كورنيل يضع محمود محمد طه في القمة ويقسم امريكا إلي دوغمات

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

كورنيل يضع محمود محمد طه في القمة ويقسم امريكا إلي دوغمات

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

الفكر الرسالي المتقلص في مساحاته العالمية ينطرح هذه المرة امريكياً في محاولة ليس لضبط سياقاتها الخارجية الهوجاء فقط , وإنما ايضا لأمتحان القدرات الأخلاقية في فضاءاتها العقلانية والفكرية والديموقراطية والإجتماعية والأكاديمية والإقتصادية والدينية والعسكرية والفنية وغيرها تلك التي إحتواها مشروع الولايات المتحدة منذ بزوغه عبر دستور الآباء المؤسسين الذي خطه الشاب توماس جيفرسون.
طبعاً ما قبل كورنيل وست كان هناك نعوم تشومسكي ولاروش وجورج سوروس وديفيد ديوك وإدوارد سعيد و جين فوندا ومارتن لوثر وجاك دريدا المتمدد في المساحات الثقافية والادبية.هؤلاء الخا رجين عن "النظام" ربما بصورة ما مهدوا الطريق الوعرة والطويلة امام
البروفيسور ويست الامريكي الافريقي الذي إختلف مؤخراً مع مدير جامعة هارفارد لتختطفه جامعة بريستون المنافسة في الريادة والصيت.
في الحقيقة ويست يسعي دائماً من خلال مشروعه الفكري السياسي الممزوج بالموسيقي الي إثارة مايفيد اجتماعياً من الجدل والنقاش اللذان هما سمتان دائمتان في واقع الحال الامريكي. ربما تنبع جرأة كورنيل في تحريك [غير المفكر فيه] من واقع تأسيسه الاكاديمي الراجح الحجة وكذا ايضا الي تدرعه بوعي موسوعي ينحو لإظهار الرسالية في التعاطي مع القضايا الجدلية, والي حد اقل يمكن موضعة خطاب كورنيل ضمن الخطابات ذات الوجهة اليسارية الامريكية التي لا تتورع دون العمل لشق عصا هذه الطاعة ذات التأثير العالمي.
ولئن كانت الكشوفات الفكرية لما بعد الحداثة عنت الي نقد او إظهار التشويه الذي الحقته الراسمالية بمعاني وإتجاهات الادوات الفكريه والفنية الحداثية الموروثة منذ إرهاصات الثورة الفرنسية , فإن كشوفات ويست عنت الي نقد التحريف الذي تمارسه السلطات المجتمعية الامريكية حيال ما تواضع عليه الاباء المؤسسين الامريكان من مبادئ عامة تقوم علي اساس راسخ من الديمقراطية وحقوق الانسان المجتمعية والقانونية.
ّيقول كورنيل ويست[ إن المشاكل المعوقة لديقراطيتنا ليست هي فقط مشاكل العجز والتوهم.. إنها نوع من المهددات العظيمة التي تنبجس في شكل ثلاثة دوغمات مسيطرة علي عالمنا بالتصاعد.هذه الدوغمات, معززة بواسطة اكثر القوي الجبارة في عالمنا, جعلت امر الديقراطية الامريكية عديمة الفكر والمعرفة].
هكذا يخلق كورنيل خطابه المختلف عن سائر الخطابات الامريكية المركزية, مركزاً إلي ان اولي هذه الدوغمات هي اصولية السوق الحر, كما اسماها, حيث انها [...تلهي إتباهنا من حجرات الدرس الي ردهات السجن, من الحديث عن ظروف العمال القاسية إلي الحديث عن إمكانية سعيهم للملكية, من عيادات الصحة إلي العمليات الجراحية, العالية التقنية, لتجميل الوجه, من الزيجات الإجتماعية المقننة الي مواقع الانترنيت المسوقة للجنس, من صحة الاطفال الي نوادي العري. إن اصولية السوق الحر تضع قدرا ً هائلا ً من الربا علي انشطة البيع والشراء]. يري كونيل عبر كتابه [شؤون ديموقراطية] الذي احتوي هذه الافكار ان اصولية السوق الحر بمكان الخطورة التي تماثل الاصوليات الدينية لعصرنا هذا,اذ انها تتفه اهتماماتنا بالنسبه للمصلحة العامة , وان القوة والتأثير الساحقين للمتنفذين والمهيمنين علي الاقتصاد تصنعان دائما الخوف وعدم الامن في قلوب العمال المدفوعين بالقلق, بل وتستأجر الموظفين المنتخبين المغرمين بالمال لتحقيق اغراضها في الهيمنة.
هذا الزواج المقدس بين النخب السياسية والشركات, يؤكدالمؤلف, لا يقوض فقط ثقة المواطنين في هؤلاء الذين يحكمونهم, إنما يرقي ايضا الغفوة السياسية للعامة.وفي جانب ينبهنا ويست ان هذا الفساد بين النخب السياسية واصحاب المال يعود الي تاريخ قديم حيث انه علي طول سنين الامبراطورية الامريكية ظلت الحكومة اداة لحفظ ومضاعفة النخب الاقتصادية للرجل الابيض,ويري البروفيسور كورنيل ان فرادة فراكلين روزفلت وليندون جونسون تكمن في انهما عارضا هذه السلطة المالية البيضاء ولذا يفهم كراهيتهما من قبل النخبة السياسيه الحاكمة الان.
بالنسبة للدوغما الثانية, ينبئنا ويست الي انها تتمظهر في [العسكرتارية القامعة] والتي من خلالها يتشكل مفهوم جديد للضربات العسكرية الاستباقية ضد الاعداء المحتملين.ويشير[ هذا المبدأ الجديد للسياسة الخارجية الامريكية يذهب بعيداً اكثر من مبدأنا الحمائي السابق للحرب. إذ انه يعطي الضوء الاخضرلسياسيينا للتضحية بالجنود, والذين هم شباب الطبقة العاملة من الملونين, في مغامرات صليبة إن هذه الدوغما تطرح القوة العسكرية كعامل تطهير في عالم فيه الذي يملك الاسلحة الضخمة والاعظم هو الاكثر اخلاقية وفحولة, ومن ثم هو الاحق بمسايسة الاخرين, بالتجربة هذه الدوغما تأخذ شكل الغزو الاحادي / الإستعماري أو سمه الإحتلال المسلح. بهذا التصور إنها ـ أي الدوغما ـ هيجت سياسة خارجية كانت تشع تعاونا ًوفاقيا ًمن كل الامم, ثم قوضت البناء الدولي من شفافيته..ان هذه الدوغما [العسكرتارية القامعة] بتبنيها ميثولوجيا الكاوبوي الامريكي المتوهمة بقيت وحيدة المدي توظف تكتيكات ضد أعداء غيرمرئيين. وعلي المستوي الداخلي فإن هذه الدوغما تطفر في القوة البوليسية وتنشئ في السجون عبر المربعات الصناعية, وإنها تري الجريمة كعدو مؤسس لتسحقه ـ إستهداف الناس الفقراء ـ بدلا ً عن النظر الي الجريمة كسلوك مشين يفترض التغيير بواسطة مخاطبة الظروف التي في أحيان كثيرة تشجع مثل هذا السلوك]
ان الدوغما الثالثة الكاشفة عن غطائها في هذه اللحظة التاريخية ـ كما يوضح كورنيل ـ هي الفاشية المتصاعدة ..[ هذه الدوغما متجذرة في اعتدادنا بانفسنا نحو ارهابيين محتملين, وكذا خوفنا التقليدي من الحريا ت الاخري, وعدم ثقتنا العميقة في بعضنا البعض, ولهذا بقيت هجمات الارهابيين "الجبانة" سببا لشديد الرقابة علي المواطنين] ويري ويست ان هذه الفاشية تتمظهر علي مستوي تشديد الرقابة الفكرية علي الجامعات والكليات ..لعل المقصد من هذه الرقابة ليس هو "التصحيح السياسي" الذي اشتقته الدوائر المؤيدة للحكومة لتتفيه رؤي الذين يخالفونهم في الرأي .. إن البديل لهذه الفاشية هو المراجعة الدائمة للعلاقة بين الحاجات المحلية والحاجات الخارجية, ذلك لأن ما نفعله هنا يؤثر علي بقية الدول].ويلمح ويست الي ان اكبر تحد للديموقراطية الامريكية علي المدي القصير هو مركزية الشرق الاوسط سياسيا بالنسبة للامبراطورية الامريكية.
وبمثلما ان فراغ ثقافتنا السياسية منح الفرصة لقسم ناشط مدنيا تمثل في اليمين الديني الذي ينطلق من دعاوي دينية مضللة ومنظور ضحل لمعالجة القضايا الاجتماعية, فإن الموجات الاخيرة لحركات التنهيض السياسي الاسلامية, الاصولية منها وغيرها ـ هي بحث لهوية جديدة للمسلمين المقموعين من قبل التجارب القومية العلمانية الفاشلة.. ناصر في مصر, الشاه في ايران, و صدام في العراق فشلوا في خلق او دعم هوية ناجزة للمواضيع الاسلامية, كما إنهم كانوا متأثرين بأمر الخضوع القطبي, فضلاعن ذلك فإن الرباطات النظرية مع الامبراطوريتين السوفيتية والامريكية خلال الحرب الباردة وسعت الفجوة بين السلطويين القامعين والمواضيع الاسلامية, ومع الانهيارالعميق للقومية العلمانية في هذه البلدان, فإن النهضة الاسلامية تصاعدت ونازلت بقوتها المكتسبة بطش وفشل الدولة. ويستطرد البروفيسور ويست قائلا[ ..بهذه الكيفية فإن حركات التنهيض الاسلامية ليست ثورات بلا عقل او ضد الحداثة, او تعابير عمياء مليئة بالضغينة نحو امريكا. إن هذه الحركية, في الواقع, راغبة لإمتلاك التكنلوجية الحديثة والتواصل الثقافي مع نماذج الثقافة الامريكية حتي].
ولذلك يقترح ويست ان الحوار المكرس بين [الغرب الحديث] و العالم الإسلامي ينبغي ألا يكون صراعا ًصليبيا ًبين الحضارات. إنه, علي الارجح, كما يقول ويست ".. ينبغي ان يتم عبر اجراء "عقلاني/ سقراطي" لإمتحان ماضي غني بالخصوبة الثقافية لهذه الحضارات..وبالحق كما أن هناك إرث مسيحي ناقد, هناك ايضا مماثل اسلامي له. إن دور الرموز الاسلاميين في تاريخ الفكر المسيحي واليهودي بارز. إن الطاقات الرسالية المحركة في اليهودية والمسيحية ظلت مترافقة بطاقات رسالية إسلامية, ولعل هذه الطاقات تمنح الامل لممكنات ديوقراطية جديدة...إن هذا الطريق بقي ممهداً بمسلمين عقلانيين امثال فاطمة المرنيسي, محمد عابد الجابري, عبد الكريم سوروش, محمد اركون, عبد الله احمد النعيم, نوال السعداوي, انور امجد, طارق رمضان, الطيب صالح, خالد ابو الفضل وفي قمة كل هؤلا محمود محمد طه , إنهم امتحنوا التراث الاسلامي والغربي لأجل إنبثاق رؤية ديموقراطية جديدة في العالم الاسلامي.."
يعرج بنا كورنيل إلي قضية العرب المحورية بقوله أن الصراع الدموي في الشرق الاوسط, وفي احيان كثيرة مرئي علي اساس انه صدام غير متناهي بين الاسرائيليين والفلسطينيين او إسرائيل والعالم العربي. "..غير انه نادرا ً ما نعترف, نحن كأمريكان, بدور الامبريالية التي أسست لهذا الصراع الذي تعود جذوره إلي الظلال القاتمة الملقية بواسطة الامبراطورية البريطانية وصراع الحرب الباردة بين الامبراطوريتين السوفيتية و الامريكية وكذا الحضور المركزي الامبريالي الامريكي الداعم الآى لدولة اسرائيل وايضا ً دولتي مصر والاردن. في الحقيقة أن المصطلح الفعلي لل" الشرق الاوسط" كان قد تم صكه في عام 1902 بواسطة امبريالي امريكي وهو القائد البحري الفريد ثاير ماهين مسميا ً به الفضاء الجغرافي بين الهند والامصار العربية للامبراطورية العثمانية, وذلك في موضوعة كتبها حول مصالح القوي العظمي في الاقليم.
" في الماضي", يواصل ويست, " كانت مصطلحات مثل "آسيا الغربية" او "آسيا التركية" بقيت مستخدمة , ولكن مع إنهيار الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الاولي وانتشار مصطلح "الشرق الاوسط" عن طريق التايمز اللندنية, قيض له الرواج ويبدو إننا إلي الآن مصطكين به. إن الفهم العام للصراع, خصوصا ً في الولايات المتحدة بقي مبسطا ً بحد اقصي , وانه نادرا ًما يكون مرئيا ًخلال العدسة الديمقراطية التي ربما تخلق مأزقا ً رهيبا ً لبعض العرب والإسرائيليين والاكراد والأتراك والايرانيين والعراقيين.."
إن ذروة جرأة ويست تتبدي علي جهة نقده الحاد للحلف المقدس بين امريكا والدولة الإسرائيلية حيث يقول"..وللسخرية ان هؤلاء اليهود الذين يوحدون طاقاتهم مع المسيحيين الناشطين لحماية امريكا الامبريالية وكذا السياسات الاستعمارية للدولة السرائيلية يرون انفسهم انهم يعانون العداء الكبير للسامية من محالفينهم الاصوليين المسيحيين, وربما هم علي حق في ذلك, ولكن نفس هؤلاء اليهود المحافظين يفشلون في رؤية تورطهم مع النخبوات الامريكية الذين يدعمون, ويغفرون في الان ذاته, السياسات الاستعمارية والعداء العرقي الموجه ضد العرب من قبل النخب الاسرائيلية.. "
صورة العضو الرمزية
طلال عفيفي
مشاركات: 124
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:19 pm

مشاركة بواسطة طلال عفيفي »

صورة

العزيز جداً , صلاح ..

كنت قد رأيتك عدة مرات في " شارع معروف " , في القاهره ..
أعتقد أن الوقت أيامها كان 1998 أو ما شابه ..

في هذا الشارع , الذي كان يحتضن مركز الدراسات السودانيه , رأيت
الكثير من الناس النابهين الذين أحببتهم بشده بعد ذاك ..
فهناك عرفت وإلتقيت بدكتور حيدر إبراهيم ومصطفى كبير وإبراهيم سلوم
وبكري جابر .. وآخرين ..

وكلكم أضفتم إلى حياتي الكثير والكبير من المعاني ..

أذكر أنه حال حضورك إلى مصر , أن الشعب السوداني المقيم في القاهرة ,
تلك الايام , قد فرح بمقدمك فرحاً كبيراً .. فكُنا نتابع كلامك وكتاباتك في
جريدة " الخرطوم " والندوات وخلافه ..

لم أسعد بأن ألتقيك .. لكن طبعاً أراهن على عمري العكليت ..

أنا سعيد جداً للباب المفتوح الآن بيني وبينك ..
وأتمنى أن تكون بخير ..


...
طلال



__________________
* كنيسة مار جرجس ..
من معامر مصر القديمه ..
عبد الجليل عبد الحليم
مشاركات: 51
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:28 pm

كورنيل وست: الأصوليّات تثقل على أميركا

مشاركة بواسطة عبد الجليل عبد الحليم »

الأخ صلاح شعيب
تحياتي
آمل أن يكون في هذا المقال المنقول ما يسلط الضوء على كورنيل وست، للذين لا يعرفونه.
=================================================
كورنيل وست: الأصوليّات تثقل على أميركا

المستقبل - الاحد 1 أيار 2005 - العدد 1907 - - صفحة 16

صورة

منذ صدور كتابه "قضايا عرقيّة" ( 1993 ) الذي بلغت مبيعاته نحو 400 ألف نسخة، أصبح كورنيل، الأستاذ المحاضر في جامعة برنستون (الولايات المتحدة الأميركية)، أحد أبرز المفكّرين الأميركيين السود. كان وست قد تابع دراسته الجامعية في هارفارد ما طبع خطابه الفكريّ بمزيجٍ من المنهجيّة الجامعيّة ونبرة استشراف المستقبل، جاعلاً من نفسِه داعيةً للتحرّر الفكري للفقراء والمنبوذين.
في كتابه الذي صدر حديثاً بترجمة فرنسية تحت عنوان : "ملهاة أميركا المأسوية: عن الديموقراطية والإمبريالية" (منشورات بايو، باريس، 2005)، يتناول بالتحليل التحديات التي تواجهها الديموقراطية الأميركية: دوام التمييز العنصري، وجوانب الضعف في الحزب الديموقراطي، وتأثير الأصولية المسيحيّة. فما يسمّيه بـ "المسيحيّة القسطنطينية "، أي تلاحم الدولة والكنيسة الذي نشأ جرّاء استتباع الكنيسة من قبل الإمبراطور الروماني قسطنطين، يشكّل في نظره كنفاً للإمبريالية الأميركية. لذلك يدعو وست إلى التحلّي بمزايا المساءلة السقراطية لما تنطوي عليه من من حسّ نقدي، وبالنزعة النبوية اليهودية لما تنطوي عليه من احترام للعدالة وللتعاطف، وبالرجاء "التراجيكوميدي" كما تعبّر عنه بامتياز موسيقى البلوز لدى السود.
لمناسبة صدور كتاب وست بالفرنسيّة أجرت معه صحيفة "لوموند" (في عددها الصادر في 21 نيسان 005 ) حواراً نقتطف منه ما يلي:
إنّك تتحدّث عن أفولٍ للديموقراطية في الولايات المتحدة. فما هي علامات هذا الأفول؟
العُصارة الديموقراطية للمجتمع يجري اليوم امتصاصها كلها من قبل عدد من المذاهب الجامدة. أولاً أصولية اقتصاد السوق، وهي بمثل خطورة الأصوليات الدينية، تلغي هاجسَ المصلحة العامة. فالتحالف بين النخب المالية والنخب السياسية يقدّم قانون الربح على واجب الدفاع عن المنفعة العامة. ويشجّع على التخدير الشامل للشعب الذي يرى أنبياء مزيّفين يضيفون كلّ يوم سلطاناً على سلطانهم. إنّ اقتصاد السوق يدمّر الشعور بالانتماء إلى أسرة، إلى مجتمع، يدمّر حاجة الفرد إلى العيش مع الآخرين.
العقيدة الجامدة (الأصولية) الثانية تتمثّل في النزعة العسكرية العدوانية. إذ تبيح هذه العقيدة للنخب السياسية بأن تضحي بجنود أميركيين شبّان من الأوساط العمالية، وبجنود شبّان من الملوّنين، في مغامرات عسكرية مكلفة. وغالباً ما تكون المحصلة عكسَ المؤمّل، ذلك أن اللجوء إلى القوة لا يعزّز انتشار الديموقراطية في أنحاء العالم. فما نفعله في الخارج يؤثّر على ما يمكن أن نفعله في الداخل، وما نفعله في ديارنا هو النموذج لما يمكن أن نفعله في أماكن أخرى.
العقيدة الجامدة ( الأصولية ) الثالثة هو ترسيخ الحكم السلطوي. وقد تعاظمت هذه النزعة منذ الحادي عشر من أيلول 2001. فللمرّة الأولى شعر الأميركيون بأنّهم معرّضون للمخاطر. ويمكن القول في هذا المعنى إنّ الرأي العام قد "تزنّج " (غدا زنجياً)، وإذا بكلّ فرد يرى نفسَه كما يرى السود الأميركيون أنفسهم، أي محروماً من الأمن والحماية. وكردّ على هذا الهلع، اعتمدت الإدارة أصولية حريّة السوق من جهة، ومن الجهة الأخرى، غزو العراق. وبات انتقاد الولايات المتحدة عملاً عدوانياً في حقّ الوطن.
كيف تعرّف شخصيّة "المفكّر الاستشرافي" التي تدافع عنها ؟
ـ لقد تأثّرت بجان بول سارتر وبدوره الذي أدّاه كصوتٍ للضمير بالمعنى الأخلاقي. كما استفدتُ كثيراً من الأدوات الفكرية التي صاغها ميشال فوكو. أمّا في الوقت الحاضر، فإني أتحدّث عن شخصيّة مختلفة، هي شخصيّة المفكّر الاستشرافي. فهو يأخذ على عاتقه إعلان حقائق مؤلمة جداً تخصّ المجتمع، وفي الوقت نفسه يكون شاهداً للديموقراطية عبر وقوفه في صفّ الأناس العاديين. خذ مثال ديوك النغتون. فهو لا يتصرّف كرئيس أوركسترا مهيمن وذكوري. بل إنّه مجرّد رجلٍ مسنّ يؤدي دوره كعازف إلى جانب العازفين الآخرين. وعلى غراره، ينبغي للمفكّر الاستشرافي أن يقف إلى جانب المُعَذَّبين لفضح أشكال الافتئات والظلم.
أنت فيلسوف علماني أم واعظ ؟
ـ برغم كوني مسيحياً، فأنا أؤمن بفصلٍ جذري بين الدولة والكنيسة. 72 في المئة من الأميركيين يصنّفون أنفسهم كمسيحيين، ولكن ينبغي الدفاع عن حقوق غير المسيحيين والعلمانيين. ما يدعو للسخرية حقاً أن نرى أميركا قد أصبحت في وقتٍ معاً أكثر المجتمعات تشبّعاً بالدين وأكثرها اتباعاً لقانون السوق. لذلك أحاول في كتابي أن أحيي ميراث مارتن لوثر كينغ. (? ) أمور كثيرة شهدت تراجعاً قياساً بزمانه هو. أصوات كثيرة للسود أصبحت محافظة أو في موقع وسطي. المسيحية التي أدعو إليها والتي تجد جذورها الراسخة في ميراث الصراع ضدّ الإمبريالية والظلم الاجتماعي، تضيف إلى ديموقراطيتنا حماسة أخلاقية لا بدّ منها.
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

الأكرم الأستاذ صلاح شعيب،
تحية طيبة
كنت قد قرأت إسمك في سودانيز أونلاين، ولكني لم أقرأ أي من بوستاتك هناك أو حتى مشاركاتك، ولكني قرأت لك هذه المداخلة الأولى فاكتشفت مدى تقصيري.. ولكن ليس هناك وقت ضائع فسأعود واقرأ، وأمني النفس بالمزيد من القراءة والتواصل معك هنا أو هناك..

بس الخط الصغير دا يتعب عيون أمثالنا من فأرجو اختيار خط ضخم في خانة "حجم الخط"، حتى لا أضطر لنسخ الكتابة بكاملها ونقلها إلى ويرد دوكيومينت وتكبير الخط إلى 16..

كما أستأذنك في نقل المادة إلى منبر "الفكر الحر" وإلى باب التوثيق للأستاذ محمود في هذا المنبر، كما أنني سألفت لها النظر في سودانيز أونلاين..

ولك شكري.. والسلام موصول للأخ طلال أيضا..
ياسر
صورة العضو الرمزية
قصي مجدي سليم
مشاركات: 269
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:42 pm

مشاركة بواسطة قصي مجدي سليم »

الصديق القديييييييييم صلاح..
آخيرا الزول قدر يلم فيك؟؟؟؟
وينك يا راجل ووين أيامك ؟ أرجو أن تكونوا جميعا بخير وصحة جيدة وأرجو أن تخبرني بتفاصيلك عن طريق الخاص..
لو كنت فارسا: لعبأت نشابي بالفرح.. وصوبت نحو البشرية جمعاء.. لا أخطئ أحدا.
لو كنت ملاك موت: لصعدت عاليا عاليا.. وهويت الى الأرض أدق عنقي (عادل عبد الرحمن)
_________________
الفكر أكسير الحياة
(الأستاذ محمود)
عبد الجليل عبد الحليم
مشاركات: 51
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:28 pm

مشاركة بواسطة عبد الجليل عبد الحليم »

الأخ صلاح شعيب
وبقيت الأخوان
بحثت عن هذا الكاتب باللغة الإنجليزية، ولكن يبدو أنني قد أخطأت في كتابة الإسم الصحيح، فأرجو أن تأتينا ببعض الروابط "Links"لما كتبه.
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

الأخ الكريم صلاح شعيب
شكرا لك على تسليط الضوء على كورنيل وست، فهو من العلماء القليلين الذين اختاروا الوقوف بحزم ضد اندياحات الحالة الأمريكية الراهنة. قبل يناير الماضي بمدة، اتصلت اللجنة المنظمة للإحتفال السنوي بذكرى الأستاذ محمود محمد طه بمدينة أيوا بكورنيل وست لدعوته للمشاركة في الإحتفال. فعبر عن سعادته البالغة بالدعوة وأسهب في الحديث عن الأستاذ محمود، وقال ليت اللجنة المنظمة دعته قبل مدة كافية. إذ أن برنامجه يتم إعداده قبل فترة طويلة. وذكر أنه مرتبط ببرنامج محاضرات ولقاءت تمت دعوته لها من عديد الجامعات والمؤسسات والتنظيمات ولا توجد في برنامجه أي فسحة في يناير. وأكد أنه سيكون أول القادمين في يناير القادم.



https://www.pragmatism.org/library/west/

https://www.amazon.com/exec/obidos/tg/si ... 13-0634568

https://aalbc.com/authors/cornel.htm
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

المبدع طلال عفيفي

شكرا ً يا اخي علي الكلمات الدافئات الدالفة إلي هذا الفضاء, ثق يا أيها الروائي الذي حجز مكاناً عليا ً في سوح الابداع السوداني الحديث إنني اتلقي منك أيضا ً, لأعرف كيف أحتال علي قانوني اللغة والوصف, إذاً تسقط ثمة حواجز أعاقتنا لنفرح بالتواصل في قاهرة أستاذنا العالم محمود ـ وحتما ً لن تستطيل حوائط هاهنا ـ في هذا المكان المنزل, فها انت تمنحني دفائة الفكرة وتحرضني علي الاستزادة منكم , انتم أهل الرواية الذين تنحتون من المفردة أشياء للتأمل والذكري والشجن والفرح والجديد, وكذا لدفر الوعي في ظرف يتآمر فيها الواقع مع " حاجات تانية حامياني" لأجل جعل التجهيل وعيا ًً ينوخ في أثيرنهارتنا العالمية ... ومع ذلك نحن لن نبق حياري بين غث الادب وما يثمن..فهناك انت ومحسن خالد وعثمان بشري ويحيي فضل الله وكثر هناك.

طلال

آمل ان أجد وقتا ً, لقراءة اعمالك بالتعليق.. وبين ذاك الوقت والآن, صاحبتكم السلامة.. وبارك الله مسعاكم في تنويرنا بالقص, وبالتشكيل, وبأدبكم الجم والجميل..
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

الاستاذ الجليل:
عبد الجليل نادوس"

شكرا ً للمعلومات القيمة التي اتحفتنا بها عن ويست, هذا الافريقي الامريكاني الذي أمتدت علاقتي المعرفية به منذ السنة الاولي للالفية , ووجدت فيه صدقا ً فكريا ً نادرا ً , وعمقا ً غائصا ً معزز بترسانة من المعرفة, صدقني لولا طبيعة العلاقة المشبوهة بين النخب الامريكية, ولولا التعتيم المتعمد للاعلام الرأسمالي العالمي لحقائق واقع الفكر والمفكرين , لبقي ويست اخطر مفكر, بالحيثية وبالعلامة, تنجبه الميديا العالمية في العصر الحديث, بعد مداخلاتكم المشجعة , آمل ان اقدم بعض كثير من المعلومات عن كورنيل ويست الذي هو غير معروف لاـ سودانيا ً , ولاـ عربياً, ولاـ اسلاميا ً, بالقدر الذي نعرف فيه دريدا او مالارميه او ماركيز او تشومسكي او البرتو مورافيا او مدام كوري حتي. خطاب كورنيل , بجانب لغته, وخطابته الآخذ’ـ هو مشروع متماسك لمفكر يخشي ألا يقتله السرطان , وقد عجز من هذا المشروع الانساني الرسالي. ولعل استاذي النور حمد اورد مادة أجابت علي تساؤلك , وشكرا ً مثني عبد الجليل علي الاهتمام.
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

الدكتور : ياسر الشريف المليح

عظم الله اجركم علي ماأجزلتم من كلم فياض بالثناء نحوي, وظني إنكم علي أستحقاق لمثله, نتاجا ً لإهتمامكم بالتنوير عن " الاستاذ" رحمه الله , ولإهتمام بالمشاركة بالرأي الملئ بالرجاحة في كثير من [أمهات] ولا أخشي القول , و[جدود] قضايانا ـ هذا علي أعتبار قدمها دون المعالجة, وللحقيقة ان ما قاله كورنيل عن الاستاذ اوسع مما اختزلته في تلك المادة التي اردت بها القطف من زهرات الكتاب الشيق الذي حمل عنوان[democracy matters] ولكورنيل كتب عديدة ذات صلة بقضاياالعرب والاسلام, ومما قرأت واستمعت له لحظت ان لديه معرفة واسعة بالاسلام, وربما المرد لذلك هو تخصصه في علم اللاهوت الديني. ولقد ارسلت للبروف كورنيل [إيميلا ً] يوضح رغبتي في ترجمة كتبه للعربية, وحتي الآن لم اتلق ردا ً علي ذلك, كما لاادري إن كانت هناك دار نشر عربية قد ترجمت له بعض الكتب ام لا, وبالعدم سأعمل علي ترجمة الفصل الذي تناول عمل المفكرين المسلمين, وهو الفصل الذي حوي حديثه عن الاستاذ محمود محمد طه رحمه الله , ولعل هذه دكتور ياسر فرصة للقول ان جهدكم التوثيقي المقدر للاستاذ محمود رحمه الله لا بد ان يشمل جانبا ً مما كتب عنه في بحوثات جامعية وفكرية حرة في العالم الغربي , وفي ظني ان هناك الكثير المنشور الذي لم يقع في عيون السودانيين, كما اعتقد ان وجود الاساتذة النور حمد , وعبد الله النعيم وآخرين ـ سيساعد في كشف المستور عما كتب حول الاستاذ محمود بأقلام أوربية أو أمريكية, او غيرهما, وذلك سيفيد كثيرأ في باب التوثيق, ولكم كل الشكر لمجهوداتكم الكبيرة في التأريخ للاستاذ محمود الذي هو عندي واحد من أكثر أمثلة الشجاعة الفكرية في عصرنا, وعلماً إسلاميا ً غادرنا بنموذج موته البطولي ذاك الذي لا يقارن علي الاطلاق, وله شآبيب الرحمة, ولجلاديه الخزي والعار, والسلام ختام.
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

أخي وصديقي
قصي مجدي سليم

لكم انا فرح منذ ان وجدتكم تشاركون في سودانيزاولاين تكتبون بحق عن حق بملفات توثيقية مهمة, فيما لاتعدمون الاهتمام بفكر الاستاذ محمود, هذا فضلا ً عن مشاركات منمازة هنا وهناك , كما إزدادت سعادتي انه تفتحت امامك فرصا ً لإثبات قدراتك في التجديف حول الفكر والثقافة والادب, وأشهد لكم انكم ما كتبتم شيئا ً إلا وكان له جدواه, وإهميته بالنسبة للمكتويين بنارة التلقي والمعرفة, وهكذا انت يا قصي منذ ان عرفتك للوهلة الاولي تنوي ان تنهل وتنهم من فكر القضايا الصعاب والعسيرة للفهم, وها انت الآن تقوي عود الاستزادة وتمتن ذخيرتك بالوعي .. وذاك ما يوصل يوما ً إلي فكرك الذي سيكون له ما بعده.
انا نفسي ظللت أسأل عنكم بشراهة, أحيانا أتلقي خبرا ً, وأحيانا ً لا أعرف لك وصلا ً حتي علمت وجودكم بالسودان.
كيف الاسرة الكريمة, والوالدة الطيبة, وكذا الوالد والاخوات, بلغهم سلامي , وآمل ان أكون معك والصديق شمس الدين قريبا ً لنستأنف تلك الحوارات الثرة التي كان الاستاذ شداد يعمقها بصوفياته, ومعارفه تلك, ذاك الزمان لن يعود , ولكن علينا ان نستدعاه, ونحثه.
لك شكري وتحيات الاسرة, ونسرين قالت لي قصي ده مالو بقي "صغير" كده.
صورة العضو الرمزية
قصي مجدي سليم
مشاركات: 269
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:42 pm

مشاركة بواسطة قصي مجدي سليم »

الصديق القديم
صلاح شعيب
الأخت الفاضلة نسرين
شكرا على السؤال وان شاء الله تعود تلك الايام بأفضل ما فيها ويذهب الزبد جفاء ..
قول لي نسرين (الصغرني العرس) :lol: :lol: :lol: :lol: :lol:
لو كنت فارسا: لعبأت نشابي بالفرح.. وصوبت نحو البشرية جمعاء.. لا أخطئ أحدا.
لو كنت ملاك موت: لصعدت عاليا عاليا.. وهويت الى الأرض أدق عنقي (عادل عبد الرحمن)
_________________
الفكر أكسير الحياة
(الأستاذ محمود)
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

استاذنا النور حمد


بداية لا اشك ابدا ً إنكم اضفتم لي الكثير من المعارف, وما زلت اذكر الكثير من مقالاتكم الثرة المحتوي التي نشرت في العديد من الاصدارات, وأشهد ان قلمكم ينضح عمقا ً وينفذ دائما ً الي أغوار القضايا محل النقاش او الجدل, ألحظ أنكم تعتمدون علي المنهج الإستقرائي في تناولكم لأس الموضوعات التي قرأناها بكل متعة, ولقد دلتني متابعتي لرصيدكم علي المقدمة الغنية المعاني التي سطرتها في تقديمكم للدكتور بولاعبر سودانيزأونلاين, وكذا وقفت علي آثار مداخلاتكم المشجعة للتحاور مع بولا والاخوة الذين دلفوا الي ذلك المساحة من الفكر والادب, كما لايفوتني الاعترف بإهتمامكم الكبير بإمر الورثة الفكرية التي خلفها المرحوم محمود محمد طه, وما مقاربتكم الاخيرة بينه والمفكر الكبير هادي العلوي إلا إستبانة لرجاحة عقل, وموسوعية في إستهداف المنغصات أمام مسار الفكر الانساني, وإستحلاب الذاكرة لتطرح "لؤلوءات" من الفهم حول المشكلات العصرية, سياسية كانت ام دينية او إجتماعية ,ام إقتصادية, ام غيرها .

وضمن ما أذكر ان البروفيسور الراحل احمد الطيب زين العابدين أوصاني يوما ً بقراءة أعمالكم ونور الدين ساتي وكمال الجزولي وعبد العزيز حسين الصاوي وعبدالله علي ابراهيم وحيدر ابراهيم وآخرين, هذا إذا أردت لبحثي النجاح والذي كان عنوانه تنوعات الفكر السوداني الحديث.

حديثكم عن كورنيل , وكذلك احاديث ياسر الشريف و عبد الجليل نادوس, شجعتني كثيرا ً في الإفاضة في تقديم شذرات قادمة من فكر ويست, وكان غروري انني الوحيد من الوالجين إلي محراب الثقافة السودانية قد عرفت خطاب كورنيل ويست , هذا الكروان الصداح بالحق ــ في زمن عز فيه الجهر بالمسكوت عنه حول العلاقات الانسانية التاريخية , وها انتم تردون طيش غروري وتؤكدون اهتمامكم الباكر بالفكر الإنساني, وذلك مما يستوجب علينا الاستزادة منكم.

حقيقة ان كورنيل جذبني بإستثنائيته وسط طارحي الفكر في الميديا الامريكية, فهوالمغلف بتواضع باهر, يتقفي آثار الفلاسفة الرساليين الذين تجاوز فكرهم مصالح ذواتهم الاجتماعية إلي السعي لإنجاز عالم ملئ بالمثل الإنسانية التي تعايش التآكل الآن في جميع تخوم العالم, فيما هناك تنهض هرولة شيطانية إلي تحقيق إنسان خال من الالتزام المجتمعي او الديني حتي, وكورنيل ملأ خطابه بالمعرفة التي تتقصي محاولة مساءلة عناصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان حول ما إذا كانت حقا ً متححقة عيانا ً بيانا ً في أمريكا, أم ان الدوغمات المثلثة ـ والتي ذكرها ـ قضمت جوهرها , وجعلت التنظير المدافع لوجودها أمرا ً تارفا ً وجاهلا ً في تقصي حقيقة واقع الديقراطية او العدالة علي مستويات الدولة, وعليه بقيت تلك العناصر متحققة فقط علي نواحي الدستور الامريكي , وعلي هامش دفاعات اليمينين في الميديا عن امر ديمقراطية جعلت عدد السود أكثر عددا ً في السجون منه في الكليات, وكذلك جعلت نفسها توتاليتارية/ ثيوقراطية في تعاملها مع شعوب الارض لعا الحق ان تغزو هنا لتغنم, وتضرب هناك لتسكت الاصوات الحرة, هذا بجانب تسخيرها لتنظيرات آدم اسميث لإستغلال الشعب عبر رأسمالية قحة, لاتعرف قيمة اخلاقية إلا وأهدرتها بصفقات محلية ,وأخري عابرة للقارات,..و ....و .


أحسست في ويست منهجية وصدق عبد الله بولا , ولحظت فيه إنسانية مصطفي سيد احمد وعناده المر في مقارعة أساطين الدجل السياسي والديني والفني, ولمحت في موسيقاه محاولات اسماعيل عبد المعين الباكرة لإرساء " الزنجران" أساساً لم أسماه بالهوية الموسيقية السودانية, كما لمست فيه صفاء فكرة محمد عبد الحي , وأخيرا ً يذكرني بالخطب المنبري للدكتور صلاح الدين فرج الله..

آمل مساعدتكم في إقناعه بترجمة بعض أعماله إلي العربية , خصوصا ً وقد فهمت ان لديكم صلات به, ولقد ارسلت إليه رسالة في بريده الاليكتروني حول هذا الخصوص ولم أعثر علي رد... وشكرا ً كثيرا للمداخلة.[size=18][/size
]
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

الأخ الكريم صلاح

شكرا لك أولا على كلماتك الطيبة في حقي، فهي من وافر فضلك، ومن كرم نفسك، وأرجو أن يكون لي حظ منها يجعلني عند حسن ظنك بي. أنا ايضا أتابع إنتاجك الفكري، وخاصة إسهاماتك في مجلة "كتابات السودانية" التي كانت مدخلي الأول، للتعرف على شخصك ككاتب. وقد سعدت مؤخرا بانضمامك إلى المنابر الإليكترونية السودانية التي بدأت ممارسة نشاطها من المهجر، وأصبحت في تزايد مضطرد. وعموما فالفضاء الفكري والثقافي السوداني في أمس الحاجة إلى زيادة الأقلام، خاصة تلك التي من عيار قلمك.

أسعدني حرصك على نقل كورنيل ويست إلى قراء العربية. فكورنيل وست له أهميته الخاصة بحكم أنه من الأمريكيين الإفريقين الذين لا يعبرون فقط عن الأزمة الفكرية والأخلاقية الأمريكية، وإنما يعبرون ايضا عن مسألة لها خصوصيتها في بنية التجربة الأمريكية، ألا وهي وضعية الأمريكيين ذوي الأصل الإفريقي. وكما تعلم، فكورنيل ويست وهنري لويس غيتيس من الأمريكيين الإفريقين النابهين الذي أتيحت لهم فرص الإلتحاق بكبريات الجامعات الأمريكية. وقد أوصلهما طموحهما وتميزهما الأكاديمي والفكري، إلى تسنم أرفع الوظائف الأكاديمية في أعرق وأكبر الجامعات الأمريكية. وقد جعل منهما ذلك الوضع المتميز قبلة لوسائل الإعلام الأمريكية، خاصة حين يحمى الوطيس في القضايا الجدلية التي تتعلق بأوضاع الأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية. هذه الخصوصية تعطي ترجمة أعمال كورنيل ويسيت ومن هم على شاكلته، أهمية خاصة.

لقد تمكنت المؤسسة البيضاء القابضة من ضم بعض أصوات النخبة من الأمريكيين ذوي الأصل الإفريقي. فاستبطنوا خطابها وتبنوه وأخذوا يروجون إلى أن الأمريكيين من الأصل الإفريقي لا يريدون اهتبال الفرص التي أصبحت متاحة لهم بقدر ما يريدون أن يظلوا وإلى الأبد، في خانة الضحية. كورنيل ويست ومن معه يعرون مثل هذه الدعاوى، وقد مكنهم عملهم الأكاديمي الذي يمكنهم من الإطلاع عن كثب على نتائج البحوث من دعم آرائهم بأدق، وأجد الإحصاءات. فهم يعرفون معرفة أكيدة، ومن واقع الإحصاءات، كيف أن المظالم القديمة والتهميش التاريخي يعاد إنتاجه كل يوم جديد بشكل جديد.

أما بخصوص الترجمة وما يتعلق بذلك من إجراءات، فسوف أكتب إليك على بريدك الخاص.
مرة أخرى لك جزيل الشكر والتقدير.
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

الأخ صلاح شعيب
تحية طيبة
آخر عهدي بالكتابة معك كانت قبيل سفرك للسودان..

أرجو أن تكون والأسرة بخير وعلى خير..

نما إلى علمي أن البروفيسور كورنيل وست سيكون ضمن المشاركين في ندوة تقام يوم الجمعة 20 يناير 2006 في واشنطون بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لوقفة الأستاذ محمود التاريخية..

آمل أن تتم الندوة كما هو مخطط لها..

ربما تكون هناك فرصة لنقل الندوة حية عبر غرفة في البالتوك..

وشكرا

ياسر
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

سلام للجميع
14 سنة مضت على مقال الأستاذ صلاح شعيب.


فوق للتذكير وإعادة النشر
أضف رد جديد