الاتصال غير اللفظي

[ÚãÑ ÚÈÏ ÇáÚÒíÒ]

الاتصال غير اللفظي

الاشارة الاساسية بالنسبة للاتصال غير اللفظي يرتبط بلغة شاملة يمكن تسميتها بلغة اللغات ، ذلك ان التعبير بالكلام ليس معادلا وحيدا وفريدا للّغة ، بل ان الكلام لا يمثل الا بعضا من لغات التعبير التي ترتبط بكل حواس الانسان ، فاذا كان اللسان عضو للكلام ، فان العين عضو لتعبير بصري يتجاوز الكلام بمراحل ، والحال بالنسبة لليد التي تعني الكثير تعبيريا ، ولهذا السبب كان عيسى عليه السلام يداوي المرضى بلمسة من يده ، اي ان يده كانت تنقل الاشارات لدماغ المصاب ، فتعالجه عبر تلك الاشارات التي يمكن اعتبارها لغة خاصة ، وحتى الصمت يتحول الى لغة دالة ، سواء استخدم الانسان عضوا من اعضاء جسده للتعبير عن انفعال ما أو لم يستخدم ذلك .
ومقطع القول ان اللغة بمعناها الشامل تتسق مع اشكال التعبير المختلفة ، مما نجد له سندا حقيقيا في الحياة ، ولعلنا اذا تأملنا مهد الطفولة البشرية سنجد كيف ان الناس كانت تعبر بالرسم على الجدران ، او الاشارة بالبنان ، او المقاربات الصوتية الدالة والبسيطة ، وسنجد ذات الموضوع وبصورة مختزلة في الطفولة المبكرة حيث يكون البكاء والابتسامة تعبيرا عن شعور الطفل الرضيع ، وفي مرحلة متقدمة من عمره يلجأ الطفل الى تكوين مفردات خاصة به وضمائر يستخدمها بطريقة بسيطة لا تقعير فيها ، وافعال تنعتق من الأزمنة ، فكل فعل مضارع بالضرورة !! ، فالطفل لا يدرك الماضي والمستقبل ، بل يعيش لحظته الراهنة ، والطفل لايعيش في عالم المفاهيم التي تحملها لغة القواعد والتجريدات ، بل في عالم الضرورات الغرائزية البسيطة ، وحالما ينتقل من تلك العوالم البسيطة يبدأ في التجريد والتقعير ، ويحس بما كان وما سيأتي ، ويتحول من عالم التعبير غير اللفظي الى التعبير اللفظي .
د. عمر عبدالعزيز