مرَّ عامٌ يا حبيبي وصديقي، يا وطني في سنين الغياب المُرِ عنه

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مرَّ عامٌ يا حبيبي وصديقي، يا وطني في سنين الغياب المُرِ عنه

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


18 ديسمبر 2018

مرَّ عامٌ يا حبيبي وصديقي، يا وطني في سنين الغياب المُرِ عنه. عامٌ يا داري ومرفأي والكتف الذي عليه متكأي. عامٌ وأنت غائبٌ، لكن لا يزال لك في حياتنا نفس الحضور القوي البهي الذي يمنحنا اليقين بأن ما غرسته لهذه الحياة سيظل مزهراً ومورقاً. حضورٌ باذخٌ وغيابٌ مريع يتجاوران معاً.
مرَّ عام وأنا أشتاق في كل يوم فيه للأحاديث الندية، للعود والأغنيات، للشعر من سهل البطانة، لسماع أساطير بربر، للنقاشات الطويلة عن معاني الحياة والموت، عن العدل والمظالم، عن البشاعات التي تعم العالم والنضالات التي تقف ضدها، عن الإبداع والابتكار ومهالك القعود عنهما، عن الحزن والفرح... وكل هذه الثنائيات التي تشكِّل للوجود كيانه. عن حياتنا وأحلامنا وأشجاننا.
مرَّ عام، وفي القلب حزن وحسرة. فقد ظللت تنتظر لثلاثة عقود أن ترى بلادك تتحرر من الظلم، فها هي البلاد التي عشقت تكمل العام الأول لثورةٍ مجيدة، لكنك لم تحضر اللحظة التي انتظرت طويلاً. وصلت رياح الثورة للخرطوم بعد يوم من رحيلك. كلمتك أن موجة من رياح التغيير تهب على البلاد، هززت رأسك وابتسمت. بعد يومين رحت في صمت طويل، كأنك تقول اليوم اكتمل حلمي، ثم توقف القلب الندي السخي وأنت بين ذراعيَّ وبين أحضان بناتك، وديعاً. أعدناك لأرضك، لأهلك لأحبابك وصحبك، وأودعناك التراب الذي أحببت. فكن يا تراب البلاد رحيماً بإبنك خفيفاً عليه.
مر عام، وما أصعب أن تشتاق لمن تحب وتعرف أنك لن تلتقيه. كنت أظن أن الحب يصبح إلفةً مع تقدم العمر، لكن الأيام كانت تمضي ونحن نزداد حباً وقرباً. وما كنت أظن أن كائنين يمكن أن يتخطيا الخمسين والستين وما بعدهما وأن يظلا عاشقين. التقيتك لأول مرة وأنا صبية في الثانية والعشرين من عمري، أحسست لحظتها بأن خيوطاً من شيءٍ لم أدرك كنهه ستربط بيننا. ومضى كلٌّ منا في طريقه لتلتقي خطانا بعد ذلك بشهور طويلة، لنصبح صديقين عزيزين شديدي الارتباط وكثيريَّ الخلاف في الوقت نفسه، ثم عاشقين كأحلى ما يكون العشق، كأحلى ما تكون المودة، كأقوى ما يكون الارتباط بين اثنين.
لم تكن السنوات العشر التي تفصل بين عمرينا محسوسة أبداً. فأراك طفلاً يحتاج حمايتي كلما رأيت رقة حالك حين تعصف بك أحزانٌ خاصة، وما أكثرها، وحينما يملأ قلبك الغبن والأسى كلما تأملت المظالم التي تعم العالم، وما أعظم فداحتها. أو عندما تطلب رأيي أو تهتدي بفكرة مني، وأنت صاحب الرأي الواضح والفكر العميق.
كتبك التي نُشرت من قبل في طريقها لإعادة نشرها، وكتب أخرى ستصدر. وبين الأوراق التي ازدحم بها المخزن وجدنا أوراقاً ضائعة، وعثرنا على عملٍ رائعٍ شاعري اللغة خصب الخيال. ما أروعك وما أروع هداياك التي تتدفق في حضورك وفي غيابك.

صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

محتارٌ، يا نجاة، من آتي للحديث عن بولا.
محتارٌ، هذه المرة، بنفس قدر حزني، قلقي واكتئابي ذوي المصادر المركبة.
لديَّ موعدٌ مع الكتابة.
لديَّ، إذاً، موعدٌ مع بولا.
إني أحبك أيها العالي.
إني أحبك أيها الأرضي.
إني أحبك أيها الأخضر.
إني أحبك أيها الأندى.
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

It's so so so hard
Bola was a clever person to befriend people of high moral codes . people Like H Musa and many others who cansider him a .teacher , a friend and a BLESSING.
Najat is The blssing of all BLESSING
S.
The guy was UNIQUE
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
أضف رد جديد