نـضـــَّــر اللهُ وجه ذاك السـاقي، إنـّه:

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

نـضـــَّــر اللهُ وجه ذاك السـاقي، إنـّه:

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify][font=Verdana]

بالرَّحيق
...................

أحُل وثاقي وحبوتي يكادُ يفلجها الخَدَر، كأنّما من عام الرّقادة!

آ ناس، الناس رقدتْ رُز!

لولا تلك النخلة على الجدول، ما تزال تهفهف مع ريح الصّبا، وأحيانا قد تُنفنِف: عشرون جنيهاً يا رجل، تحلُّ بها دَيْنَك وتكسو بها أطفالك والدّنيا قبايل عيد..؟ يقول أبو حسن: يفتح الله

وتظل النخل في هفهفتها تجاوب الرِّيح، ورياح الصَّبا لواقح، برغم اختلال المكاييل .. و كيل يا مكاييل بالرُّبع الكبير


---

التحايا لكم، بلا تحايُل

وأهلاً بسودان للجميع، بينكم



30سبمتبر2012
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

وأهلاً بسودان للجميع، بينكم

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

[font=Trebuchet] تحيات زاكيات محمد ابوجودة.
تاريخيا قيل ان نخلة على الجدول، كُتبت العام 53، -كأول عمل للروائي العالمي السوداني - وخرجت للوجود العام 1961، وشجع الطيب صالح على الكتابة والنشر كل من علي أبوسن والمترجم دينيس جونسون،ولاحقا،محمد احمد المحجوب ورجاء النقاش.
لكن محمد ابوجودة،سبقت شهرته،وتم الترحيب به من قبل.بعض المشاغبين على طريقتهم

بالامس السبت تم تكريم عبد الكريم في نيويورك 29 سبتمبر، وفي 2 مايو الماضى، قام عبد المنعم الجزلي-نسيبه- بتحميل ملف فديو نادر يعود للعام 1980،من داخل نادي الضباط بكسلا وكانت ملامح عبد الكريم الكابلي أشبه ب ليونيل ريتشي،في "لوك"! بالشارب.


https://www.youtube.com/v/VNfEimOsrBs
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »



ولكَ التحايا الطيِّبات الزاكيات عزيزي محسن
فقد والله أزهاني ترحابُك.. وأفغمني ريّا ذواكر مدرارة بحُسن الظن وحُسن الدَّل وطيب الفن، والرحمة لروح المخلِّد لريّا "كسلا" توفيق صالح جبريل، أو صاحب
الدّهليز، في عُرف أكابر المثقّفين السودانيين، نسمعُ إليهم مُصطنتين يشنِّفون آذاننا..عزيزي، بهذه الكوكبة اللؤلؤية من صناديد الفن والتفنن، ربما كان قولي: "أخرشتني!*" حيث وضعتني في مقام "خراش" .. إذ تراءى الجمالُ مزدوج الإشــراق، يُسبي مُعَدَّد الآفاق:

تكاثرت الظِّباءُ على "خراشٍ" وما يدري "خراشٌ" ما يصيــــد ...؟
--

وما زلتُ أُعالج، غامضتي، فهلاّ قبلتَ بعضاً من آخر ما كتبتُ وليس بمُلغِز؟


مداخلة - قبل شهور- حول "تدافع بعض إسلامييِّ عصر إنقاذ على مسجد النور يوم جمعة" .. فــ هاكَها:



التحايا لكم جميعاً، ودي دَخلة بالجنب كده! لأنو موضوع مسجد النور ده، حاولت مرّتين أقراه (ويبدو لي أنّ هناك عنوانان! منشوران باسم مسجد النور) ولم تــــُسعِف الشبكة اللاّت ســوداني! سألتَ ربِّي، ياخدلنا حقّنا منّهم!! يا عبدالرحيم، تقصد إنت زول بتاع شفافية وكده بالله...؟ والله يا شطارتكم إنتو يا "إخوان" عَيْنة....!! بكل سهولة قلبتَ البوست من موضوعة مفروض تشغلك وتفيدنا فيها، إنتا ده ما غيرَك! لأنّها - زي ما تقول كده: -(It's your Homework! as I guess) وبقيتلنا في "تعليق الأخ الطيب المهدي!" تستنسل منو أشياء وأشياء؟ كأنّما لا تخشى أن يجبهَك أحدهم: لا تسألوا الناس عن أشياءَ إنْ تُبدَ لكم تســ ....!

يا صديقي عبدالرحيم البُرعي، "للأسف!" فكرتك في عدم وجود مضار من ترصرُص ناس الأمن حول الرئيس، صحيحة...! وتدعمها حاجات كتيرة، ليس أقلّها، أنّ جماعة عُلماء السودان، لا يستطيعوا أن يفتوا بهكذا أمور! خُشومهم وهُم أسيادا؛ فهذا عندهم ممّا لايُعنيهم! أي زي ما تقول: ولا خَسـّاهُم! شوفتَ كيف؟ وكصديق، بدّيك مساعدة خفيفونة كِده فهذه المقاصير الرئاسية، قد عرفتها دولة الإسلام منذ عهد الذي " قَـــلبَها " مُلكٌ عضوض! أو لعلها كِسرَوية هِرَقلية! في قول واحد من الصحابة جبَه به ابن أبي سُفيان، أمير المؤمنين، بدهائه وسياسته وحربه لأمير المؤمنين الحقيقي، وقتها..! وقد جاء في تاريخ الطبري، أنّ ثلاثة من الخوارج، تعاهدوا فيما بينهم، على تخليص الأمة المسلمة من ثلاثِة رؤوس حاكِمة!(رأسُ علي، معاوية، وابن العاص): أؤلئك الثلاثة كان أوّلهم: الملعون عبدالرحمن بن مُلجَم، وثانيهم البراك، وثالثهم لا أذكر اسمه.. تعاهدوا على تخليص أهل السُّنّة في تلك الأيام، من ثلاثة: هُم: الإمام علي بن أبي طالب، بالكوفة، أميراً للمؤمنين؛ و الامبراطور: معاوية بن أبي سفيان، أميراً بالشام في دمشق - الناصلة هذه الايام!- وحاكم مصر بإمرة معاوية، أو لعله "عزيز" مصر، أياميها، عمرو بن العاص.

اتّفق الخوارج المجارمة، على قتل الرؤوس في ليلةٍ واحدة، وسمَّ ابن مُلجم خنجره وسيفه، وكذلك فعل رفيقاه! وجاء شهر رمضان، وتفرّقوا كُلٌّ إلى مصره، لتنفيذ المُهِمّة. الشاهد أنّه لم تكن هناك مقاصير رئاسية، وكان الإمام علي، تلك الليلة الرمضانية البدرية الشاتية بالعراق، يطوف ليوقَظ النائمين في حَرَم المسجد لصلاة الفجر، فتمكَّن منه ابن مُلجَم غدراً، وطعنه فمات في صباح اليوم التالي.. رحمه الله، فقد كان - بحق - باب مدينة العلم والحِكمة والعدل، في قولِه صلى الله عليه وسلم: (أنا مدينة العِلم، وعليٌّ بابَها) ثم إن المتعهّد الخارجي بقتل معاوية، أصابه في عجيزته ومعاوية ساجد! ولكنه لم يفعل كثير شيء! اللهمّ إلا أنّ الشاميين من نِطاسية العُلماء وقتها، وقد أوتَي بهم لعلاجه؛ فوصفوا له آخر العلاج! وهو "الكّيُّ"...! فقيل أنّ معاوية ارتاع! وقال: لا أريدُ كَيـــَّاً ...! ثم سأل: أليس عندكم غير الكّيِّ...؟ قيل شِربة، ولكنها تؤثر في إمكانيتك الخصوبية من بعد، فلا يُولد لكَ بعدها...! قال في يزيد وإخوانِه، كِفاية وغِنىً؛ لا أريد كيّاً ..! وقد كان!

أما عمرو بن العاص، فلم يُصلِّ الصبح بجماعته في مسجد فسطاطه أياّم ذاك، تلك الليلة! بل كان مُتأخِّراً ؛كأنّما كان يُفكِّر ساهراً في محاولة وضع خطة ب لفتح أرض النوبة! لولا رُماة الحَدَق! والذين قيل أنّهم نشّبوا وأصابوا فأعموا ما يزيد عن عشرة آلاف مُقاتِل في جيش المسلمين، تحت قيادة عبدالله بن سعد أبي السّرح! (والي مصر في إمرة الخليفة الراشد عثمان بن عفان)، فترَك النوبة في حضارتها دون فتح! واكتفى بتوقيع معاهدة "البقط في عام 652م، مع عظيم النوبة ((تلك معاهدة يلتزم فيها النوبة بتصدير عبيد للحاكم الإسلامي في مصر، مُقابل "أواعي" من ضمنها خمور من مصر الإسلامية إلى النوبة!)). لم يؤمّ حاكم مصر، عمرو بن العاص، جماعته في صلاة فجر ذاك اليوم! فصلّى بهم "نائبه السُلطاني! رئيس العسس" وأُصيب إصابة بالغة، فلماّ كانتْ الغاغة! أراد الخارجي أن يهرب! باعتباره اغتال عمرو بن العاص، وأنجز المُهِمّة؛ فإذا به يسمعهم ينادونه بالأمير!! قال: ومَنْ قتلتَ؟ قيل: صاحب الشُّرَط! أيّها الخارجيِّ الفاجر..

كذلك، ليس من ضرر في أن يكون لرئيس السودان، مقصورة! في مسجدٍ مُخَصَّص له ولمَنْ أراد أن يفري أكباد "البرادووهات" والكورولات ليأتي من سقط اللقّاط لحضور الصلاة مع البشير صفّاً صفّا ..! ((ذلك صـَــفٌّ معلومةٌ مقارِه! يومالجمع الصّفِّي فاصطفّوا حيث تريدون أن يُصَفـّ بكم يوم التغابُن!!!))على الأقل، لا يجدها أحدهم - من حاقدي المعارضة - بإعادة رحا أبي لؤلؤة المجوسي! وقد قيل أنه كان غلاماً فارسياً ألمعياً تعلّق وجدانه بهدفٍ واحد! هو الانتقام لانفراط امبراطورية الفُرس بإيدي المُسلمين الفاتحين، فلم يجد غير أن يتشكّى لسيِّدنا الفاروق، أنّ سيِّده المُغيرة بن شُعبة، يمنحه "درهم" واحد على شُغله الصعب والثقيل؛ فالملعون، كان "حجّاري" يصنع الرّحى، وقيل أنه جَرّب أن يستفيد من "طاقة الرياح" وباشر صُنع رَحىً تعمل بالهواء!! زي ما تقول: بيّارة الهوا.. زي ما كانت عندنا في الجملون السعدانة وكتير من القُرى حتى منتصف السبعينات تقريباً، (((وكانت مورِداً عذباً باجتماع السُّقاة وذوات الوِ gــايات وأصحاب الأخْراج، والكارُّو هات، وابيض ضميرك والسَّفَنوج والكربة وال قاي والتركركات ، كانت البيّارة ام مروحة، مكان ألعابنا الطفولية، من مُدفَع الطين، ولد ولاّ بت! طاخ، كُنّا نتزحلق في المواسير من أعلى الصهريج، وماسورة الفايظ! تُبرِّد ملمس الانزلاق في نهارٍ حار! تكُب بعيد، مالم يطلع أحدهم ويربط الجناااااااااح بي حبِل متدلِّي، ومُمَزّع أغلب الأحيان! رحمها الله العلي، من أياّم، كان لها إيقاعها))) الشاهد "مرة تانية" أنّ أبا لؤلؤة، تشكّى لسيدنا عمر بن الخطاب، فردّ عليه أنه ليس قليل ما يمنحك له المُغيرة بن شُعبة من أجر!! ثم استدرك الفاروق: هل تصنع الرّحى بطريقة مُبتكَرة يا فتى...؟ فرَدّ المحموق!! أي نعم، وسأصنع لكَ رَحىً يتحدَّثُ بها أهل المشرِق والمغرِب!! ثم ذهب!! فقال الفاروق: هذا الفارسي توعّدني بالقتل .. ولكنه لعدله لم يأخُذ بالظِّنّة، بل نوى التحدُّث مع "واليه المعزول عن الكوفة* المغيرة بن شُعبة" لتصليح أجر الفتى! ولكنّ الفتى المغبون على أمجادِ الآفلة في "فارس" وامبراطوريتها التي قضت وقتها ثم اهترأت! لم يُوفِّر وقتاً إذ برحَ يسقِي خنجره السُّمّ، حتى فتك بالفاروق في صلاة فجرٍ بالمدينة...!

والله فرق بين عُمر وعُمر؛ ومع ذلك، لا نرى في مقصورة عمرنا - المُرصرصة بالأمنجية ومن والاهُم- مضار لأحدٍ ما، فالجوامع والمساجد - بغير مسجد النور- كثيرة وليس بها مقاصير، اللّهمّ إلاّ جماعة من المُقصِّرين! من الأئمة التقليديين، البَرّاييين، المُكَرِّرين لأحاديثٍ أكل منها الدّهرُ وشَرِبَ.. .!أريتُم بي أب لؤلؤة ولا ابن مُلجَم!! قولوا آمين

وسلام



ووافر تقديري، عزيزي محسن الفكي..
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

تحية لك أستاذ أبوجودة ،
ومرحباً
*
أي العمريين كان أنضى ؟
أذاك الذي أورد الطبراني قصته يوم سقيفة بني ساعدة :

{ فقال عمر : هيهات لا يجتمع اثنان في قرن ، والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم ، ولكن العرب لا تمنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم وولي أمرهم منهم ، ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة ، والسلطان المبين من ذا ينازعنا سلطان محمد ، وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مُدلٍ بباطل أو متجانف لإثم ومتورط في هلكة ! فقام الحباب بن المنذر ، فقال : املكوا على ايديكم ، ولا تسمعوا لمقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فإن أبوا عليكم ما سألتموه فاجلوهم عن هذه البلاد ، وتولوا عليهم هذه الأمور فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين ممن لم يكن يدين أنا جذيلها المحك ، وعذيقها المرجب ! أما والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة ، فقال عمر : إذن يقتلك الله ! فقال أبوعبيدة : يا معشر الأنصار ، إنكم أول من نصر وآزر ، ولا تكونوا أول من بدل وغير .}

أم ذاك الشاعر الذي وُلد يوم رحيل الآخر ؟*
أشعر ابن ابي ربيعة :

نَـعَــتــوهــا فَـأَحْــسَــنُــوا الــنَّــعْـــتَ حَــــتَّــــى .. كِــــدْتُ مِــــنْ حُــسْـــنِ نَـعْـتِـهــا أُسْـتَــطــارُ
فــثــنــائـــي عـــلـــيـــكِ خـــــيـــــرُ ثـــــنـــــاءٍ، .. إنْ تَـــقَـــرَّبْــــتِ، أَوْ نَــــــــــأَتْ بِـــــــــــكِ دَارُ
وبـــــكِ الــهـــمُّ، إنْ مـشــيــتُ صـحـيـحــاً، .. وســــــــــواري الأحـــــــــــلام، والأشـــــعــــــار
أَنْـــــتُــــــمُ هَـــمُّــــنــــا وَكِـــــبْــــــرُ مُــــنــــانــــا .. وأَحَـــاديـــثُــــنــــا وإنْ لَــــــــــــــمْ تُــــــــــــــزاروا
وأرى الــــيــــومَ، إن نــــأيــــتِ، طــــويــــلاً، .. والـــلَّـــيـــالـــي إذا دَنَــــــــــــوْتِ قِــــــصـــــــارُ
لــــم يــقــاربْ جـمـالـهــا حــســـنُ شـــــيءٍ .. غَـيْـرُ شَـمْـسِ الـضُّـحَـى عَلَـيْـهـا الـنَّـهـارُ
فَــلَــوْ أنّـــــي خـشــيــتُ أَوْ خِــفْـــتُ قَــتْـــلاً .. غــــيــــرَ أنْ لــــيــــسَ تــــدفــــعُ الأقـــــــــدار
لاتـقـيــتُ الــتــي بــهــا يـفــتــنُ الــنـــاسُ، .. ولـــــكــــــن لـــــكــــــلّ شـــــــــــيءٍ قــــــــــــدار

*
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »



مرحباً بالأخ العزيز، الأستاذ الشقليني،

وعامرة هي الدّار، بوجودكم.. وبالانضمام إليكم هاهنا أيضا، إنّي إذن، لســـعيدُ.


أيُّ العُمَرَيْن كان أنضى؟

فإن كان النضو من نضا السيف، فالعمر أولى

وإن كان النضو، من الخَلَقْ، فابن أبي ربيعة ما ترك أديماً صحيحاً في بَدَنة!


وفي حديث السقيفة، ما يزال المتَّصِف بجُذيلها المُحكِّك، وعُذَيقها المُرَجِّب؛ أعني الحباب بن المنذر، يجد ناصية أمره - مُتــحَكــِّراً تنظيمياً بلا تنظيم!- بيننا في قَرننا، تحالفاً وتآلفاً وسلطنة، يقول: مِنّا الأمراء ومنكم الوزراء.



---
لك وفير وُدِّي، ونتواصل ..
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

إليكَ، عزيزي الشقليني،
بأمل أن تهبني عيوب ما يخفى عليَّ، في المداخلة التالية، قبل شهور في "سول"؛ ولك الخيار
........


الكوز المُريب يكاد أن يقول: خُـــذوني ..!



[align=justify] التحية لكل الذين يعبِّرون عن الأسى العام، بالتظاهر السِّلمي في وجوه حكومتنا التي أدمنت الفشل! وتريد مع ذلك أن تُخلـِّد الفاسدين يحكموننا إلى ما لانهاية. التحية لكل شاب وشابة، وطالبة وطالب، وبَرزةٍ وكهل، عبّروا عن أشواقهم للانتعاق من هذا الحُكم الوبيل، آملين في حُكم عادل، وحقوق مُصانة، ومساواة في المواطنة، وقضاء يحكم ميزان العدالة، بإبعاد أقزام السياسة والأخلاق الذين تنصّبوا فهلوة على رؤوسنا بلا معرفة، ولا ضمير، ولا أهداف نبيلة؛ بل يريدون أن يأكلوا ويترفّهوا وهيهات.... الأسى، كل الأسى، على المخدوعين والمخدوعات، من الطيبين وخبيثي الطوايا! يدعمون هذا الحُكم لمآرب تـ ـافـ ـهة؛ وهم ينسون بهذا، أنّهم إنما يسقطون مع كُل بُرهة دعم "تـ ـافه" لفسدة وفاشلين.. إنّ هذه الحكومة في طريقها للزوال، وسـَـ ترون بشاتِن حال! .. ومن كان منكم، بلا "معرفة" خطيئة - أو حتى سمع بها لهؤلاء الذين بذيل هذه القائمة! فليحاورني حول ما أشرتُ له من فساد نجوم الإنقاذويين وفشلهم في الحُكم، وسـوء طويّتهم التي برزت من خلال كثير من الشواهد.. قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، أمّا سـِـفلة المُحاورين والمحاورات، بهذا المنبر الفتي، فلا حاجة لنا بحديثهم! أقله في المنبر. وإني لأقصدكم يا كيزان المنبر السفهاء، ومُشجِّعي حكومة الفساد والإملاق، من مهاجرهم ومغترباتهم.. كَبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا " تتأكّدون"!

لقد بلغ فساد الحكومة، ظُلمها، لؤمها تكاذبها وفشلها المقيم، مبلغاً عظيما؛ ليس بعده من معاد، إلا بأخذ القاصي بالدّاني! والمُقيم بالظّاعِن! حتى يقول المُريب: أنجُ مُتعافٍ فقد هلكَ زُمَيـل. والله إنّ أكثرهم ليستحقّون، ضرب غرائب الإبل! وقبل ذلك جمعهم جمع السَّلَم! يعوّمون قيمة الجنيه في صمّة الخشُم! ويزيدون الضرائب بلا قانون! ويزعمون أنّ دعماً للوقود لا بد من رفعه! فيرفعون المستوى المزعوم عن غير مواقع الحُكم الاقتصادي الاجتماعي الحصيف! إنّهم كَـذَبة، وفاشلون وفاسدون ومفسدون. لا أقول كُلّهم! وإن كنتُ أتّهم معظمهم!!! فلنشدد العزم جميعاً لإزالتهم، وإن نجحنا، وسننجح لا محالة، حتى إن كانت أرواحنا إلى سُبل النجاح، كَلَفةً! نكون قد أنجزنا ما علينا من دَيْن الأوطان، وإعلاء المبادئ وصيانة الأخلاق، بل ولخلـّصناهم - وهُم إخوانٌ لنا برغم سفَههم- من ورطتهم، وأعنّاهم على ظُلم! بردِّهم عنه. وتلك هي المثالة الحقّة..

توظّفوا سياسياً ومع طول الصبر عليهم، إلا أنهم ما يزالون في عبثهم واستبدادهم، إلا مَنْ رحم الله تعالى. تعالوا نُريح بلادنا وحيواتنا من فساد هذه المجموعة مُتناقصة العدد والعُدّة يوماً فيوم! فإنّها زائلة، أم بُناياً قَش. تعالوا نُعينهم على كبح الفساد، وتوقيف ذرِّ الرّماد على العيون تكاذباً بأنّ بلادنا محسودة! وعلى إيه يا صاح(؟) لم يبقَ إلا الكي، فهو آخر العلاج، قِصاصاً لما ارتكبوه في حق البلاد والعباد من تمادٍ في الظلم والفساد والفشل.

معظم نافذيهم! (!) قد ضلّ سعيهم في الحياة، الاقتصاد، والتعدين، والبترول والزراعة وأي شيء اسمه إنتاج أو خِدمة. فإلى متى التمادي؟ كل أحابيلهم ومعالجاتهم مصيرها زيادة سوء الأوضاع؛ وإن زاد سوء الأوضاع - على ما هو عليه الآن!- فأرجو الرّاجيكم يا هؤلاء...! نُطالب بالتحقيق والمحاسبة لهؤلاء (الهؤلاء!!) بدءاً، وعلى سبيل المثال - فقط - لا الحصر:

السيد/المتعافي؛ هذا الرجل غير ميمون النقيبة، الطفيلي ذو الشركات الحكوميات الأهليات اللاّهطات من عرق الغلابى، المتخرِّص بالزراعة وبالصناعة وبالولاية العامة، يقطع الملح من الخميرة! ومع ذلك، يُصبِّح الناس ويُمسِّيهم بكذا وكذا وزرعنا مليون وربعماية فدان بالقطن المحور والفول والتقاوي الفاسدة و سننتج 39 مليون فرخة ونأكلها هكذا هكذا!! وال وال وال.... ومام لللّهِط والبواقي والكسور!!.

السيد/ عوض الجاز، هذا الذي يكنكش في مُدرّات المال، ما خرج من إحداها إلا دخل في الأخرى! شي مالية، تعدين، طاقة، بترول، عرشكول سنافور وسوق الكرور! يتصرف فيها كمِلكٍ لأجداده، ومنفردا يفعل ما يُريد! فقتل الصناعة، وأساء لموارد البلاد التعدينية، وبغّض خلق الله من السودانيين في البترول والزيت والشخوم، بل وحتى صناعة سكر النيل الأبيض في يوم 11 الساعة 11 شهر 11 عام 2011 وعليه إحدى عشر من الملامات والفشل المنضّد، بل والمُنَضَّب! هو وزير الطاقة، التعدين، التعدين والطاقة، الصناعة، وزير المالية، ووزير شؤون المجلس، وطلحيات المقر، وثُمامات الوادي الهاوي، وخيت شُلّة المشلولين، والداهية الذي يشرف حتى على السمبر والأشاهب وبُغاث الطير والفِرّات! وكذا وكذا وذو علائق بجنوب القارة وماليزيا ، أما الصين في عهده، فقد بدت ململتها! وبدا انكماشها لسبب هذه الأكاذيب! فَلمـّوه على نفسه، وقد خاب من ضلّ في التعرف على وعثاء مسالكه.

السيد/ علي محمود عبدالرسول؛ واضح أنه لا يملك من أمر فساده التجنيبي والموازناتي، فكاكاً، يُعالج ابنه ب33ألف دولار من أقرب ناصية سفارة سودانية! ويخترط عرق الغلابى بزيادة أسعار الوقود الذي يدخل في كل نشاط إنتاجي، بأسهل ممّا يبلع ريقه! ومع ذلك، يعوّم الجنيه السوداني، ويرفع قيمة الضرائب، من قيمة مُضافة وضريبة تنمية- لا إحِم ولا دستور! كما يقول فصيح الكنانة! بل ويحتقر الهيئة التشريعية والمجلس الوطني والبرلمان وألف ليلة وليلة كميراث! إلى ذلك فإنّه يُجنِّب في حسابات الضرائب -سِرّاً- ليلعن التجنيب! شاكياً منه جهرةً! وفي كل ذلك، فلا بُد أنه مسنود على "كتـفٍ قيادي نافِد! ولايص بالفشل والإفشال.

السيد/ كمال عبداللطيف؛ هذا الخبير الأمني، ناشطٌ! ما حـلّ بأي بيدر أو مورد، إلا حلّت في المورِد اللعنة! يخرج لنا بعد الحين والحين بأننا قد جبينا للخزينة العامة 830 ألف كيو طن من الدهب! وقيمتها ثلاتة مليارات غير حق الشركاء إلخ,,,, وسيسدّ نقص بترول الأنابيب وزيت الجنوب وبصله وفومه وعدسه، وإنّه لكاذب! بل أشــّـارٍ كذِب!!

السيد/ ابراهيم محمود: هذا رجل يعرف كيف يستمر لأعوام وأعوام وأعوام، في وزارة حيوية؛ كأنما يُرضي كِبار النّافذين بتواطوئه للصغار والكبار والقدرو! على حقوق العِباد المساكين من سُكّان السودان.. هو يُريد أن يظل وزير ! تلك هي القضية! أمّا يعمل شنو ، فهذه ليست بذات اختصاص!! وفي عُرفِه أنّ: كُل فولة وليها كَيـّال.. وهو - هداه الله- كائلٌ لفولَتِه! ما خسّاه في أفوال، ولا أقوال الآخرين! طالما ظل وزير.

السيد/ عبدالرحيم محمد حسين: هذا هو الفريق الفشوش! مبخوس النصيب التنظيمي والدفاعي، منعوم في تكبير ثروات! مشهودٌ فساده وفشله، ودون أن نستعيد ابتنائه للعمارات - وبعضها واقعة على رأسها وقاتلة وبداخلها أجهزة ب4 مليون دولار حتى قبل اكتمال تشطيبها! بل هو صاحب واحدة من مَعرّات التجنيب! وقد أشار المراجع العام لمبلغ مرصود تحت حسابه كوزير! هو عبارة عن جبايات الخدمة الوطنية، الأحرى عن قيمة إعفاءاتها عبر تلك البطاقة الممغنَطة يُقطّعها "موظفون كحايا" أما ناظريك، في صعوبة وعناد! قبل أن تلج لصالة المغادرة الصحي صحي! والمَعَرّة قد وجدت في حساب شهير! لدى سيد شباب المصارف (!!) ودون أن نُعيد ونُكرِّر، فالرجل، لا أمل في انصلاحه، أقيلوه وحاسبوه وأبعدوه إلى آحاد أركان العدم، يستحقّه! حتى يجد وقتاً ليتدبّر مقذوفات البحر الأحمر!!)

السيد/ محمد بشارة دوسة؛ هذا شَرحُ كل المعايب المذكورة أعلاه ويزيد عليها ضغثاً وإبالة! إذ لم يشهد العدل في زمانه - ولن - أيّ حق أو حقيقة! يكفي أنه استعدى مؤخّراً - بمطله - ومعالجاته البائسة! حتى المهذّبين من المُستشارين والمستشارات بديوانه! فلم يجدوا مناصاً، وبعد طول صبر!، إلا أن يشتكوا من عبثه بالقوانين! حمايةً لواحد من مستشاريه الجانحين وأثيرين! وقد برع دوسة في تجنيب كل القضايا الماسّة بحقوق العِباد!ما أن تصل ميسَـه حتى يطمرها بالتصريحات الإعلامية والبيانات الركيكة التي لا يُراعي فيها للقانون إلاّ ولا ذِمام! وقد شهّرت به الصُّحُف باتهامٍ له أن عربته الوزراية قد شاركت بوضوح تحت قيادة "حرسه وسكرتاريته من قُراباتِه" في تهريب عُملة السودان الوطنية من جنوب السودان المنفصل إلى داخل بيت الوزير، ولم تكُن صفقة واحدة! إنّا لله! بل قد نسيَ أو لعلّه أُنسي بيانٌ له في أغسطس 2011 حول هذا الأمر! ولم يُطلع الرأي العام على ما تعهّد به بيانه الركيك!

السيد/ أحمد ابراهيم الطاهر، هذا المُتسامِج، يبسُّ سقط "المُهاظَرة!!" يتسامج! مُتفالِحاً للنائب الأول! في جلسةٍ "كُلّها ركاكة"، قائلاً: كشفتَ حالنا...! "وتعليقي: يارجل؟ اتَّقِ الله"!! فضلاً عن لهطه المُثبَت طيلة ما مضى من سنوات، 31مليون شهرياً غير الحرابيش! وأيّ حرابش! أدناها "ما يُمكِن" أن يُعيشَ عشرة خرِّيجين في تباتٍ ونبات يُخلّفون صُبياناً وبنات حتى ولو بالزواج في الساحة الخدرا! وربما مئة منهم! ولأَقلّهم معرفة بالقانون والسياسة، ســـيُقدّم أحسن ممّا يقدِّم هذا الرجل "الهاظار لهطاً" الذي لم يتورّع يوماً - وهو رئيس برلمان - أن يهدد أحد الناشطين من الإسلاميين العُقلاء - د. الطيب زين العابدين، الأستاذ الجامعي والكاتب النحرير، بأن سيُدخله السجن! إنّا لله إذن! إن كان هذا "صواب" رئيس البرلمان! فكيف هو "خطأ" الكوادر النافذة، لاتعرف قانوناً ولا أخلاقاً.....؟ ويا د. الطيب، سوطَك مُبدِّع! لقد أخزيتَ الطّافحين! فلك الوقار والاحترام.

السيد/ محمد خير الزبير: هذا الرجل ضعيف الإرادة الاقتصادية، لا يملك في قرارة شخصِه، مُبادرة إيجابية لقيادة "خزينة السودان" إلى نماء! وهو بعد، من المُجَرَّبين في إدارة شؤون اقتصاد البلد، مُجَرَّبي الفشل! ولم يؤثر عن جهوده الضائعة سُدىً، إلا تراكما في الفشل في الحِلِّ والترحال.. أقيلوه وحاسبوه! إن كنتم آملين في انصلاح السودان اقتصادياً واجتماعياً. والسيد/ نائب محافظ بنك السودان/ بدرالدين محمود؛ يهرف بما لا يعرف! ويصرف ما لا يودِع! يقوم مع محافظِه، ويقعان! في "نصف يوم!" بين تعويم للجنيه في صَمّة خشمو! وفجأةً" بـ بذل الدولار المعدوم للصرافات "لُمّان" تأبى! وتقول كفاي دولار! وبلا مُقدِّمات! يمنعانه يوماً ويمنحانه لبيدرٍ مخفي، نصف يومٍ آخر! لا مندوحة عن محاسبتهمابالدّانِق! وعلى دائر الملِّيم! على كم الملايين والمليارات التي بدَّداها "أوانطة وقِلّة فهم وارتهان للنَّفَذة! بلا ضمير ولا أخلاق ولا عِلم ولا هُدىً ولا كتاب مُنير.

أقيلوا من موظّفي الخدمة المدنية الذين فات فيهم فوات "المعاش" والمعاد" السيد/ عُمر محمد صالح؛ هذا المُدير المُكنكِش على أمانة مجلس وزراء يعمُّه الفشل أينما اجتمع أو التمَع! واحسبوا لنا، كم من الأنفُسْ! عيّن من آله وذويه بهذه الأمانة الخائبة! وما مصير إعلاناتِه للتوظيف؟ ماذا فعل فيها؟ وأين طلباتنا بالتوظيف أرسلناها لهم عبر إيميلهم المتوقّف أكثر أحيانه، ولكنّهم مع ذلك، يعلنون في الصحف بالشيء الفلاني! بل ما هي أخبار "نافذة موقعهم على الشبكة العالمية، التي تتسوّل شكاوانا! وحينما نكتبها لهم، يصـنـّون! وإن كتبتُم لهم مُقدِّرين، فإنهم يردّون لكم بملاقةٍ وحُسن استبشارٍ مغشوش! كأنما هُم حقيقة قد صدّقوا التشكير! أو لكأنهم ما نصّبوه إلا لاستقبال المجاملات والتشكير الفارغ! وليتذرّعون به لسادتهم في المجلس، يتركونهم يعيثون فشلاً وضلالة كمّات السِّنين القَحَط! فاللهم أكبتهم على ضعفهم، وكل دستّ حُكمهم الفارغ من أيِّ فضيلة.

السيد/ رجل المال الإسلامي والتوظيف الشوفاني/ عبدالرحيم حمدي، صاحب المثلثات! بديع الـ "جا والظا والظتا و جتا" وما إلى ذلك! قد ملأ الأرض بأخبار المال الإسلامي والتوظيف والتشويف والتسفيف! والنظريات الاقتصادية البلهاء! ثم عماراتٍ بيعتْ في عهده من صفحة سِجِل لآخر! يمضي مُوَقـِّعاً - كوزير في أطيانِه- مُنفردا في خانة الحكومة بائعة ومُشترية ومُعيرة وعويرة! بل عمولاتها تسند إقامة عمائر "مقطوعة من الراس في أجزاء متفرّقة من العاصمة! ففيها بيت المال، وتوظيف المال، وأسلمة القروش، وتوضيب الفلوس إلخ,,,, وسط رتل من الخُبراء الاقتصاديين من ذوي العَتَه والبَلَه.

وعلى ذكرى توظيف المال، فعليكم بالسيد/ عُثمان حمد! ، وهذا المُحاسب الذي أصبح بين عشية وضحاها، من مجرد موظف مغترب، إلى خازن بيت المال الخرطومي! وهو بالذات، صاحب العقد التوظيفي الملياري!الذي احتوى فقرة مالية بـ خمس تذاكر سفر في الإجازة لأقصى ما تصله سودانير! 76 مليون بدل لبس!!!وهو الذي ما يزال يرمح في ســـوق أمواله يلمّها ويُبرطمها فيُخيّرررها خيار رراررياتٍ لا تعرف النضاج، فيلمّها لمّ الفيل! ولا يترك للنّمل الحَذِر! ما يقتاتُ به(!) كيف لا؟ ووزيره يُغرّد خارج "سِرب الخزينة" - يقف جبن الرّتينة!- يحسّ بالأمن والأمان من نزغات الزمان! وأنّى له؟ يأخذ من دولار الغلابى، ما يروي ظمأ آلِه وقُراباتِه! وإنّه لمحمول بثلاث شُعَب!

أريحونا من اقتصاديات "البكم!" فأقيلوالسيد/ صابر محمد حسن؛ (ساتر الجوكية والحرامية، على حساب الشعب الفلسان! ولا بد أنّ ذاكَ بحقِّه! ولا نقطع! ما إن أخد حقّه أم لسّة؟ هذا الذي هو ذو الرئاستَيْن! يجمع بيده، أو لعله يسعى! للجمع بين قيادة مال السودان ومال مصر ومال المسيح وقيصرا!!! وللأسى، ما يزال هو "عينُ فساده وإملاقه للخزينة العامة" يجمع في جيبه وظيفة المسؤول الأول عن هذا الدمار الاقتصادي! والمسؤول الاقتصادي "سياسياً" الأول في الحزب الحاكم! وأنه قد توظّف مع "بنك أجنبي شقيق!" كمدير عام، بدءاً!! وحينما قال البعض (دي عوارة) حلّ من البنك مكان الصدر! فأصبح رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري في السودان! على سِنٍّ ورُمح! وبأيِّ سِنان يا تُرى؟ وكان صابر - غير صابر وما يزال- يقود الشِّق الاقتصادي في مفاوضات أديس الطرشاء! وأنّ هناك مزعمٌ بأنّ هذا الــ"صابر" استلم "حقوق مابعد خدمته الطويلة محافظ لبنك السودان لثلاثة عشر عاماً وقد تزيد أو تنقص - فأسأل العادِّين!- ما يُعادل الأربعة(4) مليارات - ولا أقطع بنوع العُملة!- فالمحافظ أشبه بالجزّار الذي يتخيّر قطع نصيبه من بيت الكلاوي! علاوةً على حفره في الأرض، سردابا! أي والله! أشبه بالسرداب الأثري! – كما حدّثونا- وأقرب شبها "حضارياً" بنَفق المعيصِم! يبحر فيه منفرداً لأداء الصلوات! لعله يأسى أن يُجاور المُفَلِّسين!أو لعلّه ناسٍ أن هناك 368 من الحُجّاج "غير المُجّاج" ماتوا اختناقاً في نفق!

هناك العديدون، الذين يستحقّون الطرد؛ بل وقبل ذلك، التحقيق القانوني فيما اقترفوا من آثام، وما جبوا من مليارات؛ فعليكم بهم! إن كان للسودان وأهل السودان، بينكم وجيعٌ؛ وقبلها، إن كان لله تعالى، بينكم، مُطيع وسريع الاستجابة لأمر الله إذا دعاكم لما يُحيييكم.
أما المُستشار البوبار! "أبو ابتزاز" دون احتراز! السيد/ أحمد بلال؛ فمن العبث بمكان، أن يقوم بكل هذه التفاهات الابتزازية، ولا يجد مَنْ يصبُّ عليه ما يستحقّ من نِقمة وحساب عسير؛ بل لعظيم الأسى، يظل مُستشار رئيس الجمهورية، يحلف بالطلاق بالتلاتة! أنه ما كان قاصد يبتز وزارة الماليةأو وزيرها ولا حاجة! وإنما كان - السبب!- أنه كان يريد أن يستلم ما صـدَّقَ !! له الوزير من تبرع وزارة المالية السودانية بـ 100 مليون جنيه "قفطاً!" حتى يُساعد بها أهل منطقته!- لله درّه هؤلاء الاتحاديين في لمّ المساعدات الاجتماعية، ويبلعونها بلا موية!- يقول ذلك للصحف، في صورة هَبَنَّقية، يرفع أصابعه العشر! يومي برأسه كسيراً، يقول والله هي المية مليون والحالة زانقة! يا دماعة!

أقيلوا المُستشار السمسار السيد/ جلال الدقير؛ بكل جماعته الهزيلة، مرتفِقاً بكثيرين وكثيرات من حزبِه الدّكاكيني! وقريبه رجل الصناعة الحديدية الذي هرب - على حد أخبار الصُحُف!- بـ15 مليون دولار، ثم عاد وتم توظيفه سياسياً كأّنما لا أحد يذكر نكتة الذي غُيِّب عن بلاده بسبب " ...." ثم عاد بعد أن حسِب الناس قد نسوا فســـ ـاءـــه! فآخذه ذاكرٌ يوماً بعد العودة: إنت من زمن الضر...طة ديييييك! فرجع الذي كان قد "ضرط" بإشهار!!

عليكم بإقالة، فيصل بتاع الثروة الحيوانية، وفيصل الآخر بتاع إيه ما عارف! ونهار وزهاوي والعجب والكدَب والطِّلاس والجِلاس والجراكيس الباقين! وكثيرا من أهل الشُنار والختيار، مستوزَرين بلا أي مهام! إلاّ لذواتهم الخاصّة، وأعمالهم المُريبة، وبلاداتهم البادية للعيان والعَيـّان والعَيْنَين والسالم والعنين!!

ومايزال في قوس الهَمِّ مــنــزَع!
إذن سنوالي بما نراه، مُراهنين على قُدرة الناس في التماهي مع الحق، وكبح جماع الباطل الذي يسود منذ أزمان ببلادنا "الرحيبة" هذي؛ وحتى لا يســــود باطلهم على حـقــِّنا.. ودمتم في بلبلة وافتئات وضعف حتى نأخذ منكم ما يُخذيكم، وما يُعيدكم إلى جادّة الصواب؛ تطيبُ له وبه وفيه، أفئدة المظلومين في حقوقهم المعاشية من بين بني السودان. وإن كان استمرار المظاهرات، علامة غضب، فالغضب باقٍ ما يزال، رصيدٌ مدخور لما اشتملت عليه أيامكم ولياليكم ومفاوضاتكم وفشلكم المقيم وبلادة مطالع وجوهكم، وسياستكم السقيمة. وإن كان التظاهر مدرّة عطَب، ففي سبيل الحق، تُرتَخَص الأرواح الغوالي؛ وَ دقّاتُ قلب المرء قائلةً له: إن الحياة دقائقٌ وثواني!
--- --

بين الوصل والعزل تعليقات ..
ربِّ هَب لي عقلاً يُجَنِّبني معرّات مرارة العزل! وقلباً يزجر فرحي بمداومة الوصل الوزاري الغشاش! كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه المستوزَر/ــرة ماء! حتى إذا جاءه لم يجده شيئا..
وبموجب المرسوم تم تعيين: الدكتور أحمد بلال عثمان وزيرا للثقافة والاعلام
هذا الكرم الحاتمي الكيزاني في تعيين، وإعادة تعيين مثل هذا الناشط الاتحادي، والمُجَـرَّب الفشل وقِلّة الإنجاز فيما ادّرع قبلها من مناصب، دليلٌ على استرخاص العقل الكيزاني (إن كان!) للثقافة والإعلام؛ وهل الثقافة والإعلام إلا ركنٌ ركين من بناء البلاد وترقيتها وتحقيق رفاهها...؟ فــ وزير ثقافتنا الجديد، وإعلامنا؛ ناشط اتحادي مُتـَّهـَم بـممارسة الابتزاز ضد وزارة المالية! فقد كتب بيمينِه (وهيَ شمال!) لمسؤولة في وزارة المالية، بأن هناك موضوع مفروض يتلمّ قبل النشر الصحفي، وهو أن وزير المالية "علي محمود عبدالرسول" عالج ولده ب33 ألف دولار من سفارة السودان بواشنطن، بضد اللوائح والقوانين التي تحكم مسار علاج الدستوريين وأبنائهم! لم يقف هذا الناشط الاتحادوي المُبتَز! عند تلك الابتزازة البزّازة، بل سعى غير مُلتفِت لربط الموضوع (الممكن يتلمَّ!) بضرورة إنجاز طِلبته السابقة لوزير المالية (الذي أكل ما تحت يده من مال غلابى السودان دون وازع من ضمير ولا خلاق وقانون ولا لائحة!) حيث كان الأخير قد صـَـدَّقَ للناشط الاتحادي المُبتَز! وهو مستشار رئاسي حينها! بــ 100 مليون تبرعاً من وزارة المالية! يقولون لك: والله الحالة الاقتصادية صعبة وما في قروش! وهاهم يتبرّعون للمُستشارين الرئاسيين بمئة مليون لشخص واحد! لا يُشهرها إلا الشروع في الابتزاز!! وذلك من قبل اختراطهم للمال الحار! بغير طُرقه القانونية اللاّئحية! ثم يقولون، بعد كل ذلك:البلد مفلِّسة(!) يذكرون الناس بالرجوع للكِسرة! وترك الخُبز! وتقليل السُّكَّر!.. نقول لهم: والله ما ضاع حق وراءه مُطالِب؛ أتريدون أن تُحرِّموا ما أحلّ الله تعالى لعباده؟

وأسامة عبد الله محمد الحسن وزيرا للموارد المائية والكهرباء
هذا الكادر الإسلاموي تمدّد صيتويّاً ولوجيستك ويّاً حدّ التُّخمة! وذلك منذ اهتباله تأسيساً لمدرّة المالي أل صحي صحي! وحدة تنفيذ السدود، فزعزع إقامات المواطنين، حينما طمرت المياه المسدودة، وبلا داعٍ! أراضي الناس وإرث الناس وبيوت الناس! تعدّدت السدود في المنطقة والزعزعة واحدة! ولا جديد بعد تخزين الماء! مالم تكُن عملية تخزينها مأموراً بها من جهات خارجية ربما(!) والنتيجة الملموسة أننا أصبحنا بفضل جهود هذا الكادر الإسلاموي المُسَدَّد! كأننا والماء حولنا ... قومٌ جلوسٌ حولهم ماء! تكاثر طوفان الماء بلا خُضرة ولا نُضرة ولا ميكنة ولا تنمية! وشظفت الماء عن مشاريع كهلة معلولة بهم! سُدِّد الماء طوفاناً فانفتح الظمأ! وأخشى ما نخشاه الآن، أن تتمدد الكهرباء ومع ذلك! يعمُّناالظلام والإظلام!.. أعجزت الأرحام إلا عن مدير أمير وزير ختير! و لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها .... ولكنّ أخلاق الرّجال تضيي يييييييق!

وغازي الصادق عبد الرحيم وزيرا للارشاد والاوقاف،
مالثمن يا تُرى؟ أيكون ألا يشغب عدلاً على مَنْ مضوا فاسدين من أسلافِه وزراء الأوقاف ومديريها ووكلاء مآكلها و .. و.. و.. والحج يكلف السوداني/ــنية 14 مليون جنيه سوداني؟ ولكن، لماذا هذا الفساد المُقَـنـَّن ومُقَنِّن! في هذه الوزارة بالذّات؟ مُفتَرَضة حُسن الأداء الحق، وإعانة العِباد على أداء شعائرهم بالتي هي أقوَم؟ هل يصدِّق أحد الآن، أن الفساد في الأوقاف والحج والعُمرة، هو فساد أشخاص؟ أم لعله فساد مؤسّسة سُلطانية لم تتورّع حتى عن الفساد في مظان الإمرة المؤمنية وشعائر الدِّين ومرصد الأخلاق!

واشراقة سيد محمود وزيرة للتنمية والموارد البشرية والعمل،
لا تعليق! اللهم إلا أنّ مَنْ تقود التعاون الدولي، ببطء وتراخي (على مَهلَها) ولهيَ الأجدر بأن تقود العمل إلى أقلّ من البطء ذات نفسه! بل (على أألَّ من مهلها) فابشر بطولِ سلامةٍ يا أملاً خلوباً في إصلاح عمل!

والدكتور عيسى بشرى محمد وزيرا للعلوم والاتصالات،
أين وصلت زغومات مشاريع الطاقة الشمسية؟ حتى يندلق فُلان إلى مشاريع الجاتروفا والمورينقا، والتي يزغـمون أن فدّانها الذي سيُزرع بالسودان! سيُقارب من تحقيق دخل يفوق! 240 ألف دولار ...! ده آيه الهنا اللِّنحنا فيه ده؟

ومحمد عبد الكريم الهد وزيرا للسياحة والاثار والحياة البرية .
أكاد أتّفق مع محاوري! أنّ هذا هو الوزير المناسب في المجدع المناسب! فمَن زهد في خير الاتصالات، سيكون أزهد من خير في الحَجـَّار وحيوانات البرار يا حار! كما تم تعيين الدكتور فرح مصطفى وزير دولة بوزارة شؤون رئاسة الجمهورية ، لماذا تُداهمني مقولة: العطالة المُقـَـنـَّعة(!) مُرادفة للسافرة يقنّعوها بالغصب! فوزارة العمل، ما تزال في صَمـّت! جُدرانها ومآقيها ولوائحها ونُظمها ومراقيها والدرجة الأولى الخاصة!

ومصطفى محمد أحمد تيراب وزير دولة بوزارة الثقافة والاعلام ،
وما لو؟

وعبد الواحد يوسف ابراهيم وزير دولة بوزارة الصناعة،
أين الصناعة الآن؟
وفيصل حماد وزير دولة بوزارة النفط ،
على نسف النسق! النقل متحجر، ما يزال، والجسور كِسور وبواقي وطريق الإنقاذ، سيكون كلاّ على (إدارة إعلام) في وزارة العدل! أما بيع خط هيثرو وحجوة أم ضبيبينته ففي خبر كان البرلماني اللحوح بلا فائدة!

والدكتورة تابيتا بطرس شوكاي وزيرة دولة بوزارة الموارد المائية والكهرباء ، هاهنا أتذكّر ألعاب زماننا "الصبيانية" وبشكل خاص، قِسمة الموارِد! وبالأحرى، تقسيم الأصول والخصوم والمنافسين والزملاء! تعزل ده وتعزل دي، تُقرِّب وتبعد. حركة بنجيـــة ووووووييييي!

وسراج علي حامد وزير دولة بوزارة المعادن ،
والله إني بِتُّ مُشفِقاً على المعادن! جرّاء هذه الهجمة الجاتا من السما.. وكما قال حِمِّيد، له الرحمة: (والجاتنا جاتنا من الأرض/ ما جا تنا من تالا السما!!) فالإنقاذوية، دأبت على الحفر بحثاً عن خشم البقرة! بعد أن أضاعت المُراح الفارد! كأنها المعني بمقولة: (......)

وآدم عبد الله النور وزير دولة بوزارة التربية والتعليم ،
ومالو؟
والدكتورة آمنة محمد صالح ضرار وزيرة دولة بوزارة التنمية الموارد البشرية والعمل،
ومالو يين كمان؟
وأحمد كرمنو أحمد وزير دولة للتنمية والموارد البشرية والعمل، لافق! حتى وإن قُفل صندوق تشغيل الخرِّيجين ودعمهم، لسببٍ من عزل كادره الذي توقّفت حتى صحيفته الخاصة! لعله يأتِ بخازن تشغيليٍّ جديد! و

مختارعبد الكريم ادم وزير دولة بوزارة البيئة والتنمية العمرانية،
يلا ما حدِّش حوَّش!

و هبة محمود صادق فريد وزيرة دولة بوزارة العلوم والاتصالات .
لا تعليق! طالما قد تعصّى التمويل الأصغر، والتنمية البشرية، ففي الاتصالات ربما..!

وسيؤدي وزارء الحكومة الاتحادية اليمين الدستورية امام رئيس الجمهورية صباح اليوم، بينما يؤدي وزارء الدولة القسم ظهرا.
قصم ظهرٍ مُستدام..! أو حديث على هذا النحو!

وبموجب القرار خرج من التشكيلة الجديدة، ولم! بل ربما لن يعودوا بعدها!

- السمؤال خلف الله من وزارة الثقافة ،
الثقافة، عند هذه اللفتة، صابتها بركة فأضاءت آفاق! بخروج هذا الوزير، ولكنها- للأسى!- انتكست على أُمِّ رأسها سِرعاً!!بالتعيين البديل الاتحادوي يبتزّها عن تجربة! ويلٌ للثقافة السودانية يتفرّق دمها بين قبائل الوعّاظ التجاريين والإقطاعيين المُبتَزِّين!

وحسبو عبد الرحمن من وزارة السياحة،
هذا الدكتور، قد كثُرَ عليه الخروج بعد الدخول! تشهد على ذاك الأبواب؛ في الوزارات والسلطانات الحزبية! ويبدو أن حاله الحيروية تلك! تكتسي من جانبٍ فيها، بعض وجوه الحيرة اللاّفتة! من بيت المتنبي، والشهير:
لقد لعِب البَيْنُ المُشِتُّ بها وبي! وزوّدني في السـَّيْر ما زوَّد الضـَّبـَّا ..!

وسيف الدين حمد عبد الله من وزارة الموارد المائية،
يبدو أن سبب الخروج، أن وزير الماء لم يجد الماء! وما اسطاع أن يستعيره من سدودٍ صَمـَّاء. فكان كمَنْ ألقوه في الجدب مجذوباً، قائلين له: إيّاك إيّاك أن تتأمّل في إحياءٍ بــ الماء!
وعابدين محمد شريف من وزارة تنمية الموارد البشرية،
إن كان له من فضل، فقد استطاع أن يوقف كادر إسلاموي من محلّته الشأآم وهو يمان! ثم سافر بعيداً تاركاً الملف لأهل الدار!

ومع ذلك، لم تشفع له "التدويرة!" .. فكان كما سُهيل عند أبي العلاء المعري:

وسُهَيلٌ كوجنة الحُبِّ في اللون! ... وقلب المُحبِّ في الخفقان..!

وخليل عبد الله من وزارة الارشاد والاوقاف
لقد تأجل هذا العزل كثيراً...! عساه يستطيع أن يُربي ثلاث تيران، يوفِّرها لكلفة حجّة وداعية! طالما ظلّ مواطن سوداني، يقع عليه كلامه الهُراء! وتنطبق عليه تحليلاته الاقتصادية الماسخة!




---
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

اذا فسدت الرعية فسد الحكام

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

سلام وتحية واعزاز لكل من محمد أبو جودة وعبد الله الشقليني
ما بال العنوان وقد فاحت شذاه برائحة غير ما كنا نتوقع..؟
عموما في كل خير، طالما الفساد مجتمعي ، كقاعدة وليس في قمة هرم السّلطة.
وقديما قيل إذا فسدت الرعية ..فسد الحكام..و"فرعون" قال لم أجد الذي يوقفني عند حدي...



وقف عمر ليتحدث للناس، وأراد أن يختبر مقدار قوة الناس في إنكار المنكر، ومقدار إيمانهم وعدم تملقهم ونفاقهم, لأن الناس إذا كانوا منافقين، فلن يقولوا كلمة الحق، ولن يصدقوا مع الله، والأمة المنافقة لا تستحق أن تنشر لا إله إلا الله في الأرض، وقف على المنبر يخطب ثم قطع الخطبة في وسطها وقال: [[يا أيها الناس! لو رأيتموني اعوججت عن الطريق فماذا أنتم فاعلون؟ ]] فسكت كبار الصحابة، ومعنى الكلام ببساطة: ما رأيكم لو خنت رسالة الخلافة؟
ما رأيكم لو جُرت؟
ما رأيكم لو عدلت عن الطريق؟
فقام أعرابي بدوي في آخر المسجد وسل سيفه أمام الناس وقال: [[والله يا أمير المؤمنين! لو رأيناك اعوججت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا ]] فماذا قال عمر ؟
أتظن أن عمر سوف يقول: خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه، إنه حيا بطولته ولموعه وكلمته وإيمانه، قال: [[الحمد لله الذي جعل في رعيتي من لو اعوججت عن الطريق هكذا, لقالوا بالسيوف هكذا ]].



فلماذا إستخدام التوصيفات العاطفية كـ " المعلون" ..؟ "والله يا أمير المؤمنين! لو رأيناك اعوججت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا"
أليس هو القائل "لو خيرت من أمرى لما إستدبرت ، لأخذت من فضول أموال الأغنياء ثم ورددتها على الفقراء" ...(!!) .


كلما بتجيب لى سيرة الخلفاء الراشدين المهديين ما عارف بحس إنو فى شئ غير طبيعى ، ما بين ثلاثة قتلوا منهم وما بين تصريحات عمر ذاته عن نفسه .
أوما جاء فى التاريخ الذى قال :

1- أكل صمنه مره عندما جاع .
2- وئد احدى بناته .
3- بعد ضربه لأخته ، قرأ سورة طه ، فتغير فكره .
4- يقال أنه وُجد نائما تحت ظل شجرة . فقيل فيه أمنت فعدلت فنمت ...الخ
5- لم يكن قد سمع او نسي أو تناسي وما محمد الا رسول فإن قتل أو مات ...الخ .وكان شاهرا سيفه لكل من يتقول بموت محمد .
6- أخذ البيعة لأبوبكر ، عبد الله بن ابى قحافة عنوة وإقتدارا .
7- وثيقة او ورقة العهد العمرى لدى فتح بيت المقدس كانت شمولية وإقصائية وتستعبد البشر .
8- فى أخريا أيامه ومع كثرة الفتوحات والأمصار التى إستعمروها قال :
لو خيرت من أمرى لما إستدبرت ، لأخذت من فضول أموال الأغنياء ثم ورددتها على الفقراء ...(!!) .
9- قتله أبولؤلؤة وهو يؤم الناس فى المسجد أثناء الصلاة ، وأمر بمحاكمة قاتله ونهى عن قتله .

لما بتأمل المقولات أعلاه أقول فى نفسي
هذا رجل مفكر
من المحال ان يئد بنته ، ويرق قلبه لأخته ، ويستهزئ بصنمه .
ولما بقرأ رقم 4- ورقم8- ورقم 9- بقول أين هذا العدل وهو قد إنتقد نفسه نقدا مرا
أين هذا الأمن
هل يأمن أ.محمد عثمان أبوالريش وهو ينام تحت ظل شجرة
ام بالمسجد ..؟


يا عزيزى محمد ، نحنا عندنا تاريخ مقدس مبجل لم تطاله ايدى النقاد والباحثين الا بزيادة هالة القداسة ، وبالتالى يزداد ضجيج الميكرفونات وهى تنقل الى الخارج صلاة عمر بالصوت العالى الصّاخب الذى لا يراعى اى حرمات ، لا بل تقام بتلاوة جزء كامل من الوحى من مصحف مفتوح .
ده بخصوص بعضا مما حفظونا ليهو عن عمر ..




يا محمد أحمد ، ومعزتك التى عند عبد الله الشقليني ، خليهو يواصل بقية الـ12 ورقة الناقصة، فهو كتب انه سيضن بها لانه لم يجد من يتداخل . بينما حسبت ان نواصل تعني الا نقاطعه لحين الفراغ منها.
هذا وبالله التوفيق.

IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII
مصدر الاقتباس الاول بتاريخ 14 اكتوبر 11
https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost. ... ostcount=1


مصدر الاقتباس الثاني بتاريخ الثلاثاء اغسطس 25, 2009
[url=https://sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=3510&sid=9ef3ca1d8056014ae7b0ab459f560027]للمزيد ...
[/url]
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »



يا محمد أحمد ، ومعزتك التى عند عبد الله الشقليني ، خليهو يواصل بقية الـ12 ورقة الناقصة، فهو كتب انه سيضن بها لانه لم يجد من يتداخل . بينما حسبت ان نواصل تعني الا نقاطعه لحين الفراغ منها.
هذا وبالله التوفيق.




مساء الخير .. يا أمير وأمير
عزيزيَّ محسن والشقليني

ما أزال في انتظار! وأكتوبر قد انصرم فورتنايِّتِه أو كاد!

وحالي كما حال الذي قال:

فما أدري إذا يمَّمتُ أرضاً ,,, أُريدُ الخيرَ، أيُّهما يليني؟
أألخير الذي أنا أبتغيهِ ,,, أم الشـَّر الذي هو مُبتَغيني؟
....
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

عودة لبوستيييني الأوّلاني..





عذيري فيك من لاحٍ إذا مـــا ..\\.. شكوتُ البَيْن حَرّقني ملاما





---

وشكراً لمَنْ زارَ وقَرأ
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify]




خبايا الهزيع الأخير *

كانت العاشرة مساء، حينما عدتُ من المقابر. دلفتُ إلى مخزن الدار، ممتلئٍ وصامت في هدوءٍ جبّار، كأنما يُغذِّي صمته من تلك الليلة الحزينة. إحساسُ ما تبقّى من دفائن تلوص بالنفس، يُعمِّق من سَـكَنِ السكينة؛ وقـلّما اطمأنّت بها الأحوال في هذه الدّار. بعد العاشرة مساء بقليل، كُنتُ أعالج باب المخزن. أسعى جاهداً لأجد مكاناً أدُسُّ فيه المحافير! فالناسُ في هذه النواحي، لهم تقديراتهم الجمعية. مزعومٌ فيها أنّ: دسَّ المحافير ربما زاد من فترة التباعد عن القبور. على كُل حال، لم يبقَ الكثير حتى ندُسّ له المحافير. أصبح الدَّفنُ هو الرّاجح في غالب الأحوال، لذا فقد تركتُها بأقرب متناوَلـ علّ وعسى!

تملّكتني دهشة السكون، وكان بديعاً تلك الليلة. ما أن استطال الليل في خطوِه، يسرقُني بعض زمني والمحافير، حتى وجدتني قد استعدتُّ كل رؤوس الموضوعات الفائرة. لم يُسعفني الحال بترتيب أولويات تلك الرؤوس؛ ولكن طقوس الدّفائن كانت الأكثر بروزاً في سُلّم الأولويات؛ تلكمُ الليلة، وكأنما الكون يدلقُ آخر ثمالاتِه. هزيعٌ أوّل يتهيّأ للأفول. يُخلي بإسماح لهزيعٍ من الليل، في حضورِه الذّاهل يلتَفٌّ الغياب. ألممتُ بمرقدي غير الوثير، وطودٌ من الأحلام المهترئة بفعل الاجترار؛ يشبّ حريقاً في الحلق مُرّاً بعض شئ. يتغلغل مسام الجلد يبحث عن دفءٍ توارى في الوجوم. إحساسٌ واهٍ بالمرئيات يتبدّى هوناً ريثما يهتاجُ هياما. تستنشقُ الروحُ عبء المكان؛ والزمانُ بلا رواحٍ كثيرةً أحماله، وأليفة إلى حدٍّ مـَـا. تتأوّب الأفكار متوجِّسة تسري فتستمرئ. تتلمَّس مطاوي بدنها النامي ينبُتُ بالقلق. تمتشق فتستوثق من وجودها جيّاشاً، وفي حزمة الظلال الشاحبة، تتطاير الأفكار لاذعة. يمضّها اقتراب النهارات.

ظللتُ حبيسا أراقب النجوم، بعيدة في كمونٍ غير مسبور، والبدرُ شاحب في لمعانِه تخمش من ذيله أطراف السُحب. يااااهـ لقد طالت رقدتي تكاد. كأنما من عام الرَّقادة. نظراتي بلا دليلٍ نحو السماء بحثاً عن خبر، أيِّ خبر. يتضاءل إحساسي بنِسبية الزمن. عـرَّجتُ على مناخاتٍ تزخرُ بيقينٍ مــَــــا؛ ولكن بلا جدوى. كم مضى كم بقيَ من إخبارٍ وكم تطاول من ازورار؟ تلصَّصتُ إلى ما حولي من حواضر باهتة. ضَجِرتُ بعض الشئ. تماطَلتُ هوناً ما. فالرأسُ معصوباً يأخذني مدَّاً وجذرا. تشاغلتُ بعدّة أشياء، تحسّستُ وتلصّصَتُ؛ وحينما اندَسّ عندي الدّليل، التمستُ بعض حضور.

خَدَرٌ لَزوم ينتابُ أطرافي. يدلِقُ شِلواً من شجونٍ تخرجُ من قعر الجوف والمعاتِبْ. سفرٌ في زمانٍ بلا أوان، وعتابٍ بلا حِساب. بغتةً ينقطع الوعي بالسّاس قبل التّماس! فقد تناهَتْ إلى سمعي ضوضاء. أرسلتُ نظرةً متثاقلة حيث منبع الصوت. آهٍـ من بعضِ دوابِّ الأرض تتقحّم الدُّور الحالكة. مجرّد كلب ابن كلب؛ لا بُدّ أنّ صاحبه قد تركه في غير وفاء. كالعادة جائعاً يتكفّف خلوات الساهرين. تلك الأبواب ما عادت تمنعُ الدّواب، لا الكلاب ولا السِّحرُ العُجاب؛ ودون كبير روّية. يأتيني همسي كأنّه من رَمسي: الكلاب تسفعها اللعنات بالناصية؛ ما وسَعها أن تقتات من خشاش الأرض الطيِّبة. بل ومهما تذرّعت بالمَلَق. تفرّستُ في الكلب بنظرةٍ قد عادت لتوِّها من مواقع النجوم؛ جليةً تخرجُ من جوف الرمية المتنائية. آهـٍ أعرفُ هذا الكلب بصاحبه الذي! وهل للكلاب تُعرفُ من غير أُصَيحابها؟ تُشيِّدُ التذكرة جسراً من الحكمة الكلبية، يربط ذيلاً بالصّاحب المنكور: ولو كانت الأرزاق تجري على الحِجا، هَلَكْنَ إذن في غيّابة الجهل تلك السوائم..

تتلاحق الأسئلة: هل لهذا الكُليب حمىً يحميه..؟ هل له جليلةٌ يتسفَّدها عند العَشيِّ والقيلولة؟ ما مداها بل أين منتهاها؟ أهوَ أسعد حظا أم نحن يا تُرى؟ وأيّ طبائع لتلك الحظوظ. طافت بيَ الطوائف اللاّمتناهية. ذكريات قديمة ومنها في تدرّجٍ غير منتظم إلى أحداثٍ أقرب. شروق وغروب، سموق ونزوق، نجوز ولموذ، سعود ونحوس. أناسيٌّ ونسانس. أشياءٌ تسرّ الخاطر وأخرى غير تلك، ثم نِمتُ في صحوٍ يُدنِّس ضِبنَيه السَّهَر؛ وبين اليقَظة والوسن أستريح: طويلٌ هو ليلُ التناجي كما زعموا وهردبيس. ما تزال نجيماتٌ يتغوّرن ويتضوَّعنْ: ما بالُ هذه الليلة لا تنتهي كأخواتها..! أيكون الأمن قد هرب منها هروب الجبان؟ يتردّد الصدى، يهتف من حُفرةٍ بعيدةٍ مهجورة: إخرج منها يا ملعون. لابد أنها هيَ. ليلتي هذي عروسٌ من الزنج عليها قلائد من جُمان، وثيابي من ثيابٍ لها تنسَلِ؛ ولكن أين الجُمان؟ بل أين الزِّنج؟ قبل أن يمنحاني عُرسا تسبطرّ به الجدلات قبل الجدالات.بان الخليط وتبيّن الخيط أو كاد. أبيضه مُلتَفٌّ في أسودِه. فالسواد خَلفيّة الأشياء وواجهتها؛ وليس ثمّة مزيد من بياض، فعلى رِسلكم يا هؤلاء. ويا قائمقام: الجبلَ حذارِ أن تُؤتى من قِبَلِه. ستهبُّ من تلقاء الجنوب نُسيماتٍ ما هُنّ بالرقيقات. سيمتد الهزيع الأخير بأكثر ممّا يتصوّرون. بين أهواله صَدْعٌ لا يجهله مُحالِف.

طويتُ نفسي مُجدّداً داخل حُضن المُلاءة. غُصتُ في حَرِّ الفِراش؛ وقبل أن تستقلّ الرّاحة مكانها المثلوم؛ يضجُّ المكان بحشرجةٍ تلفِتُ الانتباه. قِطّة مزمجرة تموء نذارة. تأخذُ لونَيْها بين الكَلَحة التي بين غَبَشَتَيْن والفَرْضَة التي بين فَلَقَتَيْن. تتمارى كي تأخذ من كل بُستانٍ زهرة، والزمان محاق. تملّيتُها بنَصَبٍ في آخرِ رمق. تمشّت فتثنَّت خافتة المواء. ها آنذا أيضاً أعرفُ لها صاحبة. تشتاق غيّاً ولا تسدُر فيه إلاّ لماماً؛ وربما تسدُر في غيَّها عمّا قريب، فأوانُ الغَيِّ ماثِل.
النجوم ما تزال توالي نظرها الصامت الكسول، وفي غير قليلٍ من اهتزازٍ وابتزاز. خبرٌ تنزّل على عَجل. ميعاداً أرادوه مقدّساً لا تتوطأه المظنّات وألفُ عينٍ ترقُبه. هكذا أفحموا طويّاتهم. فبانت عليهم من السُّعار نواجذ.

يداهمنا النوم غلاّباً عُقيبَ الزمجرة التي تناءت هوناً ما. ثَمَّةَ صحو أخير في كل الأحوال أشبه بثالثة الأثافي. لُبٌّ مشقوق، خُمارٌ يصدّع الرأس يتداوي رويداً، يخِفُّ ثِقَلُ البصر. حركة الأشجار من بعيد، تتقافز بينها طيور الظلام. تنسجُ أثواباً لها من الحَلَكة الماثلة، والعصافير قد تدلّت ناسيةً بعضَ شئٍ حذرها المفقود. الأنسامُ تمطّتْ في سجوم وسهوم. يالها من ضعيفة، تلك العصافير الآدمية، ويوم صيدها قد آن حين قِطافه. لن يُنجيها الحذر المبهوت. كونٌ مكوّن من كل لونٍ فيه رونقُ. أبدعه خلاّق بمهارةٍ لا تخفى. أتاح لنا حرية أن نستمسك به على ألوانه وهَمَيانه. غاباتِه وصحرائه. فأين المفر من لوّاحة للبشر وعليها أكثرُ من التسعة عشر. كأنما سلا القلبُ عنها، وقد يستكثرُ الوحيد رفيقا..! يتمادى التساؤل:

- أتستعجلُ الشجن،
يجيبُ:
- نوعاً ما.
- أتَراكَ ترغَبُ في اللوعة؟
يقول: - ربما.
- أتُراك يستجيش بك طيُّ الألوان؟
- كلاّ وألفُ لا.
لكنّه، لكنّه مهما سلا، هيهات يسلو الموطِنا. لكنَّه تعاقُبُ الأيام وتشابه الحال في الليالي الطوال. بماذا..!
- بأشد ممّا تتماثل به الآثام في عرين الآجال.

والليل البهيم إلى انبلاج. غداً لناظره قريب. قريبٌ للدرجة التي يدهمك فيها وميض ناره من خُلل الرماد. غداً لناظره مُريب؛ وقد تسبق الخواتيم مقدِّماتها. سأقوم بِما يليني وأفعل ما يقي يقيني. سأأمل كَرّةً أخرى في سبعٍ سمان، تهربُ أمامهنُّ خمسٌ عجاف. أأحلام يقظانة أم يقظةٌ حالِمة..! ومَنْ يا تُري قد عاد في ذاك المساء ولم يجد، وجهاً كظَهرِ النًّعلِ يُبدعُه العبارات السَّخيمة..! أو يدُسّ عنه المحافير.

تجلّد إذن أو تَبَلَّد حتى تتلافى القِسمة الضّيْزى. ومَنْ يا تُرى سيثقب بالوننا عند صباحات العَظَل؛ والأسى قد يسبِقُ بعض أحيان. أيحلُّ بالجوار واحدٌ أم أنهم شرذمة. أبِشارةً تلك أم كانت خُدَيعة..؟ ومهما يكُنِ الآتي فلا مفر من أن تحلموا يقظة، حتى تَتَبيَّينَ لكم وجيعة الخيط الأربد من قطيعة الخيط الأغبر؛ إن كنتم للرؤيا تعبرون.





----
* الخرطوم مارس2009
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

كلاب و قطط و عصافير تدلّت!

مشاركة بواسطة حسن موسى »

محمد أبو جودة كتب:[align=justify]




خبايا الهزيع الأخير *



وطودٌ من الأحلام المهترئة بفعل الاجترار؛ يشبّ حريقاً في الحلق مُرّاً بعض شئ.
يتغلغل مسام الجلد يبحث عن دفءٍ توارى في الوجوم.
. تتأوّب الأفكار متوجِّسة تسري فتستمرئ.
تتلمَّس مطاوي بدنها النامي ينبُتُ بالقلق.
..
وفي حزمة الظلال الشاحبة، تتطاير الأفكار لاذعة.
يمضّها اقتراب النهارات.

ظللتُ حبيسا أراقب النجوم، بعيدة في كمونٍ غير مسبور،
والبدرُ شاحب في لمعانِه تخمش من ذيله أطراف السُحب.
يااااهـ لقد طالت رقدتي تكاد. كأنما من عام الرَّقادة.
.
..


خَدَرٌ لَزوم ينتابُ أطرافي.
يدلِقُ شِلواً من شجونٍ تخرجُ من قعر الجوف والمعاتِبْ.
سفرٌ في زمانٍ بلا أوان، وعتابٍ بلا حِساب.
بغتةً ينقطع الوعي بالسّاس قبل التّماس! فقد تناهَتْ إلى سمعي ضوضاء.
أرسلتُ نظرةً متثاقلة حيث منبع الصوت.
آهٍـ من بعضِ دوابِّ الأرض تتقحّم الدُّور الحالكة.
مجرّد كلب ابن كلب؛
لا بُدّ أنّ صاحبه قد تركه في غير وفاء.
كالعادة جائعاً يتكفّف خلوات الساهرين.
تلك الأبواب ما عادت تمنعُ الدّواب، لا الكلاب ولا السِّحرُ العُجاب؛ ودون كبير روّية.
يأتيني همسي كأنّه من رَمسي: الكلاب تسفعها اللعنات بالناصية؛
ما وسَعها أن تقتات من خشاش الأرض الطيِّبة.
بل ومهما تذرّعت بالمَلَق. تفرّستُ في الكلب بنظرةٍ قد عادت لتوِّها من مواقع النجوم؛
جليةً تخرجُ من جوف الرمية المتنائية.
آهـٍ أعرفُ هذا الكلب بصاحبه الذي!
وهل للكلاب تُعرفُ من غير أُصَيحابها؟
تُشيِّدُ التذكرة جسراً من الحكمة الكلبية، يربط ذيلاً بالصّاحب المنكور:
ولو كانت الأرزاق تجري على الحِجا، هَلَكْنَ إذن في غيّابة الجهل تلك السوائم..

تتلاحق الأسئلة:
هل لهذا الكُليب حمىً يحميه..؟
هل له جليلةٌ يتسفَّدها عند العَشيِّ والقيلولة؟
ما مداها بل أين منتهاها؟
أهوَ أسعد حظا أم نحن يا تُرى؟




تجلّد إذن أو تَبَلَّد حتى تتلافى القِسمة الضّيْزى.
..
. أبِشارةً تلك أم كانت خُدَيعة..؟
.










----
* الخرطوم مارس2009







شكرا على الكتابة.
دي يا محمد كتابة 2009. كمّل جميلك و جيب لينا الكتابات الأقدم.
سؤال انصرافي :إنت "عام الرقادة" دا سنة كم بالأفرنجيي؟
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify]

شكراً جميلاً حسن موسى

وفي ما يبدو لي، أنّ "عام الرّقادة" .. صعيبٌ بالحَيْل، تحديده حالياً، أما القديم، ما بننساه طالما طلبه "أهله الصَّحي صَحي"؛ والنص التالي، خرج للوجود تلاتسعيني! من واقع سياقه و أكثر" صياغاتِه" (إنْ صَحَّ الجَمع والمدلول) ولكنه؛ كما النَّزَغ الحَيْ! يتلقف - ولعلّه يتداوَى- ممّا تُـتـَــوِّر وتنوِّر به الأيام؛ طالما ظلّ كامناً، مقروء أليفين.
ها أنذا الآن، أُحَــلــِّلُه، والحُلاَّلة في ظنِّي، أشبه بالسلخ بعد الذبح، ليس بعدها من تلقيف تغذوي.

---


جَمرُ الغيْ *


حيرةٌ تعمُّ البدن، ينغمسُ في لا شئ واحد. غويصةٌ هيَ المسارَبُ التي تأخذك في كلِّ مرّة. بحثاً عن يقينٍ هارب. ما أصعب المسير نحو الوظيفة العامة في هذه البلدة المتبلّدة بثُغاء الماء وانقطاع الرّجاء. معوّقات كثيرة تتلازم لتمنع من يقين. وأيُّ يقينٍ مطارَد لشابٍ في مقتبل الحيرة الدافقة! أإيمان بفلسفة أصل وفصل الكون؛ أم مجرّد رباط لا بُدّ منه، بينه وامرأةٍ يعمُر ويعبُر بها هذا الكون المُحيِّر. قد يبدو التحلِّي بالصراحة ورطة كبيرة في بعض الأحيان؛ مع ذلك فالصراحة، وبجروحها النَّديّة، مطيّة للشعور بموائمة الواقع، والواقع مُلتَبِس تتكانفه الحيرة المتراكبة. عالَمُنا الذي نعيش، لا يخلو من جمال ينزعُ للكمال. لكنّه في عُسرٍ يقوم ويقعُد. الرِّفقُ مطلوبٌ في الصراحة، يُطبِّبها أن تصل مرحلة أن تكون جارحة تُنشئ إحساسا بالخطر، أو شعوراً بالضجر. التدرُّج محمود العاقبة. فالطريق طويل والمسيرُ هجير؛ ما يزال أمامكم ممتداً بكل العَوَج. لا مندوحة من تعاطي السَّيْر. ليس كل السَّيْر مَسَير! وإلا فاتتكم معالم على الطريق، أو ضللتم عند الإياب. يقولون: إنّ الكثيرين يستملحون استرجاع سياقات الرحلة الوظيفية. من مبدأ التحاقهم بمعايناتها المتعددات، اختباراتها ووساطاتها المتراكبة، اعادة استعادات هيكلياتها، نشوزها وبيوت طاعاتها. هكذا حتى إعلان وفاتها بالصالح العام أو المعاش الأخير.

نعم ما يزال الطريق أمامك ممتدّاً، والضياعُ يلفّ المكان. تحرّك أيّها الطلل البالي إصراراً، وتحَرّى أن تنكأك جراحات التراخي وَ... وَ .. ها هنا أحسستُ رفيفها، فسكتَتْ خواطري بَغتَةً، وما زال فيها عِرقٌ ينبضُ بالهتاف. تنسَّمتُ عبيرها المــُـوَشوِش تتثنّى، وتخطُرُ في تلك الظُلمة الغامرة. الكهرباءُ قد خُسِفَ بها، كالعادة، في هذا الديوان الحكومي المملوء أقواما من نسلِ كاز. مُتشابِهي المشارب كأنّهم التعاريف، متقاربي الأوشاج كأنّهم التواليف. فتاةٌ في الرَّيَعان الأوَّلي، أهلّتْ ترسُفُ قيدا، ولاستغرابي الشديد فقد سمعتها تهتِف:

- طامح.. صباحك فُل يا طامح.
لم تُسعفني اللحظة ما إن كنتُ في حِلِم أو انني في عِلِم ..! وبالتالي فلستُ متأكداً تماماً، ما إنْ كان اسمي هو شاطِحَ أو طامِحْ. لكنها تقوله ثانيةً:
- شنو يا طامح.. سارِح وين؟..

وَفَّقْتُ أوضاعي المُرتبكة بالأساس، ومتراكبة فيما يبدو على الدوام قائلاً:
- أنا.. لا والله، ما سارح ولا حاجة؛ أهلاً بيك.

وفي داخلٍ ما، يرُجُّني صدى طبلٍ بعيد. يختلط حابُل مِقوَلي بنابِلِ مشهدها إسراراً في جهارة، وكان السبقُ للصراحة التي تليقُ بالهمسِ الجهير. باهتُّها:

- ما عرفتِك يا أستاذة
فإذا بها ترُدّ عليَّ بِضاعتي، وتزيدني كيلَ بعير:
- "معقولا.. بالسرعة دي نسيتْ"...!

وَ يعلو صوت نفسي مكبوتاً؛ إنّا لله، كيف أنسى وأنا حافظ لسياقاتي فهل سيفوتني الصِّياغ التناسُلي؟ سأكتعُ ذراعي الشمال لو أنني كاذب في هذا المنلوج. واصَلْتُها آمِلاً والزّهوُ يملؤني ويَفِجُّ حَلقي:
- آهـ تذكّرتُك؛ أنتِ بالتأكيد زميلتنا الجديدة.

وسريعاً ما يأتيني التوبيخ الجندري المعهود
- ها ا "ياخي "تَخْ".. اتّقي الله "إنتو زُملاي" الجُدد، أنا عَزَّة خليل "عملتا ليكم" المعاينات ضمن لجنة التوظيف الأولى قبل عامَيْن تلاتة "كِدَه"..
يعودُني الاستشراقُ مخضَرَّاً فأستغرِبُ بالقولِ:

- يا اااهـ والله صحيح "رغم بُعدي وبرسل سلامي". أتقصدينَ تلك المعاينات التي كان في معيّتكم فيها الحاجب بن زفارة..؟

ترُدُّ ابتساماً يفتَرُّ عن أُقاحٍ كالبَرَدْ :بالضبط "كِده". تدركُني حينها القحاحة التي تشِدُّ أوتار المُغَنِّي:

- "بس لكين" يا سـيِّدتي "دي" كان لـِـ....
مقاطعة
- آنسة يا أستاذ
- آسف يا مدموازيل! كان "لِيها" أكتر من تلاتة أو أربعة سنوات.
- تقريباً "كده" وفي الحقيقة "بهنِّيك" على حِسِّك الوطني العالي "الخلاّك بقيتْ" تجوسُ ائتماراً في معايناتنا المُتراكِبة "دي" لأكثر من خمس سنوات؛ حقيقي إنّه لَشعورٌ نبيل منك وحار؛ وبالمناسبة اسمك طامح، أنا "عرفتو" من الوريقة دي! فَخُذْها بما عليها من سلام.
- يا اااهـ دي لقيتيها وين يا مولاّنا..!

هاهنا يختَلِطُ القوسُ الموشَّى ويندلقُ التيار! تتفشّى العُقَد التي تجسّمتْ في غيمة الفرح الغيومة. شكرتُها على حِفظها المُعلَّقة لما يزيد عن نصف عَقْد. تقبَّلته راضية وقد تعالَتْ هِضابها مُشرئبَّات. ذهبتْ بكبريائها جاليةً الى عَرشها المنوط بها في زمن التمادي.

نظرتُ حينها ملياً فيما كان من تسويد للوريقة فكان مسفوح بها:

في يومٍ مّـا، كنّا صبية رقاق الأفئدة والعيدان، نتقافز صياحاً من أسرّتنا فنملأ الدنيا صباح. نطلي الدروب سَراح. لا تستقرّ بنا حال، ولا تعتادنا الأوهام بقدرما كانت تفيض البهجة في حنايانا لسبب ولغيرما سبب. نستمزج ما تراءى من مشاهدٍ في حركة موّارة، تأخذنا الدورب إليها والمشاوير. كانت دائماً في انتظارنا، تهشّ إلينا باسمة يانعة، ساحرة عيناها وللسحر في خميلتها أفواه. تأخذنا بالأحضان، وتضعنا حيثما كنا نرغب. تمطرنا أنغاماً شجية، نتنسّم منها عبير الود ممزوجاً بريحة التراب الطاغية خصبا. كانت هيَ الغرّاء نهيم فيها بقلوب مُترَعة اليفاعة. لا ندركُ فَرعاءاً غيرها ولا غَرَّاء. تُبادلُنا أنخاب المودة بإعجابٍ لم تكن لتخطئه أعيننا الصغيرة. لم نكن لنرضى عنها ابتعاداً حينما نحوزها. ومثلُ ذلك كانت تفعل. لانسمع فيها ملاماً ولا نقبل فيها مزدجر؛ وكعادة الجميلات، فقد كانت تحظى بحبِّ جماعي يتسابقُ في مضماره المنافسون الصغار وبعض الكبار. كان لها صغيرات من أترابنا يهمنَ بها حُبَّاً كما نهيم. يزاحمن بالمرافق والكتوف حتى يطوِّقنها مسحاً وشما وتقبيلا. كانت أماني لاتسأم ولا تملّ ممّا يصليها من حُبٍّ وتشوين! لا تكِلُّ عن إسرارٍ أو إشهار، تتناسل الحكايا العذبة من جميع أطرافها بديعة، مُريعة خاطفة. لم يكن لينضب ذلك الألق المُسامِر لمحياها الطروب؛ ولا تلك الإبتسامات النُّجل تُمطرنا بها صيفاً وعند الشتاء. نزدادُ فيها ذَوباً فلا تمنع، نحيطُها عِناقاً فلا تدفع. نتحسس ونتجسس فلا تردع! نسألُ فتجيب مُحِقّة، نطلبُ فتدفع غير مُدقَّة. نتعبُ أحيانا، والحلوة بعد لم تتغطّى بالتَّعَبْ! فتُريحنا من كل المَشَقَّات. نشتهي أحياناً وقد نتشهـَّى، فتُلبِّي وتُربِّي وتُعبِّي. كانت هي الكنز الذي جمع كل طارف وتليد؛ فظللنا على هوانا نَعُبُّ. وما أجمل أن تظلّ على الهوى. نعيشُها، تلك الأماني عَيْشَ الوامق الوجِل. لا نقرُّ لأحدٍ سواها بجميل. ولم يكن ليعنينا كثيراً ما هيَ! ما أصلها أو فصلها، بقدرما كُنّا نزداد إغراقاً في صحبتها التي لا تُملّ؛ فهاهي تستطير حلاوة، وترجحنّ غلاوة، رخيمة الصوت تتناغم الثيمات من بين لعساويها كأشهى ما يكون الكلام. لم نرَ لها أبناء ولا بنات، بل لا زوج ولا شقيق، وبرغم ذلك، فلم تكن لتثنينا تحذيرات آبائنا وأمّهاتنا من تطويل صحبتنا لها..! لم نكن لنرتدع عن عُشرة أيامها، لولا أن الأيام إلى وصول؛ وفي طريقنا الى الوصول النهائي، نستحلي مشاغباتها ومطايبها. إنها تلكم الأماني الخيِّرة في الدنيا الجميلة لو نعرف معناها. هجستُ بُرهةً، تناولت القلم لأكتب: بل عزّة خَـ...وقبل أن أستوفي للخليل حقَّه من نضال، فإذا بِبُنانٍ شاعريٍّ يُسوِّي قلمي، ليُكمل معي... في هواك؛ وكانت عازّة في هواك، هيَ الأماني الخيِّرة، وما تزال.







---
* السـعدانة 1993
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify]





بلقعٌ يتقشّع عن شؤبوب *

صيدٌ ثمين لم أكن لأتوقّعه ولا ينبغي لي. فقد ذهبتُ اصطاد توقيعاً واحداً فرجعتُ بعدّة توقيعات؛ لا ينقص منها شئ كونها خارج الوريقة. لم تتحكّر بذَيْلها الضـَّـبِّي. في تلك النهارية المتثاقلة في يومٍ يونيوي كالح وبعشرين ألفٍ مما تعدِّون. كانت المرّة السابعة بعد الثامنة، والتي أعود فيها بأقلّ من خُفَّي حُنَيْن؛ لاهثاً للحصول على توقيع. مجرّد توقيع يفيد: بأنّني ،وأنا ابنُ السنة الأولى بعد خمسين خَلتْ، قد أكملتُ بمنقَطِعات النظير في سنتي الأخيرة هذه؛ التنسيقَ المؤهِّل للتقدُّم للمعاينات الوظيفية. أي نعم ما زلتُ صغيرا. لا أعي ماذا أكون حينما أغدو كبيرا. أُتُرى أغدو سفيراً أو وزيرا أم مُراقِب قَمْطريرا..!

ماعلينا، فليس فيها شئ بالساهل، كما درجت جدّتي تقول بلا توقُّف. وأنا دائماً ما أبدأ ركوب المواصلات بعد أن تنفد طاقات أقدامي، وأتخفّف هوناً ما، من حرص الســـِّـــنوَّر، فأحيلُ عنِّي الهَمَّ، اتدحرج حازماً لكشف ما تحمله خاويات الجيوب. على الأغلب، يبدأ ذاك "التفنيش" لأجل الركوب، عند بناية الثكنة التجارية. بعيدةً مهوَى القُرط، ذات موقع استراتيجي قَرني. تتوسّط مدينة عرائس ديزانية، في سُــرَّة عاصمتنا الرسالية. بديعةً تقفُ في سـَمتٍ باذخ وأنَفٍ شامخ. الحياة التواصلية تبدأ وتتقاطع عند هذه الثكَنة؛ للذى يسوى ولغيره، ممّا لا يساوي جناح بعوضة.

هناك كل الدَّواب والناس يهيمون على بطونهم ووجوههم. وجدتُّهم يتفرّسون في ألواحِ بعضهم البعض. في مَجانةٍ توحي بالكثير. ذاهلٌ أنا في تفرّسي الذي لايُخرجني منه غير إشاراته. لا بد أنَّه مرغوم. ذاك الذي حكى عنه الجماعة في الليلة الماضية، وعمود الإنارة "مطقوش"، يُغري بتكرار الأقاويل. العقلاء يفعلونها، تلك التفرّسات على استحياء، بينما الذاهلين يضعون الحروف، وحتى عند مُنحَنيات التفتيش، بطريقةٍ تخُضّ العقلاء وغير العاقلين. أرى مرغوماً مُصِرَّاً على بَثِّي شُكاتَه من ثكناتِه العامّة. إنه يُشير بأصابِعِه الخَمْشِ إلى فِيهِ، فالأمر واضحٌ إذن. تسارعت يداي إلى جيبي الخـَـلفي، مخزن الذخيرة الحيّة. كلها طلعتْ فشنك. إنّا لله، ويا لتُعسَك يا مرغوم. أم تُعسي أنا ..! فهذا المرغوم كان يحمل شيئاً من بُغية، والطقسُ قابلاً للمقايضات.

تلاحقت أصابعي سِراعاً الى جَيْبي الأمام. لاشئ كالعادة؛ ولا حتى ناب الفيل المذكور في الأحاجي السودانية ذات صيدٍ قديم. هربتْ سواعدي، وبعد تلصُّصٍ وتأجيلاتٍ شتَّى، إلى الجيبِ الجُنُب. فيه المخزون الاستراتيجي مدخور. للأسى، ليس أكثرُ من بقايا بقايا. حَبَّات تسالي شاحبة في "كيسٍ" قميء. أذكر جيِّدا أنها كلَّفتني فوق الخمسمائة دينار، حِجّةً حادقة مع البائع لا تقلّ شحوباً عن كياستِه؛ وكان قد تعلل بأنّ رُبعَه قد تضاعَف خمس مرّات من أمس و"جاي". لا مشاحة فالتَّسَلِّي ملحوق، والسيِّد مرغوم وقد لَقِينا "بياضو" فماذا في الجُراب يا حاوي ..؟

سالَ البهاءُ غضنفرا من مُحيّا مرغومٍ الخَشِن، ما أن انطوت يده على التساليّات المهضومات. عرفتُ ذلك بما دفع لي من ملفوفة. بَرَّني بها غير متخاذِل. مفَكِّرة جذّابة مُجلّدة بالفخر العُباب. وأنا أقلِّب صفحاتها، طارداً هاجس ما دفعتُه فيها من قيمة، فجعتني أصالتها أرقاماً في حروفٍ بلا معاني. لله درُّ هؤلاء الذين يُشرِّحون فــَـــلذاتِ أكباد البلد وكُلاها. بدمٍ باردٍ ولا يستحون. أؤلئك وُجهاء العصر، يشقشقون من الفِتْرِ أمتاراً ولا يلتفتون. في غير قليلٍ من الدَّسامة يتفالحون. رجلُ النظريات الجوابر، أطلّ عليّ بوجهه الذي لايغباني. يتربّع في أولى صفحات الدفتر، بعيداً عن خانة "اليك"، بعد أن حضنها زماناً ليس باليسير. يتعابث في بُلهَنية عاتية، يتمرّغ بين الأصفار والأحجار والضمّادات. يتنغنغ في كفايةٍ غير مُتناهية. يُلهِبُ ظهور العائلين بضرورة شِراء شِراء شَرىً. لا ينسى أن يُثَنِّي بضرورة ربط الحجارة على البطون، يتبجّح:
- وإن قَلَّتِ الحِجارة فعليكم بالأحزِمة يا أخوان؛ علّنا نعبُر بكم الى عصر التمحين الأصغر.

قَلبتُ صفحتِه سريعاً كما قلبوا هُم مجداف الرصيد للأعلى؛ لا شكّ في أنّهم قد طلعوا بالاثنين بدلاً عن "الأحدٌ أحَدْ" ... فالوعد موعود والفقرُ قلّ أن يسود؛ يغازلون الوقت فهو من مال، وأحياناً من دماء. عند هذه الذكرى، وجدتُّني ابتلع ريقي. كأنّما أعداني الســيِّد المــَـــسود مرغوم. يتضاءل بريقُه كلما ابتلعنا ريقا؛ قبل اللِّبِّ أو بعده. طمرتني طامرة التشوُّق المتوائم مع حُكم الوقت المالي بلا ارتياع. حــَـــرَّاقة تلك النّزغة غير المستورة بوشاح. حـَــفَّزتني الشطارة المُنهارة ريثما. لكنني تثبَّتُّ؛ ذلك أنّ جيوبي ليس فيها من طاقة للشُّراة. مالم أبع لِحْيتي النابتة مؤخَّراً
- دَعوني أعيش وحَجَري لِصقَ حِجْري. ما يزال يتمدّد كل يوم عشرينيٍّ. يتململُ فلا أزيده إلا حزماً وعَمتاً. لا أملكُ غير ذلك من شروى نُقَيْر! فطفقتُ أُفـــَــــصـــِّل لهياكل الصفحات، طاقية البــــَّـــــنــــَّا مِدادا.

أهلّت إرهاصات بشاير، وما بعد البشائر إلا الضفائر والذّهب المجلوّ. اهتممتُ لآمِر الصفحة الثالثة في الباب الخاص. كانت المناظر مجلوّة إلى حَدِّ الانسهاك؛ ولغرابة المرصود من خبريّات، فقد تلصَّص إلىَّ سراعاً نوعٌ من القَنَع من "خيرن" فيها. كفأتُ الصفحة على وجهها، فكان المقلوب أبشعَ سيميائية من الوجَع الرّاكد. صفحاتٌ كثيرة، وإن كانت من المعلوم بالضرورة، إلاّ أنَّ عجائبها لا تنقضي. مرغومٌ ما يزالُ يقف بجانبي. يلتهمُ اللِّبَّ في جزالة مُغَـــنٍّ حَسيس، مُمتَنّاً وقد رقدتْ شَعَرَة جِلدتِه. يعاونني بأريحية في تفسير ما غمَّ عليَّ وكان كثير. رجعنا للبدايات بعد أن أشبعتنا الخواتيم. تكشفُ مديد النِّـــعَــم الآتية في غير معاد. ما تزال تحوص في دُنيا، قليلٌ مَنْ يعرفها. وجدتُّ هناك شعاراً قديما مخدوماً بكل المُكر الصبياني، لكنّه هذه المرّة منشورٌ في ثيابٍ جديدة يقول:
- تنصَّرتِ الذُّبابات إثرَ لطمة، ثم عاد بعضُها للمياه المُسكِرة والعَشَمُ يملأُ خياشيمها؛ وأُخرياتٍ لم يحتملن مراكب العودة بلا حراق.

توجَّهتُ نحو السطر الأخير، ليفجعُني تذييلٌ من صاحب الرزنامة بخطٍّ دقيق:
- سيعلو حَجَر الصَّرْح قليلاً فوق جسم السَّدْ، فلا داعٍ لتسييل الورم في المرحلة الحالية.
أعِدتُّ النظر مِراراً، ولم تفِ الإعادة أو تفيء بشئٍ ملموس. خرجتُ إلى أخيرات الصفائح. طفائحٌ تنوء بِثَقَلٍ وبيء. أعدتُّ التصفّح، أدِرتُ ما تجاوَب من مُحرِّكات، طرقتُ ما شييء من خوادم تقنية. كُلّه بالطبع يتسربل بالشَّبَه والظنَّة، فلم أسبر غور الحواة. يئستُ من تفسيرات للألغاز، فخرجتْ بين يديَّ التباسة تــفــهـــــُّم:
- يالنا من محويين!
- مالَك يا فتى؟
صدمني السيِّد/ مرغوم، وقد عادت عافية بدنه بعد أن هضم اللِّب الغشوم، فيما يبدو.
- لا، لاشيء، هي ذاتها التهاويم ....
- اقرأ ما بين السطور لتكتَفي
- لا بأس إذن، سأفعل.

قرأتُ السطور وما فوقها، ما تحتها والبين بين، فزدتُّ توهاناً. فشلتُ في الوصول لحتميات هذه الشعارات التَّليدة. المديدةُ حواشياً قبل المتون. ضربتُ أسداساً بأخماس المُفكِّرة الوجيهة، محَّصتُ الفـِـــهرست، قَلَّبتُ ما بين السطور كَرَّةً أُخرى، استنطقتُ الهوامس، مركزتُ الهوامش ولم أني؛ لكنني لم أخرج بشئ. بل ولا فَردة الخُفِّ الشهير لحُنين. حاوَلَ مرغومٌ معي كثيراً ولم يُقَصِّر. كان يعرفُ فيما يبدو؛ لكنّه عاجزٌ عن توصيل ما يعرف. هكذا لم نصِلْ بعد إلى قرارٍ مكين..! إنّه زمنُ اللاّقرار على مشوار؛ والغائبُ الأكبر هو صِدقُ المبثوث دون المنثوث. تمعّنتُ سيماء وجه القارئ لهذه التخريجات. فأحسستُ رواء الأداتية التي تعرف عِزّها تستريحُ به. تباهـــَل ناظريَّ لمقرِّ الســَّـــقيفة التي يعمُر فيها الآتي من صِدق المنثوث والمبثوث معا. اعتُرِضتْ نظراتي بالدَّفَّارات. على غير استحياءٍ تقفُ تحت ظلال الأشجار الاستعمارية. رمقتُ جسر الشــِّرتان الوحلان، مملوءاً بالشماريخ. مهيـبا يتلألأ قوس قُزَح. امتلأت خويصتي بالمُشايلات، الملاومات السريعة البريعة، اللوائح، المقاصد والجبايات. ذهبتْ يدي تُربِّتُ في حـَذقٍ على المفكِّرة النّاسفة. بطيّاتها الرَّطيبة، أودعتُ وريقتي الباهتة. استعيرُ لها اطمئناناً من غدر الزمان والسّكّان. خِشية أن ينالها شيءٌ من البلبلة وقد بكتِ السّماء. أو لعلّه يُدمعها الحَزَن. ثم قصدتُّ جسر الشُّرتان التَّــيْهان. لا ألوي على شئ؛ ولا مرغوم.







------
* الخرطوم أغسطس2010
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify]





فـَوَران الطِّين *

لم يكن من المستحسن عند كثير من جماعتنا. أن يطلق أحدهم على عمدتنا الثائر "ود خِريم الباب" تلك الجُملة الماسخة: عُمدة خالي أطيان ..! فالعارف بأثيرية الطين عند عمدتنا الحالي، لن يفوت عليه أنّ الجهرَ بمثل هذا القول، نوعٌ من الأذية الجسيمة! والناس أيّامنا هذي طيِّبون. وأكثرُ إلمامهم من نشب الحكمة: أنّ حُبَّ الأذية من طباع العقرب. واقع الأمر فإن الوصف بخلوّ العمدة من الأطيان، غير مُباعَدٍ البتَّة في المحصَّلة النهائية عمّا للعموديات الجديدة من طينٍ مغشوش! وبسببٍ من ذلك فإن العمدة لا ينفطم عن التَّمَسُّح بالطينِ، نزولِه ورَواحِه. بل لايتورَّع عن احتكاره ما بدا له في النظر طين. أو استقرَّ بالجوار عجين.

عُمدتنا الغائر على الطين في كل الأوقات، دوماً ما تراه يشُدّ الخيطان ويبتني الحيطان فيما اكتنز بإحسانه الرواية والجباية، وبعض أحيانٍ العصاية. وتلك غيوض من فيوض وسائله لمِلك اليمين. قَلَّ أن يفرِّط عمدتنا ود خِريم الباب، في عودٍ أو قيراطٍ من الطين. يُجبيه في حَذاقةٍ ولو تعلّق بأستار السما الأحمر؛ أو غاص في البحر "عِز الضَّحا" الأعلى. قد يضطر أحياناً لإثبات واقعة شرائه لطين الغير، حتى قبل أن يعرضوه للبيع..! ما فرقت كتير. إنه عالمٌ من أين وكيف ولماذا يتقاتل الناسُ في أيلولة الطين. كما أنّه من الذين لا يحلو لهم الطِّين إلا حينما يكون في حيازة الآخرين. لايملك ساعتها إلاّ أن يُغريهم ببيع ما عندهم. تنتابه حالة من الشهوانية التي لا تشبع. كأنما يريد تخليص أهل المدر والحجر من عبءٍ جسيم. وإن لم ينفع الناسَ حَذَرُهم، رماهم بنقيع الإغراء. أو أتاهم من خلفهم بوجيع الإزراء لا يحُدُّه سَقْف. على ذلك تجده يكدّ نهاره ويُدلجُ ليله بحثاً عن الطين؛ وفي أيِّ المناحي طلع. لقد تطوَّرت عنده الحِيَل فأصبح ألخّ طينا. تفوق طينيّاته "تور بقر الجواميس الرُّقادِن لُخ".

هاهو الآن طينٌ في طين، يتسربله من ساسه إلى رأسه. كُتلة من الطين تتدحرج وتترجرج، لتفرِض على الرَّائـيـــن والسامعين، لِــكــّة الطين وصليله الأبكم. وبتواتر الأقوال والرواية داخل الرواية، فإنّ دَكّة عموديتنا لم تكن، وإلى وقتٍ قريب، بالرتبة اللامعة في نظر عمدتنا الحالي. ولا في نظرِ أمثاله من "العمادين" اللائذين من حَرِّ التراب بالطين البارد ..! وما إن توهطت العمودية في الطين؛ والتصقتْ بالشَّعَرة والعجين، حتى غدت ملجأ مَنْ لا فكرة واضحة له عن مآسي الطين، فصولِه وغاياته. اندلقوا نحوها صرفاً غير عابئين بوعورتها. ولا بخطورة معاوِلهم التي تكبِّدهم من سباحاتٍ عكس الشورى والمشوار.

وحيث أننا ما نزالُ في حِرز المعرفة غير الموثّقة. تلك التي تقول: بأنّ عُتاة الطَّامعين في الطين من بني قريتنا المجدودة قد ظلوا، في قديمهم الذي مضى ولن يعود؛ يتطاردونها ويفرون منها فِرار السَّليم من الأجرب، فليس أمامنا إلا أن نعتمد على كونهم، في أفضل حالاتهم الطينية. لم يحملوا عِبءَ الطين محمَل الكدَر الجَّد. بل كانوا أشغل بمداواة الرمال المتحرِّكة منهم بالطين الجامد. على هذا التفسير، وحسبما أتانا كابراً عن كابر. فإنّ العمودية لم تكن في نظر عمّنا "ودمنصور" إلاّ "وغوشة" في الفاضي! لايزيدها عن هذا التعبير المُفحِم إلا لماماً، ما كان السّامع متَّفِقاً معه في الإحسان. ماذا وإلاّ أردفها بقولِه الحكيم: والفاضي يعمل فيها قاضي. مُزِفّاً في فاء الفضاء وألِفِ الإملاءِ ما استطاع من إشباع. تصيخُ له الأسماع وترتعد له الفرائص. ومَنْ كمثلِ منصور توثَّبا..! لولا أنّ الهرم، قاتل اللَّهُ الهَرَم، قد نَشّ في نونِه وميمِه وراءِه.

الأبدعُ من ذلك، أنه على الرغم من أنّ طرف ثوبه لا يخلو من "تلطيخة" أو اثنتين قديمتَيْن، إلا أنّهما في عُرف الكثيرين، لا تعدوان عن كونهما بقايا من غُبار المعارك المجيدة. تتوِّج ولا تُمَوِّج. مأجورة وغير مأبورة؛ بل لا يُرَى فيها أثرٌ من شُنار. وودمنصور، عُمدتنا السابق والبدر المُعانِق، يتمتّع برُتبة العمودية جديراً بها للأبد! يقولون: إنّه لما أتته العمودية منقادة تجرجر أذيالها، أخذَ بمرباعها وغُربالها مأخذ الجدِّ والحَدْ. فكان لها نِعم الوَزين. وبحسب إغراض ود الخبير، والذي لا ينتهِ؛ فإنّ ذاك السؤدد الطيني قد كان في زمنٍ مضى وانقضت شماريخه. بل أضحى "مسهوكاً" كالورَق الذي "انفرَكْ". وفيما بدا فإنّ الخبيرَ غيرُ مَعنيِّ بما جرى في الأمصار، ولا هوَ حَفيٌّ بما أتى أو قد صار! متناسياً قديمُه بغير القَنَع المعتاد، وآيساً من جديد الناس في كُلِّ العِناد. ها هنا فقد رجعَ الحديثُ الى أوسط الحجوة كَرّة أخرى. مُعيداً البحث في التلطيختَيْن الهيِّنَتَيْن! تَينَكْ المُبَرَّرَتَيْن بجميل الفصاحة غير المتبجِّحة كثيراً.

ومرةّ أخرى يُسهِمُ عمّنا ود الخبير بباعِه الطويل في القص. يصول ويجول بما عَنّ له من عَرَض أو غَرَض. بالحفر حيناً والطّمْرِ بعض أحيان في بخسِ عموديات ود منصور. ناقراً نقرَ فأرَيْ ابن المقفّع في متن غُصن النجاة على فَمِ الجُب السحيق. مع ذلك فلم يُحسنْ قَرضاً أو نثيراً..! وقد عاش قَبْلَها لطيف الالتفاتات في غيرها من تباريح! حينها أطلّ علينا بدر التمام عَمُّنا ودمنصور، ثانياً عَنان فرسِه. قاصداً جمعنا في بُلهَنيةٍ كَسَتنا أنوارها قبل ثبوت هلاله. يزيلُ برفقٍ ما عَلَقَ على جُلبابِه الناصع من غُبارات الطريق. فحدَفنا إليه سراعاً ما "انسهَك" بين أيدينا من طيننا الذي مضى ولم يَكَدْ..! فالتزم "المايك" واستعدل المنظار وأشعل الراس ثم فتح الكرّاس؛ فحدَّثنا في الطين حديثاً غير مِهزار. فأين حديثنا من نسجِه البتَّار. وتجلّى على هواه يُثبِتْ لنا غير مُجادَل: أنّ طينَه ما يزال على حاله، أحَقَّيّةً من نهوضٍ ودَنفاً من نجوض. أما طين ود خِرَيم الباب، عُمَدتنا الخالي، فستصادره العمودية الجديدة عبرَ المفوَّضيّات والمفاوضات "الفاضيات". ذلك أنّ الطين المُلَمْلمْ في غير حقٍّ، مصيرُه الزوال! بل هوَ عينُه الحرامْ المقصود يذهَبُ من حيث أتى. وساعتها فستعلمون أنّ عمدتكم خالي أطيان! وذاك قد ينفعه ولن يضرّه في كثيرٍ أو قليل؛ من حيث أنه سيتيحُ له العودة إلى وزنِه الحقيقي من الطين. وأمّا بعد: فإنّ ود الخبير، عليه أوّلاً أن يستعيد الكَرّة للإمساك بالطين فَرَادَةً. حتى ليتجاسر من بعد، على مَنْ جاءهم الطين وهو يسعى! ولم يذهبوا إليه فُرادى أو جماعاتٍ في أقاربهم من أولات الأحمال الثِّقال.













--
حي النّزهة (الرياض-السعودية) 2007
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify]

احتجازٌ بأمر التــعازيـــر *

ود نجّام، كان يمشي بيننا طولاً، ونحن لا نطول قِصرَه. دائماً هو حاسبٌ لأقواتِه ولفتاتِه وأشجان الغد المضمون. يضع التراسيم والتقاويم في خُفيةٍ من راهن الخمود العام؛ ومع كل ذاك الترسيم، فقلّما تنتهي خططه إلى أعمالٍ لها مردود. عشنا دهراً نسعى لبناء صداقةٍ معه، لكنّ التكامل استعصى علينا. حديثُ (الرجل يدخلُ جَـنــَّـــته وهو ظالمٌ لنفسِـــه)، أخذ مِــــنـــــَّا رفيقنا "ود نــَـــجــــَّام" الذي؛ دخل الحائط صـُدفة فانتقى منه عودَ الظُّلم. كأنّما له فيه إربةٌ مُلِحــَّة؛ يُباهِل به الأصدقاء. تجمعنا مناسبات الحيِّ الذي نتشارك، فتعمـــُّنا المناقرة. نسخــو في الحديث عن التنوّع والألوان والأنغام، فيقطع علينا "ود نجّام" الحبال. يُباهي بأنّه لم يعُد في الأحياء غير الأبيض والأسود. حقيقة الأمر، فللمُراقب المتابع أصبح لمرآى الطير الأبيض لبوسٌ مفصَّل. بينه وبين المسالح، تموج الزُّرقة التي كم تهلــــــَّل لها "ود نجّام".

مع ضيق البدائل في راهن الخمود الشامل، تبدّى لي "عمِّي حاج أحمد"، أحرى بالتحالف والتصادق؛ وعلى غير المتوقّع، كان "عَمْ أحمد" أكثر واقعية في تلك النهارية. يبذُل حُرَّ التوادد في غير امتناعٍ يقول:

- هذه مسؤوليتي الشخصية. أتفهم يا بُنيَّ ..!
ولذا، فقد وعدني إتمام الصفقة، ثم زاد:

- ستكون بإذن الله تعالى، صَــفَقة أبهى ممّا يُــنـــتــــَظَر من أشباه "ود نجّام" الهجّام.

قبِلتُ العَرضَ الســـَّخي، وقطعنا شجون اليوم في تبالُدٍ نــُــحيي موات ما اندغم من مصفوفات. ثم انتوينا أداءَ ما يجبُ علينا من صلوات. تــَــيمَّمنا صعيداً طاهرا، وولجنا إلى بابٍ مفتوح. كان عمِّي الحاج، أسبَق حتى لا يكون مسبوقا؛ وما كِدتُّ أفرغُ ممّا فاتني من فَرْضِ الظُّهْرِ في جماعة البابِ بالسلام، حتى وَخَزني صوتُ "ود نجــّام" يلهبني ظهراً ووجه. هذا أبأسُ ما كنتُ أتوقّعه في هذا اليوم. الوقتُ ضيِّق وبالي مشغول بعدّة شجون. يرفَضُّ الصوت في هدارةٍ كصوت الطبلِ. أجوفَ يرجحنُّ في صدَىءٍ محموم، يتنحنح يتزحزح، يتفجفج في الوجوه الهامدة أمامه تنتظِرُ الخلاص، يقول:

- الحياة أبخسُ من أن نوليها اهتمامنا. فهيَ الى زوال. شجرةٌ ملعونة الظلال. نستريح فيها قليلاً ثم نمضي كما يمضي الغابرون العابرون؛ وإلى أين؟ إلى غايةٍ قاصدة، تعرفونها ولاشك .. وتلك جنة المأوى والملك الذي لا يبلى. فالدنيا دار البوار والخسار وَا...وَد والدمار الشام ي ت شا...م شار الدوام الشامل "خربانة ام بُناياً قَش" ..!

فَصْلَةٌ تَفزَعُني هاهنا ...
فما أن جاءت سيرة القَشِّ، حتى شعرتُ بانتفاضة عميّ حاج أحمد في مكانِه. متكوِّماً بكلكله المثقول في لُجِّ الصف الأمامي. يرزحُ تحت ورطته التي وضعته في عين العاصفة؛ ولا مخرجٌ ميسور. لقد كان عمِّي حريصاً في عاداته. يوضِّب سَرجَهُ مهيلاً حين يركب. حتى ينزاحُ سهلاً من عُلوٍّ طارئ، ما حان داعي انصراف أو دعتْ حالُ انعطاف. بالتي هيَ أوفَر أو غيرها. ولما كان عَمُّنا يعي تماماً أنّ الطبيعةَ جبلٌ كما يقولون، فإنَّه وبما تبقــَّى له من مروءة، ليس فيه من طاقة يُحرِّك بها ذيل الجبل ولا ذِقْنه؛ والجبلُ قد انتصبَ في وجهه. يعايره بالطلوع للخلاء، ولا طلوعٌ حتى للروح، من دون التقافز فوق رقاب المقشوشين غير المفشوشين. ليصِلَ أوّلاً مَمرِّ الباب الوحيد للزاوية "المدفوسة". وتلك رحلة عذاب كم قطعها عَمَّنا قديماً في توثُّبٍ قافزاً على المراحل حيناً، وحارقاً لها بعض أحيان. غير أنه الآن ليس فيه من باع. ستنتاشه ألفُ عينٍ ويُشمشمه ألفُ أنفٍ طِوالَ مِضمار التقافز، يتساءلون عمّا يستعجله من داع:

- الدنيا ما ملحوقة يا عمَّنا "ياخ"

وإن هانَ كل هذا وليس بهيِّنٍ، فكيف به الرجوع مُذَكَّراً سالماً إن كانت تلك الفارهة، والتي تَقِلّ هذا الأصمُّ المصبوغ، يتفجّر تفانياً، قد رُكِّنتْ كالعادة في سَمِ الزاوية الموكوء. راحت عليك. أتوسّمها جليّاً قد تمتم بها عم حاج أحمد داخل بطنه التي "طمَّتْ"؛ وخِشيةٌ تُلحِقُني بكافِ تقريره الأخير في راحت عليك. تعبَثُ بي توشوِشُني:
- هل يـُـقصيني قريبي، هذا التَلُّ الأشمُّ من أن آخذ حقِّي في القَشِّ الذي معهم..!

صحيحٌ أنّ الجبل ما يزال حَلقُه رَطِباً؛ وكذلك بلعومُه الطويل فضلاً عن لسانِ مسمارِه. والشمس وما أدراك ما الشمس؛ خارج إطار هذا الظل المحرور، ببطن هذه الزاوية المنخنقة بكثرة الأنفاس، تُجفِّف الجلد. ناهيك عن قَشَّات هزيلات كلّفنني مفاوضات دائرية مُهلِكة، محاورات طرشاء، مطايبات تزقو بالرِّيح، وأسفاراً بلا متاع. بل وغير قليلٍ من الدُّريهمات مع عمِّي الحاج. إنّ الزمان قد تغيَّر، حقيقةٌ لا شكّ فيها؛ فهذا زمان استصعاب القشِّ وليس استصحابه. لقد أُسقِط في يدي تماماً بل وكُراعي.

المأساة الآن ليست من نصيب عمِّي لوحده، فأنا أحَقُّ بها منه، ومن بقيّة الناظرين الى "القشقشة": دعوا لي مأساتي ثم تفنَّنوا يا هؤلاء. لا بُد من حِراك. وحُريكَةٍ بقَدرِ الضُّفُر ولا "وَهَمة" حَدَّ العَصُر. ليست غلطتي بأيِّ حال. فقد حذّرته عمِّي هذا ،الذي يزعم بأنه الكادح، بأنهم سيأخذوننا على حين غِرّة، ويغلقون علينا أفواه الطُرُق. إنهم يعرفون تماماً متى يداهمونك بالوعظ، يصلونك بالمفارقات، يمطرونك باللّمز. كان عمِّي يعلم تماماً بأنّ زاويتنا التي نقضي فيها فروضنا، ما عادت بآمنة في ظل تكانُف المتنطِّعين بفَضلِ الظّهرِ وفضْلِ البطن وفضول القول؛ لا يستحسنون له مكانٌ غير أسماعنا التي كلّت وملَّت فاستذلّت. ما وجدوا فرصة إلا واهتبلوها لتذكير أهل الزاوية المنكوبة، بأنها "خربانة ام بُناياً قَش". ونحن لا نوافق هذا الكلام على عواهنِه. إذ ليس في سَمتِهم المتْرَف ما يُشيرُ إلى ذلك. بل إنّ زاويتنا في "عَضُم ضَهَرا" تقومُ كلُّها على القش. أخضره وأصفره، أسوده ومُذهَّبه. تكدحُ في إثرَ البقاء. إذن، فكلّه إلا القَشْ، وتلك هيَ الحكمة الأولى والأخيرة، والتي خرجنا بها متوجِّسين منذ تباشير أول مجلس نيابي، وقبل أن يهلّ للاستقلال محل. ومع أنّ تمسُّكنا بها قد كان سطحياً؛ فلا مغالطة في أنّ اهتمامنا بالقَشِّ مجبورين، قد حَدَفنا بعيداً بعض الشئ، عن كشف العلل الموروثة منذ الاستقلال. ذلك أن القشَّ له الأولوية، وفي بيتِه يؤتَى الحَكَمُ. علاوةً على ذلك، فإنّ القشَّ في ذات جمعِه لم يكن بالساهل؛ وقد تبدّد عَرَقٌ كثيف في سبيل الحصول عليه. بل ما يزال الكثيرون في حاجة ماسّة لِحَشِّ قشوشٍ كثيرة. ليس إليها من سبيلٍ في ظل هذا التنطُّع والتّبَجُّع المـــُقيم بالديار وما جاورها. عمِّي حاج أحمد وأنا، على سبيل المثال، لدينا صـَـفـَـقة قَشْ؛ تنتظرنا في الهجير المبرود. لقد دخلنا هذه الزاوية مع الدّاخلين، لنقضى فيها فروضنا حتى نتفرغ سراعاً للتّفَثِ في مواطنه المعلومات خارج أسوار الزاوية.

فــَـــصــْـــلةٌ ثانية .. ويعود سمعي الوسنان الى صوتِ الخَليِّ من هَمِّ القشوش كما يُريد، يقول:
- الخُضرة وماؤها وجهٌ حَسَن، لن تتوفّر في هذه الزايلة، ما تتعبوا "ساي". على الناس أن يتوقفوا كثيراً. يتوقّفوا كثيراً جداً جداً قبل أن تفترسهم الحياة. هذه الدنيا حظوظ، فالمقسوم لك لا يتخطّاك وقد "يبوظ". والمحروم عليك سيذهب لغيرك فلن تحوز. عليكم أن تتركوا الحسد والشناءة والتباغض بلا سبب. كِفّوا العين يا مسلمين؛ فالحياة فيها الشظف وفيها الترف. فيها التجافي وفيها التصافي، فيها الرَّش وفيها القَش ...! الحياة امتحانها صَعَبْ. الشهوات والرغبات عملٌ ضلالي في رابعة النهار، وأين؟ عند قليلي الصبر، الذين لا يظنون ظنَّ الخير في الواحد الديان، ولا في الناّفذ القويِّ الأمين، كبير الدراية، بعيد الرِّماية، شحيم السِّماية التعبان! أؤلئك الغاوين ذوي أوفضةٍ ضيقة وغفلة متردية؛ تراهم دوماً مغالطين في الحقائق. سريعي اللحاق بالبوائق.

فَصلةٌ ثالثة ... فصاحتُه تعلو وتهبط؛ وفيما يبدو فقد حان وشيكُ انحدارِه، فَقَلَبَها:

- وَرا .. وَرا ورَا، أرجو "الرّاجيكم"..! وين ووين؟ وين الكانوا الساس وكانوا الجلد وكانوا الراس..؟ أين الذين كانوا التُّرس وكانو العُرس وكانوا الحرقاص. ألم أحدِّثكم عن الشهيد المجيدي...؟ لقد جاءني الخبر وأنا خارج لتوِّي من صلاة الفجر صباح اليوم. المجيدي الآن يأكلُ في السَّمين ويرفُلُ في العِين ويُسقَى من عَيْن التِّنِّين. لقد مضى وفارَقَ "قِشوش العوين". مضى وعلى وجهه ابتسامة وعلى جبينه علامة. مضى وفوق أثوابه طِيباً قد تهفهَفْ، ودِثاراً قد تقصّف. "أريتكم بي حالو".

يقولها مُتَجلِّياً فأفصِلُه للمرّة الرابعة. هذا الثرثارُ المُتَفَيهِق كأنَّما يقصدني وعمِّي حاج أحمد تحديداً. وعلى الأرجح فإنّه يقصد جميع المفجوعين؛ ليس بمُضيِّ المجيدي فحسب؛ بل وكلَّ المكبوتين داخل كبسولة هذه الزاوية الممتلئة. ثَمَّة وهدة مُتنَزِّلة يقتنصها الجبلُ المدفون في دقون كثيفة، وغير عابئٍ بما حوله من فحيح، ليقول:

- الدنيا غَشوم، والعُمُر مشروم "ووين عاد..؟" وين الكانوا الساس وكانو الجلد وكانو الراس. "وين التَّمَتَّعوا" بالنَّشَب وتنغنغوا بالقَصَب. "ووين" الضاقو الرآحات رِكبوا البرّادات، وشَبِعوا في الأعناب والتفّاحات والزّلاّجات. أين هُم الآن؟ ووين "البنوا" وشيّدوا وقَطنوا. أما رَحلوا....؟ "آثارُم" تشهَد عليهم بالتعب في الفاضي؛ وعُقُب هي لاحقة "بي أسيادا" مهما طال الوقوف "بيها". إيّاكم أن تتوقفوا كثيراً، لا تتوقّفوا كثيراً جداً.

يواصل ليصل حانَ مَصَبٍّ قائلا :
- لقد جئتكم بالبشارة، لقد جئتكم بالبشارة؛ فبعد مجاهدات كثيرة من إخوانكم المجتهدين، واجتماعات والتماعاتٍ ثنائية وآحادية في لجنة الجاهزية والرِّعاع الرسمي، وبعد مقابلات ومجايلات ومؤتمرات لا تخلو، من ذوي الشــان؛ وكَرٍّ وفَــرٍّ مع أهل الشُّنآن، فقد وافَقَ أولو الأمر، جزاهُم الله خير، بفتح مخفر للشُرطة على ناصية هذا الحي الميِّتْ حتى يُـستشاط. أبِشْروا بالخير الوارد، هذا تقدّم جِدُّ عظيم، وإنجازٌ ملحوظٌ لا يُليم؛ ولن تتعامى عنه سوى العيون التي في طرفها رَمَدٌ أو قَشَّة نِيمْ.

عند هذا الحد فصلتُه مرّة أخيرة وللأبد. خرجتُ وتركته يتحدّث؛ فقد شعرتُ أنَّ الكيلَ قد طفح في قلبي وعَمْ حاج أحمد، وقلوب مَن حولِه غيرِ أشِدَّاء. خرجتُ من عُنقِ زجاجة الباب، أخيطُ الطُّرقات التي تغبَّرتْ بالقَتَرةِ الجارفة، رياحها سموم، تهبّ بغير ما ينتظر المصلوبين بسُبل كسب القَش في السودان. تلفّتُّ وملء مِسمَعَيْ مُنادٍ مِلحاح:

- يا ود أحمد، يا جنا هوووي! ودأحمد أخوي. أقيف "آزول". بادرتُه :
- عمِّي حاج أحمد، أسَكَتَ الرجلُ عند المَصَبْ..؟ جاءني ردّه :
- ليتَهُ..!
- وكيف خرجتَ إذن؟
زجرني متسرعاً:
- غَشَّيتو. ألم يقل خربانة ام بناياً غَش؟
- لا .. لا يا عَمِّي؛ لم يقُل غَش، بل قال قَشْ..
تمطوحنا غير قليلٍ بين الغَشِّ والقَشْ. أنا أتمسَّكُ بالقش، وعمِّي حاج أحمد لا يتنازل قيد أنمُلةٍ، عن الغَشِّ كدأبِه؛ حتى وجدتُني أُفحِمه بالبِشارات
- مُبارَكٌ عليكم مخفر الشرطة الحديث عند كل بابٍ مفتوح..!
وكُلِّي توقّع أن تنزل يدُه العسراء باطشةً بمؤخِّرة رأسي المُشَعِّف ومُجَفِّفْ. تَوَقَّيتُ منه في هروبٍ للأمام؛ تدرَّقتُ لائذاً، ثم واصلنا صُحبتنا في انسجامٍ تام تُكلِّله ابتساماتنا الساخرة ، ألاّ تعلو الأســوار فوق المتوَقـــــَّع.











----
* امتداد ناصر/ الخرطوم- أكتوبر2010
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify]

تـَصويبةٌ في سـَاعة هَرَج


كان اليوم غريباً في كل شيء. ذلك ما حدّثونا به، أو لربما تسامعناه من بعد نزول صاعقة الخبر؛ فافتهمناه ولم يكُ ذاك علينا بغريب. يومها كنتُ ضئيل المحمول ضيِّق الحَـيــِّز، حَدَّ القدرِ الذي لا يؤبه به كثيرا. مع ذلك فقد عرفتُ للشمسِ غير طعمها الذي ألِفناه رتابةً. الأشعة أصابها نوعٌ من الحيوية لم يُدْرَ كُنهُه. اضمحلّ الشحوب شيئاً ما، فاستوت ظلال الأشياء في العديد من المُخَيَّلات. لابد أنه زمانٌ للتغيير يهلُّ بعد طول رُقاد. عند ذات المنحنى الزمني، يبدو يتيماً بين أبوين، كان نحيلُ جسمي ينسرب، من بين ظلٍّ ذي ثلاثِ تشعُّبات وآخر مشقوق، إلى حيث مُتناوَل رقراق. كانت جبهتي تتفصّد عَرَقاً تملّح بالتراب. كنتُ في جهدٍ عظيم لبناء عالمي الخاص، والعوالِم الخاصة، عصيّة البناء في أزمنةٍ مُشبَّعة بالتثوير. لم يكن من معاون على التترّب. على كَثَرة الأعوان حينها، يُبدون خلاف ما يبطنون. معظمهم يمتلئ بوجومٍ غير طبيعي. أذكرُ جيّداً ما صدمتني به حمامة الدّار، تفترشُ مغزول جناحها الهضليم على الرمضاء، وفي غير مُبالاة بسخونة الرّمل، ولا غيرةٍ على حَقَويها العاريين في وجه الشعاع. ذاك في عُرف كبارنا، دليلٌ على أنّ الرّاهن سيُغيِّر أطواره، يخدشُ بها حَياء الوجوم العام. الويل للوجوم إذن، فإنه مخدوشٌ مخدوش يا ولدي.

لم أكد أفرغُ من سِبر اليمامة، حتى لطمني الخبرُ عن ماعزٍ عجفاء، خرقاء وولاّدة، أنتجت ثلاثة سخلان في أوّل النهار. أحدها مُعفّر التقاطيع،بحيث لا يُدرَك لونُه على وجه التحقيق. ثانيها له ثلاثة قرون مكان الأُذنَيْن. أما ثالثها فقد كان ذو ثلاثة أفواه ولا مخرَجٌ ميسور. أذكُر جيّداً أنهم كانوا في ضيقٍ من أمرهم. أؤلئك الجيران؛ والناسُ تواسيهم ولا تبخل بالمباركة وببِشر السّعدِ القادم؛ ودون مُقدّمات، يلتحف أحدهم عبارته المكرورة:

- لامجال سوى رفع الأمر لكبيرنا القراطابي، فالأمر قد يزداد سوءاً.
- استهدي بالله يا أخا الناس! وألزم بعض صبر، فالميلاد قد تمّ ولا أظنُّ في بطنها مَـا ,,, مقاطعة:
- لا مجال، هذا هو الطريق الصحيح، والحمامة..!
- أما زلتم تركنون لتلك التفسيرات الهُلامية؟ دعونا نسعى بسلامٍ لتخليص المسكينة من ورطتها.
- بمثل فَرَدانيّاتكم هذه، سيزداد الأمر سوءاً؛ ليس لها سوى الكبير أو صغيره الذي أوشك.
- لا أظن أن المسألة تحتاج مزيد تأجيلات.
- إذن، هلمّوا إلى كُبارنا، فهُم لها مهما كَبرِت.
- ولكنها صغيرة من الصغائر.

ينتهي شوط الحوار المقطوع؛ وبعد أخذٍ غير أخيذ، وعطاءٍ مجذوذ، يرتمي الأمرُ إلى الرفع. يصطحب الرّافعي لفيفاً من المُتفرِّجين، معهم ستّ الدار يسوقونها تعزيرا، إلى حيث البيت الكبير والرجل الكبير والابن الكبير والرأي الكبير. بمغادرتهم، لم يتركوا لنا غير حبل الانتظار مشدوداً، يخفِقُ بين أشواط التأجيلات وبصيصٍ من أملٍ خلوب. لم أكُن ضمن المُغادرين، فظللتُ مع القواعد. صحيحٌ أنني لم أكُن خالفاً رِجلاً على رِجل، ولكنّني على أيّة حال، بقيتُ منتظِراً ضمن اللّفيف المُتَبقِّي! جُلُّه من المُتفرِّسين إلى حَلِّ المعضلة بالتفرُّج. وإذن، طالما كان الكبير هو البصير والفقير والنحرير رائد التثوير، فلا مرغوبٌ سواه اليوم. إلاّ أن يقوم مقامه في فعل التثقيب اللازم، دِراكاً للأجل وفِراراً من التأجيل؛ والأهم، مُلافاة حياة البهيمة المسكينة وغرابة الميلاد.

طال انتظار الناس آماداً، وأنا في التهائي التظاهري، أتخندق من رقراقٍ لأخر، على مرمَى نظرٍ مجزوء. يفدحني الانتظار إلى نتائج ملموسة. عِوضاً عمّا بأيدينا من حصائد مهموسة، امتلأت بها الرّاح، ومجّتها الأُذُن. حالٌ من الضَّنك الفوّاق يصطكُ بي. لستُ الوحيد مشوقا، فالكُل يجهشُ بالتُّوق. يرمي بعضهم بصوتِه في لا مبالاة جليّة:

- ليس من دلائل على انتهاء هذا الانتظار، فإلى متى أنتم مُنتظرون..!
- دعونا نسعى بسلام، في تخليص هذه البهيمة وأولادها من ضيقهم الذي. كُل حركة معها برَكة.

كرَّرها ذات القائل؛ ويبدو أنه التصَقْ بمقموعي الرأي. لم يلتفتْ إلى قوله أحدٌ، بأكثر من تبادُل نظراتٍ لا ترى ولا تسمع أو تتكلّم؛ بلها فقط تتفرّج. ينزوي القائل في صمته، ينتظرُ في صبرٍ ذلول، ولسان حاله: الانتظار مع المنتظرين شيمة العُقلاء، وبابٌ في السلامة له تجريب.
ثمّة طَرْقٍ خفيض على الباب. كأنّما يأتي من عالَمٍ آخر. يتهيّأ على أثره المنتظرون لفتح الأبواب. القادمُ لم يُمْهَل كي يرفع من وتيرة طرقِه البارد. تهلّل الناسُ لسببٍ من دسامة الانتظار، فتبادروا سِراعاً نحو الباب. لم يكن الثّاقب هو الطاّرِق! يا للهول، بل عائدون من المصانع والحقول. يؤدّون الواجب الأقصى في بذل المواساة والتهنئة في آن! لا فرق؛ فقد تقاربتْ التسويات في اغتراب الحسم. تكوّم صّفٌّ طويل من المُنتظِرين، يتبادلون التهاني والتعزيات بسخاءٍ وفير؛ يبدأونها ويعيدون غير مُرتابين ولا مُرتبكين! يسخو بعض الحضور بشهادة منتظَرة في ترحيبٍ غير مسؤول:
- قيدومة مباركة إذن؛ إنها بِشارة الأُنس باقتراب المُنتَظَر الجليد.
- نعم، لقد استوفى الأخيرُ حِصَّته كاملة من نِعمة التأجيل.
تلاحى البعض، كالعادة، قطعاً لحبل الانتظار. يتساءلون:
- هل الطّرقُ على الأبواب من شيمة القِراطابي الأجَل، أم أنّ ستُّ الدّار ستطرُق بيتها..؟
- وإذن، لماذا تسابقتم وناضلتم حتى تفتحون الباب، كأنّما القارعة إنْ هيَ إلاّ ستُّ الدّار.

تباينتْ آراء الجمع بين مؤيِّد ومُعارض. الهرَجُ يتزايد، فينطلق صوتٌ خريري:
- كفّوا عن الخوض في شؤون المسكونة! فإنّكم غيرُ مأذونين في التعاطي الخلاّب.
كان الخرير قوياً على غير العادة! لم يعرف الجمهور شيئاً عن تلك "المسكونة"؛ ومع ذلك فقد صدع الجمهور مأموراً أو مُتآمِراً. تبدّت قوة الخرير فوق أكتاف الجميع، فكان لِزاماً علينا مواصلة الانتظار السكوتي؛ وجرادة في الكَفِّ ولا ألف طائرة فوطس.

طَرقٌ حَميُّ ثالث أو رابع هذه المرّة. يأتي من بعيد. تتّجه الأنظار التي أعياها الانتظار نحو الباب الأكثر طروقاً هذه الأيّام! للمُفارَقَة، كان الجديد لا ينبس ببنتِ شَفة! بينما القديم تزداد صرعاته. يتسابق الجمهور لفتح ما انطرقَ؛ يصمد الباب أمام معالجاتهم في سكونٍ إجماعيٍّ جسور. يتطابق الطَرقُ فوق الطَّرْق بشدّة، يتضاعف شغف الناس بالفتح دون أن يهتدوا. لم يكن من بُدٍّ عن كسر الطبلة الصامدة، فكُسرتْ بعد لأيٍّ. الباب القديم لا يزال متماسك المظهر. لم يبقَ إلاّ كسرُ أُمِّ الباب في رأسِه. يتمُّ الإنجاز بإعجازٍ لا يُضاهى؛ وصوتُ ستُّ الدّار بالخارج، يفتي بالتفليس والكسر وحرقِ الرِّباط، فالقادم لا يُمكِن أن ينتظر كثيراً.

- أسرعوا يا جماعة فالابن الأكبر والجديد، على بابنا القديم
- لا تتهيَّبوا الكَسر، ولا النّبل ولا ولا ولا . أجيدوا التصويب يا رُماة الحدَق.
- دعوه يدخل بالقديم الجديد وبالبركةسِراعاً في دارنا؛ هلمّوا يداً واحدة.

لا مناص إذن من حرقِ البلاستيك القديم الذي يُعقِّدُ بين ألواح الباب. تشتعلُ النيران في الباب القديم. يتبسّم أخيراً عن شَرَمٍ وضّاح. يتيح للداخلين المرور من بين الثنايا التي تموء دُخانا. كان مروراً مُباركاً بلا ريب، وألسنة ما تبقّى من لهيب تُجلِّل دخول القادمين. في مقدِّمتهم سيِّدة الدار وقد حظيَتْ بالشرف العظيم. ترفَعُ بيُمناها مظلّة الرّاعي الجديد بن القديم، وتتوشّح على كتفها بِلمفاحِه. تُرسلُ نظراتها، وقد اتّجهتْ للخلف. نحو مُـــحُـــيـــَّا الزعيم الشفيف.

- يا الله كم هوَ شفيفٌ، وإنّه لَجديدٌ من ذات القديم...!

إكراماً لوصوله فقد دارت صحون التكرمة. تبلّجتْ كثيرُ الثغور ترحاباً وانقمع حبل الانتظار حتى محين تأجيل جديد. تبرّع الحادبون على مصلحة العشيرة بالمشوَرة. تلك التي في زعمهم، تقتل القسورة وابن آوى معاً. أشاروا عليه بعدم اللّمس، وذكّروه بالقداسة التي بها يهيمون.

- لا مِساس يا شيخنا، عليكَ فقط بالتـَّفلِ على الرؤوس؛ ومن بعيد لبعيد والإله يرعاك.
- لا بأس من ترديد الدّعوات المباركات يا سـيـْدنا. إنّك بالطبع، لا تبغي تخديش مُخَدَّش.
- الدّعاء الدّاعي ونظرة مُستطابة من تلك العَيْنة، كافيان؛ وذاك هو الأهم.

ينبهم الأمر مجدداً بين المنتظرين. تتبختر البلبلة بين فوارِه الأجساد في أحلام العصافير؛ وطَرْقٌ فالت على الباب الجديد؛ بينما القديم مفتوح وقد هدأت نيران البلاستيك. ياللدًّهشة، لم يأبه أحدٌ بالطّارئ الجديد سوى قِلّة. منهم ذات الجالسُ خلف عبارته المنسية .."دعونا نسعى بسلام.......". بادلتُه النظرات فحفّزني على فتح الباب الصغير بلا مواربة. لا غرو، فقد بلغ بنا سأم التلويحات كُلّ مبلغ. قمتُ بالواجب وليتني لم أفعل..! امرأة في خريف العُمُر، ويَدِها ملأى بالرّماد، تذروه بلا مُبالاة على أُمِّ رأسها، تصيح نائحة:

- ووب ووب أبونا القراطابي ماتْ..

نساءُ المِعزاء، على السّهل والجبل يُبادلنها الرّوي. يتهالكن على الشِّبل المتبتِّل في سُخام شوراه السَّخليّة:

- ووب ووب أبونا القراطابي مات..

سيلٌ من النسوة الباكيات، ورجال المشوَرة صائحين يهرعون داخلين وخارجين، ممُانِعين ومشارِكين، يتحزّمون بما تيسّر من رباط. لم يعُد للأبواب أيُّ اتجاهٍ ولا مِنعة. الكُلُّ داخل وخارج في آن، والعِلّة التي تنتظر الطبابة، ما تزال تهرش وجوه الناس بلا رحمة. لا أحدٌ يدري أين المَفَرْ. سعيتُ أن أتباكى مع الباكين؛ ولكنَّ مبارزة البعض بالحتوف والدّفوف، وكَيْل الرّماد بعد الخمِّ، ثم تذريته على الرؤوس المُنَكَّسة، يُصَعِّبان من مُهمّتي في التباكي. ونحنُ في قمة الفوضى، تلفُّ بنا ظلال الأشياء رابعة النهار، بهيّةً بإرهاصات جديدة، وجدتني أسعى، وفي شيءٍ من اقتحام؛ لاستلام أحد القرون المثلّثة. يتدلّى مُنكَّساً ومن قبل أن يهيلوا عليه الرّماد أو ينزوي بباطن الأرض يغوص؛ اختبرتُه يسيراً ودون ترتيب، مددتُ به شاهراً نحو المـــٌـــصمَتْ يُغري بالفتق. شطـَحَ عن يدي يكاد ينطح، كأنما كان مُنتَظِراً هو الآخر؛ فاخترق مكمن السّدَّيْن لا يلوي على شئ. لا أستطيع أن أصفه بإنجازٍ إعجازي، وذلك على الرغم من السلام الذي تنزّل بغتةً على البهيمة المكلومة ونواتجها المسكونة! ساعتها فقط، جادت عيوني بغزير الدّمع بُكاءاً مُرّا. بكيتُ كما لم أبكِ من قبل. ومع ذلك، فليس في استطاعتي أن أجزم، على أيّهم كان البُكاء؟ سـيِّما وقد سكتَ الجميع فجأةً عن البكاء وانضمّوا إلى قافلة التضاحك اليومي المُعتاد.












---
الســَّـــعدانة.. أكتوبر2011
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify]



للثُقلاءِ بعضُ أحيانٍ وَحشَة


مخفاقاً كان يومُ العمل. يدخل بعده السيد طَفّار فوق العَوَجات إلى بيته، وقد أخذ منه البلبال كُلَّ مأخذ. فقط هو البلبال ولا شئ غير ذلك؛ فالهَمُّ الصريحُ قد باع طفّاراً منذ أمدٍ وأزمان. تُشغِلُه عُدَّة أمور غرائبية. تدور حيثياتها خارج حدود بيتهم الموكوس. هناك مسرِجُ لهوِه وتصفيدُه ها هُنا ...! ما إنْ يلِجُ بيتَه ويستوي على عنقريبه الهَبّاب مُحلِّقاً في لامرئي، إلاّ وتلبّسه التُّوق من كل جانبٍ لمعرفة رأي زوجته، السيدة المصونة ممكونة بت حَلال، حولما تشظَفُ به دارهما وساكنيها، يتّسع قفرها بين يومٍ وآخر. اعتاد السيد طفّار ألاّ يذهب لأبعد من التنعُّمِ بالتَّوق وطقِّ الحَنَكَ. يتمارى فيه كواجبٍ زوجيٍّ مدروسٍ والسلام. يسوِّقه خَلاصاً من بصارةٍ قد تنهمر فجأةً على أُمِّ رأسِه من تحالُم بت حلالِه. يعرفها جيِّداً، نقّاقة شقّاقة حينما ينوء بها الحال. فطفّار رجلٌ والرجالُ ليس قليل؛ لا يختلفُ كثيراً عن رجال حِلَّتنا المضفورين على أكثر من سعفة، والمذعورين بأكثر من موجة ضارِبة؛ يمشى قريباً من الجُدُر، لا يألفُ المَلَجةَ ولا الجَّزُر، ولا يُفوِّتُ مغالطات الشباب حول الكُرة والمونديال عند العصُر.

طفّارٌ، كان يعي تماماً أن الدُّنيا سمَع وشوف. خلا ذلك، فإنّه لا يعرف للتوفيق محلاًّ. مِرحاباً كان طّفّار، ذو إلفة مع أهل الهوى والماء والورق. يذهبُ في بذخٍ رجولي مِتلاف؛ إلى مرابض اللهو. ما حان محين "كونكان"، يدفِنُ هامّتَه بكل هزائمه المطويـَّات داخل الحُفرة. قُصاراه أنّه ما أنْ يضع كُبَّاية شاي المغربية بالدّسَم والزلابية، حتى يجمع كيمانه ويعدّل من هندامه وآهٍـ...! ها. يندلقُ كالسيلِ العَرِم نحو جُمَيعة الكوتشينة. أهلُ الهوى ومالو.. جاء لي الهوى جاءني يااااهـ..

هاهُنا تتحقّق الانتصارات بلا تعَب ولا لَمَّة. تثور الحماقات الطاعمة على مذبح الانتقامات والمطاعنات الفطيرة، بلا وِترٍ ولا غُمَّة؛ والسيِّد طفّار من المُلهَمين في جرِّ الفتوح، مَهيلُ النَّترة كأنما يسحبُ العِنتيل، وليس ورقة ملساء فحسب! إلى ذلك فطَفّار حاضِرُ الذِّهنِ، ذَرِبُ اللسان في الكونكان، مهزارٌ لا يتوانى عن التبذُّلِ سَخفاً في ملعب الورَق. ثابت الجُنان عند إلقاء البائظ في مُنعطَفات الزّنقة الحَرِجَة. يعينُه على هذه الموهبة الجليلة، قُدرةٌ على عَدِّ ما نزَل على الساحة من وَرَق. وما ظلّ مُنكفياً على وجهه بالصندوق من تمويل؛ بل وما توزّع في أيدى المهرة من اللاعبين: شِيرياهُمُ دِيناريِّهُمُ أسودهُمُ والهااآرتس! وتلك خبرة مشهودة احتاز بسببها طفّارٌ غيرُ مُفدَّى، لقب جبّار الكسور. فقد كان يعرفُ تماماً "وكسة" التعريجة فيُسرِعُ بالتغطيات اللاّزمة، يفهمُ "التَّشنيقة"وهيَ طائرة، فيوضِّب مَدرَجَه بالدَّامات والآسات والشايبات. مُغيثاً للزميل الملهوف، ومُحَشِّماً لسِترِه المكشوف. يعرفُ لكل كَرْتٍ محلَّه غير مُزاحَمٍ ولا مكتوف. لذا فقد زعموا أنّه قد ورَد في دليل المغلوبين من فعايل المغموطين، أنَ لَعِبُ الكونكان، لاتُدانيه مُتعة.

لسببٍ من تلك الفراسة الورقية الفخيمة، فطفّار لا يجدُ الوقت كي يهتمّ بما سيأتي به الغد أو بعد بعج الغدْ. اللّهمُّ إلاّ في إطار تصاوير الكوتشينة وترقيماتها، بل وتَريقاتها العبيطات. وأكثر ما يشغلْ بَلبالَهُ من بعد توثيق الكونكانات؛ هو أن يوضِّب القابسات والأطباق لمشاهدة "الريال والبايرن والشيلسي مع البرسا" أعياده الموسمية كانت تلك، وليس غيرها؛ والسيدة ممكونة رعاها الله، ومع أنها أحياناً قد تُنيب الصبرَ في محلِّه بكلِّ الجدارة المطلوبة؛ فلها من النِّقّة نصيبها، ما قامَ انقداح. لها من التلويع والتفجيع ما انشهر قديماً عند عمَّتها سَجَاح آل تمويه.

على ذلك فالممكونة نجّامةٌ فرَّامة حينما ينوء بها الحال؛ والحالُ قد ناء واغترب، وادّعى الغضَب، علّ ذلك المطموس يدرِكُ السبب. لكنَّما المطموس حَذِرٌ في تلافيفه وتلاوينه. مكينُ الدّرب لا يقع في الشِّراكِ سمبلة؛ وقد درَجَ في الآوِنة الأخيرة لزوماً للجِدِّية، على أنْ يُطلي وجهه بتقطيبة عبوسة، يضعها بحِرصٍ في شِق الحيطان الأمامية لمنزلهم حالما خرَج؛ ليرتديها مكراً وهوائية حينما يعود لمعطنِه. أنصاص الليالي لئلا يَقَع فريسةً بين براثن ممكونة المشحونة. وكم كان له في حِرفة الفَلَتان من العواقب أفنان.

الممكونة في غالب أحوالها لا تنام. يوغل بها الليلُ فلا تنام. فراخها الزُّغُب الصغار يتهالكون على أسِرَّةٍ أكل الدهرُ عليها، تمطّى ثُم نام على الحُطام؛ فكيف لها أن تنام؟ حيطانها المسكينة قد تشرّمتْ بخريفاتٍ لا تأتي في أوانها، كما تقول شُلَّة طَفَّار. دوماً ما تكثُر التشقُّقات مع الإجازات. تمتلئ القرية، والهامدة طول العام، فجأةً بأهلِ الدَّرَق والورَق والمَرَق، وهنا حوبة طَفَّار. يكون فيها أسد القرية. يتذرّع في استطالةٍ مشبوهة. في انشغالٍ حاد بما يدور خارج أسوار البيت. والممكونة ممحونة لا تنام. يأسٌ مميت يطحنها في مختلف المستويات، يمنعها أن تنام. عطالة سافرة يُقنِّعها بعلها، مُتَجَمِّلاً بها أمام وجوه الحيِّ فلا تنام. يَفهقُها الغمُّ من آثار هذه المطوَحانية ولا تنام. تعلمُ يقيناً وخيم آثارها على أنجالها، لا لا لاتنامي..!
- تعليمهم، معيشتهم، مستقبلهم، لا تنامي..
- الجوع قد دخل الصواني .. لا تنامي.
- الفقرُ قد ثقَبَ الأواني فلا تنامي.
بعد كل ذلك فللثُقَلاءِ بعضُ أحيانٍ وحشة..! وطفَّارها زينة غواة الحيِّ. لا يخلو من أهمية كبّاس في الظلام! أو ذاك ما ينبغي أن يكون عليه الحال! وعَلى رأي العواتك المُدركات يقُلنَ خيراً:
- الرّاجل ولا ظِلُّ السَّبُّورة؛ إن كانَ ظلُّ يفيء ..
إلى ذلك فطفّارٌ، عند أهلِه، محسوبٌ من كِرام العناقرة الخُدُر.
- هو ابنُ عَمِّي القريب، وود حَلال برغم عدم مُشهادِه في كثيرٍ من الأحيان.
- آهٍـ لو يسعى دؤوباً ليته.. فالدنيا ما زالت بخيرها، والظروف الصعبة من المُمكِن انصلاحها.
تُتمتم إلى داخلها:
- ولكن "وين" الانصلاح في زمن الانفضاح بين "ديل" ها السُّناح..؟
يحتويها العجزُ من كلِّ الجبهات. لكنَّ فضلها الأغر، أنها تُديم التفكير دون كَلل. تتقلَّى في مناقِده علّها تجدُ مخرجاً من هذه الاستكانة الخاوية لمهلوكِها طفَّار:
- هل أبحتُ في عَلَقاتِه عند المشومشة وفكيْ مويا..؟
- هل هيَ عين يا ربي؟ وسريعاً ما تطرد الهاجس المُجحِف عند العواقل. هيَ بلا شك، تُعَدُّ واسطة عقدَهِنّ؛ تحسم أمرها في حزم:
- لا لا.. لا .. جنَّاً تعرفه بعدم مُشهادِه ولا جِنُّ يعرفك وتجهَلُه.
ودون أن تدري، تجد نفسها تتدحرج في وادي تشكير طفّار المنحدر. أقلَّه أنه يجيد تصفيف الورَق وترصيصه غير مُدافَع، بهيَّ الكلمة، وافر البال. صحيح أنّه بلا شُغلٍ ولا مشغلة. يضجُّ إحباطاً في بحر العطالة؛ وإنّه لمعذور. بل كلّهم يدورون حول نفس المِربَط.

يُكمِل طّفّارٌ دورته التقليدية في سباق المربط المألوف. آخرُ ما في يده أن الحاجة قد بلغت دورة انقضاء. لا مخرج محتَمَل إلا بانعكاس الدورة المربطية. لم تفُتْ طَــفــَّاراً مِسحةُ التغيير البادية في سيماء الوطن الزوجة؛ وبهاتفٍ داخلي، تحتشد القُدرة للحِفاظ على ما تبقّى من أليفات..! وإذن فلا مناص من سفر المحَــنَّة! يرتقُ به انفصام المالوفات الآني، دورةٌ تنطلق من السفح، تتهيـــــَّــا، فكانت موسماً للهجرة إلى الصعيد الخصيب.



الخرطوم 2011
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify]



كاسحة ألغاز *


أدام حمدان الجلوس على تلك التلّة ، ينحدر أحد طَرفَيْها نحو حفافي طريق ممشيٍّ. يمرّ به الرّاجلة والراكبة؛ كما ينسدل طرفها الآخر، متكئا على ضهر الجدول "أب عشرين"، ماسكاً بكتف التُّرعة الورَّانية؛ أن يقع طميُّها فيُغلق الطريق. طمَيٌّ ولا ماء. طرابيلٌ ولا مومياء؛ وبالظّنِّ كثير أشياءٍ تُبهِر. يختلي حمدان بقُرفصائه مستدبراً قريته الوادعة. تهوي في ضياعها السرمدي. في جيبه على الدوام، تربضُ آلة كشط الأغوار ..! تلك التي تعمل عند أوان المغيب.

يرمي بطرفه حمدان، ناظراً الى أقفية بيوت القرية، وفي عُرفِه أنّ القفا أبلغُ من وجوه! يُرسلُ خفيض ضـوئه حيناً نحو شمسٍ آفلة. آن أوان تغييبها. انتظارٌ شوّاق يلتهمُ حمدان التهاما. يُريد أن يُعمِل آلته في أعماق الخلق. سحلاً لآمالهم أو قدحاً لآلامهم. إنه الآن متأكِّد تماماً، أنّ خرير "أب عشرين" الجاري، قد غام إلى غير رجعة؛ بل لا سبيل أن يعُبَّ مرّة أخرى من هذه الترعة. بعد أن تخرّمت بواطنها بالظمأ. تصحَّرتْ وملاعبو حُسن الصدف، في غَيِّهم يتفاسلون. الأمن مُسْتَتَبْ. ذاك هو المُهِم.

لقد مضى زمانٌ لم يكُ غابراً، خلوَّاً من الارتجالات. تلك التي أتتنا تخطُر مؤخَّراً بغير روَيّة. كانت التُّرَع تتيه ريّانة مُترَعاً كأسُها يا وطن. هاهيَ الآن باتت تكركِر بعِظَم الجفاف المِتلاف، بعد خريرٍ مزراف ليس للحاقٍ به من سبيل. لقد مضى حثيثاً لما وراء الظنون؛ ومع ذلك فما يزالوا يقولون:

- أولوياتُنا أرفعُ من أن تتلكَّك في طين الانتاج.
يتزيَّدون:
- لم يبقَ لنا إلا بقايا أصيل، فدعونا نعيش بسلام ..!

ها هيَ المُنيرة تترجّل. تتهيــّــــأ القرية لوداعها كالمعتاد؛ تخُبُّ الشمس بأركانها ترحالاً إلى حيث آخرين. في مداراتٍ تدور بلا توقّف، يتهيأون لاستقبالها. بضعُ لحظاتٍ ويحدث التلاشي في زمن الكاشط حمدان. إلاّ من ذكرياتٍ بواقٍ. بذهنِه تطوف، تجرُّ خلفها ذكريات أقدم. تتسربل على إثرها أخريات في تسلسل لانهائي.
قطع أحدُهم عليه حبلَ ذكرياته البالي، وخبطه بالسلام. تلكأ أن يجيبه؛ كأنما يعلن إليه أنّ السلامَ كلامٌ يُقال. لا يجلب نفعاً ولا يطرد فزعا. آلةُ الكشف قالت ذلك! فقد صوّبها نحو المُسالِم، ودون أن يقصد، أحس لسانه "يبرطمُ" بما يشبه ردّ السلام. ابتلع آخر تموُّجاته سريعاً. حانقاً على ما فرّط من سلام مجّاني. تقبّل مُسالِمُه "البرطمة" وقد عنَتْ له الكثير. غير أنّ حماره قد فوّت عليه ما نوى أن يُضَمِّد به سلامه من توضيحات. يمسحُ حمدان عن وجه آلة الكشفِ ما علِق فيها من غُبار. يطوِّبها ويمنِّيها الأماني. مرآةٌ عتيقة، مُكَدَّرة، أخنت على وجهها القتامة، ونالت صفحتها من التّشقُّق مزيد. وذاك ممّا لا يعني حمدان ولا رهطه. إنه واثقٌ من خياراته؛ وآلاتِه التأصيلية تعمل في كفاءةٍ يعرفها وحده، يقول:

- آهـٍ منهم، ثم آهٍـ وآه..! وويلٌ لهم بما يكنِّون من عدواة يغلِّفونها بالسلام.

وإذن، لم يحظَ المُسَلِّم من وراء سلامه بطائل. سوى قليلٍ من غُبار أثفاه الحمار على وجه الجالس فوق التلّة. تقبّله حمدان راضياً وتمتم داخل نفسه:

- لَغُبارٌ تُثيره حمرانهم خيرٌ من سلامٍ تفحّه أفواههم ..! ما أكثر ما يتحدّثون عن السلام بمثل هذا الإرجام. ما أجرأهم على القيل والقال وطلبِ المِحال.

لتأخذه غفوة أشبه بِسِنةٍ لا نوم. يبدو أنّه قد أُتخِم بعَبَلٍ ما، ونَوْسُ الهوامّ يُضاعِف من وحشة المكان. يزيد التُّخمة مزيد إشباع. المغيبُ يهتاجُ طوايا ذاكرة طاعنة تندلقُ معيناً ناضبا. يفتُل منه حمدان حبلاً من جديد. جالت في نفسه عبارة أثيرة لديه:

- اسألوا الظروف.

دون أن يتذكر أي ركنٍ سوِّدت به ..! لعلّه قرأها على بابٍ للوريٍّ يسرع في البطء. أو رآها مخطوطةً في "دِنقل" كارو يتيه به عربجيٌّ صبور. لربما قرأها من كُراسة مهترئة، أسفتِ الرِّيحُ من مراياها صفحات لا تثور. مع ذلك فإنه لا يستبعد أن يكون قد قرأها على أديم قريته، ذي الكتابات المتعددة؛ يخطُّها بعضُهم بيدِه ويتناكرون..! أم تُراها قد سُطِّرت على مرآة السماء تُظلِّل مقعَد قريته الخالي؟ إنه واثق جداً، وحمدانُ دوماً ما يثِقُ في عَبَلِه ووشَلِه، بأنه قد تملاّها أكثر من مرّة. لربما تميّزت هذه العبارة بشيء من الحيوية التي تجعلها تظهر في أكثر من مكان في نفس الزمان. إنه متأكد تماماً، ليس فقط من قراءتها أكثر من مرّة، بل لكّانّه قد أكلها أكلاً أو كاد. كيف لا وقد نكأت في نفسه جراحات غائرة، وآمال مقبورة؛ كان إلى وقتٍ قريب، يحسِنُ الظنَّ بأنّه قد تجاوزها مَرةً وللأبد؛ فإذا بها حيّة تسعى.

حُسن الظنِّ في الغالب، هو الذي يوردنا الحتوف. حُسنِ الظنِّ ورطة.
- إنّ بعضَ الظنِّ ظَرْفٌ.
- اسألوا الظروف.
- وأيّ ظروف؟

ما أغرب السؤال، بل ما أقربه. طال ترديده للعبارة، وقبل ذلك فقد طال مكوثه على التلةّ مارِقاً للرِّبا والتَّلَف ينتظرُ الخُلاّن. وبحسب ظنّه، فهناك مقاتلٌ أخير، فهل يأتي بعدما...! بل ها هو قد جاء. تتلبّك مشيته وتتعثَّر أفكاره. كلماته تتوكأ ويحسب كأنه هو.
- ما ضرّنا إنْ حسِب خطأ أنه هوَ. فآلة الكشف الأخيرة بجَيْبِنا.

بادره القادم:

- لَشدّما شكتْ منك هذه التلّة المسكينة؛ إنّ ثِقَلَك قد ماج بها وتنمّلت أطرافك بما تعلَف. فرِفقاً بالمحاذير، رِفقاً بالقوارير، بل رِفقاً بالمواسير. يا هذا، لا رعاك الإله، إنّك تتوهّط هذا الظلام حتى انتفاك القيام ..! أهوَ حالُكْ على الدّوام؟ وكيفه الحال سلامات.
تتسلَّل يدُ حمدان لجيبِه. يتلمّس سطح المرآة المحدَّرة. قائلاً في دخيلتِه:

- قاتلهم الله، من أين يأتون بهذا الوصف الدَّقيق، وليس معهم مثلُ مرآتي؟
لقد كاد أن يبيعه من عبارته الربيحة: اسألوا الظروف؛ مثنى وثلاث ورباع؛ لكنه ضنّ بها عليه. أو كَرِه أن يوطّئ له هذا المولَج السّهل، ولَهاتِه بهذا الثراء المتحدِّر سيلا. أراده لغيرها قائلاً:

- الأرضُ تشكو منِّي أنا ..! وهل شُكاتي إلاّ من حَمئكم وصلصالكم؟ ثم كيفها تستقيم شكاتها وهيَ مِنِّي، وأنا طينة الصبر على المعوَجِّ. بل لُحمة الفتقِ على المُرتَج. ســَداة التعمُّل وعيار التجمُّل ولو بالتأمُّل. أكثرُ من ذلك، نواةً لما يمنع التبذُل، وكوىً تتوجّس التمهُّل. بل أكبر من ذلك وبكثير! فإننا ترياق الأفكار الهدّامة، والأنفس اللوّامة والحوَّامة.

ثم اتّكأ على نفسه مخذولاً حتى تماسس يده يدَ الآخَر الممدودة في الهواء، متمتماً بأنفِه كُليمات مماحيق، كأنما يكتريهنّ بثمنٍ غال. ثمّ تحفّز لممارسة هوايته المفضّلة في حوار الطرشان. فاجأه الآخَر:

- حسبتك قد مللتَ تكرار الوداع لهذه الشمس التي لا تكلُّ عن غروب، وكذلك أنتَ ما تزال. تكلّ وتغمَقُ معها كل حين ولا تغرُب عن وجوهنا.

حدّر حمدان، نظرَ وبَسَر فمالَ ثُمَّ جال وقال:

- لن أمَلّ من أن أمارسَ طقوس وداعي للشمس كل يوم. حتى لا أنساني. لستُ أنا بالمودِّع، أكثر منِّي بالمودَّع. أعرفُ ذلك من آلة الكشف، كما تعلم! وإنْ خِلتني قد مللتُ، فقد جافيتَ الصواب كعادتكم. إنما رأيتُني في اليومين المقصودَين كأنَّني جديرٌ بأن تأتيني الشمس في مخدعي. لا أن آتيها. ولكنها أخلفت الميعاد. كعادةِ أشياء كثيرة نستوعدها وتخلف، ننتظرها فتتلِف، ولا جدال في أنّ الشمس لن تأتِ لمِثلي وأشيائكم في ثُلَّتي؛ لكننا لا نملُّ وداعها عند كل أصيل، فربما حملت وداعنا في يومٍ قريب نحو تلك الغروب اللاهية، إخباراً جارحاً عن شروقنا الواهية بأفعالنا وأفعالهم. ساعتها سيعانق وداعنا رحابة أهل الغروب، حيث الشعاع جديد والنظام حديد ومحوَر الشَّرِّ نضيد، وللتاريخ قد وجدوا نهاية.

برهةٌ يسكنها الصمت المتطاول. يتناول القادم طرف الحديث قائلاً:

- لا أتواني أن أبيع نصف عُمري مقابل أن أدري ما تتمسَّك من مكوس!

يتلقف حمدان العبارة في عُجالة:

- نصف عُمرك، يا عزيزي إنك لم تغادر محطة الشُّحِّ التي أنتم فيها منذ أزمان! أعي تماماً أنّكم تسمُّونها "دَبَارة" فكلِّ أعماركم بأحزانها ومسروق افراحها، لا تسوى شيئاً عندنا.

وبُرهةٍ أخرى بقـَدر الدّهر الذاهب تتمدَّد؛ يواصل حمدان:

- سأريحك، فإنّ الذي أقوله لا تأخذه بنصف العُمر، بل ولا بالعُمر كلَّه..! فقط عليكم أن تـُذعِنوا بأنَّ آلتنا الكاشفة، صادقةَ فيما تروي؛ هذا هو! أمينة في قوّة إخبارها وآثارها، رجالها ونسائها؛ وغيرُ ذلك. أو آخرُ ما عندي، هو لا ، و لا. بل وألف لا.

تسلَّل آخرُ شعاع من الشمس لواذا. عَلَتْ حُمرة الشّفَق القانية. صَوّحت دوحة الأصيل المار. تسربلت دنيانا بما تتسربل بها دنياوات المِحاق. ثم يَهُبُّ عليلٌ يشعل فتيل الذواكر الزواخر، تتحشرج رئة الهواء. كأنما الكون يلفظ أنفاسِه الأخيرة. وفي استسلام خنوع، تنداح ظلمة الليل واثقة الخطو ..! تهيمُ النـَّــفـــْس في أوّل الحَلَكة، ومن بين ثنايا الظلام الأثيم تخمدُ أصواتٌ وتنشط أخرى. أوراق القطن تذوي، قناديل الذرة بأعينها المتسائلة تتوارى خجلاً في خفوت، ونفوسٌ هائمة، تجمع ألبابها العائدة تواً إلى مراصدها الكسيرة، يخلو المكان رويداً رويداً بتناوم الزمان وحلوك الظلمة، وبالنفس شيءٌ من حتى، ووراء الأكْمَة ما ورائها.
















--- ---
يوليو 1995
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


أعتقد أن الأستاذ " محمد أبو جودة " مكسباً كبيراً لمدونة " سودان فور أول "
تحية لهذا الملف الفخم ولصاحبه والمشاركين /ات


صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »


عزيزي الأستاذ/ عبدالله الشقليني
أطيب التحايا، ولك وافر تقديري..

قرأتُ في "خرطوم" اليوم، خبر نعي، بوفاة أحد أبناء عمومتك، الراحل السوداني، التشكيلي / عنتر.. له الرحمة

أحسن الله عزاءكم، وتقبّل الفقيد بواسع الرحمة، وجعل البركة فيكم ذويه..
أضف رد جديد