فى السويد: عامل لحام سابق الى رئاسة الوزارة و العنصري ثالثاً

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

فى السويد: عامل لحام سابق الى رئاسة الوزارة و العنصري ثالثاً

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »

انتهت مساء الاحد الماضى الانتخابات العامة فى مملكة السويد و التى جاءت بنتائج درامية على الساحة السياسية فى البلاد. اولى النتائج الهامة هى سقوط تحالف اليمين الحاكم و الذى ظل يحكم البلاد لمدة ثمانية سنوات 2006 حتى 2014 و بالمقابل صعد مكانه التيار اليساري بقيادة الاشتراكي الديمقراطي و حزب البيئة. الحزب الاشتراكي هو الحزب الاكبر فى البلاد و هو الحزب الذى بنى دولة الرفاة الاجتماعي فى السويد حيث ظل هو الحزب السائد فى الساحة منذ ثلاثينات القرن المنصرم و حتى نهايته. لكنه عاني فى السنوات الاخيرة من مشاكل فى قيادته و فى سياساته الاقتصادية مكنت من صعود تحالف اليمين الراسمالي للسطلة على مدى دورتين انتخابيتين. الان يبدأ مرحلة جديدة يستعيد فيها بعض توازنه تحت قيادة ستيفن لوفين. ستيفن بدأ حياته كعامل لحام فى احدي الشركات الحكومية و استمر فى العمل لفترة سنوات قليلة ثم تم اختياره للعمل النقابي و تمثيل العمال. معظم النقابات العمالية فى السويدية لديها ارتباط بالحزب الاشتراكي لذا فان صعود لوفين فى مضمار العمل النقابي صاحبه صعود تدريجي داخل الحزب الاشتراكي. تمكن من الوصول الى قيادة عمال الحديد و الصلب من كبريات النقابات العمالية فى البلاد فى العام 2005 و من نقابة الحديد و الصلب انتقال لوفين الى قيادة الحزب الاشتراكي فى العام 2012 بعد ازمة قيادة مزمنة تطاولت لسنوات. رغم ان لوفين شق طريق صعب من قبل، فى حياته الخاصة و فى العراك العام الا ان طريق العقبات لازال امامه طويل و شاق. فكاني اسمعه يرد فى سره دعاء الختمية الاثير: اللهم اشغل اعدائي بانفسهم و عجّل بالنصر و بالفرج. فالحكومة التى سوف يكونها خلال ايام هى حكومة باغلبية بسيطة جداً، بل فى الحقيقة حكومة اقلية و رهانه الوحيد ان يظل خصومه الاخرين مفرقين على الدوام لكن من يضمن ذلك؟

لم تكتفى الانتخابات الحالية بتغيير قيادة البلاد انما افرزت حقيقة مرة هى الصعود الصاروخي للحزب العنصري المعاد للاجانب و المسلمين الى المرتبة الثالثة فى البرلمان خلف الاشتراكي و اليبرالي. هذا الحزب بدأ فى وقت و جيز و تمكن من الدخول البرلمان لاول مرة فى الانتخابات الماضية 2010 بحصوله على نسبة 5.7 % و مثل بعدد 20 مقعد فى البرلمان. فى الانتخابات الحالية تمكن من الحصول على ما يزيد عن ضعف هذه النسبة مسجلاً نسبة من 13% جملة الاصوات و التى تمكنه من من الحصول على 49 مقعد فى البرلمان من جملة مقاعد البرلمان التى تبلغ 349 مقعد. معظم مقاعد الحزب العنصري جاءت على حساب الحزب الليبرالي الذى كان حاكم سابقاً و السبب الرئيس لهذا التغيير هو سياسية السويد المنفتحه بشدة فى استقبال اللاجئيين السوريين. السويد وحدها استقبلت و وطنت 27 بالمئة من جملة اللاجئين الذين احتوتهم دول الاتحاد الاوربي حيث تتصل معدلات استقبالها لهم الي مئة الف لاجئ فى العام.
أرض الله ما كبْوتة
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

الانتهازي

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


أخونا أبكّر، سلامات

مبروك عليكم و على الأخ لوفين هذا الانتصار المستحق، و واضح أنو رجل كوستي خدرا على اليسار السويدي.

فقط لدي استفسار عن اسم الحزب الذي حل ثالثا، هل اسمه بالفعل هو "الحزب العنصري المعادي للأجانب و المسلمين"؟


صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

"الحزب العنصري المعادي للأجانب و المسلمين"
يا ابوبكر ... والله استوقفتني العبارة ولم أكد أحسم امر السؤال عنها حتى جاء حسبو به! ننتظر الإجابة !
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

هو لم يسمه، و لم يضعه بين أقواس، وانما قال: الحزب العنصري المعادي للأجانب و المسلمين . معلومة مبتورة = نعم و لكن كان ينبغي، أو تنبغي صيغة السؤال هي : ما اسم ذلك الحزب تحديداً ؟
الفكر الديني ضعيف، لذا فإنه يلجأ الي العنف عندما تشتد عليه قوة المنطق، حيث لايجد منطقاً يدافع به، ومن ثم يلجأ الي العنف.( ... )
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

كتب أبوبكر صالح :


لم تكتفى الانتخابات الحالية بتغيير قيادة البلاد انما افرزت حقيقة مرة هى الصعود الصاروخي للحزب العنصري المعاد للاجانب و المسلمين الى المرتبة الثالثة فى البرلمان خلف الاشتراكي و اليبرالي
الفكر الديني ضعيف، لذا فإنه يلجأ الي العنف عندما تشتد عليه قوة المنطق، حيث لايجد منطقاً يدافع به، ومن ثم يلجأ الي العنف.( ... )
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


سلام يا جماعة، حسب الرسول و مصطفى آدم و عادل السنوسي. عاش من شافكم. بالبتاع دا ما اسمه الحزب العنصري المعادي للاجانب. دي صفاته ساي. اسمه Sverigedemokraterna. انا كسلت اقلب الكيبورد عشان أكتب الاسم الطويل دا. و كمان استكثرت عليهم الترجمة العربية للاسم التى تقول انه حزب السويديين الديمقراطيين. الجماعة ديل بقولوا على الملاء انهم ضاقوا من التعدد الثقافي الذى بداء يطبع بسمته البلاد. تقرأ ما دايرين دغمسة و تعددية ثقافية! ما عارفهم خرجوا من اي عصر حجري على الناس. هسه فى العالم المتشابك و المشربك دا هل يعقل ان يخرج بنى آدم عاقل و يقول انه ضد التعدد الثقافى؟ كان ما اخاف الكضب، حتى عمر البشير كان اخد ليهم ايام كده هرج فيهن باهمية التعدد الثقافى فى البلاد.

و كمان بقولوا النهار النهار انهم ضد وجود الاجانب فى البلاد. سياستهم هى اٍيقاف استقبال اي نوع من المهاجرين الجدد باي زريعة و كمان الاجانب القاعدين ديل يضغطوا عليهم و يضايقوهم To assimilate the Swedish culture. دا كلامهم فى العلن و ما يفعلونهم فى الخفاء و من وراء حجاب اظرط و اضل. دعايتهم قائمة على انو كل مشكلة من مشاكل البلاد سببها الاجانب. و كمان اغراني على اهمال اسمه الواقع الحالي فى السياسية الاوربية. حيث لم تعد هنالك دولة اوربية تخلو من حزب يميني متطرف معادي للاجانب و المسلمين. هولندا، فرنسا، السويد، اليونان، المانيا اكيد، و النرويج فى الطريق (اندرس بريفك وضع لبناته). يعنى ببساطة ممكن تفرض اسم X لحزب معادي للاجانب فى اي دولة اوربية و لن يخيب ظنك الا فيما ندر. فى السويد زاتها غير الحزب المعنى هنا يوجد حزب اخر يسمى الحزب النازي عديل. موجود و ينافس فى الانتخابات كل مرة و يسير المظاهرات من حين الى اخر. فى العادة مظاهراتهم تنتهى الى احداث عنف لان رفاقنا اليساريين يسيرون مظاهرات مناهضة لهم على الفور و تنتهى المسالة بالغاز المسيل للدموع. مع وجود هذه الجماعة الا ان البلاد بها حساسية عالية لاي مظاهرة عنصرية فى العلن. لا أحد يمارسها فى العلن، لكنها تحدث مغلفة و ملفوفة مع اشياء اخرى.

عموما التجربة السويدية فيها الكثير الذى يستحق التأمل. بالذات فى المضمار الاقتصادي فهى نموذج ممتاز للدراسة و اٍستخلاص العبر.
أرض الله ما كبْوتة
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

المرايا المحدّبة للمهاجرين

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »



لك شكري يا أخ عادل و اعترف لك أن تساؤلي للأخ أبو بكر كان متحاملاً عن عمد بقرينة أنني عنونت مشاركتي تلك بالانتهازي و كنت أنوي بالأصل عنونتها "الانتهازي ع ع" إشارة إلى السيد عوض عبد الرازق و إليك البيان


أولاً: عبارات أبوبكر بحق هذا الحزب، حزب ديموقراطيي السويد، ليست صحيحة، بل فيها تجيير و اختزال، فهذا الحزب ليس معادياً للأجانب، فالأجانب كلمة مضللة تماما، تشمل بالمعنى الاصطلاحي السياح و الزائرين و جميع مواطني الدول الأخرى، بل هو –الحزب- معادٍ للهجرة المهاجرين و قوانين التوطين، أما وصفه بكونه معاد للمسلمين فهو مجرد وصف على أحسن الفروض لا ينظر إلى ما يضمره و يرمز إليه الموقف السافر من المهاجرين من أصول مسلمة دون بقية المهاجرين و اعتبارهم خطراً خاصاً على القومية و الثقافة و الأمن و الحضارة السويديين، على الأقل في الظرف الحالي..

ثانياً: لو أنني وضعت نفسي مكان السويديين المتبنين لهذه الأفكار، و أنّى لي، لأمكنني شرحها و الدفاع عنها، و تعلم أن وضع نفسك مكان الآخر هو مما يعين على فهم الآراء المختلفة في أي قضية كانت، و هذا لا يعني ضرورة الاتفاق كما تعلم أيضاً.

السويديون، و أنا أفضل أن أقول الأوروبيون، الذين يصنفون أنفسهم على أنهم المواطنون الأصليون في بلادهم، لديهم كل الحق، و المبررات، في أن يدعموا مثل هذا التيار، ففي ظنهم، أنهم و أجدادهم من قبل قد بنوا حضارة ذات قيم معينة، و دولاً ذات ميزات خاصة لمواطنيها، ثم فُتِح الباب، خطئاً أو تحت وطأة إحساس بالذنب، من خلال قوانين تنظيم الهجرة ليأتي أشخاص من كل أنحاء العالم كي يشاركوهم منجزات تلك الحضارة و مكتسباتهم كمواطنين، لكن هؤلاء الوافدين، لم يندمجوا بشكل مناسب في كثير من الحالات، ففرضوا وضعية meet in the middle كما جاء في رابط ويكيبديا عن هذا الحزب، و هو أمر يرى فيه الحزب، و أمثاله في أوروبا، إضعافا لعناصر قوة و تفوق دولهم و حضارتهم، كما أن هؤلاء الوافدين، قد شاركوا بحكم وضعهم الجديد في امتيازات المواطن الأوروبي من خدمات صحية و تعليمية و خلافه، فشكلوا ضغطا إضافيا على هذه الخدمات -أنا أقول من وجهة نظر المواطن الأوروبي المؤيد لتلك الأفكار، تعلم أن هذا لا ينطبق علي- و لا تنس أن هذا كله أخف الأضرار.

اليوم، و في عالم القاعدة و داعش، هناك أضرار أشد وبالا، و هنا يأتي تميز المسلمين، كمصدر خاص للقلق و الخوف، فأعداد مواطني هذه الدول، من أصول إسلامية، ممن التحقوا بـ أو يمثلون نواة لـ هذه التنظيمات ليست أمراً يمكن تجاهله، و كيف يتجاهل مواطن سويدي احتمال أن يقدم جاره أو ابن جاره المراهق على اقتحام بيته و ذبح زوجه و أطفاله بدعوى أنهم كفار، و كيف يطمئن أن أمثال هؤلاء حين يعودون إلى أوروبا من رحلاتهم إلى بلادهم الأصل فإنهم يعودون بغير أجندات، أو لم يكونوا متورطين في حرب ما، أو خلافه.

نعم هناك وضع مقلق، يدعم مثل مثل هذه الأصوات، و الراجح أن هذا التيار، و الروح القومي، سيتنامى في كل مكان في أوروبا بالذات على خلفية صدام الثقافات بوجهه الجديد، و مفهوم أن هناك جهودا من كثير من المهاجرين الذين يشاطرون أوروبا قيمها لمحاصرة هذه المخاوف، ربما من خلال تقديم النموذج المختلف، ربما من خلال بعض التعاون الأمني، أو بالمبادرات الثقافية و غيرها وسط الجاليات، لكن، أظن، أن القطيعة مع مثل هذا الحزب و هذا التيار، و وصمه بالعنصرية الخ، يعبر عن استراتيجية غافلة و مريحة لا ترى الشجر القومي الأوروبي و هو يسير.

ثالثا: و أمري لله، إنني على المستوى السياسي، كمواطن من العالم الثالث، أدعم هذا الاتجاه المعادي للهجرة في أوروبا بالذات، و أجد خيره لشعوبنا أكثر من شرّه، و أعلم أن اليساريين من المهاجرين إلى تلكم البلاد قد يغيظهم قولي، و يذكرونني –ربما- بجهلي أن الهجرة من حقوق الإنسان، أو أنّ المهاجرين لتلك البلدان إنما يحصلون على حقوقهم فيما نهبته تلك الدول من خيرات البلدان الفقيرة أيام الاستعمار، الخ هذه المسكّنات، لكن هذه ليست سوى صورة خادعة، فرغم أن هذه بالفعل حقوق، لكنها حقوق على الورق، و الحصول عليها امتياز، تحوزه نخبة قليلة (لا نخوض هنا في شأن الاستحقاق)، و آخرون يحوزنه إن نجوا من الغرق و سفر البيداء، لكن واقع الأمر أنه امتياز..

لذا، أجدني مع مثل هذا الاتجاه المعادي للهجرة في أوروبا، شرط أن، و هو شرط وحيد، أن يصحبه جهد معقول لتنمية بلدان المصدر، شراكة ما مع الدول و إن تعذّر فمع المجتمعات، لو إنني كنت مثل الراحل القذافي، ملكا لملوك أفريقيا، لناشدت الاتحاد الأوروبي كلّه أن ينسّق مع الاتحاد الأفريقي مثل هذه المبادرة، بوجهيها، تشديد قوانين الهجرة و ضخ مشاريع تنموية عبر شراكات "ذكية"، و هو باب واسع يمكن أن نعود إليه لاحقا.

أيضا: و هنا ارتدي قبعتي النضالية القديمة، هذه الهجرات هي سبيل للحلول الفردية لبعض مواطني العالم الثالث، و كلفتها قطعا، تقع بقدر كبير على حساب الحل الجذري لأزمات عالمنا الثالث هذا، أعجب هذا المناضلين المهاجرين أم لم يعجبهم، من خلال تفريغه من مواطنيه أصحاب العقول الأكثر استنارة، أو أصحاب الكفاءات، أو حتى من عامته (وقود الثورات)، هذا التفريغ الذي يخدم الدكتاتوريات و أجهزتها القمعية قبل أن يخدم أي طرف آخر في معادلتنا السياسية، تجني ثماره قلة محظوظة مهما كثرت أعداد المهاجرين، لذا فأي خطوة تجلب الحلول إلى الشعوب بالكلية، و لا تفرغها من روحها الحية من أبنائها ذوي القدرات، هي خطوة حميدة تستحق التعاون و التنسيق، و سيجد فيها كلا الشعبين، الأوروبي و الأفريقي، أساسا للاحترام المتبادل، على طريقة من زار و خفّ، بدل دفن الرمال في رؤوس النعام..

نرجع للحزب العنصري المعادي، يا أبا بكر ياخ ما كان تستكتر عليهم أنك تقول اسمو، لأنك لما تختصرو لينا في الحزب العنصري دي، و أنت تعلم أنو فينا ناس كتار يرون بعيون الأخرين، تاني حيبقى اسمو الحزب العنصري، و لن نرى أبعد من ذلك، انظر ما حدث لأخينا الانتهازي عوض عبد الرازق، هل ترى من أهلك الشيوعيين من يكترث له أو يعتني لفهم قضيته بعدما حلّت وصمة الانتهازية محل اسمه و اسم أبيه؟.

..
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

يا محمد حسبو غايتو اولادي كان سمعوك قلت ليهم "مهاجرين" ،حيقطعوا لحمك حته..حته :). في الواقع هم ما مهاجرين ولا أجانب؟. ولو كان آبائهم قد هاجروا قادمين من مكان آخر لذلك المكان الذي ولدوا فيه؟! ولفظة "أجنبي" مفردة يستخدمها السابقون المستقرون في المكان للإشارة للاحقون الوافدون اليه بعد تشكل ملامح الدولة فيه وتطور مفهوم "الحدود السياسية" الحديث بعد الثورة الصناعية وظهور مصطلح مناطق النفوذ في لغة القوانين الدولية المعاصرة.في دولة المانيا الإتحادية، على سبيل المثال هناك أعداد هائلة من المجموعات البشرية المتحدره من أصول قوميات تركية، قدم آبائهم لدولة المانيا الإتحادية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، اي منتصف أربعينيات القرن المنصرم،وفد آبائهم لألمانيا بقصد العمل والمساهمة في بناء بنية الدولة الألمانية التحتية الخارجة لتوها من الدمار الشامل، جراء الحرب الكونية، قدموا من بلادهم لتغطية النقص الحاد في البنية السكانية البشرية نتيجة للحرب، خاصة في العنصر الرجالي ركيزة العمل اليدوي.على وجه التقريب أبناء هذه المجموعة يمثلون الآن الجيل الثالث او الرابع، يعني ببساطة يمكنك أن تجد في تكوين الاسرة الممتدة لديهم، الجد الأكبر اللهو ابو ..ابو الأبو او الجدة الكبرى كذلك وهم بذلك لا يعرفون اي مكان غير جمهورية المانيا مسقط رأسهم ومحل دافنين "صرتهم"،بٌنيت شوارع المدن الألمانية الكبرى ومبانيها بمجهود أجدادهم وآبائهم العضلي والذهني؟!.هل يمكننا ببساطة تعميم مفهوم مهاجرين على هذه الفئات من "الأجانب"؟؟!!.

من ناحية تانية الأحزاب اليمينة المتطرف منها او المعتدل نسبياً والأحزاب المحافظة، هي عبارة عن خلايا نائمة في المجتمعات الغربية تظهر للسطح بقوة في اوقات الأزمات الإقتصادية المتجزرة في بنية النظام الرأسمالي، كتعبير عن مستويات التركز او التراكم الإقتصادية، في دورات رأس المال داخل المنظومة الإجتماعية فيما يسمى بدولة الرفاهية و"العالم السعيد" على حد تعبير (سمير أمين). اي ما يعرف في علم الإقتصاد بالتضخم المفرط والتضخم يخلف التفجر والتفجر يبحث دائماً عن مبرر او سيناريو ثقافي ما يدير من خلاله هذه الأزمة المتأصلة في جسد النظام الرأسمالي، مثل مزاعم تهديد الثقافة الرئيسية القائدة و أوهام الهوية القومية الأوروبية ونقص الإندماج و ما الي ذلك من تبريرات للتطرف اليميني . في نهاية العشرينيات حتى منتصف الثلاثينيات من القرن المنصرم حدث مثل هذا "التضخم المفرط" وأدى في نهاية الأمر لتفجر الحرب الكونية الثانية فكانت مجموعات اليهود ،الشيوعيون،المثليين،المعاقين جسدياً، والغجر هم ضحايا نهاية العالم السعيد، تحت ذريعة الخطاب التبريري لإصطدام دولة الرفاهية بازمات النظام الرأسمالي في ذاك الزمان نتيجة للتراكم الإقتصادي.
أما فيما يتعلق بموضوع حرية الحركة والسيطرة على المخارج و المداخل وموضعهما في مسيرة و تطور قوانين حقوق الإنسان ،حرية الحركة حق وجودي أصيل وفوق ذلك حرية فردية، تنظيمها وفق قوانين الدولة او تراثيات القوانين الدولية حالة طارئة أنتجتها ظروف الواقع السياسي المعقد.

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

نوو سوم شي نوو إسّي!

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا محمد حسبو
ياخي بالعربي كدا " نوو سوم شي نوو إسِّي"
و ترجمتها " نحن ولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا "!
و لو في حاجة معفنة في مملكة الدنمارك نقول لناس السويد يا جماعة في حاجة معفنة في مملكتكم! شايف؟!
سأعود
صورة العضو الرمزية
حاتم الياس
مشاركات: 803
اشترك في: الأربعاء أغسطس 23, 2006 9:33 pm
مكان: أمدرمان

مشاركة بواسطة حاتم الياس »

وأنت الأمارات دى مشيت ليها عُمره
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


سلامو عليكم يا جماعة
طبعا المسألة أكثر تعقيد يا حسبو. هذا الحزب اًصلا خرج من رحم الحزب النازي السويدي الذى ذكرته سابقاً. هم نازيين يمارسون التقية. لذا فالموقف من قضية الهجرة عندهم ليس مجرد موقف سياسي مثل قضايا الضرائب و البيئية الخ. انما تحول الى حملة عدائية ضد الاشخاص ذو خلفيات اجنبية. فالاجنبي الاسود هو عبد و الاجنبي الابيض ربما يكون مسلم ارهابي و هكذا يتم تصوير الناس. طبعاً مثلا هذا الكلام لا يظهر فى خطابهم الرسمي و لن تجده فى الوكيبيديا انما فى الممارسة اليومية و فى أحيان كثيرة يطفح للسطح. فى أيام الانتخابات هذه و قبلها أجبرت الصحافة أكثر من واحد منهم على الهروب و الاستقالة بعد ان ضبطتهم متلبسين فى شتم الاجانب و اثارة النعرات العنصرية ضدهم من خلال الاسماء المستعار فى النت. الصحافة ايضا كشفت طرف من الممارسات العجيبة مثل الاحتفاء بالنموذج النازي كما فى صورة الشابة Catharina Strandqvist، تجد رابطها فى الاسفل. هذه أحدى مرشحاتهم لاحد المجالس المحلية. فى ذات السياق ظهرت فيديهوهات لاعضاء قياديين فى الحزب يقومون بترصد الاجانب فى الشوارع و تصوريهم بغرض عرضهم على اعضاء الحزب فى برامج التعبئة ضد الوجود الاجنبي. التصوير يتم دون علم الناس او اذن منهم. و عندما سألتهم أحدى النساء عن سبب تصويرهم لها قالوا انهم طلاب و يقومون بالتصوير بغرض مشروع دراسي فى الجامعة. دى قضية أبعد من سياسيات الهجرة. ياها نفس برامج اثارة الكراهية العنصرية التى لجاء لها حزب البشير فى الفترة الاخيرة بعد ان حلجت منفلة المشروع الاسلامي. الجماعة ديل مشكلتهم موش مع المسلمين المهاجرين عندهم. لا. مشكلتهم و تعبئتهم ضد المسلمين البعاد ايضا. قبل أيام كانوا من أكثر الداعمين لاسرائيل فى حملتها الوحشية على مواطني غزة.

هذه الافكار لا يمكن الدفاع عنها. لا يمكن لشخص يسمى نفسه ديمقراطي و يعلن نفسه معادى للتعدد الثقافي! التعدد الثقافي مفروض يكون أسبق على التعدد السياسي ذات نفسه. الثقافة تعنى الذات و التعدد السياسي دا هناااااك شكلة فى الحكومة. طالما انا اتصرف فى حدود القانون ولا اتسبب فى أذى لأحد فما زول طالبني حاجة. ياخي فى عصور الانوار دي، يجى زول يتكلم عن assimilation. ليه؟ نحن فى بريدة؟ موضوع الثقافة دا احسن حل ليهو يخلوه للانتخاب الطبيعي، بنظمه و يتولى أمره. العناصر القوية فى الثقافة المحلية و الثقافات الوافدة سوف تتكيف و تنمو و تذدهر و العناصر الضعيفة سوف تذبل و تندثر. طبعاً غير حكاية اللجوء هذى فالتعدد الثقافي هو أحد الافرازات المباشرة للعولمة الاقتصادية. الما داير التعدد الثقافي الا يبحث ليهو عن جحر ضب خربان و يتوكل عليه.

اذا فى زول داير يناقش قضايا الهجرة و اللاجئين بعدالة فيتوجه الى أسبابها الحقيقية. انا لو كنت محل الجماعة ديل بقيف الف أحمر ضد التدخل الغربي فى سوريا بطريقته الحالية. من زماااان وضح ان الثورة السورية -مصدر اللاجئين الاساسي هذه الايام- تمت سرقتها و لم تعد مشروع له اي علاقة بالديمقراطية و التغيير الايجابي. لكن تحالف الدول الغربية جميعها بالتعاون مع وكلائهم المحليين واصلوا فى دعم الارهاب و فتح الحدود لتمرير الارهابيين و السلاح. مشكلة الغربيين مع الاسد ليست فى العنف او قتل المدنيين. الغربيين كانوا مجمعين كلهم تقريباً على قتل المدنيين فى غزة و صمتوا على قتل المدنيين فى البحرين و هم زاتهم ممكن يشاركوا فى قتل المدنيين مثل ما حدث من الامريكان و الانجليز فى العراق و غيرها. مشكلتهم مع الاسد انه حليف اٍيران و روسيا. غرضهم من اسقاط الاسد ليس الديمقراطية انما حرمان اٍيران و روسيا من اي حليف فى المنطقة حتى يسهل الاجهاز عليهم فى المدى البعيد. لكن مثل هذا النقاش العقلاني المعتمد على الحقائق العارية مرهق و الاستجابة له بطيئة و يدخلك فى دائرة الشيوعية. الاسهل منه اٍشاعة الغوغائية و اٍستثارة النعرات العنصرية.


السويد ذاتها لا تستقبل اللاجئين لاغراض اٍنسانية مطلقة. بقدر ما تساعد اللاجئين فهى ايضا لديها مصالحة فى ذلك. البلاد تعانى من مشكلة مجتمع مُعمّر Aging Society. حالياً نسبة المواطنين -المعاشيين- فوق عمر 65 تقدر بـ 15 فى المية من جملة عدد السكان. و متوقع ان تصل الى 26 بالمئة فى العام 2050 اذا سارت معدلات الخصوبة و الانجاب على النحو الحالي. اذا أخذت فى الحسبان انو العمر المتوسط للمواطن الاسكندنافي فى حدود 85 عام، يعنى المواطن بعد ينزل المعاش يبقى 20 عام اخرى فى رقبة نظام الرعاية الاجتماعية. هذا عبء كبير على دولة الرفاه الاجتماعي. باستقبالها لمثل هذه الاعداد من الشباب فى ذروة سن العمل و العطاء تكسب الكثير. فى الحقيقة اللاجئين الاكثر الناس حوجة للعون لا يحصلون عليه، هم الناس العالقين فى المعسكرات فى تركيا و الاردن و غيرها. الذين يتمكنوا من الوصول للسويد هم الناس الاحسن حالا. الفقراء لا يملكون المال الكافى لشراء خدمات شبكات التهريب من الحدود التركية الى السويد. نهايتو كما يقول مولانا موسى، سياسة الهجرة الحالية لا تخلو من فوائد معتبرة على البلاد، لكن الجماعة ديل نفوسهم كعبة ساكت :).

على العموم انا شايف انو الاخوة الخواجات ديل لا يحق لهم الاحتجاج على استقبال اللاجئين او مواضيع الهجرة. الجماعة ديل نحنا ما جينهم اصلوا. كنا قاعدين عند اهلنا فى امن و امان. هم براااهم جونا و شالونا طب العصب. و دخلونا معهم فى الشبك الاقتصادية و السياسة العالمية دى. لا ايدنا لا كراعنا. كان سالتهم جيتونا زمان ليه؟ يقولوا ليك عشان نجيب ليكم الحضارة و التحديث. اها البضائع دي ما وصلت حتى اليوم، عشان كده نحنا ركبنا جينا فى دربهن. فازعين الحضارة و التحديث الموعودات ديل. شومسكى (رضى الله عنه) قال بعد الحرب العالمية الثانية الخواجات كتبوا وثائقهم الاستراتيجية فى تقسيم العالم. أمريكا قالت عندها مصالح فى أسيا و امريكيا الجنوبية و ما عندها نية فى أفريقيا. قالوا لكن أفريقيا نديها لاخواننا للاوربيين To exploit it and rebuild Europe. صحيح انو السويد لم تكن ضمن الدول الاستعمارية لكنها استفادت مما حدث من نمو فى اوربا جراء نهب ثروات المستعمرات. نحن شركاء مع اخوانا الاوربيين ديل فى الحضارة و التحديث ديل. كان جينا هنا ناخد نصيبنا منهن بالمعروف و على دائر المليم. و كان أختارنا القعاد عند أهلنا كمان يتفاهموا معانا -كما تقترح- على طريقة مناسبة يوصلوا لينا نصيبنا التنموي فى البلد هناك ناكلوا مع اهلنا. و الله انا لمن اتذكر ما جرى لاخوننا فى الكنغو على ايدى المخابرات و الشركات الغربية أفكر جاد فى تحويل عملي النضالي الى مجال تهريب البشر. بس عشان انقل الكنغوليين ديل جت اجيبهم بلجيكا ياكلوا حضارة و يشربوا حداثة مع أخوانهم البلاجكة سوا سوا حتى يقضى الله امراً كان مفعولا.

من النكات العجيبة فى هذا العالم اننا سمعنا فى الانتخابات الامريكية السابقة من ينادوا باغلاق باب الهجرة لامريكا خاصة من شعوب امريكا اللاتينية تحت شعار I want my counry back يجيني فى خاطري رد مستعجل على الطريقة الامريكية ذاتها على مثل هذه الدعوات Your country? Shut the f*up, you don’t have one
———
صورة الشابة كاثرينا ستراندكفيست، عمرها 20 عام. تظهر فى الصورة و هى ترتدى شعار النازية فى ذراعها.

https://www.thelocal.se/userdata/images/ ... st_003.JPG
أرض الله ما كبْوتة
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

أفوكا دو ديابل

مشاركة بواسطة حسن موسى »

محمد حسبو في دور الـ " أفوكا دو ديابل " [ محامي الشيطان ]؟ دي محتاجة لنظر في كيف و لماذا و اين؟ و ...كدا!
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

صحي يا محمد حسبو "إنت الإمارات دي مشيت لها عُمرة؟".
ومنو القال ليك إنه أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا في حقيقتها "معادية للهجرة وقوانين التوطين"؟ قوانين الهجرة في الغرب معمولة بصورة تبعد المهاجرين، ولا تفسح دخول أراضيها إلا لمن يستطيع أن يكون مفيداً لهذه البلدان من ناحية اقتصادية. وهذه الأحزاب تعرف تماماً كيف تمت صياغة قوانين الهجرة لتتم عن طريقها الغربلة اللازمة. ولو وصلت لسدة الحكم، ربما عملت على تسهيل دخول الأجانب، ليعملوا في الحرف التي هجرها مواطنوهم. لأن من برامج أحزاب اليمين المتطرف أن تعمل على محاربة الشركات التي هاجرت إلى البلدان الآسيوية بحثاً عن الأيدي العاملة الرخيصة الأجر، وإعادتها إلى حظيرة الوطن. ليس لأسباب اقتصادية حكيمة، ولكن لنعرة عنصرية قبيحة.

قلت يا محمد:

لو أنني وضعت نفسي مكان السويديين المتبنين لهذه الأفكار، و أنّى لي، لأمكنني شرحها و الدفاع عنها

شرحك الذي تقترحه، والذي يطابق شرحهم الذي يعملون على توصيله لمواطنين يتسمون يانخفاض الوعي السياسي، يناقض الواقع ولا يعكس السبب الحقيقي وراء دعاويهم المُفصح عنها ظاهراً، المتمثلة في روح العداء للأجانب وتحميلهم زوراً أوزار الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يعاني منها الغرب ويجرنا معه نحوها. إثارة نعرات العداء ضد الأجانب وتحميلهم هذه المسئولية هي الطُعم الذي يحصدون به الأصوات الانتخابية التي يمنحها لهم مواطنون سذج تنطلي عليهم مثل هذا الدعاوى. فهذه الأحزاب تعلم تماماً أن العولمة الليبرالية التي لا ضابط لها ولا رقيب عليها هي التي تغرق العالم في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها. وأنا هنا لا أنعتك بالسذاجة، ولكني أرى كلامك تبسيطياً، ومتحاملاً بالفعل (مثلك مثل الخليفة حاتم) على المهاجرين الذين حصرتهم هنا في اليساريين المدافعين عن حق الإنسان في الهجرة. أجل، الهجرة حق من حقوق الإنسان. شنو يا محمد البخلي هجرتك حق مشروع وهجرتي أو هجرة غيري هجرة غير مشروعة؟ وريني السبب ياخ؟ إنت داير تشتغل في الخليج لأسبابك التي لا أعلمها، ولكن كما قالت حكمة الشعب "ما ضقنا الموت، لكن شقينا المقابر". و أنا من ناحيتي لي أسباب أصيلة دفعتني للهجرة، ذكرتها لك في حوار قديم، ويشاركني في هذه الأسباب العديد من المهاجرين السودانيين، خاصة من اليساريين، ولا أظنك لا تدري.
يا محمد، زرتُ السودان خلال العامين الماضيين أربع مرات (علها تعوضني وتعوض زوجي وبناتي غياب 24 عاماً فُرضت علينا قسراً)، حضرت خلالها حفلات أعراس عديدة، وجدت خلالها أن أبسط هذه الحفلات وأكثرها تقشفاً هي حفلات القادمين من أوروبا. على عكس القادمين من الخليج أو المقيمين في السودان حتى. تعرف ليه؟ لأن المهاجرين لأوروبا ـ يساريين أو غير يساريين ـ يكدحون كدحاً مضنياً لتوفير العيش الكريم لهم في بلدان ترتفع فيها تكاليف المعيشة، وتوفير العيش الكريم لذويهم في السودان. من ناحية أخرى، إن الفكرة الرائجة التي تقول أن المهاجرين يعيشون على فتات المساعدات التي تقدمها الدول المضيفة، ليست فكرة ساذجة وتبسيطية، وحسب، ولكنها مهينة ومسيئة لأناس يعيشون بكرامة وينفقون بنبل على أسرهم في السودان، يحملون عنها كاهل إطعام وتعليم الأجيال الناشئة ورعاية الأجيال السابقة. وأستطيع أن أجزم أن أي سوداني في الغرب له، بصورة أو بأخرى، واجبات تجاه أهله في السودان. ولا بد أنك تعلم ـ وأنت الذي تشتغل بالأرقام ـ أن تحويلات المغتربين لذويهم تمثل عائداً مهماً من عائدات الدولة السودانية من العملات الصعبة. ونصيب التحويلات القادمة من الغرب كبير.
من ناحية أخرى، الدول الغربية لا تهب المساعدات لوجه الله، ولكن تقدم الأحد لمن قدم إليها السبت. وللمساعدات شروط قاسية للغاية ومجحفة في أحيان كثيرة. فهي بالتالي ليست حظوة، ولكنها تُمنح للقادمين الجدد لفترة قصيرة تعينهم على العيش إلى حين أن يجدوا عملاً. وتُمنح أيضاً إذا ما فقدت عملك لأسباب خارجة عن إرادتك، لأن المساعدات لا تقدم لمن يستقيل أو يترك العمل بمحض إرادته. ومقدارها مرهون بعدد سنوات الخدمة التي تقدمها للدولة، أي بما تسدده من ضرائب وما تأخذه الدولة من استقطاعات.
السودانيون المقيمون في الغرب يقبلون في أحيان كثيرة بوظائف تقل عن ما يحملونه من تأهيل، فكم من طبيب يعمل سائقاً لسيارة إسعاف أو عامل تنظيف بالمستشفيات (وينطبق هذا على الأطباء الدارسين في الجامعات السودانية أكثر من غيرهم، نسبة لتردي التعليم في السودان خلال ربع القرن الأخير). وكم من مهندس يعمل حارساً لمحطة وقود. لأن الجابرهم على المُر هو الأمر منه. وأنا لا أقول ذلك للتقليل من شأن وظيفة ورفع شأن أخرى، ولكن لأقول كم هو قاسٍ أن لا تجد العمل الذي تأمل فيه، بين وطن لا يوفر لك سبل العيش الكريم، وأرض مضيفة تجد نفسك فيها مجبراً على القبول بأي عمل يُعرض عليك.

تقول يا محمد باطمئنان شديد:

اليوم، و في عالم القاعدة و داعش، هناك أضرار أشد وبالا، و هنا يأتي تميز المسلمين، كمصدر خاص للقلق و الخوف، فأعداد مواطني هذه الدول، من أصول إسلامية، ممن التحقوا بـ أو يمثلون نواة لـ هذه التنظيمات ليست أمراً يمكن تجاهله، و كيف يتجاهل مواطن سويدي احتمال أن يقدم جاره أو ابن جاره المراهق على اقتحام بيته و ذبح زوجه و أطفاله بدعوى أنهم كفار، و كيف يطمئن أن أمثال هؤلاء حين يعودون إلى أوروبا من رحلاتهم إلى بلادهم الأصل فإنهم يعودون بغير أجندات، أو لم يكونوا متورطين في حرب ما، أو خلافه.

أراك هنا ترتدي بسهولة لباس العنصريين الذين يستخدمون التخويف من الإسلام والمسلمين ذريعة للحصول على الأقل على مقاعد في البرلمان. فهذه الأحزاب لا تستطيع الوصول بسهولة للسلطة، لكنها قادرة على زعزعة السلام الاجتماعي والحصول على أصوات تمكنها من دخول البرلمانات. والسياسة في هذا الغرب هي تجارة رابحة، حيث تضمن للنواب مرتبات مدى الحياة وامتيازات لا يحلم بها الكادحون الذين يرمون بأصواتهم في سلة قمامة اليمين المتطرف. ومقدار دعم الدولة للأحزاب السياسية يعتمد على نسبة ما تحصل عليه من أصوات. لذلك، فإن الديمقراطية في الغرب تحتاج إلى إعادة بناء يقف على ركائز تقوم على المساواة في الحقوق بين المواطن وممثليه في السلطة. لكن هذا موضوع آخر.
يا محمد في فرنسا، على سبيل المثال، يبلغ عدد المسلمين حوالي ستة ملايين من مجموع ستين مليون نسمة هم سكان فرنسا، فإذا ما أخذنا بتصورك الذي يفترض أن المواطن الأوروبي لا يمكنه تجاهل "احتمال أن يقدم جاره أو ابن جاره المراهق على اقتحام بيته و ذبح زوجه و أطفاله بدعوى أنهم كفار"، فإن ذلك يعني أن عُشر سكان فرنسا يهددون أمن بقية إخوتهم في المواطنة. ويجب أن لا ننسى أن هؤلاء الستة مليون مسلماً هم في غالبيتهم مواطنون أصليون في هذه البلاد وُلدوا هنا وليس لها موطن آخر غيرها. ومنهم من حصل على حق المواطنة ويقوم بتسديد واجباتها. يا محمد هذه شطحة لا تليق بك، فمنذ ظهور القاعدة وإلى هجمة داعش مروراً بالقاعدة في المغرب الإسلامي وبوكو حرام، لم نسمع بأن مسلماً "اقتحم بيت جاره وذبح زوجه و أطفاله بدعوى أنهم كفار". حتى اليمين المتطرف في أسطع حالات نعراته العرقية لم يسبقك عليها.
ثم أن القاعدة وثمارها من شاكلة داعش هي صنائع للغرب. ولا أظن أنه يفوت عليك أن بن لادن ظهر للعالم مع حرب الغرب ضد "الخطر الشيوعي" على أفغانستان، فتلقى المال والعتاد والتدريب لقواته. وحينما انهار المعسكر الاشتراكي، انقلب المخلوق على خالقه في هيئة القاعدة. والأيام كفيلة بأن توضح لنا كيف ظهرت داعش، أو البعبع الجديد المعروف في الغرب باسم "الدولة الإسلامية"، اختصاراً للتسمية الكاملة.

أما ثالثة الأثافي في كلامك فهي:

لذا، أجدني مع مثل هذا الاتجاه المعادي للهجرة في أوروبا، شرط أن، و هو شرط وحيد، أن يصحبه جهد معقول لتنمية بلدان المصدر، شراكة ما مع الدول و إن تعذّر فمع المجتمعات، لو إنني كنت مثل الراحل القذافي، ملكا لملوك أفريقيا، لناشدت الاتحاد الأوروبي كلّه أن ينسّق مع الاتحاد الأفريقي مثل هذه المبادرة، بوجهيها، تشديد قوانين الهجرة وضخ مشاريع تنموية عبر شراكات "ذكية"، و هو باب واسع يمكن أن نعود إليه لاحقا.

إنت بي جدك بتتكلم عن "تنمية بلاد المصدر؟". طيب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي حيمشوا وين؟ مش الداهيتين ديل عايشات على منح القروض للدول النامية، ثم استرداد القروض علاوة على الأرباح، وفي حالة عدم القدرة على تسديد الديون، فإنها تخلص "حقها" من الزرع والضرع وما في باطن الأرض؟ وأين سيذهب نادي باريس الذي يعمل على إعادة جدولة ديون البلدان النامية (أي استمراراستنزافها على المدى الطويل)؟ وأين ستذهب الشركات المتعددة الجنسيات التي تنهب الزرع والنفط والمعادن؟ محمد أفتكر إنك اقتصادي، وعندك بالتالي معرفة بالاقتصاد الدولي. صححني إذا غلطانة. طيب، حتى إذا غلطانة، إنت ما عارف إنه الاتحاد الأفريقي هو تجمع لرؤساء الدول الأفريقية، وأن غالبيتهم من "الطغاة العاكفين على الدناءه / الخائنين السارقين القاتلين/ الحاسبين الشعب أغناماً وشاءَ"؟ وأنهم يقتسمون الغنائم مع غالبية دول الغرب، ومع الشركات المتعددة الجنسيات؟ وهل تعتقد أن "الشراكات الذكية" هي من مشاريع الرأسمالية الغربية المتطفلة على بلداننا؟
يا محمد، السعيد من اتعظ بغيره، فدعك إذن عن نموذج القذافي، فنتيجة "مناشدته" للاتحاد الأوروبي نراها اليوم ماثلة أمامنا.

دعني يا محمد أزيد عدد "الأثافي" في كلامك، فهذه لا يمكن تركها:

هذه الهجرات هي سبيل للحلول الفردية لبعض مواطني العالم الثالث، و كلفتها قطعا، تقع بقدر كبير على حساب الحل الجذري لأزمات عالمنا الثالث هذا

كيف يتسق أن تعتبر هذه الهجرات سبيلاً للحلول الفردية، وأن تراها في الوقت نفسه عائقاً لـ "الحل الجذري لأزمات عالمنا الثالث". بعبارة أخرى، كيف يمكن لمشاكل فردية أن تضر بلداناً بأكملها؟ وإذا كانت مجرد مشاكل فردية تاعبنا وتاعب روحك في شنو؟

آخر تعديل بواسطة نجاة محمد علي في السبت سبتمبر 20, 2014 9:42 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

و هاجي نفسه من لم يميّز..

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


تحياتي للجميع..

صراحة حين أرسلت مداخلتي أعلاه توقعت نيراناً كثيفة و رجماً بالبراميل، لكن لم اتوقع هذا المستوى من رداءة القراءة و الإريليفانت آرقيومنتس.

أنا برضو سأعود لكن ما بكرة، بعدو على الأرجح..
If you can't explain it simply, you don't understand it well enough
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

وفي انتظارك لنعرف هذا المستوى من "رداءة القراءة و الإريليفانت آرقيومنتس" الذي لم تتوقعه.


ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

[font=Arial]تزفيتان تودوروف.. تفكيك "عبء" الرجل الأبيض

يشكّل كتاب "تزيفتان تودوروف - تأملات في الحضارة والديمقراطية والغيرية"، الصادر مع مجلة "الدوحة" بإعداد وترجمة محمد الجرطي، فرصة للوقوف على عالم وأفكار المفكر الفرنسي، بلغاري الأصل، وذلك من خلال ثلاثة فصول تضمّ حوارات ومقالات وقراءات نُشِرت في الصحف والمجلات الفرنسية.
الفصول الثلاثة تعرض وجهة نظر صاحب "الأدب في خطر" تجاه قضايا العالم الراهنة، انطلاقاً من كتبه التي ينكبّ فيها على دحض مقولة التفوُّق الحضاري للغرب، تلك التي تعيد إلى الأذهان "عبء الرجل الأبيض" وهو يجاهد زوراً لتمدين الآخر ونشر الحضارة في بلدانه. كما يدعو تودوروف إلى التحلّي بالتسامح مع الآخر، بما في ذلك الأقليات التي تعيش في الغرب، من خلال التعايش مع الثقافات المختلفة لإرساء أسس التفاهم والحوار. ويحذِّر الغرب من خطاب الكونية الزائفة، حيث يسعى الغرب بشكل جنوني وبطرق غير مشروعة إلى إسقاط منظوره الحضاري على الشرق، باعتبار أن حضارته هي الأرقى والأرفع منزلة، فيقصي، من ثمّ، على الطرف الآخر، وعلى خصوصيته.
"
الخوف المَرَضي من الآخر المسلم أضحى رهاباً يقضّ مضاجع الغربيين
"
يقول المترجم في مقدمته: "انطلاقاً من مقاربة متعدِّدة الأبعاد تتقاطع فيها حقول معرفية متنوّعة: علم النفس، علم الاجتماع، التاريخ، الفلسفة، الأنثروبولوجيا، ينبّه تودوروف الغرب إلى خطر الخوف المَرَضي من الآخر- خصوصاً الإنسان المسلم- لأن الإذعان لهذا الخوف الذي أضحى رهاباً يقضّ مضاجع الغربيين دفعهم إلى اعتبار الآخر بربرياً، ومن ثمّ مارسوا ضدّه سلوكيات أكثرإغراقاً في البربرية والوحشية. ولعلّ ما حدث في سجنَيْ أبو وغوانتانامو يبقى خير شاهد غريب".
يصرخ صاحب "غويا في ظل الأنوار": "من السهل أن نقتل باسْم حقوق الإنسان كما نقتل باسم الله". ثم يسأل نفسه: "ما هي التعددية الثقافية؟"، ويجيب "يكفي القول: إنها نزعة إنسانية. إنها سمة سياسية تكمن في نقد الاختلافات بين المجتمعات داخل بلد ما".
ولا يتوانى تودوروف عن هجاء الديمقراطية الغربية بالقول: "المسيحية السياسية للمحافظين الجدد تقدِّم نفسها كحامل للتقدُّم وحقوق الإنسان والازدهار الاقتصادي للجميع، غير أنها تتناسى أن تطلب رضا وموافقة هؤلاء الناس الذين تتوجّه إليهم، وترسل إليهم جيشها ليحرِّرهم. وكنتيجة لهذا النزوع، يتمّ إضفاء طابع الشرعيةعلى التعذيب الذي، فضلاً عن ذلك، وافقت عليه الدول الأوروبية بلا تردُّد. إن الديموقراطية، في الولايات المتحدة كما هو الشأن في أوروبا، أصبحت متآكلة ومهدَّدة من طرف السلطة المفرطة في التجاوزات التي اكتسبها أصحاب النفوذ المالي... إن تمويل الحملات الانتخابية من طرف المقاولات والشركات الذي أصبح يحظى بالشرعية، يفسد العملية الديموقراطية. وكل هذا يحدث باسم أرقى الديموقراطيات وأعرقها
".
- See more at: https://www.alaraby.co.uk/culture/3a34ea ... 56b3#sthas[/color]h.ccX3oFP4.dpuf
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

[font=Arial]

[size=24]اجدنى مشاركا بهذا الجزء عن كتاب تودروف الذى اقتنيته ولم اقراه بعد
واجد مشاركا لقوم الاغتراب الاوربى المعتلين سدة انهم الصانعون وبهداوة كدة ياصديقى محمد لا اعتقد ان كل جرائم الغرب
يمكن قياسه بامكانية بسيطة ان ينفعل مهاجر كمايحدث فى احداث فردية يكون فيها الامر داخل فى تداخلات المجتمع الاوربى
وتعامله مع المسلم واللاجئ السياسى من كل بلاد وغير ذلك كلهم وكلنا داخلون فى سداة المجتمع الاوربى مشاركين فيه ولنا حقوقنا
على حكوماتنا الاوربية[
/size]
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

كلنا يا بني، نسافر وحدنا في نهاية الأمر

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


تحياتي يا نجاة و معليش على التأخير، نعود للحوار..

بشكل عام، لم أجد في كلامي ما يشي بتخوين المهاجرين من بلاد السودان إلى أوروبا، و لا ما يشير إلى أنهم مدانين بسبب وضعهم هذا، يا جماعة خلونا نتعلم مش بس نتفاكر مع الكلام المكتوب، ما كفاية، كمان بالله نستخدم شي اسمو التجريد في بعض الأحيان، لأنو لما أقول إنو تكلفة هجرات السودانيين لأوروبا و الإمارات كانت خصما على حل المشكلة السودانية، دا كلام يصف محصلة إجمالية، الرد عليهو ما بيتطلب أي انفعال على أسس شخصية، أو بطولية، الرد عليهو بيكون يا إما و الله اتفق معاك، يا إما لا أنا شايفـ/ة أنو هجراتهم دي خدمت الوطن و العباد من خلال واحد اتنين تلاتة الخ و عائد الخدمات دي كان أكبر مما لو كانوا قعدوا و أسهموا في حلحلة مشاكلو و هم هناك.

تصدق يا حالم اليأس أنا شخصيا كنت ناسي موضوع اغترابي في الإمارات دا، فوجب تعديل عباراتي السابقة لتصبح كما ورد في البراقراف أعلاه، تصدق –تاني- يا خليفة، عندي بعد عمري دا نية هجرة أبعد من أوروبا و الإمارات، و كان اتوفقت فيها، برضو رأيي ما حيتغير، ح أقول نحنا طلعتنا من بلدنا سهلت مهمة ناس جبهة الميثاق الحاكميننا هناك ديك، و طولت مشوار الحل، و لا ابرئ نفسي، دا كلام وصفي إجمالي، ما فيهو تناقض لا مع حق البني آدم في أنو يهاجر، لا مع استحقاقو أو ظرفو الهاجر بيهو، يا شركاء الحوار بالله لما تجوا تكتبوا معانا هنا حاولوا تتحلوا بشيء من القدرة على التجريد. و من التجرّد كمان من عقدة الذنب بأمانة كدا، أنا ما هاجمت مطلقاً مشروعية خيارات أو وضعية واحد فيكم.

من حقك يا وليد تتبنى منهج اللجوء إلى ربط و تفسير مثل هذه النزعات (التي يمثلها الحزب المعادي للعرب في السويد، و نظرائه في بقية أوروبا)، تفسيرها حصرياً بالأزمات الاقتصادية، و تصويرها على أنها إحدى حيل الغرفة التي تدير المؤآمرة الرأسمالية لإلهاء/ تضليل شعوبها كلما مسها القرح بما قدّمت يداها، هذا المنهج هو كما تعلم من مخلّفات مدرسة فكريّة بعينها، و هذا المنهج –بالذات- هو ما أورد هذه المدرسة موارد الهلاك حين دان لها حكم شعوبها، فيا أخي وليد التمسك بهذا المنهج بمثل ما تفضلت به و استصغار كل دافع آخر وردّه إليه لا يسهم فيما أرى لا في فهم الظواهر الاجتماعية لا في مقاربتها بالحلول. أنا لن أعلّق على استنتاجك المبني على هذا المنهج في التحليل، فقد أجاب عليه التاريخ في محلّه و أقفل المحضر في تأريخه.

يا بكري التيار القومي دا، سمه العنصري، المنغلق، طبيعي أنو –في صيرورتو زيما بقولوا ناس اتحاد الكتاب- طبيعي أنو يبدأ غير منقّح، أي فيهو العنصرية الخام، ثم بدواعي الانسجام و التسويق، و الانتخاب الطبيعي، يبدأ شوية شوية في التشذيب، انتخابات تلو أخرى، لذلك مطلبي ليك و لي أخوانك اليساريين الجزافيين هناك، أنو تعاينوا لمثل هذه الاتجاهات في تطورها إجمالا لا في لحظة معينة منه فقط، أخواننا الأكبر مننا في السياسة لي يوم الليلة بسموا الجماعة الحاكمين السودان على أنهم الإخوان المسلمين، نحنا، الجينا في النص، لي يوم الليلة بنسميهم الجبهة الإسلامية، الناشطين الحاليين بقولوا ليهم المؤتمر الوطني، ما تستبعد تلقى ناس بسموهم جبهة الميثاق، كل واحد فينا محمض الفلم في اللحظة البيعرف ليها، فياخي جماعة الحزب المعادي ديل، كانوا زمان نازيين، هسة معادين عنصريين، بكرة بتلقاهم غلفوا الحكاية دي كويس و بقوا ديموقراطيي السويد، دا كلو ما المهم، أعني الجانب التكيُّفي في صيرورتهم، المهم هو أنو المضمون القومي لدعوتهم له أساس و سيلاقي مزيد من الرواج، أنا قلت حقو نحنا، المتحدثين باسم مصالح العالم الثالث ديل، نستفيد من التطور دا و نحولو لمصلحة شعوبنا، نقول للقوميين الأوروبيين مبروك عليكم الحكومة و البرلمان، لكن موضوع هجرة أهلنا المضايقكم دا حلولو عندنا و نوريكم ليها، الناس دي بتجيكم لأنو بلدانها ما فيها حكم رشيد، و ما فيها تنمية ولا كرامة، و لو اشتغلتو معانا عليهم و توفرن في بلداننا تاني ما بنجيكم إلا إجازات، و الشي النحنا طالبينو دا حقنا عندكم و عليكم، ما مساعدات، دايرين تتلولوا و تعوسوا عواستكم القديمة و تجربوا المجرب من أساليبكم الفاتت المشاكل بتستمر و بلداننا ح تستمر ترميكم بفلذات أكبادها، مشكلة نخبنا يا نجاة، ما عندها عزّة و يد عليا لما تتكلم مع سادة العالم و المانحين، مجرّد شحادين زي ما قال مصطفى عثمان.

يا نجاة نقدك لإمكانية الشراكة الذكية مع العالم الأول، و تشكيكك في مقاصدهم دا شي مشروع و متفق عليهو، لكن اسمحي لي، سوء طوية العالم المانح دا جزء بس من المشكلة، من جانبي أظن أنو فشلنا في إنتاج مثل هذه الشراكات يقع أكبر إصرو على بؤس عرضنا لبضاعتنا، هو نحنا منو، نحنا يا إما حكام مفسدين ياكلوا مال النبي و لا هم لهم بذكاء الشراكة أو بلاهتها إلا بقدرما يغنمون منها، يا إما نحنا نخب لو افترضنا فيها الذكاء الاستراتيجي ممكن نقول أنها تكاسلت عن جر بقرة المانحين لتدلها على مجرى نهر مآسي الشعوب، لأنو النخب دي بتستفيد هي ذاتها من استمرار المآسي دي و امتيازاتها التي تحصل عليها هي نتيجة عرضية لوجود هذه المآسي، لكن لكوني لا افترض الذكاء الاستراتيجي في ناشطيننا بقول الأرجح أنهم متواطئين بغير قصد أو بحكم العادة، زي الأفندية و المتعلمين من جنوب السودان زمان.

أما طموح أخونا حسن موسى، في أنو لو في حاجة معفنة في مملكة الدنمارك، هو يقول ليهم في حاجة معفنة هناك، فقد أكد لي مشكلة الإندماج التي يشتكي منها الحزب المعادي للإسلام، بالله شوف جنس دا، في الزمن الذي يرأس فيها أمريكا جارنا أوباما ابن الكيني طالب الدراسات العليا (يعني ولا مهاجر)، و حسن موسى متلحو أوباما قوم هوم، تجد أن ما يسوقه د. حسن كدليل على مواطنيتو و أهليتو يتخلص في تأكيد أن لديه حاسة شم! بالتوفيق يا دكتور و نأمل أنو موظفي بلدية الدنمارك يستجيبوا لشكواك في أقرب وقت.

مرة أخرى، اعتقد، أننا في العالم الثالث، سياسيا و ليس أخلاقيا يا جماعة، اتحدث سياسيا، يمكن أن نوظف صعود التيار القومي في أوروبا بما يحقق منافع لم تكن ممكنة من قبل لمصلحة شعوبنا بالإجمال، و حيثُ هي، و قد قلتُ إن هذا التيار متنامي و أنه لديه مبررات في سياقه الهناك، أنا باستمرار ضد المحاكمات الأخلاقية و الخطاب الأخلاقي و النبرة الأخلاقية، بل اعتبرها (و دا موقف شخصي) "دليل" مشكلة لدى من يستخدمها، ممكن انتقد عدم الاتساق الأخلاقي عندما يدعيه أحدهم و في حدود ما يدعيه هو و دا بالتالي نقد منطقي و ليس أخلاقي، فأرجو أنو ما يبقى لديكم ظن أنني أحكم على سادتي المهاجرين من منطلق أخلاقي، حاشا لله، و التحية من قبل و من بعد للصديق المهندس حاتمي الياس الذي يغشى الوغى و يعف عند المغنم.

سأعود..
If you can't explain it simply, you don't understand it well enough
صورة العضو الرمزية
حاتم الياس
مشاركات: 803
اشترك في: الأربعاء أغسطس 23, 2006 9:33 pm
مكان: أمدرمان

مشاركة بواسطة حاتم الياس »

محمد حسبو (أقول نحنا طلعتنا من بلدنا سهلت مهمة ناس جبهة الميثاق الحاكميننا هناك ديك)..!!

والله يامحمد حسبو اقوله ليك جد (مع ملاحظة أنو حالة أنغماسنا فى الزمن الفيسبوكى اصاب كتابتنا بداء الرشاقة والخفة وتشبه حالة العودة للكتابة هنا فى سودان فور أول أقرب الى حالة الأعتياد على اللعب فى ميدان خماسيات ثم فجأةً تجد نفسك تعود لممارسة اللعب فى ميدان كبير وواسع قطعاً ستجد أن لياقتك الذهنية والبدنية قد هبطت كثيراً وأنت تفرغها كلها فى ساحة تلك الونسات والهظارات وخواء التواصل الأجتماعى) أقول ليك بأنو كورتك فكت

بالنسبة لى لاأملك صيغة يمكن أن أفسر بها قولك أعلاه سوى أنه مكلل بالمثالية والطوباوية ويربط التاريخ تماماً كـــ(حجل) فى أرجل الذين خرجوا من السودان مهاجرين لأمصار العالم ومدنه. وكأن لحظة خروجهم هى لحظة أنتصار المشروع الأسلاموى فى السودان ,خرجوا وحملوا معهم أحتمال الثوره والتغيير الذى قاموا بطيه فى حقائبهم وغادروا عبر بوابة مطار الخرطوم

بشكل أو اخر أقول كان مشروع (أبوعيسى بروجكت) الذى فتح شهية الهجرة غرباً فيه استنزاف ضخم لكوادر سياسية أقول سياسية لكنها (ليست ثورية) لأن وصف ثورية يرتبط بشرط ممارسة موضوعى ونظرى يفترض تواجدك فى قلب الحركة الجماهيرية وفى خضم الفعل السياسى اليومى وليس مجرد حالة مهاجرة. وهذا لايعنى بالطبع أن تواجدك فى الداخل يميزك عن الأخرين فالتميز هو تميز موقع داخل حركة النضال اليومى, جاءت الأنقاذ وافرغت جهاز الدولة وأنقلبت على القطاع العام الذى وفر التعليم المجانى والأجازات المدفوعة الثمن والمنح والدراسات الخارجية وهددت مكتسبات الطبقة الوسطى وافقرتها فوجدت البرجوازية السودانية نفسها فى عراء ساخن وحار وشاسع فقر وأعتقالات واثمان باهظة تُدفع ,على الرغم من أن مشروع الثوره لم يخبرهم فى يوم من الأيام من قبل أنوالتغيير والنضال والثورة الخ أخر الأدبيات والأغنيات أن الثمن النضالى لهذا الأمر بارد وبلاتضحيات جسيمة ويتطلب الملازمة ورفقة الشعب, لكن نفس البراعة والفهلوة التى جعلتهم فى السابق يوظفوا القطاع العام لمصالحهم الطبقية كبرجوازية صغيرة تطمح فى الترقى داخل هيكل الدولة مكنهم من أعادة قراءة الوثيقة الدولية لمصلحهتم وأنتقلوا من ساحة المجانية المدعومة من الدولة والميزات المدفوعة من طبقات الشعب لفضاء المجانية الأخر المنظم بالوثائق والعهود الدولية (اللجؤ)والمدفوع ايضاً من طبقات شعوب أخرى.. وهكذا عشنا فى عهد الأنترنت السياسى واصبح مشروع المقاومة معدل جغرافياً

هذا التاريخ طبعاً يفسر فى سياقه ولحظته لكن أنت تقول ببساطة أنه لولا هذه الهجرة لما أنتصرت جبهة الميثاق فدى شوية واسعة
لأن التاريخ لايُقرأ بهذا التعسف ولو هذه تفتح عمل الخيال طوباويته السعيدة وتجهض العلمى والموضوعى ..


أخوك حالم اليأس من شقلبان شرق رأس الخيمة
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

شرح العولم

مشاركة بواسطة حسن موسى »



شـــرح العـُوْلــَمْ

[ و هو غير " العالم"، و قيل أنه نوع من المتشيطنة،إذا ظفر بإنسان يرقصه و يلعب به كما تلعب الهرة بالفأر، قال : رأيت رجلا من هبكة يحمل الماء في شبكة ذكر ان عندهم من هذا النوع كثير.و ذكر أن الغولم ربما يصطاده بالليل ليأكله فإذا افترسه يرفع صوته و يقول: أدركوني فإن الغولم قد أكلني، و ربما ينادي: من يخلصني و معي ألف دولار يأخذها، و القوم يعرفون أنه كلام العولم ولا يخلصه أحد فيأكله الغولم " عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات للقزويني" بتصرف مفرط]




فذلكة :
" يجب أن لا ننسى أن الناس الذين نقاتلهم اليوم هم أنفسهم الناس الذين صنعناهم قبل عشرين عاما"
هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية و المرشحة السابقة و القادمة لرئاسة الولايات المتحدة

https://www.youtube.com/watch?v=9_2B0S7tj9E





شرح العنقريب الكبير
قبل سنوات جمعتني ملابسات الفنأفريقانية الأوروبية في مشروع حوار مع بعض منظمي المعارض فسألني : ماذا يمكن أن تقدم لوطنك و أنت تقيم في الخارج؟ فغاظني كون الخواجة[ الهولندي] أحالني لهذا الـ " خارج" الأنثربولوجي الكولونيالي و رددت عليه بسؤالي: و ماذا يمكن أن تقدمه أنت لوطني و أنت تقيم في الخارج؟و اظن أن الخواجة حنق علي لأن قولتي بدت له ادخل في الوقاحة المجانية منها في الحوار الجاد الذي غايته إنقاذ القارة الإفريقية بوسيلة الفن.وبعدها انحتر و انبتر مشروع" حوار الحضارات" الذي كان الخواجة يؤمل فيه وذهب كل منا في سبيله.و كانت النتيجة أنني لم أشارك في التظاهرة الفنإفريقانية الأوروبية التي كان صاحبنا يعد لها العدّة، و نابني لوم من باتريسيا التي اعتادت على جحودي المزمن الذي يؤدي بي لعض الأيادي المحسنة الممدودة نحوي . طبعا لوم باتريسيا هين لأن نقد الأنثروبولوجيا الكولونيالية فايت اضانها، و لولا ذلك لما ساغ لي أن أتعهدها بأفكاري الهدامة في حق موضوعات من شاكلة" الهوية الأفريقانية"، بنت الأنثروبولوجيا الكولونيالية، و فساد "حوارأو/و حرب الحضارات" البائدة و زيف" الفن الأفريقاني المعاصر" و خطل " التخلـّس العرقي" الذي هو الوجه الآخر لعملة "النقاء العرقي" إلى آخر كلام الشعراء، و طوبى للشعراء.
المهم يا زول،ما يحفزني على متابعة هذه المنازعة، المتخلقة بذريعة تعريف العلاقة بيننا و بينهم، و ضمير الجماعة في " بيننا" راجع لينا أنحنا فقراء العالم الثالث المؤملين في النجاة من جحيم الإستبعاد ، بالإلتحاق ،[ أو حتى بالتـِّلـِصـِّقْ تلحمة و سلبطة ساكت]، بنعيم العالم الأول]. أقول: ما حفزني على العناية بهذه المنازعة الشائكة هو أنني استشعر فيها فرص عقلنة واقع صراع الطبقات المعولم الذي يمسك بخناقنا و يكتم انفاسنا و يفرض علينا شروط التفكير و العمل وفق مناظير سادة عصرنا الذين هم ، في نهاية التحليل ، مجرد حفنة من الصعاليك الأراذل الذين هيمنوا و يهيمنون على الإقتصاد وعلى السياسة بوضع اليد القوية التي تبطش و تقتل كل ناقد أو معارض.و عقلنة الملابسات المركبة التي يتخلق ضمنها صراع طبقات زمن العولمة تنطرح أمامنا كلنا كأولوية بقاء قصوى.
و بما أن الموضوع، موضوع صراع طبقات زمن العولمة، طويل و متشعب و دروبه محفوفة بالمزالق المفهومية و التقنية ، فسأحاول معالجة موضوعاته من واقع مناقشتنا الراهنة. التي تبدأ من عنايتنا بنتائج إنتخابات في تلك البلاد التي " تموت من البرد حيتانها".

و شرح شكسبير:
كتب محمد حسبو:
" أما طموح أخونا حسن موسى، في أنو لو في حاجة معفنة في مملكة الدنمارك، هو يقول ليهم في حاجة معفنة هناك، فقد أكد لي مشكلة الإندماج التي يشتكي منها الحزب المعادي للإسلام، بالله شوف جنس دا، في الزمن الذي يرأس فيها أمريكا جارنا أوباما ابن الكيني طالب الدراسات العليا (يعني ولا مهاجر)، و حسن موسى متلحو أوباما قوم هوم، تجد أن ما يسوقه د. حسن كدليل على مواطنيتو و أهليتو يتخلص في تأكيد أن لديه حاسة شم! بالتوفيق يا دكتور و نأمل أنو موظفي بلدية الدنمارك يستجيبوا لشكواك في أقرب وقت. "

أبدأ بشرح عنقريب سيدنا شكسبير الذي استشكل على محمد حسبو و أوقعه في سوء الفهم المجاني. و بالمناسبة شكسبير حاضر في أدبنا الشعبي و الرسمي لأننا لا نستغني عن بلاغته في معظم تعبيرنا الشعبي و الرسمي. و ذلك لأننا نحيا [و نموت] داخل هذه البنية الثقافية المعولمة التي فرضت علينا ضمن واقع إلحاق مجتمعاتنا التاريخي لبنى رأس المال العالمي..و لو بحثت لوجدت شكسبير في اصل الحكم الدارجة من شاكلة " الدنيا مسرح كبير ولكل دوره " أو " الأحمق يرى نفسه حكيما بينما الحكيم يرى نفسه أحمقا" أو " بإمكانك خداع بعض الناس بعض الوقت و لكنك لن تخدع كل الناس كل الوقت". وتنويهي برائحة العفن في مملكة الدنمارك يحال للنقد الذي يوجهه "مارسيلوس"، أحد شخصيات مسرحية "هاملت "، لهاملت على عدم عنايته بالأولويات السياسية للمملكة.فهاملت منقسم بين الثار لوالده اللمغدور على يد عمه كلوديوس أو قبول الأمر الواقع و صيانة مصلحة المملكة العليا من الفتنة العائلية المحيقة .و أصل العبارة:
Something is rotten in the state of Denmark.
وارد في الفصل الأول من هاملت حين يظهر شبح الأب لهاملت و يطاب منه أن يتبعه فيحاول الحراس،" مارسيلوس" و "هوراسيو" إقناعه بأن لا يتبع شبح والده لكن هاملت لا يبالي بتحذيرهم فيضطر مارسيلوس و هوراسيو لإتباع هاملت على مضض و يدور بينهما الحوار الذي وردت فيه القولة التي سارت بها الركبان "
Marcellus: Let's follow. 'Tis not fit thus to obey him.
Horatio: Have after! To what issue will this come?
Marcellus: Something is rotten in the state of Denmark.
Horatio: Heaven will direct it.
Marcellus: Nay, let's follow him.

و سيرة الرائحة العفنة التي في مملكة الدنمارك تهمني من حيث كونها تتجاوز حدود كل الممالك القديمة و الحديثة لتستوطن خياشيم الأهالي الغبش المنفيين في ضواحي الدنيا البعيدة و تفسد عليهم بهجة الحياة على الكسرة و الموية.ذلك أننا بتنا نحيا في عالم مرتبك متداخل الأطراف و متشابك المصالح فلم يعد بامكاننا أن نغض النظر عن ما يدور في دار الجيران مثلما لم يعد بمقدور الجيران أن يشيحوا عن ما يدور في دارنا.
"

شرح" الآخر"
بعد هذه المقدمة الشكسبيرية نرجع لحجة محمد حسبو الذي اختار دور "محامي الشيطان" السويدي في هذه المنازعة الـ "شيطانية" العامرة بالتفاصيل. جاء في حكمة سيدنا فريديريك نيتشه، كرم الله وجهه، أن أكفأ وسيلة في النيل من قضية ما هي في الدفاع عنها عمدا بحجج فاسدة .[ العلم الحبور]. فمحمد حسبو يكتب في مداخلته المعنونة " المرايا المحدبة للمهاجرين" :
" .. لو أنني وضعت نفسي مكان السويديين المتبنين لهذه الأفكار، و أنّى لي، لأمكنني شرحها و الدفاع عنها، و تعلم أن وضع نفسك مكان الآخر هو مما يعين على فهم الآراء المختلفة في أي قضية كانت، و هذا لا يعني ضرورة الاتفاق كما تعلم أيضاً. "
و أول فساد حجة محمد حسبو يظهر في كونه يزعم وضع نفسه" مكان الآخر". و أنـّى له ! و " الآخر " دي ، يا محمد حسبو،تجيب وراها كل بلاوي الأنثروبولوجيا الكولونيالية التي افسدت على الأوروبيين، كما افسدت علينا جميعا،[ بما فينا من شعراء غابة و صحراء و من تبعهم من غواة التخلـّس السودانوي الرائج ]،رؤية واقع العلاقة القائمة بيننا كشركاء في هذا العالم. و حتى موقع " الآخر " الذي استعرته لنفسك يا محمد حسبو، فأنت تستبقه بهذه الـ " و أنـّى لي " التي تشي بقناعتك بفساد حجتك الموعودة.ذلك أن الإدعاء بالوقوف في موقف " الآخر" هو حيلة بائسة لا تبالي حقيقة بهذا "الآخر"، لكن المقصود منها تزييف حجة "الآخر "و تسويغ تغييبه المتعمد من المناقشة التي تمسخ الحوار ،المفترض أنه بين طرفين، لحالة الحوار مع الذات[ مونولوج].ياخي قدم حجتك إنت دا ، عشان" الآخر" السويدي عارف مصلحته وين و ما محتاج لزول زيك عشان يجي يدافع عنه . و كان جيت للجد يا محمد حسبو فأنت ما شغـّال بهذا الآخر السويدي و لكن غبينتك حارة على الجماعة الطيبين الذين هجروا وطنهم الأول و استقروا في وطن ثان سعته أوروبا و أمريكا،جعلتك تنسى عُمرتك المستدامة في بلاد نفطستان المباركة كما نوّه الزميلو الخليفة حاتم الياس . و في مثل هذه الحالة فإما أن نرد غبينتك لمشاعر الحسد الدارج و نصرف ليك من حكمة الأهالي " ماذا يفعل الحاسد مع الرازق؟" و "الماعارف يقول عدس" إلخ، أو كمان نشرح ليك شروط و ملابسات وجودنا[ و وجودك ] في هذا "العولم" الممسوخ من واقع صفتنا كـ " أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا " و قيل " نبدل بلدا ببلد كما نبدل حذاءا بحذاء " [ بريخت] .
كتبت يا محمد حسبو :
".. السويديون، و أنا أفضل أن أقول الأوروبيون، الذين يصنفون أنفسهم على أنهم المواطنون الأصليون في بلادهم، لديهم كل الحق، و المبررات، في أن يدعموا مثل هذا التيار، ففي ظنهم، أنهم و أجدادهم من قبل قد بنوا حضارة ذات قيم معينة، و دولاً ذات ميزات خاصة لمواطنيها،"
هذه الحجة التي تزعم أن الأوروبيون يصنفون انفسهم على أنهم " المواطنون الأصليون في بلادهم" و أنهم بالتالي يعرّفون الحق " كل الحق"على اساس هذه الأصالة، هي حجة بائسة "زمانها فات و غنـّايا مات" لأن هؤلاء القوم يعون جيدا انهم ما عادوا يحيون في زمن الدولة القومية التي التهمها غول العولمة فبادت، مع نهاية القرن العشرين، بعد أن سادت قرونا.و هم لا يجهلون أن نفس الغول هو الذي يمسح و يعيد رسم حدودهم القومية وفق منطق السوق ، ويفكك مصانعهم ليعيد تركيبها في بلدان العالم الفقير ،و يورثهم العطالة المستديمة ،و يرسل اولادهم ليموتوا في افغانستان و في العراق و في اليمن و في الصومال و في سوريا و هلمجرا ،مثلما يبعث لهم بجماعات اللاجئين و العمال المهاجرين و ضحايا الحروب و المجاعات و الكوارث الطبيعية و الصناعية و هلمجرا و ستين هلمجرا !

شرح الدولة :
قلت أن الدولة القومية بادت بعد أن سادت. و هي قولة تحتاج مني لشرح ارجو أن لا يطول:
أولا بالتبادي هذه الدولة القومية أو "الدولة الوطنية" في تعبير البعض
Nation State/Etat Nation
هي إختراع أوروبي فرضته ملابسات التطور الرأسمالي للمجتمعات الأوروبية، و فحواه التراكب بين مفهوم الدولة كشكل من أشكال التنظيم السياسي و مفهوم الأمة كشكل من أشكال تطور المجتمعات التي تلتئم على وحدة المصير بفضل عوامل تقارب مثل وحدة اللغة أو وحدة المكان الجغرافي أو وحدة المصالح المادية و الرمزية المشتركة.و قد خبر التاريخ الأوروبي أكثر من شكل من أشكال الدولة القومية ،بدءا من شكل الدولة التي تتمخض فيها الأمة القومية عن دولتها و تشكلها حسب احتياجاتها و حسب مصالح الطبقات المهيمنة فيها ، كما في معظم المجتمعات الأوروبية، لغاية شكل الدولة السابقة على الوحدة القومية و التي تتعهد الأمة بالتخليق السياسي المستمر حتى تطابق بينها و بين مصالح الطبقة أو الطبقات المستفيدة من الدولة، كما في حالة المجتمعات العالمثالثية. و نحن في السودان الحبيب ابتلينا بشكل الدولة الأجنبية الكولونيالية القوية التي تتصرف في أقدارنا كما يحلو لها ، فكأننا حسب العبارة، مثل الميت بين يدي غاسله. ميت شنو يا زول ؟ !و الله نحن في حالة يحسدنا عليها الميت لأن زبانية هذه الدولة العميلة المنحطة هم حفنة من الجهاليل الأراذل الذين لا يرعون حرمة لميت مهما كانت عقيدته.
المهم يا زول. شايفك جبت سيرة الوافدين الذين "لم يندمجوا بشكل مناسب" في المجتمعات الأوروبية التي استقبلتهم. تقول:
" ثم فُتِح الباب، خطئاً أو تحت وطأة إحساس بالذنب، من خلال قوانين تنظيم الهجرة ليأتي أشخاص من كل أنحاء العالم كي يشاركوهم منجزات تلك الحضارة و مكتسباتهم كمواطنين، لكن هؤلاء الوافدين، لم يندمجوا بشكل مناسب في كثير من الحالات، ففرضوا وضعية meet in the middle كما جاء في رابط ويكيبديا عن هذا الحزب، و هو أمر يرى فيه الحزب، و أمثاله في أوروبا، إضعافا لعناصر قوة و تفوق دولهم و حضارتهم، كما أن هؤلاء الوافدين، قد شاركوا بحكم وضعهم الجديد في امتيازات المواطن الأوروبي من خدمات صحية و تعليمية و خلافه، فشكلوا ضغطا إضافيا على هذه الخدمات -أنا أقول من وجهة نظر المواطن الأوروبي المؤيد لتلك الأفكار، تعلم أن هذا لا ينطبق علي- و لا تنس أن هذا كله أخف الأضرار "
.أها يا محمد حسبو، كدي اسمع ضحى: و الله ، شوف عيني، "الوافدين" ديل ما عندهم طريقة يندمجوا بأخوي و أخوك، لأن "السكان الأصليين" زاهدين بالمرة في دمجهم في يوتوبيا الرفاه المفخخة بآيات الإستبعاد الطبقي و العرقي و الإقتصادي و الديني و الجمالي مما جميعو. ياخي خليك من " الوافدين" من العالم الثالث البعيد داك، الأوروبيون مازالوا ، ليومنا هذا ،يتذرعون بذرائع ما أنزل الله بها من سلطان حتى يبعدوا غجر أوروبا ، الذين يقاسمونهم قانونيا حق المواطنة في الإتحاد الأوروبي، من فرص الإندماج في مجتمعاتهم ! لكن دي فولة ما عندنا ليها كيّال هنا فلنتركها جانبا.
نهايتو، المجتمعات الأوروبية المعاصرة تتعامل مع حدود الدولة القومية كما " العضو الشبحي" الذي يجعل صاحب الذراع المبتورة يحس بالألم في ذراعه الغائب حتى بعد مرور سنوات على اندمال الجرح. و ذلك ببساطة لأن مفاهيم الدولة و الهوية القومية هي أمور لا تنمحي من الذاكرة الجمعية بين ليلة و ضحاها.فالدولة ليست مجرد شكل مؤسسي من أشكال التنظيم السياسي و الإداري ، الدولة،
" هي أيضا و دائما بمثابة حاصل الإعتقاد في الحلم المثالي للدولة ".." إنها حاصل تطور لفاعلية الناس. فالحلم المثالي للدولة هو الذي يرفرف على رؤوسهم و يوجه حركتهم "
لكن الشاهد هو أن الشروط التي سوّغت للدولة القومية أن تكون في الماضي، قد اضمحلت اليوم بفعل نفس الضرورة التي ساقتها لعتبة الوجود، أعني ضرورة السوق.هذا السوق المعولم الذي اصبح يتغوّل على سيادة الدولة القومية و يجليها بالتدريج عن المواقع التي كانت حكرا لها في السابق. و للأنثروبولوجي الفرنسي "مارك أبيليس"تفاكير شيقة في عقلنة انمساخات الدولة ضمن " أنثروبولوجيا العولمة "، في :
(Marc Abélès, Anthropologie de la Glabalisation, 2008,Payot&Rivage)


،و هو يشرح كيف " إن قانون السوق المعولم يفرض على الدول فتح مؤسسات المجتمع للإستثمار الإقتصادي الحر[ إقرأ " الليبرالي"].و أن هذه الوضعية تؤدي بالتدريج لتقليص الفضاء السيادي الذي كانت الحكومات تتخذ ضمنه القرارات الإقتصادية المهمة، و ذلك مقابل تنامي النفوذ المادي لمؤسسات السوق التي تسعى جاهدة لفرض قراراتها على الدولة.و ضمن هذا السياق صار بعض منظري السوق يتحدثون عن إمكانية "موت الدولة" أو على الأقل " إنسحاب الدولة " من فضاء التنظيم الإجتماعي.و قوة مؤسسات السوق تكمن في قدرتها على الحركة بحرية و بكفاءة عالية خارج حدود الدولة القومية.و حركية رؤوس الأموال التي تمخض عنها تطور السوق المالي المعولم تخلخل علاقة التوازن التي كانت قائمة في الماضي بين الدولة و الأسواق المالية و تخلق وضعية جديدة تتمكن الأسواق المالية المعولمة فيها من فرض ضغوط على الدول لخلق شروط مواتية لصالح فعالية أكبر للسوق ، مثل ضبط العجز المالي للدولة و تخفيض أوجه الصرف الإجتماعي و خفض الضرائب و خصخصة المؤسسات الإقتصادية العامة .و في هذا السياق فإن تفعيل المجالات التقليدية لنشاط الدولة [ الدفاع، الإقتصاد، الصحة، العدالة و الأمن] لا يتحقق مالم يتم تأسيس أشكال تعاون متعدد الأطراف، هذا التعاون المتعدد الأطراف الذي تضطر إليه الدولة مع مؤسسات السوق يحد من فاعليتها في مجال التدبيرالإقتصادي حتى داخل الحدود القومية لهذه الدول.و هكذا تضعف الدولة القومية من جرّاء الدمج المتسارع للإقتصاد الوطني في إقتصاد السوق المعولم.".." و بؤس الدولة القومية يتفاقم في بلدان العالم الثالث بسبب فقدانها للموارد الإقتصادية الكافية و بسببامتثالها لسياسات التقشف التي يفرضها "صندوق النقد الدولي" من خلال برامج إعادة هيكلة البنى الإقتصادية لهذه الدول.". وبالتوازي مع مؤسسات السوق التي هناك عامل آخر يسهم في إضعاف التدبير الإقتصادي التقليدي للدولة القومية ، هو ظهور المجموعات الإقتصادية الإقليمية التي تتقاسم العالم، مثل " الإتحاد الأوروبي"و الـ " ميركوسير"[ المجموعة الإقتصادية لدول أمريكا الجنوبية]،
Mercado Común del Sur)
MERCOSUR
و الـ " نافتا" و هي إتفاقية التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية
NAFTA
North American Free Trade Agreement, NAFTA
و الـ " آسيان"، و هي عصبة أمم جنوب شرق آسيا
ASEAN
(Association of Southeast Asian Nations)
و الـ " آبيك"، و هي مجموعة دول التعاون الإقتصادي لدول آسيا و المحيط الهادي.
APEC
Asia-Pacific Economic Cooperation
و يرى "مارك آبيليس" في كل هذه المؤسسات " بوادر تخلّق نظم تدبير سياسي إقتصادي أكثر ملائمة مع إحتياجات العولمة و مقتضيات الواقع المركب الجديد". لكن سيادة الدولة القومية تتفتت ايضا من جراء ظهور العنف السياسي العابر للقوميات و الأقطار و القارات، و هو واقع يفرض على الدولة القومية تجاوز المداخل الوطنية من جراء استحالة التدبير الأمني القومي بدون التعاون مع أطراف أجنبية متعددة المصالح. و بكلمة " فالعنف المعولم يؤدي بالدولة القومية لتشريك الأطراف الدولية في تدبير إحتياجات الأمن القومي ". و يميل "آبيليس" لإعلاء نموذج ما يمكن تعريفه ب" التدبير السيادي العام المتعدد الأطراف
Gouvernance publique stratifiée
Multilayered public governance
المتكون من تضافر أقطاب عولمية و إقليمية و محلية مستعدة للتعاون مع أنماط السيادات الخاصة من شاكلة المنظمات غير الحكومية،و المؤسسات الناشطة في مجالات العمل العام مثل الـ " فاونديشانز" و حلقات بناء المفاهيم الـ " ثينك تانكس"،و الجمعيات التجارية و المنظمات الإجرامية.و ليس صدفة أن معظم البرامج الإجتماعية التي كانت من اختصاصات قطاع الدولة قد تمت خصخصتها.و لقد تطور معدل انخراط المنظمات غير الحكومية في البرامج الإجتماعية التي كانت ترعاها الدولة، تطور من نسبة 6في المئة في الأعوام 1973 و 1988 حتى بلغ نسبة 30 في المئة في عام 1990.وفي نفس الوق تضخمت بشكل غير مسبوق ميزانيات المنظمات العالمية غير الحكومية مثل منظمات " كير"
'Cooperative for Assistance and Relief Everywhere'. Care
، و "أطباء بلا حدود"

,MSF(Médecins sans Frontières),
و أوكسفام":
Oxfam,( Oxford Committee for Famine Relief)
" و يمكن القول بأن بأس هذه المنظمات يتنامى مقابل ضعف أو استخذاء الدولة القومية في بلدان العالم الثالث عن القيام بواجباتها تجاه رعاياها. و يستطرد "آبيليس" بأن هناك عدد من هذه المنظمات العابرة للقوميات [ "فورد فاونديشان" و "ملتقى دافوس" و مجلس الأعمال العالمي
World Business Council,Packard Foundation, Ford Foundation ,Rockfeller Foundation ]
صارت تتدخل في مجال التخطيط السياسي الإستراتيجي كما في المفاوضات العالمية التي دارت حول موضوع التحولات المناخية و تقنين صيانة البيئة الطبيعية" . يقول " آبيليس" أن عدد المنظمات العالمية في عام 1909 كان 37 منظمة مقابل 176 منظمة عالميةغير حكومية. و في منتصف عام 1990 بلغ عدد المنظمات العالمية 5500 منظمة بينما بلغ عدد المنظمات العالمية غير الحكومية 90260 منظمة.و هي تتمتع بشبكة أنشطة مكثفة و تتدخل في مسارات و توجهات المنتديات العالمية مثل منظمة الأمم المتحدة و مجموعة الثمانية العظام [ جي 8] و صندوق النقد الدولي و منظمة التجارة الدولية و الإتحاد الأوروبي."[ ص 112]
. كل هذه المؤسسات تطرح علاقة جديدة مع مفهوم السيادة الذي كان في السابق حكرا للدولة القومية و تنذر باضمحلال نموذج الدولة القومية.و حين نتأمل في حال المنازعة الطبقية الدامية المستعرة إقليميا في إفريقيا و منطقة الشرق الأوسط فإن عقلنة بلاء "الدولة القومية" الذي ظلت شعوب السودان تكابده ،تقتضي من جميع المعنيين تعريف مناظير نقدية جديدة تمكننا من مخارجة أهالينا من الفوضى الضاربة في مشارق الأرض و مغاربها بأقل الخسائر الممكنة. غايتو، ربنا يجيب العواقب سليمة!

سأعود

أضف رد جديد