الأخطر في الأمر ليس عزل الجيش لمرسي بل العكس فشل مرسي!

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
حاتم الياس
مشاركات: 803
اشترك في: الأربعاء أغسطس 23, 2006 9:33 pm
مكان: أمدرمان

مشاركة بواسطة حاتم الياس »

السودان وليبرالييه وجمهورييه وشيوعييه ألخ التصنيفات نتعامل مع ظاهرة أخوان مصر بروح غبينتنا وتجربتنا المريرة من أخوانهم هنا قد يكون المصدر الأيدلوجى للخطابين واحد هنا وفى مصر لكن هنالك أختلاف بلاشك فى الجذر الأجتماعى الذى يقف عليه كل منهما وهو أختلاف ايضا فى الفضاء السياسى والتاريخى وطبيعة التجربة السياسية فى مصر والسودان, دائماً ماأتحدث وهنا (شارة عابره فقط) لروح الندية التى تحاول بها النخب السودانية السياسية والثقافية والفكرية معالجة أحساسها بالدونية تحاه مصر وكيف أننا دائماً نقف على حافة تحفز عالى نستدعى فيه الذات الوطنية من تواريخ وأحداث كثيرة لترمييم جروح أنا متوهمة فى مقابل مصر والتى نحن (صنيعتها كان قمنا ولاقعدنا ولاحرقنا الكلام ده) جاء ذلك فى مرحلة من مراحل تطور نمؤها المادى والحضارى الذى أرتبط باحلام محمد على التوسعية أقول أن حالة الدونية التى نستشعرها فى بحثنا عن هوية وطنية موازية للنخبة السودانية سببها علمنا أن حركة التحديث والأنخراط فى مشروع الدولة الحديثة المركزية وصلتها بالعالم وظهور وولوج البرجوازية المصرية قبلنا أى قبل أن يبدا الستعمار البريطانى فى تدريب متعلمينا على المهن المساعدة من كتبة وموظفى بريد ومعلمين ألخ الى أن صاروا افندية ..

المهم أن شهوة ليبرالييى مصر وناصريها الذين تربوا على الأستبداد وعلمانييها وشيوعييها الذين أنقطع بهم السبيل عن مصادر التفكير الناضج ,قادتهم هذه الشهوة العارمة لأن يكونوا فى المكان الخطأ بالتفسير الخطأ للثورة ويقطعوا الطريق أمام تبلور الوعى الشعبى الديمقراطى الحقيقى فى اتجاه التغيير الحقيقى وليس السينمائى..واقول سينمائى لأنه خطر لى وانا اشاهد طبيعة الصورة الساذجة لخطاب القوات المسلحة حينما جلس البابا وشيخ الزهر والقوى السياسية فى منظر سينمائى يصدر لنا يقين زائف بأن هذه هى ارادة شعب مصر الحقيقة وليست سرقة علنية للمسار الديمقراطى..[/
siz
صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

الصفوة

ما حدث في مصر هو نكوص صريح عن الديمقراطية يجب إدانته أولا ثم بعد ذلك يمكننا تحليل ما حدث ونقد مواقف القوى السياسية

ان لم نفعل فعلينا ان نتحسس مبادئنا ومساندتنا للديمقراطية، واضعين في الاعتبار ما قامت به الجبهة الإسلامية في انقلابها على الشرعية برغم سوء أداء الحكومة الديمقراطية.

على العموم احب ان أقولها وحدي وبوضوح
بصرف النظر عن أخطاء الرءيس مرسي فان ما حدث هو انقلاب على شرعيته وهو في نظري الرءيس الشرعي لمصر مع دعمي الكامل لحق المعارضة في مصر ان تضغط عليه (ان رأت انه حاد عن الطريق والقانون والدستور) بكل الطرق المشروعة في إطار الدستور والقانون المصري.

وإذا اردنا ان نتكلم عن سوء حكم الإخوان في مصر فهذا موضوع آخر يمكن ان نقلته بحثا ولا أظننا سيختلف في تقييم ذلك الحكم اختلافا ذي بال.
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

نعم الصادق ,التمسك بمبدا الشرعية حق وواجب اخلاقي. والديمقراطية لا تحتمل الاستثناء.
تمسكا بهذا المبدا هي اسئلة : 
هل فى شئ اسمه الشرعية الثورية؟
يونيو مصر هل هي ثورة كسبت شرعيتها الثورية؟
هل فى شئ اسمه انحياز؟
من المفترض ان الشرعية الثورية تجب ماقبلها.
لو ان الجيش مضى فى طريق تعزيز موقفه لسلطة انقلاب., ارى ان الانقلاب يكون على 30
يونيو وليس على مرسى.
موقفى ومرجعيتى الاخلاقية, الا اغلب شرعية السلطة على شرعية ثورة.

صورة العضو الرمزية
حاتم الياس
مشاركات: 803
اشترك في: الأربعاء أغسطس 23, 2006 9:33 pm
مكان: أمدرمان

مشاركة بواسطة حاتم الياس »

صورة العضو الرمزية
حاتم الياس
مشاركات: 803
اشترك في: الأربعاء أغسطس 23, 2006 9:33 pm
مكان: أمدرمان

مشاركة بواسطة حاتم الياس »

صورة العضو الرمزية
حاتم الياس
مشاركات: 803
اشترك في: الأربعاء أغسطس 23, 2006 9:33 pm
مكان: أمدرمان

مشاركة بواسطة حاتم الياس »

محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

سلامات يا شباب بالجملة كدا في هذه العجالة ما عدا الصادق إسماعيل... إذ يلزمنى له إعتذار نسبة لوقائع خاصة مختلفة لا شأن لها بالحوار هنا ولا أي مكان وإنما مسألة إجتماعية وإنسانية لا يمكن تجاوزها ولا عذر لي غير أن أعتذر.

ونرجع للموضوع...

كنت غائب شوية من المنبر فعدت اليوم فوجدت أفكار شتيتة ورؤى عديدة حول الموضوع في شكل باصات قصيرة هادفة بلغة كرة القدم.
ولأن الكلام فيه كلام كتير فربما أعود بخطة فنية في شكل مقترح بوضع محاور محددة للنقاش.

تحياتي
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »


هنا أسئلة تدور بخلدي ليست بالضرورة جديدة لكني أبحث عن إجابات جديدة:

1- ما هي آيدولوجيا الإخوان المسلمين؟. وهل هي ثابتة كل الوقت منذ 1928 وحتى تاريخ اليوم؟.

2- كيف تكون آيدولوجيا الإخوان المسلمين خطيرة ومقلقة إلى هذا الحد؟. حتى ليرى الكثير من الناس التنظيم الإخواني وكراً للشيطان!.

3- هل هناك أي حركة في التاريخ المشرقي تشبه حركة الإخوان المسلمين؟. هل هناك أي حركة في الماضي أو الحاضر تشبه حركة الإخوان المسلمين في الغرب الأوروبي؟.

4- هل هناك فرق جوهري بين إخوان السودان وإخوان مصر؟.

5- هل يختلف التيار السلفي عن الإخواني؟. كيف؟.

هذا و:

6- كيف نستطيع أن نرى مستقبل مصر في ظل التحولات الجديدة؟

7- هل ما حدث في مصر يوم 30 يونيو يخدم التيار الوطني السوداني أم العكس؟.

و أخيراً:
8 - تشابهات و تمايزات وإنميازات المجتمعين السوداني والمصري؟.


فمن رأى منكم معقولية في تساؤلاتي فليشاركني الرأي وهذه المساحة حرة لمواصلة الحوار الجاري بنقاطه السالفة كما الفرصة طبعاً متاحة لإضافة المزيد
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

مبر محمود كتب:سلام وإحترام عادل السنوسي، والتحايا والإحترام عبرك للنور حمد ولمفترع الخيط ولكل المتداخلين.
أسمح لي يا سيدي، أن أبدي أختلاف مبدئي مع رؤيتكما أنت والنور حمد للأمر، فقد إلتمست فيها شبهة "إحتقان أيدولجي" فوّت عليكما موضعة الحدث في الإطار الذي يدعم وعينا الديمقراطي ويشرف كفاحنا المدني. إن الذي حدث في مصر لا معنى أخر له سوى إنه وأد للمشروع الديمقراطي وتمثيل بجثة الدولة المدينة الحديثة وآلياتها، والمؤسف في الأمر أن جغرافيا الأحداث السياسية المصرية خريطتها بحجم الشرق الأوسط كله.

_____________________________________________________________________

الأخ مبر محمود سلام واحترام ايضاُ لشخصكم الكريم.... لا أدري ما تقصد بعبارة : "إحتقان ايدولجي" ؟ ... وحتي تتكرم بالتوضيح، إقرأ معي أدونيس العظيم ( في نظري بالطبع ) :

لحظة القاهرة 30 يونيو، ميدان التحرير .. بقلم: أدونيس

الجمعة, 12 تموز/يوليو 2013 09:49

الحوار المتمدن

للمرة الأولى، في التاريخ العربي، وربما في تاريخ العالم، يتجسّد في الشارع، على الأرض، عمليّاً، وميدانياً مثل هذا الوعي، وهذا التعبير عن إرادة جمعية. التعبير عن موقف فكري - سياسيّ بالغ الوضوح والدقة والتمييز، بين الدينيّ والسياسيّ، رفضاً للتبعيّة والخضوع، وطلباً للعدل والمساواة والإدارة العالمة للدولة والمستقبل. ومن أروع مشاهد ساحات المليونيات مشاهد الصلاة الجمعية في حيّز يرفض الاستئثار السياسيّ باسم الدين، ويرفض الخلط بين الديني والسياسيّ.

وما يضاعف الإعجاب هو هذا الحضور الكثيف للنساء ومشاركاتهن في التعبير. حيث تستعيد هذه الأكثرية الاجتماعيّة بعض حقها في الحضور والفاعليّة، وإن اقتصر حضورها حتى الآن على التعبير دون المسؤولية.

وما يدهش هو هذا الغياب الكامل لأي حادث صدام أو مخالفة مسلكية واستغلال، مع الانضباط العجيب في مثل هذه الحشود. إنه امتحان الشارع، أي سلطة الشعب الفعلية، لمجموعة من الأفكار والأطروحات التي راجت على امتداد عقود طويلة. الشعب هنا هو السلطة التي لا سلطة فوقها.

وللمرة الأولى، في التاريخ العربي الحديث، يتجسّد في الشارع، على الأرض عمليّاً، الانشقاق بين نظرتين: الأولى تلك التي تتّخذ من الماضي مرجعيّة مطلقة، وتصرّ على العودة إليه، وإذاً على استئناف التاريخ.

والثانية، تلك التي تريد، على العكس، أن يكون الماضي أفق استبصار واعتبار، وإذاً تريد أن تتفهّم الحاضر العربيّ والكونيّ، وأن تبني عالماً جديداً، وتؤسس لكتابة تاريخ جديد.

والمسألة، إذاً، أبعد وأكثر تعقيداً ممّا يتراءى إلى كثيرين. إنها مسألة حضارية، وبوصفها كذلك، لا يمكن أن تُختَزَل في صراع حزبيّ - سياسيّ على السلطة، بين «أهل الجزية والتكفير»، و «أهل الثورة والتحرير»: إنها مسألة ترتبط عضويّاً بالهويّة العربية، وإذاً بالمصير العربيّ. وهي من ثمّ مسألة إنسانيّة - كونيّة.

الأمر البديهيّ الذي يعرفه الجميع هو أنّ المنتمي إلى حزب دينيّ كالإخوان المسلمين أو غيرهم، ليس أكمل إسلاماً أو أكثر تقوى من فرد غير منتمٍ إلى حزب دينيّ. من أين يمكن أن تجيء أفضليّة المتحزّب إسلاميّاً؟ ومن أيّ مصدر يستمد نفوذه المعنويّ؟

الأمر البديهيّ الآخر هو أنّ التطورات المعرفية والاجتماعية الحالية قد رفعت من مستوى الكفاءات الاجتماعية والعلمية والعملية لدى النساء، فكيف يمكن أن يستمر تهميشهنّ أو التمويه على تغييبهن والاكتفاء ببضع تلوينات رمزية هنا وهناك؟

وفي حين تمثل الأكثرية العددية معياراً للشرعية، كيف يتواصل تجاهل الأكثرية العددية للنساء؟

في هذا الضوء، أقدّم بضع إشارات.



I - خمس إشارات

1 - الملاحظة الأولى هي أنّنا، نحن العرب، نؤخَذ بالأسماء، ومن دون أن نتوقّف عند المسمّيات، أو نتساءل، وندقّق. الأشكال والمظاهر هي ما يهمّنا.

الحداثة، الديموقراطيّة، الحريّة، الثورة... إلخ، على سبيل المثل، مجرّد ألفاظ نتداولها في ذاتها - في معزلٍ عن سياقها، وتاريخيّتها، و «هويّتها»، ونسبيّتها، ونتصارع باسمها، ويعلن بعضُنا حروباً على بعضنا الآخر، ونقتل باسمها، بعضنا بعضاً.

هناك («أسماء» - مفهومات، نظريّات)، كمثل الديموقراطيّة، أخذناها استيراداً، كما نستورد السيّارات والطائرات.

أعني ليست لنا، نحن العرب، أية علاقةٍ بها، تاريخيّاً. فلم نعرفها في تاريخنا كلّه. ذلك أنّ الديموقراطيّة في أبسط دلالاتها اعترافٌ بالآخر المختلف، في المجتمع، بوصفه عضواً فيه، وله الحقوق نفسها التي يتمتع بها المواطنون، أيّاً كان انتماؤهم الديني أو الثقافيّ. والمختلف، في تقاليدنا، «كافر»، بشكلٍ أو آخر، قليلاً أو كثيراً، بوصفه «خارجاً» عن إرادة «الجماعة»، ولا يمكن أن يُعَدّ عضواً في جسم «الأمّة». وليست له الحقوق نفسها، مع أنه يقوم بالواجبات نفسها.

الديموقراطيّة، بالنسبة إلى الإخوان المسلمين في مصر، على سبيل المثل مجرد أداة للوصول إلى السلطة. عندما يتمّ الوصول بواسطتها يتمّ إنكارها من هؤلاء أنفسهم.

وهكذا نستخدم المفهومات، مفرَغة من معناها الأصليّ، ومُحَرَّفَة. نستخدمها لا بوصفها طريقاً مفتوحة، بل بوصفها أدواتٍ عمليّة تخدمنا في تحقيق أهدافنا.

آخذ مفهوم «الثورة» مثلاً آخر على إفراغ المفهومات من معناها. للثورة معنى أوّل مباشر هو الانتقال من حالة سيّئة إلى حالةٍ حسنة، من الحاضر الذي يقيّد إلى المستقبل الذي يحرر.

غير أنّ مفهوم الثورة عندنا، نحن العرب، خصوصاً في ما سُمّي «الربيع العربيّ» هي على العكس: إنها تعني العودة إلى «مثال» قائم في الماضي. إنها عودةٌ إلى ما يستحيل أن يكون حاضراً إلا في «الأهواء» و «الرغبات»، و «المخيّلات»، أيّ إلى كلّ ما يتناقض مع الواقع الحيّ، على كل المستويات. إنها ثورةٌ لقتل العقل والمخيّلة والابتكار، وفي المحصِّلة لقتل الإنسان نفسه.

2- إهمالُ التجربة التاريخية العربية، وهي تجربةٌ تؤكّد أنّ العربَ كانوا يتمزّقون وينهارون كلّما حوّلوا الدين إلى أداةٍ سياسيّة، بدءاً من أواخر العهد الراشديّ، مروراً بالعهدين الأموي والعبّاسيّ، وصولاً إلى العصور الحديثة.

بينما كانوا، على العكس، يزدهرون ويتقدّمون بقدر ما يتيح صاحب السلطة (الخليفة) الفصل، ثقافيّاً، بين الدين من جهة، والسياسة والسلطة من جهة ثانية، وذلك في العصور كلّها.

3- أصبح الإسلام، في الممارسة السياسية الإسلامية السائدة، ولا سيما الإخوانيّة، «حزباً». وفي هذا إشارة إلى تخلّف الوعي نفسه، من جهة، وإلى غياب الأفق الحضاريّ - الإنسانيّ، من جهة ثانية.

هكذا يحوّل مفهوم الإسلام الاصولي في بلدان العالم الإسلاميّ، على تنوّعه وغناه وتعدّده واتّساعه، إلى «أحزاب»، ويُختَزَل في «منظَّمات» و«جماعات».

4- في هذا كلّه يرى «الإخوان المسلمون» أنّ «الرأي» أو «النّظر» مقدَّمٌ على الإنسان.

الرأي الدينيّ، أوّلاً، ثمّ الإنسان. وهذه ذُروةُ الانغلاق الفكريّ. وهي نقيضٌ كاملٌ للحياة والإنسان في آن. ذلك أنّها تحوّل الحياة إلى جحيم، والإنسان إلى آلة، والوجود (على الأرض) إلى سجن هائل.

العقل يقول إنّ الدين نفسه وُجِد من أجل الإنسان، وإنّ الإنسان وُجِد من أجل أن يبنيَ عالماً أفضل.

5- الطامّة الكبرى هي الاستنجاد بالأجنبيّ من أجل بناء سلطة «وطنيّة» أو «دينيّة»، حتى لو أدّى هذا الاستنجاد إلى تدمير «الوطن» أو تفكيكه.

وهذا يحتاج إلى دراسة خاصّة، ربما سيكولوجيّة في المقام الأوّل: كيف نرفض دينيّاً و «ثقافيّاً» قوىً خارجيّة ونتوسّل لكي تضمّنا إليها «سياسيّاً»، وأن تسمح لنا بالدخول في كنف سلطتها؟



II. مفصل تاريخيّ

1- 30 حزيران (يونيو) مفصل تاريخيّ، نهاية وبداية في آن: نهاية للممارسة السياسية في مصر منذ نهاية الخلافة العثمانيّة، وبدايةٌ لممارسة جديدة.

2- العمل على أن تكون مصر «أفضل وأعدل وأجمل وأغنى»: هذا هو الدافع الأساس، والمحرّك الأول. لا بلوغ السلطة في ذاتها، ولا إسقاط النظام، في حدّ ذاته. لا القتل، لا الوصوليّة ولا الانتهازيّة. لا السلب ولا التدمير.

3- الخلاص من العنف، في كل أشكاله، ومن الشناعات التي حوّلت «الثورة» إلى مناخ تجارة وتبعيّة، وجرائم من كلّ نوع. كأنّما هناك شعور سائد هو أنّه لم تبقَ أهمّيّة لأيّ شيء، ولهذا أصبح كلّ شيء ممكناً. وهذه عبثيّةٌ كاملة.

4- تتمتّع الأجيال المصريّة الشابّة، نساءً ورجالاً، بقدرة كبيرة على الرؤية الكاشفة، والممارسة العالية. وهو ما يولّد الأمل بنشوء مؤسسات تحتضن إبداعاتهم. إنهم يؤسّسون لعلاقات جديدة مع أدوات الثقافة المعاصرة - الصورة، والفيديو والسينما والإنترنت، والكتابة والرسم التشكيليّ والموسيقى، والغناء، تفتح آفاقاً جديدة لظهور كتّاب ومفكرين وفنّانين من طراز مختلف، جديد، ومدهش، وفعّال.

إنهم يمثّلون الاستجابة الحيّة للقاعدة الفنّيّة الراسخة وهي أنّ الفنّ، جوهريّاً، تحوّل دائم - وأنّ الثقافة، هي كذلك تحوّل دائم.

5- استحالة التخلّص من العنف «العمليّ»، إذا لم نتخلّص من العنف «النّظريّ». والثقافة العربية نهضت ولا تزال، على كثير من الدّعائم اللاإنسانيّة في مقدّمتها «العنف». وتجسيد ذلك في الميدان السياسيّ واضحٌ لمن يريد أن يرى. بل لا يزال العنف جزءاً أساسياً من الشعر ذاته، أي من اللغة ذاتها: الهجاء، مثلاً، عنفٌ ضدّ الآخر لا يقلّ تأثيراً، في بعض وجوهه عن العنف المادّيّ. وهو مقبولٌ «أدبيّاً» و «اجتماعيّاً» و «سياسيّاً».

غير أنّنا لا نستطيع أن نقضي على هذا العنف النّظريّ، خصوصاً ذلك الذي يكمن في بنيتنا العقليّة والثقافية، (متمثلاً، خاصّةً، بعدم الاعتراف بالآخر المختلف) إلاّ إذا قضينا على مصادره وأسبابه. والسؤال، إذاً، ذلك الذي يواجه هذه الأجيال هو: كيف نقضي على العنف، وكيف نستأصل أسبابه؟ كيف نحوّل الطاقة المدمِّرة في الإنسان العربيّ إلى طاقة بنّاءة وخلاّقة - في اتّجاه الآخر، في اتّجاه الصداقة، والعدالة، والإبداع.

كيف نخلق الشروط التي توصلنا أو تساعدنا في تحقيق ذلك؟

6- أعمق ما يشخّص ثقافة «أهل الجزية والتكفير» الذين يتّخذون التاريخ الماضي أو تاريخ الماضي، مرجعيّةً مطلقة، نراه في ما يقوله بول فاليري حول التاريخ. فالتاريخ «يُسكِر الناس، ويجعلهم يستعيدون ذكرياتٍ خاطئة، ويضخّم انفعالاتهم، ويترك جراحاتهم تنزف، ويخلق لديهم إمّا هذيان العَظَمة، أو عُقَد الاضطهاد». (ترجمة أحمد الشيخ، في كتاب «دفاعاً عن التاريخ»، لمارك بلوخ).

واستناداً إلـــى هذا «السُّكْرِ» بالتاريخ، نقول: إذا أصرّ «أهلُ الجزية والتكفــــير» عــلى موقفهم، ونمط تفكيرهم، وصولاً إلى الـــسلطة، فإنّ معنى ذلك أنّ المجتمع العربيّ سيفـــــشل بوصفــــه مجتمعاً، في إيجاد مخرجٍ أو حلولٍ لمشكلاته. وسيكون وصولهم إلى السلطة، بمثابة الخطوات الأولى نحو الهاوية. وهذا ما سمّيته، في مناسبات سابقة بحالة «الانقراض» مُشيراً إلى نهاية «الحضور العربي»، - على ساحة العالم، إبداعاً وفعاليّةً، ومشاركةً في بناء عالم المستقبل. وهو ما يسمّيه سمير أمين، في تنويع سياقيّ آخر «الانتحار الجماعيّ».
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

إقرأ معي ايضاً :

مرسي ينتحر بوصفة سودانية .. بقلم: كمال عبدالرحمن

الجمعة, 12 تموز/يوليو 2013 09:15

عندما زار الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي السودان في الرابع من إبريل الماضي على رأس وفد ضخم، لم يكن الهم هو مناقشة تشكيل علاقات سوية بين البلدين الجارين، لكن جل الأمر كان يتركز حول كيفية تثبيت نظرية دولة الخلافة الإخوانية في العالم العربي.
وبدا أن العقلاء في مصر كانوا يعدون العدة لمنع تكرار تجربة الإخوان في السودان، التي حولت البلاد إلى قلعة إخوانية صرفة.
فبعد أشهر قليلة من وصول الرئيس عمر البشير إلى سدة الحكم في يونيو 1989، على ظهر دبابة خلف منظره الدكتور حسن الترابي الذي فشل في التناغم مع النظام المدني القائم آنذاك، تحولت كل المؤسسات السودانية الراسخة إلى قلعة للإخوان، وأقصيت الكوادر الوطنية المؤهلة من مواقعها في السفارات والوزارات والهيئات الحكومية، حتى تحولت الخدمة المدنية اليوم نسياً منسياً بسبب تلك التصرفات الرعناء، وأصبح المؤهل الوحيد في السودان لتعيين سفير أو وزير أو مدير لإحدى المؤسسات الإنتاجية المهمة، هو الانتماء للحزب الحاكم.
والأخطر والأمر هو أن الحزب الحاكم أصبح هو الدولة، عبر تحكمه في كافة الموارد والمقدرات وتحويلها لمنفعته الخاصة، مما وسع دائرة الفساد التي جعلت السودان في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، وتراجع موقعه إلى مؤخرة قوائم التصنيف الدولي في كافة المجالات.
دارت الأيام وجاءت بإخوان البشير والترابي إلى سدة الحكم في مصر، في لحظة غفلة ديمقراطية مرروا من خلالها خدعتهم للشعب المصري، وجروه نحو صناديق الانتخابات بلا استعدادات حزبية أو دستور واضح يحكم ذلك.
لكن الشعب المصري وبإرثه الحضاري الضخم، لم يشأ أن يمنح الإخوان الفرصة التي وجدوها في السودان أو يسمح لهم بممارسة هواية التدمير والقتل التي أرهقت جارهم الجنوبي، ووعوا الدرس جيداً وخرجوا في اللحظة المناسبة وأنهوا مسلسل الإخوان في حلقته الأولى، قبل أن يصل بهم إلى النهاية الكارثية التي وصل إليها الحال في السودان، وهذا ما ورد على لسان أحد قادة الجيش المصري الشرفاء الذي قال للصحفيين همساً في اليوم الثاني من مهلة الثماني والأربعين ساعة التي منحها لمرسي: إننا نرفض جر البلاد إلى حال متردٍّ وصل إليه شقيقنا الجنوبي الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى دولة يسمح فيها بالعيش فقط للمنتمين لحزب الإخوان وما سواهم فليذهب إلى الجحيم.
نتمنى لمصر وشعبها عودة سريعة إلى الاستقرار والازدهار، في ظل دولة مدنية تحترم الجميع وتساوي بينهم دون تمييز على أساس انتماء أو لون أو عرق أو جهة، وهي كلها مبادئ تعاكس أمنيات الإخوان، والسودان مثال لجملة من الانتهاكات في هذا الجانب، وهي الوصفة التي حاول تصديرها للجارة مصر، عبر مرسي الذي شرب منها وراح ضحيتها.
[email protected]
البيان
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

أتصور أن خطورة وكارثية آيدولوجيا الإخوان المسلمين على وجه العموم تكمن في نهج "التمكين الإخواني" كوسيلة وغاية في ذات الأوان!.
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

تحيّاتي يا عادل،
قرأت "العظيم" أدونيس هنا وقرأته أيضاً -سابقاً- هناك، وأعني بهناك موقفه من ولاية الفقيه أبان الثورة الإيرانية وموقفه الآني من الأحداث المندلعة في الأراضي السورية! فأرجو، حتى يستبين لكَ أمر الإحتقان الأيدلوجي، أن تقرأ معي أدونيس هناك مثلما قرأته معك هنا.
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

مبر محمود كتب:تحيّاتي يا عادل،
قرأت "العظيم" أدونيس هنا وقرأته أيضاً -سابقاً- هناك، وأعني بهناك موقفه من ولاية الفقيه أبان الثورة الإيرانية وموقفه الآني من الأحداث المندلعة في الأراضي السورية! فأرجو، حتى يستبين لكَ أمر الإحتقان الأيدلوجي، أن تقرأ معي أدونيس هناك مثلما قرأته معك هنا.

___________________________________________________________________________

تحياتي مجدداً يا أخ مبر ...

هذا هو موقف أدونيس العظيم من "الثورة السورية" :

أدونيس لفرانس 24: "كنا في مشكلة النظام واليوم أصبحنا أمام مشكلة الثورة"
عرض الشاعر والمفكر العربي أدونيس في حوار مع فرانس 24 عددا من القضايا المتعلقة بالثورات العربية والاتجاه الديني الذي بات يطبعها، والوضع في سوريا ومواقف المعارضة السورية من تنامي التيار الديني داخلها. فرانس 24 (فيديو)
فرانس 24 (text) قال الشاعر والمفكر السوري المعروف أدونيس في حوار خاص مع قناة فرانس 24 إن الثورات الحقيقية في العالم العربي بدأت اليوم مع الشباب الذين يطالبون بالديمقراطية والعلمانية بشكل واضح في تونس ومصر.. مشيرا إلى أنه لو كان في تونس مثلا لكان في صفوف المناضلين مع الراحل شكري بلعيد، في تيار مدني وعلماني.

وقال أدونيس الذي حل ضيفا على وسيم الأحمر في استوديوهات القناة في باريس إن ما يحتاجه العالم العربي اليوم ليس حراكا دينيا كما هو واقع اليوم، لأن الحراك الديني موجود منذ 14 قرنا، بل يحتاج قطيعة معرفية وسياسية مع الحراك الديني، منوها إلى أن بناء الدولة الديمقراطية والحديثة وغير الطغيانية يجب أن يقوم على الاعتراف بحقوق الفرد كاملة بعيدا عن كل أشكال الاستمرارية التي تجعل من غير المسلمين مواطنين من درجة الثانية. يقول أدونيس "لا يمكن أن تضع قانونا واحدا صالحا لجميع المواطنين داخل البلد الواحد إذا لم تفصل الدين عن الدولة".

وصرح الشاعر السوري الكبير أنه كان في البداية مع الحراك الشعبي العربي في تونس ومصر، لأنه تطلع في أن يكون ذلك فاتحة، غير أنه بدأ يتردد حين أخذ الحراك يتجه إلى اتخاذ طابع ديني.

وحول ما يقع في سوريا أكد الشاعر السوري أن "كل المنظومات المشابهة للنظام السوري هي ساقطة"، غير أنه انتقد في المقابل ما اعتبره غيابا للخطاب العلماني الواضح لدى المعارضة السورية، وقال "هناك غياب لخطاب واضح لدى المعارضة يعكس فكرة الثورة، وليس للمعارضة قيادة موحدة ولا خطاب واضح، إن الأمور لم تتبلور بعد، والممارسات التي تجري على الأرض هي مناهضة للثورة.. على اعتبار أن الثورة يجب أن تحتضن الآخرين وتعمل على الارتقاء بهم ودفعهم إلى الأمام وليس العكس، إن الثورة ليست تدميرا وخطفا". "إن المعارضة السورية ليس لديها خطاب واضح يفصل الدين عن الدولة وينادي بالديمقراطية والمساواة والعلمانية وتحرير المرأة من الشرع الذي يلغي هويتها". يقول أدونيس.

وحول ما إذا كان العنف الذي اتخذته الثورة السورية كان نتيجة لعنف النظام قال أدونيس "لنفترض أن العنف جاء رد فعل على عنف النظام لكن الثورة لا تنبني على العنف، ولا ترد على العنف بالعنف بل بالحب والنضال والمحافظة على الأملاك العامة والثروات العامة".

وحول غياب المثقفين في الثورة السورية قال أدونيس إن سؤال هذا الغياب يجب أن يطرح "على الذين يدعون أنهم يقومون بالثورة ويناضلون ضد الظلم والطغيان.. اليقظة المفاجئة ذات الطابع غير الثوري هو المشكلة الحقيقة اليوم في سوريا.. كنا في مشكلة النظام واليوم أصبحنا أمام مشكلة الثورة.. إذا كنت تسعى إلى بناء دولة حديثة فوسائلك يجب أن تكون منسجمة مع إقامة دولة حديثة".

وفي السياق عاد الشاعر السوري إلى حادثة قطع رأس تمثال أبي العلاء المعري "إنني كنت أتمنى من المعارضة والمثقفين المرتبطين بها إصدار بيان يدينون فيه تحطيم الرموز.. إنني أرى في تحطيم رأس تمثال أبي العلاء قطعا لرأس الفكر والحرية والديمقراطية.. والمعارضة لم تصدر ولو بيانا لاستنكار ذلك.. إن صمتهم هو إما خوفا أو رغبة".

وحول دعوات الحوار بين النظام والمعارضة السورية اليوم قال أدونيس "إن الحوار في التاريخ العربي كان استثنائيا، ولكي تحاور يجب أن تؤمن بالحوار وبأن الآخر هو جزء من الحقيقة ومختلف عنك، وبأن بإمكانك أن تبحث معه عن الحقيقة.. لا أعتقد أن ثقافة الذين يقولون بالحوار اليوم في سوريا تؤمن بالآخر وبالمختلف.. وأقصد هنا النظام والمعارضة معا".

وحول سؤال عما يثار من مخاطر تقسيم سوريا قال أدونيس "إن وضع العرب اليوم هو أشبه بالكرة بين أقدام العالم وفي مثل هذا الوضع كل شيء ممكن"، مشيرا إلى أن الهدف اليوم أصبح تهديم سوريا وليس تهديم النظام، وأن هناك تناقضات في السياسة الغربية تؤيد المتطرفين في سوريا وتضربهم في مكان آخر".

وعاد أدونيس للحديث عن الخلاف بين الشيعة والسنة معتبرا أنه "ليس هناك أي خلاف عقائدي بين السنة والشيعة، ومع ذلك تبدو الحرب بين الفريقين اليوم وكأنها الأساس الضروري لتقدم العرب.. إن جوهر الخلاف بين الشيعة والسنة هو خلاف سياسي".

فرانس 24
_____________________

أشر لي يا أخ مبر بأصبعك لموضع " الإحتقان الأيدولوجي" في الطرح الأدونيسي أعلاه .
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

لا يمكن، يا عزيزي عادل، أن نقرأ موقف أدونيس من ولاية المرشد في مصر وتونس بمعزل عن موقفه السابق من ولاية الفقيه في إيران. فأدونيس الذي نافح وبرّر، دون المثقفين الأخرين، لديمقراطية الفقيه الإسلامية الشيعية، كان يلزمه، من باب الإتساق لا غير، أن يبرر أيضاً لديمقراطية المرشد الإسلامية السنية، أو على الأقل لا يعاديها مثلما يفعل الأن لأن ذلك يدخل ذمته النقدية في ورطة ما بعدها ورطة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فالمتأمل في خطاب أدونيس يخصوص الأزمة السورية يلحظ سلبية (مريبة؟) لا تليق برمز ثقافي سوري مثله، إذ لا يمكن تبرير رفض الثورة على الأسد بأن أحدى الفصائل الثائرة هي جماعات الإسلام السياسي "السني" المتزمت، كما لا يمكن أن ندعوا للديمقراطية والمدنية والإحتكام لراي الشعوب ونكفر بها أول ما أتت بغيرنا!

المبادي لا تتجزأ ياعادل، وفقه الضرورة يشفي الصدور مؤقتاً ولكنه يورث الحسرة، وديمقراطية ادونيس وغيره المشروطة بفوز التيّار العلماني أخير عدمها!
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

عزيزي الأخ مبر محمود ، تحية مرة أخري . هذا هو الموقف الأدونيسي من الثورة الإيرانية وولاية الفقية :

تجمع المثقفين السوريين رداً على صادق جلال العظم ... في شأن أدونيس
خالدة السعيد
الجمعة ١٧ أيّار ٢٠١٣
الحياة

لا يغيب اسم أدونيس عن حديث للمفكر صادق العظم أستاذ الفلسفة في جامعة دمشق والأستاذ الزائر إلى بعض الجامعات والمراكز الأميركية. لا سيما في السنة الثانية من عمر الثورة السورية، سواء كان ذلك في جريدة «الحياة» كما في حواره الأخير في 22 نيسان(أبريل) 2013 مع الصحافية علياء الأتاسي، أو في جريدة «الشرق الأوسط» في أكثر من مناسبة حيث نسب إلى أدونيس موالاة حزب البعث العربي السوري لأسباب مذهبية. أمّا هنا، في «الحياة» فهو يجعل أدونيس نوعاً من داعية لولاية الفقيه بل معلّماً وكاتباً قروسطيّاً، إذ يقول: «تبنّى خطاباً مدافعاً عن ولاية الفقيه وليس عن الثورة ودافع عنها بلغة قروسطية تماماً كأنّه شيخٌ أو فقيه. شرح ولاية الفقيه بلغة الإمامة والولاية».
والكلام هنا يشير، إلى الفقيه الإيراني، طبعاً، ما دام المتكلّم يربط الخطاب «بالثورة». كما سبق للدكتور العظم استحضار اسم الخميني والثورة الإيرانية بصدد الكلام على أدونيس، في مناسبات مختلفة.
وكان في حديث له مع الإعلامية زينة يازجي في تلفزيون دبي 25 حزيران (يونيو) 2012 قد قال عن أدونيس إنه «نظّر بلغة الإمامة، كأنه من القرون الوسطى. كلنا كنّا مع الثورة. ولكن هو قدّمها بلغة لاهوتية شيعية، وبيّن كيف أن الإمامة استمرار للنبوة، ودافع عن ولاية الفقيه. تقرئين كأنك تقرئين في الكتب الصفراء». إلى أن يقول: «أدونيس صالح النظام. كتب في جريدة «الثورة».
وبما أنّ أدونيس يرفض الردّ، ويقول لي: «كل ما كتبته مُثْبَت في كتبي وهي في المكتبات. وأنا أثق بذكاء القرّاء»، فإنني أجد نفسي ملزَمة بالتصحيح. إذ مهما كان الاتّهام بالمذهبية سلاحاً رائجاً بل دارجاً وسهلاً هذه الأيام، ولا يخفى على الأذكياء، فإنني أعتبره، في مثل وضعنا وتاريخنا وقيَمنا، كأفراد وكأسرة، إساءة لا يمكن السكوت عنها.
يشير الدكتور العظم هنا، كما يبدو، أو كما يَظنّ هو، إلى مقالات نشرها أدونيس مباشرةً، بعد الثورة على نظام شاه إيران، في جريدة «النهار العربي والدولي»، وهي ثلاث. أولى المقالات كانت بتاريخ 12شباط (فبراير) 1979، أي بُعَيْد تأليف حكومة مهدي بازركان الليبرالي في 5/2/1979، ولم يكن هناك (أو لم يكن قد وصلنا) إلا الشعارات والنيات المتداخلة والدعاوة الواسعة حول هذه الحركة والحماسة التي حظيت بها حتى في الغرب، ولا سيما في فرنسا، وبين كبار المثقفين وبعض الفلاسفة، ومنهم ميشيل فوكو نفسه.
وكانت المقالة الثانية في 26 شباط نفسه؛ وقبل دخول «الثورة» في مرحلة التصفيات، وكل ما رافق ذلك من تطورات وعسكرة. ثم كانت هناك مقالة ثالثة بعد مرور سنة وبضعة أشهر بعنوان «الفقيه العسكري». في ما بعد، جمع أدونيس، في كتاب واحد، المقالات الثلاث المذكورة مع دراسات كتبها مطلع الثمانينات حول أعلام الفكر الديني في عصر النهضة، وألْحَقَ الكتاب، بوصفه جزءاً ثالثاً، بـ»الثابت والمتحوّل». أي أدرجه تحت العنوان العام لأطروحته التي كان قد نشرها فور مناقشتها عام 1973. والكتاب الذي يضمّ المقالات عن إيران هو الآن في طبعته العاشرة منذ 1911. ويمكن من شاء أن يطّلع عليها كي يحكم على لغتها ومضمونها، ويقرر ما إذا كانت داعية لولاية الفقيه أو حتى معنيّة بالشأن الدينيّ. كما يمكن أن يقارن بين اللغة البسيطة بل الصحافية لهذه النصوص الموجزة، وبين دراسات في الكتاب نفسه والجزء نفسه تحت عنوان: الفكر المستعاد، أو عصر النهضة، وتتناول هذه الأخيرة أعمال الشيخ محمد عبده ومحمد رشيد رضا والكواكبي، كما تتناول كتابات الشيخ محمد بن عبد الوهّاب (ص77- 90 ). (وأيضاً كان هذا النصّ الأخير - مع نصوص إيران المُشار إليها - مادة لكتيّب وقصة أكثر غرابة وافتراء، نُسب فيه أدونيس إلى الوهابية والخمينية معاً، ووصل الكتيّب إلى لجنة نوبل، وليس هنا مجال سرد هذه المهزلة).
صحيح أن النص الأول - حول إيران - كان عرضاً للقضية التي طرحت مع «الثورة الإسلامية» في ضوء الآمال التي أيقظتها أو حُمِلَت عليها، كما بدت في الأيام الأولى، وكأنها حركة تحررية محضة و «إسلام بلا مذاهب» و«ثورة شاملة»، وكما فهمها أدونيس أو كما خُيّل إليه، فسجّل ملاحظته لظواهر أربع. أقتصر منها على ثلاث نقاط تبيّن قراءته لها ومنحى رؤيته، وطبيعة لغته: يقول في ص. 170 - 171: «اليوم يقدم لنا ما يحدث في إيران بخاصة، وفي المجتمعات العربية بعامة، فرصة جديدة، للتأمل في الدين ودوره المحرك في العالم الإسلامي...». «الظاهرة الأولى هي أن الدين يحرك إيران في اتجاه التحول». «الظاهرة الثانية هي أنّ هذا المحرِّك أشمل من أن يكون دينيّاً محضاً بالمعنى الإيماني الغيبي. إنّ له فوق ذلك، أبعاداً سياسية اقتصادية، اجتماعية. إنه بتعبير آخر يتحرك في أفق ثورة شاملة».
وفي الظاهرة الثالثة يبدو لأدونيس أنّ هذا الإسلام «المُحرِّك «يتحرك» من أجل تحقيق التحرر في الداخل: العدالة والمساواة، وحرية الإنسان، وكرامته، والإلحاح على أن يكون سيّد نفسه، ومصيره».
هذا التفاؤل الذي يسقطه أدونيس على الثورة الإيرانية قد جاء في الأيام الأولى بعد الدخول السلمي إلى البــــرلمان الإيراني، وفي أعقاب قرار بازركان إغلاق سفــارة إسرائيل وافتتاح سفارة فلسطين. ولعلّ كثيرين يذكــــرون أصداء هذا الحدث الأخير. لا سيما أنه جاء بعـــد اتفاقية كامب ديفيد بأربعة أشهر وفي مناخ الغضب العربي أو الاستياء، وخروج مصر يومذاك من محور «المقاومة». ولا أعرف أين رأى الدكتور العظم في هذا كله دعوة أو شرحاً لولاية الفقيه. مع ذلك لا بدّ من القول إن أدونيس بالغ في التفاؤل وتسرّع في الحكم.
لكنّ المقالة الثانية، وكانت بعد أقلّ من أسبوعين، فقد جاءت خاصة بالأسئلة والشكوك. إذ في سياق مناقشته لما يمكن أن تحققه هذه الثورة يكرر في نهاية كل مقطع عبارة «وفي هذا الأفق يتحرك شيء من القلق والخوف». ويختتم أدونيس المقالة بهذا التحفّظ : حسبي أن أشير إلى القلق والخوف من أن تغالي جماهيرُنا وقياداتها، أيضاً، فتنسى ثورتها الخاصة أو تنسى أن عليها أن تقوم هي بثورتها الخاصة، وتكتفي بأن تُسقط على الثورة الإيرانية رجاءها وآمالها، أو أن تجعل منها استيهاماً آخر». (ص. 180). تاريخ ظهور المقالة ( 26 شباط 1979) أي بعد 25 يوماً من عودة الخميني إلى إيران، ولم تكن ملامح النظام الجديد المتزمت قد ظهرت ولا السياسة العنفية في تلك المرحلة قد بدأت أو عُرفت.
أما المقالة الثالثة فجاءت بعد أكثر من عام، وتُختَتَم بهذا الحكم الإجمالي على الاتجاهات «العروبوية القومية»، وفق تعبيره، و»الإسلاموية» معاً. يقول في الصفحة 184-185 من الجزء الثالث للكتاب نفسه:
« وأخشى من مجيء الوقت الذي نقول عن أصحاب هذا الاتجاه الإسلاموي، [كما يسميه] ما نقوله ويقولونه عن الاتجاهات العروبوية القومية السابقة: لم تستطع مسلّماتُها أن توحّد لا أدباءها ولا مثقفيها ولا جماهيرها، فضلاً عن سياسييها - ما يسمح بالقول إنّ صياغاتها المفهومية كانت خارج الحركة الحيّة للبشر - تاريخاً وواقعاً وتطلّعاً، وكأنها مجرد أضغاث أحلام، أو مجرد رواسب استيهامية. وكما نقول إن الاتجاهات العروبوية أسّست للمثقف العروبي العسكري، أخشى أن نقول عن الاتجاهات الإسلاموية إنها تؤسس للفقيه العسكري». (26 تموز - يوليو 1980). فأين هو التبشير والتنظير أو شرح ولاية الفقيه كأنها استمرار للنبوّة؟ وهل هذه لغة فقهية صفراء قروسطية؟ الجواب عند القارئ.
المؤكّد أن العظم لم يقرأ الكلام على ولاية الفقيه في مقالاته حول إيران. فمن أين جاء بهذا التوصيف؟ وهل يعرف المصدر حقّاً؟ أم هي بعض الشائعات؟
في سياق بحثي عن الجواب أعدتُ قراءة أطروحة أدونيس التي ناقشها عام 1973 ونشرها فور المناقشة، أي قبل الثورة الإيرانية بأكثر من خمس سنوات. ووجدت أنه، في الجزء الأول، أي في صلب الأطروحة (وليس في الجزء المُلحَق)، في فصل بعنوان «أصول الإبداع أو التحوّل» يستعرض، مجموع حركات التمرّد والثورات والتحولات السياسية والفكرية - الدينية التي حصلت بعد مقتل الخليفة الرابع في السنة الأربعين للهجرة. وكانت بدايات هذه الحركات سياسية تمثلت في الصراع حول الخلافة. لكنها مع توالي الثورات، وتعدد الهزائم والفواجع وتجدد النظرات والمطالب، وتنوّع الاجتهادات والتأويلات لدعم الأهداف، والالتفاف أحياناً حول شخصيات رمزية، سارت تلك الحركات في اتجاه تكوّن المذاهب والنظريات، وبينها القول بالإمامة. وكل هذه المعلومات والكلام الذي يصفه الدكتور العظم «بالقروسطي» و «الكتب الصفراء» لتعريف الإمامة، مستقى بنصه، من المصادر المعروفة والكتب الأمهات المعتمدة في كل المباحث بدءاً من المؤرخ والمفسر والفقيه الشافعي، الشهير، أي الطبري (310 هـ.) في كتابه « الطبقات الكبرى»، وصولاً إلى ابن حزم والبغدادي والمبرِّد وابن خلدون وعدد كبير من مشاهير المؤلفين القدامى ومن المصريين المعاصرين. والأهم بل الجوهري، هو أن السياق ليس سياق تنظير وإبداء للرأي، ولا تبشير أو تنفير، بل سياق تمهيد وتعريف وتسلسل تاريخي، بلغة المرجع ونصه، في كثير من الأحيان. وتحتل لائحة المراجع حوالى ثلث الكتاب. ويمكن لمن شاء أن يرجع إلى هذا الجزء الأول من «الثابت والمتحوّل» (دار الساقي، ط. 10، ص. 223 -243).
أمّا الحركات التي تشكل صلب الموضوع وتمثل ما سماه أدونيس «التحوّل»، فهي ثورة الزنج وثورة القرامطة والتصوّف والفلسفة. (وليس التشيع كما زعم البعض.) كما أنّ هذا النص تأريخي تحليلي سابق، ولا علاقة له بالثورة الإيرانية المعاصرة. وإذاً على أي نص استند الدكتور العظم؟ ومن أين جاء بهذا الكلام؟
ما هي غاية الدكتور العظم من الإلحاح على المسألة المذهبية كلما ذكر أدونيس؟ ولماذا في هذه المرحلة تحديداً؟ هل لهذا علاقة بقوله «أدونيس صالَح النظام»؟ (كأن أدونيس دولة أو حزب أو ميليشيا أو زعيم سياسي). ما معنى مصالحة النظام؟ وهل الذهاب إلى بلد مصالحة؟ هل الصداقة الخاصة مع شخص ما مصالحة للنظام؟ وهل كل من عاش في سورية وعمل في البلد - بلده، ولو أشهراً أو سنة واحدة، متصالح؟ إذاً هل أمضى الدكتور العظم كل هذه السنوات في دمشق متصالحاً أم متخاصماً مع النظام؟
مع ذلك، لا يستطيع الدكتور العظم أو غيره أن يقول إن النظام صالح أدونيس. لأنه استبعده بكل الأساليب. حتى في الأشهر التي كتب فيها في جريدة «الثورة» كانت مجلته وكتبه ممنوعة كما في السابق، وكما بقيت ممنوعة على امتداد نصف قرن. وهل بدّل أدونيس أفكاره لمّا كتب في جريدة الثورة؟ ماذا يمثل أدونيس في سورية أو غيرها من دون شعره وأعماله ومشروعاته وأفكاره؟ وأين كانت هذه المصالحة لمّا أصدرت وزارة الإعلام في التسعينات تعميماً على الصحف توصي فيه بعدم ذكر اسم أدونيس؟ أو لمّا طرد من اتّحاد الكتّاب؟
وبالمقابل، ومع ذلك، فإنني لا أسمّي «مصالحة للنظام» المرسوم الجمهوري أو الإجراءات الاستثنائية التي اتخذت في سورية، لافتتاح دورة خاصة للبكالوريا كي يستكمل الدكتور صادق العظم أوراقه ويتمكن من التعليم في الجامعة، حيث ترأس قسم الفلسفة. ليس هذا ارتباطاً سياسياً أو عقدياً. كان ذلك من مصلحة الجامعة والطلاب، وإرواء لحنين العظم إلى بيته وبلده، ولم يُلزمه بأكثر من أن يكون أستاذاً متميزاً.
وليت الجامعة أو مؤسسات الدولة كانت دائماً بهذه المرونة وهذا الذكاء. ولا أذكر هذا إلا للمقارنة.
مع ذلك، وعودة إلى حكاية «المصالحة»: هل تقلّ كفاءات أدونيس وأعماله وسيرته العلمية وسمعته العالمية، في ميدانه، عن كفاءات الدكتور العظم في ميدانه؟ فلنر كيف تصرفت الدولة نفسها مع أدونيس، وفي المرحلة التي كان فيها يكتب في جريدة «الثورة».
في ذلك الوقت كان رئيس جامعة دمشق صديقنا الدكتور محمد الفاضل يتكلم بحماسة عن مشروعه أو حلمه في إنهاض الجامعة ودعوة كبار الأساتذة السوريين من المغتربات. ألحّ على أدونيس لتقديم طلب للتدريس. وعبثاً حاول أدونيس أن يقنعه باستحالة قبوله، هو شخصيّاً. ولعله قدم الطلب مسايرة، لكي يبرهن للفاضل صحة توقعه. لم يكن في أوراق أدونيس أي نقص، لكن طلبه توقف في شعبة المخابرات ونام هناك نوماً أبدياً. فلجأ الفاضل إلى دعوة أدونيس كأستاذ زائر بوصفه لبنانيّاً. ولما اغتيل الفاضل لم يُسمَح لأدونيس حتى أن يصحح مسابقات طلابه. ونُقِل رئيس تحرير جريدة «الثورة»، الذي توهّم أنه يستطيع أن يبادر، إلى وظيفة هامشية. ولمّا طـرد أدونيـس من اتحاد الكتاب السوريين، لم تُكتَـب كلمة واحدة. لم يرتفع صوت سوري واحد، من هذا المذهب أو ذاك، باستثناء اعتراض للمفكر الراحل أنطون مقدسي وانسحاب الكاتبين الكبيرين حنّا مينه وسعد الله ونّوس من الاتحاد. الحملة العالية الشهامة والواسعة للاعتراض والنقد جاءت من المثقفين اللبنانيين والعرب ومن تجمع الكتاب في السويد.
أما انتقاد أدونيس بأنه لم يدافع عن سلمان رشدي، فكل ما كان يستطيعه أدونيس هو نشر ترجمة عربية لدفاع رشدي عن نفسه في مجلة «مواقف». لكن عمال المطبعة رفضوا أن يصفوا النص.
لأدونيس مع حزب البعث العربي (ومع بعض منتقدي الحزب) تاريخ حافل لا يمكنني أن أرويه هنا. ذات يوم من عام 1956، وكان أدونيس مجنّداً بلا تدريــــــب، أُرسِل في دورية على الجبهة، وراء خط الــــهدنة، بلا سلاح، ولن أروي سائر التفاصيل. ثمّ سُجـــن أشهراً في مكان مثل القبر، وأطلق سراحه من دون تــــوجيه أي اتّهام. وكانت السلطة بأيدي ضباط الحـــــزب الحاكم نفسه. بعد تسريحه من الخدمة الإلزامية بأيام عبر إلى لبنان ليبدأ عمراً جديداً ومصيراً مختلفاً.
و لكن ماذا أقول لأستاذ المنطق في أحكامه و مرتكزاتها؟

https://alhayat.com/Details/514319
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

أبوكم مين؟ السيسي! وسير سير يا ...الخ!

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

كلنا أخوان مسلمون اليوم .. بقلم: د.عبدالله علي إبراهيم

رثيت لجماعة من السودانيين تناقلوا خبراً لئيماً عن الرئيس مرسي مفاده أنه تهافت أمام المحققين. فقال إن خيرت الشاطر،نائب المرشد العام للأخوان المسلمين في مصر، إنتهره لما أبدى عزة برئاسته لجمورية مصر وقال له:"إن مصر اكبر من مرسي ومن جماعة الأخوان". ربما حدث هذا ونقول بذلك جدلاً. ولكن الأرذل من التضعضع أمام محقق حاقن هو التضعضع بقبول ما يصدر عنه عن رجل مغيب قهراً عن وظيفته التي جاءها برغبة شعب مصر. فإذاعة خبر عن مصدر واحد عاهة وبروبقاندا. أما إذاعة "مأثرة" للأمن المصري (عن الأمن المصري) عن هدم رجل في ذمتهم فهذا باب غائر في النذالة.
قالوا إنهم يحققون مع الرئيس مرسي في هروبه الكبير من السجن خلال ثورة 25 يناير 2010 بمساعدة من حماس. واستغربت أن المحقق المصري كالكلب العجوز في قول أهل الإنجليزية ليس بوسعك تعليمه حيلة جديدة. عدت بذاكرتي إلى أيام في 1964 أو1965 حين اصطدم الأخوان المسلمون بنظام ناصر. فألقت القبض على الشهيد سيد قطب. وراحت الدولة تذيع تآمر الأخوان لزعزعة أمن لبلاد. ومن ضمن ذلك نشر صور لمصاحف مجوفة قيل إن الأخوان كانوا يخفون فيها مسدساتهم لوقت التخريب. وصدقناهم في حماستنا للناصرية. وقتلوا قطب. وخرجنا في القوى التقدمية في مظاهرة لدعم النظام التقدمي في مصر من مؤامرات الأخوان. ولا أذكر ذلك اليوم إلا بهوان. لقد شقينا من أخوان السودان آنذاك ولكن لا تزر وازرة وزر أخرى. فليس من الخلق أن يسير التقدم في جنازة مفكر وعابد ومفسر مرموق للقرآن قتيل غيلة.
استمعت إلى كلمة أحمد شفيق في مناصرة نداء السيسى العام لمواجهة الأخوان المسلمين. ويؤسفني أنها معجونة من لغة "تحالف الشعب العامل" في أسوأ نسخها. سمى الأخوان خونة ومارقين. خونة لمن ومارقين من ماذا؟ وقال إنهم توهموا بحكم مصر أن أماراتهم الإسلامية بدأت بها. فهي الباكورة. وقال إنه قد يفهم مروقهم. من ماذا؟ ولكن لا يفهم خيانتهم التي لن يلوموا إلا أنفسهم عليها. وقال إنهم سيتعبأون من ورراء القوات المسلحة التي، في ما معناه، حملت رؤوسها على أكفها فداء للوطن. وبالدم بالروح.
يرتكب يساريو السودان ذنباً غير مغفور إن لم يستنكروا بأغلظ العبارات ما يجري للأخوان المسلمين في عدوية والجيزة والقائد إبراهيم. فقتلة الأخوان في تجمهرهم السلمي هم قتلة راتبين. وسيأتي يوم التحرير. بل جاء وذقتم عضاضهم. ولن تنجو منهم إلا إذا اتبعتم سنة التظاهر بأمر الزعيم. وهي عاهة قديمة فيكم.
أرجو ألا نكرر خطأ 1952. فقد اتفق للأخوان والشيوعيين معاً الاحتجاج على انقلاب 1952. فقد صادم النظام الأخوان ووقعت المحاولة المزعومة لقتل ناصر واستباح النظام حرمات الأخوان. وحدث في نفس الوقت أن واجه النظام الشيوعيين بقتل "خميس والبقري" النقابيين ممن كانا في قيادة موكب للضغط لمطالب نقابية. ورتب الأخوان والشيوعيون حملات مشتركة للهجوم على الدكتاتورية العسكرية في مصر. وهكذا كان اسم ثورة يوليو في جريدة الميدان يومها. ثم جنح الشيوعيون نحو النظام بعدها كما هو معروف.
التهمة الموجهة للرئيس مرسي أنه كسر قيد السجن وخرج بالثورة. فليقل شفيق والبرادعي وعمرو موسي ورفعت السعيد من أي الآرائك والمشربيات جاءوا إلى الثورة؟
لن يحقن دم الأخوان إلا تحالف عريض حتى ممن وقفوا ضدهم في 30 يونيو لوقف الذبح للسياسة في عدوية والقائد إبراهيم. فالذبح للسياسة هو نهاية السياسة. وكلنا أخوان مسلمون اليوم.

الرابط: https://5.9.90.87/index.php?option=com_c ... &Itemid=55
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

نحن كذلك نرثي لحالة "مفكر"كان محسوباً علي اليسار ومازال يتمسح بأهداب عبدالخالق بين كل فقرة من كتاباته والأخري، لكأن لسان حاله يقول لمنتقديه: أنا كنت رفيقاً لعبدالخالق. إنتو شنو؟ مالكم ؟ ويدس السم في الخرمجة !

لخيرت الشاطر كل الحق في إنتهار البغل مرسي لأن خيرت هو من قدم مرسي للكرسي، ولولا جماعته المتأسلمة ، لما كان مرسي يشمها ولو قدحة! فمرسي تغيب عن وظيفته ليس بفعلة السيسي والجيش، ولكنه غيب ( بضم الغين) بعد ان لم يسمح لنفسه ان يتغيب عن إجتماعات الجماعة التي اتت به الي السلطة وإملاءتها عليه بأن افعل كذا و كذا .. لذا انتهره الشاطر عندما حاول الفرفرة، ونقول ذلك" جدلاً" ولكن مما لاجدال فيه ان البغل ارعوي بعد اصابته هاء السكت، فسكت !علي قول بشري الفاضل!

إذا كان مرسي اتي برغبة الجماهير المصرية كما يقول "البروف"، وفي ذلك قولان، فهو خلع برغبتها ايضاً، و إرادتها التي لا تجاري ولا تباري، وفي تقدير الكثيرين من الأذكياء ان الجيش المصري لم يفعل سوي الإستجابة لتلك الرغبة، ما لم يثبت في مقبل الأيام عكس ذلك.

يقول البروف :
. أما إذاعة "مأثرة" للأمن المصري (عن الأمن المصري) عن هدم رجل في ذمتهم فهذا باب غائر في النذالة. أ.ه.

ما رأيك يا بروف في إذاعة "مأثرة" رجال الأمن السوداني عن الحالة التي وجد عليها الصادق المهدي متخفيأ عن أعينهم الي حين إعتقالة وتصويره علي تلك الحالة ، ومحاولة بثها في بعض الوسائط الإعلامية الإسلاماتية في ذلك الزمن الشنيع ، لولا "مأثرة" منافسك السابق علي الرئاسة- الطريد الشريد البشير- ورفضه لبث الفيلم ، ولكن ليس إتلافه ، فمن يدري ، ربما تكون له - الشريط- حوبة! ولكن الصادق يستاهل، وهذا مقام حديث آخر....

ذكرت يا بروف أحداث الستينات الدموية وصراع عبدالناصر مع الأخوان المسلمين، وقلت بأنكم خرجتم دعماً للناصرية ضد عنف الأخوان، طيب ، ما الذي حدث الآن؟ هل أصبح الأخوان حمائماً تحمل أغصان الزيتون بين مناقيرها( قداديمها) ؟ الم تشاهد أو تسمع أو تقرأ ب عنف الاخوان المسلمين الذي ذاع وعم القري و الحضر في السودان ؟ ام لعلك تفرق بين اخوان الترابي وعمر البشير و غيرهم من المتأسلمين ؟ هيهات ، هم جميعهم ...... في لباس ! ان ما قيل عن المصاحف المجوفة ذات المسدسات المخبوءة كان صحيحاً، كذلك استعمال السيخ والأطواق الحديدية و العكاكيز في مدارس وجامعات السودان، ولكن كان عار عليك ان خرجت كتقدمي" في جنازة مفكر وعابد ومفسر مرموق للقرآن قتيل غيلة، كما قلت، في هذا ايضاً قولان كما يقول المفسرون، ولكن قل لي يا تقدمي انت : هل شاورت أستاذك عبدالخالق قبل خروجك في هكذا مظاهرات مؤيدة لقتل رجل لمجرد" آراء" قالها ؟

لقد بحثت كثيراً في الأسباب الحقيقية التي دفعت بعبدالناصر، أو قضاته ، لإعدام السيد سيد قطب، و لا أقول الشهيد، فأنا لا أعرف حقيقة ماذا تعني هذه الكلمة، لاني سمعت أحيانا من يقول عن الشهيد في رواية أخري: بل هو فطيس! المهم، قرأت بأنه قتل بسبب ارآءه عن الحاكمية، وتكفيره للمجتمع .. الخ. و آخرون يقولون بأنه أعدم بسبب مؤامرة لقلب الحكم ، و حادث المنشية ..لاب لاب لاب لا. لست أدري ، ولكني لا أري انه كان يستحق القتل علي ايه حال، لأن لي موقف مبدأي أخلاقي ضد عقوبة الإعدام ، واري بأنها عقوبة بربرية ، وبربر( بلدي) منها براء !! فماذا كان رأيك انت يا رفيق عبدالخالق المزعوم ؟

استغرب البروف من وصف احمد شفيق للأخوان بالمروق والخيانة، واذا وافق البروف علي تصنيفنا لعصابة الأخوان المسلمين كماركة مسجلة واحدة، نقول انهم مرقوا عن الشرعية( رغم رأينا في الأنتخابات التي جرت) وخانوا الأمانة و التفويض الذي قالوا بأن الجماهير منحتهم اياه، وكرسوا جهودهم خلال سنة واحدة فقط من توليهم لمقادير الأمور في مصر، للتمكين وتغيير الدساتير ..الخ ، فكان لابد ايقافهم عند حدهم ، وما حدث في السودان أنصع دليل لربما كانت ستصير اليه الأمور في بلاد مصر، وإذا كان ما حدث في الثلاثين من يونيو 2013 في مصر هو انقلاب ، فما حدث في 25 يناير 2011 ، كان هو أيضاً انقلاباً ، وما حدث في ايران عام 1979 هو انقلاب ضد الشاهنشاه الفارسي وما حدث في السودان في يوم 6 ابريل 1985 كان بدوره انقلاباً علي إمام مجدد للقرن الإسلاموي و رئيس ملهم هو النميري...الخ ، فالأمثلة كثيرة ...

يواصل الرفيق ع.ع.ابراهيم خزعبلاته :
_______________________________________
يرتكب يساريو السودان ذنباً غير مغفور إن لم يستنكروا بأغلظ العبارات ما يجري للأخوان المسلمين في عدوية والجيزة والقائد إبراهيم. فقتلة الأخوان في تجمهرهم السلمي هم قتلة راتبون. وسيأتي يوم التحرير. بل جاء وذقتم عضاضهم. ولن تنجو منهم إلا إذا اتبعتم سنة التظاهر بأمر الزعيم. وهي عاهة قديمة فيكم.
___________________________________
لست ادري ان كنت من "يساري" السودان ولكني كإبن آدم إستنكر مصرع أي شخص أخ في الإنسانية مهما كانت درجة الإختلاف الفكري والسياسي، ولكن لم الحسرة علي مصرع الذين قتلوا في ميدان التحرير ؟ فبعد ان صلي معهم جبريل بنفسه، وقال آخرون بأنهم شاهدوا الرسول (ص) يقدم مرسي للصلاة في ميدان النهضة، فلا شك لدي بأن ارواح القتلي هي في حواصل طير خضر تسقسق(حلوة تسقسق دي) في الجنة !، ولاشك لدي أيضاً بأن السيسي سيكرع الكأس كاملة ( بدلاً عن سيسي) من عصير ثمر الزقوم في جهنم، بسبب فعلته التي توازي هدم الكعبة حجراً حجراً ! اما تهديد البروف ليساري السودان بقوله : وسيأتي يوم التحرير . بل جاء وذقتم عضاضهم. ولن تنجو منهم إلا .... الخ ، فلم أفهم ماذا يقصد والي اي شيئ يرمي؟

___________________ التهمة الموجهة للرئيس مرسي أنه كسر قيد السجن وخرج بالثورة
_______________________________
هذا الكلام غير صحيح، فالأمر ليس بهذه البساطة يا بروف، فالتهمة الموجة لمرسي وعصابته هي اكبر من ذلك دون شك، كما بينا أعلاه، وستكشف مقبل الأيام عن الكثير المثير الخطر.

- إختارالسيد عبدالله علي ابراهيم عنواناً لبث أساطيره: "كلنا أخوان مسلمون" عنواناً لمقاله ،... من أنتم ؟ قبلك وحدك !!!!
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

لا تقربوا الديموقراطية " اليوم"!

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا عادل
ياخي أعمل حسابك من " الإحتقان الآيديولوجي " القالو مبر قبيل، عشان شايفو خلاّك تغير عنوان عبد الله بإسقاط الكلمة المفتاحية فيهو : " اليوم "!فكأنك تقتطف نصف الآية المعروفة " لا تقربوا الصلاة " و تهمل الجزء الذي لا يوافقك و هذا مما لا يليق بقدرتك على الشوف.و الحكاية و ما فيها إنما تتعلق بالدفاع عن الديموقراطية و ليس عن الأخوان المصريين. و إذا كان الشعب المصري قد اختار الأخوان بالأمس لأنه توسم فيهم القدرة على تجسيد إرادته ، فهو قمين بإجلائهم غدا حين يثبت له أنهم خانوا أمانة التمثيل[ مثلما أجلى مبارك و شركاه.]..
أما اعتبار أن الإنقلاب " الأخواني "على الديموقراطية في السودان و إنقلاب الجيش على الديموقراطية في مصر، و دمج هذا و ذاك مع ما حدث في إيران ،هو نفس الشيء فهذه هي " الخرمجة " الما وراها خرمجة.
و أما وصفك للشخص الذي اختاره الشعب المصري ديموقراطيا بصفة " البغل " فهذا فجور لا يليق بفنان في مقامك لأن البغلة الحقيقية نايمة في إبريق "احتقان" البصيرة الذي يمنع الشوف . شايف؟
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

حوار مع المفكر سمير أمين حول اوضاع مصر
منقول من مركز الحوار المتمدن

المفكر الاقتصادي سمير أمين يرى في حكم الإخوان استمرارا لسيناريو أمريكي يهدف إلى بقاء مصر تابعة لسياساتها.
لا يرى سمير أمين الأخوان المسلمين على أنهم حزب اسلامي، ولكن كحزب يميني رجعي يستغل الاسلام لمصالحه البرجماتية المباشرة. أمين الذي يعد أحد أبرز المفكرين الاقتصاديين العالميين قدم عبر كتبه الأخيرة الصادرة بعد الثورة قراءة جديدة لتاريخ مصر المعاصر. قراءة سمير أمين لا تقسم القرن العشرين المصري من خلال ثورة يوليو 1952، ولكنها تري حركة التاريخ كأمواج مد وجز، موجة يرتفع فيها المد الوطني للمطالبة بالاستقلال والديموقراطية والعدالة الاجتماعية. وهذه المطالب هي معيار المد والجزر بالنسبة لقراءة أمين، وموجة جزر طويلة تختفي فيها هذه المطالب. نظرية حركة الامواج التاريخية تفيد على حد تعبير أمين في في معرفة اتجاه حركة التاريخ في مصر والمنطقة خلال الفترة القادمة.
حوارنا مع أمين كان قبل التطورات الاخيرة الخاصة بالاعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور، لكن حديثه جاء مليئا بالاشارات لما هو قادم من صدامات وتفاعلات اجتماعية بحكم عدم قدرة الاخوان المسلمين على تحقيق التغيير الذي خرجت من أجله الجماهير منذ الخامس والعشرين من يناير2011.
بداية كيف ترى ما يحدث في مصر الأن؟
لست متشائما مما يحدث في مصر، ولكني أيضا لا أحمل أوهاما اسطورية عن الثورة المصرية، فالثورة حتى الآن لم تنجز شيء، لأن التجربة تثبت أن النظام لم يتغير، وعملية افقار الشعب المصري لازالت مستمرة، والنضال ايضا مستمر عبر التظاهرات والاحتجاجات الاجتماعية.
واعتقد اننا مازلنا بشكل عام واقعين تحت اوهام الصندوق، وسيستمر هذا لفترة قصيرة، فالناس بدأت تدرك أن الاخوان لن يغيروا شيئا. والحقيقة الهامة التي تأكدت منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 ان الشعب المصري شجاع، ولن يخاف من اشعال انتفاضة ثانية وثالثة وهذا ما سيحدث باعتقادي وبشيء أكثر من الوعي حول البديل المطلوب.
ماذا تقصد بـ "أوهام الصندوق"؟
الحركات الجماهيرية عادة ما تبدأ بأقلية، ولكن تلك الاقلية قادرة على أن تجر الأغلبية، والتجربة المصرية في يناير وفبراير 2011 مازلت ماثلة امام أعيننا، فالتحرك بدأ بأعداد قليلة مقارنة بعدد سكان مصر ثم ظل يتزايد إلى أن وصل إلى حوالي خمسة عشر مليون متظاهر في عموم القطر المصري.
ولكن كما نعرف من التاريخ تحتاج هذه الأقلية المتحركة إلى فترة زمنية من أجل بلورة تنظيماتها المستقلة ومشروعها البديل، وقدرات على بناء تحالفات وأهداف استراتيجية، وهذا يحتاج إلى وقت يمتد إلى سنوات، وفي مثل هذه الحالة تصبح الانتخابات السريعة هي الوسيلة لوقف تلك الحركة، وقد أعلن أوباما عن هذا المشروع خلال الايام الاخيرة لمبارك حيث قال إن مصر تحتاج لفترة انتقالية قصيرة تنتهي بانتخابات تأتي بنظام شرعي، حيث أن الشرعية الوحيدة هي القادمة من الصندوق. وهذا يعني كسر قدرة الاقلية على سحب الاغلبية، ومن ناحية اخرى اللعب بالاغلبية الضعيفة الهشة غير المسيسة عبر من يستطيع ان يسيطر عليها.
وتم تنفيذ هذه الخطة بنجاح، عبر استفتاء مارس 2011 ثم الانتخابات البرلمانية وبعدها الرئاسية، وبالتالي امتلك النظام الحالي شبه شرعية، وهي الشرعية الوحيدة التي تعترف بها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
ولكن السؤال هل يعتبر الشعب المصري أن الصندوق هو المصدر الوحيد للشرعية، اعتقد ان الإجابة بالنفي. فالجماهير الشعبية بالمعنى الواسع في مصر، تدرك الآن أن الحركة لها شرعية تكتسبها من اهدافها مثل دمقرطة المجتمع، واعطاء بعد اجتماعي للاصلاح، وبعد وطني عبر عودة شرف مصر، واقامة دولة جديدة قادرة على ان تكون فاعلة في محيطها الداخلي والخارجي. وهدف المشروع الامريكي الاسرائيلي الخليجي المشترك تحطيم امكانيات بزوغ هذا المشروع. لتبقى مصر – كما هي منذ فترة طويلة - دولة منحطة وكما ستسمر كذلك لفترة في المستقبل القريب.
لذا فالصندوق ليس مصدر الشرعية الوحيد، ومن ناحية اخرى مصدر قوة الاخوان هو فقر الجماهير والافقار المستمر لهم عبر عمليات الاحسان والذي يرافقه خطاب اسلاموي، وهكذا يمكنهم الحصول على أصوات هذه الطبقات الفقيرة. اذن الاخوان لهم مصلحة موضوعية في استمرار سياسات الافقار. وحديثهم عن العدالة الاجتماعية لا يعني في قاموسهم سوى الاحسان، ويسمحون بالاثراء الفاحش وتراكم الثروات عبر تأويلات خاصة بهم للايات القرآنية.
وتساعدهم الاموال الخليجية في تثبيت مشروعهم حيث تتولى قطر تمويل الاخوان والسعودية تمويل السلفيين تحت رعاية الولايات المتحدة الراعي الرسمي لتنفيذ هذا المخطط.
بالنسبة لك إلى أين يذهب الاخوان بمصر؟
كتبت منذ فبراير 2011 ان السيناريو الامريكي للحالة المصرية هو اقرب للسيناريو الباكستاني، حيث يوجد برلمان باغلبية اسلاموية على النمط الباكستاني، ومن ورائه مؤسسة عسكرية اسلامية هي الاخرى، من اجل تنفيذ المشروع الامريكي.
ويكفي المقارنة بين الهند وباكستان لنتعرف على نتيجة سيطرة الاسلام السياسي فباكستان قبل 1948 لم تكن افقر من الهند بل على العكس كانت تضم مناطق من اغنى الاراضي في شبه الجزيرة الهندية، لكن اليوم استطاعت الهند – مع كل ملاحظاتي على النموذج الهندي – تحقيق تطور هائل بفضل العلمانية والديموقراطية.
نموذج اخر لحكم الاسلاميين في الصومال أدى إلى تحطيم الدولة بالاساس. الان لا توجد دولة في الصومال بل توجد مراكز قوى وصلت طبقا لبعض الدراسات إلى 35 دويلة في الصومال الان.
النموذج الثالث لحكم الاسلاميين هو السودان، عبر ومن بعد سياسات حسن الترابي، فقد انفصل ثلث السودان الجنوبي، رغم ان اهداف جيش التحرير الجنوبي منذ البداية لم تكن الانفصال ولكن دولة علمانية ديموقراطية لجميع السودانيين، والان يأتي الدور على الغرب السوداني – الذي يقطنه مسلمون بالمناسبة- اي نحن امام حالة جديدة من تفكك الدولة في السودان.
ولماذا تساند الولايات المتحدة هذا السيناريو؟
الهدف الرئيسي لاستراتيجية الولايات المتحدة هو منع نهضة مصر، ان تظل دولة رأسمالها التسول من الخارج، وتبقى المعونة الامريكية للقوات المسلحة هدفها تخريب القوة الهجومية والدفاعية للجيش، وتبقى الاموال الخليجية تتدفق لا من اجل بناء المصانع ولكن من اجل تقوية النظام الحاكم وتقوية النمط التجاري لا التنموي في مصر.
ومصر في هذا المشروع من الناحية السياسية هي الدولة التي تساعد وتنحاز للسياسات الامريكية في المنطقة، فمصر ساندت التدخل الامريكي في العراق، وتدمير الدولة العراقية وتحويلها لدويلات عرقية، وحاليا نفس السياسات بالنسبة لسوريا.
وبالتالي خاضعة للمشروع الصهيوني في تصفية الوجود الفلسطيني داخل اراضي فلسطين المحتلة، بل والتوسع خارج حدود فلسطين، فبالنسبة لي طموحات الاسرائيليين في سيناء مازالت موجودة ويمكن ان تتجدد.
وهنا نجد ثلاث قوى من مصلحتها المشتركة عدم نهضة مصر وهي الولايات المتحدة واسرائيل ودول الخليج، لأن نهضة مصر – بمعنى وجود دولة وطنية تنموية - معناها ان تلعب مصر دور قيادي على صعيد المنطقة ان لم يكن على صعيد عالمي، وساعتها سيتلاشى الدور الخليجي المدعوم بأموال النفط والخطاب الاسلامي الرجعي، أيضا الميول التوسعية لاسرائيل ستقف امام قوى مانعة، وبالتالي يتوقف المشروع الامريكي لبسط السيادة على المنطقة المتحققة باشكال مختلفة الان في العراق وسوريا ومصر وغيرها.
برأيك متى بدأ هذا المخطط؟
تركيبة النظام الحاكم بدأت تتغير مع السادات لتصبح أشبه بمثلث رأسه في واشنطن وقاعدته المؤسسة العسكرية والاسلام السياسي اليميني الرجعي، من اجل تنفيذ الأجندة الامريكية في المنطقة، وهذه خطة استراتيجية وضعها كيسينجر وبريجنيسكي، وبدأ السادات في تنفيذها فهو من ارجع قيادات الاخوان من الخليج وافرج عن باقي القيادات المعتقلة ليواجه الناصريين واليساريين، ليكمل هدفه الاساسي وهو تفكيك هذه المشروع الناصري، الذي كان يهدف إلى بناء دولة وطنية تنموية. خلال فترة السادات ومبارك كانت القوات المسلحة هي حجر الاساس في المثلث الحاكم وقوى الاسلام السياسي تابعة لهم، فالخطاب الاسلامي هو الخطاب السياسي الوحيد الذي كان موجودا عبر الاربعين عاما الماضية، وما يراه البعض على انه هناك منافسة بين المؤسسة العسكرية والاخوان غير صحيح فهناك منافسة في مشاركة الحكم وليست من اجل ازاحة طرف من اللعبة. الأن توازن القوى تغير لصالح الاسلام السياسي بدون استبعاد قيادة الجيش، فهي ستظل كما هي، تتمتع بجميع الامتيازات والثروات التي كومتها عبر السنين الماضية.
رابط الحوار

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=342133
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

سمير أمين مدخل مختلف

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

بالرجوع الي التأريخ
كان المشير طنطاوي وزيرا للدفاع وقائدا للجيش المصري, والفريق سامي عنان رئيسا لهئية الاركان, وكان الفريق في زيارة لواشنطن ولم يتنازل الرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة الا بعد عودة الفريق لمصر ؟
كان الأخوان والقيادات الاخونية هم الاقرب للمجلس العسكري , وتقريبا وافقهم المجلس العسكري علي الأنتخابات العاجلة لكسر المد الثوري وعزل القوي الحية التي صنعت الثورة من الشباب والجماهير الغير مسيسة , وعدم اعطائهم الفرصة لبناء تنظيمات سياسية وتحالفات استراتيجية . هل ماحدث في مصريعد انقلاب علي ديمقراطية وشرعية الصندوق كما اسماءها سمير أمين , بمفهوم الولايات المتحدة وشركاءها نعم ولكن بمفهوم المد والجزر الثوري صراع بين شركاء الأمس حول كيكة السلطة, والامتيازات ومستقبل بقاء اي منهما في مركز السلطة وصنع القرار , حتي أن كان من وراء حجاب كحالة الجيش المصري . وعي الشعب المصري بحقوقه المدنية من تظاهرات واحتجاجات كفيل بتصليح الصورة مستقبلا . وبالاستنارة بتحليل المفكر سمير أمين ماحدث في مصر ليس انقلابا عسكريا بل متنافسين علي السلطة والثروة {وكلاهما ابناء ماما امريكا سوي المعونات التي تأتي مباشرة للجيش ولا دخل للحكومة بها , او المعونات وتمويل حملة مرسي الانتخابية والاموال التي دفعت للاخوان من تحت الترابيز} تغدي احدهم بالأخر قبل أن يتعشي به وتحرك الحيش سريعا للثأر من الطريقة المهينة التي تخلص بها مرسي { الأخوان } من قيادات الجيش {المجلس العسكري}.وفي كلا الحالتين يسعي شركاء الأمس لتعطيل المد الثوري . فكيف كلنا أخوان مسلمون اليوم ؟؟؟
أضف رد جديد