بــــيـــت ســـــــــــوســـــة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

بــــيـــت ســـــــــــوســـــة

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

بيت سوسة عصام ابو القاسم

(1)
اخيرا" وصلا الي البيت .

تطلعا من فوق الحائط الطيني القصير . ثم تحرك الثاني وازاح قطعة الصاج المستطيلة ، بلونهاالازرق الباهت ،عن المدخل . دخل واشار الي الاول بان يلحق به .

كان الاول مترددا" وتزعجه التوقعات .لكنه ما لبث ان ازاح الصاج بدوره ودخل .

(2)
بدأ الأمر بينهما فيما كانا يجلسان ضمن اصدقائهما بالمدرسة. لم يكن احدهما يعرف الاخر جيدا" . جاء ذكر تلك الامور . كل واحد منهم راح يحكي . احدهم قال انه ، ذات مرة ، اخذ احداهن الي بيت مهجور .. وانه كان خائفا" ، طيلة الوقت ، واخر يحكي كيف انه دخل بالبنت التي تعمل معهم ، في البيت ،الي الحمام .كان الاول صامتا" ، كل الوقت . وحين قال الاول انه يذهب ،كلما اراد ، الي بيت سوسة ..ندت عن الاول شهقة :
ـ ( اّ.. مشيت هناك!! )
رد الثاني :
ـ (كتير..)
وساله الاخرين :
ـ (من هي سوسة ..؟)


عندما تفرقت لمة الفطور . جّّر الاول الثاني الي ركن قصي وبأدأه :
ـ (انا بسكن جنب بيت سوسة ما حصل شفتك ؟ )
رد الثاني :
ـ (انا بمشي باليل ..)

مرت بجوارهما بائعة ايسكريم. نادي عليها الاول واشتري منها قطعتين لكليهما . ثم.. ابتعدا بفناء المدرسة ، ولم يرجعا الا بعد ان اتفقا علي الذهاب معا".

(3)
سارا .. الثاني يتقدم علي الاول ، وقطعا المسافة مابين المدخل وشجرة الليمون الغزيرة التي تتوسط البيت . في صمت .

وفجأة سمع الاول الثاني وهو يسلم . ثم راه ينحني قليلا" ويدخل تحت الشجرة . تبعه بترقب .

كان المكان ، تحت الشجرة ، واسعا" .. اغصان الشجرة المتدلية عليه مرفوعة بعيدان مرتفعة قليلا" ،علي عنقريب منخفض كانت هي .. سوسة تجلس . اقترب منها ومد اليها يده بعد الثاني . رحبت بهما :
ـ (اهلا"..)

مبتسمة بوجهها القديم ، بتجاعيده الممسحة جيدا" بالزيت ، واشارت لهما الي مقعدين الي جوارها . وجلسا .

كانت ترتدي فستانا ضيقا علي جسمها الوافر المنتفخ . باكمام قصيرة، وعند الصدر مفتوحة بعض ازراره ، وثدييها الكبيريين شبه عاريين ، وبالفستان شق ، بالجهة التي جلسا عليها، ويبين خلاله لحمها ،المترهل، السهل.. بثنياته الكثيرة .

اخذت تحرك ، بملعقة في يدها ، البصل بالحلة التي علي الموقد امامها . تحت ، عند قدمييها السمنيتين الملمعتين ، هنالك.. كانت قشور البصل والبطاطس . حركت البصل بشدة ، للحظة ، ثم اخذت صحن مليء بشرائح البطاطس ودلقته في الحلة وغطتها .
ثم سألتهما :
ـ ( كيف ؟)
أومأ الاول برأسه ، فيما اجاب الثاني ضاحكا" :
ـ (تمام )

ثم سألها عن احدهم كان اثار مشكلة امس الاول . قهقهت .. ثم قالت انه جلد كما لم يجلد قط . قالت انه ضرب ضربا" مؤلما" وكاد يموت لولا لطف الله به . قالت ايضا" انها صارت تضيق بالطلبة فالواحد منهم ما ان يشتم رائحة الخمر حتي يحسب نفسه شمسون الجبار يريد تحطيم كل شيء !

(4)
لم يسبق للاول ان جاء الي هنا من قبل وحين كان يجلس مع اولاد الحي ، هنالك امام دكان عم عبد الرحيم الاعرج ، كان كل واحد منهم يحكي كيف انه دخل الي البيت ، وماراه فيه.. والبنت التي تحدث معها .. وماجري بينهما فيما بعد...

كلهم كانوا يحكون الا هو كان يظل صامتا"؛ فهو لم ير البيت الا من الخارج . رأي ، مرات عديدة ، عربة الشرطة وهي تقدم مسرعة وتتوقف عند الباب ويتدلي منها الشرطيين مسرعيين ويدخلون الي البيت ؛ليعودوا ، بعد قليل ، وهم يدفعون رجال ونساء باتجاه العربة .ثم ما تلبث العربة ان تتحرك ، ويترك البيت ، لأيام،
ساكن ومطفيء .

وفيما هو يتجه الي الدكان ، عادة ، كان يري عندما يمر امام البيت ، اؤلئك الرجالوهم يشقون الظلمة ، بجلاليبهم البيضاء ويدخلون الي البيت .

في احيان اخري ، وبوقت متأخر من الليل ن كان يصله ، وهو في بيتهم ، ضجيج الشجارات.. الصراخ ..والاساءات البذيئة ، ويسمع والده يهمهم :

ـ اعوز بالله .

(5)

فجأة شعر بخبطة علي فخذه انتبه سمع الثاني يقول له :
ـ ( بتسألك؟ )

لم يقل شيئا" نظر مبتسما" اليها. كانت عيناها تبدوان مجهدتان ، حوافهما محمرة ،و بهما بريق ما غامض . وسألته مرة اخري :
ـ (الشيطان دا بيقرا معاكم؟ )
ضحك الثاني ، فيما أؤمأ الاول ان : نعم . ثم اشاح بوجهه المبتسم عنهما، في بله.لينظر ، عن يمينه ، الي سريرين تالفين . احدهما بلا ارجل والاخر سيوره ممزقة . عليهما مرتبة بالية مهترئة ، قماشها مشرب بالصفرة وبه خطوط وخرائط . بالقرب من السريرين ، نظر ايضا"، الي جردل صفيح صديء ممتليء بالاوساخ تطل من اعلاه قطعة قطن ، بحجم كفة اليد ، مصبوغة بدم حائل ..

اعاد بصره لينظر اليها . وجدها تنظر اليه نوبوجهها ابتسامة لم يعرف مغزاها . نظر الي الثاني . كان هو الاخر ينظر اليه مبتسما" . لم يعرف اين يول وجهه ؟

انحني برأسه علي الارض . احس بنظراتهما علي رأسه . لمدة بقي هكذا ، ثم رفع وجهه ، بابتسامة محاصر ، ونظر الي صاحبه ،و.. لم يسعفه .اكتفي بان لوي شفتيه بجانب فمه .نظر اليها .. رآها تهز راسها مستغربة . كان العرق ينز من كل جلده ، وقلبه يخفق بشدة ، وعلي وجهه لم تزل ..ابتسامته المضطربة . واخيرا" صاحبه اعانه وقال له :
ـ (بتسرح وين انت؟)
رد بصوت خافت :
ـ (ما سرحت!)

ونظر اليها راها ترفع الغطاء عن الحلة وتنزله .ثم تقوم واقفة وتقول وهي تزيح منضدة صغيرة عن طريقها :
ـ (خايف صوتك يروح منك يا ولد )

ثم تنحني وتخرج من تحت الشجرة . يتبعانها ،من ظهرها، وهي تمضي ، من امام حيث يجلسان ، باتجاه غرفتين طينيتن ملتصقتين . احداهما مغلقة والاخري علي بابها ستار خفيف . يفصلهما زقاق ضيق عن قطية ، جهة اليمين . بابها ، بخلاف الغرفتين لا يمكنهما ، من حيث يجلسان ان يريانه . راياها عبرت وانعطفت وراء القطية .
دنا الاول من الثاني وسأله :
ـ (ماكلمتها) ؟
رد الثاني :
ـ (اصبر شوية)
ـ (اصبر..!؟ )
ـ (ايوي .. وانت ساكت كدا مالك ؟)
ـ (اقول شنو ؟)
ـ( قول اي حاجة ما تسكت كده)

ثم اشاح بوجهه ، كأنه ضاق . نظر اليه الاول ، ولم يستطع قول شيء . أخذ في النظر اليه حتي لاحظ انه يركز نظره في نقطة ما بين الغرفتين وفتر وجهه ببطء عن ابتسامة ..، نظر الي ... هناك .. بنهاية الزقاق ، ما بين الغرفتين والقطية . ثمة حمام .. يتدلي علي مدخله جوال خيش خفيف وقصير . كان بامكانه ان يري ، من تحت ، ساقين ، وخلال الجوال ، جسد يتمايل، يمنة ويسرة ، و يرفع زراع ..، بالاعلي ،الذي بلا سقف، تمتد قناة ، تصل ما بين الجدارين وثمة ملابس. كان بامكانه ان يعد من بينها جونلة حمراء .

كانا معا " ، الاول والثاني ، ينظران عندما فتح باب الغرفة المغلقة وخرج احدهم يرتدي جلباب وقدم ناحيتهما وهو يصلح من عمامته علي رأسه . وعندما تقدم خطوات .. اطلت سوسة بالزقاق ،ونادت عليه .

وعندما بلغته تحدثا قليلا" ضاحكيين ثم ابتعد عنها مارا" من امامهما وهو يقول لها :
ـ (خلاص بعدين..)

واتجه ناحية الباب .

استدارت سوسة ومضت الي الغرفة التي خرج منها وبقيت لمدة . وأراد الاول ان يقول شيء لكنه تراجع .. وفجأة سمعا احدهم يسلم .. وفي ذات اللحظة سمعا سوسة ترد وهي تقف عند باب الغرفة :
ـ (اهلا" .. اهلا")

ثم راياه يقطع المسافة باتجاهها ، يرتدي باناقة جلباب ابيض وتلمع علي يده ساعة ذهبية .. وبقدمه حذاء نظيف .اقترب منها . واقتربت منه . ثم احتضنا بعضهما، بحرارة ،وكأنهما لم يتقابلا من مدة . ثم قدما معا" ، ناحية الشجرة . دنت سوسة اولا" .. وفيما هي منحنية ،خاطبتهما وهي تنظر للثاني :
ـ (خلاص تعالوا بكرة يا اولاد ياللي ؟)

قاما وتقدما باتجاه الباب وهما يستمعان لهما :
ـ (اخبارك شنو ؟)
سوسة :
ـ (طولت مننا !؟)
...
عندما ابتعدا . الاول والثاني ، باتجاه الباب سال الاول :
ـ ( دا اخوها ولا شنو ؟)
رد الثاني بتهكم :
ـ ( اخوها !؟)
وهز كتفيه ووسع خطواته باتجاه الباب .
صورة العضو الرمزية
يحيى فضل الله
مشاركات: 183
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:22 pm

مشاركة بواسطة يحيى فضل الله »

و بابتسامة محاصر يا عصام ابو القاسم
و ( محاصر ) هنا بضم الميم
اكاد اشتم روائح دكان عم عبد الرحيم الاعرج و هي رائحة خليط من رائحة الطحنية و زيت السمسم و صابون صافي و حلاوة لكوم و كم نوع من البسكويت و يمكن امواس حلاقة ابو تمساح
مل تراني شطحت ياصديقي ؟
شكرا
صورة
صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

اشكرك الاستاذ العزيز يحي فضل الله علي المرور ،
ومسرور بقصتي لانها اخذتك هذا المأخذ ..
ولا شك انها شهادة افتخر بها ..
أضف رد جديد