مذبحة القلعة وغياهب غونتنامو اسرار شاهد عيان وليد محمد حاج معتقل سابق بغونتنامو هذا هو عنوان كتاب صدر عن مطابع السودان للعملة في 2009 يحتوي علي 175 صفحة
لم اهتم بالتفاصيل التي اوردها وليد في هذا الكتاب في بداية الامر لكني بعد الانتهاء من قراءته فكرت في البحث في الانترنت لمضاهاة الوقائع التي سردها، فوجدت تقييم وزارة الدفاع الامريكية لوضعه بعد انتهاء التحقيق معه في غونتنامو وقد اشار التقرير بشأنه الي انه من خلال اقواله وتقارير اخري اشارت الي ان المحتجز مقاتل بلا وضعية قيادية او موقع عملياتي وقد وصف بانه علي صداقة جيدة باحد قادة المشاه العرب ولكن تشير التقارير الي ان المعلومات عن انشطته وافعاله ليست غزيرة نسبة لموقعه ووضعيته العمومية فقد تم تقيمه بان قدرته علي تقديم معلومات متفردة او معلومات يمكن استغلالها محدود. https://wikileaks.org/gitmo/prisoner/81.html
لفت انتباهي ان قناة الجزيرة قد وجدت ضالتها في وليد محمد حاج وتعاملت مع كتابه وشهادته كمادة تصلح للاثارة والتشويق لبرنامج شاهد علي العصر الذي يقدمه محمد منصور اضافة الي انه استضافه ايضا في برنامج بلا حدود، وقدم له اكثر من عشرة حلقات، وقد لا حظت ان محمد منصور قد تنبه من الوهلة الاولي الي ان وليد محمد حاج لا هو قيادي ولا صاحب خبرات في حركة الاسلام السياسي حتي يستطيع ان يثري برنامجه باكاذيب عظمة رجال الاسلام السياسي وتضحياتهم من اجل الجهاد، فقد احبطه وليد بالاصرار علي سرد قصص ركيكة من شاكلة احضار الامريكان ليهود سحرة في غونتانمو وعدم تحلل الجثث وانبعاث رائحة المسك فهي قصص يدرك محمد منصور انها اصبحت بضاعة كاسدة بعد ان اعتصر الترابي في حروباته الجهادية اخر ما فيها من خيال. ولكن اراد محمد منصور ان يدعم ضعف امكانيات مضيفه بشيء من التهويل حيث قال في تقديمه: انني قضيت عدة اشهر وربما عاما كاملا اجمع الدوريات التي نشرت في الصحف الغربية لا سيما الامريكية والبريطانية والفرنسية والالمانية وامحصها واتحقق مما رواه الصحفيون الغربيون الذين قاموا بتغطية احداث قلعة جينجي من الخارج ..وفي الحقيقة لم يشر الي هذه المصادر ولا ما قالته، وحول برنامجه الي استقبال لاسئلة من قبل من يريد ان يستمع لهم من السعوديين والافغان الخ. وفي نهاية مقدمته اشار الي ان انه ومن خلال تجربته في تغطية اربعة حروبات خلال 25 عاما يستطيع ان يؤكد ان طاقة الانسان المؤمن في المحن والشدائد والحروب تفوق طاقته العادية الي ان يقول ان الخالق يبين لذوي الهمة ان لديهم قوة بشرية خارقة حينما تسموا نفوس الناس فوق دنيا الناس. https://www.youtube.com/watch?v=8JPtIInKM5Q
وصف الكاتب تجربة خروجه من السودان الي ان انتهي به المقام معتقلا في غونتنامو. يحتوي الكتاب علي الكثير من الحكاوي والكرامات كما يسميها.
يقول الكاتب انه ولد في شمال السودان في عام 1974 في محلية البرقيق/ دنقلا وانتقل مع اسرته الي الحاج يوسف المايقوما، وقد كان والده مهاجرا بين مصر ولبنان والكويت الي ان عاد الي السودان في بداية التسعيات حيث لحق بالاسرة التي رحلت الي الحاج يوسف في صيف 1983 ودرس في مدرسة الشعبية الابتدائية ثم ودرس المتوسطة في بحري الحكومية ثم التحق بجامعة امدرمان الاسلامية كلية الشريعة والقانون، ولكنه لم يكمل دراسته رغم جديته في التحصيل في السنوات الاولي حيث فرضت عليه عودة والده ضرورة مساعدة الاسرة بالهجرة الي السعودية.
وقد وصفها بانها كانت بداية تحول كبيرة في حياته فقد تلقي معارف فقهية جديدة وهو يتنقل من عمل الي اخر. وبعد فترة راودته رغبة في العودة لمواصلة دراسته والزواج الا ان اسرته رفضت الفكرة، فواصل في التنقل من عمل الي اخر ، ثم فكر بعد ذلك في ان يخرج لنشر الدعوة فانضم الي جماعة الدعوة واصبح يطوف في ضواحي الرياض لتبصير الناس باهمية الدعوة.
بعد فترة قصيرة سافر الي مدينة لاهور في باكستان وكان يحمل كل الاموال التي جمعها للزواج لكن سائق التاكسي قد نصب عليه حيث طلب منه بالانجليزية Small hotel money ففهم سائق التاكسي فحوي كلامه فانزله في فندق ب 250 ريال سعودي في اليوم ليكتشف بعد ايام انه لا يكلف سوي 10-15 ريال.
تعرف بعد ذلك علي رجل يتحدث العربية في احدي المساجد فقال له اذا اردت نشر الدعوة اذهب الي افغانستان، فاخذ طريقة الي افغانستان عبر شاحنات فوصل الي مدينة غندوز، وفي مدينة غندز وجد رسالة كتبتها شيشانية تقول: انهن لا يحتجن الي رجال للدفاع انما الي اقراص منع الحمل حتي لا نحمل من هؤلاء الروس السفاحين فتاثر بتك الرسالة فغيرت الرسالة طريقه من الدعوة الي القتال فتوجه الي القتال في الشيشان في منطقة خوجه غار .
يبدأ وليد سرد قصة انخراطه في القتال بوصف الكرامات التي حدثت، فيذكر ان مجاهدا يدعي عزام قد قتل لكنه بعد يومين زار في المنام صديقه في القتال يدعي عبد الله المكي فسال عبد الله عزام ماذا حدث لك يا عزام فقال له: حينما وقفت امام باب الخندق واذكر الاخوة بالاذكار فاذا بي اري غذيفة منطلقة نحوي ..ثم قال لم احس الا وانا من فوقكم واشاهد رحي المعركة تدور وحاولت النزول لاشارككم ولكن وجدت نصف جسدي مفقودا فجاء ملك ورفعني الي ملك اخر ثم الي اخر الي ان وصلت الي السماء فساله اين انت الان ياعزام قال انا في الجنة قال له اريد علامة بانك في الجنة حتي اخبر اخوتي المجاهدين فاراه انهار الجنة وثمارها فقال له زدني فاحضر له مصعب العودلي كان مصعب هذا قد قتل هو الاخر في نفس اليوم فقال له مصعب: انا وعزام كلانا في الجنة وعزام درجته اعلي مني. يمضي المؤلف فيقول عن مقتل عزام انه بعد شهر وجد اشلاء من جسمه متناثرة فاخذ قطعة وشممها ولم يجد فيها اي رائحة مثلما يحدث للجثث وظلت كل هذه الفترة محفوظة من الوحوش والهوام "سبحان الله".
ثم يقول انهم بعد غزوة 11 سبتمبر تغير الحال حيث جاء الامريكان الي القتال فاضطروا الي الانسحاب من غندوز اخر معقل لطالبان وكانوا اثناء انسحابهم يتخلص بعضهم من الامتعة الثقيلة لتخفيف السير، فساروا فوق التلال الوعرة يوم كامل الي ان بلغوا ممر ضيق فاشتبكوا مع اخرين اتضح انهم مجاهدين من الاوزبك فقتل منهم سبعة هم عثمان الحضرمي ابن عم عبد السلام الحضرمي ابوزيد البدري من المدينة ابو تراب النجدي يسكن الرياض وعبد الله التونسي يسكن المانيا وجرح من الطرف الاخر 21 اوزبكي.
يقول عند وصولنا الي قندوز علمنا بسقوط مدينة كابول وجلال اباد وقندهار وبقية المدن الاخري ولم تبقي الا قندوز وهي المعقل الوحيد لطالبان واحتارت قوات طالبان ماذا تفعل لانها محاصرة من ثلاث جهات بقوات الجنرال عبد الرشيد دستم الاوزبكي وهو محسوب علي الامريكان وقوات القائد مسعود شاه وهي محسوبة علي الروس ويساندها غطاء جوي كثيف من الامريكان.
بقول علمت طالبان ان هنالك منافسة بين القائدين كل منهم يريد دخول المدينة في الاول لينال الحظوة والاموال والمكافاة وكليهما يستفيد من الدعم الجوي الامريكي المباشر فعقدوا اتفاقا مع قائد بشتوني كان مع طالبان وانضم الي قوات دستم علي ان تمر قوات طالبان الي مزار شريف ومنها الي هيرات بشرطين عدم مرور العرب وان يتركو له المدينة ولا ياخذها مسعود شاه. وان يتركوا اسلحتهم الثقيلة ويحملوا الاسلحة الخفيفة، كانت خطة طابان ان تمرر العرب دون علمهم حيث يوضع الافغان بجانب باب الشاحنة والعرب الي الداخل لكنهم شعروا بالخيانة فاتفقوا مع قائد اخر علي ترحيل كل العرب عبر مدينة بلخ الا ان سائق الشاحنة قد خان الاتفاق وقاد الشاحنات الي مزار شريف
فيقول نزلنا من الشاحنات في ساحة مكشوفة وجاءت طائرة امريكية وشكلت دائرة دخانية في السماء كدليل علي اننا محاصرين راينا علي يميننا ويسارنا ارتالا من الدبابات خلفها قوات مشاة تنتظر الاشارة فانطلقت مجموعة افغانية الي جهة بوابة مزارشريف لاجراء مفاوضات وبعد اخذ ورد وافق دستم علي مرورنا عبر مزارشريف الي هيرات وكان يعلم اننا عرب لان الخونة سربو اليه اخبارا عن وجود عرب بالشاحنات علي ان نسلم اسلحتنا ووعد باعادتها لنا بعد خروجنا منها قال لانه يخشي ان نستولي علي المدينة وبعد مشاورات جاءت الاشارة من قيادة طالبان بتسليم السلاح فقال امير المجاهدين العرب غريب الصنعاني سلموا اسلحتكم طالبا من بعضنا ان ياخذ القنابل معهم . سلمنا اسلحتنا فياله من موقف عصيب فقد بكي كثيرون من بعد تسليم اسلحتهم وهي تتراكم امامهم كالجبال.
شاهدنا ونحن نصعد علي ظهر الشاحنات سيارات مقبلة نحونا فيها كاميرات قناة السي ان ان وبعض القنوات الاخري وهم يتزاحمون لتصويرنا وكذلك رجال الصحافة والاعلام العالمي والمحلي كل يريد ان يحظي بهذا السبق الاعلامي . تحركت الشاحنات نحو البوابة الرئيسية وامامنا سيارات دستم. عند دخولنا بوابة مزار شريف كان في انتظارنا سكان المدينة عن بكرة ابيهم وكانو يصرخون في وجوهنا ويظهرون سعادتهم لاننا سلمنا اسلحتنا. حلق الرجال لحاهم وخلعت النساء حجابهن فسبحان الله فقد كانوا قبل ايام ملتزمون بالشرع وهاهم يستقبلوننا بالشتائم واللعنات ونحن نشق طريقنا وسط هذه الجموع الغفيرة الناقمة علينا الا من رحم ربي .
بعد هذه الرحلة بالشاحنات والتي يظهر من تفاصيلها انهم قد وقعوا في قبضة الاسر ياتي الكاتب بقصص اخري تحت مسمي ملحمة الجنك قضوا فيها سبعة ايام تحت النار يقول انهم قد ادخلوهم في هذه القلعة التي يصفها بانها بنيت منذ خمسمائة عام، لها اسوار عالية وعريضة يمكن للدبابة ان تمشي فوقها، وهي قلعة عسكرية مجهزة للقتال والصمود امام الحصار وفيها مخازن اسلحة وذخائر كثيرة. بعد ان تجاوزت بهم الشاحنات ثلاث بوابات انزلو من في الشاحنة الاولي وفتشوهم بحضور بعض رجال المخابرات الامريكية ومنظمة الصليب الاحمر الدولية وقناة سي ان ان حينها علمنا ان الخيانة قد وقعت وان الطامة الكبري قد حلت بنا. استمروا في التفتيش شاحنة تلو الاخري فبدا بعضنا في تمزيق اوراقة الثبوتية ووصيته وطائفة تتخلص من سلاحة الذي لم يسلمه كانت الشمس الي مغيب ونحن صائمون. فادخلونا في قبو تحت الارض وعددنا خمسمائة مجاهد قضو الليلة الاولي في ذلك القبو.
طلبوا منا ان نخرج اثنين اثنين ثم يهجم عليهما خمسة من المدججين بالسلاح ويخلعون منهم كل شيء ويتركون لهم الملابس الساترة فقط ويقيدانهما بالعمائم في العضد ويشدون يديهما الي الخلف حتي يؤدي ذلك الي ايقاف الدم في العروق . اخرجوا كل الاخوة من القبو ووضعوهم في شكل صفوف، هيئة الواحد منهم ,وهو جاث علي ركبتيه ويديه مقيدتان ومشدودتان الي الخلف كهيئة وضع الجنين وهو في بطن امه، فيا له من منظر مؤثر يندي له الجبين، انتهكت ادميتنا بهذه الطريقة المهينة التي لا تحدث حتي علي الحيوانات. ضربت حولنا ثلاث اطواق من الحراس المدججين بالسلاح الطوق الاول حولنا مباشرة يليه الطوق الثاني اما الطوق الثالث فهم القناصة الذين كانوا ينتشرون فوق اسوار القلعة.
يقول ان هذا الوضع قد غيرته الاسود الاوزبكية، بعد ان خرج جميع الاخوة لم يخرج الاوزبكية فاتفقوا علي المقاومة وخرجوا جميعا واشتبكوا مع العدو يلقون عليهم القنابل التي كانت بحوزتهم ففتحوا نيران اسلحتهم علي المقيدين يحصدونهم بدم بارد يعاونهم في هذا افراد من الاستخبارات الامريكية وبخروج الاسود الاوزبكية فتحت عليهم نيران جهنم واشتعلت القلعة واخذت تغلي كالمرجل واختلط الحابل بالنابل واختلط صراخ الناس وهدير الرصاص ودوي القنابل والرصاص يتساقط علي المقيدين وغير المقيدين وقنابل الار بي جي تخترق اجساد الاخوة، كانت معركة شرسة قتل فيها الكثير من الاخوة من بينهم اميرنا غريب الصنعاني ورايت بطولات نادرة رايت احد الاخوة ويكني بابي العطاء اليمني -طالب علم من مدينة تعز- استطاع ان يتحرر من قيده ويمتطي حصانا ابيضا ويشق جموع الاعداء محاولا اخذ السلاح منهم ولكن عاجلوه برصاصة قاتلة الله.. الله من شباب قدموا ارواحهم فداء لنصرة الحق..
وبينما رحي المعركة تدور علي هذا المنوال اذا بي احس بطلقة تاخذ من لحم ظهري باعلي الحوض قلت في نفسي انها ساعة الشهادة طفقت اهلل واهلل وبينما انا كذلك سمعت احد الاخوة الليبين -عبد السميع الليبي- وهو من الاسود الثائرة يهتف باعلي صوته قائلا: قوموا قومة رجل واحد ولا تموتوا ميتة الدجاج، فكبرنا وقمنا وصار كل واحد يفك قيد اخيه ويقوم هو بدوره يفك قيد الاخرين وهكذا تم فك قيود جميع الاخوة انسحب جنود دستم الي الاسوار العالية وبدأوا يفتحون النيران تجاه البوابة ونحن تحتهم مباشرة ولا يروننا فاستشعرت عظمة الله ولطفه ساعتئذ جاءت طائرة امريكية ضخمة كنا نسميها الجاموسة والقت اطنانا من المتفجرات وسط القلعة كنت من ضمن المجموعة التي احتمت بالاشجار . بعد ذلك يصف دخوله الي القبو داخل القلعة فيقول حين دخولي القبو وجدت الغرف والممرات مليئة بالقتلي والجرحي والمكان مظلم ولا تسمع الا ابتهالات الجرحي ولا تشم الا رائحة المسك.
طيلة فترة الليلة السابقة لم يتوقف القتال والاخوة في مواجهة الطيران الامريكي والجيش الدستمي الي ان حل الظلام. خرجت قناة السي ان ان بحصيلة ضخمة من المشاهد الحقيقية الحية للقتال حيث الجثث تتساقط والاجسام تتمزق وتتطاير اشلاؤها، الذي يري هذا الفلم يظن انه نوع من انواع الخدع السينمائية وفي واقع الحال هي كانت احداث حية وهي الان موجودة لدي الاستخبارات الامريكية وقد شاهدت بنفسي هذا الفلم في غرف التحقيق في غونتنامو وقد اشاد المحققون والضباط الامريكان ببسالة هؤلاء الاخوة وشدتهم في القتال
يقول انهم داخل القبو قد اكتشفوا جاسوسا كان احد الاخوة بجوار هذا الجاسوس ومع انبعاث الضوء، حيث جاءت الطائرات في اليوم الثاني والقت اطنانا من القنابل علي المخازن وتسلل اللهب واضاءت بعض المداخل. فلمح وجهه فاذا هو حليق اللحية غير مالوف لديه من الاخوة فعمد الي كشاف صغير ضئيل الضوء وسلطه علي وجهه ليقطع الشك بعدها تاكد تماما بانه احد رجال الجنرال دستم وقبضوا عليه وفي اثناء التفتيش وجدوا معه الاف الدولارات وجهاز لاسلكي صغير الحجم متطور جدا جدا ومعه بطاقة تحمل هويته ويبدو انه كان ضابطا كبيرا في الاستخبارات وقيل انه كان الرجل الثاني لدستم وفي اثناء قصف الطائرات اصدر الامير قرارا بقتل الجاسوس خوفا من ان يحصل اقتحام ومباغتة من رجاله وينجو من قبضتنا.
زحفت جحافل الاعداء وانتشرت داخل القلعة واحكمت سيطرتها عليها تساندها فرقة من القناصة الامريكية المختفية خلف الجدران المتهدمة. هنا اتفق الاخوة علي عدم تسليم انفسهم ومواصلة القتال حتي يلقوا الاحبة. اثناء تطهير المداخل والمخارج وجد الاعداء غرفة المطبخ التي يتحصن فيها الاخوة فتقدمت دبابة نحو باب المطبخ في هذا الوقت خرج احد الاخوة وفي يده قنبلة غذفها في وجه الاعداء فقتل وقتل. اما بقية الاخوة في الداخل لم يكن معهم اي سلاح سوي كلاشنكوف لا يعمل بكفاءة عالية اي شبه معطل يرمي تارة ويتوقف تارة اخري.
في هذا اليوم شعرت ببعض النشاط تحركت رغم الالام واخذت اتجول وسط الجرحي والقتلي متلمسا الجدار وسط الظلام الدامس وجلست في سلم يصعد بك الي سلم لولبي واخذت السلاح الذي دخل به الاخ الذي من بلاد الحرمين لاحرس الجرحي والمكان كنت اطلب من الاخوة الصمت لاتمكن من سماع وقع اقدامهم علي السلم لانهم اذا نزلوا دون ان نشعر بهم سيقضون علينا جميعا فهم بعد مقتل الجاسوس انقطعت عنهم الاخبار واصبحوا لايملكون اي معلومات يظنون اننا نملك قنابل وقذائف جي بي ار لذلك تخوفوا من النزول نصبوا فوهة الدبابة علي باب السرداب واطلقوا عدة قذائف اهتزت الارض عدة مرات لكنها لم تصبنا لان ابواب الممر حالت دون ذلك واستمروا في القذف حتي تمكنوا اخيرا من تدمير البابين وبقيوا علي هذا الحال وبقيت الجدران هي الاخري تعترض قذائفهم سبحتن الله! طلبت من الاخوة الجرحي الذين كانوا في الصالة التحول الي الغرفة مع ان الغرف ملاي والجرحي يحتاجون الي وضع خاص يناسب حالتهم ولكن ماذا افعل؟ للضرورة احكام.واستمر القصف الي وقت متاخر من الليل حتي دخلنا اليوم الرابع.
سمعت صوت شيء ما يتدحرج من اعلي مقبلا نحوي ويستقر امامي وبيني وبينه نصف متر تقريبا اتضح انها قنبلة يدوية وتجمدت في مكاني وانا ملقي علي بطني وخلفي الجرحي وثوان معدودة وتنفجر عنئذ تيقنت اني ميت لا محالة وضعت كلتا يدي علي وجهي جتي لاتشوهه صرت اهلل واهلل فجاة انفجر الصاعق ولكن القنبلة لم تنفجر امرت الاخوة ان ينتقلوا من مكانهم سريعا ويخلو الصالة قبل ان اكمل اوامري فاذا بي اسمع نفس الصوت وقنبلة اخري تتدحرج هذه المرة وتندفع بسرعة قبل ان التقط انفاسي فاذا هي تستقر بجوار فخذي حيث كنت جالسا هذه المرة واذا اخذتها لا اجد مكانا ارمي عليها لان المكان من حولي مكتظ بالجرحي وستصيبهم واذا حاولت ان اردها الي الاعداء طريقة جلوسي لم تكن تسعفني قررت ان اظل مكاني لاحجب الموجة والشظايا عن الاخوة وظللت اهلل واهلل وانا جالس في دهشة وفجأة سمعت صوت اضعف بكثير من الصوت الحقيقي للقنبلة بعدها احسست بالالام وجروح طفيفة في فخذي فقد انفجر الصاعق ايضا قبل ان اشكر الله وقبل ان يهدا روعي فاذا بالقنبلة الثالثة امامي مباشرة قلت في نفسي هذه المرة هي نهايتي حتما وضعت يدي علي راسي استقبل الموت راضيا غير مدير ورحت اهلل واهلل والقنبلة لم تنفجر الله الله انها عناية الله ثم بسبب الرطوبة التي علي القنبلة.
بعد ذلك هدات الاصوات تماما، يقول بعد ذلك ونحن في هذه الحالة العصيبة جائني اخ طاجيكي وقال لي : الاخوة في حالة صعبة والعطش بلغ بهم اقصي حد اريدك ان تاذن لي بالذهاب الي النهر لاحضر بعض الماء كان الوقت منتصف الليل تقريبا وكان الاعداء قد ذهبوا بعد ان نصبوا حارسا امام المدخل في مكان مرتفع الي حين عودتهم مرة اخري في الصباح ترددت في السماح له في بادي الامر لخوفي من امرينالامر الاول ان العدو ربما يفكر بذكاء وهو ان يحجز او يقتل من يخرج ويدخل متخفيا في هيئة جاسوس او فاتك مدعيا بانه احد الاخوة.
الامر الثاني: ان ارفض ذهابه ويزداد موت الاخوة من شدة العطش ماذا افعل والامران احلاهما مر اخيرا سمحت له بالخروج مع اخذ الحيطة والحذر واخبرته بكلمة سر تكون معروفة بيننا ليقولها من غير ان اساله حين يحضر وان لم يلتزم بهذا فسنطلق الرصاص فلامر لايحتمل دخول احد من الاعداء علي الجرحي، المهم اتفقنا علي هذه الخطة فخرج ومعه ابريق وطلبت منه الرجوع بسرعة عشت في فترة قلق رهيبة وتوتر وانا في انتظار رجوعه وبعد قليل سمعت وقع اقدام مقبلة نحوي اخذت الوضعية المناسبة للرمي وان لم يكن القادم ذلك الطاجيكي وبفضل الله نادي من علي البعد حسب اتفاقنا جاء ومعه الماء بعد ان شرب وارتوي شرب الاخوة جميعا من هذا الابريق هل تصدق ايها القاريء ما لايقل عن ثمانين فرد شربوا من هذا الابريق حتي ارتوو جميعا انه لامر يدعوا للتفكير والتدبر بهذه الكرامة التي حصلت لنا كان هذا الطاجيكي يتحلي بشجاعة نادرة فهو لم يكتف بجلب الماء فقط بل تسلل بين الاشجار واجري استطلاعا سريعا لمعرفة مواقع الحراسات . بعد ان سمع الاخوة بخروج الطاجيكي وعدم انتباه الحرس لعل الله اعمي بصرهم ارادوا الخروج طلبا للماء ولو ادي ذلك لمقتلهم وخير لهم ان يقتلوا ويستشهدوا ولا يموتوا عطشا علي حسب قولهم.
