«ايها الولد»

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

«ايها الولد»

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »




«ايها الولد»

هذا العنوان مستلف من ابي حامد الغزالي، فهو عنوان لكراسة له بنفس العنوان،
اخذت العنوان، ودلقت محتواه، لانتهاء صلاحيته، وحتي لا يصاب من يرأه بتسمم فكري!
وانا هنا لا استعمل «الولد» بنفس المعني الذي استخدمه فيه الغزالي؛ بمعني التلميذ او الحوار، ولكنني استخدمه في موقع المخاطب، ومن تبلغه كلمتي هذه، وذلك بغرض نفي اللبس الذي يمكن ان تحدثه كلمة «ولد»،
وفي الخاظر ان استمر وفي الكتابة فيها كلما رفع القلم [ الذي له رافع].

*** ايها الولد:
إذا قال لك قائلٌ : «الموت وسط الجماعة عيد» فلا تصدقه، لأن الموت لا يملك مؤهلات ان يكون عيداً، بمفهوم العيد الاجتماعي، وتأكد ان من يقول لك ذلك، هو يدعوك الي الخنوع والقعود، والكسل الوجودي، ونفي قدرتك في الدفاع عن الحياة،
لا تمت، وسط الجماعة، او لوحدك، ان استطعت للموت دفعاً، بكل إرادة الحياة، وان تمكنت من هذا القاتل، المختبئ في بلاغة الكلام، فاعترضه، ايّاً كان؟ فالعيد الوحيد الجدير بالاحتفاء به مع الجماعة : هو الحياة.

*** ايها الولد:
من يقول لك : «ان غلبك سدّها وسع قدّها»
لا تصدقه. لأنه يدعوك الي مداراة عجزك عن الفعل بالتخريب، وهذا فعل الناقصين عن الكمال. هذا شأن الانظمة الشمولية المستبدة، والمتشددين المتعصبين.
فقط، انظر لماذا غلبك «سدّها» وحاول ان تتفادي هذ القصور، بدل ان تلغي عقلك او ترسلة في عطلة ميتافيزيقية!!

*** ايها الولد:
وإن قال لك:
«..ووجدت بندوتي بالقضارف في 2010 من أثار هذه المسألة ولوح بأن من ينتمون إلى ثقافات أخرى لن يقبلوا بي رئيساً على البلاد. وأنا فاهم لمخاوف من يري أن مثل هذه العزة بثقافتي مفسدة للتعدد الثقافي الذي يميز وطننا. فقد تعاورت علينا نظم مستبدة جعلت من مثل هذه العزة (التي هي ذوق ووجد وإنسانية) سياسة للدولة يكون بها حملة الثقافة غير العربية الإسلامية موضوعاً للتبشير أو الإرغام على هجر تقاليدهم. ولكني فاهم أيضاً أن مبدأ التنوع الثقافي يعني طلاقة انتماء المرء لثقافته وتحييد الدولة بالكلية في الشأن الثقافي. فهي جهاز لا دين له ولا ثقافة»
فلا تصدقه، لأنه مدلس كبير، ومن يكتب: «تعاورت علينا نظم مستبدة ...» يريد ان يغشك، فهو غشاش محترف، يريد ان يصرف انتباهك،عن اكبر نظام استبدادي، يشهده وطن الخاطر، بل وتشهده كل خارطة الوطن العربي.
والذي يشير الي : « تعاور انظمة إستبدادية» لايسميها، وانما يموه كعادته، ليصرف نظرك عن استبداد ينقِّص عليك حياتك، وهو سدنته.
والذي يحدتك عن: العزّة الثقافية العربية الاسلامية؛ بانها: «ذوقٌ ووجدٌ وانسانية» هو شخص يغيب وعيه بإرادته من اجل الدفاع عن الباطل، وهو يستخدم اللغة بلا حذر نقدي، معتقداً ان القارئ يمكن ان يكتفي بالكلمات المروقومة، مستعيضاً بها عن الحقيقةالمعاشة، وهو بذلك يصرف لك ادباً مسموماً، ليتوهك بعيداً عن الواقع الذي يحاصرك بالبؤس من كل الجهات.
لا تصدقه، هو مصيبة،تسعي بين الناس بالأذي.

*** ايها الولد:
ان الذي يقول لك:
«..ويتفق سدنة هذا الزمن بأنه قد سبق الإنقاذ ثم يختلفون. فبعضهم قد يزج حتى المرحوم نميري فيه بينما يمتنع آخرون عن ذلك. وعليه فهو ماض ذهبي متوهم يريد أكثر دعاته منه النيل من الإنقاذ الحارسانا الجات كايسنا»
لا تصدقه.
لأنه هو نفسه سدنة لأسوأ نظام تشهده البلاد، وهو بذلك يريد ان يشدّ انتباهك بعيداً عنه بالإشارة الي سدنة متوهمون، وزمن «جميل» متخيل. ( ساعود لذلك الامر بتوسع» فمن يمدح «الإنقاذ» بـ «الجات كايسنا» باستخدام الحلية اللغوية المعروفة بـ «الجناس الناقص، والمستهجن» دون ان تجبره عليه ضرورة لغوية، هو يقدم بلاغة مغشوشة، ضمن برنامجه للغش الثقافي،
فلا تصدقه.
*** ايها الولد:
ومن يحدثك، كاذباً عن ان « الدولة جهاز لا دين له» فهو كمن يغطي عورته باللغة والدجل، فالرجل الذي عاش ثلث عمره يدافع عن دولة دينية كاملة مواصفات الدولة الدينية، وبهوية دينية تعود الي «القرون الثلاثة المفضلة الاولي»
لا تصدقه. انه كمن يغطي الشمس باصبعه.

*** ايها الولد:
ومن يقول لك:
«..وشرها هو ولاء منقطع النظير إلى حقوق الثقافات السودانية قاطبة في أن يعتز بها أهلها فرحي بثقافتي العربية»
وهو يحدثك عن «العزّة بالثقافة العربية الإسلامية» وشرَّها.
لا تصدقه. وخذه من اذنيه الي قرب (غوغل) ليخبره عن التطهير العرقي الذي تمارسه «الإنقاذ» علي اهلنا في غرب السودان، وعن الاغتصابات، والتي هي (شرف) للمغتصبه إذا مارسه بديري دهمشي!!
لا تصدقه، إنه يخدعك.
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

ايها الولد /٢

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

ايها الولد ان صادفتك مثل هذه الكراسة، فتدبرها جيداً، واعمل فيها عقل فهي مليئةبالمزالق الفكرية والثقافية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هه كراسة لمحمد بن محمد بن محمد الغزالي، وعنوانها: « الجام العوام عن علم الكلام»
وساطل عليه كلما وجدت سانحة، حيث فيه تبان الكثير من امراضنا المعرفية، وكون الغزالي نفسه جاء في فترة من اكثر الفترات إضطراباً في تاريخ الدولة الاسلامية. عصر الدويلات، بعد ان وهنت الدولة العباسية، هو عصر ملئ بالمشاحنات الفكرية والسياسية. ان ما اصبح يعرف بعصر الانحطاط.
سنلقي النظر علي بعض فقراته، لنتبين ملامح امراضنا، واوجاعنا الفكرية . اين ومتي بدأت؟
لست في هذا الشأن سوي قارئ عربي مريض بامراض ثقافية مزمنة، واحاول ان اجد لنفسي علاجاً اطمكئن اليه، ليس إلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 فصل (31) من كتاب «إلجام العوام عن علم الكلام»
« في هذا الفضل، يعرض الغزالي للمعترضين علي ما قاله في الفصل السابق. فإذا قالوا إن التصديق الجازم إذا كان يقع بالأسباب التي اردنا، فإن ذلك لا يعني ان هذا النوع من التصديق هو معرفة. والمعرفة الحق هي تكليف من الله، اما الجاهل فلا.
وجواب الغزالي هو أن قولكم بالاعتقاد الراسخ ليس من باب المعرفة، إذا لم يكن مقروناً بأدلة وبراهين، قول غلط. فما اعتقده الناس، انتقش في قلوبهم، حتي إذا ماتوا انكشف لهم الغطاء، فشاهدوا الامور علي ما اعتقدوها. فالمطلوب، ليس الدليل بحدِّ ذاته، بل الفائدة من الدليل، ومادام الامر اننا نحصل علي الفائدة بدون دليل، فهذا هو المطلوب. فالاعتقاد بالله وبالنبوة وباليوم الآخر، كل هذه الامور حصلت عند اجلاف العرب بدون دليل برهاني، وبدون تفكر ونظر، بل كانوا منصرفين عن كل ذلك الي رعي الابل والمواشي، ولو كلفوا بهذه البراهين، وهذه الادلة لما فقهوا منها شيئاً. فالله لم يكلف الخلق إلا الإيمان والتصديق الجازم بما قاله، كيف ما حصل التصديق.
ومع ذلك فإن العارفين درجة تعلو عن عوام الخلق المقلدين. فإيمان العارف المستدل علي ذلك بالدليل كإيمان المقلد. والمقلد لا يعرف انه تقلد، بل يعتقد جازماً ما يعتقده. وهذا هو المطلوب في تصديق الرسول.
بيد أنه ان صح ذلك، فما هو القول في عامي مقلد، اراد ان يجادل حوحاليس***. هذا العامي ليس مقتنعاً بأدلة القرآن ولا بالاقوال الجلية، بل هو علي تقليده قائم، فماذا نصنع معه مقابل حوحاليس؟. يجيب الغزالي:« هذا مريض، مال طبعه عن صحة الفطرة، وسلامة الخلقة الاصلية، فننظر في شمائله، فإن وجدنا اللجاجوالجدل غالباً في طبعه، لم نجادله، وطهرنا وجه الارض منه، إن كانيجاحدنا في اصل من اصول الإيمن»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوحاليس: لم اعثر علي معني لهذه الكلمة
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

ربما كانت كلمة "حوحاليس" تلك، في كتابة الإمام اأبي حامد الغزالي تلك، ُشِيْرَةً إلى اسم رجلٍ حكيمٍ ونافذ البصيرة في ذلك الزمان، والأُلُوهَةُ وحدُها تعلم، يا نُور.
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

صديقنا ابراهيم، مااسعد ها الطلة. واشكرك ربما كان الامر كذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ايها الولد
مواصلة: كراسة محمد الغزالي (450 ـ 505هـ)«إلجام العوام عن علم الكلام»
لا يعني عرضي لملامح :« إلجام العوام عن علم الكلام، انني اتصدي للغزالي، ولكنني رأيت في هذه الكراسة ما يستحق التوقف امامه. فقد رأيت ان الكراسة تصدر فتوي دائمة ، بامية العوام، وهذه الامية ملتصقة بهذه الطبقة الهلامية مدي الحياة. والخطورة لا تقف عند، فتوي اصدرها حجة الاسلام قبل خمسة عشر قرناً والسلام، ولكن خطرها يتجاوز شخص الغرالي كأحد اكابر علماء الثراث العربي الاسلامي، اقول، هذا الخطر يتجاوز الي الكراسات البشرية، والتي تتناسل من قراءة وحفظ تلك الكراسة، مما يعني استدامة فتوي التجهيل تلك، يضاف اليها الامراض الاخري التي تأتينا من جهة خام الثراث.
ومعروف عن الغزالي، انه كان لسان الدولة السلجوقية، والمدافع عن ايدولوجيتها السنية، ومعروف عنه ايضاً، انه اشتبك مع الضجيج الايدولوجي والثقافي الذي تصدره عشرات الفرق الصوفية والكلامية والفلسفية التي كانت تشتبك في تلك الفترة المضطربة من تاريخ الامبراطورية الاسلامية.
وللغزالي رأي لا يتغير في شأن العوام، والكراسة التي بين ايدينا توضح بصورة جلية رأي الغزاي في العوام، حتي ان كان يصدر تصانيفه بنسخة للخواص، واخري يخص بها العوام.
وساتعرض لما تعرض له العوام علي يد الغزالي في هذه الكراسة، في محاولة لتحريرهم من ظلم بائن في تلك الكراسة بلا ذنب.
فقد بدي لي ان الكثير من امراضنا الثقافية، وما نعانيه اليوم كعرب ومسلمين يأتي من تلك الجهة التي تأتي منها كتب الثراث، والتي تتناسل بلا رقابة؛ عامة او ذاتية، وبذلك تعم بلاويها، تكرس الماضي وتحكم بالتوابيت، وتعطل العقل، وبالتالي تعطل الحياة ذاتها.
وكون الغزالي نفسه، جاء في فترة من اكثر الفترات اضطراباً في التاريخ العربي الاسلامي. ذلك ما عرف بعصر الدويلات، او عصر الانحطاط. فيه تراخت قبضة الدولة المركزية واصابها الوهن، والرجل كان صادقاً في دفاعه عن السلف، ضد الهجمة التي تعرض لها من مختلف الفرق المتصارعة في تلك الفترة. ومن الناحية الاخري كانت الايدولوجية السلجوقية، والتي كانت ترغب في تأمين نفسها ضد ذلك الاضطراب، كانت تطالبه بما يتعدي رغباته المعرفية.
ففي (الفصل 5 من الكراسة المقصودة في هذه الكتابة، يتصدي لاهل المنطق، والقائلين بالاسباب، بالقول ان المعرفة: «هبة من الله، وهذه الهبة. لا يعرف العامي؛ وليس مطلوب منه ان يعرف، متي منحها الله لذلك الممنوح، ولا كيف. وانما عليه فقط ان يصدق، «اما الجاهل فلا» اي انه غير مكلفب المعرفة اصلاً، وبذلك يسقط الغزالي حقاً جوهرياً من حقوق الانسان: حق المعرفة.
طبعاً، نحن نقول ان الغزالي عاش في فترة تضج بالفرق السياسية والكلامية، والفلسفية والصوفية، واشتبك معها كلها في تصدية للدفاع عن السنة، وعن الايدولوجية السلجوقية.
وكأني به في كلمته السابقة: «ان قولكم بالاعتقاد الراسخ، ليس من باب المعرفة، إذا لم يقترن بأدلة وبراهين، قول غلط» كأني به يتصدي للمناطقة، ويبرر غلطهم «بأن اليقين ينقش في النفوس..» « حتي إذا ماتوا انكشف لهم الغطاء» فانتظروا ايها العوام لتعرفوا بعد الموت، فإن الحياة ليست لكم!
وما جدوي الاسباب والسببية، ايها العوام، ما دمتم ستعرفون في الآخرة؟ ويستشهد علي ذلك بعوام جاهلية ما قبل الاسلام، الذين ما كانوا يطيقون البراهين والادلة، فقد حصل تصديقهم بلا معرفة [ إيمان العجائز]. ثم يجزم « فالله لم يكلف الخلق إلا الإيمان والتصديق الجازم» فظلوا في العمي والامية المستدامة!
وبذلك يصل الي مرماه والذي كان نهجه في كل تصانيفه: «فإن العارفين درجة تعلو عن عوام الخلق المقلدين» ومع ذلك وفي مفارقة بائنة: «فأيمان العارف المستدل علي ذلك بالدليل، كإيمان المقلد» كيف يستوي ذلك يا شيخنا؟... يري حجة الاسلام: ففي كلا الحالتين فإن الحاصل هو الإيمان والتصديق، وما دام كلاهما مصدق فهما متساويان «وهذا هوالمطلوب في تصديق الرسول»
وهنا نصل الي عقدة يصعب حلها: فإذا طالب ذلك الامي حقه في ان يعرف، يقول الغزالي هذا مريض، مال طبعه عن صحة الفطرة، وسلامة الخلقة الاصلية، فننظر في شمائله، فإن وجدنا اللجاج والجدل غالباً في طبعه (!!) لم نجادله، وطهرنا منه وجه الارض»
هذا هو الغزالي ينظر للعوام كنجاسة، يجب ان يطهر منها وجه الارض. وهذا وجه آخر من اوجه الدواعش، الذين تشغل جرائمهم العالم كله، بل وكأني به يعلن امية دائمة بحق العوام. وان مطالبتهم بحجقهم في المعرفة، هو دعوة للانتحار،
يرشح الامام نفسه متحدثاً ومفتياً باسم العارفين ، ونيابة عن العوام دون ، حتي مجرد استشارتهم.
**** العوام لا يعرفون.!!
**** ويجب ان لا يعرفوا!!
**** رحم الله حجة الاسلام الغزالي.
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

ايها الولد/ 3

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

ايها الولد/ 3
الباب الاول:
في شرح اعتقاد السلف في هذه الاخبار

«اعلم ان الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند اهل البصائر هو مذهب السلف، اعني مذهب الصحابة والتابعين، وهو الحقُّ عندنا، ان كل من بلغه حديث من هذه الاحاديث من عوام الخلق، يجب عليه فيها سبعة امور:
1) التقديس.
2) ثم التصديق.
3) ثم الاعتراف بالعجز.
4) ثم السكوت.
5) ثم الامساك
6) ثم الكف.
7) ثم التسليم لاهل المعرفة
اما التقديس فاعني به تنزيه الرب سبحانه وتعالي عن الجسمية وتوابعها، واما التصديق، فهو التصديق بما قاله (ص)، وان ما ذكره حق، وهو في ما قاله صادق، وانه حق علي الوجه الذي قاله واراده. واما الاعتراف بالعجز، فهو ان يقر بأن معرفة مراده ليست علي قدر طاقته، وان ذلك ليس من شأنه وحرفته. وأما السكوت فأن لا يسأل عن معناه،. ولا يخوض فيه، ويعلم ان سؤآله عنه بدعة، وانه في خوضه فيه مخاطر بدينه، وانه يوشك ان يكفر، لو خاض فيه من حيث لا يشعر، وأما الإمساك فأن لا يتصرف في تلك الالفاظ، بالتصريف، والتبديل بلغة اخري، والزيادة فيه والنقصان منه، والجمع والتفريق، بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ وعلي ذلك الوجه من الإيراد، والإعراب والتصريف، والصيغة. وأما الكف فأن يكف باطنه عن البحث عنه والتفكر فيه. وأما التسليم لأهله، فأن لا يعتقد أن ذلك ان خفي عليه لعجزه فقد خفي علي رسول الله او علي الانبياء، او علي الصديقين والاولياء. فهذه سبعة وظائف، اعتقد كافة السلف وجوبها علي كل العوام، لا ينبغي ان يظنّ بالسلف الخلاف في شئ منها،...»
ـــــــ(ص45) من كتاب إلجام العوام عن علم الكلام ـــــــــــــــ
ان اهميةكتاب «إلجام العوام عن علم الكلام» تكمن في انه آخر مؤلف وضعه الغزالي قبل وفاته بايام.
ذلك يعني ان ما فيه، هو خياره النهائيبالنسبة الي موقفه من علم الكلام، والذي عدّ في مرحلة من مراحل تطور فكره، انه احد اركانه، وعلي التحذيذ احد اركان الاشعرية، بيد ان الغزالي بعد الازمة التي تحدث عنها في «المنقذ من الضلال» لم ير في علم الكلام علماً نافعاً في حق الله تعالي وفي الإطمئنان الي اليوم الآخر..»
ـــــــــــــــ (ص 33/ إلجام العوام..) ـــــــــــــــ
والاهم عندي : انه عندما كان يكتب هذا الكتاب، في اواخر ايامه، المشكل جريمة في حق العوام.
في هذا الوقت الذي كان فيه يصنف هذا الكتاب كانت خيول الصليبيين تحتل القدس الشريف، بما يشكل تهديدا خطيراً ليس علي المسلمين فحسب وانما علي الرسالة المحمدية كلها. كل هذا لم يحرك غيرة حجة الاسلام علي الاسلام، وانما عكف علي تجهيل القاعدة الانسانية والتي لاجلها تنزل القرآن!
«.. نلاحظ انه في اثناء الشطر الاخير من حياته اقبل وباء الصليبيين علي بلاد الاسلام والعروبة، حيث اجتاح هذا الوباء من الشمال الي الجنوب، وحيث قام الصليبيون بالوان بشعة من التقتيل والتحريق والتدمير والسبي والنهب، وااحتلوا القدس، ووضلت الاخبار المروعة الي بغدادحيث كان الغزالي،ولكنه فيما نري لم يتحرك لذلك ولم يثر. وعاش بعد احتلال الصليبيين للقدس 495هـ اكثر من عشر اعوام، ومع ذلك لم نره يحض علي قتالهم، ولم يحرض عليهم. ويضيف هذا المأخذ ثقلاً علي كاهل الغزالي، ما يروي من ان الصوفية الذين دافع عنهم وقفوا موقفاً سلبياً من معارك الصليبيين، حيث ظن كثر منهم ان هذه الحروب كانت عقاباً من الله تعالي للمسلمين علي ذنوبهم ومآثمهم»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عابد الجابري (ص290) تكوين العقل العربي
ويخيل الي ان الغزالي بتجنيد نفسه، لتجهيل العوام، وإخراجهم من رحمة الرسالة العامة للإسلام، قد خرج من حجة الاسلام الي حجة عليه!
ماذا تفعل الحياة بكائن بهذه المواصفات اللإنسانية، بل، ودون اشعور بالحرج انها اوصاف حيوانية!
فلننظر الي الإشتراطات القاسية التي يشرطها حجة الإسلام علي انسان كرمه الله علي كل الكائنات، وحمله الرسالة التي رفضت الجبال حملها؟؟
اولي الاشتراطلت:
التقديس: وهذا يعنيتقديس كل ما تطفح به كتب التراث من خراب، ومن اكاذيب، ومن افتراءآت، فرضتها الايدولوجيات التي تعاقبت علي وراثة الامبراطورية الاسلامية. وحول العامي الي حيوان بلجام يقوده كل من يرشح نفسه خارج هذه الفئة البئسة «العوام» ومطلوب من هذا الحيوان الملجوم، ان يعترف بكل ما يفسد عقيدته من ما دس علي الاسلام:
** ثم يسكت!!
** ثم إمسك!!
** ثم كف!!
** ثم تسلم لاهل المعرفة؟؟؟
من هم اهل المعرفة هؤلاء؟؟؟
ثم «فهذه السبعة وظائف، [والتي تعني ان العوام ليسو اكثر من حيوانات] إعتقد كافة السلف وجوبها علي كل العوام»
لماذا قصر مثقفونا عن تناول كل ذلك التراث بالنقد الموضوعي، لكانوا وفروا وعياً بخراب الاإسلام السياسي وسدنته وحراسه.
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

ايها الولد..

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

[align=right]عثر الولد، اثناء جوسه الدائم في فضاء المعرفة، فعثر علي هذا النص المشهور، عن صور الاستعباد، والطغاة، فاحتار حيرة عظمي، وحمله الي شيخه الاستاذ، لمزيد من الضوء؟
فقال الشيخ الاستاذ لتلميذه الفتي: ايّ بني، الطغاة كثير، وصور الطغيان في التاريخ البشري اكثر من الحصر!!.. وغايتو، ربنا يجيب العواقب سليمة؟ .. ولكن هيهات.. يا بني، ما دام الطغاة لا يحبذون المزاحمة، في مراقيهم المتوهمة..«اصعد فوق أكوام الخرائب وتمشَّ هناك وانظر إلى جماجم الأعلين والأدنين.»..فلن تكون إلاّ وحدك بين الخرائب، هكذا نبه الشيخ الاستاذ تلميذه، الفتي في محاولة لإعادة قراءة رشيدة، لهذا النص التاريخي.


مقتطف من كتاب، ((حوار السيد والعبد))،،
من التراث البابلي القديم

«يشاع أن العراق ولد ظالما/مظلوما، فمنذ بدء الخليقة وتاريخ العراق حافل بشتى صنوف القهر والظلم والاستبداد. ولست هنا إلا لتقديم نموذج قديم لفكر الاستبداد المتأصل في الحضارات المتعاقبة التي سكنت أرض الرافدين.»

«* أيها العبد. أنصت إليّ.
- هاأنذا يا سيدي. هاأنذا.
* أسرع وأحضر المركبة وأعدها لأذهب إلى القصر.
- اذهب يا سيدي. اذهب سأكون تحت تصرفك.
* لا يا أيها العبد. لن أذهب للقصر. لن أذهب أبدا.
- لا تفعل يا سيدي. لا تفعل.
ربما يرسلك ..(فجوات بالنص ويحتمل أن تكون الكلمة أو الكلمات الناقصة عن إله معين).
ربما تسير في طريق لا تعرفه.
(و) ربما تتألم (أو تندم) على ذلك ليل نهار.
* أنصت إلي أيها العبد.
- هاأنذا يا سيدي، هاأنذا.
* أسرع بإحضار الماء لأغسل يدي حتى أتناول غدائي.
- تغدَّ يا سيدي. تناول طعامك مرة ومرة، فذلك يريح الذهن من متاعبه.
و<<شمش>> نفسه يرعى من يطهر يديه.
* لا يا عبدي. لا.. لن آكل. لن أغسل يدي.
- لا تأكل يا سيدي. لا تأكل.
الجوع والأكل. العطش والشرب. ماذا أفاد منها الإنسان؟
* عبدي! أنصت إلي.
- هاأنذا يا سيدي. هاأنذا.
* أسرع! أسرع! أحضر المركبة أعدها للرحيل.
أريد أن أمضي للخلاء ـ للريف المفتوح ـ.
- اذهب يا سيدي. اذهب.
فالصياد يملأ جوفه.
وكلاب الصيد ستكسر عظام الفريسة.
وصقر الصياد سيهبط عليها (…..)
والحِمار الوحشي سيعدو مسرعا (…..)
* لا يا عبدي. لا..
- لا تفعل يا سيدي. لا تفعل.
إن حظ الصياد متقلب،
كلب الصيد ستنكسر أسنانه.
وصقر الصياد سيرجع إلى (عشه).
والحِمار الوحشي سيهجع (أو يأوي) إلى حظيرته في الجبال.
* أيها العبد. أنصت إلي.
- هاأنذا يا سيدي. هاأنذا.
* قررت أن أُكوِّن أسرة وأُنجب أطفالا.
- افعل يا سيدي. وليكن لك أطفال، فالرجل الذي يبني بيتا (أو يكوّن أسرة) إنما ( …… فجوات واضطراب شديد في النص).
* إن الباب سيسمى الفخ!
والإنسان الذي يتزوج يلقي بنفسه بين أحضان جلاده (أو معذبه ومضطهده) ولا بد أن يستسلم.. ويرضى.
- إذن فاستسلم يا سيدي.
كوّن أسرةً وابنِ بيتا.
* لا.. لن أفعل. لن أبنيَ بيتا.
- لا تفعل يا سيدي. لا تفعل.
فمن يسرِ على هذا الطريق يهدم بيت أبيه (؟).
- الزم الصمت يا سيدي. الزم الصمت.
* لا يا عبدي. لن أصمت. لن ألزم الصمت.
- لا تصمت يا سيدي. لا تصمت.
إلا إذا فتحت فمك فسيقسو عليك مضطهدوك.
* أنصت يا عبدي. أنصت.
- هاأنذا يا سيدي. هاأنذا.
* سأقود ثورة.
- قُد ثورة يا سيدي.
إنك إن لم تفعل
فمن أين تأتي بملابسك؟
من يساعدك على ملء بطنك؟!
* لا يا عبدي. لن أقوم بثورة.
- لا تفعل يا سيدي. لا تفعل.
الثائر (من يقود ثورة) إما أن يقتل أو يسلخ جلده.
أو تسمل عيناه.
أو يلقى القبض عليه.
أو يرمى في السجن.
* أنصت يا عبدي. أنصت!
- هاأنذا يا سيدي. هاأنذا.
* سأعشق امرأة يا عبدي.
- اعشق يا سيدي. اعشق.
فالعاشق ينسى الحزن ويطرد خوفه.
* لا يا عبدي. لن أعشق امرأة.
- لا تعشق يا سيدي. لا تعشق.
فالمرأة جحر أو حفرة.
هاوية، فخ، مصيدة.
المرأة خنجر حديد مسنون يقطع رقبة الرجل.
* أنصت لي يا عبدي. أنصت لي.
أسرع أسرع. أحضر ماء لأغسل يدي حتى أضحي لإلهي.
- ضحِّ يا سيدي. ضحِّ وقدم قربانك لإلهك.
إن من يقدم الأضاحي لإلهه سيُسرُّ للصفقة التي يقوم بها،
إنه يبادل قرضا بقرض،
ويرد دينا بدين.
* لا يا عبدي. لن أضحي لإلهي.
- لا تضحِّ يا سيدي. لا تضحِّ.
على إلهك أن يسعى وراءك كالكَلْب سواء سألك أن تقدم له الطقوس أو طلب منك أن تؤدي له الفريضة أو أي شيء آخر.
* أنصت يا عبدي.
- هاأنذا يا سيدي. هاأنذا.
* سأقرض الناس يا عبدي (سأعطي المساكين)
- أقرض يا سيدي. أقرض.
فالمحسن (أو المقرض) يبقى قمحه هو قمحه (تزداد غلته) ويربو مكسبه.
* لا يا عبدي. لن أقرض أحدا.
لن أفعل هذا أبدا.
- لا تفعل يا سيدي. لا تفعل.
فالإقراض (أو الإحسان) كالعشق.
واسترداد القرض مثل إنجاب الأطفال.
سيأكلون قمحك ويصبون اللعنات عليك.
ويسلبون (ك) الفوائد التي جنيتها.
* أنصت لي يا عبدي. أنصت لي.
- هاأنذا يا سيدي. هاأنذا.
* سأتصدق بالطعام على أهل قريتي (ضيعتي) الفقراء.
- تصدق يا سيدي. تصدق.
من يتصدق يزدد محصوله في الغلّة.
* لا يا عبدي. لن أتصدق على فقراء القرية.
- لا تفعل يا سيدي. لا تفعل.
سيأتون على قمحك
ثم يصبون اللعنات على رأسك.
* أنصت لي يا عبدي. أنصت لي.
- هاأنذا يا سيدي. هاأنذا.
* سأقدم (خدمة عامة) إلى بلدي.
- قدم يا سيدي. قدم.
من يفعل ذلك يبارك مردوخ عمله (حرفيّا: توضع أعماله في حلقة مردوخ).
* لا يا عبدي. لن أقدم خدمة إلى بلدي.
(أو لن أتبرع لبلدي بشيء).
- لا تفعل يا سيدي! لا تفعل!
اصعد فوق أكوام الخرائب وتمشَّ هناك وانظر إلى جماجم الأعلين والأدنين.
من كان الظالم منهم (أو المسيء).
ومن المظلوم (أو المحسن)؟
من كان الشرير ومن كان الطيب؟
* أنصت يا عبدي. أنصت!
- هاأنذا يا سيدي ـ هاأنذا.
* ما الخير إذن؟
- الخير؟ أن يُدقّ عنقك وعنقي.
الخير؟ أن تلقى في البحر وألقى فيه.
- من ذا الذي طالت قامته حتى صعد إلى السماء؟
من ذا الذي اتسعَ منكباه حتى احتضن العالم السفلي؟ (أو احتوى العالم بذراعيه).
ويبدو أن السيد يعود للمرة الأخيرة إلى تهوره فيقول:
* لا يا عبدي. سأقتلك وأرسلك أنت أولا إلى هناك.

- لن يحتمل سيدي العيش بعدي ثلاثة أيام.
أضف رد جديد