غني العامية وفقر الفصحى

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

غني العامية وفقر الفصحى

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »



الأعزاء والعزيزات جميعا

ظللت مشغولا بمسألة اللغة، في متقابلة الفصحى والعامية، زمنا طويلا، رغم أنني لست لغويا، وإنما فقط محب للغة وفقهها.
لدي ظنٌ لا أجزم بصحته، وهو أن العامية أكثر ثراءً من الفصحى، خاصة في الحالة السودانية.

العربية الفصحى، في ما أرى، لغة يمكن أن نصفها بأنها لغة "متحفية"، لم تتطور كثيرا. والسبب أن لا أحد يتحدث بها في حياته اليومية. وإلى اليوم لا أدري إن كان الناس في صدر في الجاهلية وصدر الإسلام يتحدثون بها. وهل هذه القسمة بين الفصحى والعامية كانت هناك على الدوام أم أنها حدثت في زمان بعينه؟ يتحدث من يسمون بالعرب؛ عاربة ومستعربة، لغات عربية مختلف في حياتهم اليومية تجمع بينهم مفردات كثيرة، غير أن صيغ الكلام ونبرته وتراكيبه تختلف. للمصريين طريقتهم ولليمينيين طريقتهم وللمغاربة طريقتهم ولأهل الحجاز والجزيرة العربية طريقتهم وللسودانيين ومستعربي إريتريا وتشاد طريقتهم، إلخ ما هناك من الاختلافات. أما حين يكتب كل هؤلاء فإنهم يستخدمون هذه اللغة "المتحفية"؛ في كتبهم، وفي مدارسهم، وفي دواوين الحكومة، وفي إعلامهم. وهكذا، في ما أرى، اتسعت الشقة بين العامية والفصحى. تنمو العامية وتتسع بنمو الحياة وبنمو الحاجة للتعبير، وتبقى الفصحى إلى حد كبير لغة قاموسية قديمة.

أود في هذا الخيط أن أطرح مسألة العامية والفصحى. ويهمني هنا السياق السوداني. ويجيء اهتمامي بالسياق السوداني لأن السودانيين مستعربين. وهذا ينطبق على أهل المغارب العربية حيث استعرب أهل تلك الجهات. فالسودانيون يتحدثون لغات كثيرة. وكان أهل الشمال يتحدثون اللغات الكوشية باختلاف تغيراتها عبر الحقب وتداخلاتها مع اللغات التي تجاورها. ورثت عامية شمال السودان العربية الكثير من اللغات الكوشية والكثير من اللغات الأخرى للمجموعات التي تشاركت سكنى هذا الإقليم واحتكت ببعضها.
حاولت أن أتذكر عددا من الكلمات المستخدمة في العامة وهي متعلقة بالوصف "النعت". ووجدت هذه الكلمات شديدة الحيوية، وفي تقديري أن لا كلمات من الفصحى تستطيع أن تقوم مقامها. رصدت 100 كلمة فقط أحببت أن أشرككم فيها. لأسمع آراءكم الأولية في هذا الموضوع الشائك. لاحقا سأطرح بعض الآراء حول توطين العربية في السودان واستكشاف إمكانية كسر الحاجز بين الفصحى والعامية دمج الفصحى والعامية. أرجو تأمل هذه الكلمات ومحاولة ايجاد مرادفات لها في الفصحى:

الكلمات:
ملهدم مكرضم مقرضم ملكدم موهّط ملولو معكِّي مطوطو مجربن مكلفت مبهدل مشرتم مشتّح موكّر متفنش محنفش ملكلك مدردح مدردم مرخرخ مِكَنْكِش مشعبط ملحلح ملخلخ مفرجخ معسّم معفّص مطفّق ممهمج مفرتق مبتّب موتّب ملخبط مدغمس مجغمس مدلدل معنكش مفطّس مطبطب معكَّم معشكب مكرفس مِطرطِر مكرمش ممهمج مشيقح مِلهلِه مِبرطِم مكلوج مشربك منقرش منقرط مهردم مفرشخ مشنقل مشقلب منغنغ مشلتت مزعمط مجلبط مزهلِل منخشم مدردر متركش مفلهم مقرضم مشعشِع محيّل محيّن موهدب مزغلِل مزهلِل مدوعل ملطّش متمّر محرجم مكلفت منغوش مشلهت مبشتن منرمت مدنكل مطرقع مجوبك محنبِك ملطّم مكشكِش مكرَّب مجهجه مبوجن مكعكع مترتح ملكّك متعتع مفلّق مسجّم مطرطش مبرجل مبغبغ مبوِّز.


((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »

دكتور النور حمد السلام والرحمه والبركات ونوافقك على عمق تعبيرية العاميه لا
بل سحر جرسها عند دهاقنة الإلمام بها سليقة أو ببحث
ونحاول إضافة بعض المفردات لقائمتك تلك
كالخمجان ،الهراش، الشوبار، القرياف المتقريف ،الخرمان ،الخربان ،المحنان، المتقونن، المتفن،الملحلح، اللفزر، الجخاخ، اللخاخ، الفشاخ،
اللحو،اللدر،المَحْرِكٌه،متمقنط، متنتح،الفنجرى،الغرقان، بحرو غريق، موتّب
معسّم، فلاخ، هراط، ضراط، معى، مرمى الله، الرامى الله،البحات،المستنكح،العيفه، الأرعن،مترْيّق، مريوق، مرواح،إتبوبح،إتصلفح، مشويم، مختر،لخبات، كوجان، مودر،مدروش،
فجاخ، شلاخ،شخاخ، ألخ.

منصور
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

شكرا منصور المفتاح على المداخلة، وعلى ايراد هذه الطائفة من الكلمات.

بطبيعة الحال هناك بعض الكلمات التي ترتبط بجذر لغوي في الفصحى، وقد ورد بعضها في ما أوردت، مثال: "مطوطو" التي هي في الفصحي "مطوي" وأجد كلمة "مطوطو" أقوى تعبيرا عن حال الطي من كلمة "مطوي". غير ان هناك كلمات لا يجد المرء لها صلة بالفصحى.

يقيني الذي لا يتطرق إليه الشك أن العامية السودانية لغة ذات قاموس كبير السعة، إذا ما قورن بقاموس الفصحى، خاصة حين يرتبط الأمر بحاجتنا نحن السودانيين للتعبير عن ثقافتنا في مجموعها الكلي. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن قاموس الفصحى ليس مستخدما كله. بل إن المستخدم منه يمثل جزءًا صغيرًا فقط. فالمفردات تموت بقلة الاستخدام وبعدم الاستخدام، أيضا.

يقوم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – حيث أعمل – بمشروع ضخم يسمى، "المعجم التاريخي للغة العربية"، وهو مشروع يحاول استقصاء كل الكلمات العربية، ما اندثر منها وما بقي.
مثلما تموت بعض المفردات عبر الزمن، تتخلق مفردات جديدة، عبر الزمن أيضًا. ولو نظرنا على سبيل المثال إلى الأبيات التي سوف تلي، من معلقة طرفة بن العبد، لوجدنا ألفاظًا غير مألوفة لدينا اليوم. ولا يستطيع المرء أن يفهم هذه الأبيات مالم يعرف معاني هذه الكلمات الغريبة، التي مثلت نسبة معتبرة من جملة الكلمات:

يقول طرفة:
يشق حبابَ الماءِ حيزومها بها، كما قسم التُربَ المُفايلُ باليدِ
وفي الحيِّ أحوى ينفض المردَ شادنٌ مظاهرُ سمطيْ لؤلؤٍ وزبرجدِ
خذولٌ تراعي ربربًا بخميلةٍ، تناولُ أطرافَ البريرِ، وترتدي
وتبسم عن ألمى كأن منوِّرًا، تخلل حرَّ الرملِ دعصٌ، له ندي
سقته إياةُ الشمسِ، إلاّ لثاتِهِ، أُسِفَّ ولم تكدمْ عليه بإثمدِ

فلو نظرنا إلى الكلمات المندثرة في هذه الأبيات القليلة، لوضحت لنا ضخامة مقدار ما اندثر من الكلمات عبر الزمن.

تنمو اللغة بنمو المعارف وبتوفر فضاء لحرية العقل، والانسراح غير المقيد في دروب الكتابة. ومعلوم أن الفكر العربي الإسلامي قد تيبس منذ قرون، عقب ما سمي بقفل باب الاجتهاد، وما تبع ذلك من خلق محاذير كثيرة، تحد من انطلاق العقول. فاللغة تتسع باتساع الفكر وبحريته في ارتياد الافاق التي يريد.

أيضا تتسع اللغة من حراك الحياة اليومية، ومن تجددها. وبما أن الفصحى ليست لغة الحياة اليومية في أي مكان، فقد تحنطت. اضف إلى ذلك، أنها تصنَّمت أيضا؛ أي خلق منها فقهاء اللغة، الذين هم أيضا فقهاء الدين، صنما يُعبد، بدلا من كيان حي ينمو.

أيضا تنمو اللغة بالانفتاح على فكر الآخر. كما تنمو بالتراجم عن لغات الآخرين. ولقد بدأت أنتبه إلى ضيق ماعون العربية الفصحى، أثناء دراستي لنيل الدكتوراه، في الولايات المتحدة الأمريكية. فبعد قراءاتٍ كثيرة، فرضتها الواجبات الدراسية، في مجال الإنسانيات، باللغة الإنجليزية، أصبحت أجد صعوبة كبيرة، بل استحالة، أحيانًا، في إيجاد مقابل في العربية لكثير من الكلمات الإنجليزية، خاصة المصطلحات المتخصصة، وغيرها. كما ظللت أجد صعوبة في التعبير عن بعض المفاهيم باللغة العربية. وبطبيعة الحال، يصبح من واجب الأكاديميين ابتكار كلمات وتعابير تزيد من سعة اللغة العربية، نتيجة للتعرف على ثافات اللغات الأخرى. وقد اشار إلى هذه الإشكالية كمال أبوديب في المقدمة التي كتبها للترجمة التي قام بها لكتاب "الإستشراق" لإدوارد سعيد. فالعربية لم تعد منذ قرون، لغة لصوغ الأفكار والمعارف المتجددة، ما جعلها تتيبس. هذا في السياق المعرفي الأكاديمي البحت، المتعلق بالعلوم الطبيعية، وبالعلوم الانسانية.

أما بالنسبة إلى ما يتعلق بالفصحى والعامية في السودان، فتلك قضية مختلفة. فالعامية بقيت حية على الدوام. فهي لم تتوقف من النمو اطلاقًا بحكم كونها لغة الحياة اليومية، ولغة التعبير الحي، عن التجارب الحية، بما في ذلك التجارب الاستاطيقية.

مما ظللت أفكر فيه أننا في السودان بحاجة إلى إنماء لغتنا الخاصة بنا، كجزء من استعادة شخصيتنا الحضارية التي سُلبت. لقد أصبحنا شعبًا مستتبعًا، منذ أن جاءتنا الخديوية من مصر في الربع الأول من القرن التاسع عشر. عبر ما يقارب القرنين من الزمان جرى الحاقنا بالمنظومة العقلية العربية الإسلامية، وهي منظومة تخلفت كثيرا عن ركب النمو الحضاري الإنساني العام، بسبب الانحصار في أطر الفكر الديني الإسلامي السني السلفي. عبر ما يقارب القرنين دُفنت شخصيتنا الحضارية، وفكرنا، ولغتنا، بل وتأطرت بُنى تعبيراتنا عن ذواتنا.

كان للتفكير القومي العربي، والتفكير الأممي الإسلامي، دورًا كبيرًا في الحؤول بين السودان وبين أن يطور شخصيته القومية، ومن ثم لغته التي هي خليط أتي من روافد كثيرة؛ بعضها تاريخي، وبعضها حاضر أتي، ولا يزال يأتي، من التكوين المتعدد للقوميات السودانية الفرعية والتفاعل بينها.

لسيطرة المفاهيم الصفوية عن الثقافة العليا والثقافة الدنيا high culture vs low culture دور في احتقار العامية وتهميشها، ورفضها، أو الحط من قدرها، كرافد لغوي حيوي.

أصدر الأستاذ محمود محمد طه بعضًا من كتبه بالعامية. فقد كانت افراغًا لمحاضرات من الأشرطة الصوتية المسجلة لبعض محاضراته في ستينات وبدايات سبعينات القرن الماضي، ثم طبعاتها. وكان يقول عنها كتب صدرت بـ "لغة الكلام". أما الطيب صالح، فقد كتب مريود، فصلا بالفصحى، وفصلا بالعامية. وحين عاتبه بعض من أصدقائه العرب، بأنه يوغل في العامية، رد عليهم بقوله مثلما نخطو نحن خطوات خارج إطارنا لنفهمهم، عليهم هم ايضًا أن يخطوا خطوات خارج إطارهم ليفهمونا. فالطريق هنا ذو اتجاهين، وليس ذا اتجاه واحد. فنحن مسهمون في محصلة الثقافة العربية الكلية، شأننا شأن الآخرين، ولسنا مستهليكن لها فقط. وكذلك المجذوب الذي قال "أكتب على كيفي"، وهذا واضح في شعره، وإن كان محدودا.

أيضا معلوم أن اللغة تؤطر الفكر وتقيده، بنفس القدر الذي تعمل فيه وسيلةً لنقل الأفكار. وكثير من الجمود العقائدي الإسلامي، خاصة الجمود السني، سببه قيد اللغة العربية الفصحى على العقل العربي. بتحرير اللغة يتحرر العقل، وبتحرير العقل تتحرر اللغة.

قصدت من هذا الخيط، كما سبق أن ذكرت، أن نتفاكر حول مسألة تخليق لغة سودانية، لا تتقاصر أمام هذه التي تسمى "الفصحى". فموضوع تخليق لغة عربية سودانية شديد الارتباط بموضوع الهوية، وبمحاولات وضع السودان في مسار جديد.

آخر تعديل بواسطة Elnour Hamad في الأحد فبراير 01, 2015 2:34 pm، تم التعديل مرة واحدة.
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

شكرآ للدكتور النور حمد على هذه الكتابة الذكية والباحثة عن سبب او اسباب التوتر بين الهويات التي تعبر عنها اللهجات العامية واللغة القاموسية المتحفية المسماة اللغة الفصحي كأنما العامية ليست فصيحة ولا مفهومة. قبل سنوات عديدة كتبت في منبر سودانيزاونلاين في نقاش عن اللغة العربية واللهجات العامية بما فيها لهجتنا السودانية (وهي في الحقيقة لهجات متعددة) كتبت او سألت "لماذا لا نكتب بالطريقة التي نتكلم بها؟".

لاحظت في الكلمات التي اوردتها تدليلآ على فرادة لهجتنا السودانية انها كلها تبدأ بحرف الميم، وهو الحرف الذي باضافته تتحول الكلمة الى صفة adjective وعلي لو شلنا بمعنى حذفنا حرف الميم ربما تظهر لنا جذور الكلمة ومنها يمكن البحث عن مصدرها اللغوي، ربما كانت كلمات نوبية كوشية استعربت لتوائم اللغة الجديدة التي بدأت تهيمن، وتاريخ نشوئها ورحلتها/هجرتها بين اللغات او اللهجات او نحتها/اختراعها وشيوعها في الاستعمال الدارج.

> الكلمات:
لهدم كرضم قرضم لكدم وهّط
لولو عكِّي طوطو جربن
كلفت بهدل شرتم شتّح
وكّر تفنش حنفش لكلك
دردح دردم رخرخ كَنْكِش
شعبط لحلح لخلخ فرجخ عسّم
معفّص مطفّق ممهمج مفرتق مبتّب موتّب ملخبط مدغمس مجغمس مدلدل معنكش مفطّس مطبطب معكَّم معشكب مكرفس مِطرطِر مكرمش ممهمج مشيقح مِلهلِه مِبرطِم مكلوج مشربك منقرش منقرط مهردم مفرشخ مشنقل مشقلب منغنغ مشلتت مزعمط مجلبط مزهلِل منخشم مدردر متركش مفلهم مقرضم مشعشِع محيّل محيّن موهدب مزغلِل مزهلِل مدوعل ملطّش متمّر محرجم مكلفت منغوش مشلهت مبشتن منرمت مدنكل مطرقع مجوبك محنبِك ملطّم مكشكِش مكرَّب مجهجه مبوجن مكعكع مترتح ملكّك متعتع مفلّق مسجّم مطرطش مبرجل مبغبغ مبوِّز. <

خذ مثلا "معسّم" جذرها عسم وهي كلمة عربية واحد من معانيها
"اجتهد في الامر"
كما "الخبز اليابس"
و"عَسِمَتِ القدمُ والكفُّ : يَبِسَ مَفْصِلُ رُسْغِها حتى تعوَّجَتْ".

هي إذن كلمة عربية "فصيحة" قاموسية في جذرها الاصل، كما احتفظت في الاستعمال الدارج لها في عاميتنا السودانية بمعناها الاصل القاموسي.
انظر الرابط التالي:
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D ... %B3%D9%85/

There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

الوَهْطُ : الموضع المطمئنُّ

الوَهْطَةُ : الأَرضُ المطمئنةُ

شتح (شطح) شَطَحَ : فى السَّير أَو في القول او في الجلوس : تباعد واسترسل .

موكر من وكر، الوَكْرُ : مغارة أو كهف أو مَسْكن أو مَقَرّ مشبوه يلجأ إليه ويختبئ به المجرمون وطريدو العدالة.
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »


شكرا عزيزي عادل على المداخلة

نعم، كثير من الكلمات العامية لها جذر في الفصحى. وبعضها ربما بدا وكأنه ليس منها، بسبب قلة استخدامه من الناطقين والكاتبين بالفصحى، مثل كلمة "معسم" و"موهط" التي تفضلت بايراد معناها القاموسي. وغيرها كثير. ولكن بنفس القدر، هناك كلمات، كما سبق أن وافقتني، ايضا، أتت من غير الماعون العربي؛ أي من اللغات السودانية، القديم منها، والمتكلَّم حاليًا.

عروبيو السودان، ويشايعهم في ذلك إسلاميوه، يجهدون أنفسهم في اثبات "فصاحة" الدارجة السودانية، بل يغالون ويذهبون إلى القول إنها، الأقرب على الإطلاق إلى الفصحي. وهذا في تقديري همٌّ صغير، وفي نفس الوقت، إدعاء عريض. فكيف تكون الدارجة السودانية، هي الأقرب للفصحي، وأهلها أصلا "عجم"، لم يتحدثوا العربية إلا قبل بضعة قرون؟ ولايزال النوبة في الشمال والبجا في الشرق من السودان، يتحدثون لغاتهم الأصلية. بل لا يزال السودانيون، ولن ينفكوا غير قادرين على مد ألسنتهم في نطق الذال والظاء والثاء، كما لا يزالون يخلطون بين نطق القاف والغين؛ فأحيانا ينطقون كليهما غينا، وأحيانا أخرى، يبدلون الواحدة مكان الأخرى. فهذه من بقايا "العجمة"، وهي كلمة استخدمها بتحفظ. فكلمات مثل "دارجة" و"عامية" و"عجمة" تنطوي على أحكام تفضيلية، تضعها جميعا في موضع أدنى. وهذا هو ما أشرت إليه بالمقابلة الصفوية بين "ثقافة عليا" و"ثقافة دنيا"

معضلة النحو:

تحدث الناس اللغة دهرًا دهير، قبل أن يدركهم النحو فـ "يعسِّمهم".
يروي الرواة أن ابنة أبي الأسود الدؤلي، الذي ينسب إليه اكتشاف النحو، قالت في حضرته ذات مساء: "ما أجملُ السماء" فرد عليها بقوله: "نجومُها". فقالت له: "لم أرد سؤالا يا أبتِ، وإنما تعجَّبْتُ". فقال لها، إذن قولي: "ما أجملَ السماء". ومن هنا جاءت ضرورة ضبط الحروف بالشكل حتى يجري فهم الجمل على نحوٍ صحيح.

في العامية يقف الناس بالسكون عند نهايات الكلمات. لاحظ أبيات الحردلو الشهيرة:

الشمْ خوختْ بردنْ ليالي الحرّهْ
والبرّاقْ برقْ من منَّةْ جابْ القِرَّةْ
شوفْ عيني الصقيرْ بجناحو كفتْ الفِرَّةْ
تلقاها أمْ خدودْ الليلةْ مرقتْ برَّةْ

نهايات الأفعال والأسماء هنا كلها بالسكون. فتأمل، كما يقول، طيب الذكر، المرحوم، حسن أبشر الطيب.


((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
أسامة الخواض
مشاركات: 962
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة أسامة الخواض »

عزيزي النور

سلامات

وشكرا على افتراع هذا الخيط الهام.

هل يمكن أن نسلط الضوء على الإبداع السوداني المكتوب بالعربية الفصحى والذي تتجاور فيه أحيانا "الفصحى" مع "العامية" السودانية؟

للعبد لله نص شعري فصيح وردت فيه كلمة "اتوهّط، مثلا، و الخطاب الشعري السوداني المكتوب بالعربية الفصحى زاخر بأمثلة كثيرة.

كن بخير دائماً
أسامة

أقسم بأن غبار منافيك نجوم

فهنيئاً لك،

وهنيئاً لي

لمعانك.

لك حبي.



16\3\2003

القاهرة.

**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

سلام يا أسامة
وشكرا على المرور بالخيط.
لست ملمًا إلمامًا يذكر باستخدام الشعراء، وأنت منهم، للألفاظ العامية في شعرهم. ويبدو لي أنك أفضل مني في هذه الناحية. فهلا تفضلت وأوردت إلينا بعض النماذج؟
مع خالص الشكر والمودة.

حروف الفصحى الناقصة
حروف الفصحى ربما تكون كاملة لدى أهلها، ولكنها ليست كاملة بالنسبة لنا نحن السودانيين.
الحروف العربية لا تحوي بعض الأصوات المنطوقة في اللغات السودانية، وفي لغات أخرى من لغات العالم. فالحرف الأول المنطوق في كلمة مثل Czechoslovakia تشيكوسولوفاكيا، يتم كتابته بالتاء والشين ولكن الناس ينطقون الحرفين منفصلين فيقولون "تـ شيكوسولفاكيا". وينطبق ذلك، على سبيل المثال، على كلمة Chad التي تُكتب تشاد وتنطق فيها التاء والشاء منفصلتين أيضا، "تـ شاد" كل على حدها، في حين أنهما تكوِّنان مع بعضهما حرفًا واحد هو CH، كما في كلمة check، أو chimney أو Churchill التي تكتب "تشيرشيل"، وتنطق "تـ شيرشيل".

أيضا تم تحريف إسم مدينة نيالا في النطق. فبدايته في النطق الدارفوري ليس نونا، ولذلك جرت كتابته بالنون والياء. والياء ليست أصلا صوتا منطوقا في الكلمة، وفق النطق الدارفوري. وكذلك اسم قبيلة النيمينغ في جنوب كردفان. فبدايتها في الأصل المنطوق لأهل المنطقة ليس نونا. كما أن الياء ليست في منطوق الكلمة. فالرسم الذي نعرف به هاتين الكلمتين، والنطق الذي ننطقهما به، اخترعه ناطقو العربية وكاتبوها. وليس لدي صيغة لكتابة ذلك الحرف. فهو شيء تختلط فيه النون بالجيم وربما بحرف آخر.

هذا الحرف ليس وقفا على دارفور، وإنما هو منتشر في جهات أخرى من السودان، بما في ذلك الجزء الذي يعتبر نفسه عربيا. فالكلمة الدالة على الكسرة، مثلا أي الخبز السوداني المعروف، التي تقال للأطفال الصغار، "نانّا" تمثل نفس الصوت الذي عنيته في "نيالا" و"النيمينغ". ويوجد الصوت أيضا في بداية اسم نوع من اللوبيا، يقال له "نرمت".
وكذلك في وصف العري الكلي، حيث نقول: "عريان نلو". هذا الصوت يحتاج لحرف unique يدل عليه.

هذه الأصوات الأصلية تحتاج حروفا تستوعبها. غير أن أهل العربية يتعاملون مع حروفها، وكأنها قد نزلت من السماء ولم تنبت من الأرض. الشاهد أن العربية تحتاج إلى توسيع لماعونها. فكثير من الأصوات لا يمكن كتابتها عن طريق حروف العربية الراهنة الثمانية والعشرين، فهي بحاجة إلى زيادة. ولو أننا خرجنا من حالة الاستتباع العربية التي ظللنا غارقين فيها منذ زمن، لأمكننا أن نطور ماعونها بما يخدم حاجتنا.
.
آخر تعديل بواسطة Elnour Hamad في الجمعة فبراير 06, 2015 12:37 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

رد

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

شكرا النور على طرح مثل هذه الموضوعات الجديرة بالبحث

ثراء العامية نتاج لحيويتها فى ميدان الاستخدام اليومى والمستمر مما ينتج مفردات جديدة او ينحت جديد من القديم
ثراء عامية السودان نتاج للتلاقح الكبير مع لغات عريقة وكثيرة
مثل النوبية والبجاوية ولغات جنوب السودان

فى كثير من الملتقيات المسرحية العربية نتحاور حول موضوع العامية والفصحى
وتصدر التوصيات بضرورة تقديم العروض بالفصحى
والنتائج تكون تعسر كبير وفشل ذريع لممثل لا يستعمل هذه اللغة فى حياته اليومية ويطالب قسرا بالتعبير بها على الخشبة


فى النوبية ايضا هناك احرف لا يوجد مقابلها فى العربية
مثلا كلمة سمك هى انسى
والحرف ليس النون ولكنه مركب من حرف النون والغين
أسامة الخواض
مشاركات: 962
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
اتصال:

"أتوهّط فيكِ"

مشاركة بواسطة أسامة الخواض »

قال الاستاذ عادل عثمان:

الوَهْطُ : الموضع المطمئنُّ

الوَهْطَةُ : الأَرضُ المطمئنةُ

و قال د. النور:

"نعم، كثير من الكلمات العامية لها جذر في الفصحى. وبعضها ربما بدا وكأنه ليس منها، بسبب قلة استخدامه من الناطقين

والكاتبين بالفصحى، مثل كلمة "معسم" و"موهط" التي تفضلت بايراد معناها القاموسي".

وقال العبد لله في "فضاء الفجيعة":

"ومتي سوف أخطب في الناسِ،

والطيرِ،

والصحف الأجنبيةِ،

اني أحبكِ.....

اني أحبكِ أكثر من أي حبّ مضى،

أتنحنحُ،

أغفو قليلاً،

وأُعلن اني جديرٌ بأنْ أتفاصح عنكِ،

وأنْ أتصفح فاكِ،

وأنْ "أتوهّط" فيكِ،

وان أتأكّد منِّي"
أسامة

أقسم بأن غبار منافيك نجوم

فهنيئاً لك،

وهنيئاً لي

لمعانك.

لك حبي.



16\3\2003

القاهرة.

**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »

عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الدكتور النور حمد
نشكرك على افتراع هذا الخيط المهم الممتع
قرأته على استعجال ولكني سأعود إليه بجرابٍ ممتليء, إن شاء الله
وهذا لا يمنع من أن اسجل ملاحظلات طفيفة:
كانوا يعلمونا في معاهد التربية بأن نخاطب التلاميذ بالدارجة الفصيحة, انظر "الدارجة الفصيحة"
وتفصيح الدارجة ليس أمرا صعبا إلا لمن ابتعدوا عن مصادر اللغة العربية, وما أكثرهم . حتى بين ما نكلق عليهم النخبة.
ربتما تكون العامية السودانية من افصح عاميات العرب, لكن هذا يحتاج لعمل دؤوب وأحصاءات لغوية, وأن تقوم بها لجان من مؤهلة , وأن لا يترك للأفراد لأن الأفراد لا يمكنهم أن يحصوا مفردات اللغة ولا تراكيبها أو أساليبه البلاغية. كان د. عون الشريف قاسم تجشم عناء جمع الفردات السودانية فله التحية في عليائه. وبرغم ذلك فإن ذلك السفر غير مكتمل وقد حسبه البعض سفرا جامعا لا يغادر صغيرة أو كبير مما أقعدهم عن ملْ الفجوات الواسعة في ذلك القاموس.
أحيانا أخال أن الغرب ربما وفدوا إلى السودان قبل الاسلام لأن:
هنلك مفردات وردت في الشعر الجاهلى ولم يسمع بها إلا في السودان (الآن)
قال الأعشي:
وظللت مُنْكَرساً بين الغصونِ كما أحنى على شِمْألهِ الصيقل (وكان قد هطل عليه المطر فاستظل بأغصان منحنياً كما الصائغ يعكف على مكرقته هو يلملم جسده في أضيق فضاء ممكن هربا من المطر. ونحن في السودان نقول فلانٌ مُنْكرس . أي يجلس بعيدا كأنه يصَغّر جثته خيفة أعين الناس.
وتفسير هذا أن الكلمة جاءت مع قوم يشتركون مع الأعشى في قاموسه. والسؤال هو: كيف بقيت مثل تلك المفردات حيةَ ؟
ولعل بعض الإجابة يكمن في أن الوافدين وجدوا أنفسهم في عزلة جغرافية واجتماعية وهذا من أسباب ثبات الألفاظ بنسب تزيد على الستين بالمئة وفق تقديرات اللغويين المعاصرين من غير العرب
غير أن العزلة ذاتها قد تتسبب في تغييرات لغوية إما لأن البيئة الجديدة تحتوى على اسماء ومفاهيم لم تكن معروفة لدى العرب في بيئتهم الرعوية (واسوق , عنقريب, عشكول , مشلعيب.... الخ أوإما بسبب تغيير في النطق مالحرف الذي ذكرت في النيما وتشيكوسلوفيكا .. الخ فهذا الأصوات لا تتقبلها العربية الأصلية لأنه ليس ممكنا في العربية أن تبدأ الكلمة بساكن. وعيه فإن الدليل لي جئت به يؤكد العكس وفي أحسن الأحوال يكون دعوة لإدخال أصوات جديدة في رموز الكتابة (لأن الناس حقيقة ينطقون بها كما عند أهلها الأصليين, وهذا ليس بجديد على العرب الذين لم تنطفيء عندهم نار القرآن لأن هذين الصوتين يوجدان في حال الادغام كأن نقول :اتّجر , أي مارس التجارة أو انجلى بمعنى ظهر ووضح.
أما الوقف على السكون كما ذكرت في هائية الحردلو فهو أصل في العربية ولا يجوز فيها غيرُه:
(من يعمل مثقال ذرّةٍ خيرا يرَهْ او كما في قصيدة التجاني يوسف بشير قطرات من الندى رقراقة وتعرف بها السكت التي تحل محل تاء التأنيث في حال انتهاء الكلام.
لا بد من توحد اللهجات العربية - وإن كان القرآن يسهم في ذلك بقدر كبير غير أني اتحفظ على انتشار لهجة عربية على حساب لهجات أخرى كالسودانية, ولهذا اسباب كثيرة ليست كلها مشرفة.
وسأعود
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
أسامة الخواض
مشاركات: 962
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة أسامة الخواض »

عزيزي دكتور النور
سلامات

قلت سيدي:
العربية الفصحى، في ما أرى، لغة يمكن أن نصفها بأنها لغة "متحفية"، لم تتطور كثيرا. والسبب أن لا أحد يتحدث بها في حياته اليومية.

وإلى اليوم لا أدري إن كان الناس في صدر في الجاهلية وصدر الإسلام يتحدثون بها. وهل هذه القسمة بين الفصحى والعامية كانت هناك على الدوام أم أنها حدثت في زمان بعينه؟

لا أعتقد ان السبب في "متحفية" العربية الفصحى،هو أن "لا أحد يتحدث بها في حياته".
والدليل أنك-يا سيدي- تكتب بنفس اللغة الفصحى التي تعتقد ب"متحفيتها"،

ولو كان الأمر كذلك،

لماذا لم تكتب مقالك ب"الدارجية الغنية"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أما عن "الانفصام" اللغوي في المجتمعات المتحدثة بالعربية،
فيمكن تتبعه إلى عهد "الفتوحات"،وما يقال عن أن علياً بن أبي طالب هو أول من "اقترح" أو "اجترح" النحو،أي قواعد للعربية الفصحى.
هذا واحد من "الاحتمالات" التاريخية.
هنا علينا أن نبحث اركيولوجياً، عن بداية "اللحْن" في الفصحى.

يبدو أن دخول "أقوام"كثيرة إلى "الإسلام" بفعل "الاستعمار"* الاسلامي لأقاليم كثيرة،هو الذي جعل "اللحن" يكثر،وبالتالي الحاجة إلى قواعد للعربية الفصحى،انقسمت المدارس التي عقدت للغة العربية،أحيانا بشأنها،كما في مثال مدرستي "الكوفة"و"البصرة".

وهنالك سؤال مهم:

هل "الدارجية"،يمكن أن تصلح كلغة "للثقافة العالمة"، دون العربية الفصحى؟

*عمداً،انتخبت كلمة"استعمار"،لأن المسلمين يسمونه"فتحاً".

فما هو الفرق بين دعوى "المسلمين" حول إدخال "الآخر الوثني الضال" إلى "الإسلام"،

وبين دعوى الرجل الأبيض حين يتحدث عن "عبء الرجل الأبيض"،و"المهمة الحضارية"؟؟

راجع\ي عزيزي القارئ\ة:
رواية "موسم الهجرة إلى الشمال".

ولماذا يتحدث "محمد أحمد محجوب" و "درويش" مثلا ،وغيره من الشعراء العرب عن أن استرداد السكان الأصليين ل"الأندلس" هو

هزيمة "للغازي"أي العربي المسلم؟ولا يعتبرون ما قام به أسلافهم "استعماراً"؟؟

وهل اعتذر الرجل الأبيض عن "الاستعمار"؟

وهل بإمكان "الغازي" في كل المراحل التاريخية من التاريخ البشري،أن يسوِّ
غ-الآن-ما قام به من غزو؟أو أن "يعتذر"،و

القيام بما يترتب على ذلك من إجراءات،ومن ضمنها "التعويض" المالي؟؟؟؟
أسامة

أقسم بأن غبار منافيك نجوم

فهنيئاً لك،

وهنيئاً لي

لمعانك.

لك حبي.



16\3\2003

القاهرة.

**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

فصل:
لا تجد لغة افصح من الأخرى ولا لهجة خيرٌ من الأخري.
ما نقل عن يوسف ميخائيل فهو امر لا يعتد به ذلك لأن يوسف الذي نشأ وتربى في الأبيض تربى في الحاضرة ولا اختلاط لأهل المدن بأهل البادية والظهاري إلا بقدر محدود. وكلُ بليلاه معجب - وهو على حق - طالما ان اللغة تفى بالتعبير عن متطلبات حياته اليومية . وكل لغة ستتطور حتما بحسب حوجة الناس للتعبير وهي لا تبد في نظرهم لينة او وحشية. هذه النظرة للغة قديمة قدم النقد العربي ذلك ان قاموس رؤبة لا يناسب قاموس ابن ابي ربيعة - مثلا. ونرى أن هذه التعبيرات تدخل في علم الكلام عن الكلام ولا يفيد منها المتحدث - لا سيما الشعراء والادباء , فهي ربما أضرت بأكثر مما تنفع. هنا مثال؟ من أشعر من عبدالله الطيب - قياسا على لغة المرجعية التاريخية؟ لا أحد يدانيه في نظري. وزانتفع منها محمود محمد طه ولكنه سهّلها (تخير الألفاظ وابقى على التراكيب) ولم يقل : إن السباسب والسباريت والسبل العنجهيات (عبدالله الطيب) برغم أن عبدالله في واحدة من تجلياته رد على أحد السائلين بأن خير من يعرف العربية أنا ومحمود محمد طه (وقيل ثالثهما طه حسين الكد).
واعترف انا شخصيا ولأول مرة بأنني لما كنت اقرض الشعر في أيامي كنت احتكر الجوائز واحوز على القدر الأوفر من التصفيق كان زملائي اليساريون لا يطيقون شعرى . فعجبت لكنى الأن اعذرهم فقد كانوا على حق. فقد افلح جو التدريس في الجامعة إلى نفينا في الماضي السحيق. مثلى كثر (الزبال , المعز , الشيخ جمعة سهل , فضل الله الهادي . الحبر يوسف وغيرهم, عدا محمد الواثق الذي انسرب خلسةَ من المنفى فجعل رأسه في القرن العشرين وذيله في العصور الأولى فلم يفهمه إلا القليل. ولا يزال نفرُ من الناس يهاجمون عبدالله الطيب وامثاله لا لشيئ الا لأنهم لا يرجعون للقاموس كسلاً.
هذا الاسهاب سببه ان اللغة الحية هي التي تفي بمتطلبات عصرها ثم يصبها الهرم ولا تصلح للأجيال المقبلة إلا المراكز العلمية .
لا أحد يمكنه التحكم في تطور اللغة, ولو كان ذلك ممكنا لما انحط القاموس العربي (وحتى النحو) في عهود التحكم العروبي. برغم العروبية المغلظة برز أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام ومحجوب شريف وغيرهم ذلك انهم ينهلون من قاموس الشعب العام. هذا لا يعنى أن الذي يلتزمون الفصحى الحقة ليسوا متميزين: فقط انهم يغردون خارج السرب وهو داءٌ في النفس لا علاقة له باللسان.
فائدة: الاسكيمو لهم 13 كلمة لأنواع الثلج . إنها البيئة التي تءثر في مجال امتداد البعد الدلالي للألفاظ. العرب لهم عشرات الكلمات في أوصاف الإبل والوحوش:
غنت الحمرية تشبب بجدي عبدالماجد:
أزرق صُلّ الكراكر - أني باكر من ريده ماني بنّاكِر
وقال الصعلوك الجاهلى:
ولي ابن أُختٍ من ورائي - حصيفٌ ينفُثُ السُّمَّ صِلُّ
فما اين لها بمفردة "صٍل" وهو ثعبان جميل أعرفه جيدا. فهل درسته في خلوة الستات؟ لا بد انها غذيته اما عن ام أن اصلها البعيد جزيرة العرب وان العرى لم تنفصم بعد كما حدث في الصومال أو البني عامر.
شُويَم شويم بقدرة الله شويم شال الجداية
وشويم الأولى عربية محضة لأن أصلها في ما يبدو - وفق عبدالله الطيب - هو شأواً بقدرة الله. وهو دعاء للعروس بعلوو الشأن. ولكن لم تحقق الهمزة لأن العرب - وخاصة قريش (ويقولون للبئر بير وللفأر فار) . أما نون التنوين الساكنة في "شأواً" فقد اعقبها حرف الإقلاب " الباء" فانقلبت ميماً.
ثم بعد العهد بالناس فحسبها الناس فعلا فقالوا شويم شال الجداية
شويم الثانية
مثله كثير
عندما نزل القرءان الكريم كانت العربية في حالة تغيير واضطراب انعكس ذلك في القرأن وفي الحديث. فالله نزله بلغتهم السائدة ورسوله (ص) عليه وسلم خاطبهم بما يفهمون (الروايات)
وسأعود
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

غنى العامية وفقر الفصحى

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

«غنى العامية وفقر الفصحى»

الأخ الدكتور النور حمد والإخوة المتداخلون،‮
التحية والتقدير.
‬اتتبع دائماً‮ ‬ما‮ ‬يكتب الدكتور النور حمد،‮ ‬كونه رجل درّب نفسه على التفكير،‮ ‬وعلى كتابة ما‮ ‬يفكر به،‮ ‬وأجد متعة خاصة في‮ ‬تتبع ما‮ ‬يكتب‮.‬
وأنا أيضاً‮ ‬ظللت مشغولاً‮ ‬بالمقابلة العجيبة‮ (‬عامية/ فصحى‮) ‬وأشرت كثيراً‮، ‬إشارات مقتضبة إلى فصيحة السودان وإلى عامية قريش. في بعض مساهماتي في هذا المنبر.
وأنا أيضاً‮ ‬لست فقيهاً‮ ‬لغويا،‮ ‬ولكني‮ ‬مراقب حسن المراقبة، للغة التي‮ ‬تعلمت كيف اقرأ فيها، وكيف أكتب،‮ ‬واللغة التي‮ ‬اتكلمها في‮ ‬الحياة العادية البعيدة عن القراءة والكتابة‮. ‬وقد لاحظت ما لاحظه د‮. ‬النور من ثراء‮ (‬فصيحة السودان‮) ‬وعجز‮ (‬عامية قريش‮) ‬في‮ ‬أن تعيش الواقع النسبي‮ ‬والمتحرك دائماً‮ ‬إلى الأمام.‬
ومن مراقباتي‮ ‬أقبل على ماكتبه د‮. ‬النور‮ «‬غنى العامية وفقر الفصحى‮» ‬وتتواصل مراقباتي‮ ‬بالتساؤل عن الاصطلاحين الواردين في العنوان « العامية» و«الفصحي»،‮ ‬
اما طرف المعادلة الاول (العامية) فإنها صفة تقع موقع الذم، إذ هي لغة العوام، والعوام الذين تقول عنهم (الفصحي) هم «عوام ، سوقة ، غوغاء من الناس ، رعاع ، السفلة من الناس ، أوباش» بهذه الصفات الدونية، فإن لغتهم لغة مذمومة، ولذلك استحقت الحاقها بهذه الطبقة، وهذا وحده كاف لوصمها بعدم الكفاءة، والعجز التعبيري، وهكذا كان يجب ان يلحق الاستعلاء العربي الاجتماعي استعلاء لغوي،
هكذا تنظر ( عامية قريش) التي توجت نفسها بعنف لغوي ليس اقل من العنف الدموي الذي ميَّز مسار قريش من القبيلة الي الدولة. وهكذا اصبحت افصح لغات الدنيا، في البلدان الت استعمرتها الامبراطورية العربية الاسلامية، اصبحت تلك الفصحاوات عاميات مذمومات ومتهة بالعيِّ « والعاميات».
قهرت قريش بالسيف كل قبائل جزيرة العرب، وصعَّدت لهجتها الي مكانة (العربية الفصحي) ، ولم يخلو الامر من دم لغوي كثير سال لتنفرد عامية قريش بمركز المتفرد. فصارت لساناً لكل العرب.
ان الاستعلاء العربي، لم يكن من الممكن للهجة قريش ان تتجاوزه، بحيث تتعاون مع لغات العرب الاخري، للاستفادة من خاصية التعدد في اثراء الواقع اللغوي بتكاتف كل تلك اللغات. ولكن كيف السبيل الي ذلك، وقريش لا تريد من يزاحمها، باعتبار لغتها حاضنة لكلام الله المقدس، واصبحت هي نفسها مكان المقدس، ومن يزاحم المقدس؟
أعرف ان العامية هي‮ ‬اللغة التي‮ ‬اصطلح واقع اجتماعي‮ معين ‬ على اعتمادها في‮ ‬مخاطباته اليومية وفي‮ ‬معالجة شؤون حياته،‮ وهي بالتالي لغة العوام ، وهم. العوام كما تعرفهم الفصحي/عامية قريش من الشرفة العليا التي اختارتها ضمن ايدولوجيتها الصاعدة الي حكم الامبراطورية الصاعدة هم: «طبقة العوام ، عامة الناس ، جماهير ، غوغاء ، طبقة من السوقة ، عوام ، سوقي ، عاميّ» وواضح من هذا التعريف المتعالي الذي تمارسة (الفصحي) تجاه اللغات الفصيحة قبل الاحتلال العربي لموطن تلك اللغات، و هذا التاعلي هو الذي افرز عاميات عديدة في كل الوطن العربي. وهناك عاميات تنافس العربية في مجال الكتابة، وان كان ذلك يتم علي استحياء من وصمة السوقية التي تتربصهم من جهة ( الفصحي/عامية قريش.
ولم تمارس الفصحي هذا الاستعلاء علي لغات البلدان التي احتلتها العربية، مصاحبة للاحتلال العسكري ولكنها مارستة علي اللغات بنت جلدتها، اللغات العربية المعايشة لها، والتي تفرق دمها اللغوي في كل جزيرة العرب وتحولت الي لهجات تضج بها كل بلدا الجزيرة العربية، وهي اللغات التي كانت فصيحة فصاحة لغة قريش، بل وكانت مكتوبة، كما عرفنا من السبعة السن التي نزل فيها القرآن وكتب فيها. حتي كانت مذبحة التجميع التي ذهبت بكل تلك اللغات، وانفردت اللغة البدوية القرشية باحتلال كامل الفضاء اللغوي.
وتساؤلاتي‮ ‬تمتد للنصف الثاني‮ ‬من عنوان الدكتور النور‮ «‬وفقر الفصحى‮»‬،‮ ‬وقبل تساؤلاتي‮ ‬أرى الدكتور‮ ‬يعلي‮ ‬من شأن العامية ويدني‮ ‬من شأن‮ «‬الفصحى‮» ‬وهي‮ ‬ملاحظة أوافقه عليها،‮ ‬وأعود لتساؤلاتي‮ ‬التي‮ ‬أعتبرها جوهرية في‮ ‬هذا الطرح،‮ ‬أولاً‮ ‬من الذي‮ ‬أفصح هذه‮ «‬الفصحى‮»؟ ‬ومن الذي‮ ‬توجهها‮ «‬عربية‮»؟ ‬فأضحت العربية الفصحى،‮ ‬ونحن نعرف أنها لم تكن إلا عامية قريش،‮ ‬عامية وسط عاميات أخرى كثيرة كانت تسكن جزيرة العرب قبل الإسلام‮.‬
نحن نعرف الملابسات التاريخية التي‮ ‬أعلت من شأن عامية قريش حتى أضحت بديلاً‮ ‬لكل اللغات العربية الكثيرة قبل أن تتعالى عليها عامية قريش‮.‬
وقريش في‮ ‬طريقها من القبيلة إلى الدولة والتي‮ ‬قفزت إليها قفزاً‮ ‬متجاوزة الكثيرة في‮ ‬مراحل النشوء الطبيعي للدول،‮ ‬وقريش في‮ ‬طريقها إلى تلك الدولة وبالذات بعد موت النبي‮ ‬محمد‮ (‬ص‮)‬،‮ ‬حيث أصبح الصراع سياسياً على الرغم من الطابع الديني (‬السياسي‮)‬،‮ ‬وعليه فقد أنتبه الساسة القرشيون، بعد معركة سقيفة بني‮ ساعدة الدموية، حين شهدت أول قتيل سياسي،‮ ‬الخزجي‮ ‬سعد بن عبادة سيد الخذرج،‮ ‬وبعدها آلت السيطرة السياسية لقريش ومنهم بدأت تتشكل ملامح الدولة القرشية القادمة‮، انتبهوا لحاجة الدولة الناشئة الي لغة رسمية، تكون هي الوحيدة والمعتمدة في كل شؤونها، ونحن نعرف ان الدين هو شأن قرشي عالي المكانة، وهو الرافعة التي رفعت قريش الي القمة السياسية للعرب.
وقريش في‮ ‬طريقها ذلك إلى الدولة انتبه سادة قريش، وبالتحديد عثمان بن عفان،‮ ‬الذي‮ ‬في‮ ‬إحدى‮ ‬غزواته في‮ ‬بلاد الشام، هتف به حذيفة بن اليمان، بأن هناك بلبلة في‮ ‬شأن القراءة تنبئ ‬بخطر تعد الالسن مما يضعف اللسان القرشي،‮ ‬ومن هنا خطرت للسياسي‮ ‬القرشي‮ ‬عثمان ابن عفان فكرة توحيد كل القراءت في قراءة واحدة هي قراءة قريش «وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن، فأكتبوه بلسان قريش، فإنّه إنما نزل بلسانهم،» (لا؛ لم يقل بلسان العرب) بعد أن أطمأن إلى أن الخلفاء كلهم من قريش بواقع ما بعد سقيفة بني‮ ‬ساعدة‮.‬
ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ وأن هناك سبعة ألسن كتب فيها القرآن، وأجازها الرسول‮ (‬ص‮)‬،‮ ‬وكل من الألسن السبعة، كان لغة مكتوبة ومعترف بها،،‮ ‬حتى أنني‮ اركن إلى فهمي‮ ‬الخاص لقول الرسول‮ «‬أنا أفصح العرب بيد أني‮ ‬من قريش ورضعت في‮ ‬بني‮ ‬أسد»‬،‮ ‬والتي‮ ‬أخذت وكأنها تعني‮ ‬أن قريشاً‮ ‬هي‮ ‬أفصح العرب وجيِّر ذلك الفهم الذي أصبحت بموجبه قريش هي‮ ‬أفصح العرب!. وهذا خطل، فمن النص نفسه‮ «‬بيد أني‮» ‬وبيد اسم ملحق بـ‮ «‬إن‮» ‬يعني‮ ‬غير،‮ ‬أو الاستدراك والرسول الفصيح فعلاً،‮ ‬عندما‮ ‬يستدرك‮ (‬بيد أني‮ ‬من قريش‮) ‬يعتبر أن قريش ليست أفصح العرب فعلاً،‮ ‬فهو كان‮ ‬يجيد كل لغات العرب وليس‮ «‬السبعة ألسن» ‬التي‮ ‬كتب فيها القرآن بإشراف مباشر منه وباعتماد بعضها بخاتمة، إلا دليل على هذه الفصاحة. كما أن الرسول اختار كُتاباً‮ ‬من كل من القبائل العربية قبل إسلامها ليكاتب تلك القبائل، وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ه ‬يجيد كل تلك اللغات بدرجة الفصاحة‮.‬
وليس أدل على ذلك من حديث‮: «‬ليس من أمر امصيام في‮ ‬امسفر‮» ‬وهو حديث كنا ندرس زمن الدرس،‮ ‬وهو دليل آخر عن أن الرسول كان أفصح العرب،‮ ‬وليس أفصح قريش فقط،‮ ‬كما أن تجير حديث‮ «‬أنا أفصح العرب‮» ‬وكأنه‮ ‬يعني‮ ‬قريش فقط، يعد إحدى جرائم فقه اللغة التي‮ ‬سادت زمناً‮، ‬ولم تجد من‮ ‬يراجعها، فما الذي‮ ‬فعله عثمان؟،‮ ‬وحدّ‮ ‬بالدم وبالسحل لكبار الصحابة كما حدث مع عبدالله بن مسعود من كبار الصحابة وكان وقتها والياً‮ ‬على الكوفة‮.. ‬ولم‮ ‬ينجو من معركة تصعيد لغة قريش إلى مقام فصيحة العرب، الكثير من الصحابة والصحابيات، وبذلك صعدت عامية قريش بلباسها البدوي ‬أمام مقام لغة الإمبراطورية الإسلامية،‮ ‬متعالية على كل اللغات التي‮ ‬كانت تسود البلاد التي‮ ‬استعمرتها تلك الامبراطورية‮.‬
ويأتي‮ ‬السؤال في ‬أشارة د‮. ‬النور عن (فقر الفصحى)،‮ ‬هل كانت عامية قريش مؤهلة لأن تكون اللغة المعتمدة لامبراطورية مترامية الأطراف؟‮ تضج بالكثير من اللغات ، وإن لم تُقَعَدْ، دعك عن قدرتها على التسيد في‮ ‬الجزيرة العربية نفسها،‮ ‬والشاهد الألسن الأخرى المكتوبة في‮ ‬حضرة عامية قريش وهي‮ تزاحمها فصاحة بفصاحة‮.‬
أجيب‮: ‬لم تكن عامية قريش مؤهلة، حتى لتسود في‮ ‬الجزيرة العربية نفسها والشاهد عند تقعيد اللغة،‮ ‬كان فقهاء ذلك الزمان ومقعدي‮ ‬اللغة، كان عليهم الارتحال إلى موطن تلك اللغة المعزولة بعيداً‮ ‬في‮ ‬البادية،‮ وهذا يشير الي تواضعها حتى في‮ ‬مدن ذلك الزمان‮. ‬هي‮ ‬تصدق عليها فعلاً‮ ‬ملاحظة د‮. ‬النور‮. ‬لغة آتية من ‬توابيتها في‮ ‬بادية الجزيرة العربية، إلى واقع اجتماعي‮ متغير وبسرعة فائقة،‮ ‬وهنا ظلت المفارقة واسعة بين اللغة وواقعها،‮ ‬وهي‮ ‬لغة توابيت فعلاً،‮ ‬هل‮ ‬يصلح الاستعانة بسكان التوابيت على الحياة‮.‬؟
لا أظن،‮ ‬وعلى الرغم من الجهد الأكاديمي‮ ‬الذي‮ ‬بذله هؤلاء الأماجد من مقعدي ‬اللغة،‮ ‬إلا أنهم لم‮ ‬يستطيعوا أدماجها في‮ ‬الحياة والتفاعل مع متغيراتها. وكما انتشر الإسلام فعلاً‮ ‬بالسيف،‮ ‬انتشرت كذلك لغته، وفشلت في‮ ‬أن تتعايش في‮ ‬الواقع الجديد،‮ ‬غير أنها ظلت متعالية وبسفه على كل لسان مغاير‮‬ ،فلم تعش ولم تسمح للغات البلاد التي‮ ‬فتحها بذريعة الغنائم أن تتطور‮.‬
‮«‬العربية الفصحى‮» ‬مصطلح استعماري‮ ‬فرضته لغة‮ ‬غير مؤهلة حتى أن تسود في‮ ‬واقعها،‮ ‬فصيحة علي فصاحيات العرب الأخرى‮.‬
ملاحظة أخرى أراها ذات دلالة،‮ ‬أن القرآن نزل على نبي‮ ‬أمي،‮ ‬وأمّة أمية!(في الغالب الاعم)،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬جعل بعض كتاب الوحي‮ ‬يدعي‮ ‬أن‮ ‬يوحى له كما حدث مع عبدالله بن أبي‮ ‬السرح، الذي‮ ‬كان‮ ‬يكتب ما‮ ‬يمليه عليه الرسول، ففي‮ ‬سورة (الإنسان) «‬هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم‮ ‬يكن شيئاً‮ ‬مذكورا‮..» ‬فأكمل بن اب السرح «‬فتبارك الله أحسن الخالقين‮»‬،‮ ‬فأمنه الرسول علي‮ ‬ذلك وقال هكذا نزلت، وظل‮ ‬يردد أنه كان‮ ‬يكتب القرآن ويعدل فيه، فأهدر النبي‮ ‬دمه،‮ ‬وهو الذي‮ ‬شدّد في‮ ‬أمر إهدار دمه حتى لو تعلق بأستار الكعبة،‮ ‬ولكن‮ ‬يوم فتح مكة أجاره عثمان بن عفان رغم كل ما فعله‮.‬
وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن المشافهة باب دخل منه عارفو الكتابة على قلتهم بالكثير،‮ ‬وأتى عثمان على خير كثيرً‮ ‬باهداره ‮٦/٧ ‬من اللغات التي‮ ‬كان مجاورة للغة قريش،‮ ‬ومن هذا الباب باب الأمية ذكر د‮. ‬محمد سعيد العشماوي‮ ‬في‮ ‬كتابه «الإسلام السياسي»،‮ ‬أن معاوية بن أبي‮ ‬سفيان، عدل ستة عشرة كلمة من كلمات القرآن القرشي؟
أن تصعيد عامية قريش إلى مرتبة فصيحة العرب تم بدم ثقافي كثير أهدر، في‮ ‬سبيل أن تظل عامية قريش هي‮ ‬الأعلى،‮ ‬كما ن أن ساسة قريش هم الأعلى وحتى الآن بعد اندثار القبيلة فعلياً‮ ‬ما‮ ‬يزال الدواعشة ‮ ‬يصرون على إعادة إحياء قريش من مقابر التاريخ وإعادة ثقافية ميتة لتعين على مواجهة الطوفان المعرفي‮ ‬الذي‮ ‬يجتاح العالم‮.‬
ملاحظة أخرى أن الديانات التي‮ ‬نزلت على ثقافات كاتبة ابقت عقلها حاضراً‮ ‬في‮ ‬التعامل مع نصوص تلك الديانات،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬عزز مكانه العقل في‮ ‬واقع تلك الأمم‮.‬
أما عندنا فمنذ القرن الثالث الهجري،‮ ‬وبعد أن أكملنا تعقيد عامية قريش وعمدناها فصيحة العرب،‮ ‬واكتمل فقه الدين وفقه الحديث وكل علوم اللغة ، ومنذ ذلك الزمان البعيد، سجن العقل العربي،‮ ‬أو العقل اللغوي‮ ‬والقي‮ ‬مفتاح محبسه في‮ الصحراء.‬
ولم نزل اللغة‮ ‬غير فاعلة ولا العقل العربي‮ ‬فاعلاً،‮ ‬وترك العاميات الفحصيات الأخرى لسد الثغرة التي‮ ‬تركها‮ ‬غياب العقل، لتظل فاعلة في‮ ‬حياة الناس، حتى‮ ‬يقبض أن لها من‮ ‬يقعدها،‮ ‬لتحتل مكانتها المغتصبة‮ ‬يفعل التعالي‮ ‬القرشي‮ ‬العربي‮ ‬وسفهة‮.‬


[align=right]
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

توحد الأمم تحت لواء أعلى من ألوية القبائل يستتبعه ضمور في لغات ولهجات على حساب اللهجة المتنفذة - بأي طريقة كانت من طرق التحكم طوعا او كرها.
الآن في السودان اتخذ سكان الأقاليم لغة العاصمة - وهي من جهة نظري رديئة - وقد سائنى أن أجد معظم اهلى الذين نزحوا للعاصمة - أاجدهم نسوا المفردات والتراكيب والبلاغيات العميقة الجدور - طبعا هذا شيئ طبيعي ولكنه ساءني لأنه وضعني في موضع (خانة؟) الغرباء.
توحدوا حول مفردات يدعي ناشروها فهم الدين واللغة برغم انهم لا يفهمون لا في هذا ولا ذاك - عمائم وجلابيب لا غير
القصد هو المحافظة على لب الحوار قبل ان يتحول الى مبحث أوسع.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
أسامة الخواض
مشاركات: 962
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة أسامة الخواض »

سؤال ليس مهما:

أين صاحب "المداخلة الأساسية" أي البوست؟

نتمنى أن يكون بخير.
أسامة

أقسم بأن غبار منافيك نجوم

فهنيئاً لك،

وهنيئاً لي

لمعانك.

لك حبي.



16\3\2003

القاهرة.

**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
أسامة الخواض
مشاركات: 962
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة أسامة الخواض »


نقلا عن "إيلاف"، أعيد نشر المقالة التالية علّها تسهم في الحوار الدائر في هذا البوست.

مواجهة في المغرب بين أنصار الفصحى وأنصار الدارجة

تتكاثر الأصوات المغربية الرافضة لمقترح تقدم به رحل أعمال، تدير مؤسسته نحو 450 مدرسة، لاعتماد اللغة العامية المغربية بدلًا من العربية الفصحى في التعليم الأولي، حتى وصفت بأنها دعوة مغرضة، تبث الفرقة بين المغاربة.
الرباط: عاش المغرب شهرًا متوترًا على وقع مقترح هز أركان الساحة الثقافية والفكرية والسياسية في البلاد، بسبب دعوة أطلقها مشاركون في ملتقى نظم أخيرًا حول سبل مواجهة مشاكل التعليم في البلاد، طالبوا فيها باعتماد العامية المغربية في التعليم الأولي للتلاميذ المغاربة، عوض اللغة العربية الفصحى. وأثار المطلب الجدال لما فيه من تجاوز للمنطق، كما أثار غضب الأساتذة والمعلمين لأنه يقلل من شأنهم.

العربية أصل المصائب

جاء مقترح الاستغناء عن اللغة العربية في التعليم بالمغرب من رجل الأعمال نور الدين عيوش، رئيس مؤسسة زاكورة للتربية، الذي طرح اقتراحه محتجًا بأن اللغة العربية هي أصل المصائب في التعليم وسبب فشل المخطط الاستعجالي التعليمي بالمملكة، وتراجع المردودية التعليمية. وقال: "مبادرة التدريس بالعامية لم تأت من فراغ، بل بنيت على معطيات ودراسات دقيقة، كما اعتمدت تجارب بينت نجاح وتفوق التلاميذ الذين تلقوا تعليمهم باللهجة التي يتحدثون بها في البيت"، وأكد أنه سيبين مدى نجاحها من خلال تجربة تشرف عليها مؤسسة زاكورة، التي تدير 450 مدرسة، تستخدم فيها العامية للتدريس، سواء للأطفال الذين لم يسبق لهم الدخول إلى المدرسة أو الذين تركوا مقاعد الدراسة لعدة أسباب، من ضمنها عدم فهم الدروس.
واعتبر عيوش مبادرته حلًا جذريًا للهدر المدرسي، "والهجوم على مقترحي غير نابع من الواقع، خصوصًا أن أغلب الذين يدافعون عن التدريس باللغة العربية يوجهون أبناءهم إلى مدارس البعثات الأجنبية".
وبعد الحرب الذي شنها الإعلام ونخبة من المثقفين ورجال التعليم على عيوش، قرر هذا الأخير مقاطعة الصحافيين وعدم إبداء تعليقاته على الموضوع، مبررًا في تصريح أخير: "قدمت مذكرة إلى الحكومة أطالب فيها بتحويل لغة التعليم الاولي في المغرب إلى العامية، والأمر بيد الحكومة الآن، ولا تعليقات صحفية على الموضوع من اليوم".

سياسية وترابية

أتى الرد الحكومي غير مباشر على مطالبات عيوش، إذ التقى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وفدًا عن الائتلاف الوطني لحماية اللغة العربية، وعلق في مداخلته: "اللغة العربية هي الدين، ولغة هوية تدل على الانتماء الديني". كما علق عبد العظيم الجروج، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، على مقترح التدريس بالعامية، إذ رأى أن ما قاله عيوش يخصه وحده، "واللغة العربية تحظى بمكانة خاصة تتماشى مع مرتكزات المملكة".
وأصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بحكومة الشباب الموازية بيانًا استنكاريًا للموضوع، مؤكدةً رفضها دعوة عيوش، "فما تتضمنه الوثيقة الدستورية التي صوت عليها الشعب المغربي بالإجماع تتحدث عن كون اللغتين الرسميتين للبلاد هما العربية والأمازيغية فقط". وحذرت الوزارة من مغبة تبني مثل هذه الدعوات والمطالب، لأنها قد تخلق تفرقة لغوية وتقسم المملكة لمناطق مختلفة، نظرا لاختلاف اللهجات المغربية مما سيؤدي بدوره لتفرقة سياسية قد تصل إلى تفرقة ترابية.

أبناؤنا فئران تجارب

وفي تصريح خاص بـ"إيلاف"، يعلق الشاعر والإطار التربوي بوزارة التربية الوطنية بالمغرب عبدالسلام دخان على الموضوع، ويرى أن السجال حول استعمال العامية في المنظومة التربوية ليس أكثر من صيحة في واد، "وصاحب هذه الحملة الإشهارية لا علاقة له بالمنظومة التربوية، ولا يعرف شيئًا عن راهنها، ومطلب استعمال العامية في المنظومة التعليمية يحمل بوادر رغبة في إدخال البلاد في دائرة من التيه والتجريب، والنتيجة ضياع أجيال، وضياع فرصة التنمية المستدامة، وضياع فرصة تقدم البلاد، فالحديث عن التعليم وسبل إصلاحه ينبغي أن يرتبط ببرامج دقيقة، وليس بخواطر عنت لتجار الإشهار، وبغض النظر عن الاستراتيجية التي ينبغي توافرها كأساس لأي مشروع". وسأل: "عن أي عامية نتحدث؟ الجبلية في شمال المغرب؟ أم الخلوط في الشمال الغربي؟ أم لهجة دكالة وعبدة؟ أم لهجة السواحل؟ أم اللهجة الهجينة في المدن الكبرى؟ أم اللهجة المختلطة باللغة الحسانية في الجنوب؟ فالوضع ملتبس يتطلب صرف المليارات لتحقيق دراسات من أجل البحث أولًا عن العامية المشتركة بين هذه النماذج المقدمة سلفًا، بيد أن العامية بما تمتلكه من قوة تواصلية لا ترتقي إلى لغة ذات بنيات مقولية صارمة".
وختم قائلًا: "استعمال العامية في المنظومة التعليمية يمثل رغبة في السير وراء السراب، ومن أراد ذلك فليفعل، ولكن ليترك البلاد بعيدة عن التجريب المفضي إلى العدم، ومصير البلاد ينبغي أن يكون بعيدا عن من يرغب في جعل أبناءنا فئرانا تجارب لمشاريعهم الإشهارية".

دعوة مُغرضة

وقال عبد العزيز الراشدي، رئيس رابطة أدباء الجنوب والفائز بجائزة ابن بطوطة بالإمارات العربية، لـ"إيلاف" إن الدعوة إلى استعمال العامية في التعليم المغربي مرفوضة، "وقد أجمع غالبية المثقفين المغاربة وأصحاب العقول السويّة على هذا الأمر، فالعربية المستعملة في المدرسة المغربية ليست صعبة أو محنّطة، بل لغة في متناول الطفل بحكم تداولها في قنوات الأطفال وفي الراديو".
اضاف الراشدي: "استعمال العامية يعزل الطفل والمتعلم عن محيطه الواسع، ويمنعه من التحكّم باللغة الأم ما دام امتلاك اللغة يتطلّب استعمالها وتداولها منذ الصغر، كما الاتجاه الذي ينبغي أن يمضي المغرب فيه هو تعميم لغة عربية متطوّرة مستفيدة من اللهجات المحلية للمزيد من التواصل والنمو وليس الانغلاق في اتجاه اللهجات المحلية، ولهذا أقول إن دعوة العامية مُغرضة، تنطوي على نوايا غير بريئة".

عريضة استنكار

قدم الشاعر والناقد وأستاذ التعليم الثانوي عبد اللطيف الوراري لـ"إيلاف" مسودة لعريضة استنكارية ضمّت صوت العشرات من الشعراء والكتّاب والأساتذة الباحثين ومدرّسي اللغات بمختلف أسلاك التعليم، ومفتشين تربويّين وقانونيّين وفاعلين جمعويّين ومترجمين وطُلّابا وموظفين عاديين، رفضوا جميعًا دعوة عيوش للتدريس باللهجة العامية، وحذروا من تنامي الفتنة اللسانية والهجمة اللغوية الشرسة التي تتمّ بدعوى التعدُّد اللغوي والانفتاح ولا تراعي بأي حال ثابت الوحدة الوطنية واستقرار مكوّناتها الأساسية، رافضين فصل المغاربة عن تاريخهم وتراثهم الفكري والأدبي، وقيمهم الدينية والثقافية ورموزهم الحضارية، كما دعوا خلال العريضة إلى الدفاع عن اللغة العربية، وتعزيز مكانتها في الفضاء العام، وداخل المدرسة المغربية، ورفضوا الآراء والمذكّرات التي تملى من أعلى، أو تأتي من الخارج، ولا يُستشار فيها أهل الاختصاص من أساتذة ومربّين ولسانيّين وآباء وأولياء التلاميذ، كما طالبوا الدولة المغربية، ملكاً وحكومة وهيئات مجتمع مدني، إلى تحمُّل مسؤولياتها الدستورية والتاريخية في هذا الموضوع.


https://www.elaph.com/Web/news/2013/12/854841.html
أسامة

أقسم بأن غبار منافيك نجوم

فهنيئاً لك،

وهنيئاً لي

لمعانك.

لك حبي.



16\3\2003

القاهرة.

**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
صورة العضو الرمزية
موسى مروح
مشاركات: 172
اشترك في: الأحد نوفمبر 06, 2011 9:27 am

مشاركة بواسطة موسى مروح »

الأخ الدكتور النور حمد
كيف حالك يا صديق؟ نفتقدك على هذا الجانب من الغدير كما يقولون.

ما تفضلتَ بطرحه هنا هو ظاهرة معروفة في اللغويات اسمها الدايْقلوسيا (diglossia) أو الثنائية اللغوية. وملخصها كما هو واضح من اسمها هو أن المجتمع اللغوي المعني يستخدم لغتين في خطابه، إحداهما للحديث والتواصل اليومي (عادةً ما تسمى "الدنيا" أو "العامية")، وأخرى للكتابة الأدبية أو الرسمية وتسمى "العليا" أو "الفصحى" أو غير ذلك من ألفاظ الترفيع.
هناك حوالي 37 حالة دايقلوسيا مشابه في عالمنا الحديث، تتوزع على مجموعات لغوية متعددة حول العالم ((منها على سبيل المثال الديموتيكية مقابل الإغريقية القياسية الحديثة (أو الكاثاريفوسا)، والكانتونية الصينية بشقيها، والألمانية السويسرية مقابل الألمانية القياسية، والكريولية مقابل الفرنسية، والأفرو-أمريكية مقابل الإنقليزية القياسية الأمريكية، وغير ذلك)). غير أن الظاهرة أعمق وأشكل بالنسبة للعربية القياسية الحديثة، وذلك نسبة لتاريخ اللغة العربية الطويل نسبياً، ولاتساع الرقعة الجغرافية للعربية القياسية تاريخياً.
هذه الظاهرة وهذه التسميات "المتعالية" ليست حصراً على العربية، ولا على ثقافتها أو تاريخها السياسي. والتسمية السائدة اليوم في علم اللغويات، فيما يتعلق بهذه الظاهرة، هي تسمية "دنيا" (low) للغة الشارع، و"عليا" (high) للغة الكتابة الأدبية. قد تكون هناك حاجة إلى تسمية أفضل، ولكنه لا يمكننا القول إن الأمر يتعلق بالفصحى وثقافتها وتعاليها على العامية. وإن كانت كلمة "العامية" تبدو متعالية بالنسبة لبعضنا، فانتظر حتى تسمع لفظة "الجِلْفة (vulgar)"، وهو الاسم الذي كان يطلق على العامية اللاتينية، قبل أن تتطور تلك اللغة "الجلفة" لتصبح بعد ذلك ما يعرف الآن بمجموعة اللغات الرومانسية (الفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية).
مسألة انتشار لغة ما تحكمه ظروف تاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية بعينها، وتساهم فيه بشكل أساسي عوامل تتعلق في الغالب بامتلاك السُّلطة، بتجلياتها السياسية والتجارية والعلمية والدينية. لغة المنتصرين تسود في الغالب والعرب ليسوا استثناءً على ذلك، ولذلك لا ينبغي أن نلوم العرب لأنهم انتصروا فسادت لغتهم. الإنقليزية التي تسود العالم اليوم لم تكن في الأصل لغةً حتى لعموم الجزر البريطانية، وإنما كانت لغة إنقلترا فقط. لكنها سادت سياسياً في الجزر البريطانية أولاً، ثم في العالم بعد ذلك، تمشياً مع اتساع سلطة الإنقليز السياسية في العالم.
لهجة قريش، في المقابل، سادت لنفس العوامل، لأن قريشاً كانت لهم السلطة السياسية والتجارية والدينية في الحجاز. ولهجتهم لم تكن تختلف عن بقية لهجات العرب مثل اختلاف الفصحى والعامية اليوم، بدلالة أن شعراء المعلقات أتوا من مناطق مختلفة من شبه الجزيرة العربية، وأن ناقد سوق عكاظ الأول، الشاعر النابغة الذبياني، لم يكن قرشياً، وربما كان مسيحياً أو قريباً من المسيحية لصلته المعروفة ببلاط المناذرة. كذلك ورد في "الأغاني" أن نقاد قريش أنفسهم قالوا لعلقمة الفحل إن معلقته (طَحا بكَ قلبٌ في الحِسان طروبُ) هي "سمط الدهر"، في إشارةٍ إلى فصاحتها، والمعروف أن علقمة كان تميمياً ولم يكن قرشياً. وملخص ما أريد قوله هنا هو إنه كانت للعرب في ذلك الوقت اختلافات في النطق وكانت لهم لهجات، ولكن لم تكن لديهم لغات. ومثل ذلك في عالم اليوم هو الفرق بين الإنقليزية البريطانية على سبيل المثال وبين الإنقليزية الأمريكية أو الاسترالية.
كذلك لا ينبغي أن نعلق فشلنا كدولة سودانية حديثة على شماعة العرب، أو السُّنة، أو الاستعمار الأوروبي أو غير ذلك من العوامل الخارجية المحيطة بنا. فقد نلنا استقلالنا قبل فترة هي كافية لإصلاح أحوالنا ولكننا فشلنا في ذلك، وعلينا أن نتحمّل مسؤوليتنا في الفشل، لإن تحميل هذه المسؤولية لغيرنا هو نوع من استمرار الأزمة.
وكما ترى يا صديقي فإن هذه الظاهرة اللغوية يصعب معها القول بفصاحة هذه اللغة أو فقر تلك، لإن اللغتين تتكاملان ولا تتواجهان بطبيعة وضعهما. ولا أدَل على ذلك من اختيارك هنا للفصحى على حساب العامية لتكتب بها رغم أنك قلت إنها فقيرة. ولو كانت المسألة منافسة، لكان اختيارك للكتابة بالفصحى اعتراف عملي قاطع منك بأن اللغة الفقيرة هي العامية وليست الفصحى. لذلك فإن تقديم الإشكال على أنه مواجهة بين الفصحى والعامية لا يفيد في فهم الظاهرة في اعتقادي. والعامية لا يمكنها الوقوف على قدميها بنفسها لأنها تستخدم الأبجدية العربية والقاموس العربي ونظام الاشتقاق العربي والكثير من النحو العربي، وأي شخص يريد أن يقارنها بالفصحى عليه تخليصها أولاً مما فيها من ظواهر الفصحى، لنرى ماذا تبقى لنا بعد ذلك منها، وظني أنه لن يبق منها الكثير الذي يمكن اعتباره عامية صرفة.
وكما أشار عبد الماجد، فإن العامية السودانية هي نفسها "مفروضة" على الكثير من السودانيين، بمن في ذلك بعض متحدثي العربية، مثل بدو السودان. وأنا نفسي اليوم أتحدث العامية السودانية بلكنة أهلي البدو ونبرتهم، وأخطئ فيها ولم أشعر أبداً أنها لغتي الأم. وقد سادت عامية الوسط في السودان لنفس العوامل التي ذكرتُها أعلاه. ومحاولة تبنيها كلغة خلاص سودانية لن يجعلها لغة غير "مفروضة" أو أكثر ديمقراطية، وسيفصل السودان عن محيطه الإقليمي وسيحدث قطيعة معرفية مع الماضي تضر أكثر جداً مما تفيد، وستنشأ أجيال لا تستطيع قراءة تاريخها والتعامل المباشر معه، مثلما هو الحال في تركيا اليوم بعد التخلص من التركية العثمانية في محاولة للحاق بأوربا، لتجد تركيا نفسها معزولة من قِبل أوربا بعد ذلك.
ما هو الحل إذن؟ هناك حالتان في العصر الحديث لحل هذا الإشكال، هما تجربة اليونان وتجربة إسرائيل. ففي الحالة الأولى تبنت الدولة في النهاية اللغة العامية (الديموتيكية)، وفي الحالة الثانية تبنت الدولة حملة إحياء كاملة للعبرية الفصحى. وقد كانت العبرية في حالة أسوء بكثير من حالة العربية اليوم. وأظن أن الخيار الأنسب للعربية اليوم، من ناحية نظرية، هو خيار الإحياء، الذي لابد له من أن يشمل عملية صياغة شاملة للنحو العربي وطرق تدريسه، مصحوبة بعملية إحياء تربوي شامل وسط الشعوب المتحدثة بالعربية. وبما أن هذا الخيار لا يبدو عملياً اليوم، فإن حالة الدايقلوسيا هذه ستصاحب اللغة العربية بلا شك في المستقبل المنظور. وقد ينتهي المقام باللغة العربية بأن تتطور عامياتها في المستقبل البعيد إلى لغات منفصلة مثلما حدث للاتينية. وسبب صمود العربية النسبي اليوم مقارنة بعمرها اللغوي، حتى بعد أفول نجمها السياسي والعلمي، هو علاقتها العضوية والتاريخية بالدين الإسلامي.
أسامة الخواض
مشاركات: 962
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة أسامة الخواض »

وقد ينتهي المقام باللغة العربية بأن تتطور عامياتها في المستقبل البعيد إلى لغات منفصلة مثلما حدث للاتينية. وسبب صمود العربية النسبي اليوم مقارنة بعمرها اللغوي، حتى بعد أفول نجمها السياسي والعلمي، هو علاقتها العضوية والتاريخية بالدين الإسلامي.
أسامة

أقسم بأن غبار منافيك نجوم

فهنيئاً لك،

وهنيئاً لي

لمعانك.

لك حبي.



16\3\2003

القاهرة.

**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
أضف رد جديد