي نهاية عام 1981) ومافي زول قال بغم ، الا انا براي ( اتحسست ) وقمت اتخارجت !

لقد قام المرحوم عثمان حامد بأعدادنا اعداداً جيداً لأمتحان القدرات عام 77 ، وكانت لدي فكرة مسبقة ممتازة ، اضافة الي الموهبة والمقدرة...

لا استطيع الدخول الي اجواء كلية الفنون يا اخ النور قبل التجول قليلاً في مدينة بربر و ثانويتها الشهيرة = بربر الثانوية.....

كانت بربر الثانوية تعج بالحراك الثقافوي خاصة بعد حركة شعبان 73 الطلابية التي نظمها الاخوان المتأسلمون، ولكن شارك فيها الجميع كما تعلم , وفي بربر كانت المدارس متجاورة = هيته بالهيتة ، ومازالت ،و كانت المظاهرة تبدأ في بربر الثانوية و يضرب البنبان ثم يخرج الطلاب و يفلقون طلاب المدارس الأخري ، وباقي القصة معروفة .... = نمشي سوق بربر و نفلق الدكاكين و يجي البوليس والبنبان .. الخ، وفي واحدة من المرات قبضني البوليس ودخلوني الحراسة ، وبعد داك عرفنو انا ولد بدوي السنوسي و قاموا نادوهو و جا – رحمه الله ساقني البيت – ولكنه ما عمل معاي اي مشكلة، لانو كان يا دوب خارج من مشكلة سنة 71، بعد احداث انقلاب هاشم العطا، فلقد تم اعتقال شقيقي = اسمه ضياء الدين= من جامعة الخرطوم – كلية الاقتصاد= لمدة ستة شهور،اطلق سراحه بعدها علي شرط الالتزام بحسن السير و السلوك ؟ سلوك شنو ؟ المهم ، هو لم يلتزم السلوك الا موخراً و اصبح مولانا ، وبالمناسبة ، نسيت ان اخبرك يا عزيزي النور بأن والدي لاينتمي اساسأ الي بربر ، بل هو من منطقة شندي ، من قرية جبل ام علي وكبوشية تحديداً، ولقد ورد ذكر جده العمرابي الشيخ حامد اب عصاة في كتاب الطبقات لود ضيف الله. وانا ازور شندي وكبوشية والمكنية وجبل ام علي كلما تسنح لي الفرصة، بعد زيارة بربر العظيمة. بلد الديناصوارت العليا، شبرين ورباح و عبدالله بولا, والفاضل البشير و عمر التيجاني الخ ...= ولكن امي من بنات بربر ...

كان امتحان القدرات يعقد عصراً، ثلاثة امتحانات = رسم طبيعة صامتة و رسم النبات و تلوين ، افتكر حسن موسي قال حاجة ما متذكرها الان عن الفرق بين رسم الطبيعة والطبيعة الصامتة في اللغة الفرنسية ؟ ما متذكر و لكن يخيل لي الموضوع موجود في اعلي البوست.
كنت احضر يومياً من بري = حيث كان يقيم اخي ضياء= الي كلية الفنون لأداء الإمتحانات يومياً، كان لدي شقيق آخر اسمه عبدالباسط ، كان مقيماً بالبركس و سيصبح سفيراً مهما في فرنسا/ باريس لاحقاً.

كانت السفارة الامريكية بشارع علي عبداللطيف في طور الانشاء، وكنت اعبر الطريق يوميا ً في طريقي لاداء امتحان القدرات، واذكر في مرة من المرات ان وقع (مرق) امامي مباشرة = علي بعد خطوات، وكتب لي عمر جديد تماماً، لاني كنت علي وشك هلاك محقق.. و لم ابلغ الثامنة عشرة بعد، و سوف لن اصبح ديناصوراً مثل احمد سيد احمد و خلف الله عبود() ضحكة مكتومة!

للحديث بقية..
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »


وكان عمايَّ يتحدثان عى رفاق لهما فنانين لم أرهم, ولكني كنت أرخي السمع وأسجل, عربي, صالج الزاكي, مالك الزاكي, محمد أحمد عبدالله, البلاع, النجومي, الشايقي ..... ولعل آخرين سقطوا من ذاكرتي. تعلقت بهم تعلق الصبيان بأساطير التاريخ وأبطال الأحاجي (ود النمير وصحبه, هههه).
وبعد عامين أو ثلاثة أكملت المرحلة بنجاح غير كامل, قبلت في معهد الدلنج لأن درجاتي نقصت بخمسة عما يؤهل للثانوي, وما كان العيب فيّ, في المدرسة التي افتتجت في ليلة سياسية إرضاءً للناخبين وهي لم تشيّد بعد, وحت يكتمل البناء وجهونا لأم روابة مزلنا ضيوفا عليها, وبعد عام ونصف العام نُقلنا لرجل الفولة, ولم نجد إلا فصولا لا أثاث فيها وعنبرا واحدا بلا أسرّة ولا لحُف. بطانيتان ومخدة واحدة لا كيس لها, نفترش بطانية الصوف السوداء ونتغطي بأختها صيفا وشتاءاً, خيفة العقارب والثعابين. ننام ونصف أعيننا غير مغمضة, ونرتعد من زئير "البراعص, الأسود" ولكن المدير كان يحرسنا ببندقية محشوّة بالرصاص, كان ضابطا قبل أن يحال لحقل التعليم, ولهذا قصة ليس هذا مكانها.
كان الأساتذة عظماء إلا أن التهيئة للتعلم كانت ضعيفة, وكيف لا ونحن نعمل "طُلْبَة" مع العمال لاستعجال عملية البناء التي لم تكتمل إلا ونحن على مسيرة عامٍ واحد من التخرج !
لم يكن الفن هما لأي مدرس إلا واحدا تخرج من الثانوية حديثا. جاء الشاب أيوب فضل من شمبات يحمل الفن بألوانه, ويجالسنا كواحد منا ولولا أنه كان محترما مؤدبا لحقرناه ولعبنا به, ففارق السن بينه وبيننا ليس بكبير.
ساعدنا في الرسم وكان لجرائد الحائط أثرٌ في تشكل قدراتنا الفنية تخبطا, وأغلب عملنا تقليد لأعمال الأيضاحيين المصريين, البهجوري واللباد والاخوة وانلي وجمال؟ و ... و...ممن كانوا يحلون صفحات المجلات المصرية, أبيض وأسود وأبيض وأسود و"قُضْبة, cross hatching", وهكذا نمت التجربة بعض الشيء وكانت حُمُر تجاربنا الحسناوات والساسة (شادية وفاتن حمامة وأبو الزهور والسيد عبدالرحمن الذي "خنّقت, خسفت" يوم مماته, وكانت تلك الظاهرة الطبيعية صدفةً ذات عواقب كارثية: استمسك الناس بالخرافة اكثر.
وقبل شد الرحيل إلى الدلنج, وبالتحديد في منتصف يوليو 59 حجزت بالقطار للخرطوم أمتحن للقسم الثانوي بالمعهد الفني وكان السفر ليلا, عقب دفن جدتي لأمي (مستورة) في نهار ذلك اليوم, وكانت تلك أول مرّة أحمل فيها "العنقريب" لـ "لجبانة", قوي ساعداي
نزلت في العاصمة المدهشة ضيفا على قاضٍ حديث التعيين من عشرتنا, وكان عريسا"لنجاً" فنزلت في حجرة الاستقبال وضيقت على العريسين بهجتهما. كانت عاداتنا سيئة, نطبّ على الناس كالقدر وبلا إخطار, ولا زال البعض يحافظ على بعض عادت القرية التي لا تصلح في المدن ابدا.
ورحلت منهما استشعارا مني بضيقٍ مكتوم. مكثت مع آل النويري في أك درمان وبيننا وبينهم قرابة بعيدة وعشرة مستمرة, رحب بي الشيب والشباب و "دندرمة وترماج والحاوي والبعيو وافريكانو وعثمان ألمو و فرقة البوليس .....ومجلات "خيرات" في سوق أم درمان, بهجة هيأتني للامتحان.
وذهبت للكلية ذات صباح لأقدم نفسي, وأدخلوني مكتب العميد. رجل "جهامة" لا هو بخواجة ولا بود بلد, هكذا كنا نفكر, للأسف. وأطلت النظر في لون البشرة فرأيت في انعكاسات الضوء على الجبين فضّةّ ونحاسا ومعادن أخرى. و "يا ربي دا فنان ولا ضابط, عريض المنكبين هذا" واستغفر واستغفر.
وحددوا الامتحان, أجلسونا في حجرة طويلة و"كمبوسيشن" وطبيعة صامته, وألوان وصقرٌ يقتتل مع ثعبان. وجلبطنا جلبطة عجيبة محسوبة, وكنت الثاني , لفرحتي, والأول شاب من الدويم في عمري, إسمه عزالعرب. غمرتنا السعادة ومكثنا أياما نجيء للكلية يوميا ونتفرج على تمثال المسيح المثبت في حائط المبنى المواجه لمكاتب الأساتذة, وتلك القطة التي لم يقعد بها عن المواء إلا آثار الحريق على صفحاتها, فقد أبدع فيها النحات موجو كوّة, من أبناء سلارا على مقربة من الدلنج. لم يكن موجو تلقى تعليما منظما, كان تلميذا في مدرسة الإرسالية التابعة لكنيسة "كجّة", وهناك اكتشفه أنجليزي زائر فاختطفه للخرطوم بمؤهل واحد: العبقرية, وأسكنه معه وعلّمه حداثيات عددا انتقل بعضها إليّ لما زاملته ساكنته في أبوزبد في ما بعد كمدرس للفنون بالابتدائية الشرقية,. وملأنا له الجدول بحصص الفنون في الفصول كلها, وفق التوصية. حقا كان تعيينه مدرسا لفتة بارعة من وزارة التربية, لأنه وبكل ما لديه من موهبة في الفنون التشكيلية , نحتا ورسما وتلوينا, لا يناسبه العمل بالثانويات لقصور في النظريات ولغة التوصيل. ومن أعاجيب موجو أنه رسم صورة لأحد أعمامنا (زاهر الساداتي) من الذاكرة وبالألوان المائية "الخالق الناظر" وكنت لأول مرة أدرك أن اللون الأزرق يتدفق بكثافة في البشرة الداكنة, لأني شاهد على اللوحة من بداية المخاض. وقبل موجو وأنا في الصف الثاني الابتدائي الاستاذ سالم من أبناء أم درمان, فعلمنا الرسم والعزف على الصفارة والنجارة وأنشأ لنا فرقة الكشافة. كان الاهتمام بالموهبة أعظم مما عليه الأمر اليوم, ألم تسمعوا بحامل الدكتوراة الذي يعمل خفيرا في مدرسة صقع الجمل, الآن الآن, وبدون علامات تعجب.
.
.
وفي يوم إعلان النتيجة فرحت , ولما استدعانا العميد أعلمنا بأنهم في هذا العام قفلوا الداخلية وأنه لا مكان لي إلا إذا قبلت بتوفير سكن خاص, فحرت برغم أن لنا أهلا بلا عدد في العاصمة ولكن علاقتي بهم واهية جدا بسبب بعد المسافات وبسبب أني تذوقت فبل أيام بؤس السكن في بيوت "الناس", ولم أفكر في الاتصال بأهلى لتدبير ذلك لأن التلفونات لم تكن سهلة ولا في مقدوري, ولو كنت فعلت ذلك لاقتتل آل عبدالماجد في استضافتي, أولئك الذين ربطنا بهم جدنا في ما بعد, وقرروا التجديد بالتصاهر , ففعلها بعض بني عمي ونجوت بجلدي.
قال لي بسطاوي وأنا استعطفه: "والله لو بقيت رسام طلقة ما أقبلك", أهذا فنان وهل هذه لغة يخاطب بها صبي محزون أساسا, وفي الحال تبخرت صورة الفنان وبقيت في ذاكرتي صورة التركاوي الجزار:
ورجعت , ولكني لم أيأس, ولوكان علم أهلي بالأمر لبرزوا له ولأصر على أن يكون هو نفسه مضيفي "ولا حسنْتو", كنت غِرّاً.
وأواصل
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

المطرودة ملحوقة ، والصابرات روابح وكان يجن قماح، هل هذا صحيح ؟

ارجو المعذرة يا عبدالماجد، مني لك و للاخ كبلو ، فقد فاتني الترحيب بكما في هذا البوست ولكن لي المعذرة-ارجو -فلقد انغشلت مع النور حمد، و شممت فيه رائحة استاذي الراحل عثمان حامد.

شكراً يا نجاة علي استعدال الصفحة. وتحياتي لبولا، وقولي ليهو بت عبدالسلام( والدتي) بتسلم عليك، وقالت ليك بتتذكر لعب الكشتينة في سوق الدكة في بربر ؟ .. ضحكة بديعة !!
حاشا الله، انا ما قاصد انو امي (دفعة) بولا، ولكنهم مجرد ولاد حلة ! ضحكة عميقة !!!!
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »


ذكريات جميلة... تاريخ جميل... أولاد وبنات جميلون... يا لكلية الفنون الجميلة!.

أمتعت غاية المتعة بهذا السرد الفخيم... وشكرأ للصديق عادل السنوسي الذي لفت نظري مساء هذا اليوم ولو بطريقة غير مباشرة لهذا الحكي إذ كنا في لمة حميمة بلاهاي.

شكراً أحمد سيد أحمد على المبادرة وكل شي.

أستاذ النور حمد تحياتي (لو بتتذكر "عكور" هو ود خالتي و"الطاهر جمال الدين" هو كبيرنا في البيت... (معليش يا جماعة دا تعارف عقائدي ما عندو علاقة بالبوست) : ).

بعدين يا سنوسي انتو طلعتو كلكم ديناصورات ما العصفورة بتاعتك بس : )... كدي شوف عبد الماجد محمد عبدالماجد (له التحية) بقول في شنو: ((في العام 57 زرت اهلي في النهود, وتنقلت بين بيتيْ جدي العباس , بين فريق العمراب (حي أبوجلوف) وفريق الشايقية (بجوار بيت حامد صقر, أخي النور)).

والديناصورات (الجد) أحلى حاجة فضلت لينا في السودان الفضل فبالإضافة إلى كونها كائنات لطيفة ذات ذاكرة من عوالم مشرقة فهي أيضاً صبورة وعندها قدرة كبيرة على تحمل صروف الدهر!.

أنا في الحقيقة حبيت أسلم عليكم بس... عجبتوني.

لكم التحية وأتمنى أن أسعد بالمزيد من دنياواتكم الشيقة.... أنا خريج 1993 إقتصاد الخرطوم... دا عشان مزيد من التعارف كوني دخيل عليكم هنا وبلا ذاكرة "فنية" أو عقائدية!.

محمد جمال
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

تحياتي لك يا محمد جمال و شكراً علي الدخول هنا ...

صدقت يا محمد : فكلية الفنون كانت ، منارة ثقافية ، خرجت الأفذاذ ( من الديناصوارات)، ولكن لست ادري تماماً كيف حالها الآن ... ؟ رغم ان عميدها( الدنيصير= الصغيرون الما كبير.... ) الحالي هو صديقي و دفعتي _ سمعت بأن حالها لا يسر ، ولكني ادري بأن يد عمر درمة مغلولة، وليست مبسوطة كل البسط، كما كان يخط خطه النسخ الذي لا يجاري ولا يباري..

سعدت معكم يا اخ محمد جمال في اليوم المذكور في لاهاي ..

نحن في انتظار عودة الديناصورات الكبري : يا ريت لو يشرفنا الخال عبدالله بولا في هذا البوست الرائع- شايف النور حمد مشغول بالحلقات التليفزيونية ، عاوزين نشوف حسن موسي مرة أخري ، و كمان ياريت دنيصري و صديقي العزيز الرائع احمد المرضي، وبالطبع ارجو عودة من نجروا البوست اصلاُ : اعني الاخوين الديناصوريين احمد سيد أحمد و خلف الله عبود .

اجابة للأخ أحمد سيد أحمد عن سؤال سابق :

تم ترشيحنا انا و الاخ احمد المرضي للتخصص في قسم النحت، ولكنا رفضنا جملة واحدة، وتمت الإستجابة لرغباتنا في النهاية : ذهب احمد لقسم التلوين ، و ذهبت انا لقسم القرافيك ، وهذا يوضح لك يا أخ أحمد لم لم يتخرج ( دنصور ) احد من قسم النحت في ذلك العام ... عام 1981 .
________________________________________________________
سألتو عن فؤادي:

https://www.youtube.com/watch?v=MYGRRLu7 ... lpage#t=0s
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

الأعزاء والعزيزات. معذرة للغياب وإنقطاع التواصل الذى فرضته الظروف.
و كتر خيرك يا عادل على اليقظة والهمة وسترة إخوانك الغايبين من اللٌوم.

أخونا محمد جمال، يا زائر ليك تحية.
أضم صوتى مع الأخ عادل مرحبا بك.
قلت أقتباس:
. " أنا في الحقيقة حبيت أسلم عليكم بس ...عجبتونى "
لكم التحية وأتمنى أن أسعد بالمزيد من دنياواتكم الشيقة... أنا خريج 1993 إقتصاد الخرطوم. دا عشان مزيد من التعارف كوني دخيل عليكم هنا وبلا ذاكرة "فنية" أوعقائدية.! " إنتهى.

ياخى أنت ما دخيل. وبالمناسبة الصلة بين كلية الفنون و "جبل أوليا " و " بحرأبيض " و" الشجرة " وطيدة.! ويا ما من ذكريات، رحلات رسم وتلوين وحادات وحادات وسنو وسنو! علها ترد من المشاركين.

شكرا يا عادل على إجابة السؤال عن غياب النحاتين فى دفعتكم. فقد " ظهر البسبب وبطل العجب ". ولكن ظهر عجب وسؤال أكبر وهو متى يرضى عنا أخونا أحمد المرضى عنه؟!

ومتى ينضم إلينا ؟ ومكانه شاغر. و " إيه سبب غيابو "؟ هل سألتو ؟ وبم أجابك؟ كل شي
ولا " أجابنى ماهو عارف ".!


و متى يرد بولا على تحية الوالدة يا عادل ؟ ومتى يشرفنا بعودته الحبيبة؟ ما زال العشم كبيرا. أمنياتى معك بعودته وتشريفه للمنبر والبوست خاصة. قبل أن نوقع قائمة طويلة
من الإمضاءات المطالبة بذلك.! ولن نلجأ لمجلس محاسبة بخصوص الغياب، لأننا نثق
أن ذلك ليس برغبته. متعه الله بالصحة. ( وياريت يخلى مسألة " البيرفكشن " التى تؤدى
للتأجيل ويعود بعفوية وعافية. وكما العافية ، الكتابة درجات و " حبة حبة نتم " الذكريات.!


أما الأغنية التى بذلتها لنا فقد أسعدت يومى بها. من أغانى حسن عطية المحببة إلى نفسى،
وطال بي العهد منذ سماعها. والطريف واللطيف فى آن أنها عبرت تماما عن الجو والمناخ
الذى كان يسود أو يتخلل أستوديوهات الكلية من عمل تصاحبه النغمات. وطبعا هي أغنية
" ديناصورية " تذيب قلب كل ديناصور إلاً إذا كان قلبه من العصر الحجرى.!

هل نطمع فى أكثر من مثل هذه " اللنكات ". ؟ لأنها تضع " الفلنكات " التى تمكننا من
مواصلة السير بمزاج متوازن.

أدناه صور من لوحات الحنين والذكريات ، من نواحى
" جبيت " و " سنكات ". على أمل العودة إلى أدب الرحلات.


ويا عزيزنا معلم التواضع عبد الماجد، لى عودة للأنس معك.
مافطيتك طناش " يا ود البلد ".!





صورة
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

عزيزنا عبد الماجد، تحية.

إبتدرت مشاركتك لنا بقولك:

" لا علاقة لي وثيقة بكلية الفنون الجميلة, وقد كان لي فيها أمل "


ثم أخرجت لنا كنوزا من المعارف والمعلومات ما كان لنا بها من سبيل لولاك.


لقد خسرت كلية الفنون بعدم ضمك إليها وكسبت مؤسسات أخرى. و " حصانك الجراي جا فى اللفة " " و " السايقة واصلة " كما تقول أنت والحكمة.

وها نحن إلتقينا نتعلم منك ونستأنس بأفكارك وخبراتك ومعارف لم تتحها كلية الفنون لمن ضمتهم ولكن نالها من أرادهأ كفاحا.

كتبت يا ماجد : إقتباس

" كان عمنا مجمد (دورو) يبتسم في وجهي دائما وهو منكرس في عمله ينقش ويغني (يا ود البلد, مرة راكب ناش ومرة انترناش, يا ود البلد...).

وعمي صالح كانت له علبة صغيرة يخلط من ألوانها بالماء ويجرجر الفرشاة وينتظر حتى يجف الماء ثم يعاود الجرجرة, وينتهي برسم جميل, وكان من هولي أنه لما يرسم الانسان والحيوان يضع نقاط مبهمة باللون فتبدو من بعيد أناسا يسعون أو جمرا تنهق, صحيح أننا لا نرى كل شيئ ولكن يُخيّل إلينا أننا نرى كل شيئ. لا بد أن أمخاخنا تفكك "الدهمة" وتنقش فيها تفاصيل لا وجود لها في المسند.
وفي الحي الأخر بت يوما في الديوان مع عمي حافظ, وفي الصباح الباكر , قبل الأفطارأخرج حافظٌ علبة توأماً لعلبة صالح. ثبّت الورقة على لوح من الخشب وجاء بصينية وصحن وكوب, صينية مخصوصة, وبدأ يجرجر. صنع خريفا وخلق امرأة ترد الماء وتمشي على استحياء, نصف ساعة فقط فترة الصنع, ولكن الله أبرع, يصنع بكلمة وفي زمنٍ صفرٍ لا نقدر على تقدير فقال جلّ شأنه "ستة أيام" وهو وحده أعلم بالتأويل. واتزداد اللوحة رونقا لما يجري عليها خافظ عملية تجميل جعلتني أشفق على الورقة الرقيقة. جاء بموسى (موسة) حلاقة وبدأ في كشط "عواوير" في بشرة المسند, واستجابت الورقة للكشط والجلو, وازدادت حسنا. "المعهد الفني, المعهد الفني , في الخرطوم" , كلمات ترن في أذني دهرا....".
إنتهى
وأنا أقرأ الإقتباس أعلاه يا عبدالماجد، تأملت و إبتسمت، وقلت أجيك بى مهلة
يااب حديثا فضة ودهب، يا ود البلد.

" عبدالماجد أب كتابتا ضاوى بلا فلاش
قريت كلامك وما فطيتك طناش
يا ود البلد

أصلك زولا أصيل فى علمو مو لطًاش
حديثو ديمة فى المليان وما هو طلاش
يا ود البلد
زولا كتابتو عن البلد ملانة دعاش
وإن رسم رسمو ماهو غباش
يا ود البلد

إن قصدتو يلاقيك هاش وباش
و إن واددتو المودة عندو بلاش
يا ود البلد "

إنت زولا حريص فى قولو ماك هباش
وبرضو لطيف العشرة ماك خرباش
يا ود البلد

الصدق والحق ملازمك ماك غشاش
ورايك تقولو عديل وماك وشواش
يا ود البلد

إن قلت بسوى ماك هرًاش
والبلف ويدور تلعنلو خاش!
يا ود البلد

الله يديك الصحة والعافية
وخطوتك تبقى عديلة شقيش ماش
يا ود البلد

يا ماجد ، فى شخصي أعمامك الفنانين صالح وحافظ وسيرتهما قدر كبير من تاريخ كلية الفنون، وتاريخ تطور الفنون فى السودان عامة. نتمنى لو توفرت مادة ومعلومات منهما مباشرة وعنهما أكثر.
واجبنا جميعا أن نسعى لجلبها. بالإضافة إلى غيرهما من ذلك الجيل الرائد. " وفى شخصيهما رأيت أشخاص.! ".

أما فى ما يختص بتجربتك الشخصية ومسعاك للإلتحاق بها دارسا نظاميا، فقد وثقت
لجزء هام من ما دار وكان يدور خلف الكواليس.

صدقنى يا عبد الماجد " يا ود البلد " وأنا أقرأ فى هذا الكلام تمنيت أن لا ينقطع وما يكمل، للمتعة التى وجدتها فيه. ( بالرغم من مرارة تخللت جزءا منه )

ولأنه فى صميم الموضوع الخاص بذكريات تؤرخ لتاريخ الكلية من خلال تأريخها لشخصين فنانين من أوائل خريجيها. وحقيقة أنهما أخوين من أسرة كلها فنون.( هناك أمثلة أخرى لإخوة وربما إخوات جمع بينهم الفن وأنجبتهم الكلية قد ياتى ذكرهم. )


كنت قد ذكرت لك يا عبد ا لماجد أن حافظ عباس كان أستاذى فى المرحلة الثانوية.
وذلك فى " شعبة للفنون " بقيادة واحد من أوائل و أهم رواد " التربية الفنية
ألا وهو الأستاذ الراحل عبد الرحمن جرتلى. كانت الشعبة تضم عددا من التخصصات.

كان هناك الراحل الأستاذ أحمد المصطفى " النحت " والأستاذ حافظ " الرسم والتلوين "،
الأستاذ سيد " التصميم " و " التجليد " و " قسم الخزف " الذى كان ضمن ما يشرف عليه
الأستاذ الفنان " جرتلى " مع غيره من مهاراته المتعددة.

كانت مجلة " أستوديو " تصل الشعبة بإنتظام من إنجلترى.! وكان هناك أرشيف كبير
منها يعيرنى منه الأستاذ جرتلى ما شئت بالإضافة إلى العدد الجديد بمجرد أن يفرغ
منه. وكنت أنتظره على أحر من حر بورتسودان.! وألاحقه بالسؤال عنه وهو يبتسم.


وقبل إلتحاقنا بكلية الفنون جانا " من السما " " سالم موسى "، وأقولها حافية " سالم موسى "! فذاك يكفى . فالألقاب لا توفيه حقه والأوصاف أعجز عنها فى هذه العجالة.

صار لنا صديقا ( كنديو وشخصى ) يزورنا فى الكلية بإنتظام، نعمنا بصحبته، ولكن سرعان ما أخذته
السماء فجأة.! فبهتنا ثم غمرنا حزن عميق وخسران كبير.


ما كنا نتخيل أن ذاك سيصير فيما بعد، بعض من" الزمن الجميل".!

فقد جاء زمان تقلصت فيه الشعبة إلى مكتب صغير فى تلك المدارس الكبيرة. ثم تقلص عدد التخصصات وأنتقص عدد الأساتذة من أربع وثلاث إلى واحد وأختفت المواد.
ثم إختفى مكتب الفنون وصار الأستاذ الواحد يعيش لاجئا حيث يكون
هناك براح وترحيب فى أي مكتب آخر أو مخزن!، - قبل إختفاء المخازن وإنتشار المخازى.! ثم....إختفى أستاذ الفنون. وأخيرا وبإختصار...
إختفت مدارس! ...و...... وباقى القصة تعرفونه وتعيشونه.!


نقول شنو ؟ كان زمن جميل ؟ أم نقول " الله يجازى الكان السبب.؟ أم نفعل شيئا؟
أم نفعل شيئا ؟ أم نفعل شيئا ؟ نفعل.....شيئا.. نفعل ...؟؟
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

أحمد سيدأحمد
يا الله
جاييك قريب
على الأقل أنا عرفت خريجيين وعاشرتهم وتعلمت منهم وآخرين ولا خريجين ولا حاجة واتعلمت منهم, ولا بد من ذكر ذلك ههنا, وكنت أزمع تسجيله في بطن تذكراتي التي يعيب عليها بعض أهلي أنها شخصية جدا, والعجيب أني أعتقد أن لو فيها فائدة ستجيء مستقبلا من "الشخصية جدا دي زاتها"
المهم أنا جاي وأحاول أكون على قدر المكانة التي بوأتني.
محبتي وتقديري
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

https://www.youtube.com/watch?feature=pl ... URII4#t=0s

تحياتي للأخ احمد سيد احمد و بقية المتابعين و بخاصة الأخ عصام احمد و صدقي كبلو صلاح النصري و كافة اصدقاء التشكيليين و الي حين عودة قريبة مع مزيد من ذكريات كلية الفنون الجميلة التي لا تنقضي ..

هدية لجميع المتابعين و الي حين عودة قريبة جداً...

مني الخير وبلال ماجا ...
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

سلام للجميع
يا عادل السنوسي
يا زول إنت قدُرنا؟ بجيب أغاني الديناصورات المعتقة دي من وين؟ بالله - لو أمكن - اتحف بوستي بتاع "السماع". الغنا دا فيه شفاء للنفوس, صدقني, قبل شهرين تلاتة مرقني من حالة اكتاب هجمت علىّ في صمة خشمي.
وأحيي الذوق الرفيع
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

الثاقب عبدالرحمن 5:23am Jun 12
‫ومن المنتدبين أيضا من دفعة 81 الذين أكملوا عامين بالكلية سليمان ابراهيم سعيد ... وجمعة بيرو ترك ( على ما أعتقد ) ... وانور سيد أحمد وهاشم القصير وحامد محمد علي ( الدكتور ) سمي بذلك لأنه كان رئيس لجنة الخدمات الطبية في الرحلات ... وزميل آخر كان منتدبا من القوات المسلحة اسمه سيد أحمد ... كما أن هنالك بعض الأخطاء في أسماء بعض الزملاء مثل اسم الزميلة نادية عبد الرحيم الأمين ورد اسمها نادية عبد الرحمن الأمين وكان هذا الخطأ سببا لطرفة والعهدة على راويها وهي أنها بعدما استلمت شهادتها لم تتفحصها جيدا .. وبعدما ذهبت الى دارها نبهوها الى أن اسمها به خطأ فذهبت الى الكلية لتصحيح ذلك الخطأ وكان لحظها ( العاثر و لى التعترها ) أن التقت في بوابة المعهد ( آنذاك ) زميلنا اللطيف صاحب الملح والطرائف عبد الحق عبد الرحمن الدودو الذي سألها ... مالك يا نادية الليلة جاية الكلية ... فاخبرته بأنو كاتبين اسمها نادية عبد الرحمن فما كان منه الا أن قال لها ما أهو كلنا كاتبين أسماءنا .... عبد الرحمن فغفلت راجعة مقتنعة بهذا التعليل ...وربما تكون هذه الطرفة من نسج خيال أحد الرواة نسبة لما يقوم به الأخ عبد الحق من مقالب ... ولما لأختنا العزيزة نادية عبد الرحيم من طيبة متناهية .... هذا ما رواه الرواة والعهدة عليهم ... والله يجازي محنك أخانا العزيز عبد الحق عبد الرحمن الدودو ... ما ألطفها من أيام ... وما أبهاها من صحبة ...‬

Comment History
________________________________________________________________________________________________

عن صفحة تشكيليون معتقون في الفيسبوك .
_______________________

عزيزي الديناصور عبدالماجد سلام ،،، انا زي ما قلت ليك زول ( سميع شديد)، وما لا يعرفه الكثيرون ان 75 في المائة من القادمين في اي دفعة الي كلية الفنون يجيدون العزف علي آلة او اكثر من الآلات الموسيقية، و الخمسة وعشرون الباقون يتعلمون العزف اثناء فترة وجودهم في كلية الفنون وفي زمننا كانت توجد حلقات دراسة عصرية مجانية للنوتة الموسيقية، وكانت لنا صداقات شخصية وزيارات عفوية متبادلة مع طلاب معهد الموسيقي و المسرح .

كان لي( و آخرون ) اهتمام خاص بحلقات حمد النيل، وكنت ازورها بين الفينة والاخري( ايام الجمع) و شيخ حلقاتها الآن هو الصديق العزيز محمد طاهر، خريج كلية الفنون عام 1985 ، و هو اصلاً عازف مزمار وجيتار ماهر، ومغن صادح، اصبح الآن مادح، ويضرب النوبة ضربأ فتئن ، و ترن... ويا ليتني كنت استطيع ان انزل لك صوره- صور محمد - بالجبة المرقعة من داخل حلقات ذكر حمد النيل، و لشيخنا محمد صفحة بالفيسبوك،و هو يقرأ هذا الكلام هنا، ورغم تتطاول السنوات( اكثر من ثلث قرن مضي) فنحن نتواصل ايضاً عبر الموبايل مباشرة ، شفت كيف يا عبدالماجد؟ .... وفي الحقيقة ، فان محمد طاهر شخصية نادرة، كان في سنة اولي عندما كنت انا في سنة رابعة، ليتني اجد المجال للتحدث عنه اكثر في المستقبل من خلال هذه الذكريات...

ديناصوري العزيز عبدالماجد= سأزورك بالطبع في بوست السماع...
صورة العضو الرمزية
ÎáÝ Çááå ÚÈæÏ
مشاركات: 487
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:26 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة ÎáÝ Çááå ÚÈæÏ »

سلام... سلام

أرفع هذا الخيط لمواصلة الحديث عن ذكرياتنا في كلية الفنون... ونحن نكتب كخريجين قدامى، من جيل أواخر الستينات وأوائل السبعينات.
وسوف تتداخل الأجيالن ويكتب كل من يكتب عن مرحلته كما يحدث الآن.

هناك بوست، أعتقد عنوانه: " كلية الفنون تحتضر" أرجو أن يشارك في الزملاء، فقبل الحديث عن الذكريات العذبة، لابد من الإشارة إلى خبر بمثابة القشة التي سوف تقصم ظهر بعير كلية الفنون ... وسوف تجدون الخبر هناك.

أواصل...

الحرية لنا ولسوانا
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »

الدكتور النور حمد شقيق الشقيق مضوى الترابى ألف سلام عليك وعليه وعلى الأهلين
أين ما حل وطاب بهم المقام ـ قرأت تصويرك البارع للوحة رحلتكم إلى الدمازين
وسبحت فى ماء ألوانها وحلقت فوق أضواء غروبها والأصائل والشروق ومعك ومن معك
وقفت على كل تفاصيل ذلك الحراك الذى سكبته فى لوح سيظل محفوظا فى الذاكره كتابه
بقدر ما تشدك بقدر ما تتقافذ فى ذهنك الرؤى وتتداعى لك مواقفاَ ومشاهداً وأحداثاً وأفكار
فقد قرأتها وكأنى أستمع لأفريقيا وآسيا كلمات تاج السر الحسن وبصوت الكابلى وقد
رأيت ما رأى تاج السر الحسن الذى رأى بحدثه لا بصره الغابات الزرق وأحسب أن ذلك
العبقرى تشكيليا جذبته الآداب فساخت أقدامه في أراضيها وتخطفته سموات مثلها والأرواح
بعيدا عن عوالم الأشباح الملوث والموبؤ بكل مقيت ونتن ـ إنى رأيت كل تفاصيل
الملايو والملاوى وغابات كينياـ إن تفاصيل الإبداع تلك تؤكد دوما للصاغى إليها
بأذن عين حديده ، وحدة الأشياء ووحدة الكون ووحدة الخالق وقدرة إبداعه المطلق وقدرة
إبداع خلقه فى المحدوديه ويا لها من قدرات ـ أستاذى النور نعم أستاذى لأنك درست من
سبقونى للثانويه ودرست من عقبونى بها بمحمد حسين الثانويه وأضفت لرتل الخواص المتميزين
رقماً فقد حضنت النور عثمان أبكر وإبراهيم إسحاق وعوض حسن أحمد وعوض أحمد والمعز الدسوقى
وأتت بك وبغيركم عل الله يبرنا ببركاتكم أجمعين وفى لوحتك بمدينة حسن موسى قلت
عبارة كبيرة إستوقفتنى كثيرا هى إهتمامك بالتفاصيل وإهتمام حسن بالكليات فالإهتمام الأول
إهتمام العلماء الذى يحصى دقائق الدقائق وصغائر الصغائر والإهتمام الثانى هو إهتمام الفلاسفه
الذى يستغرق المعيارى التقديرى وفى كل خير ووعد الله بالحسنى للكل.

شكرا جزيل لإمتاعنا بالحرف المائى ال
مزخرف

من
صور

https://www.facebook.com/groups/145539968836497/
آخر تعديل بواسطة منصور المفتاح في السبت سبتمبر 27, 2014 1:50 am، تم التعديل مرة واحدة.
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

سلام يا عبود سينْير، وشكرا على إعادة فتح جدول الذكريات لإستمرار سريان الحكاوى.
وأوعك تقيف وتخت " اللبقة "* وتسد الجدول، فالزرع مازال عطشا والحوض لن يغرق والناس جوعى.!

مازال عندى ما سأبذل يا عبود من ذكريات وصور، والعشم فى كتابة آخرين بعضهم/ن وعدو والبعض
نأمل أن يشاركو.

سلام يا منصور المفتاح وكترخير كتابة النور حمد الجابتك للبوست،
و " الجابك يجيب عقابك " - فتحة على العين- وجه باسم.
وليتك تأتى بذكريات وأسماء من زاملت وصادقت من أهل كلية الفنون وحكاويهم فربما تلقى الضوء
على جوانب لم ترد هنا و " الشئ بالشئ يذكر ".


*" اللبقة " الطين الذى يسد به المزارع جدول الماء لوقفه عن تواصل التدفق أو تغيير مساره.
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »

الأخ أحمد سيد أحمد السلام ورحمة الله عليك وعلى كل أهل الفنون بمشاربهم جميعاَ ـ
جذبتنى كتابة النور حمد جدا وأظنه يكتب بحس الصوفى الفنان لذا لسع نحل حرفه
يجذب ويُغرق ـ أنا تأسرنى وتؤثر فى الكتابه أكثر وأعنى المكتوب بعنايه عاليه
أرى فيه ما لا يراه أهل الفنون فى لوحاتهم أو فى الطبيعه الساحره التى تشدهم.
إن كتابة أهل الفنون تمتاز بالتصويريه العاليه وأستمتع جداً بقراءة ما يكتبون
فى السر دون أدنى ضوضاء أو حراك حتى أُشبع الروح وأشرب من دنهم وأمسح خشمى
وأمسح أثر خطوى وأخرج لا ضرر ولا ضرار بل حالة إستغراق فى (الضرا). أما ما أعرف
من أهل الفنون فمنهم أهل ومنهم أساتذه ومنهم أصدقاء ودعنى أرمى لكم قنبله نوويه
يا أهل الفنون وحماتها إن أول خريجة قسم الفنون بكلية غردون 1944 عمتى نفيسه سالم
عمر شقيقة العمه التشكيليه عائشه سالم عمر المعروفه بماما عشه وبنت ماما
عشه آلاء بنت النحات الأستاذ عبدالله خيرالله ومن ثم إبن أخ ماما عشه ونفيسه إبن العم
برعى عمر سالم تخرج من إيطاليا فنان المراسم ومن ثم الأخ العزيز الفنان والموسيقار
نايل محمد نايل وكذلك أستاذ علام وهذا العلام من ود عشانه وأظنه دفعة نايل والتشكيليه
أم الخير كمبال فقد كان قبل الكليه أستاذا بمدرسة السروراب الوسطى وحينها كنا بالسروراب
الإبتدائيه وكان بارعاً فى رسم خلفيات المسرح وغيرها فى المدرسه ولم يك من دفعتى من ألتحق
بالفنون ولكن من الدفع السابقه لنا بمحمد حسين ذهب أبناء حقار لكلية الفنون ولكن لا أدرى
إن واصلا الدراسة فيها أم تركاهاـ هذا كل ما يمكن قوله عن تلك الصنعه
الجباره ولك وللكل السلام ـ


https://www.facebook.com/groups/145539968836497/

منصور
أضف رد جديد