شهوة في زمن الحرقة الخفيفة...

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

شهوة في زمن الحرقة الخفيفة...

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

قصّة قصيرة:- كِتابة
شهوة في زمن الحرقة الخفيفة...*



الحافلةُ ليست زهرة؛ هي دخان، وعلى الأدق:- هي أخفُّ من دخان السيجارةِ قليلا، هي دخانٌ "يُغرزُكَ" كرأسِ إبرةٍ خفيفةٍ في توالٍ هادئ.. أَحسُّ نمنمةً في عضويَ التّناسُليِّ مازجةً "السّائلَ" في داخلهِ بحرقةٍ خفيفة (أين المنى والأحلام، والدّنيا "زي ما قال الغُنا حقّي" منى وأحلام.. "حلم ولا علم هي؟!"... ولدٌ منذهلٌ.. لا ليس منذهلاً.. هل أتعطّرُ بالشّامبو؟.. لماذا تملكُ تلك الأشياءُ الصغيرةُ سحراً يعرفنهُ "هُنَّ" ولا أعرفهُ إلا مرحاً خفيفاً و(لا جادّاً) ولكنّه لا يُخرجُني من حرقتي..

الشّهوةُ تنادي، في تموّجها النّهريِّ، جسداً يُقبّلها بحميميّة:- ملحوظة:- هنالكَ جسدٌ "ينتحُ" بعشبِ الشّهوةِ قربي "متملّصاً" بالطّراوةِ القاهرةِ الإغراءْ.. ينفذُ فيَّ طميُ رائحتهِ فيتهدّجُ جسدي باللّغةِ السّريّةْ...

"أحترقُ الآنَ في داخلي مثلُ "كُرنُكٍ" قديمٍ يحترقُ ويختلطُ في جداره القّشّيِّ سوادٌ ملوّثٌ ببياضِ القصب.. أدخلُ في رائحةِ الحريقِ وأنفذُ فيها.. أتوحّدُ في الحريقِ الممزوجِ برائحةِ القصبِ الخلويِّ النافذة.. تداعبني طفولةُ "نالٍ" من مكانٍ ما في الرّوح، من مكانٍ ما في الطّبيعةِ الغافيةِ هناكْ، السّاكنةِ والشاردةِ والذّائبةِ في موسيقى الكونِ الخافتةْ..".. الإحتراق.. الإختراق.. الاعضاءُ السّريّةُ تصبحُ شغفاً ونداءاً لمسِّ الفخذين، تصبحُ شفقاً، ضُوءاً لسرٍّ حميمٍ يُكشَفُ عند الفخذين (عند الآخرين؟!).. (آهٍ يا أبا ربي، تُراني أتذكّرُ ضحكك الشّهويَّ غرّةً.. هل هذا حقيقي:- اشتهاءااتُكَ الهوجُ الصغيرةُ للنّعناعة؟!.. تُراكَ صدقتْ..؟!..)..

التوتّرُ يزخمُ ثنايا عروقي ويتخلخلُ فيها كحرارةِ رمادِ (الصّاجْ).. هل تُدركُ لوناً لامتزاجِ الحرقةِ بالجّنونِ الحقيقيِّ غير الرماد الملتمع، المتموّج، الخفيفِ الحرارةِ، السّرابيّ اللّونِ والتّشكّل؟!..

هذه خطرفةُ فنّاني العزلةِ أظنّها.. اللّعنةَ عليهم من كلّ العالمِ العاقلْ.. آه..

ليس في نفسي غير هذا للإمساكِ بالشّعور.. كفى.. معذرة.. "أريتُو ما كان في التّجسّدْ"، الفشلُ حتميُّ، فكلُّ "الشّعوراتِ" هاربةٌ وتندُِّ بطبيعتها عن الإنسجانِ في صيغتنا اللغويّة، أو حتّى التّصوّريّة، وربّما الشِّعوريّة؟!

[align=left]الأربعاء 6/2/1985.

* من مسودّة مجموعتي القصصية المسماة كيف أنامُ وفي دمي هذي العقارب؟!
** نشرت هذه القصة، من قبل، في مجلة الطريق السودانية بألمانيا، لكنّ نشرها ذاكَ، كان، للأسفِ، مُشوّهاً ومختلطاً إذ قدّم فيها أجزاء وأخّر أخرى، ثم لم يخلو، كذلك، من أخطاء طباعيّة (كالعادة!).
[/color[/color]]
نصار الحاج
مشاركات: 120
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:59 pm

مشاركة بواسطة نصار الحاج »

الشاعر ابراهيم جعفر
مختلف دائماً في كتابتك وجميل دائماً فيها
رائعة جداً هذه الكتابة " شهوة في زمنِ الحرقة الخفيفة "..
كما شعرك
كما نقدك ..
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »



أمام الطاولة
ثمة شجرٍ يمارسُ وحشته (......)
كلّ زاويةٍ في المكانِ مغلقةً بشرائحٍ
مثل صفيح المستنقعات
والظلّ يشكو من جلوسه الطويل.
الشمس لا تدخلُ أبدا
كأنما تخافُ السقوطَ في الهاوية
أو يُداهمها الليل
تمارسُ رهبة الحزن مع شجر الأكاسيا

[من ذابلةٌ سيرةث الكائنات في يسقطون وراء الغبار- كاف نون- القاهرة 2003].

لكَ السلام الجّميل، يا أيها الشاعر الوديع الوجه والكتابة، ومنّي العرفان لاحتفائكِ بما أهلوسُ به هنا، و’هُناك!‘...

يا صديقُ، أنا الآنَ- أقولُ لكَ بتمامِ اللا مناسبة- يتفتّقُ الأسى في نفسِ طائري/إنساني إذ هو يحاولُ أن يُعيدَ تعلُّمَ كلَّ ’تحتانيّاتِ‘ ذاك الذي تعلّمهُ من حياته الماضية حتّى الآن ومن ثمّ قد يفيضُ عنهُ ذلك في كتابةٍ/هلوسةٍ ما أو قد لا... و"لا باس" (كما يقولُ المغاربة!)...

كيفَ أنتَ يا زول؟ قد قرأت- في سودانايل- دراسة حسنة عنكَ بقلم محمد جميل أحمد/السعودية (كما يكتبُ هو) نُشرت في يناير 2007.

لك الشكر- ثانيةً-على الإحتفاء ولنا الوصلُ معك.

[align=left][align=left]إبراهيم جعفر.
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

...
أضف رد جديد