العنصرية والاستعلاء والتهميش في السودان.. توثيق وحوار

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

العنصرية والاستعلاء والتهميش في السودان.. توثيق وحوار

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

أكتب هذا البوست بوحي من هذا البوست في سودانيز أونلاين
https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... 1117376459
وعنوانه: نازيو السودان الجدد يدعون إلى طرد الأفارقة من عاصمة الثقافة العربية

والقصد من البوست هو محاولة إلقاء الضوء على مظاهر العنصرية والاستعلاء والتهميش في السياسة السودانية وفي المجتمع السوداني، كما يظهر من السياسة والكتابات في الصحف والمنابر السودانية، والحوار حول طرق بناء سودان خال من هذه الأمراض، بالوسيلة التي بين أيدينا الآن، وهي هذه المنابر الحرة..
هناك اتجاه من الأقوياء للسيطرة على الضعفاء دائما، وكما أن المصريين، كمستعمرين سابقين ، لهم دوما مطامع في السودان، قادتهم إلى محاولة الهيمنة؛ نجد نفس السلوك قد مارسته الحكومات المدعومة من الجيش أو القوى المسيطرة على السلطة والثروة في السودان.. وقد أعجبني في البوست بصفة خاصة مقال الدكتور أحمد محمد البدوي المنقول إلى هناك من صحيفة "سودانايل" الإلكترونية.


طرد السودانيين من الخرطوم
د. أحمد محمد البدوي/لندن


مدرسة الرأي العام هي مدرسة الاتزان والمسالمة, وهي بالضرورة ذات منحى إسلامي,(على أيام مؤسسها الأستاذ الجليل إسماعيل العتباني) وما كتبه السيد الفاضل علي العتباني, يستحق الرد عليه في حدود المعلومات, لأن المقال المنشور فيها يوم 23|5|2005م, يشعر المرء بمدى حاجة صحيفة الرأي العام إلى قسم متخصص في البحوث, وقبل ذلك إلى الاتزان!

تناول المقال:

1: أن الخرطوم مدينة أنشأها خورشيد 1823, فهي إذن مدينة أجنبية أقامها الغازي الباطش الظالم!

ولكن كتاب الطبقات يقول غير ذلك! عن أرباب العقائد, سيد الخرطوم في القرن التاسع عشر

(حلقة الدارسين في مجلسه العلمي تبلغ المئات) (وهم من القادمين من دار الفونج إلى دار برنو) مما يدل على وجود مدينة ومدينة علم قبل خورشيد وسيده محمد علي باشا الأمي الجاهل اللئيم مطية المصالح الأوربية!

أما تكوين الخرطوم في العهد التركي:

"العبيد من سكان الخرطوم يكونون نصف سكان المدينة على الأقل طوال تاريخها, بل قدر عددهم سنة 1883 بثلثي سكان الخرطوم" ص 223( د. أحمد سيد أحمد: تاريخ مدينة الخرطوم في العهد التركي) ويقول:

"وهم من الحبشة وجميع جهات السودان ووسط أأفريقيا وبينهم أكلة لحوم البشر الآتون من المستنقعات الاستوائية ص 254)

إن الخرطوم التي يبكي عليها الآن. لغلبة العنصر الأفريقي عليها, أحسن حالا من الخرطوم التركية التي يرد عنها في الكتاب نفسه أن الموتى من العبيد لا يدفنون وإنما تلقى جثثهم خارج المدينة وسط الحشائش أو ترمى في النيل أو في حفر مهملة بلا طقوس دينية( ص 143)!

أما الخرطوم في عهد الإنجليز فمدينة أوربية. سادتها الإنجليز! حتى إدوارد عطية كان يشعر فيها بالغربة وبأنه مقهور (انظر: عربي يروي قصته)

2: يريد للخرطوم أن تكون كالقاهرة وليس كجوهانسبرج! ولا ندري أية قاهرة؟ القاهرة ليلة ذبح محمد علي المماليك في القلعة؟ القاهرة يوم دخلت الخيل الأزهر؟ القاهرة قبل ثورة يوليو, حسنا: المعادي ضيعة خاصة بالإنجليز! الزمالك وقف على الأرستقراطية التركية الأجنبية التي لا تتحدث العربية! مصر الجديدة التي أنشأها بارون بلجيكي! وسط البلد حيث يسيطر الأجانب الأوربيون من اليونان واليهود علة التجارة والبنوك! (كان المصريون غرباء في القاهرة!)

القاهرة الآن حيث يقيم الملايين في المقابر!القاهرة التي لا يستطيع المسيحيون الأقباط تشييد كنيسة إلا وأقام المسلمون إلى جانبها مسجدا, هل تريد لنا أن نقلد هذا النموذج ! في بلد يتبرع فيه الأقباط بمالهم لبناء المساجد!

القاهرة أسوأ نموذج للهجرة من الريف, وعلينا أن نستفيد من التجربة المصرية في مواجهة المشكلة لا التهرب منها, ووضع الحلول العملية لحلها: بإنشاء الجسور المعلقة. مترو الأنفاق, بوجود مؤسسلت ودستور ومساواة ودولة ذات قوانين! (الأسوة الحسنة هنا في الرجال)

الآن نأتي إلى الجانب القبيح في المسألة كلها, وهو كراهية السودانيين غير المتحدثين بالعربية ولو كانوا مسلمين, وإنكار حقهم في الإقامة في أي مكان من بلادهم, وهم ضحية الحروب وضحية الخرطوم العاصمة التي فشلت في حل مشاكلهم وفي تطوير مستوى معيشتهم إلى الأحسن. وفي جعل الحياة ميسورة في الأقاليم,ومن بينهم ضحايا القحط وفقدان الأمن قي مناطقهم!

من أين أتى السيد علي بقصة نهاية الخرطوم المتحدثة بالعربية, على أساس أنها جريمة! الفكر الحديث الغربي ينظر إلى ذلك (كراهية بشر (علشان) ألوان بشرتهم و(علشان) أنهم لا يتحدثون العربية) كمسلك غير حضاري! الإسلام! الآية صريحة في الحث على الهجرة, وخاصة في أزمنة الاستضعاف:

(إن الذين توفاهم الملائكة ظا لمي أنفسهم,, قالو فيم كنتم, قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) ( النساء الآية 97)

ولأن جريدة الرأي العام تعامل عند كثيرين على أساس أنها تمثل الحكومة القائمة, فما كتبته عن سكان الخرطوم من السودانيين غير المتحثين بالعربية, يمكن أن يفهم على أساس أنه يعبر عن اتجاه وسط ناس الحكومة, اتجاه استعلائي, معاد لناس مساكين لا حول لهم ولاقوة, واتجاه عنصري يسفر عن وجه قبيح, باختصار: جلابة (مرادف: المطففين)

وهنا نفضل للخرطوم أن تقتدي بجوهانسبرج, بزوال التمييز العنصري, وسيادة قيم المساواة والعدل, جوهانسبرج ماندلا! لأن الوضع الذي عبرت عنه الصحيفة, أشبه ما يكون بالوضع في جوهانسبرج قبل ماندلا.


========
=======
وقد كانت لي هذه المداخلة:


في يوم الأربعاء 11 مايو 2005 قام برنامج "بلا حدود" في قناة الجزيرة، وهو من تقديم المصري [أولا] والأخ المسلم [ثانيا] أحمد منصور، باستضافة رئيس جمهورية السودان المشير عمر حسن البشير.. وأنا من المتابعين لتعليقات هذا الصحفي المصري وغيره من المصريين وكلها تكشف عن أنهم قد رسخ في أذهانهم أن السودان ملك لمصر .. فقد قال في تلك الحلقة من "بلا حدود" للبشير ما يلي:

Quote: أحمد منصور: أما تعتقد أن المرحلة القادمة وكثير من المحللين السياسيين الذين التقيت بهم هنا أو في القاهرة في الأسبوع الماضي يعني لا أريد أن أسيء لشيء بينك وبين الرئيس حسني مبارك ولكن هناك انتقاد شديد للنظام المصري الحالي بأنه ترك السودان وحيدا يواجه الضغوط الدولية الخارجية ويواجه الضغوط من الجنوب في الوقت الذي انتبه محمد علي قبل مائتي عام إلى الأهمية الاستراتيجية للعمق السوداني بالنسبة لمصر وحرّك جنود حتى يؤمِّنوا منابع النيل بالنسبة لهذا، هل السياسة المصرية الحالية تجاه السودان ودعم السودان والوقوف إلى جوار السودان تتناسب مع المصالح الاستراتيجية والأمنية لمصر؟



وكنت أتوقع من رئيسنا الهمام أن يقول له: عندك!! محمد علي باشا جاء إلى السودان مستعمرا وباحثا عن الذهب والعبيد، وبصورة خاصة للخدمة في الجيش، ولتوسيع امبراطوريته جنوبا حتى منابع النيل.. ولكن رئيسنا لم يقل له هذا بل قال:


Quote: عمر حسن البشير: هو قطعا الاهتمام المصري بالسودان ما أقدر أقول قَلَّ هو.. وقد يتباين التعامل بين الحكومة والحكومة ودي معرضة لعوامل كثيرة جدا قد تسيء لعلاقات الحكومتين ويحصل توتر في علاقة الحكومتين لكن لا يعني بحال من الأحوال هو أن نقلل الاهتمام المصري بالسودان أو نقلل الاهتمام السوداني بمصر وقد تكون أوجه الاهتمام دي مختلفة يعني في فترة أفتكر أنه والله الأصلح لمصر وللأمن القومي المصري أنها تتعامل مع المعارضة لإزالة هذا النظام وأنه النظام لا يخدم المصالح المصرية ولا الأمن القومي المصري دي تقديرات لكن أصلا علاقات الحكومتين ليست هي المؤشر بالاهتمام بالبلد كبلد يعني..



وفي الوصلة التالية بقية الكلام لمن يريد..
https://www.aljazeera.net/NR/exeres/8BF2 ... 10CD19.htm

شكرا لإيراد المقالات التي تفضح العقلية الاستعلائية العنصرية لكاتبيها أمثال العتباني والطيب مصطفى.. وكذلك المقالات التي تكشف هذا الزيف مثل مقال الدكتور البدوي..
آخر تعديل بواسطة ياسر الشريف المليح في الاثنين مايو 30, 2005 11:47 pm، تم التعديل مرة واحدة.
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

للتوثيق..
محاضرة للدكتور منصور خالد مترجمة إلى العربية ومنقولة إلى سودانيز أونلاين من صحيفة البيان:
https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... 1094452919
في أرشيف الدكتور منصور خالد في سودانيز أونلاين
أضف رد جديد