ما الذي كان، وما يزال، يجري داخل الحركة الشعبية - شمال؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

قراءة:



الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال – SPLM-N

قراءة تحليلية لوثيقة (نحو عقد إجتماعي جديد)، وموقف الحركة الشعبية

بقلم: عبد الله إبراهيم عباس
- رئيس المؤتمر العام - عضو مجلس التحرير القومي
- عضو المجلس السياسي والقيادي - ونائب رئيس وفد التفاوض




مُقدمة:


حزب الأمة و زعيمهِ الصادق المهدي كعادتهِ، وعبر تاريخه الطويل لا يقبل بأي (وضعية / تحالُفات / تحوُّل / تغيير/ أو أي حراك سياسي) إلَّا أن يكون هو في قيادته، وينتهج سياسة الهروب إلى الأمام و الإستثمار في الأزمات لخلق قوى جديدة و قيادة جديدة، و بالتالي فإن وثيقة (نحو عقد إجتماعي جديد) تأتي في هذا السياق. فهو لم يخرج عن المألوف. فبعد أن قرأ الصادق المهدي مواقف القوى السياسية المُكوِّنة لـ(قوى الحرية والتغيير) و تقارُبها مع موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال فيما يتعلَّق بعلاقة الدين بالدولة بعد الحراك الكبير وحملة الوعي و التنوير التي قامت بها الحركة الشعبية بالإضافة إلى الحوارات التي أجرتها مع القوى السياسية والمدنية، قرَّر حزب الأمة قطع الطريق أمام هذا التقارُب الذي قد يُفضي إلى توقيع إتفاق سلام ينص على (علمانية الدولة). و الصادق المهدي يضع نفسه دوماً في موقع (المرجعية) الفكرية والسياسية و الدينية وأنَّه وحده الأحرص على مُستقبل البلاد، و إن الجميع مُخطئون ما عدا هو، و لذلك يقوم بتهديد بقية القوى السياسية وإبتزازها.

أولاً: مواقف حزب الأمة عبر التاريخ:


حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي له مواقف كثيرة خلال تاريخه الطويل مُعادية لمصلحة البلاد، وأعاقت التطوُّر السياسي والدستوري. وله مواقف كذلك في عهد الإنقاذ ضد التغيير ولا سيما مواقفهُ المُتخاذلة خلال ثورة ديسمبر المجيدة 2018 – و نورِد على سبيل المثال الآتي :

1/ قام حزب الأمة (عبد الله خليل) بتسليم السلطة للجنرال إبراهيم عبود في 17 نوفمبر 1958.

2/ قام الصادق المهدي بالتآمر على الحزب الشيوعي السوداني في حادثة طرد نواب الحزب الشيوعي (المُنتخَبين) من البرلمان في 25 نوفمبر 1965 كسابقة سيئة ضد الديمقراطية، و بعد سنة أعلن مولانا/ صلاح حسن - قاضي المحكمة العليا، أن الحُرِّيات في المادة الخامسة في الدستور لا يجوز تعديلها، و أن كل ما حدث كأنَّه لم يحدث. ولكن قادة الأحزاب الثلاثة (حزب الأمة – الحزب الإتحادي – الأخوان المسلمين) - وعلى رأسهم الصادق المهدي - رفضوا هذا الحكم الذي وصفه الصادق بـ(التقريري)، وحينها كان رئيساً للوزراء، الأمر الذي دفع رئيس القضاء (بابكر عوض الله) لتقديم إستقالتهِ.

3/ قام الصادق المهدي عام 1966 بالتآمرعلى (محمد أحمد المحجوب) وإجباره على التخلِّي عن رئاسة مجلس الوزراء و إخلاء كرسي السلطة له ليحل مكانهِ، كما أجبر مُرشَّح دائرة الجبلين للتنازُل له عن الدائرة، و بالفعل نجحت مؤامرتهِ و أصبح رئيساً للوزراء في 25 يوليو 1966.

4/ خان حزب الأمة حلفائهِ في الجبهة الوطنية بعد هزيمتها في 1976 - عندما هرع الصادق المهدى مُنفرداً دون أخذ رأي حلفائهِ و قام بإجراء مُصالحة مع جعفر نميري في 7 يوليو 1977 بمدينة بورتسودان قبل أن تجف دماء الأنصار، الأمر الذي وصفه (الشريف حسين الهندي) بالخيانة العُظمى. و بعدها إنضم إلى الإتحاد الإشتراكي بتوجيه من نميري و أدَّى قسم الولاء لنظام مايو.

5/ عندما ثار الشعب السوداني على نظام نميري فى 1985 ضد قوانين سبتمبر الدينية (قوانيين الشريعة الإسلامية) لحق الصادق بركب الثورة في أواخر مراحلها - كما فعل في ثورة ديسمبر 2018 – و قال مقولته الشهيرة : (إن قوانين سبتمبر لا تساوي الحبر الذي كُتبت به). و دعم المجلس العسكري بقيادة عبد الرحمن سوار الدهب، و إستعجله بتسليم السلطة فى عام واحد فقط ..!! فى إنتخابات مُبكِّرة وجُزئية (نفس المُخطَّط المرسوم الآن). وعندما أصبح الصادق رئيساً للوزراء بعد حكومة نميري الديكتاتورية، لم يلغِ قوانين سبتمبر، و لم يوقف الحرب فى السودان، بل واصل فى نفس سياسات و برامج نظام مايو الدكتاتوري الذي أسقطه الشعب بثورة شعبية.

6/ الصادق المهدي هو المسؤول عن تسليح المليشيات على أسُس قبلية و عُنصرية عندما قام بتأسيس قوات المراحيل في العام (1986 – 1989) و التي إرتكبت مجازر بشعة في جنوب السودان و دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق بالإضافة إلى مذبحة الضعين الشهيرة.

7/ وقف الصادق المهدي ضد مُبادرة السلام السودانية التي وقَّعها مولانا/ محمد عثمان الميرغني مع الدكتور/ جون قرنق دي مبيور في 16 نوفمبر 1988 و التي كانت فرصة كفيلة بحقن دماء السودانيين و الحفاظ على وحدة البلاد، و قد فرح بها الشعب السوداني، فرفضها الصادق المهدي و فضَّل التحالف مع الجبهة الإسلامية القومية، أعداء السلام و الذين لا يريدون وقف الحرب لتعطيهم مُبرِّر للإستيلاء على السلطة، فإنقلبوا عليه برغم علم الصادق المهدي بالإنقلاب.

8/ شارك حزب الأمة في هيكلة التجمع الوطني الديمقراطي في منتصف التسعينات، و في 1998 جمَّد نشاطه في التجمع بعد أن فشل في الوصول إلى هدفه (رئاسة التجمع). و في 25 نوفمبر 1999 قام الصادق المهدي بتوقيع (نداء الوطن) مع عمر البشير في عاصمة جيبوتي وبعدها مُباشرة في 17 مارس 2000 أعلن إنسحابه من التجمع الوطني الديمقراطي، وعاد إلى الخرطوم في نفس الشهر (مارس 2000) في عملية أُطلق عليها إسم (تفلحون).

9/ في عام 2011 عيَّن عمر البشير نجل الصادق المهدي (عبد الرحمن) مُساعداً له و هو في المعارضة.

10/ شارك حزب الأمة في تأسيس نداء السودان عام 2014 بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا و ترأَّسهُ الصادق المهدي. و في سبتمبر 2019 قام بتقديم إستقالته من رئاسة نداء السودان، و دعا مُكوِّنات التحالف لإجراء مُراجعات لمواقف التحالف وهيكلتهِ. وقال إن قراره : (يتماشَى مع ضرورة إحداث تغييرات سياسية على هياكل القوى السياسية التي سيكون عليها الإنتقال من الإصلاح إلى المراجعة .. !!!). و هي خطوة قصد منها إضعاف التحالُف و التخلُّص منه.

11/ للصادق المهدي وحزب الأمة موقف مُخزي تجاه محكمة الجنايات الدولية و هو موقف داعم للمجرم عمر البشير عندما صرَّح في 2009 بأن البشير (جلدنا و ما بنجرو بالشوك) و هو موقف عنصري ضد العدالة و ضد حقوق الضحايا برفضه تسليم عمر البشير للمحكمة الدولية لينال عقابه.

12/ و لعل الجميع يتذكَّرون ليلة ما قبل فض الإعتصام في 3 يونيو 2019 عندما قام بسحب خيمة أنصاره من موقع الإعتصام بالقيادة العامة قبل ساعات من فض الإعتصام مما يؤكِّد إنه كان على علم، بل و تنسيق مع المجلس العسكري بخصوص فض الإعتصام.

13/ وبالطبع لن ينسى الشعب السوداني موقف الصادق المهدي من ثورة ديسمبر المجيدة و وصفها بأنها مجرَّد (بوخة مرقة) وإنها ليست (وجع ولادة). و عندما حاول بعض أنصاره تلميعه بخروجه أيام التظاهرات، سارع بنفي مشاركته في أي تظاهرة - عبر بيان رسمي في 30 مارس 2019.

14/ في يناير 2019 تأسَّس تحالف (قوى الحرية والتغيير) و ضم حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي. و في 22 أبريل 2020 جمَّد الحزب نشاطه في قوى الحرية و التغيير و دفع الصادق المهدي بوثيقة (نحو عقد إجتماعي جديد) و أعطى مُهلة لمدة (إسبوعين) لمُكوِّنات التحالُف للإنصياع له وفق رؤيتهِ الجديدة المُدرجة في الوثيقة.

15/ على مر التاريخ ظلَّ الصادق المهدي يقف و يتَّخذ مواقف مُتناقضة تدهش الجميع – مثلاً كان أكثر الداعمين للفترة الإنتقالية و قد تحدَّث عنها بإسهاب في وثيقته : (مشروع بناء المستقبل الوطني – مصفوفة الخلاص الوطني) الصادرة في 20 يوليو 2019 قبل أن يأتي الآن و يحاول أن ينسف الفترة الإنتقالية عبر وثيقته الجديدة (نحو عقد إجتماعي جديد) في فترة لم تتجاوز الثمانية أشهر .. !!!.

16/ يريد تفريغ لجان المقاومة - المُتمثِّلة في حماية الثورة و مُراقبة الحكومة الإنتقالية – و تحويلها إلى لجان خدمية.

ثانياً: تحليل الوثيقة:

تهدف الوثيقة إلى الآتي:

1/ تكوين قيادة جديدة للحرية و التغيير بإعتبار إن القيادة الحالية غير مؤهَّلة و ذلك عبر مؤتمر تنظمّه القوى الجديدة المؤيِّدة للوثيقة، للإتفاق على (برنامج بديل) ونسف الوثيقة الدستورية و الفترة الإنتقالية برُمَّتها، فحزب الأمة ينتقد تحالُف و قوى هو جزء منها لإيجاد مُبرِّر للإنقلاب عليها.

2/ إجهاض الثورة و الإنقلاب عليها و إعادة إنتاج السودان القديم بثوب جديد بإستخدام القوى القديمة الموجودة معه في التحالف، فالوثيقة عبارة عن تبرير لمؤامرة تم طبخها.

3/ يُخطِّط الصادق المهدي لأن تقوم القوى الجديدة (قوى العقد الإجتماعي الجديد) بحسم مسألة الدستور على إنفراد وبإقصاء قوى الكفاح المُسلَّح (خاصة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال) و بالتالي تجنُّب أي توجُّه لعلمانية الدولة.

4/ وصف الصادق المهدي لمطالب القوى المُسلَّحة بالتعجيزية، فيه رفض واضح لمشروع الحركة الشعبية للسلام، و رغبة لإرجاع العبودية و التسلُّط الذي ظلَّ يُمارسه على الشعوب السودانية، و هي دعوة للحرب و تفكيك البلاد.

5/ يسعى حزب الأمة - بمغازلتهِ للمؤتمر الوطني و بدعوتهِ لأن يقوم بـتقديم "نقد ذاتي" - لكي يرث جماهيره و إستيعابها بثوب جديد للتُحالف و الإصطفاف الآيديولوجي و تحالف (أهل القبلة).

6/ حزب الأمة يُخطِّط للسيطرة على البرلمان الإنتقالي عبر مطالبتهِ بـ(العودة للأوزان الإنتخابية) في آخر إنتخابات، برغم وضعيتهِ الراهنة و ما أصابه من إنقسامات وضعف.

7/ دعوة الصادق المهدي المُستمرة للإنتخابات المُبكِّرة تهدف إلى إخراج حركات الكفاح المُسلَّح من الفعل السياسي و إقصائها بإقامة إنتخابات جزئية تستثّنَى مناطق الحرب، و هذا يهدف لإجهاض عملية التحوُّل الديمقراطي و الإنفراد بالسلطة.

8/ يطرح الصادق المهدي (عقد إجتماعي جديد) لا ينسجم مع مفهوم و روح العقد الإجتماعي الذي لا ينبغي أن يتم فيه إقصاء أي مكوِّن من مُكوِّنات المجتمع، فهو يتجاوز النظرية في بعدها العلمي والفلسفي.

9/ يحاول حزب الأمة بإستعجالهِ عقد المؤتمر الإقتصادي إقصاء قوى الهامش (قوى الكفاح المُسلَّح) للإبقاء على، و تكريس الأوضاع القائمة وبنية إقتصاد الريع العشائري المؤسَّس على سياسات التحرير المتوحِّشة التي فتحت المجال و مكَّنت آليات تتَّسِم بالمُحاباة و الفساد.

10/ يسعَى الصادق المهدي لإفشال المفاوضات والحيلولة دون التوصُّل لإتفاق سلام يأتي بما لا تشتهيهِ سفنهِ بإحداث تغيير في موازين القوى في الساحة السياسية السودانية و فقدانهِ للغلبة و السيطرة. و هو لا يُفكر في إيقاف الحرب لأنه يستثمر فيها و هو غير مُتضرِّر منها.

11/ ينتقد حزب الأمة قوى الحرية و التغيير في نهج (المُحاصصة) في الوقت الذي يُشارك فيه في حكومة الفترة الإنتقالية بوزيرين، و عضو في مجلس السيادة و لديه عدد من المُرشَّحين لولاة الولايات و المجلس التشريعي، و هذا يؤكِّد عدم قبوله بهذا التمثيل و إنه يطمح في السيطرة الكاملة.

12/ بمُغازلتهِ و مدحهِ للمكوِّن العسكري يسعَى حزب الأمة إلى فض التحالُف مع قوَى الحرية و التغيير وبناء تحالُف "نقيض" مع العسكر و فلول النظام البائد و قوى الثورة المُضادة لنسف الفترة الإنتقالية و السيطرة على البلاد.

13/ يُمهِّد الصادق المهدي لقطع الطريق أمام أي تحوُّل و تغيير حقيقي، و هذا نفس موقفه في العام 1988 عندما قطع الطريق أمام مُبادرة السلام السودانية و المؤتمر الدستوري و قام بتسليم السلطة للإسلاميين.

14/الوثيقة في مُجملها تُمثِّل (حصان طروادة) لتحقيق أهداف حزب الأمة، لأن التفاصيل الداخلية للوثيقة لا علاقة لها بالعقد الإجتماعي كمفهوم.

ثالثاً: السيناريوهات والمآلات:


1/ أن يستطيع الصادق المهدي الإنقلاب على الثورة و إستقطاب قوى مؤيِّدة لوثيقة (العقد الإجتماعي الجديد) و التحالُف مع العسكر لنسف الفترة الإنتقالية.

2/ أن يخسر الرهان و يفشل في كسب حُلفاء جُدد غير حلفائهِ الحاليين في قوى الحرية و التغيير (حزب البعث – الحزب الناصري)، و يفشل كذلك في الحصول على تأييد الشارع و المجتمع الدولي، و بالطبع لن يجد التأييد من قوى الكفاح المُسلَّح.

3/ حدوث فرز سياسي جديد وإصطفاف تقتضيه المرحلة و ترتكز على المواقف الإستراتيجية و ليست التكتيكية (قوى التغيير الحقيقية – مُقابل قوى السودان القديم).

رابعاً: موقف الحركة الشعبية:


تأسيساً على ما تقدَّم، و إلتزاماً برؤية الحركة الشعبية (التحريرية)، و تمسُّكاً حازماً بمُكتسبات ثورة ديسمبر الشعبية المجيدة .. فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال تعلن بكل وضوح و جدِّية رفضها التام لمجمل مضامين و أهداف الوثيقة المُسماة (نحو عقد إجتماعي جديد). و في ذات الوقت تؤكِّد الحركة الشعبية على صلابة موقفها المبدئي الداعم لآليات السلطة الإنتقالية المدنية الحالية و مُساندتها من أجل إستكمال كافة مهام الثورة التي تواثقت على تحقيقها مُختلف مُكوِّنات قوي الثورة الشبابية و النسوية و السياسية و المهنية. و ستبذل الحركة قُصارَى جُهدها من أجل تمتين عُرَى التحالف و التنسيق بين مُكوِّنات القوي الثورية .. كما لن تألو الحركة جهداً على درب ترسيخ جوانب برامج التغيير الإقتصادي و الإجتماعي المُترادف مع التحوُّل الديمقراطي بما يضمن أوسع الفرص لإشاعة الحُرِّيات و سيادة حكم القانون.

وفي هذا الصدد فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال مُلتزمة بطرح حزمة من المبادئ فوق الدستورية لتكون منصة لتأسيس و تنسيق و تكييف الجُهود والتحالُفات من أجل ضمان التحوُّل الديمقراطي .. و إيقاف الحروب .. وتمكين وحدة السودان عبر التسديد الناجز لإستحقاقات (الحرية .. السلام .. و العدالة).
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:

قبل حوالي شهرين، وجَّه إسماعيل خميس جلَّاب، الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال (قيادة مالك عقار)، عدد من الرسائل إلى عبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال (قيادة الأخير). كانت الرسائل قد وُجِّهت إسفيريا. فرد الحلو على أول رسالة منها، تلاه تعقيب، ومواصلة الرسائل، حتى بلغت خمساً، من جلَّاب.
في المساحات التالية، نورد هذه الرسائل وتعقيب الحلو (على أوَّلِها، حتى الآن):




رسأئل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(1)



📌 أهلنا في جبال النوبة و النيل الأزرق يريدون السلام و إنها الحرب في أقرب وقت عبر منبر السلام في جوبا.

📌 أهلنا يتطلعون لحياة آمنة مستقرة يذهب فيها أبنائهم للمدارس و المزارعين لمزارعهم و الرعاه يرعون بهائمهم بحرية و أمان و تدور عجلة التنمية المستدامة.

📌 أهلنا اللاجئين و النازحين يتشوقون للعودة إلى مناطقهم الأصلية.

📌 المواطنين يحتاجون الإغاثة و المساعدات الإنسانية و الاستقرار.

📌 لقد سئم أهلنا الحرب رافضين أن تسقط عليهم قازفات و براميل الانتنوف مرة أخرى.

📌 أهلنا يسعون للمصلحات و التعايش السلمي بينهم و الي الوحدة.

📌 لقد غادرت منبر التفاوض في جوبا لفترة طويلة الي مكان غير معلوم، لذا وجب عليك العودة للتفاوض في جوبا.

📌 تيمك المفاوض غياب من قاعات التفاوض لأكثر من أسبوعين.

📌 بقية الأطراف المتفاوضة اوشكوا و قريبين جدا من التوقيع على إتفاق سلآم نهائي، سلام الكرامة سلام عادل، سلام المواطنة بلا تميز، سلام بناء سودان جديد،ليس سلام تقسيم السودان، سلآم يحقق شعارات النضال و الثوار.


حرية سلام عدالة

خميس جلَّاب
آخر تعديل بواسطة عادل القصاص في الأربعاء مايو 27, 2020 9:50 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



فى الرد على رسائل إسماعيل جلاب : شعبنا توَّاق لسلام حقيقي يؤسِّس للحرية والعدالة والمساواة، والكرامة الإنسانية .. ولا يُعيدنا للحرب مرة أخرى



إطَّلعنا على رسائل منشورة في مواقع التواصل الإجتماعي موجَّهة إلينا ومنسوبة لـ(إسماعيل خميس جلاب)، فإن كانت هذه الرسائل فعلاً من جلاب، فنحن نُشيد بكل من هو حادب على قضايا جماهير شعبنا ويسعَى للسلام ، وقد رأينا ضرورة الرد عليها لأهميتها.

*أولاً: ذكرت الرسائل: ان أهلنا سئموا الحرب ويريدون السلام ...

و لكن السؤال: أي سلام يريده الأهل ؟ سلام عادل و دائم أم سلام كاذب و فيه غش ؟ و من الذى بدأ الحرب فى الأساس ؟ هل حكومة الخرطوم هى التي بدأت الحرب بالهجوم على المنطقتين أم النوبة والفونج ؟ ومن هو المُعتدي ؟ وإذا إفترضنا أن النوبة والفونج هم أقوام شريرة وعدوانية، وهم الذين هاجموا المواطنين الأبرياء فى المدن الأخرى (الآمنة) في السودان، ليقوم الجيش السوداني برد فعل ومحاربتهم حماية لأولئك الطيبين الأبرياء فى بقية أنحاء السودان، إذاً لماذا شُنَّت الحرب على دارفور المُسلمة المُسالمة ؟ و البجا القريبة من القلب ؟ بل ما هو مُبرِّر 50 سنة من عنف الأجهزة النظامية على الجنوبيين و الذى أدَّى في النهاية لإنفصال جنوب السودان رغم مُطالبة الجنوبيين بالوحدة العادلة ؟
لا بد من الإجابة بكل أمانة وصدق .. ما هى الأسباب الرئيسية للحروب بين المركز والأقاليم (الهامش) فى الجنوب والغرب والشرق ؟ هل هي أسباب أمنية لأن كل سكان هذه الأقاليم يحملون جينات إجرامية وتقوم الأجهزة الأمنية والجيش بمسؤلية حفظ الأمن و فرض سلطة القانون عليهم ؟ أم هذه الحروب كانت نتاج لمظالم سياسية ، إقتصادية ، و ثقافية ؟

*ثانياً: ذكرت إن أهلنا يتطلَّعون لحياة آمنة و مُستقِرة ليذهب أبنائِهم للمدارس ..

أي مدارس ؟ !! .. هل كانت توجد في مناطق أهلنا مدارس ؟ .. مستشفيات ؟ .. هل كانت أراضيهم تحت تصرُّفهم ليزرعوها ، ويرعوا فيها مواشيهم ؟ ...!!.

*ثالثاً: قلت إن أهلنا اللاجئين و النازحين يتشوَّقون للعودة إلى مناطقهم الأصلية ... السؤال : من الذى نزَّحهم وشرَّدهم وطردهم من مناطقهم الأصلية بالأساس ؟ .. وهل تلك المناطق الأصلية حالياً خالية وجاهزة لإستقبالهم ؟ أم هى مُحتلَّة وفى أيدي مجموعات أخرى ؟ إن كانوا سُكَّان جُدد أو مُلَّاك لإقطاعيات من خارج تلك الأقاليم، أو المناطق كما سميتها ؟ .

*رابعاً: ذكرت إن المواطنين يحتاجون للإغاثة و المُساعدات الإنسانية ! و نقول : متى كان مواطنى جبال النوبة والنيل الأزرق يتسوَّلون الإغاثة والمُساعدات من الآخرين ؟ كان العكس هو الصحيح .. كانوا مُنتجين ومُكتفين ذاتياً، ويمِدُّون المركز - الذي كان عالة عليهم - بالفائض للتصدير .. و لكن عندما إنقلب عليهم المركز وهاجمهم وشرَّدهم ونزحهم إلى المدن وكدسهم فيها. تحوَّلوا - ومعهم المركز – إلى مُتسوِّلين ينتظرون المُساعدات و الاغاثات .

*خامساً: قلت إن أهلنا يسعون للمصالحات و التعايش السلمى بينهم، وإلى الوحدة .. هنا ياتى مثار الغرابة والدهشة .!!. السؤال : من الذى وزَّع السلاح بشكل إنتقائي فى تلك الأقاليم وزرع الفِتن بين مواطني الإقليمين بالأساس؟ كان عليك أن تُحدِّد بدقة .. هل الصراع الحقيقى هو بين سكان الإقليمين و الخرطوم (أي المركز) ؟ أم فيما بينهم كنوبة و فونج من جانب والمجموعات الأخرى من الجانب الآخر؟ و ما هو جوهر الصراع ؟ وما هي مطالب الإقليمين فى الأساس ؟ .. إذا كانت المطالب تنموية و تمثيل سياسي و عدالة .. يبرُز السؤال هل المجموعات الأخرى (مجموعات عربية وغيرها) هم الذين همَّشوا النوبة والفونج سياسياً و إقتصادياً؟ أم هذه المجموعات نفسها كانت ضحية لذات سياسات التَّهميش - مثلهم مثل النوبة والفونج - و جميعهم تعرَّضوا لظلم المركز؟ و لماذا مُحاولة إخفاء حقيقة الصراع و ذر الرماد فى العيون من جانبكم ؟.

*سادساً: قلت ان أهلنا يريدون السلام و إنهاء الحرب .. السؤال : أى نوع من السلام هو الذي يريدونه ؟ وتتحدَّث أنت عنه ؟ .فأهلنا من جبال النوبة والفونج الموجودين فى الخرطوم أو كادقلي أو الدمازين الآن .. لا توجد قنابل تسقط على رؤوسهم ويعيشون فى أمان .. ولكن هل يجدون فرص للعمل، وهل يتحصَّلون على دخول أو مُرتَّبات تكفيهم ليعيشوا حياة كريمة .. وأن يدفعوا رسوم المدارس لأطفالهم، وقادرين على دفع تكاليف الدواء لعلاجهم، الملابس، الكهرباء، مياه الشرب النظيفة ؟ هل يتمتَّعون بالمساواة أمام القانون كما الآخرين فى تلك المدن و المناطق تحت سيطرة الحكومة ؟ .. ولا حاجة بنا هنا لتذكيركم بقوانين الكشَّة والترحيل القسري، وهدم المنازل والتشريد داخل العاصمة، ناهيك عن ما سُمِّي وقتها بمحاكم العدالة الناجزة، و الجلد و القطع من خلاف، والإعدامات .. الإهانة والإذلال.
أما بالنسبة للنوبة والفونج الذين يعيشون فى الأرياف التي تقع تحت سيطرة الحكومة بالإقليمين، هل يكسبون العائد الذي يوازي عرق جبينهم المبذول فى إنتاج المحصولات الزراعية وغيرها من المنتوجات ؟ أم تذهب الفائدة للتجار وأبناءهم فى الحكومة عبر التلاعب فى الأسعار و شراء الذرة والسمسم والفول وبقية المنتوجات بأسعار بخسة لا تُغطي تكلفة الإنتاج، ومن ثم إعادتها لهم مُصنَّعة بأسعار باهظة تؤدِّي إلى المزيد من الإفقار .. هذا دون أن نتحدَّث عن كافة أشكال الجبايات التي لا تُعد ولا تُحصَى ويعانون منها بإستمرار و منذ أيام الإستعمار الثنائى .. وناهيك عن مصادرة الحكومة أربعة مليون فدان من أراضي النوبة الخصبة وخمسة مليون فدان من أراضي الفونج لصالح التُّجار والمعاشيين أو المُتقاعدين من كبار قادة الجيش وموظَّفي الخدمة المدنية عبر القوانين الجائرة وعنف القوات النظامية منذ العام 1970 بإسم الإستثمار والزراعة الآلية فى الإقليمين.

*سابعاً: قلت إنني غادرت منبر التفاوض و هذا ليس صحيحاً، وحتَّى أن صح ذلك فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال لديها فريق تفاوضي مُكتمل بقيادة السكرتير العام الرفيق/ عمار آمون دلدوم .. وهذا الوفد متواجد بجوبا منذ 27 يوليو 2019 وحتى اليوم، ولم يُغادر مقر التفاوض مُطلقاً .. ولا يوجد سبب لتوزيع مثل هذه المعلومات المُضلِّلة .. وماذا ستستفيد من وراء ذلك ؟ خاصة وأنت تعلم جيداً إن المسألة تتعلَّق بغياب الإرادة السياسية لدى الطرف الحكومي الذي يرفض دفع إستحقاقات السلام .. وإلَّا فأنتم متواجدون فى مقر التفاوض على مدار الساعة، لماذا لم تتمكَّنوا من التوقيع على إتفاق سلام حتَّى الآن ..؟ .!!!.

*ثامناً: إذا كانت بقية الأطراف المُفاوضة قريبة من التوقيع على الإتفاق النهائي كما قلت ، فإننا نتمنَّى لهم التوفيق .. لأن مطلبنا و غايتنا هى السلام العادل المُستدام الذى يقود إلى سودان جديد خالي من التَّهميش والإقصاء (السياسي، الإقتصادي، الإجتماعي، الثقافى .. إلخ) .. إتفاق يُمكِّن السودانيين من إدارة التعدُّد والتنوُّع العرقي والثقافي والديني والنوعي والجغرافي .. إلخ) .. لا يهمُنا على يد من تحقِّق .. ولسنا حريصين على أن يتم السلام عبرنا وبأيدينا .. ما يهمنا هو مُحتوى الإتفاق، وأن يضع الإتفاق حلولاً جذرية للقضايا مثار الخلاف .. وليس ترديد شعارات و ذر للرماد فى العيون لتضليل الجماهير التوَّاقة لسلام عادل ودائم. وكم من إتفاقيات سلام وقَّعت عليها الخرطوم ؟ .. ولكن هل قادت تلك الإتفاقيات لإنهاء الحروب وتحقيق الإستقرار حتى يتفرُّغ السودانيين للتنمية و القضاء على الفقر ؟

*أخيراً: ننبه ان تلك الرسائل وجهت للجهة (الخطأ)، فمن الأولى أن توجّه هذه الرسائل إلى الحكومة الإنتقالية التي يقع على عاتقها تنفيذ إرادة الشعب السوداني المُتطلِّع للسلام .. الحرية .. العدالة .. والمُساواة.

ليستمر النضال .. والنصر أكيد.


القائد/ عبد العزيز آدم الحلو.

رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال

26 مارس 2020
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



رسائل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(2)



شكرا لردك على رسائلى لك إذا كان ذلك ردك فعلا، لقد ركزت في ردك على النوبة و الفونج و كأن رسائلي لك كان عنهم فقط، أحب أن أوضح لكم بأني أتكلم عن كل أهلنا في جبال النوبة و النيل الأزرق بتنوعهم الاثني و الديني و غيرها كافة، لأن الظلم وقع عليهم جميعا و كلهم يتوقون للسلام.
* ما نسعى إليه هو سلآم حقيقي عادل سلام يحققه المناضلين الثوار الذين أسقطوا نظام الإبادة الجماعية و هم الذين يتفاوضون في جوبا لتحقيق السلام المستدام سلام لا عودة بعدها للحرب.
* إني ليس حادب على قضايا أهلنا في المنطقتين فقط، بل سأظل أضحي من أجل قضاياهم و قضايا السودانيين كما ضحا شهدائنا و بقية الرفاق من أجلهم.
* الأسئلة التي طرحتها في ردك جاوب عليها المناضلين و الثوار بالآتي:_
١ - أسقطوا النظام بل الأنظمة التي عملت على تهميش و ظلم أهلنا .
٢- التفاوض الجارى الآن في جوبا يجرى بين المناضلين و الثوار لتكملة النقص و إرجاع الحقوق كاملة لأهلها و لضمان عدم عودة الأشخاص و الأنظمة ألتي تسببت في ظلم أهلنا للحكم مرة أخرى .
٣- التفاوض الذى يجري في جوبا الآن يعيد كرامة أهلنا و يحقق السودان الجديد الذى ضحى من أجله ألا لاف .
* كنت اتوقع أن تطرح الأسئلة التالية بدلا من ألتي طرحتها.
١- لماذا يتوق أهلنا في المنطقتين و السودان للسلام؟
٢- لماذا يرفض أهلنا العودة للحرب؟
_ الإجابات بديهية و تلقائية لأنهم هم المناضلين و ثوار ثورة ديسمبر ألتي أحدثت التغيير، و يريدون بناء سودان جديد . الإنتفاضة و العصيان أحد وسائل النضال.
_ هم الذين يفاوضون بعضهم في جوبا لتحقيق السلام المستدام.
_ كما يؤمن أهلنا بأن ليس هناك سبب للاقتتال و فقد مزيد من الأرواح ما دام هناك فرصة لحل القضايا بلسان، دعني أذكرك هذه الحكمة( حلا بلسان أخير من حلا بلسنون ) .
* نتفاوض في جوبا أن يكون هناك جيش سوداني واحد، مهني، حديث ، متطور ذو عقيدة عسكرية وطنية جديدة، جيش غير مسيس يعكس التنوع، جيش يدافع و يحمى السودان و السودانيين و لقد أمنا على ذلك، حتى لا يستخدم القوات النظامية ضد شعبه. لماذا لاتلحقوا بنا لنكمل ما تبقى من الترتيبات الأمنية و الملفات الأخرى مع بعض.
*- رسالتي المهم و هى لصالح قضايا المنطقتين، أن تشرك جنرالات الجيش الشعبي لتحرير السودان _ شمال الذين تحت قيادتك في مفاوضات السلام ألتي في جوبا ليشاركوا في عملية تحقيق، بناء و تنفيذ السلام لضمان استدامتها.
*- الرسالة الأهم وحدة الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان _ شمال من أهم أحلام أهلنا في السودان، لضمان أخذ حقوق أهل المنطقتين و السودان كاملة غير منقوص.
*- تذكروا اليوم ٣١/٣/٢٠٢٠ يوم شهداء الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان _ شمال. ماذا فعلنا لهم و لاسرهم و للمعاقين و الأرامل و اليتاما، أبسط ما نقدمه لهم هو هذا السلام و السودان الجديد.
*- رغم إنتشار وباء الكرونا سنبقا هنا حتى نحقق السلام لأهلنا إنشاء الله.

اللهما أرفع البلاء عن أهلنا و اشفى المصابين
حرية ، سلام، عدالة
التفاوض مستمر، تحقيق السلام أكيد

خميس جلاب
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:


رسائل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(3 )



أكتب إليك الرسائل في مسعى أن نعبر باهلنا إلي بر الأمان إلي الضفة الاخري ، ضفة الحرية، السلام و العدالة. نعبر باهلنا إلي السودان الجديد
* إستمع لمنظمات المجتمع المدني التي في المناطق المحررة ألتي تطالب بالسلام . و هنا أشيد بما تقدمه هذه المنظمات من مساعدات و خدمات لأهلنا. كما نعيب على هذه المنظمات و النظام القضائي صمتهم و عدم الاعتراض على إنتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب في مناطق سيطرتكم ضد أهلنا الضعفاء.
* الملاحظ غياب دور منظمات المجتمع المدني في تيمكم المفاوض و نتيجة ذلك لم توقعوا على إتفاقية مشتركة للمساعدات الإنسانية و وقف العدائيات. بالمقابل الأطراف الأخرى المتفاوضة مثلت منظمات المجتمع المدني بل شاركت اللاجئين و النازحين و القطاعات الأخرى في المفاوضات و لعبوا دور كبير في التفاوض .
* لقد وحلت في محطة حق تقرير المصير و العلمانية و وضعت تحقيقهما شرط لتحقيق السلام، لقد قدمت لك الوساطة و المراقبين مقترحات عديدة للتحرك للملفات التالية لكنك رفضت، تعلمنا في المدارس عندما تجد سؤال صعب في ورقة الإمتحان عادتا تجيب على الأسئلة السهلة ثم تعود للصعب لكسب الزمن حتى لا ترسب في الإمتحان .
* نصيحتي لك أن تقود أهلنا إلي السلام وليس إلي الحرب. كما هناك ضرورة إعطاء أهلنا المعلومات الصادقة عما يدور في المفاوضات.
* بسط الحريات و الديمقراطية و العدالة في مناطق سيطرتكم يشجع أهلنا أن يقولوا رأيهم و رغباتهم بوضوح و شجاعة عما يريدون تحقيقه من مفاوضات جوبا.
* مازلت مسجل غياب و غير متواجد في منبر التفاوض أهلنا يسألون عن مكان تواجدكم.
* لعلمك تيمك المفاوض أيضا غياب عن المفاوضات الغير مباشرة ؟

خميس جلاب
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



رسائل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(4)



أكتب إليك هذه الرسائل أملأ من المولى عز وجل في هذا الشهر المبارك التوفيق و الهداية علها تدخل الحكمة إلى عقلك، المحبة و الرحمة إلى قلبك حتى تعود الى منبر التفاوض. لأن الشعب السودانى بصفة عامة و شعب المنطقتين بصفة أخص يرفضون الحرب و الموت والكراهية، و ينتظرون قيادات حكيمة لقيادة مجتمعاتهم إلى شواطئ السلام، الأمان و التسامح.
أقدم لك هذا النصح بدواعي الرفقة و المسؤولية التاريخية تجاه الشعب لأن التاريخ يسجل المواقف و يسطرها عبر الأزمان، نصيحتي لك و لفريقك المفاوض بالعودة إلى طاولة التفاوض و التنسيق مع رفاق الأمس للانتقال معا إلى بر السلام. أذكرك أيضأ بأنك لم توقع على وثيقة تمديد فترة التفاوض الأخيرة و التي تنتهي في التاسع من مايو القادم، مما أدي إلى غياب فريقك المفاوض عن طاولة المفاوضات غير المباشرة عبر محادثات الفيديو كونفرانس مع الحكومة السودانية الانتقالية.
# فمن الحكمة أن يعتبر الإنسان من أحداث و حوادث الزمن، إذ نجدك قد تقدمت بثلاثة استقالات خلال الفترة بين 2014 _ 2017 .
# في 2o14 قدمت استقالتك امام مجموعة من جنرالات الجيش الشعبي لتحرير السودان في جبال النوبة، معللا تلك الاستقالة بقولك النوبة ما قاعدين يسمعوا كلامى عشان كده أنا قدمت استقالتي ليكم عشان تشوفوا زول يقودكم. و بعد نقاش قال لك بعض الجنرالات الأشاوس أنت تقول النوبة ما قاعدين يسمعوا كلامك و في نفس الوقت أنت بتصرف لينا تعليمات، بنشاكل و نموت، أنت داير النوبة يسمعوا كلامك كيف، ( خلاص أنت أمشى و نحن بنختار زول يقودنا )، عندها قلت لهم خلاص أنا سحبت استقالتى و الكلام دا ندفنو هنا.
# و في استقالة أخرى قدمتها لرئيس الحركة الشعبية- شمال القائد مالك اقار اير ذكرت فيها أن موقعك كنائب لرئيس الحركة الشعبية موقع بتاع النوبة، لأن النوبة يتكلمون بأنهم غير ممثلين في القيادة العليا للحركة. بعد حديث مطول بينك و كمرد ياسر عرمان قمت بالموافقة على سحب الاستقالة.
# الغريب في الأمر أن بعد هذه الاستقالات المتكررة و التي لم توصلك إلى هدفك المرسوم قمت بمحاولة انقلاب على رفاقك و عندما فشلت فى الآخر قمت بشق التنظيم و نصبت نفسك رئيسا على حركتك المنشقة.
ليتك تعلم أن هذا الانشقاق ترتبت عليه نتائج سالبة تجاة الحركة الشعبية و على المهمشين و القضية و رؤية السودان الجديد. مما يشكل سلسلة من التساؤلات التى تحتاج إلى اجابات،
_ هل بالفعل كانت استقالاتك من أجل النوبة ؟
- هل شق صف الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال يصب في مصلحة التنظيم أم ضرره ؟
- هل موقعك على طاولة التفاوض يخدم رؤية السودان الجديد أم يهزمه؟ ....الخ
الكل يعرف و أولهم أنت بأن انقلابك و شطرك للحركة الشعبية قد أضر بها كما أضر بقضايا الهامش و المهمشين و رؤية السودان الجديد، عليه أرجو أن تراجع نفسك. و تتجه نحو مصلحة التنظيم و القضية.
# للأسف الشديد أنت تواصل في برنامج إعتقال رفاقك آخرها إعتقال مجموعة من الضباط و ضباط الصف و معهم مدنيين من منطقة كلندى على رأسهم مك كلندى في هذا الشهر، اضفتهم للجنرالات المعتقلين في سجونك في جبال النوبة كما هناك معتقلين في سجونك في النيل الأزرق. أنت تملأ سجونك، و الناس تتفاوض لتحقيق السلام و تعمل على فك الأسرى المتبادل بين الأطراف المتفاوض و لقد تم بالفعل فك مجموعة من الأسرى. نسائل الرب أن يدخل في قلبك الرحمة و الحكمة لتطلق صراح كل المعتقلين و توقف عملية الاعتقالات.
# الفتنة ألتي تسببت فيها بين الأهل في النيل الأزرق و جبال النوبة نتائجها كارثية على شعب المنطقتين، لذا ندعوك للاعتزار لأهلنا في النيل الأزرق و جبال النوبة و الدعوة للعفو و المصالحة و التسامح.
# أخيرا إستمع لمطالب أهلنا و هي بسيطه هى السلام، العفو،المصالحة،الأمن و العودة لديارهم. تذكر بأن التاريخ في يوم ما سيظهر الحقائق المخفية و يحاسبك التاريخ حيا كنت أم ميتا.

وفقنا الله في تحقيق مطالب أهلنا
المحادثات مستمرة و السلام قريب بأمر الله

خميس جلاب
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



رسائل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(4)




أهنئ أهلي في السودان و المسلمين في العالم بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا بالبركات و السلام، سائلين المولى عز وجل أن يعم السلام السودان، و يرفع عنا وباء الكورونا، و أن يكون عام 2020م عام نهاية الحروب في أفريقيا. سائلين الله أن يتقبل الصيام و الصلوات، و يدخل في قلوبنا الرحمة والمغفرة و أن يعتقنا من النار.
& كومرد عبدالعزيز لقد تم مد التفاوض حتى 20/6/2020 حيث سيتم فيها التوقيع بالاحرف الأولى على إتفاق سلآم نهائي، كما أن في جدول التفاوض الذى قبله لم يوضع تيمكم المفاوض في جدول التفاوض لغيابه.
الأسئلة التي يطرحها لكم أهلنا و جنرالات الجيش الشعبي في مناطق سيطرتكم لماذا تيمكم لم يظهر في جدول التفاوض؟ هل أنتم ساعين و جادين لتحقيق السلام أم تحضرون لحرب قادم؟ إذا أنتم صادقين في تحقيق السلام لماذا لا تنسقوا مع رفاقكم في الحركة الشعبية- شمال مالك اقار اير لعمل إتفاق سلآم وأحد للمنطقتين؟ لماذا تضللون عضويتكم و الشعب السودانى بأن السلام أتى و أنتم لا تفاوضون؟ لماذا لم تشرك الجنرالات في التفاوض خاصة رئيس هيئة الأركان و نوابه إذا أنت فعلا جادى لتحقيق السلام؟ أسئلة كثيرة محتاجة لاجابات منك ليس من حيث أنت موجود بل أن تذهب شخصيا إلي قواعدك في مناطق سيطرتكم.
& أى زعيم سياسي و إجتماعي أو عسكرى يشاور قاعدته/ تها و يسعى ليقودهم لتحقيق الأهداف و الغايات ألتي ضحوا من أجلها، أهلنا اليوم مطلبهم السلام ثم السلام ثم السلام و هي واحدة من شعارات الثورة.
& حالك اليوم كومرد عبدالعزيز من تحقيق السلام كحال المزارع الذي يزرع في نهاية فصل الخريف بدل من أن يزرع في بدايتها، مثل هذا المزارع لا يحصد شيئا.
& نسأل الله لك الهداية، و نصيحتي لك بأن تكون صريحا مع أهلنا أنك عاجزا عن تحقيق السلام أو أن تحقيق السلام مهمة صعبة لا تستطيع القيام بها.

المفاوضات مستمرة
تحقيق السلام أكيد
كل عام و السودان بألف خير

خميس جلاب

24/5/2020
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

تقرير:


(الشعبية) قيادة الحلو..
نظرة ثاقبة من (فوق) الدستور !



الجريدة: عبدالناصر الحاج



دعت الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، القوى السياسية للاتفاق على مبادئ توضح طبيعة الدولة وعلاقتها بالدين ونظام الحُكم، على أن تكون هذه المبادئ فوق الدستور بحيث لا يجوز إلغاءها أو تعديلها. وهو الوقت ذاته التي تعج فيه الساحة السياسية بعدة تعقيدات، أبرزها النظرة الآنية التي يتجاذب حولها مكونات الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية حول طبيعة تحالف الحرية والتغيير نفسه، هذا بالإضافة إلى حالة التصدعات التي تنتاب قوى الكفاح المسلح وتباين رؤيتها حول السلام وقيام الدولة الوطنية المدنية ، فضلاً عن أن أمراض اللاتفاق باتت تضرب حتى المكون العسكري الشريك الأول في أجهزة الحكم الانتقالي. ومابين كل هذه التناقضات والتشاكسات وبين رؤية الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو، تكمن مشكلة الدولة السودانية المبعثرة بين عدد مهول من النظريات السياسية التي تختلف حول طبيعة الدولة السودانية وحكمها، قبل أن تختلف وتتصارع حول من يحكم الدولة السودانية نفسها. ومن ثم تظل الحاجة ماثلة أمام القوى السياسية بضرورة تقديم أطروحات شجاعة وجرئية لمستقبل الدولة السودانية وتأسيس قاعدة إلتزام عريض حول ماهيتها، قبل الولوج في تفصيل حيثيات الدستور الذي ينبغي أن يحكمها.

رؤية الحلو الراهنة

في خواتيم الأسبوع المنصرم، دعت الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، القوى السياسية للاتفاق على مبادئ توضح طبيعة الدولة وعلاقتها بالدين ونظام الحُكم، على أن تكون هذه المبادئ فوق الدستور بحيث لا يجوز إلغاءها أو تعديلها. وقال السكرتير العام للحركة، عمار آمون دلدوم، في بيان، اطلعت عليه (الجريدة) أمس الأول (الخميس)، ندعو كافة القوى السياسية للاتفاق على مباديء توضِّح طبيعة الدولة وعلاقتها بالدين، وقضايا الهوية، ونظام الحكم، وغيرها من أُمهات القضايا، لتكون هذه المباديء (فوق الدستور)، موجِّهة له بحيث لا يجوز إلغائها أو تعديلها مُستقبلاً - لضمان الوحدة والإستقرار والتقدُّم". وأشاد آمون بموقف حزب المؤتمر السوداني الذي أكد صحة رؤية الحركة فيما يتعلق بعلاقة الدولة بالدين، وقال إنه موقف شجاع يقود لبناء دولة تسع الجميع. ودعا آمون المؤتمر السوداني لتأسيس عمل مُشترك من أجل إرساء وتعزيز قيم بناء نظام لا مركزي ديمقراطي يعترف بالتعدد والتنوع. وأضاف: "وندعو أيضًا كافة القوَى السياسية السودانية للاستفادة من هذه الفرصة النادرة التي منحتها ثورة ديسمبر المجيدة 2018، للعمل على تجاوز إخفاقات النُخب والحكومات السابقة، و مُخاطبة جذور الأزمة السودانية و بناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية ترتكز على الحُرية والعدالة والمُساواة، لتكون دولة تسع الجميع".

منذ البداية


تمسكت الحركة الشعبية قيادة (عبد العزيز الحلو) بـ(العلمانية أساسا للحكم في الفترة المقبلة في السودان، حسبما صرح بذلك عدد من قيادات الحركة وفي مناسبات مختلفة ، معتبرين أن البديل هو اللجوء الى حق تقرير المصير في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، الواقعتين تحت سيطرة قوات الحركة. في أكتوبر الماضي بعد أن تم تعليق التفاوض مع حركة عبدالعزيز الحلو لمدة شهر، كان الناطق باسمها الجاك محمود، كشف لعدد من الصحف النقاط المختلف عليها بين الحركة والحكومة، قائلاً: «بعد يومين من الاتفاق على ملفات التفاوض، فريقنا المفاوض قدم ورقة رسمية للوساطة، تحتوي مقترحات لإعلان المبادئ، وخريطة طريق تحكم العملية التفاوضية، عقدنا جلستين، لكن تعثرت هذه المفاوضات بسبب الاختلاف على نقاط جوهرية مع ان معظم النقاط كانت محل اتفاق». وبين أن «النقاط المختلف عليها تتعلق بقضية الدين والدولة العلمانية، الوفد الحكومي رفض النص حول علمانية الدولة في إعلان المبادئ، هم يرون أن هذه قضية لا يمكنهم اتخاذ القرار بشأنها، ويرون ضرورة إحالتها للمؤتمر الدستوري». وتابع: «نحن في الحركة الشعبية نرفض تأجيل واحدة من جذور الأزمة، ومشكلة جوهرية، مثل قضية علاقة الدين بالدولة، ونرفض معالجتها في المؤتمر الدستوري». واعتبر أن «فكرة المؤتمر الدستوري هي فكرة للحركة الشعبية منذ الثمانينات، ولكن الآن هناك أوضاع مختلفة وواقع جديد على الأرض، طوال الـ 30 سنة الماضية من عهد البشير البائد تم استنساخ أكثر من 150 حزبا وتنظيما ولديهم جميعاً مشتركات أيديولوجية، فهي من صنيعة نظام حزب المؤتمر الوطني المخلوع». وبخصوص مطالبتهم بحق تقرير المصير للمنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق، قال: «حق تقرير المصير موقف تفاوضي، بالنسبة للحركة، اقترحنا علمانية الدولة كمبدأ، وهذا خط أحمر غير قابل للتنازل، أما حق تقرير المصير فجاء في سياق الشرط، بمعنى إذا رفض الطرف الآخر علمانية الدولة وبناء دولة قابلة للحياة تقف على مسافة واحدة من كل الأديان وتقوم الحقوق فيها على أساس المواطنة وتتمسك بقوانين الشريعة الإسلامية، ستتمسك الحركة بدورها بتقرير المصير».

الرأي الحكومي

لم تتبلور رؤية حكومية رسمية وواضحة حتى الآن حول موقفهم من علمانية الدولة التي تتمسك بها حركة عبدالعزيز الحلو وتضعها شرطاً جوهرياً لاتمام السلام، إلا أن رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك فور عودته إلى الخرطوم من مدينة كادوا (في جنوب كردفان، وهي معقل الحركة الشعبية)في يناير الماضي، كان قال أوضح بإن طرح "الحركة الشعبية ـ شمال ـ جناح عبد العزيز الحلو" ، للعلمانية هو أمر قديم ومطروح الآن في مفاوضات السلام في جوبا ، لافتا إلى أن الأمر قيد البحث والتفاوض. وأضاف حمدوك ، في تصريحات للصحفيين حين عودته الخرطوم ، أن كل شيئ مطروح للنقاش من أجل الوصول إلى السلام، مؤكدا على حق الحركات المسلحة في طرح أي موضوع يرونه. ودعا إلى ضرورة الاستفادة من الفرصة التاريخية المتاحة حاليا للوصول إلى السلام ، مشيرا إلى أن الحركات المسلحة شريكة في الثورة. وأعرب عن تفاؤله بالوصول إلى توافق حول كل الموضوعات، واحساسه برغبة صادقة في السلام ، خلال زيارته لكاودا ، مشيرا إلى أن الزيارة ستفتح المجال واسعا لتحقيق السلام في فترة وجيزة. وقال إن تلك الزيارة تمت تلبية لدعوة من عبد العزيز الحلو ، مشيدا بالاستقبال الذي حظى الوفد الحكومي به ، وأضاف "خلال الزيارة تلمست رغبة المواطنين في السلام، وتمت إدارة نقاش جاد في اجتماعات مغلقة ولقاءات مفتوحة، والبلاد الآن تمتلك فرصة تاريخية لتحقيق السلام". وفي لقائه بالأمس مع بعض رؤساء تحرير الصحف وقادة الرأي، أكد حمدوك بأن التواصل مستمر مع حركة عبدالعزيز الحلو وأن التشاور معهم مفتوح ويكاد لا ينقطع.

مواقف حزبية

أعلن حزب المؤتمر السوداني، الأسبوع الماضي وقوفه مع الحركة التي تشترط إقرار العلمانية في البلاد أو منح المنطقتين (شمال كردفان والنيل الأزرق) حق تقرير المصير، وذلك قبل البدء في العملية السلمية. وقال: "نؤكد على عدالة موقف الحركة الشعبية بضرورة معالجة قضية علاقة الدين بالدولة، بصورة تمايز بينهما بوضوح، كلازمة من لوازم بناء دولة المواطنة"، ودعا الحكومة الانتقالية لتبني هذا الموقف. أما الغريم الآخر، وهو الحركة الشعبية شمال جناح عقار، فهي تقر بأن العلمانية منهج استراتيجي تسعى له الحركة، ولكنها ترفض أن يتم رهن السلام بضرورة اعتماد العلمانية دستوراً يحكم البلاد قبل انتهاء الحرب، وترى أن العلمانية قضية مركزية يجب الفصل فيها عبر مؤتمر دستوري قومي يتيح الفرصة لمشاركة أوسع من كل أبناء وبنات الشعب السوداني. الحزب الشيوعي السوداني يتماهى كثيراً مع النظرة التي تدعو لفصل الدين عن مؤسسات الدولة ولكنه شحيح التصريحات حول هذا الموضوع، ويؤمن بأنها من القضايا الاستراتيجية التي يجب الفصل فيها عن طريق الآليات الديمقراطية المتمثلة في قيام مؤتمر دستوري قومي. أما الأحزاب الطائفية ذات المراجع الدينية، وأحزب الحركة الإسلامية السودانية ، جميعها يصطف ضد علمانية الدولة ويرى أن السودان دولة تتكون من أغلبية مسلمة، وينبغي أن يصبح الإسلام مهدداً أمنياً للتعايش السلمي أو المواطنة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

زلة الكي بورد

مشاركة بواسطة حسن موسى »



".. أما الأحزاب الطائفية ذات المراجع الدينية، وأحزب الحركة الإسلامية السودانية ، جميعها يصطف ضد علمانية الدولة ويرى أن السودان دولة تتكون من أغلبية مسلمة، وينبغي أن يصبح الإسلام مهدداً أمنياً للتعايش السلمي أو المواطنة."


الإسلام كـ "مهدد أمني للتعايش السلمي أو المواطنة" زلة قلم جبارة تفصح عن المضمون الحقيقي للمنازعة حول سؤال العلمانية,و فعلا الإسلام في المشهد السوداني ظل يعمل كرافعة ابتزاز سياسي ذات كفاءة عالية و تكلفة رخيصة. و حتى يتجاوز السودانيون منازعة الدين و العلمانية فسنظل "نلكلكو في أم صميمة " دي و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

ومن جانبي، لم أرغب في عمل التصحيح، الذي يناسب "السياق"، لكنه على الأرجح لا يناسب "الواقع" يا حسن. ففضلت "الأمانة"!
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

دعوة:


الشعبية جناح الحلو تدعو الأحزاب للاتفاق على مبادئ (فوق الدستور)



SudanTribube.com:

كاودا 28 مايو 2020 - دعت الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، القوى السياسية للاتفاق على مبادئ توضح طبيعة الدولة وعلاقتها بالدين ونظام الحُكم، على أن تكون هذه المبادئ فوق الدستور بحيث لا يجوز إلغاءها أو تعديلها.


الأمين العام للحركة الشعبية - قيادة (الحلو) .. عمار أمون ..صورة تعود للعام 2014
وتحرص القوى السياسية في السودان على أن يكون موقفها بشأن علاقة الدولة بالدين غامض، حيث تطالب معظمها بمدنية الدولة دون أي توضيح للعلاقة بين الدين والدولة بشكل لا لبس فيه.

وقال السكرتير العام للحركة، عمار آمون دلدوم، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، الخميس: "ندعو كافة القوى السياسية للاتفاق على مباديء توضِّح طبيعة الدولة وعلاقتها بالدين، وقضايا الهوية، ونظام الحكم، وغيرها من أُمهات القضايا، لتكون هذه المباديء (فوق الدستور)، موجِّهة له بحيث لا يجوز إلغائها أو تعديلها مُستقبلاً - لضمان الوحدة والإستقرار والتقدُّم".

وأشاد آمون بموقف حزب المؤتمر السوداني الذي أكد صحة رؤية الحركة فيما يتعلق بعلاقة الدولة بالدين، وقال إنه موقف شجاع يقود لبناء دولة تسع الجميع.

وأعلن المؤتمر السوداني، الثلاثاء، وقوفه مع الحركة التي تشترط إقرار العلمانية في البلاد أو منح المنطقتين (شمال كردفان والنيل الأزرق) حق تقرير المصير، وذلك قبل البدء في العملية السلمية.

وقال: "نؤكد على عدالة موقف الحركة الشعبية بضرورة معالجة قضية علاقة الدين بالدولة، بصورة تمايز بينهما بوضوح، كلازمة من لوازم بناء دولة المواطنة"، ودعا الحكومة الانتقالية لتبني هذا الموقف.

ودعا آمون المؤتمر السوداني لتأسيس عمل مُشترك من أجل إرساء وتعزيز قيم بناء نظام لا مركزي ديمقراطي يعترف بالتعدد والتنوع.

وأضاف: "وندعو أيضًا كافة القوَى السياسية السودانية للاستفادة من هذه الفرصة النادرة التي منحتها ثورة ديسمبر المجيدة 2018، للعمل على تجاوز إخفاقات النُخب والحكومات السابقة، و مُخاطبة جذور الأزمة السودانية و بناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية ترتكز على الحُرية والعدالة والمُساواة، لتكون دولة تسع الجميع".
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



رسالة مفتوحة من سليمان حامد الحاج إلى عبد العزيز الحلو



المناضل عبد العزيز الحلو قائد قوات الحركة الشعبية شمال المحترم

الموضوع : العلمانية والدولة المدنية

إطلعت على الاوراق القيمة التي وصلت منكم عندما كنتم في جوبا , والتي وصلتني بواسطة زوجتي المناضلة حنان محمد نور التي كانت ضمن الوفد النسائي المشارك في مؤتمر جوبا بدعوة رسمية .
الاوراق جد هامة وتجيب على معظم الاسئلة والمناقشات الدائرة حول الدولة العلمانية . في هذة الرسالة المفتوحة لكم اود المشاركة في هذه المناقشات التي تفرض نفسها في اكثر الاوقات أهمية وحوجة للوضع حول هذه القضية التي يحاول دعاة الاسلام السياسي طمسها بكل الريبة والشكوك , وإلصاق كل الصفات المعيبة بكلمة (علمانية ) ووصما بالكفر والالحاد والعداء للدين خدمة لمصالحهم الطبقية المناقضة والمناهضة لثورة ديسمبر 2018م المجيدة , وهو يعري ويكشف حقيقة مقاصدهم بتوظيفه الايديولوجي للدين .
قبل الخوض في قضية العلمانية والدولة المدنية , فانني سأعود بهذه القضية الى جذور الاسباب التي ادت الى تعميق الازمة واعادة انتاجها منذ ما بعد الاستقلال .
استصحب في هذه العودة التحليل العلمي للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي السواني الذي توصل فيه الى ان الاسباب الاساسية للازمة في بلادنا تكمن في فشل الحكومات المتعاقبة – ولا استثني ايا منها – في التصدي لحل المسالة القومية التي قادت وظلت ولا زالت هي السبب الاساسي للازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المشاكل التي ادت الى تمزق النسيج الاجتماعي في العديد من اجزاء الوطن وقادت الى الانفصال الكارثي لجنوب السودان كاحد أعز أجزاء الوطن , تحت ظل سلطة الاسلام السياسي المسيطر على دولة شريحة الطبقة الراسمالية الطفيلية المتاسلمة .
ان الفشل في حل المسالة القومية هو سبب كل الحروب والنزاعات القائمة ولازالت تنيخ بثقلها على كل البلاد . حل المسالة القومية يشترط اولا الاعتراف بالتعددية الاثنية والثقافية لاهل السودان . ولحقيقة ان الاستعمار قد ترك تطورا غير متساوي في السودان لانه لم يهدف اساسا لتطوير البلاد ولا النهوض بشعبها الى مصاف الشعوب المتقدمة الاخرى , بل كان هدفه الاساسي هو نهب مواردها وإقامة المشاريع التي تخدم ذلك الهدف .فبدلا من ان يؤدي استقلال السودان الى واقع جديد لمصلحة شعب السودان في كافة اقاليمه بتنفيذ التنمية المتوازنة والتقسيم العادل للثروة عليها ورفع مستوى الخدمات العلاجية والتعليمية وتشييد الطرق وتوفير الماء الصالح لشرب الانسان والحيوان واستقرار الكهرباء , بدلا من ذلك ادى الاستقلال لإستيلاء حلف طبقي على السلطة يتكون من الارستقراطية القبلية والدينية والرأسمالية السودانية والبيروقراطية المدنية والعسكرية , وكانت معظم مكونات هذا الحلف من اواسط السودان الشمالي نتيجة للتطور غير المتوازن في البلاد , بل اكثر من ذلك انتكس عما حققته الحركة الوطنية من وحدة للجماهير واعلاء مفهوم المواطنة , فسادت الثقافة التقليدية التى تعلي من الاستعلاء العرقي والثقافي والديني على المسوى الثقافي كتبرير لإستمرار سياسات التنمية غير المتوازنة واستمرار التراكم الراسمالي في اواسط العاصمة عن طريق الاستيلاء على الفوائض الاقتصادية المنتجة في كل السودان عبر التبادل غير العادل للسلع المنتجة في قطاعات ومناطق السودان الاقتصادية المختلفة واليات التجارة الخارجية التي كانت تسيطر عليها الشركات الاجنبية ووكلائها من تجار الوسط والشمال او عبر سياسات الضرائب الموروثة من النظام الاستعماري او تلك التي استحدثتها سلطات مابعد الاستقلال .
كان رد الفعل لهذه السياسيات الشائهه التمرد في الجنوب 1955م وقيام حركة جنوبية تطالب بالفدريشن , وقيام مؤتمر البجا في شرق السودان , واتحاد جبال النوبة ومنظمة سوني واللهيب الاحمر في دارفور واتحاد شمال وجنوب الفونجى. وكان المطلب الاساسي لتلك المنظمات هو تطوير مناطقهم ومشاركتهم في السلطة بادارة مناطقهم وفي السلطة المركزية .
ان التراكم النضالي لشعب السودان بكل مكوناته قاد الى اندلاع ثورة اكتوبر والتي كان من ضمن انجازاتها نهوض حركة ديمقراطية واسعة في الريف , عدا الجنوب الذي إستمر فيه العمل المسلح , الا ان طلائع الريف في الشرق والغرب والشمال لجأت لتكوين منظمات اقليمية واتحادات قبلية للمطالبة السلمية وعبر الوسائل الديمقراطية للتعبير عن قضاياها .
انقلاب مايو الديكتاتوري الفاسد قطع طريق التطور لتلك التنظيمات وبحلها وبالتالي كبت صوت طلائع الريف , وفي نفس الوقت قام بحل الادارة الاهلية والتي كانت شريكا في الكتل الحاكمة . ولهذا لم تعد مناطق وقوميات كاملة ممثلة في السلطة الحاكمة . في ذات الوقت النمو غير المتوازن في البلاد وتدهورت فيه إدارتها المحلية والاقليمية والمركزية مما افقد الريف السوداني التمثيل في السلطة وزاد من عدم عقلانية وعدالة تخصيص الموارد واهدارها , وتمكين برجوازية الوسط من استغلال موارد معظم اقاليم السودان متحالفة مع ابناء واحفاد الارستقراطية القبلية التي انتقلت للاستثمار الراسمالي في الزراعة الالية وفي شركات زراعة الحبوب الزيتية وفي الماشية , في تحالف مع البيروقراطية العسكرية والمدنية وقيادات الاتحاد الاشتراكي الذين تمتعوا بسلطات مطلقة مستمدة من السلطة الديكتاتورية .
فشل نظام نميري في حل المسالة القومية في السودان لان الحكم الاقليمي الذي أسسه النظام المايوي تم تحت ظل نظام رئاسي ديكتاتوري جعل حكام الاقاليم صورة مصغرة لرئيس الجمهورية , خاصة وان تقسيم الاقاليم لم يصطحب معه تخصيصا للموارد بحيث تحل قضية التنمية غيرر المتوازنة والتوزيع غير العادل للخدمات .
من جانب اخر فشل نظام مايو ي تنفيذ الحكم الذاتي في الجنوب الذي تبناه في اول ايامه لان الحكم الاقليمي الذاتي كحل للمسالة القومية يفترض نظاما ديمقراطيا . كذلك لم تستطيع حكومة الديمقراطية الثالثة التي اعادت الحكم التقليدي للسلطة وفقا لانتخابات 1986م ان تحل المسالة القومية رغم الجهود التي بذلت من جانب القوى السياسية المعارضة في ذلك الوقت لعقد المؤتمر الدستوري والتفاوض لانهاء الحرب. الا ان انقلاب الجبهه الاسلامية في 30يونيو1989م اوقف تلك الجهود عن قصد ومع سبق الاصرار والترصد للعودة بالبلاد من جديد للديكتاتورية العسكرية الشمولية المتدثرة بالاسلام .
انقلاب 30 يونيو والمسألة القومية :
منذ اللحظات الاولى كان واضحا ان سياسات شريحة الطبقة الراسمالية الطفيلية المتاسلمة لا تستطيع حل المسالة القومية . عكس ذلك تماما فانها ستفاقم من عوامل ترسيخها. فقد كان خطابها استعلائيا وساعيا لتقسيم القوميات والاقاليم لولايات صغيرة على اساس تكوين قبلي , ودون مد هذه الولايات بموارد تواجه بها قضايا التنمية . اساس ذلك الخط السياسي هو : عدم الاعتراف بالتعدد العرقي والثقافي والديني لاهل السودان, بل عمق من تلك وفاقمها بسياساته التي كدست ذات السياسة الممتدة منذ عهد الاستعمار بتركيز الاستثمارات على قلتها , والخدمات في أواسط السودان , وضرب القبائل بعضها ببعض وتسليح القبائل العربية في مناطق التماس وخلق صراع حول الموارد مع القبائل الغير عربية . ادى ذلك الى تحول الصراع السلمي حول المطالب العادلة لجماهير الاقاليم الاقل نموا الى صراع مسلح . ونتيجة لهذا اشتعلت البلاد بالحروب الاقليمية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق الى جانب الحرب المشتعلة في الجنوب وفي الشرق قبل اتفاقية اسمرا .(C.P.A)قبل اتفاقية السلام
بهذه السياسات أكد الاخوان المسلمون وكل جماعات الاسلام السياسي انهم ضد حل المسالة القومية , لان حلها على الاسس العلمية يعني ليس قطع الطريق على مصالحهم الطبقية وحسب بل ايضا انهاء وجودهم السياسي بانهاء وجود طبقة شريحة الراسماية الطفيلية المتاسلمة واستئصال جذورهم من ثرى السودان وانهاء خداع الشعب باسم الدين والاسلام السياسي والشعارات الزائفة المخادعة مثل( هي لله لا للسلطة لا للجاه) و(ما لدنيا قد عملنا ....الخ) لينتهي تماما جدل المكر ومكر الدجل باسم الدين .
موقف الحزب الشيوعي السوداني من المسالة القومية:

اقتفى المؤتمر السادس للحزب ذات الاثر الذي سارت فيه مؤتمرات الحزب منذ مابعد الاستقلال, مؤكدا موقفه من المسالة القومية عندما لم يكن مطروحا على الساحة الوطنية غير مايسمى ب(مشكلة الجنوب) مؤكدا -هو والجبهه المعادية للاستعمار وقتها – ان الحل الذي قدماه للمسالة الجنوبية يمكن ان ينطبق مستقبلا على اي اقليم او قومية تطرح الظروف حاجتها للحكم الذاتي لاقليمي . ومازال الحزب يعترف بالتعدد العرقي والثقافي واللغوي والديني والنوعي لاهل السودان , ويدعو للإعتراف بتلك التعددية واحترامها والعمل مع شعوب السودان جميعا لتطوير ثقافتهم ولصيانة حرياتهم و عقائدهم المتعددة . وان التخلص من اي عادات وثقافات بالية لايتم بفرض ثقافة او دين عليهم, بل ينشر العلم والمعرفة وتطوير سبل كسب العيش وتمكينهم من انشاء تنظيماتهم الديمقراطية والمدنية التي تخدمهم ويثقون فيها.
ان نشر الديمقراطية والتنمية وخدمات التعليم والصحة والمياه والكهرباء وسبل النقل والمواصلات والاتصالات في خلايا المجتمعات السودانية هو السبيل لتطور تلك المجتمعات, وهو السبيل الحقيقي لحل المسالة القومية ,والحزب الشيوعي يدرك ضرورة ان يصاحب ذلك ثورة ثقافية تعترف بالتعدد الثقافي لمكونات المجتمع السوداني المتعدد عرقيا وسياسيا , ويحارب في نفس الوقت التوجهات العنصرية والاستعلاء الثقافي والتمايز الاجتماعي المستند على علاقات الرق القديمة في المجتمع السوداني بحيث لاتكون التعبير الدستوري والقانوني عن حقوق المواطنة السودانية شكليا .
ويؤكد الحزب الشيوعي ايضا كما دلت التجربة ان المسالة القومية في السودان لايمكن حلها ان لم يكن مستحيلا بالحرب بين المركز ومكونات السودان الاقليمية والاثنية والثقافية والدينية المختلفة , ولا يفرض ثقافة واحدة او هوية واحدة على مكونات السودان , واننا ننظر لجماهير الريف والاقاليم من زراع ورعاه ومثقفين ومتعلمين وتجار , نساءا ورجالا كجزء اصيل من قوى الثورة الوطنية الديمقراطية , لان برنامج تلك الثورة والذي يتبناه الحزب الشيوعي هو الكفيل بنشر السلام والديمقراطية والتنمية المتوازنة.
اكدت ثورة ديسمبر 2018م المجيدة بعد نظر الحزب الشيوعي وسلامة تحليله للواقع السوداني عندما استنتج في مؤتمره السادس في يوليو 2016م اي قبل ثلاثة سنوات من ثورة ديسمبر 2018م عندما قال ما يلي نصه حرفيا:
(( الحزب الشيوعي السوداني يرى ان استعادة الديمقراطية وعقد المؤتمر الدستوري القومي والتوافق على دستور ديمقراطي يعترف بالتعددية الثقافية والدينية ويؤسس للحقوق والواجبات المتساوية للمواطنة السودانية واحترام الحقوق الاساسية لأفراد وجماعات السودان ويؤسس لقيام دولة مدنية ديمقراطية تكفل حق اهل السودان في حكم أنفسهم من القرية الى المركز وفقا لحكم محلي واقليمي قائم على الوحدة الجغرافية والتاريخية لأقاليم السودان , ويؤطر لاسس عادلة لتقسيم الموارد والثروات بينها ويشكل خطوات هامة في سبيل حل المسالة القومية ولابد من انجازها والاتفاق عليها في ظل نظام انتقالي ليقوم على انقاض يونيو ))
"راجع التقرير السياسي للمؤتمر السادس – يوليو 2016م"
وبعبارة واحدة نقول ان الحزب الشيوعي ينادي بفصل الدين عن السياسية
*الدولة العلمانية والدولة المدنية والمزايدات باسم الشريعة والاسلام:
نحن في الحزب الشيوعي نرى , كما ذكرت سابقا , ان حل المسالة القومية في السودان هو الذي يفتح الباب واسعا امام قيام الدولة المدنية. فهل الدولة المدنية يا أخ عبد العزيز الحلو هي غير تلك القائمة على الاسس التي اشرت اليها في صدر هذا الخطاب . ان الأوراق والمجلد الذي وصل منك ( صادر من سكرتارية التدريب والبحوث والتخطيط للحركة الشعبية لتحرير السودان –شمال ) مثقل بالعديد من الأمثلة العلمية التي تؤكد ذلك.
لتاكيد التشابه لدرجة التطابق بين الدولة العلمانية والدولة المدنية , فانني اورد هنا بعض الامثلة مما كتبه باحثون وكتاب يعبرون عن هذا التطابق الذي يؤكد مصداقية ماذهب اليه الحزب الشيوعي .
كتب جابر عصفور في صحيفة الاهرام عدد 9اكتوبر 2013م مايلي :-
(الدولة المدنية هي دولة المؤسسات التي تقوم على الفصل الحاسم او التعاون بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بشكل محدد دستوريا . وهي دولة ديمقراطية قائمة على حق الاختلاف والتمايز , وذلك بقدر ماهي دولة مواطنة لايمكن ان تسمح لاحد بالتمييز بين مواطنيها على اساس الدين والجنس والانتماء او الثروة . فجميع المواطنين سواسية امام دستور الدولة الذي يجمع كل المواطنين دون تمييز بشكل يتحد معه المعنى لمبداء المواطنه الذي لايمكن ان تقوم من دونه دولة مدنية ديمقراطية حديثة . انها في المحصلة النهائية دولة وطنية دستورية قائمة على التعددية الحزبية سياسيا والتنوع في التيارات الفكرية والثقافية )
كذلك قال فؤاد ذكريا :-
(ان العلمانية هي الفصل بين الدين والسياسة . إن ماتريده العلمانية ان هو الا إبعاد الدين عن التنظيم السياسي للمجتمع , والابقاء على هذا الميدان بشريا بحتا تتصارع فيه جماعات لايمكن لواحده منها ان تزعم انها هي الناطقة بلسان السماء .فأساس المفاصلة بين المواقف المختلفة يجب ان يكون العقل والمنطق والمقدرة على الاثبات بالحلول الواقعية الناجحة . فاي دعوة الى الارتكاز على سند سماوي في هذا الصراع انما هو تضليل يخفي وراءه رغبة دفينة في انهاء هذا الصراع اصلا)
"راجع كتاب د. احمد عوض احمد البشير : الدولة المدنية في السودان "
ويذهب د. عوض في ذات المرجع اعلاه للقول بان اكثر النقاط المبدئية في الرؤية الدينية حساسية وتاثيرا هي الدمج والتماهي بين صاحب الرؤية الدينية والدين نفسه , اذ يعتقد انه صاحب العصمة والقداسة بل انه هو الدين ,وان كل ماعداه سواء في الرؤية الدينية او السياسية مخطئ , فيشمله العنف اللفظي والارهاب المادي والمعنوي والنفسي مما يؤدي الى شرذمة المجتمات واشاعة الرعب فيها والتمييز بين مواطنيها بسبب الدين , بل حتى التضييق على ممارساتهم الدينية وحرياتهم الفكرية مثل ماحدث في مصر لخليل عبدالكريم ومحمد سعيد العشماوي ونصر حامد ابوزيد واغتيال فرج فوده في عام 1992م
في مقال سابق نشر في صحيفة الميدان , أكدت ان ما مورس في مصر وغيرها حدث ابشع منه في السودان . الابادة في غرب السودان والنيل الازرق وغيرها من الممارسات التي يعف اللسان عن ذكرها والقلم عن تسطيرها ... ومجزرة القيادة العامة التي لم يحدث مثيل لبشاعتها في تاريخ السودان قديمه وحديثه , والقتل خارج القضاء والتعذيب وغيرها من الموبقات . وفي السودان كفر الاخوان المسلمون في عهد السفاح الفاسد العميل نميري الاستاذ محمود محمد طه واتهموه بالردة عن الاسلام وحرضوا نميري على قتله شنقا , لانهم يرون في تفسير الشهيد محمود محمد طه للقرأن خطرا على اسلام شريحة طبقة الراسمالية الطفيلية الذي لايجمعه جامع مع الاسلام الذي يعرفه السودانيين منذ قديم الزمان , وهو يهدد مصالحهم الطبقية الدنيوية ضاربين عرض الحائط بما جاء في القرآن نفسه(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) و( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) و( وذكر انما انت بمذكر لست عليهم بمسيطر )
والاخوان المسلمون وقيادات الاسلام السياسي هم الذين زينوا قوانيين سبتمبر المشؤومة لنميري وعملوا عبرها على تقطيع ارجل وايدي الكادحين الفقراء من ابناء الشعب وعملوا فيه بترا من خلاف , وجلدا للنساء في قارعة الطريق , بينما لايسأل الفاسدون والفاسقون وسارقو اموال الشعب واراضيه ومؤسساته واصدر من سموا انفسهم (هيئة علماء السودان) ضمن فتاوي لاحصر لها تكفر من ينتمي للجبهة الديمقراطية ومن يدعو للاشتراكية والشيوعية واستباحة دمه . جاء في تلك الفتوى مايلي :-
((درج تنظيم الجبهه الديمقراطية في الجامعات السودانية على الانتقاص من الاسلام والاستهزاء باحكامه والطعن في الانبياء وسيرتهم وسب الصحابة وموالات الكفار كالنصارى وغيرهم , والاعتراض على أحكام الاسلام وزعم عدم ملائمته للعصر خاصة مايتعلق باحكام المرأة كقوامة الرجال على النساء , وفريضة الحجاب, عبر اصداراتهم المتكررة ومخاطباتهم واركان النقاش .فاجمع" العلماء " على ان من زعم ان حكم غير الله احسن من حكم الله او ان هدى غير الرسول عليه الصلاة والسلام احسن من هديه فهو كافر ومن اجاز ودعا الى الحكم بغير الشريعة الاسلامية كمن يدعو الى الاشتراكية والشيوعية او غيرها من المذاهب الهدامة المناقضة لحكم لاسلام فهو كافر ضال اكثر من اليهود والنصارى, وعليه فالانتماء الى هذه المذاهب الالحادية والاحزاب الجاهلية كفر ورده عن الاسلام , وان كان المنتمي اليها يدعي الاسلام في الظاهر وهم الكفار في الباطن ))
فاي تزويير وتزييف للاسلام ابشع مما قامت به هذه الجماعات الماجورة الفاسدة التي تدعي الاسلام وهي بممارستها لكل مانهى عنه ابعد ماتكون عن الاسلام , كل ذلك لارضاء السلطان حرصا على مصالحهم الطبقية الدنيوية الدنيئة .
هذه الفتوى لم تاتي بدليل واحد من نشرات او صحف حائط او بيانات تخص الجبهه الديمقراطية او الشيوعيين او غيرهم تؤكد مايتهمونه بها , ولذا فهي لاتعدو الرجس والكذب وخداع وتضليل البسطاء من شعب السودان . ولكم في الداعية عبد الحي يوسف وما استلمه من اموال من الفاسد اللص عمر البشير وما قدمه له النظام الطفيلي من تسهيلات ورشاوى وحماية ودعم خير دليل على مانقول .والعديد من "علماء"هذه الهيئة (العصابة التي ترتدي جبة الاسلام ) يتسلمون رشاوي راتبه من بعض البنوك الاسلامية المتعاونيين معها وياكلون اموال السحت نظير فتاويهم الكاذبة لتبرير فساد هذه البنوك وسرقتها لاموال المودعين , وفي واقع الامر نصبوا انفسهم للافتاء ضد العلم والتطور والديمقراطية كخدم ماجورين لتبرير فساد وتسلط وقهر النظام الطفيلي للشعب وخيانته للوطن .
فاين علماء السوء من ثورة شعب السودان في ديسمبر 2018م ولماذا فر بعضهم هربا مثل عبد الحي يوسف حاملا معه كل خزيه وعاره وفتاويه المضلله المخادعة . ماهو موقف هؤلاء العلماء المضللين من مجزرة القياده العامة التي ارتكبت فيها كل انواع الجور والمعاصي التي حرمها الاسلام .
يؤكد ماذهبنا اليه عن هؤلاء "العلماء" العالم المستنير عبدالرحمن الكواكبي عندما اورد في كتابه ( طبائع الاستبداد) مايلي:-
( تعمل الحكومات المستبدة على خلق جماعة من الممولين وتسهل لهم الحصول على الثروة من السرقة من بيت المال وبالتعدي على الحقوق العامة وباغتصاب ما في ايدي الضعفاء الذين لاحول ولاقوة لهم . ويكفي الواحد من هؤلاء الممولين المجردين من الوجدان والدين والحياء ان يتصل بباب السلطان المستبد الحاكم ويتقرب من اعتابه ويتوسل الى ذلك بالتملق وشهادة الزور وخدمة الشهوات (اي التعريص)"مابين الهلالين من كاتب الخطاب " والتجسس ليسهل له الحصول على الثروة الطائلة التي هي في الاصل ثروة الشعب ومن دمه. وبهذا يغير الاستبداد عبر هؤلاء المتمولين حقائق الاشياء – فيسمى طالب الحق فاجرا وتارك الحق مطيعا والمشتكي والمتظلم مفسدا والنبيه المدقق ملحدا).
امثال هؤلاء يزخر بهم التاريخ الاسلامي , واستعان بهم بعض الحكام المتسلطين الفاسدين في الدولة الاموية والدولة العباسية وغيرها , وهم يتوالدون ويتوارثون هذا "التعريص" للحكام حتى يومنا هذا .
فقد اسهم امثالهم في تبرير سجن الامام ابو حنيفة وموته في السجن وفعلو ذلك ايضا مع الامام مالك الذي ضرب بالسياط وعذب وخلعت كتفه ومارسوا ذات الافتراء والتبرير ضد الامام احمد ابن حنبل الذي عذب, وتشكل مجزرة كربلاء في اوائل الدولة الاموية وقتل الحسين ابن علي ورجاله ونساؤهم واطفالهم قمة الدموية في التاريخ الاسلامي وما اورثته من نكبات بسبب تفشي احط انواع الفتاوى لتقنين تصفية الخصوم باسم الدين .
هذا الافتراء على الدولة المدنية والذي هو افتراء على الديمقراطية والعلم والتطور ليس قاصرا على الممولين الاسلاميين بل يمتد الى معظم الديانات الاخرى ففي المسيحية نورد على سبيل المثال لا الحصر ما حدث لعالم في الرياضيات والفلكي الفيلسوف البولندي كوبيرنيكس الذي توصل عبر ابحاثه الى بطلان نظرية بطليموس التي ترى ان الشمس والكواكب الاخرى تدرور حول الارض وهذا يتوافق مع الكتاب المقدس واراء الكنيسة , فاثبت كوبيرنيكس ان الشمس ثابتة وهي محور الكون . فما كان من الكنيسة الا ان رفضت نظريته وجرمته لتعارض ما قال مع تعاليم الكنيسة ووجد جدرانوبرونو العالم والفيلسوف الايطالي ذات المصير لانه قال بان النظام الشمسي هو واحد من مجموعة نظم تغطي الكون في صورة نجوم وشهب ولانهاية للكون . فحوكم من قبل محاكم التفتيش بروما واتهامه بالهرطقة واعدم حرقا في عام 1600م كما حوكم الفيلسوف والعالم الفلكي والفيزيائي الايطالي جاليليو جاليلي في عام 1633م واحرقت مؤلفاته بعد ان اثبت صحة نظرية كوبيرنيكس حول ثبات الشمس فيزيائيا . الا ان الفاتيكان اقر في العام 1741م اي بعد واحد وثمانين عاما بخطئه تجاه جاليليو جاليلي وطالب الاب بندكت الرابع عشر باعادة طباعة كتبه .
هذه بعض الامثلة من الملايين غيرها التي يمكن ايرادها لتاكيد الدور القذر الذي لعبه الدين السياسي في معادات العلم والتطور والتقدم والديمقراطية الشئ الذي عرقل واعاق مسيرتها وفاقم من معانات الشعوب .
يتضح بجلاء ان الصراع الدائر في عمقه الطبقي هو صراع سياسي اجتماعي بين قوى العلم والمعرفة والتطور الاجتماعي لصالح الاغلبية الساحقة من الشعب وبين الاقلية التي تعمل في كل بلد يسند من محتكري الدين المزور وتطويعه لخدمة الشريحة الطبقية التي تبني مجدها باستغلال الانسان لاخيه الانسان
ماهو الفرق بين الدولة المدنية والدولة العلمانية
فيما سبق ذكره اوضحنا ماهي الدولة المدنية ولماذا يحاربها الاخوان المسلمون وكل دعاة الاسلام السياسي . في هذه الفقرة نحاول استجلاء ماهيه العلمانية للوصول الى نتيجة محدده هي : هل هناك فرق يذكر بين العلمانية والدولة المدنية .
(ظهرت العلمانية في المجتمعات الغربية نتيجة لحركة التنوير والحداثة السياسية التي اسهم فيها العديد من المفكرين كجان جاك روسو وفولتير ومونتسيكو ورينان وديدور , بل شملت رجال دين مسيحيين وقفوا ضد الكنيسة لهيمنتها على المجتمع مثل مارتن لوثر, وهي اتت مكملة للقوى التي نادت وقتها بالحقوق المدنية والمواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان )
(فالعلمانية اذن هي دعوة تجديدية لتحكيم العقل والعلم في تصريف شؤون المجتمع بما يجعل المجتمع يعيش عالمه وعصره .. وبصفه عامة فان العلمانية كانت تسعى في البداية الى تحرير الدولة من سلطة الدين وتقف من الدين على الحياد , بل تعترف باستمراره وتلتزم بالمحافظة عليه وتحصره في المجال الروحي ) "راجع كتاب الهادي ابوطالب العلمانية نظرية حداثة سياسية وكتاب د.احمد عوض احمد البشير الدولة المدنية "
كذلك جاء في كتاب " التفكير في العلمانية " للكاتب كمال عبداللطيف , العلمانية ليست مذهبا دينيا او فلسفة حياتية مناوئة للدين , ولكنها رؤية انسانية في ادنى مستوياتها . تنظر للافراد بروح واخلاقيات التسامح والمساواه والعدالة الاجتماعية بغض النظر عن انتماءآتهم الدينيه , حيث ان اي تمييز بينهم بحكم المكون الديني يتناقض مع حقوقهم الانسانية وبالضرورة يكون خصما على وجودهم الاجتماعي ووضعيتهم القانونية ومصالحهم . ويوضح التاريخ الانساني الكثير من التجاوزات والانتهاكات التي تمت باسم المقدس . والعلمانية رؤية تتسق مع اسس الدولة المدنية الاخرى كالمواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان , مما يجعل من العسير وجود دولة مدنية حديثة بدونها , لهذا ليست العلمانية تيارا فكريا بين التيارات الاخرى بالمعنى السائد لانها تعلن ان الدولة لاتصرح باي اختيار ديني او فلسفي محدد لكي تفكر ولكي تؤسس المدنية الحرة . لان العلمانية تشترط امكانية تعدد الاراء ولانها فضاء فارغ تطور فيه كل الاختيارات الممكنة , فهي لايمكن ان يتم تضمينها في ذلك فهي اذن ليست مذهبا
لهذا تواجه العلمانية هجوما غير موضوعي بل هو يستهدف مصالح طبقة محددة وفي دول العالم الثالث بشكل خاص حيث يشكل الدين عنصرا من عناصر الصراع الطبقي السيياسي الاجتماعي بين سكانها, وبالتالي صارت العلمانية من ميادين الصراع بين قوى التقدم الاجتماعي وقوى التخلف اليمينيه التي تعمل على استدامة الاوضاع التقليدية في تلك المجتمعات متوسلة الخطاب الديني الذي تفسره و تسخره لمصالحها والذي يصبح في معظم الاحوال دمغا بالكفر والالحاد . ولهذا فان العلمانية تعد احدى ركائز الدولة المدنية ومتطلباتها .
اذن نحن بصدد دولة تنتهي فيها ازمة المواطنة في المجتمعات ذات التعدد العرقي واللغوي والديني والثقافي الذي يؤدي الى تذويب المواطنه لصالح المجموعة المسيطرة على السلطة السياسية واليات الحكم للدرجة التي يعامل فيها غيرهم كمواطنين من الدرجة الثانية . وان ينتهي التعسف السلطوي والتهميش ليس فقط على المستوى الحقوقي والسياسي فقط بل يمتد الى المستوى الاجتماعي والثقافي والطبقي ومايرتبط بها من خدمات وغيرها . حتى لاتفقد المواطنة اهم مقوماتها المجسدة في المساواة والعدالة الاجتماعية والتي ليست قاصرة فقط على المساواة امام القانون والحقوق والواجبات بل تشمل توزيع الثروة وتقليص حدة التفاوت الطبقي في المجتمع .
اذن تستطيع ان تؤكد استنادا الى ماسبق ذكرة من اسهام واسع من عدد من الكتاب والمفكرين والعلماء الاخرين ان لافرق جوهري يذكر بين الدولة العلمانية والدولة المدنية في نظرتيهما لما يجب ان يكون عليه المجتمع وفي معظم مايهم حياة الشعب واستقرار الوطن .
هذا يقودنا الى السؤال الهام : وهو لماذا لانستعمل عبارة او مصطلح "الدولة المدنية" بدلا من "الدولة العلمانية "ّ؟ في رايي الشخصي ان استعمال عبارة الدولة المدنية يسحب البساط من تحت ارجل كل الذين يزايدون بالدين لاخفاء عدائهم الحقيقي للديمقراطية والمواطنة بكل ما تعنيه من المعاني التي اشرنا اليها بالهجوم على توأمها السيامي " الدولة العلمانية " واغراق الجماهير عن قصد في ومع سبق الاصرار والترصد في لجة من المغالطات والحجج المبتسرة للنواه الحقيقية في اقبية وسراديب حججهم الظلامية المظلمة
الاخ والصديق المناضل عبدالعزيز الحلو انا واثق تماما في ان ما تهدف اليه هو الحقائق التي هي ركائز ومقومات الدولة المدنية ودولة المواطنة التي تستاصل العنصرية والتعالي العرقي ولاستبدال التهميش بحل المشكلة القومية بكل متطلباتها الي اشرنا اليها في هذا الخطاب.
انه موقف يتمييز عن ذلك الذي ينحدر بتلك القضية الى اسفل المصالح الشخصية التي لا تتعظ من فشل الاتفاقات الثنائية السابقة التي عمقت الازمة واعادت انتاج الحروب حتى يومنا هذا . لانها كانت حلولا فردية بعيدة عن مشاركة شعب السودان. ولهذا كانت هشة فانهارت في اول منعرج سياسي حاد ولخلاف بين الموقعين, وابلغ درس لذلك هو انفصال الجنوب الذي لعبت فيه الادارة الامريكية واصدقاء وشركاء الايقاد دورا حاسما.
لهذا فان توجيه خطابكم , بل ومواصلة نضالكم الذي لم ينقطع ولم يفتر في سبيل قيام دولة الدولة المدنية رهين بنضالنا المشترك للمحافظة على ثورة ديسمبر 2018م حتى لا تسرق او توقف في منتصف الطريق . وهذا يستوجب توحيد خطاب وارادة وقوة فعل كل المناضلين الذين ظلو في خندق واحد طوالي الثلاثين عاما يجالدون مع شابات وشباب بلادنا النظام الطفيلي الفاسد حتى اسقطوه.
ياصديقي العزيز , لازال الطريق طويلا وشاقا وتحفه المؤامرات المختلفة التي تتوهم العودة للمربع الاول . وهذا يؤكد اهمية وحدة كل الذين صنعوا الثورة كشرط اساسي لحمايتها وتنفيذ اهدافها .
تقبل فائق التقدير والاحترام انت ورفيقاتك ورفقاء النضال .
حتى النصر

اخوك سليمان حامد الحاج

25مايو2020
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:



تعقيب عبد العزيز الحلو على سليمان حامد الحاج



في ردنا على رسالة : سليمان حامد الحاج - (المفتوحة) إلى عبد العزيز آدم الحلو

إلى الأخ : سليمان حامد الحاج ،


نحييكم تحية ثورية تتسق مع سمو آمال شعبنا في الحرية و الإنعتاق من أزمات و أمراض السودان القديم ..

أما بعد،

إطَّلعنا على رسالتكم (المفتوحة) و المعنّونة إلينا و المؤرخة 25 مايو 2020، و التي تلقِّيناها منكم و من عدة مصادر و جهات أخرى، بالإضافة إلى إنتشارها في وسائل التواصل الإجتماعي. و بداية نشكُر لكم إهتمامكم بشأن الوطن و مصيره الذي قارب "حافة الهاوية" ما لم يتم تدارك ذلك برؤى و أطروحات جديدة تنتشُل البلاد من وضعها الراهن و الهوة التي سقطت فيها إلى آفاق تفتح الأبواب أمام التغيير و التحوُّل، و تُمهِّد الطريق للتعايُش و الوحدة على أسُس جديدة. و نحن لا نختلف معكم كثيراً في تحليل جذور المشكلة السودانية، و لكن التحدي الذى يواجهنا الآن هو أننا جميعنا نقف أمام معضلة كبيرة تتعلق بكيفية مخاطبة جذور هذه المشكلة و حلها.

لم نجد ما هو (جديد) في تلك الرسالة "المفتوحة" بخصوص الحل، لأن (الدولة المدنية) التي تدعون إليها، طُرحت من قبل بواسطة بعض القوى السياسية و المُفكِّرين و الساسة، و نحن رفضنا ذلك الطرح لأسباب عديدة نذكر منها الآتي :


أولا ً: طرح الدولة المدنية محاولة واضحة لتجنُّب "غضب" الإسلاميين الذين مارسوا ما مارسوا بإسم الدين، إغتصبوا السلطة في 30 يونيو 1989 بإسم الدين، و خربوا البلاد و أذلوا العباد .. فسدوا، قتلوا الملايين، شرَّدوا، هجَّروا، إغتصبوا، و دمَّروا كل شيء .. حتى القيم و المباديء الإنسانية الجميلة قضوا عليها. فصلوا جنوب السودان و أشعلوا الحروب في كافة أنحاء ما تبقى من البلاد، و دمَّروا الإقتصاد و أوصلوا ديون البلاد لعشرات المليارات، أفقروا الجميع، و زرعوا العنصرية و الكراهية وسط السودانيين، و فكَّكوا النسيج الإجتماعي .. و حولوا السودان إلى دولة فاشلة بكل المقاييس، و كل ذلك تم باسم الدين .
الآن .. و بعد كل ذلك، كيف يجوز لنا أن نُفكِّر في مكافأتهم بـ"إحترام مشاعرهم" و ليس مشاعر غالبية السودانيين الذين إكتوا بنيران أفكارهم و ممارساتهم الخاطئة ..؟ !!.

ثانياً : إذا كان مفهوم و مصطلح (الدولة المدنية) يعني عندكم و يُطابق في تقديرك مفهوم و مصطلح (العلمانية) فلماذا نحيد عما نصبو إليه و الذي يقطع بصورة واضحة بفصل الدين عن الدولة.. و نهرع لنلتف حول مفهوم ملتبس و غير واضح و ليست له مرجعيات أو نماذج يُحتذى بها ..؟.

ثالثاُ : إذا كان الإسلاميين لا يقبلون بمصطلح العلمانية صراحة، فكيف سيقبلون بالدولة المدنية التي كما ذكرت أنت - تعني (العلمانية) ؟ و لما الإلتفاف و التحايُل في قضايا جوهرية و مصيرية ؟ و كيف تقوم بتطبيق (العلمانية) لاحقا إن كنا أصلاً لم ننُص عليها صراحة ؟ .. و فيما بعد كيف سيقبل بها المُعارضون الذين نخشى غضبهم و الذين أسميتهم أنت (المُزايدين و المعادين للديمقراطية و حقوق المواطنة ..؟) ، أم هذه محاولة للوصول إلى سلام بأي طريقة ثم بعد ذلك (نتوكَّل على الله) و "اللي يحصل يحصل" ؟ !!. و بمنتهى اللامبالاة ، أليس في ذلك قدر مهول من العبث بقضايا البلاد و إستخفاف بعقول و تضحيات ثوار الشعب السوداني ؟ ألا تكفي الشعب السوداني معاناة ثلاثين عاما من حكم الاسلاميين بإسم الشريعة الإسلامية ؟ ألم تفكر في المآلات حال رفض علمانية الدولة الآن، أو عدم تطبيقها مُستقبلاً ؟ لماذا لا نتعظ من ماضينا الحافل بالدروس القاسية جراء قيام بعض الآباء المؤسسين بممارسة الفهلوة و التشاطر على الآخرين، بل المراوغة و التحايُل و التخفي وراء النصوص الغامضة "غير الواضحة" و التلاعب بالألفاظ ؟

رابعاً : إلى متى سيستمر تحاشي مواجهة القضايا المصيرية و تجنُّب الصدام مع القوى الظلامية (المُزايِدة، و المعادية للديمقراطية و حقوق المواطنة) ..؟ و إلى متى ستستمر الحروب العبثية في السودان؟

خامسا : نقدر تماما حرصكم على الإلتزام بمقررات مؤتمركم السادس التي نصت على "مدنية" الدولة ، إلا أننا على قناعة تامة بأن هذا النص قد كتب و أجيز في ظروف مختلفة و ضمن سياق سياسي غير السياق الراهن الذي يتسم بنهوض ثوري و وعي جماهيري كبير يدعونا جميعا لإعادة النظر في الكثير من المسلمات السابقة. و في ضؤ ذلك ندعوكم للتفاكر بذهن مفتوح حول طرحنا للعلمانية كنهج لصناعة السلام المستدام و وحدة بلادنا.


مع خالص الشكر و التقدير



أخوك / عبد العزيز آدم الحلو

4 يونيو 2020
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

يا صديقي عادل هذا اقتراح موجز مني لك: أعتقد إنو لو نشرت رسالة سليمان حامد دي لي عبد العزيز الحلو ورد عبد العزيز الحلو عليها في نطاق مادة واحدة على صفحتك في "فيسبوك" ستعين الكثيرين من المهتمين بقضية العلمانية المهمة جداً تلك من الشابات والشباب هناك، خصوصاً، وهم كثر في اعتباري، على التفكر بصورة جدية وعميقة في مسألة الفرق فيما بين تطبيق "النظام العلماني" في الحكم وما جرى تسميته، بالتباس (وأنا أتفق هنا تماماً مع عبد العزيز الحلو)، بعبارة "الدولة المدنية" في أسلوب الحكم ومن ثم يستبين لهم، كأفراد ومجموعات معاً، السبيل السياسي، كما الاجتماعي والثقافي بالتأكيد، الأوفق لجماع الشعوب السودانية في هذا المتصل.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

اقتراح جميل، عملي وبوسع دائرة النقاش فعلا يا إبراهيم.
سأعمل به، رغم أن مقال سليمان طويل جدا، ولن يكون سهلا نشره، دفعة واحدة، في الفيسبك.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رسائل:


رسائل إلى عبدالعزيز آدم الحلو

(7)



@ التحية لأهلنا جميعا ، ونبشرهم باقتراب التوقيع بالأحرف الأولى على إتفاق السلام النهائي.
@ لقد عرفت بأنك أصدرت قرارا رفعت به احتكارك لعملية إنتاج وتجارة الذهب في جبال النوبة، نقول لك هذه خطوة في الإتجاه الصحيح. غير أن تبقى هنالك أسئلة ملحة تحتاج إلى إجابة!!
💥 ما هي الكميات التي تم إنتاجها وتصديرها من الذهب خلال فترة ال تسعة سنين السابقة، والتي ظللت تحتكر فيها عملية إنتاج وتصدير الذهب في جبال النوبة؟
💥 أين عائد المناطق المحررة من الذهب وما هي كميتها؟
💥 مخاطر وأثر الضرر الذي لحق بالبئية وإنسان المنطقة نتيجة لقانون الاحتكار، حيث تم سجن ضباط من الجيش الشعبي آخرهم جنرال كمال النور وذلك لعدم التزامهم بقانون احتكار الذهب، كما مات بعضهم بالسجن.
جدير بالذهب بأنك لم تهتم حتى بإجراءات الحماية والأمن و السلامة للمعدنين، مما أدى إلى تعرض البعض منهم للنهب والقتل بمواقع التعدين.
@ لقد أعلنت وقف إطلاق النار من جانب واحد ولمدة سبعة أشهر، كما ظللت تجدد وقف إطلاق النار هذا لأكثر من ثلاثة سنوات دون أن تأخذ خطوة واحدة تجاه السلام، وهذا أيضا يثير أسئلة مثل :
💥 لماذا لم توقع إتفاق وقف العدائيات وإيصال مساعدات إنسانية مشتركة مع الحكومة؟
# نصيحة لك ان تكشف لأهلنا في جبال النوبة والنيل الأزرق كمية الذهب التي تم تصديرها للخارج وعائداتها المالية.
# كما اقدم لك النصح بتكوين لجان تحقيق حول الأحداث التي جرت في مناطق التعدين من جرح ونهب وقتل المعدنين وذلك لمعالجة الأمور ودفع تعويضات وإجراء تسويات مع أهل الموتى.
# وأنصحك أيضا ان تعتذر للذين سجنتهم والذين تاثروا بقانون الاحتكار وأن تعوضهم تعويضا مجزيا.
# وأنصحك أيضا بأن تصل إلى إتفاق لوقف العدائيات والمساعدات الإنسانية مع الحكومة وان تسمح بحرية الحركة للإنسان والمساعدات الإنسانية والبضائع، بغرض تسهيل حياة المواطن وخاصة ان حاكم إقليم جبال النوبة " النور صالح" قد اعترف ونبه في هذا اليوم إلى وجود مجاعة بجبال النوبة.
# اخيرا وليس آخرا انصحك ان تسمح لتيمك المفاوض في مفاوضات جوبا الجارية بأن ينسق مع تيم الحركة الشعبية - شمال قيادة القائد الرفيق مالك أقار ، رغم رفضكم المتكرر لهذا التنسيق المهم بغرض عدم اعترافكم بوجودنا وهو الأمر الحتمي والمؤكد.
المحادثات مستمرة وتحقيق السلام قريب.

خميس جلاب
جوبا - 4 / 7 / 2020
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

مطالبة:



مطالبة بفتح تحقيق في إغتيال الشهيد الهندي أحمد خليفة

محمد إبراهيم



سؤالي أوجهه إلى النائب العام ولجان المقاومة بالدمازين والرصيرص وكافة مناطق النيل الأزرق.. وكافة التيارات الثورية بالسودان.
القصة كما سمعتها كالآتي بشأن الشهيد الهندي: عندما جاءت نيفاشا، رفض العقيد الهندي في ذلك الوقت المشاركة التتفيذية في أي مستوى من مستويات الحكم التي أتاحتها اتفاقية السلام الشامل 2005م. مفضلا أن يكون قائداً عسكرياً ضمن القوات المشتركة بالنيل الأزرق. والهندي من أبناء من منطقة الحوش- الجزيرة ودرس بكلية الاقتصاد جامعة أمدرمان الاسلامية.. وكان يعمل معلما بالمدارس الثانوية في النيل الأزرق قبل التحاقه بالحركة الشعبية لتحرير السودان في تسعينيات القرن الماضي.

وعندما اندلعت الحرب للمرة الثانية في النيل الأزرق 2011م وانسحب مالك عقار من الدمازين إلى الكرمك ووجد الشهيد الهندي هناك.
في هذا الوقت ارتكب الوالي المنسحب مالك عقار أخطاء جسيمة أدت إلى تفجر خلافات بينه وبين الظباط في النيل الأزرق. ونتيجة لذلك ذهب الشهيد الهندي إلى جوبا حيث تم اصطياده بواسطة المدعو هاشم اورطة المقرب من مالك عقار.
*هنالك اجتماع شهير تم في منزل ضباط النيل الأزرق في جوبا.. وترأس الاجتماع الفريق ياسر عرمان.. وكان الهدف من الاجتماع هو اصلاح العلاقة بين الضباط في النيل الأزرق مع الفريق مالك عقار وامتصاص غضبهم.. وقام الضباط بتوجيه النقد إلى سياسات مالك عقار وأخطائه وركزوا على موضوع بيع الدواء والغذاء الذي قام به هاشم اورطة. وحضر الاجتماع أحد كبار أعيان النيل الأزرق.
وحدثت مواجهة قاسية بين ياسر عرمان المدافع عن عقار وضباط النيل الأزرق المتظلمين من أخطاء مالك عقار.
* وبعد زمن وجيز من ذلك الاجتماع، أعتقل الشهيد الهندي وآخرين، وتم تنفيذ الاعتقال بواسطة هاشم اورطة ومجموعة من العسكريين.
* وتوفي الهندي داخل سجون مالك عقار.. وهنالك شهود أحياء يمكن الرجوع إليهم.
* ولكن تفاجأ الجميع ببيان صادر من رئيس الحركة الشعبية بتوقيع مبارك أردول نيابة عن مالك عقار، وحاول التنصل فيه من هذه الجريمة:

((قيادة الحركة الشعبية تزور أسرة الشهيد الهندي أحمد خليفة وتحيّ ذكراه
نشر في حريات يوم 26 - 03 - 2015

تزامناً مع الذكري السنوية لإستشهاد العميد الهندي احمد خليفة، قام وفد قيادي مكون رئيس الحركة الفريق مالك عقار، والأمين العام الأستاذ ياسر عرمان، والعميد طيار عروة حمدان، والرفاق عبدالباقي مختار ومراد مودا، قاموا في 13 مارس الجاري بتقديم العزاء الشخصي إلى شقيقة الشهيد، الأستاذة ربيعة احمد خليفة، رئيسة مكتب الحركة الشعبية بدولة بلجيكا، وقدموا عبرها التعازي الشخصية إلى كافة أعضاء أسرة الراحل الهندي احمد خليفة.
وبعد أن تقدم رئيس الحركة الشعبية ووفده المرافق بواجب العزاء الشخصي وتعبيره عن عميق الحزن لرحيل الشهيد، قام الوفد بتقديم خطاب تفصيلي الى شقيقة الشهيد إحتوى على التحقيقات الرسمية للحركة الشعبية شمال، والملابسات والظروف التي أدت إلى إعتقال العميد الهندي ورفاقه الآخرين، دون وجه حق أو جرم إرتكبوه من قبل السلطات الامنية بدولة جنوب السودان، وهو مما أدى لاحقاً لإستشهاد ووفاة العميد الهندي أحمد خليفة، متأثرا بمرضه داخل السجن، ووسط رفاقه من المعتقلين وبحضورهم وشهادتهم.
وقد اوضحت قيادة الحركة خلال زيارة العزاء إدانتها لملابسات إستشهاد الرفيق الهندي بسجون الجنوب، معلنين عن تقدمهم بالإحتجاج الرسمي إلى حكومة الجنوب وتحميلها المسئولية كاملة، واعدين ببذل الجهد لإستعادة رفات الشهيد توطئة لترحيله ودفنه وبما يليق بالابطال والوطنيين الغيورين مثله. وعدد رئيس الحركة الصفات والمؤهلات النادرة للرفيق الراحل خلال عملهم سوياً، مما أهله ليصبح قائداً لمركز التدريب السياسي و العسكري، وضابط الإمداد للجيش الشعبي بالنيل الأزرق لسنوات، وغيرها من خصائص جعلت الحركة الشعبية تمنحه ثقتها الكاملة للقيام وإنجاز العديد من المهام والادوار الحساسة منذ إنخراطه في صفوفها في العام 1997 وإلى لحظة إستشهاده مؤخراً.
وفي ختام الزيارة، عبرت قيادة الحركة الشعبية، ممثلة في رئيسها وأمينها العام العام والوفد المرافق، عن حزنها وترحمها وتعازيها لفقدانها للشهيد العميد الهندي، ناعين فيه انه كان رفيقاً و قائداً كبيراً ظل حتي لحظات وفاته يعمل من أجل سودان حر و ديمقراطي، تسوده المواطنة المتساوية، وهي المهام العظيمة التي نذر الهندي أحمد خليفة حياته لها مع رفاقه في الحركة/ الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال.

مبارك أردول
ع/ مكتب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال)).

* وكتب الاستاذ عبدالوهاب الأنصاري مقالا فند فيه دعاوى مالك عقار الواردة في البيان أعلاه وهذا هو نص مقاله:

(( الشهيد الهندي أحمد خليفة..(خبر صحفي) يكتنفه الغموض!! .. بقلم: عبدالوهاب الأنصاري
نشر بتاريخ: 29 آذار/مارس 2015م

توطئة:

الذكرى السنوية الأولى للشهيد، العميد الهندي أحمد خليفة،أحد كوكبة ضباط جيش التحرير الشعبي ـ شمال، مضت في صمت كما مضى هو.. كان يمشّي في غابة من الخناجر ولا يتّاجر.. صلب، صمد، صلد، صخر.. يُعشق الوطن ويتمّاهى معه فرحاً وحُزناً ونبلاً وتمني.. مؤطراً كل الحميِّمية معه تأطير الأساطير.
يا من أومضت بروحك شُّعاع المّجد ضياء.. باقٍ، باقٍ.. مابقي المبدأ، ونبض القلب..أنت "وسام الزمن لهذا الوطن المرّج" كما قال:الشاعر الثائر (أيمن أبو الشعر)..
الرجل، مات بطلاً، وشُجاعاً، و مَظّلوماً.. و(الظُّلم ظُلمات).. في غياهب الحبس، وجُب الإعتقال..لا في سّاحات الوّغى، وعرصات المناجزة، وقسطل الرهج، كما كان يُحب ويسعى..ذلك المكان الذي خبره وألفه، وعّف عن مغنمه، وتمنى الموت في باحاته.. فارساً من الفرسان، من أجل الحق، والعداله الإجتماعية، والمساواة، والحرية، وإعلاء قيم حقوق الإنسان وكرامته..وما آمن به من مُثل نذر لها النّفس والنّفِيس قرباناً وزلفى، في محاريب الفداء .
نكتب عنه ولانُفي، لا كلمات تفي ولا عبارت ترتقي.. نكتُب حتى لا تَفّنى المروّءة، والنخوة وحب الخير في لناس أجمعين، ومن خيارهم الثائرين..نكتُب بالحق وشرف الحرف لأنه نثر بِّذرتها نِضالاً.. ونكتُب حتى لا تّخبو شّعلة العِّرفان والإيثار مِن وجدّان خيارنا المُخلدين في سّجل الخلود.. يا جبل البركل.. وتّد الأرض وثقل الثبات.
للرجل دَيّنُ مستحق له علينا،وإيثار من نُكران الذات المُدهش، يتلبّسنا لينير لنا آفاق البذل والنِضال المُّرقم في سفر الخلود المحفوظ..وقد أعطىّ لم يستبقى شيئا.. وذهب في صّمت تاركاً مناقبه تنطق..(لُوّكنا)الصبر وتخندقنا بالصمت حتي ينجلي غبار الصمت المغبون.
وحتى لا نتّسرع ولا ندّرك مُشّرع، ولكن بعد نشّر (الخبر الصحفي) من قيادة الحركة الشعبية ـ شمال..والذي لم يُّشفي غليلنا لمعرفة ما حدث بحق الرجل العام.. وقد حال الحّول من الغياب المسكون بجِن الغموض، لرجلٍ يهم أمره كل ثائر شريف متدثر بشرف الحق الظّهُور..وجب النحت بالأظافر وحتحتت الصخر لتٌشّرق شّعاع الحقيقة..وقد زاد الحال مآل غُموض.
الرجل كان الهم العام يتلبسه حد خروج الروح سنكتُب.. لا يهم، أن تكون تحت أسمائنا (خطين) أو ما لا نهاية من الخطوط،أونصنف، أو تغضب منا الآلهه.. فشرف الكلمة أسمى من كلِ ضجيج، كالشّمس لا يحجبها غربال التخطيط الخرصاني، أو رقابة عن كثب من عينٍ شريرة تتربص سوء.. سنكتب لمن وهّب الروح..
علي خلفية زيارة وفد الحركة الشعبية- شمال القيادي لشقيقة الشهيد العميد الهندي أحمد خليفة (ببلجيكا)..الأستاذة ربيعة.. مازال الغموض يكتنف الموقف والشك مقيم.
في خبر (صحفي) نُشر في عدة موّاقع وصُحف إلكترونية، صادر من مكتب رئيس الحركة الشعبية- شمال (المُكلف) يُشير لزيارة قام بها وفد رفيع المستوى، يتكون من مالك عقار، و ياسر عرمان، وعروة حمدان، وعبدالباقي مختار، ومراد مودا.
جاء فيه:

((تزامناً مع الذكري السنوية لإستشهاد العميد الهندي أحمد خليفة، قام وفد قيادي مكون من رئيس الحركة الفريق مالك عقار، والأمين العام الأستاذ ياسر عرمان، والعميد طيار عروة حمدان، والرفاق عبدالباقي مختار ومراد مودا، قاموا في 13 مارس الجاري بتقديم العزاء الشخصي إلى شقيقة الشهيد، الأستاذة ربيعة احمد خليفة، رئيسة مكتب الحركة الشعبية بدولة بلجيكا، وقدموا عبرها التعازي الشخصية إلى كافة أعضاء أسرة الراحل الهندي احمد خليفة)) "إنتهى الإقتباس"
[] يقول: الخبر نصاً (تزامناً مع الذكرى السنوية..الخ)..المدهش أن أسرة الشهيد تلقت خبر وفاته بتاريخ 27/1/2014. فكيف يكون تزامناً مع ذكرى وفاته في 13 مارس الجاري.. كما هو موضح أعلاه في مجتزأ الخبر (الصحفي)..علماً بأن الأخبار المتواترة حينها تقول: بأن الوفاة كانت قبل ذلك بشهر،أو شهرين على الأقل..أي فيما بين نوفمبر، وديسمبر 2013.. "كتاريخ إفتراضي" حيث مازال التاريخ الحقيقي لوفاة الشهيد الهندي، مغيباً على ضوء عدم وضوح الرؤية وإنحباس مجرى الحقيقة، وشح المعلومات.
[] ثم هل من الطبيعي أن، يتم تقديم واجب العزاء الشخصي أوالرسمي، في شخصٍ ما لإسرته بعد مرور عام من حدوث وفاته..؟ وتزامناً مع الذكرى السنوية لفقده..أم إن لفي الأمرِ غرابه؟..ولماذا كان التأخير كل هذه المدة أصلاً في تقديم واجب وحق، مستحق؟.
عِلماً بأن أغلب قيادات الحركة المُدرج أسمائها في (البيان الصحفي) ظلت تجوب أنحاء أوروبا طولاً، وعرضاً.. لحضور فعاليات عامة مؤتمرات، لقاءات، أو زيارات شّخصية، لأسرهم المقيمة في بعض الدول الأوروبية.. طيلة الفترة التي إعقبت الإخطار الرسمي بالوفاة.
وجاء في الخبر أيضاً:
((وبعد أن تقدم رئيس الحركة الشعبية ووفده المرافق بواجب العزاء الشخصي وتعبيره عن عميق الحزن لرحيل الشهيد، قام الوفد بتقديم خطاب تفصيلي الى شقيقة الشهيد إحتوى على التحقيقات الرسمية للحركة الشعبية شمال، والملابسات والظروف التي أدت إلى إعتقال العميد الهندي ورفاقه الآخرين، دون وجه حق أو جرم إرتكبوه من قبل السلطات الامنية بدولة جنوب السودان، وهو مما أدى لاحقاً لإستشهاد ووفاة العميد الهندي أحمد خليفة، متأثرا بمرضه داخل السجن، ووسط رفاقه من المعتقلين وبحضورهم وشهادتهم)) "إنتهى الإقتباس"

[] بعد تقديم (واجب) العزاء، والتعبير عن الحزن العميق كما يقول: الخبر قام الوفد بتقديم خطاب تفصيلي(إحتوى على التحقيقات)الرسمية للحركة الشعبية، عن ظروف وملابسات إعتقال الشهيد الهندي أحمد خليفة، من قبل السلطات في حكومة جنوب السودان.
من الخبر أعلاه يتضح أن الشهيد، وبمعيته مجموعة أُخرى كانوا رهن الإعتقال.. ما هي تُهمهم..؟ وكيف تم إعتقالهم؟ وكم مكثوا في الحبس؟ ولماذا أطلق سراحهم؟.. ولكيفية؟ وهل تم إستجوابهم من قبل لجنة التحقيق المذكورة لاحقاً كشهود على الواقعة..؟؟ حسناً.. كيف تكونت (اللجنة) المذكورة لتعمل في دولة أجنبية (جمهورية جنوب السودان)..!!؟ أم هي (لجنة تابعة لحكومة جنوب السودان) المتهمة بقتل الشهيد العميد الهندي وفقاً لدفع وحيثيات (خبر) قيادة الحركة الشعبية – شمال الماثل.
ومتي تكونت؟ علماً بأن إعتقال الشّهيد كان في حوالي أغسطس 2013.. ومِن مَن تكونت.. ومن هو رئيسها وأعضائها وما هي صلاحياتها وسندها ومركزها القانوني.وهل أجّابة (اللجنة) على هذه الأسئلة المحورية والمنتجة..مثل ماهي الجهة في حكومة جنوب السودان، التي إعتقلت الشهيد الهندي أحمد خليفة.. البوليس، الأمن، الإستخبارات العسكرية..؟وماهي التهمة التي أعتقل على ذمتها..؟ جنائية، مدنية؟.. وأين وصل التحقيق فيها؟ وهل كان تحت إشراف جهة قضائية أم النيابه العامة..؟ وماهو إسم السجن أو مكان الحجز الذي حبس فيه الشهيد، ومكانه، والجهة التي يتبع لها، الداخلية، (البوليس – السجون) الأمن، إستخبارات الجيش الشعبي- جنوب السودان.
ورد في الخبر الصحفي أيضاً مايلي:

((وقد أوضحت قيادة الحركة خلال زيارة العزاء إدانتها لملابسات إستشهاد الرفيق الهندي بسجون الجنوب، معلنين عن تقدمهم بالإحتجاج الرسمي إلى حكومة الجنوب وتحميلها المسئولية كاملة، واعدين ببذل الجهد لإستعادة رفات الشهيد توطئة لترحيله ودفنه وبما يليق بالابطال والوطنيين الغيورين مثله. وعدد رئيس الحركة الصفات والمؤهلات النادرة للرفيق الراحل خلال عملهم سوياً، مما أهله ليصبح قائداً لمركز التدريب السياسي و العسكري، وضابط الإمداد للجيش الشعبي بالنيل الأزرق لسنوات، وغيرها من خصائص جعلت الحركة الشعبية تمنحه ثقتها الكاملة للقيام وإنجاز العديد من المهام والادوار الحساسة منذ إنخراطه في صفوفها في العام 1997 وإلى لحظة إستشهاده مؤخراً)) "إنتهى"
[] في هذه الجزئية أدان وفد الحركة الرفيع حكومة الجنوب، وحملها المسئولية كاملة.. دون وقائع أو حيثيات، متي و كيف؟ ولماذا؟ وأين توفيَ الشهيد..؟ وماهي الجهة المسؤولة على وجه الدقه وفقاً للجنة التحقيق المذكورة، وأين شهادة الوفاة، لمعرفة سبب الوفاة بدقة ، وكيف دفن؟، وأين قبره؟.. وكيف تمت مراسم دفنه؟.. وماهي الإجراءات القانونية التي قامت بها قيادة الحركة حيال حكومة الجنوب؟
كل هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة لهي حق للفقيد وأسرته، علينا إنتزاع أجابتها وفاءاً له، والمطالبه بها مهما طال السفر وكثر الوعر.. شرعاً وعرفاً وقانوناً..على خلفية الخبر الصحفي الصادر من (مكتب رئيس الحركة الشعبية- شمال)، المشار إليه أعلاه.
حيث هنالك تأكيدات، من مصادر ذات ثقة تؤكد أن حكومة جنوب السودان لا صلة لها بالموضوع، من قريب أو من بعيد، والكرة الآن في ملعبها إي حكومة الجنوب لنرى ماذا هي فاعلة..؟؟
حسناً فعلت قيادة الحركة بنشرها الخطوط العريضة للجريمة النكراء، ولكن..عليها تكملت المشوار وسبر غور الحقائق كامله وبذلها على الهواء الطلق بشفافية الثوار لإخراس القيل وإسكات القال، وكثرة السؤال.
الرجل ظل وفياً حتى آخر شهق، لما خطه لنفسه من طريق شائك، ووعر، بنى مواقفه بالدم، والعرق، والروح، وبكل نكران ذات وتضحية،لا حدود لها..لن تحجبها غثاثة الخُطب المنبرية، أودموع التمّاسيح، حبرٌ يٌراق على الرقاع المحنط.)).

المطلوب الآن هو فتح تحقيق من قبل النائب العام في هذه القضية الحساسة والخطيرة للوصول إلى الحقيقة حول مقتل الشهيد الهندي أحمد خليفة.
أضف رد جديد