عطية "أصدقاء" السودان

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

عطية "أصدقاء" السودان

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

شايفة في ناس فرحانين بالعطية التي قدمها "أصدقاء السودان" في اجتماعهم ببرلين.
القروش بتاعة برلين دي لا تساوي ولا حتى جزء ضئيل من المبالغ التي هربها الكيزان وأودعوها بنوك المانحين وتدر الآن ارباحا وفيرة. بل ربما لا تمثل سوى جزء يسير من أرباح هذه الأموال المهربة. حينما مات موبوتو كان العجز في ميزانية بلاده سبعة مليار دولار والمبالغ المودعة في حساباته الأوروبية ايضا سبعة مليار دولار. هل عادت هذه المبالغ إلى الخزينة العامة في زائير؟ الاحتمال الأكبر إنها لم تعد. لأنها مودعة في حسابات لا تحمل أسماء، وإنما أرقام وشفرات من الصعب أن يعلم بها أحد سوى من أودعها. وليس لزائير عزاء أو بواكي. كما أن السودان ليس بأكثر أهمية من زائير في ميزان رأسمالية بشعة تأخذ ولا تعطي.
البفرح شنو؟ مبالغ ربما لا تساوي ولا حتى جزء يسير من أسعار الذهب المهرب.
عطية بائسة من دول غنية ومبالغ من الممكن أن تكون أقل من رأسمال واحدة من الشركات الأوروبية الصغيرة أو من رصيد ثري يعيش على سواحل الريفيرا الفرنسية.
كان من الممكن أن يكون الخبر مفرحا لو أن هذه الدول اتفقت على تنفيذ مشاريع كبرى، خط حديدي هام، طرق سفرية، مشاريع زراعية كبرى، بناء مستشفيات، تحديث الموانئ... لكن تمخض جبل الرأسمالية البخيلة وولد فأرا وزنه بالكاد مليار دولارا وبضعة مائة ألف.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


هل نصدق إننا فعلاً شركاء؟
الشراكة تعني وجود أفراد أو جهات محددة تساهم معاً في عملية محددة في اتفاق وندية. لكننا هنا دولة تتعامل مع دائنين لهم شروطهم، ليس في طريقة تسديد الدين وحدها ولكن شروطهم أيضاً في طريقة توظيفه ومجال استخدامه. إننا تحت رحمة البنك الدولي ومنظمات مالية أخرى تدير رؤوس أموال كبرى. هذه الأربعين دولة ومنظمة ومؤسسة (التي لا نعرف ما هي على وجه التحديد) لا تعترف بنا، ولكنها معترفة بالثروات التي تستبطنها أرضنا. هذه المؤسسات المالية ليست جهات مأمونة على الدول المستضعفة، ولا يهمها تخفيف معاناتنا. فكل ما يهمها هو تحقيق أرباح لصالح أطرافها. البنك الدولي وشركاؤه لا يهمهم أن نكون دولاً منتجة ولكن يهمهم أن نكون دولاً تمدهم بالمنتجات الخام. بكل ما تنتجه أراضي البلدان الفقيرة من خيرات في باطن الأرض أو خارجها. فحينما لا تستطيع دولة تسديد ديونها، فإن الخيارات المشروطة عليها ضئيلة: إعادة جدولة هذه الديون في نادي باريس، هذه اللجنة الخاصة بإعادة جدولة ديون الدول الفقيرة وبزيادة لأسعار الفائدة، أو تسليم منتجات بدلاً عنها (منتجات زراعية، مواد خام...إلخ). هذه هي سياسة "الشركاء"، البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول "الكبرى"، التي تخلق هذه الدوامة التي تعيش فيها الدول الفقيرة التي تستدين منها. استنزاف في استنزاف. دول أفريقية كثيرة تجد نفسها مضطرة لتسديد ديونها في شكل محاصيل زراعية ومنتجات أخرى، من لقمة أبنائها ومن عرق كادحيها. فهل نسمي هذا شراكة؟
ومن الغريب أن نجد يساريين عارفين بهذه الشبكات الخطيرة يرحبون بهذه الصفقة التي ترتدي ثوب "الشراكة" لتخفي به قبح نواياها النيوكولونيالية. يا جماعة أصحوا. غول الرأسمالية يدخل أبوابنا ونحن نصفق له باسم الشراكة وباسم الاعتراف بثورتنا بعد أن صمتوا ثلاثين عاماً تعاملوا خلالها مع نظام الانقاذ بكل الصور التي نعرفها والخافية علينا.
هذه الأموال هي ديون مقدمة من دائنين سيطالبوننا بإرجاعها وفقاً لهذه الشروط. كل وسائل الإعلام الأوروبية أوضحت أن كلمة "شركاء" استخدمت بدلاً عن "دائنين" التي تم الاتفاق عليها من باب الاحترام للحكومة المدنية السودانية (1). فهل ندفن رؤوسنا في الرمال ونصدق؟

هل هذا الاجتماع اعتراف من الساحة الدولية بنا؟
نعم، ولكن. الساحة الدولية وجدت نفسها أمام شعب صلب الإرادة وثورة فريدة، ولا سبيل سوى الاعتراف بهذه الحقيقة. أيضاً، أهمية هذا الشعب لا تكمن في قوته وحدها، وإنما في ما تحتويه أرضه من ثروات هائلة. لكن بعد هذه الثورة لن يكون من الممكن النهب المنظم الذي كان يتم في عهد الإنقاذ، على غرار ما كانت تفعله شركة أرياب، على سبيل المثال. وهي شركة كانت (ولا زالت؟) تعمل في مجال استخراج الذهب والنحاس والفضة والنفطـ تتخذ مقرها في شرق السودان، حيث الموانيء الهاملة والتهريب السهل. كانت حكومة السودان تمتلك أكثر من خمسين بالمائة بقليل من رأسمالها، وتمتلك فرنسا أكثر من 45 بالمائة (2). جبل عامر أيضاً كان أيضاً مرتعاً لنهب الذهب. الخبرة الأوروبية لاستخراج الذهب مقابل الخبرة الجنجاويدية لمنع الهجرة.
هذه المبالغ التي دفعها هؤلاء المانحون، ولنسمي الأشياء بأسمائها، هي مبالغ هزيلة للغاية لا ترتفع إلى المستوى المتوقع من هذه الدول العظمى والمؤسسات العظمى أيضاً. فقد سددت فرنسا، على سبيل المثال، 100 مليون دولاراً، منها 40 مليون تُسلم للبنك الدولي (3). وحينما نعلم أن البنك الدولي لا يمنح قرضاً جديداً ما لم تُسدد الديون القديمة، سنفهم أن هذه الأربعين مليون "سيلحسها" البنك الدولى كجزء من ديون السودان المستحق تسديدها. يعني المائة مليون تراجعت إلى نصفها تقريباً. وهكذا نقيس على بقية المانحين. هذه الـ 100 مليون التي دفعتها فرنسا تساوي فقط المبلغ المرصود ليانصيب يوم الجمعة الأوروبي Euromillions. أو المبالغ المرصودة في شهر واحد ليانصيب الشركة الفرنسية لألعاب الحظ Loto. فهل نحن بمثل هذه الرخصة؟ ولماذا هذه الهيصة والاحتفال بالعودة لحظيرة الأسرة الدولية، إذا ما كان وزننا الفعلي لديها بمثل هذه الضآلة؟ الإجابة بسيطة. الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات التي شاركت معها هي جهات تعمل في خدمة هذه الشبكة الكبيرة التي تتلاقى فيها مصالح الرأسمالية العالمية. مصالح هذه الدول "العظمى"، التي لا ترى فينا سوى مخزون لثروات معدنية هائلة وأرض خصبة، يمكن استغلالها بأقل تكلفة ممكنة. وقد وجدت أمامها في الجانب السوداني قبولاًبالقليل واكتفاء به. وجدت رؤية لا يتجاوز مداها كسب يومين يسكت غضب جماهير صممت على الخروج لتعديل مسار ثورتها.
هذه الشراكة البائسة لا ترقى لمستوى تطلعات شعبنا، ولا ترتفع لحجم ما سيجنيه (ينهبه؟) هؤلاء الشركاء منا. فما الحل؟ الحل يكمن في أن نصبح شركاء بالفعل، أن نقف في موضع القوي. أن نهتم بقطاعاتنا الإنتاجية، لا أن نكون مصدرين للمواد الخام وأن نعيد دورة الاستعمار من جديد. أن نمد يدنا لمن يريد دعمنا، لا أن نمد كفنا للعطايا.



(1) إذاعة فرنسا العالمية
https://www.rfi.fr/fr/afrique/20200625-s ... transition
(2) أرياب للتعدين
https://3ayin.com/aryab/
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8 ... 9%8A%D9%86

(3) البيان الصادر من وزارة الخارجية الفرنسية عقب انعقاد مؤتمر الشراكة مع السودان

https://ue.delegfrance.org/participatio ... es-le-5149
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

https://www.facebook.com/haj.agha.35/vi ... jA4MDU3OQ/

في هذا الفيديو نرى الدكتورة هبة محمد علي خبيرة البنك الدولي السابقة والمكلفة حالياً بتسيير شؤون وزارة المالية إلى حين إعلان التعديل الوزاري، تقف مع حميدتي وجنود من الدعم السريع، وتسمِّع أمام الكامير كلام حميدتي بي ضبانته: زمن الغتغتة والدسديس انتهى.
ثم تقطع هبة قول كل خطيب بقولها: ونضطر نمشي نسأل المانحين. يعني تقريباً نشحد.
تاني ما نسمع حمدوك يقول مؤتمر "شركاء" أو عودة للأسرة الدولية. دا مؤتمر مانحين ومتسولين باعتراف وزيرته.

أضف رد جديد