التحليل الفاعلي ونظرية التطور

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

التحليل الفاعلي ونظرية التطور

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

التحليل الفاعلي ونظرية دارون

تعتمد نظرية دارون المسلمتين الآتيتين: الطفرات الجينية العشوائية والأنتخاب الطبيعي.
في إطار الانتخاب الطبيعي يكون البقاء للأصلح، ومن معايير الصلاحية القوة والأنانية والعنف، وهو انتخاب يتم على مستوى الفرد. تكشف من خلال النظرية البيولوجية الكمومية المعلوماتية (أو الفيزياء المعممة) التي طورتها حيث تم نشرها في بعض المجلات العلمية العالمية المتخصصة، أن المعلومات البيولوجية الكاملة للجينوم تولد مستويين للبقاء: مستوى الكفاءة التناسلية الدارويني ومستوى الحيوية الكاملة . عندئذ، في واقع الأمر، يوجد مستويين للإنتخاب الطبيعي، الإنتخاب الدارويني الكلاسيكي على مستوى الفرد، وانتخاب الحيوية الكاملة على مستوى الجماعة أو النوع. الحيوية أو المعلومات البيولوجية هي معيار التعقيد الوظيفي للكائن الحي، معيار ذكائه وقدرته على التكيف مع البيئة.

من ضمن المبادئ الهامة التي تحكم ظاهرة الحياة، بناء على البيولوجيا الكمومية المعلوماتية، مبدأ الفعل الأعظم ومبدأ حفظ المعلومات البيولوجية الكاملة. مبدأ الفعل الأعظم هو النقطة الفارقة بين الجماد والحياة، بينما تخضع الظاهرات الفيزيائية لمبدأ الفعل الأصغر حيث تتخير المنظومة المسار الأقل استهلاك للطاقة ، يتخير نمو وتطور الكائن الحي المسار الأكثر استهلاك للطاقة ومن ثم الأكثر تعظيم للمعلومات البيولوجية. بناء على مبدأ الفعل الأعظم تطور الكائنات الحية ليس ظاهرة عشوائية بل يخضع ويهدف لزيادة الحيوية الكاملة.

تؤدي زيادة الحيوية الكاملة بناء على مبدأ حفظ المعلومات البيولوجية الكاملة للجينوم إلى نقصان مكون الكفاءة التناسلية الدارويني، يكون ذلك خصماً على الأنانية والعنف ، ويكون في ذلك تعزيزاً للإيثار. إذن زيادة الحيوية الكاملة تنطوي على زيادة ذكاء وإبداعية الكائن الحي كما تؤدي إلى زيدة خصيلة الإيثار. لذا جاء زعمي أن تطور الكائنات الحية يؤدي إلى تعظيم الفاعلية، بمعنى الأبداع والإيثار. مع ملاحظة أن مبدأ حفظ المعلومات البيولوجية الكاملة هو قانون لحفظ البقاء، يجيب على السؤال الجوهرى: لماذا تريد الكائنات الحية البقاء والإستمرار؟، أسوة بقوانين الحفظ في الفيزياء التي تفسر بقاء الطاقة وبقاء كمية الحركة. .إلخ.

النتائج التي توصلت إليها تتماهى والاكتشافات الحديثة لعالمي البيولوجيا الاجتماعية ديفد ولسون وادوارد ولسون من جامعة هارفارد فيما يخص ظاهرة الإيثار. حيث يؤكدان على وجود مستويين للإنتخاب الطبيعي مستوى الفرد ومستوى الجماعة . يتحقق الانتخاب الدارويني الكلاسيكي على مستوى الفرد داخل الجماعة فيكون للفرد الأناني فرص أفضل للبقاء من الإيثاري، أما في حالة وجود مجموعتين إحداهما يكثر فيها الأنانيين والأخرى يكثر فيها الإيثاريين، فإن مجموعة الإيثاريين لها فرص بقاء أفضل من مجموعة الأنانيين. هنا يكمن جذر الزخم التطوري الخلاق لظاهرة الحياة (الفاعلية) كمصدر لقوة التضامن، كمصدر للتدين والأخلاق، وكمصدر لتوق الإنسان للمطلق وأشواقه للهدفية والمعنى.

يؤدي هذا التوسع في نظرية دارون إلى فهم أشمل وديناميكي للطبيعة الإنسانية، إذ يزعم التحليل الفاعلي أن الفاعلية تنزلت من خاصية لتطور النوع إلى خاصية لتطور الإنسان الفرد، نتيجة لتطور الدماغ وانبثاق الوعي. عندئذ اصبح الإنسان ناتج فاعلية ومنتج فاعلية، كما اصبحت الطبيعة الإنسانية تتميمية، دارونية عند تدني الفاعلية سمتها الأنانية والعنف وإنسانية عند إرتقاء الفاعلية سمتها لإبداع والإيثار. هذه الرؤية للطبيعة الإنسانية تتجاوز الدارونية التي حصرتها في الأنانية والعنف، ولم تستكنه التتميمية والفاعلية، كما تتجاوز المدارس الاجتماعية التي تلغي الفطرة الدارونية. بذا يكون التحليل الفاعلي قد جسر الهوة بين البيولوجيا والعلوم الإنسانية.


بعض المراجع:

1-https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0304380009008680
2- https://bookstore.iuniverse.com/Products ... ciple.aspx
3-https://www.researchpub.org/journal/asb/asb.html
https://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=435789 &r=0

أضف رد جديد