بصدد مفهوم " الثورة المضادة "

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

بصدد مفهوم " الثورة المضادة "

مشاركة بواسطة Isam Ali »


مفهوم "الثورة المضادة" ، مفهوم فيهو مشكلة . ابتداءا تحمل العبارة تناقضا بين مكوناتها ، لانو الثورة القاعدة فى بداية التعبير دا بتشير – ضمنا وبتأكيد- الى ثورة تانية ، وفى نفس الوقت بتشير الى انها ضدها ! ودا التناقض .مافى ثورة ضد ثورة . الثورة بتقوم ضد بنى او اوضاع او احوال سلبية ، من اجل تحطيمها او تغييرها او تخطيها الى بنى اعلى او اوضاع .ولذلك الثورة المضادة لايمكن ان تكون ثورة( counterrevolutions cannot be revolutions).
عشان نفحص المسألة دى اكثر حقوا نمر بتعريف الثورة ذاتا . بيتم استخدام المفهوم ( والكلمة برضو ) بتساهل ليبرالى عشان يغطى اوضاع كتيرة ومتمايزة . فزى ما بتسمع عن ثورةاكثوبر البلشفية او الثورة المهدية ، برضو بنسمع عن الثورة العلمية التكنولوجية ، والثورة الجنسية ، وثورة السوشيال ميديا ..الخ . وفى كل مرة تستخدم الكلمة/المفهوم السياسى ، يشيلها قدر عال من الحماس والعاطفة المتدفقة ، وتكون عرضة للارترسال ( احبانا يسبب بعض اﻻزعاج)
ممكن يتقدم تعريف عام يلاقى موافقة عامة ، يحدد الثورة باعتبارها نهوض فجائى سريع سياسى اقتصادى ،او احتماعى ،او ثقافى ، او نهوض يشمل بعضهم او كلهم ؛ ينادى بتغيير جذرى للوضع القائم ، يمكن ان يستخدم او لا يستخدم العنف -او التهديد بالعنف - ضد المؤسسات القائمة فى النظام المحدد . دا تعريف عام بيغتنى بالتفاصيل حسب اختلاف وتنوع المدارس الفكرية . فمثلا هنتينتون (المدرسة الوظيفية) يستعمل تعريف مشابه ، لكنه بقول انها ليست ضرورية ( بالضرورة) وانما يمكن ان يتم التغيير العميق بدونها. اما ماركس فالثورة هى ثيمته اﻻعلى فى مساهمته الجبارة . بالرغم من انو ماركس وانجلز ما كتبو نص خاص محدد يقدم تنظير عن الثورة ( يبدأ بالتعريف : الثورة هى كذا وكذا )، اﻻ انو كتاباتهم قامت على مرجعية دراسة مشكلة بزوغ وتطور المجتمع الجديد من ثنايا المجتمع القديم ، اى انو مساهمتهم اتمثلت فى انتاج معارف بسسيولوجيا ( علم اجتماع ) الثورة وفكرة محرك التاريخ ( التناقض بين تطور القوى المنتجة وعلاقات اﻻنتاج اﻻجتماعية، هذا التناقض اللى بيحملوا ويعبر عنه الصراع الطبقى)، والصراع الطبقى يتم حله من خلال الثورة ، وذلك بتاسيس علاقات انتاج جديدة توافق وتلبى احتياجات المجتمع اﻻنسانى .
بعض الماركسيين اللى قدموا مساهمات نظرية حاذقة ، كانوا قادة لثورات اشتراكية حدثت فعلا ، زى لينين وتروتسكى وماو ، وقادة ماركسيين بارزين فى حركات التحرر الوطنى فى افريقيا ( كابرال)واسيا( هوشى منه) وامريكا اللاتينية(جيفارا) . ودا انتج معارف نظرية غنية لانها كانت نتاج عملية جدلية لمت نظرية الثورة مع ثورة النظرية ، وانتجت بنية تركيبية متجاوزة .
يبدو منطقى انو لما يتم التنظير عن الثورة وعن قواها الطبقية ، يتم التنظير – حتى ولو بشكل ضمنى – عن القوى المضادة للثورة ، او القوى والبنى والمؤسسات النقيضة للثورة ( حالة نفيها ) . عادة تظهر القوى المعادية للثورة عند اندلاعها ، وتنخرط فى عمليات متنوعة ( فكرية، ايديولوجية وساسية – بما فيها العنف - من اجل اطفائها او منع تقدمها ، او تحديد وتقصير مدى عمق التغيير وقصره على عمليات اصلاحية غير جذرية .
اذا اعتبرنا الثورة معنية باكثر من اﻻستيلاء على جهاز الدولة ، وممتدة الى احداث تغيير جذرى فى البنية اﻻقتصادية واﻻجتماعية .. الخ ، فيمكننا التحدث عن نفى الثورة ( العمليات المضادة للثورة ) فى سياق ومجرى الثورة نفسها ، ودا ﻻنو الثورة بتستغرق زمن ( او زى ما بنسميها الفترة اﻻنتقالية) يتم فيه استلام السلطة ، والشروع فى تنفيذ البرامج البديلة . وديل حاجتين موضوعة صراع بين القوى الثورية(الطبقات والفئات الثورية) واﻻخرى المنخرطة فى العمليات المضادة للثورة .وهناك بالطبع العامل الخارجى، فالقوى المضادة للثورة عندها حلفاءها ( زى ما حاصل فى ثورتنا دى ) وعندهم مصالح مباشرة فى البلد ، ومصالح متداخلة مع تقاطعات اﻻستراتيجيات الدولية القايمة على الجيوبوليتكس فى المنطقة ، وتفاهماتهم قايمة مع دول الترويكا وسفرائهم فى الخرطوم .
حركة القوى المضادة للثورة عندنا ،واضحة بدون استنتاج ، فهى لا تعمل فى الخفاء، بل بتصدر بياناتها ، تحتج على استمرار التدفق الثورى فى الشوراع ، تسميه تصعيد ، ويسميه الحلفاء فى مجلس اللجنة اﻻمنية للقتلة : استفزاز ، بينما القوى المضادة للثورة تسميهم وتصفهم بانهم منحازين للثورة وتولوا حمايتها ( الشيوعيين يحبو تسمية حمع الناس ديل بقوى الردة) .


الميول اﻻنتهازية ما كانت خافية فى مساهمة هذه القوى ، وهى ميول انتهازية قايمة على سند من ضعف فكرى ايديولوجى ، او حتى قايمة على المعاداة الظاهرية للايديولوجيا واللى سكنت المقولة البائسة " ما عايزين ايديولوجيا ، عايزين برامج ": وكأنو فى برامج لا تقوم على ايديولوجيا ، بل ان العبارة نفسها ايديولوجية بامتياز بآئس "، تدفع وتعمل على قبول فوائد عملية قائمة على التضحية بالمبادئ ال نادى بها اعلان الحرية والتغيير ، وهى المبادئ القايمة – فى رقبتها - على حد ادنى ، والضلوع فى عمليات مساومة مستمرة ، وتقديم التنازلات المستمرة .والقبول بما يسمى اﻻصلاحات فى ظل" اﻻحترام المتبادل بين الشركاء" !!
اﻻنتهازية برضو قايمة على السياسة المجردة من وقائع وحقائق الحياة اﻻقتصادية واﻻجتماعية وهى وقائع اﻻنهيار الضكر . و قايمة على وهم اﻻنتخابات ( وافق حزب المؤتمر السودانى على اﻻشتراك فى انتخابات 2020 فى مناقشة علنية كسبها تيار المشاركة بقيادة خالد عمر ( سلك )ضد التيار الرافض للمشاركة ) واﻻكتفاء بالتعديلات السياسية المتواضعة اللى كان ممكن ان يحققها امبيكى من خلال خرطة الطريق المضللة ، او ما سمى من قبل الثوريين بنجاح بالهبوط الناعم .
دى ياها ايديولوجيا والبرنامج السياسى للقوى المضادة للثورة وساعية الى نفيها . معتمدة على خيبتها السياسية ، ومعتمدة على المجتمع الدولى " ويقولوا ليك ما عايزين نخسر المجتمع الدولى !" . ومعتمدة على تصور للمصالح الطبقية تحققها البنية اﻻقتصادية اﻻجتماعية القائمة بما فيها جهاز الدولة الحالى ،ووعود اﻻعانات المالية واﻻقتصادية تقدمها دول الترويكا وغيرها من مشاريع مارشال خليجية .
هذه السيرة قديمة عند قوى الردة والانتهاز ، مما انضموا – كقوى اعلان السودان – لقوى اﻻجماع الوطنى ، لتحريره من التشدد وجره للتنازل عن فكرة الثورة واسقاط النظام ، ولما فشلت المسألة . تم تجميد عضويتهم ومعاهم حزب المؤتمر الشعبى ، وخرجوا رفضا للتشدد ومقولة اﻻسقاط ، وذهبوا فى طريق الهبوط الناعم وحب المجتمع الدولى واﻻقليمى . ولم تقف التفسيرات وتلاحقت فيما بعد ، فقال الصادق المهدى انو الحزب الشيوعى مناف للوجدان السودانى -ووقد عبر فى وقت سابق عن نفس الفكرة بصدد البعثيين - وترك الجملة ناقصة " اخير منهم اﻻسلام السياسى والبشير وحزبه " من المعروف بضرورة الهبوط الناعم .

القوى المضادة للثورة تجيد الابتعاد عن نقاش اعلان الحرية والتغيير .. لانو هناك يتم اعلان الحقيقة فى نصه ، حقيقة فكرة الثورة ، والتى تم استبدالها باﻻفكار والوثائق فى جلسات التفاوض ؛ فالحقيقة اﻻن تشترك فى تحديدها مطالب اللجنة اﻻمنية ، وعمليات قبولها المستمر - من خلال التنازلات المذلة – من قبل القوى المضادةالثورة ( داخل "قحت") ، وهى الحقيقة المستبدلة والمصطنعة التى تعيد انتاج اهداف الثورة ونتائجها وتطرحها كعمليات بسيطة ، لا بتضر ولا بتغلط على زول .
التآمر هو الوسيلة المفضلة للالتفاف على مطالب الثورة ، واتعددت وسائله ، من المنادة الكثيفة اﻻيديولوجية تدعو لاعمال العقل وبذل النوايا الحسنة ، بديلا للتصعيد الثورى ، تنادى بنبذ اﻻقصاء ( فكلنا اخوان فى الثورة ) ، الى الوسائل اﻻخرى من اجتماعات سرية ( تضم حزب اﻻمة والمؤتمر الشعبى ، وحزب اﻻمة وغازى وحزب المرغنى اﻻصل ) واخرى مع مجلس القتلة وسفراء الدول المعادية فى المنازل الفخمة لقيادة الطبقة الراسمالية ( النفيدى) ، وهو اﻻجتماع الذى هزمته ملايينية 3 يوليو الفرعاء. وغيرها ، من الوسائل الملتوية بمساعدة الوسيط اﻻمريكى ، والوسطاء من سفراء دول اﻻقليم ( الوسطاء السريين ) والوسيط اﻻفريقى ( بن لخباط – كما ساه الوليد يوسف ) الذى يقدم الوثائق المعدلة لما اتفقت عليه (حقت) ، ويحدد مدى يتسع لعدد قليل ومحدود من الساعات لتوقيعها .. الخ .لنصل الى العملية الجريئة وقوة العين للتوقيع على اﻻتفاق السياسى بدون اتفاق وبدون تفويض للموقعين من قبل قوى اﻻعلان والتغيير !!
اشرت عرضا لتسمية القوى المضادة للثورة ، وها انا اسميهم عنية : هم فى تقديرى حزبى اﻻمة و المؤتمر السودانى ، بعد ان اعلنت الجبهة الثورية موقفا واضحا ضد توقيع وثيقة اﻻتفاق السياسى ، ورفضها من تجمع منظمات القوى المدنية ، الى جانب منظمات واحزاب اخرى من الكتل المكونة لقوى اﻻعلان ، وبعض مكونات تجمع المهنيين . لعلنا نستطع اﻻن ان نقول بشكل واضح : عرفناكم يالقوى المضادة للثورة ، ولعلنا اﻻن نتبع القول بالفعل ال بشبه الثورة .
آخر تعديل بواسطة Isam Ali في الجمعة يوليو 26, 2019 6:52 pm، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

معركة اللغة

مشاركة بواسطة حسن موسى »


كتب عصام علي
"..

حركة القوى المضادة للثورة عندنا ،واضحة بدون استنتاج ، فهى لا تعمل فى الخفاء، بل بتصدر بياناتها ، تحتج على استمرار التدفق الثورى فى الشوراع ، تسميه تصعيد ، ويسميه الحلفاء فى مجلس اللجنة اﻻمنية للقتلة : استفزاز ، بينما القوى المضادة للثورة تسميهم وتصفهم بانهم منحازين للثورة وتولوا حمايتها ( الشيوعيين يحبو تسمية الناس ديل بقوى الردة). "


سلام يا عصام
اللغة واحدة من ساحات المواجهة الطبقية بين قوى الثورة و القوى المحافظة التي تدافع عن مصالح دوائر رأس المال على الصعيد الإقليمي.
و عبارة " الثورة المضادة" تنطوي على إنتحال سياسي جائر لمفهوم الثورة.مصيبة هذا الإنتحال هي ان الثوريين قبلوا به بدون نقد.و الأصل في العبارة الإنجليزية
Counter Revolution
هو في التعبير الفرنسي
Contre-Revolution
و العبارة في اللغة الفرنسية تدل على "ضد الثورة" أو "نفي الثورة" بينما الترجمة الإنجليزية تمسخ فعل نفي الثورة لصفة الفعل الثوري حين تصعده لمقام " الثورة المضادة" .
و في نظري الضعيف فإن قوى اليمين المحافظ المتحكر على سدة السلطة زاهدة في إعمال الفكر لأن الفكر يتولد من ضرورة التغيير. و حين تباغتها لغة الثورة فإن قوى اليمين لا تجد مكيدة أفضل من انتحال لغة الثوريين و إعادة تدويرها في الإتجاه المعاكس على منطق " من دقنه و افتل له" و الأجر على الله.و لقد شهدنا اعلام نظام المؤتمر الوطني يستغل في أكثر من مناسبة كلمات محجوب شريف " حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي"، كما شهدنا انصار عمر البشير يعيدون تدوير شعار " تسقط بس" ليصبح "تقعد بس" و "هكذا دواليبك". أما عن استخدام الشيوعيين السودانيين لمصطلح " الردّة" فهو يحتاج لمراجعة ظاهرة تغلغل المصطلح الديني في ثنايا لغة الشيوعيين السودانيين.

سأعود
صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

مشاركة بواسطة Isam Ali »


سلام ياحسن
حبابك
صحيح انو المواحهة الطبقية فى حالها كذلك تقوم على اللغة وتصل للوجود من خلالها ، وتحمل اللغة السياسية اهمية عالية .
شايف فى كم اشارة للغة الراندوك واثار وجودها الظاهر فى الصراع ضد القوى المعادية للثورة ، وفى كمان البوسترات المبدعة - فى حالة كونها لغة و" دوال " ، وددت لو توالت علينا المعارف بشأنها المعرفى الفلسفى واللغوى من الناس العارفين باعتبار - مش انها عبارة فى اللغة الثورية - وانما باعتبارها عبارة ابداعية جمالية برضو .
اللغة تمتلك القوة وتعبر عنها - كما فى نظر قرامشى - وتحاول تلم الطبقات والفئات اﻻجتماعيةالكادحة مع البرجوازية ( صغيرها وكبيرها ) باعتبار وجود براح خير عام فىه متسع للجميع . وناس كوكا كولا ونايكى ما يقصروا ، يقولو ليك : ليه ؟ وانت البمنعك شنو ما تستهلك ؟
عبارة الثورة المضادة تضم القليل وتستثنى الكثيرين وهم شغالين فى نفى الثورة ، ومطلقى العبارة مرتاحين .

لما قلت قوى الردة مارقة من الخطاب الدينى ، اتذكرت عبارتك الشيقة عن اللغة كغنيمة حرب ، وقلت نستناك لما تعود .
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

اللغة غنيمة حرب

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا عصام
حتى أعود لموضوع اللغة في براح أوسع، أقول أن مفهوم اللغة كغنيمة حرب ، يتقاسمها المنتصر و المهزوم ، مفهوم جبار في مشهد المنازعة الإجتماعية المعولمة الراهنة. و قد استلفته من ميراث مولانا كاتب ياسين ، و قد جاد به في لحظة مهمة من مسار عملية التحرر في الجزائر.

“ La langue française est notre butin de guerre. ”



صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

خيانة الثورة

مشاركة بواسطة Isam Ali »



هناك الفكرة التى تقول ان عدم استمرار السياسة المقدمة من ( قحت ) وفقا لتحديدات اعلان الحرية والتغيير ، كان استجابة للواقعية السياسية المفروضة بحكم الواقع ؛ (ومنه جكمه البغيض الذى يمثله وجود مجلس اللجنة اﻻمنية )، وهى استجابة سياسية واقعية وعقلانية بالتالى ، حتى لو ترتب عليها تجاوز لبعض ( وجزء كبير ) من استهدافات اعلان الحرية والتغيير . فالاخيرة ليست ملزمة حرفيا . ومتاحة بالتالى ﻻعادة اﻻنتاج واعادة تفسيرها بما يتناسب والواقعية السياسية . ( ودا اللى بتعملوا قحت فى عملية ايديولوجية محببة)

وهناك الفكرة انو هذه الواقعية السياسية هى ذات نفسها عكس لاعمق قيم اعلان الحرية والتغيير ،فمثلا ( وهو المثال المتكرر والمحبر) فاﻻعلان لا ينادى باﻻقصاء ولا بالعزل ، وليس كل من لم يوقع عليه ، عدوا له ، والنسب التمييزية لقوى اﻻعلان والتغيير هى نسب مؤقتة ورهينة ب 3 سنوات المرحلة اﻻنتقالية ، كما ان العزل واﻻقصاء – بعيدا عن انها عملية فكرية وسياسية يعنى اذا ما ناقشناهم فى ابعادها دى – هى عملية ادارية وتنظيمية , شديدة التعقيد ، ومكلفة وتستغرق الكثير من الوقت والموارد .. الخ . وبالتالى فان نقد العملية التفاوضية باعتبارها اتاحت قبول ما يسمى بالقوة المعادية للثورة ، هو فى حد ذاته موقف مضاد للثورة ، ينطلق من تحديدات قيمية خاطئة ، فبعض هذه القوى ، اذا لم يصح اعتبارهم شركاء ، فهم على اﻻقل منحازين للثورة . فعلو ذلك فى وقت ما من استمرار الثورة ، وقت مبكر بدرجة ما . ليس هناك اعداء ملموسين للثورة سوى حزب البشير الساقط ، وبعض المتفلتين !

الفكرتين ديل ( طبعا ليس على سبيل الحصر ) مكونين كبيرين لحالة خيانة الثورة . يتم التعبير عنهما بسرديات بعضها قديمة ومستهلكة مثل البديل شنو ، او لا بديل للتفاوض ، وكأنو التفاوض عملية واحدة تتبع خط مستقيم مجوف بدون اى محتوى ، ومنها السرديات ذات الخط الملولو ، تقول باستلام السلطة سيفتح الباب امام انجاز اهداف الثورة ، وهى الثورة التى سيقود جهاز سلطتها نفس المجلس العسكرى وتحالفه مع بقايا النظام المنهار وقوى حقت المرتبطة باجندة خاصة واقليمية . ( البرهان صريح فى مهام سلطته القادمة : ما ح نسلم البشير ، القوات السودانية باقية فى اليمن .. الخ: اى نحن نملك القوة ونحن نمارس ترتيب السلطة وفقا لخيارات موجودة قبل اعلان الحرية والتغيير ومستمرة بعده)

الفكرة اﻻولى ينتجها عقل متكبر يعانى الخيلاء ، يحمله المثقف البرجوازى الصغير المتدثر برداء الديمقراطية المسالمة " والتحررية " ، ينادى بحرية التعبير والتظاهرات ، ولكنه يشترط لها اﻻوقات المناسبة ، فالوقت الماثل هو وقت التفاوض فهو المتاح بدون بدائل. والثانية ينتجها العقل المنافق و الواعى بمصالحه المباشرة ، تحملها الاوضاع المعدلة قليلا ساعة احفاق الثورة . كما تدعمها وعود القوى اﻻقليمية التى لا ترغب فى هذه الثورة المقلقة ، وهو العقل الذى يطالب مجلس اللجنة اﻻمنية للنظام الساقط بتحمل مسئولياته بصدد حماية الثوار ، نفس المجلس المجرم الذى ارتكب مجزرة فض اﻻعتصامات يقولون : مافى ثورة من دون دم ، وهو المقولة الصحيحة ، ولكنهم لا يكملونها بالقول بانو ما فى دم بدون مجرم يسفكه ، لا يقولون لا دم بدون قصاص ، ولذلك يسهل عليهم القول : ما عايزين سيل الدماء ، لحدى هنا كفاية ، دعونا نذهب للتفاوض مع القتلة .

ديل عقلين او فى الحقيقة لحظتين من ممارسة ايديولوجية وسياسية والغة فى خيانة الثورة ، تصف التفاوض المنبطح بالواقعية السياسية ، وتشير الى القوى المضادة للثورة فى اﻻمكنة والمواقف التى لا يقفون فيها ، فلا نجدهم ، وهم يجلسون امامهم فى طاولة التفاوض ، وخلفهم وحولهم فى كل اﻻماكن ، ولكن عينهم كليلة .
أضف رد جديد